أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 14 تشرين الأول 2012

تركيا: انتقام بلا تردد إذا انتهكت حدودنا وموقف مجلس الأمن ضوء أخضر للأسد

دمشق، معرة النعمان، بيروت، اسطنبول – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

طغى النزاع السوري على الاتصالات التي اجراها امس في اسطنبول رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي.

وذكرت وكالة انباء الاناضول ان اردوغان واوغلو تبادلا وجهات النظر مع العربي حول وضع المعارضة السورية واعتراض طائرات حربية تركية نهار الاربعاء الماضي لطائرة مدنية سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق وعثر على متنها، بحسب اردوغان، على ذخائر وتجهيزات عسكرية روسية.

كما التقى المسؤولان التركيان وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلله الذي حضر الى تركيا للبحث في تطورات الازمة السورية. كما اجرى محادثات مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا.

وينتظر ان يزور الابراهيمي طهران اليوم الاحد لبحث الوضع في سورية مع وزير الخارجية علي اكبر صالحي كما ذكر بيان لوزارة الخارجية الايرانية. ويزور المبعوث الدولي غداً الاثنين بغداد حيث سيتباحث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال علي الموسوي مستشار المالكي ان العراق اعلن في مناسبات عدة دعمه لمهمة الابراهيمي لحل الازمة السورية وانهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلمي».

وانتقد اردوغان امس مجلس الامن الدولي لعجزه في مواجهة الأزمة السورية وقال ان «هناك اتجاهاً يشجع ويعطي الضوء الاخضر للاسد لكي يقتل عشرات او مئات الاشخاص كل يوم». كما اكد وزير الخارجية احمد داود اوغلو ان بلاده ستنتقم بلا تردد إذا انتهكت سورية حدودها مرة ثانية.

من جهتها، ابدت دمشق امس استعدادها لتشكيل لجنة امنية للتواصل المباشر مع تركيا. وذكر بيان لوزارة الخارجية السورية ان دمشق ناقشت هذا الامر مع السفير الروسي في دمشق وابدت «استعدادها لانشاء لجنة امنية سورية تركية مشتركة تتولى مهمة ايجاد آلية لضبط الاوضاع الامنية على جانبي الحدود المشتركة في اطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا».

في هذا الوقت ردت وزارة الخارجية الاميركية بقسوة على موقف موسكو الداعم للنظام السوري. وفيما اعترفت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند ان روسيا لم تنتهك اي حظر على نظام الرئيس بشار الاسد، (في اشارة الى المواد التي كانت تحملها الطائرة السورية) الا انها وصفت موقف موسكو بأنه «يفتقد الى الاخلاقية».

وتأتي هذه التحركات الديبلوماسية فيما تستمر المواجهات العنيفة في محيط مدينة معرة النعمان التي سيطرت عليها قوات المعارضة هذا الاسبوع. ولجأ النظام السوري الى استخدام الطيران الحربي والمدفعية في قصف هذه المدينة كما تعرضت المناطق المحيطة بها للقصف، لا سيما خان شيخون وحيش وسرمين، وتشهد هذه المناطق حالات نزوح جماعي للاهالي الى مناطق اكثر امنا إثر اشتباكات استمرت عدة ايام ورافقها قصف عنيف، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر المرصد مساء ان مقاتلي المعارضة اسقطوا طائرة حربية قرب قرية في ريف حلب كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها في ريف حلب الغربي، مشيرا الى ان المنطقة «تشهد اشتباكات عنيفة».

وبينما يحاول النظام استعادة سيطرته على معرة النعمان، نظراً لموقعها الاستراتيجي على خط امداداته الى حلب، تمكن مقاتلو المعارضة من قطع الطريق على تعزيزات القوات النظامية التي كانت متجهة الى معرة النعمان. ونقل مراسل لوكالة «فرانس برس» في المدينة ان المقاتلين اوقفوا رتلا عسكريا من نحو 40 آلية بينها عشر دبابات وعربات مدرعة وشاحنات صغيرة مزودة برشاشات وباصات لنقل الجنود، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب معرة النعمان بمحاذاة بلدة حيش. وكان هذا الرتل قد انطلق قبل ثلاثة ايام من حماة. ودارت اشتباكات عنيفة في حيش بعد هجوم المقاتلين المعارضين على الرتل العسكري.

واصيب 22 مقاتلا معارضا بجروح صباحا بعد استهدافهم بقصف من الطيران الحربي لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف الاكبر في منطقة معرة النعمان والمحاصر منذ ايام. وهذا المعسكر هو الاكبر في منطقة معرة النعمان. واستهدف الطيران الحربي بشكل مكثف وسط المدينة، ما ادى الى تدمير ثلاثة منازل في شكل كامل. ونقل مراسل في المدينة ان القذائف المدفعية تسقط بوتيرة دورية عليها، لا سيما في محيط المستشفى الميداني الذي اقيم في الطبقة السفلية لإحدى المدارس المهنية.

ويرى محللون ان جيش النظام يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد رغم كثافة قوته النارية في مواجهة مجموعات المعارضة الاقل تسليحا، وذلك بسبب تصعيد مقاتلي المعارضة هجماتهم وامتداد الجبهة على محاور عديدة.

الى ذلك استمرت المواجهات في حلب حيث تعرض حي الشعار لقصف عنيف. وفي حمص دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام

والمعارضة في حيي باب هود وباب التركمان. كما تعرض حي الخالدية للقصف صباحا بقذائف الهاون. وفي درعا اقتحمت قوات النظام بلدة معربة ودارت اشتباكات في محيطها قتل فيها خمسة على الاقل من قوات النظام.

من جهة اخرى ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى في سورية وصل الى 33 ألفا و82 شخصا، هم 23 الف و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا وثمانية آلاف و211 من قوات النظام.

وتشمل حصيلة المدنيين من حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين. وفي الايام الخمسة الاخيرة قتل حوالى الف شخص، كما بلغ المعدل اليومي للقتلى في تشرين الاول (اكتوبر) الحالي 189 شخصا.

ثمانية قتلى و 13 جريحا في انفجار سيارة مفخخة قرب دمشق

ا ف ب

السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢

قتل ثمانية اشخاص بينهم طفلة واصيب 13 آخرون بجروح السبت في انفجار سيارة مفخخة قرب دمشق، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “استشهد ثمانية مواطنين بينهم طفلة وسيدتان واصيب نحو 13 بجراح بعضهم بحالة خطرة وذلك اثر انفجار سيارة لدى مرور مظاهرة في مدينة النبك الواقعة على طريق دمشق حمص الدولي” في محافظة ريف دمشق.

الابرهيمي من أنقرة إلى طهران فبغداد

وأردوغان ينتقد عجز مجلس الأمن في سوريا

المعارضون يؤكدون اسقاط طائرة “ميغ” في ريف حلب

معارك عنيفة في محيط معرة النعمان وحلب

يزور الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي اليوم طهران قبل ان يتوجه غداً الاثنين الى بغداد، ضمن جولة اقليمية سعيا الى حل للنزاع السوري، بعدما زار تركيا الذي انتقد رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان مجلس الأمن لعجزه عن مواجهة الأزمة السورية قائلا ان المجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى يكرر الأخطاء التي ادت الى مذابح البوسنة في التسعينات في القرن الماضي.

 وجاء في بيان لوزارة الخارجية الايرانية ان “الاخضر الابرهيمي سيبحث خلال زيارته (لطهران ) مع وزير الخارجية علي اكبر صالحي، الوضع في سوريا”.

  ويزور الابرهيمي الاثنين بغداد حيث سيبحث في الموضوع نفسه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال علي الموسوي مستشار المالكي ان “العراق اعلن في مناسبات عدة دعمه لمهمة الابرهيمي لحل الازمة السورية وانهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلمي”.

  مذبحة سريبرينتسا

وفي اسطنبول، التي شهدت امس نشاطا ديبلوماسيا مكثفا في شان الازمة السورية، قال اردوغان في مؤتمر حضرته شخصيات مهمة بينها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي: “مجلس الامن التابع للامم المتحدة لم يتدخل في المأساة الإنسانية المستمرة في سوريا منذ 20 شهرا على رغم جهودنا جميعا. هناك اتجاه يشجع ويعطي الضوء الأخضر للأسد لكي يقتل عشرات او مئات الأشخاص كل يوم”. واضاف: “إن نظاما يسمح لدولة أو دولتين بمنع التدخل في أزمة إنسانية خطيرة كتلك نظام ظالم بطبيعته وستصير حالة سوريا مماثلة إلى حد كبير لحالة البوسنة في التسعينات كعنوان لفشل الأمم المتحدة… إنه لأمر محزن أن تكون الأمم المتحدة عاجزة اليوم مثلما كانت قبل 20 عاما عندما كانت تشهد ذبح مئات الآلاف في البلقان والبوسنة وسريبرنيتسا”.

والتقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو كلا من الإبرهيمي ووزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلله ورئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل على هامش مؤتمر في اسطنبول للبحث في الأزمة السورية. وحذر داود اوغلو من ان بلاده سترد من جديد اذا ما انتهكت سوريا حدودها مرة اخرى بعد مقتل خمسة قرويين اتراك بقذيفة سورية في الثالث من تشرين الاول واستتبعه رد تركي. واضاف: “نأمل بالتأكيد في الا ترتكب سوريا مثل هذه الانتهاكات، لكن اذا ما فعلت فان تركيا ستتخذ كل الاجراءات لضمان امنها الوطني”.

وكرر فسترفيلله دعم المانيا لتركيا، داعيا في الوقت عينه الى الاعتدال.

 اسقاط طائرة

واسقط مقاتلون سوريون معارضون  طائرة حربية قرب قرية في ريف حلب كبرى مدن شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وضابط منشق. وقال المرصد: “اسقط مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها” في ريف حلب الغربي، مشيرا الى ان المنطقة “تشهد اشتباكات عنيفة”.

كما وقعت معارك عنيفة في محيط معرة النعمان بين المعارضين والجيش النظامي.

المقاتلون السوريون يفتقرون إلى المال والمعدات لبسط الأمن في منبج

أ. ف. ب.

ينصرف المعارضون السوريون الذين باتوا يبسطون سيطرتهم على مدينة منبج، إلى إعادة تشكيل جهاز الشرطة تدريجيًا حتى يتصدوا لارتفاع معدل الجريمة والسرقات وعمليات القتل لكن تعترض مهمتهم الجبارة هذه عوائق تتمثل بحاجتهم الماسة الى الاموال والمعدات.

منبج: أخرج المقاتلون المعارضون اجهزة الامن السورية من منبج في شمال سوريا في تموز(يوليو) لكن المجرمين عادوا اليها عندما استعادت هذه المدينة هدوءها.

وانشأ الثوار وحدة مؤلفة من خمسين “شرطيا من الثوار” لبسط سلطة دولة القانون في منبج، القريبة من الحدود التركية والبعيدة 80 كلم شمال مدينة حلب التي تشهد معارك طاحنة منذ منتصف تموز (يوليو).

 ويقود نواة جهاز الشرطة هذا ابو محمد المسؤول المنشق عن الشرطة والذي اتى من منطقة اخرى من سوريا.

الحرية لا تعني اختزال المؤسسات

وقال ابو محمد في أحد مكاتب المركز الاداري الاساسي في المدينة “يعتقد بعض المواطنين ان الحرية تعني عدم وجود مؤسسات، لكن لا!”. واضاف “بين تحرير منبج واليوم حصلت بالتأكيد اخطاء وانتهاكات وجرائم، وبدأ عدد المجرمين يتزايد لأن السلطة المخولة اعتقالهم غير موجودة”.

واوضح “لذلك نسعى الى تنظيم قوة من الشرطة من الثوار لمكافحة الجرائم والتعديات على الحقوق”. وكان اعضاء هذه القوة الجديدة في عداد اجهزة امن النظام، وقد انشقوا جميعا. ولم يشاركوا في “اعمال ضد المتظاهرين وضد الشعب”، كما قال ابو محمد.

نقص الأموال

واضاف ابو محمد ان الذين يستطيعون الالتحاق بوحدة الشرطة هذه هم الذين خدموا في السابق في اجهزة الامن والشرطة، ولا تتوافر لنا الان امكانية تشكيل متطوعين جدد. وعدا عن العناصر، تفتقر الشرطة ايضا الى الاموال والمعدات.

وقال احد عناصر الشرطة “ثمة سيارة هي من نوع تويوتا لاند كروزر، لكنها تستهلك كثيرا من البنزين ولا تتوافر لدينا الاسلحة”. واقيم جهاز قضائي جديد لمواكبة عمل الشرطة مع نيابة وقضاة وسجن في الطبقة السفلى لاحد الفنادق.

استخفاف بنظام الأسد

ويتجلى الاستخفاف بالنظام على المدخل من خلال صور الرئيس بشار الاسد الملصقة على بلاط بهو الفندق وفي طبقته السفلى حتى يدوسها الداخلون والخارجون. وقال محام اصبح احد قضاة النيابة ان الاجراءات القضائية مستوحاة من القانون الفرنسي وادخلت عليها تعديلات حتى تتسم بالسرعة المطلوبة.

وذكر المحامي محمد عثمان الذي يجلس وراء مكتبه في بهو الفندق “نظامنا القضائي مدني وعقوبتنا هي السجن”. واضاف ثمة “مجموعة من المحامين للمحاكمات والتحقيقات والاحكام ونستعين بشيوخ في لجنة التحكيم”.

ويعرب هذا المحامي ايضا عن اسفه لعدم توافر الاموال الضرورية لمواجهة التحدي الكبير الذي يشكله بسط الامن في هذه المدينة التي كان عدد سكانها حوالى 100 الف فر عدد كبير منهم منذ اندلاع الانتفاضة على الرئيس بشار الاسد قبل 19 شهرا.

وشدد المحامي محمد عثمان على القول ان “مشكلتنا مالية. وعناصر الشرطة هم ارباب عائلات ويحتاجون الى المال الذي لا يحصلون على شيء منه”. وفي الطبقة السفلى يستجوب محققون رجلا بتهمة سرقة دراجات نارية. وفي غرفة اخرى مقفلة، يجلس عشرة سجناء او يتمددون على فرش.

ويسود الهدوء في الخارج خلافا لحلب حيث تتواجه القوات الموالية والكتائب المتمردة. اطفال يلهون في الشارع. ويرتب رجل علب السجائر التي يبيعها. ويدخن مسنون وهم جالسون على صناديق الخضار في متجر.

وقال احد سكان منبج غياث الحسن (23 عاما) ان الامن يعود الى المستوى السابق قبل سيطرة المعارضين على المدينة. لكن اذا كانت المعارك قد توقفت، ما زال يتعين على المدينة مواجهة الغارات الجوية التي تشنها طائرات النظام.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767809.html

سوريا تمنع تحليق الطيران التركي المدني فوق أراضيها

أ. ف. ب.

أعلنت سوريا فرض حظر على مرور الطائرات المدنية التركية فوق أراضيها في خطوة تأتي بعد أيام من اعتراض تركيا طائرة سورية، قالت إنها كانت تنقل ذخيرة روسية الصنع لقوات الأسد.

دمشق: أعلنت دمشق مساء السبت أنها قررت “منع تحليق الطيران المدني التركي فوق أراضيها اعتبارًا من منتصف الليل” (21:00 ت غ) عملاً بمبدأ “المعاملة بالمثل”، بعد أيام قليلة على اعتراض انقرة طائرة سورية وإرغامها على الهبوط في تركيا.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين السورية نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا): “بناء على قرار الحكومة التركية منع تحليق الطيران المدني السوري فوق الأراضي التركية قررت حكومة الجمهورية العربية السورية وعملاً بمبدأ المعاملة بالمثل منع تحليق الطيران المدني التركي فوق الأراضي السورية اعتباراً من منتصف ليل السبت”.

واشارت الوزارة الى أن الحكومة السورية “تأسف لقرار الحكومة التركية التصعيدي، والذي يستهدف بالدرجة الأولى مصالح الشعب السوري”. وكانت مقاتلات تركية اجبرت الاربعاء الماضي طائرة ركاب سورية متوجهة من موسكو الى دمشق على الهبوط في انقرة للاشتباه بأنها تحمل اسلحة.

وردت دمشق بنفي هذه الاتهامات، في حين اكدت موسكو على لسان لافروف أن الطائرة كانت تنقل “معدات رادار مشروعة” بالكامل. وشهدت الحدود بين سوريا وتركيا في المدة الاخيرة ارتفاعًا في حدة التوتر بعد تكرار حوادث سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، ما دفع انقرة الى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد.

ووقعت حالات إطلاق نار متكررة عبر الحدود الأسبوع الماضي عقب مقتل خمسة مدنيين أتراك جراء سقوط قذيفة سورية. وأيدت الحكومة التركية المعارضة السورية ودعت إلى تنحي الرئيس بشار الأسد.

وقبيل صدور القرار السوري، كان وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو قد نبه الى أن بلاده سترد إذا ما انتهكت سوريا حدودها مرة أخرى. وقال داود اوغلو في اسطنبول بعد لقاء مع نظيره الالماني غيدو فسترفيله إن “انتهاكات جديدة للحدود يمكن أن تحدث وسنرد بلا تردد اذا رأينا أن أمن تركيا القومي في خطر”.

وأضاف الوزير التركي “نأمل بالتاكيد ألا ترتكب سوريا مثل هذه الانتهاكات لكن اذا ما فعلت فإن تركيا ستتخذ كل الاجراءات لضمان أمنها الوطني”. من جانبه كرر فسترفيله دعم المانيا لتركيا حليفتها في الحلف الاطلسي داعيًا في الوقت نفسه الى تبني الاعتدال. وقال: “نقف الى جانب تركيا لكننا ندعو ايضًا تركيا الى ضبط النفس”.

كما اجرى داود اوغلو مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي الذي وصل إلى تركيا في وقت سابق محادثات لإطلاعه على الرواية التركية للأحداث من الجانب التركي. وجاءت زيارة الابراهيمي بعد أيام من مقتل خمسة مدنيين أتراك في قصف عبر الحدود من الجانب السوري.

في هذه الاثناء اتهمت منظمة هيومان رايتش ووتش لحقوق الانسان  سوريا باستخدام متزايد للقنابل العنقودية المحرمة دوليًا ضد المدنيين. وقالت المنظمة إنها راقبت اشرطة فيديو مسجلة عبر الانترنت تظهر ما يعتقد بأنه عشرون هجوماً بقنابل عنقودية خلال الاسبوع الماضي على اهداف مدنية.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767771.html

الربيع العربي أوقف مفاوضات سريّة بين الأسد وإسرائيل حول الجولان

وكالات

لو لم تنتقل عدوى الربيع العربي سريعا إلى سوريا، لما توقّفت محادثات بين النظام السوري والدولة العبرية، هذا ما يكشف عنه ميخائيل هيرتزوج وهو رئيس سابق لطاقم العاملين بوزارة الدفاع الإسرائيلية، شارك في المحادثات السرية بين دمشق وتل أبيب.

القدس: أكد مسؤول اسرائيلي سابق إجراء محادثات سلام سرية بين بلاده وسوريا، وقال ميخائيل هيرتزوج رئيس سابق لطاقم العاملين بوزارة الدفاع الإسرائيلية والذي شارك في المحادثات إن انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي في مطلع العام الماضي وامتدت إلى سوريا بسرعة تسببت في توقف المحادثات.

وأضاف في اتصال هاتفي مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس الجمعة “لم يتم الاتفاق على أي شئ خلال هذه المحادثات”.

وتابع ” كانت هناك قائمة تفصيلية بالطلبات الإسرائيلية التي كانت تهدف لأن تكون أساسا لاتفاق سلام ” مضيفا أنها تمحورت حول الترتيبات الأمنية والإطار الاقليمي.

واستطرد ” الفكرة كانت رؤية ما إذا كان يمكننا دق اسفين في محور التطرف الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله من خلال إخراج سوريا من هذه المعادلة، وكانت الفكرة التالية هى السعى لتحقيق السلام مع لبنان”.

كانت صحيفة” يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قد كشفت الجمعة عن إجراء هذه المحادثات التي توسط فيها الدبلوماسي الامريكي فريدريك هوف.

وردا على الصحيفة، قال متحدث باسم ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الحديث يدور حول مبادرة امريكية قديمة واحدة من بين عدة مبادرات وأن اسرائيل لم تقبلها في أي مرحلة من المراحل.

واعتبر المتحدث أن نشر تفاصيلها في هذا الوقت بالذات “نابع عن دوافع سياسية”.

وذكر تقرير الصحيفة، استنادا إلى مصادر امريكية أن نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك وافقا خلال المفاوضات على انسحاب إسرائيل الكامل من هضبة الجولان حتى خط الرابع من يونيو 1967 مقابل توقيع معاهدة سلام شاملة واقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

وكانت سوريا قد طالبت بعودة الجولان كلها كشرط أساسي للسلام مع إسرائيل . وتردد أن المحادثات الإسرائيلية السورية السابقة انهارت بسبب حجم أي انسحاب إسرائيلي محتمل.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية ليدعوت أحرونوت إن “المفاوضات كانت جدية وأنه لو لم تندلع الأزمة الحالية في سوريا لانتهت المفاوضات باتفاق”.

وقدر المسؤول الأميركي أن “نتانياهو وافق على إجراء الإتصالات مع الأسد من أجل تبرير الجمود الحاصل في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وانطلاقاً من فكرته أن سورية هي “الحلقة الضعيفة” في محور إيران – سوريا – حزب الله”.

وأكدت الصحيفة على أن “نتانياهو وباراك لم يطلعا الوزراء في إسرائيل على هذه المفاوضات السرية مع سوريا، وأنه كان يعلم بها في إسرائيل فقط مستشار نتانياهو العسكري يوحنان لوكير، والسياسي رون دريمر، ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد، ومبعوث نتنياهو الخاص المحامي يتسحاق مولخو، وسكرتير باراك العسكري مايك هرتسوغ، وقد تم إلزام هؤلاء المستشارين بالتوقيع على وثيقة تلزمهم بالحفاظ على سرية المعلومات”.

وأشارت الى أن “المحادثات المتعلقة بهذه المفاوضات مع سوريا جرت بمقر إقامة نتانياهو في القدس وبيته في بلدة قيساريا، وفي مكتب مولخو في تل أبيب ولكنها لم تجر أبدا في مكتب رئيس الوزراء”.

وأخفى نتنياهو وباراك هذه المفاوضات عن جميع الوزراء ولم يشركوا كبار المسؤولين في أجهزة الاستخبارات وخاصة رئيسي الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك).

وأجرى المفاوضات عن الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم لكن هوف التقى مع الأسد بشأنها.

وكان يعلم بهذه المفاوضات عن الجانب الأميركي كل من الرئيس باراك أوباما، ونائبه جوزيف بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، ومبعوث الرئيس الأميركي دنيس روس، والسفير في تل أبيب دان شابيرو.

وعقّب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على التقرير بالقول إن “الحديث يدور عن مبادرة واحدة من بين مبادرات عديدة تم طرحها على إسرائيل في السنوات الأخيرة ولم توافق إسرائيل على هذه المبادرة الأميركية في أية مرحلة. وهذه مبادرة قديمة وليست ذي صلة بالواقع، ونشرها الآن ينبع من احتياجات سياسية”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767741.html

المعارضون السوريون يجددون محاولة اقتحام معسكر قرب معرة النعمان

أ. ف. ب.

بيروت: شن المقاتلون المعارضون هجومًا جديدًا الأحد على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطرون عليها في شمال غرب سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويأتي الهجوم غداة يوم دام حصد 181 قتيلا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية”، ادت الى مقتل مقاتل معارض واصابة 18 آخرين بجروح.

وهي المرة الثانية خلال يومين يحاول المقاتلون اقتحام المعكسر الاكبر في منطقة معرة النعمان، والذي يحاصرونه منذ ايام عدة. ولجأت القوات النظامية السبت الى الطيران الحربي لصد محاولة مماثلة.

ويحاول المقاتلون تعزيز سيطرتهم على مناطق في شمال غرب سوريا، بعد استحواذهم على مجمل مدينة معرة النعمان باستثناء حاجز واحد للقوات النظامية، علما ان هذه المدينة تشكل ممرا الزاميا لتعزيزات القوات النظامية المتجهة الى حلب كبرى مدن الشمال.

ويرى محللون ان الجيش السوري النظامي يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد رغم كثافة قوته النارية في مواجهة المجموعات المعارضة الاقل تسليحا، وذلك بسبب تصعيد المقاتلين هجماتهم.

وفي دمشق، افاد المرصد عن انفجار منتصف ليل السبت الاحد في حي المزة “لم ترد اي تفاصيل اضافية عنه”، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن. من جهتها اوردت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان “سيارة مفخخة يقودها ارهابي انتحاري انفجرت فجر اليوم على اوتوستراد المزة اقتصرت اضراره على الماديات”.

وفي دير الزور (شرق) قتل “قائد كتيبة مقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور”، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي الشيخ ياسين ومدينة البوكمال وبلدة موحسن بريف دير الزور للقصف ليلا.

وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة السبت الى سقوط 71 مدنيا و47 مقاتلا معارضا و63 جنديا نظاميا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 33 الف قتيل في النزاع المستمر في سوريا منذ 19 شهرا.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767834.html

طبول الحرب تدق على أبواب تركيا.. وسكانها متخوفون من حرب إقليمية

الأتراك والسوريون يتقاسمون حدودا تمتد 500 ميل

تركيا: تيم أرانغو*

وقف الرجال على حافة الطريق يشاهدون الحرب التي تقترب أكثر فأكثر منهم. كان العمال يجمعون القطن والفلفل الأحمر في هذه البلدة المنعزلة الخصبة الواقعة جنوب غربي تركيا وسط دوي الانفجارات. ويقول إنفير إلماس، مزارع يبلغ من العمر 46 عاما «إنهم يقصفون البلدة منذ السادسة صباحا»، في إشارة إلى قوات الجيش النظامي السوري الذي يقاتل الثوار في بلدة عزمارين التي لا يفصلها عنهم سوى نهر أورونتيس الصغير. وأضاف «نحن مرعوبون، فالبلدة قريبة جدا من الحدود».

وتتقاسم كل من تركيا وسوريا حدودا تمتد بطول 500 ميل، وتبدو القرى الواقعة عليها منصهرة في بعضها بعضا، حيث للأسر الألقاب والأصول نفسها، إن لم تكن لهم جوازات سفر واحدة. وتمتد أشجار الزيتون المتعرجة على التلال. هنا وسط إيقاع حياة الريف الهادئ، يشاهد الناس أمرا يعد هو أكبر مباعث قلقهم منذ 19 شهرا، ألا وهو احتمال أن تمتد الحرب، التي تدور رحاها في الجوار، إلى دول الجوار ويصبح الصراع إقليميا في لمح البصر. ويبدو أن الحرب، التي تصبح أوضح مع مرور الأيام، تقترب منهم شيئا فشيئا. وزادت التوترات عبر الحدود على نحو خاص يوم الجمعة، عندما أرسلت تركيا طائرتين بعد أنباء عن هجوم مروحيات سورية على بلدة عزمارين، مما أثار مخاوف من حدوث اختراق جديد للأراضي التركية. وفي بلدة على أطراف أكاكال، وتبعد عن هنا خمس ساعات بالسيارة عبر حقول القطن الممتدة على التلال، لم تخل سرادقات العزاء من المعزين خلال الأسبوع الحالي بعد مقتل خمسة مدنيين قبل أسبوع في قصف سوري. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تسفر فيها الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا عن مقتل أحد داخل تركيا، وكذلك هي المرة الأولى التي يرد فيها الجيش التركي بعمل عسكري داخل سوريا.

وزار رئيس أركان الجيش التركي، الجنرال نجدت أوزيل، المعزين يوم الأربعاء، وبين عدسات كاميرات التلفزيون مال تجاه أحد أفراد الأسرة ووعد باتخاذ إجراء عسكري أكثر حسما وقوة إذا ما استمرت الهجمات السورية عبر الحدود.

وتكشف الرحلة عبر هذه البلدات الواقعة على الحدود ما تواجهه من خطر متنامي. وفي الوقت الذي لا يريد فيه قادة تركيا الاضطلاع بمساعدة الثوار السوريين من وراء الستار، يعاني سكان الحدود من العواقب. وكان هناك استياء شديد منذ البداية من قدوم عشرات الآلاف من اللاجئين في ظل الصعوبات الاقتصادية والتوترات العرقية الناتجة عن الصراع السوري. مع ذلك تبدو تلك الأعباء حاليا مجرد إرهاصات مقلقة لخطر حقيقي يلوح في الأفق، حيث شددت تركيا الإجراءات الأمنية في المناطق العسكرية ونشرت قوات المدفعية ومضادات الطائرات في اتجاه سوريا. وتمركزت طائرة «إف 16» بالقرب من الحدود لتكون مستعدة لتنفيذ هجمات جوية في حال ما استدعى الوضع ذلك.

يقول محمد علي مصطفى أوغلو، مدير شركة نسيج مملوكة لأسرته تقدر بملايين الدولارات في مدينة غازي انتيب التي تقع على الحدود وتشتهر بالفستق ومراكز التسوق التي تجذب السوريين «إنها فوضى الآن. لا يعرف من في اسطنبول وأنقرة ما يحدث هنا». ويردد الناس في هذه المنطقة الكلام نفسه.

استثمر مصطفى أوغلو قبل اندلاع الحرب 40 مليون دولار في مصنعين في سوريا قال إن عائداتهما السنوية 25 مليون دولار. ويخشى حاليا ضياع استثماراته مع تفسخ العلاقات التي ربطت الدولتين يوما ما ومثلت فرصة للاثنتين. وقال إنه كان يتوقع انجراف تركيا إلى الحرب بشكل أكبر، موضحا أن الدولة كان يجب عليها القيام بما هو أكثر من ذلك منذ البداية من خلال لعب دور الوسيط في النزاع. إنه يستعين حاليا بـ25 حارسا سوريا لحماية مصنعيه الخاليين ويعتمد على اتصالاته بالثوار وبمسؤولين في الحكومة السورية لضمان عدم تهدم المصنعين أثناء القتال.

وقد قال إن شقيقه كان يعتزم المخاطرة بالذهاب إلى حلب بمساعدة مهربين للاطمئنان على سلامة المصنعين. وقال «إنه استثمار بقيمة 40 مليون دولار، لا يمكنني أن أتركه هكذا». واستفادت هذه المنطقة من الانفتاح التجاري والثقافي على سوريا في عهد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصل حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه إلى السلطة عام 2002، وبدأ يدير دفة البلاد بعيدا عن الغرب وباتجاه العالم العربي. وكان الانفتاح على سوريا هو محور تلك الاستراتيجية، لكن في ظل عدم ظهور حل سريع للصراع على الساحة حاليا لا يبدو أن السكان المحليين أو الثوار يدعمون توجه تركيا نحو سوريا.

في مدينة أخرى هي مدينة كيليس، يقول مصطفى أوغلو إن سعر الغذاء وإيجارات الشقق ارتفع ارتفاعا حادا، وامتلأت المستشفيات التركية بسوريين إلى حد عدم وجود مكان للمواطنين في بعض الأحيان. لا يوجد طريق واحد يربط بين هذه المدن والبلدات والقرى التي تمتد شرقا وغربا على هذه المساحة الشاسعة، لكن تربطها المعابر الحدودية التي تعد بوابة التحديات المشتركة في المنطقة. كان أحد الثوار السوريين الذي قال إن اسمه أبو بشير منشغلا بمحاولة العثور على سائق سيارة أجرة بالقرب من معبر على أطراف كيليس بجوار معسكر للاجئين يضم آلاف السوريين حتى يقله هو وزملاءه إلى سوريا ليعودوا إلى القتال. ومن المفترض أنه سيترك زوجته وأبناءه الثلاثة هنا في أحد المعسكرات، وقال إنه كان ممتنا لهذه المساعدة التي تقدمها تركيا إليهم. وفي حين كان يتفاوض مع السائق، كان هناك مزارع يدعى داود بايرام أوغلو، يقف بالقرب منهم يبيع الشاي والبسكويت والسجائر ويخفي سخطه بداخله. وقال السيد بايرام أوغلو «لا أحب ذلك لأن هؤلاء الناس سيبقون هنا إلى الأبد، ويتسببون في مشاكل». وأضاف أن مزرعته أصبحت خالية من العنب والكرز بسبب اللاجئين السوريين، حتى إنه أصبح يجني 10 ليرات تركية فقط (5.50 دولار) يوميا من إعداد الشاي. وأوضح قائلا «نحن نظل نقول إنهم مسلمون وعلينا مساعدتهم، لكن أليس هناك مسلمون آخرون ليساعدوهم؟».

وفي قلب المدينة يلعب الرجال في مقهى بمتنزه الطاولة، ويشعرون بالقلق من الحرب. لقد قالوا إن نسيج المجتمع بدأ يتمزق مع وصول هذا العدد الكبير من السوريين. وارتفعت إيجارات الشقق، ولا يستطيع المواطنون الحصول على الرعاية الصحية بالقدر الكافي. بدت شكاواهم لا نهاية لها. وقال عثمان التينويماك، مصرفي متقاعد «مستشفى المنطقة واحد من أفضل المستشفيات في تركيا، لكنه لم يعد يحتمل تقديم الخدمة للمواطنين، فهو مليء بالرعب». وأكدت موظفة الاستقبال في المستشفى، التي رفضت ذكر اسمها لرفض مديرها ذلك، ما قاله عثمان، حيث أوضحت قائلة «يوجد الكثير من السوريين الذين يأتون كل يوم لتلقي العلاج لأنه مجاني. ولا يوجد مكان للمواطنين. إنها مشكلة كبيرة في تركيا».

مع ذلك تعد هذه المنطقة هي أهم منطقة للثوار المقاتلين ومركز رموز المعارضة السورية. بدا هذا في البداية هو عين ما أرادته الحكومة وهو منح الثوار ملجأ ليتمكنوا من التخطيط والاستراحة والتسلح على الأراضي التركية الآمنة، قبل أن يعود الثوار أدراجهم إلى سوريا، لكن تقوضت هذه الاستراتيجية أو هذا التخطيط المرحلي في ظل اقتراب الحرب أكثر من تركيا.

على أطراف بلدة أكاكال، حيث تم قتل مدنيين في قصف بقذائف الهاون، تمركزت دبابة تركية بجوار المعبر وماسورتها موجهة نحو سوريا. وظهر القناصة على سطح صومعة، في حين يرفرف علم الجيش السوري الحر على الجانب الآخر.

يقول محمد توكتيمور، الشاب ذو الأربعة وعشرين ربيعا الذي يجني رزقه من قيادة السيارات الأجرة عبر الحدود «عليهم الشعور بثقل تركيا. كان الرد فعلا جيدا». وفي واد على أطراف بلدة هاسيباسا، يشاهد الجنود الأتراك السوريين وهم يعبرون النهر الصغير بكل حرية، وكذا مناورات الشاحنات البيضاء التي يقودها أتراك على طريق ضيق مترب إلى حافة النهر حيث يجمعون الجرحى وينقلونهم إلى المستشفيات.

أصيب رجل كان يقود سيارة «رينو» بيضاء، يوم الأربعاء على المعبر المزدحم، عندما اصطدم بسيارة أخرى؛ ومرت نصف ساعة ولم ينقل من على الرصيف بينما يعاني من جروح في الصدر وينتظر سيارة الإسعاف التي استغرقت وقتا أكبر من المعتاد بسبب كثرة عدد السوريين الذين يحتاجون إلى رعاية صحية، على حد قول أحد مسؤولي الشرطة.

على الجانب الآخر كان الرجال يجتمعون لسبب آخر، حيث سقطت قذيفة على حقل مزارع قريب، لكنها لم تنفجر. وقال المزارع أحمد بهلوان «لقد طلبت الجيش. نحن ننتظر الآن وصول فرقة المفرقعات».

* شارك كل من سيبنيم أرسو في إعداد التقرير من أنطاكية في تركيا

* خدمة «نيويورك تايمز»

أردوغان: مجلس الأمن يكرر في سوريا الأخطاء التي أدت إلى مذابح البوسنة

أوغلو يتوعد بالانتقام إذا انتهكت سوريا حدود تركيا مجددا

بيروت: «الشرق الأوسط»

انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «لعجزه في مواجهة الأزمة السورية مع احتدام الحرب في أنحاء البلاد»، معتبرا أن «المجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى يكرر الأخطاء التي أدت إلى مذابح البوسنة في التسعينات»، فيما نقلت وكالات الأنباء عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله أمس إن «تركيا ستنتقم بلا تردد إذا انتهكت ثانية حدودها مع سوريا».

وقال أردوغان، في مؤتمر في إسطنبول حضرته شخصيات هامة بينها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتدخل في المأساة الإنسانية المستمرة في سوريا منذ 20 شهرا على الرغم من جهودنا جميعا»، متحدثا عن «اتجاه يشجع ويعطي الضوء الأخضر (للرئيس السوري) الأسد لكي يقتل عشرات أو مئات الأشخاص كل يوم». وتقود تركيا الدعوات المنادية بالتدخل في سوريا، بما في ذلك فرض مناطق حظر جوي باستخدام طائرات أجنبية لوقف الغارات الجوية التي تشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد. ويزداد انخراط تركيا في الأزمة بعدما اعترضت طائرة سوريا تحمل ما قالت إنها ذخيرة روسية الصنع للجيش السوري، مما أغضب موسكو ودمشق، بالتزامن مع انعدام وجود فرصة تذكر لأن تدعم الأمم المتحدة تحركا قويا بالنظر لمعارضة روسيا والصين عضوي مجلس الأمن اللذين يتمتعان بحق النقض «الفيتو». ويأتي تصريح أردوغان قبل لقاء متوقع بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، على هامش مؤتمر إسطنبول في وقت لاحق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي إن الإبراهيمي سيزور سوريا قريبا لمحاولة إقناع الأسد بالدعوة لوقف فوري لإطلاق النار.

دمشق تعلن استعدادها لتشكيل لجنة أمنية للتواصل المباشر بين سوريا وتركيا

الكردي لـ «الشرق الأوسط» : محاولة لإلزام أنقرة بعدم تقديم أي مساعدة للثوار.. ومروة: رسالة للمجتمع الدولي

بيروت: نذير رضا

أعلنت وزارة الخارجية السورية، أمس، استعداد دمشق لتشكيل لجنة أمنيّة للتواصل المباشر بين سوريا وتركيا حين تشهد الحدود بين البلدين توترا متصاعدا.

وأورد بيان صادر عن الخارجية السورية أنّ الوزارة ناقشت مع السفير الروسي في دمشق «استعدادها لإنشاء اللجنة لكي تتولى مهمة إيجاد آلية لضبط الأوضاع الأمنيّة على جانبي الحدود المشتركة في إطار احترام السيادة الوطنيّة لكل من سوريا وتركيا»، لافتا إلى أنّ موقف سوريا «يعكس ترحيبها بما أعلنه وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) أمام مجلس الاتحاد الروسي في العاشر من الشهر الجاري حول ضرورة إقامة آلية للتواصل الأمني المباشر بين سوريا وتركيا».

وتأتي «هذه المرونة» من دمشق، بعد تكرار حوادث القصف المتبادل على الحدود التركية السورية. ورأى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن الحكومة السورية «ما كانت لترضخ لولا شعورها بأن أمنها الخاص بات بخطر»، مشددا، في اتصال مع «الشرق الأوسط» على أن «التطور الميداني والإنجازات التي يحققها الجيش السوري الحر، يدفع النظام على الشعور بهذا القلق الوجودي». وأعرب عن اعتقاده أن النظام «يحاول عبر هذه اللجنة منع الجيش الحر من التقدم من المنطقة المحاذية للحدود التركية».

وأوضح الكردي أن النظام السوري «يحاول عبر هذه اللجنة الأمنية المشتركة إلزام الحكومة التركية بعدم تقديم أي مساعدة للثوار وللنازحين السوريين واللاجئين، حتى المعونات الإنسانية»، لافتا إلى أن هذه الخطة «يجري العمل عليها لإلزام أنقرة بها، بضمانات دولية».

وعما يُقال عن أن النظام يحاول، عبر هذه الاتفاقية، العودة إلى المناطق الحدودية التي فقد السيطرة عليها، قال الكردي: «هذا الاحتمال وارد أيضا، إلا أن عودتهم إلى المنطقة الحدودية، لن تكون أكثر من وجود تمثيلي، لأن النظام فقد السيطرة على المنطقة الحدودية، ولا وجود فاعل له فيها». وأشار إلى أن «الجيش الحر سيطر على مناطق سورية واسعة بمحاذاة المنطقة الحدودية مع تركيا»، مؤكدا أن سيطرة الجيش الحر «تصل إلى عمق 25 كيلومترا وأكثر في معظم المناطق في ريف اللاذقية وريف حلب وريف إدلب». وشدد على أن هذه الاتفاقية «التي يراد منها الحد من سيطرة الجيش الحر في المناطق»، تأتي نتيجة «شعور النظام المستمر بأن وضعه صعب».

من جهته، اعتبر مدير المكتب القانوني للمجلس الوطني السوري د. هشام مروة أن النظام «هو المستفيد الأول من اللجنة الأمنية، كونها تعيد أجهزته الأمنية، شكليا، إلى بعض المناطق الحدودية»، لكنه شدد على أن «هذه اللجنة الأمنية لا تعني استعادة سيطرته على المناطق المحررة».

وأوضح مروة لـ«الشرق الأوسط» أن «سعي النظام سياسيا وعسكريا لاستعادة نفوذه، لا يحقق النجاح المطلوب»، مشيرا إلى أن «تسيير دوريات مشتركة مع تركيا لا يعني عودته إلى المناطق المحررة».

ورأى مروة أنه «في ظل التوتر على الحدود، يبحث النظام السوري عن مخارج، إذ يحاول القول إنه لن يدخل في حرب إقليمية هو يتسبب بها، كون الجيش النظامي يتحرش بالجانب التركي من خلال قصف مناطق حدودية». وأشار إلى أن موافقته على المشاركة في اللجنة الأمنية «هي رسالة للمجتمع الدولي بأنه تواق للحل السياسي، ويذهب في هذا الاتجاه، ذلك أن ادعاء موافقته على الحل السياسي يكسبه المزيد من الوقت». وتساءل مروة: «هل من يتجه إلى الحل السياسي يواصل قتل شعبه وقصف المدن والآثار وإبادة مدن بحالها؟»، لافتا إلى أن الرسالة الأخيرة «مجرد ادعاء كاذب، لأن الواقع ينفي ما يقول، إذ اعتمد الحل العسكري، ويمضي به حتى النهاية».

الجيشان «النظامي» و«الحر» يتقاتلان للسيطرة على إدلب

30 ألف سوري يقيمون بالمدينة الجامعية في حلب وأكثر من 33 ألف قتيل منذ بدء الثورة

بيروت: ليال أبو رحال

تشكل محافظة إدلب قبلة أنظار النظام السوري والمعارضة السورية على حد سواء، حيث تقاتل كتائب «الجيش السوري الحر» ببسالة لإبقاء سيطرتها على مدن عدة في إدلب، تحديدا مدن معرة النعمان وسراقب وخان شيخون، نظرا لمواقعها الاستراتيجية، إذ تشكل معبرا إلزاميا على خط إمداد النظام السوري قواته العسكرية في حلب، كبرى مدن شمال سوريا، التي تشهد منذ نحو ثلاثة أشهر معارك يومية بين المقاتلين المعارضين وقوات النظام.

وتصدى مقاتلون في «الجيش الحر»، مساء أمس، لقوات وتعزيزات نظامية كانت متجهة إلى مدينة معرة النعمان، حيث أوقفوا رتلا عسكريا من نحو 40 آلية، بينها عشر دبابات وعربات مدرعة وشاحنات صغيرة مزودة برشاشات وباصات لنقل الجنود، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب معرة النعمان بمحاذاة بلدة حيش، حيث وقعت اشتباكات بين الجانبين.

ويحاول «الجيش الحر» اعتراض تعزيزات القوات النظامية التي تتقدم ببطء إلى حواجزها في معرة النعمان، بعدما سيطر الثلاثاء عليها باستثناء حاجز واحد على مدخلها ما زال تحت سيطرة القوات النظامية، بينما تسعى القوات النظامية إلى استعادتها لإعادة إحكام سيطرتها على الطريق السريع الذي يربط بين دمشق وحمص وحلب، للتمكن من تعزيز وجودها في مدينة حلب وتزويدها بالإمدادات.

وكان الطيران الحربي قد استهدف صباح أمس 22 مقاتلا سوريا معارضا خلال محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان والمحاصر منذ أيام. وأفاد المرصد السوري بأن «المعارضين السوريين يفرضون منذ أيام حصارا على معسكر وادي الضيف، القاعدة العسكرية الأكبر في منطقة معرة النعمان، الذي شهد محيطه أول من أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين».

وقال مصدر قيادي في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إنها «ليست المرة الأولى التي يتعقب فيها النظام الأسدي عناصر (الجيش الحر»)، فهو يفعل ذلك منذ أن بدأ باستخدام الطيران الحربي في معاركه اليومية»، لافتا في الوقت عينه إلى أن «قدرته باتت محدودة أكثر بعدما بدأ (الجيش الحر) باستخدام الرشاشات المضادة للطيران والقادرة على إبعاد الحوامات ودفعها للتحليق على مستوى مرتفع».

وأوضح المصدر القيادي أن «إصابة أكثر من 20 مقاتلا أمس، حصلت بعدما قلت الذخائر الموجودة معهم لا سيما المضادة للطيران، الأمر الذي دفع الحوامات للتحليق على مستوى منخفض وملاحقة عناصرنا، لكن ذلك لم يمنعهم من الاستبسال والتصدي لها عبر بنادق الكلاشنيكوف»، محذرا من «لجوء القوات النظامية إلى رمي براميل TNT في اليومين الأخيرين بحجم مضاعف من 500 إلى ألف كلغ تحديدا في إدلب».

وكانت بلدات وقرى سرمين وخان شيخون وموقة والعامرية وكفرمزدة وحيش وجبالا وكفرسجنة ومعرة حرمة والركايا والهبيط بريف إدلب، تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، رافقه تصاعد لأعمدة الدخان من المنطقة. كما استهدف قصف بطائرة حربية قرية معرشمشة المحيطة بمعسكر وادي الضيف.

في موازاة التطورات الميدانية، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن «عدد القتلى في سوريا وصل إلى 33 ألفا و82 شخصا، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد»، موضحا أن الضحايا «هم 23 ألفا و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا، و8 آلاف و211 من القوات النظامية». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد قوله إن «قرابة ألف شخص قتلوا في الأيام الخمسة الأخيرة»، موضحا أن «المعدل اليومي للقتلى في أكتوبر (تشرين الأول) بلغ 189 شخصا».

أما في حلب، فقد دارت اشتباكات عنيفة في حلب القديمة بين القوات النظامية و«الجيش الحر»، بينما تمكن الأخير من إسقاط طائرة حربية من طراز ميغ، في بلدة كفرناها الواقعة في ريف حلب، وبث ناشطون شريط فيديو يظهر تصاعد الدخان من الطائرة بعد استهدافها. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن القوات النظامية اقتحمت بلدة خان العسل بالتزامن مع قيامها بحملة دهم وحرق طالت منازل ناشطين، بينما تم تحويل منازل أخرى إلى ثكنات عسكرية. كما حلق الطيران الحربي على علو منخفض فوق مدينة الباب، في حين هزت انفجارات قوية المنطقة المحيطة بفرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، بالتزامن مع اشتباكات وإطلاق نار كثيف في المنطقة.

من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن القوات النظامية «دمرت 4 سيارات مزودة برشاشات دوشكا بمن فيها من الإرهابيين و6 سيارات محملة بالأسلحة والذخيرة على طريق الأتارب في حلب»، مشيرة إلى «تدمير مدفعي هاون ومقتل عشرات الإرهابيين في منطقة قسطل حرامي في حلب». ولفتت إلى «عمليات أخرى في باب الحديد ومحيط جامع النبي يوسف في خان العسل والجامع الأموي بالمدينة القديمة، وحول جامع حذيفة ببستان القصر وسوق الهال وسوق الفستق وباب أنطاكية، وعند جامع جمال في الكلاسة ودوار الصالحين».

من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في المدينة الجامعية في حلب، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن «نحو 30 ألف شخص بينهم عدد كبير من العائلات لجأوا إلى المدينة الجامعية»، بعدما «فروا من الاشتباكات في الأحياء التي يقيمون بها وتوزعوا على 18 من الوحدات العشرين في المدينة الجامعية».

ويبدي اللاجئون قلقهم من اقتراب فصل الشتاء، لا سيما أن زجاج غالبية الغرف في المدينة الجامعية محطم، إضافة إلى أن هذه الوحدات الجامعية ليست مؤهلة لاستقبال هذا العدد من الأشخاص. وتستضيف غرف مهاجع الطلاب، حيث من المفترض أن يقيم شخصان على الأكثر، عائلة أو اثنتين، يراوح مجموع أفرادهما بين خمسة وسبعة أشخاص، تحاولان العيش رغم ظروف الإقامة الصعبة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي العاصمة دمشق، استهدف قصف مدفعي عنيف أحياء القدم والعسالي والمادنية والسبينة والحجر الأسود، وقال ناشطون إن سحب الدخان تصاعدت من المنطقة. وأشار المرصد السوري إلى مقتل خمسة عناصر من «الجيش الحر» في بلدة عربين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة جسرين. وفي الغوطة الشرقية، أحرقت القوات النظامية مزارع عدة تمهيدا لفتح طريق لاقتحام بلداتها.

وفي محافظة حمص، تعرض حي الخالدية لقصف بقذائف الهاون، رافقته أصوات انفجارات هزت إرجاء الحي المحاصر، كما تعرضت مدينة القصير بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية. وذكر المرصد السوري أن «أكثر من 10 مواطنين أصيبوا بجراح، معظمهم أطفال، إثر القصف الذي تعرضت له قرية الزعفرانة بريف حمص. وشهدت المنطقة الحدودية مع لبنان قصفا بالطيران واشتباكات عنيفة جدا بالمدفعية، في موازاة نزوح نحو 70 عائلة سورية من بلدتي ربلة والقصير السوريتين».

في المقابل، أفادت وكالة «سانا» بمقتل «عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين في حي باب هود في حمص»، وبـ«قتل إرهابيين وتدمير سيارتين لهم في قرية تلدو بريف حمص». ونقلت الوكالة عن مصدر في المحافظة قوله «إن وحدة من قواتنا المسلحة تصدت ليل أول من أمس لمجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين وتقطع الطرقات في مدينة تلكلخ وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفها».

وفي اللاذقية، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة، عمار الحسن، لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر من «الجيش الحر» تمكنوا «من السيطرة على مركز للقوات النظامية في قمة النبي يونس كان يتولى القصف على قرى سلمى وجبل الأكراد»، لافتا إلى أنه «تم أسر عناصر المركز بعد السيطرة عليه وقتل عدد من الشبيحة».

وقال الحسن إن «الطيران الحربي ألقى براميل TNT متفجرة على قرى ناحية ربيعة وجبل التركمان»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية اقتحمت منزل عائلته بحثا عنه وعبثت بمحتوياته وأثاثه، وغادرت بعدما كالت الشتائم له».

أما في درعا، فقد اقتحمت القوات النظامية بلدة معربة وسط إطلاق رصاص كثيف، مما أوقع خمسة قتلى في صفوف القوات النظامية وعددا من الجرحى في صفوف المواطنين و«الجيش الحر»، في ظل نقص في الكادر الطبي من أجل علاج الجرحى المهددة حياتهم، وفق المرصد السوري. كما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة بصرى الشام.

من ناحيتها، ذكرت وكالة «سانا» أن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة على طريق عام خربة غزالة درعا، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد المجموعة». كما أفادت بأن «وحدة من القوات النظامية قضت على عدد من الإرهابيين عند جامع الروضة بحي الجبيلة». ونقلت عن مصدر بالمحافظة قوله إن «وحدة أخرى من قواتنا المسلحة دمرت سيارة مزودة برشاش دوشكا خلف القسم الخارجي بحي العمال، كما دمرت سيارة بيك آب تقل عددا من الإرهابيين على دوار الجبيلة بدير الزور وقضت على جميع من فيها من الإرهابيين».

على المعارضة السورية مواجهة المجموعات الإسلامية المتطرفة للانتقال من المأزق العسكري لحل سياسي

في أحدث تقرير نشرته «مجموعة الأزمات الدولية» في بروكسل:

بروكسل: عبد الله مصطفى

كي تنتقل المعارضة السورية من مأزق عسكري خطير إلى حل سياسي، ينبغي على المعارضة السورية المسلحة أن تفعل المزيد في مواجهة النفوذ المتنامي للمجموعات الإسلامية المتطرفة؛ وعلى أعضاء المجتمع الدولي المساعدة في ذلك من خلال تنسيق سياساتهم. جاء ذلك في أحدث تقرير نشرته في بروكسل مجموعة الأزمات الدولية، وتلقيناه عبر البريد الإلكتروني.

وجاء التقرير تحت عنوان «هل هو الجهاد؟ المعارضة الأصولية في سوريا», ويدرس الأسباب الكامنة وراء نشوء تيار سلفي قوي داخل المعارضة. ويستند التقرير بشكل واسع إلى المقابلات الشخصية وإلى الخطاب العلني للمجموعات المسلحة نفسها ليستكشف موقع السلفية داخل الطيف المتشدد، ويميز بين العناصر السلفية – الجهادية الأكثر تطرفا ونظرائهم في التيار الرئيسي للمعارضة، بالنظر إلى تحول المجتمع إلى مجتمع هش ومتداع، وحلول مأزق وحشي ومدمر ووجود مناخ استراتيجي بالغ الحساسية، فإن التوصل إلى فهم أكثر دقة للمعارضة المسلحة أمر بالغ الأهمية.

ويقول التقرير: «إن وجود مجموعات سلفية داخل المعارضة المسلحة يمثل اتجاها مؤذيا وضارا لا يمكن إنكاره، لكنه ليس بالضرورة غير قابل للعكس. لا يمكن إنكار الاختراقات التي حققتها السلفية منذ بداية الحركة الاحتجاجية؛ فقد كانت الظروف مواتية. كانت الانتفاضة متجذرة في فئة اجتماعية جاهزة ومفصلة على مقاس الدعاة السلفيين تتمثل في الطبقات الريفية المسحوقة التي هاجرت إلى بيئات حضرية تنزع السمة الشخصية عن الأفراد وبعيدة كليا عن شبكات الدعم التقليدية. مع تصاعد حدة العنف، تراجعت الآمال بالتوصل إلى نهاية سريعة للصراع، وتبين أن البدائل المتوافرة، والمتمثلة في المظاهرات السلمية، والقيادات المنفية، والإسلاميين المعتدلين، والتدخل الغربي، جميعها غير فعالة أو تشكل شيئا من الوهم، فإن كثيرين اندفعوا بشكل طبيعي نحو السلفية». ويقول بيتر هارلينغ، مدير مشروع سوريا، والعراق ولبنان في مجموعة الأزمات: «قدمت السلفية عناصر حاسمة تتمثل في سرد مقنع وجذاب وشعور قوي بالعمل من أجل هدف سام، والتمويل والذخائر من عرب الخليج المتعاطفين، والمقاتلين والخبراء من أوساط الجهاديين الذين قاتلوا في معارك أخرى. لكن إذا كانت السلفية قد نشأت من مأزق، فإنها أفضت إلى مأزق آخر. لقد برزت في وقت علقت فيه الأطراف الأخرى في المعارضة المسلحة في مأزق عسكري، لكنها فاقمت من الاستقطاب الحاصل في المجتمع، وذلك بتعميق الطبيعة الطائفية للصراع، وعززت حجج أولئك الذين تزعم أنها تحاربهم». ويضيف التقرير: «إلا أن الهيمنة السلفية على ميدان المعارضة ليس أمرا محتما، فسوريا ذات تاريخ عريق في الممارسات الإسلامية المعتدلة؛ وقد افتخرت دائما بالتعايش السلمي بين مختلف طوائفها. لقد رأى مواطنوها رأي العين التبعات الكارثية للصراع الطائفي حين التهمت الحرب الأهلية اثنين من جيرانها، لبنان أولا، ومن ثم العراق. وأخيرا، فإن كثيرين في المعارضة يدركون أن السلفية تضعف جاذبية المعارضة، وتخيف الأقليات السورية، وتشعر داعميها الأجانب، الفعليين والمحتملين، بالقلق.

ينبغي للمعارضة أن تواجه مسؤولياتها وتوقف الانزلاق نحو خطاب يزداد طائفية وتطرفا وتضع حدا للتكتيكات الوحشية.

وينطبق الشيء ذاته على أعضاء المجتمع الدولي الذين يسارعون إلى لوم المعارضة على انقسامها وانزلاقها نحو التطرف، وهما أمران أسهم انقسام المجتمع الدولي وضعفه في مفاقمتهما. طالما استمرت البلدان المختلفة في رعاية مجموعات مسلحة بعينها، فستنشأ حرب عروض ومزايدات، وسيتلاشى أي أمل في تنسيق جهود الثوار وكبح جماح العناصر الأكثر تطرفا في أوساطهم». ويقول روبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات: «لقد تركز جزء كبير من النقاش حول ما إذا كان ينبغي تسليح المعارضة.. وإذا تم تسليحها، فمن يسلحها؟ وبماذا؟ لكن هذه ليست القضية المحورية. القضية هي عقلنة وتنسيق الدعم المقدم للمعارضة والمساعدة على نشوء طرف محاور أكثر تنظيما وفعالية يشارك في التسوية المتفاوض عليها، التي لا بد مقبلة، إن عاجلا أو آجلا. حتى الذين يقفون مع النظام سيستفيدون إذا رغبوا في رؤية المأزق العسكري المدمر الراهن يتطور ليتحول إلى حل سياسي».

بين الكر والفر.. الجيش الحر يسيطر على 60% من البلاد.. ومراكز قوته في الشمال

قوات النظام تحاول فرض سيطرتها على الطرق الرئيسية في البلاد وتتمركز في محيط المدن والبلدات الصغيرة

لندن: «الشرق الأوسط»

تطلق قوات الجيش الحر في سوريا على المناطق التي تسيطر عليها اسم المناطق «المحررة»، لكنها في الواقع تتحول إلى مناطق «محاصرة» من قبل قوات النظام وهدف دائم للقصف المدفعي والجوي، إذ يعتبرها النظام مناطق تعج بـ«الإرهابيين والعصابات المسلحة» بينما يراها الثوار السوريون مناطق محاصرة من جيش «الاحتلال الأسدي».

ويوما بعد آخر تتسع رقعة المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات والتي تتعرض للقصف العنيف، في محيط المدن الكبرى، دون أن يتمكن النظام من تحقيق وعده بقرب الحسم العسكري، ودون أن يستقر حال أي منطقة، فهي حينا مناطق «مطهرة» وأحيانا كثيرة مناطق «محررة».

وقد يعلن النظام تطهير منطقة ما أكثر من مرة وبالأخص في محافظة ريف دمشق التي تطوق العاصمة، كمدينة دوما وبلدات الغوطة الشرقية والغربية وأحياء دمشق الجنوبية والشرقية، والذي يعني اجتياحها وتنفيذ عمليات عسكرية واسعة فيها وارتكاب مجازر وحشية وتدمير أكثر من 60% منها بهدف إخماد التمرد فيها، لكن ذلك لا يمنع عودة التمرد إليها أشد وأعنف، إذ يتجدد محملا بروح الانتقام للمجازر الوحشية التي ارتكبتها قوات النظام خلال الاجتياح، بل إن أعدادا أكبر من المدنيين ينضمون للجيش الحر بالإضافة لانشقاق المزيد من جنود النظام، وهو ما عبرت عنه لافتة رفعت في مظاهرة خرجت في حلب تتوجه للرئيس بشار الأسد بالقول: «شخص قتل أهله ودمر بيته وقطع رزقه ماذا يبقى له سوى التطوع في الجيش الحر؟».

ومع انعدام توازن القوى بين جيش حر لا يمتلك سوى السلاح الخفيف والمتوسط، وجيش نظامي يستخدم كل أنواع السلاح المدفعي والجوي، تصبح الحاضنة الشعبية هي نقطة القوة والارتكاز للجيش الحر، لكنها أيضا سبب إطالة أمد الصراع، فلا يمكن لأي طرف الانتصار، فالجيش الحر يقاتل ضمن عائلاته ومحيطه الاجتماعي ويحوله إلى هدف للقصف والتدمير، وجيش النظام لا يمكنه شن حرب إبادة تطال الآلاف في ضربة واحدة، فتراه يقوم بمجازر وعمليات ترويع تهدف إلى إخلاء المناطق ومن ثم ضربها بالبراميل المتفجرة لتدمير بنيتها التحتية بحيث يمنع عودة السكان إليها، فتتحول إلى مناطق خراب، ومؤخرا عمد النظام إلى طريقة تفخيخ المباني وهدمها بالكامل لا سيما في أحياء دمشق بحجة إزالة العشوائيات وشق طرق وتوسيع أخرى في مخطط تنظيمي مزعوم شمل المناطق الثائرة في أحياء مزة بساتين وكفرسوسة والقدم والحجر الأسود والعسالي والتضامن والمخيم والميدان وبرزة، وبث ناشطون فيديوهات تظهر عملية هدم مبان من عدة طبقات بعد تفخيخها. ويقول ناشطون: «إن النظام يلجأ إلى هذا الأسلوب بهدف تغيير ديموغرافية المناطق الثائرة والقضاء على الحاضنة الشعبية للثورة والجيش الحر».

ويظهر هذا حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، حيث يطال القصف الجوي والمدفعي العنيف المناطق التي نزح عنها معظم السكان ويجري تدمير غالبية البيوت والمساكن وتسويتها بالأرض، وذلك عبر استخدام البراميل المحشوة بالمتفجرات، ويقول ناشطون إن «هذه البراميل غير مكلفة بالصنع ولكنها تحدث أثرا تدميريا واسعا بالبيوت. والمناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر هي الأكثر عرضة للقصف بتلك البراميل وغيرها من أنواع القذائف الصاروخية والمدفعية وسط حالة حصار خانق يمنع وصول الغذاء والدواء مع قطع للكهرباء والماء»، ومع ذلك يمكن القول إن المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الحر تتسع طردا مع اشتداد شراسة النظام والطوق يضيق على النظام في العاصمة دمشق بينما يتمدد الجيش الحر شمال البلاد باتجاه الشرق والغرب ويتقدم في أحياء حلب عاصمة الشمال. وبحسب مصادر في المعارضة فإن النظام لا يسيطر إلا على 30% من البلاد، فيما تشير معلومات الجيش الحر إلى أنه يسيطر على 60% من البلاد وبالأخص في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وترتفع ليلا لتصبح 90%. ومنذ أكثر من عام لوحظ أن قوات النظام تحاول فرض سيطرتها على الطرق الرئيسية في البلاد وتتمركز في محيط المدن والبلدات الصغيرة، وتحاول التغلغل فيها نهار من خلال شن حملات مداهمة، لتتراجع مساء إلى المحيط، وفي الأشهر الأخيرة فقدت قوات النظام السيطرة على معظم طرق البلاد ليلا، وبالأخص الطرق في محافظات حمص وحماه وإدلب وحلب ودير الزور والقامشلي، كما أن الحواجز التي يقيمها النظام على الطرق الرئيسية هدف دائم لمقاتلي الجيش الحر، لذلك بات من المألوف انعدام الإنارة على الطرق الرئيسية ليلا، كما يمنع السائقن وأصحاب السيارات الخاصة من استخدام أنوار السيارات وإلا تعرض للهجوم من أي طرف، عدا عن نشاط عصابات السرقة والخطف ليلا، ولا تجرؤ قوات النظام على التحرك ليلا أو دخول أي منطقة سكنية من دون غطاء ناري نهارا.

ومن الصعب فهم خريطة السيطرة في البلاد وتحديدها بدقة لأنها متبدلة على مدار الساعة، إلا أنه يمكن القول إن قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر يتقاسمون السيطرة على الأراضي السورية. بعد مرور أكثر من ثمانية عشر شهرا من الثورة. فشمال البلاد يسيطر الجيش الحر على قطاعات كبيرة من الأراضي خاصة المحاذية للحدود مع تركيا. وما زال القتال مستمرا في حلب، أكبر مدينة سوريا والعاصمة الاقتصادية للبلاد. حيث يسيطر الجيش الحر على أكثر من 60% من المدينة في أحياء: السكري، بستان القصر، الكلاسة، الفردوس، الميسر، الشعار، صلاح الدين، سيف الدولة، الأعظمية، باب النيرب، قاضي عسكر، الصاخور، مساكن هنانو الحيدرية، الهلك، بستان الباشا، كرم الجزماتي.. كما يسيطر على مناطق واسعة من بلدات ريف حلب.

وفي الشمال الغربي يسيطر الجيش الحر على مدينة إدلب وريفها وكل المعابر الحدودية مع تركية، معبر تل أبيض وباب السلام وباب الهوا بالإضافة للسيطرة على قرية خربة الجوز، ما عدا معبر كسب في محافظة اللاذقية والذي بقي تحت سيطرة النظام، وما زال الجيش الحر في إدلب وحلب يحقق تقدما في السيطرة على مزيد من المناطق والقرى في الريف الشمالي لمحافظات حلب وإدلب وحماه واللاذقية، مع سيطرة كاملة على مدينة إدلب و60% من مدينة حلب، ما يؤهل تلك المنطقة لتكون منطقة عازلة، سيما أن الجيش الحر تمكن خلال الأسبوع الماضي من السيطرة على مدينة معرة النعمان الواقعة على الطريق العام بين مدينتي دمشق، وحلب حيث تدور معارك دامية منذ العشرين من يوليو (تموز). وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب، على الطريق الدولي بين دمشق وحلب الذي يعد واحدا من أهم خطوط الإمداد لقوات النظام في الشمال والشمال الغربي، ويسيطر الجيش الحر على سراقب.

شرقا تقول مصادر في المعارضة إن أكثر من ثلثي محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق خارج سيطرة الحكومة. ويقولون الشيء نفسه عن مدينة دير الزور، التي يعيش فيها نحو 600 ألف شخص. وهناك يسيطر الجيش الحر على معظم الطرق الدولية المارة في البادية نحو حقول النفط، والتي توقفت على العمل بشكل نهائي. وإلى الشمال، حول القامشلي، انتقلت السيطرة إلى أيدي جماعات كردية سورية بعضها متحالف مع حزب العمال الكردستاني في تركيا، ويشار إلى أن تلك المناطق هي الوحيدة التي خرجت من سيطرة النظام ولم تتعرض للقصف والحصار من قبل قوات النظام، وأن النظام وجد مصلحة في ترك السيطرة لحزب العمل الكردستاني لمضايقة تركيا وللتضييق على المعارضين هناك.

وفي العاصمة دمشق ما يزال النظام يحكم قبضته على قلب العاصمة، من خلال تقطيعها إلى مربعات أمنية، وأيضا خنق مداخلها بحواجز أمنية كبيرة تمكنه من عزلها عن الريف والأحياء الساخنة بسرعة كبيرة، وأحيانا يتم ذلك عدة مرات في اليوم الواحد، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع عمليات هجوم وتفجير على مراكز قوات النظام في قلب العاصمة آخرها استهداف بناء القضاء العسكري في المزة وقبله ثلاث عمليات استهدفت مقر الأركان العامة وعملية استهدفت مقر الأمن القومي. كما تتعرض كل المقرات الأمنية داخل المدينة لهجوم سريع من قبل مقاتلي الجيش الحر حيث يجري تبادل إطلاق نار سريع تحت جنح الليل. وعلى الرغم من العمليات العسكرية الشرسة التي قامت بها قوات النظام لدحر مقاتلي الجيش الحر من أحياء أطراف العاصمة وريفها، فإنها عادت لتتجدد الأسبوعين الماضيين وعلى نحو أعنف، وكل يوم هناك اشتباكات عنيفة يليها قصف مدفعي شديد على مناطق القدم والحجر الأسود والعسالي والتضامن ومخيم اليرموك ومناطق وبلدات الغوطة الشرقية ودوما، حيث أعلن الجيش الحر سيطرته على كتيبة الدفاع الجوي، وبث ناشطون فيديو يظهر استيلاء مقاتلي الجيش الحر على الكتيبة ومنظومة السلاح الجوي وكميات كبيرة من الذخائر. ويسيطر الجيش الحر على عدة بؤر في الكثير من الضواحي والبلدات الواقعة في الغوطة الشرقية.

وفي وسط البلاد تعتبر حمص عاصمة الثورة ومركزها، بعدما انقسمت إلى أحياء تحت سيطرة الجيش الحر وعددها ثلاثة عشر حيا أهمها: حمص القديمة، جورة الشياح، الحميدية، الخالدية، البياضة، دير بعلبه وغيرها، وأحياء هادئة نسبيا منها الوعر وطريق الشام وأحياء موالية: الزهرا والنزهة وكرم شمشم. وما تزال الاشتباكات دائرة هناك في محاولة للنظام لاقتحام حي الخالدية الذي يعتبر معقل الجيش الحر بعد اقتحام قوات النظام لحي بابا عمرو في فبراير (شباط) الماضي بعد قصف عنيف استمر نحو شهر كامل، مع الإشارة إلى أن الجيش الحر بدأ العودة إلى حي بابا عمرو.

في ريف حمص يسيطر الجيش الحر على مدن وبلدات الرستن وتلبيسة والقصير وتتعرض لقصف متواصل، والأسبوع الماضي بدأت قوات النظام هجوما عنيفا في القصير للسيطرة على المناطق غرب العاصي بالمشاركة مع مقاتلين من حزب الله، بهدف الاستيلاء على الطريق الدولي القصير – ربله المؤدي للأراضي اللبنانية، لإحكام الحصار على منطقة القصير ومدينة حمص، ولمنع وصول إمدادات عن طريق لبنان، وجاءت هذه العملية الضخمة لاقتحام منطقة القصير من ثلاثة محاور اثنين من جانب الحدود مع لبنان والآخر من جهة حمص، بالتزامن مع محاولة اقتحام حي الخالدية حيث جرت هناك معارك شرسة بالتزامن مع معارك شرسة جدا في قرى الزراعة وجوسيه في منطقة، كما تعرضت المدينة والريف لأعنف قصف منذ بدء الحصار على المدينة منذ نحو ثمانية أشهر. ورجح ناشطون أن يكون هذا الهجوم لتعويض فقدانه السيطرة في شمال البلاد، وللحد من امتداد سيطرة الجيش الحر نحو العاصمة. حيث ما زال النظام يسيطر على طريق حمص – القصير وطريق حمص دمشق، في حين يستخدم الجيش الحر طرقا زراعية لإدخال المعونات الغذائية والأدوية الإسعافية للمشافي الميدانية في تلك المناطق.

وفي القلمون يسيطر الجيش الحر على مناطق الجرد المحيطة بمدينتي النبك ويبرود وجيرود، وهي المناطق التي تشهد عمليات هجوم على القوافل العسكرية لدى مرورها على الخط الدولي دمشق – حمص. كما أن هذه المنطقة تحوي طرق الإمداد للمناطق الوسطى. كما تعتبر من أكثر المناطق التي تشهد عمليات خطف طلبا للفدية. في الوقت الذي تعد فيه مدينتا النبك ويبرود أكثر المناطق استقطابا للنازحين من محافظة حمص. وما زال النظام يتعامل معها بحذر.

في الجنوب، غالبية مناطق محافظة درعا تحت سيطرة الجيش الحر، بينما يسيطر الجيش النظامي على الطريق الدولي دمشق درعا عمان خلال النهار، من خلال حواجز عسكرية ضخمة تتركز في محيطها أعداد كبيرة من قوات النظام، التي تحيط بالبلدات من الخارج وتقصفها باستمرار.

أما محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية فما تزال تحت سيطرة النظام وتعد من المناطق الهادئة نسبيا وأحد أهم مقاصد النازحين من المناطق الساخنة.

المحافظات الساحلية السورية وهي المناطق الهادئة، لتركز غالبية مؤيدي النظام فيها في محافظتي طرطوس واللاذقية، حيث تتركز الطائفة العلوية مع المسيحيين والمسلمين السنة. تحت قبضة حديدية للشبيحة من أبناء المنطقة وقوات النظام. ويظن الكثير من السوريين أن النظام إذ يسعى لتقسيم البلاد فهو يخطط لإقامة دويلته العلوية في تلك المناطق.

تأجيل اجتماع المجلس الوطني السوري في قطر إلى مطلع نوفمبر المقبل

غليون لـ «الشرق الأوسط»: مهلة 10 أيام كافية للوصول إلى صيغة عن وحدة المعارضة

بيروت: نذير رضا

أكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري ورئيس مكتبه السياسي الدكتور برهان غليون، أن إرجاء اجتماع المجلس الذي كان مقررا هذا الأسبوع في الدوحة إلى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل «يعود إلى ارتفاع عدد طلبات الانتساب، فضلا عن محاولة إيجاد صيغ مختلفة للتعبير عن وحدة المعارضة السورية».

وذكرت وكالة «رويترز» أن المجلس الوطني السوري المعارض أعلن عن تأجيل مؤتمر لتوحيد المعارضة كان مقررا في قطر في 15 من الشهر الجاري إلى أن تتمكن من الاتفاق على تمثيل عادل للجماعات المختلفة. ويهدف المؤتمر إلى إعادة تنظيم «المجلس الوطني السوري وضخ دماء جديدة في التكتل».

وأوضح غليون لـ«الشرق الأوسط» أن السبب الرئيسي لتأجيل الاجتماع هو «تلقي لجنة إعادة هيكلة المجلس المؤلفة من 7 أشخاص عددا كبيرا جدا من طلبات الانتساب الجديدة التي لا يستطيع المجلس استيعابها، مما خلق شيئا كبيرا لا يمكن تبريره»، مشيرا إلى أن عدد أعضاء المجلس الموسع سيكون 400 عضو، لكن «تلقي اللجنة مائتي طلب انتساب فوق هذا العدد، كان السبب الأول لتأجيله».

أما السبب الثاني لتأجيل الاجتماع، فيعود إلى المناخ السائد بأن المعارضة السورية منقسمة. وقال غليون: «يفترض أن يعمق أطراف المعارضة السورية مباحثاتهم للخروج من المناخ السائد بأن المعارضة منقسمة، أو أنها غير قادرة على الوصول إلى عمل مشترك». وأوضح أن «مهلة 10 أيام تقريبا ستكون مهلة كافية لمحاولة إيجاد طريقة لتجاوز هذا الوضع السائد، والقيام بعمل يعبر عن وحدة المعارضة».

وإذ أشار غليون إلى أن أطرافا كثيرة ستنضم إلى المجلس الموسع منها «شخصيات من منظمات المجتمع المدني، وأخرى تمثل أطرافا سياسية ليست ممثلة في المجلس الحالي»، أكد أن «تجاوز مناخ الانقسام ليس مرتبطا بعدد الأشخاص وتنوعهم فقط، بل بإيجاد صيغ مختلفة للتعبير عن وحدة المعارضة السورية».

من جهته، أكد أمين سر الأمانة للمجلس أنس العبدي، أن التأجيل يأتي «لإقرار صيغة توسيع المجلس بعد ورود عدد كبير جدا من طلبات الانتساب».

وقال العبدي لوكالة الصحافة الفرنسية: «اتخذت الأمانة العامة قرارا بتأجيل الاجتماع أسبوعين على الأقل حتى مطلع نوفمبر، على أن يتم الإبقاء على اجتماعات الأمانة العامة المقررة في الدوحة في 15 و16 أكتوبر (تشرين الأول)».

وأضاف العبدي: «تجتمع الهيئة العامة من أجل إقرار إعادة هيكلة المجلس الوطني وتجديد هيئاته ومكاتبه، بالإضافة إلى وضع خطة استراتيجية كبرى لعمل المجلس والثورة السورية». وأوضح أن السبب الرئيسي للإرجاء هو أن لجنة إعادة هيكلة المجلس «تلقت عددا ضخما من طلبات الانتساب أكثر مما كان متوقعا من مكونات مختلفة، من الحراك الثوري والمجتمع المدني وتيارات سياسية، للانضمام إلى المجلس الموسع». وأشار إلى أن هذه الطلبات «تتطلب دراسة بعناية من أجل الوصول إلى تمثيل موضوعي داخل المجلس يأخذ بالاعتبار كل المكونات وكوتا للمرأة والتنوع».

وأكد العبدي أن إعادة هيكلة المجلس والعمل على وضع نظام داخلي جديد له «يكسب المجلس فاعلية وتمثيلية أكبر». وأوضح أن توحيد المعارضة سيتم على مرحلتين: المرحلة الأولى إعادة الهيكلة التي يفترض الانتهاء منها في الاجتماع المقبل للهيئة العامة بهدف أن يضم المجلس «أكبر عدد من المنضوين تحت أهداف الثورة السورية». والمرحلة الثانية تقوم على «التنسيق مع الأطراف التي لا تريد الانضمام إلى المجلس من أجل توحيد الرؤية حول مستقبل سوريا».

بدوره، قال عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا، إن «المؤتمر تأجل لمدة أقصاها عشرة أيام وسيكون اجتماعا كبيرا»، مشيرا إلى «ضرورة الاستعداد وتحقيق توازن بين الجماعات المختلفة».

الثوار يسقطون مقاتلة “ميغ” ويسيطرون على قاعدتين عسكريتين وأنقرة تتوعد بالانتقام إذا انتهكت حدودها

الإبراهيمي يسوّق نشر قوة “يونيفيل” دولية في سوريا

كشف موقع صحيفة “الدايلي تليغراف” البريطانية أن الموفد الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي يبحث مع الدول المؤثرة دولياً وإقليمياً، نشر قوّة من 3 آلاف جندي في سوريا على غرار قوات “اليونيفيل” الدولية العاملة في جنوب لبنان.

تفاصيل خطة الابراهيمي كشفت إثر وصوله الى تركيا أمس في محاولة لتخفيف التوتر مع نظام بشار الأسد، الذي شبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المجازر التي يرتكبها بمجزرة سربرنيتشا، منتقداً مجلس الأمن لإخفاقه في الملف السوري في تكرار للأخطاء التي أدت الى مذابح البوسنة في التسعينات من القرن الماضي.

ومع تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا ستنتقم من دون تردد إذا انتهكت حدودها الجنوبية، شوهدت دبابات عسكرية سورية قرب الحدود التركية وهي تسير على الطرق المؤدية الى بعض القرى مع تحرك عسكري مقابل للدبابات والمدفعية التركية على التلال المشرفة على الحدود الجنوبية، رافقه نشر فريق صواريخ “ستينغر” الأميركية التابع للجيش التركي لمواجهة أي تهديد جوي سوري محتمل.

ميدانياً، أسقط مقاتلون سوريون معارضون أمس طائرة حربية من طراز “ميغ” كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي حيث تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة، كما سيطروا على قاعدتين عسكريتين تابعتين لقوات النظام واحدة في محافظة حمص والأخرى قرب دمشق.

وفي عود إلى تفاصيل خطة الابراهيمي التي كشفت بعض خيوطها أمس إثر وصوله الى تركيا في محاولة لتخفيف التوتر بينها وبين جارتها الجنوبية، نقلت الصحيفة البريطانية الواسعة الانتشار في موقعها على الانترنت عن ديبلوماسيين، أن الابراهيمي الذي يناقش خطته بهدوء مع الأطراف الدولية المختلفة، استثنى الولايات المتحدة وبريطانيا من تلك القوة المزمع مناقشة تفاصيل نشرها للفصل بين المتقاتلين على الأرض السورية، لحساسية موقف الدولتين بسبب انخراطهما أخيراً في حربي العراق وأفغانستان.

وبعد استثناء الدول الافريقية لضعف قواتها وخبراتها في هذا المجال ومعها الدول العربية المجاورة التي في معظمها تقف في الصف المعارض لنظام بشار الأسد، لجأ الابراهيمي الى الدول التي تساهم في قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، ولا سيما ايرلندا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا وايطاليا التي يتوقع لها أن تؤدي دوراً رئيساً في قوة سلام محتملة تعمل لإنهاء الأزمة السورية على الأرض بسبب خبرتها الكبيرة في هذا المجال.

وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة إن هذه الخطة تناقش بشكل “جدي جداً” مع الأطراف المعنية، علماً بأنها تتطلب تفويضاً واضحاً بهذا الخصوص من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

يُشار الى أن الابراهيمي سيزور دمشق قريباً حيث يتوقع أن يطلب من الجانب السوري إعلاناً لوقف النار يتيح مناقشة مثل هذه الخطة، علماً بأنه لا يحصر احتمالات إنهاء الأزمة بهذه الخطة التي قد لا تؤتي ثمارها على المدى القريب.

وفي اسطنبول، انتقد رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس، لعجزه في مواجهة الأزمة السورية مع احتدام الحرب في أنحاء البلاد، قائلاً إن المجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى يكرر الأخطاء التي أدت الى مذابح البوسنة في التسعينات.

وقال اردوغان في مؤتمر في اسطنبول حضرته شخصيات مهمة بينها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتدخل في المأساة الإنسانية المستمرة في سوريا منذ 20 شهراً برغم جهودنا جميعاً. هناك اتجاه يشجع ويعطي الضوء الأخضر للأسد لكي يقتل عشرات أو مئات الأشخاص كل يوم”.

وأضاف إن نظاماً يسمح لدولة أو دولتين بمنع التدخل في أزمة إنسانية خطيرة كتلك، نظام ظالم بطبيعته وستصبح حالة سوريا مماثلة إلى حد كبير لحالة البوسنة في التسعينات كعنوان لفشل الأمم المتحدة. وتابع “إنه لأمر محزن أن تكون الأمم المتحدة عاجزة اليوم مثلما كانت قبل 20 عاماً عندما كانت تشهد ذبح مئات الآلاف في البلقان والبوسنة وسربرنيتشا”.

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا ستنتقم بلا تردد إذا انتهكت ثانية حدودها مع سوريا.

وكان داود أوغلو يتحدث بعد اجتماع في تركيا مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله حول الأزمة السورية.

وقال داود أوغلو “رد تركيا أمر حتمي في ما يتعلق بالدفاع عن النفس والردع. ولهذا نقوم بالرد. تركيا سترد إذا انتهكت ثانية حدودها مع سوريا وإذا شعرنا أن الأمن الوطني التركي معرض للخطر”، وأضاف أن حدود تركيا مع سوريا مهمة أيضاً لحلف شمال الأطلسي قائلاً إن أمن حدود بلاده هو أمن الحلف.

والتقى وزير الخارجية التركي بمبعوث الأمم المتحدة الخاص الاخضر الابراهيمي على هامش مؤتمر في اسطنبول لبحث الأزمة السورية.

وأكد داود أوغلو “إذا وقعت انتهاكات مماثلة للحدود ثانية وشعرنا أن الأمن القومي لتركيا مهدد فإننا سننتقم من دون تردد”.

واستقبل الرئيس التركي عبد الله غول في اسطنبول أمس المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، وجرى اللقاء في قصر الرئاسة في طرابيه باسطنبول واستغرق نحو الساعة بعيداً عن وسائل الإعلام.

عسكرياً، شوهدت دبابات عسكرية سورية قرب الحدود السورية – التركية اليوم السبت وهي تسير على الطرق المؤدية الى القرى الحدودية.

كما عززت القوات المسلحة التركية وجودها على طول الحدود الممتدة لمسافة 900 كيلومتر ونشرت أعتدة عسكرية ومدفعية على التلال المطلة على الجانب السوري.

وذكرت صحيفة “صباح” التركية أمس، أن فريق صواريخ “ستينغر” الأميركية المكون من 70 شخصاً انتقل إلى الحدود السورية للتصدي ومواجهة التهديدات الجوية السورية المحتملة.

وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ “ستينغر” تستخدم ضد الطائرات المروحية والحربية التي تحلق بارتفاع منخفض، مؤكدة أن الاستعدادات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا تحولت إلى درجة اللون الأصفر الأوسط من ثلاث درجات هي الأخضر والأصفر والأحمر، بعد أن وصلت 25 طائرة حربية طراز “أف 16” من قواعد جوية مختلفة غرب تركيا إلى قاعدة ديار بكر، إضافة إلى وصول 60 دبابة ليصل مجموع عدد الدبابات المنتشرة على الحدود التركية – السورية إلى 250 دبابة.

وأكد محللون عسكريون بحديثهم الخاص لصحيفة “راديكال” التركية أمس أن أسباب زيادة التحركات والاستعدادات العسكرية على الحدود مع سوريا لكي تكون قوة رادعة ضد قوات النظام السوري، وإذا لزم الأمر ستخوض تركيا هذه الحرب للدفاع عن أراضيها أو لهدف إنشاء منطقة عازلة بالجانب السوري.

ميدانياً، سيطر مسلحون سوريون معارضون أمس على قاعدتين عسكريتين من أيدي قوات النظام واحدة في محافظة حمص والأخرى قرب دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن المسلحين سيطروا على قاعدة في بلدة ديرفول قرب مدينة الرستن التي يسيطر عليها المسلحون، وأضاف أن المقاتلين سيطروا على “كتيبة للدفاع الجوي في بلدة ديرفول قرب مدينة الرستن بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح اليوم (أمس) وأسفرت عن سقوط خسائر بشرية بصفوف الطرفين”، كما سيطر المسلحون على “كتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة العتيبة بريف دمشق بعد اشتباكات عنيفة استمرت نحو 8 ساعات”. وقال إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل “ما لا يقل عن 15 من قوات النظام واستشهاد ما لا يقل عن ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة”.

وصرح متحدث باسم المسلحين في محافظة حمص قاسم سعد الدين عبر الانترنت أن السيطرة على ديرفول ستساعد المسلحين على فك الحصار عن حمص “لأنها وفرت لنا ذخائر جديدة”. وأسقط مقاتلون سوريون معارضون أمس طائرة حربية قرب قرية في ريف حلب كبرى مدن شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وضابط منشق.

وقال المرصد “أسقط مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة طائرة حربية كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها” في ريف حلب الغربي، مشيراً الى أن المنطقة “تشهد اشتباكات عنيفة”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “المرجح أن المقاتلين استخدموا رشاشات مضادة للطائرات من عيار 23 مم لإسقاط هذه الطائرة”.

ونقل صحافي في “فرانس برس” عن ضابط منشق في بلدة اطمة السورية القريبة من الحدود التركية، تأكيده أن المقاتلين المعارضين أسقطوا طائرة حربية من طراز “ميغ” على مسافة نحو 12 كيلومتراً الى الغرب من حلب.

وبث ناشطون على الانترنت شريطاً يظهر جمعاً من الأشخاص يتحلقون حول ما يبدو أنه ذيل الطائرة الذي يحترق على قارعة طريق يشق سهلاً واسعاً. كما تظهر في الشريط آثار حريق في أجزاء من هذا السهل محيطة بذيل الطائرة.

وسمع صوت المصور وهو يقول “هذه طائرة (..) بشار الأسد التي تم إسقاطها في ريف حلب الغربي”، إضافة الى صوت طلقات نارية في الهواء.

وفي شريط آخر، يظهر جانب غير محترق من الذيل وعليه الرقم 2116، ويسمع المصور وهو يقول “إسقاط طائرة ميغ قرب كفرناها” إضافة الى رشقات نارية ابتهاجاً، كما تظهر في الشريط أجزاء من حطام الطائرة وهي تحترق بعد تحطمها. ونسب المصور إسقاط الطائرة الى “كتائب نور الدين الزنكي”.

وارتفعت حصيلة شهداء سوريا أمس الى 125 شهيداً بينهم نساء وأطفال وأفراد من الجيش الحر، واحد واربعون شهيداً في دمشق وريفها، سبعة عشر شهيداً في إدلب بينهم عائلة من ثمانية أفراد أعدموا ميدانياً في حيش، سبعة عشر شهيداً في حلب، ثلاثه عشر شهيداً في دير الزور تسعة منهم في قصف حي الحميدية، ستة عشر شهيداً في درعا، عشرة شهداء في حماة، ثمانية شهداء في حمص بينهم أربعة شهداء في قصف على تشييع بريف دمشق، شهيدان في اللاذقية، وشهيد في الرقة.

وهاجم الجيش السوري الحر أمس رتلاً من الدبابات كان متوجهاً الى معرة النعمان في محاولة لاستردادها،

وقرب العاصمة دمشق قتل ثمانية أشخاص بينهم طفلة وامرأتان وأصيب 13 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان “استشهد ثمانية مواطنين بينهم طفلة وسيدتان وأصيب نحو 13 بجراح بعضهم بحالة خطرة وذلك اثر انفجار سيارة لدى مرور مظاهرة في مدينة النبك الواقعة على طريق دمشق حمص الدولي” في محافظة ريف دمشق.

واستمر أمس القصف الذي تقوم به مدفعية النظام وطائراته لقرى ومدن ريف دمشق.

(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، لجان التنسيق المحلية،

“الدايلي تليغراف”)

 انفجار بدمشق وإسقاط طائرة بريف حلب

                                            انفجرت سيارة مفخخة وسط طريق المزة بالعاصمة السورية دمشق صباح اليوم الأحد، مما أدى إلى تدمير أجزاء من المباني المحيطة بمكان الانفجار وجرح بعض الأشخاص. كما تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من إسقاط طائرة ميغ بحلب. في حين قتل 151 شخصا أمس السبت معظمهم في إدلب وحماة ودمشق.

وأفاد شهود عيان بأن الانفجار الذي سمع دويه فجر اليوم في دمشق استهدف تجمعا لعدد محدود من سيارات “الشبيحة” بينهم سيارات تعود ملكيتها لأحد أبناء عائلة الأسد.

وأضاف الشهود أن الانفجار استهدف أحد المقاهي، وأن شدته أدت إلى إلحاق أضرار مادية ببعض المباني المحيطة التي يمتلكها مسؤولون في الحكومة والنظام.

وكانت سيارات الشبيحة -التي اعتادت الوقوف في هذا المكان- ترفع صور الرئيس بشار الأسد وتضع مكبرات صوت كبيرة تصدح منها أغان تمجده ونظامه، ويتم حراستها بقوة السلاح ويشاهدها كل من يمر في أشهر طريق سريع بالعاصمة السورية.

ولم يؤكد إن كان سقط قتلى، لكن الأهالي وشهود العيان أكدوا وجود عدد من الجرحى في مكان الانفجار.

إسقاط طائرة

في سياق متصل قال ناشطون سوريون إن مقاتلي الجيش الحر أسقطوا طائرة ميغ فوق بلدة كفر ناها بريف حلب. وأضاف الناشطون أن عناصر الجيش الحر أسقطوا الطائرة بأسلحة خفيفة بينما كانت تغير على الريف الغربي للمحافظة.

ويعد ذلك الهجوم هو الأخير ضمن سلسلة من إسقاط طائرات حربية أعلن عنها الجيش الحر في الأيام الماضية.

أما في حمص، فقال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على موقع لكتيبة دفاع جوي تابعة للجيش النظامي السوري في قرية دير فول شرقي مدينة الرستن.

كما أفادت لجان التنسيق المحلية بأن عناصر من كتيبة الفاروق التابعة للجيش الحر سيطرت على موقع “الكتيبة” واستحوذت على مجموعة من الصواريخ والأسلحة والذخائر كان الجيش النظامي قد استخدمها في قصفه لتلك القرية وقرى مجاورة.

رواية النظام

في المقابل قال التلفزيون الحكومي إن الجيش النظامي استهدف تجمعات لمن وصفهم بالإرهابيين في حلب وريفها، فقتل منهم العشرات وصادر أسلحة كانت بحوزتهم.

وذكرت وكالة سانا للأنباء أن القوات الحكومية “طهرت” بلدة الحسيبية بريف القصير، وقضت على العشرات ممن تسميهم “إرهابيين” في الخالدية بحمص، كما صادرت أسلحة ودمرت سيارتين بمن فيهما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد ذكرت أن قتلى أمس السبت بلغ عددهم نحو 151 شخصا في مختلف أرجاء البلاد. وأفاد ناشطون بأن عشرة قتلى على الأقل سقطوا في قصف استهدف مظاهرة مسائية في ريف دمشق.

وفي حلب أيضا، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام أحرقت الجامع الأموي أثناء سيطرتها عليه.

وأضاف الناشطون أن قوات النظام تستهدف الجوامع والمباني الأثرية كالجامع الأموي ومساجد أخرى أحرقت في المدينة, إضافة إلى الأسواق الأثرية القديمة في حلب.

أردوغان يطلب إصلاح المجلس وإعادة هيكلته

انتقاد تركي لمجلس الأمن بسبب سوريا

اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس السبت بـ”العجز” في مواجهة الأزمة السورية مع احتدام العنف في أنحاء البلاد، ودعا إلى إصلاح المجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى وإعادة هيكلته. وأشار إلى أن المجلس يكرر الأخطاء التي أدت إلى مذابح البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.

ودعا أردوغان في مؤتمر بإسطنبول حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى إصلاح مجلس الأمن لوقف العرقلة التي تمارس بالنسبة للأزمة السورية بسبب حق النقض (الفيتو) الذي تستخدمه روسيا والصين.

وأضاف “إذا كان يلزم الأمر انتظار معرفة ما سيقوله عضو أو عضوان دائمان في مجلس الأمن، فحينئذ يكون مصير سوريا فعليا في خطر كبير”، وذلك في إشارة ضمنية إلى روسيا والصين.

جدير بالذكر أن موسكو وبكين استخدمتا الفيتو ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات حول سوريا.

وتابع أردوغان “لقد آن الأوان لتغيير هيكلية مؤسسات دولية بدءا بمجلس الأمن الدولي”، ودعا إلى تغيير يؤدي إلى تمثيل أوسع وأكثر عدلا وفاعلية.

قوى جديدة

وبشأن تصوره للإصلاح اللازم إتمامه بالمجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى، دعا أردوغان إلى الأخذ في الاعتبار تصاعد قوة دول مثل تركيا والبرازيل والهند وإندونيسيا، وأن يكرس الواقع الذي يؤكد أن “الغرب لم يعد المركز الوحيد للعالم”.

واعتبر أن تباطؤ مجلس الأمن في التدخل لمنع “المأساة الإنسانية” المستمرة بسوريا منذ 20 شهرا يعطي الضوء الأخضر للرئيس السوري بشار الأسد لكي يقتل عشرات أو مئات الأشخاص كل يوم.

وأضاف رئيس الوزراء التركي “إنه لأمر محزن أن تكون الأمم المتحدة عاجزة اليوم مثلما كانت قبل 20 عاما عندما كانت تشهد ذبح مئات الآلاف في البلقان والبوسنة وسربرنيتشا”.

ووقعت مذبحة سربرنيتشا في يوليو/تموز 1995، وتعد أسوأ مذبحة تقع على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، حين انسحبت قوات حفظ السلام الهولندية التابعة للأمم المتحدة من منطقة حددت ملاذا آمنا من أمام قوات صرب البوسنة، مما أدى إلى مقتل 8000 مسلم بينهم أطفال وقيام جرافات بإلقاء جثثهم في حفر.

مساع دبلوماسية

في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي، ووزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله على هامش المؤتمر، لبحث الخطوات المقبلة في ما يتعلق بالأزمة السورية.

وسيزور الإبراهيمي في وقت لاحق اليوم الأحد العاصمة الإيرانية طهران قبل أن يتوجه الاثنين إلى العراق، ضمن جولة إقليمية سعيا لحل للنزاع السوري، حسبما أفاد به موقع التلفزيون الإيراني العام.

وكان الإبراهيمي بدأ جولة جديدة بالمنطقة الأربعاء استهلها بالسعودية.

وسبق أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء أن الإبراهيمي “سيزور دمشق قريبا”، مشيرا إلى احتمال أن تتم الزيارة الأسبوع الحالي إذا ما كانت المشاورات في المنطقة مفيدة.

وقام الإبراهيمي بأول زيارة له إلى الشرق الأوسط في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وتخللها لقاء في دمشق مع بشار الأسد الذي يواجه منذ منتصف مارس/آذار 2011 ثورة شعبية.

الإبراهيمي يقترح نشر قوة حفظ سلام في سوريا

يتوجه إلى طهران لبحث الأزمة السورية في إطار جولته الثانية في المنطقة

دبي – العربية

يتوجه اليوم المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إلى طهران في إطار جولته الثانية في المنطقة لبحث الأزمة السورية.

من جهتها ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية أن الإبراهيمي وضع خطة لنشر قوة حفظ سلام في سوريا قوامها ثلاثة آلاف عنصر ويمكن أن تشمل قوات من دول أوروبية.

وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي يبحث مشاركة الدول التي تساهم حاليا في قوات اليونفيل بين لبنان وإسرائيل والتي تشمل إيرلندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

وتوقعت أن تلعب واحدة من هذه الدول دورا قياديا في قوة حفظ السلام في سوريا لكنها استبعدت مشاركة الولايات المتحدة أو بريطانيا.

سكاي نيوز عربية ترصد معركة حلب

حلب – سكاي نيوز عربية- جو خولي

شهد حي الجديدة في حلب اشتباكات بين القوات السورية وقوات الجيش الحر، السبت، بينما استهدف قصف مدفعي منازل في المنطقة.

وكانت سكاي نيوز عربية اقتربت من الخطوط الأمامية لمعركة حلب، حيث جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوات من المعارضة المسلحة التي سيطرت على الجامع الكبير.

وخلال لقاء مراسل القناة مع قائد في المعارضة المسلحة قائد كتيبة التوحيد ، عبد القادر الصالح، والذي تضم كتيبته أكثر من 6 آلاف رجل، استهدف صاروخ أطلقته القوات النظامية مقر الكتيبة.

وشد الصالح على صمود مسلحي المعارضة رغم الغارات الجوية التي تستهدف مراكزهم ورفض المجتمع الدولي إمدادهم بأسلحة مضادة للطيران.

ويؤكد مسلحو المعارضة أن “دعمهم ماديا ولوجستياً يأتي من الداخل”، مؤكدين في المقابل أن “المعارضة لو حصلت على صواريخ حرارية لأنهت وجود النظام في غضون أيام”.

في غضون ذلك، يتأهب مقاتلو المعارضة لخوض معارك مع الجيش للسيطرة على مركز الإذاعة والتلفزيون في حلب. ونظرا لتداخل الأحياء الحلبية ببعضها، يصعب معرفة نتيجة المعركة ومن يقترب من حسمها.

يشار إلى أن معارك بين المعارضة المسلحة والقوى الحكومية تدور منذ يوليو الماضي للسيطرة على حلب أكبر مدن سوريا.

وأدت سيطرة مقاتلي المعارضة على معرة النعمان إلى قطع الطريق الرئيسي الذي تستخدمه الحكومة لإمداد قواتها وتعزيزها في المدينة.

الطيران الحربي يقصف مدن سورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 30 شخصا، الأحد، في العمليات المتواصلة للقوات الحكومية السورية في مناطق مختلفة من البلاد، فيما أغار الطيران الحربي السوري على الغوطة الشرقية بريف دمشق ومناطق أخرى، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة.

وقصف الطيران حي الشيخ ياسين ومدينة البوكمال في دير الزور حيث تصاعدت أعمدة الدخان، كما استهدف بلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وبلدة حيان بريف حلب.

يشار إلى أن الجيش السوري الحر أعلن إسقاط 3 طائرات حربية في كل من حمص وحلب وإدلب يوم السبت الذي شهد مقتل 151 شخصا بينهم 18 عنصرا من الجيش الحر.

وأفاد، الأحد، الناشطون عن قصف لقرى بريف القنيطرة وسط اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والجيش الحر، الذي سيطر على سرية للدبابات في قرية مسحرة.

وفي درعا، تعرضت قرى اللجاة لقصف مدفعي وصف بالعنيف من قبل الفوج 175، كما تواصل القصف على بلدة سبينة بريف دمشق ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض المنازل.

وشن طيران الميغ غارات جوية على بلدة جوسيه بحمص رافقها اصوات انفجارات هزت أرجاء البلدة، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وفقا لشبكة شام.

وتسعى القوات النظامية الى السيطرة على أحياء في حمص التي تعد معقلا للمقاتلين المعارضين، وشهدت على امتداد النزاع السوري الممتد منذ 19 شهراً، معارك عنيفة، ولاتزال أجزاء منها خاضعة للحصار وتتعرض للقصف.

من جهة اخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى وصل إلى 33 ألفا و82 شخصا، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011.

وأوضح المرصد أن الضحايا “هم 23 ألفا و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا، و8211 من القوات النظامية”.

وتشمل حصيلة المدنيين أولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين.

مجموعة الازمات: على المعارضة السورية مواجهة تنامي نفوذ المجموعات الاسلامية المتطرفة

روما (13تشرين أول/اكتوبر) وكالة (آكي) الايطالية للانباء

رأت مجموعة الازمات الدولية انه كي تنتقل المعارضة السورية من مأزق عسكري خطير إلى حل سياسي، ينبغي على تلك المسلحة أن تفعل المزيد في مواجهة النفوذ المتنامي للمجموعات الإسلامية المتطرفة، وعلى أعضاء المجتمع الدولي المساعدة في ذلك من خلال تنسيق سياساتهم

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات روبرت مالي “لقد تركز جزء كبير من النقاش على ما إذا كان ينبغي تسليح المعارضة – وإذا تم تسليحها، فمن يسلحها وبماذا، لكن هذه ليست القضية المحورية”. وأضاف “القضية هي عقلنة وتنسيق الدعم المقدم للمعارضة والمساعدة على نشوء طرف محاور أكثر تنظيماً وفعالية يشارك في التسوية المتفاوض عليها، والتي لا بد قادمة، إن عاجلاً أو آجلاً. حتى الذين يقفون مع النظام سيستفيدون إذا رغبوا في رؤية المأزق العسكري المدمر الراهن يتطور ليتحول إلى حل سياسي”، على حد تقديره

ويتناول تقرير مجموعات الازمات الذي جاء تحت عنوان “هل هو جهاد؟ المعارضة الاصولية في سورية” الأسباب الكامنة وراء نشوء تيار سلفي قوي داخل المعارضة

وتشير مجموعات الازمات في التقرير الى انها تستند إلى المقابلات الشخصية وإلى الخطاب العلني للمجموعات المسلحة نفسها ليستكشف موقع السلفية داخل الطيف المتشدد ويميّز بين العناصر السلفية-الجهادية الأكثر تطرفاً ونظراءهم في التيار الرئيسي للمعارضة. وقالت “بالنظر إلى تحوّل المجتمع إلى مجتمع هش ومتداعٍ، وحلول مأزق وحشي ومدمر ووجود مناخ استراتيجي بالغ الحساسية، فإن التوصل إلى فهم أكثر دقة للمعارضة المسلحة أمر بالغ الأهمية”

ورأت مجموعة الازمات إن “وجود مجموعات سلفية داخل المعارضة المسلحة يمثل اتجاهاً مؤذياً وضاراً لا يمكن إنكاره، لكنه ليس بالضرورة غير قابل للعكس. لا يمكن إنكار الاختراقات التي حققتها السلفية منذ بداية الحركة الاحتجاجية؛ فقد كانت الظروف مواتية. كانت الانتفاضة متجذرة في فئة اجتماعية جاهزة ومفصلّة على مقاس الدعاة السلفيين تتمثل في الطبقات الريفية المسحوقة التي هاجرت إلى بيئات حضرية تنزع السمة الشخصية عن الأفراد وبعيدة كلياً عن شبكات الدعم التقليدية”

وقالت “مع تصاعد حدة العنف، تراجعت الآمال بالتوصل إلى نهاية سريعة للصراع وتبيًّن أن البدائل المتوافرة، والمتمثلة في المظاهرات السلمية، والقيادات المنفية، والإسلاميين المعتدلين، والتدخل الغربي، جميعها غير فعالة أو تشكل شيئاً من الوهم، فإن كثيرين اندفعوا بشكل طبيعي نحو السلفية”

وقال مدير مشروع سورية والعراق ولبنان في مجموعة الأزمات بيتر هارلينغ “قدّمت السلفية عناصر حاسمة تتمثل في سرد مقنع وجذاب وشعور قوي بالعمل من أجل هدف سام، والتمويل والذخائر من عرب الخليج المتعاطفين، والمقاتلين والخبراء من أوساط الجهاديين الذين قاتلوا في معارك أخرى. لكن إذا كانت السلفية قد نشأت من مأزق، فإنها أفضت إلى مأزق آخر. لقد برزت في وقت علقت فيه الأطراف الأخرى في المعارضة المسلحة في مأزق عسكري، لكنها فاقمت من الاستقطاب الحاصل في المجتمع وذلك بتعميق الطبيعة الطائفية للصراع، وعززت حجج أولئك الذين تزعم أنها تحاربهم”

وقد رأت مجموعة الازمات أن “الهيمنة السلفية على ميدان المعارضة ليس أمراً محتماً، فسورية ذات تاريخ عريق في الممارسات الإسلامية المعتدلة؛ وقد افتخرت دائماً بالتعايش السلمي بين مختلف طوائفها”. وقالت ” لقد رأى مواطنوها رأي العين التبعات الكارثية للصراع الطائفي حين التهمت الحرب الأهلية اثنين من جيرانها، لبنان أولاً، ومن ثم العراق. وأخيراً، فإن كثيرين في المعارضة يدركون أن السلفية تضعف جاذبية المعارضة، وتخيف الأقليات السورية وتشعر داعميها الأجانب، الفعليين والمحتملين، بالقلق”، بحسب التقرير

واعتبرت انه “ينبغي للمعارضة أن تواجه مسؤولياتها وتوقف الانزلاق نحو خطاب يزداد طائفية وتطرفاً وتضع حداً للتكتيكات الوحشية”. وقالت مجموعة الأزمات “ينطبق الشيء ذاته على أعضاء المجتمع الدولي الذين يسارعون إلى لوم المعارضة على انقسامها وانزلاقها نحو التطرف وهما أمران أسهم انقسام المجتمع الدولي وضعفه في مفاقمتهما. طالما استمرت البلدان المختلفة في رعاية مجموعات مسلحة بعينها، فستنشأ حرب عروض ومزايدات، وسيتلاشى أي أمل في تنسيق جهود الثوار وكبح جماح العناصر الأكثر تطرفاً في أوساطهم

مخاوف وآمال على الحدود التركية السورية

جيمس رينولدز

بي بي سي – آكجا قلعة

تربض دبابة تركية في طريق مقابل للحدود السورية بمدينة “أقجة قلعة”، التي تأثرت بالنزاع الدائر في الجارة سوريا وتعرضت لقصف عبر الحدود أكثر من مرة، لكن المخاوف بقيت تساور العائلات المقيمة بالمدينة.

كان محي الدين قايدي، الذي يستطيع رؤية المناطق السورية من حديقة منزله الأمامية، يعمل صرافا في نقطة حدودية مجاورة. وفقد قايدي وظيفته بعدما أغلقت النقطة، ويجد الآن صعوبة في طمأنة أطفاله السبعة وإقناعهم بأن منزلهم ما زال آمنا.

ويقول قايدي “أحاول تهدئتهم، لكن في كل مرة يوصد الباب، يحسبون ذلك بسبب انفجار. إنهم يشعرون بالخوف الشديد لدرجة أنهم لا يستطيعون اللعب خارج المنزل.”

مخاوف الأطفال لها ما يبررها، فعلى بعد شارع واحد من الحدود وضع بعض العمال بوابة زرقاء جديدة في منزل عائلة تيموسين، التي قتل خمسة من أفرادها في الثالث من أكتوبر/تشرين الثاني عندما سقطت قذيفة في فناء المنزل.

ويقول محمود دينلي، صاحب محل مجوهرات على بعد مئات الأمتار من الحدود “إذا وقع أي شيء على الحدود فنحن أول من يتأثر به.”

قصف متقطع

ظلت مدرسة سليمان شاه الابتدائية، التي يذهب إليها أطفال دينلي، مغلقة لأسابيع عديدة بسبب القصف المتقطع.

يقول دينلي “شعر أطفالي الثلاثة بالملل لمكوثهم في المنزل، ولذا طلبت من مدير المدرسة استئناف الدراسة.”

ويوم الأربعاء قررت السلطات أن الأوضاع آمنة بما يسمح باستئناف العمل في المدرسة.

وفي ظهيرة أحد الأيام القريبة، أخذ المدرسون يحصون عدد الأطفال الواقفين أمامهم.

أما على الجانب الآخر من الطريق، فقد وقفت سيارتان جيب سوداوين أمام مركز للشرطة، فيما كانت مجموعة من الطالبات بأحد المدارس الدينية يتبادلن أطراف الحديث.

مخيمات اللاجئين

ذكر شاب يدعى نوري، وعرّف نفسه بأنه لاجئ سوري من قرية عبر الحدود، أنه جاء إلى تركيا قبل عشرة أيام. لكنه فضل ألا يقيم بأي من مخيمات اللاجئين التي أعدتها تركيا لأكثر من 100,000 لاجئ سوريا لاذوا إليها.

وقال: “لديهم كاميرات في كل مكان.”

يخشى نوري من تعرض قريباته لمعاملة سيئة في أقرب المخيمات من الطريق الرئيس خارج أقجة قلعة.

لكن تركيا تؤكد على أنها توفر معاملة إنسانية لكافة اللاجئين السوريين.

ويقول موسى فورال، وهو موظف حكومي متقاعد: “عندما مرر البرلمان مشروع قانون الأسبوع الماضي (يسمح بإجراءات عبر الحدود ضد سوريا)، انسحب السوريون من الحدود.”

وأضاف “أعطانا هذا مساحة للتنفس، فلا يجب أن نكون في حرب مع سوريا، بل نساعد الجرحى الجرحى السوريين. نحن مسلمون، وهم كذلك مسلمون.”

BBC © 2012

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى