أحداث الأحد، 11 كانون الأول 2011
«مأساة حمص» تنذر بتصعيد دولي ضد السلطات السورية
الدوحة – محمد المكي احمد؛ دمشق، القاهرة، باريس – «الحياة»، ا ف ب، ا ب
بينما يشتد الحصار الذي تتعرض له مدينة حمص، التي باتت المعارضة تطلق عليها شعار «عاصمة الثورة السورية»، وتستمر فيها المواجهات ذات الطابع الطائفي، دعت الحكومة الفرنسية امس المجتمع الدولي الى «انقاذ الشعب السوري». وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان فرنسا «تعرب عن القلق العميق ازاء المعلومات التي تشير الى استعداد قوات الامن السورية لشن هجوم عسكري على حمص». كما حمّلت باريس الحكومة السورية مسؤولية اي عمل قد يستهدف السكان في هذه المدينة.
ويأتي التحذير الفرنسي لدمشق بعد مواقف غربية مماثلة، وخصوصاً من جانب حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا، ما يعني ان مأساة حمص ستفتح باباً واسعاً الى تصعيد دولي ضد السلطات السورية.
وسبق ان اعربت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند عن قلق حكومتها ازاء تطورات الاحداث في حمص. واضافت انه «في حال وقع الهجوم (على حمص) فان السلطات السورية لا يمكنها التنصل من مسؤولياتها. وسيعتبر الرئيس الاسد مسؤولا عن اي عمليات قتل ستجري».
وفي لندن قال وزير الدولة البريطاني المكلف شؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت في بيان اول من امس (الجمعة) «ان الحكومة البريطانية تعرب عن بالغ قلقها اثر معلومات عن نشر تعزيزات من قوات الامن وعربات مصفحة في مدينة حمص المحاصرة». واضاف «على الحكومة السورية ان تسحب على الفور قواتها من حمص والتصرف مع ضبط النفس». وقال ان الحكومة البريطانية مستمرة في التحرك مع شركائها الدوليين لادانة القمع في سورية ولدعوة الحكومة السورية الى الاستجابة لطلبات شعبها الشرعية.
وكان «المجلس الوطني السوري» حذر من حصول «مجزرة» في حمص التي تتعرض لحملة قمع عنيفة منذ اسابيع. وقال ان المعلومات المستقاة من الناشطين على الارض تشير الى ان النظام «يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في هذه المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها».
وتستعد المعارضة السورية لاضراب عام وعصيان مدني دعت اليه اعتباراً من اليوم في مختلف انحاء سورية. فيما سقط امس 12 قتيلاً على الاقل برصاص قوات الامن في مناطق مختلفة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين قتلوا في حمص وشخصان في محافظة درعا. كما اطلقت قوات الامن النار على مشاركين في موكب تشييع في معرة النعمان في محافظة ادلب، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. وقتل ثلاثة واصيب ثمانية بجروح عندما اطلقت قوات الامن النار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماه. وذكر المرصد ان ثلاثة اشخاص من مدينة حرستا ماتوا «تحت التعذيب»، بعدما اعتقلتهم الاجهزة الامنية قبل ثلاثة اسابيع.
في هذا الوقت ما تزال الجامعة العربية تنتظر رد دمشق على الرسالة التي بعث بها الامين العام للجامعة نبيل العربي الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال مصدر ديبلوماسي في الجامعة ان العربي اقترح عقد الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة الذي كان مقرراً امس السبت في الدوحة الى 16 او 17 الشهر الجاري في مقر الجامعة في القاهرة.
ووصف المصدر إلغاء اجتماع الدوحة ونقله الى القاهرة بـ «مهلة ضمنية» جديدة مدتها أسبوع، يمكن فيها للحكومة السورية أن تردَّ بإيجابية وأن تتوقف عن محاولات كسب الوقت، وذلك لإبقاء الملف السوري في دائرة الحل العربي. وأكد المصدر أن التدخل الدولي كارثي، مشدداً في الوقت نفسه على أن عدم تجاوب سورية مع الحل العربي يضع «المتمهلين» في مأزق، وبالتالي لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه.
ويتم تداول معلومات في القاهرة نقلاً عن اعضاء في اللجنة الوزارية العربية، ان عدداً من الدول مثل مصر والجزائر وأخرى من خارج اللجنة مثل العراق، تفضَّل التريث وانتظار الرد السوري، وهو ما أدَّى إلى قرار عقد الاجتماع في نهاية الاسبوع المقبل في مقر الجامعة في القاهرة.
وفيما شكل الوضع السوري عنوان الاجتماع الذي عقده العربي في الدوحة أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قالت المصادر ان الملف السوري سيكون حاضرا في اللقاءات التي سيجريها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل امس الى الدوحة.
ولوحظ في الدوحة أن أوساطا عربية معنية بالملف السوري بدت غير متفائلة بامكان تلقي الجامعة العربية ردا رسمياً سورياً ايجابياً. وفي اشارة الى اليأس من مواقف الحكومة السورية قال مصدر عربي «ربما لا يتلقى العرب ردا ايجابيا لا اليوم ولا غدا أو بعد شهر «، لكن مصدرا موثوقا به توقع ان تعقد الجامعة اجتماعا للجنة الوزارية يعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب، لتقويم موقف الحكومة السورية ومسار تطبيق قرارات المقاطعة العربية لسورية وأية مستجدات.
إلغاء اجتماع الدوحة في شأن سورية يُضعف الحلّ العربي
«المعارضة» تراهن على «إضراب الكرامة»… وغليون يدعو إلى قرار أممي سريع
في خطوة قد تدخل “الحل العربي” للأزمة السورية في نفق مظلم، أفاد مصدر دبلوماسي في جامعة الدول العربية ان اجتماع اللجنة الوزارية العربية الذي كان مقرراً إجراؤه في العاصمة القطرية أمس للبحث في الملف السوري قد ألغي، وذلك وسط تقارير عن تزايد الخلافات داخل الجامعة حول كيفية التعاطي مع الأزمة، بعد اسقاط دمشق كل المهل التي وضعتها الجامعة مع تمسكها بـ”الحل الأمني” الذي بات يهدد بإدخال البلاد بحرب أهلية أو تدويل الأزمة وصولاً الى تدخل عسكري خارجي.
وقال المصدر الدبلوماسي العربي أن الامين العام للجامعة نبيل العربي اقترح عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في 16 أو 17 ديسمبر الجاري في مقر الجامعة في القاهرة.
إلا أن صحيفة “الأهرام” المصرية نقلت عن العربي أنه لم يكن هناك أي اجتماع مقرر في الدوحة، مضيفاً انه قام بالرد على خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأخير، والذي تضمن الشروط السورية الجديدة لتوقيع بروتوكول وفد المراقبين العرب.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس أن “لجوء الجامعة العربية الى العراق لحلحلة الازمة السورية”، جاء بعد وصول مبادرة الجامعة الى طريق مسدود.
وقال زيباري إن “المبادرة العربية تجاه سورية وصلت الى طريق مسدود والى مداها النهائي”، مشيراً الى أن بلاده “ستحاول اقناع القيادة السورية بقبول المبادرة قبل فوات الاوان لأن البديل سيكون تدويل الأزمة”. وأكد أن العراق سيقوم “باتصالات حقيقية” مع المعارضة لحثها على قبول اتفاق.
الى ذلك، ناشد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون المجتمع الدولي والجامعة العربية امس، الضغط على روسيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ضد النظام السوري.
وقال غليون في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه ووفد من المجلس وزير الخارجية الايطالي غوليو تيرسي في روما، إن “حماية الشعب السوري هي مسؤولية الأمم المتحدة”، مضيفاً: “في سورية لا توجد حرب أهلية بل نظام ديكتاتوري يسعى لقمع شعبه واستعداء كل طرف في المجتمع ضد الآخر”.
ميدانيا، وفي محاولة هي الثانية من نوعها لدفع السوريين الى المشاركة في إضراب شامل يمهد لعصيان مدني، حشدت المعارضة السورية كل قوتها الدعائية لإقناع السوريين بالمشاركة في “إضراب الكرامة” اليوم، لمواجهة الحل الأمني الذي تتمسك به السلطة، وسط عدم قدرة المعارضة على تصعيد التظاهرات وتوسيعها في ظل العنف، وفي محاولة للحفاظ على “سلمية الثورة” في ظل مخاوف من أن يؤدي العنف الحكومي المتواصل الى دفع البلاد نحو حرب أهلية والى دفع المحتجين الى حمل السلاح.
جاء ذلك وسط استمرار التوتر في حمص مع تقارير افادت بأن 10 آلاف جندي يحاصرون المدينة بعد أن حفروا خنادق كبيرة على مداخلها. وفي حين اشارت التقارير الى مقتل 12 شخصاً أمس، معظمهم في حمص، افادت حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان بأن قوات الأمن قتلت 41 مدنياً بينهم سبعة اطفال خلال تظاهرات “جمعة إضراب الكرامة” أمس الأول.
(دمشق، القاهرة، روما – أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)
منع قيادات سورية معارضة من عقد لقاء جماهيري في الجزائر
بودهان ياسين
شخصيات من المجلس الوطني السوري تصف زيارتها بالناجحة
أكدت قيادات من المجلس الوطني السوري نجاح زيارته إلى الجزائر في إطار فعاليات الأسبوع التضامني مع الثورة السورية، ويأتي هذا النجاح فيما منعت السلطات الجزائرية عقد لقاء جماهيري مفتوح للوفد السوري وسحبت الترخيص الممنوح في اللحظة الأخيرة.
منعت السلطات الجزائرية الوفد السوري، الذي ضم قيادات من المجلس الوطني و الهيئة العامة لدعم الثورة، من عقد لقاء جماهيري بقاعة الموقار وسط العاصمة الجزائرية، وهو اللقاء الذي كان مبرمجا في إطار أسبوع تضامني نظمته لجنة دعم الثورة السورية بالجزائر، رغم ذلك عبرت قيادات من المجلس في تصريحات خاصة ل ” إيلاف ” عن ارتياحها الكبير لنجاح الأسبوع التضامني، من خلال عقد لقاءات موسعة مع أحزاب، ومنظمات جماهيرية فاعلة .
وفي هذا السياق يشير الدكتور ميشال سطوف، رئيس لجنة دعم الثورة السورية بالجزائر، إلى أن الوفد الذي يزور الجزائر في إطار أسبوع التضامن، يضم قيادات من المجلس الوطني و الهيئة العامة للثورة، و المجلس الأعلى للثورة، وقد استقبل استقبالا حارا من كافة الأحزاب الأساسية ” .
ويضيف سطوف ” و لمسنا من خلال هذه التظاهرة تضامنا واسعا للشعب الجزائري بكل أطيافه مع شقيقه السوري، بحكم روابط التاريخ و الدم التي تجمع الشعبين، و كنا نتمنى أن يتوج هذا الأسبوع بعقد لقاء جماهيري يضم قيادات الوفد السوري مع الأحزاب والجمعيات الجزائـــرية الفاعلة، لكن للأسف تم إلغاء اللقاء لأسباب نحن نجهلها “.
ويشير الدكتور سطوف إلى أن ” مجيء الوفد السوري إلى الجزائر، جاء بناءا على تطور الموقف الجزائري بشكل أفضل تجاه الأحداث في سوريا، من خلال موقفها الأخير في الجامعة العربية.
وقال:” نحن نأمل أن يكون الموقف بعد هذا الأسبوع أكثر قوة و فاعلية، لأن موقف الجزائر يهمنا كثيرا كسوريين، فموقفها له ثقل ووزن باعتبار مكانة الجزائر الهامة ” .
وعن عدم مجيء رئيس المجلس الوطني برهان غليون على رأس الوفد حسب ما أعلن عنه في وقت سابق عضو اللجنة الدكتور سالم السالم أبو الضاد في حديث سابق له مع ” إيلاف “، رفض الدكتور سطوف الربط بأن يكون عدم مجيء غليون له علاقة مباشرة بالموقف الرسمي الجزائري، و ربط ذلك ب ” الطلب الكبير من طرف المجلس على الدكتور غليون للقيام بزيارات على مستوى دول عديدة بالعالم، و حتى من وزارت خارجية عديدة في العالم العربي ” .
من جانبه عبر رئيس الوفد السوري وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني جبر الشوفي في حديثه ل “إيلاف ” عن ” ارتياحه الكبير لنتائج الجولة التي قادته إلى الجزائر، من خلال عقده لقاءات مباشرة مع كبرى الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية، التي عبرت عن مساندتها الكاملة لمطالب الشعب السوري من اجل التحرر و الانعتاق من أغلال نظام مجرم دموي ” .
و أشاد جبر الذي حل ضيفا على التلفزيون الرسمي أول أمس بالموقف الجزائري مؤخرا تجاه القضية السورية ووصفه بالتطور النوعي، ويضيف ” لكننا بحكم العلاقات التاريخية والأخوية نريد أن يكون هذا الموقف أقوى خلال المرحلة المقبلة “
و بشأن إلغاء اللقاء الجماهيري الذي تم قال رئيس الوفد فعاليات ” الأسبوع كانت ممتازة و قد حققنا الهدف المسطر، و كان بودنا أن يختتم بعقد هذا اللقاء، و في الحقيقية استغربنا من إلغائه في آخر لحظة لأسباب نجهلها، لكن رغم ذلك نحن نقول أن الزيارة كانت ناجحة”.
أما الدكتور شادي جنيد أشار في حديثه ل ” إيلاف ” إلى إن الزيارة كانت الغاية منها تفعيل الموقف الجزائري، و منحه رؤية حول ما يحدث في سوريا، وقال:” حيث أننا نعلم أن إخواننا في الجزائر يساندوننا بقلوبهم، إلا أن التردد هو قائم فيما تبين لنا من عدم وضوح الرؤية لديهم، الناس محتارة، هل ما يحدث مؤامرة، هناك سؤال جوهري يطرح، ماذا يحصل حقيقة في سوريا، لذلك نحن خلال تواجدنا في الجزائر وضحنا كيف بدأت ثورتنا كشباب ليس لنا ارتباط بأحد، و ما كنا نتصور أن تستمر إلى غاية الشهر التاسع مع نظام قمعي متوحش إجرامي يستخدم الكذب و الخداع و الإعلام المضلل من اجل البقاء ” .
وعن قدرة المعارضة على الاستمرار أكد شادي ” نحن وصلنا كشباب إلى نقطة اللا عودة، لأننا نعلم أن السفاح الذي يسخر من دماء شعبه في برلمان التهريج، و إذا نظرنا إلى تجربة الثمانينات، و عدد القتلى أثناء أحداث حماه فان السكوت و التراجع الآن يعني أننا سنعيش في الذل لثلاثين عاما أخرى، وهذا ما نرفضه لأننا جئنا إلى الدنيا كي نعيش أحرارا و ما أتينـــاها لكي نكون عبيدا فإما أن نحيا بكرامـــة لأنها ثورة الكرامة و إما نموت ” .
و يضيف الدكتور شادي قائلا ” الضامن الأكبر للثورة هم الثوار على الأرض، لأن الواجهة السياسية للثورة لم تتشكل في يومها الأول ، تشكلت بعد أكثر من ستة أشهر، لكن الثورة استمرت، و بعد أن تشكلت واجهة سياسية وعدت الثوار بالاستجابة لمطالبهم و تكون في خدمتهم، و السياسيون قالوا اقبلوا بحوار، لكن الشارع قال لا نقبل بحوار، لذلك نحن لا نتحاور مع من يقتل أبناءنا، كيف تتحاور مع شخص ثم يقوم بقتلك، كيف نتحاور والمعتقلات مليئة بالسجناء، كل يوم هناك أربعون شهيد بعض الجمعات كان عدد الشهداء يفوق المائة، فكيف أتحاور مع سفاح يحمل السلاح و أنا اعزل، لو كان يريد فعلا الحوار لكان اتخذ خطوات تثبت ذلك و لقبل بالمبادرة العربية كم نستطيع أن نصبر نحن ثابتون حتى النهاية ” .
وعن قدرة النظام على العيش و الاستمرار يقول ” اطلب أن نقارن خطابات بشار الأسد أمام برلمان التهريج و المقابلة الأخيرة عبر إحدى القنوات الأميركية، التي يدافع فيها عن نفسه ، في الوقت السابق كان يهاجم وكان يهدد و يتوعد، أما اليوم رأيناه يتكلم كأنه المسكين الذي لا يملك شيئا، هذا الخطاب بذاته يؤكد أن عصابة الأسد تتزعزع فالحمد لله النصر قادم إنشاء الله ” .
وعن الموقف الجزائري أكد الدكتور إسماعيل حريتي رئيس التنسيقية الوطنية لدعم الثورة السورية أنه شكك منذ البداية في نية السلطة الجزائرية السماح لأعضاء الوفد في عقد لقائهم المفتوح قائلا ” منذ أن قيل لي بمنح رخصة لعقد لقاء جماهيري بقاعة الموقار، شككت في نية السلطة الجزائرية في ذلك “، وأضاف:” بحكم متابعتي لمواقف السلطة الجزائرية منذ اندلاع الثورات العربية النظام الجزائري، الموقف الرسمي الجزائري كان دائما ضد هذه الثورات الشعبية، تحت حجة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا بالعكس نعتبره نحن موقف داعم للأنظمة الاستبدادية، و اليوم يظهر جليا أمام الرأي العام أن النظام الجزائري يقف موقف مضاد للثورات الشعبية و حقها في تقرير مصيرها و ذلك مخافة أن تصل العدوى إلى الجزائر ” .
من جانبه تأسف المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بالجزائر جهيد يونسي من عدم السماح لوفد المجلس الوطني السوري من عقد تجمعه الجماهيري، و ذلك بقوله ” حسب المعلومات التي وصلتني فان القائمين على التجمع وهم الاتحاد العام الطلابي الحر قد حصلوا على رخصة لعقد هذا التجمع، لكن في آخر لحظة تم منع الوفد من عقد لقائه، كان من المفروض على السلطة ألا تقوم بهذا الأمر، و تترك لهذا الوفد فرصة التعبير على رأيه، لأن الذي يحدث في سوريا لا يجب السكوت عليه، و يجب على الجزائر أن تدعم الشعب السوري من اجل حريته و كرامته ” .
هذا وقد تجمع عدد من الموالين لنظام الأسد أمام قاعة الموقار التي كانت من المفترض ان تحتضن اللقاء الجماهيري و رددوا عبارات و هتافات مساندة للنظام مطالبين بعدم التدخل الأجنبي و رافضين لقرارات الجامعة العربية، وكادت أن تحدث مناوشات بين الطرفين لولا تدخل أفراد من قوات الشرطة الجزائرية التي أخلت المكان، بعد أن تقرر عدم السماح للمعارضة بتنظيم تجمعها .
ترحيل الاجتماع العربي حول سوريا لنهاية الأسبوع
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، سقوط قتلى جدد برصاص الأمن السوري، في وقت ألغي اجتماع للجنة العربية المعنية بسوريا، كان مقرراً في الدوحة، أمس، وتحدثت مصادر عربية عن اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء نهاية الأسبوع الحالي، وسط إعلان بغداد الدخول على خط الأزمة لإقناع دمشق بالموافقة على المبادرة العربية .
وقال المرصد في بيان إن عدد القتلى المدنيين بلغ ،16 بينهم 4 بمدينة معرة النعمان (شمال غرب) وثلاثة بمدينة حمص (وسط)، و2 بمحافظة درعا، و3 في حرستا بريف دمشق، وواحد في تلدو (الحولة) و3 في ريف حماة .
عربياً، أكد مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية أن الاجتماع الوزاري العربي لبحث الملف السوري الذي كان مقرراً في الدوحة أمس، ألغي . وأوضح أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اقترح عقد الاجتماع في 16 أو 17 من الشهر الحالي في مقر الجامعة في القاهرة .
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن لجوء الجامعة إلى العراق لحلحلة الأزمة السورية جاء بعد وصول مبادرة الجامعة إلى “طريق مسدود”، مؤكداً أن العراق سيحاول إقناع القيادة السورية بقبول المبادرة قبل فوات الأوان، لأن البديل سيكون تدويل الأزمة .
إلى ذلك، ناشد رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون المجتمع الدولي والجامعة العربية، الضغط على روسيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن في أسرع وقت ضد النظام، داعياً إلى مساعدات مالية وعسكرية غربية للمعارضة . (وكالات)
مطالبة بدخول مراقبين دوليين
وزاري عربي جديد بشأن سوريا
يتوقع أن يجتمع وزراء الخارجية العرب مجددا في القاهرة نهاية الأسبوع لبحث الوضع في سوريا في وقت طالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح لفرق الأمم المتحدة بدخول سوريا للتحقق من روايته لما يجري في البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار الماضي.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر عن مصدر في الجامعة العربية قوله إن وزراء خارجية الجامعة سيجتمعون بالقاهرة نهاية الأسبوع الحالي لبحث الرد على موافقة دمشق المشروطة على السماح لمراقبين من الجامعة العربية بدخول سوريا.
وكان النظام السوري أعلن الاثنين استعداده لتوقيع بروتوكول مراقبي الجامعة، وطلب وزير الخارجية وليد المعلم -في رسالة إلى الجامعة العربية نشرت الثلاثاء- إلغاء العقوبات التي قررتها الجامعة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني لتوقيع بروتوكول المراقبين.
وكانت الجامعة العربية قد قررت تعليق عضوية سوريا قبل أن تفرض في وقت لاحق سلسلة عقوبات بينها تجميد المعاملات التجارية مع الحكومة السورية وحساباتها المصرفية في الدول العربية، إضافة إلى حظر السفر إلى البلدان العربية على 19 شخصية سورية بينهم ماهر شقيق الرئيس الأسد وعدد من المسؤولين الأمنيين.
مسعى عراقي
في غضون ذلك قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده تحاول اقناع القيادة السورية بقبول المبادرة العربية قبل فوات الأوان لأن البديل سيكون تدويل الأزمة.
وأضاف زيباري أن لجوء الجامعة العربية إلى العراق لحلحلة الأزمة السورية جاء بعد وصول مبادرة الجامعة إلى “طريق مسدود”.
ودعا زيباري القيادة السورية إلى قبول وتنفيذ المبادرة العربية قائلا إن مثل هذا التصرف سيكون مفيدا للسوريين وخصوصا مع عدم وجود تبلور لموقف دولي وبعكسه فإن بدايات السنة القادمة ستكون حاسمة للقضية السورية.
وزار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي العراق الخميس الماضي والتقى رئيس الحكومة والقيادات العراقية وقال إن زيارته هي للبحث في إمكانية أن تقوم الحكومة العراقية باستثمار علاقتها مع سوريا لدعم وإنجاح مبادرة الجامعة العربية.
وكان العراق تحفظ على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا مؤخرا وصوّت العراق أيضا ضد قرار الجامعة بتعليق المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة.
وتتضمن خطة السلام العربية إرسال مراقبين عرب إلى سوريا وانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية والبدء باتخاذ إصلاحات سياسية، لكن دمشق أخلفت بالعديد من المواعيد التي حددتها لها الجامعة العربية لتطبيق خطة السلام.
وأفادت صحيفة عراقية بأن وفد الوساطة العراقي الذي سيتوجه إلى دمشق “منح التفويض الكامل” من قبل الجامعة العربية. وقال مصدر في وزارة الخارجية لرويترز إن الوفد سيتوجه “قريبا جدا إلى دمشق” وإنه “يضم مسؤولين دبلوماسيين كبارا”.
اجتماع بمجلس الأمن
على الصعيد الدولي يتوقع أن يقوم مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع وبطلب فرنسي بعقد اجتماع مغلق للاستماع إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي لإطلاع المجلس على أحدث التطورات التي تشهدها سوريا وبالأخص عمليات القمع التي تقوم بها السلطات السورية ضد المتظاهرين.
وقد طالبت بيلاي الرئيس السوري بالسماح لفرق الأمم المتحدة بدخول الأراضي السورية للتحقق من روايته للأحداث.
وكانت بيلاي قالت إن نحو أربعة آلاف قتيل سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، فيما يقول ناشطون إن نحو 4600 سوري قتلوا في الاحتجاجات والقمع العنيف الذي تقوم به الحكومة على مدى تسعة أشهر وفر مئات الأشخاص عبر الحدود إلى تركيا التي أقامت مخيمات لاستيعاب اللاجئين.
وكان الرئيس بشار الأسد شكك -في مقابلة مع شبكة “أي بي سي” الأميركية بثتها الأربعاء- في الحصيلة التي أعلنتها الأمم المتحدة للقتلى في الاضطرابات بسوريا.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رد على تشكيك الرئيس الأسد قائلا إن المعلومات الموثوقة بشأن الوضع في سوريا تفيد بسقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل على أيدي القوات الحكومية.
16 قتيلا بسوريا وغليون يناشد
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى اليوم بلغ 16 معظمهم بحمص، “ثلاثة منهم قتلوا تحت التعذيب على يد قوات الأمن”، وذلك في ظل عمليات متواصلة للجيش في حمص ودرعا وإدلب.
في حين ناشد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون المجتمع الدولي الضغط على روسيا من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن ضد النظام السوري في أسرع وقت ممكن.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن من بين القتلى أربعة أشخاص سقطوا في إدلب شمالي البلاد قرب الحدود مع تركيا عندما فتحت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا في جنازة طفل في معرة النعمان.
وفي محافظة حمص وسط البلاد قال المرصد إن ثلاثة أشخاص قتلوا في إطلاق نار عشوائي قرب حواجز أمنية، كما قتل أيضا اثنان في محافظة درعا جنوبي البلاد قرب نقاط التفتيش.
وبحسب المرصد فقد توفي ثلاثة أشخاص اعتقلتهم قوات الأمن قبل ثلاثة أسابيع في مدينة حرستا بريف دمشق “بعد أن تعرضوا للتعذيب”، كما قتل رجل متأثرا بإصاباته بسبب هجمات القوات الحكومية قبل خمسة أيام في منطقة الحولة وسط البلاد.
وفي ريف دمشق تعرض مشيعون في حي كفر بطنا لإطلاق رصاص لمنعهم من تشييع قتلاهم. وفي بلدة تسيل بمحافظة درعا قال ناشطون إن قوات الأمن اقتحمت البلدة صباح اليوم وسط إطلاق للرصاص, ثم اعتقلت بعض أبنائها.
ويواجه السوريون في المحافظات التي تتركز فيها عمليات قوى الأمن، مصاعب جمة في دفن قتلاهم خصوصا أيام التوتر التي تشهد انتشارا لمن يوصفون بالشبيحة، ويودي تشييع الجنائز في كثير من الأحيان بحياة بعض المشيعين.
الأسد مسؤول
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقابلة حصرية مع الجزيرة إن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول شخصيا عن قتل المتظاهرين في بلاده.
وأبدى بان عدم اتفاقه مع ما قاله الأسد قبل أيام قليلة في مقابلة مع محطّة أميركية من أنه غير مسؤول عن عمليات القتل في بلاده ولا يشعر بأي ندم أو ذنب.
من جهة أخرى، وافق مجلس الأمن على طلب فرنسا بأن تعقد مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي, اجتماعا مع المجلس يوم الاثنين المقبل لإطلاعه على انتهاك سوريا لحقوق الإنسان.
وقد طالبت بيلاي الرئيس السوري بالسماح لفرق الأمم المتحدة بدخول الأراضي السورية للتحقق من روايته للأحداث.
ويقول ناشطون إن نحو 4600 سوري قتلوا في الاحتجاجات والقمع العنيف الذي يقوم به النظام السوري على مدى تسعة أشهر.
غليون يناشد
من جهته، ناشد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون اليوم السبت المجتمع الدولي والجامعة العربية الضغط على روسيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ضد النظام السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن غليون قوله -في مؤتمر صحافي عقب لقاء وفد من المجلس الوطني السوري مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي دي سانتاغاتا في روما- إن حماية الشعب السوري هي مسؤولية الأمم المتحدة.
وناشد غليون سائر المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية الضغط على روسيا حتى يمكن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت ممكن. وأضاف “في سوريا لا توجد حرب أهلية بل نظام دكتاتوري يسعى لقمع شعبه واستعداء كل طرف في المجتمع ضد الآخر”.
وكان غليون قال -في مقابلة مع رويترز- إنه حث قائد الجيش السوري الحر الذي ينضوي تحت لوائه المنشقون عن الجيش السوري على وقف العمليات الهجومية التي يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب أهلية.
قتلى الجمعة
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قالت إن 46 شخصا قتلوا أمس الجمعة برصاص الأمن السوري في مناطق متفرقة من البلاد التي شهدت مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام، في جمعة تحمل شعار “إضراب الكرامة”.
وأوضحت لجان التنسيق أنه سقط 15 من مجموع القتلى في ريف دمشق، و17 في حمص، وسبعة في إدلب، وخمسة في حماة، واثنان في درعا.
وأفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الأمن السوري وجنود منشقين في حي الجورة غربي دير الزور أمس. وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق -التي تضم بلدات سقبا وكفر بطنا وحمورية وجسرين- أطلقت عناصر الجيش والأمن النار لتفريق المتظاهرين.
فعاليات احتجاجية
وجاءت مظاهرات أمس الجمعة تمهيدا لسلسلة فعاليات احتجاجية تبدأ الأحد المقبل وتمتد حتى نهاية العام. وتهدف هذه الفعاليات إلى التأكيد على سلمية الحراك الثوري.
وتشمل المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. فيما تتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية.
أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. بينما يسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.
وستستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة.
وقد رد اليوم السبت الجمهور الموالي للسلطات السورية على دعوات المعارضة “لإضراب الكرامة” -غدا الأحد- بعدم الإغلاق والعمل على مدار الأسبوع.
وبدأت “الموالاة” اليوم بحملة مضادة في الإذاعات المحلية شبه الرسمية ونشرت شعارات كتبت على اللافتات في بعض الطرقات وعلى الإنترنت ردا على المعارضة التي دعت لعصيان مدني.
وأرسلت جماعة موالية للسلطة تسمي نفسها “حركة سورية الوطن” اليوم رسائل قصيرة عبر شبكة الهاتف المحمول مفادها “هي سوريتنا عشقنا وبلدنا، لن نغلق سنعمل يدا بيد من الأحد إلى الأحد وسنبني البلد”.
نظام الأسد يهدد حمص: تسليم المنشقين.. أو الاجتياح
استمرار القتل.. والاجتماع الوزاري العربي بنهاية الأسبوع > فرنسا تدعو المجتمع الدولي للتعبئة لحماية السوريين
جريدة الشرق الاوسط
بغداد: حمزة مصطفى بيروت: ليال أبو رحال
انضمت فرنسا أمس إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في التحذير من هجوم وشيك على مدينة حمص السورية، التي أصبحت رمزا للثورة السورية، ودعت المجتمع الدولي للتعبئة لحماية السوريين, بينما أبلغت مصادر دبلوماسية مطلعة على ملف الأزمة السورية في المنطقة «الشرق الأوسط» بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قالت المعارضة إنه حشد نحو 10 آلاف جندي حول المدينة، وجه إنذارا لحمص، التي تضم عددا كبيرا من جنود الجيش السوري المنشقين، بتسليمهم أو اقتحام المدينة، الامر الذي يهدد بحدوث مجزرة. جاء ذلك، بينما شهد أمس تضاربا حول اجتماع وزاري عربي كان مقررا أمس في الدوحة، حول بروتوكول المراقبين العرب، فقالت مصادر إنه تم تأجيله، بينما قالت مصادر أخرى إنه لم يكن مقررا أصلا. وذكرت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماعات الوزارية الخاصة بسوريا ستعقد يوم 16 أو 17 الشهر الحالي، ونفت المصادر أن يكون أي اجتماع خاص بسوريا قد انعقد بالدوحة. وأفادت المصادر بأنها بانتظار رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على الرسالة التي بعث بها الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يوم 5 الحالي، والتي تدعو الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول بمقر الأمانة العامة للجامعة، وأن هذا لا يمكن تغييره إلا بقرار آخر من مجلس الجامعة، وأن تنفيذ الحكومة السورية للحل العربي سيؤدي إلى الحفاظ على سوريا وأمنها واستقرارها.
جاءت هذه التطورات في وقت استمر فيه النظام السوري باستهداف معارضيه، وقتل 12 مدنيا أمس برصاص قوات الأمن في مناطق سورية عدة، كما أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في البلاد أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال النصف الثاني من الشهر الماضي، وتمكنت من توثيق أسمائهم، بلغ 421 قتيلا.
الأمن السوري يطلق النار على المشيعين ويقتل 12 شخصا.. وفرنسا تحذر من هجوم عسكري على حمص
41 قتيلا سقطوا يوم الجمعة.. واستمرار القتل والمظاهرات عشية بدء الإضراب العام
جريدة الشرق الاوسط
قتل 12 مدنيا أمس برصاص قوات الأمن السورية في مناطق سورية عدة، في الوقت الذي تزايدت فيه التحذيرات الدولية من مغبة شن هجوم على مدينة حمص التي تحولت إلى نقطة الثقل الأساسية في الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعربت فرنسا أمس عن «القلق العميق» إزاء احتمال حصول هجوم عسكري على مدينة حمص في وسط سوريا، ووجهت «تحذيرا إلى الحكومة السورية»، محملة إياها مسؤولية أي عمل قد يستهدف السكان في هذه المدينة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن فرنسا «تعرب عن القلق العميق إزاء المعلومات التي تشير إلى استعداد قوات الأمن السورية لشن هجوم عسكري على مدينة حمص». وأضاف أن فرنسا «إذ تذكر بإدانتها لاستخدام العنف والأساليب العسكرية التي يقع المدنيون ضحيتها، توجه تحذيرا إلى الحكومة السورية وتحمل السلطات السورية مسؤولية كل الأعمال التي قد تستهدف السكان، وتداعيات عملية من هذا النوع على مدينة حمص». كما دعا المتحدث أيضا «مجمل المجتمع الدولي إلى التعبئة لإنقاذ الشعب السوري». وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعربتا أول من أمس عن القلق إزاء تدهور الوضع في حمص ودعتا دمشق إلى «سحب قواتها على الفور» من هذه المدينة. كما حذر المجلس الوطني السوري المعارض أول من أمس من حصول «مجزرة» في مدينة حمص.
وجاء ذلك في وقت أفادت فيه حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات الأمن قتلت 41 مدنيا بينهم سبعة أطفال، خلال مظاهرات الجمعة ضد النظام، خصوصا قرب دمشق وحمص (وسط). وأفاد المرصد السوري بأن 12 شخصا آخرين قتلوا أمس، منهم ثلاثة مدنيين قتلوا في حمص برصاص أطلقته قوات الأمن عليهم من حواجز مقامة في المدينة، كما قتل شخصان في محافظة درعا جنوب البلاد.
وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على مشاركين في موكب تشييع في معرة النعمان بمحافظة إدلب (شمال غربي) مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. كما أطلقت قوات الأمن النار «من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماه مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة ثمانية آخرين بجروح».
وقال المرصد إن ثلاثة شبان من مدينة حرستا «استشهدوا تحت التعذيب» وكانت «الأجهزة الأمنية قد اعتقلتهم قبل ثلاثة أسابيع». كما تحدث المرصد عن حملة مداهمات نفذتها قوات الأمن السورية في بلدة هجين بدير الزور، قال إنها «ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف وأسفرت عن اعتقال 13 مواطنا».
ويأتي استمرار العنف في سوريا عشية بدء إضراب عام دعا له الناشطون، تمهيدا لإعلان عصيان مدني. وكتب الناشطون على الإنترنت «ندعو الموظفين والعمال في جميع مؤسسات الدولة داخل سوريا وخارجها إلى الإضراب»، موضحين أن هذا الإضراب «خطوة باتجاه العصيان المدني (…) لقطع الإمكانات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل أطفالنا». وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن خطوات أخرى ستلي الإضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات وإضرابات في وسائل النقل وغيرها.
ورد أمس الجمهور الموالي للسلطات السورية على دعوات المعارضة المطالبة بالحرية والديمقراطية وإضراب اليوم بعدم الإغلاق والعمل على مدار الأسبوع. وبدأت «الموالاة» أمس بحملة مضادة في إذاعات «إف إم» المحلية شبه الرسمية ونشرت شعارات كتبت على اللافتات في بعض الطرقات وعلى الإنترنت ردا على المعارضة التي دعت لعصيان مدني واعتباره يوم «إضراب عام».
وأرسلت «موالاة السلطة» التي تسمي نفسها «حركة سوريا الوطن» أمس رسائل قصيرة عبر الجوال مفادها «هي سوريتنا عشقنا وبلدنا، لن نغلق، سنعمل يدا بيد من الأحد إلى الأحد وسنبني البلد».
مقتل «طبيب الثورة» إبراهيم نائل عثمان على الحدود التركية خلال هربه من سوريا
تنقل باسم خالد الحكيم.. وقال لـ «الشرق الأوسط» في وقت سابق: نحمل أرواحنا على أيدينا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا مساء أمس عن مقتل الطبيب إبراهيم ناهل عثمان، مؤسس تنسيقية أطباء دمشق والناطق باسمها، وذلك بعد «إطلاق النار عليه من قبل قوات المخابرات الجوية على الحدود التركية». وكان عثمان، المتحدر من مدينة حماه، من أبرز الأطباء الذين عملوا بشكل سري على إسعاف الجرحى والمصابين في المظاهرات. وأطلقت «لجان التنسيق المحلية» على عثمان، المعروف إعلاميا باسم «خالد الحكيم»، لقب «طبيب الثورة».
وكان عثمان لخص لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، عمله وزملائه في تنسيقية أطباء دمشق بالقول: «تنسيقية الأطباء تعمل على التدخل في الأرياف والبلدات السورية التي تشهد تحركات شعبية ومواجهات، والأطباء يدخلون بطرق ملتوية وبالسر من أجل إسعاف الجرحى». وأضاف، في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق، ونشرت بتاريخ 7 سبتمبر (أيلول) الماضي: «ارتأت مجموعة من الأطباء تجهيز مشاف ميدانية صغيرة داخل مبنى أو في سيارة أو حافلة صغيرة أو دكان ما، بعد الحصار الذي فرض على البلدات والمدن السورية، وهذه المشافي إن لم تكن مجهزة كما هي الحال في الدول المتقدمة بطاقم طبي واختصاصيي تخدير وغرفة عمليات، إلا أنها تسد الحاجة في الإسعافات الأولية والجراحات الصغرى والإجراءات التي قد تنقذ حياة المصابين من وقف نزف أو معالجة كسور في الصدر..».
وأشار عثمان في المقابلة عينها إلى أن «أطباء سوريا منقسمون اليوم إلى 3 فئات: فئة تضم أطباء مؤيدين للنظام وغير مستعدين لأي تعاون أو تعاطف، لا بل إننا نحذر من التعاطي معهم، وفئة ثانية تقدم مساعدات عن بعد من أدوية وخيطان تقطيب ومعدات بسيطة، إضافة إلى فئة ثالثة تضم أطباء يحملون أرواحهم على أيديهم وينزلون إلى المظاهرات غير آبهين بالخطر المحدق بهم، يبحثون عن مكان آمن يضعون عدتهم الطبية فيه».
ووصفت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» عثمان بأنه «بطل من أبطال الثورة ورمز من رموزها، وهو شهيد المهنة الإنسانية»، ولفتت إلى أنه «شارك في إنشاء الكثير من المشافي الميدانية في دمشق وريفها، وأوقف دوامه في اختصاص الدراسات العليا في جامعة دمشق في الجراحة العظمية من أجل التفرغ لعلاج جرحى المظاهرات، إلى أن اعتقل زملاؤه وأصبح مطلوبا بشدة من قبل رجال الأمن، مما اضطره للهرب من البلد فأراد السفر إلى تركيا». وأشارت إلى أنه «على الحدود السورية التركية وفي قرية خربة الجوز تحديدا، قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي عليه وسقط شهيدا»، خاتمة بالقول: «هكذا أنت يا بلدي: أطباؤك إما معتقلون أو جرحى أو هاربون».
توثيق مقتل 421 سوريا سقطوا في النصف الثاني من نوفمبر.. أغلبهم في حمص
تقرير دوري لـ«لجان التنسيق المحلية»: لا يمضي يوم من دون «انتهاكات» جسيمة لحقوق الإنسان
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال الفصل الثاني من الشهر الفائت، وتمكنت من توثيق أسمائهم، بلغ 421 قتيلا، بينهم 104 عسكريين قضوا في «اشتباكات بعد انشقاقهم، أو بعمليات إعدام ميداني لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين».
وأفادت، في التقرير الدوري الذي تصدره كل 15 يوما حول «انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في الفترة الممتدة بين 16 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، بأن من بين القتلى 34 طفلا (25 ذكرا و9 إناث)، إضافة إلى 26 قتيلا ماتوا تحت التعذيب»، ليرتفع بذلك العدد الكلي للقتلى منذ بداية التحركات الشعبية وحتى نهاية الشهر الفائت إلى 4722 شهيدا، وفق إحصاء لجان التنسيق المحلية، في وقت تقدر فيه الأمم المتحدة حصيلة الأحداث السورية بـ4000 قتيل سقطوا خلال قرابة 9 أشهر.
وأشار تقرير لجان التنسيق إلى أنه من بين 4722 قتيلا سقطوا منذ بدء الانتفاضة السورية، 841 عسكريا، و258 طفلا و59 طفلة، كما قضى 224 شخصا تحت التعذيب، مع الإشارة إلى أن الشهر الحالي يشهد منذ بدايته ارتفاعا في عدد القتلى الذين يسقطون يوميا، وتحديدا في مدينة حمص، التي تتخوف المعارضة السورية من تخطيط النظام السوري للقيام بعمل عسكري ضدها.
واعتبرت لجان التنسيق أنه «لا يمضي يوم من دون ارتكاب النظام السوري لشتى أنواع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مختلف مدن سوريا ومناطقها»، لافتة إلى أنه إذا كان النظام السوري لطالما عُرف بأنه من بين الأسوأ في سجلات حقوق الإنسان في العالم، فإن طبيعة تلك الانتهاكات من حيث الشدة والتكرار اتخذت منحى آخر منذ بداية الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي، مما دفع بمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى اعتبار ما يرتكبه بمثابة «جرائم بحق الإنسانية».
وتستند لجان التنسيق المحلية في تقاريرها هذه على ما تقوم به من توثيق لـ«الانتهاكات» في الفترة المرصودة، معتمدة في اختياراتها على «شدة الانتهاك وفداحة نتائجه من جهة، وعلى التنوع الجغرافي من جهة أخرى».
وفي إطار أبرز الانتهاكات في مدينة حمص، يورد التقرير مقتل الطفل معتصم عبد الكريم برغوث (5 سنوات) داخل منزله في حي باب عمرو نتيجة إصابته برصاصة قناص عبر النافذة، ووفاة فرزات يحيى جربان، المعروف بقيامه بتصوير المظاهرات منذ بداية الانتفاضة، تحت التعذيب في 20 نوفمبر؛ حيث اقتلعت عيناه وشوه وجهه، وذلك بعد يوم على اعتقاله، فضلا عن مقتل المواطن السعودي حسين الخالدي الذي كان بزيارة لأخواله منذ عيد الأضحى في حمص البياضة.
وبينما بلغ عدد الذين سقطوا في مدينة حمص وأريافها خلال هذه الفترة 204 قتلى، سقط 19 قتيلا في درعا، و69 قتيلا في مدينة حماه وأريافها، و53 قتيلا في مدينة إدلب وأريافها، بينما بلغ العدد الكلي للقتلى في مناطق دمشق وريفها خلال هذه الفترة 33 شهيدا، قضى أكثر من نصفهم في مدينة رنكوس وحدها. وفي دير الزور، سقط 18 شهيدا.
وتظهر مقاطع فيديو عدة مرفقة بالتقرير القصف العشوائي الذي تتعرض له الكثير من الأحياء في المدن السورية التي يخرج أبناؤها للتظاهر، فضلا عن صور تظهر جثثا لمتظاهرين وناشطين قُتلوا تحت التعذيب، وآثار الكدمات واضحة على أجسادهم.
آلاف السوريين يلجأون إلى ليبيا هربا من القتل
صحيفة «الـتلغراف»: باصات يومية تصل محملة بعائلات سورية.. وأعدادهم قاربت الـ4 آلاف
جريدة الشرق الاوسط
بنغازي – لندن: «الشرق الأوسط»
لجأ الآلاف من السوريين الهاربين من العنف في بلادهم، إلى ليبيا التي لا تزال تتعافى من الحرب الأهلية فيها التي اندلعت بين مؤيدي ومناهضي العقيد الليبي السابق معمر القذافي، بحسب صحيفة الـ«تلغراف» البريطانية أمس.
وذكرت الصحافية أن باصات مليئة بعائلات سوريا تصل يوميا من سوريا إلى بنغازي، في شرق ليبيا. وقال الدكتور محمد جمال، وهو زعيم سوري محلي في بنغازي، لـ«تلغراف»: «هناك ما يصل إلى 4 آلاف عائلة سورية طلبت اللجوء في ليبيا في الأسابيع الأخيرة الماضية، والأرقام تتزايد يوميا». وأضاف: «الباصات تصل مليئة وتعود فارغة. في الماضي، كان هناك باصان أسبوعيا، اليوم هناك باصان يوميا».
وتستغرق الرحلة بالباص 4 أيام ونصف اليوم من السفر، وتمر عبر الأردن مرورا بقناة السويس عبر مصر ومن ثم وصولا إلى بنغازي. ونقلت الصحيفة عن اللاجئين السوريين أنهم يفضلون تحمل مشقة هذه الرحلة على اللجوء إلى البلدان الحدودية التي لا يشعرون فيها بالأمان. ويخشى اللاجئون من العبور إلى لبنان خوفا من الملاحقات الأمنية من مؤيدي النظام السوري، ومن العبور إلى الأردن وتركيا خوفا من المخابرات السورية. وقال أحد اللاجئين الذي رغم انتقاله إلى ليبيا لا يزال يخشى من إعطاء اسمه خوفا على حياته: «ليبيا حرة الآن. ليست هناك شرطة سرية تراقب تحركاتك».
وتهرب معظم العائلات من مدينة حمص خصوصا التي تتعرض لعملية عسكرية وأمنية شديدة منذ أيام، إضافة إلى مناطق أخرى من البلاد. وقال أحمد، وهو اسم مستعار، للصحيفة، إنه وصل قبل 4 أيام من حمص إلى بنغازي. ووصف أحمد معاناة عائلته قبل هروبهما، وقال إنه هو وزوجته، وبناته الأربع وابنه الذي يبلغ من العمر سنتين، كانوا يعيشون في شارع يقع بين منطقتين سنية وأخرى علوية. وروى كيف أنه طوال 3 أشهر، كانت العائلة تشاهد التوتر بين المنطقتين يكبر، ومع تصاعد الاعتداءات الطائفية، بات الخروج من المنزل شديد الخطورة. وقال: «الوضع سيئ جدا في حمص بين السنة والعلويين. جميعهم يتقاتلون الآن. عصابات شيعية تستولي على سيارات ثم تشعلها ومن ثم تلقي اللوم على العلويين. والقوات الأمنية تشجعهم على ذلل». وأضاف: «إنها حرب. كانت هناك 6 دبابات في شرع بيتي. أحيانا، لم يكن باستطاعتنا الخروج (من المنزل) لأيام بسبب القتال. كنت أنتظر حتى هدوء (المعارك) للخروج للتزود بالحاجات، أو عندما يصبح القتال في الشارع المحاذي سيئا لدرجة أنه يشتت الانتباه».
وأشار أحمد إلى أنه قرر مغادرة البلاد عندما قتل عمه بقذيفة أثناء خروجه لشراء الخبز. وقال: «انتظرنا أكثر من شهر للحصول على جوازات سفر، وكان علينا أن ندفع رشى لمكتب الهجرة… تقريبا كل الذين تحدثت معهم في حمص، يذكرون أنهم يريدون المغادرة. تركنا منزلنا وسيارتنا وكل شيء».
قبل سقوط القذافي، كان آلاف السوريين يعملون في ليبيا. ويقدر الهلال الأحمر الليبي عدد السوريين الذين كانوا موجودين في البلد في بداية الثورة بـ12 ألف شخص. وقال زياد الدريسي، منسق شؤون اللاجئين لدى الهلال الأحمر الليبي: «الكثيرون غادروا ولكنهم يعودون الآن ويجلبون معهم عائلاتهم».
وقال الكثير من اللاجئين لـ«تلغراف»، إنهم يمكثون لدى أقاربهم أو معارفهم. وقال رجل وهو يحمل أمتعته من الباص: «لقد عملت في ليبيا طوال 20 عاما، العديد من الناس الذين كنت أعرفهم منذ ذلك الوقت، قد ماتوا من كبر السن أو قتلوا في الحرب الليبية، ولكن لا يزال لدي بعض الأصدقاء».
وأشار جمال، منسق شؤون الجالية السورية، إنه استعمل أموالا تبرع بها متعاطفون ليبيون وسوريون يعيشون في ليبيا، لاستئجار شقق لإيواء العديد من العائلات. ولكن مع تصاعد الأعداد، يصبح ذلك صعبا. وقال جمال: «خلال الأيام العشرة الماضية، ونحن نجد صعوبة في العثور على أماكن لإيوائهم».
وقالت الحكومة الليبية الجديدة، التي كانت الشهر الماضي أول من يعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض، إنها مستعدة لإيواء اللاجئين السوريين. وقد أمن الهلال الأحمر الليبي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ملاجئ مؤقتة في مخيم بنغازي للاجئين الذي آوى نحو 12 ألف لاجئ من الحرب الليبية. وقال إبراهيم العصفور، مدير المخيم: «لدينا 26 عائلة سوريا سيتم إرسالهم إلى هنا، ونتوقع المزيد».
الأمن السوري يعتقل عضوا في المجلس الوطني المعارض
محمد الوزير كان يعمل تحت اسم حركي لتجنب الملاحقة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
أعلن المجلس الوطني السوري أن أحد أعضائه، محمد خير الوزير، المعروف باسمه الحركي (تحسين أبو زياد)، وهو ممثل للحراك الثوري في كتلة الثوار الشباب في المجلس، انضم إلى الناشطين الذين اعتقلتهم السلطات السورية منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف مارس (آذار) الماضي.
وقال المجلس إن محمد خير الوزير تم اعتقاله يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من أمام مبنى الهجرة والجوازات في حي «ركن الدين» بدمشق، بـ«أسلوب غير إنساني» من أمام أعين زوجته وأطفاله الثلاثة، وهو يعتبر من الناشطين السياسيين الفاعلين على أرض الثورة السورية في بلدته دوما في ريف دمشق، حيث كان «يعمل على دعم الثورة السورية عبر تنسيقية دوما، من خلال عمله كناشط حقوقي، وكان يقوم برصد التجاوزات التي تحصل من قبل شبيحة النظام والأجهزة الأمنية».
والوزير (34 عاما) يعمل مدرسا، وهو ناشط حقوقي في منظمة «عدالة» للدفاع عن حقوق الإنسان، وكان قد أفرج عنه في شهر أبريل (نيسان) الماضي، بعدما تم اعتقاله لمدة ثلاث سنوات في سجن صيدنايا، على خلفية عمله المعارض.
وعن كيفية ملاحقته ومن ثم اعتقاله، قال ياسر النجار، عضو المجلس الوطني السوري وعضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة، إنه قد تكون المخابرات السورية عملت على رصد تحركات الوزير بعد عملية بحث طويلة عنه، نظرا إلى أن تحركاته كانت منذ الإفراج عنه تحت اسمه الحركي، وكان متواريا عن الأنظار، لكن يبدو أنه ومنذ اكتشافه لهذا الأمر قام النظام باعتقاله، وقد تمكن من ذلك في إدارة الهجرة والجوازات.
ولفت النجار إلى أن المعلومات المتوفرة إلى الآن هي أن الوزير معتقل في سراديب الأمن السورية في «فرع فلسطين» في منطقة مزة في دمشق. وأكد أن هناك محاولات كثيرة قام بها أعضاء الحراك الثوري لإطلاق سراحه، من خلال الاتصال بالمنظمات الإنسانية الدولية، لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة ولم يتلقوا أي إجابة.
وأصدر مكتب الحراك الثوري في المجلس الوطني السوري بيانا أشار فيه إلى أن النظام السوري يقوم، ومنذ بداية الثورة السورية، باعتقال الناشطين وتعذيبهم بكل الطرق الهمجية واللاإنسانية، وقد خرج عدد كبير منهم من غياهب سجون النظام شهداء، كالشهيد الطفل حمزة الخطيب وتامر الشرعي وغيرهم. أما من خرج منهم أحياء فهم يعانون من إصابات وعاهات جسدية. والكثير من الذين خرجوا أحياء لا يخلون من إصابات وعاهات جسدية، وأضاف البيان: «حرصا منا على حياته وحياة كل المعتقلين السوريين من التعذيب أو القتل أو التصفية، فإننا نطالب النظام السوري بالإفراج الفوري عن الوزير وعن جميع المعتقلين، ونحمل النظام مسؤولية الحفاظ على حياته وحياة كل المعتقلين السوريين، وندعو اللجنة الوزارية العربية والمنظمات الدولية ووزراء الخارجية في دول العالم بالمطالبة بالإفراج عنه وعن جميع المعتقلين السورين فورا، واتخاذ خطوات واضحة تدين الاعتقال الممنهج الذي تستخدمه العصابات الأسدية ضد المواطنين الأبرياء».
اعتقالات بالجملة تطال مثقفين وإعلاميين وسينمائيين سوريين وشكوى من عدم قانونية مدة احتجازهم
محامي الدفاع لـ «الشرق الأوسط»: التهم جاهزة دائما.. وجهات أمنية تعتبر نفسها أعلى من القانون
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
يشكل الفنانون والمثقفون السوريون، الذين لم يترددوا في التعبير عن آرائهم حيال الأحداث التي تشهدها سوريا منذ منتصف شهر مارس (آذار) الفائت، «فريسة» سهلة للقوى الأمنية السورية التي بدورها لا تتردد في اعتقالهم متى وجدت الفرصة الملائمة.
وعلى الرغم من أن أماكن سكنهم وعملهم معروفة، فإن عملية توقيفهم تبقى خاضعة لمزاج الرقيب الأمني، إذ تم اعتقال أكثر من ناشط ومخرج ومثقف لدى محاولتهم السفر للمشاركة في مؤتمرات حقوقية أو إعلامية، مع العلم بأن معظمهم يقصد دائرة الجوازات والسفر للتأكد من أنه لا شيء يمنع سفره، لكنه يفاجأ بتوقيفه أثناء وصوله إلى المطار أو إلى الحدود.
وفي حين أن محاكمة البعض منهم تحصل سريعا، فإن البعض الآخر يعاني من طول مدة احتجازه لدى الفروع الأمنية قبل أن يحال ملفه إلى المحكمة بتهم يصفها المستشار القانوني لـ«المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» خليل معتوق لـ«الشرق الأوسط» بأنها «تهم جاهزة إلى درجة باتت فيها أشبه بـ(الكليشيهات) على غرار (النيل من هيبة الدولة)، و(نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة)، و(الانتساب لمجموعة محظورة من أجل قلب النظام)، و(التظاهر)، و(الانتساب إلى جمعية ذات طابع دولي)».
ويؤكد معتوق، وهو محام وناشط حقوقي يتطوع للدفاع عن العشرات من «معتقلي الرأي والضمير» في سوريا، منهم على سبيل المثال عامر عثمان وعامر مطر (صحافيان)، وريم غزي ونضال حسن (مخرجان)، وغيفارا نمر (مصورة ومنتجة)، وكمال شيخو (ناشط وصحافي)، وشادي أبو الفخر (منتج)، أنه «لا نص قانونيا يجيز اعتقال المثقفين والناشطين، أو يبرر التهم التي توجه إليهم»، وقال «هناك (حلّة) من أي قانون، حيث إن فروع الأمن يمكن أن تعتقلهم متى شاءت في أي مكان، في ظل عدم الالتزام بأصول المحاكمات والقانون السوري إلا في حالات نادرة».
وتطرق معتوق إلى حالة المخرج السينمائي فراس فياض، الذي «بعد أن تأكد من دائرة الجوازات والسفر أنه لا شيء يمنع سفره، توجه إلى المطار للسفر، وإذ بإحدى الجهات الأمنية التي تعتبر نفسها أعلى من القانون تعتقله، وحتى الآن لا نعرف شيئا عنه ولا عن وضعه القانوني». ويتابع «كذلك الحال بالنسبة للمدونة والناشطة رزان غزاوي التي كانت متوجهة إلى عمان للمشاركة في مؤتمر إعلامي، وإذ بها يتم توقيفها على الحدود السورية – الأردنية، على الرغم من أنهم يعرفون مكان عملها وإقامتها، وما نعرفه حتى اللحظة عنها أنها محتجزة لدى جهة أمنية ولم يحل ملفها إلى القضاء بعد».
ولا يخلو توقيف هؤلاء المثقفين والفنانين من مضايقات يتعرضون لها على أكثر من مستوى، كما يوضح معتوق، الذي لم ينف بدوره تعرضه لضغوط واستدعاءات وإزعاج متكرر من قبل القوى الأمنية. ولفت إلى أنه «بعد توقيف المخرج نضال حسن على سبيل المثال تم إبقاؤه لمدة شهر كامل في أحد الفروع الأمنية، وتم حلق شعره بالكامل، ومن بعدها نقل إلى سجن عدرا».
وفي الإطار عينه، أكد معتوق أن ثمة قرارات صدرت عن القضاء السوري ويشهد لها، خصوصا في حالتي كمال شيخو ومازن عدي، حيث أسقط القضاء التهم الموجهة إليهما بعدما لم يجد ما يؤكد صدقيتها، لافتا إلى أنه «تم الحكم على شيخو بشهرين، فيما سبق الحكم عليه توقيفه لمدة 8 أشهر».
وأعرب «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» عن بالغ قلقه الشديد لازدياد الانتهاكات الواقعة على الصحافيين والمدونين والعاملين في المجال الإعلامي في سوريا، لافتا إلى رصده «أكثر من 120 واقعة انتهاك موثقة لديه منذ بداية العام حتى الآن، الأمر الذي يعتبر انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن رقم 1738 لعام 2006، والداعي إلى ضرورة اعتبار الصحافيين أشخاصا مدنيين يجب احترامهم وحمايتهم في مناطق النزاع المسلح، وهو القرار الموافق لمجموعة اتفاقيات ومعاهدات دولية أخرى أكدت على ضرورة حماية الصحافيين في حال النزاع المسلح».
وبدوره، يشدد معتوق على أن «حالات التوقيف كلها مخالفة للدستور السوري وللاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعتها سوريا، لأن كل ما يقومون به هو التعبير عن رأيهم»، وأشار إلى أن «النص القانوني نفسه يشير إلى أنه في حال تفريق مظاهرة يتم إنذار المتظاهرين أولا، وإذا لم يستجيبوا يعاد إنذارهم ثانية، ثم يرشون بالماء ثالثة، ومن ثم يجيز اعتقالهم». وأبدى أسفه لكون «ما يحصل مغاير كليا، إذ تتم الدعوة لمظاهرة عند الساعة الخامسة، فتحضر القوى الأمنية وتعتقل الموجودين في مكان الاعتصام عند الرابعة والنصف، أي قبل بدء المظاهرة»، مشددا على «المطالبة بسيادة القانون حتى في ظل الظروف التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن».
تجدر الإشارة إلى أن الصحافي عامر مطر مثل أمام قاضي التحقيق الرابع في دمشق، يوم الخميس الفائت، بعد أن قرر قاضي التحقيق العسكري الخامس التخلي عن الدعوى إلى القضاء العادي، حيث قامت النيابة العامة بتحريك الدعوى عليه بتهمة «نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة». وأكد خلال استجوابه أنه «تعرض للجبر والشدة وأن كل أقواله أمام فرع الأمن لا صحة لها».
وبعد أن وجهت النيابة العامة للمخرجة ريم غزي تهم «الانتساب إلى جمعية سرية والنيل من هيبة الدولة ونشر أنباء كاذبة والحض على التظاهر والاشتراك فيه»، أنكرت غزي أمام قاضي التحقيق الثاني في دمشق في الخامس من الشهر الحالي جميع التهم المنسوبة إليها، وتم إيداعها سجن النساء في عدرا.
كذلك، اعتقلت سلطات الهجرة والجوازات يوم الخميس الفائت في مطار دمشق الدولي المصورة والمنتجة السينمائية غيفارا نمر أثناء توجهها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور مهرجان دبي السينمائي، حيث كانت ضمن مجموعة من الفنانين والإعلاميين السوريين الذين تمت دعوتهم لحضور المهرجان. وهذا الاعتقال هو الثاني لنمر بعد اعتقالها أثناء مشاركتها في «مظاهرة المثقفين» في حي الميدان.
في أول إشارة ضمنية ضد النظام السوري.. المالكي يدعو الشعوب إلى إيقاف الحاكم الجلاد
لهجة بغداد الداعمة للنظام السوري تراجعت منذ زيارة بايدن للعراق.. وعشية لقاء المالكي أوباما في واشنطن
جريدة الشرق الاوسط
بغداد: حمزة مصطفى واشنطن: محمد علي صالح
في أول رد ضمني على الاتهامات التي وجهتها دول وأطراف داخلية وخارجية ضد الحكومة العراقية لجهة وقوفها إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الشعوب إلى تحمل مسؤولياتها في إيقاف الحاكم الجلاد الذي يمارس القسوة ضد شعبه. وقال المالكي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان ببغداد أمس: «على شعوب العالم تحمل مسؤولية إيقاف الحاكم الظالم الذي يمارس القسوة ضد شعبه». وأضاف أن «أخطر انتهاك لحقوق الإنسان هو انتهاك دولة لدولة؛ لأنه يريق الدماء ويذبح آلاف الأبرياء، وعلى الشعوب تحمل مسؤولية إيقاف الحاكم الجلاد الذي يمارس القسوة ضد شعبه».
ويعتبر هذا الموقف هو الأول من نوعه الذي يعد تغيرا واضحا في اللهجة الرسمية العراقية، لا سيما على صعيد قسم كبير من قيادات التحالف الوطني. كان أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، قد اختتم، مؤخرا، زيارة للعراق التقى خلاها المالكي وعددا من كبار القادة العراقيين، تركزت المباحثات فيها على الأزمة السورية التي يراد للعراق أن يلعب دورا فيها انطلاقا من كونه الآن الأقرب إلى نظام الأسد من بين الدول العربية. لكن لهجة المالكي – التي بدت تصالحية مع أطراف المعارضة السورية التي رفض قسم منها دعوته للحوار معها في بغداد – هي جزء من المتغير الذي حصل في الخطاب الإعلامي والسياسي الرسمي العراقي حيال الأزمة السورية عقب زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد الأسبوع الماضي.
جاءت تصريحات المالكي هذه عشية بدئه زيارة إلى واشنطن؛ حيث من المفترض أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاثنين المقبل. ومن المتوقع أن يركز اللقاء على الوضع في سوريا، بهدف إقناع العراقيين بالانضمام إلى الضغوط العربية والأميركية على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتتسم الجهود الأميركية بالحذر، وذلك خوفا من إغضاب العراقيين مع انسحاب القوات الأميركية من العراق وحرص واشنطن على استمرار علاقات قوية معهم. وقد أشاد بيان البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، حول اجتماع يوم الاثنين، بجهود القوات الأميركية في العراق. وأشار إلى أن «الرئيس يقدر تضحيات وإنجازات الذين عملوا في العراق، والشعب العراقي، حتى الوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة المليئة بالوعود بهدف تأسيس علاقات صداقة دائمة أميركية – عراقية، بينما نحن ننهي الحرب في العراق».
وقال معلقون صحافيون: إن الإشارة إلى «تضحيات الشعب العراقي» القصد منها إرضاء العراقيين بهدف العمل لفتح صفحة جديدة، ولنسيان سنوات الاحتلال الثماني التي قتل خلالها عشرات الآلاف من العراقيين.
وتحدثت الصحافة الأميركية عن أن واشنطن تريد كسب المالكي لتأييد سياستها في سوريا، في الوقت نفسه الذي تريد فيه إقناع المالكي بأن العهد الجديد في علاقات البلدين سيكون على قدم المساواة، وأن نهاية الاحتلال أيضا معناه نهاية الأوامر، وحتى الضغوط.
إلى ذلك، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، في المؤتمر الصحافي اليومي، في إجابة عن سؤال إذا كانت واشنطن قد وضعت خططا لحماية المدنيين في حمص، قالت نولاند: «نحن قلقون على مصير المدنيين في حمص وفي سوريا كلها». وقالت إن فشل مجلس الأمن، بسبب فيتو كل من روسيا والصين في اتخاذ «قرارات حاسمة وفعالة»، ساعد على «تشجيع النظام السوري ليفعل ما يفعل وما يريد أن يفعل». وقالت إن الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها لإعادة القضية إلى مجلس الأمن. وفي الوقت نفسه، تتشاور مع دول أخرى حول «حماية المدنيين وإرسال المراقبين»، خاصة مع تركيا وجامعة الدول العربية.
كانت نولاند قد قالت إن الرئيس الأسد «يتحمل مسؤولية ما تفعل قوات الأمن الحكومية، وعلى الرغم من أنه قال عكس ذلك على شاشات التلفزيون، فأي رئيس ينفي تحمل المسؤولية على شاشات التلفزيون في حين أن قوات الجيش والأمن التابعة له ترتكب أنواعا مروعة من الفظائع ضد شعبه؟». وأضافت: «نحن نحمله كل المسؤولية هنا».
ورفضت الإجابة عن سؤال إذا كان الأسد «مجنونا»؛ لأنه كان قد قال إن أي حاكم يقتل شعبه لا بد أن يكون مجنونا. وقالت نولاند: «لا أريد التحدث عن حالته العقلية. إننا نحمله المسؤولية عن أعمال العنف».
وقالت إن هناك «علامات تدعو للتفاؤل» عن موقف كل من روسيا والصين. وأشارت إلى «تصريحات متزايدة من جانب الروس عن الحاجة إلى وضع حد لأعمال العنف». وأشارت إلى تصريحات لافروف، وزير الخارجية الروسي، أول من أمس، على ضوء اجتماعات حلف شمال الأطلسي، وإلى أن الصينيين «قالوا أشياء مماثلة خلال اجتماعاتنا معهم في بالي (في إندونيسيا، خلال القمة الأميركية الآسيوية) في الأسبوع الماضي».
الإعلام الغربي يتسارع لمقابلة الأسد.. والنظام السوري يختار شخصيات صحافية محددة
بدأها مع أندرو غيليغان ثم هالة جابر وأخيرا باربرا والترز
جريدة الشرق الاوسط
انضمت الصحافية الأميركية الشهيرة باربرا والترز، أمس، إلى الصحافيين الأجانب الذين يتسارعون لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد، لتكون أول صحافية أميركية تقابل الرئيس السوري منذ اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي.
لقاء والترز مع الأسد، الذي بثته قناة «إي بي سي» الأميركية، يأتي في وقت يحاول النظام السوري أن يؤثر على الرأي العام الخارجي، وخاصة الغربي، في وقت تزداد فيه الضغوط عليه. وبالإضافة إلى أهمية تصريحات الرئيس السوري، فإن الصحافيين أنفسهم الذين يختارهم مكتب الرئيس السوري لإجراء المقابلات الصحافية يثيرون الانتباه. فوالترز تعتبر من أهم وأشهر الصحافيين الأميركيين ولها تاريخ طويل في مقابلة الزعماء العرب، وعلى رأسهم مقابلتها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أول مقابلة تلفزيونية قام بها العاهل السعودي بعد توليه الحكم في السعودية.
وكانت المقابلة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2005 وبثتها قناة «إي بي سي» من أبرز المقابلات التي قامت بها والترز، والتي ما زالت من أبرز الصحافيات في الولايات المتحدة على الرغم من تجاوزها سن الـ82 عاما.
ولكن اسم والترز راج عام 1977 عندما استطاعت أن تقابل الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، قبل توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل (كامب ديفيد) عام 1978. وكانت تلك المقابلة الأولى المشتركة بين زعيم مصري وإسرائيلي، وبعدها ساعدتها شهرتها على الحصول على فرص مهمة في الصحافة من بينها مقابلة 6 رؤساء أميركيين وشخصيات بارزة مثل رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر.
وتعتبر مقابلة والترز الأخيرة مع الأسد محطة جديدة لها، وقالت في مقابلة معها على قناة «إي بي سي» أمس: «كان بإمكاننا السير في كل مكان، كان بإمكاننا زيارة أي مكان، كان الأشخاص يجلسون يتناولون القهوة.. في دمشق الأمور تسير على ما هي، ولكن عن بعد ساعة الناس يقتلون».
وأصرت «هذا الرجل ليس مثل (العقيد الليبي السابق معمر) القذافي.. هذا الرجل (الأسد) مثقف لدرجة عالية وهادئ جدا.. من المثير قوله إنه لم يقم بأعمال (القتل) بل الحكومة قامت بها».
ويعتمد النظام السوري على الصورة التي تنقلها والترز وغيرها من الصحافيين عن الأسد نفسه، بقدر ما يعتمد على تصريحات الأسد الإعلامية في تلك المقابلات.
ويأتي لقاء والترز بعد أن أجرى الأسد لقاءين مع صحيفتين بريطانيتين الـ«تلغراف» و«صنداي تايمز» وكلتاهما معروفة بميولها اليمينية، خلال الشهرين الماضيين.
أول لقاء كان مع الصحافي المثير للجدل أندرو غيليغان والثاني مع الصحافية البريطانية من أصول لبنانية هالة جابر. والتقى الأسد الثلاثة بشكل منفرد وحرص على الحديث معهم بشكل هادئ في محاولة لنقل صورة إيجابية عن شخصيته.
وغليغان اشتهر عام 2003، وبخاصة لدوره في كشف هوية العالم البريطاني ديفيد كيلي الذي انتحر لاحقا، وكان المصدر الرئيسي في تقرير صحافي شكك في الأسباب وراء خوض بريطانيا والولايات المتحدة الحرب ضد العراق عام 2003، والذي اعتبر أن «الملف» حول قدرة العراق على مهاجمة الغرب خلال 45 دقيقة باستخدام أسلحة دمار شامل كان مبالغا فيه.
وبعد تحقيق علني مطول، وجدت لجنة مستقلة أن غليغان لم يستطع إثبات مقابلته لكيلي، بل إنه اعتمد على مقابلة أجراها العالم مع صحافيين آخرين واعتمدها غليغان، ليكشف عن هويته لاحقا. وأدت تلك القضية إلى استقالة غليغان من هيئة الإذاعة البريطانية الـ«بي بي سي» وسط فضيحة أدت إلى استقالة رئيس الـ«بي بي سي» حينها غين ديفيز والمدير العام غريغ دايك.
وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة لغليغان حينها، استطاع أن يعود إلى الإعلام من خلال مجلة «سبيكتيتور» أولا ثم صحافية الـ«تلغراف»، وكلاهما من اللون السياسي اليميني في بريطانيا. وفي مقابلته مع الأسد في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كتب غليغان: «عندما تذهب لمقابلة زعيم عربي، تتوقع قصور شاسعة وكتائب من الحراس ودوائر من التفتيش الأمني المطول والبروتوكول القاتل.. ولكن رئيس سوريا بشار الأسد يختلف كثيرا».
وأضاف أن الأسد استقبله في منزل من طابق واحد «لم تكن هناك عناصر أمن ظاهرة أو حتى سياج.. الرئيس كان في استقبالنا». وخلص غليغان مقاله بالقول: «يبدو، من دمشق على الأقل، المساحة المحدودة حتى الآن للإصلاح الحقيقي وللتغير، ولكن يجب تحقيقه سريعا».
أما جابر، فكانت الصحافية الوحيدة التي قابلت ابنتي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، رغد ورنا، بعد إعدامه وقد قامت بإجراء مقابلات مع شخصيات أخرى مثيرة للجدل مثل شاكر العبسي، زعيم مجموعة «فتح الإسلام» المتطرفة في مخيم نهر البارد في لبنان، بالإضافة إلى تغطيتها الموسعة للثورات والاضطرابات في العالم العربي هذا العام، وخاصة من ليبيا، حيث قامت بتغطية واسعة من مدن عدة خلال الثورة الليبية. وكانت جابر قد قابلت سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، في يونيو(حزيران) عام 2010، حين وصفته بـ«مناصر الإصلاح».
وفي مقابلتها مع الأسد التي نشرت يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت جابر إنه «كان من الممكن تصوره رجل أعمال شابا، بل من الصعب التصور أن الشخص المبتسم في البدلة الداكنة الذي استقبل موظفيه بدفء بينما يحمل حقائبه بنفسه وهو يدخل قصر تشرين يعمل أي شيء آخر، ولكنه هو بشار الأسد، الرئيس السوري». وأضافت أن الأسد كان يعلم بمرض زوجها «وسأل بشكل مهموم عن صحته، وقال لي إن أقوي إيماني».
وعلى الرغم من تصورات الصحافيين الثلاثة عن الرئيس السوري خلال الأسابيع الماضية، حرص الثلاثة على التأكيد على مواصلة القمع والقتل في سوريا، حتى وإن لم يقتنع الأسد بتلك التقارير.
منذر ماخوس: الطائفة العلوية في سوريا غالبيتها ضد نظام الأسد
قلل من “فزاعة الفتنة الطائفية” التي تلوح بها السلطات
أكد عضو المجلس الوطني السوري المعارض منذر ماخوس أن الطائفة العلوية في سوريا هي في غالبيتها ليست مع نظام الحكم بل ضده، مشيراً إلى أن انعدام الشواهد على اعتراضهم على ممارسات النظام مرده حالة القمع التي يمارسها النظام ضدهم منذ أكثر من 40 عاماً.
ويوضح ماخوس الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية أن النظام السوري قام اليوم بعملية تجييش مفادها أنه هو حامي الأقليات، ليس فقط العلويين، بل كذلك الآخرين، وخاصة المسيحيين، وهو يوهم هذه الأقليات أن رحيله سيؤدي إلى الاقتصاص منهم وتصفيتهم، مشدداً على أنه قياساً إلى نسبة عدد العلويين ضمن المجتمع السوري، فإن تلك الطائفة كانت أكثر الطوائف تعرضاً لظلم النظام السوري السابق والحالي.
وقلل نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري من أهمية الفزاعة الطائفية التي يستخدمها النظام، مضيفاً: “عندما يرحل النظام لن تكون هناك انتقامات طائفية ولا غير طائفية، لأن الغالبية الساحقة من المجتمع السوري تجاوزت هذه العقدة.. وأفضل حماية للأقليات في سوريا هي في مجيء نظام حكم ديمقراطي تعددي ومؤسساتي يفعل مبدأ المواطنة، بحيث يصبح الجميع متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات”.
مع ذلك لا ينفي ماخوس وجود بعض الرواسب في نفوس بعض الطبقات غير المتعلمة من العلويين، مما يسفر عن حوادث معزولة ومحدودة، مردفاً: “هذه الرواسب ربما تجد أصولها في حالات القمع التي تعرض لها العلويون وغيرهم إبان الحكم العثماني. لكن غالبية الحوادث التي تقع في حمص وغيرها يفتعلها النظام من خلال عمليات مدبرة وممنهجة، حتى يشعل الصدامات الطائفية بين مكونات المجتمع السوري”.
ونوه ماخوس في حديثه لبرنامج “نقطة نظام” الذي يقدمه الإعلام حسن معوض، إلى تصريحات بعض مشايخ الطائفة العلوية التي تندد بممارسات النظام، مستدركاً: “المطلوب أن تكون المواقف أشجع وأكثر تعبيراً”.
وتابع: “علويون يشاركون في الثورة في أكثر من منطقة، خاصة في المناطق التي يوجد فيها تداخل طائفي، مثل جبلة وبانياس وطرطوس، ولكن المطلوب اليوم, أن تكون هناك مشاركة جماعية للعلويين في المناطق العلوية لتقول إن هذا النظام لا يمثلنا، ونحن نشجب القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد أبناء شعبه، وهذا مهم للوحدة الوطنية ومستقبل الطائفة”.
وشدد على ضرورة أن يتم “سحب هذا البساط من تحت أقدام النظام، وأن تبرهن الطائفة العلوية – وهي كذلك – على أنها جزء من مكونات المجتمع السوري وأن الهم واحد والمصير مشترك”.
وعن الضباط العلويين الذين يشكلون, حسب ماخوس, غالبية قيادات الجيش والأجهزة الأمنية، يقول: “أكثرهم متورطون في القمع والفساد، ولا يتوقع من هؤلاء أن يتراجعوا، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار، لكن هناك بعض الأطراف غير المتورطة كثيراً، وقد يكون موقفها مؤثر على موازين القوى في سوريا. هذا ليس مستبعداً، ولكن يحتاج إلى ظروف مناسبة كي تحدث مثل هذه الانشقاقات”.
واعتبر أن من يحلم بإقامة دولة علوية هم أقلية صغيرة جداً، موضحاً: “لا أنفي أن هناك بعض المجانين أو المشبوهين يحلمون بإقامة دولة علوية. وإذا كان هناك من يساورهم مثل هذا الحلم فهم أقلية، ولكن ذلك يمثل مؤامرة خطيرة، لا على الوطن السوري فحسب، بل على العلويين أنفسهم”.
مجلس الامن يناقش قضية سورية مجددا، وقتلى بمواجهات السبت
تزايدت الضغوط الدولية على سورية لدفعها الى القبول بوجود مراقبين دوليين على اراضيها، بعد ان وافق مجلس الامن الدولي الجمعة على طلب من فرنسا للاستماع الى ايجاز من نافي بيلاي، مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة حول القمع في سورية، على الرغم من مقاومة من دول مثل روسيا والصين والبرازيل.
وقال السفير الروسي، والرئيس الدوري الحالي لمجلس الامن الدولي فيتالي تشوركن، ان المجلس سيستمع الى بيلاي في جلسة سرية قد تعقد الاثنين.
وكانت روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا قد عبرت عن عدم رغبتها في ان تناقش مسألة سورية من وجهة نظر حقوق الانسان في نيويورك، وطلبت مناقشتها من مقر هيئة حقوق الانسان في الامم المتحدة، من مقرها بجنيف.
الا ان فرنسا وبريطانيا والمانيا والولايات المتحدة ظلت تدفع داخل مجلس الامن باتجاه مناقشة القضية السورية في اروقته.
واكدت بيلاي الجمعة خلال وجودها في نيويورك على ان عدد القتلى حتى الآن في سورية تجاوز اربعة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار.
كما استنكرت بيلاي تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة التي قال فيها ان الامم المتحدة تنتقص الى المصداقية، بالقول ان معلومات الامم المتحدة “موثوقة جدا”.
على الصعيد الميداني قال ناشطون سوريون ان تسعة مدنيين قتلوا السبت بنيرات قوات الامن السورية في مواجهات بحمص ودرعا وادلب، بعد يوم من سقوط نحو 40 قتيلا في انحاء البلاد خلال ما عرف بـ “جمعة اضراب الكرامة”.
“مجزرة”
وحذر المجلس الوطني السوري المعارض من “مجزرة” تحضر لها الحكومة السورية لها في مدينة حمص.
وقال المجلس في بيان له ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جزوة الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.
وفي واشنطن اعربت المتحدثة بلسان الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن “قلق بالغ” ازاء التقارير التي تحدثت عن استعدادات يقوم بها الجيش السوري لشن هجوم واسع النطاق على حمص وحملت نولاند الاسد المسؤولية عن كل شخص تقتله قواته.
كما دعت الحكومة البريطانية دمشق الى “سحب فوري لقواتها من حمص” منددة مجددا بالعنف “غير المقبول” الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ازاء المتظاهرين.
تحذير تركي
كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اغلو من ان بلاده لن تقف مكتوفة الايادي اذا هددت الازمة التي تمر بها سورية “الامن الاقليمي”.
وقال داود اغلو “تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لاحد لكن اذا لاح خطر على الامن الاقليمي حينها لن يكون بوسعنا ان نقف مكتوفي الايدي”.
وأضاف “اذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين فانها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا لذا فان علينا مسؤولية ونملك سلطة لان نقول لهم كفى”.
كما اعلن مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل ان الدول العربية لن تسمح باستمرار ما سماه “مذبحة يتعرض لها الشعب السوري”، واستبعد ان يتنحى الاسد عن السلطة طوعا.
دعوة
وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون انه طلب من قائد “الجيش السوري الحر”، الذي يضم جنودا منشقين عن الجيش السوري، العقيد رياض الاسعد حصر عمليات “الجيش الحر” بالدفاع عن المتظاهرين وعدم شن اي هجمات على الجيش السوري الموالي للحكومة لتفادي “الانزلاق نحو حرب اهلية”.
واضاف “نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر ونريد تفادي نشوب حرب اهلية باي ثمن”.
وفي جنيف دعت نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الحكومة السورية الى السماح لموظفي المنظمة بالدخول الى الاراض السورية.
وقالت اموس “نحن قلقون بشأن الاثار الصحية لما يجري، ليس لدينا صورة واضحة تماما عن الوضع في سورية لاننا لا نستطيع الدخول ومعرفة ما يجري بالضبط”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: 24 قتيلا على الاقل بينهم 4 اطفال
قال ناشطون سوريون ان 24 مدنيا على الاقل قتلوا اغلبهم في وسط سورية عندما اطلقت قوات الامن والجيش النار على مظاهرات خرجت في العديد من المدن السورية وسط انباء عن حشود عسكرية كبيرة حول مدينة حمص استعدادا لهجوم وشيك عليها.
فقد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة مدنيين قتلوا في حمص وواحد في ريفها بينما قتل خمسة قرب دمشق واثنان في درعا، واربعة في مدينة حماه واثنان في محافظة ادلب بشمال غربي البلاد.
وخرجت تظاهرات عدة الجمعة ولا سيما في درعا وادلب وحمص وحماة ودير الزور تحت شعار “اضراب الكرامة” تمهيدا لاضراب عام متوقع الاحد وفق ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان.
كما قالت السلطات السورية ان ثمانية من قوات الامن اصيبوا في مواجهات متفرقة.
تحذير
لم تتوقف المظاهرات منذ مارس الماضي
وحذر المجلس الوطني السوري المعارض من “مجزرة” تحضر لها الحكومة السورية لها في مدينة حمص.
وقال المجلس في بيان له ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جزوة الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.
وفي واشنطن اعربت المتحدثة بلسان الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن “قلق بالغ” ازاء التقارير التي تحدثت عن استعدادات يقوم بها الجيش السوري لشن هجوم واسع النطاق على حمص وحملت نولاند الاسد المسؤولية عن كل شخص تقتله قواته.
كما دعت الحكومة البريطانية الجمعة دمشق الى “سحب فوري لقواتها من حمص” منددة مجددا بالعنف “غير المقبول” الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ازاء المتظاهرين.
كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اغلو من ان بلاده لن تقف مكتوفة الايادي اذا هددت الازمة التي تمر بها سورية “الامن الاقليمي”.
وقال داود اغلو “تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لاحد لكن اذا لاح خطر على الامن الاقليمي حينها لن يكون بوسعنا ان نقف مكتوفي الايدي”.
وأضاف “اذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين فانها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا لذا فان علينا مسؤولية ونملك سلطة لان نقول لهم كفى”.
كما اعلن مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل ان الدول العربية لن تسمح باستمرار ما سماه “مذبحة يتعرض لها الشعب السوري”، واستبعد ان يتنحى الاسد عن السلطة طوعا.
دعوة
وصرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة رويترز انه طلب من قائد “الجيش السوري الحر” الذي يضم عددا من الجنود المنشقين عن الجيش السوري العقيد رياض الاسعد حصر عمليات “الجيش الحر” بالدفاع عن المتظاهرين وعدم شن اي هجمات على الجيش السوري الموالي للحكومة لتفادي “الانزلاق نحو حرب اهلية”.
واضاف “نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر ونريد تفادي نشوب حرب اهلية باي ثمن”.
وفي جنيف دعت نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الحكومة السورية الى السماح لموظفي المنظمة بالدخول الى الاراض السورية.
وقالت اموس “نحن قلقون بشأن الاثار الصحية لما يجري، ليس لدينا صورة واضحة تماما عن الوضع في سورية لاننا لا نستطيع الدخول ومعرفة ما يجري بالضبط”.
وقالت المسؤولة الدولية ان الامم المتحدة لا تملك البيانات لتقييم ما اذا كانت الممرات الانسانية أو المناطق العازلة التي اقترحتها بعض الدول المعنية ستكون ضرورية أم لا.
ومضت تقول “اذا لم نعرف ما هي الاحتياجات أين سنقيم تلك الممرات الانسانية أو المناطق العازلة المقترحة؟”.
واعلن المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الامن ان من المتوقع ان يعقد مجلس الامن جلسة مغلقة الاثنين للاستماع الى تقرير من مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي عن انتهاكات حقوق الانسان في سورية.
وكررت بيلاي الجمعة في نيويورك تأكيد الامم عن اعداد القتلى الذي سقطوا في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس الماضي والذي بلغ اربعة الاف شخص على الاقل.
وكانت دمشق اعلنت الخميس تدرس حاليا رد الجامعة العربية على تعديلات طلبت إدخالها على مبادرة الجامعة لحل الأزمة الراهنة هناك، وكذلك بروتوكول لنشر مراقبين في البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن “رد الأمين العام للجامعة العربية قيد الدراسة لدى القيادة السورية”.
وقد اكد نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الخميس أن على دمشق التوقيع على قبولها مبادرة الجامعة باسرع وقت اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي تبنتها دول الجامعة العربية ضدها.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزراية للجامعة في الدوحة السبت لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
الغرب يحذر سوريا من اقتحام حمص
بيروت (رويترز) – دعت فرنسا القوى العالمية الكبرى يوم السبت الى “انقاذ الشعب السوري” لتنضم الى الولايات المتحدة وبريطانيا في دق ناقوس الخطر بأن قوات الرئيس السوري بشار الاسد ربما توشك على اقتحام مدينة حمص احد معاقل المعارضة.
وفي دمشق نفت الحكومة السورية استعدادها لاي حملة امنية واتهمت معارضيها بحمل السلاح وحذرت انصار التمرد في الغرب من ان سوريا تعتمد على روسيا والصين ودول اخرى في التصدي لاي تدخل اجنبي في شؤونها.
وفي حمص قال ناشط انه ليست هناك مؤشرات على حشد للقوات حول المدينة كما قال نشطاء اخرون يوم الجمعة. ودعت جماعات معارضة المحال والعمال الى عدم العمل يوم الاحد وهو اول ايام اسبوع العمل في سوريا فيما اطلقوا عليه اسم “اضراب الكرامة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو موقع معارض على شبكة الانترنت ان 12 شخصا قتلوا في انحاء البلاد يوم السبت الى جانب رجل توفي متأثرا بجروحه كما اعيدت جثث ثلاثة اشخاص الى عائلاتهم قالت انهم قتلوا بسبب التعذيب.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في تأكيد للمخاوف التي تصاعدت في واشنطن ولندن وانقرة “تعرب فرنسا عن قلقها الشديد تجاه المعلومات عن عملية عسكرية ضخمة تستعد لها السلطات الامنية السورية ضد مدينة حمص.
“تحذر فرنسا الحكومة السورية من انها ستحمل السلطات السورية مسؤولية اي اعمال ضد السكان.”
واضاف فاليرو في البيان “يجب على المجتمع الدولي بأسره ان يحشد نفسه لانقاذ الشعب السوري.”
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة “من المقلق للغاية ان في اماكن مثل حمص لدينا عدد هائل من التقارير عن انهم يعدون شيئا على نطاق واسع.
“لن يكون بمقدورهم اخفاء المسؤول اذا وقع هجوم كبير خلال عطلة نهاية الاسبوع.”
ورفضت سوريا وصف الاحداث وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لرويترز ان القوات السورية موجودة لحماية المدنيين والحفاظ على النظام والامن الذي ينتهكه اولئك الذين يحملون السلاح ضد الدولة.
واضاف ان رواية سلمية الاحتجاجات لم تعد رواية مقبولة لوصف ما يجري في بعض المناطق وقال ان سوريا تحتاج الى تحول وليس مواجهة مسلحة.
وعلى صعيد منفصل قالت وكالة الانباء العربية السورية ان دول مجموعة بريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا – اكدت رفضها لاي تدخل في الشؤون السورية.
واشارت الوكالة الى رسالة من السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين لمجلس الامن الذي شهد انقساما حادا بشأن سوريا بين القوى الغربية من ناحية وروسيا والصين من ناحية اخرى.
وتشير هذه الخلافات الى جانب موقع سوريا الحيوي في قلب شبكة من الصراعات الاقليمية الى ضعف احتمالات وقوع تدخل عسكري غربي على غرار ما شهدته ليبيا.
وتضغط الجامعة العربية على سوريا تحت تهديد فرض عقوبات عليها كي تخرج قواتها من المدن والبلدات وتسمح بدخول مراقبين.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر عن مصدر بالجامعة العربية قوله يوم السبت ان وزارء الخارجية العرب سيجتمعون بالقاهرة نهاية الاسبوع الحالي لبحث الرد على قبول سوريا المشروط لخطة سلام عربية.
وحذرت تركيا سوريا يوم الجمعة من أنها ستتحرك لحماية نفسها اذا شكلت حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد المحتجين تهديدا للامن الاقليمي وأطلقت العنان لموجة من اللاجئين على حدودها.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان بشأن حمص يوم الجمعة ان المعلومات الواردة من ناشطين في حمص تشير الى أن النظام السوري يعد لارتكاب مجزرة في المدينة ليخمد شعلة الثورة ويرهب بقية المدن السورية.
ولكن ناشطا في حمص التي يسكنها 1.5 مليون شخص قال انه لم ير مؤشرات على وجود هجوم وشيك يوم السبت وقال “اسمع ذلك منذ امس. قمت بجولة حول المدينة ولم ار اي شيء غير معتاد.
“انها نفس نقاط التفتيش ونفس عدد الجنود.”
وقوبلت الاحتجاجات السلمية الداعية الى الاصلاح في سوريا في مارس اذار بالهام من انتفاضات الربيع العربي بالقوة القاتلة. ويقول نشطاء ان نحو 4600 سوري قتلوا ربعهم تقريبا من قوات الامن.
وقال الاسد ان بعض “الاخطاء” ربما تكون وقعت لكنه نفى اصدار اوامر بالقتل خلال الاشهر التسعة الماضية من القمع العنيف الذي اسفر عن انشقاق قوات من الجيش وتشكيل الجيش السوري الحر.
والمجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر منظمتان منفصلتان. وحث المجلس الوطني الجيش السوري الحر على وقف الهجمات على الجيش والالتزام بالاعمال الدفاعية فقط من اجل تفادي اندلاع حرب اهلية مفتوحة.
وكررت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي دعوتها لارسال محققين الى سوريا. ومن المقرر ان تلقي بيلاي خطابا بناء على دعوة فرنسا يوم الاثنين امام مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة.
وفي اوسلو واثناء تسلم توكل كرمان الناشطة اليمنية لجائزة نوبل للسلام مع اخرين يوم السبت قال رئيس لجنة نوبل ان الاسد لا يملك الا ان يسلم في النهاية لما اطلق عليها “رياح التاريخ”.
من دوجلاس هاميلتون
الجامعة العربية تجتمع نهاية الاسبوع لبحث الوضع في سوريا
القاهرة (رويترز) – نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر عن مصدر بالجامعة العربية قوله يوم السبت ان وزارء الخارجية العرب سيجتمعون بالقاهرة نهاية الاسبوع الحالي لبحث الرد على قبول سوريا المشروط لخطة سلام عربية.
وتواجه سوريا عقوبات من الدول العربية ردا على حملة القمع التي تقوم بها ضد الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد.
ومددت الجامعة العربية مرارا مهل منحتها لسوريا كي توافق على خطة تتضمن دخول مراقبين عرب للاشراف على انسحاب قواتها العسكرية من المدن. وانتهت اخر مهلة في الرابع من ديسمبر كانون الاول.
ونقلت الوكالة عن المصدر الذي لم تذكر اسمه قوله ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أرسل خطابا للجامعة العربية يفيد باستعداد سوريا للتوقيع على اتفاق يسمح بدخول مراقبين من الجامعة الى سوريا لكن بعد قبول شروط محددة.
كما نقلت الوكالة عن نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية قوله انه يتعين موافقة وزراء الخارجية العرب قبل الرد على خطاب المعلم.
ونقلت الوكالة عن المصدر قوله “دعونا سوريا مجددا فى ردنا عليهم الى التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين.”