أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 12 آب 2012


واشنطن وانقرة تناقشان اقامة حظر للطيران فوق سورية

نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، بيروت، القاهرة، اسطنبول – «الحياة»، ا ب ، ا ف ب، رويترز

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في جدة اليوم لدرس التطورات التي تشهدها سورية والتحرك السياسي عقب استقالة المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان، ويأتي هذا الاجتماع قبل يومين من قمة التضامن الاسلامي التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تعقد في مكة المكرمة يومي الثلثاء والاربعاء.

وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أمس، إن من المنتظر أن يتم خلال الاجتماع، الذي يعقد برئاسة الكويت الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، بحث من سيتم تعيينه خليفة لكوفي أنان، واوضح أن الأمين العام نبيل العربي سيشارك في الاجتماع، ثم يحضر قمة التضامن الإسلامي.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بحثت امس في النزاع السوري خلال زيارة الى تركيا التقت خلالها الرئيس عبدالله غل ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان واجرت محادثات مع وزير الخارجية احمد داود اوغلو. وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة وتركيا تدرسان اقامة مناطق حظر للطيران وخطوات اخرى لمساعدة قوات المعارضة السورية مع احتدام الصراع. واكدت ان على أنقرة وواشنطن الخوض في تفاصيل هذه الخطط موضحة ان «أجهزة الاستخبارات وجيشي البلدين أمام مسؤوليات مهمة وأدوار عليها القيام بها ومن ثم سنشكل مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر».

واتفقت كلينتون وداود اوغلو على تشكيل مجموعة عمل من البلدين لتنسيق الرد العسكري والسياسي والاستخباراتي في مواجهة احتمال استخدام النظام السوري اسلحته الكيماوية وما يترتب على ذلك من حالة طواريء طبية وارتفاع في اعداد اللاجئين الذين سيهربون من سورية الى تركيا. وعبرت هي وداود اوغلو عن قلقهما من ان تصبح سورية معقلاً «لارهابيي حزب العمال الكردستاني او القاعدة».

ميدانياً عادت الاشتباكات امس الى شوارع دمشق على رغم ان النظام سبق ان اعلن في 4 آب (اغسطس) الجاري استعادة السيطرة عليها. وسمعت اصوات طلقات نارية كثيفة في شارعي بغداد و29 ايار في وسط العاصمة. وذكر التلفزيون السوري ان «مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة»، ونقلت وكالة «اسوشيتدبرس» ان هذه العبوة كانت مزروعة تحت شجرة وتم تفجيرها بواسطة جهاز للتحكم عن بعد عند مرور شاحنة تنقل عناصر من الجيش النظامي.

وفي حلب تعرضت مناطق في حي صلاح الدين لقصف من قوات النظام امس فيما قال قائد العمليات الميدانية في «لواء التوحيد» التابع لـ «الجيش الحر» عبد القادر الصالح لوكالة «فرانس برس» ان هذا الجيش تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين. وذكر ان المعارك الضارية لم تتوقف مع جيش النظام، الذي يقوم بقصف كل احياء حلب بالطيران. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان حي السكري القريب من صلاح الدين والذي يعد معقلاً لمسلحي المعارضة تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد انها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة فيه.

الى ذلك قال رئيس جهاز الاستخبارات الالمانية غرهارد شيندلر امس ان النظام السوري في مرحلته الاخيرة و»هناك دلائل كثيرة على ان لعبة النهاية بالنسبة للنظام بدأت». واوضح ان جيش النظام ينضب جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة او الذين انشقوا وانضموا الى المعارضة. وقال ان عدد هؤلاء يصل الى نحو 50 الفاً يشملون المصابين والفارين وما بين نحو الفين وثلاثة الاف انشقوا وانضموا الى المعارضة المسلحة.

وعلمت «الحياة» في نيويورك أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وافقت على ترشيح الأخضر الإبراهيمي، خلفاً لأنان، وأن قرار تعيينه ينتظر قراره النهائي «إضافة الى معرفة موقف الحكومة السورية من تعيينه».

وأكدت مصادر مطلعة في الأمم المتحدة لـ»الحياة» أن الأمانة العامة تسعى الى إطلاق مهمة المبعوث الخاص المشترك الجديد بناء على البيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل من أجل سورية الذي صدر في جنيف نهاية حزيران (يونيو) الماضي ونص على عملية انتقالية وإجراء انتخابات متعددة. وفيما شدد الأخضر الإبراهيمي على ضرورة «ترحيب مجلس الأمن به وتأكيد دعمه لمهمته» أساساً لقبول توليه المهمة أكدت مصادر ديبلوماسية إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يريد أن تكون مرجعية المبعوث الجديد في يد الأمانة العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كي لا يؤدي الانقسام في مجلس الأمن الى افشال مهمته.

وزير الخارجية الالماني يطالب باحالة الاسد على المحكمة الجنائية الدولية

برلين – ا ف ب – دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في مقابلة مع صحيفة بيلد ام تسونتاغ التي تصدر الاحد، الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وقال الوزير في هذه المقابلة التي نشرت مقاطع منها الاحد “من المفضل ان يمثل الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”، مضيفا ان مسألة النفي الطوعي للرئيس السوري لحقن الدماء تبقى واردة. وقال “في حال تمكنا من تجنب وقوع مزيد من القتلى عبر نفي طوعي للاسد فان الملاحقات القضائية لن تكون عندها النقطة الاهم”.

واضاف “هذا بالطبع لا يتناسب مع نظرتي الى العدالة، الا ان الاهم بالنسبة الي هو وقف سقوط القتلى وافساح المجال امام مستقبل ديموقراطي وهادىء في سورية”.

ومرة جديدة رفض الوزير الالماني فكرة التدخل العسكري في سوريا. وقال فسترفيلي ان “التدخل العسكري يزيد المشاكل بدلا من ان يخفض عددها لان هناك احتمالا لتفشي العنف”.

مقتل 11 في هجوم للجيش السوري على ضاحية في دمشق

عمان  – رويترز – قال ناشطون بالمعارضة ان ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا في قتال عنيف اندلع في إحدى ضواحي دمشق اليوم السبت عندما شنت القوات السورية هجوما بالمدرعات في محاولة للسيطرة على المنطقة من مقاتلي المعارضة.

وقال ناشطان في ضاحية التل بالهاتف انه بعد ثلاثة ايام من قصف عنيف للجيش بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر تقدمت دبابات وناقلات جند مدرعة الي الضاحية التي يقطنها السنة والواقعة على المشارف الشمالية لدمشق لكن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صدهم.

ومن الصعب التحقق من روايات الناشطين بسبب القيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الاعلام المستقلة.

كلينتون ناقشت في أنقرة مرحلة ما بعد الأسد

وأبدت قلقها من صلات بين “حزب الله” وايران وسوريا

عشية  انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في جدة بالمملكة العربية السعودية للبحث في الوضع في سوريا واستقالة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان ومن سيحل محله، ناقشت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اسطنبول النزاع السوري مع تركيا تحضيرا لما بعد سقوط الرئيس بشار الاسد، واعربت عن قلقها الى جانب انقرة من تحول شمال البلاد معقلا للارهابيين. وابدت تخوفها من وجود “صلات بين حزب الله وايران وسوريا تطيل عمر النظام في دمشق”. وقالت ان الولايات المتحدة وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية التي تقاتل لاطاحة الرئيس الأسد بما في ذلك اقامة منطقة حظر جوي. (راجع العرب والعالم) وفي باريس، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التزام بلاده السعي الى ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا، مشدداً في الوقت عينه على دعمه للمعارضة في هذا البلد.

 في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في حي صلاح الدين بمدينة حلب والتي تستخدم فيها الطائرات الحربية. واكد التلفزيون السوري ان قوات المعارضة تكبدت خسائر فادحة في مناطق الفيض والجميلية والخالدية والشهداء. وأضاف ان القوات الحكومية قتلت جميع مسلحي المعارضة في كفر الحمرا في حين جرى اعتقال عدد من الاشخاص في مطار حلب الدولي.

وقال مقاتلو المعارضة انهم اضطروا الى الانسحاب من بعض المناطق في المدينة بسبب نقص الاسلحة والذخيرة لكنهم يصرون على انهم ما زالوا يقاتلون من اجل السيطرة على حي صلاح الدين بعدد بسيط من المقاتلين.

 وبث التلفزيون السوري الرسمي ان عبوتين ناسفتين انفجرتا في وسط العاصمة ولم تتسببا بوقوع اصابات.

                      القصف على حلب ومدن أخرى لا يزال على وتيرته العالية واشتباكات في دمشق

هولاند يؤكد التزام فرنسا حلاً سياسياً للأزمة والأمم المتحدة تريد ابقاء وجود لها في سوريا

    ( و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

وقت تتواصل المعارك وعمليات القصف في سوريا على وتيرة عالية من العنف من دون تغيير مهم على الارض، كرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التزام فرنسا السعي الى ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا مؤكدا في الوقت عينه دعمه للمعارضة في هذا البلد. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الى ابقاء “وجود” للمنظمة الدولية في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين الدوليين.

أدى امس رئيس الوزراء السوري الجديد وائل نادر الحلقي اليمين الدستورية امام الرئيس السوري بشار الاسد ليخلف بذلك رئيس الوزراء السابق رياض حجاب الذي انشق وانتقل الى الاردن.

 ميدانيا، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في حي صلاح الدين في مدينة حلب بشمال سوريا والتي تستخدم فيها الطائرات الحربية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى مقتل 47 شخصا في اعمال عنف في سوريا.

 وبث التلفزيون السوري الرسمي ان عبوتين ناسفتين انفجرتا في وسط العاصمة ولم تتسببا بوقوع اصابات.

 وافاد المرصد ان “احياء الصاخور وطريق الباب وبستان القصر وسيف الدولة والانصاري والعامرية وصلاح الدين في حلب تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية استخدمت فيه الطائرات المقاتلة، مما ادى الى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل”.

 وسقط مقاتلان معارضان في حي الهلك إثر اطلاق نار وقصف شهده الحي.

 وكانت مناطق في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة الذي يشهد عمليات “كر وفر وحرب شوارع”، بحسب مقاتلين، تعرضت للقصف وشهدت معارك عنيفة.

 وقال قائد العمليات الميدانية في “لواء التوحيد” التابع لـ”الجيش الحر” عبد القادر الصالح في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية” ان “الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في الحي”.

 ويشارك “لواء التوحيد” في العمليات العسكرية في مدينة حلب على نطاق واسع.

 واعلن قادة ميدانيون في “الجيش الحر” قبل يومين انسحاب مقاتليهم من صلاح الدين، فيما اعلن الاعلام الرسمي السوري سيطرة قوات النظام على الحي.

 في دمشق، افاد شهود عن سماع اصوات طلقات نارية كثيفة في بعض الشوارع في وسط العاصمة.

 واوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة” في وسط العاصمة “واطلقت النار عشوائيا لاثارة الذعر بين المواطنين”. واشارت الى ان “الجهات المختصة القت القبض على المجموعة”.

 في المقابل، قال ناشطون ان سبب الانفجار “قذيفة آر بي جي اطلقها عناصر الجيش الحر على رتل أمني بالقرب من جسر فكتوريا تبعته اشتباكات استمرت قرابة 15 دقيقة”. وبث هؤلاء شريطي فيديو على موقع “يوتيوب” على الانترنت تظهر فيه حالة هلع كبيرة بين الناس بعد حصول الانفجار، واطلاق ابواق السيارات، ومواطنين يركضون في وسط الطريق.

 واعلن النظام في 4 آب استعادة السيطرة على مدينة دمشق بعد معارك عنيفة. الا ان مواجهات محدودة لا تزال تسجل بين الوقت والآخر في بعض الاحياء، لا سيما الجنوبية منها المتاخمة لريف دمشق.

 وذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان “اشتباكات عنيفة تدور مساء بين قوات الجيش الحر ودوريات المخابرات الجوية على طريق مشفى تشرين ومنطقة ضهر المسطاح في حي برزة في شمال شرق دمشق.

 وشهدت بلدات ومدن عدة في ريف دمشق امس قصفا قتل خلاله 12 مواطنا، وترافقت مع اشتباكات عنيفة في بلدة حرستا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

 وقالت “سانا” ان “الاجهزة الامنية لاحقت فلول الارهابيين في بلدة التل في ريف دمشق وقضت على اعداد كبيرة منهم بينهم مجموعة من اخطر الارهابيين ومن عدد من المحافظات السورية”.

 وفي محافظة حماه، افاد المرصد عن مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين في “مكمن نفذته القوات النظامية في قرية الدرابلة فجرا”.

 وفي محافظة درعا، قتل اربعة مسلحين معارضين في اشتباكات في بلدة طفس المحاصرة من القوات النظامية، بحسب المرصد. وقال المقاتل في كتيبة “عباد الرحمن” التابعة لـ”الجيش الحر” لؤي رشدان في اتصال هاتفي ان الحصار على البلدة التي يسيطر على نسبة “95 في المئة منها الجيش السوري الحر بدأ منذ السادسة صباحا (3,00 ت غ) بالدبابات والآليات المدرعة”.

وفي مدينة حمص، تعرض حي الخالدية لقصف من القوات النظامية التي حاولت اقتحامه الجمعة، بحسب المرصد الذي تحدث عن اقتحام حي الشماس في المدينة وتنفيذ حملة دهم فيه وسط اطلاق نار كثيف تسبب بمقتل مواطن.

 وقتل ما لا يقل عن تسعة أفراد من القوات النظامية في استهداف مركبات آلية واشتباكات في محافظتي درعا وريف دمشق.

الحرس الثوري

على صعيد آخر، اكد “المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” ان ضابطا في “الحرس الثوري الايراني” هو بين الايرانيين الـ48 الذين خطفتهم مجموعة من “الجيش السوري الحر” في الرابع من آب في سوريا.

 وقال افشين علوي احد ممثلي “المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” في باريس في بيان: “بين الاشخاص المعتقلين قائد الحرس الثوري في محافظة اذربيجان الغربية” في شمال غرب ايران، “الجنرال عبدين خورام”. واوضح انه حصل على هذه المعلومات بفضل “معلومات استخباراتية موثوق بها ادلت بها مصادر في منظمة مجاهدين خلق في ايران”. واضاف ان مساعد خورام وعدداً من الضباط في هذه القوة التي مقرها اوروميه في اذربيجان الغربية هم ايضا بين الرهائن. واكد انه “منذ اشهر عدة، يرسل الحرس الثوري قوات وضباطا من كل انحاء ايران (الى سوريا)… وهناك العديد من ضباط الحرس الثوري على الارض في سوريا”. وقال ان عناصر الحرس الثوري “يطلب منهم القول انهم زوار. يتم ارسالهم الى سوريا من دون سلاح وما ان يصلوا حتى يتم تسليحهم”.

  هولاند

  في باريس اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التزام فرنسا السعي الى ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا.وقال ان فرنسا تقوم حاليا باقامة مستشفى ميداني في الاردن “في اقرب نقطة من الحدود مع سوريا لمساعدة اللاجئين وايضا المقاتلين الذين يواجهون قمعا يقوم به نظام لم يعد يحركه سوى الخوف من قرب نهايته”، معتبرا انه الى هذا “الواجب الانساني” هناك “دعم للمعارضة السورية والمثابرة في البحث عن انتقال سياسي في سوريا”.

بان كي – مون

¶ في نيويورك اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن الامل في أن تبقي الامم المتحدة “وجوداً” لها في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين في هذا البلد، خصوصا لدعم جهود الموفد الذي سيخلف كوفي انان.

 وفي رسالة وجهها الى مجلس الامن عشية انتهاء مهمة المراقبين الدوليين في 19 آب، لفت الامين العام الى خيارات عدة للحفاظ على “وجود فاعل ومرن”، وفق ما نقل ديبلوماسي.

 ورأى وجوب ابقاء “وجود للامم المتحدة يتجاوز حدود العمل الانساني”، مؤكدا ان هذا “الوجود” سيتيح للامم المتحدة مواصلة الاطلاع على الوضع الميداني وسيساعد موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية على “الاستمرار في دور الوسيط”.

   وتوقع السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو الذي تترأس بلاده مجلس الامن خلال شهر آب مغادرة بعثة المراقبين سوريا في ختام فترة انتدابها. وقال: “لا ارى سيناريو آخر الا في حال حصل تغيير على الارض يتيح ابقاء البعثة”.

وقال ديبلوماسي يعمل في مقر الامم المتحدة طالباً عدم ذكر اسمه ان بعثة المراقبة يمكن ان تستبدل بـ”مكتب اتصال سياسي تكون مهمته بشكل خاص مساعدة الموفد الجديد”، معتبرا ان “مستوى العنف في سوريا في الوقت الحاضر يجعل من الصعب الابقاء على المراقبين”.

¶ في موسكو، أبدى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف استغرابه لأن الولايات المتحدة تصف المسلحين الذين يقتلون المواطنين في سوريا بأنهم “المعارضة الشرعية”. وقال: “ان المعارضة الشرعية، كما تصفها السفيرة رايس (المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس) قتلت 16 من العاملين في منتجع قرب حمص”. وتساءل: “هل يمثل ذلك جزءا من عملية إقامة الديموقراطية في سوريا؟”.

المخابرات الالمانية

¶ في برلين، قال رئيس المخابرات الالمانية غيرهارد شيندلر ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد في مرحلتها الاخيرة على ما يبدو لان جيشها ينضب من جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة او الذين انشقوا وانضموا الى المعارضة. وقال ان جيش الاسد الذي كان يبلغ قوامه يوما ما 320 الف جندي فقد نحو 50 الفا منذ بدء الانتفاضة قبل 17 شهرا. وأضاف في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت” ان وحدات اصغر واكثر مرونة للمعارضة تضعف قوة الجيش بأساليب حرب العصابات.

 كندا

¶ في عمان، زار وزير الخارجية الكندي جون بيرد اول مخيم رسمي للاجئين السوريين شمال الاردن قرب الحدود مع سوريا، معلنا مساعدات جديدة لهم.

معارك في دمشق واللاذقية وانشقاق مسؤول حقوق الإنسان في البعثة السورية بجنيف

واشنطن وأنقرة تدرسان إقامة منطقة حظر طيران في سوريا

                                            بدأت الولايات المتحدة وتركيا تقتربان أكثر فأكثر من خطوات عسكرية عملية تغير مجرى الأزمة السورية باتجاه تسريع إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اثر لقائها نظيرها التركي احمد داود اوغلو في اسطنبول أمس، حين أكدت أن إقامة منطقة حظر جوي من بين الخيارات التي يدرسها الطرفان لمساعدة قوات المعارضة السورية.

وفي وضح النهار، هاجم الجيش السوري الحر أمس مواقع لجيش النظام في العاصمة دمشق التي سمع فيها دوي الانفجارات، كما سجلت اشتباكات في جبل التركمان في اللاذقية بين الجيش الحر وكتائب الاسد التي سقط برصاصها أمس 106 شهداء توزع معظمهم بين حمص وحلب وريف دمشق ودرعا وإدلب.

وفي حركة الانشقاقات أفاد ناشطون سوريون أمس، أن الديبلوماسي داني بعاج مسؤول ملف حقوق الإنسان في بعثة سوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف أعلن انشقاقه عن النظام السوري.وفي ارتباط مباشر مع المعارك الدائرة خصوصاً في حلب المدينة الكبرى القريبة من الحدود التركية حيث تدور معارك كرّ وفرّ بين قوات الجيش الحر وكتائب الأسد التي تقصف المدينة بالطائرات الحربية والمروحيات، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، إن الولايات المتحدة وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية التي تقاتل من اجل اطاحة الاسد، بما في ذلك اقامة منطقة حظر جوي.

واضافت كلينتون للصحفيين بعد اجتماعها مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول أمس، انه ينبغي لانقرة وواشنطن الدخول في تفاصيل خطط دعم المعارضة والتوصل إلى سبيل لوقف العنف.

وقالت كلينتون “أجهزة مخابراتنا وجيشانا أمامهم مسؤوليات مهمة وأدوار عليهم القيام بها، ومن ثم سنشكل مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر”، وسئلت ان كانت مثل هذه المناقشات تشمل خيارات مثل فرض حظر للطيران في اجواء الاراضي التي يعلن المعارضون السوريون السيطرة عليها، فأوضحت كلينتون ان ذلك يمثل خيارا ممكنا، وأن هذا من “القضايا التي اثرتموها في سؤالكم، وهي بالتحديد التي اتفقت انا والوزير انها بحاجة لتحليل أعمق”، لكنها اوضحت انه ليس بالضرورة ان تكون هناك قرارات وشيكة في هذا الصدد.

وقال داود اوغلو في رده على سؤال مماثل ان الوقت قد حان كي تتخذ القوى الخارجية خطوات حاسمة لحل الازمة الانسانية في مدن مثل حلب التي تتعرض لقصف يومي من جانب قوات الحكومة السورية.

واستمعت كلينتون إلى روايات عن العنف في سوريا من ست لاجئات من بين نحو 55 الف لاجئ سوري في المخيمات التركية على الحدود بين البلدين. ومن بين هؤلاء امرأة (42 عاما) فرت من ادلب بعد ان أخلى جنود الاسد قريتها بالقوى واشعلوا فيها النار.

وقالت كلينتون “سمعنا حكايات رهيبة.. فرت امرأة بعد ان احرقت قوات النظام قريتها وجاءت اخرى بعد ان اقتحموا بيتها وضربوها هي واطفالها”، كما التقت كلينتون ايضا بطلبة سوريين من بينهم من قال لها انه يرغب في ان تتحد المعارضة السورية في جبهة موحدة داخل سوريا وخارجها.

لكن كلينتون قالت ان الولايات المتحدة قلقة بشأن امكانية استغلال جماعات مثل حزب العمال الكردستاني او تنظيم القاعدة للفوضى في سوريا في كسب موطئ قدم لهم.

وأعربت الوزيرة الأميركية عن القلق من وجود “صلات بين حزب الله وايران وسوريا” تطيل برأيها عمر النظام في دمشق، وقالت “نواصل تشديد الضغط من الخارج. واعلنا امس (الجمعة) في واشنطن عقوبات هدفها قطع الصلات بين ايران وحزب الله وسوريا التي تطيل عمر نظام الاسد”.

وصرحت كلينتون بانها بحثت في خطط عملانية وتبادل البيانات مع الجانب التركي بغية “تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام الاسد. هذا هو هدفنا الاستراتيجي”.

ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في مقابلة مع صحيفة “بيلد ام تسونتاغ” التي تصدر اليوم، الى احالة الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وقال الوزير في هذه المقابلة التي نشرت مقاطع منها أمس، “من المفضل ان يمثل الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”، مضيفا ان مسألة النفي الطوعي للرئيس السوري لحقن الدماء تبقى واردة. وقال “في حال تمكنا من تجنب وقوع مزيد من القتلى عبر نفي طوعي للاسد، فإن الملاحقات القضائية لن تكون عندها النقطة الاهم”.

وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الامل بأن تبقي الامم المتحدة على “وجود فاعل ومرن” لها بعد انتهاء مهمة المراقبين، وخصوصا لدعم جهود الموفد الذي سيخلف كوفي انان، وفق ما افاد ديبلوماسيون.

وفي رسالة وجهها الى اعضاء مجلس الامن الدولي الـ15 قبل ايام من انتهاء مهمة المراقبين الدوليين في 19 اب، يدعو الامين العام الى “وجود للامم المتحدة في سوريا يذهب الى ما هو ابعد من تقديم المساعدة الانسانية ويتيح اقامة علاقات منتظمة وبناءة مع الاطراف السوريين” كما يتيح “تقويم الوضع على الارض”.

ميدانياً، شهدت منطقة جسر فيكتوريا في دمشق أمس، دوي انفجار قوي عند مرور سيارات عسكرية عدة ، تلاه إطلاق نار كثيف لنحو 5 دقائق.

وقال أحد الشهود، إنه “عند مرور رتل عسكري على جسر فيكتوريا بمنطقة المرجة بدمشق، وقع انفجار قوي لعبوة صوتية، تلاه إطلاق نار متواصل لنحو 5 دقائق من قبل العناصر العسكرية من فوق الجسر باتجاه أحد الفنادق بالمنطقة”، وقال شخص آخر إن “إطلاق نار استهدف الرتل من إحدى غرف الفندق المطلة على الشارع، ما أدى إلى الرد على مصدر إطلاق النار، قبل أن يتم محاصرة الفندق ومداهمته وتفتيشه”، مضيفا أنه “شخصين على الأقل قد تم إخراجهما من الفندق معتقلين”.

ولوحظت علامات إطلاق النار على واجهة الفندق المذكور، كما شوهد عسكري واحد على الأقل وهو محمول من رفاق له لإصابته في الاشتباك، فيما تم إغلاق الطريق المؤدية إلى جسر فيكتوريا وتحويل الطريق إلى ساحة المحافظة لمدة قليلة قبل أن يتم فتحه لاحقا.

وقال التلفزيون السوري إن “مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة بدمشق، وأطلقت النار عشوائيا لإثارة الذعر بين المواطنين والجهات المختصة تلاحق تلك المجموعة الإرهابية”، مضيفة أن “مجموعة إرهابية مسلحة فجرت أيضا عبوة ناسفة بجانب ملعب تشرين بدمشق وأطلقت النار عشوائيا والجهات المختصة تلاحق الإرهابيين”.

وقال ناشطون إن “اشتباكات عنيفة وقعت في حي التضامن واطلاق نار في حي جوبر، بعد قصف ليلي على أحياء القدم ونهر عيشة، ترافق مع اشتباكات على طريق اتوستراد دمشق درعا الدولي”، مضيفين إن “أصوات إطلاق نار وانفجارات وقعت في حي القابون صباحاً”.

وفي حلب تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في حي صلاح الدين في مدينة حلب حيث تستخدم الطائرات الحربية، وقالت المعارضة إن احياء الصاخور وطريق الباب وبستان القصر وسيف الدولة والانصاري والعامرية وصلاح الدين في حلب تعرضت لقصف عنيف من قوات النظام استخدمت فيه الطائرات الحربية، ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى وتدمير عدد من المنازل.

وكانت مناطق في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة الذي يشهد عمليات “كر وفر وحرب شوارع”، بحسب مقاتلين، تعرضت للقصف وشهدت معارك عنيفة.

وقال قائد العمليات الميدانية في “لواء التوحيد” التابع للجيش الحر عبدالقادر الصالح أمس، ان “الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في الحي”.

وأفاد المركز الاعلامي السوري حصول اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في جبل التركمان في اللاذقية. (التفاصيل ص 17)

وأفاد ناشطون سوريون أمس، بانشقاق الديبلوماسي داني بعاج مسؤول ملف حقوق الإنسان في بعثة سوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف عن النظام السوري.

وبحسب الموقع الإلكتروني السوري “سيريا نيوز”، فإن بعاج السكرتير الثالث ومسؤول عن ملف حقوق الإنسان في البعثة السورية، أكد أنه لم يعد راغباً في تمثيل النظام في البعثة بعد الآن وقدم استقالته إلى القائم بالأعمال في البعثة يوم الجمعة.

وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان ضابطا في الحرس الثوري الايراني هو بين الايرانيين الـ48 الذي اخطفتهم مجموعة من الجيش الحر في الرابع من آب في سوريا.

وقال افشين علوي احد ممثلي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس في بيان “بين الاشخاص المعتقلين قائد الحرس الثوري في محافظة اذربيجان الغربية” في شمال غرب ايران، “الجنرال عبدين خورام”. واوضح انه حصل على هذه المعلومات بفضل “معلومات استخباراتية موثوق بها ادلت بها مصادر في منظمة مجاهدي خلق في ايران”. واضاف علوي ان مساعد خورام والعديد من الضباط في هذه القوة التي مقرها اوروميه في اذربيجان الغربية هم ايضا بين الرهائن.

وتابع “منذ اشهر عدة، يرسل الحرس الثوري قوات وضباطا من كل انحاء ايران (الى سوريا) (..) وهناك العديد من ضباط الحرس الثوري على الارض في سوريا”. واكد ان عناصر الحرس الثوري “يطلب منهم القول انهم زوار. يتم ارسالهم الى سوريا من دون سلاح وما ان يصلوا حتى يتم تسليحهم”. (ا ف ب، رويترز، “المستقبل”)

“الجيش الحر” يستعيد مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين بحلب

وانفجار عبوة في حي المرجة واشتباكات في التضامن وجوبر بدمشق

                                            تستمر الاشتباكات وعمليات القصف في حي صلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا، فيما انفجرت عبوة ناسفة في حي المرجة وسط مدينة دمشق، وسجلت اشتباكات في حيي التضامن وجوبر في العاصمة.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان مناطق في حي صلاح الدين (في جنوب غرب لامدينة) تعرضت امس للقصف من القوات الموالية لنظام بشار الأسد

وقال قائد العمليات الميدانية في “لواء التوحيد” التابع لـ”الجيش السوري الحر” عبد القادر الصالح في اتصال هاتفي ان “الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين”، من دون ان يحدد هذه المواقع. واضاف “هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام”، مشيرا في الوقت نفسه الى “قصف على كل احياء حلب بالطيران”.

ويشارك “لواء التوحيد” في العمليات العسكرية في مدينة حلب على نطاق واسع.

واعلن قادة ميدانيون في “الجيش الحر” قبل يومين انسحاب مقاتليهم من صلاح الدين، فيما اعلن الاعلام الرسمي السوري سيطرة قوات النظام على الحي.

وافاد المرصد عن تعرض احياء بستان القصر والمشارقة (غرب) والهلك (شرق) لقصف من القوات النظامية السورية، ومقتل مقاتل معارض في الهلك.

وكانت قذائف سقطت على حي سيف الدولة المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق.

كما افاد المرصد بتعرض حي السكري في جنوب المدينة القريب من صلاح الدين “لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد انها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة في الحي الذي يعتبر اهم معاقل الكتائب الثائرة في مدينة حلب”.

في دمشق، افاد شهود عن سماع اصوات طلقات نارية كثيفة في شارعي بغداد و29 ايار في وسط العاصمة.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان “مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة” في وسط العاصمة “وتطلق النار عشوائيا لاثارة الذعر بين المواطنين”، مشيرا الى ان “الجهات المختصة تلاحق هذه المجموعة”.

ثم افاد عن تفجير عبوة اخرى بجانب ملعب تشرين في المنطقة نفسها.

وكانت “لجان التنسيق المحلية” افادت عن اشتباكات وقعت فجرا بين الجيش الحر والجيش النظامي في حي التضامن في جنوب العاصمة. فيما اشارت الهيئة العامة للثورة الى اطلاق نار في حي جوبر (شرق) وقصف ليلي على احياء القدم ونهر عيشة والحجر الاسود (جنوب)، ترافق مع “اشتباكات عنيفة على طريق اتوستراد دمشق درعا الدولي”.

وافاد المرصد عن “اصوات اطلاق نار وانفجارات في حي القابون” صباحا.

واعلن النظام في 4 آب استعادة السيطرة على مدينة دمشق بعد معارك عنيفة. الا ان مواجهات محدودة لا تزال تسجل بين الوقت والآخر في بعض الاحياء، لا سيما الجنوبية منها المتاخمة لريف دمشق.

وقتل 21 شخصا هم 13 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. (أ ف ب)

تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب حول سوريا

القاهرة: أعلن نائب الامين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررًا عقده اليوم الاحد في جدة. وقال بن حلي للصحافيين ان “الاجتماع تأجل الى موعد لاحق” من دون مزيد من التفاصيل.

وكان بن حلي اعلن السبت انه سيتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في جدة بالسعودية الاحد “لبحث العمل السياسي” الذي يمكن القيام به بعد استقالة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ضمان “وجود مرن للامم المتحدة” في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين، مؤكدا ان من واجب المنظمة الدولية المساعدة في تسوية ازمة الشعب السوري.

وقال بان في رسالة مؤرخة الجمعة وموجهة الى الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي ان “وجودا متواصلا في سوريا يذهب ابعد من العمل الانساني سيسمح بالتزام منهجي وفعلي (للعمل) مع الاطراف السوريين داخل البلاد”.

واضاف ان “وجودا مرنا للامم المتحدة سيؤمن وسائل غير منحازة لتقييم الوضع على الارض”. واكد ان “الامم المتحدة لا تستطيع قطع دعمها” بينما الازمة مستمرة “بل علينا التأقلم مع الوضع ومواصلة جهودنا”، على حد تعبيره.

ويفترض ان تنتهي مهمة المراقبين في 19 آب/اغسطس بعدما صوت مجلس الامن الدولي الشهر الماضي على تمديدها “لمرة اخيرة” ثلاثين يوما. وكان المراقبون انتشروا في سوريا في نيسان/ابريل ثم علقوا مهامهم منتصف حزيران/يونيو بسبب تصاعد وتيرة العنف. كما تم لاحقا خفض عددهم من 300 الى 150 مراقبا غير مسلحين.

ويفترض ان يناقش مجلس الامن الدولي مستقبل هذه البعثة الخميس، لكن لا يلوح في الافق اي توافق في هذا الشأن. وتشكك الولايات المتحدة في جدوى التمديد لمهمة المراقبين الذي تسعى روسيا اليه معتبرة ان عليهم متابعة الوضع العسكري.

ميدانيًا، تتعرض احياء عدة في مدينة حلب في شمال سوريا لقصف مصدره القوات النظامية اليوم الاحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى استمرار الاشتباكات في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة.

في الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية والمواجهات في عدد من المناطق السورية، لا سيما في ريف دمشق ودرعا (جنوب). وقال المرصد في بيان صباح اليوم “تتعرض احياء الشعار وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو (شرق) وبستان القصر (غرب) لقصف من القوات النظامية السورية”.

واشار الى قصف مماثل على مناطق في حي صلاح الدين “بالتزامن مع اشتباكات في الحي بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة”. واعلن النظام الخميس السيطرة على حي صلاح الدين، الا ان الجيش السوري الحر يؤكد استمرار المعارك في الحي واستعادته بعض “المواقع الاستراتيجية” التي كان خسرها.

وكتبت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات الاحد “بات الطريق الى حي السكري الشعبي، المعقل الثاني لمسلحي حلب” الواقع في جنوب المدينة والقريب من صلاح الدين “مفتوحا امام الجيش العربي السوري الذي سيطر على محاور عديدة تمكنه من اقتحام الحي بعد ان بسط نفوذه في صلاح الدين المعقل الرئيس لهم”.

في ريف حلب تتعرض بلدة حريتان للقصف من القوات النظامية. وقتل ضابط برتبة عقيد في منطقة السفيرة في محافظة حلب “اثر استهدافه من مقاتلين من الكتائب الثائرة”، بحسب المرصد.

في ريف دمشق، افاد المرصد عن “اشتباكات عنيفة” بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مزارع بلدة خان الشيخ، في ظل استمرار “القصف على مدينة التل التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها” منذ ايام. وقد قتلت امرأة في القصف.

في محافظة درعا (جنوب)، تستمر منذ امس “الاشتباكات العنيفة” في مدينة طفس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية “التي تحاصر المدينة وتقصفها”، بحسب المرصد الذي اشار الى حالة نزوح بين الاهالي. وافاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف قافلة للقوات النظامية قرب بلدة خربة غزالة في درعا صباحا. وقتل 148 شخصا في اعمال عنف في سوريا السبت بينهم 85 مدنيا.

وقتل اكثر من 21 الف شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس التي تطورت الى نزاع مسلح دام.

التساؤلات حول مستقبل مسيحيي سوريا مازالت تطرح نفسها

أشرف أبو جلالة

عن الأوضاع الصعبة التي يواجهها المسيحيون السوريون في الوقت الراهن على خلفية الأحداث المتعاقبة التي تشهدها بلادهم، مع استمرار تصاعد حدة المواجهة بين نظام الرئيس بشار الأسد والثوار، بدأت تقارير صحافية أميركية تتساءل عن المصير الذي ينتظر هؤلاء، ومدى إمكانية بقائهم في بلادهم من دون الاضطرار للرحيل.

سورية تمسك بنسخة من المصحف وصورة لرموز مسيحية في تظاهرة سابقة في دمشق

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أوردت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن راهبة من داخل إحدى الكنائس قولها: “ما نواجهه ليس أمراً هيناً. وكل ما نريده هو أن يتوقف القتال”.

ثم مضت الصحيفة تتحدث عن مدى وثاقة العلاقة بين سوريا والديانة المسيحية، معتبرةً إياها من الأماكن القليلة حول العالم، التي تحظى بمثل هذه الصلة الوطيدة بالمسيحية.

وأضافت أن سوريا تستضيف حالياً مجتمعات حالية من طوائف قديمة عدة: الأرثوذكس السوريون والكاثوليك السوريون والأرثوذكس اليونانيون والكاثوليك اليونانيون والأرثوذكس الأرمن. لكن الفئات المسيحية في سوريا تتعرّض لاختبار غاية في الصرامة من جانب الانتفاضة المشتعلة في البلاد منذ أكثر من عام. ويتخوف كثيرون منهم الآن من التداعيات التي قد تنجم من انهيار نظام الرئيس الأسد.

مع هذا، رأت ستريت جورنال أن هذا التخوف هو تخوف غريب في كثير من الجوانب، مبررةً ذلك بأن المسيحيين والمسلمين كانوا يعيشون إلى جانب بعضهم البعض خلال فترة حكم عائلة الأسد، التي استمرت على مدار عقود.

ومن الناحية التاريخية، سبق للجماعات المسيحية المحلية أن رحّبت في بعض الأحيان بالأسياد المسلمين حين حرروهم من حكم القسطنطينية أو من حكم روما. ومازال يتواصل كلا الطرفين مع بعضهما البعض في كثير من الأماكن حتى الآن. كما بدأ يتحدث المتشددون في صفوف الثوار عن أنهم لن يفعلوا شيئًا خطأ بحق المسيحيين.

لكن مع ميل الصراع الحاصل في البلاد صوب الإيحاءات الطائفية، في الوقت الذي بدأ فيه المسيحيون يتوحدون بشكل كبير مع النظام أو يرفضون على الأقل إبداء الاعتراض عليه، فإنهم بدأوا يتعرّضون لضغوط شديدة نتيجة الظروف الصعبة التي يواجهونها.

ومضت الصحيفة تنقل عن إسادوري بطيخة، الذي كان يشغل حتى عام 2010 منصب رئيس أساقفة حمص وحماه ويبرود لكنيسة الملكيين الكاثوليك اليونانية، قوله: “كنا نعيش حياة موضع حسد كثيرين. لكن الخوف تحول الآن إلى واقع”. ونوهت الصحيفة من جهتها بأن بطيخة يعتبر واحداً من أبرز مؤيدي الرئيس الأسد في التسلسل الهرمي للكنيسة المسيحية، وأعقبت بتأكيدها على الدور المهم الذي لعبه التاريخ والدين في إثارة عواطف المسيحيين والمسلمين منذ بدء الصراع في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الثوار سهّلوا على النظام إمكانية اللعب على وتر مثل هذه المخاوف، من خلال بعض الأفعال التي أوحت بأن الصراع القائم مبني على أسس طائفية.

غير أن الصحيفة أكدت أن الهدف الرئيس لمعظم الثوار ذوي الفكر الطائفي، ليس المسيحيين، وإنما هو العلويون، الطائفة التي تنتمي إليها عائلة الأسد. مع هذا، يخشى كثير من المسيحيين من أن تخضع أي حكومة تحلّ محل نظام الأسد لهيمنة جماعات، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي قد تحولهم مرة أخرى ليصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية.

مسيحيو سوريا والخوف من المصير العراقي والمصري

كما إنهم قلقون من احتمالية تعرّض مجتمعاتهم لحالة من الدمار، في ظل عملية تبادل إطلاق النار بين المسلحين السنّة والنظام العلوي المسلح تسليحاً جيداً، على غرار ما حدث مع المسيحيين في الجارة العراق نتيجة الحروب الطائفية التي اندلعت هناك.

أعقبت الصحيفة بنقلها عن الأب باولو دالوليو، وهو كاهن يسوعي إيطالي، سبق له العيش في سوريا على مدار ثلاثة عقود، قبل أن يطرده النظام في شهر حزيران/ يونيو الماضي، قوله: “يرتبط كثير من أعضاء الكنيسة بعلاقات طويلة الأمد مع النظام وأجهزة المخابرات، وهي العلاقات التي تشكل مواقفهم الآن. وذلك في الوقت الذي يرى فيه الكثير من المسيحيين في سوريا أنه لا يوجد بديل من نظام الرئيس بشار الأسد”.

بينما يحاول بعض المسيحيين أن يسدوا تلك الفجوة، وذلك من خلال المساعي التي يبذلونها من أجل التواصل مع المعارضة والثوار، أو تجاوز الفجوة الطائفية على الأقل، التي تفصل بينهم على نحو متزايد. وأشار في هذا الصدد الأب نورس سمور، الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، ويقيم في حلب، ويدير برنامج إغاثة وطني، إلى أنه، ومن خلال التواصل وتجاوز الخلافات الدينية، سيضمن المسيحيون بقاءهم النشط هناك.

وتابع حديثه بالقول: “لكنني أدرك التحديات، وأتفهم كذلك مخاوف المسيحيين. ويمكنكم النظر إلى العراق وإلى مصر، والاستماع لدول الجوار هذه، بعدما حدثت فيها اضطرابات سياسية، وحلّ التيار الإسلامي محلّ نظام حكم استبدادي، وسترون ما حدث للمسيحيين هناك. لكننا مطالبون، على الرغم من ذلك، بأن نبني جسوراً للتقارب”.

قوات النظام السوري “تعدم” عشرة شبان بعد اقتحام حي في حمص

أ. ف. ب.

بيروت: اتهم المجلس الوطني السوري المعارض وناشطون معارضون اليوم الاحد قوات النظام السوري “بإعدام عشرة شبان” في حي الشماس جنوب مدينة حمص (وسط) الذي اقتحمته بعد ساعات طويلة من القصف واطلاق النار والاشتباكات.

وقال المجلس الوطني في بيان صدر فجر اليوم “تم اعدام عشرة شبان من ابناء حي الشماس في مدينة حمص بعد ان اقتحمته قوات الجيش والشبيحة”. واتهمت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ايران بالمشاركة في عمليات النظام، منذرة ب”رد قوي جدا في قلب النظامين الايراني والسوري”.

وحذرت القيادة المشتركة في بيان صدر قبل اعلان مقتل الشبان العشرة “نظام الاجرام (السوري) من ارتكاب مجزرة في حي الشماس”. واضاف البيان “ننذر المجرم بشار الأسد وعصاباته ومعهم النظام الايراني وعصاباته الموجودة على الاراضي السورية بان رد الجيش السوري الحر في الداخل سيكون قويا جدا وفي قلب النظامين الاجراميين السوري والايراني”.

وتابع “ليعلم ملالي طهران ان المجزرة ان حصلت في حي الشماس خصوصا وفي حمص عموما ستكلفهم ثمنا غاليا”. وكان المجلس الوطني ذكر في بيانه ان “قوات النظام جمعت 350 شابا في ساحة جامع بلال في الحي” وان “الجيش نادى من المساجد المحيطة لنزول كل الشباب الى الشوارع”.

وتخوف المجلس من “مجزرة مروعة”. واكدت الهيئة العامة للثورة اعتقال الاهالي و”اعدام عشرة منهم ميدانيا”، مشيرة الى ان قصفا واطلاق نار كثيفا سبق اقتحام الحي، والى “حالة من الرعب والهلع الشديد” بين السكان.

وافادت لجان التنسيق المحلية عن “نزوح لاهالي حي الشماس بعد النداءات التي وجهتها قوات النظام ليلا لاخلاء الحي”. وتتعرض احياء عدة في مدينة حمص منذ اشهر لحملات قصف مركز من قوات النظام وتشهد اشتباكات عنيفة بين هذه القوات والجيش السوري الحر الذي يتصدى لمحاولات اقتحام الاحياء. واقتحمت قوات النظام في مطلع شهر آذار/مارس حي بابا عمرو في حمص بعد معارك ضارية.

وقد انسحب منه الجيش الحر قبيل دخول قوات النظام. وسيطرت القوات النظامية على عدد من الاحياء المجاورة لبابا عمرو حيث افيد في الايام اللاحقة عن “مجازر” ذهب ضحيتها عشرات الاشخاص معظمهم من النساء والاطفال. واتهمت المعارضة النظام بارتكاب هذه المجازر، بينما قال النظام انها من تنفيذ “مجموعات ارهابية مسلحة”.

صفقة بين الأسد والمالكي تقضي بتسليم الدوري والأحمد إلى بغداد

بغداد – باسل محمد

كثفت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي من اتصالاتها مع مسؤولين في النظام السوري بهدف تسليم قيادات بعثية عراقية أساسية مقيمة في دمشق, في مقدمها نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري وعضو القيادة القطرية لحزب البعث يونس الاحمد.

وكشف النائب في التحالف الوطني الشيعي حسون علي الفتلاوي لـ”السياسة” ان خطوات اتخذها المالكي وصفت بالحاسمة والجادة باتجاه الاتفاق مع الحكومة السورية على تسليم الدوري والاحمد وغيرهما من القيادات البعثية العراقية التي تقود العمليات الارهابية في العراق.

وأضاف الفتلاوي ان المعلومات التي بحوزة الاجهزة الامنية العراقية تفيد ان الدوري والأحمد يستغلان الظروف الداخلية التي تمر بها سورية لبلورة تحالف أكثر خطورة مع تنظيم “القاعدة”, بهدف العودة الى الساحة العراقية بقوة وتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة وواسعة في الفترة المقبلة.

وأعرب عن أمله أن تستثمر حكومة المالكي الظروف الراهنة في سورية للضغط على نظام بشار الاسد لقبول تسليم كبار قادة حزب البعث العراقي المقيمين في دمشق, مشدداً على ان الفرصة تبدو مناسبة في الوقت الحالي لتحقيق نتائج جيدة على هذا المستوى بعدما اخفقت جميع المحاولات في السنوات السابقة.

وشدد النائب في التحالف الشيعي عن المجلس الاعلى برئاسة عمار الحكيم على أن من حق الحكومة العراقية ان تستخدم كل الوسائل لإجبار النظام السوري على تسليم البعثيين العراقيين المتورطين بالإرهاب, بما فيه طلب مساعدة الحكومة الايرانية التي تربطها صلات متينة بنظام الاسد.

وعزا الفتلاوي اسباب رفض النظام السوري تسليم القيادات البعثية العراقية إلى امرين اثنين: الأول, العقيدة المشتركة لحزب البعث في العراق وسورية وبسبب هذا الانتماء الايديولوجي الواحد فإن النظام السوري لا يرغب بتسليم الدوري والاحمد وغيرهما, والأمر الثاني, متمثل ربما بشكوك حول دور للنظام السوري في التخطيط لعمليات ارهابية بالتنسيق مع القيادات البعثية العراقية في السنوات السابقة, وبالتالي هناك خشية ان تنفضح اسرار هذه العلاقة, وهذا احتمال وارد لو أقدمت دمشق على تسليمهم لبغداد.

من جهته, قال النائب في “ائتلاف دولة القانون” (برئاسة المالكي) عدنان الشحماني لـ”السياسة” ان مفاتحة الحكومة العراقية للنظام السوري بضرورة تسليم القيادات البعثية المطلوبة لم تتوقف ومتواصلة, وهناك مذكرات اعتقال صادرة عن السلطات العراقية سلمت الى دمشق ولكن من دون اي نتيجة, مضيفاً ان هناك نوعين من القيادات البعثية المقيمة في سورية, النوع الاول مثل الدوري والاحمد وهؤلاء عملوا وخططوا في السنوات السابقة ولازالوا لعمليات ارهابية كبيرة, أما في ما يتعلق بالقيادات التي لم تنخرط بأي نشاط ضد العملية السياسية في العراق فهي لا تمثل هدفاً لحكومة المالكي وستمنح هذه القيادات كل الضمانات لتسهيل عودتها الى بلدها, وبالفعل توجد قيادات بعثية عادت الى بغداد وبقية المحافظات العراقية من سورية ولم تسجل حالة اعتقال واحدة بحقها.

واشار الشحماني الى ان المعلومات ربما تكوت متضاربة بشأن وجود الدوري والأحمد في دمشق, ولكن لدى الاجهزة العراقية معلومات ربما تكون مؤكدة عن تواجد الرجلين على الاراضي السورية رغم الظروف الامنية الصعبة التي تواجه النظام.

وفي السياق نفسه, كشفت مصادر في “حزب الوفاق الوطني” برئاسة اياد علاوي لـ”السياسة” ان مفاوضات تجري ين بغداد ودمشق بوساطة ايرانية لاعتقال الدوري والاحمد على وجه الخصوص, مشيرة إلى أن المفاوضات ربما تنجح هذه المرة لأن النظام السوري قد يستعمل ورقة القيادات البعثية العراقية المقيمة في دمشق لمساومة المالكي على بعض الملفات الحيوية في مواجهة الثورة المتصاعدة ضد نظامه.

وقالت المصادر ان المالكي مستعد لتقديم اي دعم لوجستي يطلبه النظام السوري مقابل تسليم الدوري ومحاكمته من قبل المحكمة الجنائية العراقية, لأن ذلك لو حصل فسيشكل نصراً سياسياً كاسحاً له في الشارع الشيعي وسيعزز من احتمالات ترشحه لولاية ثالثة لرئاسة الحكومة العام 2014 رغم معارضة تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, مضيفة ان السلطات السورية نقلت معلومات الى مستشار الامن الوطني فالح الفياض المقرب من المالكي قبل اسابيع مفادها ان الدوري والاحمد غيرا مكان إقامتهما لكنهما لم يغادرا سورية.

وافادت مصادر حزب علاوي ان السلطات السورية أعطت تعليمات قبل اشهر بعدم السماح للدوري والأحمد بمغادرة سورية, ما يرجح ان نظام الاسد يريد الاحتفاظ بورق القيادات البعثية العراقية لوقت معين قد يكسب منها الكثير من الحكومة العراقية التي يبدو ان دورها في انقاذ نظام الاسد حيوي للغاية, في ظل التضييق الغربي المتزايد على حلفاء هذا النظام.

واشارت مصادر حزب الوفاق الى ان مقربين من المالكي حذروا النظام السوري من فرار الدوري والأحمد وآخرين من سورية, وان بعض المعلومات تحدثت عن اتصالات اجراها الدوري بالتحديد مع عواصم خليجية لتأمين خروجه, مقابل اتخاذه مواقف صريحة مؤيدة للثورة السورية ومعارضة لمحور ايران – “حزب الله” اللبناني المساند لنظام الأسد.

استهداف موكب عسكري واشتباكات عنيفة وسط العاصمة

المعارضة تتحدث عن إسقاط مروحية في ريف دمشق.. وقصف مدفعي على قرى اللاذقية وجوي على حلب

بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

هز انفجار قوي حي المرجة وسط العاصمة دمشق، تبعه تبادل إطلاق نار كثيف ظهر يوم أمس السبت، في محيط وزارة الداخلية السورية، وامتدت الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر من الجيش الحر قاموا بإلقاء عبوة ناسفة على موكب سيارات أمنية تعبر جسر فكتورية القريب من وزارة الداخلية.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» «كان هناك عدة سيارات يستقلها ضباط في الجيش ويتقدمها سيارتان بيك آب نصب عليهما رشاشات بي كي سي، وشاحنات صغيرة فيها جنود من الجيش النظامي، ولدى وصول الموكب إلى جسر فكتورية باتجاه ساحة الأمويين سمع دوي انفجار ضخم وتصاعد دخان أبيض، وعلى الأغلب كان قذيفة آر بي جي استهدفت إحدى سيارات الموكب، بعدها بدأ إطلاق نار كثيف جدا من قبل الجيش النظامي والأمن والذين ينتشرون بكثافة كبيرة في محيط وزارة الداخلية، على المبنى الذي انطلقت منه القذيفة وهو أحد المباني التجارية في المنطقة، وجرى تبادل إطلاق نار، في اشتباكات عنيفة امتدت نحو البحصة ومن ثم ساحة السبع بحرات.. كما تم إغلاق الشوارع المؤدية إلى المرجة لنحو نصف ساعة كان خلالها الرصاص يطلق بكثافة».

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بإلقاء عبوة ناسفة في منطقة المرجة، وإن الجهات المختصة لاحقت عناصر المجموعة. وأضافت أن «المسلحين أطلقوا النار بشكل عشوائي لترويع المواطنين».

من جانبه قال التلفزيون الرسمي إن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة بدمشق قرب جسر فيكتوريا تبعه إطلاق نار عشوائي من قبل إرهابيين لإثارة الذعر بين المواطنين».

ونقل التلفزيون عن مصدر بالمحافظة قوله «إن الانفجار لم يؤد إلى إصابات أو أضرار مادية بينما قامت الأجهزة الأمنية المختصة بملاحقة الإرهابيين الذين قاموا بإطلاق النار وألقت القبض عليهم».

وفي حلب، تجددت الاشتباكات بين الجيشين السوري والحر في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي السكري في مدينة حلب تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، محذرا في بيان من أن هذه القوات «تتهيأ لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الحي، الذي قال إنه أهم معاقل كتائب المعارضة المسلحة في المدينة».

وقالت مصادر قيادية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن حي صلاح الدين «ما زال عصيا على القوات النظامية التي لم تستطع الدخول إليه، مكتفية بقصفه من ستة مواقع عسكرية محيطة به»، مشيرة إلى أن «الجيش الحر يقاوم على أكثر من محور»، وحذرت المصادر من مجزرة في حي السكري قد ترتكبها القوات النظامية «التي تقصف الحي منذ يومين»، مشيرة إلى أن هذا القصف يعد تمهيديا قبل اقتحام الحي.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن حي صلاح الدين تعرض للقصف من القوات النظامية بالإضافة إلى تعرض أحياء بستان القصر والمشارقة والهلك لقصف عنيف، مشيرة إلى تجدد القصف بالطائرات الحربية على حي صلاح الدين. وأفادت عن سقوط عدد من الجرحى جراء القصف العنيف من الطيران الحربي على حي السكري وسقوط صاروخين على الأبنية السكنية، بينما تحدث قناة «الميادين» عن أن «الجيش السوري صدّ هجوما عنيفا للمسلحين على مبنى الإذاعة في مدينة حلب».

وأفاد الناشطون أن «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر سيطر على مقر الجيش الشعبي في حي الجندول بحلب.. بينما تحدثت وكالة «سانا» عن تمكن وحدات الجيش النظامي من دخول ساحة حي المشهد في المدينة.

وأكد الناشطون مقتل سبعة أشخاص وجرح عدد آخر بعد سقوط قذيفة مدفعية على فرن في حي الشيخ سعيد بحلب، وكان أكثر من عشرة أشخاص بينهم أطفال قتلوا أول من أمس في قصف استهدف تجمعا لمواطنين قرب أحد المخابز في حي طريق الباب.

من ناحية ثانية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد العمليات الميدانية في «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح قوله إن «الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين»، من دون أن يحدد هذه المواقع. وأضاف: «هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام»، مشيرا في الوقت نفسه إلى «قصف على كل أحياء حلب بالطيران».

في المقابل، ذكرت وكالة سانا أن الجهات المختصة لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على قوات حفظ النظام بحي الفيض وكبدتها خسائر كبيرة.

ونقلت الوكالة عن مصدر بمحافظة حلب قوله «إن الجهات المختصة أوقعت عددا من أفراد المجموعة الإرهابية بين قتيل وجريح ولاحقت الفارين منهم إلى حي الجميلية وألقت القبض عليهم جميعا وصادرت السيارة التي كانوا يستخدمونها، كما أوقعت الجهات المختصة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين قرب مدرسة ابن سينا بحي بحلب وصادرت أسلحتهم».

وأشارت الوكالة إلى أن الجهات المختصة «تعاملت مع مجموعات إرهابية مسلحة في منطقة تل رفعت بريف حلب وتقضي على العشرات منهم بينهم جنسيات عربية وأجنبية». وفي السياق ذاته، أضافت الوكالة، أن الجهات المختصة «لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة كفر حمرة بريف المحافظة وكبدتها خسائر كبيرة»، مشيرة إلى «مقتل عدد من الإرهابيين في كفر حمرة بينهم أربعة ليبيين كانوا يتجهون إلى مدينة حلب لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة».

وفي اللاذقية، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية عمار الحسن إن «قصفا عنيفا تعرضت له بلدات وقرى معارضة منذ ليل الجمعة السبت، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في تلك القرى».

وأشار حسن إلى أن القصف تركز منذ ليل الجمعة السبت على قرى معارضة مثل مصيف سلمى وناحية نسبة ودورين، بالقذائف المدفعية وصواريخ الراجمات وقذائف الهاون. وأضاف: «انطلق القصف من مرابض مدفعية وصاروخية موجودة في قرى موالية للنظام في ريف اللاذقية هي سناربيه، وعرامو، والقصب، وصلنفة، مستهدفة القرى المحيطة بمصيف سلمى مثل المرج وكبيب والقساطل، وهي القرى التي يوجد فيها عناصر من الجيش الحر».

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصفا استهدف صباح أمس بلدة حرستا في ريف دمشق، مشيرا إلى أن ثلاثة مواطنين بينهم طفل قتلوا بعد منتصف ليل الجمعة السبت جراء قصف بالدبابات على بلدة دير العصافير في ريف العاصمة، وآخرين بينهما امرأة في سقوط قذائف على الغوطة الشرقية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع جرحى واعتقالات بالعشرات جرت في زاكية بعد اقتحام قوات الأمن للمدينة بأعداد كبيرة مدعومين بالدبابات وعناصر جيش النظام من الفرقة السابعة.

من جهتها، أكدت كتائب الصحابة التابعة لتجمع أنصار الإسلام أنها أسقطت مروحية للجيش النظامي في دير العصافير بريف دمشق.

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن طائرات القوات النظامية حلقت صباح أمس للاستطلاع في سماء مدينة التل بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي شديد، كما تواصل القصف على بلدات حرستا وسقنا ومليخا والزبداني.

لكن وكالة سانا نقلت عن مصدر رسمي في بلدة تل منين بريف دمشق قوله إن عملية ملاحقة «الإرهابيين» أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات منهم وإلقاء القبض على عدد كبير ومصادرة أسلحتهم.

وإلى الجنوب، أعلنت لجان التنسيق السورية المحلية أن مستشفى طفس في درعا تعرض لقصف من قبل القوات النظامية. وأشارت إلى ارتفاع عدد القتلى في المدينة إلى ثمانية شهداء، جودي عمار خفاجة، نسرين الحاصباني وجنينها، بلال محمد قاسم كيوان، أحمد محمد قاسم كيوان، عبد الله عويمر، محمد نور ناصر كيوان وشهيدين من الجيش الحر لم يتسن بعد التعرف إلى أسمائهم، جراء القصف الذي تعرضت له المدينة منذ ساعات الصباح الباكر والاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.

من جهته، أفاد المجلس العسكري في محافظة درعا عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة طفس التابعة لمحافظة درعا من محورين بعد قصف عنيف بالمدفعية وقذائف الهاون، أسفر الاشتباك عن سقوط أربعة شهداء ونحو 24 جريحا ومقتل 25 شبيحا وتدمير دبابتين وعربة بيك آب.

وفي حمص، أفاد ناشطون بتجدد القصف على أحياء حمص القديمة المحاصرة مثل الصفصافة وباب هود وباب الدريب والحميدية وجورة الشياح وباب التركمان، وذكرت شبكة «شام» أن جيش النظام اقتحم بالدبابات حي الشماس ونصب مدفعا على أحد أبراجه ليبدأ القصف على منازل الحي، كما تواصل القصف على مدينة الرستن بقرب حمص.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية، عن تجدد القصف على حي الخالدية في المدينة وتلبيسة في الريف.

من جهة ثانية، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في حمص إن القصف اتسع ليشمل قرى في القصير أمس، بعد اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في أكثر من موقع قريب من الحدود اللبنانية.

من جانب آخر قالت مصادر مقربة من الجيش الحر في ريف دمشق إن الجيش الحر قام بإطلاق سراح الإعلامية يارا صالح والتي تعمل في قناة «الإخبارية» السورية الرسمية. وكان الجيش الحر في مدينة التل التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا شديدا منذ يومين قد قام مساء يوم الجمعة باختطاف طاقم من قناة «الإخبارية» السورية التي تتهمها المعارضة بالكذب والتلفيق.

دولت نوروزي لـ «الشرق الأوسط» : 14 من الـ48 المعتقلين في سوريا من قادة الحرس الثوري

ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا: ينتمون لـ«قوات الشهداء» التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية الإيرانية

لندن: نادية التركي

أكدت السيدة دولت نوروزي أمس أن 14 من الـ48 المعتقلين في سوريا هم قادة «قوات الشهداء» للحرس التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية الإيرانية مركزها أروميه. وأضافت في تصريحات خصت بها«الشرق الأوسط»: أن «المعلومات الواردة من مصادر في المعارضة الإيرانية بأن قائد قوات الشهداء للحرس ومعاون حراسة القوات وقائد مدفعية هذه القوات وعددا من قادة الاستخبارات والعمليات لمقر حمزة للحرس (لمنطقة شمال غربي إيران) فضلا عن عدد من قادة الأفواج وقادة المناطق ورجل دين (ملا) هم من بين المعتقلين الـ48». وتمكنت «المقاومة الإيرانية» من التأكد من أسماء 9 من قادة مقر حمزة للحرس وقادة قوات الشهداء لمحافظة أذربيجان الغربية من بين المعتقلين الـ48 في سوريا مع بعض التفاصيل الخاصة بهم وكما يلي:

1. العميد الحرسي عابدين خرّم قائد قوات الشهداء للحرس لمحافظة أذربيجان الغربية (أروميه) 2. الملا كريم حسين خاني قائد قوة التعبئة (البسيج) لطلبة الحوزة العلمية في محافظة أذربيجان الغربية والمسؤول السابق لمكتب ممثلية الولي الفقيه في قوات الشهداء لأذربيجان الغربية هناك 12 عقيدا للحرس من بين المعتقلين نذكر أسماء 7 منهم كما يلي:

1. العقيد الحرسي يوسف أكبري نائب قسم الحراسة لقوات الشهداء للحرس – أذربيجان الغربية 2. العقيد الحرسي حسين نوري قائد المدفعية في قوات الشهداء للحرس – أذربيجان الغربية 3. العقيد الحرسي غلام رضا كبرايي أحد قادة قوات الشهداء للحرس – أذربيجان الغربية 4. العقيد الحرسي طالب رحيمي قائد ناحية بلدة مياندوآب للحرس 5. العقيد الحرسي محسن رنجي أحد قادة مقر «حمزة» للحرس في أذربيجان الغربية 6. العقيد الحرسي جعفر بروال أحد قادة مقر «حمزة» للحرس في أذربيجان الغربية 7. كريم بيرامي قائد الفوج للحرس من قوات حرس مدينة سلماس (أحد مدن أذربيجان الغربية) كما أكدت مصادر من «المقاومة الإيرانية» لـ«الشرق الأوسط» أمس أن المعلومات الواردة إضافة إلى تركيبة القادة الموجودين في سوريا تدل بصورة مؤكدة أن وجودهم في سوريا كان لغرض قيادة القوات بصورة ميدانية ولم يكن يقتصر دورهم على التدريب أو الاستشارات العسكرية فحسب، فإن إيفاد قادة الحرس إلى سوريا يتم بأمر صادر عن القيادة العامة للحرس الذي يشمل جميع المحافظات، حيث يتم نقلهم إلى طهران أولا ثم يتم إرسالهم إلى سوريا بصورة جماعية. وتعقد لهم جلسات توجيهية خاصة وزيارتهم مسموحة باعتبارهم زوار ويتم إرسالهم إلى سوريا من طهران دون سلاح لكن يتم تسليحهم في سوريا عند وصولهم إلى هناك.

الجيش الحر يحبط محاولات اختراقه بعناصر يجندها النظام لمرحلة ما بعد سقوطه

الدادة لـ «الشرق الأوسط» : هدفها بث الفوضى بعد نجاح الثورة

بيروت: نذير رضا

كشف المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادة عن «محاولة النظام السوري زرع عناصر استخباراتية له داخل الجسم العسكري للمعارضة السورية في الداخل، بغية الاستفادة منها بعد سقوط النظام»، موضحا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم إحباط أكثر من محاولة على هذا الصعيد».

وقال الدادة إن تلك المحاولات «تجري برعاية مباشرة من حلفاء (الرئيس بشار) الأسد، وخصوصا إيران، وبتسهيل من مسؤولين غير نافذين في دول غربية»، لافتا إلى تلقي الجيش الحر «تقارير عن أن النظام يتحضر لمرحلة ما بعد سقوطه»، موضحا أن إحدى تلك التحضيرات «هي زراعة عناصر موالية له في الجسم العسكري الفاعل في الميدان داخل سوريا، وتقوية تلك العناصر وتعزيز حضورها بغية الاستفادة منها لبث الفوضى في سوريا بعد سقوط النظام».

وجاء هذا الكشف بعدما توفرت معلومات تفيد أن «جهات غربية تتصل بشخصيات من الثوار المقاتلين في حلب وحمص، بمعزل عن قيادة الميدان وقيادة الجيش الحر». وأضافت المعلومات أن تلك الاتصالات «تتم لمصلحة بعض حلفاء النظام السوري، بهدف اختراق المقاتلين في الميدان، وتشكيل مجموعات موالية للنظام داخل الجسم العسكري في الجيش السوري الحر».

في هذا الإطار، شكك الدادة بصحة بعض تلك المعلومات، مؤكدا أن «المقاتلين في الداخل، وخصوصا في حمص وحلب، يلتزمون بأوامر القيادة العسكرية للجيش الحر»، مشيرا إلى أن «محاولات الاختراق لم تتم في الميدان».

وأوضح أن رصد تلك الاختراقات «تم بعد التوقف عند آثار تصريحات صدرت عن بعض الضباط المعارضة والتي خدمت النظام في معارك دمشق»، مؤكدا أن أحد التصريحات «سبق الهجوم العسكري الحاسم على دمشق، وكان بمثابة إنذار للجيش النظامي بأننا سنقوم بعملية، ما أدى إلى مواجهات محسوب لها، وكان التصريح بمثابة غطاء للنظام للقيام بعمليات إجرامية».

وأعرب الدادة عن اعتقاده أن تلك التصريحات، «كانت بمثابة لعبة استخباراتية يتقنها النظام لتأمين غطاء دولي لجرائمه، حيث يستند إلى تصريحات مسؤولين في المعارضة المسلحة ليرسم ملامح تحركه الدولي ويأخذ غطاء دوليا لمواصلة قصفه المدن السورية»، مؤكدا أن النظام «انتهج هذه الخطوة للتعويض عن حالة الإحباط التي يعيشها، محاولا إنقاذ نفسه باختراق بعض المسؤولين في الجيش الحر عبر جهات دولية، مهمتها إطلاق تصريحات تمنحه الغطاء الدولي، وتحضر مجموعات صغيرة لبث الفوضى وتقويض الاستقرار في كامل أنحاء سوريا بعد رحيل النظام».

وشدد الدادة على أن محاولات الاختراق تلك تمت على الرغم من «قرار قيادة الجيش الحر الواضح، بأن التواصل مع الجهات الغربية يتم حصرا عبر المجلس الوطني السوري الذي نعتبره غطاءنا السياسي»، مشيرا إلى «رفض القيادة كما الضباط في الميدان، التواصل المباشر مع أي جهة دولية، وتأكيدها حصر التواصل عبر المجلس الوطني».

الرئيس الفرنسي يغلق الباب أمام أي تحرك عسكري في سوريا خارج مجلس الأمن

هولاند: متمسكون بالبحث عن حل يوفر الانتقال السياسي.. والنظام لا يحركه سوى الخوف من السقوط

باريس: ميشال أبو نجم

ما زال الملف السوري والمبادرات التي يتعين على فرنسا القيام بها بصفتها رئيسة لمجلس الأمن الدولي لشهر أغسطس (آب) موضع أخذ ورد بين الحكومة اليسارية والمعارضة اليمينية التي تستمر في التصويب على رئيس الجمهورية وتأخذ عليه تقصيره في التعاطي مع هذا الملف وغياب أي مبادرة جدية للدبلوماسية الفرنسية. وذهب أحد مسؤولي حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية إلى حد دعوة الرئيس فرنسوا هولاند إلى قطع عطلته الصيفية والعودة إلى باريس.

وازدادت الانتقادات حدة بعد أن خرج الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي مؤخرا عن صمته ليدعو المجتمع الدولي للتحرك السريع والقوي لا بل إلى استخدام القوة العسكرية على غرار ما حصل في ليبيا. جاء ذلك بعد أن كان قد سرب عنه أن هناك إمكانية للعمل من خارج مجلس الأمن الدولي المعطل بسبب «الفيتو» المزدوج الروسي – الصيني.

وأمس، رد الرئيس الحالي على ساركوزي وعلى قادة اليمين لدى مشاركته في تأبين ضابط صف فرنسي قتل في أفغانستان، إذ استغل هولاند المناسبة ليؤكد أن «الجنود الفرنسيين في أفغانستان كما في بقية مناطق العالم يقاتلون من أجل السلام والاستقرار وكما في كل مرة، بموجب انتداب من الأمم المتحدة». ورغم انسداد السبل السياسية، فقد أكد هولاند مجددا أن بلاده «متشبثة» بالبحث عن حل يوفر تحقيق عملية الانتقال السياسية التي تعني بالنسبة لفرنسا وللغربيين والمعارضة السورية وغالبية الجامعة العربية رحيل نظام الأسد. وبذلك يكون هولاند قد أغلق الباب نهائيا أمام أي دعوات للتحرك العسكري من خارج مجلس الأمن الدولي وهو الموقف الذي لم يحد عنه منذ ما قبل انتخابه رئيسا للجمهورية في شهر مايو (أيار) الماضي. ولأن قرارا يجيز التدخل العسكري في سوريا لن يمر إطلاقا في مجلس الأمن بسبب الرفض الروسي – الصيني، فإن كلام الرئيس الفرنسي يعني عمليا أنه لن يحصل تدخل عسكري أجنبي مباشر في سوريا.

وأشار هولاند إلى ما قامت به فرنسا من إنشاء مستشفى ميداني عسكري على الحدود الأردنية – السورية مهمته توفير الرعاية الصحية للاجئين السوريين الفارين من بلادهم وكذلك لأعضاء المعارضة المسلحة الذين «يواجهون قمع نظام يحركه فقط الخوف من سقوطه». ونوه الرئيس الفرنسي بالدعم الذي تقدمه باريس للمعارضة السورية الذي لا يصل حتى الآن إلى حد تقديم السلاح، إذ تعتبر فرنسا أن ذلك سيؤجج الحرب ولن يحل المشكلة.

-ولا يتضمن كلام هولاند جديدا بينما يبدو أن الدبلوماسية الفرنسية راغبة في هذه المرحلة في توجيه الاهتمام للرعاية الإنسانية والاهتمام باللاجئين في داخل سوريا وخارجها، معتبرة أن هذا التوجه «يمكن أن يلقى إجماعا في مجلس الأمن الدولي» بحيث لا تعارضه روسيا ولا الصين اللتان استخدمتا حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات لإجهاض مشاريع قرارات تدين النظام السوري وتهدد باللجوء إلى عقوبات.

وتتشاور باريس في الوقت الحاضر مع شركائها في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي للتحضير لاجتماع مجلس الأمن على المستوى الوزاري في الثلاثين من الشهر الجاري، أي قبل يوم واحد من انتهاء الرئاسة الفرنسية له. وقبل ذلك، فإن وزير الخارجية لوران فابيوس سيقوم بجولة على 3 من دول الجوار السوري «الأردن ولبنان وتركيا» ما بين 15 و17 من الشهر الجاري.

لكن هذا الحراك لا يبدو أنه أقنع رئيس الحكومة السابق فرنسوا فيون.. ففي مقابلة نشرت أمس في صحيفة «ويست فرانس» الإقليمية، دعا فيون الرئيس هولاند إلى التوجه إلى موسكو في محاولة لإقناع الرئيس فلاديمير بوتين بالتخلي عن الرئيس الأسد، الأمر الذي سيسرع في رحيله. وقال فيون: «الحل موجود في روسيا، وفرنسوا هولاند عليه الانتقال شخصيا إلى موسكو لمناقشة الوضع مع فلاديمير بوتين، وأنا أعلم أن ذلك لن يكون سهلا لكن المفتاح موجود هناك». وبحسب فيون الذي شغل منصب رئيس الحكومة طيلة سنوات عهد ساركوزي الخمس، فإنه إذا قبلت موسكو التخلي عن الأسد، فإنه «سيسقط في الحال».

معلومات متضاربة حول انشقاق فاروق الشرع وفراره إلى الأردن

الجيش الحر لا يتبنى الرواية ولا معلومات لقيادته عنها

بيروت: يوسف دياب

تضاربت أمس المعلومات حول حقيقة انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع والفرار إلى تركيا وعدمه. وفي حين بثّت قناة «روسيا اليوم»، خبرا عاجلا نقلا عن أنباء وصفتها بـ«غير المؤكدة عن انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وعدد من كبار قيادات الجيش السوري ووصولهم للأردن». نقلت قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله عن مكتب الشرع، نفيه الأنباء التي تحدثت عن انشقاقه عن النظام السوري، والتي تداولتها وسائل الإعلام.

في هذا الوقت أوضح نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، أنه «لا معلومات لدى قيادة الجيش الحر عن هذا الانشقاق». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كقيادة الجيش الحر لم نتبلّغ من ضباطنا وعناصرنا الموجودين على الأراضي السورية أي شيء من هذا القبيل، ولا نستطيع أن نؤكد أو نتبنّى هذا الخبر».

أما عضو المجلس الوطني السوري سمير النشار، فلفت إلى أنه «لا معلومات لديه أو لدى المجلس الوطني عن انشقاق الشرع». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «لم نتبلّغ شيئا رسميا بهذا الخصوص، لكننا نتوقع مثل هذه الانشقاقات، لأن المركب الغارق سيحاول من فيه القفز منه». ورأى أنه «ليس غريبا أن يسارع الشرع إلى الانشقاق عندما تحين الفرصة المناسبة له، فها هو رئيس الوزراء رياض حجاب وعدد من الوزراء انشقوا، وكذلك العميد مناف طلاس الذي كان يرافق بشار الأسد وظلّه، فهؤلاء عندما رأوا أن المركب يغرق ببشار وطغمته القاتلة سيفرون لينجوا بأنفسهم». وأضاف من «الطبيعي أن يفرّ هؤلاء لأن من لم يستطع الفرار والقفز من مركب الأسد سيغرق معه على غرار ما حصل مع (الزعيم الليبي الراحل معمر) القذافي». ورأى أن «الجهاز الأمني الذي يتولى مراقبة المسؤولين السياسيين والعسكريين يتداعى يوما بعد يوم، بدليل انشقاق رئيس الوزراء ووصوله سالما إلى الأردن».

أنان.. البيروقراطي الصامت

مواقفه تأتي متأخرة.. من رواندا إلى سوريا

محمد علي صالح

في الأسبوع الماضي، وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه استقالته كمبعوث مشترك للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية إلى سوريا، كتب كوفي أنان رأيا في صحيفة «فاينانشيال تايمز» تحت عنوان: «نصيحتي وأنا أودع لإنقاذ سوريا». وقال أنان ما لم يقله وهو في منصبه منذ فبراير (شباط) الماضي، إذ قال: «يبدو المجتمع الدولي مشلولا، بصورة لا تصدق، في محاولاته التأثير على العنف الذي عم سوريا». وكتب: «لن تحل الوسائل العسكرية وحدها المشكلة. في الجانب الآخر، سوف تفشل المحاولات السياسية إذا لم تكن شاملة وكاملة. يشكل توزيع القوى والانقسامات في المجتمع السوري معوقات أمام إنهاء القمع، والانحدار إلى حرب طائفية انتقامية». غير أن أهم ما كتب هو: «واضح أن الرئيس (السوري) بشار الأسد يجب أن يترك الحكم».

لكن، ليست هذه أول مرة يثير فيها أنان أسئلة حول مواقفه السياسية والتعبير عن رأيه في أحداث تاريخية. والأسئلة المطروحة لا عن قدرته على أن يكون بيروقراطيا على الصعيد الدولي، فهو، خلال ثلاثين سنة في الأمم المتحدة، أجاد ذلك. ولكن عن شجاعته في أن يقول الحق، ولو كلفه قول الحق منصبه.

يوضح تاريخ أنان أنه «موظف دولي» من الدرجة الأولى، وأنه تعلم وتدرب ليكون كذلك. فقد ولد أنان في كوماسي، في غانا، قبل أربعة وسبعين سنة، في عائلة «ارستقراطية»، (كان جده ووالده من زعماء قبائل أفريقية). ودرس في مدرسة «مفانتسبين» للصفوة الغانية، التابعة للكنيسة البريطانية، والتي تأسست سنة 1870.

وفي سنة 1957، سنة استقلال غانا، تخرج أنان في المدرسة، وانتقل إلى كلية كوماسي التي تحول اسمها لاحقا إلى جامعة نكروما، قائد الحركة الوطنية التي أدت إلى الاستقلال. وقبل أن يكمل دراسته، فاز بمنحة من مؤسسة «فورد» الأميركية، وانتقل إلى كلية ماكالستر، في سنت بول بولاية مينيسوتا الأميركية. وهي، مثل «مفانتسبين»، كلية مسيحية خاصة، تأسست سنة 1874.

ثم انتقل إلى معهد الدراسات الدولية في سويسرا سنة 1961، حيث أقام عاما ليعود بعدها إلى الولايات المتحدة. ونال ماجستير في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1963. ثم عاد إلى جنيف والتحق موظفا في منظمة الصحة العالمية في العام نفسه. وبعد عشر سنوات، عاد إلى غانا، مديرا لقسم السياحة في غانا سنة 1974. ولكن لم يمكث طويلا في بلده الأم، إذ توجه عام 1976 إلى نيويورك حيث التحق بالأمم المتحدة، مساعدا للأمين العام لشؤون الإدارة والأمن. ومنذ ذلك الوقت ولعشرين سنة، ظل يعمل في وظائف رفيعة لدى الأمم المتحدة: مدير قسم الميزانية، ثم المراجع العام، ثم مدير عمليات السلام.

ولكن في عام 1996 وصل كوفي أنان إلى قمة الهرم لدى الأمم المتحدة، عندما اختاره مجلس الأمن أمينا عاما للمنظمة الدولية. وبذلك، أصبح أنان ثاني أمين أفريقي، بعد نهاية فترة العربي المصري بطرس بطرس غالي.

وخلال عقد، استطاع أنان أن يبني على خبرته في منظمة الصحة العالمية، إذ عرف عنه إنجازاته في مجلس الصحة. وأسس عام 2001 صندوق محاربة مرض «إيدز». والذي بسببه اشترك في نيل جائزة نوبل للسلام (مع منظمة الأمم المتحدة نفسها). وفي عام 2006، أسس صندوقا تابعا للأمم المتحدة لمحاربة مرض السكري عام 2006.

وسياسيا، أشرف عام 2005 على إرسال قوات دولية إلى دارفور لمواجهة ما سميت في ذلك الوقت «إبادة»، حملت حكومة السودان مسؤوليتها. غير أن أنان تعرض لانتقادات كثيرة خلال العشر سنوات التي عمل فيها أمينا عاما للأمم المتحدة. ولا تختلف هذه الانتقادات عن الانتقادات الحالية عن الستة شهور التي قضاها مبعوثا للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية.

وتتركز الانتقادات على أن أنان «موظف دولي ممتاز»، لكنه لا يملك القدرة، أو الشجاعة، أو يملكهما ولا يريد إعلانهما، والعمل بهما، وهو يواجه المشاكل الدولية العملاقة التي تؤثر على شعوب العالم تأثيرات مباشرة وتاريخية، بداية بفشله في وقف المذبحة القبلية التي شهدتها رواندا (سنة 1994) عندما كان مسؤولا عن القوات الدولية. في وقت لاحق، أصدر روميو دولير، قائد القوات الدولية في رواندا في ذلك الوقت، كتاب مذكراته: «صافح الشيطان: فشل الإنسانية في رواندا»، وشن فيه هجوما عنيفا على أنان. وحمل دولير أنان مسؤولية عدم السماح للقوات الدولية في رواندا بالتدخل عندما بدأت المذبحة، ثم الفشل بتسليح القوات الدولية بأسلحة متطورة. وأخيرا الفشل بصرف اعتمادات مالية ولوجيستية.

سنة 2004، بعد عشر سنوات من مذبحة رواندا، اعترف أنان بأنه أخطأ. وقال عبارة كررها في الشهر الماضي عندما استقال من وظيفته في سوريا: «يتحمل المجتمع الدولي الذنب لأنه لم يتحرك». وعندما سئل عن دوره الشخصي، قال: «كنت أعتقد أنني على صواب في ذلك الوقت. لكن، بعد المذبحة، أحسست بأن هناك خطوات كان يجب أن أتخذها. كان يجب علي أن أدق ناقوس الخطر، وأحشد الناس».

وربما أكثر الملفات إثارة للجدل هي تعامل كوفي أنان مع ملف العراق. ففي عام 1996، بدأ أنان الإشراف على برنامج «النفط مقابل الطعام» الذي كان أعلنه الرئيس الأميركي بيل كلينتون كوسيلة للتعامل مع العراق بعد فرض العقوبات الدولية عليه عقب غزو الكويت عام 1990. والبرنامج الذي أسهم في خنق الاقتصاد العراقي من دون إضعاف نظام صدام حسين شابته الكثير من الأخطاء، لا يمكن تحميل أنان جميعها. إلا أن كان دوره بمواصلة البرنامج وعدم محاسبة الخارقين له من خلال عقود فاسدة ساعدت نظام صدام حسين على التلاعب في البرنامج الذي كان هدفه توصيل المواد الغذائية للشعب العراقي وحرمان النظام من استغلال أموال النفط. وكانت الانتقاد الأكبر لأنان سنة 2004، عندما كشفت تقارير صحافية عن أن كوجو أنان، ابن كوفي أنان، كان قد أسس شركة في سويسرا، واشترك مع شركات سويسرية، منها شركة «كوتيكنا» في الحصول عقود برنامج «النفط مقابل الطعام». في البداية، نفى كوفي أنان علمه بخفايا نشاطات ابنه. ونفى أنه كان اجتمع مع مدير «كوتيكنا» لصالح ابنه. وبعد انتقادات خارجية ومن داخل الأمم المتحدة، ومن الكونغرس الأميركي، اضطر أنان لتشكيل لجنة تحقيق، ترأسها بول فولكر (الذي شغل سابقا مديرا لمجلس الاحتياطي، البنك المركزي الأميركي). وخلال التحقيقات، غير أنان رأيه، واعترف بأنه قابل مدير شركة «كوتيكنا»، ليس مرة واحدة، بل مرتين.

ولم يدن التقرير النهائي أنان «بسبب عدم وجود أدلة كافية». لكنه أدان مدير برنامج «النفط مقابل الطعام»، (القبرصي بينان سيفان، الذي كان أنان عينه في المنصب قبل ذلك بأربع سنوات). ثم حقق مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) في الموضوع (لأن مركز الفساد كان في الولايات المتحدة). واتهم سيفان بتسلم 150 ألف دولار (بينما كانت هناك ادعاءات بان قيمتها وصلت مليون دولار) من حكومة صدام حسين للسكوت عن تحويل بلايين الدولارات من مبيعات النفط إلى القوات العراقية المسلحة. غير أن سيفان أنكر التهمة. وجاء إلى واشنطن، وعقد مؤتمرا صحافيا مع محاميه الأميركي قالا فيه إن سيفان «ليس إلا كبش فداء» حتى لا يدان أنان. في وقت لاحق، عزل أنان سيفان، ولكن منحه استحقاقاته المالية من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الحماية الدبلوماسية. وعندما انتقل سيفان إلى وطنه قبرص، قال إنه يتمتع بحماية دبلوماسية، ولم تقدر مكتب المباحث الفيدرالي الأميركية «إف بي آي» على اعتقاله بسبب عدم وجود اتفاقية تبادل مجرمين بين الولايات المتحدة وقبرص.

ووجد سيفان تأييدات غير مباشرة من آخرين، إذ استقال مارك بايث، عضو لجنة فولكر (التي حققت في فضيحة النفط مقابل الطعام) من منصبه بعد أن أصدر فولكر تقريره الذي لم يدن فيه أنان «بسبب عدم وجود أدلة كافية». وقال بايث: «لن أسكت على إخفاء الحقيقة». كما استقال الباكستاني إقبال رضا، كبير موظفي مكتب أنان، بعد أن ورد اسمه في تحقيقات لجنة فولكر. أما كوجو أنان (الابن)، نفى أي صلة بعقد الخمسة ملايين دولار الذي وقعته شركة «كوتيكنا» لشراء نفط العراق، مع أنه استمر يعمل مع الشركة. وقال والده إنه يتمنى لو أن ابنه ترك العمل في الشركة وابتعد عن الأضواء. وقال الوالد وكأنه يعتذر: «ماذا نقدر على أن نفعل مع أولادنا عندما يكبرون ولا يسمعون كلامنا»، في إشارة إلى أنه غير راض عن ابنه.

بريئان أو غير بريئين، يظل اسما كوفي أنان وكوجو أنان يترددان في أغنية فرقة «ميغاديث» الأميركية: «يونايتد أبومونيشن» (المكروهون المتحدون، على وزن الأمم المتحدة). وفيها: «أسرى النفط مقابل الطعام. لكن، صحون طعامهم ملأى. ولا دليل على جرائمهم. أليس هذا صحيحا يا كوجو؟».

في سنة 2003، قادت الولايات المتحدة الحرب على العراق بينما كان كوفي أنان أمينا عاما للأمم المتحدة. وقبل الغزو بشهرين، عندما صار واضحا أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن خطط لغزو العراق، وأمر العسكريين الأميركيين بالاستعداد للغزو. وحينها دعا أنان، في بيان رسمي من مكتبه في الأمم المتحدة، الرئيس بوش ألا يغزو من دون قرار من مجلس الأمن. وفي بداية شهر مارس (آذار)، قبل 3 أسابيع من الغزو، قال أنان في مؤتمر صحافي: «الحرب يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة. ويمكن أن تسبب أخطارا وتهديدات أخرى»، لكنه رفض إعطاء رأيه من ناحية القانون الدولي بالحرب ولم يفعل أكثر من الإدلاء بالتصريحات الدبلوماسية. ولم يعارض الغزو، ولم يحذر بوش إلا يغزو، ولم يهدد بالاستقالة.

وبعد الغزو، أشرف أنان على قرارات مجلس الأمن التي أضفت «شرعية دولية» على الاحتلال الأميركي. وعلى تولى القوات الأميركية و«دول حليفة» مهمة إدارة العراق «اعتمادا على قانون عمره مائة سنة تقريبا (قانون لاهاي عن الحرب وعن احتلال أراضي العدو)».

وفي وقت لاحق، قدم أنان إلى مجلس الأمن مشروع قانون وقف برنامج «النفط مقابل الطعام» بعد أن صار العراق دولة محتلة. ودعا إلى تحويل الحسابات إلى الولايات المتحدة. كانت هذه عشرة مليارات دولار (ما تبقى من برنامج استمر ثماني سنوات، وأشرف على صرف سبعين مليار دولار من عائدات النفط العراقي).

وانتظر أنان أكثر من سنة حتى أحرجته، سنة 2004، سوزانا برايس، مراسلة «بي بي سي» (الإذاعة البريطانية) في مقابلة تاريخية. وبعد لف ودوران أثناء المقابلة، قال إن الحرب كانت «غير قانونية، إذا تريدين منى أن أقول ذلك»، مضيفا بصوته الخافت: «أعتقد أنني فعلت كل ما بوسعي». وسألته الصحافية البريطانية: «لماذا لم تقف في مجلس الأمن الدولي، وتقول، في عام 2003 هذه الحرب غير قانونية من دون قرار من مجلس الأمن؟»، وتجنب أنان إجابة مباشرة. وتردد، ثم قال: «قبل الحرب قلت إن إعلان الولايات المتحدة والحلفاء الحرب من دون موافقة مجلس الأمن لن ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة». وعندما ضغطت عليه الصحافية، قال محتجا: «يقول مثل أميركي: سهل تحليل مباراة في اليوم التالي». وردا على سؤال آخر، قال: «خرجت الملايين في الشوارع (معارضة الحرب قبل أن تبدأ)، ولم يؤثر ذلك على أي شيء (على إعلان بوش للحرب)»، مضيفا: «تعلمنا دروسا قاسية، دروسا للولايات المتحدة، وللأمم المتحدة وللدول الأخرى.. آمل ألا نرى وضعا يشبه وضع العراق مرة أخرى، وضعا من دون موافقة الأمم المتحدة، وبدون تأييد واسع من المجتمع الدولي».

وكان هناك رد فعل غاضبة على المقابلة من الولايات المتحدة، إذ تساءل متحدث باسم دونالد رمسفيلد، وزير الدفاع الذي اشرف على الغزو: «كيف يتجرأ الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يمثل الدول الأعضاء، على أن يغير رأي الدول الأعضاء؟». وكانت المقابلة الصحافية بداية غضب من جانب الأميركيين، خاصة في الكونغرس، وخاصة وسط الأعضاء الذين تحمسوا كثيرا لغزو العراق. استغربوا كيف يتجرأ أنان، وهو «الموظف الدولي» على أن يقول ما قال. ومرة أخرى لسوء حظ أنان، جاءت فضيحة «النفط مقابل الطعام»، وحققت ست لجان في الكونغرس، وشنت حملات عنيفة ضد أنان.

وعقد أنان مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الأمم المتحدة، قال فيه إن هناك أميركيين يشتركون في عملية «غوغاء يريدون شنقه». هذه عبارة يستخدمها الأميركيون السود ضد البيض، وهي تشير إلى سنوات التفرقة العنصرية خاصة في الولايات الجنوبية وسارع البيت الأبيض، باسم الرئيس بوش، ونفى أي اتهامات شخصية لأنان.

جاءت هذه المواجهة مع الأميركيين في وقت زاد فيه الحزب الجمهوري حملته ضد الأمم المتحدة. ويبدو أن بعض هؤلاء خلطوا بين أنان وبين الأمم المتحدة، وحملوا أنان مسؤولية أخطاء لم يكن وراءها كلها.

ولكن ابتعد أنان عن تلك الأجواء عندما أصبح أحد «الحكماء»، وهي مؤسسة أسسها رئيس جنوب السودان والمناضل الشهير نيلسون مانديلا لشخصيات دولية معروفة لتسهم في بناء السلم حول العالم. وخلال السنوات الخمس الماضية، عمل أنان بهدوء بتلك المؤسسة التي ينضم إليها شخصيات عدة مثل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والرئيسة الآيرلندية السابقة ماري روبنسون.

وكتب كولم لينش، مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في الأمم المتحدة لعشر سنوات تقريبا، وغطى كل سنوات عمل أنان أمينا عاما للأمم المتحدة: «اقترب كوفي أنان من السماوات العليا مثلما لم يقترب أي دبلوماسي دولي: نال جائزة نوبل للسلام. ظهر على غلاف مجلة «تايم» كشخصية العام. وصار يلقب بأنه «البابا العلماني» لدعوته للسلام والعطف على الفقراء في العالم. لكن، واجه تحقيقات داخل الأمم المتحدة وخارجها. بسبب برنامج «النفط مقابل الغذاء» في العراق. وبسبب فضائح مالية وجنسية (إذ تورط أحد من مساعديه في فضيحة تحرشات جنسية لسكرتيرات كن يعملن معه). وأضاف لينش: «تبدو قصة أنان مثل مأساة يونانية قديمة: نفس الصفات التي صعد بها أسهمت في هبوطه وتركيزه على إرضاء كل الأطراف. وعلى الحلول الوسط. وخوفه على منصبه من غضب الدول الكبرى (خاصة الولايات المتحدة). وولائه لبيروقراطية الأمم المتحدة (وهو الذي تربي فيها لثلاثين سنة تقريبا)».

ومن المفارقات أن دول العالم الثالث، التي رشحته وأيدته ليصبح أمينا عاما للأمم المتحدة، صارت، بعد سلسلة الفضائح السابقة الذكر، تنتقده. وخاصة لأنه صار يحاول إرضاء الأميركيين. رغم أن الأميركيين ما عادوا يؤيدونه، أو حتى يحترمونه.

وقبل عامين، خلال لقاء على قناة «الجزيرة» الإنجليزية، سأله صحافي: «ألا تتوقع أنك يمكنك الحصول على نتيجة أفضل لو وجهت انتقادات واضحة ورفعت صوتك بصوت أعلى»، فأجاب: «لا، إنني أنتقد ولكن بشكل خاص وللأطراف المعنية.. لا يوصلك دائما رفع الصوت حيث ما تريد». وأضاف بابتسامة: «يمكنني الحصول على نتائج من دون أن أصرخ». ولكن في هذه المرة، بينما يتواصل القتل في سوريا وتتصاعد أصوات المقاتلات الحربية فوق المدن السورية، سكوت أنان حتى استقالته لم يأت بأي نتيجة.

ناشطون: العثور على أكثر من أربعين جثة بإدلب

تواصل القصف وإعدامات بحمص

                                            اتهم المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الجيش النظامي “بإعدام عشرة شبان” في أحد أحياء حمص، كما قال ناشطون إن أكثر من ثلاثين قتيلا سقطوا اليوم بنيران الأمن السوري، معظمهم بحمص وإدلب. في وقت يتواصل فيه القصف والاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق متفرقة بالبلاد.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أحصت 105 أشخاص قتلوا أمس بنيران القوات النظامية معظمهم بريف دمشق وحلب ودرعا، وكشفت أن عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات بلغ عشرين ألفا بينهم ثلاثة آلاف من النساء والأطفال.

وقال المجلس الوطني في بيان فجر اليوم إنه تم إعدام عشرة شبان في حي الشماس بحمص بعدما اقتحمته قوات الجيش والشبيحة.

بدورها اتهمت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل إيران بالمشاركة في عمليات النظام، مهددة “برد قوي جدا في قلب النظامين الإيراني والسوري”.

وكان المجلس الوطني قد تخوف في وقت سابق أمس من “مجزرة مروعة” بعدما جمعت قوات النظام 350 شابا في ساحة جامع بلال في الحي ونادى الجيش من المساجد المحيطة لنزول كل الشباب إلى الشوارع.

وأكدت الهيئة العامة للثورة اعتقال الأهالي وإعدام عشرة منهم ميدانيا، مشيرة إلى أن قصفا وإطلاق نار كثيفا سبق اقتحام الحي، والى “حالة من الرعب والهلع الشديد” بين السكان.

من جانبها أفادت لجان التنسيق المحلية بنزوح لأهالي حي الشماس بعد النداءات التي وجهتها قوات النظام ليلا لإخلاء الحي.

وتتعرض أحياء عدة بمدينة حمص منذ أشهر لحملات قصف مركز من قوات النظام، وتشهد اشتباكات عنيفة بين هذه القوات والجيش السوري الحر الذي يتصدى لمحاولات اقتحام الأحياء.

وفي حي الشماس أيضا، أفادت الهيئة العامة بمقتل سبعة أشخاص اليوم في قصف مدفعي على الحي.

قصف واشتباكات

وفي حلب، تواصلت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي صلاح الدين في حلب، بينما تعرضت أحياء الشعار وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو وبستان القصر للقصف بالدبابات وطائرات “ميغ” في محاولة لاقتحامها والسيطرة عليها.

كم أفادت الهيئة العامة للثورة بقطع شبه كامل للاتصالات والإنترنت عن المدينة وتشويش على أجهزة الاتصالات.

وفي محافظة إدلب، ذكر الناشطون أنهم عثروا على أكثر من أربعين جثة بعد قيام قوات الفرقة الرابعة بإعدامات ميدانية وتصفية الجرحى بالمستشفيات الميدانية. وأضافوا أن قوات النظام قصفت بلدات أريحا والبارة وقرى سهل الروج وكَنْصَفْرَة بالطائرات الحربية والدبابات.

كما دارت معارك عنيفة في ريف إدلب للسيطرة على خط إمداد ينتهي عند مدينة حلب. في المقابل أكد التلفزيون السوري أن الجيش يلاحق “مجموعات إرهابية” بأريحا وريف إدلب.

في غضون ذلك تمكن الجيش الحر من فرض سيطرته الكاملة على كفر نبل بمحافظة إدلب. وأفاد مراسل الجزيرة أن المعارك مع الجيش النظامي استمرت خمسة أيام سقط خلالها قتلى وجرحى.

وتشهد بلدة العشارة في دير الزور قصفا من الطيران الحربي لليوم الخامس على التوالي مما أدى لسقوط جرحى وسط حركة نزوح لأهالي البلدة.

وفي درعا تحاول القوات النظامية اقتحام مدينة طفس وسط قصف مدفعي عنيف وحصار خانق على البلدة، كما سُجلت اشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على بلدة خربة غزالة بدرعا.

اغتيال إعلاميين

وفي دمشق وريفها شنت القوات النظامية حملة اعتقالات في أحياء شوارع خالد بن الوليد وقبر عاتكة والشريبيشات والسويقة وبلدتي بيت سحم وبيبلا.

ومن جهة أخرى، اغتال مسلحون صحفيا بوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في منزله بريف دمشق، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان والوكالة السورية.

وقالت سانا إن “مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت أمس علي عباس رئيس دائرة الأخبار الداخلية بالوكالة في جديدة عرطوز في ريف دمشق”. وأوضح المرصد أن “مسلحين مجهولين” اغتالوا الصحفي بإطلاق الرصاص عليه في منزله.

وكان تلفزيون “الإخبارية” قد أفاد الجمعة بفقدان الاتصال بثلاثة صحفيين يعملون لديه خلال مرافقتهم للجيش في عملية بريف دمشق. وحمل “المجموعات الإرهابية المسلحة” المسؤولية عن سلامتهم.

وفي منتصف يوليو/ تموز، قتل محمد السعيد، مقدم الأخبار بالتلفزيون الرسمي في منزله بدمشق. وتبنت جبهة النصرة عملية القتل.

بريطانيا تدعم الجيش السوري الحر بالمعدات

                                            المعارك العنيفة في مدينة حمص أدت إلى نزوح آلاف السوريين

تناولت بعض الصحف البريطانية الثورة الشعبية السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد والحرب الأهلية التي تعصف بسوريا، وأشارت إلى أن بريطانيا عقدت العزم على تقديم المساعدات للجيش السوري الحر، ولكن المساعدات لا تشمل السلاح.

فقد أشارت صحيفة ذي ديلي تليغراف إلى أن بريطانيا أعلنت عن تكثيفها الاتصالات الدبلوماسية مع المعارضة السورية، وإلى تقديمها مساعدة إضافية إلى الجيش السوري الحر تقدر قيمتها بحوالي ثمانية ملايين دولار، وتشمل سترات واقية من الرصاص ووسائل اتصالات، ولكنها لا تشمل تقديم أسلحة.

ونسبت الصحيفة إلى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قوله في مؤتمر صحفي إن شعب سوريا لا يستطيع الانتظار إلى ما لا نهاية، فالناس في سوريا يموتون، وأضاف أنه في ظل غياب أي تقدم على الصعيد الدبلوماسي بشأن الأزمة السورية المتفاقمة، فإن بريطانيا ستبذل مزيدا من الجهود وستطور دعمها للشعب السوري والمعارضة السياسية السورية.

وأضاف هيغ أن تلك المساعدات ستشمل هواتف خلوية للاتصال بالأقمار الاصطناعية وأجهزة لاسلكي يمكن استخدامها لإبلاغ المدنيين بالهجمات الوشيكة للنظام، وذلك من أجل التغلب على عمليات تعطيل الاتصالات التي يعمد إليها نظام الأسد.

سقوط الأسد

كما ستشمل المساعدات البريطانية للشعب السوري تجهيزات لإغاثة المدنيين وتجهيزات جراحية وأدوية ومضادات حيوية وأدوية مسكنة ومعدات لتنقية المياه.

ومن جانبها أضافت صحيفة ذي غارديان أن هيغ يرى أن تسليم المعارضة السورية أسلحة عمل ينطوي على مجازفة كبيرة، مضيفا أن بلاده ستواصل العمل مع المعارضة السورية، وخاصة مع ممثلي الجيش السوري الحر من أجل تأمين استعدادهم للسقوط الحتمي لبشار الأسد.

وقال هيغ إن ممثله لدى المعارضة السورية وهو بمستوى سفير، يتواصل مع أعضاء سياسيين في الجيش السوري الحر وإنه يلتقيهم، موضحا أن بريطانيا تنقل إلى المعارضين السوريين من خلال هذه الاتصالات رسالة حازمة من أجل احترام حقوق الإنسان مهما تكن الفظائع التي يرتكبها النظام.

كما أشار هيغ إلى أن بريطانيا ستطور وتعمق علاقاتها مع كافة المجموعات السياسية في المعارضة السورية، وذلك من أجل الإعداد والتحضير لمستقبل خال من نظام الأسد، بمساعدتهم على الاتحاد وتقديم بديل سياسي.

المصدر:ديلي تلغراف,غارديان

مراكز الشرطة والأمن خاوية على عروشها

تفشي الجريمة في المدن السورية

                                            قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الشهادات التي أدلى بها عدد من السوريين تفيد بانتشار الفوضى والجريمة على نطاق واسع في مدن سوريا وبمستوى مشابه لذلك الذي حدث في العراق في السنين التي تلت الغزو الأميركي عام 2003.

وأكملت الصحيفة في تقرير لها من مدينة حلب أن سلطة الدولة المدنية اختفت من المدن السورية ابتداء من درعا على الحدود مع الأردن إلى حمص ودمشق وحلب، إلا أن المواطنين السوريين يقولون إن حالة الفوضى والجريمة وانعدام الأمن تمتد حتى إلى المدن والبلدات التي لا تشهد مواجهات مكثفة بين قوات النظام السوري والمعارضة.

واستشهدت الصحيفة بحادثة خطف استهدفت رجل أعمال من حلب، حيث خطف في وسط الشارع وطُلب من عائلته فدية قدرها 200 ألف دولار أميركي. وبعد أسبوع قضاه مربوطا بأنبوب مياه في منطقة خارج مدينة حلب، تم إطلاق سراحه مقابل 30 ألف دولار أميركي.

وأكد رجل الأعمال أن الطريقة التي تعامل بها الخاطفون مع عائلته تدل على أنهم محترفون وقاموا بهذا العمل من قبل، فقد قاموا بترك سيارته في مكان معين وبها مفاتيحها وطلبوا من العائلة الذهاب لأخذ السيارة ليكون ذلك إثبات على أنهم خطفوا الشخص المطلوب.

ورغم محاولة المعارضة السورية المسلحة تسيير دوريات في المناطق التي تسيطر عليها في حلب لحفظ الأمن والنظام، إلا أن قدرتها على إنجاح ذلك الجهد محدودة حيث المعركة مستعرة مع قوات النظام السوري.

وأوضحت الصحيفة اعتمادا على شهادات من سوريين بأن الناس بدؤوا في اختراع مخابئ لمقتنياتهم الثمينة تحسبا لتعرض منازلهم للسطو المسلح، كما توقف الناس عن حمل مبالغ نقدية في جيوبهم.

وقد بدأ أصحاب الأعمال والمحلات من جهتهم باستخدام أقفال ثقيلة وذات خصائص أمنية أكثر من المعتاد، لمواجهة حالات الدهم التي يقوم بها مجرمون يتنكرون بصفة معارضين مسلحين.

ياسمين

وقالت المواطنة السورية ياسمين، التي خافت من نشر اسمها الكامل “لا أحد يريد ترك منزله، لأن المرء لا يعلم من سيوقفه أو يهاجمه. الفوضى وانعدام سيادة القانون والخوف، الأمر غاية في الفوضى. ومع ذلك العدد من الأفاقين في الشوارع، لا يعلم المرء من قد يختطفه ويطالب بفدية”.

أما أمل هنانو الكاتبة والمحللة السورية فقد أكدت أن أعمال الخطف وطلب الفدية صارت واقعا يوميا في مدينة حلب.

من جهة أخرى، قالت الصحيفة إن المشكلة لا تكمن فقط بالخبرة التي يكتسبها المجرمون كل يوم، بل بالجرأة التي تزداد مع كل يوم يمضي دون أجهزة الدولة، حيث صار الناس يتعرضون للسرقة في منازلهم وفي وضح النهار.

ورأت أمل -ويؤيدها في ذلك عدد من السوريين- أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو السبب في انتشار المجرمين الذين يجوبون الشوارع ويروعون الأهالي، حيث اعتمد نظام الأسد لعقود طويلة على مليشيات عرفت باسم “الشبيحة” لتثبيت ولاء الشارع السوري للنظام بالقوة، وكانت تلك المليشيات تمول من النظام ومؤيديه الأثرياء.

إلا أن الوضع مختلف اليوم، فالنظام في أزمة مالية خانقة تزداد حدة كل يوم، أما مؤيدو النظام الأثرياء فإما غادروا البلاد طلبا للأمان أو تغيرت ولاءاتهم، فما كان من تلك المليشيات المكونة من عناصر غير سوية أصلا إلا أن تتجه إلى ترويع الناس لتحصل على المال الذي تعودت عليه.

كما أشارت الصحيفة إلى أن البلاء الذي تجلبه المليشيات الموالية للأسد قد لا يقتصر على السرقة والخطف والابتزاز، بل يتعدى ذلك إلى الجرائم المخلة بالشرف استنادا إلى منظمة مدنية تعنى بالدفاع عن حقوق المرأة وتدعى “نساء تحت الحصار”، حيث تقول المنظمة إنها سجلت مائة حالة اغتصاب منذ بدء المواجهات المسلحة إلى اليوم وكثير من تلك الجرائم ارتكبت من قبل أكثر من رجل واحد يعتقد أنهم من الشبيحة.

وإضافة إلى جرائم الخطف والسطو تبرز أيضا جرائم من نوع آخر تؤرق الجيش السوري الحر في المناطق التي يسيطر عليها، وهي عصابات السوق السوداء التي تسرق المواد الغذائية بطريقة أو بأخرى وتحرم البسطاء من الحصول على ما يكفيهم من الغذاء.

لكن الصحيفة ختمت تقريرها بالقول، إن هناك من سكان حلب من اتهم المعارضة والنظام على السواء بنشر الفوضى حيث يقوم كل طرف بمعاقبة من يعتقد أنه داعم للطرف الآخر.

المصدر:نيويورك تايمز

صحافي سوري وملازم منشق يلقى حتفه تحت القصف

عمل صحافياً ميدانياً ينقل أخبار الثورة السورية والجيش الحر أينما تواجد

دمشق – جفرا بهاء

قتل أمس الملازم المجند المنشق عن مرتبات مدرسة الاستطلاع براء يوسف البوشي عن عمر 24 سنة، حيث أعلن انشقاقه عن نظام الأسد وعن مرتبات مدرسة الاستطلاع في دمشق بتاريخ 31-5-2012 قائلاً “أعلن انشقاقي عن نظام قاتل الأطفال، وبداية عملي كصحافي ميادني لنقل أخبار الجيش الحر وأخبار الثورة”.

وبراء صحافي تخرج في كلية الإعلام قبل عامين فقط، ليمارس العمل كصحافي ميداني في الثورة السورية حتى أصبحت صفته الرسمية ” الناطق الرسمي باسم المكتب الإعلامي لألوية أحفاد الرسول وسيف الإسلام وسيف الحق”.

براء شاب حموي من حي الصابونية، ولكنه لم يمت في مدينته، وإنما قتل وهو يحاول تغطية قصف قوى النظام لريف دمشق، فسال دمه في مدينة التل بريف دمشق بعد القصف العنيف الذي تلقته المدينة أمس بنيران النظام وقواته.

وبراء ترك غصة لدى الكثيرين، فتم إنجاز حوالي 5 صفحات تحية لروحه، وكتبت إحدى صديقاته على صفحتها بحزن يشعر القارئ بحرقتها “استعجلت كتير يا براء. معركتنا ما خلصت بعد. لوين تارك ريف الشام ورايح؟ مين بدو يبعت تقارير من عربين؟ مين بدو ينقل الصوت؟ مين بدو يوقف قدام الكاميرا؟ يا برااااااء”.

تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب لأجل غير مسمى

كان من المقرر عقده في جدة لبحث العمل السياسي في سوريا بعد استقالة عنان

العربية.نت

أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقرراً عقده اليوم الأحد في جدة.

وقال بن حلي للصحافيين إن الاجتماع تأجل إلى موعد لاحق من دون أن يذكر التفاصيل.

وكان بن حلي أعلن أنه سيتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في جدة بالسعودية يوم الأحد لبحث العمل السياسي الذي يمكن القيام به بعد استقالة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضمان وجود مرن للأمم المتحدة في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين، مؤكداً أن من واجب المنظمة الدولية المساعدة في تسوية أزمة الشعب السوري.

ويفترض أن تنتهي مهمة المراقبين في 19 أغسطس/آب بعدما صوت مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي على تمديدها “لمرة أخيرة” ثلاثين يوماً.

وكان المراقبون انتشروا في سوريا في إبريل/نيسان، ثم علقوا مهامهم منتصف يونيو/حزيران بسبب تصاعد وتيرة العنف. كما تم لاحقاً خفض عددهم من 300 إلى 150 مراقباً غير مسلحين.

ناشطون: 47 قتيلا برصاص الأمن السوري

بعاج: كنت أنسق منذ وقت مع المنبر الديمقراطي المعارض

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون بأن 47 شخصاً على الأقل قتلوا برصاص الأمن السوري الأحد في مدن عدة، أكثر من نصفهم في محافظة حمص وحدها، حيث قتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، بينهم 10 يعتقد أنهم أعدموا ميدانياً في حي الشماس.

وقالت الشبكة إن 28 شخصا قضوا في حمص، و11 في إدلب، و3 بدمشق وريفها، و2 في كل من درعا واللاذقية، و1 في دير الزور.

وذكر ناشطون أن 3 سيدات قتلن في طفس بدرعا جراء القصف العنيف على المدينة إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى في القصف.

وقامت القوات السورية بقصف بلدة أم المياذن في درعا جنوبي البلاد.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية اقتحمت بلدة البلالية بريف دمشق وسط إطلاق نار كثيف. واشات اللجان إلى أن الطيران المروحي يشارك بالقصف.

وأضافت اللجان إن الطيران المروحي قصف بعنف مدينة الميادين في دير الزور. وفي بصرى الشام بدرعا قصفت القوات السورية بالمدفعية وفقا للجان.

وأفاد ناشطون أن مسرابا بريق دمشق تعرضت لقصف عنيبف بالطيران المروحي صباح اليوم.

وكان المجلس الوطني السوري وناشطون اتهموا القوات النظامية بإعدام 10 شبان في حي الشماس جنوبي مدينة حمص.

وناشد رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف “المجزرة” التي يتعرض لها حي الشماس في حمص على يد قوات الأمن السورية و”الشبيحة”.

وقال سيدا لسكاي نيوز عربية عبر الهاتف من اسطنبول إن “شبيحة نظام الأسد بدأوا بالتوافد على حي الشماس”، مطالباً المجمتع الدولى بالتحرك العاجل لمنع تكرار مذبحة الحولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى