أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 11 أذار 2012


الأسد يربط نجاح الحل السياسي بالقضاء على «المجموعات الارهابية»

نيويورك – راغدة درغام ؛ القاهرة – محمد الشاذلي

دمشق، بيروت، القاهرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – كانت الازمة السورية محور المحادثات التي جرت في القاهرة امس بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء الخارجية العرب، فيما كان المبعوث الدولي – العربي كوفي انان يجتمع في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد تأكيده لأنان ان «اي حوار سياسي او عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد». واعرب عن استعداده لـ «انجاح اي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سورية»، ورفضه «التدخل الخارجي في الشؤون السورية».

وفي هذا الوقت كانت دبابات الجيش السوري وقواته تقتحم مدينة ادلب، بحسب مصادر معارضة قالت ان ناقلات الجنود المدرعة دخلت المدينة وسط استمرار القصف والاشتباكات.

وحضر الوزير لافروف بصورة استثنائية اجتماع المجلس الوزاري العربي، والقى كلمة قال فيها إن بلاده مستعدة للعمل مع أي طرف يسعى للإصلاح في سورية لكنها ملتزمة مع ذلك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة. واضاف ان «روسيا لا تحمي اي نظام وأهم واجب هو انهاء كل اعمال العنف». فيما القى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كلمة خلال الاجتماع الوزاري أكد فيها «أن الموقف المتراخي والمتخاذل من الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري منح النظام السوري الرخصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب السوري من دون شفقة أو رحمة».

وشدد سعود الفيصل على أن بلاده تتمنى لانان «التوفيق في مهمته، لتهيئة السبل الكفيلة بتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري المنكوب». موضحاً أن «من الضرورة ألا يقتصر تفويض الأمين العام للأمم المتحدة على الجانب الإنساني فقط، بل أن تمنح له صلاحية معالجة الموضوع السوري من جميع جوانبه الأمنية والإنسانية».

وكان مجلس الجامعة انعقد في دورته العادية الـ 137 (نصف السنوية) على مستوى وزراء الخارجية حيث تسلمت الكويت رئاسة الدورة من قطر من دون أن تتغير رئاسة اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سورية التي تبقى برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم.

والقى لافروف، في الاجتماع، كلمة دافع فيها عن موقف بلاده من الأزمة السورية، قبل ان يوجه سعود الفيصل الانتقادات للموقف الروسي. كما أسف حمد بن جاسم للفيتو الروسي، وطالب روسيا والصين بتغيير موقفهما، وجدد دعوته لإرسال قوات عربية وأممية إلى سورية، كما دعا الى الاعتراف بـ «المجلس الوطني» السوري كممثل شرعي للشعب السوري. ونصح المعارضة «بكل اطيافها ان تكون صوتاً واحداً موحداً حتى تتمكن من مجابهة قمع النظام».

وعقب الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة عقد لافروف اجتماعاً مع اللجنة الوزارية الخاصة بسورية، وهو الاجتماع الذي صاغ المبادئ الخمسة للتفاهم العربي – الروسي. وتنص هذه المبادئ على: وقف العنف من أي مصدر كان، وانشاء آلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الخارجي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين من دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة أنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة وكل فصائل المعارضة السورية، استناداً الى ما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة، والتي اعتمدتها الجمعية العامة العام للأمم المتحدة والجامعة العربية. وشرح مشروع القرار الختامي لاجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية أمس هذه المرجعيات بأنها المرجعيات المعتمدة لمهمة الوسيط المشترك وهي: قرار الجمعية العامة الصادر بتاريخ 16\2\2012 وخطة العمل العربية بتاريخ 2\11\2011 وقرارات الجامعة في 22\1\2012 و12\2\2012 والتي تضمنت خارطة الحلِّ السياسي للأزمة السورية وفق للمبادرة العربية، وهذه القرارات هي التي سوف يسترشد بها أنان في أدائه لمهمته.

وأكد مصدر ديبلوماسي عربي أن الموقف الروسي تحرك نحو مساندة الحلِّ العربي في سورية، وأشار إلى موافقة لافروف على اعتماد المبادرة العربية التي تنص على نقل صلاحيات بشار الأسد لنائبه ضمن مرجعيات مهمة أنان ووصف ذلك بالتقدم الملموس. وأعرب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويت الشيخ صباح خالد الصباح في مؤتمر صحافي عقده مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي عن الأسف لإصرار الحكومة السورية على العمل العسكري. ومن جانبه قال العربي إن الجامعة تحاول الالتفاف على الفيتو الذي أجهض قرارها السابق، لإحالة الموضوع مرة ثانية على مجلس الأمن من دون اعتراض روسيا والصين. وأضاف: «نحن نتحدث عن إرسال مراقبين، وليس قوات حفظ السلام ومجلس الأمن هو الذي يحدد ذلك». ونص قرار مجلس الجامعة على مطالبة الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل. وطالب المجلس بالإطلاق الفوري لسراح كافة الموقفين، وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة. وأكد الحفاظ على وحدة سورية وتجنيبها أي تدخل عسكري. واعتبر مجزرة بابا عمرو «جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية».

وفي نيويورك عاد الملف السوري بقوة الى مجلس الأمن مع بدء وصول وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية الى نيويورك اعتبارا من اليوم، استعداداً للجلسة الوزارية المرتقبة صباح غد الإثنين والمخصصة لبحث «الشرق الأوسط: تحديات وفرص»، والذي سيكون الشأن السوري في رأس أولوياته.

وأعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان أنان عبر خلال لقائه الرئيس السوري أمس «عن بالغ قلقه حيال الوضع في سورية وحثّه على اتخاذ خطوات قوية لإنهاء الأزمة الحالية». وأضاف أن أنان «وضع عدة مقترحات على الطاولة في ما يتعلق بوقف العنف والقتل ووصول المنظمات الإنسانية والهيئة الدولية للصليب الأحمر وإطلاق الموقوفين والبدء في عملية حوار سياسي شامل لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري وهواجسه». وأوضح البيان أن أنان «سيلتقي الرئيس الأسد ثانية اليوم لمواصلة المحادثات».

ويعقد مجلس الأمن غداً الاجتماع الوزاري بالتوازي مع لقاء ثنائي مقرر بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي، ستكون سورية محوراً أساسياًُ فيه، وسيكون اللقاء الأول بينهما بعد إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً. ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع الوزاري إضافة الى كلينتون ولافروف كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي سيرأس الجلسة باعتبار أن بلاده هي الرئيسة الحالية لمجلس الأمن، والفرنسي الان جوبيه، ووزراء خارجية ألمانيا والمغرب والبرتغال وكولومبيا وغواتيمالا. وفيما أكدت ليبيا عزمها على المشاركة من خلال حضور وزير خارجيتها عاشور بن خيال، فقد كان من المقرر أن يشارك وزراء خارجية مصر وتونس في الاجتماع نفسه لكن مصادر ديبلوماسية قالت إن مشاركتهما لم تتأكد بعد.

وقالت المصادر ديبلوماسية إن بان سينتظر انتهاء جولة اللقاءات التي يجريها أنان في المنطقة ليعمل على وضع تقريره الخطي الأول حول تطبيق قرار الجمعية العامة الذي كلف أنان على أساسه.

ميدانيا،ً قتل 62 شخصا على الاقل في اعمال عنف في مختلف انحاء سورية امس، معظمهم في محافظة ادلب التي شهدت عملية اقتحام قوات النظام للمدينة وعمليات عسكرية واسعة. وذكرت مصادر معارضة ان القتلى هم 21 منشقا و19 جنديا و22 مدنيا.

وسقط 38 قتيلا في محافظة ادلب وحدها بينهم 14 مدنيا في المدينة التي اقتحمتها قوات النظام مساء بعد يوم طويل من القصف والاشتباكات بين الجيش النظامي و»الجيش السوري الحر».

وكان 16 عنصرا منشقا قتلوا قرب مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب في كمين نصبه الجيش النظامي. وفي عملية اخرى، قتل اربعة جنود من الجيش النظامي اثر استهداف مجموعة منشقة قافلة عسكرية قرب ناحية بداما في منطقة جسر الشغور.

وفي محافظة حمص، قتل عشرة جنود في اشتباكات مع منشقين في مدينة تلبيسة ومنشقان في اشتباكات في منطقة اخرى.

الجامعة حرّكت موقف موسكو من الأسد

واتفاق بين الطرفين على حلّ من 5 نقاط

    القاهرة ـ جمال فهمي

سجال حاد بين لافروف وحمد بن جاسم وسعود الفيصل

المجلس الوزاري يطالب بوقف العنف ويحض المعارضة على توحيد صفوفها

بدا امس ان الوزراء العرب نجحوا في دحرجة الموقف الروسي وتليين صلابته من حيث حماية نظام الرئيس السوري بشار الاسد واحتضانه. فبعد لقاء مغلق بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه اعضاء اللجنة الوزارية  المكلفة من جامعة الدول العربية متابعة الملف السوري، على هامش اجتماعات الدورة العادية لمجلس الجامعة، أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحافي مع لافروف التوصل الى “اتفاق على خمس نقاط كأساس لحل الازمة، وهي وقف العنف من أي مصدر كان، وآلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الخارجي، واتاحة وصول المساعدات الانسانية الى جميع السوريين من دون اعاقة، والدعم القوي لمهمة (الموفد الاممي والعربي) كوفي انان من أجل اطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية، استنادا الى ما نصت عليه مرجعيات هذه المهمة وهي قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة الصادر في 16 شباط الماضي وخطة العمل العربية في 2 تشرين الثاني وقرارات الجامعة العربية في 22 كانون الاول و12 شباط الماضيين”.

وتمثل النقطة الاخيرة من النقاط الخمس التي تلاها ايضا الوزير الروسي امام الصحافيين تحولاً وصفه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بأنه “ذو اهمية كبيرة” في موقف موسكو من نظام الاسد، إذ إن المرجعيات المشار أليها تتضمن قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة الذي صوتت روسيا ضده الشهر الماضي بعدما منعت هي والصين مجلس الأمن من تبنيه ، كما تتضمن هذه المرجعيات قرار الجامعة العربية الذي يدعو الرئيس السوري الى “شبه تنحٍ عن السلطة” وتفويض صلاحياته كاملة الى نائبه.

وقال العربي ان اتفاق النقاط الخمس الذي جرى التوصل اليه مع روسيا “سيساعد الجامعة العربية على الالتفاف على الفيتو المزدوج الذي اجهض اعتماد خطتها بشأن سوريا في مجلس الامن ويفتح الباب لعرض الموضوع مرة ثانية على المجلس” من دون اعتراض روسيا والصين، مشيرا في هذا السياق الى “اتصالات مماثلة (لتلك التي اجريت مع موسكو) مع بيجينغ”. واضاف ان الجامعة العربية ستستقبل الثلثاء المقبل موفدا صينيا “نأمل في أن يأخذ موقفا مشابها”.

واستهل المجلس الوزاري للجامعة العربية قراره بشأن سوريا بالاشارة الى اتفاق النقاط الخمس مع روسيا، لكنه زاد عليه مطالبة الحكومة السورية بـ”الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتل وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب السوري في الاصلاح والتغيير”، وكذلك مطالبة نظام الأسد بـ”اطلاق سراح كل الموقوفين وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى من دون أي تأخير”.

وندد الوزراء العرب بشدة بما سموه “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي ارتكبها (الجيش السوري) في حق المدنيين، واعتبار مجزرة باباعمرو جريمة ترقى الى مستوى الجرائم ضد الانسانية وتتطلب مساءلة المسؤولين عنها وعدم افلاتهم من العقاب”، وحذروا من مغبة “تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق اخرى”.

ودعا مجلس الجامعة العربية “المعارضة السورية بكل أطيافها الى توحيد صفوفها والتوصل الى رؤية موحدة من اجل الدخول في حوار جدي” مع النظام ، كما طالب مجلس الامن الدولي بـ”تحمل مسؤولياته و(معاودة) التحرك لاستصدار قرار يستند الى المبادرة العربية وقرارات الجامعة ويقضي بالوقف السريع والشامل لكل انواع العنف في سوريا”.

وطالب الوزراء كذلك حكومة دمشق بأن “تسمح بالدخول الفوري لمنظمات الاغاثة العربية والدولية وتمكينها من ادخال المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية لاسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد الى مستحقيها في امان ومن دون اي عوائق ونقل الجرحى والمصابين الى المستشفيات تحت اشراف الامم المتحدة واجهزتها المختصة”.

كما اكد المجلس قراراته السابقة في شأن الازمة بما فيها قرار مطالبة الحكومة السورية “بالسماح لوسائل الاعلام العربية والدولية بالوصول الى كل المناطق السورية وتمكينها من التحرك بحرية كاملة مع ضمان أمن الصحافيين وسلامتهم وادانة عمليات الاغتيال والانتهاكات التي تعرضوا لها”.

وكانت الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية التي دعي لافروف الى القاء كلمة امامها شهدت سجالا حادا بينه وبين وزيري خارجية قطر والمملكة السعودية، اذ تحدث الوزير الروسي مدافعا عن موقف بلاده من الازمة السورية ومنتقدا مشروع القرار العربي-الغربي الذي استخدمت موسكو “الفيتو” ضده في مجلس الامن لأنه لم يتضمن – كما قال – دعوة الى وقف متزامن لأعمال العنف من القوات الحكومية ومجموعات المعارضة المسلحة، واعتبر لافروف ان “هذا النهج لم يكن واقعيا” ومن ثم لم يمر القرار.

ورد بن جاسم فوراً وقال بحدة: “هناك ابادة منهجية من الحكومة السورية، وبعد كل هذا القتل لا يمكن ان نقبل فقط بوقف لاطلاق النار ولا نريد ان يكافأ احد” على هذه الجرائم. واضاف: “ان النظام (السوري) يتحدث عن عصابات مسلحة (لتبرير القتل)، لكنها مجموعات تشكلت في الاشهر الثلاثة الاخيرة للدفاع عن النفس بعد عمليات القتل بدم بارد التي تعرض لها الشعب السوري”.

وبدوره، علق وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل متهما روسيا والصين بمنح “نظام بشار الاسد” رخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري من دون شفقة او رحمة”.

بان: روسيا والصين سئمتا من الأسد

أنان يحضه على اتخاذ “خطوات ملموسة”

    نيويورك – علي بردى

عبّر المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان عن “قلقه البالغ” من الوضع في سوريا. وحض الرئيس السوري بشار الأسد على اتخاذ “خطوات ملموسة” لانهاء الأزمة في البلاد. ورأى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي- مون أن روسيا والصين “سئمتا” من الأسد.

وجاء في بيان وزعه مكتب الناطق بإسم الأمم المتحدة في نيويورك أن أنان اجتمع مع الأسد وعبر عن “قلقه البالغ من الوضع في سوريا وحض الرئيس على اتخاذ خطوات ملموسة لانهاء الأزمة الراهنة”. وأضاف أن “أنان وضع على الطاولة اقتراحات في شأن وقف العنف والقتل، ووصول الهيئات الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، واطلاق المعتقلين، والبدء في حوار سياسي جامع للتعامل مع التطلعات والهواجس المشروعة للشعب” السوري. ونقل عن أنان وصفه المحادثات بأنها “صريحة وشاملة”. وأفاد أنه سيلتقي الأسد مجدداً اليوم “لمواصلة المناقشات”.

وأشار البيان الى ان أنان التقى لاحقاً “زعماء من المعارضة وناشطين من الشباب، فضلاً عن رجال وسيدات أعمال بارزين”.

ويغادر أنان دمشق غداً الى الدوحة.

وفي نيويورك أيضاً، ابلغ الأمين العام للأمم المتحدة بعض الصحافيين أول من أمس أن تسليح المعارضة السورية “ليس خيارنا في هذا الوقت”. وإذ شكك في صدقية الأسد، رأى أن الأخير “ربما يتطلع الى مخرج”. واعتبر أن روسيا والصين “لا تقفان بالكامل خلف الأسد” بل هما أيضاً “سئمتا منه” (fed up). وأكد أن “هناك من يعتقد أن سيناريو مشابهاً لليمن ممكن لمنح الأسد خطة خروج رؤوفة كالتي نالها “الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، مع فارق أن “الأسد تمادى”.

الكويت: ثمة مؤشرات إيجابية إزاء الأزمة في سوريا

القاهرة: أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم أن ثمة مؤشرات إيجابية إزاء الأزمة في سوريا.

وقال إن المؤشرات تمثلت في تكليف المبعوث الأممي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان بمهمة بحث الأوضاع في سوريا مع المسؤولين السوريين والخروج بمعالجة حقيقية للوضع على الأراضي السورية بما يحفظ أمن واستقرار سوريا ويحفظ كذلك أرواح الشعب السوري الشقيق.

وأشاد في هذا السياق بالخبرة الدبلوماسية والسياسية التي يتمتع بها كوفي عنان متمنيا له كل التوفيق في أداء مهمته إلى سوريا داعيا في الوقت ذاته الحكومة السورية إلى التعاون الايجابي مع عنان حيال الأزمة السورية.

جاء ذلك في تصريح ” لكونا ” قبيل مغادرته القاهرة بعد ترؤسه أعمال الدورة العادية (137) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وقال: “إن من بين المؤشرات كذلك هو الاتفاق الذي خرج به وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الأزمة السورية وذلك بمقر جامعة الدول العربية”.

وبين أن الاتفاق شمل خمس نقاط تمثلت في وقف العنف من أي مصدر كان وإنشاء آلية رقابة محايدة ورفض التدخل الأجنبي وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون إعاقة فضلا عن دعم مهمة كوفي عنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة.

وعن أبرز ما تضمنه جدول أعمال الدورة ال137 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قال الشيخ صباح خالد الصباح إن ما تشهده سوريا حاليا يستدعي أن تكون لها الأولوية وان تتصدر غالبية بنود جدول الأعمال الدورة.

وأشار إلى لقائه أمس بصفته رئيسا للدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية مع المبعوث الاممي المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان بالإضافة إلى تخصيص اجتماع اليوم بين وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث الأزمة السورية.

وقال: “نحن أيضا في انتظار المبعوث الصيني لجامعة الدول العربية لشرح الموقف الصيني إزاء الوضع في سوريا وسبل الخروج من هذه الأزمة” مضيفا أن “كل هذه المستجدات تستدعي أن يكون هناك بحث معمق للقضية المأساوية في سوريا من كل الجوانب وعلى جميع الأصعدة والمستويات”.

وذكر أن جدول أعمال مجلس الجامعة حفل بالعديد من الملفات والقضايا والبنود التي اعتمدها وذلك لقرب انعقاد القمة العربية المقبلة والتحضير لها والمقررة في بغداد في ال29 من الشهر الجاري.

نائب إردوغان: أبلغنا الأسد أنه لن يفلت من الحساب

وكالات

انقرة: نفى نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج، تغير موقف بلاده من الأزمة السورية، مؤكدا ان تركيا سعت في بداية الاحتجاجات المنادية بالحرية والاصلاحات لاقناع الرئيس بشار الأسد بالاصغاء للمطالب الشعبية ووعدنا باجراء هذه الاصلاحات لكنه خدعنا وواصل القمع الدموي.

موضحا ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أبلغ الأسد بانه لن يفلت من الحساب تجاه الانتهاكات غير الإنسانية، معلنا رفض بلاده للتدخل العسكري، عازيا ذلك إلى انه “يعقد فرص حل الازمة ويتسبب باضرار لسوريا”.

وحسب صحيفة الرأي الكويتية فقد أكد ارينج الناطق بلسان حكومة بلاده في لقاء مع الوفد الصحافي الكويتي عالي المستوى الذي يزور تركيا حاليًا، ان مطالبتنا بوقف حملة القمع الدموية لم تتوقف على الرغم من الخسائر الاقتصادية الفادحة التي منينا بها.

واستغرب عدم صدور أي تصريحات منددة بما يجري في سوريا من داخل إيران أو من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، معلنا وقوف بلاده إلى “جانب جارتنا إيران في مساعيها لحيازة برنامج نووي موجه لأغراض سلمية لكننا نرفض أي محاولات من جانبها لامتلاك سلاح نووي”.

وبشأن التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة لإيران لوقف مساعي تطوير برنامجها النووي أكد ان اسرائيل دأبت منذ مدة طويلة على اطلاق مثل هذه التهديدات وليس لها الحق بضرب إيران لان مثل هذه الخطوة ستزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة.

وأضاف: “نقف إلى جانب جارتنا إيران في مساعيها لحيازة برنامج نووي موجه لأغراض سلمية لكننا نرفض أي محاولات من جانبها لامتلاك سلاح نووي ونرى انه قبل توجيه اللوم لها فانه يجب الالتفات إلى اسرائيل الدولة الوحيدة التي تمتلك الاسلحة النووية في المنطقة”.

ودعا رئيس الوزراء التركي يوم الثلاثاء النظام السوري الى فتح “فوري” لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف في هذا البلد المجاور. وقال اردوغان في البرلمان امام نواب حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي ان “الممرات لنقل المساعدة الانسانية يجب ان تفتح فورا”، داعيا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن.

ولم يوضح ما اذا كانت هذه الممرات يفترض ان تبدأ في تركيا التي تتقاسم مع سوريا حدودا طويلة. ودان اردوغان صمت و”تردد” بعض الدول التي لم يسمها حيال “الفظائع” التي ترتكب في سوريا. ورأى ان هذا الموقف “يشجع” النظام السوري على التحرك بوحشية اكبر ضد المعارضة.

وقال “نحن، تركيا، سنواصل العمل لابقاء الفظائع في سوريا على جدول اعمال العالم باسره”، مذكرا بان انقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر “اصدقاء دمشق” في اسطنبول منتصف آذار (مارس). وأضاف “احيي من جديد الشعب والمعارضة على مقاومتهما النبيلة والثابتة (…) الشعب السوري لن يبقى ابدا وحده وتركيا ستكون دائما الى جانبه”.

الجيش السوري الحر يتوعد بعمليات مفاجئة لنظام الأسد

انقرة: أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، أن النظام السوري قوي بترسانته العسكرية مقارنة مع تلك التي يمتلكها «الجيش الحر»، لكنه بدأ ينهار معنويا، وخير دليل على ذلك المواجهات التي تحصل يوميا بين الطرفين، إضافة إلى زيادة عدد المنشقين في صفوفه إلى أن وصل عدد عناصر «الجيش الحر» إلى نحو 70 ألفا، بينهم 5 ضباط برتبة عميد. وهذا ما أظهرته أيضا العمليات العسكرية التي نفذت في بابا عمرو وبقيت قوات النظام شهرا كاملا حتى استطاعت الدخول إليه، رغم المعارك غير المتكافئة.

وقال الأسعد لـصحيفة «الشرق الأوسط»: «لا يمكننا القول بأننا مسيطرون على مناطق محددة بأكملها، لكننا نؤكد أن حواجزنا منتشرة بكثافة على 60 في المائة من المناطق السورية ونقوم بعمليات عسكرية ممتازة، بينما يقتصر وجود قوات النظام فقط على مواقع الثكنات العسكرية، كما أننا قادرون على دخول أي منطقة وإدخال أي كان إليها، كما ندخل الصحافيين لينقلوا ماذا يجري على الأرض في سوريا».

وأعلن الأسعد أن العمليات التي ستنفذ في الساعات القليلة القادمة ستكون نوعية وستشكل مفاجأة للنظام، لافتا إلى أن «الجيش الحر» أسقط أمس، مروحية للجيش النظامي ودمر 6 دبابات في إدلب، ومشيرا إلى أن الأسلحة التي بحوزة عناصره ليست إلا أسلحة فردية ومتوسطة، وإسقاط المروحيات يتم باستهداف ذيلها، وهي فكرة ناجحة أدت حتى الآن إلى إسقاط ست مروحيات للجيش.

واعتبر أن الأسلحة التي يحتاجها «الجيش الحر» لمواجهة ترسانة النظام العسكرية، «هي تلك المتوسطة والمضادة للدروع وللطيران، ولحماية الأرض التي يتم السيطرة عليها».

وفي حين كشف الأسعد أن «الشباب السوريين المطلوبين للخدمة العسكرية لا يلتحق منهم بالجيش النظامي أكثر من 5000، معظمهم من الطائفة العلوية، بينما ينضم قسم كبير آخر إلى (الجيش الحر)، بعدما كان يصل عددهم إلى 50000 خلال فترة ستة أشهر»، لفت إلى أن «الجيش الحر»: «اتخذ قرارا باعتبار كل القتلى المدنيين الذين سقطوا خلال الثورة شهداء من الجيش، وستقدم لعائلاتهم بعد سقوط النظام التقديمات نفسها التي تقدم لشهداء الجيش».

وتعليقا على ما صدر من مواقف في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، قال الأسعد «لغاية الآن، لا نسمع إلا كلاما، ونحن نشكرهم على مواقفهم، لكننا نريد أفعالا، مع تأكيدنا أن الضامن الوحيد للثورة هو (الجيش الحر)»، لافتا إلى أنه لم يتم التواصل مع رئيس المكتب الوطني السوري برهان غليون خلال اليومين الأخيرين ولم يطلع منه على تفاصيل كلامه حول المفاوضات التي تجرى بين المجلس وبعض الدول للحصول على السلاح.

سيناريو حمص يتكرر في إدلب

الأسد يرفض مبادرة آنان وقواته تهاجم المدن الثائرة

وكالات

لا تزال الأزمة في سوريا عالقة وذلك بعد رفض الرئيس بشار الأسد مبادرة مبعوث الأمم المتحدة كوفي آنان لوقف العنف، حيث أكد أن أي عملية سياسية لا يمكن أن تنجح ما دامت هناك مجموعات وصفها بـ “الإرهابية” تعمل على إشاعة الفوضى.

دمشق: أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي آنان يوم السبت أن أي عملية سياسية لا يمكن ان تنجح ما دامت هناك مجموعات “ارهابية” تعمل على اشاعة الفوضى في سوريا.

ونقلت وكالة الانباء العربية السورية عن الاسد حديثه لضيفه عن “استعداد سوريا لانجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث.”

وأضاف الرئيس السوري بعد محادثات استغرقت نحو ساعتين مع الامين العام السابق للامم المتحدة أن “أي عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على اشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد.”

ولم يصدر أي تعقيب فوري من آنان بعد الاجتماع الذي استهدف وقف حملة دموية حصدت أرواح آلاف الأشخاص منذ اندلاع انتفاضة ضد حكم الاسد قبل عام.

وبينما كانت المحادثات بينهما دائرة كانت القوات السورية تهاجم مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، وهي أحد معاقل المعارضة والتمرد.

واعلنت الامم المتحدة أن كوفي آنان قدم “مقترحات عدة” الى الرئيس بشار الاسد لانهاء الازمة في سوريا على أن يلتقيه مجدداً الاحد.

وتزامنت زيارة آنان إلى دمشق مع تصاعد وتيرة العنف في انحاء سوريا ما اسفر عن مقتل 62 شخصاً معظمهم عسكريون، وخصوصاً في محافظة ادلب التي افاد ناشطون أن الجيش النظامي السوري قام باقتحامها مساء السبت.

واوضحت المنظمة الدولية في بيان لها، صدر في نيويورك السبت أن الامين العام السابق للامم المتحدة، الذي عين موفداً للمنظمة الدولية وللجامعة العربية إلى سوريا، قدم خلال لقائه الاسد السبت “مقترحات عدة” لوقف اعمال العنف في سوريا التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام، معظمهم من المدنيين وفقاً لناشطين حقوقيين.

وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر واطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.

لكن المنظمة لم تقدم أي تفاصيل عن هذه الاقتراحات.

وقد اعرب آنان في زيارته الاولى هذه إلى دمشق منذ اختياره مبعوثاً مشتركاً للامم المتحدة والجامعة العربية عن “قلقه الشديد حيال الوضع في سوريا، وحث الرئيس السوري على سرعة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الازمة الراهنة”، كما اورد بيان الامم المتحدة.

واشار البيان الى أن آنان والاسد سيعقدان لقاء جديداً الاحد. وقد وصف آنان مباحثاته الاولى بأنها اتسمت بـ”الصراحة وروح التفاهم”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: “دخلت ناقلات الجند المدرعة الى مدينة ادلب وسط استمرار القصف والاشتباكات” بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.

وكانت القوات السورية استقدمت خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب، وشددت الحصار على المدينة، وسقط 38 قتيلاً في محافظة ادلب وحدها، بينهم 14 مدنياً وسبعة جنود.

كذلك، قتل 16 عنصراً منشقاً قرب مدينة جسر الشغور في المحافظة المذكورة في كمين نصبه الجيش النظامي، بحسب المرصد. وفي جبل الزاوية في المحافظة ذاتها، قتل مواطن في بلدة كفرنبل إثر اطلاق الرصاص عليه من القوات السورية النظامية، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة منشقين وجنديان ومدني في اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة داريا بعد منتصف ليل الجمعة السبت. وتسبب اطلاق الرصاص من قوات النظام في قرية دير العصافير في ريف دمشق بمقتل مدني.

وفي محافظة حمص، قتل عشرة جنود في اشتباكات مع منشقين في مدينة تلبيسة، كما قتل منشقان في اشتباكات في منطقة أخرى.

كما قتل خمسة مدنيين في سقوط قذائف واطلاق رصاص في المحافظة.

وتزامنت زيارة آنان إلى دمشق مع اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني من القاهرة في ختام لقاء جمع وزراء الخارجية العرب بنظيرهم الروسي أن روسيا والجامعة العربية اتفقتا على خمسة أسس لتسوية الازمة السورية، ما قد يفتح الباب امام التوصل الى موقف موحد داخل مجلس الامن.

ويسجل هذا الاتفاق تحولاً في العلاقة بين روسيا والجامعة العربية، بعد أن وصلت هذه العلاقة الى مرحلة توتر شديد ترجم باستخدام روسيا الفيتو مرتين داخل مجلس الامن على مشروعي قرارين يدينان القمع في سوريا ويحظيان بدعم العرب.

وقال لافروف إن المناقشات التي اجراها مع الوزراء العرب السبت انتهت الى اتفاق على خمس نقاط هي: “وقف العنف من أي مصدر كان، انشاء آلية رقابة محايدة، لا تدخل خارجي، اتاحة المساعدات الانسانية لجميع السوريين من دون اعاقة، الدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي آنان الى سوريا استناداً الى المرجعيات التي قبلتها الامم المتحدة والجامعة العربية”.

من جهته، أكد بن جاسم هذا الاتفاق قائلاً إنه “بعد اللقاء (مع وزير الخارجية الروسي) الذي كان صريحاً ومعمقاً، هناك نقاط تم الاتفاق عليها كأساس للحل وهي: وقف العنف من أي مصدر كان، آلية رقابة محايدة، عدم التدخل الاجنبي، اتاحة وصول المساعدات الانسانية إلى جميع السوريين من دون اعاقة، الدعم القوي لمهمة آنان لاطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة استناداً الى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الامم المتحدة والجامعة العربية”.

واذا كان الوزير الروسي لم يدخل في تفاصيل هذه المرجعيات، فان الشيخ حمد قال إنه يريد “تأكيد المرجعيات المعتمدة لكوفي آنان، وهي قرار الجمعية العامة للامم المتحدة (الصادر) في 16 شباط/فبراير الماضي، خطة العمل العربية (المعتمدة) بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وقرارات الجامعة العربية في 22 كانون الثاني/يناير و12 شباط/فبراير الماضيين”.

وفي ختام اجتماعهم، اصدر الوزراء العرب قراراً يدعو مجلس الامن الدولي الى “اصدار قرار لوقف العنف في سوريا فوراً استنادا الى المبادرة العربية والقرارات العربية”.

واكد القرار إدانة الوزراء العرب “للانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في حق المدنيين السوريين واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الاجهزة الامنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى الى الجرائم ضد الانسانية”.

وتطرق القرار الى المرجعيات التي تحدد مهمة آنان، عندما قال إنه يؤكد الاتفاق على الاسس الخمسة، ومن بينها “الدعم القوي لمهمة آنان لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة والجماعات المعارضة السورية استناداً الى ما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة، والتي اعتمدت من قبل الامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية”.

واوضح البيان أن “المرجعيات المعتمدة لمهمة الوسيط المشترك (آنان) هي : قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الصادر في 16 شباط/فبراير، وخطة العمل العربية الصادرة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، وقرارات الجامعة العربية في 22 كانون الثاني/يناير و12 شباط/فبراير التي تضمنت خارطة الحل السياسي للازمة السورية وفقاً للمبادرة العربية، وهذه القرارات هي التي سوف يسترشد فيها انان في اداء مهمته”).

من جهته، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي عقده في ختام الاجتماع الوزاري العربي “إن النقاط الخمس التي تمّ الاتفاق عليها مع روسيا ذات اهمية كبيرة”، مضيفاً أن مبعوثاً صينياً سيزور الجامعة العربية الثلاثاء المقبل “ونأمل ان تتخذ الصين موقفاً مشابهاً للموقف الروسي”.

وأضاف أن الجامعة العربية “تحاول الالتفاف على الفيتو الذي أجهض قرارها السابق واحالة الموضوع الى مجلس الامن مرة ثانية من دون اعتراض روسيا والصين”.

ونقل العربي أن لافروف “سيسافر الى نيويورك وسيجتمع بأعضاء مجلس الامن”.

وفي بيروت، أفاد مصدر حكومي لبناني وكالة فرانس برس السبت أن السلطات القضائية افرجت عن تسعة مسلحين كانوا تسللوا الى لبنان الاسبوع الماضي من سوريا.

واثارت هذه المسألة جدلاً واسعاً داخل الحكومة اللبنانية وفي الاوساط السياسية بين مطالب بتسليم الموقوفين الى السلطات السورية، بصفتهم منشقين عن الجيش النظامي، ومؤيد للافراج عنهم لعدم تعريضهم للخطر في بلادهم.

وقال الناشط عبد العزيز لشبكة CNN إن مدينة إدلب تعاني القصف العنيف، الذي شهده العالم من قبل في مدينة حمص المحاصرة، مشيراً إلى أن القصف يحدث كل نحو دقيقتين، ما أدى إلى تضرر العديد من المساكن والمباني أو تدميرها.

وأضاف عبد العزيز أن قوات الأمن تفتش المنازل لاعتقال ناشطين، وقال: “إن عدد الدبابات أكبر بكثير من عدد المنشقين. هذا السيناريو مشابه إلى حد بعيد لما حدث في مدينة حمص.”

وقال نشطاء المعارضة إن اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وجنود منشقين اندلعت في بلدة داريا، بينما قصف الجيش الحكومي قرية جيزة في درعا، وفقاً للجان التنسيق المحلية قتل 62 شخصاً في سوريا السبت، معظمهم في محافظة ادلب (شمال غرب) التي شهدت عملية اقتحام لقوات النظام للمدينة وعمليات عسكرية واسعة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا.

بعد مرور حوالى العام على بدء انطلاقة الانتفاضة السورية

الاستخبارات الأميركية ترى أن الأسد ما زال يسيطر على الوضع

عبدالاله مجيد

بعد عام على الانتفاضة السورية، وصف مسؤولون كبار في الاستخبارات الاميركية وضع الرئيس بشار الأسد بأنه يسيطر على الموقف سيطرة حازمة، ومستعد لإطلاق جيشه، الذي يعتبر من أكبر جيوش المنطقة، ضد المعارضة التي لا تضاهيه عدّة وأعدادًا.

إعداد عبد الإله مجيد: قال المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون إن حلقة الأسد الداخلية “ما زالت متماسكة” من دون مؤشر يُعتد به إلى ميل أقطاب كبار للانشقاق عنه، رغم جهود الولايات المتحدة وحلفائها لاستخدام العقوبات وغيرها من الإجراءات الأخرى، بهدف إحداث موجة انشقاقات تقوّض وضع الأسد.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية، مهمته مراقبة الوضع في سوريا، أن الأسد يمسك زمام السيطرة بقبضة ثابتة، مضيفًا أن الرئيس السوري وأركان حلقته الداخلية يبدون على اقتناع بأن الانتفاضة مدفوعة بأعداء خارجيين، وأنهم قادرون على الصمود بوجه كل شيء غير التدخل العسكري الخارجي. وتابع المسؤول الأميركي “إن القيادة السورية ستقاتل بشدة”، وإن “الاحتمالات ليست لمصلحتهم” على المدى البعيد “لكنهم سيقاتلون بشراسة”.

وتعتبر تعليقات المسؤولين الاستخباراتيين، الذين تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست من دون أن يذكروا أسماءهم، أوسع تقويم حتى الآن يجريه محللون أميركيون لوضع الانتفاضة التي اندلعت في آذار/مارس الماضي.

وقال المسؤولون إن تكتيكات النظام السوري اتخذت منحى أشد تدميرًا، وإن صور الأقمار التجسسية، التي نُشرت يوم الجمعة بعد رفع السرية عنها حديثًا، تبين ما وصفها المسؤولون بأنها أضرار “عشوائية”، أُلحقت بمدارس ومساجد ومبان أخرى في مدينة حمص المحاصرة.

وإجمالاً خلص المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون إلى أن لدى النظام السوري جيشًا قويًا، قوامه 330 ألف جندي وطائرات استطلاع بلا طيار من إيران وشبكة واسعة من الدفاعات الجوية، تجعل من الصعب على الولايات المتحدة أو غيرها من القوى الأخرى أن تقيم منطقة حظر جوي.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن أحد هؤلاء المسؤولين أن الجيش السوري “بُني لحرب برية مع إسرائيل”، وبعد تردد النظام في استهداف المراكز السكانية المدنية في بداية النزاع، فإنه تخلى عن هذا الوازع الآن. وأفادت تقارير يوم الجمعة أن قوات الجيش السوري واصلت قصف معقل المعارضة في حمص، التي تدّكها مدافع النظام منذ شهر.

وتظاهر آلاف في مناطق مختلفة من سوريا عشية زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان يوم السبت واجتماعه بالأسد للدعوة إلى حل الأزمة بالطرق السياسية.

في واشنطن استعرض المسؤولون الاستخباراتيون العوامل التي تحمي النظام من الانهيار، بما في ذلك مستوى اندفاع الحلقة الداخلية المقتنعة بأن تسليم السلطة يعني الموت أو السجن مدى الحياة.

كما رصدت الاستخبارات الأميركية تصعيدًا في دعم إيران لدمشق بالمعدات الفتاكة. وقال مسؤولون إن إيران كانت في السابق تمد النظام السوري بالمعدات والتدريب أساسًا لقمع قوى المعارضة، ولكنها بدأت في الآونة الأخيرة ترسل أسلحة خفيفة وأجهزة متطورة لمراقبة مجموعات الثوار واختراقها.

كما نقل النظام الإيراني معدات وخبرات اكتسبها من إخماد الانتفاضة، التي اندلعت ضده عام 2009. ولدى سوريا أسطول صغير من الطائرات من دون طيار غير المسلحة، حصلت عليها من إيران قبل الانتفاضة، بحسب المسؤولين الأميركيين.

وصوّر المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون المعارضة السياسية ضد الأسد بأنها معارضة “ليست منظَّمة ومثقلة بغياب القيادة المتمرسة”، واصفين الجهود الرامية إلى توحيد فصائلها وكسب مؤيدين لها من بين الأقليات بأنها “نالت نصيبًا محدودًا من النجاح”.

وأشار مراقبون إلى أن المجلس الوطني السوري يسيطر عليه سنّة من معارضة الخارج، لكنه يحاول استقطاب مسيحيين ودروز وكرد بعيدًا عن الأسد. ودأب النظام، الذي تنتمي غالبية أركانه إلى الطائفة العلوية، على إذكاء المخاوف من تعرّض الأقليات إلى الاضطهاد أو حتى مما هو أسوأ إن جاءت معارضة كهذه إلى السلطة.

كما ردد المسؤولون الاستخباراتيون، الذين تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست، مخاوف قادة عسكريين أميركيين تحدثوا في الكونغرس قبل أيام من تقديم السلاح إلى عناصر المعارضة، التي يقتصر تسليح مقاتليها على الأسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ “آر بي جي” دون قوة نارية يمكن مقارنتها بما تملكه قوات الأسد.

ويُقدر أن ما بين 10 آلاف و20 ألف جندي انشقوا عن الجيش النظامي، وانضموا إلى الجيش السوري الحر، الذي تفيد تقارير استخباراتية أميركية بأنه ذو تنظيم فضفاض دون قيادة وسيطرة فاعلة، ولا تربطه أواصر متينة بالمعارضة السياسية. وستكون حماية هذه المجموعات مهمة شاقة.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن دفاعات سوريا الجوية تضم مئات المنصات لإطلاق صواريخ أرض ـ جو، وآلاف المدافع المضادة للطائرات. ولفت هذا المسؤول إلى أن مساحة سوريا تبلغ نحو عشر مساحة ليبيا، ولكن حجم جيشها يبلغ أربعة أضعاف جيش القذافي، ودفاعاتها الجوية خمسة أضعاف دفاعاته.

وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن أشد الهجمات دموية ضد النظام تبدو من تنفيذ عناصر في تنظيم القاعدة، يعملون على اختراق صفوف المجموعات المعارضة، التي لا تريد أن تكون لها علاقة بالتنظيم الإرهابي.

وقال المسؤولون الأميركيون إن تنظيم القاعدة في العراق قلب حركة المقاتلين والسلاح ليكون اتجاهها صوب سوريا، بعدما كانت مهمته محاربة القوات الأميركية في العراق وحكومة بغداد.

ذوقال أحد المسؤولين إن شبكة القاعدة موجودة داخل الأراضي السورية، معترفًا بأن حجم هذا الوجود في سوريا ليس معروفًا بدقة. وأوضح المسؤولون الآخرون أن تكهناتهم بأن تنظيم القاعدة في العراق كان وراء تفجيرات دمشق وحلب في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير يستند إلى طبيعة هذه الهجمات، وليس إلى أدلة من مصادر مستقلة على ضلوع القاعدة.

وكان أكبر الأضرار، التي أُلحقت حتى الآن بالنظام السوري، هو الضرر الاقتصادي، بحسب المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين، مشيرين إلى ارتفاع نسبة البطالة وأسعار المحروقات وعجز الميزانية في دمشق، نتيجة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والجامعة العربية والحظر الأوروبي على استيراد النفط السوري.

ورأى المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون أن الضائقة الاقتصادية قد تكون على المدى البعيد السلاح الأمضى لخلع الأسد. ولكن أحد هؤلاء المسؤولين استدرك قائلاً “حتى الآن لم نر تأثير ذلك على قدرة النظام على إدارة الحرب”.

سوريا: المعركة تشتعل على الأرض.. وروسيا تتراجع عن موقفها

مواجهة عربية ـ روسية في اجتماع القاهرة تنتهي باتفاق من 5 نقاط * أنان يطرح على الأسد نقاطا لحل الأزمة والرئيس السوري يرفض محاورة المعارضة * معارك شرسة في إدلب والجيش الحر يسقط طائرتين للنظام وإعدامات جماعية > المعارضة تدعو لإغلاق المطارات في الذكرى السنوية الأولى للثورة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بيروت: بولا أسطيح

واصل النظام السوري حملته الشرسة على معارضيه، واشتعلت أمس المعركة، خاصة في إدلب التي تعرضت لأعنف قصف منذ تطويقها من طرف القوات النظامية الأسبوع الماضي، وفي الوقت ذاته شهد الموقف الروسي تراجعا إثر اجتماع شهد مواجهة عربية – روسية، بسبب مواقف موسكو من الثورة السورية، لصالح الخطة العربية والذهاب إلى مجلس الأمن، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك أمس في القاهرة، أن روسيا والجامعة العربية اتفقتا على 5 نقاط لتسوية الأزمة السورية، من بينها قرارات الجامعة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى ترك السلطة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن الموفد الدولي لسوريا كوفي أنان قدم مقترحات لـ«وقف أعمال العنف» للرئيس الأسد من أجل حل الأزمة، لكن هذا الأخير رد بأنه يرفض الحوار مع المعارضة، وقال إن «أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح مادامت هناك مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد».

وبدأت قوات النظام في حملة هي الأشرس على محافظة إدلب، موقعة – بحسب لجان التنسيق المحلية – أكثر من 37 قتيلا في مختلف المحافظات السورية، وانه في درعا تم اعدام 5 جنود منشقين بشكل جماعي.

كما أكد ثائر الحاجي، ممثل تنسيقيات الثورة السورية في أوروبا، أن عناصر «الجيش الحر» أسقطت أمس طائرتين حربيتين في سرمين، وهي منطقة في مدينة إدلب، وأن «العقيد رياض الأسعد أكد هذا الخبر»، كما قال إن هناك معلومات عن طائرة ثالثة، و«لكن لم يتم التأكد من ذلك». وأضاف الحاجي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» مساء أمس، أن هناك دعوة من المعارضة لإغلاق مطارات سوريا يوم 15 مارس (آذار) بمناسبة العيد الأول للثورة.

تلاسن عربي ـ روسي ينتهي بتراجع موسكو لصالح الموقف العربي تجاه سوريا

الدول العربية وروسيا تتفقان على خمس نقاط لحل الأزمة السورية اعتمادا على الخطة العربية وقرار الجمعية العامة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

بعد اجتماع شهد مواجهة عربية – روسية بسبب مواقف موسكو من الثورة السورية، وعرقلتها لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة، بدا أن روسيا تراجعت عن موقفها لصالح الخطة العربية والذهاب إلى مجلس الأمن، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك أمس في القاهرة إن روسيا والجامعة العربية اتفقتا على خمسة أسس لتسوية الأزمة السورية، من بينها قرارات الجامعة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى ترك السلطة.

واعتبر هذا الموقف تغيرا ذا مغزى في موقف روسيا التي كانت حتى الآن السند الرئيسي للنظام السوري على الساحة الدولية، واستخدمت حق النقض مرتين خلال الشهور الأخيرة لمنع مجلس الأمن من إدانته.

وقال لافروف إن المناقشات التي أجراها مع الوزراء العرب انتهت إلى اتفاق على خمس نقاط هي «وقف العنف من أي مصدر كان، وإنشاء آلية رقابة محايدة، ورفض التدخل الخارجي، وإتاحة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين من دون إعاقة، والدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي أنان إلى سوريا، استنادا إلى المرجعيات التي قبلتها الأمم المتحدة والجامعة العربية»، وذلك في إشارة إلى الخطة العربية التي كانت تتضمن تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن سلطاته إلى نائبه فاروق الشرع.

وأكد بن جاسم هذا الاتفاق قائلا إنه «بعد اللقاء مع وزير الخارجية الروسي الذي كان صريحا ومعمقا، هناك نقاط تم الاتفاق عليها كأساس للحل، وهي: وقف العنف من أي مصدر كان، وآلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الأجنبي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين من دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة أنان لإطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة استنادا إلى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية».

وأضاف رئيس وزراء قطر أنه يريد «تأكيد المرجعيات المعتمدة لكوفي أنان، وهي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (الصادر) في 16 فبراير (شباط) الماضي، وخطة العمل العربية (المعتمدة) بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقرارات الجامعة العربية في 22 يناير (كانون الثاني) و12 فبراير الماضيين».

يذكر أن روسيا كانت صوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا في 16 فبراير الماضي.

وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية دعا في 22 يناير الماضي الرئيس السوري بشار الأسد إلى ترك السلطة بشكل ضمني، إذ طالبه بـ«تفويض صلاحياته كاملة إلى نائبه للتعاون مع حكومة وحدة وطنية» تشكل بناء على حوار بين الحكومة والمعارضة.

وفي اجتماع آخر للمجلس الوزاري للجامعة العربية في 12 فبراير، قررت الجامعة العربية إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب، و«دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار» في سوريا.

ويتوقع أن يفتح الموقف الروسي المعدل الباب للاتفاق على قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي.

وكانت روسيا قد خفضت تمثيلها الدبلوماسي في قطر قبل عدة أيام بعد أن كانت طلبت من الدوحة الاعتذار عما وصفته بسوء معاملة السلطات القطرية للسفير الروسي لدى قطر خلال وجوده بمطار الدوحة.

وكان مجلس الجامعة العربية، قد طالب في ختام اجتماعه أمس الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل حماية للمدنيين السوريين وضمان حرية التظاهر السلمي لتحقيق مطالب الشعب السوري.

وشدد المجلس في بيانه الختامي حول معالجة الأزمة السورية، على ضرورة الإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها دون أي تأخير، وأكد المجلس على موقفه الثابت للحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها لأي تدخل عسكري.

وأدان المجلس في قراره الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب والتحذير من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى في سوريا.

وطالب المجلس الحكومة السورية بالسماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية لتمكينها من إدخال المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية لإسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد إلى مستحقيها في أمان ودون أي عوائق ونقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وأجهزتها المختصة.

ورحب الاجتماع الوزاري العربي بمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا السيد كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة ونائبه دكتور ناصر القدوة لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية في سوريا، ودعا مجلس الجامعة المعارضة السورية بكافة أطيافها إلى توحيد صفوفها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري. وقرر المجلس البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في سوريا.

وقال الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الشيخ صباح خالد الصباح نائب رئيس وزراء دولة الكويت وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية، إن النقاط الخمس التي تم الاتفاق عليها مع وزير الخارجية الروسي ذات أهمية كبيرة، كاشفا عن زيارة مبعوث صيني للجامعة العربية يوم الثلاثاء المقبل. وقال: «نريد أن تأخذ موقفا مشابها ليكون هناك إعداد إذا ذهبت الدول العربية لمجلس الأمن».

وأشار العربي إلى أن الجامعة العربية تحاول الالتفاف على الفيتو الذي أجهض قرارها السابق، لإحالة الموضوع مرة ثانية لمجلس الأمن دون اعتراض روسيا والصين، وأن الوزير الروسي سيسافر لنيويورك ويجتمع مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وقال: «نحن نتحدث عن إرسال مراقبين وليس قوات حفظ السلام، ومجلس الأمن هو الذي يحدد ذلك».

وقال إن المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان يرغب في البقاء ليوم آخر، مشيرا إلى أن «أنان ذهب وحده هذه المرة، دون الدكتور ناصر القدوة، وسوف يتوجه أنان بعد ذلك إلى بعض الدول العربية، ثم إلى مقره جنيف وسوف أتقابل معه هناك بعد عدة أيام».

وفيما يتعلق بالآلية المحايدة المقترحة في النقاط الخمس.. قال العربي إن قرارات الجامعة العربية كانت تقول إن الآلية المحايدة تتكون من الدول العربية والإسلامية والصديقة. أما الآن فإن الآلية ستقررها الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن.

وفيما يتعلق بمستوى حضور القمة العربية المتوقع في بغداد.. قال العربي إن جميع الدول العربية دعيت، ونرجو أن يكون هناك أكبر عدد ممكن من القادة، منوها بالاستعدادات العراقية اللوجستية والأمنية للقمة.

من جانبه، قال الشيخ صباح خالد الصباح إن الاجتماع أعاد التأكيد على الحل العربي وأعرب عن بالغ الأسى والأسف على إصرار الحكومة السورية على العمل العسكري، مشيرا إلى أن القرار يطالب الحكومة السورية بالوقف الفوري للعنف والقتل، وضمان حرية التظاهر وإطلاق سراح الموقفين في الأحداث، وسحب القوات المسلحة من المدن، وإدانة الانتهاكات.

وقال إن المجلس قرر اعتبار مجزرة بابا عمرو جريمة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عنها، والتحذير من تكرارها، وضرورة السماح للمنظمات الدولية بالدخول إلى سوريا، ودعم مهمة كوفي أنان في سوريا، والترحيب بنتائج مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس.

الفيصل: الوضع بلغ حدودا تحتم التحرك السريع وحمد بن جاسم آن الأوان لإرسال قوات عربية وأممية

لافروف يدافع عن موقف بلاده

جريدة الشرق الاوسط

شهدت اجتماعات القاهرة أمس أجواء متوترة وشد وجذب بين وزراء الخارجية العرب ووزير خارجية روسيا، الذي حاول الدفاع عن موقف بلاده بشأن سوريا، ووصف الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، الدول التي استخدمت «الفيتو» في مجلس الأمن بأنها استهانت بأرواح ودماء الأبرياء في سوريا، مشيرا إلى أن الزيادة الرهيبة في أرقام القتلى والمصابين منذ تاريخ سقوط قرار مجلس الأمن وحتى الآن تدلل، بشكل صارخ، على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار، بينما دعا وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم، إلى إرسال قوات عربية وأممية لحماية المدنيين في سوريا، مطالبا المعارضة بالتسامي على خلافتها والاتحاد، ورفض وصف معارضي نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«العصابات».

وقال بن جاسم: إن علينا، كدول عربية، مسؤولية أخلاقية وإنسانية، لوقف ما يجري في سوريا من قتل مبرمج، مؤكدا أنه «آن الأوان لإرسال قوات عربية أممية.. صبرنا نفد.. زمن السكوت عن ممارسته قد ولى».

وطالب بن جاسم دول العالم بتقديم المساعدات للشعب السوري للدفاع عن نفسه، ونصح المعارضة، بكل أطيافها، أن تسمو فوق خلافاتها وأن تكون صوتا واحدا، ودعا إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، أسوة بالاتحاد الأوروبي، وأن تلتف باقي أطياف المعارضة السورية حوله.

وقال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته: إن جامعة الدول العربية منذ شهر يوليو (تموز) الماضي لم تدخر جهدا إلا بذلته، وأي سبيل إلا سلكته، وأي باب إلا طرقته، من أجل حل الأزمة في سوريا، وإقامة حوار سوري سلمي من دون عنف لتحقيق نظام سياسي ونظام ديمقراطي، ودفع كل مخاطر التدخل الخارجي بكل أشكاله عن سوريا، أو أي تهديد للسلم الأهلي بين مكونات المجتمع السوري.

وقال الأمير سعود الفيصل، خلال مداخلته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أمس، التي حضر جلستها الافتتاحية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن تعنت النظام السوري وتجاهله هو السبب الأساسي خلف استمرار الأزمة، مشيرا إلى أن من عبَّروا عن مساندتهم العربية لمعالجة الأزمة في سوريا اختاروا أن يجهضوها عندما جرى طرحها في مجلس الأمن لتسجيل موقف أقل ما يقال عنه إنه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الأبرياء في سوريا.

وأضاف أن هذا الموقف المتخاذل والمتراخي من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري قد منح النظام السوري الرخصة للتمادي في ممارسته الوحشية ضد الشعب السوري من دون شفقة أو رحمة.

وقال: «لقد بلغت الأوضاع في سوريا حدودا تحتم علينا التحرك بسرعة وجدية على النحو الذي يعطي الشعب السوري بصيصا من الأمل في إمكانية إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوما بعد يوم ولا ينبغي علينا الاستمرار في إصدار قرارات جوفاء أو مواقف متخاذلة في سياق تعاطينا مع هذه الكارثة الإنسانية».

في المقابل، دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موقف بلاده إزاء الأزمة السورية، والاتهامات الموجهة لها بأنها تتخذ هذا الموقف بسبب أهداف اقتصادية وسياسية، مؤكدا أن بلاده أيدت التطلعات الديمقراطية في الدول العربية. وقال لافروف: «يقول البعض إن لدينا مصالح معينة في هذا الصدد». وتابع: «إننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم، وحجم علاقاتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقاتنا مع دول أخرى؛ وعلق الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر، على خطاب الوزير الروسي. وقال إن ما يحدث في سوريا هو إبادة ممنهجة، مشيرا إلى ما حدث في إدلب وحمص، خاصة بابا عمرو، وأنه لا يجب الحديث فقط عن وقف إطلاق نار بل يجب أيضا محاسبة المسؤولين عما حدث.

أنان قدم للأسد مقترحات لوقف العنف

الرئيس السوري يعترض على الحوار مع المعارضة.. وغليون يشدد على وقف القتل

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أعرب الموفد الدولي لسوريا كوفي أنان للرئيس السوري بشار الأسد عن «قلقه الشديد» حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سوريا، وذلك خلال لقائهما أمس كما أعلنت الأمم المتحدة.

وأوضحت المنظمة الدولية في بيان أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي عين موفدا للمنظمة الدولية وللجامعة العربية لسوريا قدم للأسد «عدة مقترحات» لوقف أعمال العنف التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام معظمهم من المدنيين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» تحدثت عن «أجواء إيجابية» سادت لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.

ونقلت وكالة «سانا» السورية الرسمية للأنباء أن «لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة (وجامعة الدول العربية) إلى سوريا كوفي أنان، سادته أجواء إيجابية»، فاستمع الأسد من الضيف الأممي بحسب «سانا» إلى عرض لرؤيته الأولية إزاء الوضع في سوريا، والذي أكد خلاله «التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل، ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإيمانه بالحل السلمي».

وقالت نيويورك تايمز أن الأسد رفض حوار المعارضة في الخارج.

وقالت الوكالة الرسمية السورية إن أنان عبر عن «أمله أن يتمكن من العمل مع الحكومة السورية لإطلاق حوار دبلوماسي في إطار عملية سياسية تعيد الاستقرار لسوريا وتحقق طموحات الشعب السوري العريق».

وأعرب الأسد خلال اللقاء عن «استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث»، مضيفا أن «النجاح في أي جهود يتطلب أولا دراسة ما يحدث على الأرض عوضا عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الإقليمية والدولية لتشويه الوقائع وإعطاء صورة مغايرة تماما لما تمر به سوريا». وأضاف الأسد أن «أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح ما دامت هناك مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة».

بالمقابل، ردت قوى المعارضة على لقاء الأسد – أنان، فأكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن «أي حل سياسي من دون وقف قتل الشعب لا يمكن أن يتحقق»، مشددا على أن «وقف القتل هو عمل مهم جدا، ويجب أن تترجم الأقوال في جامعة الدول العربية إلى أفعال».

بدوره، نقل أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري، ورئيس مكتب العلاقات الخارجية في الشرق الأوسط في المجلس، عن الناشطين السوريين في الداخل «إحباطهم الكبير من مهمة أنان»، مشددا على أن «قوى المعارضة لا تنتظر أو تتوقع أي شيء منها». وذكّر الشيشكلي بأن أنان «كان موجودا في أكبر وأهم الأزمات التي عصفت بالعالم، وبالتحديد في كوسوفو وبوزنيا، ولم يتمكن من حلها حيث تم اللجوء هناك للحل العسكري». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنان غير مؤهل لحل الأزمة السورية ولو كان كذلك لخرج بحل لتلك الأزمات».

معارك شرسة في إدلب التي تتعرض لأعنف قصف منذ تشديد الحصار.. والجيش الحر يسقط طائرات عسكرية

«السوري الحر» يدعو الجاليات العربية والأجنبية لمغادرة سوريا قبل إغلاق المطارات

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أكد ثائر الحاجي، ممثل تنسيقيات الثورة السورية في أوروبا، أن عناصر الجيش الحر أسقطت أمس طائرتين حربيتين تابعة للنظام في سرمين، وهي منطقة في مدينة إدلب، وأن «العقيد رياض الأسعد أكد هذا الخبر»، كما قال إن هناك معلومات عن طائرة ثالثة، و«لكن لم يتم التأكد من ذلك»، وأضاف الحاجي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» مساء أمس، أن هناك حديثا عن إغلاق مطارات سوريا يوم 15 مارس (آذار) بمناسبة العيد الأول للثورة، وقال «واحتمال أن يكون يوم 15 يوم عصيان مدني»، كما ناشد جميع المغتربين بجعله يوما للخروج والتظاهر والدعوة لإسقاط النظام.

بدوره، دعا أمين سر المجلس العسكري للجيش الحر النقيب عمار الواوي إلى تصعيد ما وصفه بالعمل الثوري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية يوم 15 مارس (آذار) الجاري مناشدا الجاليات العربية والأجنبية مغادرة الأراضي السورية قبل إغلاق المطارات، حسب قوله.

ولم تنعكس لا من قريب أو من بعيد اللقاءات الدبلوماسية التي كانت تعقد في دمشق والقاهرة على أرض الواقع في سوريا حيث بدأت قوات النظام في حملة هي الأشرس على محافظة إدلب موقعة – بحسب لجان التنسيق المحلية – أكثر من 37 قتيلا في مختلف المحافظات السورية تسعة منهم في إدلب، و16 قضوا في كمين في جسر الشغور، وثمانية في درعا منهم 5 جنود منشقين، وثلاثة في ريف دمشق «داريا ودوما» وعلى الأقل قتيل في حمص. ونشطت أمس العمليات المتبادلة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، فسقط وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان «16 عنصرا من المجموعات المنشقة قرب مدينة جسر الشغور (في محافظة إدلب) بينهم ضابطان برتبة ملازم في كمين نصبته قوات النظام السوري بينما كان المنشقون في طريقهم للمشاركة في القتال ضد القوات النظامية في مدينة إدلب».

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «إعدام خمسة جنود منشقين في درعا رميا بالرصاص بعد إلقاء القبض عليهم من قبل جيش النظام وخطف جثامينهم».

بالمقابل، قالت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت ضابطا برتبة عقيد ركن في أشرفية صحنايا في ريف دمشق»، فيما قال ناشطون إن «ثلاثة جنود من الجيش النظامي على الأقل قتلوا إثر استهداف مجموعة منشقة لأربع ناقلات جند مدرعة حاولت اقتحام أحياء بمدينة إدلب». وأعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن قواته استطاعت إسقاط مروحية وتدمير ست دبابات في إدلب، وأفاد بانشقاق ثلاثين عنصرا من الجيش ومعهم دبابتان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إدلب تعرضت بالأمس لقصف هو الأعنف منذ تشديد الحصار عليها قبل أيام، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال «إنه القصف الأعنف منذ إرسال تعزيزات إلى إدلب هذا الأسبوع، ويمهد لعملية اقتحام»، موضحا أن «القصف يطال أحياء عدة، وهناك إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على أحياء القصور والضبيط والحارة الشمالية».

من جهته، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية، ميلاد فضل، من إدلب إن «القصف عنيف جدا.. وبدأ الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، وتسبب بسقوط ثلاثة أبنية في شارع الثلاثين». وأشار إلى أن القوات النظامية «تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة»، معتبرا أن «العملية تهدف لإخضاع المنطقة».

وأفادت الأنباء عن انهيار عدة أبنية في المدينة إثر القصف العنيف، وبدء قوات الجيش اقتحامها وتحديدا في شارع الثلاثين غرب المدينة، وذلك في ظل نزوح وهروب أغلب السكان. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش النظامي الموجود في إدلب طلب من عناصر الجيش الحر عن طريق مسؤولين محليين وعبر مكبرات الصوت في المساجد أن يسلموا أسلحتهم، مما دفع بعدد من الأهالي للنزوح من بعض قرى إدلب نحو مختلف الاتجاهات. وكان الإعلام الرسمي السوري مهّد من ناحيته لما يعتقد أنها عملية عسكرية موسعة على إدلب، ببث عدد من الأخبار عن مجموعات إرهابية مسلحة تقوم بالسطو والتخريب في مناطق عدة من المحافظة، بالإضافة إلى الإعلان عن تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي كانت معدة للتفجير في سراقب بريف إدلب.

وتكتسب محافظة إدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود أكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية، كما أن موقعها مثالي لحركة الجيش الحر بسبب وعورة تضاريسها ومساحاتها الحرجية الكثيفة، هذا علاوة على قربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماه الذي تنشط فيه أيضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي. وفي وقت لاحق أفاد ناشطون أن الجيش السوري أعدم عشرة شبان رميا بالرصاص في قرية إبلين بجبل الزاوية في إدلب، فيما قتل مواطن في بلدة كفرنبل في جبل الزاوية إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات السورية.

وفي تطورات ميدانية أخرى أفيد عن مقتل شخص في داريا بريف دمشق، وإصابة 4 بينهم امرأة وطفل نتيجة إطلاق الرصاص الكثيف واشتباكات مع أفراد من الجيش الحر. وقال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة دارت في مدينة داريا بعد منتصف ليل الجمعة السبت أسفرت عن سقوط اثنين من القوات النظامية وثلاثة من العناصر المنشقة، وقد تبع الاشتباكات وصول تعزيزات أمنية إلى المدينة ترافق مع إطلاق رصاص كثيف مما أدى إلى مقتل مواطن برصاص قوات الأمن. بدورها، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن حملات دهم واعتقالات وملاحقة للناشطين في مدينة القطيفة بريف دمشق. وفي مدينة دوما بريف دمشق أيضا سُجل إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل.

أما في حمص، وفي حي العشيرة، فقامت قوات الجيش والأمن السوري وبحسب ناشطين باقتحام الحي وسط أنباء عن وقوع مجزرة وإعدام عائلة كاملة وإحراق العديد من المنازل. وفي بلدة تلدو بحمص سقط قتيل وعدد من الجرحى في قصف للجيش السوري، فيما تحدث ناشطون عن قصف استهدف أحياء عشيرة وكرم الزيتون والشهداء والرفاعي صاحبه نزوح للأهالي، وأضافوا أن الجيش يطبق الحصار على حي الرفاعي. أما في دمشق، فسُمعت أصوات عيارات نارية في مطار المزة العسكري جراء قصف عنيف وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة في محيط المطار، وخاصة من الجهة الجنوبية.

وذكر ناشطون أن دبابات الجيش النظامي اقتحمت مجددا منطقة الجيزة بدرعا، وأن مدرعات اقتحمت حي الجبيلة وسط مدينة دير الزور. وفي حماه، دوّت عشرات الانفجارات بمنطقة الصابونية والعليليات، تبعها إطلاق نار كثيف من حواجز الجيش والأمن على المنازل.

وكان ناشطون سوريون قد بثوا صورا على مواقع الثورة السورية على الإنترنت لمظاهرات مسائية في العديد من المناطق، بينها حي ركن الدين بدمشق. وقد ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام، كما رفعوا لافتات تندد بموقف المجتمع الدولي.

وفي ريف دمشق، بث ناشطون صورا لمظاهرة مسائية قالوا إنها تضامنية مع الانتفاضة الكردية وتطالب بتطهير البلاد. وفي حلب بث ناشطون صورا على الإنترنت لما قالوا إنها مظاهرة مسائية في حلب بجمعة «الوفاء للانتفاضة الكردية».

وقد ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام والاستمرار في الثورة حتى تحقيق النصر على حد تعبيرهم، كما رفعوا علم الثورة ولافتات تندد بالمجتمع الدولي.

العقيد رياض الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: العمليات التي ستنفذ في الساعات القادمة ستكون نوعية ومفاجئة للنظام

المجلس الوطني يتلقى المساعدات المالية.. والأولوية لتسليح «الجيش الحر»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، أن النظام السوري قوي بترسانته العسكرية مقارنة مع تلك التي يمتلكها «الجيش الحر»، لكنه بدأ ينهار معنويا، وخير دليل على ذلك المواجهات التي تحصل يوميا بين الطرفين، إضافة إلى زيادة عدد المنشقين في صفوفه إلى أن وصل عدد عناصر «الجيش الحر» إلى نحو 70 ألفا، بينهم 5 ضباط برتبة عميد. وهذا ما أظهرته أيضا العمليات العسكرية التي نفذت في بابا عمرو وبقيت قوات النظام شهرا كاملا حتى استطاعت الدخول إليه، رغم المعارك غير المتكافئة.

وقال الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا القول بأننا مسيطرون على مناطق محددة بأكملها، لكننا نؤكد أن حواجزنا منتشرة بكثافة على 60 في المائة من المناطق السورية ونقوم بعمليات عسكرية ممتازة، بينما يقتصر وجود قوات النظام فقط على مواقع الثكنات العسكرية، كما أننا قادرون على دخول أي منطقة وإدخال أي كان إليها، كما ندخل الصحافيين لينقلوا ماذا يجري على الأرض في سوريا».

وأعلن الأسعد أن العمليات التي ستنفذ في الساعات القليلة القادمة ستكون نوعية وستشكل مفاجأة للنظام، لافتا إلى أن «الجيش الحر» أسقط أمس، مروحية للجيش النظامي ودمر 6 دبابات في إدلب، ومشيرا إلى أن الأسلحة التي بحوزة عناصره ليست إلا أسلحة فردية ومتوسطة، وإسقاط المروحيات يتم باستهداف ذيلها، وهي فكرة ناجحة أدت حتى الآن إلى إسقاط ست مروحيات للجيش. واعتبر أن الأسلحة التي يحتاجها «الجيش الحر» لمواجهة ترسانة النظام العسكرية، «هي تلك المتوسطة والمضادة للدروع وللطيران، ولحماية الأرض التي يتم السيطرة عليها».

وفي حين كشف الأسعد أن «الشباب السوريين المطلوبين للخدمة العسكرية لا يلتحق منهم بالجيش النظامي أكثر من 5000، معظمهم من الطائفة العلوية، بينما ينضم قسم كبير آخر إلى (الجيش الحر)، بعدما كان يصل عددهم إلى 50000 خلال فترة ستة أشهر»، لفت إلى أن «الجيش الحر»: «اتخذ قرارا باعتبار كل القتلى المدنيين الذين سقطوا خلال الثورة شهداء من الجيش، وستقدم لعائلاتهم بعد سقوط النظام التقديمات نفسها التي تقدم لشهداء الجيش». وتعليقا على ما صدر من مواقف في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، قال الأسعد «لغاية الآن، لا نسمع إلا كلاما، ونحن نشكرهم على مواقفهم، لكننا نريد أفعالا، مع تأكيدنا أن الضامن الوحيد للثورة هو (الجيش الحر)»، لافتا إلى أنه لم يتم التواصل مع رئيس المكتب الوطني السوري برهان غليون خلال اليومين الأخيرين ولم يطلع منه على تفاصيل كلامه حول المفاوضات التي تجرى بين المجلس وبعض الدول للحصول على السلاح.

من جهته، وعلى صعيد التحركات التي يقوم بها المجلس الوطني لتسليح «الجيش الحر»، أكد بشار الحراكي، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، أن العمل بين طرفي المعارضة الأساسيين، أي المجلس الوطني والجيش السوري من خلال المجلس الاستشاري العسكري، يجري كما كان مخططا له، وقد عقد في هذا الإطار، اجتماع ضم إلى جانب أعضاء المجلس الاستشاري المؤلف من عدد من أعضاء المجلس الوطني والعقيد رياض الأسعد والعميدين مصطفى الشيخ وفايز عمرو، وقدم خلاله مسودة اتفاق ترتكز على توحيد الصفوف لتكون كل الكتائب التي تقاتل على الأرض ومن ضمنها المتطوعون الثوار الذين سبق لهم أن خدموا الخدمة العسكرية، تحت مظلة الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد، على أن يكون قائد المجلس العسكري العميد مصطفى الشيخ، والأهم من ذلك العمل على وضع حدود لمشكلة فوضى السلاح وحصرها بـ«الجيش الحر» وفق أجندته الوطنية، وفي حين قال الحراكي لـ«الشرق الأوسط»: «كان الاجتماع إيجابيا، وكان هناك اتفاق مبدئي للعمل وفق هذه المسودة، لكن الإجابة النهائية عنها ستكون خلال اليومين المقبلين»، وأضاف «وتوحيد صفوف (الجيش الحر) هو شرط أساسي لمده بالدعم المالي ومن ثم تأمين السلاح له». اعتبر الاسعد أن «(الجيش الحر) موحد وليس هناك خلافات بين مكوناته، والخلافات التي يدّعيها العميد مصطفى الشيخ ليس لها أي مبرر، هو الذي يمتلك النزعة القيادية ويحاول دائما التشكيك في أهداف الثورة، على عكس العمداء الخمسة الآخرين المنشقين الذين يؤيدون ما نقوم به».

ولفت الحراكي إلى أن هناك آليات بدأت توضع للعمل على هذا الأمر، وقال «بدأت المساعدات المالية تصل إلينا من مصادر عدة ومن دول عربية، وتعطى الأولوية الآن لتأمين السلاح لـ(الجيش الحر)». وفي حين اعتبر الحراكي أن الكلام عن نوعية هذا السلاح سابق لأوانه، قال مصدر في المجلس الوطني السوري إن «السلاح الذي يعمل على تأمينه هو نفس السلاح الذي استعمل في أفغانستان ضد القوات الروسية والذي أثبت فعاليته وسيكون الحل الأمثل في الثورة السورية. وهو عبارة عن (آر بي جي 7 و14)، وكل أنواع الأسلحة التي تحمل على الكتف». وعن مصادر هذا السلاح، يقول الحراكي «التوجه الأساسي هو الحصول على الأسلحة من الداخل السوري، حيث يتم شراء الأسلحة من العناصر والضباط الانتهازيين الذين يؤمنونه مقابل الحصول على مبالغ من المال. أما الجزء الثاني منه، فهو سيكون من خلال تنفيذ عمليات عسكرية بالتنسيق مع ضباط وأفراد لم يعلنوا انشقاقهم ولكنهم يعملون لصالح الثورة السورية، للسيطرة على مستودعات للأسلحة» . وفي حين لفت الحراكي إلى أن المحاولات لن تتوقف بالطلب من المجتمع الدولي لدعم «الجيش الحر» بالسلاح، أشار إلى أنه حتى عملية إدخال السلاح أو الحصول عليه من الخارج ليست من الوسائل المطروحة أو من الممكن تنفيذها إذا لم يتم اتخاذ قرار دولي بشأنها.

العميد المنشق يحمل الرئيس السوري مسؤولية كل ما تقوم به وحدات الجيش من «قتل وإرهاب»

قال لـ «الشرق الأوسط»: الجنود يعيشون حالة نفسية سيئة جدا

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي

حمل عميد منشق، الذي وصل الخميس الماضي إلى تركيا ضمن مجموعة من الضباط المننشقين ليعلن انضمامه للجيش الحر، الرئيس السوري مسؤولية كل ما تقوم به وحدات الجيش من «قتل وإرهاب», وقال العميد، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه وأن يستعمل اسم محمد محمود كاسم مستعار، في حوار أمس مع «الشرق الأوسط»، إن كل الأوامر العسكرية «تأتي من القائد العام وهو رئيس الدولة, وهو المسؤول الأول», وأضاف «وهو لا يعطي أوامر خطية بل تأتي شفاهية, كي لا يترك أي وثيقة تدينه», وأكد أن هذا السبب الرئيسي الذي دفع الأسد لإقالة وزير الدفاع السابق علي حبيب، لأنه طلب أوامر خطية، وقال: «سمعت زملاء لي يتحدثون بشكل سري وكانوا يتكلمون عنه ببشاعة, وقالوا إنه كان يريد أوامر خطية».

وقال العميد إن من أهم الأسباب التي دفعته إلى الانشقاق زيادة العنف الداخلي الذي وصفه بأنه «شيء لا يطاق، لم يعد يحتمل, نحن نشارك في جريمة وجودنا في القوات المسلحة من دون مشاركة في القتل، هي جريمة والواجب الأخلاقي والديني يحتم علينا الانشقاق».

وأكد محمود أنه من الأكيد أن المزيد من الانشقاقات ستحدث قريبا وقال «هناك شرفاء كثيرون داخل الجيش غير قابلين بما يحدث». وتحدث العميد الذي ينتمي حاليا للجيش الحر, إن الجنود يعيشون حالة نفسية سيئة جدا، وأضاف أن «عناصر الجيش موجودون في مكان غير مكانهم, ويتعاملون مع عدو غير الذي تدربوا لأجل ملاقاته», وأوضح: «كنا نتدرب لأجل العدو الإسرائيلي لكن ملاقاة الأهل أمر لا يطاق». وشدد على أن من بقوا في الجيش بقوا فقط لأنه لا فرصة لديهم للهروب, وقال «لو ترك لهم المجال أنا أؤكد أنهم لن يتراجعوا عن المغادرة». وعن دوره قال إنه كان إداريا وإن مجموعة الضباط الكبار الذين انشقوا في اليومين الماضيين كانوا من الإداريين، وأوضح «نحن لنا هامش من الحرية في الحركة وزيارة عائلاتنا.. أما الميدانيون فظروفهم أصعب بكثير وحرياتهم محدودة جدا، فهم لا يستطيعون حتى مشاهدة التلفاز, هي سياسة من النظام، إذا شوهد وهو يتابع قناة أخرى غير السورية الرسمية يعاقب عليها, وحتى عندما يذهب لزيارة عائلته فمسموح بيوم واحد أو (سهرة), وإذا كان على مستوى لواء فيمكن أن يتأخر من شهر إلى 40 أو 60 يوما عن عائلته, وأعرف شخصا كان يأتي لمدة يوم واحد حتى عندما نزوره مع عائلته لا نجلس أكثر من 10 دقائق لنترك له مجالا للجلوس مع عائلته, وهذا لأن النظام لا يريد أن يمنحهم أي فرصة للتواصل مع الآخرين».

وعن صاحب القرار ميدانيا في سوريا قال العميد المنشق إن الجهاز الأمني هو الذي يسيطر على الوضع, وعلى الرغم من أن الجيش أكثر عددا وعتادا فإنه «يأتمر من الأمن، وهناك عناصر من الأمن داخل الجيش».

وعن المسؤول عن أعمال العنف في حمص، قال محمود إن الفرقة 18 التابعة للجيش وهي تأتمر بإمرة لواء تسلم من شهرين تقريبا لا يملك القرار، هو قائد فرقة ينفذ القرارات التي تأتيه من فوق، وهي موزعة في حمص وريف حمص.

وعن الفرقة الرابعة ودورها في قمع المتظاهرين قال العميد المنشق هي «فرقة خاصة لا تأتي إلا لأماكن للاقتحامات وتنفيذ مجازر, وتستعمل لتدمير مناطق بالكامل, وإرعاب أهلها». وعما إذا كانت هي التي قامت باقتحام بابا عمرو قال محمود «على الأغلب.. وأؤيد هذا القول بنسبة 90 في المائة».

وعن المنطقة التي ينتمي إليها قال «أنا كنت في حمص، كنا نشاهد الدمار والقصف المدفعي والصاروخي، كنت في قلب حمص». وعن زملائه من الضباط الذين تزامن وصولهم مع وصوله قال «كلهم ينتمون لمناطق ساخنة من الرستن والحولة وحمص».

وعن إمكانية الانشقاق عن النظام ولماذا لا تقوم الوحدات بانشقاق جماعي قال العميد «صعب جدا الانشقاق كوحدات, وحتى الانشقاق الفردي يتطلب ترتيبا سريا جدا وفرديا، فما بالك بالجماعي؟ إذا لم يكن توافق كامل فمن الممكن أن نتعرض لقصف طيراني أو بالصواريخ».

وأضاف «حصل انشقاق جماعي بباب دريب بحمص, وهرب الطاقم المكون من 9 جنود بعربة معا فتم قصفهم.. والكثير من هذه العمليات وقع لكنها بقيت في نطاق السرية».

وبين العميد أن النظام يتوخى الحرص من أجل تفادي مثل هذه الأمور، «فعندما يقوم النظام بتشكيل حاجز, يأتون بعناصر لا يعرف بعضهم بعضا لعدم الثقة بالعناصر، ويحرص على أن يكونوا موالين من أجل التجسس».

وحول ما يقال عن رفض عناصر إطلاق النار على المحتجين قال محمود «كل عنصر يقتل فهو ممن رفضوا إطلاق النار, وقد عاد جنود كثيرون إلى أهليهم مقتولين, ومن ذلك شاب كنت أعرفه اتصل بوالدته قبل مقتله بساعة وأخبرها بأنهم سيرسلونه (قوات الأمن) لبابا عمرو وسلموه قناصة، وأكد أنه لن يقتل أحدا أبدا, واستمعوا لمكالمته وأعادوا جثته لأمه بعد ثلاثة أيام».

وعن تجربته في الانشقاق ورحلته نحو تركيا قال العميد «بدأت الفكرة منذ الأشهر الأولى للانتفاضة, وكان الرد القاسي من النظام على الشعب, وآلمني أن الشعب كان ينظر لنا بأمل حتى إنهم خرجوا في جمعة سموها (جمعة حماة الديار)، لكن الجيش خذلهم وأصبح يقتل, وبعدها بدأت تظهر الأغاني مثل (خاين خاين الجيش السوري خاين) كانت تؤثر فينا كثيرا, وكل هذا خلق لدينا حالة نفسية سيئة, حتى إني في بداية الأحداث ذهبت لبابا عمرو للتسوق لكني لاحظت استهجانا كبيرا لي، فأقسمت ألا ألبس اللباس العسكري بعد ذلك اليوم خارج الثكنة أبدا»، مضيفا «منذ نهاية الشهر السابع كنت مستهجنا جدا من طرف الشعب، وهذا أثر في كثيرا. وبعد توالي الأحداث وزيادة القتل حسمت الموضوع خاصة عند قصف بابا عمرو, كنت أشعر بأن وجودي في النظام يعني مشاركتي بالقتل».

وعن عملية الهروب قال «من شدة الحرص أعلنت القليل فقط لأصدقاء في الجيش, وساعدني صديقي وهو عميد وجئنا معا. وكما ذكرت كان هناك هامش للإجازات للضباط الإداريين، وطلبنا إجازة ثلاثة أيام وكنا متفقين, وانطلقنا نحو تركيا».

3 مسؤولين في الاستخبارات الأميركية: الدائرة المقربة من الأسد تؤمن بأن ترك السلطة يعني الموت

قالوا إن إيران تقدم المعدات والتدريب للنظام.. وصور الأقمار الصناعية تظهر دمارا شاملا في حمص

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: غريغ ميلر وكارين دي يونغ*

بعد مرور عام على اندلاع الثورة السورية، قال مسؤولون رفيعو المستوى في الاستخبارات الأميركية عن الرئيس السوري إنه لا يزال متشبثا بالسلطة، وعازما على استخدام واحد من أكبر وأقوى الجيوش ضد المعارضة في معركة غير متكافئة. وقال المسؤولون إن الدائرة المقربة من الأسد لا تزال صامدة ومتماسكة، ولا يوجد الكثير من المؤشرات التي تدل على نية شخصيات قيادية في النظام الانشقاق رغم ما تبذله إدارة أوباما من جهود من أجل إحداث موجة من الانشقاقات من شأنها أن تقوض نظام الأسد. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في الاستخبارات، مكلف متابعة الصراع، إن الأسد ما زال ممسكا بزمام الأمور، مضيفا أن الأسد ودائرته المقربة مقتنعون بأن وراء الثورة أطراف خارجية، ومستعدون لمقاومة أي شيء باستثناء تدخل عسكري واسع النطاق. وقال: «إن القيادة عازمة على المقاومة بشراسة»، لكنه رأى أن الحظ لن يكون حليفهم على المدى الطويل، رغم أنهم لن يتوقفوا عن المقاومة بشراسة.

كانت تعليقات الـ3 مسؤولين، الذين رفضوا ذكر أسمائهم حتى يتمكنوا من التعبير بصراحة عن تقييمهم للموقف، هي التعليقات الأكثر تفصيلا عن الثورة السورية التي اندلعت في شهر مارس (آذار) من العام الماضي من قبل محللين أميركيين.

وقال مسؤولون إن تكتيكات النظام اتخذت منحى أكثر عدوانية اتضح في صور التقطت عبر القمر الصناعي يوم أول من أمس، الجمعة، حيث أظهرت ما وصفه المسؤولون بالدمار «الشامل» بالمدفعية للمدارس والمساجد والمرافق الأخرى في مدينة حمص المحاصرة على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

ووصفوا سوريا بأنها قوة عسكرية كبيرة، حيث يبلغ عدد الجنود الدائمين في الجيش السوري 330 ألفا، فضلا عن طائرات المراقبة التي تقدمها إيران ونظام الدفاع الجوي القوي الذي يجعل من الصعب على الولايات المتحدة أو القوى الأخرى فرض منطقة حظر جوي.

وقال مسؤول آخر رفيع المستوى في الاستخبارات الأميركية: «إنه جيش أعد لحرب برية مع الإسرائيليين». وأوضح أن النظام بعد أن تردد في مهاجمة أماكن تركز المدنيين في بداية الصراع، رفع عن نفسه الحرج، حيث استمرت القوات السورية في قصف معقل المعارضة في حمص، التي تقع غرب وسطي البلاد، يوم أول من أمس، الجمعة، بحسب تقارير إخبارية. وتظاهر الآلاف في أماكن أخرى استباقا لزيارة كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية يوم أمس، السبت، في دمشق الذي من المزمع أن يلتقي الأسد.

وقالت فاليري آموس، منسقة الإغاثة الطارئة التابعة للأمم المتحدة، التي زارت حمص الأسبوع الحالي، إنها فوجئت بحجم الدمار الذي شهدته المدينة. وأضافت: «لم يتبق بشر هناك». وتحدثت فاليري من تركيا بعد زيارة مخيمات اللاجئين على طول الحدود السورية قائلة إن نظام الأسد وافق على «تقييم محدود» للحاجات الإنسانية، لكنه رفض السماح بدخول غير مشروط للمنظمات التي تقدم مساعدات، وطلب المزيد من الوقت للتفكير في مقترحات الأمم المتحدة الخاصة بزيادة المساعدات المقدمة للمدنيين.

وفي واشنطن، ذكر مسؤولو الاستخبارات عددا من العوامل التي تحول دون انهيار النظام، ومنها قوة الدافع لدى الدائرة المقربة من الأسد والمقتنعة بأن تسليم السلطة يعني الموت أو السجن مدى الحياة.

لقد رصد المسؤولون سالفو الذكر زيادة دعم إيران، التي تعد أقرب حليف لسوريا، وقالوا إن إيران تقدم المعدات والتدريب لقمع المعارضة، لكنها بدأت مؤخرا في إرسال أسلحة خفيفة ومعدات متطورة لمراقبة واختراق الثوار.

وساعدت إيران سوريا بالمعدات والخبرة التي طورتها خلال قمعها لثورتها عام 2009. ولدى سوريا أسطول صغير من الطائرات الحربية التي تعمل من دون طيار والتي يبدو أنها حصلت عليها من إيران قبل اندلاع الثورة، على حد قول المسؤولين. لقد وصفوا المعارضة السياسية للأسد بغير المنظمة، ويرون أن ما يعوقها هو الافتقار إلى قيادة تتمتع بالخبرة. ويرى المسؤولون أن نجاح محاولات توحيد الصفوف والحصول على دعم أكبر بين الأقليات، الذي يعد هدفا آخر من أهداف السياسة الأميركية، محدود. ويحاول المجلس الوطني السوري، الذي تهيمن عليه شخصيات معارضة في الخارج وأكثرهم من المسلمين السنة، جذب مسيحيين ودروزا وأكرادا بعيدا عن الأسد. ويعمل النظام، الذي يهيمن عليه العلويون، على تكريس المخاوف من قمع المعارضة للأقليات أو ما هو أسوأ.

كذلك شارك مسؤولو الاستخبارات القادة العسكريين الأميركيين المخاوف التي عبروا عنها خلال شهادتهم أمام الكونغرس الأسبوع الحالي بشأن إمداد عناصر المعارضة المسلحة بالسلاح، حيث لا يتوافر معهم حاليا سوى الأسلحة الخفيفة والـ«آر بي جي» مما يضعهم في معركة غير متكافئة مع قوات الأسد.

لقد انشق ما يتراوح بين 10 آلاف و20 ألف جندي، وكونوا «الجيش السوري الحر» الذي يفتقر إلى التنظيم اللازم والقيادة الفاعلة والتنسيق مع المعارضة السياسية، بحسب قول مسؤولي الاستخبارات الأميركية. ستكون حماية هذه القوات مهمة عسيرة، حيث قال المسؤولون إن أنظمة الدفاع الجوي السورية تشمل مئات المواقع المزودة بصواريخ أرض – جو وآلاف الأماكن التي تحتوي على مدافع مضادة للطائرات. وقال هذا المسؤول، وهو يصف أبعاد التحدي، إن سوريا، التي تبلغ مساحتها عُشر مساحة ليبيا، لديها جيش حجمه أكبر بمقدار 4 أمثال ومعدات الدفاع الجوي أكبر بمقدار 5 أمثال، وأكثرها وارد من روسيا.

ويقول المسؤولون إنه حتى هذه اللحظة أكثر هجوم دموية ضد النظام كان من قبل عناصر تنظيم القاعدة الذين يسعون إلى اختراق المعارضة التي على ما يبدو تحرص على عدم ربطها بأي جماعة إرهابية.

وقال المسؤولون الأميركيون إن تنظيم القاعدة في العراق قد عكس مسار خط أنابيب كان يساعد يوما ما في تهريب مقاتلين وأسلحة لمقاومة القوات الأميركية في أوج الحرب العراقية.

وقال المسؤول الأول الذي أقر بأن وجود وتركيبة تنظيم القاعدة في سوريا غير واضح: «لا يزال التنظيم هناك». قد يكون بعض أفراد تنظيم القاعدة سوريين، والبعض الآخر من العراقيين. وقال مسؤولون إن المزاعم بوقوف تنظيم القاعدة في العراق وراء التفجيرات التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من الناس في دمشق وحلب في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) تستند إلى طبيعة التفجيرات أكثر مما تستند إلى أدلة ملموسة.

ويعد أكبر دمار لحق بنظام الأسد حتى هذه اللحظة هو الدمار الاقتصادي، على حد قول مسؤولي الاستخبارات، حيث أدت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية، وحظر أوروبا استيراد النفط من سوريا، إلى ارتفاع معدل البطالة وأسعار الوقود وعجز الميزانية في سوريا. ويرى المسؤولون أن المشكلات الاقتصادية ربما تكون أفضل وسيلة على المدى الطويل لخلع الأسد. مع ذلك قال مسؤول الاستخبارات الأول: «حتى هذه اللحظة، لم نشهد تأثر قدرة النظام على الاستمرار في الحرب».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

الجيش الحر: النظام بدأ التحضير لإقامة الدولة العلوية .. وحكم ذاتي للأكراد

الواوي يتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن نقل مخزون من القمح.. ومخازن أسلحة إليها

جريدة الشرق الاوسط

أكد ضباط في «الجيش السوري الحر» وجود معلومات استخبارية عن قيام النظام بإفراغ مخازن الأسلحة في مناطق سورية عدة ونقلها إلى الساحل السوري تمهيدا لما يقولون إنه مخطط لإنشاء دولة علوية فيها، فيما كشف معارضون النقاب عن وجود خبراء إيرانيين في مجال «مكافحة الشغب» يقومون بتدريب عناصر الشرطة السورية، وزودوا «الشرق الأوسط» بوثيقة تثبت وجود 27 خبيرا إيرانيا في مجال مكافحة الشغب في نادي ضباط الشرطة السورية، هي عبارة عن طلب رسمي لتأمين التغذية لهؤلاء موقع من وزير الداخلية اللواء محمد الشعار.

وقال أمين سر المجلس العسكري لـ«الجيش الحر» النقيب المظلي عمار الواوي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن لدى الجيش معلومات استخبارية عن تحركات وإجراءات يقوم بها النظام في مجال التأسيس لإقامة «دولة علوية على الساحل السوري»، مشيرا إلى أن الأمر هو نتيجة «النصيحة التي قدمها له رئيس المخابرات الروسية ميخائيل ستراديكوف باستغلال الفرصة واستثمار الوقت المتبقي لديه لإنشاء دولة علوية»، متهما الأسد بـ«محاولة إدخال البلاد في آتون حرب أهلية قد تطيل بعمره وعمر نظامه، وبذلك ترد روسيا على توسع النفوذ الغربي باتجاه الشرق وتضمن لها موطئ قدم في المنطقة، لا سيما في الساحل السوري الذي تقع فيه قواعد بحرية ودفاعات جوية روسية، بحيث تستخدم المنطقة للمساومة مع أميركا، لا سيما أن روسيا عادت بخفي حنين». وقال الواوي إن تقارير استخباراتية للجيش الحر ومعلومات تقدمها وحدات الأمن والاستطلاع توضح أن «حدود هذه الدولة ستشمل الخط الممتد من الحدود اللبنانية مرورا بحمص التي يجري فيها أعمال تطهير وإبادة جماعية، حتى جسر الشغور المحاذية للحدود التركية وذلك نظرا لوجود العلويين في أنطاكيا واسكندرون (جنوب تركيا) وهم المؤيدون للنظام السوري والمدعومون منه ماليا ولوجستيا، مرورا بالمناطق الواقعة غرب مدينة حماه وسهل الغاب وستكون حدود جبل الزاوية الحدود الشرقية للدولة حتى الشريط الساحلي على البحر غربا والتي ستشمل محافظات اللاذقية وطرطوس».

وقال النقيب الواوي إنه «تم التأكد من صحة التقارير الواردة في هذا الإطار من عناصر داخل أجهزة مخابرات النظام ومن وحدات استطلاع تابعة لنا أفادت أن النظام قام بتهجير البلدات الواقعة على الخط المذكور وهي بلدة التريسا، حلفايا، تيزين، خنيزر، كفرانطون، ومحاولة تهجير باقي البلدات الواقعة على نفس الخط الذي يقع تحت القصف المدفعي اليومي والمحاصرة بالدبابات وراجمات الصواريخ وهي بلدات شيزر، الجبلة، الجديدة، قرناز حيالين وبريديج». ولفت إلى أن «هذا المخطط أعدته المخابرات الروسية وأشار في نفس السياق، إلى «تقارير تشير إلى أن النظام قام بإفراغ الكثير من مستودعات الأسلحة وشحنها على مدى أسبوعين باتجاه المنطقة الساحلية». كاشفا عن «تقارير أخرى تؤكد اجتماع رئيس شعبة الأمن السياسي مع كافة أجنحة الأحزاب الكردية (العمال الكردستاني) وبردة وبعض الأجنحة الفردية وقد قدّم لهم وعودا بمنح الأكراد حكما ذاتيا ولاقت بحسب معلوماتنا هذه الوعود تجاوبا من قبل هذه الأحزاب بالإضافة إلى أن كميات كبيرة من القمح المخزنة في المنطقة الشرقية تم نقلها إلى المنطقة الساحلية مما يدل على النية المبيتة للنظام بالتفكير والإعداد عمليا لهذه الأفكار المجنونة».

الملف السوري غدا في مجلس الأمن.. وأميركا غير متفائلة بنتائجه

واشنطن تتوقع «قرارا ضيقا».. وتشبه عائلة الأسد بـ«المافيا»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط»

يعود الموضوع السوري إلى مجلس الأمن للمرة الثالثة غدا، بعد أن كانت روسيا والصين استعملتا «الفيتو» مرتين تأييدا لنظام الرئيس بشار الأسد. ولا تبدو واشنطن متفائلة بنتائجه أو بإمكانية تحقيق تقدم في هذا الشأن.

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، سوف يناقشان «مواضيع كثيرة، من بينها الموضوع السوري» عندما يلتقيان غدا في نيويورك. وأضافت: «ستكون محادثات نيويورك عن إمكانية صدور قرار ضيق إلى حد ما. رغم ذلك، سيدعم القرار الجهود الرامية إلى توفير الإغاثة الإنسانية».

وقالت نولاند إن المشاورات التي شملت الدول الخمس الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن والعضو المغربي، وهو العضو العربي الوحيد في المجلس، «لم تسفر عن نص متفق عليه». وأضافت: «بصراحة، نحن لا نريد الإفراط في التفاؤل بأنه سيتم التوصل إلى نص متفق عليه في المستقبل». وقالت إن اجتماعات لافروف في القاهرة، ثم اجتماعه مع كلينتون يوم الاثنين، سوف «توضح الصورة لنا».

ولاحظت نولاند أن «قادة في الجامعة العربية قالوا علنا إنهم قلقون جدا بشأن المواقف الروسية والصينية. وإنهم بدأوا يتحدثون عن آثار أوسع نطاقا على علاقاتهم مع روسيا، وعلاقاتهم مع الصين». وأضافت: «بالنسبة لهؤلاء القادة العرب، هذه هي منطقتهم. إنهم يريدون رؤية تقدم، وإنهم يريدون رؤية حل سلمي، وإنهم يريدون تحركا من جانب مجلس الأمن».

وأشارت نولاند إلى تصريحات كلينتون في مؤتمر تونس عن سوريا قبل أسبوعين، حيث استعملت كلمة «ديسبيكابل» (يدعو للتقزز) في وصف مواقف روسيا والصين بتأييد نظام الأسد. وقالت نولاند: «إننا نريد استعمال كمية كبيرة من الضغط على نظام الأسد، ونريد إعطاء فرصة للذين يدعمونه ليغيروا رأيهم لأن التاريخ يقف ضدهم وضد الأسد. ولهذا، يجب أن يكون واضحا ما قالته الوزيرة في تونس».

كما قالت نولاند، أول من أمس للصحافيين «في ظل نظام الأسد، السلطة السياسية في سوريا لا تعود إلى البرلمان ولا إلى مجلس وزاري، بل تتركز بين أيدي ما يشبه عائلة من المافيا».

وردا على سؤال أحد الصحافيين عن «عراب» هذه الأسرة «المافياوية»، أجابت نولاند «هل تعتقدون أن الأسد حذق بما يكفي ليكون رئيسها؟».

وأضافت «الأمر الوحيد الذي سأقوله هو أن (الأسد) رئيس البلاد وبالتالي فهو مسؤول بالكامل» عن أعمال العنف التي تشهدها سوريا، و«لهذا السبب فإن الأمر الوحيد المطلوب فعله هو أن تسلم هذه العائلة السلطة». واعتبرت أن «أولئك الذين يدعمون هذه العائلة والذين لا يزالون ينصاعون لأوامر قتل أبرياء، يحتاجون إلى التفكير مليا بما يقومون به وبالدم الذي تلطخت به أيديهم وعليهم القيام بخيار آخر»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي نفس الوقت، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، سوف يناقشان قضايا ثنائية ودولية، ومن بينها الوضع في سوريا، عندما يصل كاميرون إلى الولايات المتحدة غدا. وإنهما، يوم الثلاثاء، سيسافران معا إلى ولاية أوهايو لحضور مباراة في كرة السلة، وإن الهدف هو توثيق العلاقات بين الرجلين، وتسهيل تبادل الآراء في المواضيع الثنائية والدولية.

وقال جوش ايرنست، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحافي في الطائرة الرئاسية التي أقلت أوباما إلى ولاية فرجينيا، إن سوريا كانت من بين المواضيع التي ناقشها أوباما خلال الاتصال التليفوني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لتهنئة بوتين على فوزه برئاسة الجمهورية. لكن، رفض ايرنست تقديم تفاصيل.

وردا على سؤال عن فرار عدد من كبار المسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد، قال ايرنست: «هذه خطوات شجاعة من جانب أعضاء في النظام، وتوضح إظهار ولائهم ودعمهم للشعب السوري وتطلعاته، وليس لنظام ديكتاتور يسفك دماء شعبه. إنها، بالتأكيد، علامة على أن هناك تصدعات كبيرة في نظام الأسد. وإنها تثبت ما ظللنا نقول لبعض الوقت، وهو أن الأسد يضعف يوما بعد يوم في حكم سوريا. وأن سوريا ينبغي أن تعد لمرحلة سياسية انتقالية تشمل رحيل الأسد».

ورفض ايرنست التعليق مباشرة على تصريحات من معارضين سوريين بأنهم يرفضون اقتراح التفاوض مع الأسد الذي قدمه كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وحاليا مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا. وقال ايرنست: «نحن تعهدنا بالعمل مع مجموعة أصدقاء سوريا والمجتمع الدولي لدعم الشعب السوري وتطلعاته. ومن المؤكد أن دور المجتمع الدولي هنا مهم في إثبات أن نظام الأسد يجب عليه وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء، واحترام التطلعات المشروعة للشعب السوري. هذا هو الهدف من تلك الجهود رغم تعدد المنابر والوسائل».

الحكومة السورية تهدد بـ«إجراءات عقابية» بحق الصحافيين المتسللين إلى البلاد

قد يواجهون عقوبة «قانونية» لا تقل عن السجن 5 سنوات وغرامة وإبعاد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

هددت الحكومة السورية بأنها ستتخذ إجراءات عقابية بحق مراسلين دخلوا الأراضي السورية بشكل غير قانوني وفق القوانين النافذة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزارة الإعلام السورية التي تشرف على النشاط الإعلامي في سوريا قولها إن الوزارة تابعت «تسلل بعض مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى سوريا بطرق غير شرعية ومخالفة للأنظمة والقوانين، وكذلك قيام بعض وسائل الإعلام بالاعتماد على مراسلين من داخل سوريا بشكل غير قانوني يفتقر لأصول اعتماد المراسلين»، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء الأشخاص والمؤسسات وفق القوانين النافذة.

ولفتت الوزارة، في بيان لها، إلى قيام مراسلي بعض وسائل الإعلام، لا سيما بعض القنوات الفضائية «المعروفة بعدائها لسوريا بمرافقة الإرهابيين في تحركاتهم وتسويق جرائمهم بحق السوريين وتلفيق الأخبار التي لا تستند إلى أي وقائع، الأمر الذي يعتبر شراكة في الإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري بكل مكوناته ويضعهم كأشخاص ومؤسسات أمام المساءلة القانونية».

وعن هذه الخطوات القانونية التي قد تقوم بها السلطات السورية بحق هؤلاء الصحافيين، اعتبر مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري الدكتور هشام مروة أن التطبيق العملي المرجح للنظام السوري في هذا الموضوع إذا كان الصحافيون لا يزالون على الأراضي السورية، هو الاعتقال والتعذيب ومن ثم إطلاق سراحهم إذا بقوا على قيد الحياة بعد مفاوضات مع جهات دولية أو مع الدول المتحدرين منها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما إذا سلكت السلطات السورية الطريق القانوني، فسترفع ضدهم دعاوى قانونية وتلفق بحقهم الاتهامات، تبدأ من التضليل وإثارة الفتن وتهديد الأمن الوطني ولا تنتهي بتهريب الأسلحة، ليكون الحكم بحسب حكم السلطات القضائية السورية وهو بما لا يقل عن خمس سنوات سجنا إضافة إلى غرامة مالية والإبعاد عن الدولة ومنع عودتهم إليها. ولفت مروة إلى أن الحق أن تقام الدعوى القضائية لدى الجهة التي يتبع لها الصحافي مهنيا.

عائلة العميد المنشق فايز عمرو في قبضة «المخابرات الجوية»

شبكة تنصت «إيرانية» كشفت موقعهم بعد «خطأ بالاتصال»

جريدة الشرق الاوسط

يقضي العميد الركن المنشق عن الجيش السوري فايز عمرو أوقاتا عصيبة في مخيمه الذي يقيم فيه منذ لجوئه إلى تركيا الشهر الماضي، منذ أن عرف بإقدام السلطات السورية على اعتقال كامل أفراد أسرته المؤلفة من 5 أشخاص، هم الأم وابنتان وشابان أصبح مصيرهم في علم الغيب، لكنه مع ذلك يبدو متماسكا إلى أبعد الحدود، فهم «ليسوا أغلى من آلاف المعتقلين وملايين السوريين الواقعين تحت رحمة هذا النظام الجائر القاتل».

يقول عمرو إنه لا خيار أمامه إلا التماسك، مشددا على أنه «ليس نادما»، فالخيار أمامه كان واضحا لأنه كقائد للمدرسة الحربية في حلب كان – لو بقي في موقعه – مضطرا إذن لاتخاذ قرار بإعطاء الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، وهو «ليس في خاطره قتل أبناء وطنه».

عند مغادرته سوريا منتصف فبراير (شباط) الماضي، تحدث العميد عمرو لـ«الشرق الأوسط» عن طريق مغادرته، وأسر لـ«الشرق الأوسط» ببقاء عائلته في سوريا، متمنيا عدم نقل الخبر حفاظا على العائلة، مصرحا بأن أفراد عائلته كانوا معه. لكن الأمور لم تسر كما يشتهي، فبعد أقل من شهر أطبق الأمن السوري على أفراد العائلة جميعا وسيقوا إلى فرع المخابرات الجوية الذي يصفه عمرو بأنه «أكبر مركز للقتل».

مكالمة هاتفية واحدة، كانت سببا في كشف مكان العائلة، يقول العميد عمرو إن ما حصل كان نتيجة «خطأ بالاتصال» فتم القبض على زوجته، وهي «ست بيت» لا تتعاطى السياسة، وأولاده الأربعة، شابان أكبرهما طالب جامعي وأصغرهما طالب ثانوي وابنته الكبرى الموظفة في القطاع الرسمي وابنته الصغرى، وهي طالبة جامعية في سنتها الثالثة. أعمار أولاده تتراوح بين 27 سنة لابنته الكبرى و18 سنة لابنه الأصغر.

الأولاد اختفوا بعد أن سحبوا من المنزل الذي كانوا فيه بثياب النوم، لكن أحد الأقارب تلقى منهم اتصالا في الثانية فجرا يطلب فيه أحد الأولاد بعض الملابس.. وأبلغه أنه لا داعي لعودة الوالد! وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على العميد الذي يقيم في مخيم الضباط في جنوب تركيا. الأب مقتنع بأن عودته معناها «تصفيته مع أفراد عائلته بالكامل»، وهو وجه نداء إلى قائد القوات الجوية اللواء عصام حلاق يحمله فيه مسؤولية سلامتهم. فالاستخبارات تتبع له، ولا مبرر لاعتقال العائلة.

يضع العميد عمرو اعتقال العائلة في موقع «محاولات الضغط عليه»، لكنه يؤكد أن الأمر لن يفلح لأنه لا خيارات أمامه سوى الاستمرار في ما يفعله، «فلو بقيت لكنت سأضطر في نهاية المطاف لإعطاء الأوامر بإطلاق النار، وأنا أفضل أن يموت أولادي كلهم ولا يموت أحد من وطني بأمر مني».

العميد عمرو، كان يحاول إقناع العائلة قبل انشقاقه باللجوء إلى لبنان للإقامة عند بعض الأقارب، لكن أولاده رفضوا مفضلين البقاء في سوريا بعد أن غادروا منازلهم، لكن «التنصت الهاتفي» جعلهم يقعون في قبضة الاستخبارات. ويكشف العميد عمرو عن وجود «شبكة تنصت إيرانية فيها موظفون إيرانيون يديرونها بمعاونة موظفين من الاستخبارات السورية»، مشيرا إلى أن هذه الشبكة تغطي كامل سوريا.

أنان يندّد بالقمع والأسد يرفض الحوار بوجود مجموعات مسلحة وقواته تهاجم إدلب وتقتل العشرات

روسيا توافق على تسوية سورية على أساس القرارات العربية

                                            القاهرة ـ رامي ابراهيم ووكالات

تحول واضح شهده اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة أمس، حيث وافقت موسكو على خطة لحل الأزمة في سوريا مؤلفة من خمس نقاط تؤكد الاتفاق على الاستناد إلى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية.

وفي دمشق، أعرب الموفد العربي – الدولي كوفي أنان للرئيس السوري بشار الاسد في أثناء لقاء جمعهما أمس، عن “قلقه الشديد” حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سوريا، قابله رفض الأسد “لأيّ حوار أو عملية سياسية بوجود مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على اشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد”، ما ترافق مع سقوط عشرات القتلى في مدينة إدلب في هجوم دام تشنه عليها قوات النظام في محاولة لإخضاع المدينة المنتفضة.

فقد شهد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس توافقاً عربياً روسياً على ضرورة وقف العنف فوراً في سوريا “أياً كان مصدره”، وأعلن وزيرا خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ونظيره الروسي الذي شارك في جزء من الاجتماع، اتفاق الجانبين على خمس نقاط لحل الأزمة هي بالاضافة إلى وقف العنف، انشاء آلية رقابة محايدة وعدم التدخل الخارجي وإتاحة وصول المساعدات الانسانية لجميع السوريين من دون اعاقة والدعم القوي لمهمة أنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة.

وفي بيانه الختامي طالب مجلس الجامعة العربية الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل حماية للمدينين السوريين وضماناً لحرية التظاهر السلمي لتحقيق مطالب الشعب السوري للاصلاح والتغيير والاطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى وإعادتها الى ثكناتها دون أي تأخير.

وأكد المجلس على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري.

ودان المجلس في قراره الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في حق المدنيين السوريين واعتبار مجزرة بابا عمرو التي اقترفتها الاجهزة الامنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى الى الجرائم ضد الانسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم افلاتهم من العقاب والتحذير من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق اخرى في سوريا.

وطالب المجلس الحكومة السورية السماح بالدخول الفوري لمنظمات الاغاثة العربية والدولية لتمكينها من ادخال المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية لاسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد الى مستحقيها في امان دون أي عوائق ونقل الجرحى والمصابين الى المستشفيات تحت اشراف الامم المتحدة وأجهزاتها المختصة.

وأكد المجلس الوزاري العربي على قراراته السابقة بالطلب للحكومة السورية التي تقوم على جملة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية كوحدة متكاملة دون تجزئة، مع التعبير عن بالغ الاسى والاسف لما احدثه اصرار الحكومة السورية على الحل العسكري والامعان في القتل وما خلفه ذلك من آلاف الضحايا والجرحى والاعتقالات وتدمير للقرى والمدن الآمنة.

وطالب الوزاري العربي مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والامن الدوليين والتحرك لاستصدار قرار يستند الى المبادرة العربية وقرارات الجامعة ويقضي بالوقف السريع والشامل لكافة اعمال العنف في سوريا، وحث جميع اعضاء مجلس الأمن على التعاون البناء في هذا الشأن.

وقرر المجلس البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، ان خطة التحرك من خمس نقاط التي تم الاتفاق عليها رسالة مهمة لكل الأطراف السورية.

وكانت اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين بعد المائة عقدت على مستوى وزراء الخارجية، وفي بداية الجلسة الافتتاحية تحدث الشيخ حمد بن جاسم رئيس الدورة السابقة داعيا إلى ضرورة تطبيق الاقتراح الداعي إلى إرسال قوات عربية أممية لحفظ السلام في سوريا وتقديم مساعدات للشعب السوري لحماية نفسه.

وقال اننا بذلنا جهودا كبيرة لإقناع سوريا بتغيير قبل أن نذهب الى مجلس الامن الذي للأسف لم يتمكن بسبب الفيتو من فعل أي شيء ونحن نطلب من روسيا والصين مراجعة موقفيهما لأن الفيتو المزدوج كان بمثابة رسالة خاطئة للنظام السوري شجعته على التمادي في قمع شعبه.

وقال لقد آن الآون لإرسال قوات عربية أممية الى سوريا لأن صبرنا نفد، وزمن السكوت قد ولى ولا بد من تقديم المساعدات للشعب السوري للدفاع عن نفسه.

ووجه بن جاسم رسالة الى المعارضة السورية بكل أطيافها طالبهم فيها بأن يسموا فوق خلافاتهم.

وفي كلمة له عقب تسلمه رئاسة الدورة الجديدة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، أكد الشيخ صباح خالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي أن ما يجرى فى سوريا يمثل انتهاكا لكل القيم والأعراف بالرغم من الدور البارز الذي قامت به الجامعة العربية وخطتها التي تضمنت خارطة طريق تحفظ سوريا من الحرب الأهلية ومخاطر التدخل الخارجي.

وبعد انضمامه للاجتماع دافع وزير الخارجية الروسي عن موقف بلاده إزاء الأزمة السورية تجاه الاتهامات بأنها تتخذ هذا الموقف بسبب أهداف اقتصادية وسياسية، مؤكدا أن بلاده أيدت التطلعات الديمقراطية في الدول العربية.

وقال لافروف “يقول البعض إن لدينا مصالح معينة في هذا الصدد، ولكننا لم نشن حرباً استعمارية في منطقتكم، وحجم علاقتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقتنا مع دول أخرى، فنحن لا نسعى للاستفادة الاقتصادية. لقد عملنا على حل الأزمة السورية، وساندنا المبادرة العربية، وبذلنا جهودا لإقناع دمشق القبول بالمبادرة”.

وبرر لافروف الفيتو الروسي في مجلس الأمن بأن بلاده دعت مجلس الأمن للأخذ بالمبادرة العربية بالتعاون مع الصين، ولكن الطرف الآخر لم يكن لديه استعداد للقبول بوجهة نظرنا، إذ أرادت روسيا أن يتضمن مشروع القرار الطلب بوقف العنف أيا كان مصدره، وتنفيذ ما دعت إليه جامعة الدول العربية، وبالتالي أن يطلب من الأطراف الأخرى (في إشارة للمعارضة) الانسحاب من المدن التي هم فيها، والطلب نفسه من الحكومة السورية، ولكن أصر شركاؤنا على أن الأطراف الحكومية هي التي يجب أن تنسحب.

وكان لافتا حرص الشيخ حمد بن جاسم باعتباره رئيساً للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا على أن يلقي مداخلة رداً على خطاب الوزير الروسي بعد أن كان ألقى الكلمة الأولى في الجلسة الافتتاحية بدون حضور لافروف. وطالب فيها بأن تتعاون روسيا مع الجامعة العربية لحل الأزمة وأن يتم الخروج بتوافق بين الجانبين العربي والروسي والذهاب لمجلس الامن على أساس القرارات العربية والدولية.

وقال الشيخ حمد إنه لا توجد عصابات مسلحة، ولكن اضطر الشعب السوري للدفاع عن نفسه في مواجهة عملية القتل الممنهج، لافتاً إلى أن هذه المجموعات المسلحة التي يسميها النظام السوري عصابات لم تكن موجودة منذ ثلاثة أشهر بسبب ممارسات النظام.

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمة أمام مجلس الجامعة العربية إن الدول التي أفشلت مشروع القرار العربي في مجلس الأمن (في إشارة إلى روسيا والصين) رغم إعلانها تأييد المبادرة العربية، هي التي تتحمل مسؤولية الدماء التي تسيل في سوريا في إدلب وحماه وحمص وخاصة بابا عمرو، مشيرا إلى زيادة مقدار العنف بشكل كبير بعد رفض مجلس الامن تمرير المشروع القرار بسبب الفيتو الروسي الصيني المشترك.

ورفض الوزير السعودي الخروج بقرارات جوفاء لا تساعد الشعب السوري، مشيرا إلى موقف بلاده في مؤتمر أصدقاء سوريا عندما رأت أن المؤتمر يركز على المساعدات الإنسانية يصعب توصيلها في ظل الأوضاع الحالية، مشددا على ضرورة التحرك بجدية وسرعة.

واختتم الفيصل كلمته بالتأكيد على أن الجهات التي تعرقل الموقف العربي سوف تتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا.

ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته القيادة السورية للاستجابة لمطالب الشعب السوري العادلة، كما أعرب عن الأمل أن تتجاوب أطياف المعارضة مع جهود الأمم المتحدة والجامعة العربية ومع المبعوث العربي – الدولي المشترك كوفي أنان.

وفي دمشق حيث سيلتقي أنان الأسد مرة ثانية اليوم قبل أن يسافر إلى قطر، أبلغ الرئيس السوري مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية أمس، ان اي عملية سياسية لا يمكن ان تنجح ما دامت هناك مجموعات “ارهابية” تعمل على اشاعة الفوضى في سوريا.

ونقلت وكالة الانباء العربية السورية عن الاسد حديثه لضيفه عن “استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث”، وأضاف الرئيس السوري بعد محادثات استغرقت نحو ساعتين مع الامين العام السابق للامم المتحدة ان “أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على اشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد”.

وأعرب الموفد الدولي للرئيس السوري عن “قلقه الشديد” حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سوريا خلال مباحثاتهما أمس كما اعلنت الامم المتحدة.

وأوضحت المنظمة الدولية في بيان ان الامين العام السابق للامم المتحدة الذي عين موفدا للمنظمة الدولية وللجامعة العربية لسوريا قدم للاسد “مقترحات عدة” لوقف اعمال العنف التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام معظمهم من المدنيين وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر واطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف، ولكن لم تقدم المنظمة اي تفاصيل عن هذه الاقتراحات.

وأعرب انان في زيارته الاولى هذه لدمشق منذ اختياره مبعوثا مشتركا للامم المتحدة والجامعة العربية عن “قلقه الشديد حيال الوضع في سوريا وحث الرئيس السوري على سرعة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الازمة الراهنة” كما اورد بيان الامم المتحدة.

ووصف انان مباحثاته الاولى بأنها اتسمت بـ”الصراحة وروح التفاهم”، وأوضح بيان الامم المتحدة ان انان التقى ايضا “قياديين معارضين وناشطين شبانا وعددا من كبار رجال وسيدات الاعمال”.

أوروبياً، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إنه متشائم بشأن احتمالات صدور قرار بخصوص سوريا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن بحث مع وزراء الخارجية الاخرين في دول الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات على حكومة الأسد.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي غداً لمناقشة انتفاضات الربيع العربي في اجتماع على مستوى عال من المرجح أن يركز على الصراع في سوريا.

وأعدت الولايات المتحدة مشروع قرار يدين قمع سوريا للمحتجين، لكن المشروع يواجه اعتراضا محتملا من قبل روسيا والصين اللتين توفران حماية لسوريا إلى الآن ضد أي تحرك دولي.

وقال جوبيه في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن “كنا نأمل بمجرد انتهاء الانتخابات في روسيا أن يكون الحوار مع السلطات الروسية أكثر توافقية، لكن هذا الأمل لم يتأكد حتى هذه اللحظة.. ولا تزال روسيا تعرقله من زوايا مختلفة ولا يوجد اتفاق على نص هذا القرار. لا أعرف إذا كانت الأمور ستتطور من الآن وحتى يوم الاثنين”.

وقال ديبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أمس، إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق في بروكسل في اجتماعهم الرسمي القادم في 23 آذار (مارس) على حزمة عقوبات جديدة على سوريا. واجتمع وزراء خارجية الاتحاد في مشاورات عادية غير رسمية في كوبنهاغن.

وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت “نعم.. نناقش احتمال تشديد العقوبات على سوريا.” وقال ديبلوماسيون أن الإجراءات الجديدة قد تشمل حظرا على الرحلات الجوية والنقل البحري.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عند تطرقها إلى الحاجة إلى التأييد الروسي والصيني لتحرك إزاء سوريا إن الاتحاد الأوروبي طلب من موسكو وبكين “أن يأخذا بعين الاعتبار مسؤولياتهما” في الأمم المتحدة.

وأضافت أن تأييد الدولتين مطلوب حتى يتسنى لمجلس الأمن الدولي “تأييد قرار قد يحركنا خطوة للأمام في ما يتعلق بسوريا وأن يقر بما أدركناه منذ زمن طويل بأنه لا يمكن لأحد أن يظل زعيما ويرتكب القتل الجماعي ضد شعبه.”

ميدانياً، قتل 62 شخصا في سوريا أمس معظمهم في محافظة ادلب (شمال غرب) التي شهدت عملية اقتحام لقوات النظام للمدينة وعمليات عسكرية واسعة حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “دخلت ناقلات الجند المدرعة الى مدينة ادلب وسط استمرار القصف والاشتباكات” بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.

وكانت القوات السورية استقدمت خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب، وشددت الحصار على المدينة حيث سقط 38 قتيلاً في محافظة ادلب وحدها بينهم 14 مدنيا وسبعة جنود.

وقتل 16 عنصرا منشقا قرب مدينة جسر الشغور في المحافظة المذكورة في كمين نصبه الجيش النظامي، بحسب المرصد.

وفي جبل الزاوية في المحافظة ذاتها، قتل مواطن في بلدة كفرنبل اثر اطلاق الرصاص عليه من القوات السورية النظامية بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة منشقين وجنديان ومدني في اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة داريا بعد منتصف ليل الجمعة – السبت.

وتسبب اطلاق الرصاص من قوات النظام في قرية دير العصافير في ريف دمشق بمقتل مدني.

وفي محافظة حمص، قتل عشرة جنود في اشتباكات مع منشقين في مدينة تلبيسة ومنشقان في اشتباكات في منطقة اخرى، كما قتل خمسة مدنيين في سقوط قذائف وإطلاق رصاص في المحافظة.

سوريون في الداخل يطالبون خلال لقائهم انان بوقف العنف

دمشق – اكد اطراف من المعارضة في الداخل السوري خلال لقائهم الموفد الدولي الخاص كوفي انان في دمشق السبت ضرورة التزام السلطة بتعهداتها في وقف استخدام العنف للتاكد من “حسن نواياها” قبل البدء بالعملية السياسية.

وقال رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا عبد العزيز الخير لوكالة فرانس برس “لا يمكن الحديث عن اي عملية سياسية قبل وقف اطلاق النار وتامين الاغاثات الانسانية واطلاق المعتقلين السياسيين وسحب القوات العسكرية من مختلف المدن والبلدات في البلاد”.

واضاف “يجب معالجة التبعات التي ترتبت على المعالجة الامنية والعسكرية التي لجأ اليها النظام منذ بداية الاحتجاجات الشعبية قبل عام، وجملة اجراءات اخرى ضرورية لخلق مناخ يوفر فرصة حقيقية لنجاح العملية السياسية”.

واشار الى انه ابلغ انان ان “كل حديث لبدء عملية سياسية في البلاد قبل القيام بذلك هو وهم، لان النظام لا يتعاطى ابدا مع الشأن السياسي ولا يرى سوى المعالجة العسكرية والقمع للتحركات الشعبية”.

وذكر رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض لؤي حسين لوكالة فرانس برس ان “السلطة السياسية هي العائق الاساسي امام اي عملية سياسية. فهي استمرت في استخدام العنف ورفضت جميع المبادرات كما انها لم تف بوعودها”.

واضاف حسين ان “وفاء السلطة بوعودها بالعفو عن المعتقلين السياسين” وعدم استخدام “العنف المفرط في قمع المحتجين” يشكلان “عملية تحقق من النوايا لاثبات انها جادة في طرحها للعملية السسياسية”.

واكد حسين ان ذلك لا يعتبر شروطا للبدء بالحوار بل عملية تحقق من النوايا.

واوضح الخير ان “التفاوض لا يمكن ان يجري الا مع الذين لم تتلوث ايديهم بالدماء والفساد. اما الذين تلوثت ايديهم (…) فمكانهم هو القضاء والمحاكم لينالوا جزاءهم العادل”.

واشار الى ان التفاوض يكون “على مرحلة انتقالية يتم بموجبها رسم خارطة طريق بين الوضع الراهن والنظام الديموقراطي الذي يريده السوريون”.

واكدت الهيئة امام الموفد الخاص “ضرورة العمل بالسرعة القصوى لان الوضع لا يحتمل اي تاخير (…) بسبب وجود اوضاع كارثية في اكثر من منطقة جراء القصف الوحشي واستخدام الاليات والمدافع الثقيلة لضرب المناطق السكنية”.

واشار الخير الى ان “مجموعة من شباب الحراك الثوري رافقوا الهيئة واطلعوا انان على الواقع الميداني في عدد من المناطق السورية”.

وكان انان دعا الخميس “المعارضة السورية الى ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري”.

واعرب الموفد الدولي السبت للرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه اياه عن “قلقه الشديد” حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سوريا، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة.

واوضحت المنظمة الدولية في بيان ان الامين العام السابق للامم المتحدة قدم للاسد “مقترحات عدة” لوقف اعمال العنف التي خلفت نحو 8500 قتيل خلال سنة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر الى المناطق المنكوبة واطلاق المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.

انان يقدم “مقترحات” للاسد ويلتقيه مجددا الاحد والجيش السوري يقتحم محافظة ادلب

دمشق, 2012-03-10 – اعلنت الامم المتحدة ان كوفي انان قدم “مقترحات عدة” الى الرئيس بشار الاسد لانهاء الازمة في سوريا على ان يلتقيه مجددا الاحد، فيما اكد الاسد للموفد الدولي ان الحوار السياسي لن ينجح “بوجود مجموعات ارهابية مسلحة”.

وتزامنت زيارة انان لدمشق مع تصاعد وتيرة العنف في انحاء سوريا ما اسفر عن مقتل 62 شخصا معظمهم عسكريون، وخصوصا في محافظة ادلب التي افاد ناشطون ان الجيش النظامي السوري قام باقتحامها مساء السبت.

انان يقدم “مقترحات” للاسد ويلتقيه مجددا الاحد والجيش السوري يقتحم محافظة ادلب

واوضحت المنظمة الدولية في بيان السبت صدر في نيويورك ان الامين العام السابق للامم المتحدة الذي عين موفدا للمنظمة الدولية وللجامعة العربية لسوريا قدم خلال لقائه الاسد السبت “مقترحات عدة” لوقف اعمال العنف في سوريا التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام معظمهم من المدنيين وفقا لناشطين حقوقيين.

وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر واطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.

لكن المنظمة لم تقدم اي تفاصيل عن هذه الاقتراحات.

وقد اعرب انان في زيارته الاولى هذه لدمشق منذ اختياره مبعوثا مشتركا للامم المتحدة والجامعة العربية عن “قلقه الشديد حيال الوضع في سوريا وحث الرئيس السوري على سرعة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الازمة الراهنة” كما اورد بيان الامم المتحدة.

واشار البيان الى ان انان والاسد سيعقدان لقاء جديدا الاحد.

وقد وصف انان مباحثاته الاولى بانها اتسمت ب”الصراحة وروح التفاهم”.

من جانبها، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد اكد لانان ان “سوريا مستعدة لانجاح اي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده من احداث”.

كما اكد الاسد لانان ان “اي حوار سياسي او عملية سياسية لا يمكن ان تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على اشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة”.

واشار الرئيس السوري الى ان “النجاح في اي جهود يتطلب اولا دراسة ما يحدث على الارض عوضا عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الاقليمية والدولية لتشويه الوقائع واعطاء صورة مغايرة لما تمر به سوريا”.

وكان التلفزيون السوري الرسمي ذكر في وقت سابق ان اللقاء الذي جمع الاسد بانان سادته “اجواء ايجابية”.

ميدانيا، قتل 62 شخصا في سوريا السبت، معظمهم في محافظة ادلب (شمال غرب) التي شهدت عملية اقتحام لقوات النظام للمدينة وعمليات عسكرية واسعة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “دخلت ناقلات الجند المدرعة الى مدينة ادلب وسط استمرار القصف والاشتباكات” بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.

وكانت القوات السورية استقدمت خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب، وشددت الحصار على المدينة.

وسقط 38 قتيلا في محافظة ادلب وحدها بينهم 14 مدنيا وسبعة جنود.

كذلك، قتل 16 عنصرا منشقا قرب مدينة جسر الشغور في المحافظة المذكورة في كمين نصبه الجيش النظامي، بحسب المرصد.

وفي جبل الزاوية في المحافظة ذاتها، قتل مواطن في بلدة كفرنبل اثر اطلاق الرصاص عليه من القوات السورية النظامية، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة منشقين وجنديان ومدني في اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة داريا بعد منتصف ليل الجمعة السبت.

وتسبب اطلاق الرصاص من قوات النظام في قرية دير العصافير في ريف دمشق بمقتل مدني.

وفي محافظة حمص، قتل عشرة جنود في اشتباكات مع منشقين في مدينة تلبيسة ومنشقان في اشتباكات في منطقة اخرى.

كما قتل خمسة مدنيين في سقوط قذائف واطلاق رصاص في المحافظة.

وتزامنت زيارة انان لدمشق مع اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني من القاهرة في ختام لقاء جمع وزراء الخارجية العرب بنظيرهم الروسي ان روسيا والجامعة العربية اتفقتا على خمسة اسس لتسوية الازمة السورية، ما قد يفتح الباب امام التوصل الى موقف موحد داخل مجلس الامن.

ويسجل هذا الاتفاق تحولا في العلاقة بين روسيا والجامعة العربية، بعد ان وصلت هذه العلاقة الى مرحلة توتر شديد ترجم باستخدام روسيا الفيتو مرتين داخل مجلس الامن على مشروعي قرارين يدينان القمع في سوريا ويحظيان بدعم العرب.

وقال لافروف ان المناقشات التي اجراها مع الوزراء العرب السبت انتهت الى اتفاق على خمس نقاط هي “وقف العنف من اي مصدر كان، انشاء آلية رقابة محايدة، لا تدخل خارجي، اتاحة المساعدات الانسانية لجميع السوريين بدون اعاقة، الدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي انان الى سوريا استنادا الى المرجعيات التي قبلتها الامم المتحدة والجامعة العربية”.

من جهته اكد بن جاسم هذا الاتفاق قائلا انه “بعد اللقاء (مع وزير الخارجية الروسي) الذي كان صريحا ومعمقا هناك نقاط تم الاتفاق عليها كأساس للحل وهي: وقف العنف من اي مصدر كان، آلية رقابة محايدة، عدم التدخل الاجنبي، اتاحة وصول المساعدات الانسانية لجميع السوريين بدون اعاقة، الدعم القوي لمهمة انان لاطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة استنادا الى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الامم المتحدة والجامعة العربية”.

واذا كان الوزير الروسي لم يدخل في تفاصيل هذه المرجعيات، فان الشيخ حمد قال انه يريد “تأكيد المرجعيات المعتمدة لكوفي انان وهي قرار الجمعية العامة للامم المتحدة (الصادر) في 16 شباط/فبراير الماضي، خطة العمل العربية (المعتمدة) بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وقرارات الجامعة العربية في 22 كانون الثاني/يناير و12 شباط/فبراير الماضيين”.

وفي ختام اجتماعهم، اصدر الوزراء العرب قرارا يدعو مجلس الامن الدولي الى “اصدار قرار لوقف العنف في سوريا فورا استنادا الى المبادرة العربية والقرارات العربية”.

واكد القرار ادانة الوزراء العرب “للانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في حق المدنيين السوريين واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الاجهزة الامنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى الى الجرائم ضد الانسانية”.

وتطرق القرار الى المرجعيات التي تحدد مهمة انان عندما قال انه يؤكد الاتفاق على الاسس الخمسة ومن بينها “الدعم القوي لمهمة انان لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة والجماعات المعارضة السورية استنادا الى ما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة والتي اعتمدت من قبل الامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية”.

واوضح البيان ان “المرجعيات المعتمدة لمهمة الوسيط المشترك (انان) هي : قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الصادر في 16 شباط/فبراير، وخطة العمل العربية الصادرة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، وقرارات الجامعة العربية في 22 كانون الثاني/يناير و12 شباط/فبراير التي تضمنت خارطة الحل السياسي للازمة السورية وفقا للمبادرة العربية، وهذه القرارات هي التي سوف يسترشد فيها انان في ادائه مهمته”).

من جهته قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقده في ختام الاجتماع الوزاري العربي “ان النقاط الخمس التي تم الاتفاق عليها مع روسيا ذات اهمية كبيرة” مضيفا ان مبعوثا صينيا سيزور الجامعة العربية الثلاثاء المقبل “ونأمل ان تتخذ الصين موقفا مشابها للموقف الروسي”.

واضاف ان الجامعة العربية “تحاول الالتفاف على الفيتو الذي اجهض قرارها السابق واحالة الموضوع الى مجلس الامن مرة ثانية من دون اعتراض روسيا والصين.

ونقل العربي ان لافروف “سيسافر الى نيويوك وسيجتمع باعضاء مجلس الامن”.

الجيش الحر يدعو للتصعيد

إطلاق نار بدمشق و64 قتيلا بإدلب

                                            قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إطلاق نار سمع داخل العاصمة دمشق في مناطق جوبر وأتوستراد العدوي وشارع بغداد وباب مصلى وركن الدين والمهاجرين في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، وذلك عقب يوم دام قُتل فيه 64 شخصا برصاص الأمن.

وسقط معظم قتلى أمس السبت في قصف استهدف مناطق عدة في محافظة إدلب، وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا موزعة بين درعا وإدلب وريف دمشق وحماة وحمص.

ومن بين القتلى 15 عسكريا منشقا منضمين للجيش الحر، قتلوا في كمين نصب لهم من قبل قوات الأمن في جسر الشغور، وكان من بين القتلى سيدة وشخص مات تحت التعذيب، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش النظامي ارتكب مجزرة عندما أعدم رميا بالرصاص عشرة من شباب بلدة إبلين بجبل الزاوية في إدلب، وأوضحت الهيئة أنه في إدلب وحدها قتل ثلاثون بينهم سيدة و15 عسكريا من الجيش الحر قتلوا في كمين، وقتيل تحت التعذيب وطفلة.

وفي درعا قُتل خمسة أشخاص أحدهم تحت التعذيب، وفي ريف دمشق قتل سبعة أحدهم تحت التعذيب أيضا. وفي حماة قتل خمسة، وفي حمص ثلاثة، أما في دير الزور فقتل شخص، وفق بيان الهيئة العامة.

وذكر ناشطون أن دبابات الجيش النظامي اقتحمت مجددا مناطق الجيزة وطفس وبصرى الحرير بدرعا, ودارت فيها اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي، في حين قالت الهيئة العامة للثورة إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف للقوات النظامية استهدف بلدتيْ داريا ومعضمية الشام بريف دمشق.

وفي دمشق قال مجلس قيادة الثورة إنه جرى اقتحام جوبر بعناصر من الجيش النظامي وعناصر المخابرات الجوية، وترافق ذلك مع اعتقالات عشوائية واعتداء بالضرب المبرح.

من جهة أخرى، أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن عناصر الجيش الحر أسقطوا مروحية للجيش النظامي ودمّروا ست دبابات في إدلب.

ودعا أمين سر المجلس العسكري للجيش السوري الحر النقيب عمار الواوي إلى تصعيد ما وصفه بالعمل الثوري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية التي تصادف الخامس عشر من الشهر الجاري.

كما دعا الواوي الجاليات العربية والأجنبية إلى مغادرة الأراضي السورية قبل إغلاق المطارات، حسب قوله.

خطة عربية روسية لوقف العنف

تخوف أميركي من تدخل عسكري بسوريا

                                            قال مسؤول بالبيت الأبيض أمس السبت إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعكف على بحث خيارات لوقف إراقة الدماء في سوريا، لكنها متشككة بقوة تجاه التدخل العسكري خشية أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

يأتي ذلك في وقت اتفقت فيه اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية مع روسيا على خطة من خمس نقاط بهدف حل الأزمة. وجاء الاتفاق في بيان مشترك بعد جلسة مباحثات مغلقة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة. وتتضمن الخطة وقف العنف، وإنشاء آلية محايدة للمراقبة، ورفض التدخل الخارجي في الأزمة، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات دون إعاقة، إضافة إلى دعم مهمة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان.

وفي لقاء مع مجموعة محدودة من الصحفيين الجمعة، أشار مسؤول البيت الأبيض الذي طلب عدم نشر اسمه إلى اختلاف الوضع بين سوريا وليبيا، حيث دعمت حملةٌ لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الثوار الذين تمكنوا في نهاية المطاف من الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي.

وقال المسؤول إن الخيار العسكري “كان ممكنا جدا” في ليبيا حيث تضمن وقف تقدم قوات القذافي وإقامة مناطق آمنة للمدنيين، لكن هذه الظروف غير موجودة في سوريا”.

وأضاف المسؤول أن الوضع في سوريا أكثر صعوبة “لأن لديك قوات أمنية تابعة للنظام متداخلة في كثير من الحالات مع السكان”، وتابع أن “الكثير من أعمال العنف الكارثية يحدث باستخدام المدفعية والقصف والقناصة ولهذه الأسباب ليست هناك خيارات عسكرية بسيطة تفرض نفسها”.

وأضاف أن جزءا من بواعث قلق البيت الأبيض مصدره أن التدخل العسكري قد يفاقم الأزمة الإنسانية دون حل المشكلة.

في الوقت نفسه كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أنهما يبحثان خيارات عسكرية أميركية بشأن سوريا بناءً على طلب أوباما. وأكد المسؤولان في جلسة الاستماع بالكونغرس التحديات والتعقيدات التي ينطوي عليها أي عمل عسكري.

ومن المقرر أن تجتمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف في نيويورك يوم الاثنين المقبل على هامش اجتماع وزاري خاص لمجلس الأمن بشأن الانتفاضات العربية، من المرجح أن تكون سوريا موضوعا رئيسيا فيه.

من ناحية أخرى، أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان السبت أن أي عملية سياسية لا يمكن أن تنجح ما دامت هناك مجموعات “إرهابية” تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد.

وقال الأسد بعد محادثات استغرقت نحو ساعتين مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي زار دمشق، إن سوريا مستعدة لإنجاح أي جهود “صادقة” لإيجاد حل لما تشهده من أحداث، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية.

ولم يصدر أي تعقيب فوري من أنان بعد الاجتماع الذي استهدف وقف حملة دموية حصدت أرواح آلاف الأشخاص منذ اندلاع انتفاضة ضد حكم الأسد قبل عام.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي اجتمع مع أنان في وقت سابق السبت بالقاهرة، قد أكد أن بلاده “لا تحمي أي نظام” لكنها لا تعتقد أن اللائمة في الأزمة السورية يمكن أن يتحملها أحد الجانبين دون الآخر، ودعا إلى وقف لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

خطة عربية روسية

في غضون ذلك اتفقت اللجنة العربية الخماسية المعنية بالأزمة السورية خلال اجتماعها مع لافروف السبت بالقاهرة على خطة من خمس نقاط للبدء في التحرك لحل تلك الأزمة، وذلك في بيان مشترك للجنة الخماسية وروسيا بعد جلسة مباحثات مغلقة بدأت بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة.

وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إنه تم تحديد مرجعيات ثابتة لمهمة المبعوث الأممي والجامعة العربية كوفي أنان في سوريا.

وفي خطابه قبل تسليم رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب إلى الكويت، دعا بن جاسم إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا، مؤكدا أنه “آن الأوان للأخذ بالمقترح الداعي إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا”.

كما دعا وزير الخارجية القطري إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، وأكد أن “زمن السكوت عن ما يحدث في سوريا قد انتهى، ولا بد من تنفيذ قرارات الجامعة”.

وتتضمن الخطة وقف العنف في سوريا، وإنشاء آلية مراقبة محايدة، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات دون إعاقة، إضافة إلى الدعم القوى لمهمة أنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة.

ومن جهته أكد لافروف الاتفاق بين روسيا والدول العربية إزاء الخطة ونقاطها الخمس، مشيراً إلى أن تلك الخطة تُرسل رسالة واضحة لجميع الأطراف السورية بأهمية الحل السياسي.

أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فأكد أن الجامعة تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الأزمة دون الاصطدام بحق النقض (فيتو)، مشددا على أن هذا هو أفضل ما أمكن الحصول عليه.

ودعا وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح -باسم مجلس وزراء الخارجية العرب- حكومة سوريا إلى وقف إطلاق النار وإطلاق المعتقلين والسماح للبعثات الإنسانية ووسائل الإعلام بالعمل بحرية.

من جانب آخر انتقد وزير خارجية السعودية سعود الفيصل مواقف روسيا والصين إزاء هذا الملف، وقال إنهما منحتا النظام في سوريا رخصة ليواصل القتل مستهينا بمصير الشعب السوري.

وفي لقاء مع الجزيرة علقت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس التي سبق أن زارت حي بابا عمرو في مدينة حمص على الخطة العربية الروسية بقولها “إنه من المهم أن يقوم كافة الأطراف بما يستطيعون لضمان توصيل المساعدات الإنسانية دون إعاقة ولكن هذه بداية بسيطة ونحتاج لأكثر منها”.

وأعربت آموس عن أملها في أن تؤدي كافة التحركات الدبلوماسية إلى إحراز تقدم لرفع المعاناة عن الناس، مشيرة إلى وجود تقارير بشأن اندلاع اشتباكات في أماكن أخرى من سوريا، وبالتالي الحاجة إلى تقديم العون لهم.

روسيا توافق على نقل صلاحيات الأسد إلى نائبه

100 قتيل في سوريا أمس واقتحامات في دمشق

العربية.نت

صرّح مصدر دبلوماسي عربي بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وافق على اعتماد المبادرة العربية التي تنصّ على نقل صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه، على أن يكون ذلك ضمن مرجعيات مهمة كوفي عنان وفقاً لما ذكرته صحيفة “الحياة” اللندنية.

واعتبر الدبلوماسي هذا القبول بالحلّ العربي تقدماً ملموساً في الموقف الروسي، علماً بأن موسكو كانت ترفض رفضاً قاطعاً هذا البند باعتباره يقود الى تنحي الأسد.

وبعد جلسة شهدت رداً شديداً من جانب السعودية وقطر على كلمة ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, جاء الإعلان المفاجئ من جانب وزير خارجية قطر ونظيره الروسي عن اتفاق يضع أساساً لحل الأزمة في سوريا، وأبرز نقاط الحل:

وقفُ العنف من أي مصدرٍ كانَ كأولويةٍ قصوى في هذا الوضع، وتشكيلُ آليةِ مراقبة محايدة لمتابعة الوضع في سوريا، والاتفاقُ على استبعاد فكرة التدخل الأجنبي، وإتاحةُ وصولِ المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، ودعمُ مهمة كوفي عنان لإطلاق حوار بين دمشق والمعارضة السورية على أساس المرجعيات التي اعتمدتها الأممُ المتحدة والجامعة العربية.

كما أعلنت الأمم المتحدة أن كوفي عنان قدم “مقترحات عدة” إلى الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة في سوريا على أن يلتقيه مجدداً الأحد، فيما أكد الأسد للموفد الدولي أن الحوار السياسي لن ينجح “بوجود مجموعات إرهابية مسلحة”.

ومن جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الأسد أكد لعنان أن “سوريا مستعدة لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من أحداث”. وتزامنت زيارة عنان لدمشق مع تصاعد وتيرة العنف في أنحاء سوريا.

من جهة أخرى أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 100 قتيل أمس السبت بنيران القوات السورية، وقالت الهيئة إن إطلاق نار كثيف دوى خلال الليلة في عدة أحياء من العاصمة السورية دمشق، خاصة في جوبر والميدان وشرقي ركن الدين والميسات وشارع بغداد والقابون.

وتحدث ناشطون عن انشقاق عدد من أفراد الجيش أثناء إطلاق النار على المظاهرة في جوبر، وقطع المحتجون في جوبر الطريق الواصل بين جوبر والعباسيين بواسطة الإطارات المشتعلة رداً على حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات النظام في الحي، حيث اقتحمت قوات الجيش والأمن حي جوبر بعدد كبير من السيارات المصفحة وجرت اعتقالات عشوائية طالت العديد من الأطفال وكبار السن، وقام الجنود وعناصر المخابرات الجوية بضرب المعتقلين.

كما خرجت مظاهرات في حي الميدان من أمام جامع الدقاق في سوق أبو حبل رفع خلالها المتظاهرون أعلام الاستقلال وهتفت لحمص وادلب وحمص وداريا.

وفي حي المزة اعتقلت قوات الأمن الشيخ رضوان بزازة خطيب مسجد أسامة بن زيد في الحي.

هذا وشنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في الحجر الأسود والمعضمية وداريا في ريف دمشق.

إدلب تحت النار

وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن قوات الجيش السوري تواصل عملياتها العسكرية في المحافظة، وقالت إن عمليات يوم السبت أسفرت عن مقتل عن 54 شخصاً، بينهم 15 عنصراً من الجيش الحر قتلوا في كمين، وذكر الأهالي أن قوات الجيش قامت بقصف عنيف على مدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا وتدمير عدة منازل.

وبالقرب من الشريط الحدودي التركي السوري شنّت قوات الجيش حملة مداهمات واعتقالات واسعة في قرية الحمبوشية، بالإضافة لقيامها بإحراق بعض الممتلكات الخاصة.

وتقدر الأمم المتحدة أن قوات الأمن السورية قتلت ما يزيد على 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكم الأسد قبل عام، في حين قالت الحكومة السورية إن إرهابيين مسلحين قتلوا ما يزيد عن ألفين من أفراد الجيش والشرطة.

المجلس الوطني السوري: لم نطلب من القرضاوي “وساطة

دول الخليج استهجنت تصريحات إخوان مصر وأكدت احتضان الإمارات للعرب

دبي – العربية.نت، عبدالله المطوع

أصدر المجلس الوطني السوري بياناً توضيحياً بشأن تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي حول محاولة المجلس التوسط فيما يخص السوريين الذين ألغيت إقامتهم بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح المجلس أنه “لم يطلب مثل هذا التدخل، خاصة إننا لا نحتاج لأي وساطة مع دولة الإمارات التي تربطنا بها علاقات وثيقة قائمة على التعاون والتفاهم الأخويين”.

وأضاف البيان :”كم كان المجلس الوطني ورئيسة يتمنيان على فضيلته عدم زجّ اسم المجلس أو رئيسه في مواقف خلافية لا تعبر عن موقفنا ولا تفيد في تطوير علاقتنا الأخوية الثابتة مع دولة الإمارات”.

استنكار خليجي

ومن ناحية أخرى، ندد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين، بالتصريحات التي صدرت عن محمود غزلان الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية، تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، ووصفها بأنها تصريحات غير مسؤولة وتفتقد إلى الحكمة وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة، كما أنها لا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية لتعزيز علاقاتهما التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين.

يذكر أن محمود غزلان هدد في وقت سابق بأن يتحرك العالم الإسلامي بأسره، وليس جماعة الإخوان فحسب ضد الإمارات، للذود عن الشيخ يوسف القرضاوي في حال اعتقاله، بعد أن هدد القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بملاحقة القرضاوي عن طريق الإنتربول، وذلك بعد ظهور الأخير في حلقة تلفزيونية انتقد فيها قرار الإمارات بترحيل سوريين شاركوا في مظاهرة خارج مقر قنصلية بلادهم في دبي.

وأضاف الزياني أن ما يمس الإمارات العربية المتحدة يمس دول مجلس التعاون جميعاً، مؤكداً رفض دول المجلس واستنكارها التهديدات التي أطلقها محمود غزلان والتي تأتي مخالفة تماماً لكل الجهود والمساعي، التي تعمل على توحيد الصف العربي والإسلامي ونبذ الانقسام، إضافة إلى أنها تتجاهل احتضان الإمارات للعرب وتبنيها لقضايا العالم العربي في جحود يستنكره كل عاقل، مشيراً إلى أن مثل هذه التصريحات من مسؤول حزبي كبير مستهجنة وغير مسؤولة، ولا تنبئ عن نوايا طيبة ضد حكومات وشعوب المنطقة.

الإمارات: على مصر توضيح موقفها

وأعرب الأمين العام عن ثقته بأن مثل هذه التصريحات تعبر عن فئة قليلة لا تسعى إلى ما فيه خير ومصلحة العلاقات بين الشعوب العربية والإسلامية.

ومن جهته، طالب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الحكومة المصرية بأن توضح موقفها من تصريحات المتحدث الرسمي للإخوان المسلمين محمود غزلان، والتي وصفها بالمستهجنة تجاه الإمارات.

مسؤولون أمريكيون: جيش الأسد من أقوى جيوش المنطقة

أفادوا بأن بشار يُحكم قبضته على بلاده وأنه مقتنع بأن الثورة السورية يسيّرها أعداء خارجيون

العربية.نت

لايزال الرئيس السوري بشار الأسد يُحكم قبضته على بلاده على نحو قد يتيح له إطلاق واحد من أقوى الجيوش في المنطقة من أجل الفتك بصفوف المعارضة السورية، وذلك حسب ما قال مسؤولون بارزون في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وأضاف المسؤولون أن “الدائرة الداخلية التي تحيط بالأسد لاتزال راسخة”، رغم جهود الإدارة الأمريكية وحلفائها لفرض العقوبات وبعض التدابير الأخرى التي تساعد في خلق موجة من الانشقاقات التي من شأنها أن تقوّض الأسد، بيد أنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى وجود مؤشرات طفيفة تفيد بعزم بعض الرموز البارزة في النظام السوري إقصاء نفسها عن الأسد.

وقال مسؤول استخباراتي بارز منوط به متابعة الأزمة السورية، إن الأسد يُحكم من قبضته على بلاده على نحو كبير، مضيفاً “الأسد ودائرته الداخلية مقتنعون بأن الثورة السورية يسيّرها أعداء خارجيون وهم يتحملون كافة الأعباء عدا قبول تدخل عسكري واسع النطاق”.

وأضاف أن نظام الأسد لن يتوانى في القتال بشراسة، بيد أنه على المدى البعيد قد تتحالف كافة الظروف ضده، وفقاً لصحيفة “اليوم السابع” المصرية أمس السبت نقلاً عن “واشنطن بوست” الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين – طلبوا عدم الكشف عن هويتهم – قولهم إن تكتيكات النظام السوري لقتال المعارضة قد اتخذت منحى أكثر عدوانية، كاشفين عن صور التقطت عن طريق الأقمار الصناعية تثبت ما سمّاه المسؤولون الأمريكيون “القصف المدفعي العشوائي” للمدارس والمساجد وغيرهما من البنايات الأخرى بمدينة حمص خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وأوضحت أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين في هذا الصدد أشارت إلى أن سوريا تعد قوة عسكرية هائلة، ذلك لتجاوز عدد الجنود في الخدمة الفعلية 330 ألفاً، فضلاً عن امتلاكها طائرات الاستطلاع بدون طيار قدمتها لها إيران، وشبكة كثيفة من منشآت الدفاع الجوي التي قد تصعب على أمريكا والقوى الدولية فرض منطقة حظر جوي فوق الأجواء السورية.

أنان يؤكد للمعارضة السورية ضرورة إيجاد حل للأزمة “لا يزيدها توترا”ً

روما – دمشق – القاهرة (10 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

التقى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بعد ظهر السبت وفد هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم ويشاركه عدد من الشباب الناشطين في الحراك الشعبي

وقال أحد أعضاء الوفد الذي التقى المبعوث الأممي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد شرح أنان خلال اللقاء الذي استمر خمسين دقيقة، أبعاد مهمته وأهدافها، وأكد على ضرورة إيجاد حل يعالج الأزمة في سورية ولا يزيدها توتراً”، على حد وصفه

وأضاف “لقد كان السيد أنان دقيقاً في عرضه ودبلوماسياً، وشرح وجهة نظره كاملة وشدد على مخاطر التدخل العسكري ومخاطر الحلول العنفية، وأكّد على النتائج السلبية لمثل هذه الحلول، واقترح أن يستمر التواصل بينه وبين المعارضة” السورية

وأضاف عضو الوفد المعارض “عرضنا وجهة نظرنا من الأزمة السورية وتطوراتها، وأشرنا إلى أن النظام أضاع فرصاً عديدة لحل الأزمة، وأكّدنا على أن الحوار مع السلطة يحتاج لمناخ صحي يتمثل بإطلاق سراح المعتقلين ووقف العنف والسماح بالتظاهر السلمي، ثم أن يدور الحوار حول المرحلة الانتقالية ومدتها والجهة التي تشرف عليها، كما أكّد تأييده لمبادرة الجامعة” العربية

وكان المبعوث الأممي التقى في وقت سابق السبت الرئيس السوري بشار الاسد، ووصفت وكالة الانباء السورية الرسمية الاجتماع بأنه جرى في “أجواء إيجابية”. ونقلت عن الأسد قوله خلال اللقاء استعداد السلطات السورية لـ”إنجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سورية من احداث”. ونوه بأن “أي حوار سياسي او عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة”، حسبما نسبت إليه سانا

وتزامنت زيارة أنان لسورية مع اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب، تم خلاله الاتفاق على موقف مشترك بشأن الأزمة السورية. ويتضمن وقف العنف أيا كان مصدره، وإقامة آلية مراقبة مستقلة للأحداث بسورية، والحيلولة دون تدخل أجنبي، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى لكل السوريين دون عراقيل، إضافة إلى دعم مهمة المبعوث الأممي بغية إطلاق حوار سياسي بين الحكومة وكافة القوى المعارضة على أساس التفويض المحدد من الجامعة العربية

سوريا: جولة ثانية من المحادثات بين عنان والأسد لبحث إنهاء العنف

أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي الخاص كوفي عنان سيجري جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد الأحد لمناقشة المقترحات التي تقدم بها عنان في اليوم الأول لزيارته إلى دمشق.

وكان الأسد قد استبعد في اجتماع السبت نجاح أي حوار سياسي مع وجود ما وصفها بـ “جماعات إرهابية مسلحة” في البلاد.

ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن مسؤول في الأمم المتحدة قوله إنه من المقرر أن يلتقي عنان مفتي سوريا قبل لقائه الأسد وذلك قبل مغادرته البلاد متوجها إلى قطر في إطار جولته في المنطقة.

وكان عنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية قدم مقترحات لإنهاء العنف في سوريا، وضمان دخول منظمات الاغاثة، وبدء الحوار السياسي.

وشملت هذه المقترحات السماح بوصول المنظمات الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر واطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.

ووصف عنان محادثاته مع الأسد بأنها ” صريحة وشاملة” معربا في الوقت ذاته عن “قلقه الشديد حيال الوضع في سوريا”.

وحث عنان الرئيس السوري على سرعة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الازمة الراهنة”.

من جانبه أكد الأسد أن حكومته مستعدة لإنجاح “أي جهد صادق” لحل الأزمة السورية.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن الأسد قوله خلال المحادثات إن” أي حوار سياسي أوعملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما توجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى في البلاد”.

اشتباكات

ميدانيا، قال نشطاء سوريون إن القوات الحكومية كثفت الأحد هجومها على ريف ادلب شمال غربي البلاد غداة مقتل العشرات بينهم منشقين عن الجيش.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن “قوات عسكرية وأمنية نظامية اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور وبدأت حملة مداهمات واعتقالات”.

وأضاف المرصد أن “اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في قرية الجانودية منذ صباح الأحد ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وإعطاب ناقلة جند مدرعة”.

وكانت اشتباكات مماثلة قد وقعت السبت في ادلب بين الجيش ومنشقين عنه إثر اقتحام الجيش للمدينة.

BBC © 2012

فرنسا متشائمة بشان قرار يدين سوريا وأوروبا تشدد العقوبات

كوبنهاجن (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم السبت انه متشائم بشأن احتمالات صدور قرار بخصوص سوريا من مجلس الامن التابع للامم المتحدة بعد أن بحث مع وزراء الخارجية الاخرين بدول الاتحاد الاوروبي فرض مزيد من العقوبات على حكومة الرئيس بشار الاسد.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الامن الدولي يوم الاثنين لمناقشة انتفاضات الربيع العربي في اجتماع على مستوى عال من المرجح أن يركز على الصراع في سوريا.

وأعدت الولايات المتحدة مشروع قرار يدين قمع سوريا للمحتجين لكن المشروع يواجه اعتراضا محتملا من قبل روسيا والصين اللتين توفران حماية لسوريا الى الان ضد أي تحرك دولي.

وكان بعض وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يأملون أن تكون انتخابات الرئاسة الروسية التي انتهت الاسبوع الماضي فرصة لتغيير موقف موسكو.

وقال جوبيه في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في كوبنهاجن “كنا نأمل بمجرد انتهاء الانتخابات في روسيا أن يكون الحوار مع السلطات الروسية أكثر توافقية.

“لكن هذا الامل لم يتأكد حتى هذه اللحظة… ولا تزال روسيا تعرقله من زوايا مختلفة ولا يوجد اتفاق على نص هذا القرار. لا أعرف اذا كانت الامور ستتطور من الان وحتى يوم الاثنين.”

وتسعى حكومات الاتحاد الاوروبي من أجل التوصل الى وسائل فعالة للاطاحة بالاسد. وهم يعارضون التدخل العسكري ويرفضون اتخاذ أي خطوات بدون توافق دولي.

والشكل الرئيسي لضغوط الاتحاد الاوروبي على الاسد هي العقوبات التي تشمل حظرا على واردات النفط الخام السوري وحظرا على مبيعات الاسلحة ووقف التعاملات المالية مع البنك المركزي باستثناء التعاملات المرتبطة بالتجارة المشروعة.

وقال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي يوم السبت انه قد يتم التوصل الى اتفاق في بروكسل في اجتماعهم الرسمي القادم في 23 مارس اذار على حزمة عقوبات جديدة على سوريا. واجتمع وزراء خارجية الاتحاد في مشاورات عادية غير رسمية في كوبنهاجن.

وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت “نعم.. نناقش احتمال تشديد العقوبات على سوريا.”

وقال دبلوماسيون أن الاجراءات الجديدة قد تشمل حظرا على الرحلات الجوية والنقل البحري.

وبحث الوزراء في كوبنهاجن كيفية تحسين صياغة سياسة خارجية مشتركة للاتحاد الاوروبي والاستعداد بشكل أفضل لازمات على غرار الازمة السورية. ووجه سؤال لجوبيه بشأن انتقادات بان اوروبا لم تكن مؤثرة في جهودها لاقناع الاسد بالتنحي عن السلطة.

ورد جوبيه على السؤال قائلا “الناس ينتقدون الاوروبيين لانهم لم يكونوا مؤثرين. لكن هل كان الامريكيون أكثر تأثيرا منا….. هذه الفكرة التي تقول بأن أوروبا غير مؤثرة تماما وأنها لا تفعل شيئا انما يرددها أناس لا يتمنون لها الخير.”

وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي عند تطرقها الى الحاجة الى التأييد الروسي والصيني لتحرك ازاء سوريا ان الاتحاد الاوروبي طلب من موسكو وبكين “أن يأخذا بعين الاعتبار مسؤولياتهما” في الامم المتحدة.

وأضافت أن تأييد الدولتين مطلوب حتى يتسنى لمجلس الامن الدولي “تأييد قرار قد يحركنا خطوة للامام فيما يتعلق بسوريا وأن يقر بما أدركناه منذ زمن طويل بأنه لا يمكن لاحد أن يظل زعيما ويرتكب القتل الجماعي ضد شعبه.”

وأكدت اشتون ايضا دعوات الاتحاد الاوروبي لتعزيز الوحدة بين المعارضة السورية. ويخشى دبلوماسيون غربيون أن تهدد التوترات بين جماعات الاقلية باذكاء الصراع في الشرق الاوسط وأنها قد تهوي ببسوريا الى الفوضى اذا أطيح بالاسد.

من سيبستيان موفيت وجوستينا باولاك

(شاركت في التغطية ايلونا فايسنباخ)

الاسد يلتقي مع عنان ولكن دون تحقيق تقدم يذكر

بيروت (رويترز) – عقد الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد في مطلع الاسبوع ولكن يبدو انها لم تحقق تقدما يذكر مع انحاء بشار باللائمة في اراقة الدماء في البلاد على “ارهابيين.”

وقدم عنان يوم السبت مقترحات بشأن وقف العنف بين قوات الامن والمعارضة في الثورة التي بدأت قبل عام ضد الاسد وحرية وصول الوكالات الانسانية والافراج عن المعتقلين وبدء حوار سياسي.

ونقل متحدث عن عنان قوله ان المحادثات كانت “صريحة وشاملة”. ومن المقرر ان يلتقي عنان مع الاسد من جديد الاحد قبل مغادرة سوريا الى قطر.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن الاسد حديثه لضيفه عن “استعداد سوريا لانجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث.”

وأضاف الرئيس السوري بعد محادثات استغرقت نحو ساعتين مع عنان ان “أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على اشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد.”

وقتل الاف في سوريا منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد الاسد قبل عام.

وبينما كانت المحادثات بينهما دائرة كانت القوات السورية تهاجم مدينة ادلب في شمال غرب سوريا وهي احد معاقل التمرد.

وقال ناشط جرى الاتصال به هاتفيا بينما كان صوت الانفجارات يسمع اثناء المكالمة “قوات النظام اقتحمت للتو ادلب بالدبابات ويجري الان قصف بالمدفعية الثقيلة.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 16 من مقاتلي المعارضة وسبعة من قوات الجيش السوري واربعة مدنيين قتلوا في ادلب. وقال المرصد ان 15 شخصا اخرين من بينهم ثلاثة جنود قتلوا في اعمال عنف في مناطق اخرى.

وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف -الذي اجتمع مع عنان في وقت سابق يوم السبت في القاهرة قبل سفره الى دمشق- الجامعة العربية ان بلاده “لا تحمي اي نظام” لكنها لا تعتقد ان اللائمة في الازمة السورية يمكن ان احد الجانبين دون الاخر.

ودعا لافروف الى وقف لاطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية لكن قطر والسعودية انتقدتا بشدة موقف موسكو.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي يقود الدعوات لعزل الاسد وتسليح المعارضة ان وقف اطلاق النار لا يكفي. وقال انه يجب محاسبة قادة سوريا واطلاق سراح المسجونين السياسيين.

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان القصور في مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة -حيث استخدمت روسيا والصين مرتين حق النقض (الفيتو) ضد قرار يتعلق بسوريا- هو الذي أدى الى استمرار اعمال القتل.

واضاف ان موقفهما اعطى النظام السوري رخصة للاستمرار في ممارساته العنيفة ضد الشعب السوري.

وادت الخلافات الدولية الى تعطيل المجتمع الدولي عن اتخاذ قرار بشأن سوريا مع معارضة روسيا والصين للدعوات العربية والغربية للاسد للتنحي. وورث الاسد الحكم عن ابيه قبل حوالي 12 عاما.

وأبلغ لافروف وزراء خارجية الجامعة العربية خلال الاجتماع ان مشروع قرار جديدا في مجلس الامن أمامه “فرصة” لاقراره اذا لم تدفعه رغبة الى ضمان سيطرة المعارضين المسلحين على الشوارع في سوريا.

وقدمت الولايات المتحدة مشروع قرار جديدا لكن وزارة الخارجية الامريكية قالت يوم الجمعة انها ليست متفائلة بامكانية موافقة المجلس عليه.

وقالت فرنسا انها ستعارض اي اجراء يساوي في المسؤولية عن اراقة الدماء بين الحكومة السورية وخصومها .

وعلى الرغم من خلافاتهما اتفق لافروف ووزراء الخارجية العرب على الحاجة الى وقف العنف في سوريا.

كما دعا الجانبان الى مراقبة محايدة للاحداث في سوريا ومعارضة اي تدخل اجنبي وضرورة توصيل المساعدات الانسانية ودعم مهمة عنان.

ودعا عنان الذي التقى لاحقا بحسن عبد العظيم المعارض القديم للاسد الى حل سياسي للازمة لكن كثيرين من قادة المعارضة يقولون ان وقت الحوار قد مضى.

وقال عبد العظيم بعد الاجتماع ان العنف يجب ان يتوقف ويجب الافراج عن كل المحتجزين من اجل التفاوض بشأن فترة انتقالية. وقال انه في ضوء العنف والقتل والاعتقالات والتهديدات لن يكون هناك اي حل للازمة.

واستبعد المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج في بيان نشر في موقعه على الانترنت اجراء اي محادثات ما دام الاسد في الحكم.

وقال المجلس ان المفاوضات لا يمكن ان تجري بين الضحايا والجلاد وان على الاسد وحاشيته ان يتنحوا عن الحكم كشرط مسبق لبدء اي مفاوضات جادة.

وتقدر الامم المتحدة أن قوات الامن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة للاسد قبل عام. وقالت الحكومة في ديسمبر كانون الاول ان “ارهابيين مسلحين” قتلوا ما يزيد عن ألفين من أفراد الجيش والشرطة.

وقال دبلوماسي روسي ان الاسد يحارب “ارهابيين” مدعومين من تنظيم القاعدة من بينهم ما لا يقل عن 15 ألف مقاتل اجنبي سيسيطرون على المدن اذا انسحبت القوات الحكومية.

وتنفي المعارضة السورية أي دور للقاعدة في الانتفاضة لكن يوجد اسلاميون بين المعارضين الذين حملوا السلاح ضد الاسد تحت لواء الجيش السوري الحر.

وانتقد الشيخ حمد قبول روسيا تصوير الحكومة السورية للمعارضة بأنها عصابات مسلحة.

وقال في اجتماع الجامعة العربية انه لا توجد عصابات مسلحة وان القتل المنظم جاء من جانب من الحكومة السورية منذ عدة اشهر وانه بعد ذلك اضطر الناس للدفاع عن انفسهم ولذلك وصفهم النظام بأنهم عصابات مسلحة.

وتجتمع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي لافروف في نيويورك يوم الاثنين على هامش اجتماع وزاري خاص لمجلس الامن بشأن الانتفاضات العربية من المرجح ان تكون سوريا موضوعا رئيسيا فيه.

وقال دبلوماسيون عرب ان سوريا بدأت عملية استباقية بسحب سفرائها من اوروبا بسبب خوفها من قيام الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بطردهم ردا على حملة الاسد.

من اليستير ليون

المعارضة تنتقد “التشويش” على دعم الإمارات للسوريين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أصدر المجلس الوطني السوري، أكبر ممثل لقوى المعارضة، بياناً تناول فيه قضية إلغاء تأشيرات إقامة بعض الناشطين السوريين بسبب مشاركتهم بمظاهرة أمام قنصلية بلادهم بدبي، فدعا السوريين لالتزام القانون، وطالب الإمارات بمعاملتهم بـ”بروح التسامح” كما انتقد بشكل ضمني الجدل القائم حول القضية من “شخصيات عامة.”

وقال المجلس في بيانه: “أثارت قضية إلغاء إقامة بعض السوريين المقيمين في دولة الإمارات والمداخلات الخارجية التي حصلت بشأنها من قبل بعض الشخصيات العامة لغطاً كبيراً شوَّش على سياسة دولة الإمارات الثابتة في دعمها لقضية الشعب السوري ووقوفها مع ثورة الحرية والكرامة، كما أساءت إلى قضية السوريين المقيمين في الإمارات.”

وأعرب المجلس عن “أسفه لما حصل” ودعا جميع السوريين المقيمين في الإمارات إلى “الالتزام الدقيق بقوانين البلاد وأعرافها،” في إشارة إلى منع السلطات الإماراتية للتجمعات غير المرخصة.

كما أعرب عن أمله في أن “تعامل دولة الإمارات وحكومتها إخواننا الذين ألغيت إقاماتهم بروح الأخوة والتسامح، آخذين في الاعتبار الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري اليوم نتيجة القمع الوحشي الذي يمارسه النظام القائم.

واعتبر المجلس الوطني أن “الأخوة التي جمعت دائماً شعب الإمارات والشعب السوري في الماضي هي مثال للأخوة الصادقة، وهي كانت ولا تزال وسوف تستمر في المستقبل ولا يمكن أن تتأثر بحادثة عرضية.” وشكر “حكومة الإمارات وشعبها المضياف” لما تقدمه من دعم وتأييد للسوريين “في كفاحهم المرير من أجل الحرية.”

ولم يكشف بيان المجلس الوطني عن أسماء الشخصيات العامة التي عناها في بيانه، غير أن إشادته بالموقف الإماراتي قد تحمل أكثر من دلالة، خاصة في ظل وجود عدة قوى إسلامية ضمنه، بما في ذلك الفرع السوري للإخوان المسلمين.

وكانت الإمارات قد قامت قبل أسابيع بإلغاء تأشيرات الإقامة لعدد من السوريين على خلفية تظاهرهم دون ترخيص ضد نظام الرئيس بشار الأسد إمام قنصلية بلادهم بدبي، بينما قال مسؤول إماراتي إن الذين شملهم القرار “شاركوا في نشاطات أخرى” لم يحدد طبيعتها، وقد أثار القرار موجة اعتراض من منظمات دولية.

وأعقب ذلك تعليقات لرجل الدين البارز، يوسف القرضاوي، الذي ظهر في برنامج “الشريعة والحياة” ليرد على أسئلة المشاهدين، وتطرق إلى قضية ترحيل عدد من الناشطين السوريين بتهمة التظاهر غير المشروع، فتوجه إلى حكام دولة الإمارات مذكراً إياهم بواجباتهم الدينية وبـ”يوم الحساب.”

وألمح القرضاوي إلى أن حكام الإمارات ليس لديهم إلا الثروات المالية، وأعرب عن رفضه “طرد مائة أسرة سورية معارضة للنظام”، كما أشار إلى قضية سحب الجنسيات من بعض الإماراتيين.

وحض رجل الدين الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين حول العالم، حكام الإمارات على احترام الناس وعدم تجاوز “حدود الله،” محذراً من إمكانية أن يعود للتطرق إلى الموضوع بمواقف أخرى في المستقبل إن لم يتغير الوضع.

وبرز في حديث القرضاوي قوله إن رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، اتصل بعه طالباً منه التوسط لدى الحكومة الإماراتية، فرد عليه القرضاوي بالقول إنه هو شخصياً ممنوع من دخول الإمارات.

وتسبب تعليقات القرضاوي بتهديد القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بملاحقته قضائياً بتهمة “سب” الإمارات ووصف خلفان تعليقات رجل الدين المصري الأصل بأنها “سفاهة” على حد تعبيره.

وسرعان ما بات للقضية امتدادات دولية، فقد ندد محمود غزلان، الناطق الرسمي لحركة الأخوان المسلمين في مصر، بمواقف الإمارات حيال القضية، ما استدعى رداً من عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج، الذي قال إن تصريحات غزلان “غير مسؤولة وتفتقد إلى الحكمة.”

سوريا: قذيفتان بالدقيقة على إدلب والجيش ينذر أهل بنش

دمشق، سوريا (CNN) — أشارت المعارضة السورية إلى وقوع اشتباكات واسعة بين الجيش النظامي وعناصر منشقة في ضواحي دمشق وحلب، مضيفة أن أحد كبار ضباط الجيش اتصل بوجهاء بلدة بنش قرب إدلب، وخيرهم ما بين تسليم سلاح المنشقين أو التعرض للقصف، بينما أفاد ناشطون بتعرض مدينة إدلب نفسها لقصف شديد.

وقال ناشطون عبر لجان التنسيق المحلية إن أحد كبار جنرالات الجيش السوري اتصل بوجهاء بلدة بنش بمحافظة إدلب، وطلب منهم تسليم الأسلحة التي يستخدمها المسلحون المعارضون وعناصر الجيش السوري الحر خلال 24 ساعة، وإلا فإن البلدة ستتعرض لقصف شديد وسيتم اقتحامها بحلول صباح الاثنين.

وتأتي هذه التقارير في وقت قالت فيه لجان التنسيق إن سوريا شهدت السبت مقتل 63 شخصا، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحصيلة تبلغ 98 قتيلاً، بينهم 39 جندياً منشقاً و39 مدنياً، إلى جانب 20 جندياً من القوات الموالية للحكومة، بينهم جنرال.

وفي مدينة إدلب المحاصرة من قبل القوات الحكومية، قال الناشط “عبدالعزيز” إن القصف ينهمر على البيوت كما كانت الحال عليه في مدينة حمص، مقدراً سقوط قذيفة كل دقيقتين، وأبلغ عن أضرار كبيرة في المساكن.

وبحسب “عبدالعزيز” فإن قوات الأمن السورية تقوم بعمليات دهم للمنازل من أجل البحث عن الناشطين، مضيفاً أن أعداد الدبابات التي تحاصر المدينة “أكبر من أعداد الجنود المنشقين” وأضاف: :السيناريو مطابق تماماً لما جرى في حمص.”

وفي جنوبي البلاد، أكد ناشطون وجود قصف لمدينة الجيزة، وسط طوق يحيط بها من كل مداخلها، كما أشاروا إلى أصوات انفجارات واشتباكات عنيفة في حي باب قبلي بحماة، إثر اقتحام الجيش له صباحا، واستيلائه على بعض منازل الأهالي بعد طردهم منها وتحويلها لمواقع عسكرية.

كما جرت عمليات دهم في المزارع الواقعة بين زملكا وعربين بريف دمشق، في حين تعرضت أحياء كرم الزيتون والرفاعي وباب الدريب وجب الجندلي في حمص للقصف.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة المعلومات الميدانية بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى