أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين، 19 أذار 2012

إيران تفتح النار على مهمة أنان
القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت، طهران، الدوحة – «الحياة» – أ ف ب، رويترز
هز انفجار سيارة مفخخة في حلب أمس هدوء بداية أسبوع العمل بعد 24 ساعة من تفجيرين مماثلين استهدفا مراكز أمنية في دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التقارير أشارت إلى أن الانفجار الذي وقع قرب مكتب لأمن الدولة، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 25 شخصاً على الأقل، وقال التلفزيون السوري إن التفجير وقع خلف مؤسسة البريد في السليمانية «بين بناءين سكنيين». وحملت السلطات السورية «إرهابيين» مسؤولية التفجير، لكن المعارضة السورية اتهمت النظام بالوقوف وراء التفجيرات، واعتبرتها ترمي إلى «ترويع» السوريين كي «يقول الناس إن البلد يذهب إلى الفوضى والتفجيرات». وتوازت مع التفجيرات عمليات واسعة للجيش في ريف حلب وإدلب ودير الزور ودرعا أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ومع استعداد دمشق اليوم لاستقبال أعضاء فريق المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان للبحث في مطالب دولية بفتح الطريق أمام مساعدات إنسانية للمدنيين والاتفاق على «آلية مراقبة» للإشراف على وقف لإطلاق النار تهميداً لبدء عملية سياسية، فتحت إيران النار على مهمة أنان في سورية. ووصف مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي الجهود التي يقوم بها أنان بأنها «غير مخلصة»، ما يلقي بظلال من الشكوك حول مدى التعاون الذي ستُبديه دمشق مع البعثة الدولية.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن ولايتي قوله على هامش لقاء مع المشاركين في «مسيرة القدس العالمية» في طهران «إن الجهود التي تقوم بها الدول الغربية لحل قضايا سورية لا تنطوي على حسن نية وأهدافها غير مخلصة… واعتقد أن الهدف ليس دعم حقوق الشعب السوري». وأشار ولايتي إلى أن «هدف الغربيين هو الإطاحة بحكومة بشار الأسد… وأن سورية هي الجبهة الأمامية لمقارعة الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة وهي احد أضلاع المقاومة في مواجهة إسرائيل».
وتطرق المسؤول الإيراني إلى مهمة أنان قائلاً «إنها ليست خارج إطار مؤامرات الأمم المتحد ضد سورية، فبعد استخدام الصين وروسيا لحق الفيتو لإفشال القرار ضد سورية، يحاولون تسليح قوى المعارضة السورية في المناطق الحدودية». وجاء الموقف الإيراني المتشدد فيما ظهر أن سورية تحكم سيطرتها على معقل مقاتلي المعارضة في حمص وإدلب وريف دمشق.
وقال مسؤول لبناني مقرب إلى الحكومة السورية لوكالة «رويتزر» انه «من الواضح أن المعركة تنتهي في مصلحة النظام بصفة عامة». وأضاف «على الصعيد الأمني هناك معركة صعبة وطويلة وسيستغرق إنهاؤها وقتاً طويلاً… سنرى المزيد من الانفجارات مثل تلك التي شهدناها أمس لكن بصفة عامة فقد أنهوا المعركة العسكرية وليس لديهم الكثير للقيام به».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجار حلب استهدف منطقة قريبة من فرع الأمن السياسي في حي السليمانية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأفاد سكان للمرصد السوري بأنهم شاهدوا جثثاً في الشوارع وأن انفجاراً قوياً هزّ المنطقة.
واتهم «المجلس الوطني السوري» النظام السوري بالوقوف وراء تفجيرات دمشق وحلب، مطالباً بلجنة تحقيق دولية لكشف ملابساتها.
وقال في بيان امس انه يتهم «عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد بالوقوف وراء التفجيرات كمحاولة يائسة لتضليل الرأي العام وترويع أبناء دمشق وحلب خصوصاً بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في المدينتين».
وطالب المجلس المجتمع الدولي بـ»تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مسؤولية عصابات النظام عن تلك التفجيرات وكل العمليات الإرهابية على الأراضي السورية». كما طالب المجلس بتدخل دولي «عاجل وفوري لوقف الجرائم التي باتت تستهدف كل المؤسسات وأبناء الشعب السوري كافة».
وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالتفجيرات، وأعرب عن أسفه الشديد وتعازيه للشعب السوري ولأهالي الضحايا. ودعا العربي مجدداً إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف ومن أي مصدر كان، وإلى التحرك الفعال من أجل إقرار آلية لوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية، حتى تتمكن الجهود العربية والدولية المبذولة من التوصل إلى صيغة تضمن الانتقال بالأوضاع في سورية إلى مرحلة سلمية يسودها الحوار حول سبل الخروج من الأزمة تتحقق فيها طموحات الشعب السوري في الحرية والتغيير السلمي الديموقراطي.
ومن المقرر أن يلتقي العربي اليوم في جنيف مع كوفي أنان.
وقال مصدر مسؤول في الجامعة إن العربي سيبحث مع أنان في آخر مستجدات الأزمة والجهود التي يقوم بها المبعوث الدولي العربي وفي نتائج زيارته إلى دمشق ورد الحكومة السورية على مقترحاته.
وزار وزير الخارجية المصري محمد كمال عمرو الدوحة أمس، ونقل في زيارة استمرت ساعات، رسالة إلى ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني من رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي ذُكر أنها تتعلق بالعلاقات الثنائية وقضايا ذات اهتمام مشترك.
وكان الوزير المصري استهل زيارته باجتماع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة العربية المعنية بملف سورية الشيخ حمد بن جاسم واكتفت وكالة الأنباء القطرية بالإشارة إلى أنه تم «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، اضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة».
إلى ذلك، قال نشطاء إن قتالاً ضارياً اشتعل في محافظة دير الزور شمال غربي البلاد وأضرمت النيران في المركبات العسكرية. كما قال المرصد السوري إن مقاتلين فجروا جسراً في درعا مهد الانتفاضة. وكان الجسر يستخدم في نقل إمدادات لقوات الأمن الذين يطوقون المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن سكاناً هناك تمكنوا من سماع دوي النيران. وفي وسط دمشق تجمعت حشود من السوريين عند مواقع تفجيري دمشق لوداع ضحايا الانفجارين. وتحدث عدد منهم إلى التلفزيون السوري متهمين دولاً عربية بالمسؤولية عن «الدم الذي يسيل في سورية».
وشنت الصحف السورية الصادرة صباح امس هجوماً حاداً على «الإرهابيين» الذين يتحركون بدعم من «القوى الخارجية التي تدعمهم بالمال والسلاح».
واعتبرت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أن تفجيري دمشق اللذين نفذهما «إرهابيون بتشجيع من القوى الخارجية التي تدعمهم بالمال والسلاح»، جاءا «لمعاقبة الشعب السوري على موقفه الوطني الصامد ومحاولة إعادة خلط الأوراق للتشويش على مهمة (المبعوث الدولي كوفي) أنان وإفشال التوجه الدولي نحو الحل السياسي للأزمة».
وكتبت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات في صفحتها الأولى «صباح أمس اكتشف السوريون سبب اغلاق سفارات دول مجلس التعاون الخليجي في دمشق» وذلك في إشارة ربما إلى مرحلة جديدة كانت تُحضر لسورية وهي مرحلة التفجيرات والإرهاب المرسل من دول الخليج التي سبق أن هددت في السابق ونفذت بالأمس بعدما فشلت مخططاتها لإسقاط سورية».
ورفعت جمعية لمساعدة الشعب السوري شكوى في باريس ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الموجود في فرنسا منذ أيام، تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب، كما أفادت الجمعية أمس.
وذكرت الجمعية في شكواها أمام المحكمة العليا في باريس «منذ أن علمنا بوجوده في فرنسا نريد أن نستغل هذه الفرصة لرفع شكوى ومحاكمته في فرنسا بتهمة ارتكاب جرائم حرب وأعمال تعذيب واغتصاب واختفاء وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان».
سقوط اثنين وجرح 30 في تفجير «سيارة مفخخة» في حلب
دمشق، لندن – «الحياة»
أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس سقوط اثنين وجرح 30 من المدنيين وقوات حفظ النظام في «تفجير إرهابي» عبر تفجير بسيارة مفخخة في منطقة سكنية في حي السليمانية في حلب في شمال البلاد.
وأوضحت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت بتفجير سيارة مفخخة أثناء محاولة الجهات المختصة سحبها من منطقة سكنية في حي السليمانية قرب كنيسة اللاتين ومدرستين ابتدائية وإعدادية». ونقلت الوكالة عن مصدر في المحافظة أن «تفجير السيارة أدى إلى استشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وامرأة وإصابة ثلاثين من المدنيين وقوات حفظ النظام اثنان منهم في حالة حرجة، وان الانفجار أدى إلى انهيار واجهات أحد المباني السكنية وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الأبنية المجاورة».
وجاء هذا التفجير بعد يوم على «تفجيرين إرهابيين» نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين في مكانين مختلفين وسط دمشق أديا إلى سقوط 27 شخصاً وإصابة 140 آخرين. وجرى يوم أمس تشييع ضحايا تفجيري دمشق، من جامع العثمان في موكب شعبي ورسمي.
وأفادت «سانا» أنه «بعد أداء الصلاة على جثامينهم الطاهرة، جرت للشهداء مراسم تشييع رسمية حيث حملت جثامينهم الطاهرة ملفوفة بعلم الوطن وسط هتافات المواطنين الذين توافدوا للمشاركة بالتشييع، وعبروا عن استنكارهم للأعمال الإرهابية الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة، مؤكدين تمسك الشعب السوري بوحدته الوطنية وتصميمه على الصمود لإفشال المؤامرة التي تتعرض لها سورية».
وشاركت حشود من المواطنين في مسير وقداس نظمتهما بطريركية الروم الأرثوذكس في دمشق في موقع «التفجير الإرهابي» الذي وقع في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع، ذلك لراحة ضحايا التفجيرين الإرهابيين. وقالت الوكالة الرسمية أن المشاركين «عبروا عن استنكارهم وإدانتها هذه الأعمال الإرهابية القذرة البعيدة عن ثقافة ومبادئ الشعب السوري والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به سورية ونشر الفوضى وإذكاء نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد». وقال المطران اسحاق بركات المعاون البطريركي في بطريركية الروم الأرثوذكس إن «جموع المؤمنين قامت بالمسير والصلاة في موقع التفجير الإرهابي كونه ملاصقاً لكنيسة الصليب المقدس وبهدف راحة الشهداء وطلب الشفاء العاجل للجرحى والدعاء لله أن يحفظ سورية ووحدتها الوطنية ويبعد عنها شبح الفتنة ويحمي جميع أبنائها الشرفاء».
وقال الياس العنيني إن «التفجيرات الإرهابية تستهدف الأمن والأمان الذي ينعم به جميع السوريين وتفكيك البلد وتخريبه تنفيذاً لمخططات خارجية مدعومة بأموال عربية وإقليمية وغربية»، داعياً «جميع السوريين إلى التكاتف ورص الصفوف بما يحفظ الوحدة الوطنية لأنها مركب النجاة لكل السوريين والضمانة الوحيدة لهم للعيش بأمان وتحقيق مستقبل أفضل لأجيالهم».
إلى ذلك، أعلنت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدفت بعمل تخريبي جسر معبر سكة القطار قرب بلدة خربة غزالة في طريق دمشق- درعا بعبوات ناسفة ما أدى إلى انهياره بالكامل. ونقلت الوكالة عن مصدر في محافظة درعا في جنوب البلاد إن طول المسافة التي تم تدميرها من الجسر، يبلغ 30 متراً وبعرض 32 متراً ومساحة التدمير نحو 900 متر مربع من مساحة الجسر. وبحسب خبراء في المتفجرات، فإن الكمية الموضوعة من المتفجرات والمستخدمة في العمل التخريبي تقدر من 700 إلى ألف كيلوغرام. ونقلت «سانا» عن مدير المواصلات الطرقية في درعا محمود البلخي إن «أضرار العمل التخريبي الذي استهدف الجسر تشكل عبئاً على المواطنين من خلال قطع حركة سيرهم وعبئاً على الدولة نظراً للأضرار المادية التي خلفها».
حلب بعد دمشق في دائرة التفجيرات
ممثلون لأنان يناقشون آلية لتنفيذ اقتراحاته
رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يطلب مساعدة موسكو لهدنة ساعتين يومياً
لافروف: موسكو لا توافق على كل القرارات التي اتخذها الأسد
تسابق التفجيرات في سوريا الجهود الديبلوماسية والانسانية التي يبذلها المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، ذلك أنه بعد أقل من 24 ساعة من تفجيري دمشق، انفجرت سيارة مفخخة قرب مركز أمني في مدينة حلب، فتسببت بمقتل ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من 30. وتبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بمن يقف وراء هذه التفجيرات. ومنعت السلطات خروج تظاهرة في دمشق لـ”هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة احياء للذكرى السنوية لبدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد. (راجع العرب والعالم). وتحدث ناشطون عن تواصل العمليات العسكرية المتفرقة في عدد من المناطق، وعن سقوط 26 قتيلا بينهم 19 مدنيا وستة جنود ومنشق واحد.
ويصل إلى دمشق اليوم أعضاء بعثة تمثل أنان قادمين من جنيف ونيويورك. وصرح الناطق باسم أنان احمد فوزي بأن البعثة ستناقش “تفاصيل آلية مراقبة ومراحل أخرى عملية لتنفيذ بعض اقتراحاته على ان يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازر”.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها جاكوب كلينبرغر “سيقوم بزيارة من يوم واحد لموسكو يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 19 آذار”. وقال كلينبرغر في بيان إن “وقفاً للنار ساعتين يوميا على الاقل أساسي للسماح باجلاء الجرحى”.
وعشية زيارته لموسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لا توافق على كل القرارات التي اتخذها الاسد خلال الاحتجاجات التي مضى عليها أكثر من سنة.
وفي جدة، أعلن مسؤول كبير في منظمة المؤتمر الاسلامي ان بعثة تقويم المساعدات الانسانية في سوريا التي شكلتها المنظمة والامم المتحدة موجودة منذ الجمعة في هذا البلد.
وهي المرة الاولى تسمح دمشق للأمم المتحدة بالقيام بعملية التقويم هذه التي ستشمل المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ بدء حركة الاحتجاج.
وفي أنقرة، أفادت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية ان نحو مئتي مواطن سوري عبروا الحدود التركية السبت هربا من أعمال العنف في بلادهم، فارتفع الى 15900 عدد اللاجئين السوريين في تركيا.
13 ألف نازح سوري ولا معونات بعد 23 آذار
كوهين غداً في بيروت للتضييق أكثر على سوريا
تحتاج الحكومة الى جرعة دعم قوية ان من باب انجاز بعض التعيينات الديبلوماسية والادارية الاربعاء المقبل، وهو امر بدا مستبعدا حتى مساء امس، أم من حيث انجاز الملف المالي العالق بعد اعلان وزير المال محمد الصفدي انجاز قطع الحساب الموقت، اذ ان القضايا الضاغطة تحاصرها وابرزها ملف الامن الغذائي الذي تتكشف فصول منه يوميا وآخرها امس طن ونصف طن من الاسماك الفاسدة في مكب للنفايات في بلدة انصاريه الجنوبية. وقد سارع عدد كبير من التجار الى التخلص من البضاعة الفاسدة لديهم ما ان تحركت الاجهزة للكشف على المستودعات في كل المناطق.
لكن هذا الملف، والملف المالي العالق منذ مدة والمتوقع عرضه على مجلس الوزراء الاربعاء قبل احالته على التدقيق، لا يحرجان الحكومة في علاقاتها الدولية كمثل التعامل المالي الذي سيحضر بقوة مع وصول نائب وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين الى بيروت غدا، وتوقع ان يحذر الحكومة وعددا من المصارف من مغبة التعامل المالي مع مصارف سورية تحت عنوان ” دعم الارهاب”.
ولخصت مصادر سياسية لـ “النهار” أهداف زيارة كوهين الى بيروت والمحادثات التي سيجريها مع حاكمية مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان فضلا عن عدد من المسؤولين الحكوميين بنقاط ثلاث رئيسية ص3
– الاولى، تأكيد مسألة التضييق على سوريا و مدى إلتزام لبنان العقوبات الغربية المفروضة على دمشق وامتناع المصارف اللبنانية عن تقديم أي مساعدة من شأنها ان تساهم في تفلت النظام السوري منها، خصوصا ان واشنطن تتجه نحو زيادة التضييق بعدما تبين أن هذا النظام لا يزال يتمتع بحد من المناورة أو المرونة يتيح له التفلت من العقوبات.
– الثانية، متابعة ذيول ملف “البنك اللبناني الكندي” في ظل وجود دعاوى أميركية أمام القضاء الاميركي على هذا المصرف تتجاوز قيمتها 400 مليون دولار.
– الثالثة، البحث مع السلطات النقدية في مدى قدرة لبنان على توقيع اتفاق ثنائي في شأن تبادل المعلومات الضريبية تنفيذا للقانون الاميركي الصادر اخيرا في هذا الشأن والذي يدخل حيز التنفيذ مطلع السنة المقبلة.
ويذكر ان مجلس الوزراء كان أقر في جلسته الاخيرة ثلاثة مشاريع قوانين مرتبطة بهذا الموضوع رفعتها وزارة المال وهي مشروع قانون نقل الاموال، ومشروع مكافحة تبييض الاموال في إطار تحديث اتفاق “غافي” الدولي، ومشروع تبادل المعلومات الضريبية في إطار التزام المعايير الدولية.
النازحون السوريون
على صعيد آخر، بدأ واقع النازحين السوريين الى لبنان يستقطب مزيداً من الاهتمام لدى الجهات الدولية المعنية كما الجمعيات الأهلية التي دأبت منذ اللحظة الاولى على إغاثة هؤلاء وايوائهم. واشارت مصادر متابعة الى أن هذا الاهتمام مرده الى التطورات الامنية الحاصلة داخل سوريا، اذ من المرجح ارتفاع اعداد النازحين الى دول الجوار السوري ومنها لبنان.
وفي هذا السياق، أصدرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين التقرير الاسبوعي عن اوضاع النازحين السوريين الذي جاء فيه أن أعداد المسجلين لديها ولدى الهيئة العليا للاغاثة سواء في الشمال أو البقاع بلغ قرابة 13 الف نازح، منهم 7913 نازحاً الى الشمال القسم الاكبر منهم في عكار وزهاء 5000 نازح في البقاع.
وأورد التقرير ان الهيئة العليا للإغاثة اعلنت انها ستضطر إلى وقف جهود المساعدة التي تقدمها اعتباراً من 23 آذار الجاري، في حال عدم حصولها على التمويل الإضافي الذي وافقت عليه الحكومة.
وعلى صعيد الحماية والأمن، قال التقرير إن غالبية الوافدين الجدد إلى البقاع أتت من حمص والقصير والزبداني وحماة. وقد دخل معظم العائلات النازحة إلى لبنان من المعبر الحدودي الرسمي في المصنع، في حين دخل عدد قليل من الأسر من المعابر الحدودية غير الرسمية. وقد سمحت السلطات اللبنانية للنازحين بالدخول. (راجع محليات سياسية)
جوازات السفر الخاصة
وفيما تنعقد اليوم في السرايا ثلاث لجان وزارية أولاها لاستكمال البحث في استئجار بواخر توليد الطاقة الكهربائية، والثانية لقطاع النقل، والثالثة لقطع الحساب، تجتمع في ساحة النجمة هيئة مكتب مجلس النواب، وعلمت “النهار” ان الرئيس نبيه بري سيعرض عليها ضرورة المبادرة الى توفير حل لظاهرة الجوازات الخاصة، بعدما تفشت ولم تعد تقتصر على مستحقيها. وقد تلقى بري في الاشهر الاخيرة كماً من الشكاوى من السفارات في الخارج، واثار الموضوع مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وفي الاعتراضات ان لبنان يخرق اتفاق فيينا في هذا المجال، وان ثمة اسئلة عن هويات الاشخاص حاملي هذا الجواز وما اذا كانوا يستخدمونه لاغراض خاصة او اعمال تهريب وارهاب!
سوريا تؤكد أنها ستواجه محاولات ضرب الاستقرار
استهداف دمشق وحلب بعمليات انتحارية وتفجيرية
لم يكد السوريون يستفيقون من هول التفجيرات التي هزت دمشق أول أمس، وأدت إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 140، حتى تعرضت حلب لتفجير، أمس، استهدف منطقة سكنية، وأدى إلى مقتل وإصابة 32 شخصاً.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، أن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت سيارة أثناء محاولة الجهات المختصة سحبها من منطقة سكنية في حي السليمانية في حلب، قرب كنيسة اللاتين ومدرستين ابتدائية وإعدادية».
ونقل مراسل «سانا» عن مصدر في المحافظة قوله إن «تفجير السيارة أدى إلى استشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وامرأة وإصابة 30 شخصاً، من المدنيين وقوات حفظ النظام». وأكد المصدر أن الانفجار أدى إلى انهيار واجهات أحد المباني السكنية وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الأبنية المجاورة.
كما ذكرت الوكالة أن «مجموعة إرهابية استهدفت بعمل تخريبي جسر معبر سكة القطار على طريق دمشق – درعا قرب بلدة خربة غزالة بعبوات ما أدى إلى انهياره بالكامل». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر في محافظة درعا قوله إن «طول المسافة التي تم تدميرها من الجسر يبلغ 30 متراً وبعرض 32 متراً ومساحة التدمير نحو 900 متر مربع من مساحة الجسر». وقدر خبراء في المتفجرات «كمية المتفجرات التي استخدمت في التفجير من 700 إلى ألف كيلوغرام».
وشيع السوريون في دمشق أمس 27 شخصاً قتلوا في تفجيرين انتحاريين استهدفا مركزين أمنيين في العاصمة السورية، ولحقهما انفجار في مخيم اليرموك، ذهب ضحيته شخصان يعتقد أنهما إرهابيان.
وانطلقت الهجمات بانفجار استهدف إدارة الأمن الجنائي في البرامكة، لحقه بعد ذلك بثوان انفجار استهدف مبنى الاستخبارات الجوية في المنطقة ذات الأغلبية المسيحية. وأدى التفجيران إلى مقتل 27 شخصاً، وإصابة 140، وتحطم واجهات المباني في المنطقة.
وخلال محاولة قوى الدفاع المدني وناشطين إزالة آثار الدمار انطلق وابل من الرصاص لم يعرف مصدره، ما أثار ذعراً وفوضى. وتبين لاحقاً، وفقاً لروايات شهود عيان، أن شخصاً اعتقل في المكان اشتبه في أنه يحمل عبوة. وقال أحد الذين شاهدوا عملية الاعتقال إن الشخص يبدو إسلامياً بلحية طويلة، وأنه كان يحمل جسماً أسطوانياً، موضحاً أن قوى الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق أشخاص تجمعوا حول الرجل وانهالوا عليه ضرباً.
وتعكس الحادثة، التي لم تعلنها رسمياً الأجهزة المعنية، مستوى الاحتقان في منطقة الانفجار، حيث كان الناس ينهالون بالسباب على أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس حكومته حمد بن جاسم كلما سألهم الإعلاميون عن رأيهم بما حصل.
وفاجأ الانفجار غالبية المواطنين وهم في منازلهم، ونجا بالصدفة باص مدرسي مر من الشارع ذاته قبل دقائق باتجاه مدرسة تعاليم مسيحية. وأحدث الانفجار حفرة بعمق مترين ونصف المتر تقريباً، ولم يبدو أن شيئاً بقي من السيارة.
وأمس شيع السوريون ضحايا التفجيرين من جامع العثمان بدمشق، حيث حملت جثامينهم ملفوفة بعلم سوريا. كما أدى حشد من المواطنين مسيرة وقداساً في منطقة وقوع الانفجار في حي القصاع.
وكانت وزارة الداخلية السورية قالت، في بيان أول أمس، «إنها إذ تؤكد أن هذين التفجيرين الإرهابيين هما جزء لا يتجزأ من استهداف الشعب السوري في أمنه واستقراره ويأتيان في ظل التصعيد الذي نشهده مؤخرا من أطراف إقليمية ودولية، والذي تكرس مؤخراً مع خروج دعوات إرسال الأسلحة إلى سوريا إلى العلن، تؤكد من جهة أخرى أنها لن تتهاون في التعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه ضرب آمان سوريا واستقرارها ووحدتها وترويع مواطنيها، تدعو في الوقت ذاته المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والوقوف إلى جانب الشعب السوري والعمل من أجل وقف محاولات زعزعة استقرار سوريا وأمنها».
وأعلن بعد ساعات عن تفجير ثالث في مخيم اليرموك، وأدى إلى مقتل شخصين، اشتبه في أنهما من ذات المجموعة التي نفذت التفجيرين الأولين.
إدانات
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه «يوجه مواساته وتعازيه إلى العائلات المفجوعة للضحايا والى الشعب السوري»، داعياً «إلى الوقف الفوري للعنف».
وكرر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دعوته إلى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان، وإلى التحرك الفعال من أجل إقرار آلية لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، حتى تتمكن الجهود العربية والدولية المبذولة من التوصل لصيغة تضمن الانتقال بالأوضاع في سوريا إلى مرحلة سلمية يسودها الحوار حول سبل الخروج من الأزمة تتحقق فيها طموحات الشعب السوري في الحرية والتغيير السلمي الديموقراطي».
وذكر وزير الخارجية المصري محمد عمرو «بموقف مصر الثابت والرافض للإرهاب بكل صوره أياً كانت دوافعه». وأكد أن «ما تشهده سوريا من إراقة لدماء الأبرياء ومن انزلاق نحو المزيد من العنف يؤكد الحاجة للبدء الفوري في تنفيذ مبادرة الجامعة العربية وبما يحقق طموحات الشعب السوري المشروعة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في بيان، إن «المسؤولية عن أعمال كهذه تقع على الذين يسعون إلى تسليح مجموعات مسلحة واستفزازها». وأضاف إن «إيران ترى في هذه الأعمال الإرهابية وسيلة للانتقام من الشعب السوري الذي يدعم النظام ويبحث عن استقرار بلاده».
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «إن فرنسا تدين كل الأعمال الإرهابية التي لا يمكن تبريرها في أي ظرف».
واتهم «المجلس الوطني السوري» المعارض، في بيان، «النظام السوري بالوقوف وراء تفجيرات دمشق وحلب»، مطالباً «بلجنة تحقيق دولية لكشف ملابساتها».
وأدانت التفجيرات عدة هيئات شعبية منها الهيئة الشعبية لتحرير الجولان، والاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب، وحزب التوحيد العربي والمكتب التنفيذي لنقابة المعلمين، واتحاد الشباب العربي واتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات، والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق.
موسكو ترى في تشرذم المعارضة السورية تفككاً لعسكرة النزاع
سلام مسافر
من غير المتوقع أن تستقبل موسكو في المدى القريب المنظور وفدا سوريا معارضا يمثل «المجلس الوطني السوري» برئاسة برهان غليون، يقول دبلوماسي روسي كان عمل طويلا في سوريا والعراق ولبنان.
ووفقا للدبلوماسي المتقاعد، فإن موسكو دعت وفدا من «هيئة التنسيق» برئاسة حسن عبد العظيم لمباحثات في وزارة الخارجية الروسية، الأمر الذي أكده وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مقابلة مع القناة التلفزيونية الروسية الأولى (ار تي) أمس الأول حين قال «نتوقع وصول وفد من المعارضة الى موسكو قريبا». لكن الوزير لم يحدد الوفد بالاسم، وسط انطباع سائد في الدوائر الروسية بان الانشقاقات في «المجلس الوطني» المتلاحقة، تصب ليس في مصلحة نظام الرئيس بشار الأسد، فحسب، بل تعزز القناعة الروسية بان الحلول العسكرية والأمنية، في سوريا أضعفت كثيرا مواقع المعارضة في الخارج.
تحذيرات لغليون
لافروف قال في المقابلة التلفزيونية إن موسكو دعت غليون إلى «الابتعاد عن أولئك الذين يريدون إضفاء البعد العسكري على النزاع». وأضاف «كما دعوناه إلى الابتعاد عن عصابات مسلحة تقوم بأعمال استفزازية ترد عليها الحكومة السورية بقوة مفرطة».
ويفهم الدبلوماسي الروسي، الذي تحدث إلى «السفير»، عبارة لافروف بان موسكو تشعر بالرضا لان القوى الغربية والولايات المتحدة باتت هي الأخرى تحذر من «عسكرة» النزاع في سوريا، وان الكرملين على قناعة بان شركاء روسيا في مجلس الأمن الدولي لن يصدعوا رأسها قريبا بالحديث عن مشروع قرار جديد باستثناء البيانات بشأن دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان المحكوم عليها بالفشل لان المبعوث «الاممي ـ العربي» لن يتمكن من جمع القيادة السورية مع معارضيها، باستثناء، ربما، جماعة «هيئة التنسيق» التي يسعى الروس إلى تعظيم موقعها على حساب «المجلس الوطني».
ويرى الدبلوماسي أن حديث لافروف المتواتر في الفترة الأخيرة بان موسكو «لا تدعم أيا من أطراف النزاع» يهدف إلى إفهام اركان التحالف الخليجي المناهض للأسد ان موسكو تتصرف مثلما يتصرف حلفاؤهم في الغرب والولايات المتحدة الرافضون بشكل قاطع لتسليح «الجيش الحر» وان الحل السياسي للازمة يمثل أجندة مشتركة بين الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن «بغض النظر عن قعقعة التصريحات الغربية والأميركية» كما يقول الدبلوماسي المستعرب ويصفها «بقعقعة ولا طحن». ويضيف «لا يعني ذلك أن البنتاغون لا يدرس الخيار العسكري لجهة إجراء عملية حساب لكل الاحتمالات».
المخاوف الروسية «مذهبية»
ويلفت الدبلوماسي إلى تحذير لافروف من أن «انهيار البنيان الحالي للدولة السورية» سيفضي إلى تغيير الوضع، ليس حول إيران فقط، بل أيضا في العراق. فقد شدد الوزير على أن السنة في العراق «يشعرون بالاضطهاد». ويقول «يمكن أن تسفر القرارات المختلفة بشأن سوريا عن انطلاق عمليات خطيرة للغاية».
ويشير الدبلوماسي المتقاعد إلى أن المصلحة الروسية تلتقي مع المصلحة الأميركية في الحفاظ على الوضع في العراق بيد التحالف الشيعي. ويقول «استعادت الشركات الروسية عقودا نفطية مجزية وتنتظر زيارة لرئيس الحكومة نوري المالكي، وتتوقع إبرام صفقات سلاح، لان الحكومة الشيعية في بغداد تريد أن تحافظ موسكو على موقفها المعارض بشدة للعمل العسكري ضد حليف ائتلاف المالكي الإيراني، وان طهران تعهدت بدور الضامن للمصالح الروسية في العراق».
ويعتبر الدبلوماسي أن موسكو لا تخشى من الإسلام الشيعي، قدر قلقها من الحركات الأصولية في شمال القوقاز الذي تقطنه غالبية سنية تنتشر بينها الأفكار الوهابية.
يشار إلى أن موسكو، كانت اتهمت دوائر سعودية وخليجية عربية بتمويل ودعم الحركات الانفصالية في شمال القوقاز، الذي لا يزال يشكل «الخاصرة الرخوة» لروسيا. ومن المبكر الحديث عن تصفية بؤر الانفصاليين رغم مرور عقدين تقريبا على انطلاق ما يعرف بحملة «مكافحة الإرهاب» في جمهورية الشيشان وجاراتها المسلمة. وكان لافروف قال بوضوح، في حديثه المتلفز، إن «بنيان الدولة السورية لم يكن ناجحا ويمكن في هذه المرحلة بالذات اندلاع أزمة متنامية داخل العالم الإسلامي بين السنة والشيعة».
ويشير الدبلوماسي إلى أن موسكو كانت ترفض التعامل مع «حزب الله» اثر خطف دبلوماسيين روس في بيروت مطلع ثمانينيات القرن الماضي. واتهمت الاستخبارات السوفياتية حينها عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق، بأنه كان وراء العملية. لكنها قبل اقل من عام عادت للتواصل مع الحزب، ومنحت نهاية العام الماضي قناة «المنار» اعتمادا صحافيا في الخارجية الروسية، بعد سنوات من المماطلة والتأخير بشتى الذرائع.
قمة نووية وقودها سوريا
ويتوقع الدبلوماسي المستعرب أن تتصاعد انتقادات موسكو لأداء القيادة السورية في تسوية الأزمة عشية لقاء متوقع بين الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظرائه الغربيين والرئيس الأميركي باراك أوباما في «القمة النووية» المزمع عقدها في العاصمة الكورية الجنوبية سيول في 26 و27 آذار الحالي. ومن المتوقع أن تشهد جدلا ساخنا حول وفاء أعضاء النادي النووي الكبار لالتزاماتهم بمعاهدات خفض الترسانات النووية. ويحتل الملفان النوويان لإيران وكوريا الشمالية موقع الصدارة في مناقشات القمة، وسيكون الملف السوري وقودا لمناقشات ساخنة بين المشاركين. وإذ تسعى موسكو للدفاع عن التسوية السلمية للمعضلة النووية في كل من إيران وكوريا الشمالية، فانه يتعين على الدبلوماسية الروسية إبداء قدر اكبر من الليونة في الملف السوري.
ويضيف الدبلوماسي إلى أن أفق حل الأزمة السورية يبتعد أكثر بتناسب طردي مع وصول إمدادات السلاح إلى «الجيش الحر». ويؤكد أن «الطابع الفئوي» للنظام في دمشق لن يسمح للرئيس بشار الأسد «لا بالتنحي عن المنصب ولا بتكليف نائبه قيادة مرحلة انتقالية». ويؤكد أن لافروف لم يبحث مسالة «البديل» مع الأسد، لان موسكو تعرف سلفا رد الفعل. ويشير إلى أن تصريحات لافروف الأخيرة أكدت أن مهمة انان «لا تتمثل في إجبار الأسد على التنحي». ويقول الوزير الروسي في حديثه المتلفز «هذه قراءة غير دقيقة للمهام التي أوكلت لانان».
ويقول الدبلوماسي «بالطبع تأمل موسكو في أن يتنحى الأسد طوعا، لعل في ذلك بداية النهاية للازمة»، لكنه يضيف «لكن الكرملين لا يبني سياسته مع دمشق على الأمنيات».
أنقرة لا تستبعد الخيار العسكري … وموسكو تلحّ على وقف النار ومراقبته
سوريا: مهمة أنان تتجدّد اليوم تحت وطأة التفجيرات
تعرضت دمشق وحلب لسلسلة تفجيرات مروعة استهدفت مقار أمنية وأحياء سكنية خلال اليومين الماضيين، وذلك قبل ساعات من وصول الوفد الدولي إلى العاصمة السورية اليوم، فيما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى معضلة كبيرة في ملف الأزمة السورية، حيث أن «المعارضة لا ترى حلاً للأزمة إلا بتكرار السيناريو الليبي عبر التدخل العسكري».
وفي حين حذرت أنقرة من أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بينها العسكري، كررت موسكو دعمها لمهمة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، مطالبة الحكومة السورية والمعارضة الاستجابة إلى التوجهات التي تضمنها موقف أنان لتسوية الأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم انان، احمد فوزي إن أعضاء البعثة الدولية سيزورون دمشق اليوم «لمناقشة تفاصيل آلية مراقبة ومراحل أخرى عملية لتنفيذ بعض اقتراحاته، على ان يشمل ذلك وقفاً فورياً للعنف والمجازر». وأوضح ان اعضاء البعثة سيغادرون في الوقت ذاته من جنيف ونيويورك الى العاصمة السورية.
وأعلن مصدر دبلوماسي عربي لوكالة «فرانس برس» أول امس «تحرك معدات عسكرية سعودية الى الاردن لتسليح الجيش السوري الحر». وبعد ساعات على هذا الاعلان، نفى وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال راكان المجالي «نفياً قاطعاً ان يكون هناك نقل أسلحة او أي توجهات من هذا النوع»، معتبراً ان «هذا الخبر لا أساس له من الصحة». وأوضح انه «لم يجر حديث حول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد».
هرموزلو
أكد كبير مستشاري الرئيس التركي ارشاد هرموزلو ان كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الازمة السورية، بما فيها الخيار العسكري العربي- التركي، مشيراً الى ان مؤتمر «اصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول مطلع نيسان المقبل سيكون الفرصة الاخيرة للنظام السوري للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه.
وقال هرموزلو، في تصريح لصحيفة «الراي» الكويتية نشر امس، ان «ما صرّح به رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن جميع الخيارات ستكون مطروحة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في اسطنبول ومن بينها فكرة إنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية، وكل الخيارات الأخرى سيتم طرحها خلال المؤتمر وهذه الخيارات تأخذ مطالب الشعب السوري. وكما ذكرت جميع البدائل ومن بينها الممرات الآمنة سيتم البحث بها».
وعن حاجة «المنطقة العازلة» الى قرار من مجلس الأمن، قال هرموزلو «هذا صحيح، ومن هنا يمكن فهم ما ذكره رئيس الوزراء حين أشار الى البدائل أو الخيارات الأخرى التي يجب أن تقف على مطالب الشعب السوري. وتركيا تنسق مع الجامعة العربية وتدعم المبادرة العربية وكذلك تتعاون مع كافة الدول الصديقة».
العربي
وقال العربي، في مقابلة مع صحيفة «الاهرام» المصرية نشرت أول امس، إن «المعضلة تكمن في أن الحكومة (السورية) أبدت استعدادها للمشاركة في حوار مع المعارضة في دمشق وليس خارجها، بينما تبدي المعارضة رغبتها التفاوض مع الحكومة بهدف البحث فقط في انتقال السلطة، وهو ما ينبئ عن مسافة واسعة بين الطرفين التي شهدت في الآونة الأخيرة المزيد من الاتساع».
وأضاف «اللافت أن لدى المعارضة قناعة بأنه لن يكون بمقدور الجامعة العربية ان تفعل شيئاً ضد النظام، وأن الحل لن يتحقق إلا من خلال تكرار النموذج الليبي، وأن أي محاولات لإقناع النظام بإجراء إصلاحات والدخول في دائرة الحلول السياسية والسلمية لن يكون لها جدوى. أي ان المعارضة بوضوح لا ترى بديلاً للتدخل العسكري. ومن جهتنا أبلغناهم ان الجامعة العربية لا تمتلك القدرة على فرض حل عسكري، فهي ليس لديها جيوش أو سلاح طيران، فضلا عن ذلك فإن ميثاق الجامعة العربية يحرم على الجامعة العربية التوجه نحو الخيار العسكري».
وشدد العربي، الذي توجه الى بروكسل ومنها الى جنيف للقاء أنان، على وجود «مسارين للتعامل مع الأزمة السورية في الوقت الراهن ينبغي السير فيهما بأسرع ما يمكن، أولهما المسار السياسي الذي بدأ أنان المضي فيه، والثاني مسار انساني من خلال الإسراع بتقديم المساعدات للشعب السوري».
وعما إذا كان أنان طرح على الأسد خيار التخلي عن السلطة كمدخل للحل السياسي للأزمة، قال العربي إنه «وفقاً لمعلوماتي فإن هذا الأمر لم يطرحه انان خلال زيارته الأخيرة لدمشق التي التقى فيها الرئيس بشار الأسد مرتين على مدى يومين». وأشار الى ان «الأمم المتحدة منوط بها اصدار القرارات الملزمة من خلال مجلس الامن، بينما الجامعة العربية لا تملك هذه الميزة ، كما انها (الأمم المتحدة) الوحيدة القادرة على إرسال القوات العسكرية لتطبيق قراراتها إذا تفاقمت الأوضاع». وأشار الى ان الجامعة العربية والامم المتحدة لا تمتلكان صلاحيات الاعتراف بـ«المجلس الوطني السوري» المعارض.
لافروف
وحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السلطات السورية والمعارضة على دعم جهود انان لإحلال السلام «من دون تأخير».
وقال لافروف، في مقابلة مع التلفزيون الروسي بثت أول أمس، ان موسكو لا توافق على كثير من القرارات التي اتخذتها حكومة الأسد خلال إراقة الدماء المستمرة في سوريا منذ أكثر من عام. وأضاف «الموقف ليس بسيطاً، وليس لأننا نؤيد الأسد لكن لأنه لن يكون هناك نزع سلاح من جانب واحد والجميع يفهمون هذا. وبالتالي فإننا نقترح ان يركز الجميع على الجلوس الى طاولة المفاوضات».
وقال لافروف «أكرر نحن لا ندعم الحكومة السورية. نحن ندعم الحاجة لبدء عملية سياسية. ولعمل ذلك من الضروري أولا وقف إطلاق النار. الجانب الروسي سيبذل كل ما يمكن بذله من أجل ذلك بغض النظر عن القرارات التي تتخذها الحكومة السورية. والتي بالمناسبة لا نوافق على كثير منها».
وقال لافروف «نعتقد أن القيادة السورية يتوجب عليها وبسرعة دعم طرق معالجة الأزمة التي أقترحها أنان، وننتظر الشيء نفسه من المعارضة السياسية والمسلحة في سوريا، حيث أنه لا يمكن إطلاق عملية المصالحة ومن ثم الشروع في حوار وطني شامل إلا بعد موافقة طرفي النزاع بصورة مبدئية على قبول ما يقترحه انان».
وأشار لافروف إلى أن «الأولوية، في نظر موسكو، لوقف إطلاق النار في سوريا»، داعياً إلى «وضع آلية مراقبة خاصة بذلك من خلال بعثة أنان، ما سيسهل جهود الصليب الأحمر الدولي في سوريا». وأشار الى انه «يتوقع وصول وفد للمعارضة السورية إلى موسكو قريباً».
وأشار لافروف الى ان «مهمة انان لا تتمثل في إجبار الأسد على التنحي»، موضحاً ان «هذا هو قراءة غير دقيقة للمهام التي أوكلت اليه». وأشار الى انه «التقى انان في القاهرة فور تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا، كما اجرى الطرفان مناقشات بعد عودة انان من دمشق». وأضاف إن «انان اطلع القيادة السورية على مقترحاته، ويمكنني أن أؤكد ان تلك المقترحات لا تنص على تنحي الرئيس الأسد. أعتقد ان على السوريين إقرار مصير بلادهم بأنفسهم، أما روسيا فستؤيد أية اتفاقية سيتم التوصل اليها في اطار حوار سياسي شامل بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة».
وحذر لافروف من أن «اتخاذ قرارات غير متوازنة بشأن سوريا قد يسفر عن عواقب وخيمة»، موضحاً ان «سوريا دولة متعددة الطوائف، واذا تم الإخلال بهذا العامل لدولة ذات تركيبة داخلية معقدة، فقد يسفر ذلك عن عواقب وخيمة». وقال «أصبح واضحاً ان بنيان (الدولة السورية) الحالي لم يكن ناجحاً، وللأسف يمكن في هذه المرحلة بالذات اندلاع الازمة المتنامية داخل العالم الاسلامي بين السنة والشيعة، وفي حال انهيار البنيان الحالي فقد يؤدي ذلك الى تغيير الوضع ليس حول سوريا فحسب بل وحول العراق حيث لا يزال السنة يشعرون بأنهم مضطهدون».
ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن «المسؤولين الروس الذين زاروا دمشق مؤخراً حصلوا على وعود من الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة والمجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء الجيش الحر»، مشيراً إلى «أن بلاده مهتمة ببدء الحوار بين السوريين وهذا العنصر كان الدافع الحقيقي وراء زيارة لافروف ورئيس هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق في شباط الماضي».
وأكد بوغدانوف أن «الأسد وعد روسيا بتكليف نائبه فاروق الشرع للذهاب فوراً إلى موسكو من دون شروط مسبقة لمحاورة جميع أطراف المعارضة الداخلية والخارجية المسلحة وغيرها». وقال «ليبدأ الحوار المباشر أو غير المباشر، بوساطة روسية، أو وساطة مشتركة عربية روسية أميركية أوروبية، لا توجد لدينا مشاكل في التعامل مع التفاصيل، لكن المهم أن تكون هناك اتصالات بأكثر جدية ممكنة».
وفي جنيف، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها جاكوب كلينبرغر سيزور موسكو اليوم. وأضاف كلينبرغر، في بيان، ان «وقفاً لإطلاق النار من ساعتين يومياً على الاقل اساسي للسماح بإجلاء الجرحى»، مطالباً بـ«التزام واضح من جانب كل الاطراف المعنية» بهدف «وضع حد للمعارك» والتمكن من «مساعدة الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة».
وفي جدة، أعلن مساعد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي للشؤون الانسانية عطاء المنان بخيت ان بعثة تقييم المساعدات الانسانية في سوريا التي شكلتها المنظمة والامم المتحدة موجودة في سوريا منذ الجمعة الماضي.
ووصف مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، امس، الجهود التي يقوم بها كوفي انان للتوسط في حل الازمة السورية بأنها «غير مخلصة».
تفجيرات وميدانيات
ولم يكد السوريون يستفيقون من هول التفجيرين الانتحاريين في دمشق أول أمس، واستهدفا مقرين أمنيين، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 140، حتى تعرضت حلب لتفجير، أمس، استهدف منطقة سكنية، وأدى إلى مقتل وإصابة 32 شخصا. وقالت قناة «الإخبارية» السورية إن قوات الأمن تلقت بلاغاً بشأن السيارة في حلب وأجلت السكان من المنطقة عند انفجارها. وذكرت أن السيارة كانت تحمل 200 كيلوغرام من المتفجرات. وفجر مسلحون جسراً في درعا. (تفاصيل صفحة13)
وقال معارضون إن قوات الأمن ضربت واعتقلت أشخاصاً خلال مسيرة للمعارضة شارك فيها أكثر من 200 شخص عندما بدأ المحتجون يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام». واعتقلت قوات الأمن القيادي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي محمد سيد رصاص، كما أوقفت الشرطة لفترة قصيرة رئيس «لجان إحياء المجتمع المدني» فايز سارة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون إن «قتالاً ضارياً اندلع في محافظة دير الزور وأضرمت النار في المركبات العسكرية». وأشار الى «مقتل 16 شخصاً في إدلب وريف دمشق ودرعا وحلب وحمص.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة اطلقت النار على الأهالي في قرية حسيبة قرب القصير بريف حمص». وأضافت «قتل 13 من أهالي القرية بينهم نساء وأطفال».
(«السفير»، سانا، ا ف ب،
ا ب، رويترز)
زاسبكين لـ«السفير»: الوضع السوري سيتدهور إذا فشلت جهود التسوية
«نعوّل على أنان.. والحسم العسكري غير ممكن.. وموقف الحكومة اللبنانية متوازن»
مارلين خليفة
لا تزال روسيا متمسكة بموقفها الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا، وإذا بلغ أي مشروع قرار ينص على التدخل عتبة مجلس الأمن، لن يقابل الا بـ«الفيتو» من جانب روسيا.
يقول سفير الاتحاد الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين في حوار مع «السفير» إن بلاده تعتبر أن الأزمة السورية شأن داخلي سوري، ويؤكد أن النظام السوري «طرف أساسي في البلاد ولا يمكن تجاهل رأي الجماهير التي تؤيده، أما المراهنة على الحسم العسكري من خصوم النظام، فلا نراه أمرا محتملا»، يضيف «لا يمكن لأي طرف أن يحسم عسكريا، وفي كل الأحوال، لا بد من الحوار وهو الطريق الى الحل السياسي»، ويحذر من أنه «إذا لم تنجح الجهود السلمية، سيتدهور الوضع أكثر، لذا من الضروري التوصل الى اتفاق لوقف العنف وتنظيم الحوار الوطني الشامل»، ويشدد على تعويل روسيا على الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي كوفي أنان، ويدعو المعارضة السورية الى الحوار «من دون شروط مسبقة».
منذ بداية مهمته في بيروت، يحرص زاسبكين على التواصل مع الاعلام. المهمة صارت مضاعفة مع الأزمة السورية والدور الروسي المحوري في قلب هذه الأزمة. لا يتردد السفير الروسي في نعي مرحلة الأحادية القطبية، أي النظام العالمي الجديد الذي ساد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. ثمة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب والمراكز يولد. وهذا الواقع يقتضي التشبيك وليس الاستفراد بالقرارات.
لم تعد سفارة روسيا محجة لقوى 14 آذار وحدها ولم تعد موسكو ملعبا لسعد الحريري، بعدما صار له هناك فريق دائم و«مستشاره الروسي». بالأمس غاب السفير الروسي وربما للمرة الأولى، منذ عقود طويلة عن المختارة في يوم احياء ذكرى استشهاد كمال جنبلاط «الحليف التاريخي» لموسكو والحائز على جائزة فلاديمير ايليتش لينين للصداقة بين الشعوب.
في المقابل، ها هو «حزب الله» يتردد بشكل دوري على السفارة. بالمناسبة السفير زاسبكين، على موعد اليوم مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي سبق له أن زار موسكو في تشرين الأول 2011، فيما وصل وزير الخارجية عدنان منصور الى موسكو، امس في زيارة رسمية، تلبية لدعوة وجهها اليه نظيره الروسي سيرغي لافروف «لمناقشة الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية»، وذلك في اطار التمهيد لزيارات يقوم بها مسؤولون روس الى بيروت، في وقت لاحق، علما أن موسكو تستعد لاستقبال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بعد تسلم الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين وتشكيل حكومة روسية جديدة في ايار المقبل.
في ما يأتي نص الحوار:
÷ كيف تقرأون الأزمة السوريّة بعد عام على اندلاعها؟ وهل بات الوضع أفضل أم أن مخاطر الحرب الأهلية ما تزال قائمة؟
} لا نعتقد بأن الوضع صار أفضل وذلك بسبب استمرار أعمال العنف والإرهاب. روسيا تشدد على الحلّ السياسي، وهو النهج نفسه الذي اعتمدته منذ البداية، فنحن نريد إتاحة الفرصة للشعب السوري للخيار الديموقراطي ولإتمام الإصلاحات الداخلية، وينبغي العمل بهذا الأسلوب مع جميع أطراف النزاع وإذا لم تنجح الجهود السلمية، سيتدهور الوضع أكثر، لذا من الضروري التوصل الى اتفاق يوقف العنف وينظّم الحوار الوطني الشامل.
÷ فسّر البعض كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الإصلاحات في سوريا كان يجب أن تحصل قبلا بأنه بداية تحوّل في موقف روسيا؟
} نعتبر مصير النظام شأنا داخليا لا نتدخل فيه. بالنسبة للإصلاحات، كنّا منذ البداية ننصح بالإسراع في إتمامها، وعندما تحدّث الرئيس ديمتري ميدفيديف مع الرئيس بشار الأسد منذ فترة أشار الى هذه الحاجة، ونحن وحتى اليوم، نعتبر أنه على النظام السوري القيام بالإصلاحات الداخلية بسرعة لتلبية مطالب الشعب، ولذلك فان توجيه النصائح بإجراء الإصلاحات أمر متواصل في السياسة الروسية.
÷ كيف تنظر روسيا الى المعارضة السورية وأدائها وخصوصا أن بعض الدول تطالب بتسليحها وهل من اجتماعات روسية مع معارضين سوريين؟
} لا أملك كل المعلومات في هذا الشأن، لكننا نعبّر عن رغبتنا بالتواصل مع المعارضة السورية، والأمر الأساسي هنا هو التوصل الى موافقة المعارضة السورية على إجراء الحوار مع السلطات من دون شروط مسبقة، وكما تشير مهمة كوفي أنان فإن ترتيب الحوار يكون بين السلطات السورية وفصائل المعارضة بأكملها.
÷ هل تعتقد أن الحوار بين الطرفين ما يزال ممكنا؟
} نعتقد أنه كان من الأفضل بدء الحوار منذ زمن، وإذا لم يتحقق الحوار في الماضي، يجب أن يتمّ اليوم، وإذا لم يتمّ اليوم، سيستمر سفك الدماء. الحوار هو الطريق الوحيد لوقف سفك الدماء. أما بالنسبة الى المسؤولية عن أعمال العنف، فإنه سيتم التحقيق في هذا الموضوع لاحقا، ومن الواضح أنه لا يوجد طرف واحد في هذا النزاع بل السلطات والمعارضة المتنوعة والمجموعات المسلحة.
÷ هل تعتقدون أن التسوية في سوريا ممكنة من دون شراكة أساسية للنظام في أية تسوية؟
} النظام طرف أساسي ولا يمكن تجاهل رأي الجماهير التي تؤيده، أما المراهنة على الحسم العسكري من خصوم النظام فلا نراه أمرا محتملا. لا يمكن لأي طرف أن يحسم عسكريا وفي كل الأحوال لا بد من الحوار وهو الطريق الى الحل السياسي.
÷ هل من المحتمل أن تستضيف موسكو حوارا بين المعارضة والنظام في ضوء مبادرة أنان؟
} منذ زمن اقترحنا موسكو كأحد الخيارات، أما اليوم فإننا نركّز على مهمّة كوفي أنان وننتظر نتائجها.
÷ هل تنسقون مع إيران وتركيا في الموضوع السوري؟
} نحن نتشاور مع إيران وتركيا في الموضوع السوري، لكن بالنسبة الى التنسيق، فنحن نعتمد على مهمة كوفي أنان والإجتماعات في مجلس الأمن الدولي بالدرجة الأولى.
لن نقبل بأي قرار
بالتدخل العسكري
÷ هل من الممكن طرح قرار جديد ضد سوريا في مجلس الأمن؟
} إذا كان المقصود قرارا ينص على التدخل العسكري والضغط على النظام فقط، فلن نقبل به، ونحن أعلنّا مرارا أننا جاهزون للعمل من أجل تهيئة القرار المتوازن.
÷ إذا لم يكن الأمر على هذا النحو، هل روسيا مستعدة لـ«فيتو» ثالث؟
} نحن لا نريد أن نحسب كم مرّة نستخدم «الفيتو»، المهم أن ينفّذ مجلس الأمن الدولي مهامه بشكل صحيح، لأنه جهاز أساسي للحفاظ على الأمن الدولي، وروسيا تكون دوما على مستوى المسؤولية في هذه الهيئة الدولية.
÷ هل سيكون الحلّ في سوريا روسيا عربيا أم روسيا أميركيا؟ وكيف تنظرون الى الدّعوات العربيّة ومنها من قطر والسعودية لتسليح المعارضة السورية؟
} نحن في الأصل نريد حلا سوريا ـ سوريا. وعلى المجتمع الدولي الإسهام في جلوس الأطراف حول طاولة المفاوضات. نحن نتشاور مع الجميع في هذا الإطار وكما هو معروف اتفقنا مع جامعة الدّول العربية حول النقاط الخمس، والمطلوب الاتفاق في إطار مجلس الأمن الدولي. لذلك نريد التفاهم مع الأميركيين والأوروبيين. أما بالنسبة الى تسليح المعارضة فقد بات واضحا أن تسليحها سيؤدي الى تصعيد الأوضاع، وسيعرقل الجهود الرامية الى تسوية سياسية.
÷ كيف تنظر روسيا الى ما يسمى «الربيع العربي»؟ وما هي هواجسكم حيال مستقبل المسيحيين في الشرق؟
} نحن كدولة كنا ولا نزال متعاطفين مع تطلعات الشعوب العربية نحو حياة أفضل، وفي الوقت نفسه نرى المخاطر الناجمة عن التطورات الجوهرية في المجتمعات العربية وكطرف خارجي نحن نبذل الجهود لتتخطى المنطقة المرحلة الصعبة بأقل الأضرار. أما بالنسبة الى مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط فنحن متمسكون كثيرا بالعلاقات الجيدة بين جميع الطوائف وهذه هي الحال في روسيا وما يجب أن يحصل في كل الأماكن في العالم العربي حيث الدين المسيحي الأساسي ولد في هذه المنطقة.
÷ هل نشهد «ربيعا عربيا» أم «سايكس بيكو» جديدا عنوانه هذه المرة إعادة تقاسم النفوذ الإقليمي؟
} إنه حراك شعبي طبيعي نحو الإصلاحات، لكن في الوقت عينه يتم استغلال ما يحدث في البلدان العربية من أجل المصالح الذاتية ومن هنا تجري الصراعات بين مراكز القوى ونحن نحاول قدر الإمكان التخفيف من التأثير السلبي لهذه الصراعات وإيجاد القواسم المشتركة بين الأطراف الأساسية المعنية في هذه المنطقة.
روسيا وعلاقاتها الدولية
÷ هنالك تأزم في العلاقات الروسية الخليجية وخصوصا مع السعودية، هل روسيا مستعدة للتضحية بعلاقاتها الخليجية ـ العربية من أجل سوريا فحسب؟
} نحن نريد أن تكون لنا علاقات جيّدة مع الجميع، ومع الدول العربية والخليجية بشكل خاص لأنه توجد لدينا مصالح. في الوقت نفسه، فإننا بالمواقف التي نتخذها نتمسّك بالشرعية الدولية ولا نسعى الى إرضاء أحد، لأن الثوابت الأساسية مثل سيادة الدولة وإتاحة الفرصة للشعب لاختيار قياداته هي أهم من المصالح الذاتية. والأمر لا يتعلق بسوريا بل بالمبادئ الرئيسية للعلاقات الخارجية، ونسعى للتفاهم حول العناصر الجوهرية للأمن والإستقرار في المنطقة.
÷ يقول وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه أن «روسيا التي تعرقل أي مبادرة في مجلس الأمن بشأن سوريا تقوم بحسابات خاطئة على المدى المتوسّط» أضاف أن «لروسيا مصالح في سوريا، إنها تبيع أو باعت كمية كبيرة من الأسلحة للنظام السوري، وهي تخشى انتقال العدوى الإسلامية الى أراضيها، لذا تعارض كل ما يجري في سوريا» هل هذا صحيح؟
} مثلما سبق وذكرت، نحن نتمسك بالمبادئ. وفي هذه الظروف التي تعيشها المنطقة بشكل خاص نعتبر المسائل المتعلقة بطبيعة العلاقات الدّولية أهم بكثير من مصالح اقتصادية أو عسكريّة. والمهم مثلا عدم تكرار تجربة ليبيا وعملية «الناتو» العسكرية. وبالنسبة الى ما يجري في سوريا، نعتقد أن الكلام حول مصالح روسية غير صحيح. نحن لا نبحث عن الإحتكار والسيطرة بل نسعى الى التسوية السياسية والوفاق في المجتمع السوري بمساعدة المجتمع الدولي. بالنسبة الى الإسلام، فإننا نقف دوما الى جانب الصدق والتسامح، وعندما نشير الى تطلعات الشعوب العربية نحو حياة أفضل بما في ذلك الى الديموقراطية، فإننا ننظر الى هذا الموضوع من زاوية الإحترام لحقوق كل القوميات والطوائف، وفي روسيا نؤيد حسن النوايا في العلاقات بين الطوائف ونتمنى ذلك للشرق الأوسط.
÷ هل نشهد بداية نظام عالمي جديد عنوانه كسر الأحادية الأميركية؟ وأين سيكون موقع روسيا في هذا النظام؟ وهل ثمة مكان لقوى دولية مثل الصين أو لقوى جديدة تنشأ مثل الهند والبرازيل؟
} بالتأكيد إننا نتقدم اليوم الى عالم متعدّد المراكز، فنسعى الى تشبيك العلاقات في إطار الدول المستقلة ومنها دول «البريكس». في الوقت ذاته، نحن نهتم كثيرا بالحوار مع الأميركيين والأوروبيين لأنه لدينا مسائل كثيرة مطروحة على بساط البحث تتعلق بالأمن في أوروبا والأطلسي والأوضاع في مناطق العالم ولدينا الحوار مع جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. وبالتالي يوجد كسر أكيد للأحادية الأميركية، فالقضايا الدولية العالمية معقدة جدا ويجب حلّها بالتعاون بين الجميع.
÷ ما هو موقفكم من الملف النووي الإيراني؟ وهل تخشون وجود نوايا إيرانية ببرنامج عسكري نووي وإذا اقتصر البرنامج على الطابع السلمي فما هو موقفكم منه؟
} لا توجد لدينا معلومات عن الجانب العسكري للبرنامج النووي ولكن توجد هناك بعض الشكوك في المجتمع الدولي ونحن نريد إزالتها عبر المفاوضات وتوضيح الأمور وتأكيد الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، فهذا هو جوهر الجهود الروسية في هذا المجال.
÷ هل يمكن أن تقدم إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران من دون موافقة الأميركيين وماذا سيكون موقف موسكو؟
} لدينا موقف رافض قطعا لأي ضربة على إيران وموسكو هي ضد الأسلوب العسكري الحربي. أما ما هي طبيعة العلاقات بين أميركا وإسرائيل، فأنا لا أستطيع أن أعلق على ذلك.
نهج لبنان «متوازن»
÷ كيف تنظرون الى موقف الحكومة اللبنانية حيال الأزمة السورية؟
} نعتقد أن النهج الذي تمارسه القيادة اللبنانية في الوقت الراهن هو نهج متوازن ومعقول، وروسيا تقيّم إيجابيا التدابير التي تتخذها السلطات اللبنانية لرعاية سيادة لبنان.
÷ هل ستوجهون دعوة الى رئيس الوزراء اللبناني لزيارة موسكو؟
} إن موضوع زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى موسكو مطروح وسوف يتمّ تحديد الموعد عبر القنوات الدبلوماسية ويجب الأخذ في الإعتبار أنه توجد الآن في روسيا فترة انتقالية وننتظر بداية ولاية الرئيس الجديد فلاديمير بوتين وتشكيل حكومة روسية جديدة في 7 أيار المقبل.
÷ يلاحظ أن زياراتك الى وزارة الخارجية اللبنانية تكثفت مؤخرا؟
} نعم أنا أزور دوما وزارة الخارجية اللبنانية وفقا لتعليمات من موسكو وهذه الزيارات هي للتعبير عن الإهتمام الروسي بالتعامل السياسي مع لبنان، وفي غالبـية الوقت، نتبادل الآراء حول الوضع في الشرق الأوسط من النواحي كلها، ونحن نهتم برأي الجانب اللبناني في هذه القضايا كلها.
وصول الخبراء الدوليين المفوضين من أنان إلى سوريا
وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا اليوم الاثنين، في محاولة “لوضع حد لأعمال العنف الدامية في هذا البلد”، كما أعلن الناطق باسمه.
وقال أحمد فوزي لوكالة “فرانس برس”، أن “الوفد وصل بالفعل”، موضحا أنه يتكون من “خمسة أشخاص يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة”.
لكنه رفض تقديم المزيد من التفاصيل حول برنامج زيارتهم، مكتفيا بالقول أنهم “سيلتقون مسؤولين سياسيين كبار في وزارة الخارجية السورية”.
وأكد فوزي أن الخبراء الذين أعلنت الأمم المتحدة إرسالهم الجمعة مكلفون “بالتوصل إلى اتفاق حول إجراءات ملموسة لتنفيذ اقتراحات أنان، الأمر الذي يقتضي آلية مراقبة”.
(أ ف ب)
اندلاع قتال عنيف في العاصمة السورية
عمان- (رويترز): قال شهود إن قتالا عنيفا اندلع الاثنين بين مقاتلي الجيش السوري الحر والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد في منطقة رئيسية بالعاصمة السورية دمشق.
وقال سكان لرويترز عبر الهاتف إن اصوات نيران مدافع الية ثقيلة وقذائف صاروخية دوت خلال الليل قادمة من حي المزة الواقع في غرب دمشق وهو أحد الاحياء الذي توجد به حراسة مشددة في العاصمة كما توجد به العديد من المنشات الامنية.
وقالت ربة منزل تقطن بالمنطقة ان قتالا نشب بجوار سوق حمادة وانها سمعت دوي انفجارات هناك وفي مناطق اخرى بالحي مضيفة ان قوات الأمن اغلقت عدة شوارع جانبية كما قطعت الكهرباء عن اعمدة الانارة بالشوارع.
وجاء القتال في العاصمة بعد أن هز انفجار سيارة ملغومة منطقة سكنية في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية الأحد في الوقت الذي أبلغ فيه ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة في انحاء البلاد بين القوات الحكومية ومعارضين يقاتلون للاطاحة بالأسد.
ومع تجمع المئات في دمشق الأحد لتأبين ضحايا انفجار سيارتين ملغومتين يوم السبت قال ناشطون ان قوات الامن ضربت واعتقلت اشخاصا خلال مسيرة للمعارضة شارك فيها اكثر من 200 شخص عندما بدأ المحتجون يهتفون “الشعب يريد إسقاط النظام”.
ومن بين من اعتقلوا وضربوا محمد سيد رصاص القيادي بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وهي جماعة معارضة زارت الصين وروسيا في محاولات لتشجيع الحوار بين الأسد والمعارضة.
وترفض معظم جماعات المعارضة هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بسبب اصرارها على عدم اللجوء للعنف وموقفها ضد التدخل الخارجي.
واعتقلت قوات الامن ايضا فرزند عمر وهو طبيب وسياسي من حزب (بناء الدولة السورية) عندما وصل إلى مطار دمشق قادما من حلب مسقط رأسه.
وعجزت القوى العالمية عن وقف إراقة الدماء المستمرة منذ اكثر من عام في سوريا. ولم تكشف المكاسب التي حققها الجيش في الاونة الاخيرة ضد مواقع المعارضة اي دلالة على اخماد العنف ولا تظهر في الافق اي امكانية للتوصل إلى تسوية من خلال التفاوض.
وتقول الأمم المتحدة إن قوات الأمن قتلت أكثر من ثمانية آلاف شخص وان الاوضاع الانسانية مروعة.
وتقول الحكومة السورية إن نحو ألفين من افراد قوات الأمن قتلوا.
وفي مدينة حلب المركز التجاري لسوريا ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان مجموعة ارهابية تقف وراء السيارة الملغومة التي قتلت شخصين واصابت 30 اخرين عندما انفجرت في منطقة قريبة من مقر للامن السياسي وكنيسة.
وجاء انفجار السيارة الملغومة بعد يوم من تفجيرين أسفرا عن سقوط 27 قتيلا في العاصمة دمشق واصابة ما يقرب من 100 اخرين.
ولم تشهد حلب اضطرابات كثيرة مثل معظم انحاء سوريا لكن اعمال العنف تزايدت فيها في الاونة الاخيرة بعد ان اصبحت الثورة اكثر اتساعا واكثر دموية.
وقالت قناة الاخبارية شبه الرسمية ان قوات الامن تلقت بلاغا بشأن السيارة الملغومة وانها كانت تجلي السكان من المنطقة عند انفجارها. وذكرت القناة ان السيارة كانت تحمل 200 كيلوجرام من المتفجرات.
وأظهرت صور على موقع الوكالة العربية السورية للانباء واجهات بناية مدمرة من جراء الانفجار وموظفي اغاثة يقفون قرب أكوام من الحطام والحفر الناجمة عن الانفجار. وعرض التلفزيون السوري لقطات لبقع دماء في شارع.
وقالت فتاة لتلفزيون سوريا بينما كان وجهها مغطى بشظايا الزجاج ان الانفجار وقع فجأة وان الشيء الوحيد الذي رأت ان تفعله هو السقوط على الارض. وأضافت ان جميع واجهات المباني انهارت ولم يظل شيئا على حاله.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم وقال ناشط من المجلس الثوري المحلي المعارض ان الحكومة هي التي دبرت الانفجار.
ويصعب التأكد من التقارير الواردة من سوريا لان الحكومة تفرض قيودا على دخول الصحفيين الاجانب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 19 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال قتلوا في هجوم صاروخي واطلاق للنيران خلال مداهمات للجيش واشتباكات مع مقاتلي المعارضة في انحاء البلاد يوم الأحد.
وهدأ القتال خلال الليل في مدينة دير الزور بشرق سوريا بعد ان قصفت دبابات الجيش مخبأ للجيش السوري الحر هنا في الصباح مما ادى الى قتل ستة مقاتلين على الاقل.
وقال سكان وناشطو المعارضة ان المقاتلين ردوا بمهاجمة نقاط التفتيش على الطرق ومجمعات امنية في مناطق مختلفة بالمدينة.
وقال وائل غيث وهو ناشط معارض ان الجيش السوري الحر رد بعنف وان نحو 200 مقاتل نزلوا الى الشوارع واصابوا دوريات للجيش متمركزة عند التقاطعات والمدارس والمباني الحكومية التي تحولت الى مقار للشبيحة.
واضاف ان الجيش انسحب تقريبا من كل الشوارع الرئيسية بحلول الليل.
وقال بيان للمقاتلين انهم قتلوا الرائد ايهم الحمد وهو عضو بارز في مخابرات القوات الجوية وهي ادارة بالشرطة السرية تقود حملة قمع الثورة في المدينة.
وتقع دير الزور على نهر الفرات في المعقل الصحراوي للسنة بسوريا وهي عاصمة اقليم دير الزور المنتج للنفط. وتجاور المنطقة العراق وتربط القبائل الموجودة على الجانبين علاقات قوية.
وادت الانتفاضة التي بدأت قبل عام الى تفكك بشكل كبير لتحالف كان الرئيس الراحل حافظ الاسد قد اقامه بين زعماء قبائل سنية والاقلية العلوية الحاكمة. وكان الرئيس الراحل يستخدم اسلوب العصا والجزر لضمان ولاء المنطقة.
وفي الرقة وهي مدينة قبلية سنية فقيرة اخرى تقع على الفرات قال ناشطون معارضون انه تم نشر جنود وافراد من المخابرات العسكرية كما اتخذ قناصة تابعون للجيش مواقع على اسطح المباني بعد ان قتلت قوات الامن 20 شخصا على الاقل بالرصاص خلال الايام الثلاثة الماضية.
وقالوا ان معظم الضحايا كانوا من المحتجين الذين قتلوا عندما حاول حشد كبير اسقاط تمثال ضخم للاسد الوالد في وسط المدينة. واضافوا ان مظاهرات متفرقة استمرت في الرقة امس الاحد وان انباء افادت بوقوع قتال بين منشقين عن الجيش والقوات الموالية للاسد.
عنان في سورية اليوم.. والصحافة السورية تشن هجوما على السعودية وقطر
موسكو: الأسد وعدنا بمحاورة ‘الجيش الحر’ وقتلى وجرحى بانفجار هزّ مدينة حلب
دمشق ـ عمان ـ موسكو ‘القدس العربي’ ـ وكالات: هز انفجار سيارة ملغومة منطقة سكنية في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية الأحد بعد يوم من تفجيرين أسفرا عن سقوط 27 قتيلا في العاصمة دمشق، فيما شهدت انحاء عدة من سورية عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين عشية توجه البعثة الاممية المفوضة من المبعوث الدولي كوفي عنان لإجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان الهجوم الذي نفذته ‘مجموعة ارهابية’ اسفر عن سقوط قتيلين واصابة 30 اخرين. وقال ناشطون من المعارضة ان ثلاثة اشخاص قتلوا في الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر للامن السياسي وكنيسة.
جاء ذلك في الوقت الذي حث فيه سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا سورية على دعم جهود كوفي عنان المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة لإحلال السلام ‘دون تأخير’.
وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي صورت الجمعة وتم بثها السبت قال لافروف إن بلاده لا توافق على كثير من القرارات التي اتخذتها حكومة الأسد خلال إراقة الدماء المستمرة في سورية منذ أكثر من عام.
ولم تشر تصريحات لافروف إلى تغير في موقف روسيا إلا أنها لمحت الى أن موسكو تريد من العالم أن يعرف أن الدافع وراء هذا الموقف هو الحاجة الملحة لإنهاء العنف في سورية لا الرغبة في دعم حليف لها منذ زمن بعيد.
من جهته كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المسؤولين الروس الذين زاروا دمشق مؤخرا حصلوا على وعود من الرئيس بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة والمجموعات المنضوية تحت لواء الجيش الحر.
وأكد بوغدانوف في تصريحات خاصة لصحيفة ‘الوطن’ السعودية نشرتها الأحد أن بلاده مهتمة ببدء الحوار بين السوريين، مبيناً أن هذا العنصر كان الدافع الحقيقي وراء زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق مطلع شباط (فبراير) الماضي.
وقال إن روسيا أخذت وعداً من الرئيس السوري بشار الأسد بتكليف نائبه فاروق الشرع بالذهاب فوراً إلى موسكو دون شروط مسبقة لمحاورة جميع أطراف المعارضة الداخلية والخارجية والجيش الحر.
وأوضح أن العنصر الأهم حالياً لوقف الأزمة هو بدء الحوار، وقال ‘ليبدأ الحوار المباشر أو غير المباشر، بوساطة روسية، أو وساطة مشتركة عربية روسية أمريكية أوروبية، لا توجد لدينا مشاكل في التعامل مع التفاصيل، لكن المهم أن تكون هناك اتصالات بأكثر جدية ممكنة’.
واعتبر المسؤول الروسي أن قطع الدول العربية المؤثرة وتركيا للعلاقات مع دمشق وطردها لسفراء سورية وسحبها سفراءها سيؤدي إلى قطع الاتصال مع الحكومة السورية، وقال ‘هذا شيء مضر بالتواصل والتفاهم بين جميع الأطراف واختبار وعود الأسد’.
ميدانيا قال مصدر محلي في مدينة حلب ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘سيارة مفخخة إستهدفت مبنى إدارة الأمن السياسي في المدينة، الذي يقع في منطقة السليمانية وما يعرف بدوار السياسية، وهو دوار مزدحم ووسط مبانٍ سكنية’، مشيراً الى أن ‘عشرات الأشخاص أصيبوا بالانفجار’.
وأضاف المصدر أن ‘المبنى الأمني مؤلف من 4 طوابق وهو قريب من الشارع، ولم تصل السيارة الى المبنى بسبب وجود حواجز إسمنتية وضعت منذ فترة’.
وأشار المصدر الى ‘وقوع انفجار آخر في دوار الصاخور في مدينة حلب، ولم تتضح طبيعته بعد، أو هل هو بسيارة مفخخة أم بعبوة ناسفة’.
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري الاحد بالوقوف وراء تفجيرات دمشق وحلب، مطالبا بلجنة تحقيق دولية لكشف ملابساتها، بحسب ما جاء في بيان.
وشهدت العاصمة السورية دمشق السبت، 3 تفجيرات بسيارات مفخخة إستهدفت مقر إدارة المخابرات الجوية في ساحة التحرير، ومبنى إدارة الأمن الجنائي في ساحة الجمارك، بينما استهدفت حافلة عسكرية بسيارة مفخخة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك قرب دمشق، وأوقعت نحو 29 قتيلاً و140 جريحاً.
وشنت الصحافة السورية الصادرة في دمشق الاحد هجوما حادا على السعودية وقطر علي خلفية انفجاري السبت.
وكتبت صحيفة ‘الثورة’ الحكومية في صفحتها الاولى ‘ارهاب حمد وسعود لم يكن أول مرة، دمويتهم الحاقدة على كل ما هو فينا نعرفها (..) سمعنا دعواتهم وتجييشهم’.
واضافت الصحيفة ‘هؤلاء السوريون الذين قضوا بحقد مشيخات النفط وأمراء الخيانة لن يسامحوا، دمهم امانة في اعناقنا (…) بدمائنا التي تسيل كل يوم رسالة لن نقبلها إلا إلى وجهتها.. وفي مكانها وإلى حيث يجب أن تكون.. هناك في الجبهات التي تستهدفنا وإلى الوجوه والأيادي التي تضخ الحقد والكراهية إلينا.. وإلى الأوكار والمجالس والعروش التي ترسل القتل والدمار إلى مدننا وبيوتنا’.
واعتبرت صحيفة ‘البعث’ الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ان تفجيري دمشق اللذين نفذهما ‘ارهابيون بتشجيع من القوى الخارجية التي تدعمهم بالمال والسلاح’، جاءا ‘لمعاقبة الشعب السوري على موقفه الوطني الصامد ومحاولة إعادة خلط الأوراق للتشويش على مهمة (المبعوث الدولي كوفي) عنان وإفشال التوجه الدولي نحو الحل السياسي للأزمة’.
أما صحيفة ‘الوطن’ المقربة من السلطات فكتبت في صفحتها الاولى ‘صباح أمس (الاول السبت) اكتشف السوريون سبب اغلاق سفارات دول مجلس التعاون الخليجي في دمشق (…) وذلك في إشارة ربما لمرحلة جديدة كانت تحضر لسورية وهي مرحلة التفجيرات والارهاب المرسل من مشايخ الخليج الذين سبق أن هددوا في السابق فنفذوا بالأمس كل ذلك بعد أن فشلت مخططاتهم لإسقاط سوريا’.
يأتي ذلك عشية توجه اعضاء البعثة المفوضة من مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الى دمشق ‘لمناقشة تفاصيل آلية مراقبة ومراحل اخرى عملية لتنفيذ (…) بعض اقتراحاته على ان يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازر’، بحسب ما اعلن المتحدث باسم عنان احمد فوزي في جنيف.
شكوى في فرنسا ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس
باريس ـ ا ف ب: رفعت جمعية لمساعدة الشعب السوري شكوى في باريس ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الموجود في فرنسا منذ بضعة ايام، تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب، بحسب ما افادت الجمعية الاحد لفرانس برس.
وتعتبر الجمعية السورية من اجل الحرية التي تقدم نفسها على انها منظمة غير حكومية للمساعدات الانسانية للشعب السوري، ان مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع يتمتع بنفوذ كبير في سورية من 1972 الى 2004 ‘يتحمل مسؤولية مشتركة عن جرائم حرب منها مجزرة مدينة حماة في 1982’ التي ذهب ضحيتها ما بين 20 الى 40 الف قتيل.
وكتبت الجمعية في شكواها التي رفعت الجمعة امام المحكمة العليا في باريس ‘منذ ان علمنا بوجوده في فرنسا نريد ان نستغل هذه الفرصة لرفع شكوى ومحاكمته في فرنسا بتهمة ارتكاب جرائم حرب واعمال تعذيب واغتصاب واختفاء وانتهاكات اخرى لحقوق الانسان’.
واكدت الجمعية ان لديها ‘لائحة بأسماء 300 شخص (تعرضوا للتعذيب واسر مفقودين واسر ضحايا مجزرة حماة)’ مستعدين للادلاء بشهاداتهم ضد طلاس بينهم حوالى 15 ‘فرنسيا ـ سورية’ ما يسمح للقضاء الفرنسي بالتحرك بحسب رئيس المنظمة الهنيدي عبد الناصر لفرانس برس.
وفي 12 من الجاري ذكرت مصادر في المعارضة السورية في المنفى في فرنسا ان طلاس وصل الى باريس مع ابنه فراس وهو رجل اعمال. ولم تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية هذه المعلومات.
وقال عبد الناصر انه رأى طلاس في 14 من الجاري ‘صدفة على جادة الشانزليزيه’. وذكر ان طلاس البالغ من العمر 80 عاما لم يفر من سورية وانه قدم الى فرنسا لاسباب طبية ويقيم لدى ابنته ناهد العجة المعروفة في الاوساط الباريسية.
غليون: النظام السوري لا يريد اي حل سياسي
الرباط ـ ‘القدس العربي’: قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض أن النظام السوري ‘أثبت خلال عام كامل وأمام جميع المبادرات السياسية التي قامت بها الجامعة العربية ومجموعة أصدقاء سورية أنه لا يريد أي حل سياسي’.
واكد برهان غليون بالرباط في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية سعد الدين العثماني على أنه في ظل هذا الوضع فانه ‘لابد من استخدام القوة لوقف القوة’.
وأضاف إن المجموعة العربية يجب أن تكون فعلا لديها وسائل لوقف العنف الذي يمارسه النظام السوري، داعياً الى اتخاذ إجراءات عملية لوقف آلة القمع والعنف.
ورفضت مصادر دبلوماسية مغربية اعتبار زيارة غليون للرباط ولقاءه رئيس الدبلوماسية المغربية اعترافا رسميا مغربيا بالمجلس ممثلا للشعب السوري.
وقالت المصادر ان مواقف المغرب من تطورات الوضع في سورية ملتزمة بقرارات الجامعة العربية ذات الصلة. وان الرباط تحاور جميع اطراف الازمة السورية.
ودعا برهان غليون ‘الدول العربية ودول العالم وخاصة تجمع أصدقاء سورية إلى عدم الاكتفاء بالبيانات والإعلانات والإدانات’ بحكم أن ‘الأمور وصلت إلى حد استباحة حقيقية للعديد من الأحياء والمدن السورية أمام أنظار العالم’.
وجدد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني التأكيد على انشغال المغرب بالعنف الذي يمارس على الشعب السوري موضحاً ان بلاده تعمل جاهدة مع كل الشركاء على وقف هذا العنف ونجدة الشعب السوري .
وقال ‘إن المغرب سيضاعف جهوده في المرحلة المقبلة لوقف العنف في سورية انطلاقا من مجلس الأمن، الذي يعد المغرب العضو غير الدائم العربي الوحيد فيه، ومن خلال الحوار مع الدول الفاعلة والمؤثرة في الملف السوري.
وقام برهان غليون بزيارة خيمة الائتلاف المغربي لنصرة الشعب السوري المقامة بالرباط وبرمج المنظمون لغليون لقاء مفتوحا ونظمت المبادرة المغربية للدعم والنصرة، بشراكة مع حركة التوحيد والإصلاح جهة الشمال الغربي وحزب العدالة والتنمية وشبيبتها ونقابة الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب ومنظمة التجديد الطلابي وهي منظمات مقربة من حزب العدالة والتنمية ذات المرجعية الاسلامية والحزب ارئيسي بالحكومة المغربية وقفة تضامنية مع الشعب السوري مساء الجمعة بساحة البريد بالرباط شارك فيها أعضاء في البرلمان، وشخصيات سياسية ومدنية، وأعضاء من الجالية السورية المقيمة بالمغرب.
مراقب إخوان سورية: الأسد لم يسقط لأنه مدعوم من إسرائيل والتحذيرات من الإخوان لا قيمة لها
القاهرة ـ من جاكلين زاهر: فسر رياض الشقفة المراقب العام لإخوان سورية عدم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رغم مرور سنة على الاحتجاجات الشعبية السورية بكونه مدعوما من إسرائيل. وأوضح الشقفة في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف من القاهرة ‘نظام الأسد بقي أربعين سنة يتاجر بالمقاومة والممانعة حتى خرج رامي مخلوف ابن خالة بشار في بداية الثورة وهو يقول إن استقرار وأمن إسرائيل مرتبط ببقاء النظام السوري’.
وتابع ‘إسرائيل مطمئنة من الحكم بسورية فلا أحد يزعجها بقضية الجولان ولا غيرها.. ولذا فهي تدافع عنه .. وهذا هو سبب الدعم الغربي للنظام أيضا وإعطائه المهلة بعد الأخرى .. أما الدول العربية والإقليمية فلا يريدون التدخل بمفردهم وينتظرون قرارا دوليا من مجلس الأمن’.
وأردف ‘الغرب كان يمكنه أن يقنع روسيا والصين بسحب الفيتو الخاص بهما على التدخل العسكري بسورية”عبر إعطائهما ثمن ذلك’.
وقلل الشقفة من تحذيرات قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان للعرب من احتمالية وقوع سورية بيد الإخوان بعد زوال نظام الأسد، وقال ‘هذه التحذيرات والتخوفات لا قيمة لها، الإخوان معروفون باعتدالهم ووسطيتهم ، وقد انتهت المرحلة التي كان فيها القادة الديكتاتوريون والمستبدون يستخدمون الإخوان كفزاعة لشعوبهم وللغرب’.
كان الفريق ضاحي خلفان قال في حديث مع صحيفة ‘الشروق’ الجزائرية أنه ‘يجب على العرب أن لا يضعوا سورية في يد الإخوان ويجب على السوريين أن لا يضعوا سورية في يد الإخوان، لأن دخول سورية في يد الإخوان معناه أن العرب فعلا سينقسمون إلى طائفتين مع وضد الإخوان’.
وتابع الشقفة ‘نحن جزء من العالم العربي نحترم ونتعاون مع الجميع فيه.. وأتساءل أين حكم الإخوان واستخدموا الديكتاتورية حتى يتهموا بها؟ وحتى الإخوان الذين وصلوا للسلطة مؤخرا لهم شركاء من أطياف أخرى ولم ينفردوا بالحكم’.
وأردف ‘من الطبيعي أن يكون لنا كإخوان، مثلنا مثل أي حزب أو جماعة سياسية، أنصار ومخالفون وهذا لا يعد انقساما بل أمر طبيعي’.
وسخر الشقفة مما يتردد حول وجود دعم أمريكي لوصول الإخوان للسلطة في بلدان شهدت ثورات الربيع العربي، مشددا ‘الذي أعرفه أنه لم يكن هناك بين الإخوان والولايات المتحدة أي حوار بالماضي، وأنا أتحدث هنا عن إخوان سورية وغيرهم’.
وتابع ‘الولايات المتحدة كانت تقف موقفا سلبيا من الإخوان بسبب مواقف قد تكون فيها مراعاة من قبل واشنطن لإسرائيل’.
ونفى الشقفة وجود أي نية للإخوان للتفرد بالسلطة بسورية إذا ما وصلوا إليها مستقبليا، وقال ‘نحن برنامجنا واضح وصريح : لن ننفرد بالسلطة ولن نقصي أحدا.. برنامجنا بالأساس يمنع أن نخوض انتخابات نحصل فيها على الأكثرية فنحن لا نبحث عنها بل عن تعاون الجميع لنهضة البلاد..أي أننا حتى لو حصلنا عليها سنتعاون مع الجميع’.
وأشار الشقفة إلى أن ما يطرح عن استهداف الإخوان إذا ما وصلوا للحكم لبعض الأقليات كالمسحيين والعلويين والانتقام ممن قاموا بأعمال عدائية ضدهم كتنظيم هو جزء من حملة التخويف التي يقودها النظام السوري ضد الإخوان ، مشددا بالقول :’إذا زال هذا النظام وأراد أحد أن ينتقم من أحد الطوائف فنحن من سيقف مدافعا عنها’.
وتابع ‘نحن لن نحرض على الانتقام من أحد وسنقف للدفاع عن كل مظلوم بسورية أيا كانت ديانته وطائفته ومذهبه .. واجتثاث البعث وغيره ليس في برنامجنا ولا نية عندنا لإقصاء أحد.. من أساء”للشعب السوري وأجرم وقتل فالقضاء العادل وحده هو من سيقرر مصيره’.
وقلل الشقفة من أهمية استقالة قيادات بالمجلس الوطني المعارض وتأثير ذلك على وحدة المعارضة في هذا التوقيت، وقال ‘كنا نتمنى ألا يحدث هذا.. هذه خلافات بسيطة ولا ترقى للتأثير على القضية السورية’.
وتابع ‘بغض النظر عن وجود تجمعات متعددة للمعارضة فالكل متفق على هدف واحد هو إسقاط النظام، وبقي فقط أن يتم الاتفاق على الخطط والأساليب وسنعمل على ذلك’.
ورفض الشقفة اتهام أحد القيادات المستقيلة من المجلس الوطني وهو كمال اللبواني للإخوان باحتكار عمليات التسليح والإغاثة”للشعب السوري واستخدام المال لبناء وتوسيع قاعدتهم الشعبية بسورية، وقال ‘أنا أستبعد أن يقول اللبواني هذا الكلام .. ولكن إن صح نسبه إليه فهو كاذب’.
وتابع ‘هو يعرف أننا لا نستأثر لا بمال ولابسلاح، بالعكس نحن أكثر الناس حاجة لهذين العاملين ، ونتألم كثيرا عندما”نجد أن الداخل يحتاج للمال ولا نجد عندنا ما نعطيه له’.
وأردف ‘أخشى أن هناك من يريد أن يشوه صورة الإخوان بالمجلس الوطني.. كيف يقال إننا نسيطر على الأخير .. نحن لدينا فقط عضو واحد بالمكتب التنفيذي للمجلس من أصل 16 عضوا.. ولدينا إجماليا’60 عضوا فقط من الإخوان ومحبيهم من الإسلاميين بالهيئة العامة للمجلس من أصل 300 عضو فكيف نسيطر عليه؟’.
ونفى الشقفه قيامه وجماعته بعقد أي صفقات للسلاح لصالح الجيش السوري الحر وتمريرها عبر الأراضي التركية وغيرها، وقال ‘أولا تركيا تمنع مرور السلاح عبر أراضيها، ونحن لا نعقد أي صفقات لجلب السلاح للجيش الحر نحن فقط نؤيد تسليحه وكافة الكتائب المقاتلة لمواجهة بطش النظام’.
وتابع ‘والجيش الحر هو الذي يبحث عن مصادر للسلاح وللأسف فهي لا تزال ضعيفة جدا لعدم وجود تعاون أو دعم دولي’.
وأردف ‘كما أننا لم نرسل أسلحة للجيش الحر لا عن طريق العراق ولا غيره ولم نسمع بقصة تسلل سلفيين ومجاهدين من العراق أو غيره لسورية لمساندة الجيش الحر في استهداف مؤسسات الدولة’.
وشدد الشقفه على أن ‘هناك اتفاق مع الجيش الحر على سياسة عسكرية واضحة تقوم على أسس الدفاع عن النفس وحماية المدنيين ومنع مهاجمة مؤسسات الدولة بما فيها معسكرات الجيش السوري النظامي والجيش الحر ليس عنده خطط هجوم وتخويف للناس’.
وتابع ‘قد تحدث بعض المخالفات لهذه السياسة المتفق عليها من قبل الجميع، ولكنها تقع في إطار أننا في حالة دفاع عن النفس الذي تحله وتوجبه كل الشرائع السماوية’.
ورد الشقفة على الرافضين لفكرة تسليح الجيش الحر بحجة التخوف من تزايد أعمال العنف بسورية بالقول ‘الشعب السوري أوعى من أن ينزلق لذلك والنظام هو من يزرع ويروج لهذه الأوهام.. وعلى المتخوفين من تسليحنا أن يأتوا هم لسورية ويحموا المدنيين’.
ووصف الشقفه الانتخابات الرئاسية التي دعا لها بشار في 7 أيار (مايو) المقبل بأنها ‘مسرحية هزلية’. (د ب ا)
جنبلاط خرج من ‘السجن الكبير للأقليّة الأسدية’
سعد الياس:
بيروت – ‘القدس العربي’ لفت رئيس ‘جبهة النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط الى أن ‘الشعار الذي انطلق من درعا منذ اللحظة الأولى للثورة السورية، ثم عمّ كل سورية، كان: ‘واحد واحد واحد الشعب السوري واحد’، مؤكداً أن القضية في سورية ليست قضية أقليات لأن هذه النظرية سقطت’. وأضاف: ‘حاول النظام السوري استخدام نظرية الأقليات، إلا أن الشعب السوري موحّد في مواجهة الإستبداد والطغيان، كل الشعب السوري من جبل العرب الى جبل صالح العلي الى مناطق الرقة ودير الزور وغيرها الى كل مكان الى حمص وحماه الى دمشق’، مشدداً على أن ‘المطلب واحد في سورية وهو الخروج من الإستبداد من أجل الكرامة والحرية والعيش الحر الكريم’.
وفي حديث إلى قناة ‘العربيّة’، أكّد جنبلاط أنه سيدعم ‘كل مواطن سوري حرّ أينما كان بقدر ما أملك من إمكانات من أجل الحرية والكرامة والعيش الحر، لأن القضية ليست قضية أقليات’، متوجهاً بالتحية الى ‘هؤلاء الذين إلتحقوا بركب الثورة السورية، وهذا ليس بغريب عليهم، هم ورثة سلطان باشا الأطرش وهم الذين التحقوا بالوطنيين السوريين، بصالح العلي آنذاك وابراهيم هنانو وغيرهم من المواطنين’.
وإذ جدد جنبلاط إعلان دعمه لكل مواطن سوري في مواجهة الإستبداد، تابع قائلاً: ‘لا أقبل بنظرية الأقليات، حتى في سورية هناك أكثريات لم تلتحق بالثورة لظروف موضوعية، لظروف الخوف، ولظروف يجب أن نقدرها. لكن كل الشعب السوري سيثور، لا خوف على هذا الأمر، وقريباً’، معتقداً بشكل واثق ‘أننا سنشهد إعلان كتيبة او فرقة لفارس الخوري ستلتحق وستثور على هذا النظام الإستبدادي’.
ورداً على سؤال، أوضح جنبلاط أن وضعه لعلم الثورة السورية على ضريح الشهيد كمال جنبلاط الذي اغتاله النظام السوري وتلك الأقلية المتحكمة بمصير سورية، أمر أراح الضمير’. وتابع: ‘لقد خرجت من السجن الكبير الذي سجننا فيه النظام السوري أو الأقلية الأسدية عبر عقود’. وختم ‘ لقد انتهى هذا النظام، وأوجّه رسالة الى أصدقاء هذا النظام الى روسيا التي تدعم هذا النظام بالعتاد والسلاح والفيتو في الأمم المتحدة، فقد آن لها أن تلتحق وتعتبر أن الشعب السوري هو الذي يريد الحرية والكرامة وأن تقف عن مدّ هذا النظام بأدوات القمع والقتل والإستبداد، معتبراً أنه آن الأوان أن تخرج روسيا من عزلتها وتلتحق بإرادة الشعب السوري والعربي’.
سوريا: وصول بعثة أنان واشتباكات في دمشق
وصل الخبراء الدوليون الخمسة الموفدون من قبل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان إلى دمشق اليوم، بالتزامن مع وقوع اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومسلحين، مساء أمس، في حي المزة في دمشق، أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين، في وقت مدد فيه الرئيس السوري، بشار الأسد، فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب، المقرر اجراؤها في السابع من أيار/مايو المقبل.
ووصل الخبراء الدوليون الخمسة الموفدون من قبل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان إلى دمشق، اليوم، «في محاولة لوقف أعمال العنف في هذا البلد»، كما أعلن الناطق باسمه أحمد فوزي. وأوضح فوزي، أن «البعثة وصلت بالفعل، وأن زيارة انان المقبلة الى سوريا ستكون الى حد كبير رهناً بالتقدم الذي يحرز» خلال المحادثات بين خبراء الامم المتحدة والسوريين.
وتزامن وصول البعثة مع اشتباكات بين القوات السورية النظامية ومنشقين عنها، فجر اليوم، في منطقة المزة، هي الاعنف من نوعها في دمشق منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا، مما أدى إلى اصابة عدد من عناصر القوات النظامية، حسبما افاد ناشطون ومراقبون.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة دمشق مرتضى رشيد، في اتصال عبر سكايب، إن «اصوات انفجارات وتبادل لاطلاق النار سمعت فجر اليوم في منطقة المزة في ما يبدو انه عملية للجيش السوري الحر على القوى الأمنية»، مشيراً الى «وقوع اصابات في صفوف الأخيرة».
وفي المزة أيضاً، قتل ثلاثة مسلحين واعتقل رابع، فيما قتل عنصر من قوات الأمن السورية واصيب ثلاثة آخرون، مساء أمس خلال اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن السورية ومسلحين، بحسب ما ذكرت القناة الإخبارية السورية.
واضاف التلفزيون ان هذه الاشتباكات اوقعت «اضرارا مادية داخل المنزل الذي اتخذه المسلحون مكاناً لهم، حيث استخدموا القنابل وقذائف الآر بي جي اضافة الى الاسلحة الرشاشة ضد قوات حفظ النظام».
من جهة أخرى، أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة مع التلفزيون السوري، تمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب، المقرر اجراؤها في السابع من أيار/مايو المقبل، لمدة أسبوع ابتداءً من 22 آذار/مارس، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار «إتاحة الفرصة للأحزاب،المزمع تشكيلها بحسب قانون الاحزاب الجديد، استعداداً لهذه الانتخابات».
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، فيكتوريا نولاند، في تصريح صحافي، ان «انتخابات نيابية وسط اعمال العنف التي نراها في انحاء البلاد، امر مثير للسخرية».
(أ ف ب، يو بي آي، سانا)
عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات عشيّة وصول بعثة الأمم المتّحدة
الإرهاب يضرب دمشق وحلب من جديد
سقط عشرات القتلى والجرحى يومي السبت والأحد في انفجارات وقعت قرب مراكز أمنية في دمشق وحلب، فيما شهدت أنحاء عدة من سوريا عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقّين، عشيّة توجّه البعثة الأممية المفوضة من المبعوث الدولي، كوفي أنان، لإجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف
قتل شخصان وجرح نحو 30 آخرين، أمس، في تفجير سيارة مفخخة، كانت مركونة أمام دير الأرض المقدسة ـــــ الرام في مدينة حلب، بالقرب من فرع الأمن السياسي، في وقت كانت فيه دمشق تشيّع جثامين 27 شخصاً قتلوا في تفجيرين انتحاريين استهدفا مقرين أمنيين يوم السبت. وقال شهود عيان إن سيارة مفخخة انفجرت أثناء محاولة شرطة المرور سحبها من أحد الشوارع المسدودة أمام دير الأرض المقدسة ـــــ الرام في حي السليمانية، إثر تبليغ من الأهالي عن وجود سيارة غريبة ركنها شخص في الشارع.
وقد قتل على الفور أحد عناصر دورية شرطة المرور التي حاولت قطر السيارة، فيما أصيب الآخرون بجروح بليغة، إضافة إلى عدد من الأهالي، حيث لحقت أضرار جسيمة بالأبنية السكنية، والمحال التجارية القريبة. وضربت السلطات الأمنية طوقاً حول المكان وسمعت أصوات عيارات نارية، فيما سمع صوت انفجارين في منطقتي الصاخور وبستان الباشا، بعد فترة قصيرة، وأشارت المعلومات الأولية إلى أن أحدهما ناتج من قنبلة صوتية، وآخر ناتج من عبوة ناسفة استهدفت محلاً لبيع الهواتف. كذلك شهد حي الجميلية هجوماً بالأسلحة الرشاشة على نقطة حراسة من قبل مسلحين، بالتزامن مع التفجير، حيث ألقي القبض على اثنين من المهاجمين، وفق مصدر أمني مطلع. وكانت حلب قد شهدت تفجيرين انتحاريين في شباط الماضي أوديا بحياة 27 شخصاً وجرح 245 آخرين، وقد تبنت جماعة مسلحة موالية للمجلس الوطني السوري، الذي يتزعمه برهان غليون، مسؤوليتها عنهما.
وتشهد حلب منذ ثلاثة أشهر اتساعاً في عمليات التفجير والاغتيال واستهداف العسكريين وعناصر حفظ النظام، التي خلفت مئات القتلى والجرحى، مع ظهور علني لجماعات سلفية متشددة في التظاهرات، فيما تمكنت السلطات من اعتقال عدد من الخلايا المتورطة في أعمال تفجير واغتيال بعض الشخصيات، وبينهم قتلة رجل الأعمال المؤيد للنظام محمود رمضان، شقيق عضو المجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان.
يشار إلى أن العاصمة دمشق شيعت ظهر أمس الأحد من جامع العثمان جثامين 27 شخصاً سقطوا يوم السبت في هجومين انتحاريين، بالتزامن مع مسيرة وقداس رحمة في حي القصاع بدمشق، وتحدث عدد من المشاركين الى التلفزيون السوري، متهمين قطر والسعودية بالمسؤولية عن «الدم الذي يسيل في سوريا». وقال أحد المشيعين للتلفزيون «نحن نرفض الحرية التي يأتينا بها (أمير قطر) حمد (بن خليفة آل ثاني) ودول الخليج والسعودية». وشنت الصحافة السورية الصادرة في دمشق أمس الأحد هجوماً حاداً على السعودية وقطر على خلفية انفجاري السبت.
وأدى انفجاران شديدان استهدفا مركزين للأمن في العاصمة السورية صباح السبت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأسفر الانفجاران عن مقتل 27 شخصاً وإصابة 140 آخرين بجروح، بينهم مدنيون ورجال أمن، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن وزارة الداخلية. واستهدف أحد التفجيرين «إدارة الأمن الجنائي في دوار الجمارك»، بينما «استهدف الانفجار الثاني في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع إدارة المخابرات الجوية».
وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق صوراً لأشلاء وسيارات محترقة ودمار في الأبنية ولدخان ينبعث من محيط موقعي الانفجارين. وبث مشاهد من مستشفى الهلال الأحمر يظهر فيه جرحى مدنيون أصيبوا بالانفجار. وقال أحد الأطباء للتلفزيون «تلقينا نحو أربعين إصابة بين جروح وكسور ورضوض».
الى ذلك، قالت وكالة سانا الأحد إن «إرهابيين» اثنين لقيا مصرعهما السبت «بانفجار سيارتهما المفخخة التي كانا يستقلانها في شارع الثلاثين، بمخيم اليرموك». وأضافت الوكالة إن الانفجار «أسفر عن تحطم بعض زجاج الأبنية المجاورة وإلحاق الضرر بالسيارات المتوقفة في المكان». كما أعلنت سانا أن الجهات المختصة عثرت أمس على أسلحة وذخائر ومتفجرات بكميات كبيرة ومتنوعة في ريف إدلب، فيما استهدفت مجموعة إرهابية بعمل تخريبي جسر معبر سكة القطار على طريق دمشق ـــــ درعا.
ووقع انفجار في دمشق في السادس من كانون الثاني الماضي أدى الى سقوط 26 قتيلاً على الأقل و46 جريحاً، معظمهم من المدنيين. كما استهدف هجومان بسيارتين مفخختين مقرين أمنيين في دمشق في 23 كانون الأول الماضي وأديا الى سقوط أكثر من ثلاثين قتيلاً.
وتأتي التفجيرات في حلب ودمشق عشية توجه أعضاء البعثة المفوضة من مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان الى دمشق «لمناقشة تفاصيل آلية مراقبة ومراحل أخرى عملية لتنفيذ (…) بعض اقتراحاته، على أن يشمل ذلك وقفاً فورياً للعنف والمجازر»، بحسب ما أعلن المتحدث باسم أنان أحمد فوزي في جنيف.
ودان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في بيان، الانفجارين، وقال «إن فرنسا تدين كل الأعمال الإرهابية التي لا يمكن تبريرها في أي ظرف». من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالانفجارين. وقال في بيان مقتضب إنه «يوجه مواساته وتعازيه للعائلات المفجوعة للضحايا وللشعب السوري»، داعياً الى «الوقف الفوري للعنف». وفي طهران، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن إيران تدين التفجيرين. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في بيان، إن «المسؤولية عن أعمال كهذه تقع على الذين يسعون الى تسليح مجموعات مسلحة وتحريضها». واتهم عضو المجلس الوطني السوري سمير نشار النظام السوري بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في دمشق وحلب، معتبراً أنها ترمي الى «ترويع» الحركة الاحتجاجية.
في هذه الأثناء، وفيما تشهد مناطق حمص وإدلب «هدوءاً نسبياً» في العمليات العسكرية للقوات النظامية، بحسب ناشطين في المحافظتين، تواصلت التظاهرات المعارضة في عدد من المناطق السورية، بحسب ما أظهرت مقاطع بثها ناشطون على الإنترنت. أبرزها في الرقة والحسكة ودرعا وإدلب وريف حماه. وفي دمشق، «اعتدى عناصر من الأمن على القيادي المعارض محمد سيد رصاص واعتقلوه مع مجموعة» من الناشطين في هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، أثناء تظاهرة «ضمت المئات وطالبت بإسقاط النظام». وتعدّ هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي أبرز تكتل لسياسيين معارضين داخل سوريا.
(شارك في التغطية: وسام عبد الله من دمشق وزياد الرفاعي من حلب، سانا، رويترز، أ ف ب، ويو بي آي)
الأسد يمدد بمرسوم فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب
أ. ف. ب.
دمشق: مدد الرئيس السوري بشار الأسد بموجب مرسوم الاثنين مهلة الترشح إلى انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها في السابع من أيار/مايو، لغاية الأربعاء 28 آذار/مارس الجاري.
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “اصدر السيد الرئيس بشار الاسد اليوم المرسوم رقم 120 للعام 2012 القاضي بتمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 لمدة أسبوع بدأ من 22 اذار/مارس”.
وكانت الوكالة اشارت في وقت سابق الى ان “تقديم طلبات الترشيح لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الاول لعام 2012 يستمر حتى نهاية الدوام الرسمي من يوم الاربعاء 21 اذار/مارس، وذلك بمقتضى الاحكام التي تضمنها قانون الانتخابات العامة الصادر بموجب المرسوم التشريعي رقم /101/ لعام 2011”. وبدأ تقديم طلبات الترشيح لانتخاب أعضاء مجلس الشعب منذ يوم الخميس 15 اذار/مارس، بحسب الوكالة.
وكان الأسد أصدر في 13 اذار/مارس مرسومًا يقضي بتحديد السابع من ايار/مايو موعدًا للانتخابات التشريعية، التي سيتم عبرها انتخاب اعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الاول لعام 2012.
وحددت مهام المجلس بموجب الدستور الجديد للبلاد، الذي تم الاستفتاء عليه في 26 شباط/فبراير، واصبح نافذًا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارًا من 27 شباط/فبراير.
وكانت الحكومة السورية اقرّت في 26 تموز/يوليو 2011 مشروع قانون الانتخابات العامة، الذي يهدف الى تنظيم انتخاب اعضاء مجلس الشعب واعضاء المجالس المحلية وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها.
واعتبرت الولايات المتحدة عبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في تصريح صحافي ان “انتخابات نيابية… وسط اعمال العنف التي نراها في انحاء البلاد، امر مثير للسخرية”.
وكان الرئيس السوري اوضح في مقابلة مع التلفزيون السوري ان الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة للدورة التشريعية في ايلول/سبتمبر الماضي تأجلت الى أن يتاح “للاحزاب (المزمع تشكيلها بحسب قانون الاحزاب الجديد) ان تكون مستعدة لهذه الانتخابات”.
واصدر الرئيس السوري في مطلع اب/اغسطس 2011 مرسومًا تشريعيًا خاصًا حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسومًا تشريعيًا آخر حول قانون الانتخابات العامة.
تأتي هذه المراسيم في إطار برنامج للإصلاح السياسي أعلنت السلطات السورية عنه لتهدئة موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف آذار/مارس 2012، وأسفر قمعها عن مقتل أكثر من تسعة الاف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
مسلحون يختطفون رئيس النيابة العامة في معرّة النعمان السورية
أ. ف. ب.
دمشق: افادت قناة الاخبارية السورية الاثنين ان “مجموعة ارهابية مسلحة” قامت باختطاف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان التابعة لريف ادلب (شمال غرب).
وافادت القناة في خبر عاجل على شريطها الاخباري ان “مجموعة ارهابية مسلحة تختطف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان القاضي صبحي الاسود”.
ياتي ذلك غداة سقوط قتلى وجرحى في انفجار وقع قرب مركز امني في حلب (شمال)، فيما وقعت عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين ادت الى مقتل 26 شخصا في انحاء عدة من سوريا، التي وصل اليها اليوم الخبراء الدوليون الخمسة موفدين من مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي انان لاجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف.
عبر حوالى مئتي سوري الحدود التركية في الساعات الـ24 الاخيرة هربًا من اعمال العنف في بلادهم، ما يرفع إلى 16100 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان الى صفوف المنشقين عن الجيش السوري.
وصرح مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس طالبًا عدم كشف اسمه ان “الضابطين وصلا الجمعة، ووصل نحو 200 شخص، معظمهم من النساء والاطفال منذ امس”. وبذلك يرتفع الى تسعة عدد الضباط الذين فرّوا الى تركيا مع عشرات العسكريين الآخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في اذار/مارس 2011 بحسب المصدر نفسه. ولم يكشف المصدر هوية الضابطين الجديدين اللذين انشقا عن الجيش السوري.
وتواجه تركيا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا تدفقا للاجئين في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة، والتي تضم ستة مخيمات نصبها الهلال الاحمر التركي. ويقيم ايضًا في هذه المخيمات افراد في الجيش السوري الحر.
وتقول السلطات التركية ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري أخيرًا على ادلب، معقل المتمردين على النظام، يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الايام الاخيرة. وتجري حاليًا إقامة مخيمين آخرين يتسع أحدهما لـ الف شخص، والآخر لـ20 الفًا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق).
وقال الهلال الاحمر التركي انه يستعد لسيناريوهات عدة، منها وصول كثيف لـ500 الف لاجئ سوري الى تركيا. وزارت الناشطة المعارضة اليمنية حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2011 توكل كرمان الأحد مخيمًا للاجئين قرب الحدود السورية بعد سلسلة محادثات في انقرة مع مسؤولين اتراك.
والتقت كرمان في المخيم عائلات فرت من اعمال العنف وقمع نظام بشار الاسد. وشاركت توكل كرمان في الثورة الشعبية ضد الرئيس علي عبدالله صالح في اليمن في العام الماضي.
مقتل 3 مسلحين وعنصر من قوات حفظ النظام في دمشق
وفي وقت سابق ذكر التلفزيون السوري الرسمي الاثنين ان اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام و”عصابة إرهابية مسلحة” مساء امس (الأحد) في حي المزة في دمشق، أسفرت عن مقتل ثلاثة من “الإرهابيين” وعنصر من قوات حفظ النظام.
وذكرت الإخبارية السورية في شريط عاجل أن “اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام وعصابة إرهابية مسلحة اتخذت أحد المنازل ضمن منطقة سكنية وكرًا لها (أسفرت) عن مقتل ثلاثة إرهابيين واعتقال الرابع، واستشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وإصابة ثلاثة اخرين”.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة دمشق مرتضى رشيد في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “اصوات انفجارات وتبادل لاطلاق النار سمعت فجر اليوم في منطقة المزة في ما يبدو انه عملية للجيش السوري الحر على القوات النظامية” مشيرا الى “وقوع اصابات في صفوف القوات النظامية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 18 جريحا على الاقل من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين “هي الاعنف من نوعها والاقرب الى المراكز الامنية في العاصمة السورية منذ انطلاقة الثورة السورية”.
ونقل رشيد ان “سيارات اسعاف توجهت الى المكان دون اصدار صوت اسعاف”.
واشار رشيد الى سماع دوي اطلاق نار ايضا في منطقة القابون من ناحية منطقتي حرستا وعربين.
وقال ناشط في منطقة القابون في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “استيقظنا قرابة الساعة 3,00 (1,00 تغ) على صوت قذائف وانفجارات نعتقد انها قذائف ار بي جي، واستمر اطلاق النار عشر دقائق تقريبا، ثم هدأ اطلاق النار، وعاد وتكرر مرة اخرى بعد نحو عشر دقائق”.
وقال مرتضى رشيد ردا على سؤال ان “هذه العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر في دمشق تساهم في حجز قوات كبيرة للنظام في دمشق لتخفيف الضغط عن المدن والمناطق المحاصرة”، مشيرا الى “استقدام النظام لوحداته التي تشن عمليات في ريف دمشق الى العاصمة بعد الاشتباكات”.
وتكتسب الاشتباكات في حي المزة اهمية اذ يقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، اضافة الى وجود مراكز امنية عدة فيه.
السيدة الأولى في سوريا تثني على خطابات زوجها وتؤيد مواقفه
أسماء الأسد: “أنا الدكتاتور الحقيقي في العائلة”
عبدالاله مجيد من لندن
أفادت إحدى الرسائل الالكترونية المتداول موضوعها منذ أيام، أن أسماء الأسد زوجة، الرئيس السوري المولودة في بريطانيا، قالت لأحد الأصدقاء إنها “الديكتاتور الحقيقي” في العائلة. وأوضحت رسائل أخرى مدى التوافق بين السيدة الأولى وزوجها الرئيس وتأييدها لجميع مواقفه.
لندن: قالت اسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المولودة في بريطانيا، لأحد الأصدقاء إنها “الديكتاتور الحقيقي” في العائلة، كما أفادت رسائل الكترونية مسربة في اشارة الى الموقع الذي تتبوأه داخل الحلقة الضيقة لأركان النظام.
ورغم الطموحات التي ابدتها اسماء الأسد (36 عاماً) لتحقيق الانفتاح السياسي في سوريا قبل الانتفاضة، فإنها لا تبدي تحفظات إزاء حملة البطش الذي يواصلها النظام ضد المحتجين. فمراسلاتها مع بشار الأسد ومعاونيه ومع الأصدقاء وافراد العائلة تكشف عن تأييدها للحملة ووقوفها بقوة الى جانب زوجها.
وفي رسالة الى أحد اصدقاء العائلة بتاريخ 10 كانون الثاني (يناير) أثنت اسماء الأسد على خطاب ألقاه الرئيس والإحساس بالقوة “وأن لا لعب بعد الآن” الذي اشاعه بذلك الخطاب، على ما ترى زوجة الرئيس.
وفي رسالة الكترونية أخرى تشكو اسماء الأسد من شبكة ال أي بي سي، التي قامت بتحرير مقابلة مع الرئيس على نحو لا يرضيها.
وفي 17 كانون الثاني (يناير) عممت سيدة سوريا الأولى رسالة على بريدها الالكتروني تتضمن نكتة تنال من اهل حمص، قبيل هجوم قوات النظام على المدينة الذي أسفر عن مقتل مئات من سكانها.
والحمصيون هم تقليدياً موضع تندر السوريين الآخرين. وتلقت أسماء الأسد من زوجها رسالة الكترونية موضوعها “طالب ينال 10 من مئة في الامتحان”. وتضمنت الرسالة نكاتاً من النوع الذي يجري تداوله على الانترنت، في صيغة اسئلة وأجوبة مضحكة عنها. وكان السؤال الأول في هذه النكات “في أي معركة قُتل نابليون؟ في معركته الأخيرة”، على افتراض أن هذه كانت اجابة الطالب الحمصي.
وفي اليوم التالي حولت اسماء الأسد الرسالة الى والدها واثنين آخرين من افراد العائلة بعد تغيير موضوع الرسالة الى “طالب حمصي نبيه حقا”.
واطلقت اسماء على نفسها لقب “دكتاتور” العائلة من باب المزاح في جانب من حديثها خلال حوار مع صديق عن الاهتمام الذي يوليه الزوجان لأحدهما الآخر. وكتبت في 14 كانون الأول (ديسمبر): “فيما يتعلق بمن يسمع مَنْ فأنا الدكتاتور الحقيقي ، ولا خيار لديه….” ويشير استخدامها صفة الدكتاتور في الحديث عن زوجها الى انها تدرك كيف ينظر اليه الآخرون.
ولاحظ مراقبون ان مثل هذا الكلام لا يساعد الأسد الذي حرص على ان يبدو قائدا ينفذ اصلاحات منذ اندلاع الاحتجاجات ضده.
وتبدو اسماء الأسد منجسمة مع عالم الطبقة الوسطى الانكليزية الذي نشأت فيه مع والدها طبيب القلب في منطقة آكتون غربي لندن.
وتتحدث اسماء وهي أم لثلاثة اطفال درست في احدى جامعات لندن، بعاطفة تفيض محبة مع عائلتها وتتسلم عروضا تسويقية من مخازن جون لويس وتفكر مع الأصدقاء في مشاريع لقضاء اجازات في الخارج.
ولكن العقوبات الدولية أجبرتها على التسوق عن طريق الانترنت باسم مستعار، والاستعانة بأصدقاء لتسلم مجوهرات اوصت عليها من باريس. ولكي تتسلم قطعا من الأثاث اوصت عليها تعين عليها ان تبحث عن شركة شحن ودية في دبي.
ولا تشي رسائل اسماء الأسد بأي أثر للتوتر إلا على نحو عابر. ففي 3 شباط (فبراير) كتبت الى احد الأصدقاء “التقي ايضا بالعديد من عائلات الضحايا، وهي مهمة صعبة لكنها تمنحني القوة ايضا (أو تجعلني أقوى)”.
وأُغلقت حسابات أسماء وزوجها الأسد على الانترنت بعد أيام على كشفها.
وكانت اسماء الأسد تعمل في احد البنوك الاستثمارية في لندن قبل ان تتزوج من بشار في سن الخامسة والعشرين. وسعت الى الحفاظ على علاقات النظام الذي يزداد عزلة مع العالم الخارجي، فعملت على اقامة ما أسمته “تحالفا استراتيجيا” بين شركة أم تي أن الأفريقية العملاقة للاتصالات، والأمانة السورية للتنمية برعايتها. وكان منتقدون ينظرون الى هذه الهيئة على انها غطاء دعائي للنظام في مجال الاصلاح الاجتماعي حتى قبل اندلاع الانتفاضة.
وسُربت نحو 3000 رسالة الكترونية من الحسابات الخاصة لكل من الرئيس بشار الأسد وزوجته، ونقلها ناشطون في المعارضة السورية الى صحيفة الديلي تلغراف ومنافذ اعلامية أخرى.
ورغم استخدام الرئيس السوري وزوجته لأسماء مستعارة فان هويتهما مكشوفتان بلا لبس في ضوء اسماء المتلقين ومواضيع البحث.
وتبدو محبة الرئيس السوري لزوجته واضحة من خلال الرسائل رغم ان بريده الالكتروني يكشف ان اثنين من اقرب مستشاريه ومعاونيه هما شابتان سوريتان تقيمان في الولايات المتحدة. وأرسلت شابة في العشرينات صورة اليه تظهر فيها متكئة على جدار على نحو مثير بملابسها الداخلية.
ويفضح الرئيس السوري حقيقة موقفه في رسالة يصف فيها الاصلاحات التي وعد بها لتهدئة المحتجين بأنها “زبالات”. ولكن زوجته على الأقل تبدو مدركة بأن حكم الأسرة الذي استمر اربعة عقود يمكن ان ينتهي قريبا. إذ كتبت لزوجها في 28 كانون الأول (ديسمبر) “إذا كنا اقوياء معا فاننا سنتغلب على هذا معا…. أُحبك….”
بعثة آنان تصل إلى سوريا سعيًا إلى وقف فوري للعنف والمجازر
وكالات
ضمن المحاولات الدولية المستمرة لإيجاد حل للأزمة في دمشق
وصل الخبراء الدوليون الخمسة، الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا، في محاولة لوضع حد لأعمال العنف الدامية. وهم يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة ومن المتوقع أن يلتقوا بمسؤولين سياسيين كبارًا في وزارة الخارجية السورية.
وكالات: قال احمد فوزي لوكالة فرانس برس ان “الوفد وصل بالفعل”، موضحًا انه يتكون من “خمسة اشخاص يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة”. لكنه رفض تقديم المزيد من التفاصيل حول برنامج زيارتهم، مكتفيًا بالقول انهم سيلتقون مسؤولين سياسيين كبارًا في وزارة الخارجية السورية.
واكد فوزي ان الخبراء الذين اعلنت الامم المتحدة ارسالهم الجمعة مكلفون “التوصل الى اتفاق حول اجراءات ملموسة لتنفيذ اقتراحات انان” الامر الذي يقتضي “آلية مراقبة”. وقد صرح المتحدث الجمعة ان “انان قرر ارسال وفد الى دمشق لبحث تفاصيل آلية مراقبة واجراءات ملموسة يجب اتخاذها (…) لتنفيذ بعض اقتراحاته بما في ذلك الوقف الفوري للعنف والمجازر”.
واوضح الاثنين ان “زيارة انان المقبلة الى سوريا ستكون الى حد كبير رهنًا بالتقدم الذي سيحرز” خلال المحادثات بين خبراء الامم المتحدة والسوريين. واكد ان انان في الوقت الراهن لا ينوي زيارة بلدان اخرى.
وتجري هذه الزيارة في حين يزور رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كالنبرغر موسكو حيث سيجري مباحثات حول الوضع الانساني في سوريا.
ومنذ بداية الانتفاضة في سوريا في 15 اذار/مارس قتل اكثر من تسعة الاف شخص معظمهم من المدنيين في اعمال عنف حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان المتحدث باسم الموفد الدولي إلى سوريا كوفي آنان قال في وقت سابق إنّ أعضاء البعثة المفوضة للتشاور والتواصل مع القيادة السورية بشأن وقف المجازر، سيتوجهون اليوم إلى دمشق، موضحاً أنّ الأعضاء سيغادرون في الوقت عينه من جنيف ونيويورك إلى العاصمة السورية، وعلى رأسهم كوفي آنان.
وكان آنان أعلن أمس من جنيف أنّ البعثة ستغادر “نهاية هذا الاسبوع لمواصلة المشاورات والإقتراحات التي طرحناها”، مضيفاً: “آمل في أن يتم تسهيل مهمتها”.
وقال آنان يوم الجمعة إن البعثة ستواصل المشاورات والاقتراحات التي سبق أن طرحها مع القيادة السورية، معرباً عن أمله في أن يتم تسهيل مهمتها.
يذكر أن الخارجية السورية رحبت يوم الخميس الماضي بزيارة الفريق الفني الذي شكله المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمهمته في سوريا.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن هذا الترحيب يأتي في إطار الجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح المهمة التي يقوم بها آنان. وفجر اليوم الاثنين سمعت أصوات انفجارات واطلاق نار في منطقة المزة ومناطق أخرى من دمشق، حسب ما أفاد ناشطون في العاصمة السورية لوكالة فرانس برس.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة دمشق مرتضى رشيد في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن “اصوات انفجارات وتبادلاً لاطلاق النار سُمعا فجر اليوم في منطقة المزة في ما يبدو أنه عملية للجيش السوري الحر على القوات النظامية”، مشيراً الى “وقوع اصابات في صفوف القوات النظامية”. ونقل رشيد أن “سيارات إسعاف توجهت الى المكان من دون اصدار صوت اسعاف”.
واشار رشيد الى سماع دوي اطلاق نار ايضاً في منطقة القابون في دمشق، وفي عربين في ريف دمشق.
وقال ناشط في منطقة القابون في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس: “استيقظنا قرابة الساعة 3,00 (1,00 ت.غ.) على صوت قذائف وانفجارات نعتقد أنها قذائف ار بي جي، واستمر اطلاق النار عشر دقائق تقريباً، ثم هدأ اطلاق النار، وعاد وتكرر مرة أخرى بعد نحو عشر دقائق”.
وكان قد سقط عدد من القتلى والجرحى الاحد في انفجار وقع قرب مركز أمني في حلب، فيما شهدت انحاء عدة من سوريا عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين أدت الى مقتل 26 شخصاً، عشية توجه البعثة الاممية المفوضة من المبعوث الدولي كوفي آنان لاجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان له إن ثلاثة مواطنين قتلوا واصيب اكثر من 25 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في حي السليمانية في حلب قرب فرع الامن السياسي.
وتحدثت قناة الاخبارية السورية عن “انفجار سيارة مفخخة خلف بريد السليمانية بين بناءين سكنيين”، واعلن التلفزيون السوري مقتل شخصين واصابة نحو ثلاثين بجروح.
كما اصدر المجلس الوطني السوري المعارض بياناً اتهم فيه “عصابات (الرئيس السوري بشار) الاسد بالوقوف وراء التفجيرات (…) كمحاولة يائسة لتضليل الرأي العام ولترويع ابناء دمشق وحلب خصوصاً بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في المدينتين”.
وفي جدة، اعلن مسؤول كبير في منظمة المؤتمر الاسلامي الاحد أن بعثة تقييم المساعدات الانسانية في سوريا التي شكلتها المنظمة والامم المتحدة موجودة منذ الجمعة في هذا البلد.
وصرح مساعد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي للشؤون الانسانية عطاء المنان بخيت لفرانس برس أن “البعثة المشتركة لمنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة دخلت الجمعة الى سوريا لتقييم المساعدات الانسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية”. وأضاف أن البعثة الممثلة بـ”ثلاثة خبراء” في الشؤون الانسانية من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي “تغطي 15 مدينة سورية”. وتابع أنه في ختام هذه المهمة التي لم تحدد مدتها، سيرفع تقرير الى منظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة حول الحاجات الانسانية للمدنيين السوريين.
والخميس، أعلنت المسؤولة عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس أن الامم المتحدة ستشارك للمرة الاولى في نهاية الاسبوع الحالي في مهمة تقويم للأوضاع الانسانية في سوريا تنظمها دمشق.
وسيشارك في المهمة التي “تنظمها الحكومة” السورية خبراء في الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وستشمل مناطق حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق، “اعتباراً من نهاية الاسبوع الحالي” بحسب ما ذكرت الامم المتحدة في بيان لها.
وهي المرة الاولى التي تسمح فيها دمشق للامم المتحدة بالقيام بعملية التقييم هذه التي ستشمل المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل عام.
وقتل اكثر من تسعة آلاف شخص معظمهم من المدنيين في سوريا منذ اندلاع حركة الاحتجاج قبل عام التي يقمعها نظام بشار الاسد بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهة ثانية، رفعت جمعية لمساعدة الشعب السوري شكوى في باريس ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الموجود في فرنسا منذ بضعة أيام، تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب، بحسب ما أفادت الجمعية الاحد لفرانس برس.
الانفجارات تهز حلب.. وشبيحة الأسد يقمعون متظاهرين في دمشق
«الجيش الحر» ينفي علاقته بتفجير حي السلمانية ويرفض دعوة روسية للحوار مع الأسد * الصليب الأحمر يبحث في موسكو توصيل المساعدات للسوريين
بيروت: بولا أسطيح لندن – باريس: «الشرق الأوسط»
بعد انفجارين شهدتهما العاصمة السورية دمشق اول من امس، عاد شبح الانفجارات ليخيم على مدينة حلب ثاني اكبر المدن السورية، والعاصمة التجارية للبلاد.
واستهدفت سيارة ملغومة حيا سكنيا في منطقة قريبة من فرع الأمن السياسي في حي السلمانية, بحلب، في ثاني هجوم من نوعه خلال اليومين الماضيين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 25 آخرون في الانفجار، في وقت سمع فيه دوي انفجارات في أكثر من حي في المدينة. ووقع انفجاران اخران بمنطقتي الصاخور وبستان الباشا، أوقعا قتيلين، على الأقل، وعشرات الجرحى جراء تضرر الأبنية السكنية المجاورة للانفجارين، كما سمع دوي انفجار قوي استهدف فرع الأمن الجنائي في حي الأشرفية أعقبته اشتباكات بين قوات الجيش النظامي ومنشقين.
وبينما اتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «مجموعة إرهابية مسلحة بتفجير السيارة» في حلب، نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أي علاقة له بالتفجيرات التي استهدفت دمشق وحلب في اليومين الماضيين.
وفي السياق نفسه قال ناشطون إن مظاهرات طلابية عدة خرجت بجامعة حلب في كليات الآداب والهندسة، وهاجمتها قوات الأمن والشبيحة، وقامت بإطلاق النار ومحاصرتهم داخل الحرم الجامعي، بينما قامت قوات الأمن وشبيحة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بقمع مظاهرة في دمشق أمس بالقوة.
يأتي ذلك بينما جزم نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، بأن الجيش الحر لن يحاور النظام السوري أيا من كان الوسيط، في اشارة الى اقتراح روسي، مشددا على وجوب إسقاط هذا النظام بالقوة؛ لأن أي حوار معه يعني إعطاءه مهلا جديدة لقتل الشعب السوري.
من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن رئيسها، جاكوب كيلنبرغر، سيتوجه اليوم إلى موسكو، حيث سيجري محادثات تتعلق بالوضع الإنساني وتوصيل المساعدات للمتضررين في سوريا.
من جهة اخرى رفعت جمعية لمساعدة الشعب السوري شكوى في باريس ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس، الموجود في فرنسا منذ بضعة أيام، تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب، بحسب ما أفادت به الجمعية أمس.
قتلى وجرحى في انفجار سيارة ملغومة في حلب
«السوري الحر» ينفي علاقته بالحادثة ويتهم مجموعات تابعة للنظام بتنفيذها
بيروت: بولا أسطيح
في ثاني هجوم من نوعه في اليومين الماضيين، استهدفت سيارة ملغومة مدينة حلب، وهي ثاني كبريات المدن السورية، أمس الأحد، بعدما كان تفجيران قد استهدفا العاصمة السورية دمشق أول من أمس السبت وأسفرا عن سقوط 27 قتيلا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 3 أشخاص قُتلوا وأصيب 25 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حيا سكنيا في منطقة قريبة من فرع الأمن السياسي في حي السليمانية.
ويعتبر هذا الانفجار هو الثاني من نوعه بعد الانفجارين اللذين وقعا في وقت سابق بمدينة حلب؛ حيث تم، في وقت سابق، استهداف فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب، وقد أوقعا عشرات القتلى والجرحى.
بدوره، قال التلفزيون السوري الرسمي: «إن تفجيرا إرهابيا وقع خلف مؤسسة البريد في السليمانية بحلب بين بناءين سكنيين»، واتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «مجموعة إرهابية مسلحة بتفجير سيارة مفخخة أثناء محاولة الجهات المختصة سحبها من منطقة سكنية في حي السليمانية بحلب قرب كنيسة اللاتين ومدرستين ابتدائية وإعدادية». وقالت «سانا»: «إن تفجير السيارة أدى إلى استشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وامرأة وإصابة 30 من المدنيين وقوات حفظ النظام، اثنان منهم في حالة حرجة»، لافتة إلى أن «الانفجار أدى إلى انهيار واجهات أحد المباني السكنية وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الأبنية المجاورة».
بدورها، نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أي علاقة له بالتفجيرات التي استهدفت دمشق وحلب في اليومين الماضيين، متهمة «مجموعات من الشبيحة تابعة للنظام يتم تشكيلها على أساس طائفي بالقيام بهذه التفجيرات التي تخالف القيم الأخلاقية والإنسانية كلها». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه التفجيرات منظمة من حيث المكان والتوقيت، كما من حيث قوة التفجير والمواد المستخدمة.. وذلك كله يؤكد أن من يقف وراءها دولة تمتلك الإمكانات والآليات، وبالتالي لا شك أن النظام السوري هو من يحرك مجموعاته للقيام بأعمال مماثلة».
وأضافت المصادر: «لقد حذرنا، مرارا وتكرارا، منذ اندلاع الثورة، من أن الأعمال الوحشية التي تقترفها قوات الأسد تزرع الغضب والنقمة في نفوس السوريين. نحن، كجيش حر، حاولنا أن ندافع عن المدنيين الآمنين، لكن ضمن إمكاناتنا المحدودة، وبالتالي نشطت مجموعات ناقمة كما مجموعات أخرى تابعة للنظام تقوم بأعمال لا أخلاقية لتشوش على الرأي العام العالمي، وتقول له إن قوى المعارضة السورية والجيش السوري الحر يقوم بأعمال إرهابية».
وشرح المصدر أن «المجموعات الناقمة ضمن العائلات لا تملك أي إمكانات للقيام بتفجيرات مماثلة، وبالتالي هي مجموعات الأسد من يقف وراء ما حصل في اليومين الماضيين في دمشق وحلب».
هذا وتزامن تفجير حلب مع خروج حشود لتوديع الضحايا الذين قضوا في المنطقة التي استهدفها انفجار السيارتين الملغومتين يوم السبت، وقد فضت قوات الأمن المسيرة والتجمعات.
يُذكر أن مسلسل التفجيرات في دمشق وحلب انطلق في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتفجير سيارتين مفخختين استهدفتا مبنى إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية وأديا إلى مقتل 44 وإصابة 166 آخرين. وفي 6 يناير (كانون الثاني) الماضي أدى تفجير في منطقة مكتظة بالسكان والمارة قرب مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي في حي الميدان بدمشق إلى مقتل 26 وجرح 63 من المدنيين وقوات الأمن. كما استُهدفت حلب في 10 فبراير (شباط) الفائت بتفجيرين طالا فرع الأمن العسكري بمنطقة المحلق الغربي ومقر كتيبة قوات الأمن بمنطقة العرقوب، مما أدى إلى مقتل 28 وإصابة 235 آخرين.
سيارة مفخخة خرجت من مخيم اليرموك وانفجرت في منطقة مفتوحة
كان فيها شابان من «جند الشام» وقتلا في الانفجار الذي وقع صباح السبت
لندن: علي الصالح
قال مصدر فلسطيني مطلع في مخيم اليرموك، إن السيارة المفخخة التي انفجرت على أطراف المخيم صباح يوم السبت الماضي، كانت تستهدف وسط دمشق كما كان حال سيارتين مفخختين انفجرتا في دمشق بعدها بنحو نصف ساعة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن السيارة المفخخة التي كان في داخلها شخصان، كانت خارجة من جنوب غربي مخيم اليرموك في طريقها إلى دمشق، عندما انفجرت العبوات الناسفة فيها، ربما لخلل ما. وتابع القول إن السيارة انفجرت وهي لا تزال في الشارع الثلاثين، الواقع في جنوب غربي المخيم، ولحسن الحظ، كما قال المصدر، فإن انفجار السيارة الذي أودى بحياة الشابين اللذين كانا فيها، وقع في يوم السبت وهو يوم عطلة، وفي ساعة مبكرة وتحديدا في الساعة السابعة والربع، مما يعني خلو الشارع من المارة، وكذلك في منطقة مفتوحة من الشارع.. وهذا هو السبب وراء عدم سقوط ضحايا.
وأكد المصدر أنه على الرغم من أن الانفجار وقع قرب جدار ملعب لكرة القدم تابع لحركة حماس، ووجود مجمع للحركة وراء هذا الملعب، وكذلك مجمع للجبهة الشعبية القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل، وكذلك الجهاد الإسلامي، فإنه لا علاقة لأي من هذه الفصائل أو أي فصيل فلسطيني آخر في هذه الجريمة التي كانت ترمي لإثارة الفتنة ومحاولة إقحام الفلسطينيين والزج بهم في الأحداث الجارية في سوريا، وهو أمر ترفضه كل الفصائل المجتمعة حول موقف واحد ملخصه المفيد عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. كما أنه لم يكن للسيارة علاقة بهذه الأهداف، بمعنى أن هذه الأهداف لم تكن مستهدفة من قبل هذه السيارة التي كانت تسير في الاتجاه المعاكس المؤدي إلى وسط العاصمة السورية.
وقال المصدر إن الشابين، واسماهما زاهر دسوقي وعبد الله حسين، إسلاميان متطرفان، وهما في العشرينات من عمرهما، وكانا ينتميان لتنظيم يسمى بـ«جند الشام» كان يتزعمه شاكر العيسى، الضابط السابق الذي انشق عن حركة فتح الانتفاضة، المنشقة عن حركة فتح، وهو الذي حوصر وأنصاره في مخيم نهر البارد في بيروت قبل نحو 5 أعوام.
يذكر أن مخيم اليرموك الذي يبعد مسافة 5 كيلومترات جنوب العاصمة السورية يضم بين جنباته نحو مليون شخص، موزعين بين فلسطينيين (نحو 409 آلاف) ومهاجرين عراقيين وفقراء سوريين.
اعتقالات في دمشق والرقة واشتباكات في حمص واقتحام لدرعا
الشبيحة يهاجمون اعتصاما سلميا للمعارضة وسط العاصمة ويضربون الناشطين
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
بينما تركزت الأنظار بالأمس على التفجير الذي استهدف مدينة حلب، كان الجيش السوري النظامي يستأنف عملياته في مدينة حمص وريف دمشق ودير الزور وإدلب، كما يشن حملات اعتقال في عدد من المناطق، أبرزها العاصمة دمشق، ومدينة الرقة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن جيش النظام السوري قصف، منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الأحد، أحياء في حمص، من ضمنها حي بابا عمرو الذي كان قد أعلن فرض سيطرته عليه بالكامل، كما اقتحم بلدة بصر الحرير في ريف درعا.
وأضافت هيئة الثورة أن اشتباكات اندلعت بين عناصر من الجيش الحر وقوات النظام بعد محاولة الأخيرة اقتحام حي الخالدية في مدينة حمص. ووقعت اشتباكات بين الجانبين عند محاولة عناصر من الجيش الحر دخول حي الرفاعي لسحب جثث أشخاص قضوا بنيران قوات النظام. وعرض ناشطون سوريون صورا تعرض حي الحميدية في حمص إلى قصف مدفعي عنيف على المباني والمناطق الآهلة.
وقد هاجمت قوات النظام مدينة درعا، وشهدت عدة بلدات في ريفها عمليات اقتحام من قبل قوات النظام، خصوصا بلدة بصر الحرير. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات أمن النظام أطلقت النار على مدنيين في بلدة الكرك الشرقي، ما أدى إلى مقتل اثنين.
وفي محافظة حلب (شمال)، قال ناشطون إن مظاهرات طلابية عدة خرجت في جامعة حلب في كليات الآداب والهندسة، في وقت سمع فيه دوي انفجارات في أكثر من حي، بالإضافة إلى الانفجار في حي السلمانية الذي أعلن عنه رسميا. ووقع انفجاران بمنطقتي الصاخور وبستان الباشا، أوقعا قتيلين، على الأقل، وعشرات الجرحى جرَّاء تضرر الأبنية السكنية المجاورة للانفجارين، كما سمع دوي انفجار قوي استهدف فرع الأمن الجنائي في حي الأشرفية أعقبته اشتباكات بين قوات الجيش النظامي ومنشقين. وهاجمت قوات الأمن والشبيحة المتظاهرين في كليتي الآداب والهندسة الميكانيكية، وقامت بإطلاق النار ومحاصرتهم داخل الحرم الجامعي.
كما تعرضت مدينتا الأتارب وإعزاز لقصف القوات النظامية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، الذي قال: «إن مدينة الأتارب المحاذية للحدود مع ريف إدلب تتعرض للقصف والحصار منذ 33 يوما في محاولة من النظام لإحكام الحصار على محافظة إدلب»؛ حيث تركزت في الأيام الماضية عمليات الجيش السوري. وأوضح أن إعزاز، كبرى مدن ريف حلب «تكتسب أهمية استراتيجية بسبب قربها من الحدود التركية وعبور الجرحى المدنيين والمنشقين منها» إلى هذا البلد المجاور.
وفي ريف دمشق، نفذت قوات عسكرية أمنية مشتركة حملة مداهمات في مدينة عرطوز بحثا عن مطلوبين، بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. أما في محافظة إدلب (شمال غرب) فاقتحمت قوات عسكرية قرية مرعيان في جبل الزاوية وشنت حملة مداهمات بحثا عن مطلوبين، بحسب ما أعلن ناشطون في المحافظة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قوات الأمن السورية تجوب بسيارتها شوارع مدينة الرقة وتجبر أصحاب المتاجر على إغلاقها، وأكد ناشط من المدينة للمرصد أنه شاهد قوات الأمن تعتدي بالضرب على صاحب متجر رفض إغلاق متجره كما سمعت أصوات إطلاق رصاص متقطع في المدينة وانتشرت الآليات العسكرية الثقيلة على مداخلها.. كما تواردت أنباء عن انشقاق مقدم من أبناء حوران مع 22 عنصرا بفرع الأمن السياسي بالرقة، ولكن لم يتسنَّ التأكد من دقة الخبر.
هذا ودمر منشقون جسرا قرب بلدة خربة غزالة في درعا، لمنع وصول الإمدادات العسكرية للجيش النظامي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد أيضا بأن اشتباكات عنيفة دارت في محافظة دير الزور (شرق) بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في أحياء المدينة، بينما نفذت القوات العسكرية والأمنية حملة اعتقالات في مدينة القورية.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 13 قتيلا على الأقل، وقال ناشطون إن «ثوار» دير الزور قاموا بقطع شارع الوادي بالإطارات المشتعلة، بينما شوهد تحليق للطيران الحربي فوق منطقة الجورة على ارتفاع منخفض.. وذلك وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل ضابط في قوات الأمن برتبة رائد في عملية استهدفت 5 جنود منشقين منضوين في الجيش الحر.. بينما قالت مصادر أخرى إن كتيبة القعقاع التابعة للجيش الحر استهدفت «باص» للشبيحة في قرية القورية، كان متجها إلى مدينة دير الزور، كما قامت الكتيبة بقطع الطريق الدولي هناك.
وأفادت وكالة الأنباء التركية (أناضول) بأن سائقا تركيا توفي أمس في حادث إطلاق نار استهدف شاحنة كان يقودها قرب مدينة إدلب بشمال سوريا في حادث هو الثاني من نوعه في غضون 4 أيام.
وأضافت الوكالة أن مصدر النيران غير معروف، لكنه وقع في منطقة تشهد اضطرابات أمنية، لافتة إلى أن السلطات السورية تحتفظ بالجثة في المدينة بانتظار تسليمها للسلطات التركية.
بالتزامن، أفاد ناشطون بأنه تم اعتقال أكثر من 10 ناشطين أمس الأحد أثناء محاولتهم التجمع للخروج في مظاهرة بقلب دمشق في ساحة الجهاد – الفحامة، بدعوة من هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني والديمقراطي في سوريا؛ حيث هاجمت، بحسب الناشطين، عناصر الأمن والشبيحة السورية المظاهرة، وقامت بفضها مستخدمة القوة، ومن ثم اعتقلت بعض الناشطين والموجودين في المنطقة، عرف منهم الكاتب والمترجم محمد سعيد الرصاص، عضو المكتب التنفيذي للهيئة، وصهيب الزعبي ومعن عبود. واعتقلت قوات الأمن محمد سيد رصاص، وهو زعيم في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي.
وقال ناشطون إنه تم اعتقال الناشط السياسي فايز سارة، عضو المجلس المركزي للهيئة، ومن ثم الإفراج عنه وعن بسام الملك.
كانت هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني والديمقراطي في سوريا قد دعت في وقت سابق للمشاركة في مظاهرة أمس الأحد تحت شعار «كفى هدرا لدماء السوريين»، تكريما لأرواح الشهداء والجرحى، ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وتمسكا بإصرار الشعب السوري على أهدافه في الحرية والكرامة.
وقدر عدد المشاركين بالمظاهرة، بحسب وكالات أجنبية، بنحو 300 شخص، رفعوا لافتات تحمل شعارات تندد بقمع النظام وتحيي الشهداء مثل: «الشعب السوري واحد»، «الله وسوريا وحرية وبس».
بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت قياديا في تكتل سياسي معارض أثناء مظاهرة ضمت مئات الأشخاص في العاصمة دمشق يوم الأحد، موضحا أن عناصر من «الأمن والشبيحة اعتدوا على القيادي المعارض محمد سيد رصاص وتم اعتقاله مع مجموعة من الناشطين في (هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي)، أثناء مظاهرة ضمت المئات وطالبت بإسقاط النظام».
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن المحتجين كانوا يسيرون في منطقة بوسط دمشق قرب الوكالة العربية السورية للأنباء. وأضاف أنه في البداية رددوا هتافات ضد العنف، والشرطة لم تفعل شيئا، لكن بمجرد أن بدأوا يهتفون لتغيير النظام بدأ أفراد الشرطة يضربون الناس بالهراوات. وأوضح ناشطون أن مسيرة يوم الأحد تهدف إلى التذكرة بالجذور السلمية للانتفاضة السورية التي طغى عليها عدد متزايد من العمليات المسلحة التي تستهدف قوات الأمن.
من جهة أخرى، قال أحد قادة الوحدات السورية صغيرة الرتبة المتمردة لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية: إن مقاتلي الجيش السوري الحر يعيدون تجميع أنفسهم، متحملين بعض الهزائم على يد الجيش النظامي؛ نظرا لنقص الأسلحة والذخيرة.
وأشار الرقيب أحمد ميهبزت، وهو من القيادات الوسطى للمنشقين عن الجيش السوري، إلى أنه أحد الآلاف الذين انشقوا عن الجيش وفروا إلى تركيا، مؤكدا أن عناصر الجيش الحر تمر بمرحلة «إعادة تجميع»، ومحاولة «إيجاد أسلحة»، خاصة بعد استعادة قوات الأسد لبعض المناطق التي كان الجيش الحر يسيطر عليها بشكل أساسي، مثل بابا عمرو وإدلب.
وتابع الرقيب أن تسليح المعارضة كان يتكون في معظمه من بنادق كلاشنيكوف، وبعض قاذفات القنابل والرشاشات الثقيلة. وقال إن العثور على ذخائر في حالة جيدة مشكلة، لكنه أصر على أن المتمردين لن يتخلون عن سعيهم لإسقاط نظام الأسد.
وأكد الرقيب أنه غادر مع 20 رجلا – تبقوا من نحو 200 مقاتل – موقعهم في إدلب بعد قصف عنيف على المدينة استمر لأكثر من أسبوع، موضحا أنهم فروا تجاه الجبال تحت نيران قوات الأسد، مشيرا إلى أن أحد أسباب انسحابهم كان تجنيب المدنيين التعرض لمزيد من الضرر.
التفجيرات.. تستقبل بعثات التسوية لسوريا
تستهدف مقرات الأمن والمصالح الحكومية وتسقط عشرات القتلى
القاهرة: زينب البقري
أصبحت الانفجارات التي تشهدها المدن السورية مقرونة بالزيارات والمبادرات العربية والدولية لحل الأزمة التي دخلت شهرها الثاني عشر منذ أيام قليلة، ويقول مراقبون إن معظم مبادرات تسوية الأزمة السورية أو زيارات مسؤولي البعثات الدولية أو العربية التي تحاول التوصل إلى حل للأزمة اصطدمت بزيادة دوران الآلة القمعية لنظام الأسد من أعمال انتهاك ومجازر وتفجيرات، وهو ما يصاحبه دوما ارتفاع في عدد الضحايا، مما يعوق في الأخير سبل حل الأزمة السورية.
كانت البداية مع تصاعد أعمال العنف في سوريا أثناء وجود بعثة المراقبين العرب التي أرسلتها الجامعة العربية لحل الأزمة بسوريا في الفترة من 26 ديسمبر (كانون اول) إلى 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي أنهت أعمالها في سوريا احتجاجا على تواصل العنف.
واستبق النظام السوري وصول البعثة إلى دمشق بارتكاب مجزرة بإدلب في 19 ديسمبر الماضي، بعد أن شن ايش حملة عسكرية أسفرت عن مقتل 200 شخص، وهو ما تلاه وقوع انفجارين بدمشق استهدفا مقر إدارة الأمن وسط العاصمة السورية في 23 ديسمبر، قبل ثلاثة أيام من وصول بعثة المراقبين العرب إلى دمشق سقط خلالها 40 قتيلا وأصيب 100 آخرون. وهو ما اعتبرته المعارضة السورية رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية، وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة.
وفي 6 يناير قتل 26 شخصا بحي الميدان بدمشق إثر انفجار انتحاري، مما دفع رئيس بعثة المراقبين العرب محمد الدابي إلى إعلانه إنهاء أعمال البعثة في سوريا، محتجا على القمع الذي تصاعد أثناء وجود البعثة، وتقول الإحصاءات المبنية على أرقام القتلى الواردة عبر الناشطين السوريين إن نحو 300 شخص قتلوا أثناء وجود البعثة.
وبعد أيام من إعلان الأمم المتحدة تعيين كوفي أنان مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا في 23 فبراير (شباط) الماضي للتوسط لإنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، تزايد القصف العسكري على مدن حمص وإدلب وريف دمشق، حيث قتل 144 شخصا في حمص، والتي يقول نشطاء سوريون إنها شهدت أبشع المذابح في الأيام الأخيرة من فبراير. وتجدد تزامن الانفجارات مع الزيارات الرسمية للعاصمة السورية دمشق، حيث حدث انفجاران استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بحلب في 10 مارس (آذار) الجاري، بعد أيام قليلة من زيارة لي هوا شين، السفير الصيني السابق في دمشق ومبعوث بكين لسوريا في 6 مارس.
وهز انفجاران دمشق أول من أمس (السبت) في منطقة دوار الجمارك والمنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع وفي مخيم اليرموك، وأسفر الانفجاران عن مقتل 27 شخصا وإصابة 140 آخرين بجروح من بينهم مدنيون ورجال أمن، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الداخلية، وهو ما تبعه أمس (الأحد) سقوط عدد من القتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة بحي سكني في مدينة حلب، وذلك في استباق معتاد لزيارة وفد أعضاء الفريق الفني الذي شكله المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان، ويضم أعضاء من المنظمات الدولية، والذي يبدأ زيارة عدة مدن سورية بدءا من اليوم (الاثنين).
لافروف يطالب سوريا بتجاوب سريع مع مقترحات أنان.. ويؤكد أن بلاده لا تدعم النظام
مصادر المعارضة: لسنا مستعدين لأي حوار مع الأسد.. ورئيس الصليب الأحمر في موسكو لبحث المساعدات
بيروت: بولا أسطيح
طالب سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، سوريا بدعم جهود كوفي أنان المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة لإحلال السلام «دون تأخير»، مستخدما نبرة حازمة على نحو غير مألوف مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي نص مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي ووضعت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، قال لافروف إن بلاده لا توافق على كثير من القرارات التي اتخذتها حكومة الأسد خلال إراقة الدماء المستمرة في سوريا منذ أكثر من عام. وتأتي تصريحات لافروف عشية وصول رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرفر إلى موسكو لبحث سبل التنسيق مع الروس لدفع النظام السوري للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
ولم تشر تصريحات لافروف إلى تغير في موقف روسيا إلا أنها لمحت إلى أن موسكو تريد من العالم أن يعرف أن الدافع وراء هذا الموقف هو الحاجة الملحة لإنهاء العنف في سوريا لا الرغبة في دعم حليف لها منذ زمن بعيد.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير (شباط) الماضي لإحباط مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعدته دول غربية وعربية ويدين الحكومة السورية على أعمال العنف التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل ما يزيد على ثمانية آلاف مدني ويؤيد دعوة تطالب الأسد بالتنحي.
وأعلنت روسيا تأييدها لمهمة أنان الذي اجتمع مع الأسد الأسبوع الماضي في إطار مسعى لوقف إطلاق النار ونشر مراقبين وبدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة.
وموسكو التي تواجه انتقادات من الغرب ودول عربية لعرقلتها تحركا في مجلس الأمن ولاستمرارها في بيع أسلحة لسوريا تحاول جاهدة أن توضح أنها تستخدم حق النقض لحماية دولة ذات سيادة من التدخل الخارجي.
وقال لافروف: «أكرر نحن لا ندعم الحكومة السورية. نحن ندعم الحاجة لبدء عملية سياسية. ولعمل ذلك من الضروري أولا وقف إطلاق النار». وأضاف: «الجانب الروسي سيبذل كل ما يمكن بذله من أجل ذلك بغض النظر عن القرارات التي تتخذها الحكومة السورية. والتي بالمناسبة لا نوافق على كثير منها».
ويوفر الأسد لموسكو أقوى موطئ قدم في الشرق الأوسط بشرائه أسلحة روسية تقدر بمليارات الدولارات واستضافته منشأة للصيانة والإمداد مطلة على البحر المتوسط التي تعد القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج دول الاتحاد السوفياتي سابقا.
وقال لافروف: «نعتقد أن الحكومة السورية يجب أن تؤيد مقترحات (أنان) بسرعة ودونما تأخير». ومضى يقول: «نتوقع الأمر نفسه من المعارضة المسلحة والسياسية.. لا يمكن لعملية الهدنة أن تبدأ إلا بالحصول على موافقة من حيث المبدأ على ما يروج له (أنان) خلال اتصالاته مع السوريين والبدء بعد ذلك في حوار سوري».
وقال دبلوماسي إن أنان لمح في محادثات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إلى أن رد دمشق على اقتراحه للسلام المكون من ست نقاط مخيب للآمال إلى الآن، ولكنه قال إن فريقه يواصل المحادثات مع الحكومة السورية.
وتقول روسيا إنه يجب على قوات الحكومة والمعارضة المسلحة وقف القتال بشكل متزامن، بينما تقول الولايات المتحدة ودول الخليج العربية والدول الأوروبية إنه يتعين على الأسد وجيشه الأقوى بكثير القيام بالخطوة الأولى. وتقول روسيا إن حوارا سياسيا سوريا يجب ألا يكون بشروط مسبقة أو أن تحدد نتيجته سلفا في معارضة لدعوات من الغرب للأسد بالتخلي عن السلطة وتنتقد جماعات المعارضة التي تقول إنها لن تتفاوض معه.
وقالت روسيا والصين إنهما تعتقدان أن الغرب ودول الخليج العربية تريد تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.
من جهة اخرى جزم نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، بأن الجيش الحر لن يحاور النظام السوري أيا من كان الوسيط، مشددا على وجوب إسقاط هذا النظام بالقوة؛ لأن أي حوار معه يعني إعطاءه مهلا جديدة لقتل الشعب السوري.
ويأتي رد الكردي على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، الذي كشف عن أن المسؤولين الروس، الذين زاروا دمشق مؤخرا، حصلوا على وعود من الرئيس السوري بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة والمجموعات المنضوية تحت لواء الجيش الحر.
واتهم الكردي الروس بأنهم شركاء بقتل السوريين الآمنين، أكد أن أي دعوة من الروس أو غيرهم لم تصل إلى قيادة الجيش السوري الحر للحوار مع النظام، مشددا على أنه حتى لو صلت دعوة مماثلة فالجيش الحر لن يلبيها.
في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها، سيتوجه اليوم إلى موسكو؛ حيث سيجري محادثات تتعلق بالوضع الإنساني في سوريا. وأضاف بيان للجنة أن «كيلنبرغر يتوجه إلى موسكو للتحدث عن مخاوف الصليب الأحمر بشأن الوضع الإنساني في سوريا، وليوضح العمل الذي قامت به اللجنة والهلال الأحمر السوري منذ بداية الاضطرابات».
وأوضح كيلنبرغر، بحسب ما جاء في البيان، أن «وقفا لإطلاق النار من ساعتين يوميا على الأقل أساسي للسماح بإجلاء الجرحى»، مطالبا بـ«التزام واضح من جانب الأطراف المعنية كلها» بهدف «وضع حد للمعارك» والتمكن من «مساعدة الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة».
وأضاف البيان أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبدي قلقها، خصوصا حيال الأشخاص الأكثر ضعفا، مثل الأسرى إثر المعارك، أو الذين أصيبوا بجروح، أو المرضى الذين هم بحاجة إلى مساعدة طبية».
غليون يطلع وزير خارجية المغرب على مقترحات لحل الأزمة السورية
العثماني توجه إلى تركيا بعد لقائه رئيس المجلس الوطني السوري
الرباط: خديجة الرحالي
أجرى برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، محادثات مع سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، في مقر وزارة الخارجية في الرباط. ويعد لقاء العثماني وغليون الأول الذي يتم على هذا المستوى بين مسؤول في الحكومة المغربية والمعارضة السورية، وسبق أن أجرى العثماني محادثات في الرباط مع معارضين سوريين، لكنه التقى بهم وقتها بصفته قياديا في حزب «العدالة والتنمية» الذي يقود الحكومة في المغرب، وليس كوزير للخارجية.
ونسبت وكالة الأنباء المغربية إلى العثماني قوله، أمس، إن المغرب «يعمل جاهدا مع جميع الشركاء لوقف العنف ضد الشعب السوري ونجدته».
وقال العثماني: «إن المغرب سيضاعف جهوده في المرحلة المقبلة لوقف العنف في سوريا والانتقال إلى الحل السلمي، على اعتبار أنه أولوية الأولويات عن طريق مجلس الأمن، الذي يعد المغرب العضو غير الدائم العربي الوحيد فيه ومن خلال الحوار مع الدول الفاعلة والمؤثرة في الملف السوري». وأشار العثماني إلى أن وفد المجلس الوطني السوري أطلعه على «معلومات ومقترحات لإيجاد حل للأزمة في سوريا».
ومن جانبه، دعا غليون إلى «تطوير آليات دولية ودعم مسيرة العمل التي يقوم بها الكثير من الدول لإيجاد مخرج من العنف، وعدم السماح للنظام بالاستمرار في قتل المدنيين من دون عقاب»، وقال غليون: «نحن ننتظر من المجموعة العربية، بدعم من المجموعة الدولية أن تكون فعلا لديها وسائل لوقف العنف الذي يمارسه النظام السوري»، موضحا أنه «لا بد من استخدام القوة لوقف القوة».
وكان غليون تحدث قبل لقائه مع العثماني من داخل خيمة نصبت في وسط الرباط من طرف «الائتلاف المغربي لنصرة الشعب السوري»، الذي يضم هيئات منظمات مغربية، وأشار غليون إلى آخر التطورات في سوريا، وقال إن «القمع والمذابح في سوريا بلغت حدا لا يمكن تصوره».
وفي سياق آخر، أفادت مصادر مطلعة في الرباط بأن سعد الدين العثماني الذي وصل أمس إلى تركيا، عقب لقائه مع غليون في الرباط، سيبحث الوضع في سوريا مع المسؤولين الأتراك. وقالت مصادر وزارة الخارجية المغربية إن العثماني سيلتقي الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس البرلمان جمال جيجك.
اعتقال وتعذيب المعارضين السوريين بين فروع الأمن والمدارس والمستشفيات
الأساليب تنوعت بين «الصعق بالكهرباء» و«الكرسي الألماني» و«الدولاب»
بيروت: كارولين عاكوم
إضافة إلى مراكز الاعتقال السورية التي كانت معروفة بالنسبة إلى السوريين، ولا سيما المعارضون منهم، كان للثورة السورية منذ انطلاقتها الدور الأهم في توسيع دائرة عناوين هذه المعتقلات، لتطول مراكز عدة وأهمها السجون والمدارس والمستشفيات وحتى النوادي الرياضية، المنتشرة في مناطق عدة، وبخاصة تلك التي شهدت تحركات معارضة ومظاهرات قادها ناشطون كانوا ضحايا التعذيب على اختلاف أنواعه وأشكاله.
ورغم أن تحديد أماكن هذه المعتقلات قد يبقى صعبا إلى حد كبير، في ظل استمرار الثورة وزيادة عمليات الاعتقال يوما بعد يوم، فقد استطاع عدد من الناشطين رصدها بما توفر لديهم من معلومات، وبناء على تجارب شخصية تحدثوا عنها لـ«الشرق الأوسط». كما أصدرت منظمة «آفاز» الدولية الحقوقية تقريرا خاصا، يرصد حالات تعذيب تعرض لها ناشطون سوريون في المعتقلات السورية خلال الثورة، إضافة إلى تحديد عدد كبير من مراكز الاعتقال والتي تتوزع بشكل أساسي بين «الأمن السياسي» و«العسكري» و«أمن الدولة» و«المخابرات الجوية» و«المدارس» و«المستشفيات» و«الملاجئ». ويبقى الجامع المشترك بين هذه المراكز، هو أساليب التعذيب التي تبدأ بالضرب المبرح ولا تنتهي بسحب الأظافر والصعق الكهربائي وما يعرف بـ«الكرسي الألماني» أو «الدولاب» و«إطفاء السجائر في الجسم» و«تعليق المعتقل من السقف» و«تهشيم الرأس»، إلى أن تصل في أحيان كثيرة إلى القتل. وهذا ما وضعه وسام طريف، مدير حملات «آفاز» بالعالم العربي في خانة التعذيب الممنهج، الذي يرتكز على أساليب مرعبة، ويهدف من خلالها النظام بالدرجة الأولى إلى إيصال رسالة أو إعطاء درس للناشطين ورفع حالة الذعر والخوف في أوساطهم لمنعهم من الاحتجاج.
وقال طريف لـ«الشرق الأوسط»: «إضافة إلى هذه السجون الرسمية التي يتم وضع المعتقلين فيها، هناك العديد من الأماكن التي تحولت إلى معتقلات، كالمدارس والمستشفيات في حمص ودرعا ودمشق وداريا واللاذقية ودوما وريف دمشق، وقد أرسلنا تقريرا مفصلا عنها إلى لجنة المراقبين الدوليين التي كانت في سوريا، لكن النظام لم يسمح لها بزيارتها». وتضم مراكز الاعتقال بين جدرانها آلاف المعتقلين الذين يقدر عددهم بحسب «آفاز» بأكثر من 69 ألف معتقل، قتل منهم ما يزيد على 617 شخصا تحت التعذيب، وتتوزع في معظم المناطق السورية.
في حمص، يؤكد أبو جعفر، وهو أحد الناشطين من المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يعرف بالسجون الأساسية الموجودة في حمص تحولت كلها إلى معتقلات، وأهمها ما يعرف بـ«فرع الأمن الجوي» الموجود على طريق حماه، و«فرع الأمن العسكري»، ويمارس في هذين المركزين أفظع أساليب التعذيب، ومن يخرج منها إما يكون ميتا، أو يتم نقله إلى الملاجئ أو المدارس أو ملاعب النوادي الرياضية المغلقة التي تحولت بدورها إلى معتقلات. أبرز المدارس التي تحولت إلى معتقلات في حمص والتي تقع في المناطق الموالية للنظام، هي بحسب أبو جعفر، «مدرسة الشهيد كاسر الضاهر»، وكل المدارس الواقعة في مناطق «الزهرا والنزهة والمهاجرين وعكرمة ووادي الذهب». وفي ما يتعلق بالمستشفيات التي تحولت بدورها إلى معتقلات، يؤكد أبو جعفر أن كلا من «مستشفى الأهلي» و«العسكري» تشكل مصيدة للناشطين، ولا سيما المصابون منهم، وقد تم أخيرا اكتشاف مقبرة جماعية لـ64 جثة من قتلى مجزرة بابا عمرو في الحديقة العامة لـ«المستشفى العسكري».
كذلك، يعتبر أحد الملاجئ الموجودة في شارع الحضارة في منطقة النزهة، من أبرز الملاجئ التي تحولت إلى مراكز للاعتقال، إضافة إلى ملجأ آخر في «شارع الحميدية»، حيث حول أيضا مركز «حزب البعث» إلى مركز لاعتقال النساء.
وفي حمص أيضا، ذكرت منظمة «آفاز» في تقريرها، الذي صدر في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أن أبرز مراكز الاعتقال هي: قسم المخابرات الجوية الذي يقع في شارع حماه، ويحوي عددا كبيرا من معتقلي الثورة. وتم التصريح من قبل معتقل سابق بأنه كان محتجزا مع 14 معتقلا في غرفة تبلغ مساحتها 4 أمتار مربعة، وتلقت منظمة «آفاز» أدلة على أن 16 معتقلا لقوا مصرعهم فيه تحت التعذيب. وقد أظهرت الصور الفوتوغرافية آثار التعذيب على أجساد المعتقلين وأثبت بعضها اقتلاع عيونهم. ومن نجا من الموت، خرج يعاني من إعاقات جسدية دائمة بسبب التعذيب المبرح. وتتراوح فترة الاعتقال في هذه الفروع من يوم إلى 4 أيام وقد تصل في بعض الأحيان إلى أسابيع قليلة. وفي حمص أيضا، هناك «فرع الأمن العسكري» الموجود في القصير بشارع الجلال، وفرع الأمن السياسي، إضافة إلى سجن حمص المركزي، ويوجد حاليا في هذا السجن أربعة آلاف معتقل، أي ما يعادل أضعاف قدرة استيعاب السجن، إذ يتم وضع 300 معتقل في غرفة صغيرة تتسع لـ56 سجينا. ويسجن في هذا المركز عدد كبير من السجناء السياسيين.
وتضيف «آفاز» كنيسة «دير مخلص» إلى لائحة هذه المراكز، وهي تقع بين «النزهة» و«دير مريجة» في باب السباع. وقال محمد، أحد الذين اعتقلوا في الكنيسة: «كنت معتقلا مع نحو 20 شخصا ثم عاد وانضم إلينا عدد كبير من المعتقلين الذين تعرضوا إلى التعذيب. هذا المركز هو مركز حجز مؤقت. أمضينا في داخله ساعات قليلة تعرضنا خلالها للضرب قبل أن يتم الإفراج عن بعضنا ونقل الآخرين إلى فرع الأمن العسكري في باب السباع. وفرع الأمن الجنائي الذي يقع في زيدل بضواحي مدينة حمص».
ومن ضمن المستشفيات التي تحولت إلى معتقلات، يصف معتقلون سابقون أساليب التعذيب في «المستشفى العسكري» في حمص، بالوحشية. وكان عمر أحد المعتقلين الذين خرجوا أخيرا من هذا المستشفى، حيث اعتقل بعد إصابته، وذلك بعدما دفعت عائلته المال مقابل الإفراج عنه. وقال: «لقد تم تقييدي بالسلاسل إلى السرير. بعد اعتقالي في المستشفى تم نقلي إلى فرع المخابرات الجوية وهناك التقيت ببعض المحتجزين الذين كانوا في تلك الغرفة. وقد تم إخباري بأنه كان هناك 20 معتقلا في تلك الغرفة وقد توفي عدد منهم بسبب عدم إمدادهم بالطعام طوال فترة احتجازهم».
وأضاف عمر: «في الغرفة التي حجزت فيها، التقيت بشخص مصاب في رجله، ورغم ذلك كان يتعرض للتعذيب. وكنت أرى بأم عيني الحشرات الصغيرة في جرحه. وفي المستشفى نفسه، كانوا يستخدمون المحفر لاقتلاع عيون المعتقلين واستخدموا أدوات لحرق أجسادهم. كما أنهم كانوا يستخدمون طريقة تعليق المعتقلين ورفعهم من قدميهم لعدة أيام. وأحيانا يتم تغيير أساليب التعذيب وفقا للجريمة المرتكبة.. ففي ما يتعلق بمصوري أفلام الفيديو والصور العادية يتم أحيانا كسر سواعدهم ومعاصمهم وأصابع محددة أحيانا، بالإضافة إلى اقتلاع عيونهم في بعض الأحيان».
وفي العاصمة دمشق، بحسب «آفاز» هناك شارع يقع خلف مبنى الجمارك في كفرسوسة، يسمى «شارع الفروع» بسبب كثرة فروع الأمن على امتداده، وأهمها فرع المداهمات العسكرية وفرع التحقيقات العسكرية (فرع 228)، الذي يجمع بين جدران غرفه معظم العسكريين المنشقين أو أولئك الذين يظهر عليهم أي إشارة في هذا الاتجاه، كالندم على إطلاق الرصاص باتجاه المتظاهرين.
وشهادة خالد التي أدلى بها إلى «آفاز» بعد خروجه من هذا المعتقل، تعتبر نموذجا واضحا عن أساليب التعذيب والحياة التي يعيشها المعتقلون، إذ قال «إحدى وسائل التعذيب في هذا الفرع هي وضع الرأس بين صفيحتين حديديتين حتى الموت. أما الطريقة الأخرى فتدعى (الكرسي الألماني) الذي يتألف من قطعتين خشبيتين تطويان على بعضهما في الوسط. في بعض الأحيان يتم ربط المعتقل على الكرسي وإغلاقه بالاتجاه المعاكس لتصل قدماه إلى رأسه وينكسر عموده الفقري ويصبح مشلولا». وأضاف «المعتقلون في فروع الأمن يحلمون بالانتقال إلى السجون التي تعتبر (الجنة) بالنسبة إليهم.. إذ إنه في فروع الأمن لا يعامل المعتقل كإنسان.. يتم تجويعنا وإهانتنا. كان هناك بعض المحتجزين من المسنين ومنهم رجل في السبعين من عمره، تعرض للتعذيب والضرب والذل أمام أعين ولديه». ويعرف «المقر العام للاستخبارات (فرع 285)»، في دمشق، بأنه مركز معتقلي الرأي. وقد كان لمنهل، أحد الناشطين في «آفاز»، تجربته الشخصية في هذا المركز حيث تم احتجازه وتعذيبه لمدة 64 يوما. ووصف منهل تجربته بـ«الكارثة»، وقال: «أخذوا مني جميع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الثريا والفيديوهات التي كانت بحوزتي. تعرضت لأفظع أساليب التعذيب. اقتلعوا أظافر يدي وقدمي. منعوا عني الماء والطعام والدخول إلى المرحاض ومنعوني من النوم. رأيت الموت بعيني. تدمع عيناي عندما تعود هذه المشاهد إلى ذاكرتي. استخدموا الكهرباء على مناطق حساسة من جسدي، وكانوا يقولون (هذه هي الحرية التي تطالب بها). أجبروني على الاعتراف بالاتهامات التي وجهت إليّ، وهي أنني إرهابي وقتلت مواطنين وشتمت الرئيس وأدليت بأنباء غير صحيحة للقنوات التلفزيونية. وبعد كل ذلك، تم نقلي إلى مركز قوات الأمن، حيث تعرضت لأبشع أنواع التعذيب كـ(الدولاب) الذي يتم من خلاله الضرب على القدمين والرأس حتى يسيل الدم. وتم إخراجي من المعتقل بعد أن أحالوني إلى القضاء وتم الإفراج عني في 20 أكتوبر (تشرين الأول)».
أما مراكز الاعتقال الأخرى في دمشق، فهي بحسب «آفاز»، «فرع مخابرات دمشق (فرع 227)»، ويحتوي على سجنين وغرفة استجواب في الطابق الأرضي، و«فرع الأمن العسكري» في ضاحية دمشق، و«مبنى الكتيبة 41 للقوات الخاصة»، و«فرع فلسطين (الفرع 235)»، و«فرع الدوريات (فرع 216) الذي يقع بالقرب من فرع فلسطين. ويتكون من عدة مبان وهناك سجن تحت الأرض في أحد هذه المباني»، و«فرع مكافحة الإرهاب»، و«فروع الأمن السياسي»، وأكثرها حدة في التعذيب هي الموجودة في «جبة». وكان رامي أحد المعتقلين السابقين في هذا الفرع، قد احتجز فيه لمدة ثلاثة أيام، وقال عن تجربته: «تعرضت للضرب المبرح المستمر بشكل متواصل. وحرمت من النوم والطعام. في بعض الأحيان كانوا يربطون بطانية حول عنقي لتعذيبي. لم يقوموا باستخدام الصدمات الكهربائية معي ولكن استخدموها أمامي مع معتقل آخر».
وهناك أيضا، فرع التحقيق السياسي و«فرع الميسات»، و«سجن عدرا الرئيسي»، حيث تم فيه توثيق أسوأ حالات التعذيب. كما تأكدت منظمة «آفاز» من 14 حالة إعدام في هذا الفرع وقد تم دفن الجثث في فناء السجن. و«سجن صيدنايا السياسي» وهو تحت السيطرة العسكرية. أما المراكز الأخرى فهي «مقر أمن الدولة»، و«فرع الخطيب»، و«فرع نجها»، و«فرع أمن» في جبل قاسيون، كما أن مكتب رئيس بلدية دوما يستخدم كمركز اعتقال، و«سجن دوما»، و«سجن دوما للنساء»، و«فرع الأمن الخارجي»، و«فرع أمن المعلومات»، و«فرع أمن جنائي» يقع في ساحة الجمارك، و«سجن التل»، و«فرع المخابرات للدفاع الجوي» المعروف بأنه من أكثر مراكز الاعتقالات الوحشية في سوريا، ومعظم المحتجزين في هذا الفرع هم من القابون.
وفي حماه، يقول أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نحو 5 مراكز أساسية للمعتقلين والتي كانت تعتمد سابقا كسجون، إضافة إلى ما تم تحويلها إلى معتقلات، كالمدارس والمستشفيات والنوادي الرياضية. وأهمها (مركز الأمن السياسي) على طريق حلب، و(الأمن العسكري) على طريق حمص، و(أمن الدولة) في حي الشريعة، و(مركز المخابرات الجوية) في منطقة الحرش، و(السجن المركزي)». أما في ما يتعلق بالمعتقلات المستحدثة في الثورة، فهي «المستشفى الوطني» و«مجمع الأسد الطبي» الذي تحول إلى ثكنة عسكرية وانتشر على سطحه القناصة. وهناك ما يعرف بحسب أبو غازي بـ«المعتقلات الطيارة»، أي مراكز الاعتقال التي يوضع فيها المعتقلون للتحقيق معهم أيام قليلة قبل أن يتم نقلهم إلى مراكز الاعتقال الأساسية الأخرى أو يطلق سراحهم.
كذلك، يؤكد أبو غازي أن عددا كبيرا من المدارس تحولت بدورها إلى معتقلات، وأهمها «مدرسة ناصح هلواني»، و«مدرسة الصناعة الثانوية» في حي الأربعين، و«مدرسة المعلوماتية»، و«مدرسة الإعداد الحزبي»، كذلك عدد من مباني المؤسسات الحكومية، مثل «مبنى الأعلاف» الذي تحول إلى ثكنة للشبيحة ويرسل إليهم المعتقلون، و«مبنى الهجرة والجوازات»، و«مبنى حزب البعث القديم» في ساحة العاصي، إضافة إلى «مسبح نادي الطليعة الرياضي»، وهو أشهر ناد لكرة القدم في حماه، حيث تحول الملعب المغلق فيه إلى معتقل.
وفي حلب، ذكرت «آفاز» أن أهم مراكز المعتقلات في المنطقة هي «سجن حلب المركزي»، و«فرع أمن الدولة في حلب»، و«سجن فرع الأمن للقوات الجوية»، و«سجن قلعة حلب». وفي درعا، حددت «فرع المخابرات الجوية للعمليات الخاصة». وفي دير الزور، هناك سجن المنطقة الرئيسي، وفي اللاذقية «السجن المدني» في شارع المغرب العربي، و«فرع الأمن السياسي»، و«فرع الأمن العسكري»، و«فرع أمن الدولة»، و«فرع المخابرات للقوات الجوية»، و«فرع الأمن الجنائي»، و«مدرسة جول جمال»، و«النادي الرياضي»، و«المقر الرئيسي للقوات البحرية»، مشيرة إلى أنه يتم استخدام ملعب كرة القدم لاحتجاز المعتقلين الآن، بالإضافة إلى المدينة الرياضية. وأهم المعتقلات في المناطق السورية الأخرى، هي «سجن الحسكة المركزي»، و«مركز احتجاز جسر الشغور» في إدلب، و«سجن تدمر»، و«سجن طرطوس».
الرقة تنتفض مطالبة بـ«التدخل العسكري الفوري»
بعد عام على الثورة
بيروت: «الشرق الأوسط»
بقيت مدينة الرقة (شمال سوريا) حتى الأمس القريب، بعيدة عن مشهد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فاقتصر الحراك المعارض في شوارعها خلال العام الماضي على بعض المظاهرات الصغيرة، التي لم تكن تشكل تهديدا للنظام الحاكم.
إلا أن سكان المحافظة التي تقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات، وتزامنا مع مرور الذكرى السنوية الأولى للثورة في بلدهم، حسموا أمرهم في الانضمام للحراك الثوري ومطالبة الرئيس السوري بالرحيل. وخلال جمعة «التدخل العسكري الفوري» خرج ما يقارب الـ100 ألف متظاهر في المدينة، لتشييع أحد قتلى مظاهرات اليوم السابق. هتفوا لإسقاط النظام السوري ونددوا بممارساته الوحشية في حمص ودرعا وإدلب، الأمر الذي دفع الأمن السوري وفقا للناشطين، لفتح النار على المشيعين وقتل تسعة أشخاص وجرح المئات. وقد رصدت «تنسيقية الرقة للثورة السورية» أكثر من خمسين نقطة تظاهر في المدينة، توزعت على جامع الفواز وجامع الحمزة والعباس ودوار البتاني ومنطقة المقبرة، ومناطق أخرى من المدينة. ويعيش في مدينة الرقة، التي تبعد عن محافظة حلب 200 كيلومتر، نحو مليون نسمة يتوزعون بين عرب وأكراد.
ويؤكد عدي، أحد الناشطين المنظمين للمظاهرات في المدينة، أن «التشييع الذي تحول إلى مظاهرة كبرى يوم جمعة (التدخل العسكري الفوري) شارك فيه عرب وأكراد». ويضيف «الأمن السوري ارتبك من خروج كل هذه الأعداد في مدينة كان يعتقد أنها تحت سيطرته، فأطلق النار بشكل عشوائي وسقط تسعة شهداء والكثير من الجرحى. كما عمد الأمن إلى اختطاف الجثث من المشفى الوطني. وبعد مفاوضات مع الأهالي أعطاهم الجثث مشترطا عليهم إقامة مراسم التشييع في الصباح الباكر لتجنب الحشود الكبرى».
ويجزم الناشط بأن مظاهرة الرقة بأعدادها الكبيرة «أعادت للثورة السورية مفهوم التظاهر السلمي الذي سلب منها، بعد العنف الوحشي الذي مارسه النظام الأسدي ضد الثوار السوريين، مما دفهم للالتجاء للجيش السوري الحر وتقديم كل الدعم اللازم له».
ولا يستبعد الناشط أن «تتطور الأمور في الرقة ويضطر الناس بسبب قمع النظام إلى الدفاع عن أنفسهم واحتضان عناصر منشقة؛ كما حصل في بقية المحافظات التي بدأت الاحتجاجات فيها سلمية».
وعن القرب الجغرافي للمدينة من محافظة حلب، أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، وتأثير ذلك في زيادة رقعة الاحتجاجات فيها، يقول الناشط: «ريف حلب منتفض بأكمله، أما المدينة فلا يزال التجار المتحالفون مع بعض رجال الدين يؤيدون النظام مما ينعكس سلبا على الثورة». ويضيف: «قد تؤثر انتفاضة الرقة في الحراك الحلبي ولكن بشكل بسيط، وذلك من خلال النسيج المجتمعي المشترك بين المدينين، حيث تتوزع الكثير من العشائر والعائلات بين المحافظتين».
يذكر أن مدينة الرقة تضم مناطق ثائرة منذ اندلاع الانتفاضة في مارس (آذار) الماضي، كتل أبيض ومعدان وعين عيسى. ويعتمد سكانها الذين يتكلمون لهجة عربية بدوية في اقتصادهم على سد الفرات والأعمال الزراعية، كما يستفيدون من الحقول النفطية المجاورة. وتحوي المدينة متحفا تاريخيا صغيرا يسمى متحف الرقة يحوي آثارا تعود إلى العصر العباسي، ومن أهم الآثار الباقية في المدينة قصر العذارى أو قصر البنات والجامع الكبير الذي بني في القرن الثامن الميلادي. تحتوي المدينة القديمة أيضا على أضرحة عدد من رجال الدين المسلمين، منهم الصحابي عمار بن ياسر وأويس القرني.
مآسي الأسدين
تاريخ مشترك من المجازر امتد على مدار4 عقود.. أكثرها وحشية في حماه عام 1982
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
تاريخ واحد من المجازر وصورها المتشابهة ارتبطت بـ«النظام الأسدي» من الأب إلى الابن.. امتد على مدار 42 عاما.
العشرات من المجازر راح ضحيتها عشرات الآلاف بين قتيل ومفقود أبرزها مجزرة حماه، في عام 1982، وسجن تدمر 1980، وغيرها وغيرها.. ارتكبتها آلة قمع النظام في مناطق سوريا عدة، وتوجهت حديثا في عهد الثورة التي تفجرت قبل عام. كلها مذابح موثقة تنتظر تحقيقات دولية علها تكشف هوية آلاف الضحايا ومكان وجودهم.
تقول منظمة العفو الدولية (آمنستي) في تقريرها الذي أصدرته في الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية: «لقد وصل حجم التعذيب والإساءة في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة، ليعيد ذكريات حقبة مظلمة سادت البلاد خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد وحزب البعث». وليس بعيدا عن هذا السياق ما كانت المنظمة الأميركية قالته في وقت سابق من أن «بشار الأسد ورث بلدا محملا بتركة ثقيلة من الانتهاكات، لكنه لم يتخذ أي خطوة ملموسة للإقرار والتصدي لها، أو إلقاء الضوء على مصير آلاف الأشخاص الذين اختفوا منذ حقبة الثمانينات».
وفي مقارنته بين المجازر التي ارتكبها النظام السوري في عهد كل من الرئيسين حافظ وبشار الأسد، قال رياض الشقفة، مراقب عام الإخوان المسلمين في سوريا لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الابن من ذاك الأب. كلاهما من فصيلة واحدة. ينتهجان أسلوبا واحدا فاق الخيال، في القتل والمجازر والجرائم. نظام من الوحوش في ثياب بشر. ويضيف: «ما قام به الأب خلال عقود يقوم به الابن اليوم، وسجنا تدمر وصيدنايا شاهدان على هذه الوقائع. وكل المجازر التي ارتكبها النظام بحق السوريين خلال الثورة تعكس الصورة نفسها». وحسب مصادر المعارضة السورية وخبراء ومتابعين للأوضاع السورية، فقد وقعت خلال فترة الثمانينات عدة مجازر، وأبرزها مايلي:
مجزرة حماه:
وقعت في الثاني من فبراير (شباط) 1982، حين باشرت وحدات عسكرية حملة على المدينة بتهمة وجود عشرات المسلحين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين المعارضة فيها، وتم تطويق المدينة وقصفها بالمدفعية قبل اجتياحها عسكريا وقتل واعتقال عدد كبير من سكانها. وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماه، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
وتشير بعض التقارير إلى سقوط ما بين عشرين وأربعين ألف قتيل، وفقدان نحو 15 ألفا آخرين، ولا يزال مصير عدد كبير منهم مجهولا حتى الآن، كما تعرضت المدينة إلى تدمير شبه كامل شمل مساجدها وكنائسها ومنشآتها ودورها السكنية، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من سكانها بعد انتهاء الأحداث العسكرية.
مجزرة تدمر:
وقعت في سجن تدمر في 27 يونيو (حزيران) 1980. وهي واحدة من أكبر المجازر التي نفذت في عهد الرئيس الأب، وأودت بحياة مئات السجناء، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.
ونظرا للتكتم المستمر على المجزرة من قبل السلطات، فإن التقديرات بشأن أعداد الضحايا تتفاوت بين مصدر وآخر، ففي حين تشير بعض التقديرات إلى تجاوزها لـ600 شخص، تشير تقديرات أخرى دولية إلى أن عددهم يزيد على ألف قتيل. وقد وقعت هذه المجزرة في اليوم التالي لما قالت السلطات عنه إنه محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الأسد، الذي حمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية.
ووفق ما ينقل من معلومات فإن جثامين القتلى نقلت بواسطة شاحنات وتم دفنها في حفر أعدت مسبقا، في واد يقع إلى الشرق من بلدة تدمر، وما زالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان تصر على مطلبها بالكشف عن أسماء الضحايا وأماكن دفنهم. وتقول منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن «وحدات كوماندوز من سرايا الدفاع قتلت ما يقدر بنحو ألف سجين أعزل، غالبيتهم من الإسلاميين، انتقاما من محاولة اغتيال فاشلة ضد الأسد»، مؤكدة أنه «لم يتم الإعلان عن أسماء الذين قتلوا إطلاقا».
وفي حين لم يعرف عن المجزرة في تاريخ تنفيذها، فقد ظهرت بعض المعلومات عنها في العام التالي لوقوعها، وتحديدا بعد اعتقال السلطات الأردنية اثنين من المشاركين في المجزرة، كانا ضمن مجموعة اتهمت بالتخطيط لاغتيال رئيس وزراء الأردن الأسبق، مضر بدران، حيث أدليا بتفاصيل المجزرة، فسارعت في ذلك منظمة العفو الدولية إلى مطالبة السلطات السورية بإجراء تحقيق في المجزرة، لكن لم يتم تنفيذ الطلب.
ووصفت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة – في ذلك الوقت – المجزرة بأنها تتعدى حدود جرائم القتل المتعمد المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات السوري، حيث يعتبر الآمرون بها وكل منفذيها مسؤولين جنائيا عن هذه المجزرة.
مجازر حلب:
أهمها مجزرة حي المشارقة صباح عيد الأضحى 11 أغسطس (آب) 1980 وقتل فيها نحو مائة شخص. ومجزرة بستان القصر يوم 12 أغسطس 1980، وقتل فيها 35 شخصا. ومجزرة قرب قلعة حلب وقتل فيها أكثر 110 أشخاص، وثمة روايات أخرى تقدر عدد القتلى بنحو 1600 إلى 1900 قتيل بينهم جرحى دفنوا أحياء. كما ارتكبت الكثير من المجازر في محافظة إدلب عام 1980، لا سيما في مدينة جسر الشغور، التي قتل فيها نحو 97 شخصا، ومجزرة سرمدا قتل فيها 40 شخصا، بالإضافة إلى مجازر وانتهاكات في معرة النعمان وخان شيخون، ومجازر أخرى في دمشق وحمص والرستن وتلبيسة وفي بانياس واللاذقية قتل فيها الآلاف وسجن أكثر من ثلاثين ألفا.
مجازر في السجون:
وفقا لمنظمات حقوقية، فإن سبع مجازر جماعية في السجن وقعت خلال الأعوام 1980و1981و1982 من القرن الماضي، وذهب ضحيتها مئات السوريين، لكن لا تزال ملفاتها غير واضحة المعالم لغاية اليوم.
مجازر عهد الثورة:
على أرض الثورة، وتحديدا على خط المجازر الكبيرة منها والصغيرة، قد يكون من الصعب فصل هذا النوع من الجرائم، عن عمليات القتل العشوائية التي ترتكب في مناطق سوريا عدة، والتي قد يتجاوز عدد ضحاياها المائة قتيل يوميا، يمكن القول إن هذه المجازر وإن طاولت معظم المناطق السورية، فإنها ارتكزت في معظمها في حمص وإدلب وحماه.
هذا الواقع جعل منظمة «هيومان رايتس ووتش» تضع انتهاكات الحكومة السورية خارج نطاق القانون، واعتبارها تمثل جرائم ضد الإنسانية، كما اعتبرت سارة لي ويتسون، مديرة الشرق الأوسط في المنظمة، أن «حمص هي صورة مصغرة لوحشية الحكومة السورية».
ونظرة لا يمكن إلا أن تكون سريعة على المشاهد ومقاطع الفيديو التي ينجح الناشطون السوريون في تسريبها عبر الإعلام ومواقع الثورة السورية و«يوتيوب»، تكفي لإعطاء صورة واضحة عن هذه الانتهاكات وأساليب التعذيب التي يتعرض لها المعارضون قبل أن يقتلوا. وتأتي مجزرة حي «كرم الزيتون والعدوية» في حمص التي وقعت في 12 مارس (آذار) الحالي، والتي استدعت ردود فعل عربية ودولية وما نقل من روايات حولها على لسان ناشطين، لتمثل «خير نموذج» لهذه المجازر. وكان قد عمد على أثرها المجلس الوطني السوري إلى دعوة «جامعة الدول العربية» ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى «تحرك دولي فاعل»، كما حث مجلس الأمن على «اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها، بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه آلة الموت والقتل والتدمير».
وقد أودت مجزرة حمص بحياة 57 مدنيا، بينهم 28 طفلا و23 امرأة، وقال ناشطون سوريون إن «الشبيحة ذبحوهم بالسكاكين وأحرقوا آخرين أحياء»، وأكد عنصر في «الجيش السوري الحر» يدعى أبو محمد لوكالة الصحافة الفرنسية حصول المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام، مشيرا إلى «عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز أعمارهن 17 عاما، تم اقتيادهن إلى الملاجئ حيث اغتصبن، ثم ذبحن بالسكاكين».
وبعد أقل من يوم واحد على مجزرة حمص، وقبل أن يدفن الأهالي موتاهم، استفاق أهل إدلب على مجزرة مماثلة على مقربة من «جامع بلال» في المدينة، حيث أعدمت قوات النظام أربعين شخصا رميا بالرصاص، وذلك إثر محاولتهم التعرف على جثث لسبعة أشخاص قتلوا وهم يحاولون الفرار إلى بلدة بنش بإدلب.
وفي التاسع من شهر مارس الحالي أيضا، نقلت الهيئة العامة للثورة السورية، أن قوات النظام ارتكبت مجزرة في مسجد الحنابلة في حمص، أودت بحياة عشرات المصلين إثر استهدافهم أثناء خروج المصلين من المسجد.
وفي 27 فبراير 2012، قامت القوات السورية في محيط حي بابا عمرو بمدينة حمص بارتكاب مجزرة مروعة بحق مدنين نازحين من الحي الذي كان محاصرا منذ أكثر من 25 يوما. وقد عثر في وقت لاحق على جثث الضحايا على الطريق بين قرية الغجر والتنونة (47 جثة) وشمال سد الشنداخية (17 جثة)، وكانت جمعيها تحمل آثار التعذيب.
وفي 23 فبراير حطت المجازر رحالها في إدلب، وتحديدا في جبل الزاوية، بعدما أعلن الناشطون عن أن 27 جثة مشوهة تم تجميعها في أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش النظامي بعد نقلها من قرى العرقوب وابلين وكورين.
وفي الشهر عينه، أيضا، وتحديدا فيما أطلق عليه «خميس الغضب من إيران» في 9 فبراير 2012، شهدت سوريا خميسا داميا وأُعلن عن سقوط أكثر من 134 قتيلا، معظمهم في حمص التي تم قصفها بالدبابات.
ولم تمر ذكرى مجزرة حماه الثلاثين التي ارتكبها الأسد الأب، وأحيت المعارضة ذكراها في مظاهرات حاشدة، من دون أن يعود الأسد الابن ليرتكب مجزرة مماثلة، إنما هذه المرة في حي الخالدية في حمص، إذ وصل عدد ضحايا يوم 4 فبراير 2012، الذي وصف بأكثر أيام الثورة دموية إلى نحو 340 قتيلا و1300 فاقت قدرة استيعاب المستشفيات. ووصف جواد، وهو أحد الناشطين الشبان في حي الخالدية في حمص، هذه المجزرة بـ«الكارثة»، مؤكدا أن قصف المنطقة طوال الوقت، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أول قذيفة «هاون» سقطت استهدفت منزلا في ساحة الحرية لعائلة من آل الغندلي فسوته بالأرض، وعندما تجمع شباب المنطقة والناشطون في محاولة منهم لانتشال القتلى استهدفوا بقذيفة أخرى محدثة «مجزرة»، ثم بعد ذلك عادت القذائف لتطلق بشكل متقطع وبشكل عشوائي أدت إلى سقوط مبنيين بشكل كامل قتل فيهما كل القاطنين، بينما توزعت القذائف الأخرى على عدد من المنازل والمباني محدثة أضرارا جزئية وموقعة عددا كبيرا من القتلى والجرحى الذين لم تتسع المستشفيات لهم.
وبعد أقل من 24 ساعة على مجزرة حي الخالدية، وقبل أن ينتهي أبناؤها من لملمة جراحهم، لم يختلف المشهد المأساوي كثيرا في داريا، في ريف دمشق، حيث كان أبناؤها على موعد مع مجزرة مماثلة، وذلك إثر تعرضها لهجوم استهدف مشيعي ضحايا جمعة «عذرا حماه.. سامحينا» في ذكرى مجزرة حماه الثلاثين، حيث فتحت عناصر الأمن النار على المشيعين، مرتكبة مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من 17 قتيلا ممن كانوا يشاركون في التشييع و80 جريحا. وتزامنت هذه المجزرة مع اقتحام شامل نفذته قوات الأمن السوري على المدينة.
وكانت حصة الشهر الأول من العام الحالي كبيرة من المجازر بحق المدنيين، لا سيما الأطفال، في مجزرة كرم الزيتون في حمص في 26 يناير (كانون الثاني)، ومن ثم في الرستن التي تعرضت للقصف العشوائي بالمدفعية والقذائف الصاروخية، مما أدى إلى سقوط 17 شهيدا. وفي 21 من الشهر نفسه أيضا، وجد في المستشفى الوطني في إدلب أكثر من 30 جثة بعضها مشوه وتظهر عليه آثار التعذيب.
في إدلب أيضا، وفي يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) 2011، كان للمجزرة موقعها في بلدة كفر عويد في جبل الزاوية، حيث أفاد المرصد السوي لحقوق الإنسان بأن 111 مدنيا على الأقل قُتلوا برصاص قوات الأمن السورية بعدما حاولوا الفرار إلى البساتين خوفا من الاعتقال.
كذلك، نهاية عام الـ2011 كانت «مأساوية»، فقد نفذت مجزرة بحق 111 مدنيا على الأقل قتلوا برصاص الأمن في بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب في 20 ديسمبر.
وفي السادس من يونيو، كانت عناصر الجيش في جسر الشغور على موعد مع مجزرة جماعية أودت بحياة 120 منهم، أكد ناشطون أن قوات النظام عمدت إلى تصفيتهم بعدما حاولوا الانشقاق. مع العلم أن مجازر شهر يونيو (حزيران) كانت قد بدأت مع جمعة «أطفال الحرية» في الثالث منه، حين خرج نحو حماه 60 ألف متظاهر إلى ساحة الشهداء، لكن النتيجة كانت مجزرة أودت بأرواح 70 متظاهرا على الأقل.
وضمن السياسة نفسها، وإن كانت حينها لا تزال محصورة بعدد قليل من القتلى مقارنة بتلك التي وصلت إليها اليوم، فقد وقعت مجزرة في درعا في 22 مايو (أيار) 2011، استهدفت عددا من الناشطين السوريين الذين كانوا يحملون المساعدات الغذائية وهم في طريقهم لإرسالها للعائلات السورية. وكان قد سبقها قبل شهرين تقريبا، وتحديدا بعد عشرة أيام من اندلاع الثورة الشعبية، مجزرة الصنمين في درعا، قتلت خلالها قوات الأمن السورية عشرين محتجا على الأقل، بعدما أطلقت عليهم الرصاص عشوائيا.
وكل صباح يستفيق السوريون على مجازر مروعة يصعب حصرها، في ظل دعاية إعلامية رسمية مضللة لا تمل من خلط الأوراق، تفلح إلى حد ما في تضليل المتخوفين من سقوط النظام وحالة الفوضى. ويقول المراقبون إن الابن يعيد تكرار سيرة أبيه حرفيا مع الرغبة القاتلة في البقاء على كرسي السلطة. وعلى الرغم من ذلك لم تمنع مجازر الأب ولا الابن من اندلاع الثورة في مارس 2011 بعد انطلاق شرارة الربيع العربي في بلاد العرب.
قوات الأمن تفرّق تظاهرة لـ “هيئة التنسيق” في دمشق و”الشبيحة” يعتدون على أحد مسؤولي المعارضة
قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في فرع الأمن السياسي في حلب
قتل شخصان وأصيب 26 آخرون بجروح أمس في إنفجارين وقعا في مدينة حلب، في حين قتل خمسة اشخاص من بينهم اربعة عسكريين في سوريا امس، وسط قيام الجيش السوري بتنفيذ عمليات متفرقة في انحاء عدة من البلاد على ما افاد ناشطون ومراقبون.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “سقط شهداء وجرحى في انفجار سيارة مفخخة في حي السليمانية بحلب قرب فرع الامن السياسي”.
واعلن الناطق باسم تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “الانفجار وقع في محيط فرع الامن السياسي في حلب، تبعه اطلاق نار كثيف جدا”.
وقال مصدر محلي في مدينة حلب إن “سيارة مفخخة إستهدفت مبنى فرع الأمن السياسي في مدينة حلب، ما أدى الى مقتل شخصين وإصابة 24 آخرين بجروح”.
وأشار المصدر الى جرح شخصين بانفجار عبوة ناسفة في ساحة بستان باشا وسط مدينة حلب. أضاف المصدر أن “عبوة ناسفة انفجرت في دوار الصاخور في حلب، لم تحدث أي أضرار بشرية أو مادية”.
وكان مصدر محلي في مدينة حلب قال إن “سيارة مفخخة إستهدفت مبنى إدارة الأمن السياسي في المدينة، الذي يقع في منطقة السليمانية وما يعرف بدوار السياسية، وهو دوار مزدحم وسط مبانٍ سكنية”.
وأضاف المصدر أن “المبنى الأمني مؤلف من اربعة طوابق وهو قريب من الشارع، ولم تصل السيارة الى المبنى بسبب وجود حواجز إسمنتية وضعت منذ فترة”.
وأشار المصدر الى “وقوع انفجار آخر في دوار الصاخور في مدينة حلب، ولم تتضح طبيعته ، أو هل هو بسيارة مفخخة أم بعبوة ناسفة”.
وشهدت العاصمة السورية دمشق السبت، ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة إستهدفت مقر إدارة الاستخبارات الجوية في ساحة التحرير ومبنى إدارة الأمن الجنائي في ساحة الجمارك، بينما استهدفت حافلة عسكرية بسيارة مفخخة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك قرب دمشق، وأوقعت نحو 29 قتيلاً و140 جريحا.
ومنذ كانون الاول (ديسمبر)، وقعت انفجارات عدة في سوريا أدت الى مقتل عشرات الاشخاص، لا سيما في دمشق وحلب. وفي العاشر من شباط (فبراير) أسفر انفجاران بسيارتين مفخختين في حلب (شمال) عن مقتل 28 شخصا وجرح 235 آخرين.
وتشهد سوريا منذ الخامس عشر من اذار (مارس) 2011 حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد اسفر قمعها عن مقتل اكثر من تسعة الاف شخص، بحسب المرصد.
وميدانيا، قتل خمسة اشخاص من بينهم اربعة عسكريين في سوريا امس، فيما ينفذ الجيش السوري عمليات متفرقة في انحاء عدة من البلاد.
ففي محافظة درعا (جنوب)، قتل مواطن في قرية سحم الجولان اثر اطلاق رصاص خلال مداهمة نفذتها القوات النظامية بحثا عن مطلوبين، بحسب المرصد.
ونسف مجهولون جسراً على طريق دمشق ـ عمان الدولي، صباح امس في موقع خربة غزالة في محافظة درعا جنوب سوريا. وقالت مصادر في مدينة درعا إن مجهولين أقدموا عند الساعة السابعة صباحاً على تفجير جسر واقع على طريق دمشق ـ عمان الدولي، في خربة غزالة في محافظة درعا جنوب سوريا، ما أدى الى إنهياره بالكامل.
وأضافت أن الجسر الذي تم استهدافة يبلغ طوله 30 متراً وعرضه 32 متراً، وتم تفجيره عن طريق سلك مُدّ لمسافة 200 متر عن مكان التفجير، مشيرة الى أن مساحة الجسر تبلغ أكثر من 900 متر مربع.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل اربعة من القوات النظامية وجرح 11 آخرون في اشتباكات دارت مع منشقين في قرية خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب ان الاشتباك وقع عندما “حاول الجيش النظامي اقفال طريق يستخدمه اللاجئون في الهرب الى تركيا، فاشتبك معه العناصر المنشقون” مشيرا الى ان “الاشتباكات كانت عنيفة”.
واقتحمت قوات عسكرية قرية مرعيان في جبل الزاوية وشنت حملة مداهمات بحثا عن مطلوبين، بحسب ما اعلن ناشطون في المحافظة.
وفي محافظة حلب (شمال) تعرضت مدينتا الاتارب واعزاز لقصف القوات النظامية فجر امس، بحسب ما افاد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي. وقال الحلبي في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان “مدينة الاتارب المحاذية للحدود مع ريف ادلب تتعرض للقصف والحصار منذ 33 يوما في محاولة من النظام لاحكام الحصار على محافظة ادلب” حيث تركزت في الايام الاخيرة عمليات الجيش السوري.
واوضح ان اعزاز، كبرى مدن ريف حلب، “تكتسب اهمية استراتيجية بسبب قربها من الحدود التركية وعبور الجرحى المدنيين والمنشقين منها” الى هذا البلد المجاور.
وفي ريف دمشق، نفذت قوات عسكرية امنية مشتركة حملة دهم في مدينتي عرطوز وقطنا بحثا عن مطلوبين، بحسب ما افاد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.
ويشهد ريف دمشق في الاونة الاخيرة تزايدا في حركة الانشقاق عن القوات النظامية.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في احياء مدينة دير الزور، فيما نفذت القوات العسكرية والامنية حملة اعتقالات في مدينة القورية، بحسب المرصد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن قوات الامن اعتقلت قياديا في تكتل سياسي معارض اثناء تظاهرة ضمت مئات الاشخاص في العاصمة دمشق أمس.
وقال المرصد ان عناصر من “الامن والشبيحة اعتدوا على القيادي المعارض محمد سيد رصاص واعتقلته مع مجموعة” من الناشطين في هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، اثناء تظاهرة “ضمت المئات وطالبت باسقاط النظام”.
وتعد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي ابرز تكتل لشخصيات سياسية معارضة داخل سوريا.
وعبر نحو مئتي مواطن سوري الحدود التركية السبت هربا من اعمال العنف في بلادهم مما يرفع الى 15900 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، كما اوردت وكالة انباء الاناضول التركية.
وقد اجتاز اللاجئون وبينهم نساء واطفال، الحدود في محافظة هاتاي (جنوب) المجاورة لمحافظة ادلب السورية (شمال غرب).
ونقلت وكالة الاناضول عن مصادر من وزارة الخارجية التركية ان قوات الامن التركية تكفلت باللاجئين لنقلهم الى مخيمات.
وتواجه تركيا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في اذار(مارس) 2011 تدفقا للاجئين في محافظة هاتاي التي تضم ستة مخيمات نصبها الهلال الاحمر التركي.
(اف ب، رويترز، يو بي اي، أش أ، قنا)
الاشتباكات تمتد لمناطق عدة وتحركات عربية دولية
“مفخخات الموت” تنتقل إلى حلب
سقط قتلى جدد في سوريا، أمس، في تفجيرين جديدين شهدتهما مدينة حلب (شمال)، وعمليات أمنية واشتباكات في مناطق سورية أخرى، في وقت تعتزم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدء محادثات مع المسؤولين في موسكو اليوم الاثنين، حول الوضع في سوريا، بالتزامن مع مغادرة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إلى أوروبا لعقد لقاءات تتناول الشأن السوري، مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة إلى سوريا كوفي عنان، ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، فيما أكد سفير بريطانيا لدى دمشق، أن أي تدخل يحتاج إلى إجماع دولي، وتفويض .
وقتل شخصان على الأقل، وأصيب 26 آخرون بجروح، بانفجارين في حلب . وقال مصدر محلي إن “سيارة مفخخة استهدفت مبنى فرع الأمن السياسي، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 24 آخرين” . وأشار إلى جرح شخصين بانفجار عبوة ناسفة في ساحة بستان باشا وسط المدينة . وأضاف أن “عبوة ناسفة انفجرت في دوار الصاخور، لم تحدث أضراراً بشرية أو مادية” . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 3 أشخاص قتلوا، وأصيب أكثر من 25 بجروح في الانفجار .
وشهدت أنحاء عدة من سوريا عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين، في دمشق وريفها، ودرعا (جنوب)، وإدلب (شمال غرب)، وحلب (شمال)، ودير الزور (شرق)، والرقة (شمال شرق) . وحمص (وسط) .
من جهته، دعا السفير البريطاني لدى سوريا سايمون كوليس إلى “طمأنة الأقليات والعلويين إلى مستقبلهم”، وأكد أن بريطانيا “لا تعتزم تدخلاً عسكرياً في سوريا لا يحظى بإجماع دولي ولا يستند إلى أساس قانوني” .
ويتوجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى موسكو، حيث سيجري محادثات تتعلق بالوضع الإنساني في سوريا، فيما غادر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي القاهرة متوجها إلى بروكسل وجنيف، في بداية جولة أوروبية تشمل جنيف وتستغرق أربعة أيام، لبحث آخر تطورات الأزمة السورية مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي . (وكالات)
اشتباكات فجر الاثنين في حي المزة والوفد الدولي يصل الى دمشق
دمشق – دارت اشتباكات “هي الاعنف” من نوعها، بحسب المرصد السوري، في دمشق فجر الاثنين بين القوات النظامية ومنشقين عنها في حي المزة في العاصمة، قبيل وصول البعثة المفوضة من المبعوث الدولي كوفي انان لاجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة دمشق مرتضى رشيد في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “اصوات انفجارات وتبادل لاطلاق النار سمعت فجر اليوم في منطقة المزة في ما يبدو انه عملية للجيش السوري الحر على القوات النظامية” مشيرا الى “وقوع اصابات في صفوف القوات النظامية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 18 جريحا على الاقل من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين “هي الاعنف من نوعها والاقرب الى المراكز الامنية في العاصمة السورية منذ انطلاقة الثورة السورية”.
ونقل رشيد ان “سيارات اسعاف توجهت الى المكان +دون اصدار صوت اسعاف+”.
وقال مرتضى رشيد ردا على سؤال ان “هذه العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر في دمشق تساهم في حجز قوات كبيرة للنظام في دمشق لتخفيف الضغط عن المدن والمناطق المحاصرة”، مشيرا الى “استقدام النظام لوحداته التي تشن عمليات في ريف دمشق الى العاصمة بعد الاشتباكات”.
وذكر التلفزيون السوري، من جهته، في شريط اخباري عاجل ان “اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام وعصابة ارهابية مسلحة اتخذت احد المنازل ضمن منطقة سكنية وكرا لها (أسفرت) عن مقتل ثلاثة ارهابيين واعتقال الرابع واستشهاد عنصر من قوات حفظ النظام واصابة ثلاثة اخرين”.
واضاف التلفزيون ان هذه الاشتباكات اوقعت “اضرارا مادية داخل المنزل الذي اتخذه الارهابيون وكرا لهم حيث استخدموا القنابل وقذائف الار بي جي اضافة الى الاسلحة الرشاشة ضد قوات حفظ النظام”.
وتكتسب الاشتباكات في حي المزة اهمية اذ يقع على مقربة من القصر الرئاسي، ويقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، اضافة الى وجود مراكز امنية عدة فيه.
ياتي ذلك فيما اعلن المتحدث باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي انان الى سوريا، احمد فوزي لوكالة فرانس برس ان بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين اوفدهم انان الى دمشق “وصلت بالفعل” الاثنين في محاولة لوقف اعمال العنف الدامية في هذا البلد.
واضاف فوزي ان “زيارة انان المقبلة الى سوريا ستكون رهنا الى حد كبير بالتقدم الذي يحرز” خلال المحادثات بين خبراء الامم المتحدة والسوريين.
وكان انان اعلن الجمعة من جنيف ان البعثة ستغادر “نهاية هذا الاسبوع لمواصلة المشاورات والاقتراحات التي طرحناها”، مضيفا “آمل في ان يتم تسهيل مهمتها”.
وكان المتحدث افاد فرانس برس الجمعة ان “انان قرر ايفاد بعثة الى دمشق لمناقشة تفاصيل آلية مراقبة ومراحل اخرى عملية لتنفيذ (…) بعض اقتراحاته على ان يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازر”.
ومنذ منتصف اذار/مارس 2011، اسفر قمع النظام السوري للحركة الاحتجاجية المناهضة له عن مقتل تسعة الاف شخص على الاقل معظمهم من المدنيين وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وجدد الرئيس السوري بشار الاسد بموجب مرسوم الاثنين “فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الاول لعام 2012 لمدة اسبوع بدا من 22 اذار/مارس” حسبما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وستجرى انتخابات مجلس الشعب في السابع من ايار/مايو.
ميدانيا، تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية، كما تتواصل الاشتباكات بين الجيش ومنشقين في عدد من مناطق البلاد.
ففي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل شاب في مدينة خان شيخون اثر اصابته برصاص قناصة، وفقا للمرصد.
وافاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب نور الدين العبدو بتعرض قرية ابديتا في جبل الزاوية لاقتحام القوات النظامية، وهي قرية العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر.
وفي قرية مرعيان “احرقت السلطات السورية اكثر من 60 منزلا خلال 24 ساعة”، بحسب المرصد.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل ضابط برتبة مقدم واصيب ضابطان اخران بجروح خطرة وذلك اثر اطلاق الرصاص من قبل مسلحيم مجهولين على سيارة كانت تقلهم على طريق السفيرة حلب عند مفرق بلدة تل شغيب، وفقا للمرصد.
وفي حمص (وسط)، اضاف المرصد “سقطت عدة قذائف هاون على حي باب السباع مما تسبب باحتراق بعض المنازل كما اقتحمت قوات امنية حي كرم الشامي صباحا ونفذت حملة اعتقالات”.
وافادت لجان التنسيق المحلية بتعرض حي الخالدية لقصف بمدافع الهاون.
وفي ريف حمص، اضاف المرصد “تعرضت قرية جوسيه (ريف حمص) المحاذية للحدود مع لبنان، لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف من القوات النظامية” مشيرا الى “اصابة خمسة مواطنين بجراح”.
وفي ريف حماة (وسط)، تعرضت بلدة قلعة المضيق لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقصف مدفعي، بحسب المرصد.
وفي دير الزور (شرق)، افاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين القوات النظامية المعززة بمدرعات وعناصر منشقين، بحسب ناشطين في المدينة.
واوضح المرصد “تدور اشتباكات عنيفة قرب دوار غسان العبود بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة” مشيرا الى ان “اشتباكات عنيفة دارت يوم امس في عدة احياء بالمدينة اسفرت عن سقوط 25 على الاقل من المجموعات المسلحة وفقدان 33 منهم وخمسة من القوات النظامية بينهم ضابطان”.
واضاف “تسيطر الان المجموعات المسلحة المنشقة على حي الحميدية وتجول في شوارع الحي بسيارات رباعية الدفع”.
وفي محافظة درعا (جنوب)، اقتحمت بلدة كفر شمس قوات عسكرية امنية مشتركة تضم ناقلات جند مدرعة وسيارات رباعية الدفع نصب عليها رشاشات متوسطة ونشرت حواجز على مداخل البلدة و في شوارعها.
وصول عدد جديد من اللاجئين السوريين إلى تركيا بينهم ضابطان برتبة لواء
عبر حوالي مئتي سوري الحدود التركيّة في الساعات الـ24 الأخيرة هربًا من أعمال العنف في بلادهم، ما يرفع إلى 16100 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان إلى صفوف المنشقّين عن الجيش السوري.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر دبلوماسي تركي، طالبًا عدم كشف اسمه، قوله إنّ “الضابطين وصلاً الجمعة ووصل نحو 200 شخص معظمهم من النساء والأطفال منذ أمس”. ولم يكشف المصدر هوية الضابطين الجديدين اللذين انشقا عن الجيش السوري. وبذلك يرتفع إلى تسعة عدد الضباط الذين فروا الى تركيا مع عشرات العسكريين الاخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في آذار 2011 بحسب المصدر نفسه.
وتجدر الاشارة إلى أنّ تركيا تواجه منذ بدء الحركة الاحتجاجيّة في سوريا تدفقًا للاجئين في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة والتي تضم ستة مخيمات نصبها الهلال الاحمر التركي. ويقيم ايضًا في هذه المخيمات افراد في “الجيش السوري الحر”. وتقول السلطات التركية ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري مؤخرًا على ادلب معقل المتمردين على النظام يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الايام الاخيرة.
ويجري حاليًا إقامة مخيّمين آخرين يتّسع احدهما لـ13 الف شخص والاخر لـ20 الفًا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق). وقال الهلال الأحمر التركي انه يستعد لسيناريوات عدة منها وصول كثيف لـ500 الف لاجئ سوري إلى تركيا.
يشار إلى أنّ الناشطة المعارضة اليمنيّة الحائزة جائزة “نوبل” للسلام لعام 2011 توكل كرمان زارت الاحد مخيّمًا للاجئين قرب الحدود السورية بعد سلسلة محادثات في انقرة مع مسؤولين اتراك. والتقت في المخيم عائلات فرت من اعمال العنف وقمع نظام بشار الاسد.
(أ.ف.ب.)
ناشطون: مقتل العشرات باشتباكات دمشق
قال ناشطون إن عشرات من الأمن السوري قتلوا وجرحوا في اشتباكات غير مسبوقة الليلة الماضية وصباح اليوم في حي المزة بدمشق مع الجيش الحر, في حين تجدد القصف العنيف على مدينة حمص.
وأكدت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية حدوث اشتباكات وانفجارات في حي المزة الذي يقع في القسم الغربي من دمشق, وهو أحد أشد الأحياء تحصينا في العاصمة السورية حيث يضم سفارات ومقرات أمنية, ومساكن لمسؤولين بارزين.
وسبق حدوث اشتباكات في بعض أطراف دمشق, لكنها المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهات بهذه القوة داخل المدينة.
حصيلة المواجهات
وتحدث ناشطون عن مقتل 84 شخصا وإصابة 195 آخرين, وقالوا إن سيارات إسعاف نقلت عشرات المصابين من عناصر الأمن والشبيحة إلى مستشفى المواساة.
ووفقا للمصادر ذاتها فإن ضابطين كبيرن من الأمن السوري أصيبا في المواجهات التي بدأت منتصف الليل واستمرت حتى الرابعة من صباح اليوم بتوقيت دمشق.
وقال شهود عيان لرويترز إن أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية استخدمت في الاشتباكات. وأغلقت القوات السورية شوارع جانبية, وأطفأت الإنارة العامة في الحي خلال الاشتباكات, وحلقت لاحقا مروحيات عسكرية مستخدمة الكشافات الضوئية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن اشتباكات المزة هي الأعنف والأقرب إلى المنشآت الأمنية في دمشق, كما أشار ناشط إلى إصابة 18 عسكريا نظاميا سوريا على الأقل في تلك الاشتباكات.
وتزامنت الاشتباكات في حي المزة مع دوي انفجارات في حي القابون, وفي عربين بالغوطة الشرقية بريف دمشق.
كما أنها تزامنت تقريبا مع اشتباكات مماثلة في دير الزور بين الجيشين النظامي والحر. وقال الناشط وائل غيث إن نحو مائتين من مقاتلي الجيش الحر هاجموا مساء أمس مواقع للجيش النظامي والأمن والشبيحة في المدينة ردا على عملية عسكرية قتل فيها ستة منشقين صباح أمس.
وأضاف أن الجيش السوري انسحب الليلة الماضية من الشوراع الرئيسة بالمدينة. وقال الجيش الحر إنه قتل العميد في المخابرات الجوية أيهم الحمد خلال الاشتباكات.
قصف حمص
من جهته, قال أبو جعفر الحمصي الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش يقصف منذ صباح اليوم بعنف الأحياء القديمة في حمص. وأشار في اتصال مع الجزيرة إلى أن حيّي الخالدية والبياضة من بين الأحياء التي استهدفت اليوم بالصواريخ ومدافع الهاون.
وأكد الحمصي حدوث اشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين في مركز المدينة, مشيرا إلى انفجارات في الحولة والقصير بريف حمص.
وكان 67 شخصا قتلوا أمس خلال عمليات للجيش السوري خاصة في إدلب ودير الزور حسب ناشطين. وجرى أمس أيضا تشييع 66 من قتلى حي بابا عمرو في حمص, وكان هؤلاء لقوا حتفهم خلال الهجوم الواسع الذي شنه الجيش على الحي الشهر الماضي.
وفي إطار العمليات العسكرية أيضا, قال ناشطون إن الجيش اقتحم صباح اليوم بلدة كفر شمس في درعا. وسجلت أمس انشقاقات جديدة شملت حوالي مائتي عسكري من الفرقة الثالثة المتمركزة في القلمون بريف دمشق حسب ناشطين.
وأضافت المصادر ذاتها أن رئيس مفرزة الأمن السياسي بالرقة و22 من عناصره انشقوا بدورهم أمس. وكانت الرقة التحقت الأسبوع الماضي بالثورة عبر مظاهرات حاشدة ردا على مقتل متظاهرين.
بعثة أنان بدمشق لبحث وقف المجازر
وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا اليوم في محاولة لوقف المجازر في هذا البلد، فيما طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من موسكو إقناع دمشق بالسماح بتوصيل المساعدات.
وقال أحمد فوزي -المتحدث باسم أنان في تصريحات للصحفيين في جنيف- إنه ينتظر أن يبحث أعضاء البعثة تفاصيل وآلية مراقبة وقف مقترح للقتال, على أن يشمل ذلك وقفا فوريا للعنف والمجازر في سوريا، لافتا إلى أن زيارة أنان المقبلة إلى هذا البلد ستكون رهنا إلى حد كبير بالتقدم الذي يحرز خلال المحادثات بين خبراء الأمم المتحدة والسوريين.
يأتي ذلك في وقت بدأ فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس الأحد جولة أوروبية تستغرق أربعة أيام وتشمل بلجيكا وسويسرا وذلك لبحث تطورات الأزمة السورية مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يجري العربي خلال زيارته لبروكسل مفاوضات مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بشأن ملف الأزمة السورية، ثم يتوجه بعد ذلك إلى جنيف للقاء أنان ليبحث معه آخر تطورات الوضع في سوريا على ضوء مهمته والتقرير الذي عرضه على مجلس الأمن.
الدور الروسي
من جهة ثانية, ينتظر أن يجري وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور مباحثات في موسكو, تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل, تتركز حول الوضع في سوريا.
وفي موسكو أيضا, يقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر بزيارة لموسكو يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سوريا, ومطالبة روسيا بإقناع الحكومة السورية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقد وصف كيلنبرغر بيان الوضع الإنساني في حمص وإدلب ودرعا وفي بقية المناطق المضطربة بأنه صعب للغاية, محذرا من أنه قد يتفاقم.
وتحدث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان عن إمكانية تطبيق وقف لإطلاق النار من ساعتين يوميا على الأقل للسماح بإجلاء الجرحى، مشيرا إلى أنه يطلب التزاما واضحا من كل الاطراف المعنية لوضع حد للمعارك والتمكن من توصيل المساعدات.
من جهة ثانية, وفي جدة أعلن مسؤول في منظمة المؤتمر الإسلامي أمس الأحد أن بعثة تقييم المساعدات الإنسانية بسوريا التي شكلتها المنظمة والأمم المتحدة موجودة منذ الجمعة هناك.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية عطا المنان بخيت أن البعثة المشتركة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة دخلت الجمعة إلى سوريا لتقييم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وأشار إلى أن البعثة الممثلة بثلاثة خبراء في الشؤون الإنسانية من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي تغطي 15 مدينة سورية.
اتهامات
على صعيد آخر, اتهم المجلس الوطني السوري المعارض من سماها عصابات الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة في سوريا. ووصف التفجيرات بأنها محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وترويع أبناء دمشق وحلب بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في المدينتين.
وطالب بيان للمجلس المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مسؤولية “عصابات الأسد”, كما دعا لتدخل دولي فوري لوقف جرائم النظام.
من ناحية أخرى, كشف تقرير لمعهد أبحاث ستوكهولم الدولي للسلام عن تزايد معدلات شراء سوريا لدبابات روسية بمعدل ست مرات, خلال الفترة من 2007 حتى 2011, وذلك مقارنة مع السنوات الخمس السابقة لتلك الفترة.
وذكر باحثون بالمعهد أن معظم الأسلحة الروسية تتعلق بمنظومات دفاعية وصواريخ مضادة للسفن, وهي نوعيات لم يثبت استخدامها أثناء الثورة السورية. ولم يحدد معهد ستوكهولم قيمة الأسلحة التي جرى بيعها لسوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ويأتي تأكيد المعهد لنقل السلاح الروسي إلى سوريا رغم الحظر الذي تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضه على دمشق بسبب قمع الاحتجاجات.
وثائق الجزيرة تكشف خطط تقطيع دمشق
تواصل قناة الجزيرة كشف محاضر جلسات خلية إدارة الأزمات في سوريا، وهي الحلقة الأمنية الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتكشف الوثائق -التي سربها مدير مكتب المعلومات والبيانات في الخلية عبد المجيد بركات المنشق حديثا عن النظام- كيفية توجيه الخلية أوامر للقيادات الأمنية لتقطيع أوصال العاصمة دمشق عشية كل يوم جمعة لمنع وصول المتظاهرين إلى الساحات الرئيسية.
كما تكشف الوثائق آلية توزيع الشبيحة وعناصر حزب البعث الحاكم في مناطق عدة من دمشق لقمع المتظاهرين, وذلك بناء على توجيهات من أعضاء خلية إدارة الأزمات.
وبحسب بركات فإن أهم تلك الخطط هي “فصل الجيش للمدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرهما عن أريافها في حين تتعلق الإجراءات الأمنية بتوزيع قوات الأمن والشبيحة وقوات حفظ النظام”.
توزيع الأمن على الساحات
وتبين الوثائق كيفية توزيع الساحات الرئيسية -قبل يوم الجمعة- على الأجهزة الأمنية لقمع أي محاولات للتظاهر أو الاعتصام.
وتخصص ساحة العباسيين مثلا وساحة دوار المحافظة لإدارة المخابرات الجوية، أما ساحة الأمويين وساحة المرجة فتعنيان شعبة المخابرات، وأما ساحة السبع بحرات فتناط بإدارة المخابرات العامة، في حين أن ساحة المزرعة وساحة شمدين في ركن الدين توكل لشعبة الأمن السياسي.
وتظهر الوثائق تفويض إدارة خلية الأزمات وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية تثبيت أكثر من 35 حاجزا داخل العاصمة، والطلب من القوى الأمنية عزل دمشق عن ريفها عبر حواجز تقام في المناطق التالية: جسري الكسوة وصحنايا، وطريق القنيطرة دمشق، ودوار السومرية، وطريق السويداء دمشق، وطريق المطار.
كما أعطت خلية إدارة الأزمات أوامرها بقطع كافة الطرق المؤدية إلى دمشق من دوما وحرستا وعربين وزملكا وكفر بطنا والزبداني.
ووفق الخطة يجرى توزيع نحو 20 ألف بعثي ومن تصفهم الوثائق بالعمال (الشبيحة) على عشرات المواقع في العاصمة دمشق، ومن أبرزها الجامع الأموي (ألفا عامل) وجامع العثمان (مائتا عامل) وتجمع شركة سيرونيكس (ألف بعثي وألف عامل) وتجمع مدرسة ابن العميد (700 بعثي و300 عامل) لتغطية منطقة ركن الدين، وينتشر في ملعب العباسيين 4000 بعثي.
ويتضح من الوثائق أن الخلية بإدارة الرئيس بشار الأسد شخصيا هي من يتولى إدارة ملف الحسم العسكري عبر غرفة العمليات الرئيسية التي تصدر أوامرها إلى كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
دراسة: الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية
محمد النجار-عمان
تحت عنوان “سوريا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”, خلصت دراسة قانونية أردنية إلى أن النظام السوري ارتكب جرائم حرب منظمة وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات للقانون الدولي ضد السكان المدنيين خلال العام الأول للثورة.
ذوخلصت الدراسة التي أعدها أستاذ القانون الدكتور محمود عطور إلى أن “استعمال النظام السوري أسلحة ثقيلة لقصف المدن والقرى والاستخدام المفرط غير المتوازن للقوة والعشوائي والانتهاك المنظم لحقوق الإنسان بالقتل والتعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية والاعتقال العشوائي والإعدام الميداني دون محاكمة واغتصاب النساء وغيرها تنسجم مع التعريف الدولي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
واعتبرت الدراسة أن ممارسة كل هذه الأفعال إضافة لسياسة العقوبات الجماعية للمدن وحرمانها من الغذاء والدواء والاتصالات وقتل الصحفيين تنم عن “حركة ممنهجة وسياسة عامة وعلى نطاق واسع خلافا لقواعد قانون الحرب والقانون الدولي الإنساني والشرعة الدولية لحقوق الإنسان بشكل يومي ولفترة تقارب السنة وفي مختلف المناطق والمدن السورية”.
“الدراسة:
أفعال التعذيب المرتكبة من قبل النظام السوري تنطبق على تعريف التعذيب في ميثاق المحكمة الجنائية الدولية
” وحذرت الدراسة القانونية النظام السوري ومسؤوليه بمختلف مراتبهم الوظيفية سياسية كانت أم عسكرية من أن هذه الأفعال والانتهاكات تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالمفهوم القانوني تم استخلاصها من القواعد القانونية العرفية والاتفاقية الدولية و”يرتب المسؤولية الجنائية وهي جرائم لا يشملها التقادم بل تبقى محل مساءلة قضائية جنائية وطنية ودولية مهما طال عليها الزمن”.
وأشارت الدراسة إلى انطباق أفعال مارسها النظام السوري على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي جاء تفسير الجرائم ضد الإنسانية في ميثاقها على أنه “هجوم موجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين نهجا سلوكيا يتضمن الارتكاب المتكرر للقتل العمد والسجن أو الحرمان الشديد على نحو آخر من الحرية البدنية بما يخالف القواعد الأساسية للقانون الدولي، والتعذيب والاغتصاب أو الاستعباد الجنسي ضد أي مجموعة من السكان المدنيين عملا بسياسة دولة أو منظمة تقضي بارتكاب هذا الهجوم أو تعزيزا لهذه السياسة”.
وأشارت إلى أن أفعال التعذيب المرتكبة من قبل النظام السوري تنطبق على تعريف التعذيب في ميثاق المحكمة الجنائية الدولية والتي عرفت التعذيب بـ”تعمد إلحاق ألم شديد أو معاناة شديدة سواء بدنيا أو عقليا بشخص موجود تحت إشراف المتهم وسيطرته”.
كما تحدثت الدراسة عن انطباق أفعال ارتكبها النظام السوري على تعريف جرائم الحرب ووفقا للمادة الثامنة من قانون المحكمة الجنائية الدولية والتي تشمل القتل العمد، والتعذيب أو المعاملة اللا إنسانية وتعمد إحداث معاناة شديدة أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو الصحة وإلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك وبالمخالفة للقانون وبطريقة عبثية.
واستندت الدراسة في تحديدها المسؤولية المباشرة للرئيس السوري بشار الأسد عن كل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بنص الدستور السوري.
وجاء فيها “وفقا للمادة 103 من الدستور السوري لعام 1973 فإن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة حيث تنص المادة المذكورة على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ويصدر جميع القرارات والأوامر اللازمة لممارسة هذه السلطة وله حق التفويض ببعض هذه السلطات”.
وأضافت “وعليه فإن الزج بالجيش العربي السوري في مواجهة داخلية مع الشعب وتحركات هذا الجيش وانتهاجه وسائل القمع والتنكيل بمختلف صورها من قبله ومن قبل مليشيات مسلحة تعمل بإشرافه وتحت رعايته واستخدام الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وغيرها إنما تكون بموجب أوامر رئيس الجمهورية وعلمه وموافقته مما يرتب عليه المسؤولية القانونية”.
وبرأي الدراسة, فإن أي احتجاج بعدم إصدار أوامر بهذا الخصوص لا ينفي هذه المسؤولية “لأن قطعات الجيش لا تتحرك بمفردها ولا تمارس أي عمل مهما كان نوعه وعلى فترة زمنية تقارب العام في مختلف المناطق والمدن السورية إلا بموجب أوامر تصدر لها من الجهات المسؤولة عنها فعمل الجيش والقوات المسلحة يعتبر من السياسة العامة العليا وضمن خطة ممنهجة، مما يؤكد قيام هذه المسؤولية”.
ثورة سوريا قسمت الفصائل الفلسطينية
الجزيرة نت – خاص
تعاني التجمعات الفلسطينية في سوريا من حالة انقسام بين مؤيد لنظام الحكم هناك, وآخر يعارض، وذلك على خلفية الاحتجاجات المستمرة المطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.
في مخيم اليرموك الذي يضم أكثر من أربعمائة ألف لاجئ فلسطيني يظهر الانقسام عميقا، وخصوصا مع اتضاح موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذات الحضور الفاعل بالمخيمات الفلسطينية في هذا البلد وانتقاداتها المعلنة لسفك دماء المدنيين.
ويفضل المتذمرون من صور القمع والصمت عدم الدخول في مناقشات وحوارات حول ما يجري, حيث تظهر جمل وكلمات تخفي وراءها الكثير من عينة “الله يفرجها.. الله يستر.. السوريون أهلنا وإخوتنا.. الله يجيب لهم الخير”.
في المقابل, لا يحتاج المؤيدون للنظام أي جهد لسماع أقوالهم مباشرة فتظهر كلمات من عينة “مؤامرة كبيرة على سوريا، إسرائيل وأذنابها تريد الانتقام من مواقف سوريا ورعايتها للمقاومة” مع كثير من الشتم لدول عربية وتركيا وأوروبا وصولا إلى الولايات المتحدة وانتقادات حادة لحركة حماس التي تتهم بنسيان مواقف دمشق من المقاومة.
وبين هذا وذاك شتم لفضائيات بعينها واستعارة مقولات الإعلام الرسمي السوري عن إعلام الفتنة، والتحريض، وتوصيف لإعلام آخر هو إعلام المقاومة والممانعة يأتي في صدرها التلفزيون السوري وقناة الدنيا.
وفي تقسيم نظري بسيط, يعتقد بأن “الصاعقة” وهي التنظيم الفلسطيني لحزب البعث، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وبدرجة أقل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجبهة النضال الفلسطيني، وهي فصيل صغير جدا, كلها تقف إلى جانب السلطة الحاكمة، بينما تقف حماس إلى جانب المحتجين، وتميل الجهاد الإسلامي للضبابية في ظل ارتباطها العميق بإيران وحزب الله.
رسالة هنية
وحيث لا يوجد موقف رسمي من حماس بسوريا حول هذا الموضوع، فإن جمهور الحركة الواسع فهم الرسالة جيدا من التحية التي وجهها إسماعيل هنية خلال خطابه الأخير في الجامع الأزهر بمصر للسوريين المتطلعين للحرية، والرسالة الثانية تكمن بمغادرة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى خارج سوريا مع مئات الكوادر التنظيمية والإعلامية والعاملة في الشأنين الاجتماعي والأهلي والتي عاشت بالمخيم وكان لها حضورها الفاعل.
وهناك أسماء معروفة كثيرة لا ترد على هواتفها النقالة ليكتشف المتصل بعد سؤال وتحر مغادرتها غزة وعواصم عربية أخرى. وهناك ناشطون لا يحسبون على الفصائل, راعهم ما يرونه فيما تأتي مهمة التصدي لهم من عناصر القيادة العامة والصاعقة خصوصا.
ومع أن حالة التروي والتعقل التي يدعو لها كثير من الفلسطينيين لعدم الانجرار إلى التدخل, تبدو مثمرة حتى الآن, فإنها تبدو في الوقت نفسه هشة خصوصا مع الإعلان الأسبوع الماضي عن مقتل ضابطين رفيعي المستوى بجيش التحرير الفلسطيني، الأول في قطنا إلى الغرب من دمشق: العميد رضا الخضراء وهو ابن شقيق قائد جيش التحرير اللواء محمد طارق الخضراء، والآخر بأحد شوارع مخيم اليرموك: العقيد الركن عبد الله المقيري، وكلاهما اغتيل رميا بالرصاص, دون معرفة الفاعلين حتى اللحظة، وتكهنات كثيرة بمحاولات لجر الفلسطينيين إلى خضم الاحتجاجات السورية مع أو ضد النظام.
كما أن هناك حالة قلق عميقة يعيشها الفلسطينيون, مع تحول ما يتردد عن تحول الجبهة الشعبية-القيادة العامة إلى شبيحة في قمع الفلسطينيين، وهو ما أثار حالة غضب تجاه الحركة. في حين انسحبت حماس مع تحريض وانتقادات عنيفة لمواقفها في الإعلام الرسمي السوري.
كما يلاحظ موقف القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية, حيث يمكن بسهولة ملاحظة تبني لهجة النظام الحاكم في بيانات إدانة تفجيرات هزت دمشق, حيث تتحدث عن “أعمال إجرامية تستهدف المواطنين الأبرياء وإشاعة الفوضى والخوف بينهم، في محاولة يائسة لقطع الطريق على كل الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية بشكل سياسي سلمي، وهي تماما تندرج في خانة المحاولات الهادفة لاستجلاب التدخل الخارجي الإمبريالي وأدواته الإقليمية الرجعية”.
هديل تقترح على الأسد استلام الساحات قبل المعارضة
الشبل تنتقد التشييع الهزيل.. والأحمد ينتقد الجامعة العربية
العربية.نت
كشفت الوثائق الرئاسية المسربة من جملة ما كشفت، خطة توزيع الساحات الرئيسية على الأجهزة الأمنية قبل كل يوم جمعة لقمع أي محاولات للتظاهر أو الاعتصام.
وفي تاريخ 26-12-2011 أرسلت هديل رسالة إلى الرئيس تقول فيها إنه برأيها يجب أن: “نستلم الساحات العامة في كل مساء حتى الليل، من الساعة الثالثة مساء حتى التاسعة، في نفس الوقت تكون الساحات فيها مجموعات تابعة لنا (العباسيين- الأمويين- السبع بحرات- المحافظة)، حتى لا نتركها للآخرين لأن هناك توجهاً لدى المعارضة أن يتحركوا مع وجود بعثة المراقبين، وبهذه الحالة نقطع الطريق أمام نزولهم على أي ساحة”.
35 حاجزاً في دمشق
وتظهر الوثائق تفويض إدارة خلية الأزمات وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية تثبيت أكثر من 35 حاجزاً داخل العاصمة، والطلب من القوى الأمنية عزل دمشق عن ريفها، عبر حواجز تقام في المناطق التالية: جسري الكسوة وصحنايا، وطريق القنيطرة دمشق، ودوار السومرية، وطريق السويداء دمشق، وطريق المطار.
كما أعطت خلية إدارة الأزمات أوامرها بقطع كافة الطرق المؤدية إلى دمشق من دوما وحرستا وعربين وزملكا وكفر بطنا والزبداني.
ووفق الخطة يجري توزيع من تصفهم الوثائق بـ”الشبيحة” على عشرات المواقع في العاصمة دمشق، ويتضح من الوثائق أن الخلية بإدارة الرئيس بشار الأسد شخصياً هي من يتولى إدارة ملف الحسم العسكري عبر غرفة العمليات الرئيسية، التي تصدر أوامرها إلى كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
الشبل تطلب تفخيم الجنازات
بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 2012 أرسلت لونا الشبل رسالة إلى الرئيس تقول فيها إنها ربما ستحتاج لضوء أخضر منه.
وتعرض لوجهة نظرها التي تتلخص بضرورة تفخيم جنازات قتلى الجيش والأمن، وتنتقد المراسم الفقيرة للتشييع، وتقول: “تشييع الشهداء يتم بمراسم فقيرة وكل شخص يلبس بدلة بلون مختلف وبانكسار ملحوظ، برأيي الأفضل تحويل تشييع شهدائنا بمراسم مهيبة ومع موسيقى الطبول وبكل احترام وتقديس.. هذا يساهم قليلاً في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية وتحويل شهدائنا لمشاعل نور بانتظار رأيكم”.
انتقاد الجامعة العربية
ومن ضمن ما جاء في الإيميلات المسربة أن خالد الأحمد وبتاريخ 13-11-2011 أرسل رسالة إلى الرئيس، تتلخص في ضرورة “تشديد القبضة الأمنية، والمباشرة بعمليات استعادة هيبة الدولة والسلطة في مناطق إدلب وريف حماة، وبكل الوسائل”.
وينبه من قرارات واجتماعات الجامعة العربية، متهماً إياها بأنها تريد أن تعطي دفعاً للشارع في تلك المناطق، وإن لم يشعر “المخربون” بسطوة الدولة “فستؤتي خطة الأعراب نتيجة سيئة جداً”.
اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي وسط دمشق
السلطات تعتقل فرزند عمر مدير مكتب “تيار بناء الدولة السورية” في حلب
العربية.نت
أكدت لجان التنسيق المحلية وقوع ثلاث انفجارات في عدد من المدن المحيطة بالعاصمة دمشق، فجر الاثنين، بالإضافة إلى سماع دوي إطلاق الرصاص بصورة مكثفة، داخل دمشق في أحياء مثل المزة وضمار والكسوة. فيما ذكرت وكالة “رويترز” نقلا عن شهود أن قتالا عنيفا اندلع صباح اليوم بين جيش النظام السوري والجيش الحر في منطقة المزة بدمشق.
وأكد معارضون سوريون أن حصيلة القتلى بلغت على الأقل 67 قتيلا في أنحاء سوريا، في الوقت الذي تكثف القوات السورية النظامية جهودها لحصر الجنود المنشقين والمنتمين حاليا للجيش السوري الحر.
وتشير المعلومات إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من المناطق وعلى رأسها منطقة دير الزور، حيث أكد عدد من أعضاء الجيش الحر على إلحاق دمار كبير في فصيلة الريف التابعة للجيش النظامي في عدة هجمات شنتها فجر الاثنين.
واعتقلت السلطات السورية مساء أمس الطبيب فرزند عمر، مدير مكتب “تيار بناء الدولة السورية” في حلب، عند وصوله إلى مطار دمشق الدولي قادما من حلب.
وفي غضون ذلك بث ناشطون شريط فيديو على الانترنت، قالوا إنه لعناصر من جيش النظام، يظهر جنودا وهم يرمون بجثث القتلى في المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن في دير الزور.
يذكر أن الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة أشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 8 آلاف شخص في سوريا منذ بدء الأحداث، ولا يمكن التأكد من هذه الأرقام بصورة نهائية بعد منع دخول وسائل الإعلام الدولية إلى الأراضي السورية، إلا أن التوقعات تشير إلى أن أعداد القتلى تجاوزت كل الأرقام المعلنة.
مصادر سورية معارضة لـ آكي: محاولات جدّية لتوحيد معارضة الداخل
روما (19 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت مصادر من المعارضة السورية عن وجود محاولات جدّية لتوحيد المعارضة السورية في الداخل بكافة أطرافها التي تتفق على مبدأ ضرورة إسقاط النظام والانتقال بالنظام السياسي إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي
وقالت مصادر المعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الاثنين، إن هذه المحاولات لتوحيد المعارضة السورية في الداخل مازالت فكرة جنينية إلا أنها جدّية، وأنه سيتم خلال الأسبوعين المقبلين الاتصال بكافة أطراف المعارضة للاتفاق على برنامج موحّد لتوحيد صفوفها، وأن هذه النشاطات لن تقترب من المعارضة المقربة من النظام والتي تعتبرها المعارضة الداخلية جزء من النظام لا يمكن الاتفاق معه
ورجّحت المصادر ذاتها أن يكون الإطار العام لبرنامج البحث بين أطراف المعارضة الداخلية هو المرحلة الانتقالية المستندة إلى تغيير النظام إلى نظام ديمقراطي تعددي تشاركي وتداولي، ورفض التدخل العسكري الخارج، ووضع خطة رؤية مشتركة وخطة عمل لتحقيق ذلك، والبحث في استعادة السوريين لقضيتهم التي دُوّلت
وعلى نحو متواز، دعت مجموعة العمل الوطني لتحرير سورية، التي شكّلها قبل أسبوع معارضون في الخارج كانوا أعضاء في المجلس الوطني (هيثم المالح وكمال اللبواني وآخرون)، إلى عقد مؤتمر وطني موسع يسبق انعقاد مؤتمر أصدقاء سورية في اسطنبول، هدفه “توحيد الصف وتفعيل آليات قيادة ودعم العمل الثوري بكل أشكاله، وخاصة الكفاح المسلح”، ومن ثم “الخروج بخطة عمل وخريطة طريق واضحة الأهداف والآليات، وتشكيل خيمة تمثيل موحدة للمعارضة الوطنية”، وتصل إلى “تشكيل جمعية وطنية جديدة على أسس ديمقراطية واضحة، لتصبح بمثابة هيئة تشريعية، تشرف بدورها على تشكيل حكومة منفى تنفيذية، تعمل بموجب خطة عمل متوافق عليها بالتشاور مع الدول الداعمة لمطالب الشعب السوري في الحرية وفي إسقاط النظام الاستبدادي القائم” حسب قولها
ووجهت الدعوة لأطياف المعارضة سواء التي تنضوي تحت المجلس الوطني أو خارجه، وللشخصيات المستقلة المعروفة ولنشطاء الداخل أو الذين على تواصل معهم، على أن تُدعى إلى المؤتمر دول عربية وأجنبية وهيئات دولية ووسائل الإعلام
وفي حال نجاح المؤتمر سيصبح هناك معارضتان في الخارج، مجموعة العمل الوطني، والمجلس الوطني السوري الذي تأسس مطلع تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي في اسطنبول والذي يضم مجموعة من القوى والتيارات والشخصيات المستقلة السورية المعارضة. وهي بمجملها أميلُ إلى تسليح الجيش السور الحر المنشق عن الجيش النظامي وتمويله لمواجهة النظام، ولا تمانع بالتدخل العسكري الخارجي
المجلس الوزاري الأوروبي ينفي أي نقاش لسحب السفراء من سورية
بروكسل (16 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى المجلس الوزاري الأوروبي وجود أي نقاش على مستوى مؤسسات التكتل الموحد بشأن إمكانية سحب السفراء الأوروبيين من دمشق
هذا ما أكده مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مشيراً إلى عدم وجود نية لفتح نقاش أوروبي حول هذا الموضوع
وشدد على عدم صحة المعلومات التي تم تداولها إعلامياً أمس بشأن إحتمال طلب المجلس من الدول الأعضاء سحب سفراء هم المعتمدين في دمشق، فـ”نحن لم ولن نطلب ذلك من الدول الأعضاء في التكتل الموحد”، وفق كلامه
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بقرار كل دولة على حدة، وقال “يجري النقاش بين الدول الأعضاء ولا صلة للمؤسسات الأوروبية به، فهو قرار فردي”، على حد تعبيره
وأكد أن هناك دولاً أعضاء في التكتل الموحد قررت سحب بعثتها الدبلوماسية العاملة في دمشق على غرار فرنسا وإيطاليا وهناك من فضل البقاء. وأوضح أن الإتحاد الأوروبي مصمم على الإبقاء على بعثته العاملة في دمشق، وقال “ما يجري نقاشه حالياً هو الإبقاء على دبلوماسيين عاملين ضمن بعثة الإتحاد ممن ليس لبلادهم سفراء في دمشق”، على حد تعبيره
يذكر أن الإتحاد الأوروبي نفى مراراً نيته إغلاق بعثته العاملة في دمشق أو إتخاذ قرار جماعي باغلاق السفارات الأوروبية في سورية، حيث لفتت مصادر أوروبية في وقت سابق إلى أن “هناك عمل هام يقوم به دبلوماسيينا على صعيد جمع المعلومات ونقل صورة ما يحدث ، وكذلك إجراء إتصالات مع العديد من الأطراف الفاعلة في الساحة” السورية
قوى سورية معارضة: الشعب فرس الرهان والمراهنة عليه لن تخيب
روما (19 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبرت مجموعة من القوى السورية المعارضة أن الشعب هو “فرس الرهان” وأن المراهنة عليه “لن تخيب” حسب تعبيرها
ووجهت القوى في بيان لها اليوم بمناسبة حلول الذكرى الأولى لاندلاع الاحتجاجات في البلاد “تحية كبيرة لشبابك وشاباتك لرجالك ونسائك لأطفالك وشيوخك، تحية لكل أبنائك الذين بذلوا الدم من اجل سورية الجديدة، سورية الحرة الديمقراطية، التي تساوي بين مواطنيها، عربا وكردا وآثوريين/ سريان وسواهم، في الحقوق والواجبات، دون تمييز بينهم، فلكل سوري ذات الحقوق وعليه ذات الواجبات” على حد قوله
وتابع البيان “مر عام على ثورتك العظيمة، وأنت مازلت صامدا متمسكا بهدفك: إسقاط النظام من اجل الحرية والكرامة. تبذل الدم، تسقي شجرة الحرية بشجاعة وسخاء منقطع النظير، مازلت تدفع بأبنائك وبناتك على طريق التضحية والفداء لا يثنيك عن هدفك، لا قصف الدبابات والصواريخ ومدافع الميدان والهاونات والطائرات السمتية، التي دمرت البيوت فوق ساكنيها، ولا البرد القارص وصراخ الأطفال الجائعين. لم يثنك البطش الوحشي لأنك آمنت أن الحرية تستحق التضحية وبذل الدم. ولم تثنك أنات أطفالك لأنك خرجت من اجلهم، خرجت لتجلب لهم مع الرغيف الحرية والعزة والكرامة” وأضاف “مر عام والنظام المجرم لم يترك وسيلة لردك عن هدفك، لكسر إرادتك، لدفعك إلى التراجع والعودة إلى الاستكانة والرضوخ وأنت كالطود الشامخ لا تستكين ولا تلين، فلك التحية والتقدير ولك المجد والخلود” حسب تعبيره
وخلصت القوى في بيانها إلى القول “لكنك أنت فرس الرهان، وأنت صاحب القرار الأخير. دونك لا شيء وبعدك لا شيء، دربك عرفته، وقد قطعت منه الكثير، والثقة فيك والمراهنة عليك لن تخيب. فأنت أهل لذلك، فالوحدة الوحدة، والصبر الصبر، فالنصر بات في متناول يديك والحرية والكرامة باتت على الأبواب” على حد قوله
وقد وقع على البيان كل من اعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، ولجان التنسيق المحلية، واللقاء الوطني لقوى وتنسيقيات ومجالس الثورة السورية، وشباب ثورة حلب، والاتحاد الديمقراطي الحر لطلاب جامعة حلب، وحركة الشباب الكردي السوري
سوريا: انسحاب قوات الأمن من حي المزة ووصول فريق دولي لبحث إنهاء العنف
عادت حركة المرور والسيارات إلى طبيعتها، وانسحبت قوات الأمن وقوات حفظ النظام من حي الفيلات الغربية في منطقة المزة.
ويأتي هذا بعد اشتباكات عنيفة كانت قد وقعت بين قوات الأمن وحفظ النظام ومسلحين كانوا في بناء على تقاطع برج تاله وسوبر ماركت حمادة استمرت حتى صباح الاثنين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، رامي عبد الرحمن، إن أربعة متمردين قتلوا وجرح رفاقهم الذين كانوا في وحدة مكونة من 16 مقاتل، أو ألقي القبض عليهم.
وقال المرصد السوري إن عنصرين من قوات الأمن قتلا وجرح 16 آخرون في العملية التي نفذها مقاتلون ليسوا من المدينة ذاتها.
وأضاف عبد الرحمن أن المقاتلين أطلقوا قذيفة صاروخية على منزل أحد كبار ضباط الجيش.
لكن التلفزيون السوري قال إن عنصرا في قوات الأمن قتل وجرح ثلاثة آخرون في اشتباكات حي المزة.
وتعد الاشتباكات في حي المزة الأعنف من نوعها التي تشهدها دمشق منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد قبل عام.
وألقي القبض على أربعة من المسلحين، كما أفاد مراسلنا نقلا عن سكان من الحي الذين قال بعضهم لبي بي سي إن عدد المهاجمين جاوز الستة عشر مسلحا، بينما خرجت تظاهرة موالية في الحي عقب الاشتباكات تهتف للرئيس السوري.
وقال السكان إن البناء الذي كان فيه المسلحون أصيب بأضرار بالغة، كما تضررت السيارات المتوقفة في الحي.
ولم يصدر بعد أي بيان رسمي حول هذه الاشتباكات التي تأتي بعد تفجيرين في دمشق يوم السبت، وتفجير آخر في حلب يوم الأحد.
دبابات
وفي إطار التطورات الميدانية، قال شهود ان عشرات من الدبابات السورية داهمت الاثنين مدينة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر المعارض الذين يصعدون هجماتهم على القوات الحكومية.
وذكر سكان عبر الهاتف أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها الى أحياء في جنوب شرق المدينة سقطت في أيدي المعارضين.
فريق خبراء دولي
وكان فريق من الخبراء أرسله المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان قد وصل إلى سوريا الاثنين.
وسيجري الفريق، الذي يتمتع بخبرة في حفظ السلام والوساطة بين الأطراف المتنازعة، محادثات بشأن الخطة التي اقترحها أنان على الرئيس السوري بشار الأسد هذا الشهر حول بعثة مراقبين دولية، من أجل اقتلاع جذور العنف.
ومن المقرر أن تلتقي اللجنة نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، بعيدا عن الاعلام.
انفجار حلب
وتأتي الاشتباكات في أعقاب مقتل 3 أشخاص بينهم سيدة وإصابة العشرات جراء انفجار في مدينة حلب شمالي البلاد.
وذكرت وسائل الاعلام السورية ان الانفجار الذي نتج عن سيارة مفخخة ادى الى اصابة 30 شخصا.
واضافت وسائل الاعلام المقربة من السلطات ان مثل هذه التفجيرات تهدف الى تقويض الجهود الرامية الى التوصل الى حل سلمي للازمة التي تعصف بالبلاد.
واظهر التلفزيون الرسمي مظاهر الدمار التي لحقت بمبنى سكني وسيارت خاصة بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت مبكر ان الانفجار استهدف مكاتب للامن السياسي بالمدينة وخلف 3 قتلى واكثر من 25 مصابا.
وقال احد النشطاء إن 15 سيارة اسعاف وسيارة امن على الاقل هرعت الى المنطقة بعد الانفجار.
وكان 27 شخصا قتلوا وأصيب 140 آخرون في انفجار سيارتين محملتين بالمتفجرات قرب مقار امنية في العاصمة دمشق حسبما قالت وزارة الداخلية السورية التي اتهمت” ارهابيين” بتنفيذ هذه الهجمات.
اتهامات متبادلة
وبينما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، اتهمت المعارضة السورية النظام بالقيام بهذه التفجيرات لترويع الانتفاضة الشعبية.
وحمل سمير نشار عضو المجلس الوطني السوري النظام السوري مسؤولية هذه التفجيرات التي وقعت في دمشق وحلب، واعتبر انها ترمي الى “ترويع” الحركة الاحتجاجية بالبلاد.
ولا يمكن التأكد من الانباء الواردة من سوريا بشكل مستقل اذ ان الصحفيين لا يعملون بحرية كاملة هناك.
وتأتي التفجيرات الاخيرة متزامنة مع الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد والتي تقول الامم المتحدة انها اسفرت عن وقوع اكثر من 8 الاف قتيل.
التعاون الاسلامي
وعلى صعيد متصل، بدأت بعثة تقييم مشتركة من منظمة التعاون الإسلامي مع الأمم المتحدة منذ الجمعة الماضي عملها لتقديم المساعدات الإنسانية في سورية.
وكان مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية عطاء المنان بخيت قد صرح بأن البعثة المشتركة دخلت الجمعة إلى سورية لتقييم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وأضاف أن البعثة الممثلة بثلاثة خبراء في الشؤون الإنسانية من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي “ستغطي 15 مدينة سورية”.
ومنى المقرر أن ترفع البعثة بعد انتهاء مهمتها تقريرا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة حول الحاجات الإنسانية للمدنيين السوريين.
الصليب الأحمر
ومن جهة الجهود الإنسانية، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين ان الوضع الانساني في سوريا سيزداد سوءا على الارجح فيما يؤكد الحاجة الى اتخاذ “اجراءات عاجلة” لتخفيف اثار عام من اراقة الدماء.
وزار جاكوب كيلينبرجر موسكو ليطلب من روسيا المساعدة في اقناع الحكومة السورية بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الانسانية الى السوريين المحاصرين في مناطق القتال.
وتسعى اللجنة الدولية للصليب الاحمر من أجل التوصل الى هدنة لمدة ساعتين يوميا بين القوات الحكومية والمسلحين للسماح بنقل امدادات اغاثة واجلاء اشخاص لاسباب طبية.
وعلاقات روسيا الوثيقة مع سوريا تجعلها واحدة من الدول القليلة التي لها تأثير على الرئيس بشار الاسد. لكن موسكو معزولة بدرجة متزايدة في دعمها لحكومة دمشق التي قتلت قواتها أكثر من ثمانية الاف شخص في عام من اعمال العنف وفقا لتقديرات الامم المتحدة.
وقال كيلينبرجر لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في بداية المحادثات “تقييمنا للاسف هو ان الوضع الانساني سيتدهور على الارجح.”
وأضاف كيلينبرجر انه يريد ان ينقل تقييم اللجنة “وقناعاتنا بشأن أهم الاجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها في المجال الانساني.”
وحمت موسكو والصين الاسد باستخدام حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لمنع صدور قرارين كانا سينددان بحكومته. وواصلت روسيا نقل شحنات اسلحة لسوريا بموجب عقود لكنها عبرت عن تأييدها للجهود الدولية للاغاثة الانسانية.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
رئيس هيئة الصليب الأحمر يجري محادثات في موسكو بشأن سوريا
قال رئيس هيئة الصليب الأحمر الدولية جيكوب كيلينبرغر الموجود حاليا في موسكو إن الوضع الإنساني في سوريا قد يزداد سوءا.
وقد توجه كيلينبرغر إلى موسكو واجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليطلب من الحكومة الروسية الضغط على سوريا للسماح فوريا بالوصول إلى المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية.
وقال الصليب الأحمر إن وقف القتال لمدة ساعتين يوميا أمر ضروري لإجلاء الجرحى وللسماح بمرور الأعذية والمساعدات الطبية المطلوبة.
وأضاف الصليب الأحمر أن الوضع الإنساني في أسوأ المناطق المتضررة في سوريا -بما في ذلك حمص وإدلب ودرعا- لا يزال في غاية الصعوبة.
ويقول مراسل بي بي سي في موسكو إن كيلينبرغر يأمل في أن تستخدم روسيا نفوذها في الضغط على الحكومة السورية من أجل الموافقة على وقف لإطلاق النار يوميا.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
تقرير: سوريا استوردت 6 اضعاف كمية الأسلحة المعتادة بين 2007-2011
ستعزز الأسلحة المستوردة القوة الدفاعية لسوريا
أفاد تقرير صادر عن معهد للابحاث الاستراتيجية في العاصمة السورية ستوكهولم أن سوريا استوردت بين عامي 2007 و 2011 ستة اضعاف كمية الأسلحلة التي استوردتها في السنوات الأربع التي سبقتها.
وأضاف التقرير الصادر عن معهد دراسات السلام الدولية في ستوكهولم أن روسيا كانت المورد لـ 72 في المئة للاسلحة التي اشتراها نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وأكد التقرير أن روسيا ما زالت تورد الأسلحة لسوريا على الرغم من فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حظرا على توريد الاسلحة للنظام الاسوري بسبب قمعه الدموي للاحتجاجات الشعبية.
وتضمنت الأسلحة التي اشترتها سوريا من روسيا بين 2007 و2011 أنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للسفن، وهي أسلحة لا تستخدم في العمليات العسكرية الحالية، لكنها تعزز القوة الفاعية للنظام في وجه اي تدخل خارجي محتمل.
وقد اشترت سوريا 25 طائرة مقاتلة من طراز ميغ 29 من روسيا ووقعت اتفاقية بقيمة 550 مليون دولار لتوريد 36 مقاتلة من طراز “ياك”-130.
وتقدر الأمم المتحدة عدد القتلى نتيجة قمع الاحتجاجات في سوريا حتى الآن بثمانية آلاف قتيل.
وارتفعت قيمة الاسلحة المستوردة بنسبة 580 في المئة مقارنة بالكميات المستمردة بين 2003 و2006 ،مما نقل مستوى البلد في قائمة أكثر الدول المستوردة للسلاح بنسبة من 68 الى 33.
ويتبين من التقرير ان استيراد الأسلحة التقليدية قد ارتفع بنسبة 24 في المئة بين عام 2007 و 2011، حيث كانت الولايات المتحدة المورد الأول يليها روسيا فألمانيا ثم رومانيا.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
دبابات تداهم دير الزور في شرق سوريا لقمع مقاتلي المعارضة
عمان (رويترز) – قال شهود ان عشرات من الدبابات السورية داهمت يوم الاثنين مدينة دير الزور وأغلب سكانها من السنة لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر المعارض الذين يصعدون هجماتهم على القوات الحكومية.
وذكر سكان عبر الهاتف أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها الى أحياء في جنوب شرق المدينة سقطت في أيدي المعارضين.
(اعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
سكان: اندلاع قتال عنيف في العاصمة السورية
عمان (رويترز) – قال نشطاء في المعارضة ان قتالا عنيفا اندلع يوم الاثنين بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات الرئيس بشار الاسد في منطقة رئيسية بالعاصمة السورية في أعنف معارك في دمشق منذ مستهل الانتفاضة ضد الاسد.
وهز القتال العنيف حي المزة الراقي بعد يومين فقط من تفجيرين أسفرا عن سقوط 27 شخصا على الاقل في قلب المدينة.
وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان هذه الاشتباكات هي الاعنف والاقرب من مقر قوات الامن في دمشق منذ اندلاع الانتفاضة السورية.
وأضاف أن 18 من القوات الحكومية أصيبوا أثناء القتال الذي اندلع عقب منتصف الليل في غرب العاصمة في مواجهة بين المنشقين عن الجيش وقوات الاسد.
وقال شهود ان دوي نيران الاسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية تردد في أنحاء حي المزة لمدة ساعتين او ثلاث.
وقالت ربة بيت تعيش في المنطقة “يدور قتال قرب سوبرماركت حمادة وتدوي أصداء انفجارات هناك وفي مناطق أخرى بالحي. سدت قوات الامن شوارع جانبية وقطعت الانارة عن الشارع.”
وانفجرت سيارة ملغومة في منطقة سكنية في ثاني اكبر المدن السورية حلب يوم الاحد مما أسفر عن مقتل اثنين في حين أن الانفجارين القويين اللذين وقعا يوم السبت استهدفا مقر الشرطة الجنائية ومركزا لمخابرات القوات الجوية.
وتقول الامم المتحدة ان أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة كما اجبر نحو 230 ألفا على الفرار من منازلهم منهم 30 ألفا على الاقل فروا خارج البلاد. وتقول الحكومة ان ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا على يد “مجموعات ارهابية مسلحة” ممولة من الخارج.
وقال مصدر قريب من مهمة مشتركة لخبراء من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي بقيادة الحكومة السورية ان الفريق بدأ مهمة لتقييم الاحتياجات الانسانية في انحاء البلاد.
ومن المقرر أن تزور المجموعة مناطق تضررت خلال الانتفاضة بما في ذلك مدينة حمص التي شهدت حصارا وقصفا من الجيش طوال شهر في فبراير شباط ودرعا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة قبل عام.
ومن المتوقع أن يوفد كوفي المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا فريقا من الخبراء لبحث اقتراح بارسال مراقبين دوليين الى سوريا في محاولة للقضاء على العنف.
وشكك الاسد الذي تلقى مساندة حيوية من كل من روسيا والصين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة في مدى جدوى مثل هذه المهمة.
ومع تجمع المئات امس في دمشق لتوديع ضحايا التفجيرين قال نشطاء ان قوات الامن أوسعت المتجمعين ضربا وألقت القبض عليهم خلال مسيرة شارك فيها اكثر من 200 شخص عندما بدأ محتجون يهتفون قائلين “الشعب يريد اسقاط النظام”.
ومن بين من ألقي القبض عليهم وتعرضوا للضرب محمد سيد رصاص وهو زعيم في (هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) وهي جماعة معارضة زارت الصين وروسيا في محاولات لتشجيع الحوار بين الاسد والمعارضة.
وتلفظ معظم جماعات المعارضة (هيئة التنسيق الوطنية) بسبب اصرارها على عدم اللجوء للعنف وموقفها ضد التدخل الخارجي.
واعتقلت قوات الامن ايضا فرزند عمر وهو طبيب وسياسي من حزب (بناء الدولة السورية) عندما وصل الى مطار دمشق قادما من حلب مسقط رأسه.
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
من خالد يعقوب عويس
لجنة الصليب الاحمر: روسيا اتخذت موقفا ايجابيا بشأن الهدنة في سوريا
جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعطى “مؤشرات ايجابية” بشأن مقترحات متعلقة بوقف القتال في سوريا ساعتين يوميا وذلك خلال اجتماعه مع رئيس الصليب الاحمر جاكوب كيلينبرجر.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز في جنيف “خلال الاجتماع تلقت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مؤشرات تأييد ايجابية لعملياتها ذات الاولوية ومبادرتها لوقف القتال ساعتين على اساس يومي.”
وقال حسن ان اللجنة المستقلة تأمل ان ترى “نتائج ملموسة” على الارض في سوريا خلال الايام أو الاسابيع القادمة.
وأدلى بهذه التصريحات بعد ان اجتمع لافروف مع كيلينبرجر لمدة ساعة ونصف الساعة.
وتسعى اللجنة الدولية للصليب الاحمر للتوصل الى هدنة لمدة ساعتين يوميا بين القوات الحكومية والمسلحين للسماح بنقل امدادات الاغاثة واجلاء المصابين.
(اعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى