أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 13 أيار 2012


«جبهة النصرة» تعلن المسؤولية عن تفجيري دمشق

دمشق – لندن – «الحياة»، ا ف ب – في اليوم الثالث بعد التفجيرين اللذين هزا دمشق صباح الخميس الماضي صدر امس بيان يتبنى المسؤولية عن تنفيذهما، والذي كانت السلطات السورية تنتظره وتروج له من خلال اتهامها «جماعات ارهابية». فقد اعلنت جماعة اسلامية تطلق على نفسها اسم «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين اسفرا عن مقتل 55 شخصا وجرح مئات آخرين.

وهذا هو البيان الرابع لهذه الجبهة التي ولدت فجأة ولم يسمع بها احد من قبل. وكانت قد تبنت في اشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع الكترونية اسلامية عمليات تفجير سابقة وقعت في دمشق وحلب، ابرزها انفجاران استهدفا في 17 آذار (مارس) الماضي مركزين امنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصا بحسب السلطات، وانفجار في 6 كانون الثاني (يناير) في دمشق ادى الى مقتل 26 شخصا، وآخر في حي الميدان في دمشق في 27 نيسان (ابريل) اودى بحياة 11 شخصا، بالاضافة الى تفجيرين في حلب في 12 شباط (فبراير) قتل فيهما 28 شخصا. ولاحظ مراقبون ان طريقة تنفيذ التفجيرات تشبه الطريقة التي استخدمها تنظيم «القاعدة» في الماضي في عملياته.

والمفارقة انه في كل هذه التفجيرات تبادلت السلطات والمعارضة المسؤولية. فبينما اتهم المعارضون الحكومة بتدبيرها لصرف الانظار عن عمليات القمع التي ترتكبها، وتأكيد روايتها بشأن «الجماعات الارهابية المسلحة»، اكدت السلطات السورية دائماً ان اسلحة و»ارهابيين» يدخلون الى سورية من دول محيطة بها ويقومون باعمال التفجير. وفي حالات التفجير السابقة كما في تفجيرات دمشق في آخر العام الماضي ومطلع العام الحالي، كانت السلطات تسرع الى القاء السمؤولية على الارهابيين في اللحظة التي تحصل فيها التفجيرات، ومن دون انتظار اي بيان يتحمل المسؤولية.

وجاء في البيان الرابع لـ «جبهة النصرة» الذي بثته على موقع «يوتوب» انها «قامت بعملية عسكرية في دمشق ضد اوكار النظام استهدفت فرع فلسطين وفرع الدوريات». وبررت الجبهة هذه العملية نظرا «لاستمرار النظام في قصفه للاحياء السكنية… وقد صدقناه وعدنا بان نرد عليه القصف بالنسف».

وفيما كان اهالي ضحايا تفجيري دمشق يشيعون القتلى امس، استمرت تظاهرات الاحتجاج ضد النظام والمواجهات بين الجيش والمنشقين، وخصوصاً في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. وقالت مصادر المعارضة ان منشقين شنوا هجوماً على قافة من الشاحنات العسكرية التابعة للجيش النظامي في ادلب واسفر الهجوم عن مقتل اربعة جنود وجرح تسعة. وقام الجيش على الاثر باقتحام قرى في المحافظة وتنفيذ حملة مداهمات وتمشيط في بلدات وقرى كفرعويد وكنصفرة وقوقفين. ووصف مصدر معارض المعارك بين الجيش والمنشقين بالعنيفة، مشيرا الى ان الجيش استخدم فيها المدفعية المتوسطة والثقيلة بينما اكد «الجيش السوري الحر» انه ليس مسؤولاً عن خرق الهدنة تنفيذاً لخطة كوفي انان، وانه لا يقوم سوى بالرد على هجمات الجيش لحماية المدنيين.

واضافة الى ادلب امتدت المواجهات امس الى مناطق في ريف حمص وحماة ودرعا ودير الزور.

وفي ريف دمشق، ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت ضابطا واصابت شقيقه الضابط بجروح في منطقة الحجر الأسود، واغتالت عسكريا برتبة مساعد أول في بلدة عرطوز أثناء توجهه إلى عمله».

الى ذلك اطلق امس سراح صحافيين تركيين كانا محتجزين في سورية منذ شهرين. واكد وزير الخاريجة التركي احمد دواد اوغلو ان اطلاقهما تم بوساطة ايرانية، ووصلا الى طهران على متن طائرة قادمة من دمشق قبل نقلهما الى تركيا. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وصف الصحافيين في وقت سابق بانهما «اسرى حرب» وطالب سورية باطلاق سراحهما. وفي مقابل الصحافيين التركيين تسلم حرس الحدود الاتراك اثنين من الايرانيين الذين سبق خطفهم في سورية. وكانت المعارضة السورية اطلقت سراح 18 ايرانياً كانت تحتجزهم الا ان عدداً آخر ما زال محتجزاً لديها.

تزايد التفجيرات الدامية في سورية رغم انتشار المراقبين

دمشق، لندن – «الحياة»، أ ف ب – تتزايد الانفجارات الدامية في سورية، وخصوصاً منذ إعلان وقف إطلاق النار في 12 نيسان (أبريل) الماضي على رغم وجود ما يقارب نصف عدد المراقبين الدوليين المقرر إرسالهم إلى سورية للتثبت من هذا الإعلان.

في أثناء ذلك تتواصل العمليات العسكرية والأمنية التي تقوم بها السلطات للحد من موجة الاحتجاجات المناهضة للنظام ما أسفر السبت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح آخرين، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في عدد من المدن والمناطق في البلاد، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «إرهابيين قتلوا ضابطاً وصف ضابط في ريف دمشق» أمس، و «إحباط محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من تركيا في ريف إدلب».

وفي ريف إدلب (شمال غرب)، قتل مواطنان أحدهما امرأة اثر إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات وتمشيط نفذتها القوات النظامية في بلدات وقرى كفرعويد وكنصفرة وقوقفين.

كما هزت عدة انفجارات قريتي فركيا ودير سنبل اثر سقوط قذائف على المنطقة مصدرها الحواجز العسكرية في ناحية احسم وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة شرق قرية حنتوتين.

وفي ريف حماة (وسط)، قتل مواطن وجرح آخرون بعضهم بحالة خطرة في بلدة مورك بعد منتصف ليل الجمعة السبت اثر سقوط قذائف على البلدة كما توفي مواطن من بلدة كرناز متأثراً بجروح أصيب بها في مدينة حماة قبل خمسة أيام.

كما تم اعتقال ثلاثة مواطنين على حاجز بين بلدتي اللطامنة ومورك.

وفي ريف دير الزور (شرق) قتل مواطن من قرية شنان اثر إصابته برصاصة قناص.

وفي ريف حمص، أصيب سبعة مواطنين بجروح اثر سقوط قذائف على قرية النزارية بريف مدينة القصير فيما توفي مواطن من مدينة تدمر كان قد خطف قبل يومين.

وفي ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات في منطقة المجيدل بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت أمس العقيد مهدي إبراهيم وأصابت شقيقه العقيد علي بجروح في منطقة الحجر الأسود في ريف دمشق». وزادت إن «المجموعة الإرهابية أطلقت النار على الشقيقين صباحاً أثناء توجههما إلى عملهما في وحدات الجيش العربي السوري ما أدى إلى استشهاد العقيد مهدي على الفور وإصابة شقيقه العقيد علي بجروح» .

وزادت أن العقيد علي «رد على مصدر إطلاق النيران وتمكن من إصابة أحد الإرهابيين الذين لاذوا بالفرار بعدما سلبوا سيارة الضابطين وتركوا السيارة التي كانوا يستقلونها حيث تبين أنها مسروقة وعثر بداخلها على بندقية آلية «.

من جهة أخرى، أشار المصدر إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة أخرى اغتالت امس المساعد أول لواء عيسى حسن في بلدة عرطوز (قرب دمشق) أثناء خروجه من منزله متوجها إلى عمله». وأشارت إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار بكثافة من بساتين الحلالة باتجاه المواطنين ما أدى إلى استشهاد المواطن فادي سليم إبراهيم وإصابة رامز ناصر إبراهيم وزكي أحمد أحمد وشحادة الياس جفلة وزوجته ايفا نخلة».

إلى ذلك، أفادت الوكالة الرسمية أن «الجهات المختصة في محافظة ادلب (شمال غرب) أحبطت أمس محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من تركيا إلى الأراضي السورية بموقع خربة الجوز في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب، وتمكنت من قتل وإصابة عدد من الإرهابيين فيما لاذ البقية بالفرار إلى داخل الأراضي التركية وتمت مصادرة الأسلحة التي كانت بحوزتهم». وأشارت إلى أن «الأسلحة المصادرة شملت قاذفات آر بي جي وعدداً من البنادق الآلية إضافة إلى بزات عسكرية». وتابعت إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بتفجير عبوة ناسفة سكة القطار محور حلب- اللاذقية في موقع قرية شنقرة التابعة لمنطقة جسر الشغور بريف ادلب».

وكانت السلطات السورية أعلنت بعد ظهر الجمعة أنها أحبطت عملية تفجير «انتحارية» في حلب، وقتلت منفذها الذي كان على متن سيارة «تحمل لوحة حكومية مزورة» وكانت «محملة بأكثر من 1200 كيلوغرام من المواد المتفجرة» بحسب ما نقل التلفزيون السوري.

وقال مراسل التلفزيون السوري في حلب أن العبوة لو انفجرت لكانت «كفيلة بنسف الحي بأكمله» في إشارة إلى حي الشعار في حلب.

ويأتي ذلك غداة تفجيرين متزامنين هزا دمشق أوقعا أكثر من 55 قتيلاً و372 جريحاً أكدت السلطات أنهما «انتحاريان» يندرجان في إطار «الهجمة الإرهابية «عليها في حين اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلفهما.

وكانت إدلب شهدت نهاية شهر نيسان (أبريل) ثلاثة انفجارات استهدفت مقرين أمنيين وحياً سكنياً أسفرت عن مقتل عشرين شخصاً على الأقل ومئات الجرحى، وذلك غداة الدعوة التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى كل الأطراف لوقف العنف بأشكاله كافة.

وتواصل بعثة المراقبين الدوليين مهمتها التثبت من تنفيذ وقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 نيسان. وقال رئيس البعثة الجنرال روبرت مود أمس إن «الوضع في سورية هادئ، ولدينا فيها 157 مراقباً مدنياً وعسكرياً» موزعون في محافظات درعا في جنوب سورية، وفي إدلب في شمال غربها، وفي حماة وحمص وسط البلاد.

وكان المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ صرح الجمعة بأن «وجود مراقبينا العسكريين على الأرض كان له تأثير مهدئ على الوضع إلا أننا وفي نفس الوقت شهدنا استخداماً مقلقاً للعبوات الناسفة».

وأسفرت أعمال العنف منذ إعلان وقف إطلاق النار عن مقتل أكثر من 900 شخص لترتفع الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع الاحتجاجات إلى أكثر من 12 ألفاً، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

جبهة النصرة” الإسلامية تبنّت تفجيري دمشق

وطهران توسطت للإفراج عن الصحافيين التركيين

    و ص ف، أ ب

دمشق تتهم دولاً إقليمية وغربية بالوقوف وراء التفجيرات

أنقرة: إذا وجدنا 200 ألف سوري على حدودنا فسيتعين علينا أن نفعل شيئاً

أفاد ناشطون سوريون ان معارضين مسلحين اشتبكوا مع قوات الجيش في محافظة ادلب بشمال سوريا، بينما اجتمع اعضاء في “المجلس الوطني السوري” المعارض في روما في محاولة لتوحيد صفوفهم وتقديم أنفسهم بديلاً ذا صدقية من الرئيس السوري بشار الاسد. ووقت شيعت دمشق ضحايا التفجيرين اللذين ضربا العاصمة الخميس، أعلنت “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة انها نفذت التفجيرين بسبب استمرار النظام في “قصف الاحياء السكنية”. أما السلطات السورية فاتهمت “المجموعات الارهابية وتنظيم القاعدة” بالوقوف وراء التفجيرات الدامية الاخيرة، كما اتهمت “الدول الاقليمية والغربية” بمدها بالسلاح. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان 15 شخصاً قتلوا، هم خمسة مدنيين وتسعة جنود ومنشق، في حين توفي شخص متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام، وعثر على جثتي شابين كان أحدهما فُقد في حين كان الثاني في المعتقل وقضى تحت التعذيب.

وفي تطور آخر، وصل الصحافيان التركيان آدم اوزكوس وحميد جوسكون اللذان كانا محتجزين في سوريا منذ شهرين الى طهران حيث سيلتقيان عائلتيهما قبل العودة الى تركيا. وقالت أنقرة ان السلطات السورية أفرجت عنهما بوساطة ايرانية. كما افرج في الوقت عينه عن اثنين من الزوار الايرانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا.

وانتقد السفير التركي لدى سوريا عمر اونهون خلال مشاركته في مؤتمر لينارت ميري في العاصمة الاستونية، الظروف التي يعيشها معظم السوريين، الذين قال ان النظام يقودهم الى الاعتقاد بأن البديل الوحيد من نظام الاسد هو الحرب الاهلية والتطرف الديني. واضاف: “النظام السوري يغذي مخاوف الشعب، لذلك على المجتمع الدولي ان يطمئنهم الى أن تغيير النظام لن يؤدي الى وضع اسوأ”. وأكد: “نحن نعارض بشدة اي تدخل عسكري في سوريا، لكن اذا وجدنا يوماً ما 200 الف سوري على حدودونا، فسيكون علينا ان نفعل شيئاً”.

وامس، وصلت شحنة جديدة من التجهيزات للمراقبين الدوليين الذي يشرفون على وقف هش للنار. وشملت هذه التجهيزات ست عربات مدرعة من اصل 25 سيارة سيستخدمها 105 مراقبين عسكريين فضلاً عن 45 مساعداً لهم يعملون حالياً في سوريا. ويذكر انه بموجب قرار مجلس الامن رقم 2043 يتعين نشر 300 مراقب في غضون ثلاثة اشهر في اطار خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان.

المعارضة السورية: «جبهة النصرة» فبركات مخابرات

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب وبولا أسطيح القاهرة: سوسن أبو حسين وإيهاب حسين

ندد الجيش السوري الحر بتبني منظمة غير معروفة على نطاق كبير بين الأصوليين، تدعى «جبهة النصرة لأهل الشام»، تفجيري دمشق الأخيرين، وقال انها «فبركات» النظام.

وكانت جماعة «جبهة النصرة» نشرت بيانا رقم «4» بثه موقع «سوريا بوليتيك» الإلكتروني، أمس، أعلنت فيه تبنيها عملية تفجيري دمشق. ويرى بعض الخبراء أن النظام السوري يستغل حالة عدم الوضوح هذه ليسوق روايته بأن «القاعدة» تقف وراء أعمال العنف في البلاد منذ 14 شهرا، مؤكدين أن الثورة السورية لا علاقة لها بـ«القاعدة».

من جهته، أعلن العميد في «الجيش السوري الحر»، فايز عمرو، الذي كان يشغل منصب مدير المدرسة الفنية الجوية في الجيش النظامي، أن «تفجيري دمشق هما من صنع وتنفيذ النظام السوري».

وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المجموعة إما مفبركة من قبل المخابرات السورية، وإما مجبرة على تبني هذين التفجيرين».

من جانبه، حمل المعارض السوري هيثم المالح الغرب مسؤولية سخافات النظام، معتبرا أن «النظام السوري يصر على الحديث عن (القاعدة) ويخرج بما يقول إنها إثباتات عن وجود عناصر للتنظيم في سوريا، ليحرف نظر الرأي العام الدولي عن جرائم النظام بحق الشعب السوري».

من ناحيتها، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أنه استمرارا للحملة الأمنية التي يشنها النظام في معظم المحافظات السورية، واصلت قوات الأمن حملتها القمعية لتواجه المحتجين بالرصاص, مسقطة ما لا يقل عن 15 قتيلا في كل من درعا وحماه وريف دمشق، كما شهد ريف حمص اشتباكات عنيفة. وأكد الناشطون أن حملة المداهمات والاعتقالات استمرت امس وطالت معظم المحافظات السورية.

النظام السوري يبحث عن إثباتات لإبعاد الشبهات عنه في التفجيرات الأخيرة

قدم لائحة بـ26 اسما من «القاعدة» أوقفوا في سوريا لمجلس الأمن

بيروت: بولا أسطيح

وجّه المندوب السوري في مجلس الأمن بشار الجعفري رسالة إلى رئيس المجلس قال إنّها تحتوي على أسماء 26 شخصا اعتقلوا في سوريا، مرفقة بمعلومات حول جنسياتهم وتاريخ توقيفهم وانتمائهم وسبب توقيفهم.

وقال الجعفري في رسالته: «اللائحة تظهر أن كل الأسماء فردية باستثناء واحد كان يهرب أسلحة إلى سوريا نفّذ عمليات إرهابية ضد الجيش السوري وقوات الأمن السورية، استجابة لفتوى منبثقة من متطرفين دينيين تونسيين وليبيين»، لافتا إلى أن معظم الأسماء دخلت سوريا عن طريق تركيا، وأن عشرين اسما من أصل 26 ينتمون إلى تنظيم القاعدة.

وتضم اللائحة التي نشرت على بعض مواقع الإنترنت أسماء 19 تونسيا، و4 لبنانيين، وأردني ومصري وليبي.

وبينما وصفت قوى المعارضة السورية هذه اللائحة بـ«السخيفة»، وحديث النظام عن وجود قاعدة في سوريا بـ«الفبركات»، شدّد المعارض السوري هيثم المالح على أن «ما يقول النظام إنها مستندات وتحقيقات أجراها مع بعض من ألقى القبض عليهم ليست إلا عبارة عن إفادات، وإن وجدت، أُخذت من المتهمين تحت وطأة التعذيب».

وقال المالح لـ«الشرق الأوسط»: «ليس أتفه من الجعفري إلا النظام الذي يمثله. كلنا يعلم أن النظام السوري هو من سهّل مرور عناصر القاعدة من سوريا باتجاه شمال لبنان للمشاركة في معارك مخيم نهر البارد في عام 2007 وبالتالي فإن النظام هو الذي يتعامل مع القاعدة».

واعتبر المالح أن «النظام السوري يصر على الحديث عن القاعدة ويخرج بما يقول إنّها إثباتات عن وجود عناصر للتنظيم في سوريا، ليحرف نظر الرأي العام الدولي عن جرائم النظام بحق الشعب السوري»، وأضاف: «إذا بقي الغرب على موقفه الحالي المتردد، مستمعا لتلفيقات النظام فذلك سيجعل منه شريكا بالجرائم وسيكون مسؤولا عن دفع الأمور في سوريا إلى حرب أهلية».

بدوره، ردّ المعارض السوري محمد رحال على ما نُقل عن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن أن الانفجارين اللذين شهدتهما العاصمة السورية دمشق مؤخرا، يحملان بصمات تنظيم القاعدة، متحدثا عن أن عناصر تنظيم القاعدة بدأت تتخذ من سوريا ملاذا لها، مستغلة حالة الفوضى التي تسود البلاد. وقال رحال لـ«الشرق الأوسط»: «حديث الولايات المتحدة عن وجود القاعدة هو بالنسبة لنا تهرب من قبلها من واجباتها في تحرير سوريا من نظام الأسد»، معربا عن تخوفه من أن تكون هذه المواقف «لعبة أميركية جديدة خصوصا أن أميركا تبدو متواطئة مع النظام، بحيث لم تقم بأي خطوة تتعدى فرض بعض العقوبات الرمزية». وأضاف: «وإذا كان الأميركيون يعتقدون بوجود قاعدة في سوريا فليحددوا مكان وجودها علما أنه بالنسبة لنا إذا كانت (القاعدة) قادرة على تحرير سوريا فنحن معها».

وإذ أكد أنه لا وجود إطلاقا لـ«القاعدة» في سوريا متهما النظام بافتعال التفجيرات لإيهام الرأي العام الدولي بوجود قاعدة في سوريا، دعا رحال الولايات المتحدة إلى «عدم التنصل من مسؤوليتها الأخلاقية تجاه الثورة السورية ودعم الثوار الذين لا يطالبون إلا بالتحرر من نظام الأسد».

وكانت صحيفة «الثورة» الحكومية السورية وفي افتتاحيتها يوم أمس وتزامنا مع نشرها للائحة التي سبق ذكرها، اتّهمت دولا عربية وإقليمية بتقديم التمويل والتسهيلات لتنظيم القاعدة لتنفيذ «عمليات إرهابية» في سوريا بدعم من الغرب والولايات المتحدة، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: «إذا كانت التفجيرات فيها بصمات (القاعدة)، فإن الأطراف التي ساعدتها أو ساعدت عناصرها وموّلتهم وحرّضتهم وقدّمت لهم التسهيلات، تحمل في نهاية المطاف بصمات أميركا والغرب عبر أدواتهم القائمة في المنطقة سواء في الجوار التركي أم لدى مشيخات النفط». وأضافت الصحيفة: «إن بصمات القاعدة موجودة في التفجيرات الإرهابية التي شهدتها وتشهدها المدن السورية.. هذا صحيح.. والصحيح الآخر الموازي له وبالقدر ذاته، أن تلك هي بصماتهم.. من مشيخات الخليج الممولة إلى الظاهرة التركية الحاضنة مرورا بدول وأفراد وأحزاب وتنظيمات، تبرعت بالخدمة لأميركا والغرب وإسرائيل».

«الإخوان المسلمون» تدعو المجتمع الدولي إلى «مواجهة الحقيقة في سوريا»

تطالب بتحقيق دولي «شفاف» في تفجيرات دمشق والاعتراف بـ«الجيش الحر»

لندن: «الشرق الأوسط»

وجهت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أمس بيانا للمجتمع الدولي دعت من خلاله إلى مواجهة الحقيقة في سوريا وجاء في البيان «تعلن جماعتنا جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.. رفضها المطلق لكلّ أشكال القتل العشوائيّ، وتعلن رفضها للتفجيرات الإرهابية وللقائمين بها، واستنكارها لهذا الأسلوب كطريقة من طرائق العمل الثوري..».

كما حملت «الإخوان» النظام القائم المسؤولية الكاملة عن عمليات التفجير، التي تمت على الأرض السورية، وأكدوا أنها «عمليات مفتعلة، وتحمل بصمات عصاباته».

وطالب البيان بـ«تحقيق دولي شفاف في هذه التفجيرات، ونعتبر نكول المجتمع الدولي عن القيام بهذه التحقيقات، هروبا من تحمّل المسؤولية الإنسانية والسياسية التي يفرضها القانون الدولي». وأضافت الجماعة «نتمسّك بحقّ شعبنا في الانتصار لمشروعه الثوري، بكل الأساليب المشروعة، وفي مقدمتها التظاهر السلمي، والعصيان المدني. نرى في تخلّي المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته، إزاء ما يشنّ على أبناء شعبنا من حرب إبادة ممنهجة.. انحيازا سافرا لمشروع النظام وعصابات القتل العاملة بأمره، وتمكينا للجلّاد من عنق الضحية. في الوقت الذي يُحرم شعبنا من كل الوسائل التي تعينه على الوصول إلى أهدافه في الحرية والعدالة والعيش الكريم».

وأضافت «إننا، وإزاء تخلّف المجتمع الدولي عن مسؤوليته في حماية أبناء شعبنا، ومع تمسّكنا بسلمية الثورة، وبوطنية منطلقاتها وآفاقها، نؤكّد على حقّ جميع أبناء شعبنا بالدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم».

وطالب البيان بالاعتراف بالجيش السوري الحر قائلا «كما نؤكّد على ضرورة الاعتراف بالجيش السوري الحرّ، كمؤسسة وطنية، وتمكين هذه المؤسسة من القيام بواجبها في حماية الشعب السوري من عصابات الإجرام. ونحمّل إخواننا من العرب والمسلمين مسؤولية إمداد هذا الجيش وإسناده، حتى يفتح الله على شعبنا بالحق». واعتبرت الجماعة خطة أنان غطاء ليتمادى الأسد في انتهاكاته وجاء في البيان «لقد كان واضحا منذ اعتماد مجلس الأمن الدولي لخطة السيد كوفي أنان، أنّ فريقا دوليا أراد أن يجعل من هذه الخطة غطاء لمشروع التمادي في الانتهاك والقتل الذي يمارسه النظام، وأنّ فريقا آخر رأى فيها مهربا من تحمّل المسؤولية الإنسانية، التي يفرضها القانون الدولي وشرائع حقوق الإنسان». واستنكر البيان سكوت المجتمع الدولي عن ما يقع في سوريا «هل من المقبول أن يكتفي المجتمع الدولي إزاء مشروع الإبادة الذي ينفذ على أبناء شعبنا، بالتلهّي بمبادرة ثبت من أول يوم أن النظام لم يقبلها إلا لفظيا فقط؟! هل من المقبول أن يكتفي المجتمع الدولي إزاء جرائم التفجير بنتائجها الكارثية بالإدانة والتنديد فقط؟». وأضاف «ولماذا ينكل المجتمع الدولي عن السعي لمعرفة حقيقة هذه التفجيرات، عبر تحقيقات شفافة تقوم عليها لجان محايدة؟! هل إنّ معرفة الحقيقة ستحرج الموقف الدوليّ، وتضعه أمام مسؤوليات يصرّ على التهرب منها؟».

شكوك وتضارب حول تبني جماعة تنسب لـ«القاعدة» تفجيري دمشق

إسلامي مصري لـ «الشرق الأوسط» : أبو مصعب السوري منذ إطلاق سراحه تحت الإقامة الجبرية

لندن: «الشرق الأوسط » بيروت: يوسف دياب

تبنت منظمة غير معروفة على نطاق كبير بين الأصوليين, تدعى «جبهة النصرة لأهل الشام»، تفجيرات دمشق الأخيرة، كما أعلنت تبنيها عمليات سابقة حصلت خلال الأشهر الماضية في حلب، وذلك عبر أشرطة فيديو جديدة, ونشرت جماعة «جبهة النصرة» بيانا رقم 4 بثه موقع «سريا بوليتيك» الإلكتروني أمس، أعلنت فيه تبينها عملية تفجيرات دمشق.

وأسفر انفجاران انتحاريان وقعا أول من أمس عن سقوط ما لا يقل عن 55 قتيلا و372 جريحا. وقلل إسلاميون من بيان جبهة النصرة الذي حمل اسم: «المنارة البيضاء», وقال الدكتور هاني السباعي، الإسلامي المصري، لـ«الشرق الأوسط»: «إن التنظيمات الإسلامية ترى أن «الجيش السوري الحر» يقاتل تحت راية علمانية, ومن المتوقع ظهور جماعات أخرى على غرار ما حدث في العراق», مشيرا إلى أن «جبهة النصرة» ربما تكون جماعة جهادية تتلاقى أفكارها مع «القاعدة», وقد يكون هناك إسلاميون سوريون متأثرون بالأفكار الجهادية, ولكن ليسوا تحت مظلة «القاعدة». وأوضح أن «الجهاد ذروة سنام الإسلام, خطاب موجه للأمة كلها وليس محصورا على (القاعدة) فقط». وتوقع الإسلامي المصري زيادة عدد التنظيمات الإسلامية في الأراضي السورية كلما زاد بطش وتعنت النظام المتمسك بالسلطة. وقلل السباعي، الإسلامي المصري، من أهمية إطلاق سلطات الأسد سراح أبو مصعب السوري (مصطفى ست مريم نصار)، المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات لندن قبل سبع سنوات، من معتقله في حلب, مشيرا إلى أن الإفراج عن أبو مصعب السوري، قيادي «القاعدة»، يبدو أنه تحذير للولايات المتحدة وبريطانيا من عواقب سقوط النظام وإدارة ظهرهما له في مواجهة الانتفاضة التي تشهدها البلاد، ولكن في الحقيقة يبدو أن أبو مصعب تحت الإقامة الجبرية, فلم يصدر بيان واحد منه أو كلمة من عائلته أو من زوجته، وهي تقيم خارج سوريا, منذ الإفراج عنه فبراير (شباط) الماضي. وفي حين يصر النظام على وجود عناصر لـ«القاعدة» في سوريا، تؤكد المعارضة أن النظام هو المسؤول الأول والأخير عن التفجيرات والمفخخات التي تهز البلاد بين حين وآخر. وانتقدت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد لاستخدامه «تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب». وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم الذي عزز المخاوف من اندلاع حرب أهلية في البلاد؛ «حيث يجري انتهاك وقف إطلاق النار بانتظام منذ دخوله حيز التنفيذ في 12 أبريل (نيسان) الماضي». فيما اعتبر ناشطون أن الأمر قد يكون مفبركا، فالنظام يهدف لإثارة البلبلة والتحذير من تسليح الجيش الحر, وقال ناشطون في الشأن السوري: «ما إن تحدث تفجيرات في سوريا حتى يبادر إعلام النظام وقبل أي تدقيق أو إجراء تحقيق لوصف التفجير بأنه انتحاري ليعزز نظريته بأن (القاعدة) تنشط في الداخل السوري».

ويرى بعض الخبراء أن النظام السوري يستغل حالة عدم الوضوح هذه ليسوق روايته بأن «القاعدة» تقف وراء أعمال العنف في البلاد منذ 14 شهرا, مؤكدين أن الثورة السورية لا علاقة لها بـ«القاعدة». ويضيفون أنها مرتبطة فقط بالشعب السوري الذي لم يعد قادرا على احتمال الوضع في بلده، على غرار ما جرى في الكثير من الدول العربية التي خرج مواطنوها للمطالبة بحقوقهم. وقالت وزارة الداخلية السورية إن المفجرين الانتحاريين فجروا سيارات مفخخة بالقرب من مقر استخباراتي عسكري في دمشق. وكان هذا أكثر الهجمات فتكا منذ اندلاع انتفاضة مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) عام 2011.

وتعليقا على هذا، أعلن العميد في «الجيش السوري الحر»، فايز عمرو، الذي كان يشغل منصب مدير المدرسة الفنية الجوية في الجيش النظامي، أن «تفجيري دمشق هما من صنع وتنفيذ النظام السوري». وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المجموعة إما مفبركة من قبل المخابرات السورية على شاكلة أحمد أبو عدس (الذي تبنى في شريط مسجل اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2004)، وإما مجبرة على تبني هذين التفجيرين». وقال: «أنا كضابط في الجيش السوري أعرف، وكل الضباط السوريين يعرفون أيضا، أن المخابرات السورية أخذت أساليب عمل معظم المخابرات العالمية، والدولة السورية هي دولة مخابرات من شعر رأسها حتى أخمص قدميها»، موضحا أن «هذا الأسلوب تعتمده المخابرات السورية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، بحيث كانت تقتل عمال التنظيفات في الطرقات بواسطة القناصات وتتهم جماعة الإخوان المسلمين بقتلهم»، مشيرا إلى أن «المنطقة التي حصل فيها التفجيران في دمشق هي أمنية مائة في المائة كما كل أحياء دمشق التي ينتشر عناصر الأمن في كل شبر منها»، مشددا على أن «أي عنصر أمن لم يقتل فيهما؛ لأن السور الذي يحيط بفرعي فلسطين والدوريات تزيد سماكته على المتر من الإسمنت المسلح، وهذان الفرعان لم يصابا بأي أذى». ولفت إلى أن «ساحة سعد الدين الجابري في حلب التي وقع فيها تفجير (أول من أمس) لا يدخلها إلا رجال الأمن، وأريد من التفجير أن يكون إنذارا لأهل حلب بأنه إذا نزلتم إلى المظاهرات فسيكون مصيركم الموت». وأكد عمرو أن «المعارضة السورية مقصرة في فضح خفايا التفجيرين الدمويين في دمشق، خصوصا أنه ظهرت في الصور جثث كانت مكبلة وسيارات أجرة». وطالب بـ«نشر أسماء الشهداء الذين أغلبهم من المعتقلين ومن المفقودين، وللأسف نجد أن المعارضة ليست فعالة في فضح هذه الحقائق».

إلى ذلك أعلن رئيس جمعية «اقرأ» السلفية في لبنان والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، الشيخ بلال دقماق، أنه لم يسبق له أن سمع بوجود جماعة إسلامية أو جهادية باسم «جبهة النصرة» لا في سوريا ولا في غيرها من الدول العربية والإسلامية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا نخفي أن ثمة جهاديين دخلوا على خط الأحداث في سوريا، ولكن من سابع المستحيلات أن تقدم مجموعة إسلامية جهادية على تنفيذ هكذا عملية وتقتل فيها هذا الكم من الأبرياء»، مؤكدا أن «بيان هذه المجموعة لا يوحي بالثقة، وهو يحتاج إلى دليل، ولا ننسى أن النظام السوري ضليع باختلاق هذه الفبركات، وخير دليل على ذلك تفريخ الكثير من العناصر في كنفه وإرسالهم إلى العراق، وما حصل أيضا في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عندما اتهم الأصوليون الإسلاميون فيها، وكانت نتيجة التحقيق أن النظام السوري وحليفه حزب الله في لبنان كانا وراءها».

قوات الأمن تواصل القصف ومواجهة المحتجين بالرصاص

قتلى واعتقالات في درعا وحماه وريف دمشق.. واشتباكات عنيفة في ريف حمص

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه، ونتيجة استمرار النظام في حملته الأمنية في معظم المحافظات السورية، سقط يوم أمس ما لا يقل عن 15 قتيلا في كل من درعا وحماه وريف دمشق وحمص.

وأفادت مصادر ميدانية لبنانية بحدوث اشتباكات عنيفة في المناطق السورية المتاخمة لمنطقة مشاريع القاع الحدودية اللبنانية. وأكدت المصادر وقوع اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين في القرى التابعة لمدينة القصير السورية، لافتة إلى أن أصوات القذائف المدفعية تُسمع وبوضوح في الأراضي اللبنانية. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن استمرار القصف المدفعي العنيف على مدينة الرستن بالدبابات والهاون.

وبالتزامن، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مواطنين في ريف إدلب (شمال غرب)، إثر إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات وتمشيط نفذتها القوات النظامية في بلدات وقرى كفرعويد وكنصفرة وقوقفين.

وقال ناشطون إن عدة انفجارات هزّت قريتي فركيا ودير سنبل إثر سقوط قذائف على المنطقة مصدرها الحواجز العسكرية في ناحية احسم، لافتين إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة شرق قرية حنتوتين، يوم أمس.

وفي ريف حماه، أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل مواطن وجرح آخرين بعضهم بحالة خطرة في بلدة مورك بعد منتصف ليل الجمعة السبت، إثر سقوط قذائف على البلدة كما توفي مواطن من بلدة كرناز متأثرا بجراح أصيب بها في مدينة حماه، قبل خمسة أيام.

وتحدث الناشطون في ريف دير الزور عن مقتل مواطن من قرية شنان إثر إصابته برصاص قناصة، بينما قالوا إن سبعة مواطنين أصيبوا بجراح إثر سقوط قذائف على قرية النزارية بريف مدينة القصير (حمص)، وعن وفاة مواطن من مدينة تدمر كان قد اختطف قبل يومين.

وفي ريف درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات حصلت في منطقة المجيدل بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة.

وأكّد الناشطون أن حملة المداهمات والاعتقالات استمرت بالأمس وطالت معظم المحافظات السورية، فتم اعتقال ثلاثة مواطنين على حاجز بين بلدتي اللطامنة ومورك، وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن حملة مداهمات طالت أسرا بكاملها (رجالا ونساء) في منطقة عقربا في ريف دمشق.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، قال محمد دوماني عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، إن مدينة دوما التي شهدت ليلا داميا (ليل الجمعة – السبت) استفاقت على صوت المدافع وقصف الأحياء السكنية الذي لم يتوقف منذ يومين، لافتا إلى أن سيارات الإطفاء والشبيحة يجولون في المدينة منفذين حملة واسعة من الاعتقالات.

وفي حين قال ناشطون إن جيش النظام حاول بالأمس أكثر من مرة اقتحام بلدة الحراك في درعا من مدخلها الشرقي، أفادوا بدخول دبابات جديدة إلى منطقة الأتارب في حلب وسط إطلاق نار كثيف عقب حدوث انشقاق على حاجز القصر عند مدخل المنطقة. ومن إدلب، أفيد بانفجار لغم بعدد من اللاجئين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى تركيا في منطقة جسر الشغور.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن ليل الجمعة السبت أن «انفجارا قويا» استهدف مقرا لحزب البعث الحاكم قرب ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب، مشيرا إلى مقتل حارس المقر إثر إطلاق نار أعقب الانفجار.

بدوره، قال مصدر محلي بمدينة حلب ليونايتد برس إن أحد عناصر سلاح الهندسة العسكرية قتل بمدينة حلب لدى تفكيكه العبوة. وأضاف المصدر أن جثة العنصر قذفت بالهواء لمسافة أكثر من 25 مترا، وأن أضرارا مادية لحقت بالمنطقة ولم يصب أي شخص آخر بأذى.

وبالتزامن، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن وصول طائرة شحن تحمل 6 سيارات جيب مصفحة من نوع «تويوتا تروجان» لبعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا. وقال ميلان ترويانوفيتش المدير الإداري للبعثة في تصريح للوكالة: «ستصل في وقت لاحق طائرتا شحن أخريان تحمل الأولى 6 سيارات جيب مصفحة والثانية 13 سيارة جيب مصفحة ليصبح عدد السيارات التي تصل اليوم 25 سيارة جميعها مقدمة من الاتحاد الأوروبي للبعثة», يُذكر أن 14 سيارة جيب من نوع «نيسان باترول» كانت قد وصلت للبعثة في الثامن من مايو (أيار) الحالي، عن طريق مطار دمشق الدولي.

القضاء يخلي سبيل 8 ناشطين من المركز السوري لحرية التعبير

السلطات السورية ترفض تقديم تقرير عن التعذيب إلى لجنة الأمم المتحدة

لندن: «الشرق الأوسط»

أخلى القضاء العسكري السوري، أمس، سبيل ثمانية ناشطين، بينهم رزان غزاوي، كانوا أوقفوا مع الناشط والإعلامي مازن درويش في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 فبراير (شباط)، والمتهمين بـ«حيازة منشورات محظورة» على أن يحاكموا طليقين.

وقال المحامي ومدير المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية، أنور البني، لوكالة الصحافة الفرنسية: «قرر قاضي الفرد العسكري إخلاء سبيل الناشطين هنادي زحلوط ويارا بدر ورزان غزاوي وثناء الزيتاني وميادة خليل وبسام الأحمد وجوان فرسو وأيهم غزول».

وأضاف المحامي أن الناشطين ستتم محاكمتهم بتهمة «حيازة منشورات محظورة»، بقصد توزيعها وهم طليقون في 29 مايو (أيار). وأشار الحقوقي إلى أن الناشطين «هم جزء من المجموعة التي اعتقلت بتاريخ 16 فبراير من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا» معربا عن قلقه «من ورود أنباء غير مطمئنة عن صحتهم». والناشطون هم رئيس المركز مازن درويش وعبد الرحمن حمادة وحسين غرير ومنصور حميد وهاني الزيتاني.

وفي غضون ذلك، رفضت السلطات السورية أن تقدم تقريرا عن التعذيب إلى لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب التي من المقرر أن تناقش الأربعاء في مقرها في جنيف الوضع في هذا البلد، كما ذكرت أمانة سر اللجنة لوكالة الصحافة الفرنسية.

سوريا: «معارض» موال للنظام يطالب بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية قبل إعلانها

قدري جميل: الانتخابات البرلمانية زادت من الاستياء الشعبي

لندن: «الشرق الأوسط»

فجر قدري جميل، عضو رئاسة «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» السورية المعارضة، مفاجأة جديدة في الأوساط السياسية الرسمية، بدعوته إلى «إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي لم تصدر بعد». والمفاجأة جاءت من كون قدري جميل أحد أبرز رموز «المعارضة» التي دعم نشوءها النظام، لتكون بديلا عن المعارضة التقليدية التي تطالب برحيل نظام بشار الأسد.

وخلال مؤتمر استثنائي للجبهة الشعبية للتغيير يوم أمس، قال قدري جميل الذي كان أحد أعضاء الحزب الشيوعي السوري (جناح بكداش) الموالي لنظام الأسد: «أدعو المئات من كوادر الجبهة المشاركين في المؤتمر إلى المطالبة بحل مجلس الشعب الجديد الذي سينبثق عن الانتخابات»، مبررا طلبه قائلا: «عوضا عن أن تقوم الانتخابات البرلمانية بزيادة اللحمة الوطنية، زادت من الاستياء الشعبي وعززت مكانة قوى المال والسلطة»، متهما من وصفهم بـ«حيتان المال والسلطة بالسيطرة على الانتخابات». وطالب جميل بأن تدعو الجبهة إلى تغيير النظام الانتخابي واستبدال نظام انتخابي نسبي يعتبر البلاد كلها دائرة انتخابية واحدة به، وبعد ذلك إجراء انتخاب مجلس شعب جديد خلال أقصر مدة ممكنة. وعقدت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة، مؤتمرها لتحديد موقفها من انتخابات مجلس الشعب، وذلك بحضور الكثير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية.

في غضون ذلك أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات، خلف العزاوي، أن اللجنة تلقت لغاية يوم أمس نتائج انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 من 14 دائرة انتخابية في المحافظات من أصل 15 دائرة، وأنها بانتظار ورود النتائج من الدائرة الأخيرة.

وأضاف العزاوي في تصريح لوكالة سانا: «إن اللجنة العليا ستعلن قبل يوم واحد عن تاريخ ومكان إعلان النتائج عند اكتمال تلقيها كل النتائج من الدوائر الانتخابية».

واعتبرت المادة 17 من قانون الانتخابات العامة الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 101 لعام 2011، «كل محافظة دائرة انتخابية بالنسبة لانتخاب ممثليها أعضاء لمجلس الشعب، عدا محافظة حلب التي تتكون من دائرتين انتخابيتين، هما مدينة حلب ومناطق محافظة حلب».

ويشار إلى أن انتخاب أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250 عضوا، منهم 127 يمثلون قطاع العمال والفلاحين، و123 يمثلون قطاع باقي فئات الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012، جرى في السابع من مايو (أيار) الحالي تحت إشراف قضائي وفي ظل الدستور الذي أقر في فبراير (شباط) الماضي.

بن حلي لـ «الشرق الأوسط»: 70 من المعارضة السورية في مؤتمر بالجامعة العربية الأسبوع المقبل

الدقباسي: نقل مقر البرلمان العربي من دمشق يحتاج لقرار القادة العرب

القاهرة: سوسن أبو حسين وإيهاب حسين

كشف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» أمس عن مشاركة أكثر من 70 شخصية من المعارضة السورية تمثل كل التنظيمات والأطياف على رأسها المجلس الوطني، قائلا: إن الجامعة العربية وجهت الدعوات منذ أيام وقامت بإعداد كل الجوانب اللوجستية التي تؤدي إلى نجاح أعمال المؤتمر على مدار يومي 17 و16 الشهر الجاري وفق قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.

ومن جانبها طالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي والجامعة العربية بوحدة الموقف والجدية في اتخاذ القرار الذي يؤدي إلى وقف إطلاق النار وفق القرار الدولي وخطة العمل التي حملها كوفي أنان إلى نظام الأسد ولم يلتزم بها. يأتي ذلك في وقت وصف فيه علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الانتخابات البرلمانية في سوريا والتي جرت قبل نحو أسبوع بأنها «أشبه بمسرحية هزلية»، قائلا: إن نقل مقر البرلمان العربي من دمشق بصورة دائمة يستوجب قرارا من قادة الدول العربية.

وأشار بن حلي أمس إلى أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا سوف تشارك كملاحظ في اجتماع المعارضة المرتقب، إضافة إلى ممثلين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على مستوى كبار المسؤولين كما يشارك نائب المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة الدكتور ناصر القدوة. وأضاف بن حلي أنه سيشارك أيضا ممثلون عن كل من تركيا وتونس بوصفهما الدولتين المضيفتين لمؤتمر أصدقاء سوريا.

ومن المعروف أن اللجنة الوزارية المعنية بسوريا تضم وزراء خارجية كل من السعودية وقطر والعراق والكويت والجزائر ومصر والإمارات وسلطنة عمان.

وردا على سؤال يتعلق بمراحل الحل للأزمة السورية حيث تعتمد الأولى على وقف إطلاق النار والثانية على عقد مؤتمر للمعارضة، قال بن حلي: نحن لم نغفل المرحلة الأولى التي تطالب بوقف إطلاق النار وسحب المعدات العسكرية من المدن والقرى.

وأضاف بن حلي أن التنسيق مع الأمم المتحدة شمل استكمال عدد المراقبين الذي بلغ حتى هذه اللحظة 100 مراقب حتى يصل إلى 300 مراقب خلال الفترة المقبلة، وتابع بقوله: إننا ندعو مجددا الحكومة السورية لوقف العنف والاقتتال كما أبدينا القلق من استمرار العنف ووجهنا نداءات تطالب بالالتزام والتنفيذ لخطة أنان لأن بقاء الوضع على ما هو عليه يؤدي إلى مزيد من توسيع العنف والأزمة، ولا يؤدي إلى الحل الذي يمكن الشعب السوري من تحقيق طموحاته في التغيير والإصلاح والديمقراطية.

وفي السياق ذاته قال المعارض السوري عبد الله أبا زيد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن وفد المعارضة الذي يجتمع في الجامعة العربية يوم 16 الشهر الجاري يضم كلا من المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية والمنبر السوري والمنبر الديمقراطي، وبعض الأطياف والتكتلات الموجودة في الشارع السوري، وتيار العمل الوطني الديمقراطي وعدد من التنظيمات المختلفة.

وقال أبا زيد: نأمل من الجامعة العربية أن تدعم الشعب السوري وأن يكون لها مصداقية وأن تطالب المجتمع الدولي بذلك لتوحيد الرؤية الدولية والخروج بموقف يجنب الشعب السوري المزيد من الدماء والدمار. وحمل أبا زيد النظام السوري مسؤولية ما يحدث من جرائم وتفجيرات داخل المدن والقرى السورية. وقال أبا زيد: نحن لا نريد سقوط سوريا إلى الهاوية ونذكر بأن الشعب السوري يخوض الحرب بالوكالة بعد انكشاف مساندة كل من روسيا وإيران وحزب الله للنظام السوري.

وحول أجندة اجتماع المعارضة السورية في الجامعة أوضح أبا زيد أنه لا توجد معارضة في العالم متحدة، ورغم ذلك فإن المعارضة السورية متعاونة ومتفقة في الرؤية والهدف والتصور لما بعد نظام الأسد الذي «نرى أنه سوف يسقط قريبا»، موضحا أن تصعيد العنف والعمليات التخريبية التي يسندها إلى تنظيم القاعدة خير دليل على فقدان النظام للسيطرة على الأوضاع. وحول رؤية المعارضة لمهمة المبعوث المشترك كوفي أنان، قال أبا زيد إن فرصها ضعيفة لأنها ولدت ميتة لأن النظام لم يلتزم بالبند الأول الخاص بوقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية الثقيلة وبالتالي فإن النظام مسؤول بالدرجة الأولى عن فشل مهمة أنان.

ومن جانبه وصف علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الانتخابات البرلمانية في سوريا والتي جرت قبل نحو أسبوع بأنها «أشبه بمسرحية هزلية»، قائلا: إن نقل مقر البرلمان العربي من دمشق بصورة دائمة يستوجب قرارا من قادة الدول العربية بموجب النظام العام للمنظمة، مؤكدا أن البرلمان العربي لن يكتفي بتجميد أنشطة البرلمان من سوريا فقط، معربا عن اعتقاده بأن الوضع السوري بات يخص الإنسانية كلها وليس شأنا داخليا أو عربيا.

وقال الدقباسي في تصريحات للصحافيين أمس قبيل مغادرته القاهرة: إن قرار نقل مقر البرلمان من سوريا بصورة دائمة يستوجب قرارا من قادة الدول العربية بموجب النظام العام للمنظمة، واصفا ما جرى من انتخابات برلمانية في سوريا خلال اليومين الماضيين بأنه أشبه بـ«مسرحية كبيرة».

ويواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد انتفاضة شعبية ضد حكمه منذ أكثر من عام، ووصفت منظمات دولية الوضع في البلاد بأنه «حرب أهلية»، لا تزال جهود الأمم المتحدة منصبة على إيجاد مخرج سياسي للأزمة بعد فشلها في تمرير قرارات تلزم الأسد الابن بالتنحي عقب فيتو صيني – روسي.

وأكد الدقباسي أن التحدي الأكبر أمام البرلمان هو ما يحدث في سوريا حاليا من قتل وتنكيل للشعب السوري الشقيق، متسائلا «إلى متى يستمر هذا الوضع وأن يقتل أشقاؤنا بدم بارد ويقف العالم متفرجا على ما يحدث في سوريا».

وقال الدقباسي إنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتوصل البرلمان إلى ما يلبي طموحات الشعب السوري بوقف نزيف الدم، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا لم يعد شأنا داخليا أو عربيا أو إسلاميا بل بات شأنا إنسانيا وجميع دول العالم مسؤولة على ما يجري في سوريا الآن.

واعتبر رئيس البرلمان العربي أن القيم والقانون الدولي وغيرها من الشعارات الكبرى التي يرفعها المجتمع الدولي باتت أمام امتحان كبير، مؤكدا أنه تم تجميد أنشطة عمل البرلمان من مقره في دمشق احتجاجا على عمليات القتل للشعب السوري الشقيق ونقلها إلى القاهرة.

عملية «تبادل أسرى» بين أنقرة وطهران تشمل 4 مفقودين في سوريا

الخارجية التركية لـ «الشرق الأوسط» : لا صفقة مع إيران لإطلاق الصحافيين

بيروت: ثائر عباس

في خطوة تشبه صفقة «تبادل أسرى» بين تركيا وإيران، أفرج أمس – بالتزامن – عن أربعة من مواطني البلدين كانوا محتجزين في سوريا من قبل السلطة والمعارضة. وأعلن من أنقرة عن إطلاق سراح اثنين من «الزوار» الإيرانيين نقلوا إلى مقاطعة هاتاي الحدودية التركية، بينما أعلن من طهران عن وصول صحافيين تركيين كانا قد فقدا في سوريا منذ قرابة شهرين.

ورغم أن الناطق بلسان الخارجية التركية، سلجوق أونال، نفى لـ«الشرق الأوسط» بشدة وجود «صفقة» مع إيران حول إطلاق الصحافيين، فإن إجراءات إطلاق المحتجزين الأربعة تشبه إلى حد بعيد عمليات تبادل الأسرى في المكان والزمان والملابسات. ونفى «الجيش السوري الحر» بدوره وجود صفقة ما، مشيرا إلى أنه لم يتدخل في هذه العملية. وقال المقدم المظلي المنشق، خالد الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، إن الصحافيين التركيين أطلقا بوساطة إيرانية، مشيرا إلى أن الصحافيين قد اعتقلا من قبل ميليشيا موالية للنظام من بلدة «الفوعة» في محافظة سرمين عندما كانا يغطيان مظاهرات في جبل الزاوية، ومن ثم تم تسليمهما إلى الاستخبارات السورية. وقال الحمود إن «الجيش الحر» لن يطلق أيا من الإيرانيين «الملطخة أيديهم بدماء السوريين»، كاشفا عن وجود أعداد منهم في مختلف المحافظات السورية.

وقد وصل أمس الصحافيان التركيان اللذان كانا محتجزين في سوريا بعد شهرين من الاحتجاز، السبت، إلى طهران، حيث كانت عائلتاهما بانتظارهما قبل العودة إلى تركيا ليلا أو اليوم على أبعد تقدير. وحطت الطائرة التي أقلت الصحافيين آدم أوزكوس وحميد جوسكون من دمشق، في طهران، وقال الرجلان لوكالة «الأناضول» إنهما في صحة جيدة ويستعدان للقاء عائلتيهما في العاصمة الإيرانية. وسيعود الصحافيان إلى تركيا مع أفراد عائلتيهما على متن طائرة استأجرها مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أعلن على شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنه سيتم الإفراج قريبا جدا، وبوساطة إيرانية، عن صحافيين تركيين محتجزين في سوريا منذ شهرين. وقال أوغلو: «لقد تحدثت لتوي مع وزير الخارجية الإيراني (علي أكبر) صالحي، والصحافيان التركيان آدم أوزكوس وحميد جوسكون اللذان انقطعت أخبارهما منذ ذهابهما إلى سوريا هما في طريقهما الآن إلى طهران».

وقد دخل المصور حميد جوسكون والصحافي آدم أوزكوس من صحيفة «ملييت» (وطن) الإسلامية سوريا في بداية مارس (آذار) لإعداد فيلم وثائقي عن الوضع فيها. وشوهدا للمرة الأخيرة في التاسع من مارس قرب إدلب (شمال غرب) القريبة من الحدود التركية.

ومن أنقرة، أعلن السفير الإيراني لدى تركيا، بهمن حسين بور، الإفراج عن اثنين من الزوار الإيرانيين المخطوفين في سوريا. ونقلت وكالة (مهر) للأنباء الإيرانية عن حسين بور، قوله إنه «من المحتمل أن يصل الزائران المفرج عنهما، اليوم (أمس) إلى طهران».

بدوره، قال المتحدث باسم السفارة الإيرانية لدى تركيا، عبد الرضا شقاقي، إن «الزائرين المفرج عنهما هما محمد فرهنك فلاح، وشاهمراد نجفي طالب»، مضيفا أن «الزائرين موجودان حاليا في مدينة هاتاي التركية الحدودية، ومن المقرر أن ينطلقا الليلة إلى إسطنبول ومنها إلى طهران».

وكان السفير الإيراني في دمشق، محمد رؤوف شيباني، أعلن أن المسلحين في سوريا اختطفوا 29 إيرانيا، من ضمنهم 7 مهندسين، وتم في مرحلتين الإفراج عن 15 إيرانيا وما زال 13 أسرى في أيدي المسلحين، مؤكدا أن بعض قادة هؤلاء المسلحين موجود في سوريا والبعض الآخر في تركيا، والمعلومات المتوافرة تؤكد أن المختطفين الإيرانيين موجودون في الأراضي السورية.

حزب الله: الشعب السوري أمام خيارين.. الإصلاح أو التدمير

خطاب نصر الله يثير مواقف شاجبة.. والحريري يترك الرد عليه لصناديق الانتخابات

بيروت: يوسف دياب

دان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول من أمس التفجيرين «الانتحاريين» اللذين هزا دمشق الخميس، متهما أطرافا خارجية بالسعي لتدمير سوريا، ومعتبرا أن أمام السوريين خيارين إما «منهج جدي في الإصلاح» تقوده السلطات السورية أو «عقل تدميري».

وجاء كلام الأمين العام لحزب الله، أحد أبرز حلفاء دمشق في لبنان، بمناسبة إنجاز «مشروع وعد» لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية.

ورأى نصر الله أن «ما يجري في سوريا ليس مطالبة بإصلاح» وقال: إن الشعب السوري أمام خيارين «منهج جدي في الإصلاح» تقوده السلطات، أو «عقل تدميري ويد تدميرية وجهات حاضرة أن تقدم السلاح والمال والانتحاريين».

وأثارت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي اعتبر فيها أيضا أن أحداث السابع من مايو (أيار) 2008 كانت لوأد الفتنة في لبنان، وهجومه على تيار «المستقبل»، وتشديده على قانون انتخابات وفق النسبية من دون البحث بموضوع السلاح الذي سيبقى قبل وبعد الانتخابات خارج النقاش، موجة من ردود الفعل الشاجبة والتي اعتبرت أن إصرار الحزب تمجيد السابع من مايو، هو إشعال للفتنة في لبنان والمنطقة.

وكما دعا نصر الله إلى «تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات في موعدها»، مؤيدا قانون الانتخابات على أساس النسبية لأنه لا يلغي أحدا، بل يلغي الأحادية في الطوائف». وانتقد الكلام عن أنه لا انتخابات في ظل السلاح، فقال: «هذا يعني أنهم لا يريدون انتخابات لأن السلاح باق، ثم إن السلاح الذي يؤثر على الانتخابات هو السلاح الفردي والمتوسط وهو في يد كل اللبنانيين». وعن أحداث 7 مايو 2008 (العملية العسكرية التي شنها حزب الله وحلفاؤه في بيروت)، شدد على «تجنب التحريض لمنع الفلتان الأمني، لأن كل ما حولنا يضج بالأحداث والضغوط»، مكررا الحرص على «عدم جر البلد إلى أي فلتان». وكشف عن «امتلاك وثائق حول ما كان يترتب قبل 7 مايو لإحداث فتنة شيعية ـ سنية يليها استقدام قوات عربية تعوض ما فشل في حرب يوليو (تموز) 2006». وقال: «نحن فقأنا عين الفتنة ومنعنا الفتنة السنية ـ الشيعية، وكنا حريصين على المسارعة إلى وأد الفتنة يومها ومعالجة الأمور، ولدينا وثائق وصور ومعطيات»، مشيرا إلى أن «المواجهة في 7 مايو لم تكن مع السنة بل مع تيار المستقبل الذي يحتكر التحريض في هذا الملف لأنه يريد احتكار تمثيل الطائفة السنية».

وفي أول تعليق له على مواقف الأمين العام لحزب الله، أكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أن «الرد الوحيد على كلام السيد حسن نصر الله سيكون في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة في عام 2012»، مشددا على أن «هذه الانتخابات ستكون نقطة فصل أساسية لتحديد مستقبل لبنان». وفي دردشة له مع متتبعيه على موقع «تويتر»، وصف الحريري ما أورده نصر الله بأنه «ذاكرة انتقائية»، مشيرا إلى أن «خطاب نصر الله هو نفسه يتكرر في كل مرة».

في هذا الوقت أبدى عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر، أسفه لأن «وجهة نظر حزب الله من أحداث 7 مايو تتكرر وهو يصر على تحويل هذه المناسبة من خطأ استراتيجي أشعل فيها نارا طائفية امتدت على كل أرجاء الوطن العربي إلى خطيئة مميتة». وأكد صقر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «أحداث 7 مايو أسقطت قدسية المقاومة ودقت المسمار الأول في نعش حزب الله وربما يكون سقوط النظام السوري المسمار الأخير في نعشه». وقال: «المشكلة ليست بـ7 مايو وفظاعاته، بل بإصرار الحزب على أن الفتنة التي أشعلها يومها هي الوسيلة الفضلى لديه لوأد الفتنة، وهو كمن يعطي السم للمريض ليمنع عنه الموت، في حين أن تلك الأحداث هي التي أججت الفتنة». وأوضح أنه «إذا أراد هذا الحزب أن يلغي مفاعيل هذه المناسبة الأليمة عليه أن يقدم اعتذارا صريحا وإن لم يفعل فيعني ذلك أنه مصر على الفتنة». ملاحظا أن «خطاب حزب الله التصعيدي والموقظ للفتنة، يقابل بخطاب رجل دولة هو الرئيس (الحكومة السابق) سعد الحريري الذي لم يوجه حتى مجرد نقد إلى حزب الله الذي تتداعى صورته عربيا ودوليا بسبب ما حصل في 7 مايو وأحداث سوريا وقضية (اغتيال) الرئيس رفيق الحريري». أما عن إصرار السيد نصر الله على قانون انتخابات على أساس النسبية، فرأى صقر أن «النسبية كلمة حق يراد منها باطل». وقال: «من حيث المبدأ لا أحد ضد النسبية وقد تكون الأفضل تمثيلا، لكن طرحها بهذا الشكل كمن يقدم العسل لمريض السكري، لأن الجسم اللبناني لديه داء مستعص اسمه الجزر الأمنية، فمثلا في المناطق التي فيها ثقل شعبي لتيار المستقبل يستطيع أي مرشح ضد هذا التيار أن يترشح وربما يفوز بالانتخابات، أما في المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله وحركة أمل لا يستطيع أي مرشح معارض لهما أن يقوم بحملة انتخابية لأنهم يحرضون عليه صبية يرجمونه ويكون وراء هؤلاء الصبية أكثر من مليون بندقية». أضاف: «بعد انتخابات عام 2009 وبمجرد أن أطلقت صرخة وقلت إنني مرشح لرئاسة المجلس النيابي بشكل ديمقراطي، قيل لنا إن مجرد الترشح في وجه الرئيس نبيه بري هو مشروع حرب». ولفت إلى أن «الخطورة في النسبية هي أن كل الطوائف تخترق إلا الطائفة الشيعية التي يحتكر تمثيلها حزب الله و(أمل) اللذين يصبح لديهما واقع طائفي معطل، بحيث يصعب وضعهما خارج الحكم لأنك بذلك تكون كمن يخرج طائفة بكاملها، وإذا احتكروا هذا التمثيل سيعطلون المؤسسات ويقولون إما ميشال عون رئيسا للجمهورية وإما الفوضى»، معتبرا أن «هذه اللعبة السياسية باتت مكشوفة ومفضوحة»، ومؤكدا أن «أمل ميشال عون بالوصول إلى رئاسة الجمهورية هو كأمل إبليس بدخول الجنة، خصوصا بعد أن أصبح مجرد شبيح عند النظام السوري وشتام عند حزب الله وحلفائه».

بدوره اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في معرض تعليقه على كلام حسن نصر الله أن «7 مايو هو عنوان الفتنة الأساسي، وهو استعمال السلاح في وجه اللبنانيين، فهم (حزب الله) عندما انحشروا أنزلوا (القمصان السود) وشكلوا حكومة، إذن هم يستعملون السلاح كل يوم، ونحن لم ننس أن نصر الله وصف 7 مايو باليوم المجيد». وحول كلام نصر الله عن الدول التي ساهمت في الإعمار بعد حرب يوليو 2006، قال فتفت «لقد اعترف جزئيا بدور بعض الدول العربية بإعادة الإعمار ونسي شعارات (شكرا قطر) و(شكرا السعودية)».

عدد النازحين السوريين في لبنان يرتفع إلى 26 ألفا

بدء توزيع المساعدات في البقاع

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 26 ألف نازح سوري يتلقون حاليا المساعدة من المفوضية وشركائها في مختلف أنحاء لبنان، مشيرة إلى أن نحو 16 ألفا منهم في شمال لبنان، من بينهم أكثر من النصف، أي 13672 شخصا قد تم تسجيلهم بشكل مشترك من قبل المفوضية والهيئة العليا للإغاثة اللبنانية، كما أن عملية تسجيل الوافدين الجدد والسابقين تتواصل مع الهيئة العليا للإغاثة.

وأوضح التقرير أنه في البقاع يتم تقديم المساعدة حاليا إلى 9 آلاف نازح سوري، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توزيع المساعدات في هذه المنطقة التي يغلب فيها وجود مناصرين لـ«حزب الله» الذي اتهمته قوى «14 آذار» بمنع المساعدات عن السوريين فيها. وقد باشرت المفوضية التسجيل الرسمي هناك خلال هذا الأسبوع وستستمر هذه العملية كما هي الحال في الشمال، مشيرة إلى بعض التجمّعات الأكثر محدودية للنازحين المقيمين في منطقة بيروت، من بينهم نحو 817 شخصا قد تم تسجيلهم من قبل المفوضية. وأعلنت المفوضية أنها تتلقى تقارير تفيد عن وجود نازحين سوريين في مناطق أخرى في لبنان ويتم تنظيم بعثات تقييمية للتأكد من صحة هذه التقارير بدقة أكبر وتحديد الاحتياجات المحتملة.

وعلى صعيد الحماية والأمن قال التقرير: «أفادت التقارير عن مصرع لبنانيين من السكان المحليين خلال هذا الأسبوع جراء إطلاق نار من خلف الحدود، أحدهما امرأة في السبعين من العمر في قرية جورة مشاريع القاع، والآخر أب لطفلين في قرية جوسيه، وتمّ خلال هذا الأسبوع إدخال 12 جريحا سوريا لتلقي العلاج في المستشفيات.

أما بالنسبة إلى المساعدة في شمال لبنان، فقد أورد التقرير عرضا لـ«الجهود التي تبذلها المفوضية مع شركائها من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، فقد تمّ توزيع مجموعات لوازم النظافة الصحية والمواد الغذائية ومستلزمات الأطفال على 429 عائلة (2145 شخصا) في طرابلس وحلبا، كما باشر أعضاء من جماعات النازحين بطلاء وإعادة تأهيل التمديدات الكهربائية في المأوى الجماعي في المونسة. وفي هذه الأثناء، يجري تشكيل لجنة إدارية من السكان المقيمين في مأوى الرامة الجماعي للإشراف على صيانته اليومية».

حلفاء الأسد.. مصالح وهواجس

بدلا من القتال داخل الكرملين أو على بابه.. تقاتل موسكو على خط دفاعها في حمص

بيروت: نذير رضا

لا يُقرأ الفيتو الروسي الذي استخدم في مجلس الأمن مرتين ضد مشروعي قرار يدينان الانتهاكات الإنسانية في سوريا، إلا من زاوية المصالح والهواجس.. وأحيانا المبادئ. كما لا يمكن أن يُقرأ الدعم الإيراني غير المحدود للنظام السوري، ودعم الحلفاء اللبنانيين له، إلا من الزاوية نفسها. وبسبب حجم التأييد الذي يلقاه النظام، يسري اعتقاد أن مفاتيح الكرملين الروسي، ومفاتيح الجمهورية الإسلامية، موجودة في حوزة النظام السوري. وعليه، فإذا ضاع «حارس القلعة»، سيضيع الحلفاء الذين أكدوا دعمهم لبقائه.

روسيا، اللاعب الدولي الرئيسي في المعادلة السورية، لا يبدو أن سياستها الداعمة للنظام، وليدة المبادئ فقط، رغم أن مصادر دبلوماسية روسية، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن روسيا «حريصة على سيادة القانون الدولي في الأزمة السورية»، نافية أن تكون المصالح التي تحكم كل سياسات الدول وتحالفاتها «أساسا لدعم النظام أو عدم دعمه».

لكن شيئا واحدا، بحسب المصادر نفسها، يدفع روسيا لتأييده، هو «دراسة نقلها فرنسيون أكدت أن 70 في المائة من الشعب السوري ما زالوا يؤيدون الرئيس بشار الأسد»، موضحة أنه «إذا كان القرار الشعبي مؤيدا للرئيس، فإن روسيا لن تعارضه، وعليه، يصبح فرض التنحية على الرئيس أمرا مخالفا للأعراف الديمقراطية»، مشددة على ضرورة أن «يترك للشعب السوري اختيار بقاء النظام أو رحيله».

غير أن المصالح الروسية في الشرق الأوسط، تتخطى مفهوم المبادئ في دعم النظام السوري. ويستدل عليها من مقولة للملكة الروسية كاثرين الثانية عام 1876، حين قالت إنه «يجب الوصول إلى المياه الدافئة كي لا نتجمد في صقيع الشمال». تلك المقولة، بلا شك، رسمت صورة واضحة لسياسة روسيا الخارجية وأحلامها، منذ ذلك الوقت، إذا ما اعتبرنا أن التاريخ يعيد نفسه.

موقع روسيا الدولي الآن، وتحديدا بعد فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتخابات الرئاسية، يعمق صورة دعمها للنظام السوري. ويوضح الوزير اللبناني السابق محمد شطح أن روسيا، التي لم تعد قوة عظمى كما كانت أيام الاتحاد السوفياتي «هي اليوم، من ناحية عدد السكان والوزن الاقتصادي، لا تقارب البرازيل مثلا، بما فيها ذهبها ونفطها وغازها»، مشيرا إلى أنها «تمر بمرحلة انتقالية حصل جزء كبير منها وهو الدخول إلى النادي العالمي لناحية النظام الاقتصادي والطبقة الوسطى التي تنتشر فيها، مع فروقات بمستوى الحياة».

وإذ ينتقد شطح في حديث مع «الشرق الأوسط» «المغالاة بالقول إن روسيا بصدد إنتاج حلف عالمي لمواجهة الناتو»، يؤكد أن موقف روسيا الداعم للنظام السوري «ليس عقائديا، وينطلق من هواجس واهتمامات».

أحد تلك الهواجس، بحسب شطح، «يتعلق بصعود الإسلام السياسي من مجمل الدول العربية، إذ ترتاب روسيا من الانتفاع من ذلك التغيير ووصوله إلى تخومها، وإلى الأراضي الروسية نفسها، وذلك يعود إلى الربط بين الإرهاب والعنف السياسي من جهة والإسلام السياسي الموجود في أذهان المسؤولين الروس».

ويضيف شطح أن «الهاجس الثاني يتمثل بالخوف من الاندفاع الغربي الذي ظهر في الدول المحيطة بروسيا وبالدرع الصاروخية وبالتدخل في ليبيا، مما أثار مخاوف من أن لا يقيم الغرب اعتبارا لروسيا في تلك المحطات، وهي المعروفة بموقعها التاريخي وبوزنها في مجلس الأمن فضلا عن وزنها العسكري وقدراتها الاستراتيجية، وهي تمانع أي استسهال غربي في التعاطي مع الدول الأخرى، من غير الرجوع إليها».

أما الهاجس الثالث في الداخل الروسي، كما يقول شطح، فهو أن روسيا «ما زالت تخوض عملية انتقالية، رغم أنها متقدمة، ولكن هناك درجة من الضغط لناحية الحريات السياسية والفساد في الداخل، والذي قامت ضده مظاهرات».

تلك العوامل وغيرها من العلاقات الخاصة والاقتصادية، تجعل من روسيا داعما للنظام السوري، فضلا عن عوامل أخرى ساهمت في دعمه، وهي أن النظام استطاع أن يصمد وأن يمانع الرغبة الغربية، وبات هناك اعتقاد عند الجميع أنه يصعب الخروج من التحالف معه.

وأعرب شطح عن اعتقاده أن المسؤولين الروسيين مدركون للخسارة الناتجة عن ظهورهم خصوما للحركات الشعبية والإسلامية في المنطقة، مؤكدا أن روسيا في النهاية «ستتعاطى مع النظام على قاعدة أنه لا يمكن بقاء الأمر على حاله، ولا بد من تغيير النظام وفق آلية للعملية الانتقالية بعيدا عن العنف».

غير أن هذه الرؤية، ينقضها الباحث الاستراتيجي دكتور نسيب حطيط، الذي اعتبر أن «أي تحليل بأن روسيا ستتراجع عن تأييدها للنظام السوري، هو كلام ينطلق من الرغبات والأحلام»، موضحا أنه «إذا خسرت روسيا سوريا، فإنها لن تعوض خسارتها لليبيا وتكون الأبواب الروسية قد فتحت أمام النار الأميركية».

ويؤكد حطيط، وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن روسيا، في تأييدها لنظام الرئيس بشار الأسد، «تدافع عن نفسها وليس عن سوريا، لأنه إذا تم تطويق روسيا فإنها لن تتمكن من تصدير الغاز حتى إلى أوروبا». ويشرح المصلحة الروسية في دعم النظام السوري بالقول: «بعد عشرين عاما على سقوط الاتحاد السوفياتي، التقطت روسيا أنفاس الربيع العربي الذي يهدد المصالح الروسية داخلها وخارجها، بدليل تعرضها للحراك شمال القوقاز». وأضاف: «في حال نجحت الولايات المتحدة في السيطرة لتفكيك دول وإقامة أخرى ضعيفة، فهذا يعطي انطباعا بأن أميركا سيطرت على النفط وهو أهم اقتصاديات العالم. لذلك ترى روسيا أنه بعد انتهاء الولايات المتحدة من السيطرة على الشرق الأوسط، ستتدخل للتخريب داخل روسيا خصوصا أنها أعطت عنوانا لتدخلها أخيرا عبر دعم الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد بوتين».

وإذ يعتبر أن روسيا اليوم «بدلا من أن تقاتل داخل الكرملين أو على بابه، فإنها تقاتل في خط الدفاع السوري عنها في حمص»، لم ينفِ حلم روسيا بالبقاء في المياه الدافئة، لافتا إلى أنه «لم يبق لروسيا في البحر المتوسط إلا سوريا بعد خديعة ليبيا، وتطمح لاستعادة خليج عدن الذي خسرته بعد وحدة اليمن، فيما تحافظ على دعمها لإيران كونها تسيطر على خليج هرمز، وتدعم الجزائر التي تسيطر على مضيق جبل طارق».

أما في المبادئ، فإن روسيا ترى، بحسب حطيط، أن «القانون الدولي يجب أن يحكم العلاقات الدولية، واحترامها، كما ترى أن التغيير يجب أن يتم من الداخل، احتراما للقانون الدولي، وليس عبر القوة العسكرية الخارجية بتوكيل الناتو كما حصل في ليبيا، لأنها إذا قبلت بإسقاط الحكم في الشام، فإن ذلك سيفتح باب التدخل على مصراعيه، وستضطر إلى القبول بإسقاط إيران أيضا، ثم يصل الأمر إلى إسقاط بوتين ومدفيديف داخل روسيا». وإذا كانت روسيا تحشد قوتها الدبلوماسية وعلاقاتها الدولية وأساطيلها العسكرية للإيحاء بأن إسقاط النظام بالقوة، خط أحمر، فإن إيران تحشد جهودها للدفاع عن النظام السوري بكل قوتها.

ولا شك أن إيران حليف استراتيجي يمتلك رؤية عقائدية وقومية، وطموحات بالتوسع بموقعها ونسج شبكة للتأثير في المنطقة. وتشكل سوريا جزءا مهما من هذه الرؤية بالجغرافيا والموقع العربي والموقع الجيوسياسي لجهة حدودها مع لبنان وفلسطين. يقول شطح: «على مدى ثلاثين عاما، كان هذا الحلف قائما رغم أنه اشتد مع الوقت، وفي السنوات الأخيرة صار أساسا بالنسبة لإيران، رغم أن هذا الحلف ليس عقائديا، لأن إيران من الناحية العقائدية والثقافية تقع في موقع مختلف عن السلطة في سوريا». ويشير إلى أن إيران، بغض النظر عن التنافس السياسي داخلها، «لديها رؤية معينة وطموحات تنطلق أساسا من فكر ديني، يرتكز إلى ولاية الفقيه مع احترامنا لهذه العقيدة»، لافتا إلى أن «الارتباط السياسي واللوجستي بين إيران وسوريا بات مضاعفا نظرا لموقع الأخيرة الجيوسياسي».

وإذا كانت قوة إيران تتمثل في أذرعها، فإن سوريا، كما يقول شطح، تعتبر «جزءا مهما للذراع الإيرانية الأساسية التي تقوم في لبنان، لأن الوصول إلى لبنان يتطلب الاستفادة من الجغرافيا السورية التي توفرها كونها تحد لبنان، كما تحتاج إلى سوريا للفوز بعقول وقلوب العرب والمسلمين عبر جبهة الممانعة التي شكلت سوريا أساسا لها، وبالتالي باتت معبرا أساسيا للتأثير الإيراني في شرق المتوسط وفلسطين». ويشدد على أن سوريا، بالنسبة لإيران «حلقة أساسية من شبكة التأثير الإيراني في العالم الإسلامي».

وعما إذا كانت إيران تتخلى عن الحليف السوري إذا وفرت لها دولة إقليمية مثل مصر دورا شبيها، أشار إلى أن «سوريا ليست الحليف الوحيد بالنسبة لإيران، كون الأخيرة تبحث عن ركائز لاستراتيجيتها في المنطقة، لكن تلك الدول تفاوتت العلاقة معها، إذا ما قورنت بالعلاقة مع سوريا، لأنها لم تكن مستعدة لأن تُستعمل من قبل إيران مثل سوريا وحزب الله في لبنان»، مؤكدا أنه لا يعتقد أن مصر «ستكون معبرا للسياسات الإيرانية في المنطقة».

وإذا كانت روسيا وإيران بلدين مؤيدين إلى حد كبير للسلطة في سوريا، فإن لبنان يعتبر حليفا أساسيا عبر فئة قليلة من اللبنانيين، أو ما يسمى «مايكرو ليبانون»، ما زالت على علاقتها بالنظام السوري الذي أدار لبنان على مدى ثلاثين عاما، وربطته علاقة خاصة بلبنان تمثلت بالعلاقات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية وغيرها. هذه الفئة الداعمة للنظام في سوريا، والتي تدافع عن النظام أكثر من دفاع مسؤوليه أنفسهم عنه، لا شك أنهم، بالمصالح، مختلفون عن تأييد حزب الله للنظام الذي يقع في موقع مختلف عنهم.

ويقول الوزير السابق محمد شطح إن حزب الله «لا ينظر إلى تأييد السلطة في سوريا بالمعنى العقائدي، بل «وفق نظرة تمتحن ما إذا كان النظام السوري البديل سيساعد حزب الله على البقاء في المسرح اللبناني مستقلا عن الدولة، ويوفر حماية لوجوده واستمرارا لتعاظم قوته لوجستيا، ويحمي ظهره ويؤمن له التسهيلات الحافظة لوجوده القادمة من إيران». هذا هو الامتحان، كما يقول شطح، الذي يفرق حزب الله عن الآخرين. أما تأييد الحزب اللبناني له، فهو «نابع من منظار ضيق، وبالتالي يصبح خوف حزب الله من التغيير في سوريا حتى لو كان التغيير ديمقراطيا».

في المقابل، يرى حطيط أن «المبادئ والمصالح والأخلاق تتحكم بموقف حزب الله من النظام السوري». ففي المبدأ «طالما أن حزب الله يعادي الولايات المتحدة وإسرائيل، يجب أن يكون مبدئيا مع أي نظام يعاديهما». أما في المصالح «فإن أي نظام يأتي إلى سوريا مناقض للأسد، يعني أن هناك رضا أميركيا عنه، وبالتالي يعني ذلك محاصرة حزب الله، ومن المنطقي أن لا يرضى حزب الله بمحاصرة نفسه عبر دعمه أميركا لإسقاط حليفه الاستراتيجي». ويبقى أن الموقف الأخلاقي، بحسب حطيط، «يحتم على حزب الله دعم النظام من مبدأ الوفاء، خصوصا أن نظام الأسد دفع أثمانا مقابل تسليم رأس حزب الله، ورفض، فلا يمكن أن يتركه الحزب في لحظاته الصعبة».

ويختلف حطيط مع شطح في مسألة رؤية حزب الله للنظام في سوريا، إذ يعتبر الباحث الاستراتيجي أن «سقوط النظام لا يعني نهايته لأنه يمتلك من مقومات القوة العسكرية والسياسية ما يبقيه على قيد الحياة والتأثير السياسي». لكن الوزير اللبناني السابق، يرى أن سوريا في الخارج «لم تعد تتمتع بالمصداقية التي تمتع بها حزب الله في العالمين العربي والإسلامي، قبل اشتعال الأزمة السورية، كونه ممانعا ومقاوما، رغم أن تلك المصداقية صارت محل شكوك بسبب التأييد للنظام السوري، والتي كشفت عن أن أهدافه تسمو فوق إرادة الشعوب».

وفي مرحلة متقدمة، بعد رحيل الأسد، يعرب شطح عن ثقته بأن الشعب السوري «ستكون مواقفه مؤيدة للقضية الفلسطينية بما يتخطى مواقف النظام الحالي، ولن يكون هناك استفراد وستبقى فلسطين موجودة بعقول السوريين وقلوبهم أكثر من النظام الحالي»، لافتا إلى أن «الانتفاضة الحالية تؤكد أنه ليس كافيا أن تكون سوريا مؤيدة للممانعة لتتحكم بالسلطة أبد الدهر، وعلى هذا الأساس انتفض الشعب على قاعدة أنه لا يمكن الاستمرار بالمبررات التي شرعنت استمراره».

اعتقال ناشطين اعتصموا أمام قلعة دمشق و”النصرة” تتبنى تفجيرَي العاصمة

تسريح مئة ألف عامل في القطاع السياحي السوري

                                            لا يزال الوضع الاقتصادي في سوريا يتهاوى تحت ضغط استمرار سلطات دمشق في حملة القمع والقتل التي تقوم بها ضد الشعب السوري الذي لم يتوقف برغم الصعوبات الاقتصادية والمعيشية عن المطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان آخر تلك العلامات على مدى الصعوبات التي يعانيها السوريون، إعلان مدير عام مؤسسة التأمينات الاجتماعية فى سوريا خلف عبدالله أن عدد المسرحين من القطاع السياحي لغاية الآن وصل إلى نحو 100 ألف عامل بسبب تأثر أوضاع المنشآت السياحية السورية بشكل كبير.

وتركز العدد الأكبر من المسرحين بين ريف دمشق وحلب وحمص لأن المنشآت السياحية منتشرة في كل المحافظات حسبما صرح عبدالله الذي قال إن بعض المنشآت الأساسية التي حصل فيها فصل للعمال توقف قسم كبير منها بشكل جزئي غير كامل، لكن أخرى توقفت أعمالها كلياً.

وفي سلسلة الاعتقالات التي يقوم بها النظام في العاصمة السورية ضد المعارضين السلميين، قامت السلطات مساء أمس باعتقال عدد من الناشطين لدى اعتصامهم أمام قلعة دمشق حيث كانوا يحملون لافتات كتب عليها “أوقفوا القتل”، في وقت قالت جماعة تسمي نفسها “جبهة النصرة” لم تكن معروفة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق الخميس الماضي وأسفرا عن مقتل 55 شخصاً وجرح نحو 300 شخص.

وفي أنقرة أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، إفراج السلطات السورية عن صحافيين تركيين بوساطة إيرانية بعد أن فقدا أثناء تغطيتهما الانتفاضة في سوريا قبل شهرين.

وأوضح الافراج عن الصحافيين النفوذ الذي تتمتع به إيران لدى حليفتها سوريا التي خسرت صداقة تركيا عندما قمعت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت في البلاد قبل عام. وتوطد التحالف بين سوريا وايران اللتين تواجهان عزلة من الغرب.

ونقل الصحفيان جوا إلى طهران حيث أبلغا وكالة أنباء الأناضول التركية إنهما بصحة جيدة ويتطلعان للعودة إلى أسرتيهما.

وفي تصريحات عبر صفحته في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي على الانترنت قال داود أوغلو إن الحكومة التركية سترسل طائرة لاعادتهما إلى الوطن. وأضاف أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أبلغه في وقت سابق أن الصحفيين أفرج عنهما.

وقال داود أوغلو “لدي نبأ سار.. أخيرا أثمرت جهودنا المستمرة منذ فترة طويلة. تحدثت للتو مع وزير الخارجية الإيراني السيد صالحي. حميد جوشكون وآدم أوزكوزي اللذان انقطعت أخبارهما منذ ذهابهما إلى سوريا في طريقهما إلى طهران في هذه اللحظة”.

وكان أوزكوزي (34 عاما) المراسل بصحيفة “ميلات” وهي صحيفة صغيرة ذات توجه إسلامي والمصور جوشكون (21 عاما) اختفيا في أوائل آذار (مارس) الماضي بعد أن تسللا عبر الحدود إلى إدلب بشمال غرب سوريا التي كانت مركزا لهجوم تشنه قوات الأسد.

وقال السفير التركي في سوريا أمس ان النظام يعمل على اخافة الشعب السوري على مصيره في حال سقوط نظام الاسد. وانتقد السفير عمر اونهون في مؤتمر لينارت ميري في العاصمة الاستونية، الظروف التي يعيشها معظم السوريين الذين قال ان النظام يقودهم الى الاعتقاد بأن البديل الوحيد لنظام الاسد هو الحرب الاهلية والتطرف الديني.

وقال “النظام السوري يغذي مخاوف الشعب، لذلك على المجتمع الدولي ان يطمأنهم بان تغيير النظام لن يؤدي الى وضع اسوأ”.

وفي سياق آخر، اعلنت جماعة تدعى “جبهة النصرة” لم تكن معروفة حتى اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق الخميس الماضي واسفرا عن مقتل 55 شخصاً، وإصابة 372 آخرين.

وذكرت الجماعة في بيان حمل الرقم (4) بثته على موقع الـ”يوتوب” انها “قامت بعملية عسكرية في دمشق ضد اوكار النظام استهدفت فرع فلسطين وفرع الدوريات” الامنيين. وبررت هذه العملية بـ”استمرار النظام في قصفه للاحياء السكنية”، مضيفة “وقد صدقناه وعدنا بان نرد عليه القصف بالنسف”.

وكانت “جبهة النصرة” التي لم تكن معروفة قبل الاضطرابات في سوريا، تبنت في اشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع الكترونية اسلامية عمليات تفجير في دمشق وحلب.

وسقط في سوريا أمس 15 شهيدا برصاص النظام في وقت تتواصل العمليات العسكرية والامنية التي تقوم بها كتائب الاسد للحد من موجة الاحتجاجات المناهضة للنظام.

واعتقلت السلطات السورية مساء أمس، عدداً من الناشطين السوريين لدى اعتصامهم أمام قلعة دمشق.

وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني إن “عناصر الأمن اعتقلوا مساء (أمس) مجموعة من الشباب والصبايا عرف منهم صاحبة الفستان الأحمر ريما دالي و9 آخرون لم نعرف أسماءهم، كانوا أمام قلعة دمشق يحملون لافتات كتب عليها أوقفوا القتل”.

وطالب البني “السلطات بإطلاق سراحهم فوراً ومحاسبة من قام أو أمر بالاعتقال، ليس لاعتقاله أشخاصا لم يخالفوا القانون فقط، بل لأنه يفصح عن نفسه بأنه مؤيد وداعم للقتل، وهذا يعني أن السلطات الأمنية هي ضد ما كتب على اللافتات وليس ضد حمل اللافتات، لأن ذلك لا يعاقب عليه القانون”.

وفي ريف إدلب (شمال غرب)، قتل مواطنان احدهما امراة إثر اطلاق رصاص خلال حملة مداهمات وتمشيط نفذتها قوات النظام في بلدات وقرى كفرعويد وكنصفرة وقوقفين، كما هزت عدة انفجارات قريتي فركيا ودير سنبل اثر سقوط قذائف على المنطقة مصدرها الحواجز العسكرية في ناحية احسم، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من المجموعات المنشقة شرق قرية حنتوتين.

وفي ريف حماة (وسط)، قتل مواطن وجرح اخرون بعضهم بحالة خطرة في بلدة مورك بعد منتصف ليل الجمعة – السبت إثر سقوط قذائف على البلدة كما توفي مواطن من بلدة كرناز متأثرا بجراح اصيب بها في مدينة حماة قبل خمسة ايام، في حين تم اعتقال ثلاثة مواطنين على حاجز بين بلدتي اللطامنة ومورك.

وفي ريف دير الزور (شرق) استشهد مواطن من قرية شنان اثر اصابته برصاص قناصة، فيما اصيب سبعة مواطنين بجروح اثر سقوط قذائف على قرية النزارية في ريف حمص، في حين توفي مواطن من مدينة تدمر كان قد اختطف قبل يومين. وفي ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات في منطقة المجيدل بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة.

وتحدثت تنسيقيات الثورة عن انفجار ضخم في بلدة المليحة الغربية في ريف درعا، تبعه اطلاق نار كثيف جدا وتوجه دبابتين من بلدة المليحة الشرقية الى بلدة المليحة الغربية، مشيرة إلى حملة مداهمات واعتقالات في دير الزور، تقوم بها كتائب الاسد منذ الصباح الباكر.

وتواصل بعثة المراقبين الدوليين التي بلغ عددها 150 شخصاً بينهم 105 مراقبين عسكريين غير مسلح مهمتها التثبت من تنفيذ وقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 نيسان (ابريل) الماضي. وقام أمس وفد من المراقبين بزيارة حي الأربعين في مدينة حماة، والتقى عددا من المواطنين في هذه المناطق من دون أي مرافقة اعلامية.

واعتبر رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود أن الوضع هادئ في سوريا، مشيرا إلى وجود 157 مراقبا مدنيا وعسكريا موزعين في محافظات (درعا وادلب وحماة وحمص).

في غضون ذلك، عقد المجلس الوطني أمس اجتماعاً في روما لاجراء نقاشات على مدار ثلاثة ايام تهدف لاتخاذ قرار بشأن رئاسة المجلس ودعم صدقيته في الداخل والخارج.

وقال عضوا المجلس التنفيذي للمجلس سمير نشار وجورج صبرا انه ستجري مناقشة ما إذا كان سيعاد انتخاب برهان غليون رئيسا، وهو المنصب الذي تولاه منذ تأسيس المجلس في المنفى في آب (اغسطس) الماضي.

ولفت نشار في تصريح إلى أن “ثمة نقاشات حامية للرئاسة.. نحن ضد تمديد او تجديد ولاية غليون”، مضيفاً “نحن مع التداول لانه يمنح جميع العناصر السياسية السورية المختلفة فرصة لتولي المنصب”، ومبدياً تأييده لتولي صبرا رئاسة المجلس “لاسباب عديدة ابرزها انه عضو معارض من داخل سوريا”.

وفي مقابلة منفصلة رفض صبرا الافصاح عما إذا كان مرشحا لرئاسة المجلس، ولكنه ايد اصلاحات جذرية للمجلس الذي تعتريه صراعات سياسية فضلا عن غياب الشفافية.

وفي بروكسل، كشف مصدر ديبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ قرارا بفرض عقوبات جديدة على سوريا، مشيرا الى أن هذا الامر سيتقرر خلال الاجتماع الشهري لوزراء الخارجية المزمع عقده غداً تحت رئاسة المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن كاترين آشتون.

وقال المصدر أمس إنه في حال قرر المجلس عقوبات جديدة على سوريا، فسوف تكون عقوبات فردية تقتصر على بعض الشخصيات القريبة من النظام وتقتصر على تجميد الاموال وحظر منح تأشيرات دخول هؤلاء إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27.

وأشار إلى أن المجلس الوطني السوري هو جزء من المعارضة وليس كل المعارضة، مشددا على ضرورة توحد المعارضة السورية حتى تتحدث بصوت واحد. ولفت إلى أن انان يعمل مع المعارضين من أجل احداث تقدم في مسار الحل السياسي.

وأخلى القضاء العسكري السوري أمس سبيل ثمانية ناشطين بينهم رزان غزاوي كانوا اوقفوا مع الناشط والاعلامي مازن درويش في المركز السوري للاعلام وحرية التعبير في 16 شباط (فبراير) الماضي والمتهمين بـ”حيازة منشورات محظورة” على ان يحاكموا طليقين. وقال المحامي ومدير المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية انور البني إن “القاضي العسكري قرر اخلاء سبيل الناشطين هنادي زحلوط ويارا بدر ورزان غزاوي وثناء الزيتاني وميادة خليل وبسام الاحمد وجوان فرسو وايهم غزول”. واضاف ان الناشطين ستتم محاكمتهم بتهمة “حيازة منشورات محظورة” بقصد توزيعها. والناشطون هم رئيس المركز مازن درويش وعبد الرحمن حمادة وحسين غرير ومنصور حميد وهاني الزيتاني.

(اف ب، رويترز، اش ا، يوبي اي، قنا، مواقع التنسيقيات)

إعلان وقف إطلاق النار يدخل شهره الثاني

قتلى بسوريا وانتشار 176 مراقبا

قال ناشطون إن عشرة قتلى على الأقل سقطوا اليوم برصاص قوات الأمن في عدد من المناطق السورية، بينما خرجت مظاهرة مسائية في حي الميدان وسط دمشق قرب مقري الأمن الجنائي وأمن الدولة. وتأتي هذه التطورات مع دخول الإعلان عن وقف إطلاق النار شهره الثاني.

وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت مقتل تسعة أشخاص، وأوضحت أن ستة قتلوا في حماة، واثنين في دمشق وريفها، وواحدا في كل من حمص ودير الزور.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين قتلى اليوم مواطنا سقط بعد منتصف الليلة الماضية إثر إصابته برصاص قناصة في دوما بريف دمشق، كما قتل مواطن آخر في مدينة الضمير إثر إطلاق النار عليه من أحد الحواجز في المدينة.

وأشار إلى أن المدعو أبو عدي وهو قائد “كتيبة العبادة” التي تواجه القوات النظامية منذ أشهر، قتل خلال اشتباكات في منطقة العب بدوما.

وتحدث المرصد عن دوي انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في منطقة الشيفونية المجاورة لمدينة دوما، تزامن مع انتشار كثيف للقوات النظامية عند دوار الشيفونية. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن “جيش النظام يقصف المدينة بالدبابات، وترافق القصف مع انفجارات تهز المدينة مع أصوات إطلاق النار من أسلحة ثقيلة”.

وأكد المرصد أن اشتباكات اندلعت بين القوات النظامية ومسلحين من المجموعات المنشقة في منطقة عقربا وعدة مناطق في بساتين الغوطة الشرقية.

وفي ريف دير الزور، سقط فجر اليوم ضابط منشق برتبة ملازم من منطقة الشحيل إثر كمين نصب له واشتباكات في منطقة الحوايج. واعتقلت قوات الأمن ثلاثة مواطنين في قرية موحسن صباح اليوم.

اعتقالات

وكانت السلطات السورية قد اعتقلت مساء أمس السبت عدداً من الناشطين السوريين لدى اعتصامهم أمام قلعة دمشق، وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني إن عناصر الأمن اعتقلوا مجموعة من الشباب كانت بينهم الشابة التي عرفت باسم “صاحبة الفستان الأحمر” ريما دالي وتسعة آخرين لم تعرف أسماؤهم، كانوا يحملون وطالب البني السلطات بإطلاق سراحهم فوراً ومحاسبة من قام أو أمر بالاعتقال، “ليس لاعتقاله أشخاصا لم يخالفوا القانون فقط، بل لأنه يفصح عن نفسه بأنه مؤيد وداعم للقتل، وهذا يعني أن السلطات الأمنية ضد ما كتب على اللافتات وليست ضد حمل اللافتات، لأن ذلك لا يعاقب عليه القانون”.

يذكر أن عدداً من الناشطين السوريين نفّذوا في أوقات سابقة وقفات احتجاجية أمام البرلمان السوري وأمام القصر العدلي في دمشق، وفي عدد من المحافظات السورية.

وفي سياق متصل بث ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا لمظاهرة مسائية في حي الميدان وسط العاصمة دمشق، هتف فيها المتظاهرون بشعارات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم المناطق التي تتعرض لهجمات قوات الأمن والجيش.

وشاركت النساء في المظاهرة التي وصلت إلى مسافة أمتار قليلة من مقري الأمن الجنائي وأمن الدولة في شارع المجتهد. وقطع المتظاهرون الطريق بالإطارات المشتعلة.

بعثة المراقبين

من جانب آخر، قال المدير الإداري لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا ميلان ترويانوفيتش إن طائرة شحن وصلت إلى مطار دمشق وعلى متنها ست سيارات مصفحة مخصصة لبعثة المراقبين، وأضاف أن طائرتين ستصلان في وقت لاحق تحملان عددا آخر من السيارات المصفحة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن 176 مراقبا عسكريا غير مسلحين انتشروا اليوم في عدد من المدن السورية من أصل 300 مراقب سيكتمل إرسالهم قبل نهاية الشهر الجاري.

وينتشر مراقبون عسكريون ومدنيون حاليا في سوريا ضمن البعثة الأممية التي شكلها مجلس الأمن يوم 12 أبريل/نيسان الماضي لمراقبة وقف إطلاق النار.

وتقول الأمم المتحدة إن القوات السورية قتلت تسعة آلاف شخص منذ بداية الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الأسد في مارس/آذار 2011. وتنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على ما تسميها جماعات مسلحة مدعومة من الخارج تقول إنهم قتلوا 2600 من قوات الجيش والشرطة.

دمشق تتهم واشنطن بدعم “الإرهاب

تركيا: نظام الأسد يتبع سياسة التخويف

                                            اتهم السفير التركي في سوريا عمر أونهون نظام الرئيس بشار الأسد بالعمل على إخافة الشعب على مصيره في حال سقوطه. ومن جانبها اتهمت دمشق واشنطن ودولا غربية بالتحالف مع من وصفتهم بمتشددين على صلة بتنظيم القاعدة، لضرب أهداف على أراضيها.

وانتقد أونهون -خلال مشاركته في مؤتمر بالعاصمة الأستونية أمس- الظروف التي يعيشها معظم السوريين الذين قال إن النظام يقودهم إلى الاعتقاد بأن البديل الوحيد له هو الحرب الأهلية والتطرف الديني، على حد تعبيره.

وأضاف أنه على المجتمع الدولي أن يطمئن الشعب السوري بأن تغيير نظام الأسد لن يؤدي إلى وضع أسوأ.

ورغم أن تركيا تعارض التدخل العسكري في سوريا، فإن أونهون قال إن هذا الموقف قد يتغير إذا أصبحت الحياة لا تحتمل بالنسبة للسوريين.

وفي هذا السياق، قال “نحن نعارض بشدة أي تدخل عسكري في سوريا، لكن إذا وجدنا يوما ما 200 ألف سوري على حدودنا، فسيكون علينا أن نفعل شيئا”. ويوجد بتركيا حاليا نحو 26 ألف لاجئ سوري فروا من القمع والعنف في بلادهم.

اتهام للغرب

في غضون ذلك، اتهمت سوريا الولايات المتحدة ودولا غربية بالتحالف مع من وصفتهم بمتشددين على صلة بتنظيم القاعدة، لضرب أهداف على أراضيها، وذلك بعد سلسلة تفجيرات في دمشق وحلب ألقت السلطات باللائمة فيها على مسلحين يتلقون الدعم من الخارج.

وقال وزير الإعلام السوري عدنان حسن محمود للصحفيين أمس في دمشق “إن الدول الغربية والولايات المتحدة التي قادت تحالفات لشن حروب تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، تقوم اليوم بالتحالف مع الإرهاب الذي تتعرض له سوريا”.

أعمال القتل استمرت رغم بدء انتشار المراقبين في سوريا (الأوروبية)

وأضاف أن الهجمات مثل التفجير المزدوج لسيارتين ملغومتين بدمشق الأربعاء الماضي والذي أسفر عن سقوط 55 قتيلا، “تُظهر أن عناصر مرتبطة بالقاعدة تستهدف سوريا”، وأشار إلى أن التصعيد “الإرهابي” عبر السيارات المفخخة هو استمرار لنهج ما وصفه بـ”التحالف الدموي” بين “المجموعات المسلحة وتنظيم القاعدة مع الدول الإقليمية والغربية التي تدعمها بالسلاح والمال”، على حد قوله.

وتنفي المعارضة السورية والجيش السوري الحر أي دور في هذه الهجمات، وتتهم النظام وأجهزته الأمنية بتدبير هذه التفجيرات لتخويف المتظاهرين والثوار.

وأضاف الوزير السوري أن “المعارضة ومن يدعمونها يحاولون تخريب اتفاق إطلاق النار”، معتبرا أن هذا “يمثل انتهاكا خطيرا لقرارات مجلس الأمن القاضية بمكافحة الإرهاب ولخطة المبعوث الدولي كوفي أنان”.

ولم تتراجع حدة العنف كثيرا على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار برعاية من المبعوث الدولي كوفي أنان وبوجود بعثة المراقبين التابعين للأمم المتحدة.

ومع ترنح اتفاق وقف إطلاق النار، يشكك كثيرون من المعارضة في مدى قدرة خطة أنان على الصمود.

وبدأت الاحتجاجات الشعبية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل سلمي في مارس/آذار 2011، مستلهمة روح الانتفاضات الشعبية التي وقعت في دول عربية أخرى وأطاحت بحكام مستبدين، لكن مع حدوث انشقاقات في الجيش في الأشهر الأخيرة بدأت تتحول بشكل متزايد إلى معارضة مسلحة.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من تسعة آلاف شخص قُتلوا في الحملة التي يشنها الأسد على معارضيه من أجل إخماد المظاهرات الشعبية، بينما يقول النظام إن المعارضة قتلت 2600 على الأقل من أفراد قواته الأمنية.

12 انفجارا بدوما ومتظاهرون يقطعون طرقا في دمشق

900 قتيل منذ إعلان وقف العنف و12 ألفاً منذ بداية الثورة السورية

العربية.نت

سقط تسعة قتلى اليوم الأحد في سوريا، بينهم خمسة خلال اقتحام القوات السورية لقرية في ريف حماة والآخرون خلال أعمال عنف واشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة، بينما يدخل الإعلان عن وقف إطلاق النار شهره الثاني في سوريا، بحسب وكالة فرانس برس.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف المدفعي على الأحياء السكنية في دوما، ونقلت عن سماع دوي أكثر من اثني عشر انفجاراً وأصوات الرشاشات،

وأفادت لجان التنسيق المحلية باندلاع اشتباكات عنيفة على الطريق العام في منطقة السيدة زينب في دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام.

كما أفيد بقصف المجمعات السكنية في الحراك بدرعا ترهيباً للأهالي، وبانشقاقات كبيرة داخل اللواء 38 قرب بلدة صيدا في درعا واندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة.

كما أفادت لجان التنسيق بأن انفجاراً كبيراً سُمع في حي العمال بدير الزور تلاه إطلاق نار كثيف في شارعي بورسعيد والهجانة، فيما تواصل القصف المدفعي على معرة النعمان بإدلب، وفي حماة شنت قوات الامن حملة دهم واعتقالات في منطقة حيالين، وفي الرستن بريف حمص قصفت دبابات النظام المناطق السكنية،

فيما قام متظاهرون بقطع الطرقات في حيي المجتهد والميدان وسط العاصمة دمشق.

وفي ريف حماة، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل خمسة مواطنين بينهم امرأة وإصابة 18 آخرين بجروح ثلاثة منهم بحالة خطرة، وذلك إثر اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية السورية لقرية تمانعة الغاب.

كما سقطت قذائف من القوات النظامية على بلدة حيالين ما ادى الى سقوط جرحى احدهم بحالة خطرة.

وأعلنت الامم المتحدة أن 176 مراقباً عسكرياً غير مسلحين انتشروا الاحد في عدد من المدن السورية من بين 300 مراقب يجب إرسالهم لمدة لإنجاز هذه المهمة والمحددة بثلاثة اشهر.

وأسفرت أعمال العنف منذ إعلان وقف اطلاق النار عن مقتل اكثر من 900 شخص لترتفع الحصيلة الاجمالية للقتلى منذ اندلاع الاحتجاجات الى اكثر من 12 الفاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

مؤتمر للمجلس الوطني

سياسياً، في روما بدأ المجلس الوطني السوري مؤتمراً يستمر ثلاثة ايام بهدف اتخاذ قرارات بشأن عدد من القضايا بينها إمكانية تمديد رئاسة الرئيس الحالي برهان غليون للمجلس وكيفية دعم مصداقيته في الداخل والخارج.

بالإضافة إلى إعادة هيكلة المجلس ليضم مجموعات أخرى من المعارضة السورية. كما يتناول المؤتمرون خطة المبعوث الأممي كوفي عنان.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قال إن المجلس في اجتماعه في روما سيناقش قضايا عدة في مقدمتها خطة كوفي عنان.

حزبان يرفضان الاعتراف بانتخابات مجلس الشعب

وعلى جانب آخر رفض حزبان سياسيان داخل سوريا الاعتراف بالانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد في السابع من هذا الشهر, وقالا إنهما لن يعترفا بمجلس الشعب الذي سيأتي وفقاً لهذه الانتخابات.

واعتبر حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية وحزب الانصار في مؤتمر صحافي في دمشق أن هذه الانتخابات جرت على أساس الدستور القديم الذي يعتبر أن حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع في سوريا.

تواصل الصدامات بين علويين وسُنة في طرابلس بلبنان

استخدمت قذائف صاروخية ونيران بنادق آلية في القتال بين المجموعات المسلحة

العربية.نت

أفاد مصدر أمني لبناني بأن المواجهات تتواصل في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، اليوم الأحد، بين حيين أحدهما مناهض لحركة الاحتجاج في سوريا المجاورة وآخر مؤيد لها، ما أسفر عن سقوط قتيل جديد.

وفي باب التبانة، قضى رجل أثناء مواجهات بين سكان هذا الحي حيث الغالبية من المسلمين السنة المناهضين للنظام السوري، وبين سكان حي جبل محسن العلويين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان قتل أحد سكان حي القبة ذي الغالبية السنية مساء السبت أثناء صدامات مماثلة أسفرت عن إصابة 10 أشخاص بجروح حتى الآن.

وفي حادث منفصل، قتل ضابط في الجيش اللبناني بحسب مصدر في أجهزة الأمن بيد قناص بعد تبادل لإطلاق النار مساء السبت بين الجيش اللبناني وشبان إسلاميين كانوا يتظاهرون في طرابلس في شمال لبنان مطالبين بإطلاق سراح إسلامي تتهمه السلطات اللبنانية بـ”الارهاب”.

وكان 100 من الشبان الإسلاميين نصبوا السبت خياماً عند المدخل الجنوبي لمدينة طابلس وحملوا رايات سوداء كتب عليها عبارة “لا اله الا الله محمد رسول الله”، إضافة الى العلم السوري القديم الذي يستخدمه معارضو النظام في سوريا المجاورة.

وكانوا تجمعوا للمطالبة بالإفراج عن شادي المولوي (27 عاماً) الذي اعتقلته السلطات بتهمة “تواصله مع تنظيم ارهابي”.

وأكد المتظاهرون من جهتهم ان المولوي من انصار الحركة الاحتجاجية في سوريا.

وقال نزار المولوي شقيق شادي المولوي لوكالة “فرانس برس” أمس السبت: “لن نفض الاعتصام قبل إطلاق سراح شقيقي” شادي الذي اعتقلته قوى الامن الداخلي اللبنانية.

وحصل إطلاق نار عندما حاول المتظاهرون الإسلاميون المؤيدون لحركة الاحتجاج في سوريا الاقتراب من مقر تابع للحزب السوري القومي الاجتماعي وهو حزب لبناني يناصر النظام القائم في سوريا.

وكررت السلطات السورية أن مسلحين يتسللون من لبنان مع اسلحة الى سوريا لمساعدة المعارضين الذين يريدون الإطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد.

مقتل شخصين

ومن جانبهم قال شهود ومسؤولو أمن، اليوم الأحد، إن شخصين قتلا عندما اندلع قتال أثناء الليل في مدينة طرابلس اللبنانية بين أفراد من اقلية العلوية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وأغلبية السنية.

وبحسب “رويترز”، أكدوا أن قذائف صاروخية ونيران بنادق آلية استخدمت في القتال بين مجموعات مسلحة في منطقة للعلويين وأحياء مجاورة يقيم بها السنة في المدينة الساحلية الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمالي بيروت.

وقال مصدر عسكري إن من بين القتلى جندي لبناني الذي كان يحاول الوصول الى مركز عمله القريب من منطقة الاشتباكات التي بلغت ذروتها عند الفجر، وإن صوت اطلاق النار لا يزال يتردد بصورة متقطعة في المدينة.

ويبرز القتال مدى حدة التوتر الطائفي في سوريا والتي يمكن انتمتد الى لبنان المجاور، حيث تتركز اقلية علوية في مدينة طرابلس التي يقطنها اغلبية من السنة الذين يؤيدون الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهراً ضد بشار الأسد.

وتقود الاغلبية السنية في سوريا طليعة الانتفاضة ضد الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية.

اعتقال “ذات الرداء الأحمر” وآخرين لحملهم شموعاً

إخلاء سبيل عناصر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ومصير مدير المركز مجهول

دمشق – جفرا بهاء

اعتقلت قوات الأمن السورية أمس ريما دالي (ذات الرداء الأحمر) مع مجموعة من الشباب عُرف منهم: محمد الخطيب وجوليا جمال وخلود عسراوي وديما نشاوي ورهام حواش بسبب مشاركتهم باعتصام صامت أمام قلعة دمشق، ولم تعرف الجهة التي اعتقلتهم إلى الآن.

وكان الهدف من الاعتصام – بحسب ما أعلن ناشطون – هو وقفة حداد على أرواح قتلى تفجير القزاز بدمشق، فحمل المشاركون بالاعتصام الزهزر وصور للقتلى وأشعلوا الشموع.

وقال المحامي أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية لـ”العربية نت”: “ندين هذا الاعتقال ونؤكد أن الوقوف بالشارع بشكل سلمي هو عمل لا تعاقب عليه أي قوانين ولا حتى قانون التظاهر سيئ السمعة، وبالتالي فإن اعتقالهم هو العمل المخالف للقانون”.

وحمل المشاركون بالاعتصام لافتات كتب عليها جملة “أوقفوا القتل”، وفي هذا قال البني: “يبدو أن السلطات هي ضد ما كتب على اللافتات وليس ضد حمل اللافتات لأن ذلك لا يعاقب عليه القانون”.

ويبدو أن النظام السوري لم يعد يميز بين العصابات المسلحة ومجموعة من الشباب والفتيات وقفوا سلمياً معبرين عن الحداد والحزن على القتلى في التفجير الأضخم في دمشق منذ بدء الثورة.

قلق على مازن درويش

وفي سياق آخر قرر قاضي الفرد العسكري الرابع إخلاء سبيل عناصر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الذين سبق إحالتهم للقضاء وهم: يارا بدر وهنادي زحلوط ورزان غزاوي وميادة خليل وسناء زيناني وأيهم غزول وبسام الأحمد وجوان فرسو.

فيما لا يزال مصير رئيس المركز مازن درويش وحسين غرير وعبدالرحمن حمادة ومنصور العلي وهاني زيتاني مجهولاً.

هذا والجدير بالذكر أنه مؤخراً تصاعدت أصوات من العديد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان تنبه وتتخوف على حياة أولئك الناشطين، خصوصاً مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والدكتور جلال نوفل الذي اعتقل مؤخراً والناشط سلامة كيلة.

كما أحيل أمس إلى القضاء العسكري كل من الدكتور جوزيف نخلة وزوجته الكاتبة ماري عيسى ولم يتم استجوابهم أو توجيه تهمة لهم لتأخر الوقت وتم تأجيل ذلك لليوم، كما ذكر أنور البني لـ”العربية نت”.

وللمرة الثالثة يتأجل استجواب مهند أبوالحسن لدى قاضي التحقيق بدمشق لعدم وجود قضاة بسبب العطلة.

تسجيل جديد يظهر اعتداءات لجيش الأسد على معتقلين

عُثر عليه في هاتف أحد عناصر القوات التابعة للنظام السوري

دبي – ربى أبودرغم

مع استمرار الحل الأمني الذي يمثل خرقاً واضحاً لخطة كوفي عنان في سوريا، تستمر انتهاكات قوات نظام الأسد للمتظاهرين، حيث عثر على تسجيل مصور في هاتف أحد عناصر جيش النظام يمثل بشكل واضح تلك الانتهاكات.

وفي حين بثت مصادر المعارضة تسجيلاً آخر على الإنترنت قالت إنها عثرت عليه في نفس الهاتف يظهر انتشار قوات النظام وما يطلق عليهم الشبيحة في شوارع ريف دمشق.

ولا تزال دوما في صدارة الأحداث مع وصول تعزيزات عسكرية واقتحام قوات النظام والشبيحة للمدينة في وقت ودع فيه أهالي برزة في دمشق القتلى الذين سقطوا يوم الجمعة الماضي.

ومع ارتفاع حدة الانتقادات الدولية حول خروقات النظام لوقف إطلاق النار تحدثت لجان التنسيق المحلية عن إطلاق نار في درعا من أحد الحواجز العسكرية، كما بثت التنسيقيات صوراً قالت إنها قصف عنيف على حي القصور والنيزارية في حمص.

كما تعرض ريف حلب لقصف عنيف طيلة الفترة الماضية، حيث زار المراقبون الدوليون بلدتي حيان وبيانون للوقوف على ما آلت إليه حال المنطقة ومنازل المدنيين في وقت نظم فيه طلاب جامعة حلب اعتصاماً سلمياً في ساحة الجامعة استكمالاً لمسيرتهم المطالبة بالحرية

وفي السويداء وفي تحدٍّ واضح لقوات الأمن خرج المتظاهرون في قلب المدينة ليطالبوا بإسقاط نظام الأسد.

قيادي سوري يكشف عن دخول أجانب لمساندة النظام

أكثر من 20 ضابطاً برتبة عميد انشقوا عن النظام خلال الاحتجاجات

أنطاكية – محمد زيد مستو

وجّه قيادي في الجيش السوري الحر الاتهامات إلى نظام بلاده بجلب عناصر من دول صديقة تقاتل في صفوفه، بوقت تتهم فيه الحكومة السورية عناصر أجنبية متشددة من دول عدة بالدخول إلى سوريا ومهاجمة قوات الأمن.

وأكد في حديثه لـ”العربية.نت” انشقاق أكثر من 20 ضابطاً برتبة عميد عن الجيش السوري النظامي خلال الثورة، فيما توقع بتحول الثورة إلى حرب طويلة الأمد مع النظام في حال فشل خطة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان.

وقال أمين السر في الجيش السوري الحر وقائد لواء التحرير النقيب عمار الواوي، إن النظام السوري استقدم عناصر من إيران والعراق ولبنان تقاتل في صفوفه، مدللاً على ذلك بوثائق حصلت عليها “العربية.نت”.

وتشير الوثائق التي أبرزها الواوي إلى أوامر صادرة من الفرع 279 بإدارة المخابرات العامة، إلى رؤساء اللجان الأمنية بالمحافظات السورية متمثلة بالمحافظين، بضرورة تأمين العناصر الخارجية من إيران ولبنان والعراق، وتغيير أماكن سكنهم بشكل متواصل.

وتنص الوثيقة المؤرخة بـ28/02/2012، على أن الجهة المصدرة للوثيقة أرسلت عناصر إضافية “مع كامل الدعم التقني واللوجستي لتلك العناصر”، داعية إلى تكثيف وجودها مع الدليل فوق الأبنية المطلة على أماكن تواجد ما وصفتهم “مثيري الشغب”، واستهداف كل من يحاول الاقتراب من تلك العناصر. كما تحذر من التهاون مع الأوامر وتعرض مسببيها للمسؤولية المباشرة.

وحول الاتهامات بوجود عناصر أجنبية تقاتل إلى صفوف الجيش الحر، نفى النقيب بالقول “الشعب السوري فيه ما يكفي من الرجال لإنجاح ثورته”.

وجدد قائد لواء التحرير، اتهام جيشه للنظام السوري بالمسؤولية عن تفجيرات دمشق، معتبراً أنها “مسرحية كشفت منذ تفجير الميدان، حيث أوضحت صور التلفزيون السوري قيام المراسل بوضع أكياس خضار ولبن مكان التفجير، في إشارة إلى أنه استهدف مدنيين”.

انشقاقات واسعة

وأكد قيادي في الجيش السوري الحر أن عدد الجنود المنشقين ارتفع إلى مستويات هائلة، وبينهم أكثر من 20 عميداً منذ اندلاع الثورة.

وأكد النقيب عمار الواوي أن عدد المنشقين عن الجيش النظامي تجاوز 100 ألف جندي، في حين يقاتل إلى طرف النظام، أكثر من مليون شبيح ينحدرون من مناطق وطوائف مختلفة.

وأوضح أن النظام أصدر قراراً بإعادة عناصر الأمن المتقاعدين، لإشراكهم في عمليات القمع ضد الشعب السوري.

وأضاف أن من بين المنشقين أكثر من 20 ضابطاً برتبة عميد، بينهم ضابط أشرف على تدريب الرئيس السوري بشار الأسد في الكلية الحربية.

حرب طويلة

وفيما جدد الواوي مطالبته المجتمع الدولي بالمزيد من الضغط على النظام، في حال فشل خطة عنان، وإنشاء مناطق عازلة وحظر جوي وتسليح الجيش السوري الحر، اعتبر أن فشل الخطة سيجعل الثورة في بلاده تدخل مرحلة حرب طويلة المدى مع النظام.

وأضاف أن الحرب طويلة المدى ستكون بين الشعب السوري والدول الداعمة للنظام الذي انهارت قواته حسب زعمه، وفقد السيطرة على مناطق جبل الزاوية وريف حماة وريف إدلب وريف حلب وريف حمص بالكامل.

المجلس الكردي بسوريا يؤكد مشاركته في مؤتمر القاهرة

اعتبر حرمان الكرد من حقوقهم مسيئاً لمستقبل سوريا

العربية.نت

نفى أحمد سليمان، رئيس المجلس الكردي المعارض في سوريا الاتهامات الموجهة للكرد بأنهم سوف ينسحبون من مؤتمر المعارضة القادم والمزمع انعقاده في القاهرة يوم 16 و17 مايو/أيار الجاري.

وقال سليمان لـ”العربية.نت” إن الكلام عن انسحاب الكرد غير معني به فقط المجلس الوطني الكردي، وإنما هناك أعضاء أكراد من داخل المجلس الوطني السوري انسحبوا في المؤتمرات الماضية، نتيجة الموقف من الصيغ التي يتم الاتفاق عليها مسبقاً مع أطراف المعارضة ولكنهم يتراجعون عنها في اللحظات الأخيرة.

وأوضح أن الكرد قرروا الانسحاب في مؤتمر “أصدقاء سوريا”، الذي جرى في اسطنبول، لأن المعارضة تراجعت عن الصيغة المتفق عليها مسبقاً.

وأضاف أن المعارضة السورية ليست جدية في التعامل مع المسألة الكردية، وأنها لا تملك موقفاً واضحاً منها، مشيراً إلى أن المعارضة نفسها هي من تدفعهم باتجاه مثل هذه القرارات، مؤكداً أنهم في المجلس الوطني الكردي لا يقبلون بأقل من القرارات التي تم اتخادها في اجتماعهم الأخير، خاصةً أن برنامج الكرد قد صيغ أساساً بناء على توصله لبعض الحلول مع طرفي المعارضة السورية المتمثلين بالمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية.

وأكد سليمان أن المعارضة السورية تطرح بعض الصيغ، والتي وصفها بالمتقدمة، مثل صيغة العهد الوطني والبيان الأخير لهيئة التنسيق أو الملحق الأخير الصادر عن المجلس الوطني السوري، لكنها تتراجع عن بياناتها في الأوقات الأخيرة، سواء عبر أشخاص يمثلونها كرئيس المجلس برهان غليون، أو منسق هيئة التنسيق حسن عبدالعظيم.

في المقابل لفت إلى أن الأكراد تنازلوا بعض الشيء، ولكنهم لا يقبلون بمجرد حقوق المواطنة والإدارة المحلية المطروحة، مضيفاً أنها لا تعني الحق القومي لهم في تحقيق الصياغة لمناطقهم الإدارية.

إلى ذلك، أشار إلى أن النظام السوري نفسه حاول تكريس قانون الإدارة المحلية وطرحه من خلال مشروع قانون جديد، وصفه بالمعقول بالنسبة لتوزيع الصلاحيات في المناطق السورية كافةً، مضيفاً أن الكرد قبلوا المساومة على هذا الحق فقط للتفاوض مع النظام السوري على مثل هذه المشاريع، ولكنهم يبحثون عن حل للقضية الكردية، وتساءل عن رؤية المعارضة السورية لهذه الحقوق، وأنه يريد الإجابة من المعارضة نفسها، لافتاً إلى أن الكرد لا يريدون الاعتراف بهم فحسب كونهم موجودين وليسوا بحاجة للاعتراف، ولكن ما حقوقهم هذا هو السؤال الذي يريد من المعارضة الإجابة عنه.

وتأسف سليمان على أن الإجابة تأتي من المعارضة السورية بشكل متردد وخائف في أغلب الأوقات، ولها سقف محدد، مؤكداً أن هذا التردد يأتي إما إرضاءً لفئة من العرب وصفهم بالشوفانيين، وإما تأتي إرضاءً لقوى إقليمية في إشارة منه إلى الدور التركي، أو أنها تأتي للمزاودة على الاتفاق بينهم، لأنه من شأنه أن يسهل حرمان الكرد من حقوقهم القومية، وقال إن هذا الأمر يسيء لمستقبل سوريا.

23 قتيلا برصاص الأمن السوري

سقط 23 قتيلا بينهم خمسة عناصر من الجيش النظامي خلال أعمال عنف واشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يدخل الإعلان عن وقف إطلاق النار شهره الثاني في سوريا.

من جانبها، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات سورية مدعومة بمركبات مدرعة قتلت بالرصاص 7 مدنيين،عندما داهمت قرية التمانعة غربي مدينة حماة وأشعلت النيران في منازل واعتقلت عشرات الأشخاص.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مواطنا قتل فجر الأحد إثر إصابته برصاص قناص في دوما، كما قتل مواطن آخر في مدينة الضمير إثر إطلاق النار عليه من أحد الحواجز في المدينة.

كما سقط سطّام قلاع المعروف باسم “أبو عدي” قائد “كتيبة العبادة” التي تقاتل القوات النظامية منذ أشهر وذلك خلال اشتباكات فجر الأحد في منطقة العب بمنطقة دوما، بحسب المرصد.

وأشار المرصد إلى دوي انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في منطقة الشيفونية المجاورة لمدينة دوما تزامنت مع انتشار كثيف للقوات النظامية عند دوار الشيفونية.

من جهتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية التي تشرف على الحركة الاحتجاجية في البلاد أن “جيش النظام يقصف المدينة بالدبابات وترافق القصف مع انفجارات تهز المدينة مع أصوت إطلاق النار من أسلحة ثقيلة”.

كما أشار المرصد إلى ان اشتباكات نشبت فجر الأحد بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في منطقة عقربا وعدة مناطق في بساتين الغوطة الشرقية.

وفي ريف دير الزور شرقي البلاد، سقط فجر الأحد ضابط منشق برتبة ملازم من منطقة الشحيل إثر كمين نصب له واشتباكات في منطقة الحوايج.

وقامت قوات الأمن باعتقال ثلاثة مواطنين في قرية موحسن صباح الأحد.

ويأتي ذلك غداة مقتل 22 شخصا خلال أعمال عنف متفرقة في عدد من المناطق السورية هم 11 مدنيا ومنشقان وتسعة جنود من الجيش النظامي، حسب المرصد، رغم وجود المراقبين الدوليين والمكلفين بقرار من الأمم المتحدة للتثبت من وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في 12 أبريل.

وأعلنت الأمم المتحدة أن 176 مراقبا عسكريا غير مسلحين انتشروا الأحد في عدد من المدن السورية من بين 300 مراقب سيتم إرسالهم لمدة لإنجاز هذه المهمة والمحددة بثلاثة أشهر.

وأسفرت أعمال العنف منذ إعلان وقف إطلاق النار عن مقتل أكثر من 900 شخص لترتفع الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع الاحتجاجات إلى أكثر من12 ألفا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مسرح “الألم” السوري يحط في سول

سكاي نيوز عربية- أبوظبي

تتقاطع الجمل الحوارية للممثلين في المسرحية السورية “هلا نظرت إلى الكاميرا من فضلك؟”، وجميع الجمل تستند إلى قصص حقيقية، مع لقطات من مقابلات مع معتقلين حقيقيين تعرض على شاشة في وسط المسرح.

وتلخص مسرحية “هلا نظرت إلى الكاميرا من فضلك” للمخرج عمر أبو سعدة، والتي تعرض حاليا في سول، معاناة الشارع السوري منذ عام ونيف.

ففي أحد المشاهد تدفن امرأة، احتجزت في سجن سوري، رأسها بين ذراعيها وتلاحقها وجوه من باعوها وسلموها، بينما ينظر رجل في مرآة ليرى آثار التعذيب على جسده.

ولا تقيم كوريا الجنوبية علاقات دبلوماسية مع سوريا ما جعل وصول فرقة مسرحية سورية إلى سول أمرا صعبا.

وبدأ التعاون الفني غير المعتاد عام 2011، عندما كان المخرج كانج سيوك والمنتج كيم يو آهين يبحثان عن عمل يختتمان به سلسلة عن المهمشين في العالم.

وقال كيم لوكالة رويترز “كنا نبحث عن مسرحية يمكن أن تبرز أناسا يقفون على الحافة”.

والتقى الاثنان بالمخرج السوري عمر أبو سعدة، الذي كان يسعى آنذاك لإخراج مسرحية حول استخدام الشبان في الشرق الأوسط لوسائل التواصل الاجتماعي لإطلاع العالم على الوضع في بلدانهم أيام الربيع العربي وما تلاها.

وقال كيم “كان أبو سعدة يحاول الحديث عن جيل الشباب في الشرق الأوسط الذي يكافح ويشارك في الثورات فأدركنا أننا وجدنا ضالتنا”.

وكانت النتيجة مسرحية “هلا نظرت إلى الكاميرا من فضلك؟”، وتحاول فيها شخصية نورا، وهي مخرجة أفلام هاوية، أن تسجل في الخفاء شهادات أشخاص اعتقلوا جورا، لكن الشرطة تقبض عليها بسبب “جرائم” منها توزيع منشورات وتحميل مواد على الفيسبوك.

ولم يكن إخراج المسرحية إلى حيز الوجود سهلا، فالممثلون كانوا يتدربون على المسرحية سرا في سوريا، واضطروا للحصول على تأشيرات سفر عن طريق غير مباشر لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين سوريا وكوريا الجنوبية، كما أن الاستعدادات لعرض المسرحية لم تستكمل إلا قبل قليل من بدء العرض.

وما زاد الموقف تعقيدا علاقات كوريا الشمالية مع دمشق، حيث أفادت تقارير بأن كوريا الشمالية لعبت دورا في المفاعل النووي السري السوري الذي دمرته إسرائيل عام 2007، وحاولت تصدير مواد كيماوية لاستخدامها في صنع أسلحة سورية عام 2009 في خرق لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.

لكن كيم وكانج أصرا على التعاون مع أبو سعدة وقالا “إن دور المسرح المعاصر عرض مثل هذه القضايا الصعبة على المسرح”.

ويعتزم المسرح الاستمرار في عرض المسرحية السورية على نطاق دولي أوسع، ومن المقرر عرضها في وقت لاحق في الشرق الأوسط، ومن الممكن عرض المسرحية أيضا في أوروبا.

وعلى الرغم من شعور جمهور المسرح في كوريا الجنوبية بالصدمة من قصص التعذيب والإهانة فقد بيعت كل التذاكر تقريبا، ويرى كانج أن “المسرحية ربما مست وترا لدى الجمهور لأنها ذكرت الكوريين بعام 1980 عندما خرجت مظاهرات ضخمة في مدينة جوانجو احتجاجا على الدكتاتورية آنذاك”.

وقال كانج “السبيل الوحيد للتأثير في جمهورنا وجعلهم يؤيدوننا هو أن نكون صادقين ومخلصين فيما نفعله ونقدمه، ولكي نفعل هذا يجب أن يتمكن المسرح من الغوص مباشرة في قلب النقاشات التي تدور في المجتمع”.

مسيحيو سوريا يعانون القلق وانعدام الأمن

لميس فرحات

يشكل المسلمون الفئة العظمى من الشعب السوري الذي يبلغ عدده 22 مليون شخصاً، لكن فئة المسيحيين متواجدة وبشكل رئيسي في جميع مستويات المجتمع السوري، سواء في الحكومة، أو مجال التجارة والأعمال، أو المجال العسكري.

هاني سرحان مسيحي من سوريا يصر على أن لا أحد من أقاربه  لديه علاقة بنظام الرئيس بشار الأسد أو يعمل لديه. ويقول إنه سمع بعض المتظاهرين يهتفون مع بداية الثورة أن على المسيحيين الذهاب إلى بيروت، والعلويين إلى القبر، ما جعل المسيحي السوري يفكر في الهدف الحقيقي لهذه الثورة.

وبسبب ما سمعه، ولأنه يخاف على حياته، اضطر هاني أن يعلن تأييده للرئيس الأسد. وتعود جذور المليوني مسيحي في سوريا إلى المجتمعات القديمة، وعايشوا العصور القديمة تحت حكم القيادات المسيحية للعديد من الدول العربية.

وتمرد مئات الآلاف من المسلمين ضد نظام الأسد فأشعلوا الثورة في آذار (مارس) 2011، لكن المجريات اليومية لم تشهد تخلي المسيحيين عن دعمهم للعلويين، الطائفة التي ينتمي اليها الأسد والتي تسيطر على سوريا منذ عقود.

وفي هذا السياق، أشار موقع “يو اس آي توداي” أن المسيحيين ما زالوا ضمن الفئة الصامتة إزاء الحملة العنيفة التي شنتها قوات الأسد عندما دكت المدفعية المدن والبلدات التي يتمركز فيها الثوار، ما أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف شخص وفقاً للأمم المتحدة.

ولا يزال الكثير من المسيحيين في سوريا يقفون إلى جانب النظام، ليس بسبب دعمهم للأسد، إنما خوفاً من حرب أهلية قد تنشب في البلاد في حال سيطرت المعارضة، أو ما هو أسوأ مثل سيطرة الإسلاميين وإقامة حكومة إسلامية معادية للأقليات الدينية.

تقع بلدة قطنا 20 ميلاً الى الجنوب الغربي من دمشق، وهي موطن لمجتمع مسيحي من عدة مئات من العائلات. وأدت الاحتجاجات فيها إلى توغلات عسكرية واشتباكات بين الجنود المنشقين والجيش النظامي.

وعند نقاط التفتيش المحيطة بالمدينة، يتوقف بعض المسيحيين للدردشة  مع ضباط الأمن العلويين، ويقدم البعض منهم المياه والويسكي. ويؤمن المسيحيون إيماناً راسخاً بأن النظام العلوي يحافظ على أمنهم وحمياتهم.

وبما أن الكنيستين في المدينة تقعان في الأحياء المسلمة السنية، تجنب المسيحيون لعدة أشهر الحضور إلى للصلاة. على الرغم من أن أحد المعلمين في مدرسة البلدة المسيحية يعتقد أن الحياة لآن أفضل من ذي قبل.

ويقول المدرس الذي رفض الكشف عن هويته خوفاً من تعرضه للعقاب أو الثأر إن “الأزمة انتهت تقريباًن وأن الحضور كان كاملاً يوم الاحد في عيد الفصح بعد أن كانت المقاعد فارغة في العام الماضي. واستطعنا التجول في احتفال الفصح في جميع أنحاء المدينة، بينما في العام الماضي بالكاد استطعنا الخروج أمام الكنيسة”.

لكن الطوائف المسيحية في أماكن أخرى شهدت اضطرابات كثيرة، فكنيسة أم الزنار في مدينة حمص تضررت بشدة خلال القصف الذي استمر لمدة شهر من قبل الجيش النظامي في شباط/فبراير.

 وقال المسيحيون في حمص إن الكنيسة تعرضت لهجوم من قبل “عصابات مسلحة مدعومة من الخارج”، كما بث التلفزيون السوري مقابلات مع المدنيين الذين قالوا إن الصاروخين أُطلقا من الجبال التي تفصل بين سوريا ولبنان، حيث يقوم الثوار بتهريب الاسلحة.

ولم تقتصر الأضرار على الكنائس، فالثورة أيضاً انعكست سلباً على معيشة المسيحيين، إذ تضررت السياحة في حي باب توما المسيحي في دمشق المركزية، بعد أن كانت منطقة جذب سياحي تتميز بأزقتها الضيقة والفنادق التقليدية على الطراز العربي والكنائس القديمة.

في العام 2010، أدى تدفق السياح القادمين من الخليج العربي وأوروبا وأميركا الشمالية إلى ضخ 8 مليارات دولار في الاقتصاد السوري. لكن منذ بدء التمرد، تراجع قطاع السياحة في سوريا بنسبة 60٪، وفقاً لوزارة السياحة، والأعمال التجارية المسيحية هي الأكثر تضرراً.

في هذه الأيام، معظم الأحاديث التي تدور في المجتمعات المسيحية تصف الثورة السورية بالمعارضة التي تتحول الى “أزمة”، فيما تشاهد العائلات النشرات التلفزيونية العربية لمتابعة تصريحات بعض المتطرفين مثل الشيخ السلفي عدنان العرعور الذي يدعو  للجهاد ضد  الأسد وقتل أولئك الذين يدعمون النظام.

ويتحدث المسيحيون عن الرسائل التي يبعثها البعض إلى الكنيسة، معربين فيها عن خوفهم من أن يكونوا مستهدفين بعد الأسد، ويلقون باللوم على الثوار على خلفية تفجير انتحاري في الدير التابع لبلدة صيدنايا المسيحية، شمال دمشق.

وهناك القليل من الأدلة على أن المتمردين هم المسؤولون عن هذه الأفعال، كما يقول بعض المسيحيين أن العرعور لا يحظى بالكثير من الدعم. لكن أصابع الإتهام بتنفيذ التفجيرات الانتحارية الأخيرة غالباً ما تتجه إلى تنظيم القاعدة الذي يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على الجميع.

عشرات القتلى في أعمال عنف متفرقة في سوريا

أ. ف. ب.

في حين تستمر كل من السلطات السورية والمناهضين للنظام بتبادل الاتهامات حول مسؤولية أعمال العنف والقتل الحاصلة بحق المدنيين، ترتفع أعداد القتلى. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية من جهتها، أن الجهات المختصة أحبطت السبت في محافظة ادلب محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من تركيا إلى سوريا.

دمشق: تواصلت العمليات العسكرية والأمنية التي تقوم بها السلطات السورية للحد من موجة الاحتجاجات المناهضة للنظام، ما أسفر السبت عن مقتل 15 شخصا، في حين اتهمت السلطات السورية “المجموعات الإرهابية وتنظيم القاعدة” بالوقوف وراء التفجيرات الدامية الأخيرة، كما اتهمت “الدول الاقليمية والغربية” بمدها بالسلاح.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 15 شخصا قتلوا السبت هم خمسة مدنيين وتسعة جنود ومنشق، في حين توفي شخص متأثرا بجروح أصيب بها قبل أيام، وعثر على جثتين لشابين، كان أحدهما فقد في حين كان الثاني في المعتقل وقضى تحت التعذيب.

ففي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل مواطنان أحدهما امرأة إثر إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات وتمشيط نفذتها القوات النظامية في بلدات وقرى كفرعويد وكنصفرة وقوقفين، حسب المرصد.

واعلن المرصد ان تسعة جنود نظاميين قتلوا السبت بينهم اربعة قتلوا اثر استهداف ناقلتي جند خلال الاشتباكات التي دارت صباح السبت في قرية حنتوتين في ريف ادلب.

كما هزت عدة انفجارات قريتي فركيا ودير سنبل في ريف ادلب اثر سقوط قذائف على المنطقة مصدرها الحواجز العسكرية في ناحية احسم وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة شرق قرية حنتوتين.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، من جهتها، ان الجهات المختصة احبطت السبت في محافظة ادلب محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من تركيا إلى الأراضي السورية في موقع خربة الجوز “وتمكنت من قتل وإصابة عدد من الإرهابيين” فيما لاذ البقية بالفرار إلى داخل الأراضي التركية.

واشارت الى انه “تمت مصادرة الأسلحة التي كانت بحوزتهم”

واضافت ان “مجموعة إرهابية مسلحة قامت اليوم بتفجير عبوة ناسفة زرعتها في سكة القطار محور حلب اللاذقية في موقع قرية شنقرة” في ريف ادلب.

في محافظة حماة اعلن المرصد السوري ان مدنيا قتل في بلدة مورك في ريف حماه بعد منتصف ليل الجمعة السبت إثر سقوط قذائف على البلدة، كما قتل طفل في العاشرة من العمر اثر انفجار عبوة ناسفة في حي الشيخ عنبر في مدينة حماة.

كما اعلن المرصد ان مدنيا من بلدة كزنار في ريف حماه توفي متأثرا بجروح اصيب بها قبل خمسة ايام، واعتقل ثلاثة مواطنين على حاجز بين بلدتي اللطامنة ومورك.

وفي ريف دير الزور (شرق)، قتل مدني سوري من قرية شنان إثر إصابته برصاص قناصة.

في ريف حمص، أصيب سبعة مواطنين بجراح اثر سقوط قذائف على قرية النزارية في ريف مدينة القصير كما “استشهد مواطنان احدهما من مدينة تدمر ويقطن في حي الغوطة في مدينة حمص كان قد اختطف قبل يومين، والثاني سلم جثمانه الى ذويه في مدينة الرستن بعد ان قضى تحت التعذيب داخل المعتقل”.

واعلن المرصد ايضا ان تسعة عسكريين نظاميين قتلوا السبت، بينهم سبعة قتلوا اثر استهداف ناقلتي جند في قرية حنتوتين في ريف ادلب، في حين قتل ضابط برتبة عقيد ومساعد اول في ريف دمشق.

كما قتل جندي منشق في الحراك في محافظة درعا في اشتباكات مع الجيش النظامي.

وكانت دارت اشتباكات في منطقة المجيدل في ريف درعا بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة، بحسب المرصد

وفي ريف دمشق، ذكرت وكالة الانباء السورية ان “مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت ضابطا واصابت شقيقه الضابط بجروح في منطقة الحجر الأسود، واغتالت عسكريا برتبة مساعد أول في بلدة عرطوز أثناء توجهه إلى عمله كما اطلقت النار بكثافة من بساتين الحلالة وفي قطنا باتجاه المواطنين ما أدى إلى استشهاد مواطن واصابة 4 اخرين بجراح”.

يأتي ذلك فيما اعلنت جماعة اسلامية تدعى “جبهة النصرة”، لم تكن معروفة حتى اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق الخميس واسفرا عن مقتل 55 شخصا.

وذكرت الجماعة في بيان حمل الرقم (4) بثته على موقع اليوتوب انها “قامت بعملية عسكرية في دمشق ضد اوكار النظام استهدفت فرع فلسطين وفرع الدوريات” الامنيين.

وبررت الجبهة في بيانها هذه العملية نظرا “لاستمرار النظام في قصفه الاحياء السكنية” مضيفة “وقد صدقناه وعدنا بان نرد عليه القصف بالنسف”.

واقيمت صلاة الجنازة السبت على ضحايا الانفجارين بعد صلاة العصر في جامع العثمان وسط دمشق وأمّ الصلاة مفتي الجمهورية احمد بدر الدين حسون بمشاركة وزيري الاعلام والاوقاف واسر الضحايا وعدد كبير من المشيعين.

وقتل 55 شخصا وجرح اكثر من 372 اخرين في هذين الانفجارين اللذين اعتبرا الاعنف منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية. واكدت السلطات انهما “انتحاريان” يندرجان في اطار “الهجمة الارهابية عليها” في حين اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلفهما.

واعتبر وزير الاعلام السوري عدنان محمود السبت في بيان ان “التصعيد الارهابي عبر السيارات المفخخة بأطنان المتفجرات لاستهداف الشعب السوري وممتلكاته ومؤسسات الدولة هو استمرار لنهج التحالف الارهابي الدموي بين المجموعات المسلحة وتنظيم القاعدة مع الدول الاقليمية والغربية التي تدعمها بالسلاح والمال”.

واكد ان هذا التصعيد “يمثل انتهاكا خطيرا لقرارات مجلس الامن القاضية بمكافحة الإرهاب ولخطة المبعوث الدولي كوفي أنان بوقف العنف” مطالبا إياه باتخاذ “خطوات ملموسة تجاه المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها بالمال والسلاح التي تعمل لإفشال مهمته”.

واضاف الوزير ان “الدول الغربية والولايات المتحدة التي قادت تحالفات لشن حروب تحت ذريعة مكافحة الارهاب تقوم اليوم بالتحالف مع الارهاب الذي تتعرض له سوريا”.

وكانت السلطات السورية اعلنت، بعد ظهر الجمعة، انها احبطت عملية تفجير “انتحارية” في حلب، وقتلت منفذها الذي كان على متن سيارة “تحمل لوحة حكومية مزورة” وكانت “محملة بأكثر من 1200 كيلوغرام من المواد المتفجرة” بحسب ما نقل التلفزيون السوري.

وكانت ادلب شهدت نهاية شهر نيسان/ابريل ثلاثة انفجارات استهدفت مقرين امنيين وحيا واسفرت عن مقتل عشرين شخصا على الاقل وجرحى، وذلك غداة الدعوة التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى كل الاطراف لوقف العنف باشكاله كافة.

وقال المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ في تصريح صحافي صباح الجمعة “من جهة كان لوجود مراقبينا العسكريين على الأرض تأثير مهدئ على الوضع الا اننا وفي الوقت نفسه شهدنا استخداما مقلقا للعبوات الناسفة”.

وتواصل بعثة المراقبين الدوليين التي بلغ عددها 150 شخصا بينهم 105 مراقبين عسكريين غير مسلحين مهمتها للتثبت من تنفيذ وقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 نيسان/ابريل.

واعتبر السفير التركي في سوريا السبت ان النظام يعمل على اخافة الشعب السوري على مصيره في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وانتقد السفير عمر اونهون في مؤتمر لينارت ميري في العاصمة الاستونية، الظروف التي يعيشها معظم السوريين الذين قال ان النظام يقودهم الى الاعتقاد بان البديل الوحيد لنظام الاسد هو الحرب الاهلية والتطرف الديني.

وقال “النظام السوري يغذي مخاوف الشعب، لذلك على المجتمع الدولي ان يطمئنهم إلى ان تغيير النظام لن يؤدي الى وضع اسوأ”.

ورغم ان تركيا تعارض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، الا ان اونهون قال ان هذا الموقف قد يتغير اذا اصبحت الحياة لا تحتمل بالنسبة إلى السوريين.

وقال “نحن نعارض بشدة اي تدخل عسكري في سوريا، لكن اذا وجدنا يوما ما 200 الف سوري على حدودنا، فسيكون علينا ان نفعل شيئا”.

واسفرت اعمال العنف منذ اعلان وقف اطلاق النار عن مقتل اكثر من 900 شخص لترتفع الحصيلة الاجمالية للقتلى منذ اندلاع الاحتجاجات الى اكثر من 12 الفا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واخلى القضاء العسكري السوري السبت سبيل ثمانية ناشطين بينهم رزان غزاوي كانوا اوقفوا مع الناشط والاعلامي مازن درويش في المركز السوري للاعلام وحرية التعبير في 16 شباط/فبراير والمتهمين ب”حيازة منشورات محظورة” على أن يحاكموا طليقين في 29 ايار/مايو.

الى ذلك وصل الصحافيان التركيان اللذان كانا محتجزين في سوريا بعد شهرين من الاحتجاز، السبت الى طهران حيث سيلتقيان عائلتيهما قبل العودة الى تركيا.

وحطت الطائرة التي اقلت الصحافيين آدم اوزكوس وحميد جوسكون من دمشق، في طهران وقال الرجلان لوكالة الاناضول انهما في صحة جيدة ويستعدان للقاء عائلتيهما في العاصمة الايرانية.

وقد دخل المصور حميد جوسكون والصحافي ادم اوزكوس من صحيفة ملة الاسلامية سوريا في بداية اذار/مارس لاعداد فيلم وثائقي عن الوضع في هذا البلد المجاور لتركيا. وشوهدا للمرة الاخيرة في التاسع من اذار/مارس قرب ادلب (شمال غرب) القريبة من الحدود التركية.

قائد “الجيش السوري الحر” يتهم النظام بادخال القاعدة الى البلاد

أ. ف. ب.

الرياض: اتهم قائد العسكريين السوريين المنشقين النظام السوري بادخال القاعدة الى البلاد والوقوف وراء التفجيربن الداميين في دمشق مؤخرا.

وقال قائد “الجيش السوري الحر” العقيد رياض الاسعد لصحيفة “الراي” الكويتية الصادرة الاحد ان “القاعدة ترتبط بجهاز المخابرات الجوية السورية، واذا كانت قد دخلت فعلا الى البلاد فيكون ذلك قد حصل بالتعاون مع هذا الجهاز”.

كما حمل الاسعد النظام مسؤولية تفجيري دمشق داعيا الى تحقيق دولي فيهما.

وحول تقارير اميركية تشير الى دخول القاعدة الى سوريا، اوضح انه “اذا كانت هذه المعلومات دقيقة، فالنظام وحده يتحمل مسؤوليتها. نعرف انه لعب دور ضابط الارتباط في العراق بين القاعدة وتنظيمات اخرى”.

واضاف “نعلم ان عناصر القاعدة ترتبط بجهاز المخابرات الجوية السورية، وإذا دخلت فعلا سوريا يكون ذلك بالتعاون مع هذا الجهاز”.

واتهم الاسعد النظام بتدبير الاعتداء المزدوج الذي اسفر الخميس عن مقتل 55 شخصا واصابة مئات اخرين بجروح.

وقال ان “النهج المتبع في تفجيري دمشق يثير الشكوك حول تورط النظام السوري (…) من اجل القول للمجتمع الدولي ان الوضع غير مستقر ويتجه نحو الحرب الاهلية والفوضى”.

والسبت، اعلنت جماعة اسلامية تدعى “جبهة النصرة” مسؤوليتها عن التفجيرين.

وفي حين اكدت السلطات ان التفجيرين “انتحاريان” يندرجان في اطار “الهجمة الارهابية عليها”، اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلفهما.

واضاف الاسعد ان الاعلان عن احباط عملية انتحارية في حلب “فبركة من النظام”.

ونفى “انتشار الجماعات السلفية الجهادية في سوريا فلا وجود لهذه الجماعات لان البيئة الاجتماعية غير قابلة لاحتضان السلفيين الجهاديين”.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل اكثر من 12 الف شخص منذ اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريا منتصف اذار/مارس 2011.

سوريا: 21 قتيلاً والمجلس الوطني يجتمع بروما

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعلنت المعارضة السورية مقتل 21شخصاً برصاص الأمن والجيش الأحد، مشيرة إلى مواصلة القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد تنفيذ عملياتها في عدة مناطق، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ شهر، بينما يجتمع المجلس الوطني، الممثل الأكبر للمعارضة، في العاصمة الإيطالية لبحث عدة ملفات داخلية.

وقالت صفحة المجلس الوطني إن الأمانة العامة للمجلس تجتمع في روما “لمناقشة السياسات العامة وكذلك مناقشة آلية تفعيل أداء المجلس ومناقشة اختيار الرئيس.”

من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع ميدانياً، إن عدد القتلى في سوريا الأحد بلغ 21، بينهم ثلاث سيدات وطفل، وتوزع القتلى بواقع ثمانية في تمانعة الغاب في حماه، وثلاثة في كل من حمص ودرعا، إلى جانب قتيلين في كل من إدلب ودير الزور وريف دمشق، وقتيل في حلب.

وأفادت اللجان عن خروج مظاهرة طلابية في البوكمال بدير الزور، إلى جانب إطلاق قوات الأمن الرصاص على المشيعين في حي “السيدة زينب” بدمشق.

وحول ما يجري في بلدة “تمانعة الغاب” قالت اللجان إنها شهدت توترا متصاعدا مع إطلاق نار على مظاهرة يوم الجمعة من قبل قوات الأمن، تلاه اقتحامات متتالية أدت إلى نزوح العديد من الأهالي إلى مناطق أكثر أمنا، و”شهدت القرية اقتحاما جديدا من قبل عناصر الشبيحة من قرية العزيزية بحماية أمنية، باقتحام القرية وشن حملة حرق وتخريب لعدد كبير من المنازل والممتلكات الخاصة وقتل سبعة أشخاص على الأقل بينهم امرأة.”

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

من جانبها، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى وصول طائرة شحن إلى مطار دمشق الدولي محملة بست سيارات مصفحة لبعثة المراقبين.

ونقلت الوكالة عن ميلان ترويانوفيتش، المدير الإداري للبعثة، قوله: “ستصل في وقت لاحق السبت طائرتا شحن تحمل الأولى ست سيارات جيب مصفحة والثانية 13 سيارة جيب مصفحة ليصبح عدد السيارات التي تصل السبت 25 سيارة جميعها مقدمة من الاتحاد الأوروبي للبعثة.”

وكان في استقبال الطائرة إلى جانب ترويانوفيتش السفير فاسيلوس بونتوسوغلو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق ونائبه إضافة إلى عدد من موظفي بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى