أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 05 تشرين الثاني، 2012


مؤتمر الدوحة: خلافات على التمثيل ونسبه

دمشق – لندن – «الحياة» – أ ب، أ ف ب

دعا المعارض السوري البارز رياض سيف أطياف المعارضة السورية، خاصة «المجلس الوطني» إلى دعم خطته لإنشاء «فريق قيادة جديد» للمعارضة السورية من 50 شخصا، وذلك تمهيدا لنيل اعتراف المجتمع الدولي بالتنظيم الجديد كـ»ممثل شرعي ووحيد» للشعب السوري وتشكيل «حكومة انتقالية» معترف بها دوليا. وفيما تنظر أطياف من المعارضة السورية إلى فكرة سيف على انها «تضعف» نفوذ «المجلس الوطني»، ما أنعكس على أجواء اجتماع حضره نحو 400 معارض في الدوحة أمس للبحث في إعادة هيكلة المجلس وانتخاب قيادة جديدة له وخطة سيف. وقال عبد الباسط سيدا رئيس «المجلس الوطني» إنه لا يرفض فكرة تشكيل هيكل جديد للمعارضة السورية، إلا أن شدد على أن «المجلس الوطني» يجب أن يحصل على نحو 40 في المئة من تمثيل أي تشكيل جديد للمعارضة. ووسط خلافات ونقاشات ساخنة لن يترتب عليها فقط إعادة هيكلة المعارضة السورية، بل ايضا طريقة التعاطي الدولي معها، قال رياض سيف في تصريحات للصحافيين في الدوحة إنه يريد تشكيل «فريق قيادة» جديد للمعارضة السورية من 50 شخصا، بينهم المزيد من ممثلي الداخل السوري، مثل القيادات العسكرية والمدنية لتنسيقيات المدن السورية. واوضح ان الهدف من فكرته تعزيز ثقة المجتمع الدولي في المعارضة. واضاف، في تصريحات نقلتها وكالة «اسوشييتد برس» أنه إذا استطاع اقناع «المجلس الوطني» بتبني فكرته، فإن المجتمع الدولي سيعقد اجتماعا لاصدقاء سورية في المغرب لاعلان دعمهم للكيان الجديد، موضحا أن قرارا حول تشكيل «فريق جديد للقيادة» سيتخذ الخميس المقبل في الدوحة.

وتابع:»إذا استطاع السوريون اختيار قيادة يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، فإن العالم كله سيقف وراءها… ربما نحو 100 دولة ستعترف بالقيادة الجديدة كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري». ولفت إلى أن مؤتمر المغرب «سيكون منصة انطلاق للحكومة الانتقالية. كما أعلن أن الكثير من الدول المؤثرة تدعم خطته، من دون أن يحددها.

ووفق سيف، فإن مبادرته «ليست بديلاً عن المجلس الوطني، لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءاً مهماً منها، فإسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني».

ويجد «المجلس الوطني» نفسه محاصرا بضغوط دولية لإعادة ترتيب بيت المعارضة، بحيث تكون أكثر تمثيلا. وتضغط واشنطن أكثر من غيرها في هذا الاتجاه. ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول اميركي بارز قوله إن واشنطن «لا تريد حضور مؤتمر اخر لاصدقاء سورية ما لم يحدث تغيير في هيكلية المعارضة السورية».

وأعرب مسؤلون كبار في «المجلس الوطني» عن رفضهم لخطة سيف، وانتقدوا تدخل اميركا في الشأن الداخلي للمعارضة السورية.

غير أن سيدا قال إنه ومسؤولين آخرين في المجلس «لم يرفضوا خطة سيف، لكن يرون أن المجلس الوطني يستحق على الأقل تمثيلا أفضل» من غيره. وقال لـ»اسوشييتد برس» ان «المجلس الوطني السوري يجب أن يسيطر على الأقل على 40 في المئة في أي هيكل جديد» للمعارضة السورية، موضحا أن المجلس»يعبر عن شرائح واسعة من الشعب السوري».

وكان سيدا قال، في كلمة افتتاحية وزعت على الصحافيين ان اجتماع الخميس، «لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية». كما عبر بوضوح عن الاستياء من «جهود كثيرة بذلت وتبذل من اجل تجاوز المجلس الوطني السوري… والبحث عن هياكل بديلة».

ويبحث المعارضون في الدوحة على مدى خمسة أيام هيكلة المجلس الوطني، وذلك قبل التصويت على خطة رياض سيف. إلا أن الأنظار تتجه إلى يوم الخميس، الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار «اجتماع تشاوري» دعت إليه الجامعة العربية وقطر. ويتوقع أن يبحث الاجتماع في إنشاء حكومة في المنفى، ونفى رياض سيف عزمه أن يشغل منصب رئيس هذه الحكومة بعد أن طرح اسمه بقوة في الأيام الأخيرة.

وفي القاهرة، عقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اجتماعا صباح أمس في مقر الجامعة مع المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، وذلك قبيل لقائهما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة ليل أمس.

وقال مصدر ديبلوماسي في الجامعة إن لقاء العربي والإبراهيمي، لم يكن مجدولا وإنما جرى خلاله التشاور وتنسيق المواقف العربية قبيل الاجتماع مع لافروف. وأضاف أن العربي والإبراهيمي يبحثان مع لافروف في الوضع السوري ومحاولة الوصول إلى بلورة رؤية مشتركة، أو حتى خطة جديدة يمكن البناء عليها في حل الأزمة في سورية.

وسيتوجه لافروف بعد القاهرة الى عمان لاجراء محادثات مع الملك عبدالله الثاني ونظيره الاردني ناصر جودة حول الازمة السورية. كما يلتقي لافروف وزراء خارجية مجلس التعاون في منتصف تشرين الثاني من دون ان يحدد مكان اللقاء.

ميدانيا، تعرضت مناطق عدة في ريف دمشق وريف حلب وإدلب لغارات من الطيران الحربي والمروحي السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى إسقاط طائرة حربية في دير الزور (شرق).

وتزامنت هذه الأحداث مع انفجار في العاصمة وتحقيق المقاتلين المعارضين مكسباً مهماً من طريق الاستيلاء على حقل نفطي في شرق البلاد. وقال ناشطون إن معارضين استولوا على حقل الورد النفطي وهو من أهم الحقول النفطية في دير الزور وهذه هى المرة الاولى يستولى فيها المعارضون على حقل نفطي منذ بدء الحركة الاحتجاجية.

«الحياة» تنشر تفاصيل مشروع هيكلة المجلس الوطني: زيادة تمثيل قوى الحراك الثوري إلى الثلث وقيادات شبابية إلى الصف الأول

الدوحة – محمد المكي أحمد

قدمت «لجنة إعادة الهيكلة والعضوية» التي شكلها «المجلس الوطني السوري» المعارض تقريرها النهائي للمجلس أمس، والذي يشكل أهم تطور في أعمال اليوم الأول لمؤتمر الدوحة. وحصلت «الحياة» على تفاصيل مشروع الهيكلة الذي يتوقع إقراره اليوم بعد اجتماعات للجنة المكلفة في فترة زمنية لا تتجاوز 38 يوماً. وفي صدارة تفاصيل الهيكلة «رفع تمثيل المرأة إلى 16 في المئة»، و «زيادة تمثيل قوى الحراك الثوري والميداني إلى ما يزيد عن ثلث أعضاء المجلس بإضافة 29 مكوناً جديداً»، و «ضم منظمات المجتمع المدني بحيث أصبحت تشكل 10 في المئة من أعضاء المجلس بإضافة 24 منظمة مجتمع مدني».

وأقرت اللجنة التي تضم ممثلين عن كل مكونات المجلس «ضم مكونات سياسية جديدة للمجلس من أطياف المعارضة السورية كافة (16 قوة وتكتلاً سياسياً) بما نسبته 45 في المئة من أعضاء المجلس». وقالت اللجنة إن «المشكلة التي واجهتها هي أن هذه التوسعة ستؤدي إلى ارتفاع عدد أعضاء الهيئة العامة إلى ما يتجاوز الـ600، وهو أمر مخالف لقرار الأمانة الذي يحدد سقف العدد بـ400 عضو».

وجاء في التقرير النهائي أنه «في اجتماع الأمانة العامة بتاريخ 14/10/2012 والذي حضره أعضاء اللجنة وقدموا تقريرهم طلبت الأمانةُ العامة ترشيق العدد إلى حدود الرقم 400، الذي اعتمدته في قرار سابق مع الأخذ في الاعتبار أنه يتيح هامشاً للزيادة بنسبة 10 في المئة، وعدم قبول طلبات ضم منظمات المجتمع المدني وكذلك إعادة النظر بالنظام الانتخابي لتجنب العيوب التي ظهرت فيه لاحقاً مع تطور أعمال التوسعة».

وقالت اللجنة إنها اجتمعت على هامش اجتماع الأمانة العامة وقدمت مقترحاً جديداً للنظام الانتخابي، وأجرت عملية ترشيق بتخفيض عدد المقاعد لجميع مكونات المجلس والمرشحة للانضمام إليه بنسبة 20 في المئة مع الحفاظ على نسبة تمثيل المرأة بما لا يقل عن 15 في المئة و30 في المئة للحراك الثوري، و25 في المئة للأقليات.

وأضافت اللجنة أنها أنجزت مهمتها في الدوحة، وتابعت تطبيقاتها حل بعض المشكلات العالقة حتى تاريخ 31/10/2012، حيث أعدت القائمة النهائية المقترحة لأعضاء الهيئة العامة، حيث تضمنت القائمة القوى والكتل السياسية الآتية، بينها 15 كتلة سياسية جديدة: وهي «الاخوان المسلمون»، «إعلان دمشق»، «التيار الشعبي الحر»، «مجموعة العمل الوطني»، «الكتلة الوطنية المؤسِّسَة»، «الائتلاف الوطني لحماية المدنيين»، «التيار الوطني السوري»، «مجلس القبائل السورية»، «الحركة التركمانية الديموقراطية السورية»، «الكتلة الوطنية التركمانية»، «كتلة الديموقراطيين المستقلين»، «المنظمة الآثورية»، «ائتلاف العشائر السورية»، «تجمع الحرية والكرامة»، «تجمع أحرار سورية»، «تيار الكرامة الوطني»، «تيار بناة المستقبل»، «جبهة العمل الوطني لكرد سورية» «حزب الاتحاد السرياني»، «حزب الأحرار» و «حزب الحياة الجديدة».

كما ضمت قائمة الحراك الثوري اثنين وثلاثين مكوناً هي: «اتحاد تنسيقيات الشباب السريان الآشوريين»، «اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد»، «آفاهي»، «ائتلاف سوا»، «تنسيقية الحسكة الموحدة»، «تنسيقية كوباني»، «اتحاد تنسيقيات حوران»، «اتحاد شباب سورية من أجل الحرية»، «الحراك الثوري اللاذقية»، «الحراك الثوري المستقل»، «الحراك السلمي السوري»، «الحسكة»، «المجلس المحلي في القلمون»، «لجان التنسيق المحلية»، «المجلس الأعلى لقيادة الثورة»، «المجلس الأعلى للثورة في مدينة حلب»، «المجلس الانتقالي الثوري في محافظة حلب»، «المجلس الثوري في حمص»، «المرابطون»، «مجلس الثورة بحمص»، «ائتلاف 15 آذار»، «حركة رشد ودير الزور»، «المجالس الثورية في حماة»، «كتلة شباب سورية المستقبل»، «مجلس إدلب وريفها»، «مجلس مدينة إدلب»، «مجلس قيادة الثورة بريف دمشق»، «مجلس قيادة الثورة في القنيطرة والجولان»، «مجلس قيادة الثورة في مدينة دمشق»، «هيئة التغيير نحو العدالة والنماء» و «نشطاء الحراك الثوري في الرقة».

وأعربت اللجنة عن تطلعها إلى «أن تحقق هذه التوسعة في أعمال المؤتمر الثاني للهيئة العامة للمجلس الوطني السوري آمال الشعب السوري وتطلعاته في بناء سورية وتطور من أدائه بما يستجيب لتطورات المرحلة».

وشرح أمين سر لجنة إعادة الهيكلة عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني السوري» المعارض عبدالرحمن الحاج في تصريحات إلى «الحياة»» خلفية إعداد التقرير النهائي للجنة إعادة الهيكلة. وقال إنه «أجريت محاولات لإجبار المجلس الوطني على إعادة الهيكلة وأدت الطريقة التي دفع إليها المجلس (سابقاً) إلى رفض المشروع من داخل المجلس، ولم تكن مقبولة فكرة إجبار المجلس على إعادة الهيكلة حتى لا يكون القرار خارجياً، وأخيراً شعرنا بأن هناك مشكلات وحاجة لضم المعارضة المتزايدة في حجمها وتنظيماتها».

وزاد أن «هناك أيضاً تغييرات واسعة فرضت وجودها على الأرض، فنشأت تنظيمات جديدة، وحاجة لعمليات إغاثة، ووجدت مناطق محررة وتنظيمات إدارة محلية، وأصبح الجيش الحر أقوى التنظيمات وحقق تطورات على الأرض ما أدى لوجود مسافة بين ما يجري على الأرض والمجلس الوطني، ولذلك قررنا إعادة الهيكلة».

وأكد أن «الهيكلة ستدفع بالقيادات الشابة إلى الصف الأول، وستحدث تغييرات في سياسات المجلس وعلاقته بالداخل وقدرته على الاستجابة لاحتياجات الشارع»، مؤكداً «وجود توجه قوي وواضح من عموم الأعضاء الشباب الذين سيكون لهم دور بالانتقال بالمجلس إلى داخل المناطق المحررة».

وحول ما إذا وضع المجلس شروطاً لضم قوى لم تكن في المجلس، إلى الهيكلة الجديدة. أجاب «وضعنا عدداً من الشروط من أهمها أن تكون التنظيمات فاعلة وتمثل المناطق كافة والمجالس المحلية الثورية والإدارة المحلية لتستوعب التغييرات في الفترة الماضية، وعلى هذا الأساس انضم نحو 26 تنظيماً تمثل المحافظات كافة والمجالس».

وحول تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في شأن توسيع إطار المعارضة، قال: «لا أحد يحدد للمجلس الوطني أي تنظيم يضم، هذا قرار وطني يتعلق بالسيادة الوطنية، والمجلس الوطني يمثل أكبر تنظيمات المعارضة ويضم 35 تنظيماً ثورياً وحوالى 24 تنظيميا سياسياً، وهم (الأميركيون) لم يقدموا شيئاً للمعارضة». وشدد على أن «المجلس الوطني يشكل الكتلة الحرجة في المعارضة، وأي مشروع لا يكون جزءاً منه لا ينجح، وفي أحسن الأحوال سيزيد تمزق المعارضة». وكان تقرير لجنة التوسعة أشار في بدايته إلى أنه بناء على قرار الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الرقم 11 الصادر بتاريخ 10/6/2012، تشكلت بمقتضاه اللجنة، والتي تهدف إلى «مأسسة العمل السياسي ضمن المجلس الوطني السوري واستيعاب المزيد من قوى الحراك الثوري والسياسي والميداني ومنظمات المجتمع المدني الناشئة، وتعزيز قيم الديموقراطية في المجلس وذلك من خلال الانتقال من التوافق السياسي إلى الانتخاب واختيار الهيئات القيادية عبر الانتخاب، وتفعيل هيئات المجلس لمواجهة استحقاقات الثورة خلال المرحلة المقبلة».

وأوضحت اللجنة أنها اجتمعت سبع مرات من حزيران (يونيو) وحتى تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام لتنفيذ قرار الأمانة بما يمكن من مهنية وشفافية، وقد عقدت اللجنة أول اجتماعاتها في دورتها الأولى في 15/6/2012 واستمر حتى 24/6/2012. وانتهت اللجنة من وضع مسودة المشروع الذي يتضمن الانتقال من التوافق إلى الانتخاب الديموقراطي، والقانون الانتخابي اللازم لذلك، وتنظيم الهيئة العامة ومكوناتها لتحقيق الحد الأدنى للتوازن، وتحديد أسس التوسعة الجديدة التي يتطلبها المجلس لاستيعاب المكونات السياسية الجديدة التي ظهرت بعد تأسيس المجلس الوطني، وكذلك القوى التي كانت قائمة ولم تدخل المجلس، وكذلك تمثيل قوى الحراك الثوري بما يتناسب مع التغييرات على الأرض خلال عام من تأسيس المجلس، وتحديد المواد التي تحتاج إلى التعديل وفق النظام الأساسي طبقاً للتطورات.

وأوضحت اللجنة أنها استندت إلى معايير عدة في عملها، وتتمثل في «الانتقال من التوافق إلى الديموقراطية في إنتاج الهيئات وآليات اتخاذ القرار، والتركيز على تمثيل الحراك الثوري والقوى الفاعلة على الأرض، وتعزيز دور المرأة وتمثيلها في مختلف هيئات المجلس، وتوسيع المشاركة في صنع القرار».

وأشارت إلى أن «الأمانة العامة» للمجلس أقرت مسودة المشروع، وكلفت اللجنة ذاتها إجراء التعديلات اللازمة على مسودة النظام الأساسي. ثم طُلب من اللجنة تنفيذ التوسعة أيضاً ودراسة طلبات الانضمام ووضع الخطط اللازمة لتعديل تمثيل الحراك الثوري والمرأة وبعض مكونات المجلس بما يحقق التوازن فيما بينها، وانطلاقاً من ذلك بدأت اللجنة في 25/8/2012 اجتماعاتها التي عقدت في ثلاث دورات وأنهت أعمالها في اختتام الدورة الثالثة بتاريخ 2/10/2012 وذلك لتنفيذ مشروع التوسع، وقد شمل عملها وضع أسس ومعايير الانضمام للمجلس الوطني السوري، والتفاوض مع القوى السياسية الراغبة بالانضمام ودعوة القوى الأخرى التي لم تتقدم بذلك، ودراسة طلبات الانضمام، وتقديم توصية في شأنها جميعاً.

خطة سيف تصطدم بشروط “المجلس الوطني

لا تقدم بين لافروف والعربي والابرهيمي

    (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

برزت خلافات حادة في الرأي بين فصائل المعارضة السورية التي بدأت مؤتمرا مصيريا في الدوحة أمس، على الخطة التي اقترحها المعارض السوري البارز رياض سيف الذي تدعمه الولايات المتحدة لتوحيد المعارضة السورية في الخارج والداخل تحت لواء “هيئة المبادرة الوطنية السورية”، التي يمكن ان تكون نواة لحكومة سورية في المنفى. لكن رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا الذي تدعمه قطر وتركيا رأى ان نسبة تمثيل المجلس في الهيئة المقترحة يجب أن تصل الى 40 في المئة.

ومن المقرر ان يحدد مؤتمر الدوحة موقفا في الايام القريبة من خطة سيف التي تنص على انشاء هيئة قيادية للمعارضة تضم 50 عضوا، تكون حصة “المجلس الوطني السوري” فيها 15 عضوا، الامر الذي سيحد من نفوذ المجلس، لمصلحة القادة الميدانيين للانتفاضة والزعماء المحليين في الداخل السوري الذين سيحصلون على نسبة أوسع من التمثيل.

وقال سيف إن مبادرته حظيت بتأييد 12 دولة رئيسية، لكنه لم يذكر اسماء هذه الدول. وأضاف انه اذا اتخذ قرار في شأن القيادة الجديدة الخميس، فقد تعترف 100 دولة بالقيادة الجديدة ممثلا شرعيا ووحيدا للسوريين. وأوضح ان تلك الدول ستشارك في اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” في المغرب لدعم المجلس المنتخب الجديد.

وكان سيف صرح في مقابلة الاسبوع الماضي بأن الاعتراف  الغربي والتركي والعربي بالمجلس الجديد سيساعد في نقل صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات الى قوات المعارضة المسلحة ويساهم في “حسم المعركة”.

لكن سيدا رفض الأخذ بتفاؤل سيف، مذكرا “بأننا واجهنا وضعا مماثلا عندما أنشأـنا المجلس الوطني… لقد كانت هناك وعود مشابهة، لكن الاسرة الدولية لم تعطنا ما يحتاج اليه المجلس الوطني لأداء عمله”.

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام زيارة للمملكة العربية السعودية المعارضة السورية الى تأليف حكومة في المنفى.

العربي ولافروف والابرهيمي

وفي القاهرة، اخفق اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي في التوصل الى أي اتفاق على الأزمة السورية.

وصرح العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف والابرهيمي بانه “تم بحث في جميع جوانب الموقف. تكلمنا عما تم التوصل اليه في اجتماع جنيف في حزيران الماضي، وكل طرف تحدث عن ضرورة التقدم الى الامام، ولكن لا شيء جديداً”.

واما لافروف، فاتهم الدول المؤيدة للمعارضة بأنها تنصلت من اعلان جنيف، فهي “لا تتصل بالحكومة وتشجع المعارضة على الكفاح المسلح حتى النصر، وهذا له عواقب سلبية”. وتوقع ان يعود جميع الاطراف المشاركين في اعلان جنيف الى نص الاعلان وروحه “وسوف ندعم مهمة الابرهيمي”.

وقال الابرهيمي ان “وزير خارجية روسيا لا يختلف معنا على ان الوضع في سوريا سيىء للغاية، وليس هناك حل عسكري للازمة السورية. اما حل سياسي يتفق عليه الجميع أو سوريا مستقبلها سيىء للغاية ولن تبقى الازمة داخل الحدود السورية بل سوف تتدفق الى دول مجاورة، ويمكن ان تمس بدول بعيدة عن حدودها”.

في غضون ذلك، استولى مقاتلون معارضون على حقل الورد النفطي في محافظة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استغرقت ساعات.

وتعرضت مناطق عدة في ريف دمشق وريف حلب وادلب لغارات جوية، تزامنت مع انفجار في دمشق.

بدء اجتماع المعارضين السوريين تحت المظلة القطرية: المجلس الوطني يحاول استعادة السيطرة.. وسيف يرفض الحكومة

بدأ المعارضون السوريون اجتماعهم في الدوحة أمس، الذي يُفترض أن يستمر لأربعة أيام ليكون الخميس المقبل موعد الإعلان النهائي عن القيادة الجديدة. كل ما يحيط باللقاء، الذي يُحضّر له منذ فترة غير قصيرة، يوحي بأنه مصيري. الهدف منه خلق قيادة جديدة للمعارضين المنقسمين في الداخل والخارج، بعد أن حاولت أميركا ومعها غالبية الحلفاء دفن القيادة الحالية إلى غير رجعة.

لم يخرج الكثير عن جلسات أمس، وإن كان المجلس الوطني الحالي قد بذل جهوداً كبيرة لإثبات وجوده وتأكيد استحالة الاستغناء عنه باعتباره «الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام»، بحسب الرئيس عبد الباسط سيدا في الكلمة الافتتاحية.

وكانت واشنطن قد أعلنت عن عملها على تشكيل هيئة قيادية جديدة تضم خمسين عضواً من بينهم 15 للمجلس الحالي، في ظلّ دعم خليجي خالص وتحفظ تركي خجول، في وقت انتقدت طهران المبادرة واعتبرت أن «اجتماعات فصائل المعارضة السورية غير مفيدة، إذ يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية»، بحسب وزير الخارجية علي صالحي.

وسيقوم حوالي 286 عضواً من المجلس الوطني الحالي بتعديل نظام الأخير لزيادة عدد أعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة بعد غد الأربعاء، فيما تتجه الأنظار إلى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار «اجتماع تشاوري» دعت إليه الجامعة العربية وقطر.

ويفترض أن يبحث اجتماع الخميس إنشاء حكومة في المنفى، في وقت نفى المعارض البارز رياض سيف عزمه أن يشغل منصب رئيس هذه الحكومة بعد أن طرح اسمه بقوة في الأيام الأخيرة. وقال سيف إنه لن يكون مرشحاً «بأي شكل من الأشكال»، فـ«عمري 66 سنة ولدي مشاكل صحية».

وبحسب سيف «في يوم 8 تشرين الثاني، سنخرج قيادة سياسية وهي التي ستشكل حكومة تكنوقراط في أقرب وقت ممكن». كما توقع أن تعترف مئة دولة أو أكثر بالكيان المعارض الجديد.

ودعا سيف إلى تشكيل هيكل يضم مسلحي «الجيش السوري الحر» مع المجالس العسكرية الإقليمية وغيرها من الوحدات المقاتلة مع الكيانات المدنية المحلية وشخصيات معارضة بارزة، لافتاً إلى أن الاعتراف الغربي والتركي والعربي بالمجلس الجديد سيساعد في نقل صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات إلى قوات المعارضة المسلحة.

وبالعودة إلى موقف المجلس الوطني الحالي، فقد عبّر سيدا بوضوح عن الاستياء من «جهود كثيرة بذلت وتبذل من أجل تجاوز المجلس الوطني السوري… والبحث عن هياكل بديلة».

من جانبه، صرّح الرئيس السابق للمجلس برهان غليون أن «فكرة إنشاء كيان موسع للمعارضة ليست سيئة لكن لدينا تحفظات على طريقة طرحها، إذ بدت للبعض وكأنها تأتي في إطار نفي ما سبق».

والمهمة المنتظرة من المبادرة الوطنية السورية ستكون بحسب غليون «توحيد القوى العسكرية في الداخل … وتشكيل جهاز تنفيذي بتسلم مهمات حكومة منفى»، متوقعا ألا تُعلن حكومة المنفى في اجتماع يوم الخميس.

يُذكر أن المجلس الوطني أعلن رفضه تولي رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب رئاسة الحكومة الانتقالية أو أي منصب قيادي في المعارضة السورية كما هو مطروح.

وأكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي عبد الرحمن الحاج «انضمام نحو 16 تنظيما وكتلة سياسية و525 تنظيما ثوريا ومجلس إدارة محلية ولجنة حراك ثوري من كل المدن السورية إلى المجلس الوطني».

وفي الموقف الإيراني، اعتبر صالحي أن الأساس هو لقاء المعارضة بالنظام لتشكيل حكومة انتقالية، أما الباقي فلا يفيد. وقال وزير الخارجية، في حديث لصحيفة «الوطن» القطرية، إن «إحدى النتائج التي يمكن أن تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، إذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار».

وكان خلص اجتماع احتضنته العاصمة الأردنية عمان الخميس الماضي إلى تشكيل ما سمي بهيئة المبادرة الوطنية التي تهدف إلى إنشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة السورية قبل إعلان حكومة مؤقتة في المنفى.

وحضر لقاء عمان 25 شخصية بينها رياض سيف الذي دعا إلى الاجتماع ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب وكمال اللبواني وممثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني.

ووفقا لمحمد العطري، فإن المبادرة «عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلا لجميع شرائح المعارضة، ويتكون من المجلس الوطني (الأعضاء الـ14) والمجلس الوطني الكردي (3) والمجالس المحلية التي تعنى بتنظيم الشؤون في الداخل، والمجالس الثورية في الداخل، والشخصيات السياسية والتاريخية، وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين».

وأشار العطري إلى أن «مشاورات ستجري لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسما بديلا من المجلس الوطني أو ائتلافا جديدا».

في المقابل، شهد اللقاء مقاطعة من العديد من أطراف المعارضة السورية، حيث أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي فى سوريا أنها لن تشارك، لأن «الدعوة إلى المؤتمر ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة فى الإعداد، إضافة لإشارات توحي بأن هذه الدعوة لا تعبر عن إرادة السوريين المستقلة».

وخلص المكتب التنفيذي للهيئة إلى «ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية على قدم المساواة من كل أطياف المعارضة الرئيسية من أجل التحضير التنظيمي والسياسي، تنطلق مما تم التوافق عليه من الوثائق الصادرة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية لكى يبنى عليها».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز)

«المجلس الوطني» يطلق مؤتمره في الدوحة

لافروف ـ العربي ـ الإبراهيمي: لا اتفاق بشأن سوريا

فشل اجتماع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة أمس، في الاتفاق على خطة محددة لإخراج سوريا من الأزمة، على الرغم من اتفاق الثلاثة على ضرورة وقف العنف بسرعة، فيما اقترب الابراهيمي من الاقتناع بخطة جنيف التي تسوّقها روسيا.

في هذا الوقت، افتتح المجلس الوطني السوري اجتماعا في الدوحة، يستمر حتى الأربعاء، بهدف توسيع المجلس، على أن يُعقد الخميس اجتماع مع معارضين آخرين لبحث الفكرة الأميركية حول تشكيل «حكومة في المنفى».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، أن مسلحين استولوا على حقل نفطي في دير الزور، مشيرا إلى أن الطيران السوري واصل شن غارات على مناطق في ريف دمشق وادلب وريف حلب. وأضاف «قتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 134 شخصا».

وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى إصابة 11 شخصا في انفجار عبوة في دمشق، مضيفة أن «إرهابيين ارتكبوا مجزرة في قرية حارم (في ريف ادلب) ذهب ضحيتها 30 شخصا». (تفاصيل صفحة 13)

وقال العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الإبراهيمي ولافروف، «بحثنا جميع جوانب الموقف حيال سوريا. تكلمنا حول ما تم التوصل إليه في اجتماع جنيف في حزيران الماضي، وكل طرف تحدث عن ضرورة التقدم إلى الأمام لكن لا شيء جديداً ومحدداً». وأضاف ان «الجامعة العربية مهتمة بالموضوع اهتماما خاصا. إن موضوع وقف إطلاق النار يحظى باهتمام بالغ، ونشعر بأهمية الوقت، وضرورة وقف نزيف الدم في سوريا».

وقال لافروف، من جهته، لقد «أولينا اهتماما كبيرا للازمة السورية، لأنها تخص، قبل كل شيء، الاستقرار الإقليمي». وأضاف «نحن نؤكد انه لا حل عسكريا للأزمة»، مؤكدا أن «الأولوية هي لوقف العنف وإنقاذ حياة الناس. وعلى الأطراف المتورطة بالأزمة السورية إجبار الجميع على التوقف عن إطلاق النار، والجلوس حول طاولة المفاوضات، بناء على بيان جنيف».

وتابع لافروف، الذي ينتقل اليوم إلى العاصمة الأردنية عمان كما يلتقي نظراءه الخليجيين منتصف تشرين الثاني الحالي، «أعتقد أننا البلد الوحيد الذي يعمل مع الحكومة السورية والمعارضة، ونحاول إقناع الأطراف السورية بوقف العنف في وقت واحد، وإقناعهم بالجلوس حول طاولة المفاوضات وضرورة التفاوض حول تشكيل هيئة للحكم الانتقالي. للأسف الشديد فإن بعض الدول، المشاركة في اجتماع جنيف، تنصلت منه ولا تتحدث مع الحكومة السورية بل مع المعارضة فقط، وتشجع المعارضة على مواصلة الكفاح المسلح حتى النصر، وهذا أمر وخيم جدا».

وتابع لافروف «نأمل من جميع الأطراف المشاركة في اجتماع جنيف العودة إلى نص بيان جنيف وروحه والعمل به، ونحن ندعم مهمة الإبراهيمي». وقال «دعمنا التطلعات النبيلة للشعوب العربية، لكن يجب ألا نسمح باستغلال هذه التطلعات، وان تتحول المنطقة إلى بؤرة للإرهاب وتهريب السلاح والمخدرات».

وقال الإبراهيمي، من جهته، «أقول في كل مناسبة انه لن ينتصر أي من الطرفين (في سوريا). ليس هناك حل عسكري للأزمة»، مضيفا ان «سوريا أمام أحد أمرين، إما عملية سياسية يتفق الجميع عليها أو ان الوضع سيزداد سوءا بمرور الوقت». وكرر تحذيره من ان «الأزمة لن تبقى داخل سوريا بل ستتدفق بكل تأكيد إلى دول الجوار، ويمكن أن تمس دولا بعيدة عن حدودها».

واتفق الإبراهيمي مع لافروف حول أهمية بيان جنيف. وقال «كل يوم تزداد قناعتي بأن بيان جنيف يصلح كخطة عمل سياسية، ويمكن أن يحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري». وتابع «من الأهمية أن يتحول بيان جنيف الى قرار من الامم المتحدة»، لكنه أوضح انه «ليتم ترجمته الى مشروع سياسي فإن على أعضاء مجلس الامن مواصلة الحديث مع بعضهم البعض ليصدر القرار».

يذكر أن هناك خلافا بين موسكو والدول الغربية الأخرى حول تفسير بيان جنيف، حيث تؤكد موسكو انه لا ينص على ضرورة استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من المفاوضات التي ستتم لإيجاد آلية انتقالية للحكم، بينما تعتبر واشنطن ودول أخرى أن الأسد يجب ألا يشارك.

وأعلن مندوب الكويت لدى الجامعة جمال محمد الغنيم انه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، برئاسة قطر، في مقر الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني الحالي، وذلك قبيل انعقاد الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، موضحا أن الإبراهيمي «سيقدم تقريرا إلى وزراء الخارجية حول الآفاق المستقبلية للازمة السورية وأفكاره للتعامل مع الأزمة في ضوء مشاوراته في موسكو وبكين، وكذلك نتائج الاجتماع الثلاثي المشترك مع العربي ولافروف».

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أعلن، في تصريح لقناة «روسيا اليوم»، أن «أنقرة اقترحت تشكيل ثلاث ثلاثيات، وهي مصر والسعودية وتركيا، ومصر وإيران وتركيا، وترويكا تركيا وإيران وروسيا»، مشيرا إلى أن «موسكو ترحب بأي صيغ عمل، وهي مستعدة للمشاركة في مثل هذه الترويكا».

وتمنى بوغدانوف «على المجتمعين في الدوحة من فصائل المعارضة السورية التوصل إلى موقف موحد والجنوح إلى التسوية السياسية للأزمة في سوريا، بعد أن اتضح تماما أن الحل العسكري غير ممكن». وقال إن «موسكو طرحت، كما تطرح الصين، الآن فكرة الوقف المتدرج للعمليات القتالية في سوريا»، موضحا أن «روسيا مستعدة لمناقشة كل المقترحات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية في سوريا، وانها لا تستبعد مقترح إرسال مراقبين أو قوات حفظ السلام إلى سوريا في حال توقف القتال».

اجتماع المعارضة في الدوحة

وبدأ المعارضون في المجلس الوطني السوري اجتماعا في الدوحة، يفترض أن يستمر أربعة أيام ليكون الخميس المقبل موعد الإعلان النهائي عن القيادة الجديدة. والهدف من الاجتماعات خلق قيادة جديدة للمعارضين المنقسمين في الداخل والخارج، بعد أن حاولت واشنطن ومعها غالبية الحلفاء دفن المجلس الوطني السوري.

وتتجه الأنظار إلى الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار «اجتماع تشاوري» دعت إليه الجامعة العربية وقطر. ويفترض أن يبحث اجتماع الخميس إنشاء «حكومة» في المنفى، في وقت نفى المعارض رياض سيف عزمه أن يشغل منصب رئيس هذه الحكومة.

واعتبر رئيس المجلس عبد الباسط سيدا، في افتتاح المؤتمر، أن المجلس «الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام».

وكانت واشنطن قد أعلنت عن عملها على تشكيل هيئة قيادية جديدة تضم خمسين عضواً من بينهم 15 للمجلس الحالي، في ظلّ دعم خليجي خالص وتحفظ تركي خجول، في وقت انتقدت طهران المبادرة، واعتبرت أن «اجتماعات فصائل المعارضة السورية غير مفيدة، إذ يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية»، بحسب وزير الخارجية علي صالحي.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بعد اجتماعه مع الملك السعودي عبد الله في جدة، «مواصلة دعم فرنسا للثورة السورية والعمل على حماية المناطق التي تم تحريرها على أيدي المعارضة المسلحة في محافظة درعا»، مؤكدا «دعم فرنسا لسعي المعارضة السورية الرامي إلى تشكيل حكومة انتقالية».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

العربي ولافروف والإبراهيمي يستبعدون أي حل عسكري في سورية

القاهرة- (د ب ا): قال الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي العربي لسورية أن الأوضاع في سوريا تزداد سوءا يوم بعد يوم وتسأل دماء أبرياء وان الوضع لن يؤدي الي انتصار أي من الطرفين.

وشدد في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لا يوجد حل عسكري للازمة السورية و”انه ليس أمامنا إلا الحل السياسي وعملية سياسية يتفق عليها الجميع وإلا فانه سيكون امام سورية مستقبل سيء للغاية والأزمة ستمتد ليس الى جوار سورية فقط بل الى دول بعيدة عن حدودها”.

واضاف “بعد الاتصالات التي أجراها والزيارات التي قام بها للداخل السوري والخارج والأمم المتحدة تزداد قناعتي بان بيان جنيف به الكثير مما يمكن البناء عليه حيث وضع خطة لحل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري في التغيير الحقيقي”.

وأوضح انه من الأهمية أن يترجم ما جاء في بيان جنيف لمجموعة الاتصال إلى مشروع سياسي قابل للتنفيذ في سورية وهو الأمر الذي يتطلب اتفاق دول مجلس الأمن عبر صدور قرار ونحن نتطلع الى ذلك.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي أن بلاده لن تتحرك إلا في إطار اتفاق جنيف الذي ينص علي وقف العنف وسفك الدماء وهو ما تعمل بشانه روسيا مع المعارضة والحكومة”.

وأشار إلى أن بعض الشركاء الأوربيين وآخرين يريدون القضاء علي النظام السوري وآذا كان الهدف ذلك فهي وصفة في رأينا تؤدي الي مزيد من سفك الدماء.

وعبر لافروف عن قلقه إزاء الأزمة السورية لانها تأتي بآثار سلبية تؤثر علي الاستقرار الإقليمي ودول الجوار السوري، مجددا موقف بلاده الرافض لحل عسكري للازمة.

وقال انه يجب أن نحدد أولوية لوقف العنف وانه في حال اتفقنا علي هذه الأولوية فعلي جميع اطراف الأزمة وقف إطلاق النار والجلوس علي مائدة المفاوضات وفقا لإعلان جينيف وهو خط تتبعه روسيا الاتحادية.

وتابع القول أن روسيا البلد الوحيد الذي يعمل مع الحكومة والمعارضة وفقا لإعلان جنيف وعلينا أن نقنع الأطراف السورية بوقف العنف وبدء حوار سياسي حول تشكيل هيئة للحكم الانتقالي ولكن للأسف الشديد هناك دول في اجتماع جنيف لا تقوم بالاتصال بالحكومة وفق الإعلان وإنما تتصل بالمعارضة وتشجعها علي مواصلة الكفاح المسلح حتي النصر وهو خط وخيم سيعود بعواقب سلبية.

وأضاف أن الأحداث في سوريا يجب “إلا تنسينا الأوضاع علي الساحة ومنها مساندة السلطات الليبية علي السيطرة علي الأوضاع في بلادهم وعلينا إلا ننسي القضية الفلسطينية وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل واختتم تصريحاته بانه” يحترم تطلعات الشعوب العربية في الحياة للأفضل”.

وأضاف الامين العام للجامعة العربية أن الاجتماع الثلاثي تم خلاله مراجعة ما تم بشان الأزمة حتي الآن وبحث ما إذا كانت هناك وسائل للتقدم إلى الإمام في الأزمة ولكي أكون واضحا لم يتم الاتفاق على شيء بل تم النقاش والتحدث حول ما يمكن لكل طرف أن يحققه ولكن أقول أن الجامعة مهتمة ونشرع بأهمية وقف العنف ونزيف الدم.

ويشار إلى أن روسيا تساند بقوة سورية التي تشهد اضطرابات منذ اذار/ مارس من العام الماضي واستخدمت حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات في مجلس الامن تتضمن إجراءات صارمة ضد دمشق.

الجيش السوري يقصف مناطق بدمشق بعد هجوم لمقاتلي المعارضة

عمان- (رويترز): قال نشطاء من المعارضة السورية إن الجيش السوري قصف معاقل للمعارضة في جنوب دمشق الإثنين بنيران المدفعية وجوا بعد ساعات من هجوم شنه مقاتلو المعارضة على ميليشيا موالية للرئيس بشار الأسد.

وأضافوا أن طائرات أطلقت صواريخ وقذائف وقصفت نيران المدفعية أحياء سبينة ويلدا وببيلا والتضامن والحجر الأسود.

المعارضة تعيد تنظيم صفوفها في قطر والانظار على اجتماع الخميس المقبل

مقاتلون يسقطون طائرة حربية ويستولون على حقل نفطي وانفجار قرب مقرات عسكرية وأمنية يهزّ وسط دمشق

دمشق ـ عمان ـ بيروت ـ وكالات: قال التلفزيون السوري إن قنبلة انفجرت قرب مقرات عسكرية وأمنية في دمشق الأحد، فيما استولى مقاتلون معارضون للنظام السوري على حقل نفطي في شرق البلاد في الوقت الذي تتجه فيه الانظار الى المجلس الوطني السوري المعارض الذي بدأ اجتماعا مهما في الدوحة في محاولة لاعادة هيكلة صفوفه وتوسيعها.

جاء ذلك فيما اسقط مقاتلون سوريون معارضون الاحد طائرة حربية في محافظة دير الزور في شرق سورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونقل المرصد عن ‘شهود وناشطين ان مقاتلين من الكتائب الثائرة اسقطوا طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط كتيبة المدفعية عند اطراف مدينة الميادين في دير الزور، وان الطائرة تحطمت قرب بلدة بقرص’. واشار الى معلومات اولية عن اسر الطيار.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ‘فجر ارهابيون اليوم (امس) عبوة ناسفة قرب مرآب الاتحاد العام لنقابات العمال’، مضيفة نقلا عن مصدر في المحافظة ان ‘وزن العبوة الناسفة بلغ نحو خمسين كيلوغراما’.

وكان التلفزيون الرسمي السوري اشار الى ان المرآب يقع خلف فندق داما روز في وسط العاصمة والذي كان المراقبون الدوليون الى سورية يتخذون منه مقرا. كما نزل في هذا الفندق الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي خلال الزيارتين اللتين قام بهما الى دمشق في ايلول (سبتمبر) وتشرين الاول (اكتوبر). ويضم الفندق حاليا مكتب الابراهيمي الذي يديره نائبه مختار لاماني. وبث التلفزيون صورا لواجهة مبنى مدمر مع آثار حجارة على الارض.

وتوجد في المنطقة التي وقع فيها الانفجار مراكز امنية عدة بينها مقر هيئة الاركان الذي تعرض من قبل لتفجيرات.

وقال نشطاء من المعارضة إن الانفجار نفذه على ما يبدو لواء أحفاد الرسول وهو وحدة من المقاتلين الإسلاميين هاجمت عدة أهداف تابعة للجيش والمخابرات خلال الشهرين الماضيين.

وأظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام رسمية ونشرها نشطاء على الإنترنت بعض النوافذ المهشمة والسيارات المدمرة إلى جانب أضرار مادية أخرى طفيفة.

وعلى الارض، استولى مقاتلون معارضون على حقل نفطي في محافظة دير الزور (شرق) بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استغرقت ساعات. واشار المرصد الى معلومات عن مقتل وجرح واسر حوالي اربعين عنصرا من الجيش النظامي الملف حراسة الحقل.

وقال ان مقاتلين من ‘لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري’ نفذوا العملية بعد حصار استمر اياما عدة.

وتعرضت انابيب نفط ومحطات ضخ عدة في السابق لعمليات تفجير في مناطق مختلفة من سورية، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنها المرة الاولى التي يتمكن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع السوري قبل حوالي عشرين شهرا.

وفي الدوحة، بدأ المجلس الوطني السوري الاحد اجتماعات مصيرية تستمر اربعة ايام وتهدف الى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل ازمة ثقة مع الولايات المتحدة الساعية الى قيام حكومة سورية في المنفى.

ويفترض ان يعدل المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة السورية الساعية الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، نظامه الداخلي لزيادة عدد اعضائه الى اربعمئة وانتخاب هيئة عامة جديدة الاربعاء.

الا ان الانظار تتجه الى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة للبحث في انشاء حكومة في المنفى.

وبعد ان تناقلت تقارير اسم المعارض البارز رياض سيف لرئاسة هذه الحكومة، نفى سيف ذلك، وقال ان المعارضة السورية تستعد لانتاج ‘قيادة سياسية’ جديدة خلال اجتماعها الموسع الخميس، لكنه لن يكون مرشحا لرئاسة حكومة منفى ‘بأي شكل من الاشكال’.

واضاف ‘انا احب سورية وقد عدت للعمل السياسي بعد الثورة لكنني اعتقد ان هناك المئات من الشباب السوريين القادرين على تبوؤ هذا المنصب’.

واعتبر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مقابلة نشرتها صحيفة ‘الوطن’ القطرية الاحد ان اجتماعات فصائل المعارضة السورية غير مفيدة بل يجدر ان تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية.

وقال صالحي للصحيفة ‘ان احدى النتائج التي يمكن ان تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، اذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار’.

في لبنان المجاور، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارة قصيرة قام بها الى بيروت الاحد، رفض بلاده لزعزعة استقرار لبنان وتصميمها على ‘حمايته’ في مواجهة ‘الاخطار’ الناتجة عن الازمة السورية.

مواقع تعذيب الدكتور بشار الاسد

صحف عبرية

لم تستطع فاطمة سعد حتى التأثر بنتائج الامتحانات النهائية (التي نالت فيها التميز الاقصى) في مدرسة الممرضات في المدينة الساحلية اللاذقية في سوريا، فقد وجدوا جثتها في الاسبوع الماضي عند مدخل مركز اعتقال المخابرات في دمشق. كانت في الثانية والعشرين فقط لها عينان لوزيتان كبيرتان تحت النقاب. وماتت تحت تعذيب قاسي في موقع التحقيقات واهتمت يد النظام الطويلة بتوثيق جثتها المجرحة ونشر الصور المزعزعة كي يعرف الجميع ويرتجفوا خوفا.

اعتقلها ثمانية من شبيحة النظام وأباها وأخاها الصغير قبل اربعة اشهر، وأُفرج عن اولئك الاثنين منذ زمن وأبقوا فاطمة في غرفة مغلقة وضربوها كما يعرفون هم فقط، واغتصبوها الى ان اضطروا الى علاجها في مستشفى. وحينما شفيت جروحها أخذوها لجولة ثانية من التعذيب المخيف. وقد قدم بلطجية النظام سبب القتل الفظيع بعد ان وجدوا في هاتفها المحمول فيلما قصيرا لفتيات يتضاحكن وكانت فاطمة في المركز، وكن يعالجن الجرحى ويعلمنهم كيف ينشدون نشيد الثوار: ‘يا أسد ارحل نحن نكرهك’.

اهتموا قبل ان يدفنوها بأن يُسربوا كيف كُسرت ارادة فاطمة وانبأت عن رفيقاتها من ‘فريق الخائنات’. وقد حظيت خمس نساء شابات واحدة بعد اخرى بحسب الدور بزيارة ليلية من الشبيحة واختفت آثارهن. وتم في قوائم منظمات المعارضة توثيق أسماء 1125 من المواطنين السوريين فيهم اولاد ونساء وشابات وشيوخ ماتوا في التحقيق. قوموا بحساب بارد: في اشهر الهبة الشعبية الـ 17 قتل أكثر من 36 ألف شخص واختفى 12 ألفا. ان 85 شخصا يموتون كل شهر في اعمال التعذيب الفظيعة في مراكز الاعتقال.

حينما يكون الرئيس طبيبا أقسم (في لندن) ان يفعل كل ما يستطيع لانقاذ حياة البشر، فانه علم نفسه (في دمشق) ان يقرأ تقارير اعمال التعذيب من غير ان يطرف له جفن. ولا أحد تجوز عليه الاكذوبة الفظة وهي ان الحديث عن عصابات مسلحة دخلت الى سوريا، ومن كبشار يعلم ما الذي يفعلونه بالضبط بالبؤساء.

لكن العالم اعتاد، وبدأ العالم يُظهر علامات تعب. ضاق ذرعا كل من حاول ان يوقف ذبح الشعب، وضقنا ذرعا باستماعنا لاربعة وسطاء دوليين أعلنوا أمام عدسات التصوير أنهم فشلوا. ان القاريء يقلب صفحة تقارير عن عائلات كاملة حُصدت، والصور المحمرة بدماء الضحايا والصفوف الطويلة من جثث الاولاد. هل أقل من اربعين قتيلا؟ انه لا يستدعي العد.

قالوا عن الاسد كل شيء من قبل لكنه لا يمضي الى أي مكان، ويبدو انه قد تضاءلت احتمالات التغيير الكبير لتصبح صفرا. فبعد قليل ستأتي امطار الشتاء وسيبحث الـ 100 ألف من الهاربين من سوريا عن ملاذ دافيء. وسيعود اليائسون. وقد حذرت تركيا والاردن ولبنان من قبل بأنه لا يوجد مكان خال وانه لا توجد خطط لانشاء معسكرات جديدة للاجئين. والأنباء السيئة هي أنهم افتتحوا في المطار العسكري في حماة موقع تعذيب في داخل ملجأ ارضي بعيد عن الناظر. وقد جاء ثلاثة نجحوا في رشوة السجانين بقصص تمزق القلب عما يحدث في القاعة المليئة بالجثث بل ان شبيحة النظام لا يتجرأون على دخول ساحة الموت.

تظهر المعارضة ايضا علامات تعب، ففي سوريا يقصفون مخابزهم وصيدلياتهم. وفي الخارج ضاقوا ذرعا بالخصومة بينهم في تقاسم السلطة التي لا تبدو في الأفق. المال موجود ويحصلون على السلاح أو يأخذونه بالقوة. ولا يوجد زعيم ولا خطط مطوية. يا لها من ثورة فظيعة لا تؤدي الى أي مكان بل ان موجة اعمال الانشقاق اليومية عن الجيش لا تنجح في التأثير في أحد. تدوس سوريا موتاها وكف العالم عن ان يُزعزَع، ولا يعلم أحد ايضا كيف ومتى سينتهي الكابوس. سيتبين في يوم من الايام انه كان من الخطأ الكبير أنهم لم يتدخلوا بالقوة ليُطيروا بشار مع جميع الرياح.

سمدار بيري

يديعوت 4/11/2012

اجتماعات مصيرية للمعارضة السورية في الدوحة ورياض سيف يؤكد عدم نيته ترؤس حكومة في المنفى

ايران ترى انها غير مفيدة.. ودول الخليج ترحب باجتماع كافة ألاطراف الخميس المقبل

الدوحة ـ الرياض ـ طهران ـ وكالات: بدأ المجلس الوطني السوري المعارض الاحد في الدوحة اجتماعات مصيرية تهدف الى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل ازمة ثقة مع الولايات المتحدة الساعية الى قيام حكومة سورية في المنفى.

وسيقوم حوالي 286 عضوا من المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة الساعية الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بتعديل نظام المجلس لزيادة عدد اعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة الاربعاء.

الا ان الانظار تتجه الى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة اخرى في اطار ‘اجتماع تشاوري’ دعت اليه الجامعة العربية وقطر.

ويتوقع ان يبحث اجتماع الخميس انشاء حكومة في المنفى، فيما نفى المعارض البارز رياض سيف عزمه ان يشغل منصب رئيس هذه الحكومة بعد ان طرح اسمه بقوة في الايام الاخيرة.

ويفترض ان يؤسس اجتماع الخميس لقيام كيان جديد موسع تنبثق عنه الحكومة في المنفى.

وقال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في كلمة افتتاحية وزعت على الصحافيين ان اجتماع الخميس هو ‘لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية’.

وشدد على ان ‘المجلس الوطني السوري هو الركن الاساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام’.

وعبر سيدا بوضوح في كلمته عن الاستياء من ‘جهود كثيرة بذلت وتبذل من اجل تجاوز المجلس الوطني السوري… والبحث عن هياكل بديلة’، كما اعتبر انه ‘كان السعي المستمر من اجل اتهام المجلس بالقصور والعجز او الانغلاق وكان التضييق المادي على المجلس وما زال’.

من جانبه، اوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة فرانس برس ان مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس هي مبادرة ‘امريكية’، وهي تحت مسمى ‘هيئة المبادرة الوطنية السورية’.

وذكر ان هدف اجتماع الخميس هو ‘جمع كل المعارضة السورية للتفاهم حول اجندة وطنية وتبني وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كل اطراف المعارضة’.

ويأتي ذلك بعد ان عبرت الولايات المتحدة علنا عن تحفظاتها ازاء المجلس الوطني السوري الذي قالت انه لم يعد يمثل كل المعارضة.

واعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاء في زغرب انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان ‘تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة’ في سورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال غليون ان فكرة انشاء كيان موسع للمعارضة ‘ليست سيئة لكن لدينا تحفظات على طريقة طرحها اذ بدت للبعض وكانها تاتي في اطار نفي ما سبق واذا كان هذا الامر صحيحا فنحن نعتبرها مبادرة غير منتجة’.

وفي كل الاحوال، جدد غليون رفض المجلس ان تكون المبادرة الجديد بديلا عنه، معتبرا انها ‘ستصبح منتجة اذا حولناها الى غرفة عمليات للمعارضة وذلك لتسريع اسقاط النظام’.

والمهمة المنتظرة من المبادرة الوطنية السورية ستكون بحسب غليون ‘توحيد القوى العسكرية في الداخل… وتشكيل جهاز تنفيذي بتسلم مهام حكومة منفى’ متوقعا الا يتم اعلان حكومة المنفى في اجتماع يوم الخميس.

وقال ‘ارى ان ذلك يجب الا يتجاوز شهرين من الآن’.

وردا عن سؤال عما اذا كان يعتقد ان الامريكيين قد خذلوا المجلس الوطني السوري بطرح هذه المبادرة الجديدة، قال غليون ‘خذلونا منذ 20 شهرا وليس الآن فقط. نعم نعتقد ان المجتمع الدولي قد خذلنا’.

من جانبه، اكد المعارض السوري البارز رياض سيف الذي طرح اسمه لتولي رئاسة حكومة سورية في المنفى الاحد انه لن يكون مرشحا لهذا المنصب، موضحا ان المعارضة السورية تستعد لانتاج ‘قيادة سياسية’ جديدة خلال اجتماعها الموسع الخميس في الدوحة.

وقال سيف للصحافيين ‘لن اكون مرشحا لرئاسة حكومة منفى بأي شكل من الاشكال، انا عمري 66 سنة ولدي مشاكل صحية… انا احب سورية وقد عدت للعمل السياسي بعد الثورة لكنني اعتقد ان هناك المئات من الشباب السوريين القادرين على تبوؤ هذا المنصب’.

وتابع سيف ‘ساكتفي الان بالمساعدة على تشكيل قيادة سياسة يرضى عنها الشعب السوري والعالم’.

وبحسب سيف، فان ‘المبادرة ليست بديلا عن المجلس الوطني لكن المجلس الوطني يجب ان يكون جزءا مهما منها، فاسقاط النظام يلزمه الف مجلس وطني’.

واضاف ‘في يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر) سنخرج قيادة سياسية وهي التي ستشكل حكومة تكنوقراط في اقرب وقت ممكن وحينها ستقرر القيادة الجديدة مقر الحكومة في القاهرة او غيرها’.

واعرب المعارض عن تفاؤله ‘بهذه الحركية الجديدة في مسيرة كفاح الشعب السوري، الاشياء يجب ان تتغير الآن’.

كما توقع ان تقوم مئة دولة او اكثر بالاعتراف بالكيان المعارض الجديدة الذي يتوقع ان تعلن ولادته في الدوحة.

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن القطرية الاحد ان اجتماعات فصائل المعارضة السورية في ما بينها غير مفيدة بل يجدر ان تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية.

وقال صالحي الذي تعد بلاده الداعم الاول لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ‘اننا نرحب بأي لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، اما ان تجتمع فصائل المعارضة في ما بينها وتناقش الازمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة الى طاولة الحوار فاننا لن نصل الى نتيجة’.

من جهتها رحبت دول مجلس التعاون الخليجي باجتماع أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج الذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني في تصريح صحافي، الاحد، ‘إن دول المجلس تعتبر انعقاد هذا الاجتماع التشاوري فرصة مهمة للمعارضة السورية للعمل على الوصول إلى رؤية شمولية تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق وتلبي مطالبه المشروعة، الأمر الذي سيساعد على حشد المزيد من الدعم والتأييد الدولي لقضيته العادلة’.

وأوضح أن عقد هذا الاجتماع في مدينة الدوحة، ‘يعكس الاهتمام الكبير والدعم المستمر الذي توليه دولة قطر ودول مجلس التعاون لمساعدة الشعب السوري الشقيق على تجاوز الوضع المأساوي والمعاناة اليومية التي يقاسيها على كافة الأصعدة في الداخل والخارج’.

وعبر الزياني عن تمنيات دول المجلس بأن يحقق هذا الاجتماع ‘للشعب السوري آماله وتطلعاته ويحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها’.

القاهرة تستضيف المقر الدائم لعمل الأخضر الإبراهيمي

القاهرة ـ د ب أ: رفض الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي العربي لسورية الأخضر الإبراهيمي الإدلاء بتصريحات في مقر الجامعة العربية ظهر الاحد عقب لقائه مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي وذلك عقب جولته في كل من روسيا والصين.

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية أن الإبراهيمي سيمكث في القاهرة باعتبارها مقرا دائما له ولمعاونيه غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق ومختار لماني مبعوث الجامعة العربية لدي العراق سابقا للتباحث معهما في آليات المرحلة القادمة بالنسبة للازمة في سورية ومشاركته في اجتماع اللجنة العربية المعنية بسوريا يوم12 تشرين الثاني (نوفمبر) بالجامعة العربية ومتابعة ما يدور علي الساحة العربية والدولية بالنسبة لمؤتمرات المعارضة التي تستضيفها بعض العواصم العربية والإقليمية ومنها مؤتمر الدوحة.

وحددت القاهرة مقرا لعمل الإبراهيمي في القاهرة ‘قصر الأندلس’ وهو المقر الذي استخدم كمقر للجنة العليا للانتخابات في السابق كما كان مقرا لاستضافة عدد من الرؤساء ضيوف مصر ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

«هيئة التنسيق» تقاطع اجتماع الخميس… وطهران تنتقد اللقاءات «غير المفيدة»

مؤتمر «المجلس الوطني» استباقاً لـ«حكومة منفى»

في محاولة جديدة لتوحيد صفوفه وتوسيعها، بدأ المجلس الوطني السوري اجتماعات في الدوحة، فيما تتجه الأنظار إلى يوم الخميس، إذ سيجتمع المجلس مع كيانات معارضة أخرى سعياً لتشكيل «حكومة منفى»

بدأ المجلس الوطني السوري، يوم أمس، اجتماعات مصيرية في الدوحة، تهدف إلى تعزيز قاعدته التمثيلية، في ظلّ أزمة ثقة مع الولايات المتحدة الساعية إلى قيام حكومة سورية في المنفى. وسيعمد زهاء 286 عضواً إلى تعديل نظام المجلس لزيادة عدد أعضائه، وانتخاب هيئة عامة جديدة يوم الأربعاء. إلّا أنّ الأنظار تتّجه إلى يوم الخميس، الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار «اجتماع تشاوري» دعت إليه جامعة الدول العربية وقطر.

ويتوقع أن يبحث اجتماع الخميس إنشاء حكومة في المنفى. ويفترض أن يؤسس اجتماع الخميس لقيام كيان جديد موسّع، تنبثق عنه حكومة في المنفى. وقال رئيس المجلس عبدالباسط سيدا، في كلمة افتتاحية، إنّ اجتماع الخميس هو «لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل، والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف، وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثّل كلّ السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية». وشدّد على أنّ «المجلس الوطني السوري هو الركن الأساس والضامن، الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام». وعبّر سيدا بوضوح عن الاستياء من «جهود كثيرة بذلت وتبذل من أجل تجاوز المجلس الوطني السوري والبحث عن هياكل بديلة»، كما اعتبر أنّه «كان السعي المستمر من أجل اتهام المجلس بالقصور والعجز أو الانغلاق، وكان التضييق المادي على المجلس ولا يزال».

من ناحيته، أوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني، برهان غليون، أنّ مبادرة قيام كيان معارض موسّع في اجتماع الخميس هي مبادرة «أميركية»، وهي تحت مسمى «هيئة المبادرة الوطنية السورية». وذكر أنّ هدف اجتماع الخميس هو «جمع كلّ المعارضة السورية للتفاهم حول أجندة وطنية، وتبنّي وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كلّ أطراف المعارضة». وأشار غليون إلى أنّ فكرة إنشاء كيان موسع للمعارضة «ليست سيئة، لكن لدينا تحفظات على طريقة طرحها، إذ بدت للبعض كأنّها تأتي في إطار نفي ما سبق، وإذا كان هذا الأمر صحيحاً فنحن نعتبرها مبادرة غير منتجة». كما جدّد غليون رفض المجلس أن تكون المبادرة الجديدة بديلاً منه، معتبراً أنّها «ستصبح منتجة إذا حولناها إلى غرفة عمليات للمعارضة، وذلك لتسريع إسقاط النظام». والمهمة المنتظرة من المبادرة الوطنية السورية ستكون، بحسب غليون، «توحيد القوى العسكرية في الداخل، وتشكيل جهاز تنفيذي بتسلم مهمات حكومة منفى»، متوقعاً ألا يتمّ إعلان حكومة المنفى في اجتماع يوم الخميس. وقال «أرى أنّ ذلك يجب ألا يتجاوز شهرين من الآن».

ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الأميركيين قد خذلوا المجلس الوطني السوري بطرح هذه المبادرة الجديدة، قال غليون «خذلونا منذ 20 شهراً، لا الآن فقط. نعم نعتقد أن المجتمع الدولي قد خذلنا».

بدوره، أكّد المعارض السوري البارز رياض سيف، الذي طرح اسمه لتولي رئاسة حكومة سورية في المنفى، أنّه لن يكون مرشحاً لهذا المنصب، موضحاً أنّ المعارضة السورية تستعد لإنتاج «قيادة سياسية» جديدة، خلال اجتماعها الموسع الخميس. وقال سيف «لن أكون مرشحاً لرئاسة حكومة منفى بأيّ شكل من الأشكال، أنا عمري 66 سنة، ولديّ مشاكل صحية… أنا أحبّ سوريا وقد عدت للعمل السياسي بعد الثورة، لكنني أعتقد أنّ هناك المئات من الشباب السوريين القادرين على تبوّء هذا المنصب». وتابع سيف «سأكتفي الآن بالمساعدة على تشكيل قيادة سياسة يرضى عنها الشعب السوري والعالم». وبحسب سيف، فإنّ «المبادرة ليست بديلاً من المجلس الوطني، لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءاً مهماً منها، فإسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني». وأضاف «في يوم 8 تشرين الثاني، سنخرج قيادة سياسية، وهي التي ستشكل حكومة تكنوقراط في أقرب وقت ممكن، وحينها ستقرّر القيادة الجديدة مقرّ الحكومة في القاهرة أو غيرها». وأعرب عن تفاؤله «بهذه الحركية الجديدة في مسيرة كفاح الشعب السوري، الأشياء يجب أن تتغير الآن». كما توقع أن تعترف مئة دولة أو أكثر بالكيان المعارض الجديد.

وقالت مصادر في المعارضة إنّ نجاح مبادرة سيف سيعتمد جزئياً على مدى قدرته على مقاومة ضغوط المجلس الوطني السوري، لتطعيم المجلس الجديد بأعضاء من المجلس.

في السياق، ردّت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» على دعوتها لحضور مؤتمر الدوحة، وأكدت، في بيان لمكتبها التنفيذي، «أنّ هذه الدعوة ينقصها التحضير الجيّد والمشاركة المسبقة في الإعداد، إضافة الى إشارات توحي بأنّ هذه الدعوة لا تعبّر عن إرادة السوريين المستقلة. لذلك، وعلى ضوء ما تقدم، فإن هذا المؤتمر المزمع عقده لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون طريقاً لزيادة الفرقة والتشرذم. ولذا قرّر المكتب التنفيذي عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر».

في موازاة ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، في مقابلة صحافية، أنّ اجتماعات فصائل المعارضة السورية غير مفيدة، بل يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية. وقال صالحي «إنّنا نرحّب بأيّ لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، أما أن تجتمع فصائل المعارضة في ما بينها، وتناقش الأزمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة إلى طاولة الحوار فإننا لن نصل إلى نتيجة». وأضاف «إنّ إحدى النتائج التي يمكن أن تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية، حسب ما يتفق عليه الطرفان، إذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار».

وحول الأنباء عن مشاركة إيرانيين في القتال إلى جانب النظام السوري، قال صالحي «إذا كان هذا صحيحاً فليأت هؤلاء بأدلتهم، وليقدموا لنا بعضاً من هؤلاء الإيرانيين المتطوعين الذين يقاتلون في سوريا». وأضاف «على أيّ حال، نحن في حالة تحدّ مع الغرب، وكما ذكرت أكثر من مرة فإنهم سيحمّلون إيران مسؤولية التسونامي الذي ضرب أندونيسيا لو استطاعوا، ولقد تعودنا على مثل هذه الاتهامات».

من جهتها، رحّبت دول مجلس التعاون الخليجي باجتماع أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج. وقال الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، «إنّ دول المجلس تعتبر انعقاد هذا الاجتماع التشاوري فرصة مهمة للمعارضة السورية للعمل على الوصول إلى رؤية شمولية، تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق وتلبي مطالبه المشروعة، الأمر الذي سيساعد على حشد المزيد من الدعم والتأييد الدولي لقضيته العادلة». وأوضح أن عقد هذا الاجتماع في مدينة الدوحة، «يعكس الاهتمام الكبير والدعم المستمر الذي توليه دولة قطر ودول مجلس التعاون لمساعدة الشعب السوري الشقيق، على تجاوز الوضع المأسوي والمعاناة اليومية التي يقاسيها على جميع الأصعدة في الداخل والخارج». وعبّر الزياني عن تمنيات دول المجلس بأن يحقق هذا الاجتماع «للشعب السوري آماله وتطلعاته ويحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

بعدما اتهم بالعمل شبيحًا للنظام وتقديم معلومات عنهم

مقتل الفنان السوري محمد رافع على يد معارضين للأسد

عثر على الفنان السوري، محمد رافع، مقتولاً ومشوَّهًا في أحد البساتين في دمشق وذلك بعدما خطف يوم الجمعة الفائت بسبب آرائه المؤيدة للنظام السوري، وتبنت العملية “كتيبة أحفاد الصديق” المعارضة.

دمشق: نقلت الأوساط الإعلامية المتابعة للثورة السورية خبر مقتل الفنان السوري، محمد رافع، على يد مسلحين معارضين في دمشق، وهو المعروف بشخصية “إبراهيم” في مسلسل “باب الحارة”، وذلك بعد خطفه في الثاني من تشرين الثاني الجاري على أيدي مجهولين في منطقة برزة أحد أحياء دمشق.

وجاءت عملية الإختطاف والقتل على خلفية إعلان رافع تأييده للنظام السوري في عدة مناسبات، كما اتهمته المعارضة السورية باعطاء النظام معلومات عن المتظاهرين والناشطين ضدهم.

ونُقل عن تنسيقية برزة إعلانها عن مقتل الممثل الشاب ابن الفنان أحمد رافع، حيث تبنت “كتيبة أحفاد الصديق” العملية، في حين قالت عدة صفحات معارضة إن رافع كان يعمل شبيحاً لدى الأمن، وقد وجد في جيبه بطاقة أمنية إضافة لامتلاكه سلاحاً على حد قولهم.

ووجد محمد مرميًا في أحد البساتين حيث هرع أهله إليه بعدما أبلغوا بتركه هناك، ليجدوه مشوّهاً.

وقال الفنان أحمد رافع في تصريح إعلامي أن الاتصال بابنه فقد منذ ليل الجمعة في الثاني من تشرين الثاني بعدما خرج من منزل العائلة في برزة في دمشق، وقبل أن تتصل به فتاة وتخبره أن ابنه مخطوف.

يشار إلى أن الممثل محمد رافع ظهر خلال الفترة الماضية في عدة مناسبات أعلن من خلالها مواقفه المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، وهو من مواليد عام 1982، وشارك في عدد من المسلسلات السورية أبرزها مسلسل “باب الحارة”.

يُذكر أن  الممثل محمد رافع سيدفن اليوم وسيرافق جثمانه موكب ينطلق من مستشفى تشرين بإتّجاه جامع القزاز ومنه إلى مقبرة الدحداح حيث سيوارى الثرى.

قصف على أحياء في جنوب دمشق واشتباكات في حلب

أ. ف. ب.

بيروت: تتعرض مناطق في جنوب دمشق صباح الاثنين للقصف تزامنا مع اشتباكات على اطرافها بينما تشهد احياء في مدينة حلب (شمال) اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في رسالة الكترونية “يتعرض حي الحجر الاسود للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على اطراف الحي وحي التضامن”.

واشار المرصد الى ان حي التضامن “شهد حالة نزوح واسعة للاهالي الى داخل مخيم اليرموك” في جنوب العاصمة حيث قتل مساء الاحد ثمانية اشخاص جراء سقوط قذيفة هاون تزامنا مع اشتباكات بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للنظام ومقاتلين من كتائب مقاتلة، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان مقاتلين فلسطينيين “بعضهم مع النظام والآخرون ضده، يشاركون في الاشتباكات التي تدور على اطراف مخيم اليرموك” الواقع على تماس مع حيي الحجر الاسود والتضامن.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في 30 تشرين الاول/اكتوبر بين مقاتلين معارضين للنظام وفلسطينيين موالين له في مخيم اليرموك.

وافاد المرصد ان المقاتلين المعارضين شنوا هجمات متزامنة فجر الاثنين على حواجز للقوات النظامية “في احياء القدم ونهر عيشة وشارع الـ30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك وبلدات يلدا وببيلا ومنطقة سيدي مقداد عقربا وبيت سحم” في جنوب العاصمة، بحسب المرصد.

في حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند دوار الليرمون (شمال غرب) “تترافق مع قصف عنيف تتعرض له المنطقة”، بحسب المرصد.

كما تحدث المرصد عن اندلاع النيران في محيط مبنى فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب) “الذي يشهد اشتباكات عنيفة”.

كما تدور اشتباكات في حي الاذاعة (جنوب غرب) ومحيط مطار حلب الدولي (جنوب شرق)، بحسب المرصد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/771999.html

3 دبابات سورية تدخل الجولان وتهاجم قوات المعارضة

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي راقب الاشتباكات.. وحكومته قدمت شكوى للقوات الدولية

تل أبيب: «الشرق الأوسط»

شاهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أمس، عن قرب وبالعين المجردة، جانبا من الاشتباكات بين قوات النظام في سوريا والمعارضة، وذلك خلال زيارته لمنطقة حدود الهدنة بين البلدين في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وكان غانتس قد حضر ليتفقد المنطقة الحرام، التي نصت شروط الهدنة على ألا تدخلها قوات عسكرية إسرائيلية أو سورية، لأن ثلاث دبابات سورية دخلتها أول من أمس، قرب قرية بئر عجم خلال اشتباكاتها مع المعارضة. وعند وصول غانتس إلى المكان، كانت الاشتباكات قد استؤنفت بين قوات النظام والمعارضة، فوقف مع قادة الجيش الإسرائيلي المرافقين يتفرجون على هذه الاشتباكات عن كثب. ونقل عن غانتس قوله إن «هذه الاشتباكات قضية سورية داخلية، لكنها تبدو كما لو أنها ستصبح شأنا إسرائيليا».

يذكر أن مناطق واسعة من الجولان تقع تحت قبضة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967. وبعد حرب أكتوبر 1973، وقع اتفاق هدنة بين إسرائيل وسوريا تم وضع قوات دولية بموجبه بين الجيشين، وأقيمت بعض المناطق الحرام المحظور دخولها على الطرفين. ويوم السبت، وقعت اشتباكات قرب قرية بئر عجم بين قوات النظام والمعارضة السورية، وقد دخلت ثلاث دبابات للنظام إلى هذه المنطقة، لكي تفاجئ قوات المعارضة من الجانب الإسرائيلي للحدود. فأطلقت المعارضة عليها النيران، مما تسبب في حريق في الجانب الذي تحتله إسرائيل.

وقد توجه الجيش الإسرائيلي بشكوى إلى القوات الدولية، اعتبر فيها دخول الدبابات السورية خرقا لاتفاق الهدنة، محذرا من أنه لن يسمح بتكراره. ثم أعلن عن رفع حالة التأهب في صفوفه لمواجهة أي طارئ. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، يوآف مردخاي، إن قواته متأهبة لمواجهة التجاوزات السورية في المنطقة الحرام «والتي تكررت عدة مرات في الآونة الأخيرة».

وتقول مصادر إسرائيلية إن هناك تخوفات من سعي قوى مختلفة في سوريا، سواء أكان ذلك من أنصار النظام أو المعارضة، لجر إسرائيل إلى الصراع الداخلي في سوريا كل لحساباته الخاصة.

تباينات المواقف السياسية تضع فناني ومثقفي سوريا على خط «التصفيات»

مسلحو المعارضة يقتلون ممثلا بتهمة العمل لصالح المخابرات.. والعميد عمرو: نرفض التصفية حتى لا نتساوى مع النظام

الممثل محمد رافع

بيروت: يوسف دياب

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «مسلحين معارضين للنظام السوري، قتلوا الممثل السوري الشاب محمد رافع، بعدما اتهموه بتنفيذ مهام أمنية لصالح المخابرات الجوية، وإعطاء معلومات للنظام عن المتظاهرين والناشطين ضده». وفي حين أعلن الجيش السوري الحر أنه «لا معلومات مؤكدة لديه عن هذه العملية»، شدد العميد المنشق فايز عمرو على «رفض قتل أي شخص بعد أسره، لأن ذلك يسيء للثورة ويجعلها متساوية في القتل مع النظام».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان أن «أحد عناصر من إحدى الكتائب المقاتلة في صفوف الثوار، اغتال الممثل محمد رافع بعد خطفه عند منتصف ليل الجمعة/ السبت من حي مساكن برزة في دمشق»، ونقل المرصد عن ناشطين أن رافع «كان يحمل سلاحا فرديا بمهمة من المخابرات الجوية».

وتبنت أمس «كتيبة أحفاد الصديق» التي تقاتل النظام في منطقة دمشق، العملية. وذكرت صفحات تنسيقيات المناطق في محافظة دمشق على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، أن رافع «قتل لأنه كان يشارك في أعمال التشبيح إلى جانب النظام، وكان يعطي معلومات عن المتظاهرين والمقاتلين للسلطات الأمنية». ونشرت هذه الصفحات صورة لورقة ذكرت أنها كانت في حوزة رافع وعليها أسماء ناشطين تلاحقهم السلطات.

يشار إلى أن محمد رافع (30 عاما) عرف خصوصا بدور «إبراهيم» في مسلسل «باب الحارة» التلفزيوني الذي عرف رواجا كبيرا في العالم العربي. وهو من أصل فلسطيني ونجل الممثل أحمد رافع. وقد ظهر رافع خلال الأشهر الأخيرة في مناسبات عدة جاهر خلالها بمواقفه المؤيدة للنظام.

وتعددت الحوادث التي تم فيها استهداف عدد من الفنانين والناشطين السوريين سواء بالاعتقالات أو بالاعتداءات الجسيمة منذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد، ولعل أبرزها كان الاعتداء العنيف على رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات، وتحطيم يديه، في أغسطس (آب) 2011، كعقاب على موقفه المعارض.. وكذلك «نحر» و«اقتلاع حنجرة» الشاعر والمغني السوري إبراهيم قاشوش في يوليو (تموز) 2011، نتيجة أغنياته المؤججة للثورة السورية، التي كان أشهرها أغنية «ياللا ارحل يا بشار»، التي رددها أكثر من نصف مليون ثائر ضد النظام في ساحة العاصي بحماه، قبل أن تصبح أيقونة الثورة السورية بلا منازع منذ ذلك الحين.

من جهته، أوضح العميد في الجيش السوري الحر، فايز عمرو، أنه لم يتأكد من صحة هذا الخبر بشكل قاطع، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لست مع قتل أي شخص إلا في حالة الدفاع عن النفس، وللأسف هناك مجموعات تنفذ أعمالا قتالية على الأرض من دون ضبط، والمخطئ عليه أن يعترف بخطئه حتى لو كان من الجيش الحر»، مشيرا إلى أنه «يوجد على الأراضي السورية الكثير من التنظيمات المسلحة لا تعمل تحت إمرة الجيش الحر، بعض هذه التنظيمات أوجدها النظام والبعض الآخر وجد بفعل الفلتان الأمني، ولذلك كنا وما زلنا ندعو إلى توحيد المجالس العسكرية والوحدات المقاتلة تحت راية واحدة».

ورأى عمرو أنه «إذا كان الممثل محمد رافع يحمل سلاحا ولديه قائمة بأسماء ثوار لتصفيتهم، فمعنى ذلك أنه قاتل، لكن أن يصار إلى أسره ثم قتله فهذا أمر مرفوض، لأنه حينها نتساوى في القتل مع النظام». ورأى أن رافع «هو ابن الممثل القدير أحمد رافع، وهو من جبل العرب، وعندما يستسلم أي شخص حتى لو كان من مقاتلي النظام يجب التصرف معه على أنه أسير ويمكن وضعه تحت الإقامة الجبرية في مكان آمن إلى أن يحين الوقت لنقدمه للمحاكمة، لا أن يصفى على طريقة عمل الشبيحة وأجهزة أمن النظام».

المعارضة المسلحة تسيطر على حقل نفطي في دير الزور.. و«الحر» يعلن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا

المقداد لـ «الشرق الأوسط»: استكملت بعد اجتماعات حثيثة مع القادة العسكريين والميدانيين لتوحيد العمل العسكري

بيروت: نذير رضا

أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد «الإعلان عن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب الجيش السوري الحر»، بينما كانت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر تتواصل على أكثر من 5 جبهات في ريف دمشق وإدلب ودير الزور.. وجاء هذا الإعلان في وقت يشهد فيه ريف دمشق أشرس المعارك، بينما أعلنت المعارضة سيطرتها على حقل نفطي في دير الزور، وإسقاط طائرة عسكرية في يوم دام جديد سجلت فيه الشبكة السورية سقوط أكثر من 126 قتيلا في حصيلة أولية.

وفي تطور لافت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس استيلاء مقاتلين معارضين على حقل نفطي في المحافظة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، أسفرت عن مقتل وجرح وأسر نحو أربعين عنصرا من الجيش النظامي. وقال المرصد في بيان: «تمكن مقاتلون من لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين، بعد حصار استمر أياما عدة»، معلنا عن «ورود معلومات حول مقتل وجرح وأسر عناصر السرية المكلفة بحراسة الحقل والبالغ عددهم نحو أربعين».

وتعرضت أنابيب نفط ومحطات ضخ عدة في السابق لعمليات تفجير في مناطق مختلفة من سوريا، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنها المرة الأولى التي يتمكن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع السوري قبل نحو عشرين شهرا. ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق، والتي تضم أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا.

كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مقاتلين معارضين أسقطوا أمس طائرة حربية في محافظة دير الزور شرق سوريا. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شهود وناشطين قولهم إن «مقاتلين من الكتائب الثائرة أسقطوا طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط كتيبة المدفعية عند أطراف مدينة الميادين في دير الزور، وإن الطائرة تحطمت قرب بلدة بقرص». وأشار المرصد إلى معلومات أولية عن أسر الطيار.

وفي سياق متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد «الإعلان عن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب الجيش السوري الحر». وقال إن التشكيلات الخمس الجديدة «ستضم معظم مقاتلي المعارضة السورية وقياداتها، بما فيها الفصائل والتشكيلات والكتائب المقاتلة بمختلف مسمياتها على جميع الأراضي السورية»، مشيرا إلى أن الترتيبات النهائية لتلك التشكيلات «استُكملت بعد اجتماعات حثيثة مع القادة العسكريين والميدانيين، وسيجري الإعلان عنها في الساعات المقبلة، بعد الانتهاء من تسجيل البيانات المصورة».

وأشار المقداد إلى أن التشكيلات الخمس تضم «جبهة المنطقة الشمالية، وجبهة المنطقة الوسطى، وجبهة المنطقة الشرقية، وجبهة المنطقة الجنوبية، وجبهة المنطقة الغربية، بهدف توحيد صفوف المعارضة المسلحة وتفعيل العمل العسكري لإسقاط النظام». وقال إن تشكيل الجبهات الخمس «سيساهم في توطيد التنسيق بين الكتائب الثائرة وتفعيل عملياتها النوعية، فضلا عن زيادة التخطيط والتوافق على العمليات، بالإضافة إلى الكشف عن الحاجة للتسليح بما يحسن العمل الثوري».

وفي حين ينتظر أن يساهم هذا الإعلان في «زيادة العمليات النوعية ضد القوات النظامية على المحاور كافة»، حذر المقداد من «إبادة» منطقة الغوطة الشرقية وبرزة ودوما في العاصمة السورية وريفها، معتبرا أن تلك المناطق «تتعرض لحرب إبادة جراء القصف المتواصل والعنيف الذي تتعرض له».

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية نفذت 3 غارات جوية على الغوطة الشرقية، من غير أن يحدد المناطق المستهدفة، بينما أفادت مصادر المعارضة السورية بقصف حي العسالي ومخيم اليرموك في دمشق بقذائف الهاون، كما سمع دوي انفجارات ناتجة عن القصف بالطيران على الريف الدمشقي. وأضافت المعارضة أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد جراء احتراق عدد من المنازل، بينما استمرت محاولات القوات الحكومية لاقتحام المنطقة من جهة شارع الستين وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منطقة ساحة الميسات وشارع مشفى أمية شهدت انتشارا أمنيا واسعا وإغلاقا لبعض الطرق وذلك بعد اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين مقاتلين من الكتائب الثائرة وعناصر من الأمن قرب فرع الأمن السياسي في ساحة الميسات واستمرت لمدة نصف ساعة بالعاصمة.

بدورها، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 21 قتيلا في ريف دمشق، بينهم «سبعة أعدموا ميدانيا في سبينة». وأشارت اللجان إلى اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في كفر بطنا وعربين وجسرين والبلابية، وحملات دهم في القابون والقدم، وقصف تعرضت له سبينة وحي الحجر الأسود، واستمرار القصف على دوما والغوطة الشرقية في ريف دمشق.

بموازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات في محافظة إدلب والمنطقة المحيطة بها. وبينما أعلن الجيش الحر عن سيطرته على سد برادون بريف اللاذقية المتاخم لريف إدلب، أفادت قناة «سكاي نيوز» بإغلاق معبر باب السلامة بين تركيا وسوريا بسبب اشتباكات بين مجموعات مسلحة.

وتواصلت المعارك الشرسة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في بلدة معرة النعمان بغرض السيطرة على طريق سريع يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.

من ناحيته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تعرض مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة للقصف من قبل القوات النظامية، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة هاجموا عدة حواجز عسكرية في قرى اليعقوبية وزرزور والجديدة بريف جسر الشغور، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة، لافتا إلى خسائر وقعت في صفوف الطرفين، بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى إثر القصف على قرية عامود.

استهداف مبنى القيادة العامة للأركان في دمشق.. للمرة الثالثة

معارضون لـ «الشرق الأوسط»: العملية ردا على اغتيال الحسن وثأرا للغوطة ودوما

بيروت: نذير رضا

تضاربت الأنباء حول موقع الانفجار الذي هز محيط فندق في وسط العاصمة السورية دمشق، أمس، والذي أسفر، بحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، عن وقوع 11 جريحا.. ففي حين ذكرت الوكالة أن الانفجار وقع قرب مرأب اتحاد نقابات العمال في دمشق، قالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار «استهدف مبنى القيادة العامة للأركان التابعة للجيش النظامي».

واستهدف الانفجار الموقع نفسه للمرة الثالثة على التوالي خلال ثلاثة أشهر. لكن مصادر المعارضة، أكدت أنه «خلافا للتفجيرين السابقين اللذين وقعا بمحاذاة المقر، انفجرت عبوة ناسفة داخل المقر هذه المرة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من العسكريين النظاميين».

من جهة أخرى، تناقلت موتقع إخبارية أن الانفجار وقع في مرأب اتحاد نقابات العمال، قرب فندق «داما روز» في وسط دمشق، لافتة إلى أن المنطقة تتضمن مقرات أمنية مختلفة.

وقالت مصادر المعارضة المسلحة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن التفجير نفذه لواء «أحفاد الرسول» المعارض في دمشق، بالتنسيق مع «لواء الإسلام» و«لواء المصطفى». وأشارت إلى أنه «جاء ردا على اغتيال رئيس فرع المعلومات في لبنان اللواء وسام الحسن» الذي اغتيل قبل نحو أسبوعين في تفجير استهدف سيارته في منطقة الأشرفية في بيروت، «وثأرا لدمائه». كما جاء، بحسب المصادر، «انتقاما للهجوم على الغوطة الشرقية، وبرزة ودوما التي تتعرض لحملة عسكرية من قبل القوات النظامية منذ أول من أمس».

وقالت المصادر إن «دماء اللواء الحسن نحمل مسؤوليتها للنظام السوري»، قائلة «إننا لن نسامح القتلة على ما ارتكبوه في لبنان وسوريا».

إلى ذلك، أعلن لواء «أحفاد الرسول» في دمشق عن تبنيه «العملية النوعية المتمثلة في تفجير عبوة ناسفة في مبنى المقر العام لقيادة الأركان بالقرب من ساحة الأمويين». وذكر المجلس الثوري العسكري لمدينة دمشق في بيان، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن العملية «تمت بالتنسيق اللوجستي مع سرايا الهندسة في (لواء الإسلام) و(لواء المصطفى) واللواء الأول وقوات المغاوير في دمشق».

من جهتها، قالت «سانا» إن «إرهابيين فجروا اليوم (أمس) عبوة ناسفة قرب مرأب الاتحاد العام لنقابات العمال بدمشق، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين وأضرار مادية كبيرة في المكان». وذكر مصدر في المحافظة لمندوب «سانا» أن «وزن العبوة الناسفة التي زرعها الإرهابيون في المكان يبلغ نحو 50 كيلوغراما»، بينما قال مصدر في مستشفى «المواساة» في دمشق للوكالة إنه «وصل إلى المستشفى 11 مصابا جراء التفجير الإرهابي، جروح معظمهم متوسطة».بدوره، أشار التلفزيون الرسمي السوري إلى أن المرأب الذي انفجرت فيه العبوة «يقع خلف فندق (داما روز) في وسط العاصمة، والذي كان المراقبون الدوليون إلى سوريا يتخذون منه مقرا».

وتعرض مبنى قيادة الأركان لتفجيرين سابقين، تبنتهما كتائب المعارضة المسلحة في دمشق، الأول في منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، والثاني مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

«لواء أحفاد الرسول».. بدأ عملياته باستهداف حاجز أمني وتطورت إلى نسف مقر قيادة الأركان في دمشق

قال إن أبرز أهدافه «الدفاع عن المستضعفين» والجهاد «حتى النصر أو الشهادة»

بيروت: «الشرق الأوسط»

عندما تأسس «لواء أحفاد الرسول» في ريف دمشق، كان كبقية كتائب «الجيش السوري الحر» المناهضة لنظام بشار الأسد، بدأ عمله الميداني بتنفيذ عمليات بسيطة تتراوح حول أسر شبيحة وعناصر أمن وتصل إلى ضرب حاجز للجيش النظامي.. لكن اللواء الذي جاء في بيان تأسيسه أنه أنشئ «لتكون كلمة الله هي العليا، ونصرة لدين الحق وأهله ودفاعا عن المستضعفين في الأرض.. إما النصر أو الشهادة»؛ «سرعان من اكتسب خبرة عسكرية وأمنية أهلته لتنفيذ عمليات نوعية ضد القوات النظامية الموالية للأسد»، بحسب تأكيدات الناشطين.

اتجهت الأنظار نحو «لواء أحفاد الرسول» بعد إعلان قيادته تبنيها التفجير الذي استهدف قيادة الأركان في العاصمة دمشق أمس الأحد، حيث رأى مراقبون للوضع الميداني في دمشق، أن «تنفيذ عملية كهذه يحتاج إلى مجموعة تتمتع بالخبرة وبالإمكانيات الكافية، وهو ما أهل (لواء أحفاد الرسول) لمكان على قائمة الكتائب المؤثرة في سير المعارك العسكرية ضد نظام الأسد، لا سيما في العاصمة السورية دمشق».

وكان تفجير ضخم هز ظهر أمس المنطقة التي يوجد فيها مقر قيادة الأركان وآمرية الطيران ونادي الضباط. وتعد هذه المنطقة أشبه بالمربع الأمني بالنسبة للنظام السوري، حيث يسكنها العديد من المسؤولين وضباط الأمن وكبار التجار. ويشدد أحد أعضاء تنسيقية ريف دمشق في الثورة السورية على أن «لواء أحفاد الرسول» الذي تبنى عملية ضرب قيادة الأركان في دمشق «ليس كتيبة واحدة؛ وإنما هو موزع على عدة كتائب. وبعد تشكيل هذا اللواء، انضم إليه عدد من الكتائب ليصبح اسمه (ألوية رسول الله)». ويضيف الناشط المعارض أن «أبرز كتائب هذا اللواء هي (كتيبة زيد بن حارثة)، أما قيادته الداخلية، فيتولاها الملازم أول أبو خليل». ويشير عضو تنسيقية ريف دمشق إلى أن «(لواء أحفاد الرسول)، وبعد انضواء كتائب عديدة تحت قيادته، توسعت عملياته نحو المدن والمحافظات السورية الأخرى».

وتشير المعلومات إلى أن «كتائب تابعة لـ(لواء أحفاد الرسول) نفذت عملية نوعية في منطقة المبروكة قرب محافظة الرقة مستهدفة تجمعا للشبيحة وقوات الأمن»، وفي اليومين الماضيين قال المكتب الإعلامي لـ«ألوية أحفاد الرسول» في سوريا في بيانا له، إنه «قد تم بعونه تعالى تحرير حاجزين في معرة النعمان وتراجع الجيش من المناطق السكنية تحت ضربات الجيش الحر – (ألوية أحفاد الرسول) و(لواء شهداء المعرة)». ويظهر شريط فيديو تم بثه على «يوتيوب» بتاريخ 23 أغسطس (آب) الماضي قيام «لواء أحفاد الرسول» بالتعاون مع «أحرار حوران» و«كتائب الصحابة» باستهداف مقر الإدارة الجوية التابعة للجيش النظامي الواقعة على طريق داريا في ريف دمشق، كما شملت هذه العملية ضرب تجمع أمني عند تقاطع مدينة صحنايا بقذائف الهاون.

المعارضة السورية تطلق اجتماعاتها تحت عنواني «إعادة الهيكلة» و«الحكومة الانتقالية»

الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: المجلس سيضم 135 عضوا جديدا.. وسيف يؤكد عدم نيته ترؤس حكومة المنفى

بيروت: يوسف دياب

تحولت الدوحة أمس إلى خلية نحل، بعدما توافد إليها رموز المعارضة السورية، وبدأت فيها اللقاءات والاجتماعات الهادفة إلى تحقيق عنوانين أساسيين؛ الأول «إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري»، والثاني «بحث المبادرات المقدمة من أجل تشكيل حكومة سورية في المنفى».

وفي شرحه لبرنامج أعمال مؤتمر الدوحة، رأى عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي الذي يشارك في هذه الاجتماعات، أن «المؤتمر بدأ أعماله اليوم (أمس) بجلسة افتتاحية اقتصر الحضور فيها على أعضاء المجلس القدامى، على أن يبدأ اعتبارا من الغد (اليوم) عقد الجلسات وعددها 15 جلسة».

وأكد الشيشكلي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عناوين الجلسات تبدأ بمناقشة النظام الأساسي المعدل للمجلس الوطني، ومن ثم البحث في نظام الانتساب إلى المجلس، ويعرض على أثرها المكتب التنفيذي والأمانة العامة تقارير عن عمل الأمانة والعلاقات الخارجية، ومن ثم العنوان المتعلق باستقبال الأعضاء الجدد الذين سينضمون إلى المجلس (غدا الثلاثاء)، على أن تفتتح بعدها ورشات العمل وأهمها مناقشة التقرير السياسي والخطة الاستراتيجية ومن ثم مبادرة الحكومة الانتقالية». وأكد أن المؤتمر «سينتهي بمناقشة وتصويت على نتائج العمل ويتوج بانتخاب مكتب تنفيذي جديد ورئيس ونائب رئيس للمجلس الوطني».

وكشف الشيشكلي أن «عدد أعضاء المجلس سيرتفع من 290 عضوا إلى 425 حدا أقصى، بمعنى أن المجلس سيضم 135 عضوا جديدا». وعن الحكومة الانتقالية، لفت إلى أن «هناك 8 مبادرات بالنسبة للحكومة الانتقالية، لكن المجلس لم يتبن حتى الآن أي مبادرة، لكنه بالنهاية سيخرج بقرار في ما خص هذه الحكومة». وردا على سؤال، أوضح أن «الاجتماعات ستقتصر على أعضاء المجلس الوطني دون غيره من مكونات المعارضة الأخرى».

بدوره، قال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في كلمة افتتاحية وزعت على الصحافيين إن اجتماع الخميس هو «لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية».

وشدد على أن «المجلس الوطني السوري هو الركن الأساسي والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام»، وعبر سيدا بوضوح في كلمته عن الاستياء من «جهود كثيرة بذلت وتبذل من أجل تجاوز المجلس الوطني السوري.. والبحث عن هياكل بديلة»، كما اعتبر أنه «كان السعي المستمر من أجل اتهام المجلس بالقصور والعجز أو الانغلاق وكان التضييق المادي على المجلس وما زال».

من جهته، أكد عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري برهان غليون أنه «ليس هناك أي رفض لتشكيل حكومة انتقالية، والجميع موافق على أنه لا بد من وجود جهاز تنفيذي يؤمن المشاورات والعمل التنفيذي للمجلس الوطني». مشيرا إلى أن «هذه الحكومة يجب أن لا تكون مرفوضة من أحد، وجميع أطراف المعارضة يجب أن تشارك بالمشاورات حول تشكيل الحكومة بما في ذلك الجيش السوري الحر».

أما المعارض السوري البارز رياض سيف الذي طرح اسمه لتولي رئاسة حكومة سورية في المنفى، فأكد أنه لن يكون مرشحا لهذا المنصب. موضحا أن «المعارضة السورية تستعد لإنتاج قيادة سياسية جديدة خلال اجتماعها الموسع الخميس في الدوحة». وقال سيف للصحافيين على هامش اجتماعات للمجلس الوطني السوري المعارض في الدوحة: «لن أكون مرشحا لرئاسة حكومة منفى بأي شكل من الأشكال، أنا عمري 66 سنة ولدي مشكلات صحية»، وأضاف: «أنا أحب سوريا وقد عدت للعمل السياسي بعد الثورة، لكنني أعتقد أن هناك المئات من الشباب السوريين القادرين على تبوؤ هذا المنصب». وختم بالقول: «سأكتفي الآن بالمساعدة على تشكيل قيادة سياسة يرضى عنها الشعب السوري والعالم».

وبحسب سيف، فإن «المبادرة ليست بديلا عن المجلس الوطني، لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءا مهما منها، فإسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني»، وأضاف أنه «في يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر) سنخرج قيادة سياسية، وهي التي ستشكل حكومة تكنوقراط في أقرب وقت ممكن، وحينها ستقرر القيادة الجديدة مقر الحكومة في القاهرة أو غيرها». وأعرب المعارض عن تفاؤله «بهذه الحركية الجديدة في مسيرة كفاح الشعب السوري.. الأشياء يجب أن تتغير الآن»، كما توقع أن تقوم مائة دولة أو أكثر بالاعتراف بالكيان المعارض الجديد، الذي يتوقع أن تعلن ولادته في الدوحة.

إلى ذلك، ما زال موقف مشاركة هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا غير مؤكد، حيث أعلنت الهيئة أول من أمس عدم مشاركتها في مؤتمر الدوحة الموسع، ولم يتضح إن كانت قد غيرت موقفها أمس. وقال البيان الصادر عن الهيئة، ونقلته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الدعوة للمؤتمر «ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد»، مشيرة إلى أن المؤتمر «لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم».

وقرر المكتب التنفيذي للهيئة «عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر»، معتبرا أن الدعوة لعقد المؤتمر «لا تعبر عن إرادة السوريين المستقلة». ورأى بيان الهيئة أنه «من المناسب عقد هذا المؤتمر في القاهرة، على أن تدعى إليه كل أطياف المعارضة السياسية وقوى الحراك وممثلين عن المعارضة المسلحة الديمقراطية، تحت إشراف الجامعة العربية وبمشاركة المبعوث المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي». وشدد البيان على ضرورة «أن تكون مهمة هذا المؤتمر صياغة تصور تنفيذي يحقق الغايات الوطنية للثورة السورية في قيام النظام الوطني الديمقراطي الذي يشمل جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم نحو الحرية والكرامة والديمقراطية».

ترحيب خليجي وانتقاد إيراني لاجتماعات الدوحة

صالحي: نقاشات فصائل المعارضة فيما بينها غير مفيدة

لندن: «الشرق الأوسط»

في حين رحبت دول مجلس التعاون الخليجي بالاجتماع الذي سيعقد في العاصمة القطرية (الدوحة) في الثامن من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لكل أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج، اعتبرت إيران أن اجتماعات فصائل المعارضة السورية فيما بينها غير مفيدة، بل يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، في تصريح صحافي أمس، إن «دول المجلس تعتبر انعقاد هذا الاجتماع التشاوري فرصة مهمة للمعارضة السورية للعمل على الوصول إلى رؤية شمولية تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وتلبي مطالبه المشروعة، الأمر الذي سيساعد على حشد المزيد من الدعم والتأييد الدولي لقضيته العادلة»

وأوضح أن عقد هذا الاجتماع في مدينة الدوحة يعكس الاهتمام الكبير والدعم المستمر الذي توليه دولة قطر ودول مجلس التعاون لمساعدة الشعب السوري الشقيق على تجاوز الوضع المأساوي والمعاناة اليومية التي يقاسيها على كل الأصعدة في الداخل والخارج. وعبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تمنيات دول المجلس بأن يحقق هذا الاجتماع للشعب السوري آماله وتطلعاته ويحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها.

وبدأ المجلس الوطني السوري المعارض، اليوم (الأحد)، في الدوحة اجتماعات مصيرية تستمر 4 أيام، وتهدف إلى تعزيز قاعدته التمثيلية حيث يقوم نحو 286 عضوا من المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة الساعية إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بتعديل نظام المجلس لزيادة عدد أعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة يوم الأربعاء المقبل.

ويأتي اجتماع الدوحة بعد دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء الماضي إلى تجاوز دور المجلس الوطني السوري، وضم من قالت إنهم «يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون»، مشيرة إلى أن المجلس يمكن أن يكون جزءا من معارضة أكبر.

ورفض المجلس دعوة كلينتون، ورأى فيها «محاولة لإيذاء الثورة وزرع بذور الفرقة والاختلاف بين مختلف أطيافها».

وفي غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في مقابلة نشرتها صحيفة «الوطن» القطرية أمس، أن اجتماعات فصائل المعارضة السورية فيما بينها غير مفيدة، بل يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية.

وقال صالحي للصحيفة: «إننا نرحب بأي لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، أما أن تجتمع فصائل المعارضة فيما بينها وتناقش الأزمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة إلى طاولة الحوار، فإننا لن نصل إلى نتيجة».

وأضاف: «إن إحدى النتائج التي يمكن أن تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، إذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار».

وحول الأنباء عن مشاركة إيرانيين في القتال إلى جانب النظام السوري، قال صالحي «إذا كان هذا صحيحا فليأت هؤلاء بأدلتهم وليقدموا لنا بعضا من هؤلاء الإيرانيين المتطوعين الذين يقاتلون في سوريا». وأضاف: «على أي حال نحن في حالة تحد مع الغرب، وكما ذكرت أكثر من مرة فإنهم سيحملون إيران مسؤولية التسونامي الذي ضرب إندونيسيا لو استطاعوا، ولقد تعودنا مثل هذه الاتهامات».

«الوزارية العربية» المعنية بسوريا تجتمع في 12 من الشهر الحالي لبحث مستجدات الأزمة

العربي التقى الإبراهيمي للتشاور قبل الاجتماع مع وزير خارجية روسيا.. والقاهرة مقر دائم للمبعوث

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت الجامعة العربية أمس أنه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعقد الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي اجتماعا مع المبعوث الأممي – العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بمقر الأمانة العامة للجامعة أمس، وذلك قبل لقائهما مع وزير خارجية روسيا سيرغى لافروف، في القاهرة لبحث الأزمة السورية.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية، إن لقاء العربي والإبراهيمي، جاء بهدف التشاور وتنسيق المواقف العربية قبل الاجتماع مع لافروف، الذي تتبنى بلاده موقفا مغايرا، حيال الأزمة السورية.

وأضاف المصدر، أن العربي والإبراهيمي، يبحثان مع لافروف الوضع الراهن في سوريا، ومحاولة الوصول إلى بلورة رؤية مشتركة، أو خطة جديدة يمكن البناء عليها في حل الأزمة في سوريا، خاصة مع تفاعلات الموقف الأميركي السلبي من «المجلس الوطني السوري»، الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والمبادرة التي أطلقها النائب السابق والمعارض رياض سيف، التي أكدت مصادر مطلعة أنها مدعومة أميركيا، ومن دول خليجية وفرنسا.

وتهدف زيارة لافروف إلى القاهرة، إلى الاطلاع على مواقف مصر والجامعة العربية، بشأن الأفكار المطروحة، للتوصل إلى الحلول للأزمة السورية.

إلى ذلك، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يصل إلى الأردن اليوم الاثنين لإجراء محادثات حول الأزمة السورية، وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة للصحافيين في الكويت إن لافروف «سيزور الأردن غدا (الاثنين) وبعد غد» لبحث الأزمة السورية. وشدد جودة على ضرورة «استمرار التواصل والحوار مع روسيا»، فذلك، وفق قوله، «جزء من الجهود الدولية لوقف القتل في سوريا».

وأكدت الجامعة العربية على لسان نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي، على استمرار الجهود والتحركات الدبلوماسية، التي تجريها الجامعة للتعامل مع الوضع في سوريا. ووصف بن حلى الأوضاع الحالية في سوريا بأنها غير مقبولة وأنها دخلت مرحلة النفق المظلم و«نسعى إلى إيجاد مخرج من هذا النفق». ومن المقرر أن يلتقي لافروف مع نظيره المصري محمد كامل عمرو اليوم (الاثنين) لتبادل الآراء حول تداعيات خطورة الأزمة السورية.

من جانبها، أعلنت الجامعة العربية أنه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم يوم 12 من الشهر الحالي، وذلك قبيل الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بكامل هيئته. وصرح السفير جمال محمد الغنيم مندوب دولة الكويت لدى الجامعة أن أمانتها العامة أبلغت مندوبيات الدول العربية أمس بموعد الاجتماع الوزاري، وذلك لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في سوريا ميدانيا وسياسيا وإنسانيا، في ضوء جهود الإبراهيمي ونتائج زيارته إلى كل من موسكو وبكين.

وأضاف الغنيم أن الإبراهيمي سيقدم تقريرا إلى وزراء الخارجية العرب حول الآفاق المستقبلية للأزمة السورية وأفكاره ورؤيته للتعامل مع الأزمة في ضوء مشاوراته في موسكو وبكين. وأكد الغنيم أن اجتماع اللجنة المقبل سيقوم بإعداد توصيات ومقترحات لرفعها إلى وزراء الخارجية العرب في اليوم نفسه، لإصدار قرار يتضمن الرؤية العربية للتعامل مع الأزمة السورية في ضوء فشل هدنة إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى، ونتائج اجتماعات المعارضة السورية الأخيرة في تركيا والأردن وقطر.

في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن الإبراهيمي رفض الإدلاء بتصريحات في مقر الجامعة العربية ظهر اليوم عقب لقائه مع العربي، مشيرة إلى أن الإبراهيمي سيمكث في القاهرة باعتبارها مقرا دائما له ولمعاونيه؛ غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق، ومختار لماني مبعوث الجامعة العربية لدى العراق سابقا، للتباحث معهما حول آليات المرحلة المقبلة بالنسبة للأزمة في سوريا، ومشاركته في اجتماع اللجنة العربية المعنية بسوريا، ومتابعة ما يدور علي الساحة العربية والدولية بالنسبة لمؤتمرات المعارضة التي تستضيفها بعض العواصم العربية والإقليمية ومنها مؤتمر الدوحة.

وحددت القاهرة مقرا لعمل الإبراهيمي في القاهرة «قصر الأندلس»، وهو المقر الذي استخدم مقرا للجنة العليا للانتخابات في السابق، كما كان مقرا لاستضافة عدد من الرؤساء ضيوف مصر ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء الألمانية إن العربي سيقوم بزيارة قصيرة إلى الأردن اليوم «يجرى خلالها مباحثات مهمة في العاصمة عمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول سبل دعم الطلب الفلسطيني الخاص بالحصول على وضع عضو غير كامل العضوية لدى الأمم المتحدة». مشيرا إلى أن العربي سيلتقي أيضا مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لبحث آخر تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. ومن المقرر أن يتوجه العربي في ختام زيارته للأردن إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية، الذي ينظمه «المجلس الوطني السوري»، بمشاركة شخصيات عربية ودولية.

سوريون في غياهب النسيان بضيافة تركيا

دفعوا مدخراتهم للمهربين حاملين أحلاما لم تكتمل

أنطاكية (تركيا): أنتوني فايولا*

داخل مسكن إيواء معدني مؤقت في مخيم لاجئين مكتظ بالنزلاء، ظل عبد الواحد، وهو عامل بناء وأب لسبعة أطفال، جالسا يفكر في صمت لمدة تقترب من الأسبوع بعد وصول أسرته المصدومة إلى هنا في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وكانت سيقان أبنائه مليئة بالجروح من السير لمدة 3 أيام متواصلة حتى وصلوا إلى تركيا عبر الحدود الجبلية قادمين من سوريا التي مزقتها الحرب، إلا أن نظرة الضياع في أعينهم هي ما كان يجرحه، وبعد ذلك بدا كما لو كان الرجل النحيل المنهك البالغ من العمر 50 عاما قد جاءه الإلهام فجأة وهو يقول: «لم تكن لدي أي إجابة حينما كانوا يسألونني متى سنعود إلى منزلنا؟ لذا قلت لنفسي إننا سوف نبني بلدتنا هنا». وبعد ذلك بـ5 أشهر، بدأت بلدة الحفة السورية، التي كان يسكنها في السابق 6 آلاف نسمة، تتشكل بكل معنى الكلمة في ركن المساحة الصغيرة التي يعيشون فيها. وكان النموذج المصغر الذي يعمل فيه عبد الواحد كل يوم بكل تفاصيله الدقيقة هو الوحيد الذي يخلو من ثقوب طلقات الرصاص في جدران مسجده المحلي المفضل، وهناك صف دائب الحركة من الجرارات وعربات القش يملأ طرقات ما تحول إلى مدينة أشباح بعد أن استعادت القوات الموالية للحكومة السيطرة عليها من المعارضة في معركة غير شريفة الصيف الماضي، ولم تتعرض أسطح المنازل المصغرة التي بناها للتهدم من قذائف الهاون التي دفعت أسرته إلى الفرار إلى تركيا، التي عبر إليها ما يزيد على 135 ألف لاجئ سوري، من بينهم 106 آلاف في مخيمات مقامة بصورة رسمية، ليفروا من براثن الحرب ويسقطوا في غياهب النسيان.

وقال عبد الواحد، بينما كان جالسا في أحد الأركان ويضع لمسة أخيرة على نسخة طبق الأصل مصنوعة من حجر الخفان لمنزل أحد جيرانه: «سوف أصنع نموذجا آخر في وقت لاحق، نموذجا حقيقيا يصور البلدة وهي مدمرة مثلما هي اليوم، أما هذا فهو ما أرجو أن تبدو عليه يوما ما. الأمل يجب أن يأتي أولا».

وفي الجحيم المؤقت داخل هذه المخيمات، تناضل الشابات المخطوبات مع الهواتف الجوالة من أجل الوصول إلى خاطبيهن الذين يقاتلون في صفوف المعارضة، ويصرخ الرجال الذين عركتهم الحرب وفقدوا فيها أطرافهم في مرارة بسبب نقص الدعم الغربي للمدنيين السوريين الذين يموتون. ومع تحول الأسابيع إلى أشهر والأشهر (بالنسبة للبعض) إلى ما يزيد على العام، تم إلحاق الأطفال في الأعمار ما بين 5 و16 عاما بمدارس مؤقتة، ليتعلموا اللغة التركية الأصلية التي يتكلم بها الشعب المضيف لهم، وليكافحوا في حصص الرسم والرياضيات كي يكونوا إحساسا بأنهم يحيون حياة طبيعية.

وما زالت الحكومة التركية تفضل أن تطلق عليهم اسم «الضيوف» وليس اللاجئين، وقد منحت أحد المراسلين الصحافيين تصريحا كي يقوم بزيارة نادرة إلى داخل ما بدا أنه من بين أفضل المخيمات تجهيزا ضمن الـ14 مخيما التي تم إنشاؤها منذ دخول الصراع السوري في مراحله الحرجة العام الماضي، وسمح المسؤولون الأتراك بهذه الزيارة الخاضعة للإشراف بشرط الإمساك عن نشر اسم المخيم وألقاب اللاجئين الذين يتم إجراء حوارات معهم.

وفي ظل تصاعد وتيرة العنف، يتكدس المزيد والمزيد من اللاجئين على الحدود، مما دفع الحكومة في أنقرة (التي تمول عمليات الإغاثة بأدنى قدر ممكن من المساعدات الدولية) إلى فرض قيود صارمة على عدد من يسمح لهم بالدخول. ويصف عمال المساعدات أوضاع المخيمات التي توشك على الانفجار على الجانب السوري بأنها أسوأ بدرجة كبيرة، وليس من المستغرب أن يقوم عشرات اللاجئين كل يوم بعبور المنطقة الحدودية سهلة الاختراق بطريقة غير شرعية، حيث يتشبث الفقراء بالأمل في العثور على مساحة شاغرة داخل المخيمات، بالإضافة إلى منظمات المساعدات الإسلامية وتدبير الموارد المادية على المستوى الشخصي من أجل العثور على أسقف تظلهم، ومن لديهم الثروة والاتصالات يستأجرون أماكن إقامة خاصة، مما تسبب في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية المحلية بشدة خلال الأشهر الأخيرة، أو البحث عن طرق للذهاب إلى شمال أفريقيا وأوروبا وغيرهما. أما الأغلبية فتستقر في المخيمات التي تمولها تركيا والتي يصفها دبلوماسيون غربيون بأنها تتجاوز بشدة المعايير الدولية، وهو أحد الأسباب التي جعلت الفاتورة التي تتحملها الحكومة تتجاوز بالفعل 400 مليون دولار. ويقول دبلوماسيون إن الكبرياء الوطنية يبدو أنها تمنع الأتراك من السماح للهيئات التابعة للأمم المتحدة بأن تقود جهود الإغاثة هنا، وهو مستوى إضافي من المساءلة تقول الحكومات الغربية إنه سوف يكون ضروريا قبل أن يكون في مقدورها الموافقة على المساهمة في مساعدات كبيرة الحجم.

وهناك دلائل قوية على أن مقاتلي المعارضة، وعددا متزايدا من المتطرفين كما يشكو البعض، يستغلون الجانب التركي من الحدود ليكون بمثابة منصة انطلاق بالنسبة لهم، وهو ما يؤدي على وجه الخصوص إلى تصاعد حدة التوترات مع الأتراك العلويين، الذين ينتمون إلى الطائفة الدينية نفسها التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول رفيق إيريلمظ، وهو نائب في البرلمان من منطقة هاتاي الحدودية عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض: «من المؤسف أن بعض من تم تسكينهم في المخيمات يعودون إلى سوريا ليقاتلوا ثم يعودون إلى المخيمات. لا توجد لدى الأهالي المحليين في هاتاي أي مشكلة مع الناس العاديين الأبرياء الذين فروا من الحرب ولجأوا إلى المخيمات، ولكن هناك أفراد من تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة الأخرى جاءوا من ليبيا والعراق والشيشان وأفغانستان واستأجروا منازل في مراكز المدن».

ومع ذلك، فإن الأغلبية العظمى من ساكني المخيمات هم أناس مثل عائشة (وهي فتاة ذات 18 ربيعا من مدينة اللاذقية الساحلية فرت منذ 9 أشهر مع أسرتها) ممن يدفعون للمهربين القدر الأكبر من مدخراتهم ويصلون إلى هنا وهم يحملون ملابسهم على ظهورهم. وقبل أن تفر من وابل من قذائف الهاون أطلقته القوات الحكومية، كانت عائشة هي وخطيبها يخططان لزفافهما، وتم تحديد موعد وحجز مطعم من أجل إقامة حفل الزفاف فيه، وكانت سعادتها بذلك لا توصف. أما الآن، فإن خطيبها يقاتل في صفوف المقاومة، ولم تستطع الوصول إليه عبر الهاتف طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، وهي تشاهد باستمرار القنوات الناطقة باللغة العربية (حيث تمكن الكثير من الأسر من تزويد وحداتها ذات الجدران المصنوعة من الألمنيوم بأجهزة تلفزيون قديمة) بحثا عن أي أخبار، إلا أنه لا يوجد لديها أي إحساس بالقلق على نفسها، وهي تقول: «لا يصنع فارقا أن أكون مخطوبة وفي انتظار زوج المستقبل. نحن جميعا نعاني. سوريا تعاني. الألم الذي يشعر به شعبنا واحد».

وأثناء انتظارهم بدأ يتكون لدى اللاجئين إحساس بالحياة الطبيعية، وصارت الأشياء مألوفة بالنسبة لهم. وفي ظل السماح لهم بالخروج من المخيم من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، بدأ بعض الرجال في العمل جامعين للزيتون وعمالا باليومية، بينما يتوجه الأطفال (كما كانوا يفعلون وهم في سوريا) إلى سفح تل قريب للإمساك بالطيور البرية المغردة والاحتفاظ بها في أقفاص معلقة خارج مساكن الإيواء الخاصة بهم.

وقد أخذ البعض (من أمثال عبد الواحد عامل البناء وصانع النماذج) على عاتقه مهمة رفع الروح المعنوية، وهو ليس بالأمر اليسير، فهو لم يسمع شيئا عن أشقائه الـ7 منذ فراره من سوريا، ويمتقع وجهه كلما فكر فيما يمكن أن يكون قد آل إليه مصيرهم. ولكن مثلما بنى بلدة مصغرة باستخدام الأحجار وأقلام الكريون القديمة التي عثر عليها، فهو يرى أن كتابة القصائد وأغاني الأمل تهون ما يحدث، سواء بالنسبة لأطفاله الصغار أو بالنسبة للآخرين داخل المخيم الذين كثيرا ما يتجمعون لسماع أغانيه. ويختم الرجل حديثه قائلا: «نحن لا نفقد الأمل وسط كل هذا الانتظار، ولكننا في بعض الأحيان نحتاج إلى من يذكرنا بهذا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

لاجئون يتغلبون على مآسيهم ويستعدون لمرحلة ما بعد نظام الأسد

تأسيس منظمة في القاهرة للتواصل مع النازحين لتركيا والأردن ولبنان

القاهرة: أدهم سيف الدين

أسس لاجئون سوريون منظمة في القاهرة تحت اسم «البيت السوري» للتواصل مع النازحين لتركيا والأردن ولبنان، في محاولة للتغلب على مآسيهم والاستعداد لمرحلة ما بعد نظام بشار الأسد. ويحاول ألوف السوريين ممن فروا من ديارهم هربا من بطش النظام التغلب على الذكريات المريرة التي مروا بها في وطنهم قبل الانتقال إلى بلاد أخرى. وتسعى الجالية السورية في مصر للعمل من أجل مجتمع سوري قادر على التماسك للعودة لبناء دولة جديدة بعد سقوط الأسد.

ويقول أبو موسى، الذي حارب في صفوف المقاتلين أثناء اجتياح القوات النظامية لمخيم الرمل الفلسطيني في محافظة اللاذقية، إنه تم تعذيبه والتنكيل به من قبل نظام الأسد، وحين رأى ما يتعرض له السوريون في المعتقل من أهوال، انخرط في صفوف الجيش الحر.

وإلى جانب محاولات التماسك في رحلة الغربة في الخارج، يسعى السوريون إلى تعليم أبنائهم في الدول التي يوجدون فيها كل بطريقته. وفي مصر على سبيل المثال، كان من المفترض أن يتم التدريس بمناهج سورية ومعلمين سوريين، إلا أن هذا يتطلب الكثير من الإجراءات الرسمية. وبدأت بعض المؤسسات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية والقطاع الخاص في مد يد العون لألوف التلاميذ السوريين المنتشرين في عدة محافظات بمصر.

ويقول إسماعيل يوسف محمد، وهو سوري قدم من الإمارات العربية المتحدة ليتابع تعليم أطفاله الخمسة في مصر لقلة التكاليف المالية: «ما يعرقل العملية التعليمية يكمن في الكم الهائل من النازحين السوريين وتمركزهم في مناطق محددة كمدينة السادس من أكتوبر ومدينة نصر ومدينة الرحاب».

وتقوم منظمة «البيت السوري» بدور ملتقى وطني يجمع النشطاء السوريين بجميع أطيافهم ومكوناتهم لتنسيق جهودهم في مصر وباقي البلدان من أجل تهيئة كوادر من الشباب لتحقيق أهداف الثورة والنهوض بالمجتمع السوري، خاصة في مرحلة ما بعد سقوط النظام المنتظرة، وتقديم المساعدة والعون للنازحين وأبنائهم، والتخفيف عن المصابين القادمين للعلاج.

ويتذكر أبو موسى بداية الصدام بينه وبين النظام، قائلا: «كنت أقف في شرفة شقتي في مخيم الرمل لمعرفة ما يحدث في الجوار بعد سماع أصوات طلقات نارية»، إلا أنه فوجئ بأنه يتم اعتقاله بتهمة إطلاق النار على فرق الجيش، حيث جرى اقتياده إلى فرع الأمن العسكري. وما زالت آثار التعذيب بادية على مناطق متفرقة من جسد أبو موسى.

ويمكن أن تستمع في مقر منظمة «البيت السوري» لقصص تقشعر لها الأبدان ولا يصدقها عقل عن ممارسات النظام السوري ضد مواطنيه. ويقع مقر المنظمة في مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة بنحو 30 كيلومترا. وترى المنظمة أن وجود السوريين بكثافة في مصر حولهم إلى مجتمع متكامل من المتعلمين والمهنيين وغيرهم. وتعتمد المنظمة التي يجري العمل على تأسيسها في مصر على آليات عمل المنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني.

ويقول أبو موسى إنه شاهد في المعتقل عمليات لنزع أظافر أطفال واغتصاب نساء وصعق رجال بالكهرباء، ويضيف: «لو أحكي لبكرة ما يخلص الحكي».

بعد نحو أربعة أشهر خرج أبو موسى من المعتقل ليجد أن أخاه، وهو برتبة صف ضابط، قد انشق عن النظام السوري ليشكل كتيبة في جبل الزاوية. انضم أبو موسى للكتيبة من دون أن يكون لديه سلاح، إلا أن والدته باعت ما لديها من مصوغات ليشتري رشاشا «كلاشنيكوف». واستمر أبو موسى منذ ذلك الوقت في كر وفر ضد قوات النظام انتظارا ليوم الحسم.

وقال خالد القطاع، عضو منظمة «البيت السوري»، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعمل حاليا على تنظيم عمليات الإغاثة للاجئين السوريين بمصر بالتنسيق مع منظمات وجمعيات خيرية، والتي عن طريقها تستقبل المساعدات، ونحن بدورنا نقوم بإعادة توجيهها للسوريين المستحقين بما يناسب الجميع وبشكل عادل. وتسعى المنظمة أيضا إلى تهيئة الطاقات السورية الشابة لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد».

وأضاف خالد القطاع قائلا: «نحن في (البيت السوري) نعمل على الربط والتشبيك بين النشطاء من أجل توحيد الجهود الثورية في مصر وسوريا وخارجهما، وهنالك تواصل عملي مع نشطاء من تركيا والأردن، بالإضافة إلى الكثير من الأصدقاء، كما أن المنظمة متعاونة مع مركز التنمية البشرية السوري».

وقال سامح عبد التواب، وهو مدير لإحدى المؤسسات التي تشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعي بمصر، إن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى قرابة 40 ألفا منهم 25 ألف طالب من جميع المراحل الدراسية وفقا لإحصاءات حصل عليها من جهات رسمية لم يكشف عنها، مشيرا إلى أن الإدارة التعليمية طلبت من المدرسين السوريين تقديم أوراق وإثباتات شخصية للتأكد من شخصياتهم قبل السماح لهم بالمشاركة في تعليم الطلاب السوريين بمصر.

المجلس الوطني السوري” يرفض أي إطار جديد للمعارضة يكون بديلاً منه

سراقب محررة بالكامل بعد انسحاب قوات الأسد تحت ضربات الثوار

                                            سيطر الثوار أمس على كامل مدينة سراقب ومحيطها في ريف إدلب والواقعة على تقاطع طريقين رئيسيين، بعدما انسحبت منها قوات النظام تحت وقع ضربات الثوار المتلاحقة.

وسياسيا، رفض “المجلس الوطني السوري” امس تشكيل اي اطار جديد للمعارضة السورية يكون بديلا عنه، وذلك ردا على موقف اميركي اعتبر ان المجلس لم يعد يمثل كل المعارضين لنظام بشار الاسد.

سراقب

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” في بيان “انسحبت القوات النظامية من حاجز الويس العسكري المتواجد شمال غرب مدينة سراقب والذي يعد اخر حاجز للقوات النظامية في محيط المدينة”، مشيرا الى ان المدينة الواقعة في محافظة إدلب ومحيطها “يعتبران الان خارج سيطرة النظام بشكل كامل”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” ان نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة “بات خاليا من اي وجود للقوات النظامية”، التي انسحبت فجر اليوم “من دون ان تعرف وجهتها”.

واشار عبد الرحمن الى ان هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب (شمال) من جهة، وحلب ومدينة اللاذقية الساحلية “باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها او محيطها”.

وقال المتحدث الاعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري ان سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية “بعد قيام من تبقى من قوات الاسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويس”.

واوضح عبد الرحمن ان المدينة “اصبحت استراتيجية بغض النظر عن حجمها”، وهو اصغر من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة إدلب، والتي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في التاسع من تشرين الاول، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية.

وكان المقاتلون المعارضون شنوا الخميس هجمات على ثلاثة حواجز للقوات النظامية في محيط سراقب، ما ادى الى مقتل 28 جنديا نظاميا على الاقل، بحسب المرصد.

واشار المرصد الى ان اشتباكات تدور صباح الجمعة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين “هاجموا رتلا لهذه القوات قرب قرية فريكة على طريق اريحا اللاذقية كان في طريقه لفك الحصار عن حواجز في بلدة محمبل”.

وتستمر الاشتباكات حول معسكر وادي الضيف الاكبر في منطقة معرة النعمان، والذي يحاصره المقاتلون منذ سيطرتهم على المدينة، بحسب المرصد.

دمشق

وفي دمشق انفجرت عبوتان ناسفتان، امس، في منطقة الزاهرة الجديدة جنوب العاصمة السورية دمشق.

وتحدّث التلفزيون الرسمي السوري عن انفجار عبوتين ناسفتين قرب مجمّع العيادات الشاملة في منطقة الزاهرة الجديدة جنوب دمشق.

وأشار الى وجود إصابات وأضرار مادية جرّاء الانفجار، لكنه لم يحدّدها على الفور.

درعا

وفي اعمال العنف المستمرة في مناطق سورية أخرى، قتل اربعة اشخاص صباح اليوم في كمين في بلدة الحارة واطلاق نار في بلدة غباغبن في محافظة درعا (جنوب) بحسب المرصد.

دير الزور

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل اربعة مقاتلين معارضين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور، بحسب المرصد.

حمص

وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن قيام القوات النظامية باقتحام حي الغوطة في مدينة حمص مستخدما عددا من الدبابات والعربات المدرعة.

المجلس الوطني

المجلس الوطني السوري رفض تشكيل اي اطار جديد للمعارضة السورية يكون بديلا عنه، وابدى في بيان “جديته في الحوار مع كافة اطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني”، مؤكدا ان اي اجتماع في هذا الشأن “لن يكون بديلا عن المجلس او نقيضا له (…)”.

واعتبر المجلس قبل يومين من اجتماع موسع يعقده في العاصمة القطرية الاحد “ان اي حديث عن تجاوز المجلس الوطني او تكوين اطر اخرى بديلة محاولة لايذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف، ومؤشر على عدم جدية قوى يفترض ان تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة نظام القتل والاجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظة”.

ويأتي موقف المجلس بعد يومين من اعتبار وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه “لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة”، بل يمكن ان يكون “جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم”.

واعتبرت كلينتون ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة “بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سوريا”.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة “فرانس برس” ان “كل القوى السياسية التي نشأت في الداخل ممثلة في المجلس والا من اعطاه الشرعية؟”، مؤكدا ان “التظاهرات رفعت شعار المجلس الوطني يمثلني”، متسائلا عما اذا كان الاميركيون راغبين في”اعادة شخصيات كانت في المجلس وخرجت منه”. واضاف “ما هو المطلوب؟ نحن منفتحون على الحوار مع الجميع. لكن اذا اصبحت القضية ان احدا ما يعد الطبخة ويريدنا ان نجلس الى الطاولة ويعطينا شوكة وسكينة لتناول الطعام المعد سلفا، فهذا ما لا نقبل به”.

وقال صبرا “من دون المجلس الوطني لا معارضة في سوريا”، مضيفا “اذا (كان المطلوب من) توحيد المعارضة تسليح الجيش السوري الحر او دعم الشعب السوري واغاثته، فهذه كلمة حق. لكن اذا كان توحيد المعارضة يهدف الى مفاوضة بشار الاسد فهذا لن يحصل ولا يقبل الشعب السوري به”.

ويجهد المجلس الوطني، بضغط من المجتمع الدولي، لا سيما الدول الغربية، من اجل توحيد صفوفه، لكنه لم ينجح حتى الآن في ايجاد هيكلية واضحة لمكوناته، بسبب صراعات “شخصية وعلى السلطة”، بحسب ما يؤكد ناشطون.

وتتخذ واشنطن من مسألة التشرذم هذه احدى الحجج للتمنع عن تسليح المعارضين.

اللاجئون في تركيا

في انقرة، أعلنت السلطات التركية، امس أن عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية تجاوز 110 آلاف لاجئ. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن بيان لمديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لمكتب رئاسة الوزراء التركي أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ حالياً 110 آلاف و649 لاجئا فروا من القتال في بلادهم.

وذكر البيان أن 155662 سوريا فروا إلى تركيا ولكن 45013 عادوا الى ديارهم .

والثلاثاء كان عدد اللاجئين السوريين في تركيا 107800 لاجئ.

وأشار البيان إلى أن هناك 5 مخيمات للاجئين السوريين في أقاليم هاتاي واثنين في شانلورفا و3 في غازي عنتاب وواحد في كل من العثمانية وكهرمان ماراس وكيليس.

ويجري تقديم المعونات والمؤن والخدمات الصحية والإجتماعية للاجئين. وتستضيف تركيا هذا العدد من اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم بسبب أعمال العنف الناتجة عن الاقتتال بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

قوات الأسد تواصل قتل المدنيين جواً وبراً ومصرع 28 جندياً من النظام في هجمات للمعارضة

                                            قتل 28 جندياً سورياً نظامياً على الأقل على أيدي مقاتلين معارضين هاجموا حواجز عسكرية في شمال سوريا، في حين شن الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق. وفي غضون ذلك، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية تزايد التطرف في سوريا جراء محدودية دعم المعارضة السورية، وذلك رداً على تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذرت فيها من تحويل المتطرفين “مسار الثورة”.

فقد قتل 28 جندياً نظامياً على الأقل أمس بعضهم تعرض للتصفية، لدى مهاجمة مقاتلين معارضين ثلاثة حواجز للقوات النظامية في محافظة دير الزور (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن هذه الهجمات التي قتل فيها أيضاً خمسة مقاتلين معارضين، استهدفت حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، وحاجز حميشو على طريق سراقب اريحا. وتقع هذه الحواجز في شمال وغرب مدينة سراقب الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، والتي تتواجد فيها خمس كتائب مقاتلة، بحسب ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي.

وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع “يوتيوب” الالكتروني، يظهر عدداً من المقاتلين المعارضين متحلقين حول نحو عشرة جنود نظاميين مستلقين على الأرض جنباً الى جنب بعد أسرهم على حاجز حميشو.

ويسمع مصور الشريط يقول “هؤلاء هم كلاب (الرئيس السوري بشار) الأسد”، قبل أن يسأل مقاتل معارض جندياً أسيراً “ألا تعرف أننا من أهل هذا البلد؟”، ليرد عليه الجندي “والله العظيم ما ضربت (لم أطلق النار)”. وبعدما وجه المقاتلون المعارضون ركلات الى الجنود المرميين أرضاً، يسمع صوت إطلاق نار كثيف وعدد من صيحات التكبير مع انتقال المصور الى مكان آخر. أظهر شريط ثانٍ جثث الجنود النظاميين في المكان نفسه، في حين بدا أحد المقاتلين المعارضين وهو يرفع شارة النصر.

وأشار المرصد أيضاً الى أن ثلاثة ضباط بينهم عقيد قتلوا “إثر اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا حاجز المعصرة بمحيط بلدة محمبل” في محافظة إدلب.

في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية المقاتلة التي كثف النظام استخدامها في الأيام الأخيرة، غارات جديدة على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت أربع منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، إضافة الى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين للقصف.

ونقل المرصد عن ناشطين في هذه المناطق أن غالبية سكان الغوطة الشرقية التي تقع فيها المناطق المذكورة، نزحوا عنها. وتشهد مناطق ريف العاصمة السورية تشديداً في الحملات العسكرية للقوات النظامية في الفترة الأخيرة، في محاولة منها لاستعادة مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

وقصفت طائرات مروحية صباح أمس الحجر الأسود في جنوب العاصمة السورية، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب، قتل أربعة أشخاص في قصف بالطيران الحربي على قرية معرشمشة، بحسب المرصد الذي أشار الى أن الطيران استهدف أيضاً قريتي الصرمان وأبو مكة “اللتين نزح إليهما الكثير من سكان القرى المحيطة بمعسكر وادي الضيف”.

ولا يزال محيط هذا المعسكر المحاصر والقريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، يشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الذين سيطروا على المدينة في التاسع من تشرين الأول، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية.

وفي دير الزور (شرق)، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن “مجموعة إرهابية مسلحة” فجرت أنبوباً لنقل النفط في منطقة التيم، ما أدى الى اندلاع حريق. واستهدفت حوادث تفجير عدة بنى تحتية في سوريا، ومنها أنابيب للنفط في دير الزور ومحافظة حمص (وسط) ومدينة بانياس الساحلية.

وحصدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس 86 قتيلاً على الأقل، بحسب المرصد الذي أحصى سقوط أكثر من 36 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسد منتصف آذار 2011.

ويعتمد المرصد، ومقره بريطانيا، على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد أن حصيلة القتلى والجرحى التي يوفرها تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

سيدا

ومع تكرار الحديث عن تنامي دور متطرفين إسلاميين في القتال ضد القوات النظامية في سوريا، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أمس المجتمع الدولي مسؤولية “تزايد التطرف في سوريا” نظراً “الى عدم دعم الشعب السوري” في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال سيدا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري”. وأضاف أنه “في المناطق المحررة من أيدي النظام هناك حالة فوضى وإحباط لأن النظام ما زال يقتل بشكل جنوني ويستخدم كافة أنواع الأسلحة من طيران وقنابل عنقودية”.

وقال “في مثل هذه الحالة من الطبيعي أن يتواجد التطرف من بعض العناصر”.

وتأتي تصريحات سيدا رداً على ما أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع الى ما هو أبعد من المجلس الوطني السوري وأن “تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة” في سوريا.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في زغرب “هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم”.

ورأى سيدا أن “المجتمع الدولي يجب أن يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني”. أضاف “حذرنا دائماً المجتمع الدولي من أن التطرف قد يتزايد في حال استمر القتل”.

رغم ذلك أكد سيدا أن “الثورة باقية على مسارها، ولا زالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري”. وإذ اعتبر أن “زيادة التطرف هو بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي، وليست سبباً له”، قال إنه “رغم سعينا لضمان ألا يحظى التطرف الإسلامي بتأثير، إلا أن نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل إمكاناتنا محدودة أكثر مما نرغب”.

وأكد سيدا أن “ثمة حالاً طبيعية من الفوضى والعجز بسبب استمرار الهجمات من قبل النظام” على المناطق التي خرجت من سيطرته “وفي جو هكذا، من الطبيعي أن ينمو التطرف”، معتبراً أن سوريا “مجتمع متنوع، لذا في نهاية المطاف لن يتمكن مشروع إسلامي متطرف من التجذر في البلاد”.

ويشكل العرب نحو 90 في المئة من سكان سوريا، بينما تتوزع النسبة الباقية بين الأكراد والتركمان والشركس. كما يشكل المسلمون السنة نحو 80 في المئة من السكان، الى نحو 10 في المئة من العلويين وخمسة في المئة من المسيحيين واثنين في المئة من الدروز.

وتعليقاً على قول كلينتون إنه “لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على أنه الزعامة المرئية للمعارضة يمكن أن يكون جزءاً من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصاً من الداخل السوري وغيرهم”، أكد سيدا الاستعداد للعمل مع كل أطياف المعارضة السورية.

أضاف “نحن منفتحون على العمل مع أي مجموعة وطنية هدفها الأساسي هو إسقاط النظام المجرم”، مشيراً الى أن المجلس “في حالة توسع”، ومن هنا يأتي الاجتماع الذي سيعقده في الرابع من تشرين الثاني في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال سيدا إن المجلس يمثل حالياً “كل أطياف المجتمع السوري المتنوع، ومنها الإسلامية والليبرالية والعلمانية”، مشيراً الى أن “مجموعات كردية، إضافة الى مجموعات مدنية وعسكرية أخرى” ستشارك في اجتماع الدوحة.

وفي ما يتعلق بالشائعات عن ترشيح المعارض السوري رياض سيف لرئاسة حكومة انتقالية في المنفى، قال سيدا “أعتقد أنه علينا انتظار انعقاد الاجتماع للتقرير إذا كان (سيف) المرشح الأمثل للفترة الانتقالية. ترشيح أسماء من دون التشاور مع الفاعلين (على الأرض) سيكون بمثابة تخطٍ للمراحل”.

وأكد أن الاجتماع المقرر “سيناقش كل الأولويات ومنها المرحلة الانتقالية والشخص المخول إدارتها. في كل حال هذا قرار يعود الى الشعب السوري”.

وكان المجلس ارجأ اجتماعه الذي كان مقرراً في تشرين الأول الى مطلع تشرين الثاني، لإقرار صيغة توسيع المجلس بعد ورود عدد كبير جداً من طلبات الانتساب.

وتشكل المجلس الوطني في تشرين الأول 2011 من ممثلين للإخوان المسلمين وتيارات ليبرالية وأخرى قومية، إضافة الى ممثلين لناشطين على الأرض في الداخل ولأحزاب كردية واشورية.

ويرأسه حالياً عبد الباسط سيدا الذي انتخب في حزيران لمدة ثلاثة أشهر، وتم التمديد له في مطلع أيلول.

وتأتي تصريحات كلينتون إثر التقاء مجموعات عدة للمعارضة السورية في تركيا للعمل على تشكيل حكومة في المنفى تكون قادرة على النطق باسم المعارضة والحصول على اعتراف دولي بها.

وبرزت في الفترة الأخيرة بشكل أكبر مشاركة مقاتلي “جبهة النصرة” التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات الدامية في مدن سورية عدة، الى جانب المقاتلين المعارضين خلال اشتباكات ضد الجيش النظامي.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أنه لهذه الأسباب تريد الولايات المتحدة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية “مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها في إطار استراتيجية فاعلة قادرة على التصدي لعنف النظام السوري والبدء بالإعداد لانتقال سياسي”.

سيرديوكوف

في غضون ذلك، أعرب وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، أمس عن اعتقاده بأن الجيش السوري قادر تماماً على مواجهة المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أن مسألة إرسال قوات روسية إلى سوريا بمهمة حفظ سلام ليست مطروحة للنقاش حالياً.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن سيرديوكوف، قوله حول الأحاديث عن أن الجيش السوري لم يعد قادراً على القتال، إنه “قيل منذ عام إن الجيش السوري لا يستطيع أن يجابه الثوار ولكن هذا بعيد عن الحقيقة”.

ورأى سيرديوكوف أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستمر في موقفه، رافضاً ترك منصبه كرئيس للجمهورية، إدراكاً منه أن هذا يعني الانتحار. ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا لو قرر مجلس الأمن الدولي ذلك، قال إن “هذه المسألة تعود إلى الرئيس (فلاديمير بوتين) ولم تُطرح بعد ولا تطرح الآن”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال للصحافيين في ختام اجتماعه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي في موسكو، إن روسيا تؤيد عودة مراقبي الأمم المتحدة العسكريين إلى سوريا وزيادة عددهم.

وبالنسبة لفكرة إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا، قال لافروف إن هذا يتطلب قراراً دولياً وموافقة الحكومة السورية.

زمام المبادرة

ورأى محللون ومقاتلون معارضون أن الزيادة غير المسبوقة في الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية السورية منذ بداية هذا الأسبوع، تشكل محاولة يائسة من النظام السوري لاستعادة زمام المبادرة بعد المكاسب التي حققها المقاتلون أخيراً.

واعتبر هؤلاء أن الغارات الجوية لا تستهدف ضرب مناطق يسيطر عليها المقاتلون بقدر ما تهدف الى إثارة الخوف والغضب لتأليب السكان المحليين ضد المقاتلين المعارضين الموجودين بينهم.

وقال تشارلز ليستر، المحلل في مركز “آي اتش أس جاينز للإرهاب والتمرد” ومقره لندن إن “المقاتلين المعارضين حققوا مكاسب مهمة في الأسابيع القليلة الماضية لا سيما في شمال سوريا، والنظام يرى في الأمر تهديداً جدياً”. أضاف أن “زيادة الغارات الجوية مدفوعة من هذه المكاسب العسكرية المهمة”.

وشهد الاثنين “أعنف الغارات” الجوية منذ بدء النظام استخدام سلاح الطيران الحربي في نهاية تموز، إذ تعرضت مناطق سورية عدة لأكثر من 60 غارة جوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت طائرة حربية مقاتلة قد شنت الثلاثاء غارة هي الأولى على أحد أحياء دمشق استهدفت حي جوبر، في يوم تبنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر اغتيال أحد أعضاء هيئة أركان القوات الجوية السورية.

وأتت الغارات بعد فشل القوات النظامية في دفع المقاتلين المعارضين خارج مناطق سيطروا عليها في ريف العاصمة السورية، واكتسابهم مناطق جديدة في شمال غرب البلاد.

واعتبر المحللون أن سيطرة المقاتلين على معرة النعمان الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة أشهر، كانت مكسباً مهماً.

وقال رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن “لجوء النظام الى هذا الاستخدام المفرط للغارات الجوية، دليل على أنه يخسر المعركة”. أضاف في اتصال الى وكالة فرانس برس أن “الجيش (النظامي) لا يحظى بوجود عسكري على الأرض في المناطق التي يقصفها بالطيران الحربي، لذا يلجأ الى تدميرها من الجو”.

لكن هذه الغارات هي أبعد ما تكون عن استهدافات لمواقع محددة للمقاتلين المعارضين، بل قصف عشوائي على المناطق المدنية، وغالباً بأقسى أنواع المتفجرات، بحسب المحللين.

وأكد رياض قهوجي، رئيس مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري التي تتخذ من دبي مقراً لها، أن القذائف التي تستخدمها الطائرات الحربية السورية “غبية وليست ذكية، وعندما تستخدمها فذلك يعني أنك لا تحاول تحقيق أي تفوق تكتيكي”.

وفي الكثير من الأحيان تلقي هذه الطائرات ما يعرف بالبراميل المتفجرة التي تكون محشوة بالديناميت والوقود وقطع من الفولاذ، مما يتسبب بدمار واسع في المناطق المدنية، بحسب قهوجي.

وأشار المحللون الى أن الاستراتيجية خلف استخدام هذه البراميل هي قتل المدنيين وتدمير منازلهم وجعل حياتهم لا تطاق الى حد يدفعهم الى طرد المقاتلين المعارضين، أو على الأقل وقف مدهم بالمساعدة.

وقال قهوجي “يحاول (النظام) جعل السكان المدنيين غاضبين وخائفين الى درجة تجعل من المستحيل على المقاتلين المعارضين العثور على ملجأ آمن. الهدف الوحيد هو ترهيب السكان المدنيين على أمل أن ينقلبوا على المقاتلين المعارضين”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “الطيران الحربي شن غارات جوية على معرة النعمان يومياً منذ ثلاثة أسابيع، منذ أن سيطر مقاتلو الكتائب الثائرة عليها. سقط العديد من الضحايا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول مجدداً الى المدينة”.

وفي الواقع، قد تكون استراتيجية النظام تؤدي الى عكس ما يبتغيه، وتستثير غضباً شعبياً، بحسب قهوجي الذي يقول “اللجوء الى القصف الاستراتيجي في حالات التمرد وضد مقاتلين معارضين لم يثبت نجاحه يوماً. كل ما تقوم به هو إثارة غضب الناس وجعلهم يطالبون بالدم في المقابل”.

(ا ف ب، رويترز، يو بي اي)

اجتماعات ماراثونية للمعارضة السورية و”التعاون”مع رؤية شاملة

بدأ المجلس الوطني السوري في الدوحة أمس، اجتماعات ماراثونية تستمر أربعة أيام، وتنتهي بانتخاب هيئة جديدة، ولاحقاً الخميس، باجتماع تشاوري مع أطراف معارضة أخرى، لبحث مشروع “هيئة المبادرة الوطنية السورية”الهادف إلى توحيد صفوف المعارضة، في حين تشهد المنطقة حراكاً عربياً ودولياً مركزه بحث الأزمة السورية، بدأه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمباحثات في بيروت وجدة، واستبق أمين عام الجامعة العربية لقاء ثلاثياً مع المبعوث الأممي العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، باجتماع مع الأول أطلعه خلاله على نتائج مباحثاته في موسكو وبكين، في وقت حصدت أعمال العنف أرواح عشرات الضحايا، وأعلن المعارضون إسقاط طائرة والسيطرة على حقل نفطي .

وتعقد المعارضة السورية اجتماعاً موسعاً في الدوحة، الخميس، في إطار مبادرة تدعمها واشنطن من أجل إطلاق “هيئة المبادرة الوطنية السورية«، التي تتجاوز المجلس الوطني، وبدأ المجلس اجتماعات مصيرية في الدوحة، تستمر 4 أيام، تهدف إلى تعزيز قاعدته التمثيلية، وسيقوم نحو 286 عضواً بتعديل نظامه لزيادة عدد أعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة الأربعاء، إلا أن الأنظار تتجه إلى يوم الخميس، الذي سيجتمع فيه المجلس مع هيئات وشخصيات معارضة في إطار “اجتماع تشاوري”دعت إليه الجامعة العربية وقطر .

وقال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا إن اجتماع الخميس هو “لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف، وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية”. وشدد على أن “المجلس الوطني هو الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه”. وعبر عن الاستياء من “جهود كثيرة من أجل تجاوز المجلس، والبحث عن هياكل بديلة”.

ورحبت دول مجلس التعاون الخليجي باجتماع المعارضة في الدوحة الخميس . وقال أمين عام المجلس عبد اللطيف الزياني “إن دول المجلس تعتبر انعقاد هذا الاجتماع التشاوري فرصة مهمة للعمل على الوصول إلى رؤية شمولية تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وتلبي مطالبه”.

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من بيروت أمس، رفض بلاده زعزعة استقرار لبنان، وتصميمها على “حمايته في مواجهة الأخطار الناتجة عن الأزمة في سوريا”. وأكد رفضه أن “يكون لبنان ضحية”للنزاع السوري، وقال “يجب بذل كل شيء لحماية لبنان، هذا موقف فرنسا”.

واستقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز هولاند في جدة، حيث عقدا اجتماعاً جرى خلاله بحث مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع الراهن في سوريا، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين .

واستبق أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، اجتماعا ثلاثياً مع لافروف والإبراهيمي، بعقد لقاء تنسيقي مع الأخير، لتنسيق المواقف العربية قبل الاجتماع . ورأى مصدر مسؤول في الجامعة “صعوبة التقريب بين وجهتي النظر العربية والروسية”.

وكشفت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة العربية في 12 من الشهر، على هامش الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري .

ميدانياً، تعرضت مناطق عدة في ريف دمشق وريف حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، لغارات من الطيران الحربي والمروحي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى إسقاط طائرة حربية في دير الزور (شرق)، بالتزامن مع انفجار في العاصمة، وسيطرة المعارضين على حقل نفطي في شرقي البلاد .

حصيلة قتلى أمس 180

النظام يواصل قصف دمشق ودرعا

                                            قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية فجر اليوم الاثنين أحياء دمشق الجنوبية، خاصة حي التضامن والحجر الأسود. كما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي في عدة مناطق بالعاصمة. وقصفت قوات النظام بنيران الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة مدينة درعا جنوب البلاد. وكانت حصيلة يوم أمس مقتل نحو 180 معظمهم في دمشق وريفها وإدلب.

وقال ناشطون اليوم الاثنين إن قوات النظام واصلت قصف حي السد ومخيم النازحين في درعا، كما شهد حي التضامن ومخيم اليرموك بالعاصمة دمشق اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.

بدورها قالت الناطقة باسم المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها سمر القوتلي إن قوات النظام واصلت قصفها صباح اليوم لأحياء من العاصمة دمشق التي تشهد حالة توتر وانتشارا أمنيا كثيفا في العديد من أحيائها، وذلك بعدما شهدت أمس تفجيرات نوعية عزتها القوتلي إلى قرار الكتائب الثورية في دمشق وريفها أمس توحيد عملياتها ضد قوات النظام.

وكانت مدينة درعا جنوب البلاد -خاصة حي السد ومخيم النازحين- أمس هدفا للبراميل المتفجرة التي قذفتها الطائرات الحربية، مما أدى إلى مقتل وجرح عشرات، فضلا عن هدم كثير من المنازل. وأضاف الناشطون أن قوات النظام تحاصر حي السد ومخيم الفلسطينيين منذ يومين.

وفي تفاصيل القصف أفاد تجمع أحرار حوران بوجود 23 جثة في منزلين بعد استهدافهما ببرميلين من المتفجرات من مروحيات النظام، وقال إن بين القتلى نساء وأطفالا. وأشار نشطاء إلى أن حي طريق السد تعرض لقصف مدفعي كثيف، حيث شهد محاولات نزوح كبيرة لما تبقى من السكان بسبب الحصار واستهدافهم من طرف القناصة.

وكان القصف الذي تعرض له مخيم اليرموك أمس قد أسفر عن مقتل 20 شخصا.

انفجارات بدمشق

أما العاصمة دمشق فقد عاشت أمس وضعا أمنيا مترديا، حيث سمع دوي انفجارات متفرقة وقع أقواها في حي أبو رمانة. ودارت اشتباكات بين مقاتلين من الجيش الحر وعناصر من الأمن قرب فرع الأمن السياسي في ساحة الميسات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- إن دمشق تشهد انتشارا أمنيا واسعا وإغلاقا لبعض الطرق، بعد اشتباكات عنيفة وقعت قرب فرع الأمن السياسي وتحديدا منطقة ساحة الميسات وشارع مستشفى أمية.

لكن التلفزيون الرسمي قال إن انفجارا وقع في حي أبو رمانة خلف فندق “داما روز” بدمشق والذي كان مقرا للمراقبين الدوليين، وأوضح أن التفجير “الإرهابي” أوقع عدة إصابات.

ويضم الموقع المستهدف القيادة العامة لأركان الجيش النظامي، ونادي الضباط، وآمرية الطيران. وتبنى “لواء أحفاد الرسول” -وهو من فصائل الجيش الحر- التفجير، وقال إنه وقع في المنطقة بين نادي الضباط ومقر قيادة الأركان.

مكاسب للثوار

وفي تطور لافت أمس أسقط مقاتلون تابعون للجيش الحر طائرة حربية في محافظة دير الزور شرقي البلاد.

وفي نفس المنطقة استولى مقاتلون من كتائب الثوار على حقل نفطي بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي قتل وجرح وأسر منها نحو أربعين.

وقال المرصد إن مقاتلين من لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري تمكنوا من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين بدير الزور بعد حصار استمر أياما عدة، ووردت معلومات عن مقتل وجرح وأسر عناصر السرية المكلفة بحراسة الحقل والبالغ عددهم نحو أربعين.

كما استولى الثوار على دبابة وناقلة جند مدرعة وذخيرة وشاحنة عسكرية.

ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق والتي تضم أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا. وتستثمر هذه الحقول شركات وطنية وأجنبية ومشتركة.

المعارضة السورية تبحث تشكيل قيادة جديدة

                                            في اجتماعات بدأت في الدوحة

بدأ المجلس الوطني السوري اليوم الأحد في الدوحة اجتماعات تستمر يومين في إطار إعادة هيكلة المجلس، لتعزيز قاعدته التمثيلية. ومن المقرر انتخابُ رئيس جديد للمجلس ومكتب تنفيذي وأمانة عامة. وقد رحبت دول الخليج بالاجتماع، قبيل “اجتماع تشاوري” للمجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى دعت إليه جامعة الدول العربية وقطر الخميس.

وتوقع سياسيون أن تستمر المحادثات في الدوحة أربعة أيام بهدف توسيع المجلس الوطني السوري أكبر الكيانات المعارضة الساعية إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في الخارج من نحو 300 عضو إلى 400 عضو، وانتخاب هيئة عامة جديدة.

وفي هذا السياق، ستعرض على المجلس مبادرة من النائب السابق رياض سيف، ترمي إلى إيجاد هيئة قيادية جديدة شاملة، تضم إلى جانب المجلس ممثلي المجالس المحلية والعسكرية وهيئة علماء المسلمين. ومن المتوقع أن تتولى هذه البنية التنظيمية الجديدة مهمة تشكيل حكومة انتقالية، ومجلسٍ عسكري يضم كافةَ الأجهزة العسكرية.

وقال المعارض رياض سيف -النائب السابق بالبرلمان السوري- للجزيرة إن أولوية الحكومة الانتقالية التي من المقرر أن تنبثق من اجتماع الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري بالدوحة، تتمثل في إسقاط نظام بشار الأسد، ونفى أن تكون للمجلس نيةٌ في التفاوض مع النظام.

وقال سيف أيضا إن الثوار ليسوا بحاجة إلى تدخل أجنبي مباشر لحسم المعركة مع نظام بشار الأسد، بل هم بحاجة إلى سلاح نوعي لتغيير موازين القوى.

اجتماع تشاوري

وفي نفس السياق سيجتمع المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى يوم الخميس في إطار “اجتماع تشاوري” دعت إليه الجامعة العربية وقطر.

ويتوقع أن يبحث اجتماع الخميس إنشاء حكومة في المنفى، وأن يؤسس لقيام كيان جديد موسع تنبثق عنه تلك الحكومة. وقد نفى المعارض رياض سيف عزمه على شغل منصب رئيس هذه الحكومة بعد أن طرح اسمه لذلك.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا -في كلمة افتتاحية وزعت على الصحفيين اليوم- إن اجتماع الخميس “لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف، وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية”.

وشدد على أن “المجلس الوطني السوري هو الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام”.

وعبر سيدا بوضوح في كلمته عن الاستياء من “جهود كثيرة بذلت وتبذل من أجل تجاوز المجلس الوطني السوري، والبحث عن هياكل بديلة”، كما اعتبر وجود “السعي المستمر من أجل اتهام المجلس بالقصور والعجز أو الانغلاق، وكان التضييق المادي على المجلس وما زال”.

من جانبه، أوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة الصحافة الفرنسية أن مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس هي مبادرة “أميركية”، وهي تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية”.

مقاطعة

في المقابل أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي عدم مشاركتها في مؤتمر الدوحة. وقال بيان صادر عن الهيئة إن الدعوة إلى المؤتمر “ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد”، مشيرا إلى أن المؤتمر “لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم”.

وقرر المكتب التنفيذي للهيئة “عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر”، معتبرا أن الدعوة إلى عقده “لا تعبّر عن إرادة السوريين المستقلة”.

ترحيب

وقد رحبت دول مجلس التعاون الخليجي باجتماع أطياف المعارضة السورية في الدوحة، وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني إن دول مجلس التعاون ترى في انعقاد هذا الاجتماع فرصة مهمة للمعارضة السورية كي تتوصل إلى رؤية شمولية تحقق تطلعات الشعب السوري.

وأضاف الزياني أن هذا الاجتماع سيساعد على حشد مزيد من الدعم الدولي لما سماها قضية الشعب السوري العادلة، ويعكس الاهتمام  الكبير والدعم المستمر الذي توليه دولة قطر ودول مجلس التعاون لمساعدة الشعب السوري الشقيق.

وبالتزامن، بحث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى مع المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى بالقاهرة تطورات الأزمة السورية، قبيل ساعات من لقائهما مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة المصرية.

وقال مصدر فى الجامعة العربية إن اللقاء جاء بهدف تنسيق المواقف قبيل الاجتماع مع لافروف. وأضاف المصدر أن العربي والإبراهيمي سيبحثان مع لافروف محاولة الوصول إلى خطة جديدة يمكن البناء عليها لحل الأزمة في سوريا.

من جهة أخرى كشفت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة العربية يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وذلك على هامش الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.

وقال السفير جمال محمد الغنيم -مندوب دولة الكويت بالجامعة العربية- إن اجتماعا سيبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا ميدانيا وسياسيا وإنسانيا، في ضوء جهود المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ونتائج زيارتيه لموسكو وبكين.

وأضاف الغنيم أن الإبراهيمي سيقدم تقريرا إلى وزراء الخارجية العرب عن الآفاق المستقبلية للأزمة السورية، مع أفكاره ومرئياته للتعامل مع الأزمة في ضوء مشاوراته في موسكو وبكين، وكذلك نتائج الاجتماع الثلاثي المشترك مع كل من الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية روسيا سيرغى لافروف والإبراهيمي بالقاهرة.

عقب لقائه الإبراهيمي ولافروف

العربي: لا اتفاق بشأن الأزمة السورية

                                            أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى أن اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، لم يسفر عن اتفاق على شيء جديد ومحدد في ما يتعلق بالأزمة السورية.

وقال العربي -في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف والإبراهيمي عقب اللقاء الثلاثي- إنه تم بحث جميع جوانب الموقف، “وتكلمنا حول ما تم التوصل إليه في اجتماع جنيف في يونيو/حزيران الماضي، وكل طرف تحدث عن ضرورة التقدم للأمام، لكن لا يوجد شيء جديد”.

وقال “إن موضوع وقف إطلاق النار يحظى باهتمام بالغ وتركيز مطلق من قبل الجامعة العربية، ونشعر بأهمية الوقت وضرورة وقف نزيف الدم في سوريا”.

ومن جهته، شدد وزير الخارجية الروسي على أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمة السورية، مؤكدا أن الأولوية هي لوقف إطلاق النار والعنف بإجبار جميع الأطراف السورية على ذلك، والجلوس إلى طاولة المفاوضات وفقا لإعلان جنيف لتشكيل هيئة حكم انتقالي وإيجاد حل سياسي للأزمة.

وقال لافروف إن بلاده هي الدولة الوحيدة التي تعمل مع الحكومة والمعارضة في سوريا في نفس الوقت لوقف العنف، وأضاف “للأسف فإن بعض الدول المشاركة في إعلان جنيف تنصلت منه وتتصل فقط بالمعارضة وتشجعها على الكفاح المسلح حتى النصر، وذلك ستكون له عواقب سلبية خطيرة”.

وبدوره، شدد الإبراهيمي على أنه “لا حل عسكريا للأزمة السورية، وأن الحل الوحيد هو إيجاد عملية سياسية يتفق عليها الجميع، أو أن المستقبل سيكون سيئا للغاية، وستتدفق الأزمة على دول الجوار وحتى إلى دول بعيدة عن المنطقة”.

وأضاف أنه من خلال المباحثات التي أجراها بشأن الأزمة السورية داخل سوريا وخارجها وفي الأمم المتحدة، تزداد قناعته بأن اتفاق جنيف في 30 يونيو/حزيران الماضي “فيه الكثير مما يمكّن من وضع خطة لحل سياسي يرضي الشعب السوري، ويحقق طموحاته في التغيير الحقيقي”.

وكان العربي بحث مع الإبراهيمي -قبل ساعات من لقائهما لافروف- تطورات الأزمة السورية، حيث قال مصدر في الجامعة العربية إن اللقاء كان لتنسيق المواقف قبيل الاجتماع مع لافروف.

اللجنة الوزارية

من جهة أخرى، كشفت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة العربية يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وذلك على هامش الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.

وقال السفير جمال محمد الغنيم -مندوب دولة الكويت في الجامعة العربية- إن اجتماعا سيبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا ميدانيا وسياسيا وإنسانيا، في ضوء جهود المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ونتائج زيارتيْه لموسكو وبكين.

وأضاف الغنيم أن الإبراهيمي سيقدم تقريرا إلى وزراء الخارجية العرب عن الآفاق المستقبلية للأزمة السورية، مع أفكاره الخاصة بالتعامل مع الأزمة في ضوء مشاوراته في موسكو وبكين، وكذلك نتائج اجتماعه مع العربي ولافروف بالقاهرة.

بعد الطغاة.. يأتي دور الشعوب

                                            قالت الكاتبة آن أبلبوم في مقال لها بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن للشعوب دورا حيويا في النهوض ومحو آثار القمع الذي تتسبب به الأنظمة القمعية، ويجب أن تكون هناك بنية تحتية تدعم النشاطات التي يقوم بها أفراد الشعب.

واستهلت الكاتبة مقالها باستذكار تجربة أوروبا وبالذات ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية واقتسام العاصمة برلين بين معسكر تابع للاتحاد السوفياتي السابق، ومعسكر تابع لقوى الحلفاء الأخرى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقالت إن الشبان الألمان في القسم الغربي الذي يتبع سياسة على النمط الغربي، استطاعوا أن ينظموا أنفسهم في منظمات مجتمع مدني لإزالة آثار الحرب، وخلال أسبوعين بلغ عددهم 600 فرد استطاعوا إزالة ركام الحرب من ملعبين وتأهيلهما ثانية، كما استطاعوا استحداث خمس دور للأيتام في بلد كان يعاني خُمس أطفاله من اليتم بسبب الحرب.

ثم تنتقل الكاتبة إلى الشطر الشرقي من ألمانيا الذي سيطر عليه نظام سياسي تابع للاتحاد السوفياتي، وقالت إن الشبان الألمان هناك أرادوا تنظيم منظمات مدنية لإزالة آثار الحرب، ولكن السلطات منعتهم ومنعت الكثير من نشاطات المجتمع المدني.

وطبقا لأرشيف تلك الحقبة، خضعت أعداد كبيرة من الناشطين المدنيين لإجراءات تعسفية، واستهدفت الطبقة الوسطى وكل من تحلى بصفات قيادية وقدرة على إنشاء مؤسسة أو جمعية ما، على حد قول الكاتبة التي ألفت كتاب “الستارة الحديدية.. تدمير أوروبا الشرقية بين عامي 1944 و1956”.

وترى الكاتبة أن نموذج “الحكم الشمولي” أصبح منتشرا في كثير من بقاع العالم، وهي أنظمة سعت إلى فرض سيطرتها الكاملة على بلدانها، ووضعت قيودا تكبل أنشطة الحياة العامة.

وقالت إن هذا النموذج لم يحقق النجاح في أوروبا الشرقية التي كانت منضوية تحت راية الاتحاد السوفياتي، كما لم تحقق نجاحا كبيرا في الدول الآسيوية التي اتبعته، ولا في الدول العربية كما أثبت لنا مؤخرا مسرح الأحداث. إلا أن تطبيق النظام الشمولي أحدث ضررا كبيرا في البلدان التي رزحت تحت نيره.

ثم استعرضت المخاض الذي مرت به دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، حيث شهدت انتفاضات وثورات للتخلص من الحكام الشموليين الذين حافظوا على بلدانهم رهينة للسوفيات.

ورغم أن البلدان العربية لا تتشارك مع دول أوروبا الشرقية في الكثير، فإن هذين العالمين يتشاركان -دون شك- المعاناة من سلطة حكام شموليين قمعوا أو حاولوا قمع العمل المدني والمنظمات المستقلة.

ورأت أبلبوم أن السبب الوحيد لصعود الإسلاميين الراديكاليين وحركات الإخوان المسلمين في الدول العربية في موسم الربيع العربي، هو تدمير السلطات السابقة للقوى التي كان يمكن أن تنافسها في الشارع. وقالت إن سبب صمود الحركات الإسلامية من الدمار الذي استهدف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، أنهم مدفوعون بإيمان ديني ويتمتعون بعلاقات وتمويل عبر الحدود، وهذا ما ساعدهم لأن يكونوا منظمين بل ومن أكثر الحركات تنظيما في بعض الأماكن.

ثم طرحت الكاتبة التساؤل الذي تقول إنه يدور في خلد الكثيرين، وهو عن رؤية الإسلاميين للحكم، وهل سيتبعون نفس الطرق التي استخدمها من قمعهم في السابق أم سينفتحون على الآخرين؟ وأشارت إلى نموذج الإخوان في مصر، وقالت إن الجماعة يتنازعها تياران أحدهما يدعو إلى تكريس السلطة والثاني يدعو إلى التنوع في داخل الجماعة وعلى مستوى البلاد.

ثم تعود أبلبوم إلى ذكر التنظيمات الشبابية التي انتشرت في ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية، وتقول إنها رأت خلال زيارتها إلى ليبيا ما ذكرها بها، وهي مجموعة تطلق على نفسها “تنظيف طرابلس” وتضم متطوعين ينظفون شوارع المدينة وينسقون جهودهم مع السلطات.

واعتبرت أن مثل هذه النشاطات ستساعد ليبيا على بناء ثقافة سياسية ديمقراطية يشارك فيها المواطن في عملية صنع القرار، لكنها أقرّت أن هذا الهدف يستلزم بنية تحتية معقدة تضم قوانين محكمة ومؤسسات غير ربحية وتنظيم التبرعات الخيرية وإعلاما حرا ومهنيا قادرا على رصد تلك النشاطات، وأخيرا حكومة قادرة على التفاعل مع الشعب.

وأهابت الكاتبة بالمؤسسات الحكومية والخاصة تقديمَ المساعدات المادية للنشاطات الليبية المشابهة لمجموعة “تنظيف طرابلس”، وناشدت المؤسسات غير الحكومية والقانونية تقديم النصح، وطلبت من المسؤولين والناشطين الذين يعيشون في بلدان عانت من ظروف مشابهة لظروف ليبيا، مشاركة تجاربهم مع الليبيين كما يفعل التشيك والبولنديون مع التونسيين والمصريين.

المصدر:نيويورك تايمز

تجدد قصف اليرموك وأحياء بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت المعارضة السورية بتجدد الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومحيطه بدمشق، بالتزامن مع تعرض أحياء في العاصمة وضواحيها لقصف عنيف.

وكان ناشطون أفادوا بأن الجيش السوري قصف مواقع لمقاتلي المعارضة داخل مخيم اليرموك على مشارف دمشق، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

وأفادت مصادر بالمعارضة بمقتل 7 قتلى وعشرات الجرحى بسقوط قذيفة هاون على حافلة ركاب في مخيم اليرموك.

وذكرت مصادر في المعارضة أن 234 شخصا قتلوا في مناطق عدة من البلاد، بينما قال التلفزيون السوري إن انفجاراً وقع قرب مبنى “الاتحاد العام  لنقابات العمال” بدمشق، نجم عنه إصابة 11 شخصاً.

كذلك أفادت مصادر المعارضة بأن مقاتلين أسقطوا طائرة حربية في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، الأحد، وأسروا الطيارين.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شهود وناشطين أن “مقاتلين من الكتائب الثائرة أسقطوا طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط كتيبة المدفعية عند أطراف مدينة الميادين في دير الزور، وأن الطائرة تحطمت قرب بلدة بقرص”.

وذكرت شبكة سوريا مباشر أن الجيش الحر ألقى القبض على الطيارين.

من جهة ثانية، قال ناشطون إن الجيش السوري قصف مواقع لمقاتلي المعارضة داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

وأصبح المخيم المجاور للمدخل الجنوبي للعاصمة أحدث ساحة للقتال بين القوات المؤيدة للرئيس بشار الأسد والمعارضين الذين يقاتلون لإطاحته.

وقال الناشط محمد الحور: “اليرموك منطقة كثيفة السكان ودائما ما يؤدي قصفها إلى كارثة بشرية، لدينا 20 قتيلا بينهم مسعفون حاولوا مساعدة الجرحى في الشوارع”.

الأمم المتحدة تلغي دوام موظفيها بدمشق

ذكرت شبكة سوريا مباشر أن الأمم المتحدة طلبت من موظفيها، الاثنين، عدم الحضور إلى مكاتبهم في العاصمة دمشق.

ولم يتسن لسكاي نيوز عربية التأكد من صحة الخبر.

وعلى الصعيد الميداني ايضا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن الطيران الحربي قصف مناطق الباب وبيانون ورتيان في حلب وريفها.

وقال ناشطون إن 234 شخصا قتلوا في مختلف المناطق السورية، بينهم 12 امرأة و15 طفلا.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 70 شخصا قتلوا في دمشق وريفها و37 في إدلب و25 في حلب و6 في درعا و12 في حمص و5 في دير الزور و2 في كل من حماة واللاذقية وواحداً في القنيطرة.

وفي الأثناء، واصلت القوات الحكومية قصف حي العسالي ومخيم اليرموك في دمشق، بقذائف الهاون، كما سمع دوي انفجارات ناتجه عن القصف بالطيران على الريف الدمشقي، بينما استمر القصف العنيف على دير بلعبة لليوم السابع على  التوالي بحسب مصادر المعارضة السورية.

وأضافت المعارضة أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد جراء احتراق عدد من المنازل، فيما استمرت محاولات القوات الحكومية لاقتحام المنطقة من جهة شارع الستين وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر.

وفي تطور آخر، أعلن الجيش الحر سيطرته على سد برادون بريف اللاذقية.

وفي وقت سابق، أعلن مسلحون معارضون، أنه تم قتل الممثل السوري محمد رافع، متهمين إياه بإعطاء النظام معلومات عن المتظاهرين والناشطين ضده، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.

وقال المرصد في بيان: “اغتال عناصر من إحدى الكتائب المقاتلة الممثل محمد رافع بعد خطفه عند منتصف ليل الجمعة من حي مساكن برزة في دمشق”.

ونقل المرصد عن ناشطين أن رافع كان “يحمل سلاحا فرديا بمهمة من المخابرات الجوية”.

يشار إلى أن “كتيبة أحفاد الصديق”، التي تقاتل القوات الحكومية قرب العاصمة دمشق، تبنت العملية.

يذكر أن السبت انتهى بمقتل 176 شخصاً، بينهم 9 نساء و13 طفلاً، في أعمال العنف المستمرة في سوريا، بينما استولت قوات من الجيش الحر على 3 مواقع للجيش النظامي في مدينة دوما بريف دمشق.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الحكومية والمسلحين في محيط مطار تفتناز العسكري إثر محاولة المقاتلين اقتحام المطار.

كما أعلن الناشطون في منطقة الدويلة في ريف إدلب أن “مقاتلين من كتائب مقاتلة عدة تمكنوا من السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط ثماني جرحى من المقاتلين ومقتل ضابط برتبة عقيد من القوات النظامية”.

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها أن “قوات الجيش الحر سيطرت بشكل كامل على قاعدة الدويلة العسكرية للدفاع الجوي في بلدة سلقين وغنمت ما تحتويه من أسلحة وذخائر بعد حصار طويل”.

مساع لتوحيد المعارضة السورية بقطر

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بدأت قوى المعارضة السورية المنقسمة، الأحد، محادثات في قطر لتكوين جبهة موحدة من أجل الحصول على الاعتراف الدولي.

وتعد هذه أول محاولة منسقة لتوحيد جماعات المعارضة في الخارج مع قوى المعارضة المسلحة التي تقاتل داخل سوريا، للمساعدة في إنهاء الصراع المستمر منذ 19 شهرا، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري، جورج صبرا إن هذا الاجتماع سيكون للجنة العامة للمجلس، وهي أرفع لجنة فيه، مضيفا أنه بعد اكتمال إعادة الهيكلة العامة التي أجراها المجلس على مدار الأشهر الثلاثة المنصرمة، أصدر أمرا بإعادة هيكلة قيادته.

وأوضح صبرا أن انتخابات حرة ستجرى للمرة الأولى لاختيار الشخصيات التي تتولى قيادة المجلس الوطني السوري.

وكانت خلافات بين المعارضة السورية في الداخل والخارج ساهمت في إحباط المحاولات السابقة لتوحيد صفوفها.

وتوقع سياسيون أن تستمر المحادثات في الدوحة أربعة أيام بهدف توسيع المجلس الوطني السوري، أكبر الكيانات المعارضة في الخارج، فهو يتكون من نحو 300 عضو إلى 400 عضو.

ويأمل زعماء المجلس في أن تمهد هذه الخطوة الطريق لعقد اجتماع ثان في الدوحة، الخميس، تشارك فيه جماعات معارضة أخرى بهدف تشكيل تحالف موحد ضد الحكومة السورية ينحي جانبا الصراعات الداخلية السياسية والشخصية.

وقال صبرا إن المجلس الوطني اتخذ قرارا بالمشاركة في المحادثات مع حركات المعارضة الأخرى بهدف اكتشاف أعباء الفترة المقبلة والدور المتوقع منه للتعجيل بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

ويهدف الاجتماع أيضا إلى انتخاب لجنة تنفيذية جديدة ورئيس جديد للمجلس الوطني السوري.

من جهته، دعا المعارض البارز رياض سيف إلى تشكيل هيكل يضم مسلحي الجيش السوري الحر مع المجالس العسكرية الإقليمية وغيرها من الوحدات المقاتلة إلى جانب الكيانات المدنية المحلية وشخصيات معارضة بارزة.

وأضاف: إن الاعتراف الغربي والتركي والعربي بالمجلس الجديد سيساعد في نقل صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات إلى قوات المعارضة المسلحة ويسهم في “حسم المعركة”.

أما العضو البارز في المجلس الوطني السوري برهان غليون فأوضح أن الجمعية التي اقترحها سيف ستكون مكملة للمجلس وليست بديلا عنه.

وكانت الولايات المتحدة دعت الأسبوع الماضي إلى تعديل شامل في قيادة المعارضة، قائلة إن الوقت حان للمضي قدما إلى ما بعد المجلس الوطني السوري وضم هؤلاء الذين يقفون على “الخطوط الأمامية ويقاتلون ويموتون.”

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الاجتماع في قطر سيكون فرصة لتشكيل معارضة تحظى بمصداقية.

الجيش الحر يسيطر على حي التضامن في دمشق

دمشق- فرانس برس، قناة “العربية”

شهدت العاصمة السورية دمشق، توسع رقعة الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر، حيث أفادت شبكة “شام” بسيطرة الجيش الحر على حي التضامن في دمشق، فيما تحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن اشتباكات عنيفة في شارعي الثورة وباكستان في حي القدم بالعاصمة دمشق.

ودارت اشتباكات عنيفة في منطقة بور سعيد في مخيم اليرموك، وشملت المواجهات أحياء القابون والحجر الأسود ودف الشوك ومخيم فلسطين.

واستولى مقاتلون في الجيش السوري الحر، الأحد، على حقل نفطي في محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية التي قتل وجرح وأسر منها حوالي 40 عنصراً، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان “تمكن مقاتلون من لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين بعد حصار استمر عدة أيام”.

وأشار إلى أن المهاجمين استولوا أيضاً على دبابة وناقلة جند مدرعة وذخيرة وشاحنة عسكرية.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن الهجوم على الحقل بدأ فجراً واستمر ساعات عدة، قبل أن يتمكن المقاتلون من السيطرة.

وتعرضت أنابيب نفط ومحطات ضخ عدة في السابق لعمليات تفجير، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنها المرة الأولى التي يتمكن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع في سوريا منتصف مارس/آذار 2011. ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور القريبة من الحدود العراقية.

وتضم هذه المنطقة أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا، وتستثمر هذه الحقول شركات وطنية وأجنبية.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وثقت سقوط 234 قتيلاً بنيران قوات الأسد أمس، بينهم 17 سيدة و11 طفلاً، وأوضحت اللجان أن 100 قتيل سقطوا في دمشق وريفها، وذلك بعد أن نفذت قوات النظام مجزرة جديدة في حي السد بدرعا، تبعه سقوط اثنين من البراميل المتفجرة الملقاة جواً فوق عدد من منازل المنطقة وقاطنيها.

وكانت مداخل ومفارق حي طريق السد ومحيط مخيم اللاجئين في درعا، تشهد وصول تعزيزات عسكرية متزايدة لقوات النظام، وسط اشتباكات عنيفة لمنع اقتحام المنطقة من قبل قوات النظام.

أما في العاصمة دمشق، فقد أفاد المركز الإعلامي السوري بمقتل وإصابة العشرات في القصف الذي تعرض له مخيم اليرموك للفلسطينيين، وسط اشتباكات في جنوب حي التضامن بدمشق مع قصف عنيف على المنطقة.

في حين أطلقت نداءات الاستغاثة في حي الحجر الأسود الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر، بالتزامن مع مواصلة سلاح الطيران طلعاته فوق مختلف أحياء ريف دمشق بتركيز على عربين وجسرين ودوما التي تحوّل حي الملعب فيها إلى ركام بعد تدمير كل مبانيه جراء القصف المتكرر.

طوكيو تستضيف مؤتمراً دولياً لزيادة الضغط على الأسد

يهدف إلى توسيع عدد الدول المشاركة في فرض العقوبات على الحكومة السورية

طوكيو – فرانس برس

أعلن مسؤولون يابانيون، اليوم الاثنين، أن طوكيو تستضيف مؤتمراً دولياً هذا الشهر يهدف إلى زيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أوسامو فوجيمورا، سكرتير الحكومة اليابانية، إن اللقاء يهدف إلى توسيع عدد الدول المشاركة في فرض العقوبات وزيادة فاعلية الضغط على الحكومة السورية.

من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية، إن المؤتمر يضم مسؤولين حكوميين كباراً من دول مجموعة أصدقاء سوريا التي تدعم المعارضة السورية وتسعى إلى زيادة الضغط على نظام الأسد.

وكانت مجموعة أصدقاء سوريا نظمت لقاءات مماثلة أربع مرات سابقاً، في كل من باريس وواشنطن والدوحة ولاهاي الذي شاركت فيه أكثر من 60 دولة.

وكانت الحكومة اليابانية جمدت أصولاً للرئيس السوري وقادة عسكريين في اليابان منذ أيلول/سبتمبر السنة الماضية بالاتفاق مع دول أوروبية والولايات المتحدة.

“لواء أحفاد الرسول” يعلن مسؤوليته عن تفجير دمشق

الانفجار استهدف مبنى المقر العام لقيادة الأركان في العاصمة السورية

دبي – العربية، بيروت – فرانس برس

أكد مراسل “العربية” حنا حوشان وقوع انفجار في مرآب اتحاد نقابات العمال، قرب فندق داما روز في وسط دمشق، وبيَّن حوشان أن المنطقة تتميز بوجود مقرات أمنية مختلفة.

وقال حوشان لـ”العربية”: إن الانفجار ليس كبيرا، وهو ناجم عن عبوة ناسفة، فيما أشار إلى أن المكان استهدف منذ أكثر من شهرين عن طريق صهريج محمل بالديزل عندما كان المراقبون الدوليون متواجدين في دمشق.

من جانبه تبنى “لواء أحفاد الرسول” في الجيش الحر مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف مبنى المقر العام لقيادة الأركان في العاصمة السورية، وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الانفجار أوقع عدداً من الجرحى.

وعلى الصعيد الميداني وقعت فجر اليوم الأحد اشتباكات عنيفة بين عناصر من قوى الأمن السورية ومقاتلين معارضين قرب فرع أمني في دمشق، فيما نفذ الطيران الحربي السوري ثلاث غارات جوية صباحا على مناطق في ريف العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان صدر قبل قليل “تشهد منطقة ساحة الميسات وشارع مشفى أمية في دمشق انتشاراً أمنياً واسعاً وإغلاقاً لبعض الطرق بعد اشتباكات عنيفة وقعت فجر اليوم بين مقاتلين من الكتائب الثائرة وعناصر من الأمن قرب فرع الأمن السياسي في ساحة الميسات”.

وقتل 14 شخصاً بينهم ثمانية أطفال وأربع نساء السبت جراء قصف بالطيران الحربي تعرضت له بلدة زملكا في ريف دمشق، حيث تجري منذ أشهر عمليات عسكرية واسعة.

كما أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الحمدانية في مدينة حلب.

وذكر أن أحياء طريق الباب والشعار وجمعية الزهراء في المدينة تعرضت للقصف من القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط جرحى في حي طريق الباب.

وفي مدينة درعا، تعرض حيا طريق السد ومخيم النازحين للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي حشدت أعداداً كبيرة من الآليات والجنود على أطراف الحيين من أجل اقتحامهما.

أكبر تجمع للمعارضة السورية بالدوحة منذ الثورة

انتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني من بين سيدا وغليون وسيف

دبي – قناة العربية

تلتقي أطياف المعارضة السورية، الأحد، في الدوحة في تجمع يعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات في وجه الرئيس السوري بشار الأسد.

وتهدف اللقاءات إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني، وتوحيد جهود المعارضة، وبحث مشروع “حكومة المنفى”، بحسب ما أعلن معارضون.

وسيناقش المؤتمر بشكل خاص المبادرة التي طرحها المعارض رياض سيف، وسميت بمشروع هيئة المبادرة الوطنية السورية، وتقترح المبادرة قيادة سياسية مقرها عمان وتكون بديلاً عن المجلس الوطني.

ومن جانبه، اعتبر عضو المنبر الديمقراطي المعارض في سوريا، ميشال كيلو، أن مبادرة سيف هي نقلة من وضع المعارضة المنقسمة على نفسها إلى وضع آخر سيتمخض عنه تشكيل حكومة ستضع حداً للمرحلة السابقة بكل مسمياتها.

كما ينتظر أن تجرى خلال المؤتمر انتخابات لاختيار رئيس جديد للمجلس الوطني بعد توسيعه.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أن 3 أسماء مرشحة لرئاسة المجلس الوطني، في مقدمتها الرئيس الحالي عبدالباسط سيدا، والرئيس السابق برهان غليون، إلى جانب المعارض والسجين السابق رياض سيف.

معارضون سوريون يتلقون دعوة رسمية للاجتماع بقطر لإنشاء هيئة قيادية جامعة

روما (3 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وجّهت الجامعة العربية، واللجنة الوزارية العربية الخاصة بالوضع في سورية دعوة إلى معارضين سياسيين لحضور الاجتماع الموسع للمعارضة المقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة في الثامن من الشهر الجاري بغرض إنشاء هيئة قيادية وطنية تحظى بتأييد الشعب السوري وتمثل واجهة سياسية للمعارضة، تقوم بالعمل على تحقيق أهداف وتطلعات ثورة الشعب السوري

وجاء ذلك في نص رسالة استلمها معارضون سوريون، واطلعت عليها وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، موجهة من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالوضع في سورية حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير خارجية قطر

وأشارت الجهات الداعية والراعية إلى أن الاجتماع يأتي “استناداً إلى قرارات مجلس الجامعة العربية بشأن تطورات الوضع في سورية، وآخرها القرار الذي ينص على ضرورة دعوة مختلف أطراف المعارضة السورية إلى التجاوب مع مساعي الأمين العام للجامعة من أجل البناء على ما تحقق من توافق على وثيقتي (العهد الوطني) و(ملامح المرحلة الانتقالية) في مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد تحت رعاية الجامعة العربية في تموز/ يوليو الماضي بالقاهرة، وذلك من أجل تعميق الاتفاق بين مختلف أطراف المعارضة السورية على الرؤية السياسية المشتركة للمرحلة الانتقالية، وتبنّي آليات عمل فعالة للتنسيق والمتابعة والعمل المشترك”

ووفق نص الدعوة فإن الاجتماع سيخصص “للتداول في مستجدات الأوضاع في سورية، وتفعيل رؤية أطراف المعارضة السورية إزاء التعامل مع التحديات المطروحة، وذلك على أساس ما جرى التوافق عليه في وثيقة (العهد الوطني) ووثيقة (ملامح المرحلة الانتقالية)، وذلك بهدف التوصل إلى توحيد جهود المعارضة وتعميق رؤيتها السياسية المشتركة في خطاب موحد يضعها أما مسؤوليتها في اتخاذ قرارات عملية حاسمة باتت مطلوبة لوقف شلال الدم والمجازر البشعة التي ترتكب في سورية، والتي تتطلب تضافر جهود المعارضة وضرورة العمل وبسرعة لاتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لإنهاء تلك المعاناة، وبما يضمن عدم ضياع تضحيات الشعب السوري على مدى الأشهر الطويلة الماضية”

وتابعت الدعوة “وفي هذا الصدد، فإن الوضع الراهن على المستويين الإقليمي والدولي يفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى، ضرورة تنسيق الجهود والتكامل بين جميع مكونات المعارضة السورية بمختلف أطيافها، وذلك بغرض إنشاء هيئة قيادية وطنية تحظى بتأييد الشعب السوري وتمثل واجهة سياسية للمعارضة”

كما أشارت إلى أن “المعطيات الإقليمية والدولية تشير إلى ضرورة اغتنام هذه الفرصة الجديدة التي أصبحت تتمتع بزخم سياسي مقدّر باتجاه تعزيز الدعم لمهمة السيد الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، وكلنا ثقة في أن مشاركتكم في أعمال هذا الاجتماع سيكون لها أبلغ الأثر في دفع جهودنا المشتركة لوقف مسيرة الآلام التي تحيق بالشعب السوري الشقيق والبدء بمسيرة التغيير والبناء والإعمار بما فيه المصلحة الوطنية السورية، وتحقيق الأهداف والتطلعات التي قدم الشعب السوري من أجلها كل التضحيات” وفق نص الدعوة

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تشكيل إطار جديد جامع للمعارضة السورية تحت اسم (هيئة المبادرة الوطنية) السورية على أن يضم نحو خمسين شخصية تمثل معظم القوى والتيارات السياسية المعارضة في سورية، في الداخل والخارج على حد سواء، ومنها المجلس الوطني، ومجالس الإدارة المحلية، والمجلس الوطني الكردي، رابطة علماء بلاد الشام، رابطة العلماء السوريين، حزب الاتحاد الاشتراكي، حزب العمل الشيوعي، المنبر الديمقراطي، حركة مواطنة، تيار معاً، هيئة أمناء الثورة، منشقون سياسيون، رابطة اتحاد الكتاب السوريين، الهيئة العامة للثورة، المنتدى السوري للأعمال، المجلس الثوري لعشائر سورية، بالإضافة إلى شخصيات معارضة مستقلة

سوريا: اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر في دمشق وحلب

اندلعت اشتباكات عنيفة قبل فجر الاثنين بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر في العاصمة دمشق وفي مدينة حلب،حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض وسكان محليين.

وكان حيا الحجر الأسود والتضامن الواقعين في محيط مخيم اليرموك جنوب دمشق شهدا اشتباكات ليلة الأحد ثم ما لبثت أن تجددت صباح الاثنين، وفق المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والمحامين والمسعفين.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس “حدثت هجمات منسقة على مراكز عسكرية قبل الفجر ثم تلتها اشتباكات شاركت فيها فصائل فلسطينية من الجانبين”.

وأضاف أن العديد من سكان الحجر الأسود والتضامن انتقلوا إلى مخيم اليرموك بحثا عن ملاذ آمن في ظل احتدام الاقتتال.

أما في حلب، فاندلعت الاشتباكات عند دوار عند المدخل الشمالي الغربي للمدينة في حي الزهراء وفي شارع مطار حلب بجنوب شرقي المدينة.

كما اشتعلت النيران في بناية بحي الزهراء بالقرب من مقر فرع المخابرات الجوية وسط قصف المنطقة حسب المرصد.

وقال صيدلي يعيش في حي الشهباء جنوبي حي الزهراء إن المنطقة شهدت أسوأ اشتباكات منذ اندلاع الاقتتال فيها.

وأضاف الصيدلي الذي يسمى سمير ويبلغ من العمر 37 عاما “نعيش منذ نحو أسبوع في رعب. نسمع كل شيء بما في ذلك معارك بالأسلحة الثقيلة والقصف والتفجيرات”.

ومضى للقول “الاشتباكات قبل الفجر اليوم كانت الأسوأ منذ أسبوع. استبد بنا الخوف إلى درجة أن طلبنا من أبنائنا الانتقال من غرفهم والاختباء داخل المنزل”.

وقال إننا “نعيش منذ أسبوع في رعب طيلة الليل. يتوقف القصف لمدة ساعة أو ساعتين عند منتصف الليل ثم يستأنف مرة أخرى”.

وتابع قائلا “أعرف بعض جيراننا الذين هربوا من المنطقة والبعض الآخر يفكرون في الرحيل بسبب سوء تدهور الوضع. تتعالى الأصوات أكثر فأكثر”.

وقال ناشطون من المعارضة إن الجيش النظامي قصف معاقل للمعارضة في جنوب دمشق يوم الإثنين بنيران المدفعية وجوا بعد ساعات من هجوم شنه مقاتلو المعارضة على ميليشيا موالية للرئيس بشار الأسد.

وأضافوا أن طائرات أطلقت صواريخ وقذائف وقصفت نيران المدفعية أحياء سبينة ويلدا وببيلا والتضامن والحجر الأسود.

مؤتمر الدوحة

ومن جهة أخرى، نفى متحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض وجود خلافات حادة في مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة والذي انطلقت فعالياته السبت.

وقال اسامة المنجد لبي بي سي إن المجلس الوطني يسعى إلى الدخول في مفاوضات مع فصائل المعارضة الأخرى لتشكيل حكومة انتقالية.

وكانت الدوحة شهدت اجتماعات موسعة للمعارضة السورية بمختلف أطيافها وسط مقاطعة هيئة التنسيق الوطنية المؤتمر.

وتهدف اللقاءات إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني، وتوحيد جهود المعارضة، وبحث مشروع “حكومة المنفى”، بحسب ما أعلن مشاركون.

ويناقش المؤتمر بشكل خاص المبادرة التي طرحها النائب السوري السابق والمعارض البارز رياض سيف، وسميت بمشروع هيئة المبادرة الوطنية السورية، وتقترح المبادرة قيادة سياسية مقرها عمان وتكون بديلاً عن المجلس الوطني.

وقد نفى سيف أن يكون قد وافق على ترؤس حكومة سورية في المنفى.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعت الأربعاء الماضي إلى حلّ المجلس الوطني السوري وضم من قالت إنهم “يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون”، مشيرة إلى أن المجلس يمكن أن يكون جزءا من معارضة أكبر.

قال ناشطون من المعارضة إن الجيش النظامي قصف معاقل للمعارضة في جنوب دمشق

ودعا الوسيط العربي والدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي القوى العالمية الاحد الى اصدار قرار من مجلس الامن الدولي يقوم على اساس اتفاق تم التوصل اليه في يونيو/حزيران لتشكيل حكومة انتقالية في محاولة لانهاء اراقة الدماء في سوريا.

ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كان يتحدث في نفس المؤتمر الصحفي في العاصمة المصرية القاهرة الحاجة لاصدار قرار .

وقال ان اخرين يؤججون العنف من خلال دعم المعارضين. وسلطت تصريحاته الضوء على الخلافات والطريق المسدود الذي وصل اليه الوضع بشأن الحرب الاهلية السورية.

واستخدمت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات قرار أيدها الغرب وكانت تدين حكومة الرئيس السوري بشار الاسد بشأن هذا العنف. والدول الاخرى الثلاث دائمة العضوية في مجلس الامن هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ودعا اعلان جنيف الذي تم الاتفاق عليه في 30 يونيو/حزيران الماضي عندما كان كوفي عنان مازال الوسيط الدولي الى تشكيل ادارة انتقالية ولكنه لم يحدد الدور الذي سيلعبه الاسد حليف روسيا إن كان له دور اصلا.

وقال الابراهيمي بعد اجتماع جمع بينه وبين لافروف ونبيل العربي الامين العام للجامعة العربية في القاهرة “من الاهمية ان تترجم ماجاء فى البيان الى قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحده حتى يكتسب خلالها القوة التى تمكن من ترجمته مرة اخرى الى مشروع سياسى قابل للتنفيذ فى سوريا ولكن هذا يتطلب من اعضاء مجلس الامن ان يستمروا فى الحديث مع بعضهم بعض الى ان يتوصلوا الى اتفاق حول القرار الذى يجب ان يتخذوه ونحن نتطلع الى ذلك بكل امل. “

وقال لافروف انه لابد من اجبار الجانبين على الجلوس للتفاوض قائلا ان موسكو أيدت اعلان جنيف.

واضاف “مع الاسف بعض الدول التي شاركت في جنيف لا تتحدث مع الحكومة ولكن مع المعارضة فقط وتشجعها على القتال حتى النصر وهذا له اثار سلبية للغاية.”

وقال “ربما لا نحتاج لقرار ” من مجلس الامن واضاف ان اصدار قرار يمكن ان يؤدي الى مزيد من عدم الاستقرار من خلال خلق اوضاع لاسقاط نظام الحكم السوري. وقال “هذه وصفة ناجحة لاستمرار اراقة الدماء.”

واشار العربي الى ان الخلاف بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي حال دون التوصل لاتفاقية ملزمة.

وقال الابراهيمي “ليس هناك حل عسكرى للازمة السورية ..اما حل سياسى وعملية سياسية يتفق عليها الجميع او ان سوريا مستقبلها سئ للغاية ولن تبقى الازمة داخل الحدود السورية فقط لانها ستسير وتتدفق بكل تاكيد فى الدول المجاورة وممكن انها تمس دولا بعيدة جدا عن حدود سوريا”.

BBC © 2012

لافروف: روسيا تقدم السلاح لسوريا بموجب عقود قديمة

القاهرة (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لصحيفة الأهرام المصرية إن موسكو تقدم السلاح لسوريا بموجب التزامات تعود للعهد السوفيتي كانت تهدف إلى الدفاع في مواجهة المخاطر الخارجية وليس لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وباعت روسيا للحكومة السورية أسلحة تقدر قيمتها بمليار دولار في العام الماضي وأوضحت أنها ستعارض فرض حظر للسلاح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأن مقاتلي المعارضة سيحصلون على السلاح بشكل غير مشروع بأي حال.

وقال لافروف لصحيفة الأهرام في مقابلة نشرت يوم الاثنين إن الأسلحة التي ما زالت تحصل عليها دمشق جزء من عقود من العهد السوفيتي وإنها لا تنتهك القانون الدولي.

ونقل عن لافروف قوله “إننا لا نقف إلى جانب أي من أطراف النزاع الداخلي في سوريا… أما فيما يتعلق بالتعاون التقني العسكري الروسي السوري فإنه طالما كان يستهدف دعم القدرات الدفاعية لسوريا في مواجهة الخطر الخارجي المحتمل وليس لدعم بشار الأسد أو أي كائن كان.”

واتهم قوى خارجية بتسليح المعارضة للإطاحة بالحكومة في انتهاك للقانون الدولي مضيفا أن مثل تلك الأسلحة من الممكن أن تسقط في أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة.

وتدعم قوى غربية مقاتلي المعارضة لكنها تقول إنها لم تصل إلى حد إرسال أسلحة. كما نفت قطر – وهي من أشد منتقدي الأسد ودعت إلى إقامة منطقة حظر طيران – تقديم السلاح لكنها تقول إنها تقدم بالفعل الدعم اللوجستي والإنساني.

وقال لافروف لصحيفة الأهرام “كان الاتحاد السوفيتي هو الذي أمد الجمهورية العربية السورية بالأسلحة الرئيسية اما في الآونة الراهنة فإننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا المتعلقة بالدرجة الأولى بتوريد بعض أنظمة الدفاع الجوي.”

وأردف قائلا “مثل هذه الصادرات العسكرية تتسم بطابع دفاعي ولا تتناقض مع المعاهدات الدولية.”

وقال مسؤول روسي في يوليو تموز إن موسكو لن تسلم مقاتلات أو غيرها من الأسلحة الجديدة لسوريا بينما لا يزال الصراع غير محسوم.

واستخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتهما عضوان دائمان ضد ثلاثة قرارات بالمجلس دعمها الغرب لإدانة حكومة الأسد بسبب طريقة تعاملها مع الانتفاضة التي بدأت في صورة مظاهرات سلمية في مارس اذار عام 2011.

وتحولت الاحتجاجات إلى صراع مسلح بعد أن استخدم الأسد القوة للقضاء على المعارضة. ولقي نحو 32 ألف شخص حتفهم حتى الآن منذ اندلاع الانتفاضة.

والتقى لافروف بالأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي للسلام في سوريا بالقاهرة يوم الأحد.

وقال لافروف إنه يجب إجبار الحكومة السورية والمعارضة على الجلوس الى طاولة التفاوض. كما قابل وزير الخارجية الروسي يوم الاثنين وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

نشطون:الجيش السوري يقصف مناطق بدمشق بعد هجوم لمقاتلي المعارضة

عمان (رويترز) – قال نشطاء من المعارضة السورية إن الجيش السوري قصف معاقل للمعارضة في جنوب دمشق يوم الإثنين بنيران المدفعية وجوا بعد ساعات من هجوم شنه مقاتلو المعارضة على ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافوا ان ثمانية أشخاص على الاقل قتلوا وان عشرات اصيبوا بجروح في القصف بعد ان قتل 20 شخصا في قصف للجيش في الليلة الماضية.

وقال ناشطون ان طائرات حربية أطلقت صواريخ وان دبابات وقطع مدفعية قصفت أحياء سبينة ويلدا وببيلا والتضامن والحجر الاسود يوم الاثنين.

وكانت الاحياء السنية التي يسكنها افراد من الطبقة العاملة في مقدمة الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا ضد الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية.

وهاجم مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض ميليشيا موالية للاسد في شارع نسرين الجنوبي في الليلة الماضية وهي منطقة تسكنها غالبية من الطائفة العلوية.

وضرب مقاتلو المعارضة مواقع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للاسد في مخيم اليرموك القريب للاجئين الفلسطينيين.

وقال ناشطون في المنطقة ان سبعة أعضاء على الاقل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة قتلوا في القتال وشوهدت سيارات الاسعاف تنقل عشرات المصابين من شارع نسرين الى مستشفى قريب.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى