أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 04 أذار 2012

بابا عمرو منطقة مغلقة أمام العالم… وتقارير مروّعة عن تصفية المعارضين

لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، ا ب

قصفت القوات السورية مدينة حمص مجدداً أمس، ومنعت وصول المساعدات الى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل لأسابيع من دون طعام أو وقود في المعقل السابق للمعارضين. وذكر معارضون ان القوات الحكومية السورية تواصل قصف المنازل وتصفية العشرات من دون محاكمات.

وجاء تجدد هجمات القوات الحكومية بعد يوم من إعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، أنه تلقى «تقارير مروعة» عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات إعدام وسجن وتعذيب للناس في مدينة حمص.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان المعارضة، في إشارة الى حي مجاور لبابا عمرو الذي انسحب منه «الجيش السوري الحر» الاسبوع الماضي بعد نحو شهر من القصف، إنه في تصرف انتقامي، أطلقت قوات الأسد قذائف المورتر ونيران الأسلحة الآلية عيار 500 مليمتر منذ الصباح على حي جوبر. وأشارت الشبكة في بيان، الى انه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا بسبب صعوبة الاتصالات.

ويتصاعد القلق في شأن المدنيين في ظروف مناخية شديدة البرودة في حي بابا المدمر، حيث لا تزال شاحنات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ممنوعة من الدخول.

منع دخول قافلة الصليب الأحمر

وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الأحمر لوكالة «رويترز» في جنيف «اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تدخل بعد بابا عمرو بعد ما زلنا نتفاوض مع السلطات من أجل دخول بابا عمرو، من المهم أن ندخل سريعاً». في حين نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مصادر حكومية سورية قولها «إن تأخير دخول قافلة الصليب الاحمر يعود الى الحاجة لوقت لتفكيك الألغام والشراك المتفجرة».

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، إن السلطات السورية أعطت الإذن للقافلة بالدخول، لكن القوات الحكومية على الارض أوقفت الشاحنات بسبب ما قالوا إنها أحوال «غير آمنة».

وقال المتحدث صالح دباكة لـ «رويترز»، إن قتالاً دار هناك طوال الشهر الماضي، وإن الموقف لا يمكن ان يكون طيباً… إن السكان سيحتاجون إلى أغذية، وإن الجو بارد وسيحتاجون الى أغطية.

وقال ناشطون مناهضون للحكومة إنهم يخشون من أن القوات تحول دون دخول الصليب الاحمر لمنع موظفي الإغاثة من مشاهدة مذبحة يتعرض لها المعارضون في حي بابا عمرو الذي أصبح رمزاً للانتفاضة المستمرة منذ عام ضد الأسد.

أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت، أن سورية ترتكب «جريمة» بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف إلى البلاد.

داود أوغلو: جريمة أخرى

وقال وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أمام الصحافيين في إسطنبول أمس: «الآن علينا والمجتمع الدولي ان ندافع عن القيم الدولية. وفي الوقت الذي تتواصل فيه مثل هذه الفظائع (في سورية)، فإن منع دخول المساعدة الدولية ورفض دخول مسؤولي الأمم المتحدة يشكلان جريمة اخرى»، كما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول.

واتهم داود أوغلو من جهة أخرى النظام السوري، بأنه «يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانية» عبر استهداف شعبه. وقال إن «المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه أكثر الرسائل حزماً الى القيادة السورية، والقول ان هذه الوحشية يجب ألاّ تستمر».

وأضاف داود اوغلو أن تركيا تجري استعدادات لتنظيم اللقاء الثاني لمجموعة «أصدقاء سورية» الشهر الجاري. وسيُعقد الاجتماع على الارجح «بحلول نهاية الشهر»، كما اعلن مصدر دبلوماسي تركي لوكالة «فرانس برس».

والتقى داود اوغلو طيلة اكثر من أربع ساعات الجمعة في إسطنبول ممثلين عن المجلس الوطني السوري، أبرز هيئة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ولم يتقدم المجلس الوطني السوري بطلب فتح مكتب عسكري في تركيا مهمته تأمين إمداد المعارضة بالسلاح، كما أكد دبلوماسي تركي بعد هذا اللقاء.

وألقى الامين العام للامم المتحدة باللوم على دمشق في مصير المدنيين في بعض من أشد انتقاداته حتى الآن. وقال: «القتال الوحشي احتجز المدنيين في منازلهم من دون طعام أو تدفئة أو كهرباء أو رعاية طبية، ومن دون فرصة لإجلاء الجرحى أو دفن الموتى. واضطر الناس الى اذابة الثلوج لشرب المياه».

«سانا»: انتحاري في درعا

وادعت الوكالة «العربية السورية للأنباء» (سانا)، أن مهاجماً انتحارياً قتل شخصين وأصاب آخرين في بلدة درعا جنوب سورية أمس. وأضافت: «التفجير الانتحاري أدى… إلى استشهاد اثنين من المواطنين وإصابة 20 من المدنيين».

ونفى نشطاء من المعارضة أن يكون الهجوم انتحارياً، لكنهم لم يقدموا تفسيرا له. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بريطانيا، إن مقاتلين مناهضين للأسد قتلوا السبت ستة جنود وأصابوا تسعة في بلدة الحراك جنوب درعا.

وقال مقاتل مع المعارضين الذين يضمون في صفوفهم منشقين على الأسد، إنهم يحددون خطواتهم القادمة بعد خسارة بابا عمرو. وشدد على إن الروح المعنوية للمعارضين مرتفعة، وأنهم لا يأسفون عندما يسقط أحد شهيداً، وأنهم يأملون جميعاً الشهادة وسقوط النظام.

وينظر الى انسحاب المعارضة على انه انتكاسة كبيرة للمعارضة المسلحة التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية الى حد بعيد لكنها تصاعدت وسط حملة حكومية دامية.

وادعت الحكومة السورية امس، أن حي بابا عمرو أصبح الآن «خالياً من الإرهابيين». واشارت «سانا» الى «ان الجهات المختصة اعادت بسط الأمن والأمان في حي بابا عمرو بعدما طهرته من عناصر المجموعات الارهابية المسلحة التي استباحته وعاثت فيه قتلاً وخراباً ودماراً، وحوّلت حياة قاطنيه الى جحيم»، لكنها لم تعط تفسيراً لمنع شحنات الإغاثة التي أمّنها الصليب الاحمر الدولي من دخول بابا عمرو.

وكان المصور البريطاني بول كونروي، الذي فر من حمص الاسبوع الماضي بعد إصابته في ساقه خلال القصف، قال إنه شاهد القوات السورية وهي ترتكب مذبحة، «إنها ليست حرباً، إنها مذبحة، وهي مذبحة عشوائية للرجال والنساء والأطفال».

دمشق تأسف

وقالت الحكومة السورية امس الجمعة، إنها تودّ أن تعبّر عن حزنها وأسفها لمقتل الصحافية الاميركية ماري كولفين التي قتلت الاسبوع الماضي في حمص.

وقال مكتب المدعي في باريس الجمعة، إنه فتح تحقيقاً مبدئياً في ارتكاب جريمة القتل ومحاولة القتل في القصف الذي أسفر أيضاً عن قتل المصور الفرنسي ريمي اوشليك وإصابة الصحافية اديث بوفييه بجروح خطيرة.

وكانت السلطات السورية سلمت أمس جثتي الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك إلى سفارتي فرنسا وبولندا التي تمثل المصالح الاميركية في سورية.

وصعد السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه الى سيارة الاسعاف التي كانت تنقل جثة ريمي اوشليك، فيما رافقت سيارة للسفارة البولندية سيارة الاسعاف الثانية التي كانت تنقل جثة ماري كولفن.

وتوجهت سيارتا الاسعاف الى المستشفى الفرنسي في حي القصاع، حيث سيتم حفظ الجثمانين بانتظار ترتيب نقلهما جواً الى باريس.

وأبدت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري التي استلمت الجثمانين من السلطات السورية ونقلتهما بسياراتها الجمعة «استعدادها لنقل الجثمانين الى المطار او الى اي جهة يرغب المسؤولون عنها» فور انتهاء الإجراءات اللازمة، بحسب رئيس المنظمة عبد الرحمن العطار.

وفي عمان، قال نشطاء معارضون إن القوات السورية قتلت ثلاثة شبان امس في مدينة دير الزور عندما فتحت النار على مشيعين في جنازة شخصين قتلا في الحملة الأمنية العنيفة على المظاهرات المطالبة بالديموقراطية في المحافظة الصحراوية.

وقال عبد الله محمود احد النشطاء في المدينة لـ «رويترز»: «كانت الجنازة في حي العمال لأميرة السالم وعمر الجنيدي، اللذين قتلا الجمعة. تجمع المشيعون وبدأوا الهتاف ضد الأسد عندما بدأ الأمن في إطلاق النار من فوق التلال».

وتقع دير الزور على نهر الفرات في محافظة غنية بالنفط قرب الحدود مع العراق.

وفي أنقرة، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الجيش السوري اقتحم أمس قرية عين البيضا التي شهدت حركة معارضة بالقرب من الحدود التركية.

ونقلت الوكالة عن شهود، قولهم ان نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية، التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا. وقالت الوكالة نقلاً عن مصادرها، إن الجيش السوري دخل الى القرية وأشعل النار في بعض منازلها. ونقل معارضون أُصيبوا في المواجهات الى تركيا للعلاج.

وأكد سكان من قرية غوفيجي التركية على الحدود في محافظة هتاي (جنوب تركيا) عبر الهاتف لوكالة «فرانس برس»، أنهم سمعوا عند الفجر أصوات إطلاق نار من الرشاشات والمدفعية.

ووفق حصيلة جمعتها «رويترز» حتى الرابعة بعد الظهر بتوقيت لندن قتل 17 شخصاً بينهم ستة جنود في اعمال عنف متفرقة في عدد من المدن السورية.

ونقلت الوكالة عن المرصد السوري لحقوق الانسان قوله، ان ستة مواطنين قتلوا شمال غربي البلاد.

وأوضح المرصد في بيان أن «ثلاثة مدنيين قتلوا إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت قرب إدلب (شمال غرب) وقتل اثنان برصاص الأمن قرب مدخل سراقب (ريف إدلب) وشخص آخر بإطلاق رصاص من حاجز قرب مدينة معرة النعمان».

وفي ريف حلب (شمال)، قال المرصد: «استشهد مواطن وملازم اول منشق خلال اطلاق نار واشتباكات في بلدة الأتارب».

وفي ريف درعا (جنوب)، قال المرصد إن «ستة من القوات النظامية السورية على الاقل قتلوا وجرح تسعة آخرون إثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة الحراك صباح السبت واشتبكت مع مجموعات منشقة».

لبنان: إصرار على الاعتصام ضد النظام السوري ومعه والداخلية تتخذ إجراءات… وتعتبر اليوم عادياً

بيروت – «الحياة»

أربك إصرار إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا (جنوب لبنان) الشيخ أحمد الأسير على الاعتصام في ساحة الشهداء في وسط بيروت في الواحدة بعد ظهر اليوم دعماً للشعب السوري، وإصرار مناصري النظام السوري في لبنان على تنظيم تحرك مضاد في المكان ذاته، أمس السلطات السياسية والأمنية اللبنانية التي تجاذبها أمران، تمسكها بسياسة النأي بالنفس عن التطورات في سورية وبالتالي تجنب ما يثير الإضرابات على خلفية تحركات مؤيدة وأخرى معارضة، وبين تغنيها بأن لبنان بلد الحرية والتعبير عن الرأي وبالتالي ترجمة الأمر بالترخيص لكل من يريد أن ينقل رأيه إلى الشارع.

وبدا أن وزير الداخلية مروان شربل حسم الأمر بعد اجتماع أمني ترأسه في الوزارة أمس للغاية، إذ أكد أن «غداً (اليوم) يوم عادي بالنسبة إلى القوى الأمنية التي ستواكب حركة التظاهر للحفاظ على الأمن وأجواء الاستقرار». وطمأن إلى أن الأحد «سيمرّ بسلام مثل الأيام التي كنا نشهد خلالها تظاهرات واحتجاجات سابقاً في طرابلس وصيدا وبيروت».

وحضر الاجتماع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، محافظ مدينة بيروت بالتكليف ناصيف قالوش، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، قائد القوى السيارة العميد روبير جبور، قائد وحدة الدرك العميد صلاح جبران، قائد شرطة بيروت بالوكالة العميد الياس سعادة، أمين سر مجلس الأمن المركزي العميد الياس الخوري، رئيسا فرعي مخابرات الجيش في بيروت العميد جورج خميس وجبل لبنان العميد ريشار حلو، وجرى عرض للإجراءات التي ستتخذها القوى الأمنية اليوم.

وقال شربل إن الأجهزة الأمنية كافة «تعتبر يوم غد يوماً عادياً مثل كل الأيام لجهة القيام بواجباتها في الحفاظ على الأمن والنظام، سواء كانت هناك دعوة إلى التظاهر أم لا، ولا مشكلة في التعبير عن الرأي بطريقة ديموقراطية وحضارية وفق الأصول والقوانين المرعية في ضوء الدعوات المضادة في السياسة إلى التظاهر».

وشدد شربل على «أن أحداً لن يستخدم السلاح خلال التظاهرات»، ورأى «أن المنطق السائد يدفع إلى عدم توتير الأجواء المتشجنة وتغليب الحكمة ومنع النيران المستعرة من حولنا من التمدد إلى لبنان والعمل على إخمادها، والمواقف السياسية المختلفة ستبقى في إطار التعبير عن المواقف ولن تنعكس صراعاً، لأن القيادات اللبنانية تأخذ في الاعتبار المصلحة اللبنانية، والأطراف السياسية أعربت خلال تواصلنا معها عن أن الاحتجاجات ستكون سلمية».

وكان شربل قال لـ «المؤسسة اللبنانية للإرسال»: «مبدئياً لن نعطي ترخيصاً لأحد إلا أننا لن نمنع أحداً وسنأخذ كل الاحتياطات اللازمة لحفظ النظام والأمن ولا مشكلة، وستكون التظاهرتان منفصلتين ولن تتشابكا، فالأمن خط أحمر ويحق للجميع التعبير عن رأيهم بحرية وديموقراطية وطريقة حضارية، وسيكون هناك حضور أمني كثيف على الأرض».

والمفارقة كانت أمس إعلان «تيار المستقبل» في بيان، أنه «كان ولا يزال أول المتضامنين مع الشعب السوري وثورته السلمية ونضاله من أجل الحرية والديموقراطية، وأول المنادين علناً بوجوب الوقوف في وجه آلة القتل الوحشي لنظام بشار الأسد، إلا أن مثل هذه الدعوات (الاعتصام التضامني) في هذا المكان بالذات وهذا التوقيت لا يخدم الثورة السورية ولا حمص المحاصرة».

وأوضح التيار أن «على رغم التحذيرات الأمنية المتكررة، لا يزال بعضهم يصر على الدعوة للاعتصام في ساحة الشهداء في بيروت غداً تحت عنوان التضامن مع مدينة حمص وأهلها الصامدين، ويؤكد التيار أن لا علاقة له من الأساس بمثل هذه التحركات، ويدعو الجميع إلى تغليب منطق التضامن الحقيقي مع الثورة السورية والشعب السوري البطل على أي مظاهر أخرى».

وكانت منسقية المنية في «تيار المستقبل» أعلنت في بيان عن تنظيم مسيرة «نصرة للثورة السورية والمظلومين بالتعاون والتنسيق مع هيئات المجتمع المدني في المنطقة» الأحد في 11 الجاري.

وأعلنت «الجماعة الإسلامية» عدم مشاركتها في تحرك الشيخ الأسير في ساحة الشهداء، وقالت في بيان أنها «توقفت عند دعوته ومن ثم عند التهديد الذي صدر عن بعض القوى اللبنانية لمنع هذا التحرك»، وشدّدت على «حق حرية التعبير عن الرأي الذي كفله الدستور، طالما أنه يجرى في الإطار السلمي ويعتمد الإجراءات القانونية في أخذ الترخيص وتحت حماية القوى الأمنية اللبنانية»، مستنكرةً «اعتماد أسلوب الترهيب الأمني والمليشياوي في التعبير عن الرأي، عن أيّ فريق يصدر».

ودعت «الأجهزة الأمنية إلى القيام بواجبها في حماية التحركات السلمية»، مؤكدة «عدم مشاركتها في الاعتصام المذكور، لكنها في الوقت نفسه ترفض التهويل الأمنيّ والعسكري لمنعه». وأعلنت استمرارها في «دعم تحرّك الشعب السوري عبر الدعم الإغاثي والسياسي والإعلامي، من خلال حملتها التي أطلقتها، لعيونك يا شام».

«البعث»: أين السلمية؟

وكان الأمين العام القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان فايز شكر أعلن أنه «إذا لم يتلقَ جواباً في شأن التظاهرة المزمع القيام بها غداً في ساحة الشهداء ولم تحظ بالترخيص، فإننا حتماً سنتظاهر إذا نفذ الشيخ الأسير التظاهرة التي دعا إليها وحصل على الترخيص».

وأوضح في حديث إلى قناة «الجديد» أن «حصول الأسير على الترخيص وعدم حصولنا عليه يؤكدان مؤامرة عنوانها ساحة البلد»، مشدداً على أن «القانون يشمل الجميع ولن نقبل الاستثناءات».وسأل: «لماذا هذا التكتيك والتدبير في هذا الظرف الصعب في المنطقة؟»، لافتاً إلى «لافتات للأسير كتب عليها أن «النقليات مؤمنة»، وسأل: «أين السلمية؟ وماذا يريد الأسير من البلد؟».

وعن السلاح، أكد شكر أنه «ضد أي تصرف يؤدي إلى ضرب الاستقرار».

وأوضح بيان يحمل توقيع «تيار المقاومة اللبناني» أنه عقد اجتماعاً في مقره في رأس النبع – بيروت حضرته الهيئة الطالبية في التيار، وقرر الدعوة «في ظل ما تتعرض له سورية من مؤامرة لإسقاطها وإخضاعها تحت عناوين مفبركة، الى تجمع اليوم الأحد في ساحة الشهداء». ودعا التيار المذكور «جميع الأوفياء للبنان ولمقاومته أن يشاركوا بكثافة في التجمع في 12 ظهراً».

خوف من تكرار 5 شباط

وفي المواقف من التحركين، ناشد النائب بطرس حرب «جميع القوى والقيادات السياسية، تغليب الحكمة وروح الوحدة الوطنية على الصراعات السياسية والعمل على تفادي كل ما من شأنه إثارة الاحتكاكات والصدامات ولا سيما تلك التي ترتدي الطابع المذهبي خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة»، داعياً الحكومة إلى «عدم الترخيص لأي تظاهرة ترتدي الطابع المذهبي في أي مكان من لبنان، ولا سيما في ساحة الشهداء وعدم السماح بأي تجمّع ولأي فئة كان». وحمّل «الحكومة والقيادات السياسية مسؤولية أي إخلال بالأمن».

واعتبر القيادي في «التيار الوطني الحر» زياد عبس في بيان أن «وسط البلبلة التي أحدثتها دعوة الشيخ الأسير الى الاعتصام، يجد اللبنانيون والبيروتيون خصوصاً أنفسهم أمام خطر جديد إدراكاً منهم بأن التظاهرة المزمع تنظيمها قد تشبه إلى حدّ بعيد تلك التي شهدتها العاصمة في 5 شباط 2006 (احتجاج السلفيين على رسوم بالتوجه إلى سفارة الدنمارك في الأشرفية)». وطالب «القوى الأمنية والجهات المسؤولة بالتشدد في الحفاظ على أمن بيروت وسكانها.

القصف يتجدّد على حمص ومنع المساعدات عنها

أنقرة ترى “جرائم حرب” والصين مع الحوار

 ناشطون أعلنوا مقتل 37 شخصاً وانفجار سيارة مفخّخة في درعا البلد

قال ناشطون سوريون وموظفو اغاثة إن القوات السورية قصفت اجزاء من مدينة حمص مجدداً، ومنعت لليوم الثاني وصول مساعدات الصليب الاحمر الى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل لأسابيع عدة من دون طعام أو وقود في المعقل السابق للمعارضين. وسلمت السلطات السورية جثماني الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك الى السفارتين الفرنسية والبولونية التي ترعى المصالح الاميركية في سوريا. واعلن مصدر رسمي سوري عن تفجير انتحاري في درعا البلد مما اسفر عن مقتل شخصين واصابة آخرين، لكن الناشطين نفوا ان يكون الهجوم انتحارياً، وقالوا ان 37 شخصاً قتلوا برصاص الامن في انحاء مختلفة من سوريا أمس.

ومع تصاعد الضغوط الدولية على سوريا، اتهم وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو النظام السوري بارتكاب “جرائم حرب”. أما الصين فدعت الحكومة السورية والمسلحين الى وقف العنف وبدء حوار برعاية المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان، ورفضت التدخل في الشأن السوري بذرائع انسانية.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية ان القوات السورية قصفت حيي الخالدية وباب السباع في حمص. وقال الطبيب ابو الحسن الحمصي في عيادة ميدانية بالخالدية انه عالج عشرات الاشخاص المصابين بجروح. وأضاف :”لقد صار هذا روتيناً ، ان القذائف تبدأ بالسقوط كل صباح”.

وقال ساكن آخر في الخالدية رفض ذكر اسمه: “اننا نجمع مياه الامطار والثلوج ونقطع الاشجار من اجل استخدامها في التدفئة”.

وفي باريس، قال المراسلان الفرنسيان اديت بوفييه ووليم دانيالز بعد فرارهما من حي بابا عمرو في حمص المحاصرة، ان القوات السورية استهدفت الصحافيين “بشكل مباشر” في المدينة. ونقلت عنهما صحيفة “الفيغارو”  بعد عودتهما الى باريس الجمعة: “وقعت خمسة انفجارات متتالية على الاقل وبفاصل زمني قصير. كان لدينا بالفعل شعور بأننا مستهدفون بشكل مباشر”.

المقداد

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد خلال لقائه وفداً يضم عددا من ممثلي وسائل الاعلام الايرانية ان “الجهات المختصة وقوات حفظ النظام وخلال ادائها لواجبها في حماية المواطنين من جرائم المجموعات الارهابية المسلحة ضبطت كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة الاميركية والاسرائيلية بعضها مضاد للطائرات والدروع والدبابات في حي بابا عمرو بحمص”. وأشار الى ما ترتكبه المجموعات “الارهابية المسلحة” من أعمال قتل للمدنيين وقوات حفظ النظام وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين الآمنين، موضحاً ان دعم بعض الدول العربية للمجموعات المسلحة سينعكس عليها سلباً . وأضاف: “ان الدول التي اعلنت انها ستسلح المعارضة ستكتشف انها ترتكب خطأ فادحاً بحق نفسها وان سوريا قوية وستخرج من هذه المؤامرة أقوى مما كانت سابقا”.

الصين

وفي بيجينغ، حضت الصين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة التي تحاول إطاحة الرئيس بشار الأسد على وقف جميع اشكال العنف وخصوصاً ضد المدنيين.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية بثته وكالة الصين الجديدة للأنباء “شينخوا” في وقت مبكر صباح اليوم بتوقيت بيجينغ :”يتعين على الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنيين وقف كل أنواع العنف فوراً وبشكل كامل ومن دون شروط  وخصوصاً العنف ضد المدنيين الأبرياء” وذلك تحت اشراف انان الذي عين مبعوثاً للامم المتحدة والجامعة العربية لدى سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية: “الامر يبعث على القلق العميق لأن الوضع في سوريا  لا يزال خطيراً”. وأضاف انه نظراً الى استمرار الاشتباكات العنيفة تعذر البدء حتى الان في اجراء حوار سياسي، كما ان احتمالات التوصل إلى تسوية سلمية للازمة لا تزال ضعيفة.

واكد ان بيجينغ تدعم الدور البارز للامم المتحدة في تنسيق جهود الاغاثة الانسانية وانها مستعدة لتقديم المساعدة الانسانية للشعب السوري. لكنها اضافت: “نعارض أي تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا تحت ذريعة قضايا (انسانية)”. وقال انه ينبغي على المجتمع الدولي احترام استقلال وسيادة ووحدة وسلامة الاراضي السورية وحق الشعب السوري في ان يختار نظامه السياسي باستقلالية. وشدد على ان الصين لا توافق على التدخل المسلح او الضغط من اجل “تغيير النظام” في سوريا وان استخدام العقوبات او التهديد بها لن يساعد في حل القضية.

ويذكر ان الصين وروسيا استخدمتا حق النقض “الفيتو” مرتين في الاشهر الاربعة الاخيرة للحؤول دون اصدار مجلس الامن قراراً حول سوريا.

الصلييب الأحمر بانتظار “الإذن” لدخول بابا عمرو

أ. ف. ب.

دمشق: تواصلت الضغوط الدولية على السلطات السورية السبت للسماح بدخول المساعدات الانسانية عن طريق الصليب الاحمر الدولي الى حي بابا عمرو في حمص بعد ان سيطر عليه الجيش النظامي الخميس، في حين سقط 37 قتيلا في اعمال عنف بينهم اثنان في “عملية انتحارية ارهابية” في درعا، بحسب السلطات السورية.

ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على اذن للدخول الى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الانسانية، ما اثار غضب المجتمع الدولي.

واوردت السلطات السورية أسبابا أمنية وخاصة وجود قنابل والغام على الطرقات في بابا عمرو، الا ان فريقا تابعا للتلفزيون الرسمي السوري تمكن من الدخول وبث صورا للحي.

واكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان فريقي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر “لم يدخلا الجمعة الى حي بابا عمرو كما ان (السلطات) لم تسمح بدخول المساعدات” مشيرا الى ان “المفاوضات لا تزال جارية”.

كما اكد رئيس العمليات في منظمة الهلال الاحمر السوري خالد عرقسوسي “حتى الان لم تتمكن الفرق من دخول بابا عمرو” مشيرا الى ان السلطات “اعلمتنا ان منع الدخول يعود لاسباب امنية”.

الى ذلك، اعلن السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه ان الطائرة التي تنقل جثماني الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا في 22 شباط/فبراير اثر قصف على حي بابا عمرو في حمص، غادرت العاصمة السورية ليل السبت الاحد الى باريس.

وكان السفير الفرنسي وممثل عن سفارة بولندا التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في دمشق، تسلما جثماني كولفن واوشليك مساء السبت.

وكان جثمانا الصحافيين الغربيين وصلا مساء الجمعة الى مستشفى الاسد الجامعي في دمشق قادمين من حمص بسيارات تابعة لمنظمة الهلال الاحمر العربي السوري التي تسلمتهما من السلطات السورية المختصة.

وقد صعد السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه الى سيارة الاسعاف التي كانت تنقل جثة الفرنسي ريمي اوشليك، فيما رافقت سيارة للسفارة البولندية سيارة الاسعاف الثانية التي كانت تنقل جثة الاميركية ماري كولفن.

دبلوماسيا، اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت ان سوريا ترتكب “جريمة” بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد.

واتهم من جهة اخرى النظام السوري بانه “يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانية” عبر استهداف شعبه. وقال ايضا ان “المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه اكثر الرسائل حزما الى القيادة السورية والقول هذه الوحشية يجب الا تستمر”.

كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ان “رفض” السماح بدخول المساعدة الانسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف في سوريا يدل على ان نظام بشار الاسد “اصبح مجرما”.

وقال هيغ في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز التلفزيونية البريطانية ان “رفض المساعدة الانسانية اضافة الى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام اصبح مجرما”.

من جهته، حض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية في بيان السبت “الحكومة السورية والاطراف المعنيين على وقف كل اعمال العنف فورا وفي شكل كامل وغير مشروط، وخصوصا العنف بحق المدنيين الابرياء”، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الصينية الرسمية.

لكن بكين رفضت في المقابل اي تدخل في الشأن السوري الداخلي “بذرائع انسانية”.

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر ندد بعدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص الجمعة، رغم الوعود التي قدمتها السلطات السورية بهذا الصدد.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة السلطات السورية الى السماح بادخال المساعدات الانسانية الى سوريا “من دون شروط مسبقة” معتبرا ان الوضع في هذا البلد “غير مقبول ولا يمكن التساهل معه”.

ميدانيا، قتل 37 شخصا بينهم 14 جنديا السبت في اعمال عنف في عدد من المدن السورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة مدنيين قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت قرب ادلب (شمال غرب) كما قتل اثنان برصاص الامن قرب مدخل سراقب (ريف ادلب) وشخص اخر باطلاق رصاص من حاجز قرب مدينة معرة النعمان”.

وفي ريف دمشق، تحدث عن “استشهاد مواطنين اثنين في ضاحية قدسيا اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية على مواطنين احتجوا على تعذيب عشرات المعتقلين في ساحة الضاحية، كما استشهد شاب واصيب خمسة بجروح خلال العمليات التي تنفذها القوات السورية في قرية دير العصافير”.

وفي ريف دمشق ايضا، “استشهد سبعة مواطنين واثنان من العناصر المنشقة اثر مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في مدينة دوما بحثا عن عناصر منشقة ومطلوبين للسلطات السورية”، بحسب المصدر نفسه. وفي ريف حلب (شمال)، اضاف المرصد “استشهد مواطن وملازم اول منشق خلال اطلاق نار واشتباكات في بلدة الاتارب”.

وفي ريف درعا (جنوب)، قال المرصد ان “ستة عناصر من القوات النظامية السورية على الاقل قتلوا وجرح تسعة اخرون اثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وامنية اقتحمت مدينة الحراك صباح اليوم (السبت) واشتبكت مع مجموعات منشقة”.

واشار الى ان “سيارات الاسعاف نقلت الجرحى الى مشفى مدينة الحراك”. واضاف ان “مواطنا استشهد واصيب خمسة بجروح اثر اطلاق رصاص في مدينة الحراك التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة”.

وفي وقت لاحق، قال المرصد ان “ثمانية من القوات النظامية السورية بينهم ضابط قتلوا قرب جسر بلدة خربة غزالة وذلك اثر استهداف مجموعات منشقة لقافلة عسكرية امنية مشتركة كانت في طريق عودتها من مدينة الحراك التي تكبدت خلال اشتباكات فيها خسائر فادحة”.

وفي جنوب البلاد ايضا، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “ارهابيا انتحاريا فجر صباح اليوم (السبت) سيارة يقودها في منطقة درعا البلد (…) ما ادى الى استشهاد اثنين من المواطنين واصابة عشرين من المدنيين وقوات حفظ النظام”. واضافت الوكالة ان الانفجار اسفر ايضا عن “اضرار مادية لحقت بالمباني المحيطة بدوار المصري (حيث وقع الانفجار) والمحال التجارية”.

وشهدت سوريا سلسلة من التفجيرات الانتحارية كان اخرها في حلب (شمال) يوم 11 شباط/فبراير حيث قتل 28 شخصا على الاقل واصيب 235 آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين.

وبث التلفزيون السوري صورا قال انها الاضرار الناتجة عن الانفجار تبين حطاما كبيرا لبعض المحال التجارية والمنازل المحيطة بموقع الانفجار في درعا.

وسارعت لجان التنسيق المحلية الى اتهام النظام بافتعال الانفجار وذكرت في بيان “تفجير مفتعل من قبل النظام في درعا البلد يؤدي إلى استشهاد وليد النجار ونورس المسالمة وسقوط عدد كبير من الجرحى وتضرر المنازل المحيطة”.

كما عثر في ريف حمص (وسط) على جثامين ثلاثة مواطنين بينهم سيدة من قرية حالات بحسب المرصد الذي نقل عن اهالي البلدة ان الجثث تعود “لمواطنين “اختطفوا قبل اربعة ايام من القرية”.

قصف عنيف على مدينة الرستن في وسط سوريا

أ. ف. ب.

بيروت: ذكر ناشط حقوقي ان القوات السورية شنت قصفا عنيفا الاحد استهدف معاقل التمرد في مدينة الرستن (وسط) الواقعة في ريف مدينة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية حيث بسط الجيش النظامي سيطرته الخميس.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “تتعرض المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الاولى”. واشار عبد الرحمن الى ان “احد الضباط المنشقين اعلن في الخامس من شباط/فبراير ان الرستن مدينة محررة”.

ويتوقع الكثير من الناشطين ان تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير االتي يسيطر على جزء كبير منها المتمردون وبخاصة بعد ان سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس.

واوضح مدير المرصد ان “هاتين المدينتين تمثلان تمركز المنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع ان تكون مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين”. ويأتي ذلك بعد يومين من مقتل 12 شخصا بينهم خمسة اطفال في انفجار قذيفة سقطت على متظاهرين في مدينة الرستن الجمعة، بحسب ما افاد المرصد الجمعة.

وفي ريف درعا (جنوب)، انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية واطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، حسبما ذكر عبد الرحمن. واضاف الناشط الحقوقي ان تم اختطاف احد الضباط في اجهزة المخابرات.

واشار عبد الرحمن الى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الاشخاص في هذه البلدة التي تقع شمال درعا. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد “دارت اشتباكات فجر اليوم الاحد في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت احد الحواجز في البلدة تبعه اطلاق نار من رشاسات متوسطة وثقيلة”.

واسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي من الجيش النظامي واصابة عناصر من المجموعات المنشقة بجراح، بحسب المرصد. وقتل السبت 44 شخصا خلال اعمال عنف في مدن سورية عدة بينهم 26 مدنيا قتل معظمهم خلال مداهمات قام بها رجال الامن بحثا عن مطلوبين في ريف دمشق.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 7500 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

فتوى تهدر دم الأسد وتدعو الجيش للإنشقاق عنه

ملهم الحمصي

دمشق: دخلت الأزمة في سوريا مرحلة جديدة مع تصاعد حدة الاستقطاب بين رجال الدين إزاء حلمة القمع التي يمارسها النظام منذ ما يقرب من عام تقريباً. وفيما تساند المؤسسة الدينية الرسمية النظام القائم في مواجهة ما يقول إنه “مؤامرة” يتعرض لها، يقف رجال الدين في بقية أنحاء العالم الإسلامي في وجهه، متسلحين بإصدار فتاوى مختلفة تبيح دم الرئيس السوري بشار الأسد تارة، وتحكم على نظامه باللاشرعية تارة أخرى، وتدعو عناصر الجيش السوري الداعم له إلى الانشقاق عنه.

وفي آخر تطور في هذا السياق، أفتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في مصر، وهي هيئة علمية إسلامية وسطية مستقلة، تتكون من مجموعة من العلماء والحكماء والخبراء، بحسب التعريف الوارد على موقع الهيئة على شبكة الانترنت، بكفر الرئيس السوري وطائفته “النصيرية” وإباحة دمه، كما دعت جنود الجيش السوري النظامي إلى الانشقاق عنه.

وأكدت الفتوى أنه ” فبما أخذ الله تعالى من الميثاق على العلماء، فإن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح تفتي بكفر النظام السوري الطائفي وإباحة دم رأس هذا النظام المجرم الذي ولغ في دماء السوريين، وأهان المصحف الشريف، واعتدى على حرمات المساجد، وأزهق الأرواح المعصومة، وأتلف الأموال المصونة، وتجبَّر واستكبر في الأرض بغير الحق”.

و”تدعو الهيئة كل قادر من أفراد الجيش والشرطة أن يتولى هذا الشرف بنفسه دفاعًا عن دينه وعرضه وأمته، والمقتول في هذا الجهاد بإذن الله تعالى نحتسبه من الشهداء {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].

كما وجهت الهيئة الشرعية نداء إلى أفراد الجيش قالت فيه: “تفتي الهيئة الشرعية وحدات الجيش السوري المسلم بالانفصال عن جيش النظام الفاجر والانضمام إلى الجيش السوري الحر، وتدعو الهيئة الشرعية الأمة الإسلامية بحكوماتها وهيئاتها المختلفة إلى إمداد الجيش الحر بالسلاح والمال والدعاء في الأسحار”.

ومع تأكيد الهيئة على سلمية المظاهرات والمطالبات، إلا أن لكل فرد من الأفراد المدنيين “أن يدفع العدوان عن نفسه وأهله وعرضه وماله، والمقتول دون ذلك نحتسبه عند الله من الشهداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد).

كما دعت الفتوى من سمتهم “علماء السلطان وعمائم الطغيان ورؤوس الفتنة والبدعة” أن “يستقيلوا من وظائفهم، ويتبرَّؤوا من ممالأة الكفر والإجرام، وألا يبيعوا دينهم وآخرتهم بدنيا قد أدبرت عن غيرهم”.

وتم توقيع الفتوى باسم كل من رئيس لجنة الفتوى، الأستاذ الدكتور علي أحمد السالوس، رئيس الهيئة الشرعية، ونائبه الشيخ مصطفى محمد مصطفى، عضو مجلس الأمناء، ومقرر اللجنة الدكتور محمد يسري إبراهيم، الأمين العام للهيئة.

جدير بالذكر أن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح تهدف، بحسب ما نشرته عن نفسها، إلى:

1. البحث في القضايا والمستجدات المعاصرة، بما يساعد على حماية الحريات والحقوق المشروعة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

2. إيجاد مرجعية راشدة تُحْيِي وظيفة العلماء والحكماء في الأمة، لمعاونة أهل الحل والعقد في تدعيم الحريات وتحقيق الإصلاح.

3. العمل على وحدة الصف وجمع الكلمة، وتقديم الحلول للمشكلات المعاصرة وفقًا لمنهج الوسطية النابع من عقيدة أهل السنة والجماعة.

4. حماية الحريات الإنسانية، والحقوق الشرعية.

5. التنسيق مع مختلف القوى والمؤسسات الإسلامية والشعبية لتحقيق الأهداف المشتركة، وترسيخ القيم الإسلامية في الحياة المعاصرة بما يعيد بناء الإنسان وتنميته لإحداث نهضة حضارية شاملة.

أعلنت عن مؤتمر الوفاق الوطني في دمشق تزامناً مع مرور عام على الاحتجاجات

معارضة الداخل ترفض اعترف الإتحاد الأوروبي بالوطني السوري

كلودا المجذوب الرفاعي من دمشق

مع تأزم الأوضاع في سوريا تراهن تيارات معارضة الداخل على إيجاد حل يخرج البلاد من دوامة العنف بعد مضي عام تقريباً على اندلاع الأحداث فيها. وأعلنت شخصيات معارضة عن الاستعداد لعقد مؤتمر الوفاق الوطني تزامناً مع مرور عام على اندلاع الاحتجاجات.

في مؤشر على تزايد حدة الانقسام والاستقطاب داخل صفوف المعارضة، وبالذات داخل سوريا، وتباين أجنداتها لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد، رفض أحد تيارات المعارضة الداخلية البيان الأخير الصادر عن اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل الذي أعلن فيه عن اعتراف الاتحاد الأوروبي بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري.

وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكد البيان الصادر عن تيار بناء الدولة السورية الذي يتزعمه المعارض السوري لؤي حسين، أن “سوريا ليست تحت الوصاية من أي طرف دولي، والسوريون ليسوا قصّراً، والأرض السورية ليست ساحة مفتوحة، حتى يقوم الاتحاد الأوروبي بتعيين ممثلين عن الشعب السوري رغماً عنه، أو تصدر تصريحات من رسميين وإعلاميين خليجيين داعية لدعم “المعارضة” بالسلاح”.

وأكد البيان أنه “يعتبر قرار الاتحاد الأوروبي المتخذ باجتماعه الجمعة 2-3-2012 انتهاكا صريحا وسافرا لإرادة السوريين – بغض النظر عن الجهة التي يعترف بها – ونرى أنه يساهم في تصعيد وقع الأزمة السياسية في سوريا، ويعمل بشكل مباشر في زيادة حدة الانقسام المجتمعي، فضلا عن المساهمة في انقسام المعارضة. وبالتالي فهو يساهم في دفع الصراع في البلاد لأن يتحول إلى حرب أهلية متعددة المستويات، خاصة باعترافه بمجموعات سياسية تدعو للأعمال المسلحة، وبصمته عن دعوات تسليح “المعارضة” التي تصدر من عدد قليل من الدول. ولا يغير من هذا الأمر أن يدعو المعارضة في بيانه أن تتوحد في نضالها السلمي”.

كما هاجم البيان بعض الدول التي دعت إلى تسليح المعارضة السورية دون أن يسميها، مؤكداً أنه “يعتبر المواقف الأخيرة لبعض البلدان الخليجية الشقيقة الداعية لتسليح “المعارضة” بمثابة تدخل عسكري غير مباشر، بعد أن صرحت الدول العربية أنها لن تقبل التدخل العسكري في سوريا ولن تمهد له”.

واعتبر البيان أن هذه المواقف التي تتعدى الدعوة للتسلح إلى الاستعداد لتسليح “المعارضة” (مع عدم تحديد من هي هذه المعارضة أيضا) “تدفع بشكل قوي لإزكاء الحرب الأهلية في البلاد، خاصة إذا توقعنا أن تقوم جهات دولية أخرى بتسليح أطراف مجتمعية أخرى”.

ورأى البيان في هذه المواقف الأخيرة لغير طرف دولي “تدبيرا صريحا للأوضاع في سوريا لتنفيذ سيناريو أقرب إلى السيناريو الليبي، إن كان من ناحية إيجاد قوى مسلحة مدعومة أو من ناحية إيجاد قطب معارض ممثلا عن الشعب السوري يخوله الاعتراف الرسمي به طلب أي شكل من التدخل العسكري الخارجي”.

وختم بيان تيار بناء الدولة السورية المعارض أنه سوف “يتعاون مع جميع القوى الديمقراطية السورية في مواجهة جميع المحاولات الرامية إلى زيادة حدة الانقسام المجتمعي الذي تسببت به السلطة السورية، أو المواقف التي يمكن أن تساهم بقصد أو بغير قصد في جر البلاد إلى أي حالة من حالات الاقتتال الأهلي. في الوقت الذي سنستمر فيه بالنضال لإسقاط النظام الاستبدادي واستبداله بنظام ديمقراطي بطريقة آمنة وسلمية لا تتسبب في المساس بالسيادة الوطنية أو تحويل سوريا دولة تابعة إلى أي جهة خارجية. ولن نقبل استغلال نضالنا في تغيير نظام الحكم الاستبدادي بهدف تحقيق غايات أخرى لأطراف خارجية يمكن أن تفبرك نظام حكم على هواها ووفق مصالحها ويكون تابعا لها”.

معارضة الداخل تعلن عن مؤتمر الوفاق الوطني

إلى ذلك أكدت أطراف وشخصيات تمثل عدة جهات في المعارضة السورية في الداخل لـ “إيلاف” أنه “تتعاون مجموعة من القوى السياسية الديمقراطية، من بينها “تيار بناء الدولة السورية”، مع عدد من المجموعات الشبابية ومؤسسات مدنية سورية ومع شخصيات ديمقراطية مستقلة لعقد مؤتمر في العاصمة السورية دمشق، يوم الخميس 16-3-2012، باسم “مؤتمر الوفاق الوطني”، للتوافق على تحديد المخاطر التي تتهدد البلاد وسبل التصدي لها، وإيجاد الحلول المناسبة لحالة الصراع السياسي التي تسيطر على الأوضاع العامة، ووضع خريطة طريق كفيلة بإنهاء النظام الاستبدادي بطريقة آمنة وسلمية بهدف إقامة دولة ديمقراطية عادلة”.

وبيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكد المنظمون للمؤتمر المتزامن مع مرور عام على اندلاع الاحتجاجات في سورية، أن مؤتمرهم يتوجه إلى الرأي العام السوري للتعاون على تحقيق أهداف المؤتمر، ومنها:

– وضع خريطة طريق تفصيلية لتغيير سلمي وآمن لنظام الحكم القائم.

– وضع آليات عملية لإنهاء الصراع العنفي الذي أخذ يسيطر على المشهد السياسي.

– وضع خريطة طريق لمرحلة انتقالية تهيئ البلاد سياسياً وأمنياً لانتخابات تشريعية ورئاسية تقبل بها جميع الأطراف.

– مواجهة تدويل الوضع السوري وإعادة معادلة الصراع إلى الداخل.

– تجفيف منابع الحرب الأهلية، والتصدي لمحاولات بعض الدوائر الخارجية في إشعال فتيل الاقتتال الأهلي بذريعة تسليح المعارضة.

ولم تتضح حتى الآن تسمية الجهات الداعية إلى عقد هذا المؤتمر بشكل كامل، والذي تعول عليه معارضة الداخل كثيراً لإيجاد حل للأزمة في البلاد، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لإيلاف أنها بصدد الكشف عن جميع المعلومات الخاصة بالمؤتمر في القريب العاجل، ريثما تنتهي الترتيبات الجارية والخاصة به.

الحرب تتواصل على حمص.. وإعدامات جماعية

النظام السوري يمنع دخول مساعدات الصليب الأحمر لبابا عمرو.. وقصف آلاف السكان الهاربين إلى حي جوبر > الاشتباكات تنتقل إلى درعا وريف دمشق

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم وبولا أسطيح ويوسف دياب نيويورك ـ لندن: «الشرق الأوسط»

هيغ وأوغلو يدينان «جرائم الحرب التي ترتكبها دمشق» > نشطاء: إعدام 44 عسكريا حاولوا الانشقاق وإلقاء جثثهم في بحيرة > السعودية تدعو مجلس الأمن لتحمل المسؤولية الأخلاقية

* واصل النظام السوري عملياته العسكرية التي استهدفت حمص, وبعد ثلاثة أسابيع متتالية وأوقعت مئات القتلى في بابا عمرو، هرب الآلاف من سكانه إلى الأحياء المجاورة، ومنها حي جوبر (الملاصق للحي)، والإنشاءات والسور والبويضة التي انكفأ إليها «الجيش الحرّ»، كما انتقلت المواجهة الواسعة إلى مدينة القصير القريبة جدا من حمص.

وأكد الناشط في تنسيقية الثورة السورية في حمص أنس أبو علي أن «حي جوبر ينال القسط الأكبر من القصف لاعتقاد النظام أن القوّة الأكبر من الثوار تتحصن بداخله، لكن حقيقة الأمر أن الثوار و(الجيش الحرّ) الذين انسحبوا من بابا عمرو يتحصنون بأماكن سرية خارج الأحياء السكنية، ليتمكنوا من تنفيذ عملياتهم بحرية أكبر وحتى لا تتكبّد الأحياء تبعة وجودهم بداخلها».

ومن جهتها أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن الجيش يقوم بإعدامات جماعية وقالت إنه أعدم الليلة قبل الماضية 44 عسكريا في مطار أبو الظهور العسكري بإدلب بعد محاولتهم الانشقاق. وقالت الشبكة إن جثث القتلى ألقيت في بحيرة.

وفي درعا، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، أعلن عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية على الأقل وجرح تسعة آخرين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة الحراك.

وفي ريف دمشق، نفذت عمليات مداهمة للأراضي الموجودة في منطقة «الشياح» للمرة الثانية وسرقة ما تبقى من محتوياتها، وسجّل انتشار أمني مكثف في أحياء عدة من المنطقة. إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس، أن «رفض» السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف في سوريا يدل على أن نظام بشار الأسد «أصبح مجرما».

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي داود أوغلو، أمس، في تصريحات أدلى بها، أن بلاده تدافع مع المجتمع الدولي «عن القيم الدولية». واتهم النظام السوري بأنه «يرتكب كل يوم جريمة ضد الإنسانية» عبر استهداف شعبه. وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق لـ«رويترز»: «إن السلطات السورية أعطت الإذن للقافلة بالدخول، لكن القوات الحكومية على الأرض منعت المنظمة من ادخال مساعداتها لبابا عمرو وأوقفت الشاحنات بسبب ما قالت إنها أحوال غير آمنة بما في ذلك وجود ألغام وشراك خداعية».

ومن جانبها، أكدت المملكة العربية السعودية أن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية، وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية.

اشتباكات على الحدود التركية.. وإعدام 44 عسكريا في مطار أبو الظهور وإلقاء جثثهم في بحيرة

المواجهات تستمر في أحياء حمص.. وتنتقل بين درعا وإدلب وريف دمشق

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم ويوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن الجيش أعدم الليلة الماضية 44 عسكريا في مطار أبو الظهور العسكري بإدلب، بعد محاولتهم الانشقاق. وقالت الشبكة إن جثث القتلى ألقيت في بحيرة، مشيرة إلى فرار ستة جنود من مجموع خمسين كانوا يعتزمون الانشقاق.

كما وقعت اشتباكات بين الجيش السوري النظامي ومنشقين عند الحدود السورية التركية، وأعلنت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن نحو ألفي جندي سوري مدعومين بـ15 دبابة هاجموا قرية عين البيضاء التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود مع تركيا، وأضرموا النار في منازل فيها. وأشارت الوكالة إلى إصابة عدد من المعارضين السوريين في الاشتباكات، لافتة إلى أنهم دخلوا تركيا للعلاج. كما أعلن عدد من الناشطين، على مواقع الثورة السورية، أن الجيش السوري يقوم باعتقال الشباب من مواليد عامي 1992 و1993 لإجبارهم على الالتحاق بالجيش.

وفي وقت حطت فيه سلسلة التفجيرات التي تستهدف مناطق عدة منذ بدء الثورة السورية، صباح أمس في حي «دوار المصري» في مدينة درعا، حيث قتل ثلاثة مواطنين، انتقلت العمليات العسكرية التي استهدفت حي بابا عمرو في حمص على امتداد ثلاثة أسابيع متتالية وأوقعت مئات القتلى، إلى الأحياء المجاورة، حيث هرب الآلاف من سكان «بابا عمرو» بحسب عدد من الناشطين السوريين الذي أكدوا أن القصف استهدف الحي في ساعات الصباح الأولى. وانتقلت المواجهات إلى حي جوبر (الملاصق لبابا عمر)، والإنشاءات والسور والبويضة التي لجأ إليها «الجيش الحر»، كما انتقلت المواجهة الواسعة إلى مدينة القصير القريبة جدا من حمص.

وأعلن الناشط في تنسيقية الثورة السورية في حمص أنس أبو علي، أن «جبهة حمص لن تعرف الهدوء لأنها ستبقى رأس حربة كسر هذا النظام وإسقاطه». وأكد أنس لـ«الشرق الأوسط» أن «انسحاب الجيش الحر من بابا عمر لم يكن فعل هزيمة أو إعلان عجز، إنما جاء تلبية لنداءات وفتاوى المشايخ وعلماء الدين». وقال «في الساعات التي سبقت انسحاب الثوار أقدم الجيش النظامي ومخابرات (الرئيس السوري) بشار الأسد وشبيحته على اقتياد النساء والأطفال من حي الإنشاءات ووضعهم أمام الدبابات جاعلين منهم دروعا بشرية، وهددوا بقتلهم بشكل جماعي إن لم يسمح لهم بدخول بابا عمرو، وبعد مراجعة علماء الدين أفتوا الثوار بالانسحاب من هذا الحي، حفاظا على أرواح النساء والأطفال، لأن حياة أي طفل أو امرأة لا يعادلها شيء، وهو ما حصل بالفعل، إذ كان بإمكاننا أن نتصدى لهم لولا خوفنا على حياة الأبرياء».

وأكد أنس أن «معركة بابا عمر لم تنته ولن تنتهي إلا بإعلان سقوط نظام بشار الأسد». وأضاف «بعد أن يخرج من تبقى من المدنيين من بابا عمر تبدأ معركة الحسم التي ننتظرها، وعندها تكون الأرض مسرحا لعملياتنا النوعية التي سنلقن فيها قوات الأسد درسا لن تنساه أبدا»، مشددا على أن «معظم مناطق وأحياء حمص هي الآن خارج سيطرة الجيش النظامي، بدليل القصف العنيف الذي طال اليوم (أمس) أحياء دير بعلبة، الخالدية، جوبر، تلة السور، البويضة، القصير، وحي عشيرة الذي يسكنه عرب الفدعوس، باعتبار أن هذه المناطق هي الآن تحت سيطرة الجيش الحر والثوار»، مؤكدا أن «حي جوبر ينال القسط الأكبر من القصف لاعتقاد النظام أن القوة الأكبر من الثوار تتحصن بداخله، لكن حقيقة الأمر أن الثوار وأفراد الجيش الحر الذين انسحبوا من بابا عمرو يتحصنون بأماكن سرية خارج الأحياء السكنية، ليتمكنوا من تنفيذ عملياتهم بحرية أكبر وحتى لا تتكبد الأحياء تبعة وجودهم بداخلها»، موضحا أنه «لا صحة لمزاعم النظام السوري بأنه اعتقل 600 مقاتل سوري و120 آخرين من جنسيات عربية داخل بابا عمر، وهو يروج ذلك لرفع معنويات جنوده المنهارة».

وشدد الناشط في تنسيقية حمص على أن «دماء أبناء بابا عمرو لن تبرد، فبالأمس (أول من أمس) أقدمت قوات النظام على ذبح 12 شابا كالنعاج على مرأى من الناس، على حدود حي جوبر وهم ليسوا مقاتلين، لكن فقط لأن هوياتهم تفيد بأنهم من أبناء بابا عمر». وسأل «هل يمكن التعايش مع هذا النظام بعد كل هذه الفظاعات؟.. وأي حياة ننشدها وقد قتل المئات من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، ومن دون أن نعرف ما هي جريمتهم التي عوقبوا عليها؟».

وفي حين أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن انفجارا ناجما عن سيارة مفخخة يقودها انتحاري وقع أمس، اعتبر الناشطون السوريون أن الحادث هو من ضمن الحوادث الأمنية التي يفتعلها النظام ليعود في ما بعد ويتهم المعارضين والثوار السوريين بها، فيما حملت قيادة المنطقة الجنوبية في «الجيش السوري الحر» النظام المسؤولية عن التفجير. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل سبعة مواطنين بينهم ثلاثة قتلوا إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت قرب مدينة إدلب، واثنان إثر إطلاق رصاص من قبل حافلة أمنية قرب مدخل مدينة سراقب الشمالي بحسب الأهالي. كما قتل مواطن من بلدة كفرومة بإطلاق رصاص من حاجز على الطريق الدولي قرب مدينة معرة النعمان.

وفي حمص، أعلن المرصد عن العثور على جثامين لثلاثة مواطنين بينهم سيدة من قرية حالات التابعة لمدينة تلكلخ والواقعة على الحدود السورية اللبنانية. وبحسب الأهالي فإن المواطنين الثلاثة كانوا قد اختطفوا قبل أربعة أيام من القرية. وقال أحد الناشطين السوريين لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة القصير تعرضت يوم أمس للقصف بالصواريخ والدبابات والمدفعية. وتتولى عمليات القصف الكتيبة 91 المتمركزة في مطار الضبعة، في المنطقة الموجودة شرق القصير. وأفاد الناشط بأن «الجيش الحر» بالتعاون مع الثوار نفذوا عملية على حاجز «الغيضة» الذي يتولاه عناصر من الجيش السوري النظامي والمخابرات، وحققوا من خلالها إصابات مباشرة.

وفي حماه، أكد ناشطون سماع سمع دوي انفجارات وإطلاق رصاص كثيف من جهة جسر المزارب ومشاع الأربعين، مع انتشار للقناصة على أسطح المباني. كما تم اقتحام حي الحميدية وسجل تطويق أمني لبلدتي «مشاع الأربعين» و«الفيحاء» قبل أن يتم اقتحام الأول بالآليات الثقيلة والمدرعات وإطلاق رصاص عشوائي وكثيف أدى إلى إصابة اثنين بجروح خطيرة. كما أكد ناشطون أن بلدات شيزر والكرامة والجديدة مطوقة ومحاصرة حصارا شديدا تجهيزا لاقتحامها، وهي تتعرض للقصف المتواصل ويوجد فيها الكثير من المنازل المهدمة والمحترقة، كما تقوم قوات الأمن بحرق السيارات الموجودة فيها. كما قامت قوات الأمن باقتحام «حي باب قبلي» و«ضاحية أبي الفداء» ونفذت فيهما حملة مداهمات وتفتيش للمنازل. وكانت قوات الأمن قد قامت ليلة أمس باقتحام بلدة «لخطاب»، حيث تم إطلاق القنابل الضوئية والرصاص بشكل عشوائي، كما تم إدخال مدرعتين إلى البلدة أثناء الليل واكتشف الأهالي وجودهما في الصباح بعد عودة الكهرباء.

وفي درعا، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، أعلن عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية على الأقل وجرح تسعة آخرين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة الحراك.

وقد ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، في اللاذقية، أن 26 سيارة أمن وحافلتين تابعتين للجيش اقتحمت قرية «الحمرات» ومنطقة «ناحية سلمى» وقراهما في اللاذقية، وقام العناصر بمداهمة المنازل وتكسير وتخريب ما فيها واعتقال عدد كبير من الشباب، كما تم إطلاق رصاص باتجاه بعض القرى من الحوامات، وحرق بعض الأراضي الزراعية في منطقة برج إسلام. وفي قرية المارونيات، قامت القوات الأمنية بعملية تمشيط للحقول والغابات المحيطة في المنطقة لمدة ساعتين.

وفي ريف دمشق، نفذت عمليات مداهمة للأراضي الموجودة في منطقة «الشياح» للمرة الثانية، وسُرق ما تبقى من محتوياتها، وسُجّل انتشار أمني مكثف في أحياء عدة من المنطقة. وبحسب إحصائيات المركز السوري لإحصاء الاحتجاجات، فقد سجلت مظاهرات جمعة« تسليح الجيش الحر» أول من أمس ارتفاعا نسبيا قياسا بمظاهرات جمعة «سننتفض لأجلك بابا عمرو»، حيث بلغ إجمالي عدد المظاهرات أمس في جميع المحافظات 662 مظاهرة، توزعت على 514 نقطة تظاهر. بينما بلغ عدد المظاهرات في جمعة «سننتفض لأجلك بابا عمرو» 643، توزعت على 490 نقطة تظاهر في كل المحافظات السورية.

ولاحظ المركز عبر رسم بياني للمظاهرات تزايدا في أعداد نقاط التظاهر في كل من دمشق وإدلب وحماه وحمص والحسكة واللاذقية، بينما شهدت محافظات ريف دمشق وحلب ودير الزور والرقة وطرطوس تراجعا في عدد نقاط التظاهر في جمعة «تسليح الجيش الحر» مقارنة بعددها في جمعة «سننتفض لأجلك بابا عمرو»، الأمر الذي يؤكد أن المحافظات التي يقوم فيها النظام بعمليات عسكرية موسعة وقمع شديد هي الأكثر تأييدا لخيار تسليح «الجيش الحر». كما تجدر الإشارة إلى أن النشاط الثوري في قلب العاصمة دمشق يغلب عليه الطابع الشبابي المدني السلمي، مستفيدا من حذر النظام في قمع الاحتجاج داخل دمشق، إذ ما زال يعتمد على قوات الأمن والشبيحة، وإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، ولم يستعن بقوات الجيش بعد، ولم يقم باقتحامات ومداهمات عنيفة ومحاصرة وقصف الأحياء كتلك التي يقوم بها في مناطق أخرى كحمص وريف دمشق وإدلب وحماه.

إلى ذلك، حذر المستشار السياسي لـ«الجيش السوري الحر» بسام داده، ضباط «الجيش الحر» وعناصره من «انشقاقات مفبركة للبعض، بهدف السيطرة على مقدراته». وأعلن أن «النظام السوري يقوم بمحاولات مستميتة للنيل من الجيش الحر وقيادته وذلك من خلال خلق انشقاقات مفبركة لبعض الضباط وتهدف إلى السيطرة على مقدرات الجيش السوري الحر وقيادته».

وقال داده في بيان أصدره وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «لقد قام النظام السوري بإرسال بعض الضباط المتعاونين معه، للانخراط في الجيش الحر للسيطرة على قيادته ولم ينجحوا والحمد لله في تحقيق الاختراق بفضل إخوتنا الضباط الشرفاء العاملين في الداخل الذين يمدوننا بمعلومات بالغة الأهمية، وسيصدر الجيش الحر بيانا عن هؤلاء القلة من الضباط الذين باعوا الشعب والوطن لإرضاء ساداتهم الذين يقتلون الشعب السوري ليلا نهارا». وأضاف «يعلن كذلك الجيش السوري الحر أنه لا علاقة له البتة بعميد مخابرات القوات الجوية حسام العواك، الذي يدعي زورا أنه قائد العمليات في الداخل السوري، ويجول على دول الخليج من دون تكليف من قيادة الجيش الحر، وما زال ارتباطه قائما بآصف شوكت مباشرة». وختم البيان «إننا ندعو كل أفراد وضباط الجيش السوري الحر الأبطال، لأن يكونوا حذرين من الأسلوب الخبيث لهذه العصابة الهمجية التي تحتل أرض سوريا بمساندة إيرانية لن تدوم إن شاء الله طويلا، والنصر قريب بعون الله».

هيغ يعتبر الأسد «مجرما»

الصين ترفض أي تدخل في سوريا بذريعة «قضايا إنسانية»

جريدة الشرق الاوسط

اعتبر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، أن «رفض» السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف في سوريا، يدل على أن نظام بشار الأسد «أصبح مجرما».

وقال هيغ في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية البريطانية، إن «رفض المساعدة الإنسانية إضافة إلى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا، تدل على أن النظام أصبح مجرما». وأضاف «لقد أعربنا عن احتجاجنا مباشرة لدى السلطات السورية بشأن سلسلة من المشاكل بما فيها دخول المساعدة الإنسانية».

وتابع «نحاول أيضا بحث الموضوع في مجلس الأمن الدولي. وهذا يعني العمل مع دول أخرى مثل روسيا والصين اللتين جمدتا مبادرات سابقة»، موضحا أنه تباحث الجمعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول الموضوع، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جانبها، أكدت الصين رفضها أي تدخل في الشؤون السورية الداخلية «بذريعة قضايا إنسانية» وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن وزارة الخارجية الصينية.

ونقلت الوكالة الرسمية عن مسؤول في الخارجية أن «الصين ترفض أي تدخل عسكري وأي ضغط لتغيير النظام في سوريا». وأضاف المسؤول: «نرفض أن يتدخل أي طرف في الشؤون الداخلية لسوريا بذريعة قضايا إنسانية».

كما دعت الصين الحكومة السورية و«الأطراف المعنيين» الأخرى إلى وقف كل أعمال العنف والسعي إلى حل سلمي للأزمة في سوريا، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن الخارجية الصينية.

وحض مسؤول كبير في وزارة الخارجية في بيان «الحكومة السورية والأطراف المعنيين على وقف كل أعمال العنف فورا وفي شكل كامل وغير مشروط، وخصوصا العنف بحق المدنيين الأبرياء»، بحسب الوكالة الصينية الرسمية.

السعودية تدعو مجلس الأمن لممارسة دوره القانوني وتحمل مسؤولياته الأخلاقية تجاه سوريا

واشنطن ترحب بحذر بتصريحات روسية «معتدلة»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح نيويورك: «الشرق الأوسط»

أكدت المملكة العربية السعودية أن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية، وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية عند حدها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماه وجميع المدن السورية، وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين وتأييد مهمة المبعوث الدولي والعربي، كوفي أنان، والعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والرخاء والأمن وينطلق من قواعد الوحدة الوطنية الشاملة التي تضم جميع أطياف الشعب السوري بمختلف انتماءاته السياسية والعرقية والطائفية والمذهبية، وفقا لخارطة الطريق التي وضعتها جامعة الدول العربية وأيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشر قوات عربية وأممية مشتركة لحفظ الأمن والسلام في سوريا.

جاء ذلك في كلمة السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ألقاها السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، أول من أمس، حيث أبدى ترحيب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بتعيين كوفي أنان مبعوثا خاصا مشتركا للأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية، وترى أن اختياره بما له من سمعة عالمية وكفاءة متميزة ونزاهة فائقة إنما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بتسخير كل الطاقات في سبيل التوصل إلى حل للأزمة السورية ونهاية لمعاناة الشعب السوري «الشقيق»، وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤرخ 16 فبراير (شباط) 2012.

وأشار السفير المعلمي إلى أن مجلس الأمن الدولي منذ أن أخفق في اتخاذ قرار بشأن الوضع في سوريا بسبب الممارسة المؤسفة لبعض أعضاء المجلس لحق النقض، والنظام السوري يعتبر أنه قد حصل على الضوء الأخضر لسحق المواطنين العزل في سوريا وإخماد ثورتهم، وهو يتصرف وكأنه يخوض سباقا مع الزمن لإنهاء مهمته قبل أن يعود المجتمع الدولي للتحرك، ولذلك شاهد الجميع تزايدا مستمرا في وتيرة الهجمات على المدنيين ووقوع المزيد من الضحايا كل يوم.

وأضاف: «مساء البارحة بالتحديد، شهدنا اقتحام القوات السورية لبابا عمرو وسقوط المجتمع الدولي في اختبار الضمير الحي وهو يشهد سربنتشيا جديدة وكأن هذا المجتمع لم يتعلم شيئا من دروس رواندا أو كوسوفا أو غزة».

وأكد المندوب السعودي أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أتم استعداد لأن تكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري وتدعيم قدرته على حماية نفسه من سلطة فقدت شرعيتها بمجرد أن استباحت دماء أبنائها، وأن دول مجلس التعاون تحمّل المجتمع الدولي عامة، ومجلس الأمن خاصة، والقوى التي مارست حق النقض على وجه التحديد، المسؤولية الأخلاقية عما يجري الآن في شوارع بابا عمرو ومنازلها، وأن التاريخ، والضمير، سوف يحاسبهم إن تخاذلوا عن الاستجابة لاستغاثات الشعب السوري وصيحات أبنائه المقهورين. إلى ذلك رحب مسؤولون أميركيون في حذر بتصريحات حول سوريا أدلى بها كل من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، واعتبروها «معتدلة» لأن فيها إشارات إلى أن روسيا لن تتدخل إذا تدخلت الدول الغربية والعربية عسكريا في سوريا من دون قرار من مجلس الأمن.

ومن دون التعليق مباشرة على التصريحات الروسية، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: «بطبيعة الحال، نحن نضع اعتبارات لآراء القادة الروس. ولدينا علاقات هامة جدا مع روسيا، وسوف نواصل هذه العلاقة الهامة. ويستمر التشاور بصورة منتظمة مع المسؤولين الحكوميين الروس بشأن هذه المسألة بالذات (سوريا)».

الاتحاد الأوروبي يعترف بالمجلس الوطني «ممثلا شرعيا للسوريين».. ويدعو المعارضة للتوحد

مستعد لتقديم المساعدة وإقامة شراكة جديدة مع سوريا «بمجرد أن يبدأ التحول الديمقراطي فيها»

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل: عبد الله مصطفى

أيد زعماء الاتحاد الأوروبي أول من أمس، القرار الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأسبوع الماضي بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري، باعتباره الممثل الشرعي للسوريين.

وكرس البيان الختامي للقمة الأوروبية عدة فقرات للحديث عن سوريا، شدد فيها على ضرورة الاستمرار في خيار العقوبات طالما استمرت عمليات القمع، كما شدد على دعم مخطط الجامعة العربية ودعم المعارضة. وقال قادة الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بيان بختام قمتهم، إن «الاتحاد الأوروبي يؤيد المعارضة السورية في نضالها من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية ويعترف بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للسوريين». ودعا البيان جميع أعضاء المعارضة السورية إلى التوحد في نضالهم السلمي من أجل سوريا جديدة يتمتع جميع مواطنيها بحقوق متساوية، مطالبا جميع التيارات في سوريا بالترويج لعملية تهدف إلى التوصل لحل سياسي للأزمة. وناقش زعماء الاتحاد الأوروبي الوضع في سوريا ودعوا جميع أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة، ولا سيما روسيا والصين، إلى العمل معا في محاولة لوقف العنف.

كما شدد الاتحاد الأوروبي على مسؤولية السلطات السورية بشأن أمن الرعايا الأجانب في سوريا بما في ذلك الصحافيون وتسهيل إجلاء الجرحى والمصابين. وجدد البيان دعم الاتحاد الأوروبي للجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لإنهاء العنف في سوريا وتعيين السكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان كمبعوث خاص ومشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا. كما أعرب زعماء الاتحاد الأوروبي عن دعمهم لإطلاق مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» ونتائج اجتماعها الأول في تونس مؤخرا. ودعا زعماء الاتحاد الأوروبي «(الرئيس السوري) الأسد إلى التنحي لإفساح المجال لانتقال سلمي في سوريا»، مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم المساعدة وإقامة شراكة جديدة مع سوريا «بمجرد أن يبدأ التحول الديمقراطي فيها».

وكان الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء خارجية دول الاتحاد اعترف بالمجلس الوطني السوري كمحاور «شرعي» ولم يعترف به كمحاور وحيد.

من جانبها، صرحت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون، بأنه «من المشجع سماع وجهة نظر المجلس الوطني السوري والاعتراف به كمحاور شرعي، لكن محاورين آخرين قدموا إلينا في بروكسل وسنتابع الحوار». وكان مؤتمر «مجموعة أصدقاء سوريا» دعا في بيانه الختامي إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للسوريين الذين يسعون إلى التحول الديمقراطي، كما طالب المشاركون فيه بوقف فوري للعنف وتنفيذ قرارات الجامعة العربية والسماح بتوصيل مساعدات إنسانية، إضافة إلى فرض قيود على السلطات السورية تتضمن حظر النفط ومنع سفر مسؤولين وتجميد أرصدتهم.

في الوقت نفسه، حاول التكتل الأوروبي الموحد الرد على اتهامات وجهت إليه بالتقصير في الملف السوري، وهو الأمر الذي تناوله البيان الختامي للقمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل. واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء رؤساء الكتل النيابية في البرلمان الأوروبي، بشأن التعامل الأوروبي مع الملف السوري بعد الاعتراف من جانب قادة دول الاتحاد بالمجلس الوطني السوري، وقال غي فيرهوفستاد زعيم كتلة الليبراليين، إن المجتمع الدولي بما فيه أوروبا لا يفعلون كل المطلوب منهم، ويجب على المجتمع الدولي أن يركز على إنهاء الوضع الدرامي وخاصة ما يجري في حمص وغيرها، وأضاف أن العقوبات وحدها ليست كافية ولا بد من تحقيق الأمن وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، وتابع «أعتقد أن تركيا يمكن أن تلعب دورا حيويا في هذا الصدد».

من ناحيته، قال هانس سلوبودان رئيس الكتلة الاشتراكية، إن المهم الآن هو ممارسة ضغوط على روسيا والصين حتى تتحقق الجهود الرامية لوقف العنف وقتل المدنيين، وأضاف «إذا كانت روسيا والصين لديهما اهتمام بسلامة واستقرار سوريا فعليهما الضغط على نظام بشار وبعدها نقنع المعارضة بعدم اللجوء إلى السلاح ونبدأ في البحث عن حل سياسي»، وشدد على أن إيران لها دور كبير في ملف سوريا، وتساند النظام وتؤيد بقاءه في الحكم، «وإذا كانت مهتمة بوقف حمام الدم فعليها أن تعمل من أجل هذا، وإلا فستكون بذلك لا تخدم مصلحة الشعب السوري ولا تعمل من أجل أمنه واستقراره».

إلى ذلك، أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، أن زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد طالبوا بإعداد ملفات «توثق الانتهاكات» التي يقوم بها النظام السوري، تمهيدا لتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة الدولية، ولفت إلى أن أوروبا تريد أن تقول للنظام السوري إنه لا إفلات من العقاب، واعتبر أن «الحديث عن الأزمة السورية على مستوى القمة يؤكد من جديد على وحدة الصوت والعمل الأوروبيين تجاه ما يجري»، ورفض فان رومبوي أي حديث عن ضعف الموقف الأوروبي تجاه الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن التكتل الأوروبي الموحد «يبذل كل جهده سواء في إطار مجلس الأمن أو في إطار التعاون مع الجامعة العربية»، مطالبا بعدم التقليل من شأن العمل الأوروبي لإيجاد حل للأزمة السورية، وأوضح فان رومبوي أن الاتحاد الأوروبي «ثابت» على موقفه تجاه سوريا، داعيا الدول الكبرى أن تراجع مواقفها تجاه ما وصفه بـ«الوضع المرعب» في هذا البلد.

داود أوغلو يدعو «المجلس الوطني» إلى ضم أطياف المعارضة والطوائف

اتهم النظام السوري بأنه «يرتكب كل يوم جريمة ضد الإنسانية»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

كشف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن أن قوافل من المساعدات التركية أصبحت على الحدود مع سوريا، وسيتم إدخالها لمساعدة المتضررين من الأحداث التي تشهدها سوريا. وأبلغ الوزير التركي أعضاء المجلس الوطني السوري الذين التقاهم على مدى 4 ساعات ليل أول من أمس، وفقا لمحضر اللقاء الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن بلاده «مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم»، من دون أن يوضح الطريقة التي سيتم بها إدخال هذه المساعدات.

وغاب عن اللقاء «البحث العسكري»، فلم يقترح أعضاء المجلس «إنشاء منطقة عازلة»، ولم يؤشر الأتراك إلى نية بالتدخل العسكري في سوريا، فكرر داود أوغلو معارضته فكرة التدخل الخارجي وشدد على ضرورة عدم تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي، مقترحا قيام بلاده بمسعى لتقريب وجهات النظر بين العسكر المنشقين والمجلس الوطني، مشددا على ضرورة توحيد جهود المعارضة السورية وضمها تحت سقف المجلس الذي لمح إلى أنه سيكون الممثل الوحيد للشعب السوري على طاولة مؤتمر إسطنبول لأصدقاء الشعب السوري الذي لم يتم تحديد موعد دقيق له، وإن كانت ترددت معلومات عن أنه سيكون في العشرين من الشهر الحالي.

في المقابل، قالت مصادر تركية إنه وجه رسائل مهمة خلال اللقاء. وقال داود أوغلو مخاطبا المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون، «كونوا شاملين، ولا تمارسوا التمييز الديني والعرقي. إن بابنا سيبقى مفتوحا للشعب السوري». وشرح داود أوغلو تفصيليا نظرة تركيا إزاء الشأن السوري قائلا «إن سوريا مهمة جدا بالنسبة لتركيا، لا يمكن اتباع سياسة مبنية على أساس ديني أو عرقي في سوريا. ينبغي على المجلس الوطني أن يمثل جميع الطوائف والأديان، وعدم ممارسة التمييز ضد أحد». وأضاف أوغلو أن «دعم تركيا سيستمر للسوريين اللاجئين إلى هطاي هروبا من إدارة الأسد. سيبقى بابنا مفتوحا للشعب السوري». وتضمن اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن اجتماع أصدقاء سوريا الذي سيعقد في مدينة إسطنبول. وأكدت المعارضة ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري.

وأعلن داود أوغلو أمس في تصريحات أدلى بها أن بلاده تدافع مع المجتمع الدولي «عن القيم الدولية»، مضيفا: «في الوقت الذي تتواصل فيه مثل هذه الفظائع (في سوريا)، فإن منع دخول المساعدة الدولية (المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف) ورفض دخول مسؤولي الأمم المتحدة يشكلان جريمة أخرى»، كما نقلت عنه وكالة أنباء «الأناضول». واتهم النظام السوري بأنه «يرتكب كل يوم جريمة ضد الإنسانية» عبر استهداف شعبه. وأضاف: «المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه أكثر الرسائل حزما إلى القيادة السورية والقول إن (هذه الوحشية يجب أن لا تستمر)».

وبالعودة إلى اجتماع داود أوغلو مع المجلس الوطني، فقد علمت «الشرق الأوسط» أن الأخير تحدث في بداية اللقاء عن ضرورة «توسيع المجلس الوطني واستيعابه لكافة أشكال الطيف السوري وكافة قوى المعارضة»، كاشفا عن وجود توجه لأن يكون المجلس «هو الممثل الوحيد للمعارضة في مؤتمر إسطنبول خلافا لمؤتمر تونس». وشدد على ضرورة «ترتيب البيت الداخلي للمعارضة، وتوثيق العلاقة بين المجلس التنفيذي وبقية أعضاء المجلس»، كما شدد على «ضرورة تواصل المجلس مع كافة الأطياف السورية من علويين ومسيحيين ودروز»، وعلى دور المجلس في تطمين الأقليات، وعلى أهمية بقاء سوريا موحدة ومنع تفتيتها أو تقسيمها.. «لا نريد تقسيم سوريا إلى أقليات وطوائف، فسورية يجب أن تكون لجميع السوريين»، وأمل أن يأتي اجتماع إسطنبول بعد أسبوعين ليكون المجلس الوطني ممثلا وحيدا للشعب السوري.

وشدد داود أوغلو أيضا على أهمية التنسيق بين المجلس و«الجيش الحر»، داعيا المجلس إلى التنسيق مع «الجنرالات الثلاثة»؛ العقيد رياش الأسعد والعميدين مصطفى الشيخ وفايز عمرو، منوها بضرورة أن يكون هناك ناطق واحد باسم «الجيش الحر». وأعلن عن نيته استضافة اجتماعات بين الطرفين لتوحيد الرؤية والمنهج. كما دعا إلى تقوية الروابط بين المجلس و«الجيش الحر» والكتائب داخل سوريا، واصفا الثورة السورية بأنها «أصعب وأروع ثورة في المنطقة».

النظام السوري يمنع الصليب الأحمر من إدخال المساعدات إلى بابا عمرو

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

أكد صالح الدباكة، الناطق الرسمي باسم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة حصلت على تصريح رسمي بالدخول إلى بابا عمرو منذ الخميس الماضي، لكنها لغاية اليوم لم تتمكن من القيام بمهمتها التي تنفذها بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، لافتا إلى أن اللجنة لا تزال تقوم بالمحادثات والمفاوضات مع الحكومة السورية بغية إيصال المساعدات إلى المدنيين في بابا عمرو وإجلاء المصابين.

وفي حين أشار الدباكة إلى أن المهام الإنسانية في سوريا تتوزع بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لفت إلى أن الهلال الأحمر هو الذي دخل بابا عمرو في مرات سابقة، وكان آخرها الاثنين الماضي، وقد ونجح لغاية الآن في إجلاء 30 مصابا، بينهم 7 في حالات خطرة، 6 منهم لا يزالون يعالجون في مستشفى الأمين، بعدما توفي أحدهم. كما تمكن منذ 21 فبراير (شباط) الماضي من إيصال 4 قافلات من المساعدات الإنسانية.

وفي حين يؤكد بعض المعارضين السوريين أن سبب عدم السماح للصليب الأحمر بالدخول إلى بابا عمرو يعود إلى الألغام والمتفجرات المزروعة في الطرقات والمنازل، أكد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أن قوات النظام عمدت إلى إفراغ سيارات الإسعاف من الأدوية والمساعدات الطبية التي كانت في داخلها، ومنعت الصليب الأحمر والهلال الأحمر من إرسالها إلى المدنيين في بابا عمرو. كذلك قال ناشطون سوريون لـ«رويترز» بأنه قد يكون منع قوات النظام الصليب الأحمر من دخول بابا عمرو كي لا يتمكنوا من مشاهدة مذبحة يزعم أن معارضين نفذوها.

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق لـ«رويترز» إن السلطات السورية أعطت الإذن للقافلة بالدخول لكن القوات الحكومية على الأرض أوقفت الشاحنات بسبب ما قالت: إنها أحوال غير آمنة بما في ذلك وجود ألغام وشراك خداعية.

وكان جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قال: «من غير المقبول ألا يكون السكان الذين يحتاجون منذ أسابيع عدة إلى مساعدات عاجلة قد تلقوا بعد أي مساعدة. وسنبقى هذه الليلة في حمص على أمل الدخول إلى بابا عمرو في القريب العاجل»، لافتا إلى أن عددا كبيرا من العائلات من بابا عمرو سيقوم الصليب الأحمر بتقديم المساعدة لهم بأسرع وقت.

وأضاف كيلينبرغر: «نكرر النداء الذي وجهناه قبل عدة أيام بوقف القتال لمدة ساعتين يوميا من أجل السماح بتقديم المساعدات الإنسانية. وكانت الأوضاع الإنسانية في غاية الخطورة آنذاك وقد أصبحت الآن أسوأ حالا».

في المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إعلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر قوله إن «فريقا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكن من دخول حي بابا عمرو في حمص ليل أول من أمس الجمعة من دون المساعدات التي لم تسمح السلطات بإدخالها». وأوضح المسؤول «دخلنا يوم الجمعة حي بابا عمرو لكن السلطات لم تسمح بدخول المساعدات وقمنا بزيارة المشافي والشقق وتلمسنا الأوضاع والاحتياجات».

جرحى «بابا عمرو» يتحدثون لـ «الشرق الأوسط» عن درب الآلام للوصول إلى لبنان

108 جرحى نقلوا إلى طرابلس الشهر الماضي

جريدة الشرق الاوسط

طرابلس (شمال لبنان): سوسن الأبطح

كان «المستشفى الحكومي» في طرابلس بعد ظهر أمس يتأهب لاستقبال ثلاثة جرحى سوريين، وصلوا إلى الحدود اللبنانية، لينضموا إلى 33 جريحا سبقوهم في الأيام الماضية وبدأوا بتلقي العلاج.

«لا نعرف بعد من أي مدينة الجرحى الجدد ولا نوع إصاباتهم» يقول لنا مصطفى أحد الشبان السوريين الذين يستقبلون المصابين ويعتنون بهم. ويشرح لنا مصطفى أن عدد الجرحى الذين ينقلون إلى لبنان ارتفع بشكل قياسي في الشهر الأخير، وبلغ عددهم في شهر فبراير (شباط) وحده 108 جرحى، غالبيتهم الساحقة أدخلوا إلى مستشفيات طرابلس.

لم يصل أي جريح سوري من بابا عمرو إلى لبنان منذ يوم الأحد الماضي «الطريق الذي كنا نسلكه لكسر الحصار اكتشفه الجيش السوري، وبات من ساعتها الخروج مستحيلا»، يقول أحمد (اسم مستعار) الذي يعاني من شظية اخترقت رقبته واستقرت على مقربة من النخاع الشوكي منذ نحو تسعة أيام ولا تزال في مكانها لحساسية العملية وتمهل الأطباء في إجرائها.

الطابق الثالث من المستشفى الحكومي في طرابلس، خصص للجرحى السوريين غالبيتهم الساحقة من بابا عمرو، أصيب أكثرهم بشظايا ورصاص في الأطراف. نداء (اسم مستعار) يتمشى في الممر، بصحبة المصل الذي يجره معه، فهو هنا منذ عشرة أيام. تبدو إصابته في الصدر طفيفة، لكن ما إن نسأله عن إصابته حتى يرفع البيجاما عن ساعده المبتورة «وقع صاروخ على مبعدة مترين مني» يكمل نداء «وأصبت في يدي التي بقيت معلقة، كما أصيب ثلاثة آخرون من حولي. أسعفت نفسي والجريح الذي كنت أحمله. كان طفلا عمره سنة، لم يحتمل الإصابة الثانية وتوفي على الفور». يكمل نداء: «وصلت إلى المستشفى الميداني في بابا عمرو سلمتهم الطفل وفقدت الوعي، ولأن الإصابة بالغة نقلوني إلى لبنان». يتحدث نداء عن درب الآلام من بابا عمرو إلى الحدود اللبنانية: «كنت أغيب وأستفيق من شدة الألم، مشينا في البساتين والوعر ما يزيد على 4 كيلومترات وأنا أحمل يدي. استخدمنا الحمير والبغال والسيارات، قبل أن نصل الحدود اللبنانية». يشرح نداء: «كل المحاولات للاحتفاظ بيدي باءت بالفشل بعد وصولي إلى لبنان، النزف والالتهاب الشديدين اضطرا الأطباء لبتر يدي منذ عدة أيام».

مصطفى يحدثنا عن «ثلاث حالات بتر للأطراف في الأيام الأخيرة في هذا الطابق. وهناك جروح بليغة وخطيرة. أكثر ما يعاني منه الجرحى هي حالات الالتهابات الشديدة، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها المصابون بالبرد والعراء قبل وصولهم إلى هنا وهو ما يستغرق أياما».

أحمد الذي يصر على التحدث، رغم الشظية الموجودة في رقبته، لأنه يحتاج «للفضفضة» كما يقول: «يشرح لنا أن «المحظوظين فقط من المصابين هم من ينجحون في الوصول إلى لبنان». أصيب كما يروي بشظايا قذيفة وقعت بقربه وهو يساعد في نقل جثة امرأة فقدت جزأها السفلي. ويكمل أحمد: «حالتي كانت مستعصية وهم في المستشفى الميداني لا يملكون حتى جهاز أشعة متطور يمكنه الكشف عن نوعية الإصابة. كنا سبعة جرحى نقلونا معا. إصاباتنا بليغة لذلك وضعونا في باص صغير، وتناوب عدة سائقين على القيادة، كل يقود الباص في منطقته ليسلمنا بعد ذلك لسائق آخر. فكلٌ أدرى بالمنطقة التي يعيش فيها. لكن الانتقال والانتظار، بينما يتم تأمين الطريق كان يستغرق ساعات طوال. قضينا يومين في الباص حتى أمكن توصيلنا للحدود وتسليمنا للصليب الأحمر».

يضحك (علي) الذي يرفض الكشف عن اسمه الحقيقي هو الآخر ويقول: «أهلنا هناك سيتعرضون للتنكيل في حال كشفنا عن أسمائنا». وعلي أحد الجرحى السبعة الذين كانوا آخر من أسعفهم الحظ بالخروج من بابا عمرو قبل انكشاف أمر الطريق السري الذي كانوا يسلكونه. أصيب في رجله برصاص متفجر، ثبت له جهاز في رجله الآن، بانتظار إمكانية تجبير الكسور العديدة التي فتتت العظام. إلى جانبه شاب آخر من تلكلخ، يقول لنا مصطفى إن «حالة هذا الشاب حرجه. يبدو في عشريناته لا يقوى على الكلام ويبقى ساهما لا يريد التحدث بشيء».

الجرحى يصلون بثيابهم التي يرتدونها ولا شيء آخر معهم – يروي مصطفى – الذي يجوب بنا في الغرف. «ننسق مع الصليب الأحمر باستمرار، لمعرفة إذا ما كان ثمة من جرحى تمكنوا من عبور الحدود لإبلاغ المستشفى». ويضيف مصطفى: «يصل الجريح خائفا، مذعورا، لا يعرف إن كان قد بلغ بالفعل محطة الأمان. نحاول أن نشرح له بأنه لم يعد مهددا بشيء. كلهم تركوا أهلهم هناك، يصلون بلا ثياب، أو بيجاما أو ملابس داخلية أو حتى نقود. نحاول أن نوفر لهم ما يحتاجونه، فهم بلا عائلة وفي ظروف صحية صعبة، إضافة إلى قلقهم على من تركوهم خلفهم».

لبنان: ارتفاع عدد النازحين السوريين إلى 7085

جريدة الشرق الاوسط

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان في تقريرها الأسبوعي أن «عدد النازحين السوريين المسجلين حاليا لديها ولدى (الهيئة العليا للإغاثة) في شمال لبنان بلغ 7085 نازحا، بزيادة 142 نازحا عن الأسبوع الماضي»، لافتة إلى أنّه «تم نقل 52 جريحا سوريا إلى مستشفيات الشمال للمعالجة، كما أن ثلاثة من الجرحى وافتهم المنيّة أحدهم أثناء نقله إلى المستشفى واثنان آخران خلال معالجتهما». وذكر التقرير أن المفوضية وشركاءها العاملين على إغاثة النازحين السوريين «بدأوا بتوزيع المساعدات الشهرية من الأغذية والمواد العينية، حيث استفاد منها 425 أسرة سورية (الأفراد 2,120) حتى الآن، كما تم توزيع قسائم الوقود 3,792 للسوريين النازحين و2,198 للأسر اللبنانيّة المضيفة».

كما أوضح التقرير أنّه وضمن المشاريع ذات الأثر السريع «تم افتتاح مكتبة عامة في قرية عيدمون، وإعادة تأهيل الحديقة العامة في قرية العماير وتدشين نادٍ للسينما في قرية العوادة في وادي خالد»، لافتا إلى أنّ «هذه المشاريع وُضعت بالتعاون الوثيق مع المجتمعات المحلية وتهدف إلى توفير الخدمات الضرورية والأنشطة لكل من المجتمعات المضيفة والأسر السورية النازحة».

القصير بلدة محاصرة من دون إمدادات تنتظر هجوم قوات النظام

عجوز: اضطررت لإحراق أحذيتي من أجل التدفئة

جريدة الشرق الاوسط

في تقرير ميداني تصف «رويترز» حالة بلدة سورية تحت الحصار وتقول: عندما يتوقف القتال في بلدة القصير السورية يسود إحساس بأن البلدة خالية من البشر، وتشق دراجة نارية غريبة الصمت محدثة ضجيجا أثناء عبورها، رجال جالسون أمام المتاجر يتبادلون الهمسات. طفلة تضحك وتختبئ في زقاق.

ولكن عندما يبدأ إطلاق نيران المدفعية والبنادق يسيطر ضجيج الحرب على البلدة، ويطوي الرجال مقاعدهم والأطفال يختبئون في داخل البيوت. ويتصاعد دخان أسود في السماء.

وتفرض الدبابات والقوات السورية حصارا على هذه البلدة التي يقطنها نحو 40 ألفا لما يقرب من 6 أشهر مما قطع الإمدادات العادية للغذاء والوقود، ويجري تهريب الدواء من لبنان المجاور الذي تبعد حدوده 12 كيلومترا إلى الجنوب من البلدة حسب رويترز.

وتعطي القصير لمحة عن تحول حركة احتجاج على حكم الرئيس السوري بشار الأسد بدأت سلمية ثم أصبحت أكثر عنفا وطائفية وتكلفة بالنسبة للأوضاع الإنسانية.

وأصبح الخبز، وهو سلعة أساسية في سوريا، أكثر شحا في بلدة القصير. وبات وصول زيت التدفئة الذي تشتد الحاجة إليه لدرء برد الشتاء أكثر صعوبة والمكاتب الحكومية مغلقة مما يصيب الحياة في البلدة بالشلل حيث يعمل كثيرون موظفين لدى الحكومة، وقال رجل أعمال معروف في البلدة عرف نفسه باسم الدكتور عباس: في القصير اليوم يمكنك القول بأن الغني والفقير أصبحا سواء، يأكلون الطعام نفسه ويرتدون الملابس ذاتها، واستطرد الرجل الذي كان يجلس في غرفة تقليدية لاستقبال الضيوف: لا توجد بنوك ولا رواتب، لا مستشفيات لا مدارس، كل شيء متوقف.

ويصعب على السكان الوصول إلى وسط بلدة القصير، ويحتل مئات الجنود المستشفى الرئيسي، واحتل قناصة أسطح مباني المدارس القريبة يطلقون الرصاص على أي شخص يقترب، وتطوق البلدة نقاط تفتيش تحرسها دبابات.

وكل صباح يصطف الناس خارج المخبز الوحيد الذي لا يزال مفتوحا ويتجمعون تحت سقف خرساني هربا من برد الشتاء القارس.

قال ميكانيكي سيارات عمره 25 عاما: إن اسمه وائل وهو يشير إلى أطفال يضعون على رؤوسهم قبعات سميكة من الصوف ودسوا أياديهم في معاطفهم: لا يمكنك العيش في تلك السترات، ماذا يفعل هؤلاء الصغار، واستطرد قائلا: بشار الأسد أخذ البنزين والديزل ووضعهما في الدبابات، لم يصل أي منهما إلى الناس، وقاطعه رجل عجوز وصرخ قائلا: اضطررت إلى إحراق أحذيتي في الموقد لتدفئة أطفالي، والمتاجر أغلقت أبوابها. فلم يعد هناك الكثير لتبيعه، وقليل من الناس لديهم نقود لينفقوها.

وقال أبو علي، وهو صاحب متجر: إن الحصار الذي فرضه الجيش منعه من الوصول إلى الموردين المحليين مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، فسعر كيلو الأرز بلغ 75 ليرة سورية بعد أن كان 50 ليرة، وارتفعت أسعار السلع والبضائع بدءا من العدس حتى حفاضات الأطفال بمعدلات مماثلة، وقال وهو يقف في متجره المعتم الذي توجد على أرففه علب البسكويت والتونة المعلبة وأكياس المعكرونة: كل شيء يصنع هنا حولنا.

وفي الخارج علت بسمة حزينة وجه نجار عجوز عند سؤاله عن أحوال عمله وقال وهو يصب كوبا من القهوة الغامقة لضيفه: لا يوجد عمل… نعيش ساعة بساعة.

وتعتمد القصير في غياب الشرطة والمستشفيات والمدارس وأي علامة أخرى على الحكومة الرسمية أكثر فأكثر على أناس مثل عباس رجل الأعمال الذي يترأس عادة الاجتماعات المحلية لبحث كيفية الحفاظ على سبل الحياة في البلدة، ويعمل عباس أيضا على إصلاح العلاقات بين الطوائف التي يوجد فيها كبقية الأنحاء في سوريا أقلية من العلويين والمسيحيين يعيشون وسط أغلبية من السنة.

ويعتقد كثير من السنة أن هاتين الأقليتين استفادتا من حكم حزب البعث الذي يتزعمه الأسد، ويقول السكان إن العلاقات بين السنة والمسيحيين مستقرة إلى الآن، بينما القليل من المئات من العلويين منغلقون غالبا على أنفسهم.

إنهم ينتظرون الموت في حمص.. والله وحده يعلم ما سيحدث عندما لا تكون هناك كاميرات»

المصور البريطاني كونروي يروي تجربته في حمص ويشبه الوضع برواندا وسربرينيتسا ويقول إنه ذبح منهجي بحت للمدنيين

جريدة الشرق الاوسط

وصف المصور البريطاني الذي يعمل لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، والذي أصيب في حمص في حي بابا عمرو مع الصحافيين الغربيين الآخرين وجرى تهريبه بواسطة النشطاء السوريين ما يحدث هناك بأنه مجزرة وليس حربا، وقال في لقاء تلفزيوني مع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية من المستشفى في بريطانيا حيث يعالج من إصابته، كما قال في مقابلة أخرى مع برنامج «نيوز نايت» في «بي بي سي»: إن التاريخ سيحكم على قصف النظام السوري محافظة حمص على أنه مذبحة تضاهى بما حدث في رواندا أو سربرينيتسا.

وقال بول كونروي (47 عاما) لبرنامج «نيوز نايت» الذي تذيعه هيئة الإذاعة إنه شهد بعينيه «عملية ذبح منهجية للمدنيين». ونقل تقرير أورده الموقع الإلكتروني لـ«بي بي سي» عن كونروي أنه على الرغم من خبرته الصحافية في مناطق الحروب فإنه لم يشهد «أي شيء بهذا المستوى». كان كونروي قد تم تهريبه إلى لبنان بمساعدة معارضين سوريين. وأضاف: «ليست هناك أهداف عسكرية، إنه ذبح منهجي بحت للمدنيين. إن الهدف الوحيد لإطلاق تلك القذائف هو القضاء على الناس والمباني في بابا عمرو».

وقال المصور البريطاني في اللقاء مع «سكاي نيوز» حول حالته الآن: «أشعر بتحسن كبير، لقد تم وضع كل شيء في الاعتبار، فقد قاموا بعمل ثقبين كبيرين في قدمي، ثم قاموا ليلة الأمس بإخراج شظية بطول 3 بوصات من ظهري، لم أكن أعلم بوجودها في ذاك المكان، لكن سارت الأمور على ما يرام. وتلقيت العلاج كما ينبغي وأنا في خير حال». وبشأن الظروف والوضع في حمص وقت وجوده هناك وكيف ساءت الأمور، قال: لقد وصلنا إلى حمص في المساء، وعادة ما تكون الأوضاع هادئة في الليل بشكل عام؛ حيث إن الليل هو الوقت الوحيد المناسب للقيام بأي شيء. عادة ما يشن الهجوم كل صباح في الساعة 6:30 لأسباب نفسية ومعنوية، وفي الساعة 6 بدأ القصف. لقد عملت في الكثير من مناطق الحرب، ولكني لم أرَ ولم أوجد أبدا في مكان يتعرض للقصف بهذه الصورة؛ فهو قصف منهجي. لقد كنت أعمل في الماضي في سلاح المدفعية؛ لذا أستطيع تمييز نمط القصف. إنهم يتنقلون بأسلوب منهجي في الأحياء ومعهم الذخائر التي تستخدم في ساحات الحرب. لقد تم استخدام هذا الأسلوب في مساحة تصل إلى عدة كيلومترات مربعة. والشيء العصي على الفهم هو كيف يمكنهم إطلاق هذا الوابل من النيران. نحن صحافيون ونفهم مثل هذه الأمور ورأينا ذلك من قبل، لكن هناك رجالا ونساء وأطفالا يرتعدون خوفا في منازلهم. لقد تجاوز الأمر مرحلة الصدمة من القصف. ولا توجد أهداف للقصف في حي بابا عمرو؛ فهم يطلقون القذائف بشكل عشوائي. ويوجد الجيش السوري الحر هناك فقط لجلب الخبز والتصدي للهجوم البري. لقد ازدادت كثافة القصف الأسبوع الماضي؛ حيث لم يمر يوم من دون أن يعاني الحي القصف. وتحاول القوات الحكومية دفع الناس إلى داخل الحي، وهي محاولة لارتكاب مجزرة. مجرد التفكير في أن هذا هو فقط ما تراه يثير الرعب داخل النفوس.

الله وحده يعلم ماذا يحدث عندما لا تكون هناك كاميرات في هذا المكان – كما هو الحال الآن. لقد فات الأوان على أي كلام من الممكن أن يقال. لقد انتهى وقت الحديث تماما. تحدث الآن أعمال قتل ومجازر على نطاق واسع. مع الأسف لقد كانوا يأتون إلي ويسألونني: «أين المساعدة؟».

لقد أتى إلي الناس بنصف جسد طفل وقالوا لي: «أنقذوا أطفالنا، أين العون؟»، لكني لم أجد الجواب. لا أعلم كيف نستطيع الانتظار ومشاهدة هذه الأحداث المؤسفة. هذه ليست حربا بل مجزرة. إنها مجزرة تتم بعشوائية للرجال والنساء والأطفال.

* ماذا عن الوضع الإنساني في ما يخص الطاقة والطعام وغيرهما من الأشياء؟

– لا توجد طاقة أو مياه. لا توجد مياه في المستشفيات، والطعام هناك شحيح جدا، وما تبقى للأكل هو البسكويت فقط. إن الوضع هناك أشبه بكارثة؛ حيث تتساقط الثلوج هناك الآن ولا يستطيع هؤلاء الناس إشعال النار؛ حيث إن القوات موجودة هناك على الأرض. إنه فشل ذريع. ستمر الأعوام المقبلة، ونفنى في يوم ما. كيف نترك هذا يحدث تحت أسماعنا وأبصارنا؟ تكمن المشكلة الكبرى الآن في أن مدينة حمص كانت منظمة بطريقة جيدة في ما يخص وسائل الإعلام. لقد كان باستطاعتنا دخول المدينة وإخراج بعض المقاطع المصورة التي نشرت على الـ«يوتيوب» عنها. وما إن سقطت حمص لم أستطع التواصل مع مدينة حماه، التي تقع على مرمى حجر من حمص. ولم يستطع حتى الجيش السوري الحر إجراء اتصالات.

* في رأيك، ما الشيء الذي يريد مواطنو حمص أن تقوله نيابة عنهم؟

– لا أود أن أتوجه بالكلام لشخص ما، من فضلكم انسوا أمر الجغرافيا السياسية، انسوا أمر الاجتماعات، انسوا أمر تلك الأشياء كلها، وقوموا بعمل شيء ما؛ لأنه بينما أتحدث إليك الآن، هناك أناس يموتون هناك. يود المواطنون هناك أن يقولوا: من فضلكم أمدونا بالعون؛ لأنهم بحاجة إليه. يتجاوز هذا الأمر نطاق الاجتماعات، هم يريدون حدوث شيء على الأرض.

* هل لديك أي معلومات عن عدد الناس الذين قتلوا أو أصيبوا في حمص أو أولئك الذين يحتاجون العون من المجتمع الدولي؟

– لا يزال هناك آلاف الأشخاص في حمص. ويعتقد الناس أن السوريين قد فروا جميعهم من حمص، لكن ذلك غير صحيح. إنهم يعيشون وسط حطام المواقع التي يتم قصفها. وهناك سرير واحد لكل 6 أطفال، وهناك غرف مليئة بالأشخاص الذين ينتظرون الموت، إنهم ينتظرون الموت، ولا يرون أي عون أو مدد في الطريق. هم فقط ينتظرون اللحظة التي يقتحم فيها الجنود الأماكن التي يوجدون فيها ليقتلوهم. هذه ليست أوهاما، لقد كنا هناك وكانوا يقدمون لنا تقارير يومية لما يحدث. لقد مكثنا 5 أيام في غرفة في بناية ما؛ حيث كان يتم قصف تلك البناية بصورة مباشرة. خرجت إلى الشارع فوجدت أن الشارع قد اختفى. إنها تشبه غروزني في الشيشان. لقد كان هناك ناس في المنازل كلها.

* ماذا تريد أن تقول كتأبين لزميلتك ماري كولفن التي لقيت حتفها للأسف هناك؟

– لقد كانت إنسانة مميزة، وكان العمل معها فقط فرصة كبيرة لي. كانت تتسم بالعناد وواحدة من أكثر الناس الذين عرفتهم شجاعة. وتقتضي مني الأمانة القول إنه لم يكن بمقدورنا اختيار طريقة موتنا، لكن ماري قضت وهي تقوم بشيء كانت متحمسة له تماما. لقد كانت تواجه واحدا من أخطر المواقف في العالم حاليا، وكل ما كانت تبتغيه هو أن تقول الحقيقة. لقد كانت مرعوبة، ولهذا السبب أشعر بأنني لا أريد التحدث عن نفسي.

عندما يمضي الزمن، سوف ننظر للوراء ونشعر بالخزي لأننا جلسنا نتفرج على هذه المذابح وهي تتكرر، مثلما كان الوضع في سربرينيتسا ورواندا. لم يفت الأوان بعد، لكننا بحاجة إلى شخص ما يسارع بعمل شيء ما، وإلا فلتنسوا هذا الأمر؛ لأننا سوف نتحدث عن مجزرة غير مسبوقة. وختم المصور المقابلة مع «سكاي نيوز» قائلا: افعلوا شيئا ما.

الصحافية الفرنسية المصابة: النشطاء السوريون خاطروا بأنفسهم وفعلوا كل شيء من أجلنا

الصحافيان إديت بوفييه وويليام دانييلز يرويان تفاصيل الأيام التسعة المرعبة: القوات السورية استهدفت الصحافيين بشكل مباشر

جريدة الشرق الاوسط

سلمت جثتا الصحافية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك أمس إلى سفارتي فرنسا وبولندا التي تمثل المصالح الأميركية في سوريا.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد صعد السفير الفرنسي في دمشق، إريك شوفالييه، إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنقل جثة ريمي أوشليك، فيما رافقت سيارة للسفارة البولندية سيارة الإسعاف الثانية التي كانت تنقل جثة ماري كولفن.

وتوجهت سيارتا الإسعاف إلى المستشفى الفرنسي في حي القصاع، حيث سيتم حفظ الجثمانين بانتظار ترتيب نقلهما جوا إلى باريس.

وأبدت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي تسلمت الجثمانين من السلطات السورية ونقلتهما بسياراتها الجمعة، «استعدادها لنقل الجثمانين إلى المطار أو إلى أي جهة يرغب المسؤولون فيها» فور انتهاء الإجراءات اللازمة، بحسب رئيس المنظمة عبد الرحمن العطار.

وقد قتل الصحافيان في 22 فبراير (شباط) في قصف على شقة حولها الناشطون إلى مركز صحافي مرتجل في بابا عمرو، معقل التمرد في مدينة حمص الذي قصفه الجيش السوري طوال أسابيع.

في غضون ذلك قال الصحافيان إديت بوفييه وويليام دانييلز، بعد فرارهما من حي بابا عمرو في حمص المحاصرة، إن القوات السورية استهدفت الصحافيين «بشكل مباشر» في المدينة.

ونقلت صحيفة «لوفيغارو» عن الصحافيين بعد عودتهما إلى باريس الجمعة قولهما: «وقعت خمسة انفجارات متتالية على الأقل وبفاصل زمني قصير. كان لدينا بالفعل شعور بأننا مستهدفون بشكل مباشر».

وأدى القصف الذي حدث في 22 فبراير في منطقة بابا عمرو في حمص إلى مقتل مراسلة «صنداي تايمز» ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، وجرح بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي.

وأصيبت بوفييه بعدة كسور في ساقها من قصف على مركز صحافي أعد في بابا عمرو.

وقام ناشطون بتهريب بوفييه (31 عاما) ودانييلز (34 عاما) من سوريا إلى بيروت. وقد عبر أقرباء الصحافيين والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن شكره لهؤلاء الناشطين عند وصولهما إلى قاعدة جوية قرب باريس.

وقدم الصحافيان في حديثهما لصحيفة «لوفيغارو» التي يعملان لحسابها، عرضا لوقائع الأيام التسعة التي أمضياها في حمص بين 21 فبراير والأول من مارس (آذار).

وقالا، كما نقلت عنهما الصحيفة، إن «الناشطين السوريين معتادون على عمليات القصف وأدركوا الخطر فورا. قالوا لنا عليكم مغادرة المكان فورا».

وكانت ماري كولفن وريمي أوشليك أول الخارجين، لكن صاروخا سقط أمام مركز الصحافة.

ونقلت الصحيفة عن بوفييه ودانييلز أن «الانفجار كان رهيبا. كانت ماري كولفن وريمي أوشليك عند النقطة التي سقط فيها الصاروخ تقريبا. وقد قتلا على الفور».

وعندها باتت بوفييه عاجزة عن تحريك قدميها جراء إصابتها بالقصف. وقالت «صرخت» فقام مسلحو الجيش السوري الحر بنقل الصحافيين إلى مستشفى ميداني، ثم إلى منزل في حي بابا عمرو.

وأعقب ذلك محاولات عدة لإجلاء الصحافيين من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل أن يحاول متمردو الجيش السوري الحر تهريب الصحافيين الغربيين.

وعلق الصحافيان الجريحان لأيام حتى بعد أن تمكن الجيش السوري الحر من نقل الصحافي البريطاني كونروي وزميله الإسباني خافيير إسبينوزا إلى خارج البلاد وإدخالهما إلى لبنان.

وقالت بوفييه «لم نعرف أي شيء.. هل كان الطريق مغلقا؟ هل كانت القوات السورية مقبلة؟ كنت أريد الهرب فعلا قبل أن أتذكر في كل مرة أنني لا أستطيع التحرك». ولم يكشف الصحافيان عن الطريق الذي سلكاه بعد ذلك، لكنهما قالا إنهما كانا بحماية سكان في المنطقة «على الرغم من المخاطر».

وتحدى منقذو الصحافيين أيضا المطر والثلوج في الطرق الجبلية الوعرة واستبدلوا الآليات عدة مرات. وقالت بوفييه: «لقد عرضوا أنفسهم للخطر فعلا وفعلوا كل شيء من أجلنا».

وقد وصلا إلى لبنان، الخميس على ما يبدو، يوم سقوط حي بابا عمرو بأيدي الجيش السوري، وأعيدا إلى فرنسا في اليوم التالي، بينما تعرف سفيرا فرنسا وبولندا على جثتي أوشليك وكولفن.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن الجمعة أن فرنسا ستغلق سفارتها في دمشق؛ تعبيرا عن تنديدها بـ«فضيحة» قمع الحركة الاحتجاجية، داعيا إلى محاسبة السلطات السورية أمام محاكم دولية.

وأشاد ساركوزي بدانييلز لبقائه مع بوفييه في بابا عمرو.

ومن جهته أشاد دانييلز عند وصوله إلى باريس بأهل حمص، وقال إن «بابا عمرو دعمنا وعاملنا كملوك. كنا في أحد المنازل الأكثر حماية. هؤلاء الناس أبطال ويتم قتلهم». وأضاف أن «الذين أنقذوا حياتنا ماتوا بالتأكيد مع أنني لا أعرف بدقة.. كان كابوسا استمر تسعة أيام».

ونقلت بوفييه بعد ذلك بسيارة إسعاف وبمواكبة من الشرطة إلى المستشفى العسكري.

وقبل وصول الصحافيين إلى فرنسا أعلنت النيابة العامة في باريس أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا الجمعة لكشف ملابسات مقتل المصور الصحافي الفرنسي ريمي أوشليك، ومحاولة قتل الصحافية الفرنسية إديت بوفييه.

وأضاف المصدر نفسه أن من الأهداف الأولى للتحقيق الأولي جمع المعلومات التي تتيح رسميا التعرف على جثمان أوشليك تمهيدا لنقله إلى فرنسا. وكانت إديت بوفييه وويليام دانييلز هما آخر صحافيين خرجا من حي بابا عمرو سالمين بعد تسعة أيام، ووصلا إلى فرنسا يوم الجمعة بعد رحلة عصيبة وخطيرة. وجد المراسلان الصحافيان في سوريا مجموعة من مراسلي الحروب في تلك المدينة المحاصرة. وكانت مراسلة صحيفة «صنداي تايمز»، ماري كولفن، التي كانت تضع رقعة سوداء على إحدى عينيها، بعد أن أصيبت خلال عملها كمراسلة في سريلانكا، هي أول من يصل إلى الخطوط الأمامية وآخر من يبتعد عنها في أغلب الأحيان. وقررت ماري عدم مغادرة حمص على الرغم من الأخبار التي كانت تشير إلى اقتحام القوات الموالية للنظام المدينة. وكان يصاحبها بول كونروي، المصور الفوتوغرافي، وكذلك خافيير إسبينوزا، مراسل صحيفة «إل موندو» الإسبانية اليومية، الذي ظل يعمل في المناطق الساخنة في أفريقيا والشرق الأوسط لعشر سنوات. وعندما بدأ القصف المدفعي شعروا بأنهم أصيبوا إصابة مباشرة، على حد قول ويليام وإديت. وأدرك النشطاء السوريون الخطر على الفور، فأخبروهم بضرورة مغادرتهم المكان الذي يوجدون فيه. وكانت ماري كولفن وريمي أوشليك أول من يهرع إلى الشارع الضيق، في الوقت الذي سقطت فيه قذيفة أمام المبنى الصغير الذي كانوا به، لذا كانت ماري وأوشليك أكثر من تأثر بهذا الانفجار الهائل فقضيا على الفور. وأدركت إديت وسط الركام والحطام الناجم عن الانفجار عدم قدرتها على تحريك ساقها، بينما تمكن ويليام من حملها إلى ركن بعيد وراء الثلاجة قبل أن يختبئوا في الحمام إلى أن هدأت آثار الانفجار في الخارج. وساعدهم ناشط شاب بإحضار سيارة من الجيش السوري الحر نقلتهم إلى مستشفى ميداني صغير في إحدى الشقق التي كانت تستقبل يوميا، ضمن من تستقبل من الجرحى، ضحايا مدنيين من رجال ونساء وأطفال أصيبوا جراء القصف المدفعي المتكرر.

وقالت إديت بحسب صحيفة «إل موندو»: «لقد اكتشفوا وجود كسر في عظام الفخذ وأخبروني بضرورة مغادرة المكان فورا، وفي تلك اللحظة بدأت رحلة الهروب الكبير».

ومكث الصحافيون الأربعة في منزل آمن في حي بابا عمرو بجوار المستشفى، وكانت المباني المحيطة به في مناطق محمية نسبيا من القصف المستمر. وفي الوقت الذي تحرر فيه كل من إسبينوزا ودانييلز، كان كونروي مصابا، لكن هذا لم يعوقه عن السير، بينما كانت إصابة إديت هي الأكثر خطورة، حتى إن الأطباء لم يحبذوا نقلها خشية إصابتها بجلطة في ساقها. في الوقت ذاته كانت هناك خطورة في نقلها إلى وسط المدينة، حيث يعني ذلك موتها المحقق، فالحي محاصر والشوارع مقطوعة والقناصة والدبابات في كل مكان. وكانت نقطة الاتصال الوحيدة عبارة عن منطقة طولها 3 كم كانت تمثل خط الإمداد الباقي، الذي كان الصحافيون قد دخلوا منه إلى الحي بالأساس. وكان الأمل هو نقلها عن طريق الصليب الأحمر الدولي إلى دمشق. ولم يكن متاحا للصحافيين الاتصال بالعالم الخارجي إلا على فترات متقطعة بين الحين والآخر من خلال برنامج «سكايب»، وهذا لم يكن كافيا لإنجاز أي شيء. وكانت نيران القناصة لا تتوقف إلا خلال فترات راحتهم وكان السكان يمكثون في منازلهم إلى أن تأتي ساعات الليل ليتمكنوا من الخروج إلى الشوارع. وتروي إديت، بحسب ما ذكرت صحيفة «إل موندو»، كيف كانوا يقولون عند القصف إن بشار يلقي عليهم التحية.

وكانت المرة الأولى التي تمكن فيها إسبينوزا وويليام من مشاهدة جثة ماري وأوشليك عندما هدأت النيران فجأة. وتلقى الثوار السوريون التعازي في وفاة كل من ماري وأوشليك، وساعدوا في دفن الجثتين. وعاد الصحافيون إلى ملجئهم، ليجدوا عددا من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري في الشارع، لكن لم يكن هناك أي أحد من الصليب الأحمر الدولي. وقال الطبيب السوري إنه لم يأت من أجلهم، بل من أجل السوريين المصابين، لكنه عرض توصيلهم بممثل الصليب الأحمر الذي يبعد مقره 500 متر عن المكان الموجودين فيه. وأخبرهم بإمكانية نقلهم عبر سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، لكنه أكد ضرورة توضيحهم سبب وجودهم في حمص للسلطات حتى يستطيعوا الوصول إلى المستشفى في حمص.

في هذه الأثناء، تمكن ويليام من الاتصال من خلال جهاز الراديو في سيارة الإسعاف برئيسة الصليب الأحمر في سوريا، وسألها عن سبب عدم مجيء الصليب الأحمر الدولي إليهم، وأخبرتهم بأنها تتفاوض مع السلطات وتأمل الحصول على إذن بالذهاب إليهم ونقلهم.

على الجانب الآخر كانت تصرفات الهلال الأحمر السوري تثير الريبة في نفوس الصحافيين.

وأرخى الليل ستاره على الحي ولم يأت الصليب الأحمر الدولي، وغادرت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري، وفي تلك الليلة كان القصف بجوار المبنى الذي كانوا يقيمون فيه، وسألتهم السفارة الفرنسية، حسبما جاء في صحيفة «إل موندو»، عن سبب عدم ركوبهم في سيارة الإسعاف، وأخبروهم بأن سيارات الإسعاف ستعود إلى الحي في اليوم التالي. وعلى الرغم من خوف المراسلين من الاعتقال على أيدي السلطات السورية في دمشق، فإنهم قرروا الذهاب في سيارة الإسعاف عندما تأتي. واستعدوا لذلك بإتلاف صفحات دفاترهم وبطاقات الذاكرة في الهواتف الجوالة المسجلة عليها أرقام الهواتف، خشية أن يساء استغلالها أو تتم مساومتهم عليها. وأكد الصحافيون عدم منع الجيش السوري الحر سيارات الإسعاف من التجول بحرية، وكذلك قبولهم أي عرض بوقف إطلاق النار، حتى وإن لم يكونوا مصدر إطلاق النار في المدينة على أي حال. وكان المقطع المصور هو الشيء الوحيد الذي تردد الصحافيون في القيام به، على حد قول إديت، لكنهم كانوا يخشون أن يدعي النظام احتجازهم رهائن ويشوه سمعتهم بزعم أنهم إرهابيون. ولم تعد سيارات الإسعاف، وزاد التوتر في الحي مساء يوم الأحد، حيث وصلت الفرقة الرابعة مدرعات التي يتولى قيادتها ماهر الأسد. وعمل السوريون على إخلاء الحي من كل الجرحى، وطلب الصحافيون أن يكونوا ضمن هؤلاء، وحرصوا على اغتنام هذه الفرصة الأخيرة، فحُمل كل من ويليام وإديت على النقالة، وتم تضميد جراحهم. وتم نقل المصابين في سيارة إلى مدخل النفق.

وكانت عملية نقل إديت هي الأصعب، لذا كانت آخر من تمر عبر النفق، الذي كان يمتلئ عن آخره بالجرحى والهاربين الذين كانوا يتقدمون ببطء وسط انهيار أجزاء من النفق. وكان كل من بول كونروي وخافيير إسبينوزا في المقدمة، بينما كان يتناوب أربعة متطوعين على حمل النقالة التي تحمل إديت كل 30 مترا. وعندما اقتربوا من نهاية النفق، ساد الذعر بسبب انهيار المخرج بفعل القصف المدفعي من الجيش السوري. وكان من حسن حظ بول أنه وصل قبل حدوث هذا، ووجد إسبينوزا نفسه وحيدا وسط مجموعة صغيرة. وعلق كل من إديت وويليام تحت الأرض وسط فوضى عارمة وظلام دامس ودخان، لكن لم يفقدا الأمل في الهروب.

حاول ويليام جذب النقالة، لكنه أدرك عدم قدرته على ذلك وحده، ناهيك عن ضيق الفتحة التي لا تسمح له بحمل النقالة على ظهره والخروج بها من النفق. وفجأة سمعا محرك دراجة بخارية كانت هي طوق النجاة بالنسبة إليهما. ونقلت أكثر من دراجة بخارية الجرحى العالقين داخل النفق بعد جهد جهيد. وفي أثناء هذه المحاولات أصيبت إديت بجرح في رأسها. ذهل بعض النشطاء السوريين عند خروج إديت من بين التراب ووجهها مخضب بالدماء، بينما تطلب منهم سيجارة قبل أن يحملها أحد السوريين على ظهره ويضعها داخل السيارة.

عندما نقلت إلى المستشفى ذهل الأطباء لدى رؤيتها، حيث سألوها عن سبب وجودها هنا، مؤكدين أن هذه هي أيامها الأخيرة على الأرض، كما جاء في صحيفة «إل موندو». ورأى الأطباء ضرورة إجراء عملية جراحية لها، وعندما أفاقت في الصباح أخبرها الثوار السوريون بأن فرصتها الوحيدة في النجاة هي الذهاب إلى حمص عبر طريق سري، ورأت إديت ضرورة ذلك من الناحية النفسية والبدنية. وكانت تلك العملية محفوفة بالمخاطر، حيث تعين عليهم في البداية الهروب من حصار الجيش السوري لحمص، ثم عبور عدد من الجسور وحقول ألغام على طول الحدود مع لبنان.

كيف يتأتى لهم ذلك وقد علم النظام السوري بوجودهم، فضلا عن صعوبة اجتياز نقاط التفتيش، حيث باتت وجوههم معروفة للجميع لإذاعتها على شاشات التلفزيون ولا يمكن لهم تغطيتها. كذلك أثار خبر وصول بول كونروي إلى لبنان قلق السوريين من احتمال تعرضهم لعملية مطاردة واسعة النطاق. ووجدت إديت وويليام الترحاب في منازل سوريين رفضوا الكشف عن أسمائهم. وكانوا في ذلك الوقت على بعد بضعة أميال من الحدود اللبنانية. وأشاد الصحافيان بمساعدة السوريين لهما على الهروب من سوريا والوصول إلى الحدود اللبنانية مساء الخميس عبر الممرات الجبلية. وكان أول أمر قامت به إديت لدى وصولها، بحسب ما جاء في صحيفة «إل موندو»، هو طمأنة والديها بأنها في أمان دون أن تخبرهما أين كانت.

النظام السوري يدكّ حمص ويمنع الصليب الأحمر من دخولها

السعودية تطالب مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته وتركيا تتهم قوات الأسد بارتكاب جرائم حرب

استمر النظام السوري أمس في دك مدينة حمص بالقذائف والمدفعية وحملات الاعتقال والإعدام الميدانية مانعاً وصول مساعدات إنسانية الى المدنيين المحاصرين الذين يعانون نقصاً في الأدوية والمواد الغذائية والوقود في المدينة الشهيدة حائلاً دون دخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر لمنع توثيق مذابح تعرض لها سكان حي بابا عمرو على يد القوات الأمنية للنظام.

دولياً اتهمت تركيا قوات الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب، وطالبت المملكة العربية السعودية مجلس الأمن الدولي بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية.

تواصلت أمس الضغوط الدولية على السلطات السورية للسماح بدخول المساعدات الانسانية عن طريق الصليب الاحمر الدولي الى حي بابا عمرو في حمص بعد ان سيطر عليه الجيش النظامي الخميس. ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية ينتظران منذ أول من أمس الحصول على اذن للدخول الى الحي المنكوب لتقديم المعونات الانسانية، ما اثار غضب المجتمع الدولي.

وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان فريقي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر “لم يدخلا الجمعة الى حي بابا عمرو كما ان (السلطات) لم تسمح بدخول المساعدات”، مشيرا الى ان “المفاوضات لا تزال جارية”.

كما اكد رئيس العمليات في منظمة الهلال الاحمر السوري خالد عرقسوسي “حتى الان لم تتمكن الفرق من دخول بابا عمرو”، مشيرا الى ان السلطات “اعلمتنا ان منع الدخول يعود لاسباب امنية”.

يأتي ذلك فيما تسلم السبت السفير الفرنسي وممثل عن سفارة بولندا التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في دمشق، جثماني الصحافيين الغربيين ماري كولفن وريمي اوشليك.

وكان جثمانا الصحافيين الغربيين وصلا مساء الجمعة الى مستشفى الاسد الجامعي في دمشق قادمين من حمص بسيارات تابعة لمنظمة الهلال الاحمر العربي السوري التي تسلمتهما من السلطات السورية المختصة.وصعد السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه الى سيارة الاسعاف التي كانت تنقل جثة الفرنسي ريمي اوشليك، فيما رافقت سيارة للسفارة البولندية سيارة الاسعاف الثانية التي كانت تنقل جثة الاميركية ماري كولفن.

دبلوماسياً، اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس ان سوريا ترتكب “جريمة” بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد.

واتهم من جهة اخرى النظام السوري بأنه “يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانية” عبر استهداف شعبه. وقال ان “المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه اكثر الرسائل حزما الى القيادة السورية والقول “هذه الوحشية يجب الا تستمر””. كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس ان “رفض” السماح بدخول المساعدة الانسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف في سوريا يدل على ان نظام الاسد “اصبح مجرما”.

وقال هيغ في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” التلفزيونية البريطانية ان “رفض المساعدة الانسانية اضافة الى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام اصبح مجرما”.

وحض أمس مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية في بيان “الحكومة السورية والاطراف المعنيين على وقف كل اعمال العنف فوراً وفي شكل كامل وغير مشروط، وخصوصا العنف بحق المدنيين الابرياء”، حسبما نقلت الوكالة الصينية الرسمية، لكن بكين رفضت في المقابل اي تدخل في الشأن السوري الداخلي “بذرائع إنسانية”.

وأكدت المملكة العربية السعودية أن “مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بوقف آلة القتل السورية عند حدها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماة وجميع المدن السورية، وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين وتأييد مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان والعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والرخاء والأمن وينطلق من قواعد الوحدة الوطنية الشاملة التي تضم جميع أطياف الشعب السوري بمختلف انتماءاته السياسية والعرقية والطائفية والمذهبية وفقاً لخارطة الطريق التي وضعتها جامعة الدول العربية وأيدتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة ونشر قوات عربية وأممية مشتركة لحفظ الأمن والسلام في سوريا”.

وقالت المملكة في كلمتها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ألقاها المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المُعَلِّمِي في نيويورك الجمعة إن “مجلس الأمن الدولي منذ أن أخفق في اتخاذ قرار بشأن الوضع في سوريا بسبب الممارسة المؤسفة لبعض أعضاء المجلس لحق النقض، والنظام السوري يعتبر أنه قد حصل على الضوء الأخضر لسحق المواطنين العزل في سوريا وإخماد ثورتهم، وهو يتصرف وكأنه يخوض سباقاً مع الزمن لإنهاء مهمته قبل أن يعود المجتمع الدولي الى التحرك، ولذلك شاهد الجميع تزايداً مستمراً في وتيرة الهجمات على المدنيين ووقوع المزيد من الضحايا كل يوم “.

وأكد أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أتم استعداد لأن تكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري وتدعيم قدرته على حماية نفسه من سلطة فقدت شرعيتها بمجرد أن استباحت دماء أبنائها، وأن دول مجلس التعاون تُحَمِّل المجتمع الدولي عامة ومجلس الأمن خاصة والقوى التي مارست حق النقض على وجه التحديد المسؤولية الأخلاقية عما يجري الآن في شوارع بابا عمرو ومنازلها وأن التاريخ والضمير سوف يحاسبهم إن تخاذلوا عن الاستجابة لاستغاثات الشعب السوري وصيحات أبنائه المقهورين”.

ميدانياً، قتل 77 شخصا أمس في اعمال عنف في عدد من المدن السورية.

ذكرت قناة “الجزيرة” ان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد اعلن أن عناصره تمكنت من قتل أكثر من 100 جندي في الجيش النظامي في ريف دمشق، مشيرا إلى أنه استولى على مستودعات للأسلحة خاصة بالجيش النظامي.

وذكرت مصادر ان الجيش السوري أعدم ميدانيا 47 جنديا سوريا حاولوا الانشقاق والالتحاق بالجيش السوري الحر.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة مدنيين قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم بعد منتصف ليل الجمعة السبت قرب ادلب (شمال غرب) كما قتل اثنان برصاص الامن قرب مدخل سراقب (ريف ادلب) وشخص اخر باطلاق رصاص من حاجز قرب مدينة معرة النعمان”.

وفي ريف دمشق، تحدث عن “استشهاد مواطنين اثنين في ضاحية قدسيا اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية على مواطنين احتجوا على تعذيب عشرات المعتقلين في ساحة الضاحية، كما استشهد شاب واصيب خمسة بجروح خلال العمليات التي تنفذها القوات السورية في قرية دير العصافير”.

وفي ريف دمشق ايضا، “استشهد سبعة مواطنين واثنان من العناصر المنشقة اثر مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في مدينة دوما بحثا عن عناصر منشقة ومطلوبين للسلطات السورية”، بحسب المصدر نفسه.وفي ريف حلب (شمال)، اضاف المرصد “استشهد مواطن وملازم اول منشق خلال اطلاق نار واشتباكات في بلدة الاتارب”. وفي ريف درعا (جنوب)، قال المرصد ان “ستة عناصر من القوات النظامية السورية على الاقل قتلوا وجرح تسعة اخرون اثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وامنية اقتحمت مدينة الحراك صباح اليوم (السبت) واشتبكت مع مجموعات منشقة”.

واشار الى ان “سيارات الاسعاف نقلت الجرحى الى مشفى مدينة الحراك”.

واضاف ان “مواطنا استشهد واصيب خمسة بجروح اثر اطلاق رصاص في مدينة الحراك التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة”.

وفي وقت لاحق، قال المرصد ان “ثمانية من القوات النظامية السورية بينهم ضابط قتلوا قرب جسر بلدة خربة غزالة وذلك اثر استهداف مجموعات منشقة لقافلة عسكرية امنية مشتركة كانت في طريق عودتها من مدينة الحراك التي تكبدت خلال اشتباكات فيها خسائر فادحة”.

وفي جنوب البلاد ايضا، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “ارهابيا انتحاريا فجر صباح اليوم (السبت) سيارة يقودها في منطقة درعا البلد (…) ما ادى الى استشهاد اثنين من المواطنين واصابة عشرين من المدنيين وقوات حفظ النظام”.

وسارعت لجان التنسيق المحلية الى اتهام النظام بافتعال الانفجار وذكرت في بيان “تفجير مفتعل من قبل النظام في درعا البلد يؤدي إلى استشهاد وليد النجار ونورس المسالمة وسقوط عدد كبير من الجرحى وتضرر المنازل المحيطة”.

كما عثر في ريف حمص (وسط) على جثامين ثلاثة مواطنين بينهم سيدة من قرية حالات بحسب المرصد الذي نقل عن اهالي البلدة ان الجثث تعود “لمواطنين “اختطفوا قبل اربعة ايام من القرية”.

واقتحم الجيش السوري صباح السبت قرية عين البيضا بالقرب من الحدود التركية، كما افادت وكالة انباء الاناضول التركية. وقالت الوكالة نقلا عن شهود ان نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا.

واضافت الوكالة نقلا عن مصادرها ان الجيش السوري دخل الى القرية واشعل النار في بعض منازلها. ونقل معارضون اصيبوا في المواجهات الى تركيا للعلاج.

واعتبر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في تصريحات صحافية نشرت أمس انه “من المستحيل التنبؤ” بكيفية تطور الاوضاع في سوريا، محذرا من ازمة انسانية متوقعة تزيد من “اعباء ومسؤوليات” جيرانها تحديدا تركيا والاردن.

(اف ب، رويترز، يو بي اي، قنا)

مشهدان متقابلان مع وضد النظام السوري في وسط بيروت

يشهد وسط بيروت في هذه الأثناء، اعتصامين متقابلين، الأول دعا إليه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير “تضامناً مع ثورة الشعب السوري ومع قضية القدس” والآخر دعا اليه حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب حليفة تأييداً للنظام السوري، وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت فرقة مكافحة الشغب من قوى الأمن تحسّباً لأي إخلال بالأمن، كما انتشرت حواجز الجيش عند مداخل العاصمة وتعمل على التدقيق بالهويات وتفتيش السيارات.

ويردد المعتصمون من مناصري الأسير الذين يحتشدون تضامناً مع الشعب السوري، شعارات” لبيك يا حمص” و”لبيك يا اقصى”، كما يرفعون صوراً  للرئيس السوري بشار الأسد والرئيسين الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مدفيديف كُتب عليها “قتلة”، كما حضر الفنان فضل شاكر الذي دعا جميع الناس الى المشاركة بالاعتصام نصرة لأهل “حماه وحمص”، وأدّى بعض الأناشيد الدينية التي تعبّر عن التضامن مع الشعب السوري.

وفي الاعتصام المقابل ردّد المحتشدون من حزب البعث وأنصار الرئيس السوري شعارات كتب عليها “لا يبغضك أيّها الرئيس إلا أبناء الحرام”، كما تم رفع صور ضد الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، وأفيد عن تمزيق صورة لرئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط.

اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومنشقّين بريف درعا وجبل الزاوية

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات العسكرية السورية انتشرت في بلدة المليحة الغربية في ريف درعا، وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقّين، كما أشار إلى أنه تم اختطاف أحد الضباط في اجهزة المخابرات، في ظل انقطاع الاتصالات، واعتقال عشرات الأشخاص في البلدة.

كما ذكر المرصد أنه دارت اشتباكات فجر اليوم الأحد في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقّة هاجمت أحد الحواجز في البلدة تبعه إطلاق نار من رشاسات متوسطة وثقيلة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي من الجيش النظامي وإصابة عناصر من المجموعات المنشقّة بجراح.

(أ.ف.ب.)

الصين تدعو لحوار بسوريا ووقف العنف

جددت معارضتها لأي تدخل عسكري

السلطات السورية منعت دخول قافلة إغاثة من الصليب الأحمر إلى بابا عمرو في حمص (الجزيرة-أرشيف) حثت الصين الحكومة السورية والمعارضة على إنهاء العنف فورا والبدء في محادثات، لكنها قالت إنها تعارض أي شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي في سوريا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الصينية بثته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد “يتعين على الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية وقف كل أنواع العنف فورا وبشكل كامل وبدون شروط وخاصة العنف ضد المدنيين الأبرياء”.

وطالب البيان الحكومة السورية والأطراف المعنية بإطلاق فوري لحوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة، برعاية المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية كوفي أنان، بهدف التوصل إلى توافق الآراء بشأن خارطة طريق شاملة ومفصلة للإصلاح مرتبطة بجدول زمني وتطبيقها في أسرع وقت ممكن لاستعادة الاستقرار والنظام الاجتماعي الطبيعي في سوريا.

وجددت الصين التأكيد على دعمها دور الأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية، بحيث تقوم بتقييم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا وضمان النقل والتوزيع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا.

وجددت بكين معارضتها “لأي تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا تحت ذريعة قضايا إنسانية” وناشدت المجتمع الدولي احترام استقلال وسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في أن يختار نظامه السياسي باستقلالية.

وأضاف بيان الخارجية الصينية أن الصين لا توافق على التدخل المسلح أو الضغط من أجل تغيير

نظام بشار الأسد في سوريا، وأشار إلى أن استخدام العقوبات أو التهديد بها لن يساعد في حل القضية.

ونقلت رويترز عن مسؤول بوزارة الخارجية الصينية قوله “الأمر يبعث على القلق العميق لأن الوضع في سوريا ما زال خطيرا”.

وأضاف المسؤول “نظرا لاستمرار الاشتباكات العنيفة تعذر البدء حتى الآن في إجراء حوار سياسي، كما أن احتمالات التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة ما زالت ضعيفة”.

وانضمت الصين وروسيا يوم الخميس الماضي إلى أعضاء آخرين في مجلس الأمن، للتعبير عن “خيبة أمل شديدة” بسبب عدم سماح سوريا لمسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس بزيارة سوريا، وطالبتا بالسماح لها بالدخول فورا.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي يتضمنان التنديد بدمشق ومطالبتها بوقف حملتها على المتظاهرين المناهضين للأسد، واتهمت موسكو وبكين دولا غربية وعربية بالسعي “لتغيير النظام” في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

كما صوتت الصين إلى جانب روسيا وكوبا ضد قرار وافق عليه بالأغلبية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف والذي يندد بسوريا بسبب الانتهاكات التي قال إنها قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية.

إدانة دولية

في السياق نفسه، قوبل منع السلطات السورية دخول قافلة إغاثة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى حي بابا عمرو في حمص بإدانات دولية واسعة، حيث اتهمت تركيا النظام السوري بارتكاب جرائم حرب، واعتبرت بريطانيا موقف دمشق دليلا على “إجرام النظام”، بينما دعت الصين لحوار سياسي جامع في سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “إن قمع الرئيس السوري بشار الأسد لمعارضيه له سمات جرائم حرب، وقمعه العنيف للاحتجاجات يضر بأي فرصة للتفاوض”.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرتسي، أمس السبت، اعتبر أوغلو أن “النظام السوري يرتكب جريمة ضد الإنسانية كل يوم ويغلق جميع الأبواب أمام الحوار”.

وقارن أوغلو ما يجري في سوريا بـ”المجازر التي ارتكبت أثناء حرب البوسنة في التسعينيات”، وانتقد مجلس الأمن الدولي لعدم اتخاذه موقفا أقوى بسبب حق النقض (الفيتو) الذي مارسته روسيا والصين، معتبرا أن ذلك يشجع النظام السوري. وأدان أوغلو ونظيره الإيطالي السلطات السورية لمنعها دخول قافلة الإغاثة الدولية إلى حي بابا عمرو.

وفي لندن اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ رفض السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف “يدل على أن نظام بشار الأسد أصبح مجرما”.

وقال في مقابلة تلفزيونية اليوم “لقد أعربنا عن احتجاجنا مباشرة لدى السلطات السورية بشأن سلسلة من المشكلات بما فيها دخول المساعدة الإنسانية”.

وتابع “نحاول أيضا بحث الموضوع في مجلس الأمن الدولي. وهذا يعني العمل مع دول أخرى مثل روسيا والصين اللتين جمدتا مبادرات سابقة”، موضحا أنه تباحث يوم الجمعة الماضي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الموضوع.

ويتصاعد القلق بشأن المدنيين في ظروف جوية شديدة البرودة في حي بابا عمرو المدمر حيث لا تزال شاحنات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ممنوعة من الدخول.

وقال ناشطون مناهضون للحكومة إنهم يخشون من أن القوات تحول دون دخول الصليب الأحمر لمنع موظفي الإغاثة من مشاهدة مذبحة يزعم أن معارضين تعرضوا لها في حي بابا عمرو، الذي أصبح رمزا للانتفاضة المستمرة منذ عام ضد نظام الأسد.

وتقول الحكومة السورية إنها تقاتل “إرهابيين مسلحين” مدعومين من الخارج، وتنحي عليهم باللائمة في مقتل أكثر من ألفي جندي وشرطي، فيما تقول الأمم المتحدة إن القوات السورية قتلت أكثر من 7500 مدني منذ اندلاع الانتفاضة في مارس/آذار الماضي، وهو رقم ترفعه منظمات حقوقية غير رسمية إلى أكثر من 11 ألف شخص، بينهم عدد غير قليل من النساء والأطفال، منذ بدء الاحتجاجات.

اقتحام لأريحا بسوريا وانشقاقات جديدة

أفاد ناشطون بأن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب إثر قصف عنيف، في وقت انشقت فيه مجموعة من الجيش بعد مقتل 47 جنديا حاولوا الانشقاق أمس. ويترافق ذلك مع تعزيز قوات النظام بدير الزور وتزايد هجمات الجيش السوري الحر.

وقد امتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي لتصل إلى دير الزور وأحياء في محافظة حماة وريفها، وخربة غزالة في محافظة درعا, كما انسحبت قوات الجيش النظامي من مدينة الحراك في درعا.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه عدة مناطق سورية يوم السبت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي أسفرت عن مقتل مائة من الجيش النظامي في منطقة منين بريف دمشق وسبعة في جبل الزاوية بإدلب حسب الجيش الحر.

وبلغ عدد القتلى أمس 88 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في مناطق مختلفة من سوريا، مقابل 135 جنديا من الجيش النظامي أكد الجيش السوري الحر أنه قتلهم قرب دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن من بين قتلى أمس 47 جنديا سقطوا برصاص قوات الأمن لدى محاولتهم الانشقاق عن الجيش النظامي في مطار أبوالظهور العسكري بإدلب، كما قتل ثلاثة أشخاص بانفجار لغم بالمنطقة، وفي درعا لقي سبعة أشخاص مصرعهم بينهم واحد تحت التعذيب وعسكريون منشقون بينهم ضابط برتبة ملازم، وقتل 13 شخصا بينهم ثلاثة جنود منشقين في ريف دمشق، وسقط قتيلان بدير الزور وآخر في حلب.

وأشارت إلى أن حماة أحصت ستة قتلى أمس، في حين قتل ستة آخرون من بينهم ثلاثة أشخاص قضوا ذبحا بينهم فتاة في حمص التي تعرضت لقصف جديد ومنعت عنها لليوم الثاني مساعدات الصليب الأحمر الموجهة إلى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل منذ عدة أسابيع دون طعام أو وقود.

وأكدت الهيئة أن القصف العشوائي تجدد على بلدة الأتارب في ريف حلب التي شهدت إطلاق نار كثيفا من قوات الأمن والجيش باستخدام الرشاشات الثقيلة عند مديرية المنطقة باتجاه المنازل، بينما تعرض حي كرم الزيتون في حمص لقصف عنيف وإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن المدعومة بالشبيحة الذين حاولوا اقتحام الحي من جهة جامع الأنصار.

وفي ريف حماة استهدف قصف مدفعي عدة بلدات في الريف الغربي، من بينها بريدج واللطامنة وكرناز التي أدى سقوط قذيفة على الحي الشرقي بها إلى إصابة عدد من المواطنين من بينهم 10 أطفال. وأكد ناشطون أن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب بعد قصف عنيف للمدينة.

انشقاق جديد

في هذه الأثناء أظهرت صور بثها ناشطون سوريون على الإنترنت انشقاق قائد سريّة الهاون في الفرقة الرابعة عشرة الرائد المظلي أنس عبد الرحمن علو مع مجموعة أخرى من صف الضباط.

وقال الرائد علو إنه انشق عن الجيش النظامي بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر.

وفي هذا السياق قالت سارة واتسون، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن المنظمة وثقت عددا من حالات الإعدام في صفوف المنشقين عن الجيش النظامي والمدنيين. وأضافت واتسون أن هذه الأعمال تعتبر جرائم ضد الإنسانية وسيحاسب عليها نظام الأسد على حد تعبيرها.

وقال السفير الفرنسي لدى سوريا إريك شوفالييه إن الطائرة التي تنقل جثماني الصحفيَيْن الغربيين اللذين قتلا في حمص الشهر الماضي غادرت العاصمة السورية مساء السبت في طريقها إلى باريس.

وكان السفير الفرنسي ودبلوماسي بولندي في العاصمة السورية دمشق قد تسلما في وقت سابق جثتي الصحفية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، اللذين قتلا إثر قصف على حي بابا عمرو في حمص في الثاني والعشرين من فبراير/ شباط.

انتشار دبابات

وقال ناشطون إن دبابات تابعة للجيش السوري نشرت في مدينة دير الزور أمس السبت لدعم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد التي تعرضت لهجوم من المعارضين بعد مقتل ثلاثة متظاهرين.

وقال أحد الناشطين واسمه أبو عبد الرحمن لرويترز من دير الزور إن دبابات روسية قديمة من طراز تي 54 وعربات مدرعة اتخذت مواقع عند الميادين الرئيسة للمدينة، وأوضح أنه يوجد الآن ألوية للجيش السوري الحر تعمل في دير الزور، وأن كميات أكبر من السلاح تتدفق من العراق، ولكن المعارضين ما زالوا يفتقدون التنظيم.

واقتحمت الدبابات المدينة في أغسطس/آب لإخماد احتجاجات ضخمة في الشوارع كانت تطالب بتنحي الأسد وظلت منذ ذلك الحين على أطراف المدينة، وتقول مصادر المعارضة إنه تم تسليح وتنظيم مقاتلي الجيش السوري الحر في دير الزور في الشهرين الماضيين، في الوقت الذي كانت فيه القوات الموالية للأسد تركز على محاولة إخماد الثورة في مدينة حمص والمناطق الريفية المحيطة بها.

وأكدت الهيئة العامة أن النظام السوري صعد في الأسابيع الأخيرة حملة الاعتقالات التي تركزت بشكل كبير على محافظة درعا التي شهدت أغلب مدنها وقراها اعتقال العشرات خاصة في مدينة بصر الحرير التي اعتقل عشرات من ناشطيها بالإضافة إلى مدينة الجيزة.

وأوضحت الهيئة أنها أحصت ما لا يقل عن 4000 معتقل في أقل من أسبوع واحد في مختلف المحافظات السورية، وأشارت إلى أن أغلبهم اعتقل اعتقالا تعسفيا ودون أي مذكرة قانونية، كما أن العديد منهم يجهل مكان وجهة اعتقالهم.

الاقتصاد السوري في أزمة شديدة

يتعرض الاقتصاد السوري لأزمة خانقة جراء استمرار الاضطرابات في البلاد التي تشهد ثورة شعبية تطالب بالإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد منذ منتصف مارس/ آذار 2011.

وجراء استمرار تلك الاضطرابات والعقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام الحكم في دمشق تأثرت مختلف القطاعات الاقتصادية، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة المواطنين.

فخلال العام الماضي انكمش اقتصاد سوريا بنسبة 3.4% مقارنة بنمو نسبته 3.2% في 2010. كما تهاوت العملة السورية (الليرة) أمام الدولار، حيث تجاوزت قيمة الدولار مستوى 81 ليرة في السوق السوداء، بعدما كانت قيمته 46 ليرة قبل الثورة.

ولم يكن القطاع المصرفي بعيدا عن الأزمة حيث تراجعت الودائع في البنوك السورية بنسبة تصل إلى 30% بنهاية العام الماضي.

 والأزمة التي تعيشها سوريا لم تعف أيا من القطاعات الاقتصادية الرئيسية، حيث تراجعت السياحة بأكثر من 95% وهي التي كانت توفر نحو ستة مليارات دولار سنويا.

كما هوت الصادرات بنسبة 50% لتصل إلى سبعة مليارات دولار عام 2011 بعد أن بلغت 14 مليار دولار في 2010.

أما القطاع الزراعي فقد أصابه ما أصاب غيره، ولاسيما أن المناطق التي تشتد فيها الاحتجاجات الشعبية تحوي مساحات زراعية شاسعة، فمنطقة الحسكة فيها 1.2 مليون هكتار مزروع، وريف حلب فيه 1.1 مليون هكتار، وإدلب فيها 356 ألف هكتار، وهناك 304 آلاف هكتار في حمص.

وشهد قطاع النفط شبه انهيار، حيث تعرض بشكل مباشر للعقوبات الغربية وخاصة من قبل دول الاتحاد الأوروبي ، وهو القطاع الذي ينتج 130 ألف برميل يوميا، مما أدى إلى خسارة 15 مليون دولار يوميا.

وأشارت أحدث التقارير إلى أن قطاع النفط السوري خسر منذ سبتمبر/أيلول 2011 وحتى يناير/كانون الثاني الماضي نحو ملياري دولار.

إجراءات

وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية، عمد النظام الحاكم في دمشق إلى عدة إجراءات، حيث أبرم اتفاقيات مقايضة سلع بأخرى مع دول كروسيا والصين وفنزويلا، بحيث يمكن مقايضة النفط السوري بالسكر أو منتجات غذائية. وذلك  لتجنب الدفع بعملات أجنبية بفعل تراجع احتياطي النقد الأجنبي.

ولإيقاف نزيف الليرة، رفعت الحكومة نسبة الرسوم المفروضة على بعض السلع المستوردة من 40% إلى 80%.

كما يتلقى النظام بعض الدعم من حلفائه، فإيران تمد سوريا بمساعدات مالية وسلع عبر العراق، كما قامت فنزويلا بدعمها بالوقود عبر شحنات بحرية.

وتلقت سوريا مطلع الشهر الجاري شحنة من سلسلة شحنات من زيت الغاز (السولار) الروسي وصلت بعد أيام من تحذير رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية والعربية من التدخل العسكري في سوريا.

ويقول تجار إن أربع ناقلات على الأقل تقوم برحلات منتظمة إلى سوريا من روسيا عبر البحر الأسود لنقل السولار.

أدلة على زيادة الدعم الإيراني للأسد

قال مسؤولون أميركيون إنهم يرون أن لإيران يدا في ما وصفوها بالأعمال القمعية التي يرتكبها النظام السوري في معاقل المعارضة، بما في ذلك أدلة على الدعم الإيراني العسكري والمخابراتي للجنود السوريين المتهمين بارتكاب إعدامات جماعية وفظائع خلال الأسبوع الماضي.

وحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن ثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين على تقارير استخبارية من المنطقة تحدثوا عن ارتفاع حاد في إمدادات الأسلحة الإيرانية ومساعدات أخرى لنظام الرئيس بشار الأسد في وقت يصعد فيه النظام حملة “غير مسبوقة لسحق الاحتجاجات” في مدينة حمص.

وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين اشترط عدم ذكر اسمه، قوله “إن المساعدة من إيران متزايدة، وتنصب بشكل متزايد على المساعدة القاتلة”.

وتشير واشنطن بوست إلى أن اتساع نطاق الدور الإيراني في هذا الصراع ورد في تقارير تفيد بأن عميلا إيرانيا أصيب أثناء عمله مع قوات الأمن السورية داخل البلاد.

وتقول إن تدفق المساعدات العسكرية الإيرانية إلى الأسد تأتي في وقت تبحث فيه الدول العربية تسليح معارضي النظام، وهو ما يثير المخاوف لدى المسؤولين الأميركيين من اتساع نطاق الصراع إلى الدول المجاورة.

وتأتي التقارير الاستخابرية التي تتحدث عن هذا الدور الإيراني في وقت يبحث فيه المسؤولون الأميركيون حشد الدعم الدولي لجهود الإطاحة بالأسد دون اللجوء إلى تسليح الثوار، وهي الخطوة التي عارضها الرئيس الأميركي باراك أوباما.

طبيعة المساعدات

وتلفت الصحيفة النظر إلى أن التقييمات الاستخبارية الأميركية تتوافق مع التقارير الأخيرة التي صدرت عن الثوار السوريين بشأن الدعم الإيراني، حيث قال قادة المعارضة نقلا عن منشقين في الجيش إن إيران بعثت مئات المستشارين والمسؤولين الأمنيين وعملاء المخابرات إلى سوريا إلى جانب أموال وأسلحة وأجهزة مراقبة إلكترونية.

ويقول الناشط السوري عمار عبد الحميد الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إن “إيران مشتركة على نطاق أوسع من ذي قبل في القمع الذي يرتكبه الأسد”.

وتشير واشنطن بوست إلى أن قصص اصطحاب الجنود السوريين لذوي لحى سود يتحدثون بلغة أجنبية يفترض أنهم إيرانيين، قد انتشرت في سوريا خلال الأشهر الماضية، ولكن الناشطين لا يملكون أدلة ملموسة على اشتراك الإيرانيين في الهجمات.

ويقول عمر شاكر الذي فر من حمص إلى لبنان “شاهدنا بعض الأدلة، ولكننا لا نستطيع أن نثبتها”.

من جانبها تقول الصحيفة إن الجيش السوري الحر اعتقل سبعة إيرانيين في حمص في شهر ديسمبر/كانون الأول، وفي حين أن طهران تؤكد أنهم كانوا يعملون في محطات توليد للطاقة، فإن الثوار يقولون إنهم كانوا يعملون مع قوات الحرس الثوري الإيراني.

الأسلحة تتدفق على الجيش السوري الحر من العراق

دبابات تابعة للنظام تنتشر في دير الزور لدعم القوات والميليشيات الموالية لبشار

العربية.نت

قالت مصادر مطلعة للمعارضة السورية إنه تم تسليح وتنظيم مقاتلي الجيش السوري الحر في دير الزور خلال الشهرين الماضيين في الوقت الذي كانت فيه القوات الموالية للأسد تركز على محاولة إخماد الثورة في مدينة حمص بوسط سوريا والمناطق الريفية المحيطة بها.

وقال أحد الناشطين، واسمه أبو عبدالرحمن: “إنه توجد الآن ألوية للجيش السوري الحر تعمل في دير الزور وإن كميات أكبر من السلاح تتدفق من العراق ولكن الثوار مازالوا يفتقدون التنظيم كما أن قوات الأمن تحتفظ بالسيطرة على المدينة خلال النهار وإنه خلال الليل تصبح الأرض ملكا للثوار”.

وفي صعيد متصل، أكد ناشطون معارضون أن دبابات تابعة للجيش السوري نشرت في مدينة دير الزور الواقعة شرق سوريا اليوم السبت لدعم القوات والميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد التي تعرضت لهجوم من المعارضين بعد مقتل ثلاثة متظاهرين مطالبين بالديمقراطية.

وذكر أبو عبدالرحمن لـ”رويترز” من دير الزور أن دبابات روسية قديمة من طراز تي 54 وعربات مدرعة اتخذت مواقع عند الميادين الرئيسية.

وأضاف أنه في كل نصف ساعة أو نحو ذلك تسمع أصوات إطلاق نار من قبل الجيش السوري الحر في اتجاه حواجز الطرق التي تتولى حراستها شرطة الأمن والشبيحة.

وتقع هذه المدينة على بعد 450 كيلومترا شمال شرقي دمشق على نهر الفرات في محافظة منتجة للنفط مجاورة للعراق الذي تقول مصادر المعارضة إن أسلحة تهرب منه للمعارضين الذين يعملون في إطار الجيش السوري الحر.

قراء “العربية.نت”: الوضع في سوريا إلى حرب أهلية

51 % من المصوتين رأوا أن الأزمة السورية ستنتهي بحرب أهلية مع دعم إقليمي

العربية.نت

خلص الاستفتاء الأخير الذي أجرته “العربية.نت” حول خواتيم الأزمة السورية، إلى تأكيد معظم المصوتين أن الوضع السوري سينتهي بحرب أهلية وذلك بدعم إقليمي.

وسجل التصويت على هذا الاحتمال النسبة الأعلى حاصداً 51% من الأصوات، فيما صوَّت 37% من القراء على احتمال إسقاط النظام بتدخل قوات أجنبية، أما خيار الحل على الطريقة اليمنية فلم يحظ سوى بنسبة 11%.

وبلغت الأزمة السورية عامها الأول دون حل في الأفق، بل تعقيدات تحصد يومياً المزيد من الضحايا والقتلى، حيث وصل عدد القتلى حتى الآن ما يقارب 7500 منذ اندلاع الانتفاضة في مارس الماضي، بحسب تقارير للأمم المتحدة.

وإلى ذلك، يتزايد القلق بشأن المدنيين المحاصرين في حمص والذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه ونقص حاد في المواد الأولية، هذا بالإضافة إلى وضع المستشفيات الميدانية التي تفتقر للحد الأدنى من المستلزمات الضرورية لمعالجة من يسقط من الجرحى في ظل تعنت السلطات السورية ورفضها السماح لشاحنات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى حي بابا عمرو المدمر.

وكانت روسيا والصين استخدمتا مرتين حق النقض لمنع صدور قرارين من

مجلس الأمن يتضمنان التنديد بدمشق ومطالبتها بوقف حملتها على المتظاهرين المناهضين للأسد.

وفي المقابل اتهمت روسيا والصين دولاً غربية وعربية بالسعي إلى تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا. وحثت الصين كلا من دمشق والمتمردين على إنهاء العنف فورا والبدء في محادثات، لكنها أكدت مرة أخرى أنها تعارض أي شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، وكل ذلك على وقع كلام قوي للرئيس باراك أوباما يؤكد فيه أن المسألة في سوريا لم تعد “إذا سيسقط النظام بل متى”.

بدء توزيع المعونات على الفارين من بابا عمرو والجيش السوري “يقصف الرستن بعنف

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدء توزيع المعونات على المدنيين الفارين من حي بابا عمرو في حمص. وأكد أنه لم يسمح لأفراده بدخول الحي نفسه.

وتزامن ذلك مع تأكيدات المعارضة أن الجيش النظامي السوري قصف بعنف مدينة الرستن في حمص الأحد.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة في جنيف إن فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بدأت توزيع المعونات على الفارين إلى قرية تقع على مسافة 3 كليومترات من مدينة حمص.

وقال إنه من المقرر أن تصل المعونات أيضا إلى حيي “الإنشاءات” و”التوزيع” في حمص اللذين فرا إليهما عدد من سكان بابا عمرو.

ووصف حسن تمكن فرق المعونات من الوصول إلى هؤلاء الفارين من بابا عمرو بأنه خطوة إيجابية. إلا إنه قال “نريد أن ندخل بابا عمرو اليوم( الأحد).”

وأكد ناشطون سوريون أن قوات الجيش النظامي السوري قصفت الأحد بعنف أحد معاقل المعارضة في مدينة الرستن بريف حمص.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان “تتعرض المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى”.

وأشار عبد الرحمن إلى أن “أحد الضباط المنشقين أعلن في الخامس من شباط/فبراير الماضي أن الرستن مدينة محررة (من سيطرة النظام السوري)”.

وعبر ناشطون سوريون عن مخاوفهم القوية من أن تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير التي يسيطر على جزء كبير منها المعارضون وبخاصة بعد أن سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص يوم الخميس الماضي.

وأوضح مدير المرصد، ومقره لندن، أن “هاتين المدينتين تمثلان تمركز المنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع ان تكون مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين”.

وكان المرصد قد قال إن 12 شخصا بينهم خمسة أطفال قد قتلوا يوم الجمعة الماضي في انفجار قذيفة سقطت على متظاهرين في الرستن .

استئناف المفاوضات

وكان متحدث باسم الصليب الأحمر قد قال إن اللجنة سوف تستأنف الأحد المفاوضات مع المسؤولين السوريين الذي كانوا قد حالوا دون وصول قوافل الصليب الأحمر إلى بابا عمرو السبت.

وقالت السلطات السورية إنه جرى تطهير المنطقة من الفخاخ التي اتهمت المعارضة بنصبها فيها.

وقضت قافلة معونات الصليب الأحمر المؤلفة من سبع شاحنات ليلتها الثانية في حمص بعد أن منعت من دخول بابا عمرو السبت رغم حصولها على موافقة مبدئية من الحكومة السورية.

“مساعدة قاتلة”

في العاصمة الأمريكية، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إيران تزيد دعمها العسكري والاستخباراتي للقوات الحكومية السورية في “قمعها” لمعاقل المعارضة.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، وصفتهم بأنهم مطلعون على تقارير الاستخبارات القادمة من المنطقة، قولهم إن ايران زادت امداداتها من الاسلحة ومساعدات أخرى للرئيس السوري بشار الأسد في ” قمعه الحركة الاحتجاجية في مدينة حمص”.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين، الذين لم تسمهم، قوله إن “المساعدة القادمة من إيران تتزايد وتركز أكثر فأكثر على المساعدة القاتلة”.

وأضافت أن التقارير التي تؤيدها الاستخبارات الاميركية تشير إلى إصابة إيراني بجروح بينما كان يعمل مع قوات الامن السورية داخل البلاد.

ونقلت عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله بشأن الإيرانيين إنهم “قدموا معدات وأسلحة وأجهزة تقنية، وحتى أدوات مراقبة، للمساعدة على وقف الاضطرابات”.

وأشار المسؤول نفسه أيضا إلى أن “مسؤولين أمنيين إيرانيين سافروا إلى دمشق لتسليم المساعدة”.

وقال مسؤول أمريكي ثان إن إيران ارسلت عددا من عناصر اكبر جهاز للامن فيها اي وزارة الاستخبارات والامن الى دمشق للمساعدة في تقديم المشورة وتدريب نظرائهم السوريين المكلفين قمع الاحتجاجات.

وأضافت نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن قائد قوة القدس قاسم سليماني قام بزيارة واحدة على الأقل الى دمشق في الاسابيع الاخيرة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

تزايد الضغوط على دمشق للسماح بدخول المساعدات الانسانية لحمص

تتزايد الضغوط الدولية وتتواصل على دمشق للسماح بدخول المساعدات الانسانية عن طريق الصليب الاحمر الدولي الى حي بابا عمرو المنكوب في حمص بعد سيطرة القوات الحكومية عليه.

في هذه الاثناء اعلنت السلطات السورية عن مقتل 37 شخصا في سلسلة من اعمال العنف منهم اثنان قتلا فيما وصفته السلطات بانه “عملية انتحارية ارهابية” في درعا.

ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية، منذ يوم الجمعة، في انتظار الحصول على اذن للدخول الى حي بابا عمرو لتقديم المعونات الانسانية، وسط استياء دولي واسع.

وعزت السلطات السورية منعها وصول المساعدات الى اسباب امنية، وتقول ان المنطقة مليئة بالقنابل والالغام المزروعة على الطرق، الا ان فريقا تابعا للتلفزيون الرسمي السوري تمكن من الدخول وبث صورا تلفزيونية للحي.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان فريقي اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري لم يدخلا الحي، وان السلطات “لم تسمح بدخول المساعدات، وان المفاوضات ما زالت جارية”.

من جانب آخر اعلن السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه لفرانس برس ان الطائرة التي تنقل جثتي الصحفية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك، اللذين قتلا في الثاني والعشرين من فبراير/ شباط في القصف على بابا عمرو، غادرت دمشق ليلة السبت/ الاحد متجهة الى باريس.

وعلى صعيد دبلوماسي قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت ان سوريا “ترتكب جريمة” بمنعها دخول المساعدات الى المدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد.

كما اتهم اوغلو النظام السوري بانه “يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانية” من خلال استهداف الشعب السوري، وقال ان “المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه اكثر الرسائل حزما الى القيادة السورية والقول ان هذه الوحشية لا يمكن ان تستمر”.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امتناع دمشق السماح بدخول المساعدات الانسانية للمدنيين المتضررين يدل على ان نظام الاسد “اصبح مجرما”.

واضاف هيغ، في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” التلفزيونية البريطانية، ان “رفض المساعدة الانسانية اضافة الى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام اصبح مجرما”.

كما دعا مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية، في بيان السبت، الحكومة السورية والاطراف المعنية “الى وقف كل اعمال العنف فورا وبشكل كامل وغير مشروط، وعلى الاخص العنف ضد المدنيين الابرياء.”

قال نشطاء إن السلطات السورية نفذت عمليات اعتقال بالجملة

الا ان وكالة انباء شينخوا الصينية الرسمية نقلت تجديد بكين رفضها أي تدخل في الشأن السوري الداخلي “بذرائع انسانية”.

اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فقد دعا السلطات السورية الى السماح بادخال المساعدات الانسانية اليها “من دون شروط مسبقة”، معتبرا ان الوضع هناك “غير مقبول ولا يمكن التساهل معه”.

على الصعيد الميداني قال ناشطون سوريون ان نحو 37 شخصا قتلوا بينهم 14 جنديا حكوميا السبت في مواجهات مسلحة في عدد من المدن السورية.

من جانبه قال ملك الاردن عبد الله الثاني، في تصريحات صحفية نشرت السبت، انه “من المستحيل التنبؤ” بكيفية تطور الاوضاع في سوريا، محذرا من ازمة انسانية تزيد من “اعباء ومسؤوليات” جيرانها وتحديدا تركيا والاردن.

واضاف العاهل الاردني، في مقابلة مع مجلة “تي بي كيو” التركية، نشرها الديوان الملكي الاردني السبت، ان “سوريا هي علامة الاستفهام الأكبر في هذه اللحظة”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

اللجنة الدولية للصليب الاحمر تبدأ توزيع المساعدات قرب حمص

جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الاحد ان فريقي الصليب الاحمر والهلال الاحمر بدا توزيع المساعدات في قرية قرب حمص ويعتزمان التحرك الى حيين اخرين يأويان عائلات فرت من حي بابا عمرو.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز في جنيف “اللجنة والهلال الاحمر العربي السوري بدا توزيع المساعدات في قرية ابل على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة حمص.

“يعتزمان التحرك الى حيي الانشاءات والتوزيع في حمص لتقديم المساعدة للسكان (المحليين) والعائلات التي نزحت عن بابا عمرو.”

وتابع أن المساعدات تشمل أغذية وبطاطين ومستلزمات طبية. ويقدم متطوعون من الهلال الاحمر أيضا اسعافات أولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى