أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 15 تموز 2012


الجثث تنتشر في حقول التريمسة وروايات مرعبة عن تعذيب الضحايا

دمشق، بيروت، أنقرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية امس تفاصيل مرعبة عن الطريقة التي تمت بها تصفية القتلى في المجزرة التي وقعت في بلدة التريمسة بريف حماة والتي قالت روايات نشطاء المعارضة إن عدد الذين سقطوا فيها ربما تجاوز المئتين.

وقال رجل في شريط فيديو تم بثه على الإنترنت ويفترض انه التقط في التريمسة إن المنطقة كانت محاطة من كل الجوانب بالدبابات والعربات المدرعة بينما كانت طائرات الهليكوبتر تحلق في الجو. وأضاف «أن المهاجمين والشبيحة أحرقوا الناس أمام عيون أهالي المنطقة وأمسكوا بالرجال وطعنوهم». وكان يشير إلى صدر احد الرجال ثم إلى شريان في رقبته. وتابع انه تم ذبح ابن عمه كما اقتلعوا عيون عدد من الأشخاص.

وسارع مقاتلو المعارضة إلى تعزيز القرية بعد تعرضها لهجوم من قبل المشاة والمدفعية والطيران ما أدى إلى اندلاع معركة بين الجانبين استمرت سبع ساعات.

وقال ناشط من التريمسة لوكالة «رويترز» إن هناك 60 جثة في المسجد بينهم 20 جثة مجهولة الهوية. وأضاف أن جثثاً أخرى توجد في الحقول والقنوات والمنازل. وأظهر فيديو مصور على الإنترنت جثث 15 شاباً تغطي الدماء وجوههم وملابسهم. وكان اغلبهم يرتدون قمصاناً وسراويل من الجينز. ولم يكن بينهم نساء أو أطفال. وأظهرت لقطات فيديو أخرى صفوفاً من الجثث الملفوفة بالأغطية والملاءات والأكفان وكانت الدماء تنزف من بعضها. وأزاح احد الرجال غطاء ليكشف عن جثة محترقة. وقام رجال بدفن الجثث في خندق.

وفي مسجد مكتظ بالنساء المكلومات والرجال المصابين بالذهول تم جمع الجثث والتعرف عليها وتجهيزها. وكان الأطفال يخطون بحذر شديد بين الجثث التي تملأ الأرض.

واستمرت ردود الفعل امس على المجزرة في العالم العربي وحول العالم. وفي الأردن دعا مجلس علماء الشريعة في جماعة «الإخوان المسلمين» إلى «النفير العام» لنجدة الشعب السوري ودعم ثورته، ودان «المجزرة البشعة بكل عبارات الإدانة والاستنكار» مطالباً جموع الأمة بنصرة الشعب السوري المظلوم بكل الصور الممكنة (…) لوقف الظلم الواقع عليه وردع الظالم ومحاسبته على جرائمه».

ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس ما حصل في التريمسة بـ «المذبحة اللا إنسانية»، مشدداً على أن النظام السوري سينهار «عاجلاً أم آجلاً». وقال أردوغان في كلمة أمام حزب «العدالة والتنمية» «لم يعد هناك شيء يقال في شأن سورية. هذه المذبحة اللاإنسانية ومحاولة الإبادة ليستا سوى إشارات تنبئ برحيل هذا النظام».

وأضاف متوجهاً إلى الرئيس السوري «كل الطغاة جبناء. وكل الطغاة قساة وعاجلاً أم آجلاً سيرحلون والشعب السوري سيطلب محاسبتهم».

وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما وصفه المراقبون الدوليون بأنه قصف «عشوائي» شمل إطلاق صواريخ من طائرات هليكوبتر على التريمسة. وطالب بان الرئيس السوري بشار الأسد بالتزام خطة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

وكانت مجموعة من المراقبين تضم خبراء مدنيين وعسكريين دخلت امس إلى التريمسة بعد إبلاغ الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في مهمة للاستطلاع وتقويم الوضع.

وحض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موسكو امس على التوقف عن عرقلة جهود الاتفاق على قرار في مجلس الأمن. وأضاف انه ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو حرب أهلية في سورية وقال انه «لا يزال هناك وقت للتوصل لحل سياسي لتفادي ذلك».

ولم تمنع ردود الفعل الغاضبة حيال مجزرة التريمسة قوات النظام من مواصلة قصفها امس لمختلف المدن السورية فقد واصلت عمليات القصف خصوصاً في ريف دمشق وحمص ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً على الأقل، بينهم عدد من النساء والأطفال، واقتحم مئات الجنود بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة في محافظة درعا وسط إطلاق رصاص كثيف، وبدأت حملة مداهمات واعتقالات في البلدة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن دخلت البلدة من دون مقاومة لأن عناصر الجيش الحر الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل»، لافتاً إلى أن «الجرحى بالعشرات ولا توجد إلا مواد إسعاف أولية».

في ريف دمشق، قتل سبعة مدنيين، بينهم اربع نساء وطفلة إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة دوما. وفي ريف حماة، استهدفت سيارة مفخخة مفرزة الأمن العسكري في مدينة محردة كما سقط 11 شخصاً في القصف على مدينة القصير في محافظة حمص وتعرضت مدينة الرستن للقصف من قبل قوات النظام التي تحاول السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرتها منذ بضعة اشهر.

-وفي حمص ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن الأحياء القديمة في المدينة والحميدية وجورة الشياح شهدت قصفاً عنيفاً بالصواريخ والهاون منذ صباح امس ترافق مع انتشار للقناصة حول الحي وعلى اسطح المنازل».

وقصفت قوات النظام حي اليرموك في دمشق بعد خروج تظاهرة لتشييع قتلى سقطوا في تظاهرة أول امس الجمعة. فيما بثت مواقع على الإنترنت شريطاً ظهرت فيها مجموعة جديدة من ضباط الجيش تعلن انشقاقها وانضمامها إلى «الجيش السوري الحر» رداً على مجزرة التريمسة.

استمرار الانقسام في مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات على سورية تحت الفصل السابع

نيويورك، بغداد، مونتريال، برازيليا – «الحياة»، أ ف ب

عطلت روسيا تبني مجلس الأمن بياناً صحافياً غير ملزم يدين «مجزرة» التريمسة قرب حماه «وانتهاك الحكومة السورية التزاماتها باستخدام المدفعية والدبابات والمروحيات» ضد المراكز السكنية «طالبة المزيد من الوقت للاطلاع على حقيقة الوضع الميداني» وفق ديبلوماسيين شاركوا في مناقشة نص مشروع البيان، فيما تواصلت ردود الفعل المنددة بمقتل نحو 150 شخصاً في تريمسة قبل يومين.

واستمر الانقسام في مجلس الأمن حول مشروع قرار غربي يهدد بفرض عقوبات تحت الفصل السابع على النظام السوري فيما قال ديبلوماسي دولي رفيع إن المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان سيصل غداً الإثنين الى موسكو، بينما يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بكين في اليوم نفسه «وستناقش الأزمة السورية في الزيارتين».

واستكمل سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن جولة مشاوراتهم حول مشروع قرار تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) في ظل استمرار الانقسام حول الفصل السابع والتهديد بفرض عقوبات لا تتضمن استخدام القوة. وقال ديبلوماسي رفيع شارك في المشاورات مساء الجمعة في مقر البعثة البريطانية في نيويورك إن الدول الغربية «مستعدة للتفاوض حول فقرات في مشروع القرار البريطاني لكن الفصل السابع والتهديد بالعقوبات هما روح مشروع القرار وأساسه». واعتبر أن «عودة روسيا الى التذكير بليبيا عند كل مفصل من مفاصل المناقشات المتعلقة بسورية هو الهراء بعينه». وأضاف: «تعلم روسيا أن غالبية أعضاء مجلس الأمن تؤيد الفصل السابع والتهديد بإجراءات وسنواصل المشاورات طوال الأسبوع المقبل علنا نقنع الروس بالامتناع عن التصويت على الأقل، لكننا نفضل أن يصوت مجلس الأمن موحداً على القرار»، موضحاً أن «الموعد المبدئي للتصويت هو الأربعاء لكن المشاورات قد تستمر حتى الجمعة». وتنتهي ولاية بعثة المراقبين الدوليين الجمعة وفي حال عدم تجديد مجلس الأمن تفويضه لها يصبح بقاء المراقبين في سورية غير قانوني.

وفي محاولة لإرضاء روسيا أدخلت بعض التعديلات غير الجوهرية على مشروع القرار البريطاني بعد يومين من المشاورات حيث أضيفت فقرة «تدين العنف المسلح بكل أشكاله بما فيه من مجموعات المعارضة المسلحة»، وأخرى «تدين سلسلة التفجيرات التي دل بعضها على وجود طرف ثالث» (التسمية الروسية للتنظيمات المتطرفة). وشطبت فقرة «تطلب من الأطراف السوريين العمل مع المبعوث (أنان) على تطبيق سريع لخطة الانتقال المقرة في بيان مجموعة العمل في جنيف والتي تتضمن تشكيل حكومة انتقالية وتعديل الدستور وإجراء انتخابات متعددة» واستبدلت بفقرة «تدعو الأطراف الى العمل على تطبيق البيان الختامي لمجموعة العمل بما يضمن سلامة الجميع في جو من الاستقرار والهدوء».

ووفق نص مشروع البيان الصحافي غير الملزم الذي اقترحته كولومبيا (رئيسة المجلس للشهر الحالي) وعطّلته روسيا «يعبر مجلس الأمن عن القلق البالغ ويدين التصعيد الصارخ للعنف بأقسى العبارات» ويعتبر أن «استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات هو انتهاك من الحكومة السورية لواجباتها والتزاماتها بوقف استخدام السلاح الثقيل في المراكز السكنية بموجب خطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043».

ووفق مشروع البيان «إن هذا الاستخدام المشين للقوة ضد السكان المدنيين يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية عملاً بقراري مجلس الأمن 2042 و2043 لجهة وقف العنف بكل أشكاله بما فيه استخدام السلاح الثقيل في المراكز المدنية». ووفق النص نفسه «يصر مجلس الأمن على التطبيق الكامل لهذين القرارين ويكرر أن العنف بكل أشكاله من جميع الأطراف يجب أن يتوقف».

ويجدد المجلس وفق مشروع البيان «دعمه الكامل لجهود المبعوث الخاص المشترك لتطبيق خطة النقاط الست ويطلب منه إبلاغ الأطراف السوريين بأوضح السبل، والحكومة السورية على وجه الخصوص، مطالب مجلس الأمن».

وطلب المندوب الروسي إرجاء تبني مشروع البيان الى صباح الإثنين «لدراسته وللاطلاع على المزيد من المعلومات الميدانية» وفق ديبلوماسيين.

وكان أنان حض مجلس الأمن على التحرك في شكل عاجل لتوجيه رسالة بأن «تبعات ستترتب على عدم التقيد بالالتزامات».

ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة الى مجلس الأمن حصلت «الحياة» على نسخة منها قال فيها «في ضوء التقارير المأسوية الآتية من قرية تريمسة قرب حماه عن القتال المركز وعدد الضحايا الكبير». وأضاف «أن استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات وفق ما أكدته بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية هو انتهاك من الحكومة السورية لتعهداتها والتزاماتها». وقال إن «الحكومة السورية وعلى رغم وعودها المتكررة (…) زادت من عملياتها من خلال استخدام القصف ووحدات المشاة المؤللة والمروحيات القتالية في المراكز السكنية». وأضاف أن «تحرك مجلس الأمن لا يمكن أن يكون أكثر إلحاحاً في ضوء الأحداث الأخيرة»، مشيراً الى ضرورة «إصرار المجلس على تطبيق قراراته وتوجيه رسالة الى الجميع بأن عواقب ستترتب على عدم التقيد بها».

ودعا بان كي مون أعضاء مجلس الأمن الى «البناء على البيان الختامي لمجموعة العمل من أجل سورية ومتابعة وعودهم للعمل بموجبها». وقال: «يجب فرض ضغوط موحدة ومستمرة وفعالة الآن». وقال إن على الحكومة السورية أن «توقف سفك الدماء والاعتراف بأن المواجهة العسكرية هي الطريق الخطأ ويجب أن تتوقف حالاً» وحض «المعارضة المسلحة أيضاً على التزام واجباتها بموجب خطة النقاط الست».

ودان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز النصر «القتل الجماعي في قرية التريمسة». ودعا السلطات السورية الى «تأمين الحماية الضرورية والأمن لمراقبي الأمم المتحدة لتمكينهم من زيارة موقع الجرائم الوحشية». وشدد على أن استخدام القوات الحكومية السلاح الثقيل هو «انتهاك للقانون الدولي الإنساني وتعهدات الحكومة السورية».

ودان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت بشدة مقتل 150 شخصاً في التريمسة في سورية، وقال في بيان نشر على موقعه: «اثارت المجزرة البشعة التي وقعت أخيراً في بلدة التريمسة التابعة لمحافظة حماة السورية مشاعر القلق والاستنكار». وأضاف «ينبغي ان تشكل هذه الجريمة المنكرة التي ندينها ونستنكرها بشدة من اي جهة صدرت، حافزاً اضافياً للجميع لترك نهج العنف والقتل والانتقام والارهاب في حل المشاكل».

وأكد رئيس الوزراء العراقي ان «هذه الجريمة وغيرها من الفظائع يجب ان تحضنا جميعا على تسريع الخطى لايجاد حل سلمي ينقذ سورية الشقيقة من منزلقات خطيرة ويحقق آمال الشعب السوري الشقيق في حياة حرة كريمة يسودها الامن والاستقرار».

ودان وزير الخارجية الكندي جون بيرد بشدة المجزرة «المروعة» التي شهدتها بلدة التريمسة، مؤكداً ان ما جرى «لا يغتفر» وداعياً مجلس الامن الى الاتفاق على مشروع قرار في شأن سورية.

وطالب بيرد في بيان «اولئك القادرين على ممارسة نفوذ على سورية ببذل قصارى جهدهم لوقف اعمال العنف هذه فوراً».

وأضاف الوزير ان بلاده «تحض كل اعضاء مجلس الامن على الاتفاق على قرار يفرض على نظام (دمشق) عقوبات اقتصادية صارمة وملزمة».

كما أعربت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان «تنديدها الشديد بالقمع العنيف للمدنيين العزل وذكرت بالتزامات الحكومة السورية التي تضمنتها النقاط الست للسلام التي تقدم بها المبعوث الخاص» انان.

وأضاف البيان ان البرازيل «تحض الحكومة السورية على الوقف الفوري لأي عمل عسكري ضد المدنيين والتعاون مع بعثة الامم المتحدة».

قتلى وجرحى في معارك سوريّة قرب الحدود التركية

اطمة-ا ف ب -اسفرت معارك بين مقاتلين سوريين وجنود وعناصر ميليشيات موالين لنظام الرئيس بشار الاسد على مقربة من الحدود مع تركيا عن 10 قتلى على الاقل و15 جريحا في صفوف المقاتلين

وفي التفاصيل فقد هاجم عشرات المقاتلين بالاسلحة الخفيفة حاجز تفتيش بين قريتي ديوان وتل سلور الكرديتين في محافظة ادلب

واوضح المقاتلون انهم سيطروا على الحاجز مؤكدين انهم قتلوا ثمانية جنود في حين فر 15 آخرون. لكنهم تعرضوا لهدوم مضاد شنته مجموعة من الاكراد اتت من تل سلور.

أردوغان: النظام السوري سينهار عاجلاً أم آجلاً

انقرة- ا ف ب -وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ما حصل في بلدة التريمسة في سورية ب”المذبحة اللا انسانية”، مشددا على ان النظام السوري سينهار “عاجلا ام آجلا”.

وقال اردوغان في كلمة امام هيئات حزبه، العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، في كوجيلي “لم يعد هناك شيء يقال بشأن سورية. هذه المذبحة اللاانسانية ومحاولة الابادة هذه ليستا سوى اشارات تنبىء برحيل هذا النظام”.

وقال اردوغان متوجها الى الرئيس السوري بشار الاسد في تصريحات نقلتها الشبكات التلفزيونية مباشرة “كل الطغاة جبناء. وكل الطغاة قساة وعاجلا ام آجلا سيرحلون والشعب السوري سيطلب محاسبتهم”.

القصف يتواصل على ريف دمشق وحمص وبان يدعو مجلس الامن للتحرك

دمشق – ا ف ب

تركزت عمليات القصف والاشتباكات السبت في ريف دمشق وحمص مع اقتحام لخربة غزالة في درعا بينما اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان عدم اتفاق مجلس الامن يعطي الرئيس السوري بشار الاسد “ترخيصا لارتكاب المزيد من المجازر”.

وحصدت اعمال العنف في سورية السبت 30 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي محافظة درعا جنوب سورية، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط اطلاق رصاص كثيف، حيث بدات حملة مداهمات واعتقالات في البلدة.

وافاد الناشط بيان احمد من لجان التنسيق المحلية في اتصال هاتفي من خربة غزالة ان “قوات الامن والشبيحة بدات بعد توقف القصف باقتحام الحيين الغربي والشمالي للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير”، مشيرا الى انها “تحرق كل بيت خال من السكان”.

ولفت الى ان “قوات الامن تدخل البلدة من دون مقاومة لان عناصر الجيش الحر الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل”، لافتا الى ان “الجرحى بالعشرات ولا يوجد الا مواد اسعاف اولية”.

وفي ريف دمشق، افاد المرصد ان سبعة مدنيين قتلوا، بينهم اربع سيدات وطفلة إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة دوما.

وقتل ستة من المقاتلين المعارضين اثر الهجوم شنوه على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في محافظة حلب على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي اشار الى “مقتل ما لا يقل عن خمسة من عناصر الحاجز”.

واضاف المرصد انه في حلب ايضا “استشهد مقاتل من الكتائب الثائرة المقاتلة من بلدة مارع خلال اشتباكات مع القوات النظامية على مداخل مدينة اعزاز”.

وفي محافظة حماة (وسط)، اشار المرصد الى ان سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الامن العسكري في مدينة محردة في ريف حماة، ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدتان وطفل يبلغ من العمر 13 عاما، بالاضافة الى عنصر من الامن العسكري.

وفي مدينة حماة نفذت القوات النظامية حملة مداهمات اوعتقالات في حي باب قبلي، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل سائق سيارة اجرة اثر اصابته باطلاق رصاص في حي الاربعين.

وفي محافظة حمص وسط البلاد اشار المرصد الى مقتل ستة اشخاص بينهم امرأة حامل جراء القصف على مدينة القصير في ريف حمص، وثلاثة مقاتلين معارضين.

وبلغت حصيلة العنف في سورية امس الجمعة 118 قتيلا بينهم 49 مدنيا و37 من القوات النظامية و32 من المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.

دوليا، تواصلت ردود الفعل المستنكرة لمقتل 150 شخصا في التريمسة في ريف حماه مند يومين، فشدد الامين العام للامم المتحدة الجمعة على انه يتعين على مجلس الامن “توجيه رسالة قوية الى الجميع مفادها انه ستكون هناك عواقب” اذا لم تحترم خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي الخاص الى سورية كوفي انان.

واضاف بان في بيان “ادعو كل الدول الاعضاء الى اخذ قرار جماعي وحاسم من اجل ايقاف المأساة في سورية فورا”، مؤكدا ان “عدم التحرك يصبح ترخيصا لمزيد من المجازر”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان القوات النظامية قصفت بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات، ما ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا، بينما اعلن الجيش السوري من جهته انه قتل عددا كبيرا من “الارهابيين” في التريمسة نافيا قتل اي مدني.

واستأنفت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الجمعة مشاوراتها حول مشروعي قرار بشأن سورية، الاول غربي يتضمن تهديدا لدمشق بعقوبات اقتصادية اذا لم تسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن في غضون عشرة ايام من تاريخ صدور القرار، والثاني روسي لا يتضمن اي تهديد، لكن بحسب دبلوماسيين فان المفاوضات بين الاعضاء تراوح مكانها.

من جانبه، اتهم انان الحكومة السورية “بالاستخفاف” بقرارات الامم المتحدة، معتبرا في مذكرة وجهها الى مجلس الامن الجمعة ان “استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي اكدته بعثة الامم المتحدة في سورية يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة” في المدن.

وفي هذا الاطار، اعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود في دمشق ان بعثة المراقبين الدوليين مستعدة للتوجه الى التريمسة والتحقق من الوقائع “اذا او عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار”.

وكانت بعثة المراقبين الدوليين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب “تصاعد العنف بشكل كبير” في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011 ذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويصعب التاكد من عدد القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الامم المتحدة عن احصاء الضحايا في اواخر العام 2011، بينما يتعذر تقصي الحقائق الميدانية والامنية بسبب القيود المفروضة على الحريات الاعلامية.

وفي مواقف المسؤولين الاميركيين اعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن شعورها “بالحزن والهول” معتبرة ان مقتل “اكثر من 200 رجل، امرأة وطفل” هي “مجزرة ارتكبها النظام السوري” في بلدة التريمسة.

وفي باريس، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة روسيا والصين بان رفضهما فرض عقوبات على سورية “يعني ان تعم الفوضى والحرب” في هذا البلد.

من جانبها، دانت روسيا الداعمة للنظام السوري “بشدة” مقتل 150 شخصا في التريمسة محملة المسؤولية الى “قوى تسعى الى زرع بذور الحقد الطائفي” في البلاد.

وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست السبت استعداد ايران ل”الاضطلاع بدورها” الى جانب الدول الاخرى في المنطقة في السعي الى اجراء حوار بين الحكومة والمعارضة في سورية.

الصين تدين مجزرة التريمسة في سورية

بكين – يو بي أي

أدانت الصين المجزرة الجديدة في منطقة حماه في سورية والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 سوري معظمهم من المدنيين.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين، قوله رداً على ما طلب من تعليق على المذبحة إن “الصين تندد دائما بقوة بالأعمال التي تؤذي المدنيين الأبرياء… وهي دعت الأطراف السورية المعنية إلى اتخاذ إجراءات محددة والوفاء بالتزاماتها لوقف العنف في أقرب وقت ممكن”.

وأشاد ليو بالتقدم الايجابي الذي تحقق بالسعي إلى حلول سياسية للأزمة السورية، مضيفاً ان الصين تقدر جهود الوساطة التي يقوم بها كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.

وحث الأطراف المعنية على مواصلة دعم جهود الوساطة التي يقوم بها أنان والتنفيذ الجاد لخطته السداسية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بالإضافة لبيان اجتماع مجموعة العمل من أجل تخفيف التوتر في سورية.

ووزع الأعضاء الأوروبيون بمجلس الأمن الدولي بالإضافة للولايات المتحدة مسودة قرار جديدة يوم الأربعاء يهدد بفرض عقوبات على سورية إذا لم توقف دمشق استخدام الأسلحة الثقيلة بالمناطق السكنية وإذا لم تسحب قواتها.

وقال ليو ان “الصين تدرس بجدية مشروع القرار”.

واقترح أن يستمع مجلس الأمن لآراء الأطراف المعنية في سورية حول تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين التي تنتهي قبل 20 تموز/يوليو.

وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات حول مجزرة التريمسة التي قالت المعارضة إن 150 شخصاً قتلوا فيها.

المراقبون الدوليون دخلوا التريمسة السورية للتحقق من المجزرة

وهولاند يرى أنه لا يزال في الإمكان تفادي الحرب الاهلية

رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه لا يزال في الامكان تفادي نشوب حرب اهلية في سوريا، وقال ان روسيا والصين “تعرقلان اي قرار في مجلس الامن” سعيا لايجاد تسوية توقف اعمال العنف في هذا البلد، مضيفا: “قلت ذلك (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الشديد التمسك بأن تبقى سوريا قريبة من بلاده. هناك علاقات تجارية وتاريخية، وانني احترمها”. وذكّر بانه “قلت له ان الاسوأ هو ان تكون هناك حرب اهلية في سوريا. دعونا اذا نتصرف لايجاد موقف سياسي يمنع الحرب الاهلية. لايزال الوقت مناسبا، أكثر من مناسب”. (راجع العرب والعالم)

واشار الى ان “مؤتمر اصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد في 6 تموز في باريس “اتاح جمع نصف بلدان العالم والقول ان علينا الاستمرار في ممارسة الضغوط من اجل رحيل (الرئيس السوري) بشار الاسد وتحقيق انتقال سياسي” في هذا البلد.

مجزرة التريمسة

في غضون ذلك، توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على ما جرى في بلدة التريمسة السورية التي دخلها المراقبون الدوليون امس للتحقق من ملابسات الحادث.

ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ما حصل في التريمسة بـ”المذبحة اللا انسانية”، مشددا على ان النظام السوري سينهار “عاجلا ام آجلا”.

تواصل القصف

وتواصلت عمليات القصف على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وخصوصا في ريف دمشق وحمص، مما ادى الى مقتل 42 شخصا بينهم تسع نساء وسبعة اولاد، في حين شهدت درعا جنوبا اقتحاما لاحدى بلداتها، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

تواصل القصف على حمص وريف دمشق واقتحامات في درعا وعشرات القتلى

دخل وفد من المراقبين الدوليين في سوريا امس التريمسة في ريف حماه وسط البلاد للتحقق مما جرى اثر وقوع 150 قتيلا في البلدة قبل يومين، فيما واصلت آلة قتل النظام السوري قصفها على حمص وريف دمشق ما ادى الى وقوع عشرات القتلى.

واكدت الناطقة باسم بعثة المراقبين سوسن غوشة ردا على اسئلة لفرانس برس ان “وفدا من المراقبين توجه الى التريمسة للتحقق مما جرى وقد تمكنوا من دخول البلدة” موضحة ان الموكب “تألف من 11 مركبة”.

واوضحت ان البعثة “لم تطلب اذنا رسميا (من السلطات السورية)”، مشددة على ان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود “كان واضحا” خلال مؤتمره الصحافي في دمشق الجمعة حين اعلن عن استعداد بعثة المراقبين الدوليين للتوجه الى التريمسة والتحقق من الوقائع “عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار”.

واضافت غوشة “علمنا انه كان هناك وقف لاطلاق النار، لذا ارسلنا دورية الى التريمسة في مهمة استطلاعية قامت بتقييم الوضع لجهة حصول وقف اطلاق النار وامكانية دخولنا الى البلدة”.

ولفتت الى انه بناء على ذلك “ارسلنا اليوم (أمس) دورية متكاملة من اجل التحقق مما جرى”.

من ناحيته افاد الناشط الاعلامي المعارض ابو غازي فرانس برس في اتصال هاتفي بأن “المراقبين الدوليين وصلوا الى التريمسة وقد عاينوا اماكن القصف واجروا مقابلات مع الاهالي”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد أن القوات النظامية قصفت الخميس بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات ما ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا، بينما اعلن الجيش السوري من جهته انه قتل عددا كبيرا من “الارهابيين” في التريمسة نافيا قتل اي مدني.

ويصعب التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الامم المتحدة عن احصاء الضحايا في اواخر العام 2011، بينما يتعذر تقصي الحقائق الميدانية والامنية بسبب القيود المفروضة على حركة الصحافيين.

وتوالت ردود الفعل الدولية على المجزرة. ففي بكين نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين، قوله رداً على ما طلب من تعليق على المذبحة إن “الصين تندد دائما بقوة بالأعمال التي تؤذي المدنيين الأبرياء وهي دعت الأطراف السورية المعنية إلى اتخاذ إجراءات محددة والوفاء بالتزاماتها لوقف العنف في أقرب وقت ممكن”.

وأشاد ليو بالتقدم الايجابي الذي تحقق بالسعي إلى حلول سياسية للأزمة السورية، مضيفاً ان الصين تقدر جهود الوساطة التي يقوم بها كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.

وحض الأطراف المعنية على مواصلة دعم جهود الوساطة التي يقوم بها أنان والتنفيذ الجاد لخطته السداسية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، إضافة الى بيان اجتماع مجموعة العمل من أجل تخفيف التوتر في سوريا.

وفي برازيليا، نددت الحكومة البرازيلية “بشدة باستخدام الجيش السوري “المدفعية الثقيلة ضد المدنيين” في التريمسة بوسط سوريا، وحضت دمشق على احترام خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان للسلام.

واكدت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان “تنديدها الشديد بالقمع العنيف للمدنيين العزل وذكرت بالتزامات الحكومة السورية التي تضمنتها النقاط الست للسلام التي تقدم بها المبعوث الخاص” انان.

في غضون ذلك، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي ألكسندر بانكين، ان روسيا مستعدة للتوصل الى حل وسط عند مناقشة قرار دولي جديد حول سوريا بشأن تمديد ولاية بعثة المراقبين الدوليين، لكنه أوضح ان ثمة “خط أحمر” لا يمكن تخطيه.

وقال بانكين لوسائل إعلام روسية من مقر الأمم المتحدة في نيويورك “نحن مستعدون لعدة حلول وسط لكن ثمة خط أحمر لا يمكننا تخطيه”. أضاف انه سيكون من المستحيل أن تستمر عملية السلام وأن يتم تمديد ولاية بعثة المراقبين “فيما عصا العقوبات موجهة ضد طرف واحد في الملف السوري، وهو الحكومة.

واعتبر بانكين ان دعوات بعض ممثلي المعارضة السورية إلى إبعاد المبعوث الخاص كوفي أنان عن عملية التسوية في سوريا، غير لائقة، مشيراً إلى ان المعارضة نفسها متورطة في عمليات عنف.

وإذ أشار إلى ان مجزرة التريمسة أجبرت أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على الطلب من مجلس الأمن الضغط لتطبيق قراراته والامتثال لها من خلال القيام “بعمل جماعي” ضروري، رأى بانكين ان الوفود الغربية تفسر ذلك على انه إيعاز مباشر من الأمين العام لمجلس الأمن حتى يدعم قرارها.

في باريس، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس ان الوقت ما زال يسنح لتفادي نشوب حرب اهلية في سوريا معتبرا ان ذلك سيكون “اسوأ” ما يمكن ان يحصل في هذا البلد.

واشار هولاند خلال مقابلة تلفزيونية مع ثلاث محطات فرنسية اجريت معه بمناسبة العيد الوطني في 14 تموز (يوليو) الى ان روسيا والصين “تعرقلان اي قرار في مجلس الامن” الدولي سعيا لايجاد تسوية توقف اعمال العنف في سوريا.

واضاف “قلت ذلك لبوتين الشديد التمسك بان تبقى سوريا قريبة من بلاده. هناك علاقات تجارية وتاريخية، وانني احترمها. قلت له ان الاسوأ هو ان تكون هناك حرب اهلية في سوريا. دعونا اذا نتصرف لايجاد موقف سياسي يمنع الحرب الاهلية. ما زال الوقت مناسبا، أكثر من مناسب”.

ورأى هولاند ان مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في 6 تموز (يوليو) في باريس “اتاح جمع نصف بلدان العالم والقول ان علينا الاستمرار في ممارسة الضغوط من اجل رحيل (الرئيس السوري) بشار الاسد وتحقيق انتقال سياسي” في هذا البلد.

أمنيا، تركزت عمليات القصف امس في سوريا على ريف دمشق وحمص ودرعا التي شهدت اقتحاما لاحدى بلداتها ما رفع عدد القتلى الى 19 على الاقل بينهم 10 في اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على الحدود السورية التركية في حلب شمالا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل ستة من المقاتلين المعارضين اثر الهجوم الذي شنه هؤلاء على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في محافظة حلب على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل ما لا يقل عن اربعة من عناصر الحاجز”.

وفي محافظة حماة (وسط)، اشار المرصد الى ان سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الامن العسكري في مدينة محردة في ريف حماة، ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأتان وطفل يبلغ من العمر 13 عاما، بالاضافة الى عنصر من الامن العسكري.

وفي محافظة درعا جنوب سوريا، ذكر المرصد في بيان ان مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط اطلاق رصاص كثيف، حيث بدأت حملة مداهمات واعتقالات في البلدة من دون ورود معلومات عن حدوث اشتباكات.

وافاد الناشط بيان احمد من لجان التنسيق المحلية وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من خربة غزالة ان “قوات الامن والشبيحة بدأت بعد توقف القصف باقتحام الحيين الغربي والشمالي للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير”، مشيرا الى ان هذه القوات “تحرق كل بيت خال من السكان”.

واوضح ان حصار البلدة وقصفها بدأ عند الخامسة من فجر امس. ولفت الى ان اقتحام البلدة يتم “بالدبابات والشاحنات الصغيرة التي تحمل مضادات للطيران، وحافلات محملة بالشبيحة والامن”، مشيرا الى ان “قوات الامن تدخل البلدة من دون مقاومة لان عناصر الجيش الحر الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل”.

ولفت احمد الى ان “الجرحى بالعشرات ولا يوجد الا مواد اسعاف اولية”.

وافاد المرصد كذلك بان القوات النظامية في درعا اقتحمت بلدة الحارة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات ما لا يقل عن سبعة مواطنين، وسط اشتباكات مع عناصر منشقة في البلدة. ولفت المرصد الى ان القوات النظامية السورية تستخدم الطائرات المروحية لتمشيط محيط بلدة ناحتة. وفي محافظة حمص وسط البلاد، اشار المرصد الى مقتل خمسة اشخاص بينهم امرأة حامل جراء القصف على مدينة القصير في ريف حمص، اضافة الى اربعة آخرين قتلوا في مدينة حمص، هم مدنيان، ومقاتل معارض قتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي السلطانية، وجندي منشق نتيجة اطلاق النار والقصف الذي تتعرض له احياء القرابيص والخالدية في المدينة.

وفي ريف دمشق، قال المرصد ان “انفجارا شديدا” هز صباح امس بلدة المليحة “تبعه اطلاق نار كثيف”، اضافة الى “سماع اصوات انفجارات في مدينة النبك فجرا، واصوات اطلاق رصاص كثيف في منطقة كفربطنا”.

وذكرت لجان التنسيق ان مزارع حرستا والقابون “تتعرض لقصف برشاشات الطيران المروحي”.

(اف ب، رويترز،يو بي اي)

رياض سيف: قوات الأسد يتضاءل ولاؤها للنظام… شيئاً فشيئاً

رياض سيف، 65 سنة، وجه أساسي من الوجوه السورية المعارضة لنظام الأسد. عام 2000 كان أحد أهم الذين نشطوا في ما سميّ وقتها “ربيع دمشق”، وسجن مرتين ولعدة سنوات. عاش في دمشق طوال أشهر الثورة الأخيرة تحت الرقابة المشدّدة. خرج مؤخرا من سوريا، وهو الآن مقيم في باريس. صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية (8 تموز 2012) التقته، وهنا نص مقابلتها معه:

[ لماذا تركتَ سوريا؟

ـ تردّدتُ طويلا قبل القيام بخطوتي هذه. كان الشعور بالذنب يؤرقني. لكنني بتُّ غير قادر على القيام بأي عمل، بأي نشاط، لشدة ما خنقتني الرقابة في دمشق، ولكثرة ما بلغني من تهديدات لحياتي. أما الآن فأنا مندهش من أنني قادر على التكلم وبصوت مرتفع، فيما كنت مضطرا لخفض صوتي، بل للهمس أحيانا وأنا في منزلي. أيضاً، كل من حولي علقت كاميرات مراقبة دائمة في منزله. في باريس صار بامكاني الإعلان عن إنضمامي إلى المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري؛ ما يعني بأنه لم يعد بوسعي العودة الى بلادي طالما بقي النظام الأسدي قائماً.

[ جئتَ إلى باريس لتتكلم في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري”. هل أنت مقتنع بفائدة هكذا مؤتمرات؟

ـ من المؤكد ان الشعب السوري يشعر بأنه وحيد الآن، وقد أصيب بخيبة أمل عندما أدرك عجز الأسرة الدولية عن مساعدته. ولكن، بعد كل الذي اظهره هذا الشعب من تصميم، فانه أصبح متأكدا من نصره. العقوبات الدولية فعالة وتقلل من قدرات النظام. ولكن يجب ان تتلازم معها طرقٌ تسمح للشعب بالإستمرار في المقاومة. نتكلم هنا عن المساعدات المالية والإنسانية للمدنيين واللاجئين والمهجّرين، ومساعدات أخرى لشبكات المقاومة المسلحة ضد النظام وللـ”جيش السوري الحرّ”. هم بحاجة إلى مساعدة لوجيستية ووسائل دفاعية، لكي يتمكنوا من الاستمرار في حماية المدنيين والتصدّي للقمع الوحشي الذي ترتكبه قوات النظام. وإذا كان مستحيلاً الآن إقامة ممرات انسانية ومناطق عازلة بسبب العراقيل في مجلس الأمن، فان مناطق كهذه يمكن التفكير بها، حتى داخل الأراضي التركية. فهي تسمح بإقامة قواعد خلفية للمنشقين عن الجيش الرسمي وللـ”جيش السوري الحرّ”.

[ نظام بشار الأسد، هل بدأ يفقد السيطرة على الوضع؟

ـ ما زالت قوات النظام تتمتع بتفوق عسكري كاسح، ولكن جنوده بدأوا يفقدون ثقتهم بالنظام. وحده الدعم الروسي والايراني يسمح للنظام بالبقاء، وهو دعم يكرّس أوهام الإنتصار الأخير. إذا تخلّت روسيا وإيران عن النظام، فسوف ينهار أوتوماتيكياً. لذلك، نحن سنستجيب بسرعة للدعوة التي وجهتها الحكومة الروسية لأعضاء “المجلس الوطني السوري” بالحضور إلى موسكو. علينا تذكير الروس بأن من مصلحتهم دعم الشعب السوري، وإن هذا الشعب متمسّك بعلاقات صداقة سورية ـ روسية عمرها ستون عاماً.

[ مرحلة ما بعد الأسد تثير القلق البالغ. ما هي ملامح المرحلة الانتقالية بنظرك؟

ـ في ختام المؤتمر الذي عُقد مؤخرا في القاهرة، اتفقت مختلف تشكيلات المعارضة على إصدار وثيقة تحدّد بدقة ووضوح معالم هذه المرحلة وآلياتها. حالما يخرج بشار الأسد من سوريا، ومعه المسؤولون الرئيسيون الذين حوله، فان المرحلة الأولى سوف تكون تشكيل حكومة انتقالية تضم قوى المعارضة وبعض المسؤولين الذين لم تتلطّخ أيديهم بالدماء، مثل فاروق الشرع. كذلك تدعو الوثيقة الضباط أصحاب الرتب الرفيعة الذين لم يتورطوا في القتل، بأن يكونوا جزءاً من مجلس الأمن الوطني.

قيادة عسكرية مشتركة توحّد الثورة السورية

أنقرة: أعلن في تركيا أمس عن تشكيل “القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية” التي تضم ممثلين عن مختلف فصائل المعارضة السورية المسلحة. وقال القائد العام للقيادة العسكرية المشتركة اللواء عدنان سلو إن الاتصالات لا تزال قائمة لتمثل القيادة كل الفصائل.

ومن جهته، أكد العميد المنشق مصطفى الشيخ خبر تشكيل قيادة جديدة للفصائل المسلحة تحمل اسم “القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية”، لافتًا إلى أن الهدف الأساسي منها “جمع كل الفصائل المسلحة في إطار كيان واحد، فيكون لكل فصيل من يمثله في القيادة”.

وأشار العميد الشيخ إلى أن القيادة العامة التي تتألف اليوم من 18 عميدًا أعادت اللواء المتقاعد سلو إلى الخدمة بموجب أمر إداري، وعينته قائدًا باعتباره الأكبر سنًا وصاحب الرتبة الأرفع.

دبلوماسيًا، اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيًا السبت بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين “نفوذها” من اجل أن يتم تطبيق خطة المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان لوقف العنف في هذا البلد، كما افادت الامم المتحدة.

وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام إنه جرى خلال الاتصال الهاتفي “بحث الوضع في سوريا والضرورة الملحة لوقف العنف فورًا”. واضاف المتحدث أن الامين العام “طلب من الصين أن تستخدم نفوذها من اجل أن يتم التطبيق الكامل والفوري لخطة النقاط الست (خطة انان) وبيان مجموعة العمل حول سوريا” الصادر في جنيف، والذي ينص على عملية انتقال سياسي في سوريا.

ويزور بان الصين الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وسيلتقي خلال زيارته المسؤولين الصينيين. واستخدمت الصين مع روسيا حق الفيتو الذي تتمتعان به في مجلس الامن الدولي مرتين لمنع صدور قرارين عن المجلس يدينان نظام الاسد.

وترفض الصين اعتبار حكومة الرئيس السوري بشار الاسد الجهة الرئيسية المسؤولة عن اعمال العنف التي اوقعت اكثر من 17 الف قتيل في سوريا منذ اذار/مارس 2011، متهمة في ذلك السلطة والمعارضة على حد سواء.

هذا واسفرت معارك بين مقاتلين سوريين وجنود وعناصر ميليشيات موالين لنظام الرئيس بشار الاسد على مقربة من الحدود مع تركيا عن 10 قتلى على الاقل و15 جريحًا صباح السبت في صفوف المقاتلين، كما قال مراسل لوكالة فرانس برس.

ففي حوالي الساعة 3:00 من فجر السبت، هاجم عشرات المقاتلين بالاسلحة الخفيفة حاجز تفتيش بين قريتي ديوان وتل سلور الكرديتين في محافظة ادلب، كما قال المقاتلون. واوضح المقاتلون أنهم سيطروا على الحاجز في الساعة 5,30، مؤكدين أنهم قتلوا ثمانية جنود في حين فر 15 آخرون. لكنهم تعرضوا في الساعة 5,45 لهجوم مضاد شنته مجموعة من الاكراد اتت من تل سلور.

وذكر المقاتل ابو مجاهد أن نظام بشار الاسد “هو الذي سلح الاكراد” بالرشاشات ودعمهم بمروحيات قتالية. واوضح مقاتلون آخرون أن المعارك استمرت حتى الساعة الثامنة عندما انكفأ الاكراد الى تل سلور.

وحلقت مروحيتان لساعات في منطقة المواجهات، مما جعل من الصعب اجلاء المصابين، واطلقتا النار مرارًا من المدافع الرشاشة.

وحفرت عند الظهر عشر مقابر في مقبرة قرية اطمة الصغيرة التي تبعد خمسة كلم عن الحدود التركية، والتي أتى منها عدد من المقاتلين، ونقلت عشر جثث الى اماكن متفرقة من القرية. واكدت مصادر طبية مقتل عشرة اشخاص واصابة 15 بجروح في صفوف المقاتلين.

ميدانيًا تواصلت اعمال العنف في سوريا السبت وحصدت 115 قتيلاً، هم 50 مدنيًا، بينهم اكثر من 20 امرأة وطفلاً، و39 عسكريًا من القوات النظامية و26 من مقاتلي الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين ومن مدنيين حملوا السلاح ضد النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد أن العمليات العسكرية والاشتباكات تركزت في حمص وحماة (وسط) وريف دمشق وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب).

السوريون في أطمة يحملون السلاح أو يحفرون القبور

أ. ف. ب.

عند ساعات الفجر الأولى من يوم السبت يستيقظ سكان بلدة سورية قريبة من الحدود التركية على أصوات مكبرات الصوت المنبثقة من المسجد “يا شعب اطمة! هناك مجموعة من الثوار تحاصرها قوات النظام. على الذين يملكون قطعة سلاح أن يهبوا لمساعدتهم!”.

اطمة: فور صدور النداء تصعد النساء مع الاطفال الى سطوح المنازل ويحدقن بقلق في اتجاه تلة من الرمل والصخور تكسوها بعض النباتات الهزيلة وتنطلق من خلفها رشقات بالاسلحة الرشاشة وبعض الانفجارات وسط هدير مروحيات الجيش. يتوجه شبان حاملين بنادق كلاشنيكوف على دراجات نارية الى تلك المنطقة.

يوضح شادي (24 عامًا) “لم يسبق أن تعرضت اطمة لهجوم منذ بدء الثورة” في اذار/مارس 2011، وهو يخشى كالجميع أن تعود المروحيات وتقصف البلدة البالغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة. وفي الساعة 7:40 تزعق مكبرات الصوت من جديد “الى الذين لا يملكون سلاحًا، توجهوا الى المدفن لحفر قبور، واستعدوا لدفن الشهداء”.

وفي الساعة 8:20 يرد اخيرًا ملخص مشؤوم للوضع “يجب حفر المزيد من القبور. الى الذين لا يملكون سلاحًا، نرجو منكم أن تساعدوا في حفر القبور. الشهداء كثيرون. نرجو منكم ايضًا الحضور الى المستشفى للتبرع بالدم!”.

فقد هاجم 25 مقاتلاً من الجيش السوري الحر بالأسلحة الخفيفة خلال الليل وللمرة الثالثة في بضعة اسابيع مركز تفتيش للقوات الحكومية يقع على مسافة بضعة كيلومترات من اطمة، بين قريتي الديوان وتل السلور الكرديتين. غير أن العملية لم تجرِ بالشكل المنشود فقتل عشرة من المعارضين المسلحين، واصيب 15 آخرون بجروح، وفق مصادر طبية وصحافي في وكالة فرانس برس شاهد الجثث.

روى مقاتل يطلق على نفسه لقب ابو مجاهد: “هاجمنا مركز التفتيش قرابة الساعة 3:00 وفي الساعة 5:30 كنا سيطرنا عليه، وقتلنا ثمانية جنود فيما فر 15 آخرون. لكن بعد ربع ساعة قدم الأكراد” من تل السلور.

واوضح الشاب الذي يرتدي ثيابًا مرقطة، وقد خرج سليمًا من المعارك، أنه بوساطة هذا المركز “كان الجيش السوري يبلبل الحركة التجارية.. كانوا يوقفون الجميع. حذرناهم مرارًا، لكنهم تمادوا في الأذية”، مضيفًا “لم يكن لدينا خيار”. وقال عدد من رفاقه إن الأكراد الذين “يسلحهم نظام” الرئيس بشار الاسد كانوا اكثر عدداً من مقاتلي الجيش السوري الحر الذين شنوا الهجوم.

واضافوا أنه من دون الدعم الذي قدم من اطمة ومن قرى سنية أخرى في المنطقة ومساعدة اكراد الديوان على اجلاء القتلى والجرحى تحت قذائف المروحيات، لما كان احد خرج من الاشتباك.

ويقول مقاتل مضمد الذراع إنه في نهاية المطاف “كل هذا كان بلا فائدة”، مضيفًا أنه قرابة الساعة الثامنة “انكفأ الاكراد الى تل السلور، وانسحبنا من مركز التفتيش بسبب المروحيات”.

وتجمع سكان البلدة بالمئات قبيل الظهر لدفن موتاهم في مقبرة اطمة، وهم يهتفون: “لا اله الا الله والشهيد حبيب الله”. ثم اصطف المشيعون في القيظ وسط درجة حرارة تصل الى 40 درجة في الظل للصلاة على الموتى.

ينحني رجل وفتى فوق جثة شاب تكسو الجروح والدماء وجهه وهما يقبلانه وينتحبان. إنهما والد المقاتل وابنه. ثم يوارى “ابو عبدو” الثرى، فيما يواصل بضعة رجال العمل لحفر تسعة قبور أخرى.

يقول مصطفى (19 عامًا)، وهو طالب سابق في الاقتصاد، انضم الى صفوف الجيش السوري الحر، غير أنه لم يتمكن من العثور على سلاح، “لم نكن حتى الآن تكبدنا سوى عشرة قتلى منذ بدء الثورة. شعبنا يقتل، يجب أن ندافع عن انفسنا. بشار يعتبرنا قطعانًا للذبح، لكننا بشر”.

بعثة المراقبين: الهجوم على التريمسة استهدف منازل منشقين وناشطين

أ. ف. ب.

دخل وفد من المراقبين الدوليين في سوريا السبت التريمسة في ريف حماه للتحقق مما جرى اثر وقوع 150 قتيلاً في البلدة قبل يومين، في حين تواصلت عمليات القصف والاشتباكات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام خصوصًا في ريف دمشق وحمص، ما ادى الى مقتل 115 شخصا السبت.

دمشق: اعلنت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا مساء السبت ان الهجوم الذي شنته القوات النظامية على بلدة التريمسة في وسط سوريا الخميس، واسفر بحسب منظمة حقوقية سورية عن مقتل اكثر من 150 شخصا، “استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين”، في حين تواصلت اعمال العنف في هذا البلد وحصدت 115 قتيلا بينهم 50 مدنيا.

واوضحت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان اثر زيارة قام بها فريق منها الى البلدة انه “كانت هناك برك من الدماء وبقع دماء في غرف العديد من المنازل اضافة الى مظاريف رصاص”، مشيرة الى ان “فريق الامم المتحدة لاحظ ايضا مدرسة محروقة ومنازل متضررة بينها خمس منازل بدت عليها علامات بانها احرقت من الداخل”.

واكدت البعثة في بيانها ان “اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة”، مشددة على ان “عدد الضحايا لا يزال غير واضح. ان فريق الامم المتحدة يخطط للعودة الى التريمسة غدا (الاحد) لمواصلة مهمته بتقصي الحقائق”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان القوات النظامية قصفت الخميس الماضي بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات ما ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا، بينما اعلن الجيش السوري من جهته انه قتل عددا كبيرا من “الارهابيين” في التريمسة نافيا قتل اي مدني.

وكانت بعثة المراقبين الدوليين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب “تصاعد العنف بشكل كبير” في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011 ذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد.

وقالت البعثة في بيانها ايضا انها و”اذ تعرب عن عميق قلقها لتفاقم وتيرة العنف في سوريا فانها تدعو الحكومة السورية الى وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق السكنية وتدعو الاطراف الى القاء السلاح واختيار طريق اللاعنف لما فيه مصلحة الشعب السوري الذي عانى الكفاية”.

ودخل وفد من المراقبين الدوليين في سوريا السبت التريمسة في ريف حماه لتقصي الحقائق. واكدت المتحدثة باسم بعثة المراقبين ردا على اسئلة لفرانس برس ان “وفدا من المراقبين توجه الى التريمسة للتحقق مما جرى وقد تمكنوا من دخول البلدة” موضحة ان الموكب “تألف من 11 مركبة”.

واوضحت ان البعثة “لم تطلب اذنا رسميا (من السلطات السورية)”، مشددة على ان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود “كان واضحا” خلال مؤتمره الصحافي في دمشق الجمعة حين اعلن عن استعداد بعثة المراقبين الدوليين للتوجه الى التريمسة والتحقق من الوقائع “عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار”.

واضافت غوشة “علمنا بالامس انه كان هناك وقف لاطلاق النار، لذا ارسلنا دورية الى التريمسة في مهمة استطلاعية قامت بتقييم الوضع لجهة حصول وقف اطلاق النار وامكانية دخولنا الى البلدة”.

ولفتت الى انه بناء على ذلك “ارسلنا اليوم (السبت) دورية متكاملة من اجل التحقق مما جرى”.

من ناحيته افاد الناشط الاعلامي المعارض ابو غازي فرانس برس في اتصال هاتفي ان “المراقبين الدوليين وصلوا الى التريمسة وقد عاينوا اماكن القصف واجروا مقابلات مع الاهالي”.

دوليا، وفي احدث ردات الفعل على ما حصل في التريمسة، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت ما حصل في بلدة التريمسة في سوريا ب”المذبحة اللا انسانية”، مشددا في كلمة امام هيئات حزبه، العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار الاسلامي)، في كوجيلي (شمال غرب) على ان النظام السوري سينهار “عاجلا ام آجلا”.

وتسمح انقرة لعناصر الجيش السوري الحر بالدخول بحرية الى اراضيها.

من جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان الوقت ما زال متاحا لتفادي نشوب حرب اهلية في سوريا معتبرا ان ذلك سيكون “اسوأ” ما يمكن ان يحصل في هذا البلد.

واشار هولاند خلال مقابلة تلفزيونية مع ثلاث محطات فرنسية اجريت معه بمناسبة العيد الوطني في 14 تموز/يوليو الى ان روسيا والصين “تعرقلان اي قرار في مجلس الامن” الدولي سعيا لايجاد تسوية توقف اعمال العنف في سوريا.

وتابع “قلت ذلك لبوتين الشديد التمسك بان تبقى سوريا قريبة من بلاده. هناك علاقات تجارية وتاريخية، وانني احترمها”.

وذكر “قلت له ان الاسوأ هو ان تكون هناك حرب اهلية في سوريا. دعونا اذا نتصرف لايجاد موقف سياسي يمنع الحرب الاهلية. ما زال الوقت مناسبا، أكثر من مناسب”.

ودان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشدة في بيان نشر على موقعه الرسمي السبت مقتل 150 شخصا في التريمسة في سوريا مشددا على ضرورة ان تحث هذه الجريمة على الاسراع بايجاد حل سلمي لانقاذ سوريا.

وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست السبت استعداد ايران ل”الاضطلاع بدورها” الى جانب الدول الاخرى في المنطقة في السعي الى اجراء حوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.

وكانت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن استأنفت الجمعة مشاوراتها حول مشروعي قرار بشأن سوريا، الاول غربي يتضمن تهديدا لدمشق بعقوبات اقتصادية اذا لم تسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن في غضون عشرة ايام من تاريخ صدور القرار، والثاني روسي لا يتضمن اي تهديد، لكن بحسب دبلوماسيين فان المفاوضات بين الاعضاء تراوح مكانها.

ميدانيا تواصلت اعمال العنف في سوريا السبت وحصدت 115 قتيلا، هم 50 مدنيا، بينهم اكثر من 20 امرأة وطفل، و39 عسكريا من القوات النظامية و26 من مقاتلي الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين ومن مدنيين حملوا السلاح ضد النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد ان العمليات العسكرية والاشتباكات تركزت في حمص وحماة (وسط) وريف دمشق وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب).

صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان الوقت ما زال يسنح لتفادي نشوب حرب اهلية في سوريا معتبرا ان ذلك سيكون “اسوأ” ما يمكن ان يحصل في هذا البلد.

واشار هولاند خلال مقابلة تلفزيونية مع ثلاث محطات فرنسية اجريت معه بمناسبة العيد الوطني في 14 تموز/يوليو الى ان روسيا والصين “تعرقلان اي قرار في مجلس الامن” الدولي سعيا لايجاد تسوية توقف اعمال العنف في سوريا. وتابع “قلت ذلك لبوتين الشديد التمسك بان تبقى سوريا قريبة من بلاده. هناك علاقات تجارية وتاريخية، وانني احترمها”.

وذكر “قلت له ان الاسوأ هو ان تكون هناك حرب اهلية في سوريا. دعونا اذا نتصرف لايجاد موقف سياسي يمنع الحرب الاهلية. ما زال الوقت مناسبا، أكثر من مناسب”. والتقى هولاند وبوتين في الاول من حزيران/يونيو في باريس.

وراى هولاند ان مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في 6 تموز/يوليو في باريس “اتاح جمع نصف بلدان العالم والقول ان علينا الاستمرار في ممارسة الضغوط من اجل رحيل (الرئيس السوري) بشار الاسد وتحقيق انتقال سياسي” في هذا البلد.

ودعت الاسرة الدولية الجمعة الامم المتحدة الى التحرك حيال تصاعد العنف في سوريا بعد مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا في التريمسة في ريف حماة بوسط سوريا في عملية قصف بالدبابات والمروحيات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقد وصفت المعارضة القصف على البلدة بانه “مجزرة” فيما اعلن الجيش السوري انه قتل عددا كبيرا من “الارهابيين” في التريمسة نافيا قتل اي مدني.

اللواء عدنان سلو.. من إدارة الحرب الكيماوية إلى إدارة عمليات الجيش السوري الحر

بيروت: بولا أسطيح

في 26 يونيو (حزيران) الماضي، أي قبل نحو شهر تقريبا، تأكد خبر انشقاق اللواء المتقاعد عدنان سلو، رئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السابق. وبعد أيام على شيوع الخبر، خرج قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، وعبر «الشرق الأوسط»، ليكشف عن أن سلو وصل إلى تركيا، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر، ليكون أول لواء ينضم لصفوفه، لافتا إلى أن اللواء سلو وصل مع 8 ضباط آخرين، وهم عميد واثنان برتبة عقيد واثنان برتبة مقدم و3 برتبة رائد.

«انشققت فعليا في 14 يونيو ووصلت إلى الأراضي التركية في الخامس عشر منه، علما بأنني قررت الانشقاق قبل 6 أشهر من هذا التاريخ، لكنني كنت أراعي ظروف عائلتي وأهلي، فبعدما تمكنت من تأمين خروجهم من سوريا توجهت مباشرة إلى تركيا». هذا ما يقوله اللواء سلو في أول حديث صحافي له بعد الانشقاق خص به «الشرق الأوسط».

سلو الذي تخرج من الكلية الحربية في عام 1971، خدم في اللواء 12 دبابات من عام 1971 إلى عام 1977، لينتقل بعدها من عام 1977 حتى عام 1984 للفرقة الخامسة.

وبعد 7 سنوات انتقل سلو إلى الفرقة 14 قوات خاصة، حيث خدم فيها لعام 2002، ليتم في عام 2003 رفعه إلى رتبة لواء وتسليمه رئاسة أركان الحرب الكيماوية حتى عام 2008.

سلو المتقاعد منذ 5 سنوات، مجاز دورة ركن عليا ودورة قيادة وأركان، يترأس حاليا القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية التي تعد الكيان الأوسع الذي يضم مختلف الفصائل العسكرية الثائرة.

هو، كما يقول، يحمل مشروعا كبيرا لإسقاط النظام ولقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا.

اجتماع للقادة الميدانيين في إدلب يعكس إحباطهم من نقص المال والسلاح

80 مجموعة قتالية تعمل في إدلب وحدها.. وتتنافس على الموارد.. والبعض يبيع سياراته وعقاراته لتمويل الثورة

أنطاكيا: هويدا سعد نيويورك: ريك غلادستون*

وقف قائد إحدى كتائب المعارضة السورية المسلحة، ويدعى أبو مؤيد، ولوح بذراعيه بشدة في وجوه القادة الآخرين الذين احتشدوا في غرفة تغمرها أشعة الشمس الحارقة، قائلا: «إن مقاتليه بحاجة إلى المال والسلاح، ولكنهم لا يتلقون الدعم الذي وعد به المانحون وقادة المعارضة في الخارج».

وصرخ أبو مؤيد قائلا: «إننا نقترض المال لإطعام جرحانا، ولا يتم توزيع السلاح، ونحن الذين ندفع ثمن كل أسلحتنا».

وتناول اجتماع القادة الميدانيين، الذي عقد بعد صلاة الجمعة في مدينة أنطاكيا التركية قرب الحدود الشمالية لسوريا، أولويات التشكيلات المسلحة للمعارضة السورية في هذه المرحلة من النزاع المتفجر منذ 17 شهرا، ودار نقاش محدود عن أعمال القتل الجماعية التي شهدتها قرية التريمسة، على الرغم من أن القادة العسكريين للمعارضة المسلحة قد سمعوا بها، وأن واحدا منهم على الأقل قد فقد أقارب له في تلك المجزرة. ولم يتطرق الاجتماع للحديث عن المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة أو مبعوث السلام كوفي أنان أو المناقشات التي لا تنتهي في مجلس الأمن، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع في سوريا. وبدلا من ذلك، ركز القادة على الأساسيات اللازمة لشن حرب على نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان أبو مؤيد، من مدينة إدلب، ضمن عشرات القادة الذين توافدوا لحضور الاجتماع الذي دعا إليه مجلس قيادة الثورة في إدلب. واتفق المشاركون في الاجتماع، الذي عقد في غرفتين كبيرتين في أحد المباني السكنية، على توسيع نطاق التنسيق بين المجموعات المقاتلة ضد نظام الأسد داخل سوريا، كما عبروا عن إحباطهم من القيادة السياسية للمعارضة في الخارج.

وخلال الاجتماع، اشتكى القادة من أن المجلس الوطني السوري، وهو ائتلاف من جماعات المعارضة الموجودة في الخارج ويتخذ من العاصمة التركية إسطنبول مقرا له، منفصل تماما عن المعارك التي تدور رحاها على الأرض في سوريا، كما كانت هناك شكوى أخرى من قبل القادة الميدانيين بأن بعض أفراد المعارضة السياسية السورية في تركيا، والذين لم يتم الكشف عن أسمائهم، متورطون إما في تحويل أموال أو تهريب أسلحة وأموال عبر الحدود.

وقال القائد عصام عفارة للقادة الموجودين في الاجتماع: «كان من المفترض أن نحصل على قذائف هاون وخراطيش بالأمس، ولكن هذا لم يحدث. لقد اتصلت وطالبت بوصول تلك الأسلحة، ولكن أين هي.. أين؟».

وبعد النجاح التكتيكي الذي حققته المجموعات المسلحة المناهضة للرئيس الأسد، فإنها تواجه الآن نفس المشكلة التي تواجه جميع الانتفاضات المسلحة. وقال قادة ميدانيون: «إن ما لا يقل عن 80 مجموعة قتالية تعمل في إدلب وحدها، وقد بدأت غالبيتها العمل في شبكات صغيرة أو مجموعات من العسكريين المنشقين، ثم توسعت بعد ذلك».

وفي بعض الأحيان، تشترك بعض المجموعات في نفس الاسم أو تعمل في منطقة واحدة. ومع تزايد عدد أعضائها وتعاظم حاجتها للسلاح والدعم الخارجي، وجدت بعض هذه المجموعات نفسها تتنافس فيما بينها على الموارد، كما أعربت عن استيائها من السوريين الذين يتولون مواقع قيادية في المعارضة ولا يشتركون في العمليات القتالية، ولكنهم يوزعون أموالا، تقول مجموعات قتالية كثيرة إنها لا ترى منها أي شيء.

وقال عفارة، على سبيل المثال: «إن الأموال التي تتدفق من خلال جماعة الإخوان المسلمين لا تذهب إلى مجموعات يتم النظر إليها على أنها علمانية، وهو ما يثير غضب المقاتلين الذين تصدوا لقوات الأسد وردوها على أعقابها بتضحيات جسيمة، ثم يقال لهم إنهم ليسوا مؤهلين للحصول على الدعم المالي من الجهات المانحة الخارجية؛ لأن المواصفات لا تنطبق عليهم».

وأضاف عفارة الذي يقود وحدة في مجموعة أكبر تسمى كتيبة شهداء إدلب: «نقول لهم (ألسنا إخوة؟) كيف؟ نحن مسلمون، ونريد ثورة شعبية شاملة يشترك فيها المسلمون والمسيحيون والدروز».

وعبر القائد العسكري عبد الغفور عن غضب المقاتلين الآخرين قائلا: «لا تحسبوا أننا لا ندرك ما يحدث، فلدينا 600 شهيد»، مشيرا إلى أن المجلس الوطني السوري «لا يمثلنا، والثورة هي الناس الموجودون هنا والذين يقاتلون ضد العبودية».

وقال عبد الغفور إن البحث عن المال أو السلاح قد يصبح مصدر إحباط، مثله في ذلك مثل التعامل مع هيئات الإغاثة الخاصة والمنظمات غير الحكومية التي تقدم معونتها في بعض الأحيان مقابل الاتفاق مع وجهة نظرها، محذرا من أن «الثورة برمتها يمكن أن تتحول إلى مشروع منظمة غير حكومية، وهو ما أعترض عليه».

ومن جهته نفى، المتحدث باسم المجلس الوطني السوري، محمد سرميني وجود تحيز في منح الأموال لجهة على حساب جهة أخرى، بالشكل الذي يشتكي منه القادة الميدانيون، مؤكدا في اتصال هاتفي من إسطنبول أنه «لا يوجد أي تمييز». وقال سرميني إن المجلس بدأ يهتم بصورة أكبر بتمويل مقاتلي المعارضة، مضيفا: «نحن على وشك أن ندفع رواتب إلى جميع الضباط».

وقال قادة ميدانيون: «إن أسعار الأسلحة الخفيفة قد ارتفعت بحدة خلال النزاع الذي تشهده البلاد، وأصبح الرشاش يتكلف آلاف الدولارات، في حين تصل تكلفة البندقية الجديدة إلى 2000 دولار».

وقال مقاتلون وقادة ميدانيون: «إنهم يجمعون المال بأنفسهم الآن لتسديد ثمن مشترياتهم من السلاح، ويقومون في بعض الأحيان بتجميع تبرعات من القرى والأحياء التي يعيشون فيها، مشيرين إلى أنهم كانوا يبيعون سياراتهم وأراضيهم في أحيان أخرى». وقال قادة ميدانيون إنهم يحصلون على الأسلحة عن طريق ضباط مرتشين في الجيش السوري أو من خلال ما أسموه «المافيا التركية والروسية» في تركيا.

وقال قائد ميداني شاب، قدم نفسه باسم الكابتن بلال وكان مصابا برصاصة في أسفل ساقه اليمنى وكان الجرح على وشك الالتئام إن حاجته للسلاح دفعته قبل أشهر إلى أن يطلب من خطيبته إعادة الجواهر التي كان قد أعطاها إياها. وأضاف بلال: «قالت لا، ولذا فقد انفصلت عنها واستعدت الجواهر واشتريت الأسلحة التي كنت بحاجة إليها».

وتحول اجتماع القادة العسكريين في بعض الأحيان إلى مبارزة في الصراخ، وعبر عدة قادة عن غضبهم من أحد القادة بالقول: «إنه حصل على أسلحة»، ولكن هدأت الأمور بمرور الوقت وقال القادة إنهم يعتزمون العمل معا، وطالبوا الاجتماع بالعمل على تحسين الأوضاع.

وقال قائد ميداني اسمه أبو حمزة: «إن المشاحنات والمشادات الكلامية قد لا تبدو لائقة بقادة ميدانيين ولكنها معهودة في ثورة تتسع صفوفها وتتفتح آفاقها»، وأضاف أن «الاجتماع أظهر استعداد كثير من المجموعات القتالية لتعزيز التنسيق فيما بينها».

وعندما انتهى الاجتماع وجلس القادة لتناول الطعام، قال أبو مؤيد: «إننا نريد أن نكون يدا واحدة وجبهة واحدة».

* خدمة «نيويورك تايمز»

«الشرق الأوسط» تنشر يوميات ثوار ومقاتلين في «الجيش الحر»

مطبخ لكل 3 شوارع والنوم بالتناوب

لندن: «الشرق الأوسط»

كان يتحدث عن ثمار المشمش التي لوحتها الشمس مع شقيقه المنفي خارج البلاد على «فيس بوك»، حين سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من المكان الذي يوجد فيه مع مجموعة تابعة للجيش الحر في ريف حمص. تعرض هو لإصابة طفيفة، وكذلك عدد من رفاقه. واستأنفوا سير حياتهم «الاستثنائية» في البساتين بعيدا عن عائلاتهم، حيث لكل شيء نكهة أخرى، ممزوج بمرارة فقد الأصدقاء الذين يستشهدون الواحد تلو الآخر، ولا يجعله مستساغا سوى نيل الشهادة على «أمل الانتصار». يقول محمد لشقيقه المنفي عبر «فيس بوك»، وتلطيفا للأجواء يحدثه مطولا عن وجبة برغل أعدها الشباب، لكنها احترقت بسبب كثرة القذائف حولهم، لكنهم في النهاية تناولوا البرغل المحروق. في اليوم السابق في فترة هدوء نسبي صباحا تناولوا «مامونية حلبية» المكونة من السميد والسكر، وعندما استغرب شقيقه إعداد هذا الإفطار قال محمد «هذه وجبة لا تحتاج لجهد ووقت في تحضيرها كما لا تحتاج برادا لحفظها».

يعتمد مقاتلو الجيش الحر والثوار في الميدان على المعلبات التي لا تحتاج لتبريد وعلى الخضراوات الطازجة، لعدم توفر ثلاجات غالبا ولانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وأكثر الأكلات التي يحضرونها أيام الهدوء النسبي تلك المتقشفة بالمواد وبالجهد، من الوجبات التي اشتهر بها الريف السوري وتعد على عجل «برغل مع بندورة، وجزمز، وبيض مع بندورة، وبطاطا بجميع أشكالها». هذا عندما يكون الحصول على خضار متيسرا، أما في حالات القصف الشديد والحصار فيتم الاعتماد على المعلبات التي سبق لهم تخزينها.

ويقول ناشط إعلامي في مدينة حمص أقام فترة طويلة مع الجيش الحر، إنه في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، يوجد مطبخ لكل 3 شوارع، وهناك مجموعات متفرغة للطبخ، شيف ومساعدون، ويعدون وجبة غداء بقدور كبيرة وبكميات تغطي حاجة سكان الشوارع الثلاثة من مدنيين ومقاتلين، ويعتمدون على البرغل والأرز والدجاج كمواد أساسية في وجبات الغذاء اليومية، أما وجبتا الإفطار والعشاء فعادة تكونان من «الحواضر» معلبات حلاوة مرتيلا جبنة، يتم توزيعها. ويقول الناشط الإعلامي «لكن هذا الترف لا يتوفر في حالة الحصار الشديد، ويتم الاعتماد على المعلبات فقط».

الناشط الإعلامي الذي تنقل في عدة أحياء ثائرة في حمص خلال الشهر الأخير تحدث عبر «سكايب» لـ«الشرق الأوسط» عن كيفية حياة المقاتلين فقال: «إنهم لا يرمون أي شيء من الطعام، وتتم عملية تدوير له مثلا إذا تبقى برغل لليوم الثاني يقوم الشباب بإضافة بندورة إليه فيغدو طبخة طازجة، وإذا كان هناك فائض من الخبز اليابس ممكن أن يطهو إلى جانبه كشك، وهكذا مع باقي المواد الأخرى، يقوم الشباب باختراع وصفات بحسب المواد المتوفرة بحيث لا يتلف أي شيء». وعما إذا كانوا يستعينون بخبرة النساء من أقاربهم في هذا المجال يجيب الناشط بسخرية «مجتمع الثوار والجيش الحر ذكوري بالخالص.. لا وجود فيه للنساء نهائيا». ويشير إلى أن أحد الثوار المدنيين وهو ناشط في الحقل الإعلامي مرتبط بعلاقة حب مع ناشطة معروفة لجميع زملائه، لكنه عندما خطبها على أمل الزواج بعد الانتصار، حظر على زملائه التواصل معها عبر (سكايب). ويقول الناشط «بتنا نستأذن منه كي نلقي عليها السلام مع أننا كلنا شلة واحدة في الجامعة ونعرفها قبل أن يتعرف هو عليها».

الشباب من الجنود المنشقين والثوار المدنيين الذين التحقوا بالجيش الحر، يعيشون منذ نحو عام بعيدا عن عائلاتهم ويحملون أرواحهم على أكفهم ويتنقلون من مكان إلى آخر من حي إلى حي، ومن بيت إلى بيت، ومن بستان إلى بستان. ويقول الناشط الإعلامي «لا يستقر المقاتلون في مكان محدد.. يتنقلون من موقع إلى آخر». ويتابع «من ستة أشهر لم أزر أمي.. حتى أنني لا أكلمها بالهاتف كي لا تتعرض للمضايقات». أما كيف يعيشون يومياتهم تحت القصف فيقول «اعتدنا القصف وتعايشنا معه وبتنا نعرف كيف نتجنبه.. ونؤمن بأن الموت بيد الله وحده ولكل إنسان أجل.. وقد تستغربون إذا قلنا إننا نشرب الشاي أحيانا في الشارع، بينما تنهمر القذائف في محيط المكان الذي نوجد فيه». ويؤكد «الذي يعايش الموت يوميا ستذهله المعجزات التي تحصل.. كأن تسقط بالقرب منك قذيفة ولا تنفجر، أو أن توجد بمبنى يتعرض لقصف مدفعي شديد ويتهدم أجزاء كبيرة منه ثم تخرج حيا، بينما قد تنال الشهادة على أهون الأسباب وأنت تعبر الشارع برصاص قناص غادر»، لافتا إلى أنه «ليس هناك شيء أحب لقلب الذي حمل سلاحه لنيل الحرية والجهاد في سبيل الله من نيل شرف الشهادة مقبلا في ساحة المعركة».

أما عن النوم فعادة ما يكون بالتناوب؛ مجموعة تنام وأخرى تقوم بالحراسة، أما وقت صد هجوم أو القيام بعملية هجومية فلا أحد ينام، وعندما يستشهد أحد الشباب – والكلام عن مدينة حمص فيقول «إن شخصا واحدا منا فقط يقوم بنقل الشهيد من المستشفى الميداني إلى المسجد ليتم تكفينه والصلاة عليه، وبعد تسجيل الاسم يقوم الشخص ذاته الذي حمله من المستشفى بعملية دفنه. وكل يوم هناك تشييع جنازة، والذي بات جزءا من حياتنا اليومية. وعلى الرغم من ذلك لم نعتد فراق الإخوة الشهداء. لحظات الفراق مريرة رغم ما تحمله من فرح بالشهادة».

«كلنا طلاب شهادة»، هكذا يقول عبد الجبار، وهو اسم مستعار لأحد مقاتلي الجيش الحر في حمص، والذي يؤكد أنه «كلما استشهد أحد منا نشعر بأن النصر بات أقرب، أما ألطف اللحظات فتلك التي نجتمع فيها حول إبريق شاي، ندخن ويحكي كل منا ما لديه. نتناقش في شؤون العمليات التي قمنا بها ومصير الأسرى لدينا وما ننتوي القيام به، لا تخلو الجلسات من مزاح وغناء ثوري لشد العزيمة للتغلب على الحزن الذي يصيبنا لفقد أو إصابة أخ منا أو لنائبة ألمت بأهل أحدنا، تختلط المشاعر وتتشعب الأحاديث». ويتابع ساخرا «من يرَ الدخان المنبعث من مكان وجودنا يخيل إليه أن هناك حريقا هائلا. الجميع يدخن حمراء طويلة»، (الحمراء الطويلة دخان صناعة سورية).

ويصف السوريون سيجارة الحمراء بأنها مخلصة لصاحبها، إذ تنطفئ بمجرد وضعها في المنفضة. ولكن هل الدخان متوفر؟ يروون عن أحد المقاتلين في حمص قوله، إن «انقطاع الطعام بالنسبة له أهون بمائة مرة من انقطاع الدخان». وحصل منذ فترة قصيرة أن افتقد الدخان فما كان من ذلك المقاتل إلا أن قايض الشبيحة على أحد الحواجز على جثة شبيح قتل خلال اشتباك بصندوق دخان حمراء طويلة.

إبراهيم (جندي منشق) انضم للجيش الحر في ريف حمص وتتركز مجموعته في البساتين، يقول إن «أحلى لحظات العمر بالنسبة له عندما يهاجم مع مجموعته حاجزا أو نأسر شبيحة ونغتنم سلاحا وذخيرة، أما إذا حصلنا على مدرعة أو مدفعية فيكون فرحنا كبيرا جدا، وتصبح لجلسة التدخين وشرب الشاي متعة أخرى.. متعة الانتصار». يحلم إبراهيم باليوم الذي «سيسقط فيه النظام بيد الثوار لا بيد المجتمع الدولي». ويأمل إن «لم ينل شرف الشهادة أن يتزوج بعد النصر». وعما إذا كان مرتبطا بعلاقة عاطفية يقول: «الآن لا حب غير حب السلاح وعشق الحرية».

الناشط الإعلامي الحمصي وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» توقف عند الاعتياد على حالة الطوارئ الدائمة وكأنها نمط حياة روتيني، وأعطى مثالا بقوله «حين لا نكون في حالة هجوم أو دفاع أو رصد وتصوير كل واحد منا ينصرف إلى عمل ما، هناك من يحضر الطعام وآخر يتابع الأخبار، وتصفح النت وتفقد صفحته على موقع (فيس بوك) أو (تويتر)، والتواصل عبر (سكايب) وثالث يفضل النوم أو الاستحمام وغسل الملابس، بينما يشرب آخرون الشاي ويتبادلون الأحاديث، وإذا كان وقت صلاة يذهبون إلى جامع قريب للصلاة جماعة أو الصلاة في نفس المكان.. إلخ. وفجأة يبدأ القصف والهطول الكثيف للقذائف، فترى المجموعة تتفرق كل في اتجاه، وما إن يهدأ القصف العنيف المباشر حتى ترى الكل عاد إلى مزاولة العمل الذي كان يقوم به قبل القصف وكأن شيئا لم يكن بعد أن يجري تفقد للجميع لمعرفة إن كان هناك من أصيب أو استشهد». معظم المقاتلين يثابرون على الصلاة إن لم نقل جميعهم يقول الناشط الإعلامي قلة قليلة جدا لا تصلي، والصلاة عادة تكون جماعة في المساجد، وأي شخص من المجموعة يمكنه أن يؤم الصلاة، وعندما لا تكون الصلاة في المسجد متاحة فالصلاة تكون على الجبهة وإلى جوار السلاح. ويضيف الناشط الإعلامي «ليس كل أفراد المجموعات ملتزمين بأوقات الصلاة. هناك شباب يجمعون الصلوات، وقد يوجد ثوار علمانيون من المدنيين بين المقاتلين، وممكن أن نرى سلفيا ملتحيا إلى جانب شاب مودرن، يرتدي شورت وفانلة يؤديان الصلاة معا، وكثيرا ما تحصل نقاشات حامية تنطوي على خلافات كبيرة، يخفف وطأتها بعض الطرافة وتقبل المزاح. الكل متفق على هدف واحد وهو تحرير البلاد من نظام الطاغية الفاسد». وعن السلفيين يشير الناشط الإعلامي الذي أمضى 3 أيام معهم في أحد أحياء حمص القديمة المحاصرة إلى أنهم «ليسوا منغلقين، كما يشاع عنهم، بل هم منفتحون ومعظمهم اتجه للسلفية خلال أيام الثورة». ويؤكد أنه لم يقابل هناك رجال دين سلفيين بالمعنى التنظيمي، وإنما رأى «رجالا متدينين سلفيين، وكانوا قبل الثورة رجالا مدنيين، أطباء، مهندسين محامين، صيادلة، لديهم تدين شعبي تقليدي بعد الثورة تحولوا إلى السلفية والتشدد الديني». ويتابع «أحدهم كان تاجرا وفقد كل ما يملك، كما استشهد عدد كبير من عائلته، كان أكثرنا صلابة وشجاعة، وكان يقول لنا إن قوته وثباته نابعة من إيمانه بالله فهو وحده المعين».

يمضي المقاتلون إذا لم يكن لديهم عملية ليلهم على أصوات القذائف، وإذا سأل أحدهم عن الوضع قال «لا شيء. الأمور جيدة ولله الحمد»، لكن ماذا عن أصوات القصف التي تسمع «لا شيء يهم.. طقطقة يومية عادية»، هكذا يجيب.

فرار طيار من سوريا يعكس مدى صعوبة الانشقاق

أحمد طراد: إذا أردت الانشقاق فعليك أن تخطط لذلك جيدا.. إنها مهمة صعبة جدا

ألتينوزو (تركيا): ليز سلاي*

عندما قرر طيار المروحية السوري، أحمد طراد، الانشقاق عن القوات الجوية السورية بداية هذا العام، أدرك أنها لن تكون مهمة سهلة. كانت قاعدته الجوية في دمشق تخضع لرقابة مشددة، وكان على يقين من أنه يتم التنصت على هاتفه، وشك في أن واحدا من بين كل ثلاثة من زملائه يتجسس لحساب النظام.

وواجه أيضا المعضلة التي يقول هو ومنشقون آخرون إنها أكبر عائق يقف كحجر عثرة في طريق هؤلاء الذين قد يرغبون في الانشقاق عن النظام السوري، لكن لم تواتهم الجرأة بعد، ألا وهي أمن وسلامة أسرته. لقد كان انشقاقه عن قاعدته أمرا مهما، لكن كان الأمر الأهم بالنسبة لطراد (30 عاما) هو التحقق من أن أقاربه لن توجه إليهم هجمات انتقامية بعد انشقاقه.

«علي إجلاء الجميع»، هكذا تحدث وهو يجلس محاطا بعدد من أفراد أسرته البالغ عددهم 15 فردا والذين رحلوا معه الشهر الماضي إلى مدينة ألتينوزو الساحرة الواقعة جنوب تركيا، بمن فيهم زوجته الحامل.

قال طراد: «إذا أردت الانشقاق، فعليك أن تخطط لذلك جيدا. إنها مهمة صعبة جدا».

جسد هروب الأسرة ذروة رحلة امتدت لخمسة أشهر من المؤامرات والخداع، وفي نهاية المطاف الشجاعة التي أبرزت التحديات التي واجهت عشرات الآلاف من الجنود الذين انشقوا بالفعل عن جيش الرئيس بشار الأسد، وربما بعض الأسباب التي ثنت المزيد عن اتخاذ تلك الخطوة.

لم تكن أي من الانشقاقات التي حدثت حتى الآن بالقوة الكافية لقلب ميزان القوى في النزاع المسلح المتصاعد بشكل مطرد في سوريا. لكن وتيرتها تتسارع، متسببة في إضعاف تدريجي لقوات الأمن، الأمر الذي يمكن أن يضعف قبضة الأسد على السلطة.

لا يمكن التحقق بشكل مستقل من قصة رحلة طراد بسبب القيود المفروضة على الصحافيين في سوريا، غير أن طراد قال إنه بدأ رحلته قبل عدة أشهر، يحدوه شعور متغلغل بالقلق حيال التكتيكات المروعة التي يوظفها النظام في إطار مساعيه لقمع الثورة.

كطيار مروحية مساعد في حي الغوطة الشرقية بدمشق، ذكر أنه لم يكن مشاركا بشكل مباشر في القتال، لكنه كان يمضي وقته في توصيل الذخائر ونقل الجنود المصابين أو القتلى من وإلى ساحات القتال بمختلف أنحاء البلاد.

إن سفك الدماء الذي قد شهده (في أحد المواضع ذكر أنه نقل جثث 17 جنديا قتيلا من مدينة حمص إلى دمشق) لم يقلقه بقدر ما أقلقته التقارير التي شاهدها على شاشة التلفزيون حول الأطفال الذين لقوا حتفهم على أيدي قوات النظام. يسترجع قائلا: «شعرت بالعجز لأنه لم يكن بمقدوري تقديم أي مساعدة».

تحولت شكوكه وهواجسه إلى حالة من التصميم والإصرار في فبراير (شباط)، عندما تم فجأة احتجاز نائب قائده بالقاعدة. على غرار طراد، كان نائب القائد سنيا، فيما كان الضباط الذين قاموا باحتجازه علويين.

يقول طراد إنهم قد أهانوه على مرأى من الجميع, ولقد ضربوه وقذفوا غطاء محرك سيارة نحو رأسه، واتهموه بالتجسس لحساب إسرائيل وتنظيم القاعدة. ويضيف: «حينها أدركت أن كل الضباط السنة في الجيش تعتمل في أذهانهم مثل هذه الاتهامات، وأن هذا المصير سيلحق بنا جميعا في وقت ما».

بدأ طراد بشكل فعلي في التخطيط للهروب. حاولت شقيقته في حلب التواصل مع ثوار الجيش السوري الحر الذين يعملون على طول الحدود التركية لسؤالهم عما إذا كان بمقدورهم المساعدة في ترحيل الأسرة بأكملها. وافق الثوار؛ لكنهم أرادوا في البداية دليلا على صدق حديث طراد، وعدم كونه جاسوسا لحساب النظام.

من ثم، أصبح طراد جاسوسا للجيش السوري الحر. استمر في عمله في نقل القتلى والمصابين بالمروحية، غير أنه كل بضعة أسابيع، تتصل به امرأة وتزعم أنها محبوبته. حتى إنهما قد يتبادلان عبارات الغزل لخداع أي شخص يحتمل أنه يسترق السمع للمكالمة، ثم يرتبان موعدا غراميا في أحد مقاهي دمشق. وهناك، يلتقي شخصين من الجيش السوري الحر، وينقل لهما معلومات عن تفاصيل العمليات العسكرية من قاعدته، وأسماء الطيارين المشاركين في قيادة المروحيات التي تقوم بالمهام القتالية التي يسقط ضحيتها عدد هائل من المصابين. يسترجع قائلا: «تسببت المكالمات الهاتفية في خلافات عدة مع زوجتي».

تقول زوجته فاتن وهي تلكمه على ذراعه: «حتى هذا اليوم، لست متأكدة من أنني أصدق هذه القصة».

جاء آخر دافع له للانشقاق عندما تم اعتقال الثائرين اللذين كان يتواصل معهما وإطلاق النار عليهما في إحدى ضواحي دمشق. فقد خشي أن تكون قوات الأمن قد علمت بأنشطته، وضغط على الثوار من أجل تهريبه. أرسل زوجته ووالدته وشقيقاته أولا، وبعدما علم أنهن آمنات في تركيا، غادر دمشق، منطلقا مع والده في الساعة الرابعة صاحبا لركوب حافلة متجهة إلى حلب.

كان بحوزته مستند يسمح له بالمغادرة، قام بتزويره على جهاز الكومبيوتر خاصته، ثم ارتدى ملابس المدنيين لصرف انتباه ضباط الأمن المنتشرين في محطة الحافلات وعلى طول الطريق السريع ممن كانوا يبحثون عن منشقين مثله.

وفي وقت متأخر من فترة الظهيرة، وصل إلى حلب، حيث كان في انتظاره سائق سيارة أجرة موثوق به بصحبة أشقائه الثلاثة. تقدمت سيارة يقودها أصدقاؤه لتنبيههم إلى نقاط التفتيش المحتملة على طول الطريق. وفي وقت الغروب، كانوا يشقون طريقهم عبر حقل ألغام باتجاه الحدود التركية، مستعينين بثوار كانوا على دراية بالطريق.

عندما وصل إلى السياج الفاصل بين تركيا وسوريا، دق جرس الهاتف الجوال الخاص بأخيه. كان المتصل هو قائده في القاعدة، الذي حذره من أنه قد بدأت عملية بحث عنه وأنه تم توزيع اسمه في أرجاء المدينة. لكن الوقت كان متأخرا جدا؛ وبعد دقائق، وصل بسلام.

يذكر أن اسمه مدرج الآن على قائمة تنتظر التجنيد بإحدى كتائب الجيش السوري الحر. وتقول زوجته، التي من المنتظر أن تضع توأمين (أول طفلين لهما) في فبراير، إنها تشعر بالغيرة. تقول وهي تميل رأسها على كتفه: «أتمنى فقط لو كان بمقدوري الانضمام إلى الجيش السوري الحر أيضا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

طريق حلب – دمشق الدولي يسيطر عليه المعارضون والنظام فقد نفوذه في المناطق الشمالية

مصادر ميدانية لـ «الشرق الأوسط» : حواجز الجيش الحر باتت مقبولة كبديل عن الجيش النظامي في إدلب

بيروت: نذير رضا

على غير عادتها، انطلقت الحافلة التي تقل ركابا عائدين من منبج في ريف حلب، إلى لبنان، من غير تصريح أمني بأسماء الركاب. هذا الإجراء لم يعتد عليه المسافرون، كما أوضح بسام (32 عاما) الذي كان يزور المدينة للمشاركة في عزاء جدته لأمه، «لكنه تبدل منذ ازدياد عدد المعارضين المطرد في المدينة قبل ستة أشهر، إذ يلبث رجال الأمن التابعين للنظام في مراكزهم العسكرية المدشمة، ولا يخرجون منها حتى للقيام بواجبهم، خوفا من غضب المعارضين».

الإجراءات الاستثنائية التي طرأت على «نقطة انطلاق الحافلات في منبج»، تشير إلى الواقع الذي تبدل في المدينة منذ وصول الاحتجاجات إليها. ويؤكد بسام لـ«الشرق الأوسط» أن «رجال الأمن باتوا يشعرون على الدوام بأنهم مطاردون من قبل المعارضين السلميين والمسلحين، فيلتزمون ثكناتهم العسكرية المدشمة بأكياس الرمل والبراميل المعدنية، ولا يخرجون منها إلا بمؤازرة من الجيش النظامي»، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات الاحترازية «لا تقتصر على رجال الأمن المكلفين بجمع معلومات عن المسافرين، بل تشمل عناصر فروع الاستخبارات والشرطة».

وإذا كانت هذه الصورة تعبر عن حجم انحسار سلطة النظام عن مدينة منبج ومحيطها، فإن الوقائع الأخرى على الطريق الدولي بين حلب ودمشق، تؤكد أن النظام فقد نفوذه في مناطق كثيرة من سوريا.

وأشار بسام إلى تغير لافت على الطريق الدولي يؤكد انحسار سلطة النظام وفقدانه السيطرة على المناطق الشمالية والوسطى في سوريا، يقول: «بعد خروجنا من حلب، ووصولنا إلى تخوم مدينة سراقب، توقفت الحافلة على حاجز عسكري، تبين أنه حاجز ثابت للجيش السوري الحر». وأضاف: «كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء. صعد عسكري من الباب الأمامي وسألنا عما إذا كان بيننا عسكريون، فأجبناه بالنفي، ذلك أن العسكري لا يستطيع الحصول على تصريح لمغادرة الأراضي السورية. عرضنا عليه إظهار بطاقات الهوية، فقال إنه لا يريد تأخيرنا لأن الطريق، كلما تأخر الوقت تصبح أخطر بحكم وجود عصابات وشبيحة وقطاع طرق».

وأضاف بسام: «توقفنا عند ثلاثة حواجز للجيش السوري الحر على الطريق من حلب باتجاه حمص، اثنان منهم في محافظة إدلب، وهما سراقب ومعرة النعمان، وآخر قبل الوصول إلى الرستن بنحو 10 كيلومترات»، مشيرا إلى أن «هذه الظاهرة تكشف عن حجم فقدان سيطرة النظام على المناطق السورية، وسيطرة الجيش السوري الحر على الأرض ميدانيا».

أما حواجز القوات النظامية على طول الطريق، فلم تتخط العدد واحد وتحديدا على تخوم مدينة حمص، لافتا إلى أن هذا الحاجز «كان لقوات الجيش وليس للقوى الأمنية، وكان معززا بدبابتين».

ويبدو أن الصورة على طريق حلب – دمشق، تكشف الكثير من الواقع الميداني على الأرض. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» من محافظة ريف حلب إن السكان «لا يرون أثرا للقوات الأمنية وعناصر المخابرات». وأضافت: «وحدها الدبابات التي تنتشر على مداخل المدن وعلى الطرقات الدولية، تشير إلى أن النظام ما زال موجودا على نطاق محدود».

وأضافت المصادر: «تبدو المدن شبه خالية من الوجود الأمني، حيث اعتكفت العناصر الأمنية عن الخروج في الليل، وتنازلت عن مهمة اعتقال المطلوبين، فيما يتكفل الجيش بالمهمة حيث يقوم بعمليات خاطفة». ولا يرى السكان، بحسب المصادر، «إلا الآليات العسكرية، في حين يتخطى عدد أعلام الثورة السورية في القرى التابعة لريف حلب، عدد أعلام حزب البعث».

وإذا كانت بعض المدن تشهد وجودا محدودا غير فاعل للقوات الأمنية التابعة للنظام، وتعتكف عن مهماتها بعد حلول الظلام، فإن بعض المناطق لا تشهد أي وجود لقوات النظام، باستثناء مرابض المدفعية البعيدة. وفي هذا الإطار، قالت مصادر ميدانية من إدلب لـ«الشرق الأوسط» إنه في إدلب «لا هيبة أصلا للنظام وقواته الأمنية في الداخل»، مؤكدة أن الجيش الحر «بات مقبولا كجيش بديل عن الجيش السوري، ولا يعارض السكان حواجزه المتنقلة على تخوم المدن والثابتة في بعض الأحياء».

ضغوط دولية على بكين وموسكو بشأن سوريا لزحزحة موقفهما من الأزمة

حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الصين على استخدام نفوذها لدى النظام السوري، بهدف تطبيق خطة المبعوث العربي والدولي لسوريا كوفي أنان ووضع حد للعنف الذي تشهده البلاد منذ 16 شهرا، بينما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى التعاون لإيجاد مخرج للأزمة السورية، وذلك قبيل قرار دولي مرتقب يجري التحضير له.

وكانت الصين وروسيا قد استخدمتا حق الفيتو مرتين في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارين يدينان النظام السوري.

وقال المتحدث باسم بان إن الأخير حث وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي -خلال اتصال هاتفي- على استخدام النفوذ الصيني من أجل التطبيق الكامل والفوري لخطة أنان و(بيان مجموعة العمل حول سوريا) الصادر في جنيف الذي ينص على عملية انتقال سياسي في البلاد.

وأشار المسؤول الأممي -خلال المحادثة الهاتفية- لرسالة وجهها أنان لمجلس الأمن الدولي أول أمس الجمعة اتهم فيها الحكومة السورية بالاستخفاف بقرارات الأمم المتحدة، بارتكابها مجزرة جديدة في قرية التريمسة بمحافظة حماة.

وفي المقابل، ترفض الصين اعتبار نظام الرئيس بشار الأسد الجهة الرئيسية المسؤولة عن أعمال العنف التي قتل فيها آلاف السوريين، وتوجه الاتهام للسلطة والمعارضة على السواء.

ومن المقرر أن يزور أنان الصين غدا الاثنين للتباحث في القرار الأممي المرتقب بشأن سوريا بعد أن زار دمشق وطهران وبغداد، فيما يزورها بان كي مون الأسبوع المقبل للمشاركة في منتدى التعاون الصيني الأفريقي.

تحرك فرنسي

وفي نفس الاتجاه، حذر الرئيس الفرنسي هولاند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مغبة حدوث حرب أهلية في سوريا، ودعاه في اتصالين هاتفيين للتحرك لإيجاد موقف سياسي يمنع الحرب الأهلية، معتبرا أنه ما زال هناك متسع من الوقت.

ورأى هولاند أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في 6 يوليو/تموز بباريس “أتاح جمع نصف بلدان العالم والقول إن علينا الاستمرار في ممارسة الضغوط من أجل رحيل الأسد وتحقيق انتقال سياسي”.

الرد الروسي جاء على لسان ألكسندر بانكين نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي الذي أبدى استعداد بلاده للتوصل لحل وسط عند مناقشة قرار دولي جديد بشأن سوريا يتعلق بتمديد ولاية بعثة المراقبين الدوليين، لكنه أوضح أن ثمة خطا أحمر لا يمكن تخطيه، موضحا أنه سيكون من المستحيل أن تستمر عملية السلام وأن تمدد ولاية بعثة المراقبين “بينما عصا العقوبات موجهة ضد طرف واحد هو الحكومة”.

واعتبر بانكين أن دعوات بعض ممثلي المعارضة السورية لإبعاد أنان عن عملية التسوية غير لائقة، متهما المعارضة بالتورط في عمليات عنف.

عرض إيراني

وفي تطور آخر، عرضت طهران استعدادها للاضطلاع بدورها -بجانب دول أخرى- لإجراء حوار بين الحكومة والمعارضة بسوريا واستعادة الأمن والاستقرار فيها.

وقد عرضت طهران -الحليف الأساسي لدمشق- مرات عدة استخدام نفوذها للمساعدة في حل الأزمة السورية، لكن هذا العرض رفضته المعارضة السورية وبعض الدول الغربية والعربية التي تتهم طهران بتقديم مساعدة عسكرية لنظام الأسد لقمع المعارضة.

وفي مصر، حث الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إيران وروسيا على التخلي عن دعمهما للأسد. ودعا لتشكيل قوة حفظ سلام عربية في فترة انتقالية تعقب تنحي الأسد.

وأكد الرئيس المصري محمد مرسي دعم بلاده الكامل للشعب السوري في ثورته، لكنه رفض التدخل الأجنبي العسكري في سوريا، معتبرا أن هناك إجراءات كثيرة غير ذلك يجب القيام بها.

وفي الأثناء، شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن الكلام قد نفد، وأكد أن “النظام السوري الدموي الظالم سيرحل عاجلا أم آجلا”.

تأتي هذه التطورات فيما يجري الاستعداد لعقد اجتماع طارئ للجنة الوزارية العربية الأسبوع المقبل في الدوحة لبحث الأزمة السورية.

المراقبون يرجحون استهداف منشقين بالتريمسة

                                            لم يحصوا بعد الضحايا

قال فريق من المراقبين الدوليين في سوريا إنه عاين السبت آثار التدمير والحرق جراء الهجوم الذي شنه الجيش السوري الخميس الماضي على قرية التريمسة بحماة وارتكب فيها مجزرة أودت بحياة 200 قتيل أو يزيد, ورجح أنه استهدف ناشطين ومنشقين.

وقالت المتحدثة باسم المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة مساء السبت إن الفريق عاين في التريمسة مدرسة محترقة ومنازل مدمرة جراء القصف الذي استخدمت فيه المروحيات، وفق ما قال المراقبون قبيل دخولهم القرية السبت.

ويعتقد المراقبون أن الجيش السوري استهدف أساسا أثناء الهجوم منازل ناشطين ومنشقين ينتمون في الغالب إلى الجيش السوري الحر.

وأضافت المتحدثة الأممية أن المراقبين عاينوا بقع دم وفوارغ رصاص في غرف عدد من المنازل، مما يرجح روايات سكان وناشطين باقتحامها من قبل أفراد من قوات النظام السوري أو المليشيات التابعة له (الشبيحة), وقتل من فيها.

وتابعت أنهم عاينوا آثار حرق في خمسة منازل متضررة فضلا عن المدرسة التي جرى حرقها أيضا. وقالت سوسن غوشة إن أسلحة مختلفة استخدمت في الهجوم على القرية خاصة منها المدافع بما فيها مدافع الهاون بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة.

وكان عدد من أهالي التريمسة قالوا في روايتهم لملابسات المذبحة إن جنودا ومسلحين يعتقد أنهم من قرى علوية مجاورة موالية للنظام شاركوا في الهجوم, وقتلوا مدنيين حاولوا الهرب من القصف, وقتلوا آخرين ذبحا ورميا بالرصاص, وأحرقوا البعض الآخر داخل بيوتهم ومنهم الطبيب مصطفى الناجي وأطفاله.

وأظهرت صور خاصة بالجزيرة جثثا متفحمة وأخرى مضرجة بالدماء وضعت في مسجد القرية قبل أن تدفن لاحقا. وقال ناشطون من حماة إن المراقبين الذين زاروا التريمسة التقوا بعض سكان القرية والتقطوا صورا, وجمعوا شظايا من المنازل التي وقعت معاينتها لتحديد نوع الأسلحة المستخدمة في الهجوم.

وقبل دخولهم القرية للمعاينة على متن سيارة, أرسل المراقبون الجمعة فريقا لاستطلاع الوضع في محيط القرية وفقا للمتحدثة باسم بعثة المراقبين. وقالت سوسن غوشة إن رئيس البعثة الجنرال روبرت مود لم يطلب إذنا لزيارة التريمسة, وإنما تقرر دخول الفريق إليها بعد التأكد من توقف إطلاق النار في المنطقة.

عودة للقرية

وأضافت المتحدثة الأممية أن المراقبين سيعودون اليوم الأحد إلى التريمسة لاستكمال التحقيق. وتابعت أن عدد الضحايا في القرية لا يزال غير واضح.

وكان ناشطون وسكان تحدثوا عن مقتل أكثر من 220 شخصا في القرية, في حين رفعت تقديرات لمصادر سورية معارضة الحصيلة إلى 300 قتيل.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا في القرية, وقال إن عددا كبيرا من القتلى أعدموا جماعيا, وأشار إلى مقتل 17 شخصا بينهم أطفال ونساء لدى محاولتهم الفرار من القصف الجوي والمدفعي الذي كانت تتعرض له القرية.

ووفقا للمرصد السوري أيضا, فإن من بين القتلى عشرات المقاتلين. من جهتها, قالت الحكومة السورية إن قواتها نفذت عملية “نوعية” في القرية وقتلت عددا كبيرا من “الإرهابيين”, ونفت مقتل مدنيين.

وأثارت المذبحة تنديدا دوليا, وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التقاعس الدولي يعطي النظام السوري رخصة للقتل.

تحقيق جنائي

بدورها, دانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان السبت مذبحة التريمسة, ودعت إلى تحقيق جنائي. وطالبت المنظمة في بيان لها بتشكيل لجنة تحقيق جنائية لتقصي الحقائق حول هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي وقعت في سوريا.

وأضافت أنه يتعين إصدار قرار ملزم من قبل الأمم المتحدة وفق الفصل السابع في حال رفض الحكومة السورية التحقيق. كما رأت أن الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي يمنح الرئيس السوري بشار الأسد ترخيصا لمزيد من القتل.

المراقبون يعودون إلى قرية التريمسة السورية .. واستراليا تدعو روسيا لاقناع الأسد بالرحيل

يعود المراقبون الدوليون إلى قرية التريمسة الأحد لمتابعة تحقيقاتهم في عمليات القتل التي وقعت الخميس الماضي وأثارت ردود فعل غاضبة عالميا.

واتهم المعارضون في الخارج الجيش النظامي السوري بمواصلة قصف مناطق مختلفة في البلاد الأحد ، ما أدى كما تقول المعارضة لمقتل تسعة أشخاص.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن القصف تواصل على مختلف المناطق التي وصفت بالخارجة عن سيطرة النظام.

وأشار المرصد إلى أن القصف “تركز على احياء مدينة حمص وريفها”

وأضاف في بيان ان احياء عدة في مدينة حمص ايضا تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليها.

وفي اتصال مع وكالة أنباء فرانس برس ، قال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله إن “القصف تجدد على الرستن والقصير منذ نحو التاسعة صباحا”، مشيرا الى ان المروحيات “حلقت لنحو ربع ساعة اطلقت خلالها حوالي 11 صاروخا على القصير”.

سوريا

المراقبون: اسخدمت كل الاسلحة في مهاجمة منازل المعارضين المسلحين في التريمسة.

ولفت العبدالله الى ان “المروحيات تطلق صواريخ جديدة على المنازل يؤدي الى اشتعالها بشكل سريع”، مضيفا “يبدو ان الصواريخ هذه تحمل مواد قابلة للاشتعال وهى المرة الأولى التي نشاهد فيها هذا النوع منها”.

نفوذ روسيا

دبلوماسيا، دعت استراليا الحكومة الروسية إلى تأييد إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة.

وقال وزير الخارجية الاسترالي بوب كار في تصريحات صحفية الأحد ” يجب أن يرحل الرئيس الأسد وطريقة التخلص منه هو أن تمارس روسيا نفوذها على دمشق وتؤيد عقوبات شاملة في مجلس الأمن”.

وأضاف كار ” برحيل الأسد يمكننا إجراء مفاوضات بين المكونات الأخرى من النظام في دمشق والمعارضة ، كل عناصر المعارضة”.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال إنه “لايزال هنالك وقت لإيجاد حل سياسي لتجنب تفجر حرب أهلية في سوريا”.

كما طالب هولاند السبت روسيا بوقف ما وصفه بـ “جهدها لعرقلة استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية”.

BBC © 2012

الخارجية السورية تنفي بيان عنان بأن طائرات هليكوبتر ودبابات استخدمت في التريمسة

دمشق (رويترز) – نفت وزارة الخارجية السورية يوم الاحد بيان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا كوفي عنان بأن طائرات هليكوبتر ودبابات ونيران مدفعية استخدمت في اشتباكات التريمسة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي للصحفيين في دمشق إن 37 مقاتلا ومدنيين اثنين قتلوا في التريمسة وليس أكثر من 100 كما يقول نشطاء.

وقال مقدسي “تسلمنا مساء امس رسالة من السيد كوفي عنان موجهة للسيد وزير الخارجية الاستاذ وليد المعلم تتعلق بما حصل في قرية التريمسة أقل ما توصف هذه الرسالة بأنها لم تستند على حقائق. ما جرى في هذه القرية وبدبلوماسية شديدة نقول انها رسالة متسرعة الى ابعد الحدود.”

وأضاف “استمرت الاشتباكات بضعة ساعة… ولم تستخدم خلالها قوات الحكومة لا الطائرات ولا الحوامات (طائرات هليكوبتر) ولا الدبابات ولا المدفعية.كل ما قيل عن استخدام اسلحة ثقيلة للهجوم على قرية مساحتها واحد كيلومتر مربع عار عن الصحة.”

(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

ديلي تيليغراف: المجازر المتكررة في سوريا هي عمليات تطهير عرقي بحق العرب السنة

ادريان بلومفيلد – مراسل الشرق الأوسط

لا شيء يثبت بشكل صارخ عجز المجتمع الدولي تجاه الأزمة السوري أكثر من العدد المتزايد من المجازر المرتكبة في القرى العربية السنية في البلاد.

بينما يجتمع مجلس الأمن في جلسة مغلقة لإجراء محاولة أخرى لتصعيد الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، فإن التقارير الأولى تظهر أن ما حصل في قرية تريمسة هو المجزرة الاكثر دموية حتى الآن. فقد ذبح ما لا يقل عن 200 شخص وفقا لما صرح به شخصيات معارضة، متفوقا على ضحايا قرية  قبير القريبة حيث تم ذبح ما بين 55 – 78  يوم 6 يونيو، وفي مايو وقعت  مجزرة الحولة التي أودت بحياة 108 شخصا.

هذه الفظائع التي تشابه بعضها تسلط الضوء على الطابع الطائفي المتزايد للصراع في سوريا.

قرى الحولة وقبير وتريسمة هي قرى زراعية يقطنها العرب السنة. في جميع الحالات الثلاثة، كانت القرى السنية محاطة بقرى سكانها من طائفة الرئيس الأسد العلوية.

أيضاً في الحالات الثلاثة، تم القتل بطريقة مماثل. تم توجيه الاتهام للقوات الحكومية في بدء الهجمات، وذلك باستخدام المدفعية والدبابات وحتى طائرات هليكوبتر لقصف القرى، والتي يبدو أنها قدمت المأوى للمسلحين السنة. فقط عندما يتم إضعاف المقاومة المسلحة، تتقدم قواة المشاة صوب القرية يرافقها أعضاء من ميليشيا الشبيحة الموالية للحكومة المكونة بشكل رئيسي من العلويين.

شهود عيان ونشطاء يدعون أن الشبيحة هي المسؤولة عن العديد من عمليات القتل، وقالوا أن المسلحين نفذوا عمليات مداهمة للمنازل والتي تنتهي أحياناً بإبادة عوائل بأكملها مما يفسر اعداد الضحيا من النساء والاطفال. ويقدر أن 20 امرأة و 20 طفلا كانوا من بين القتلى في مجزرة قبير، في حين أن 34 من النساء و49 من الأطفال لقوا حتفهم في الحولة.

على الرغم من أنه لم يتم بعد تحديد عدد القتلى في قرية تريمسة بشكل دقيق، إلا ان من المتوقع ان تكون النسبة مشابهة حيث أن الهجوم ترافق مع قصف مدفعي للمسجد الذي كان يستخدم كمأوى من بعض أهالي القرية.

بالنسبة للجيش السوري فإن الهجمات على القرى الريفية لها مغزى استراتيجي، فغالباً ما يستخدمها المتمردون السنة كقاعدة لتنسيق هجماتهم على المدن الكبرى والبلدات أو على قوافل الجيش على امتداد الطرق الرئيسية للبلد، كما أنها توفر ملاذا للمتمردون بعد الانتصارات العسكرية التي حققتها القوى الحكومية في المدن القريبة مثل حمص وحماة.

ولكن الموقع الجغرافي للمجازر الأكثر وحشية (الحولة وقبير وتريمسة) تشير إلى أن هناك دوافع أخرى.

المراقبون يشيرون إلى أن العلويين، خوفاً من الهزيمة والانتقام الطائفي قد عزموا أمرهم على إنشاء منطقة خاصة بهم في معقلهم التقليدي يستطيعون حمايتها من السنة. إذا كان هذا صحيحا، فإنه يشير إلى أن بعض القادة العلويين قد شرعوا بتفيذ سياسة التطهير العرقي للقرى سنية – مما يدعو للإسراع بالتوصل إلى حل للأزمة.

مجزرة الحول قادت الى تصاعد حاد في أعمال العنف مع المتمردين والتخلي التام عن مبادرة وقف اطلاق النار التي اطلقها كوفي عنان، المندول الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وكان حزيران أكثر الشهور دموية منذ اندلاع الانتفاضة السورية، مع معدل ما يقارب 100 شخص يموتون كل يوم في نصفه الأخير.

من المؤكد أن إراقة الدماء في قرية  تريمسة سيسرع دائرة العنف والانتقام، وسيدفع الأعداد متزايدة من  السنة للانضمام إلى صفوف المتمردين.

لقد فشلت المبادرات الدولية المختلفة في التأثير على العنف وإراقة الدم. ومع الاخفاق الواضح لبعثة عنان ومراقبيه الدوليين، فقد قامت روسيا والغرب باقتراح حل مرقع يدعو المعارضة والنظام لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن تم إحباط الجهود المبذولة لاعطاء الخطة الجديدة أي فاعلية بعد ان استخدمت روسيا حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن يهدد نظام الأسد بفرض عقوبات اذا لم يتم تنفيذ الخطة في غضون 10 يوما.

ولأن هذه المبادرة الجديدة لم تذكر على وجه التحديد استبعاد الرئيس الأسد من الحكومة الانتقالية المقترحة وذلك بسبب اعتراضات روسية، فإن المعارضة لم تبد حماساً للخطة على أي حال.

شيء واحد اتفقا الغرب وروسيا عليه وهو أهمية احتفاظ عنان بمنصبه كوسيط لأنه يتمتع بقدر من الثقة من كلا الجانبين.

أعلنت جماعة الاخوان المسلمين، وهي المجموعة الأكثر تأثيرا من بين جماعات المعارضة، في بيان لها يوم الجمعة انها تحمل روسيا وايران المسؤولة عن المجزرة وذلك بسبب دعمهما لبشار الأسد.

غضب من هذا النوع تجاه موسكو ليس جديد، لكنها المرة الاولى التي يحمل الاخوان السيد عنان جزء من اللوم.

قالت الجماعة في بيان لها: “جماعة الاخوان المسلمين في سوريا لا تعتبر بشار الوحش المسؤول الوحيد عن هذه المجزرة المروعة.

المسؤولية عن هذه المجزرة والمجازر السابقة تقع أيضا على عاتق عنان، مع الروس والايرانيين، وجميع تلك الدول التي تدعي أنها تحمي السلام والاستقرار وتبقى حتى الآن صامتة وتتوارى بعيدا عن تحمل أي مسؤولية.”

إذا تعالت اصوات الاستنكارات، فقد يصبح بقاء عنان مبعوثا دولياً إلى سوريا أمر لا يمكن الدفاع عنه.

المصدر: ديلي تلغراف

الفارس: أخرجت عائلتي من سوريا قبل أن تهرّبني المعارضة

تنفرد صحيفة “الصنداي تلغراف” البريطانية بنشر لقاء مطوَّل مع نواف الشيخ فارس، سفير سوريا السابق لدى العراق، ويعرض من خلاله الأسباب التي يقول إنها دفعته إلى الانشقاق قبل أيام عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأقر السفير المنشق بأنه شخصيا ساعد النظام في سوريا على إرسال “الوحدات الجهادية” لمقاتلة القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات التي أعقبت غزو تلك البلاد والإطاحة برئيسها السابق صدام حسين في عام 2003.

ويضيف: “لقد تشجع كل العرب والأجانب الآخرون للذهاب إلى العراق عبر سوريا، وكانت الحكومة السورية تسهل لهم الحركة”.

أما عن دوره هو في تلك العمليات، يقول الفارس: “كمحافظ في ذلك الوقت، صدرت لي تعليمات شفهية بتسهيل مهمة أي موظف مدني يريد الذهاب إلى العراق، وأنه سيتم التغاضي عن تغيبه”، مشيرا إلى أنه يعرف شخصيا العديد من “ضباط الارتباط” مع تنظيم القاعدة.

ويردف الدبلوماسي السوري المنشق قائلا إن تلك “الوحدات الجهادية”، التي نفذت سلسلة هجمات انتحارية في العراق، هي المسؤولة أيضا عن تنفيذ هجمات مشابهة في أنحاء متفرقة من سوريا خلال الأشهر الأخيرة من الانتفاضة الشعبية التي بدأت ضد نظام الأسد في 15 آذار من عام 2011.

ويشير الفارس الى أن تلك الهجمات وغيرها من الحوادث الدموية التي شهدتها سوريا مؤخرا هي التي حدت به إلى الابتعاد تدريجيا عن النظام حتى لحظة إعلان انشقاقه عنه في الحادي عشر من الشهر الجاري.

ويمضي إلى القول: “حاولت الدولة في بداية الثورة إقناع الشعب بأن الإصلاحات ستبدأ حالا. وقد عشنا على ذلك الأمل لفترة، ولكن، بعد أشهر عدة أصبح من الواضح بالنسبة لي أن وعود الإصلاح تلك كانت مجرد أكاذيب”.

ويردف قائلا: “عندئذ اتخذت قراري. لقد شاهدت المجازر تُرتكب، وما كان بإمكان إنسان أن يتصالح مع نفسه ويبقى في موقعه بعد أن رأى ما رأيت وعرف ما عرفت”.

ويكرر الفارس في اللقاء ما كانت المعارضة السورية قد وجهته للحكومة السورية من اتهامات بتدبير التفجيرات والمذابح التي شهدتها البلاد مؤخرا، الأمر الذي دأبت الحكومة السورية على نفي ضلوعها فيه جملة وتفصيلا، لطالما ألقت بالائمة في كل تلك الأحداث الدموية على تنظيم القاعدة والمعارضة السورية المسلحة.

وعن تمكنه من ترتيب أمر انشقاقه دون علم النظام بذلك، يقول الفارس إنه بدأ أولا بإخراج أفراد أسرته جميعا خارج سوريا قبل أن تقوم المعارضة السورية بتهريبه هو، إذ واظب على عمله للتمويه حتى آخر لحظة، مدركا أن كافة مكالماته الهاتفية كانت تخضع لرقابة لصيقة كدبلوماسي.

وعن عواقب انشقاقه يقول الفارس إن العديد من أبناء عمومته وأقربائه من عشيرة العكيدات التي ينتمي إليها، وتتركز بشكل أساسي في محافظة دير الزور الواقعة شرقي البلاد وفي المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، قد تم استجوابهم من قبل الاستخبارات السورية، وبالتالي اضطروا للتواري عن الأنظار بعد ذلك.

أما القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلته يقفز من السفينة، يقول الفارس، فهي ما رآه خلال آخر زيارته الأخيرة إلى محافظته دير الزور قبل نحو شهر واحد من انشقاقه، إذ يقول: “كان هنالك خراب هائل، وسقط آلاف البشر قتلى، والعديد منهم من عشيرتي. كانت الحياة في المدينة شبه معدومة، وقد انفطر فؤادي لما رأيته، إذ كان الأمر مأساويا إلى درجة لا يمكن تصديقها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى