أحداث الأحد، 19 أيار 2013
الأسد يشكك في المؤتمر الدولي ويتمسك بترشيح نفسه
باريس – رندة تقي الدين
دمشق، لندن، الرياض، بيروت، نيويورك، واشنطن – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – يعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى المنطقة الأسبوع المقبل لمحاولة الدفع باتجاه عقد المؤتمر الدولي حول سورية وإعادة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويستهل كيري جولته الثلثاء في سلطنة عمان على أن يتوجه الأربعاء إلى الأردن للبحث في «حل سياسي تفاوضي للأزمة في سورية»، كما أوضحت وزارة الخارجية. ويشارك كيري في مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي يستضيفه الاردن ويضم المعارضة السورية و11 دولة تدعمها. وشكك الرئيس بشار الاسد في فرص نجاح «جنيف – 2» وقال في حديث الى صحيفة «كلارن» الارجنتينية «لا نعتقد ان كثيراً من الدول الغربية تريد حلاً في سورية» وحمّل مجدداً هذه الدول مسؤولية دعم «الارهابيين» في بلاده. واضاف «نحن ندعم ونؤيد هذه الجهود لكن يجب ان نكون واقعيين… لا يمكن ان يكون حل من طرف واحد في سورية. هناك حاجة الى طرفين على الاقل». واكد انه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة ولن يوافق على دخول مراقبين للاشراف على هذه الانتخابات الا من «دول صديقة لسورية» مثل روسيا والصين. وقال ان اسرائيل تقدم الدعم لمسلحي المعارضة من خلال توفيثر معلومات استخبارية عن المواقع التي يقومون بقصفها.
وبينما تستمر الجهود تحضيراً للمؤتمر الدولي تصاعدت «حرب المواقع» واعمال التهجير الطائفي على الارض، فبعد تقدم قوات النظام في عدد من المناطق ذات الغالبية السنية وتهجير سكانها كما حصل في البيضا في ريف بانياس، سيطرت قوات المعارضة في اليومين الماضيين على عدد من القرى ذات الغالبية العلوية التي تم تهجير سكانها بعد معارك عنيفة ادت الى انسحاب قوات النظام. كما اكدت مصادر رسمية سورية خبر خطف ماجود المقداد (84 عاماً) والد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه بات رهينة في يد المسلحين الذين يسعون الى مبادلته باقارب مسلحين قامت قوات النظام باحتجازهم.
وكانت الازمة السورية وقضية الملف النووي الايراني بين المواضيع التي جرى بحثها بين وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وكبار المسؤولين الصينيين خلال زيارته الرسمية الى بكين ولقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشار في الدولة يانغ جيتشي ووزير الخارجية وانغ بي. ونقل سعود الفيصل رسالة إلى الرئيس الصيني من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتناول العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وينتظر ان تركز النقاشات في مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» على مسألة مشاركة المملكة العربية السعودية وايران في مؤتمر جنيف، اضافة الى دول مجاورة اخرى، اضافة الى توفير تطمينات للمعارضة السورية لضمان مشاركتها ايضاً، وذلك بعدما اعربت جهات في المعارضة عن تخوفها من ان يكون التفاهم الاميركي – الروسي الذي تم أخيراً مقدمة لبقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة وما بعدها.
وينتظر ان يناقش «الائتلاف الوطني» في اجتماعه الاسبوع المقبل هذا الموضوع وشروطه للمشاركة في مؤتمر جنيف بالاضافة الى انتخاب رئيس جديد له خلفاً لمعاذ الخطيب.
وبينما تستمر الجهود الاميركية والروسية بعد اتفاق البلدين على صيغة مشتركة للحل السياسي في سورية ذكرت مصادر في الامم المتحدة ان الديبلوماسيين في المنظمة الدولية يرجحون تأجيل البحث في مسألة وصول المساعدات الى اللاجئين السوريين بحجة عدم فتح معركة بين روسيا والدول الغربية قبل المؤتمر الدولي المزمع في جنيف الشهر المقبل. ويتفق الاعتراض الروسي على هذه المسألة مع التحفظات السورية المتعلقة بدخول المساعدات عبر الحدود التركية وتخوف دمشق من ان يرافق ذلك دخول اسلحة الى مقاتلي المعارضة في الشمال السوري.
وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان عددهم في الدول المجاورة تجاوز مليون ونصف المليون شخص بينما هناك ملايين آخرين بحاجة الى مساعدات داخل سورية.
في الوقت نفسه كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ «الحياة» ان باريس أعدت ورقة عمل لمؤتمر جنيف تنص على حكومة انتقالية تضم «الائتلاف الوطني» وممثلين آخرين عن المعارضة، مع ضرورة تمثيل المعارضة في الداخل، خصوصاً مجالس الثورة في الداخل «وإلا لن ينجح شيء»، و»أنه ينبغي على الطرف الآخر أن يعين ممثلين عن النظام يكونون مبعوثين من الأسد لتنظيم انتقال السلطة». وذكر أن المسألة الأساسية هي كيفية ضمان إعطاء الاسد هؤلاء الأشخاص تفويضاً حقيقياً لتمثيل النظام.
واعتبر المصدر أن الحكومة الانتقالية ينبغي أن تكون سلطة تنفيذية بصلاحيات كاملة، أي أن تحصل على كل السلطات من الأسد. موضحاً أن «المسألة ليست في رحيل الأسد من قصره ولكن تسليمه كل السلطات. وهنا الدور الروسي أساسي لأنه يحتم على الجانب الروسي إقناع الأسد بالتخلي عن جميع سلطاته».
ميدانياً اكد مصدر حكومي سوري لوكالة «فرانس برس» خبر خاطف والد فيصل المقداد وقال ان «ماجود المقداد خُطف امس من منزله على ايدي مسلحين». وعادة ما يستخدم النظام كلمة مسلحين للاشارة الى المقاتلين المعارضين له. واضاف «لقد ضربوه امام عائلته واقتادوه الى مدينة درعا»، وقال ان والد المقداد في عامه الرابع والثمانين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عملية الخطف جاءت رداً على احتجاز قوات من النظام لاقارب احد المسلحين واوضح ان مفاوضات تجري لاطلاق سراحه. وذكرت مصادر سورية اخرى ان هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها للخطف.
الى ذلك سيطر مقاتلون معارضون على اربع قرى وسط سورية يسكنها مواطنون من الطائفة العلوية. وذكر المرصد السوري ان مسلحين من عدة فصائل مقاتلة سيطروا ليل اول من امس (الجمعة) بشكل كامل على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة بريف حماة الشرقي، بعد انسحاب القوات النظامية منها اثر معارك استمرت دامت اسابيع. ونقل المرصد عن مصادر في المنطقة «ان اهالي هذه القرى نزحوا عنها». كما اشار الى سقوط قتلى في صفوف اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام خلال الاشتباكات.
“صندي تليغراف”: “النصرة” تبيع النفط السوري لتمويل أنشطتها
لندن – يو بي أي
أفادت صحيفة “صندي تليغراف” اليوم الأحد أن “جبهة النصرة” تسيطر على آبار النفط في محافظة الرقة والمنطقة الصحراوية شرق سورية، وتبيع منتجاتها لتمويل أنشطتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن “جبهة النصرة”، توسّع نفوذها في سورية وتقوم ببيع النفط الخام للتجار المحليين الذين يستخدمون مصاف محلية الصنع لاستخراج البنزين وأنواع الوقود الأخرى لبيعها للسوريين الذين يعانون من نقص حاد في الوقود.
واضافت أن قدرة جبهة النصرة على الاستفادة من النفط محلياً، سيثير قلق الاتحاد الأوروبي بشكل خاص بعد أن صوّت على تخفيف العقوبات التي يفرضها على سورية ورغبته في الوقت نفسه بتهميش هذه الجبهة داخل صفوف المعارضة السورية.
وأوضحت أن حقول النفط بدأت تلعب دوراً استراتيجياً على نحو متزايد في الأزمة السورية وتقع جميعها في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة القريبة من الحدود العراقية، مشيرة إلى أن جبهة النصرة تقوم بسبب العقوبات الدولية بشحن النفط الخام إلى آلاف المصافي المحلية الصنع التي انتشرت في شمال سورية حيث يتم تقطيره في أحواض محفورة بالأرض، لكن من غير الواضح حجم المال الذي تحصل عليه.
ولفتت إلى أن التجار يشترون البرميل الواحد من النفط الخام بالقرب من مدينة الرقة بقيمة 4000 ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 30 دولاراً.
ونسبت إلى أحد تجار النفط، ويُدعى عمر محمود من محافظة الرقة، قوله إن “جبهة النصرة لا تطالب بضرائب أو رسوم على هذه التجارة، ونقوم بشراء النفط منها لكي لا تفرض مثل هذه الرسوم”.
مصدر عسكري سوري: الجيش النظامي دخل إلى مدينة القصير.. والمعارضة تنفي تقدمه “متراً واحداً“
بيروت – “الحياة”، أ ف ب، يو بي آي
أعلن مصدر عسكري سوري أن الجيش النظامي تمكن من الوصول إلى وسط مدينة القصير في ريف حمص وسيطر على ثلث الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام، في حين نفت الهيئة العامة للثورة السورية في القصير حول أي تقدم للجيش أو عناصر “حزب الله” داخل القصير”.
وأكد مصدر عسكري لوكالة “فرانس برس”، أن القوات النظامية السورية تمكنت الاحد من الدخول الى مدينة القصير الواقعة خارج سيطرة النظام منذ اكثر من عام، وسيطرت على الساحة الرئيسية ومبنى البلدية.
وأوضح ان القوات السورية “تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية”.
من ناحيته، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن “قوات الجيش السوري وصلت إلى وسط مدينة القصير حيث تدور اشتباكات بينها وبين مسلحي المعارضة ما أدى إلى مقتل 70 مسلحاً على الأقل وتسليم عدد آخر أنفسهم”.
وأوضح التلفزيون الحكومي أن “خطي دفاع المعارضة المسلحة الشرقي والجنوبي في مدينة القصير سقطا وإن القوات السورية دخلت إلى الأحياء الشرقية والجنوبية للمدينة ووصلت إلى وسطها حيث سيطرت على تجمّع المدارس”، لافتاً إلى أن”الجيش سيطر على ثلث المدينة واستعاد مبنى مجلس مدينة القصير جنوب مركز المدينة ورفع عليه العلم السوري”.
وأضاف إن “حوالي 70 مسلحاً قتلوا في المعارك اليوم وسلّم عدد آخر أنفسهم كما فر عدد كبير منهم من القصير نحو بلدة الحميدية”.
في المقابل، نفى الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في القصير أحمد القصير دخول الجيش النظامي أو عناصر من حزب الله إلى المدينة.
وأكد أحمد القصير على صفحته الرسمية على “فايسبوك” أن “المعارك ما تزال تدور على اطراف القصير ولم يتقدم جيش النظام او حزب الله الى داخل مدينة القصير”، واصفاً “كل ما يبث” بأنه “اشاعات”.
وأضاف:”رجاء ثم رجاء من الجميع كفاكم اسئلة عن دخول الجيش للقصير فهذا كاذب”، طالباً من المعارضين “الدعاء للابطال الصامدين ويسطرون بطولات في القصير. لم يدخلوها (الجيش النظامي وحزب الله) متراً واحداً”.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أفاد “فرانس برس” في وقت سابق اليوم أن “القوات النظامية بدات هجومها”، مشيراً الى “اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام عند مداخل المدينة” التابعة لريف حمص.
واشار عبد الرحمن إلى ان “الطيران الحربي يقوم بقصف مدينة القصير بعنف منذ ساعات الصباح الاولى بعد ان سادها الهدوء ليومين متتاليين”.
وأفاد المرصد أن القوات السورية شنت غارات جوية على مدينة القصير، ما اسفر عن مقتل “13 شخصا على الاقل بينهم مقاتلين من الكتائب الثائرة قتلوا اثر القصف الذي تتعرض له مدينة القصير من قبل القوات النظامية”.
وافادت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها ان “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ فجر اليوم”، مشيرة إلى أن “المنازل تتهدم وتحترق مع المدينة”.
وتحاصر القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ اسابيع، من اجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اكثر من عام.
وتمكنت القوات النظامية مؤخرا من السيطرة على عدد من القرى الواقعة في ريف المدينة الاستراتيجية التي تقع على المحور الرابط بين العاصمة والساحل السوري في ريف حمص وسط البلاد.
نتانياهو يهدد بقصف سورية مجدداً.. والجيش الإسرائيلي متأهب بعد تقارير عن صواريخ تستهدف تل أبيب
القدس المحتلة – آمال شحادة، لندن، تل أبيب – يو بي اي
اختار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو افتتاح جلسة حكومته الاسبوعية بتصعيد تهديده تجاه سورية مهددا بضربها مجددا لمنع وصول اسلحة لـ “حزب الله”، على رغم التحذيرات الاسرائيلية من ابعاد قصف اسرائيلي جديد ضد دمشق، وذلك وسط رفع الجيش الإسرائيلي حال التأهب على الحدود السورية، بعد تقارير عن نشر دمشق صواريخ متطورة لضرب تل أبيب والعمق الإسرائيلي رداً على أي اعتداء جديد.
وأعلن نتانياهو أن حكومته “تعمل بكل مسؤولية حتى تضمن امن اسرائيل وسكانها وتمنع وصول اسلحة متطورة لحزب الله في لبنان او لتنظيمات ارهابية”، مؤكداً أن سلاح الجو الإسرائيلي “سبق ونجح في منع هذه الاسلحة ولن يتردد في منعها مرة اخرى وضمان نجاح خطواته”.
ولفت إلى ان “إسرائيل تراقب عن كثب التغيرات التي تشهدها المنطقة وفي الوقت نفسه تستعد لكل سيناريو متوقع”، معتبراً أن الشرق الاوسط يعيش فترة حساسة، لم يسبق وان شهدتها المنطقة منذ عشرات السنين، خاصة في سورية.
وكان الوزير في حكومة نتانياهو، عوزي لانداو، دعا جميع المسؤولين الامنيين والعسكريين الى التزام الصمت وعدم اطلاق تصريحات تعكس وجهة النظر الاسرائيلية او ما تخطط له اسرائيل، منتقداً بشكل خاص، رئيس وحدة الاستخبارات العسكرية، ايتي بارون، الذي اعلن ان الرئيس السوري، بشار الاسد، استخدم السلاح الكيماوي.
وفي هذا السياق، إرتفعت حدة التوتر وحال التأهب عند الحدود الإسرائيلية – السورية درجة إضافية حيث كثف الجيش الإسرائيلي استعداداته وجهوزيته لاحتمال تصعيد جديد، مع نشر التقارير حول نصب سورية صواريخ متقدمة من نوع “تشرين” باتجاه اسرائيل استعدادا لضرب تل أبيب، في حال كررت اسرائيل هجماتها الجوية في سورية، بذريعة منع نقل اسلحة الى حزب الله في لبنان.
وكشفت صحيفة “صندي تايمز” في عددها الصادر اليوم، أن الجيش السوري نشر صواريخ أرض ـ أرض متطورة تستهدف تل أبيب، في اعقاب الغارات الجوية التي شنتها مقاتلاتها على أهداف في دمشق.
ورأت جهات إسرائيلية أن التصريحات التي أطلقها مسؤولون اسرائيليون، معلنين ان اسرائيل تتابع عن كثب مخازن الاسلحة السورية وبأن من حقها منع نقلها الى حزب الله في لبنان، بمختلف الوسائل المتاحة لضمان امن بلادها، ساهمت في رفع حدة التوتر ودفعت سورية الى نصب صواريخ باتجاه اسرائيل، اذ اوضحت هذه التصريحات ان اسرائيل ستكرر قصفها لسورية، في حال تم رصد نقل اسلحة.
وحذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين، من ابعاد ضربة جديدة على سورية والاطمئنان الاسرائيلي من تنفيذ القصف من دون أي رد سوري عليه، مشيرا الى ان الرئيس السوري بشار الاسد يواجه ضغوطات كبيرة وغير مسبوقة للرد على أي قصف اسرائيلي جديد.
وشكك يدلين في قدرة اسرائيل على الصمود امام أي تصعيد في سورية، محذرا من أن حربا كهذه ستتحول الى حرب في المنطقة، تستخدم فيها صواريخ متطورة وقادرة على الوصول الى كل مكان في اسرائيل.
من جهتها، أوضحت “صنداي تايمز” أن “سورية تستعد لضرب تل أبيب في حال شنت إسرائيل هجوماً آخر على أراضيها، وأصدرت أوامر لجيشها باستهداف وسط الدولة العبرية إذا ما شنت هجمات اضافية ضدها”، موضحة أن “المعلومات بشأن نشر الصواريخ السورية تم الحصول عليها عن طريق الأقمار الاستطلاعية التي تراقب تحركات القوات السورية، وكشفت بأن سورية نشرت صواريخ (تشرين) المتقدمة القادرة على حمل رؤوس زنة الواحد منها نصف طن”.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة “تمثل تصعيداً بارزاً في التوتر في منطقة تبدو فيها الولايات المتحدة وروسيا وكأنهما تستعدان لخوض حرب باردة”.
ونسبت إلى الخبير العسكري الاسرائيلي في شؤون الصواريخ، عوزي روبين، قوله إن “صوايخ تشرين دقيقة للغاية ويمكن أن تسبب ضرراً خطيراً، وقادرة على وقف جميع الرحلات الجوية التجارية إلى خارج اسرائيل حتى في حال لم تصل إلى مطار بن غوريون مباشرة”.
وفي هذا السياق، أعرب الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط وعضو الكنيست عميرام متسناع، عن قلقه من انعدام الخبرة لدى صناع القرار في إسرائيل بعد تهديدات لسورية.
وقال متسناع، الذي ينتمي لحزب “الحركة” الشريك في حكومة بنيامين نتنياهو وتولى في الماضي مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي وبينها قائد الجبهة الوسطى وقائد الفيلق الشمالي ، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، “إنني مضطرب وقلق، ليس فقط لأننا نتجه نحو حرب لا نريدها، وإنما لأن الكثيرين من صناع القرار ما زالوا مبتدئين، ولم يواجهوا أوضاعا كهذه من قبل”.
الزياني يرحب بإدانة الأمم المتحدة العنف في سوريا
قال إن القرار يعبر عن رفض العالم للانتهاكات الإنسانية بحق الشعب
د. عبد اللطيف الزياني
الرياض: «الشرق الأوسط»
رحب الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار عربي يدين تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، ويستنكر استمرار السلطات السورية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقال الدكتور الزياني: «إن القرار الذي تقدمت به دولة قطر نيابة عن مجموعة من الدول، يمثل خطوة مهمة وضرورية في إطار الجهود التي تبذل، إقليميا ودوليا، من أجل وضع حد للمأساة المؤلمة التي يعيشها الأشقاء السوريون»، مشيرا إلى أن القرار يعبر عن رفض معظم دول العالم، واستنكارها الشديد للجرائم التي ترتكب بحق الشعب العربي السوري.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن أمله في أن تلتقي إرادة المجتمع الدولي على ضرورة حماية الشعب السوري من القتل والتشريد، وتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة بعيدا عن المصالح الآنية الضيقة.
كيري يعود إلى الشرق الأوسط لبحث عملية السلام والملف السوري
حماس تحذر من تداعيات زيارته على جهود المصالحة
واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»
يتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع إلى منطقة الشرق الأوسط في محاولة لإعادة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والدفع باتجاه عقد مؤتمر دولي حول سوريا، في زيارة هي الرابعة له منذ توليه مهامه في مارس (آذار) الماضي. وبدورها حذرت حركة حماس من «التداعيات السلبية» لجولة كيري لا سيما على الجهود الهادفة لتحقيق المصالحة الوطنية بينها وبين حركة فتح.
وقال فوزي برهوم، الناطق بلسان الحركة، إن «سياسة الإدارة الأميركية تهدف لإفشال الجهود المصرية لتحقيق المصالحة وطي الانقسام القائم بين حركتي حماس وفتح، التي بدأت قبل أيام في القاهرة»، وأضاف: «زيارة كيري للمنطقة لن تحمل أي جديد، وهدفها الأساسي إنقاذ الاحتلال الإسرائيلي من الأزمات السياسية التي يعاني منها، والضغط على السلطة الفلسطينية لتقديم تنازلات جديدة».
وحذر برهوم من أن «الإدارة الأميركية تحاول إرجاع عقارب الساعة للوراء، وتعكير الأجواء الإيجابية التي شهدتها ملفات المصالحة».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن جولة كيري الشرق أوسطية ستشمل خصوصا كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن، وستتخللها أيضا محطة أفريقية إذ سيشارك يومي 24 و25 مايو (أيار) الجاري في قمة الاتحاد الأفريقي.
وسيستهل كيري جولته بعد غد (الثلاثاء) في 21 الجاري في سلطنة عمان على أن يتوجه الأربعاء إلى الأردن للبحث في «حل سياسي تفاوضي للأزمة في سوريا»، كما أوضحت الوزارة.
ويستضيف الأردن في 22 الجاري مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي يضم المعارضة السورية و11 دولة تدعمها.
ويكثف المجتمع الدولي هذه الأيام جهوده الرامية إلى تنظيم مؤتمر دولي في جنيف في يونيو (حزيران) للبحث في سبل وقف الحرب الدائرة في سوريا ويجمع الدول الكبرى والدول العربية والنظام السوري والمعارضة.
من جهة ثانية وعملا بسياسة الخطوة خطوة التي يتبعها في محاولة إحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، يزور كيري القدس ورام الله يومي 23 و24 الجاري، في رابع زيارة من نوعها منذ مارس، وهذا من دون حسبان اللقاءات التي أجراها الوزير الأميركي مع مسؤولين من كلا الطرفين سواء في واشنطن أو في عواصم أخرى.
وبلغت ذروة الجهود التي بذلها كيري على هذا الصعيد في نهاية أبريل (نيسان) حين توصل مع وفد من الجامعة العربية برئاسة قطر إلى إعادة تفعيل مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية في 2002.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي «نحن ما زلنا ملتزمين بالعمل مع كل الأطراف من أجل التوصل إلى سلام دائم من خلال مفاوضات مباشرة».
وبعدها سيتوجه كيري إلى أديس أبابا للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي بمناسبة اليوبيل الذهبي لمنظمة الوحدة الأفريقية التي خرج من رحمها لاحقا الاتحاد الأفريقي.
وستكون هذه محطة لوزير الخارجية الأميركي في أفريقيا وهي تعكس التزام إدارة الرئيس باراك أوباما حيال القارة السمراء.
وبعد القمة الأفريقية يعود الوزير الأميركي إلى عمان للمشاركة في منتدى الاقتصاد العالمية في 26 مايو (أيار) على أن يعود إلى واشنطن في اليوم التالي.
«الحر» يسيطر على 4 قرى علوية بحماه.. وثوار القصير يقتلون 10 من حزب الله
ناشطون يتهمون النظام باستخدام «الكيماوي» في دمشق
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
اتهم ناشطو الثورة نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية مرة جديدة في حي العسالي، جنوب دمشق، إذ أفاد المركز الإعلامي السوري بإصابة العشرات بحالة اختناق من جراء قصف القوات النظامية لحي العسالي، بقذائف قالوا إنها تحتوي على مواد كيماوية. وبالتزامن مع التطورات الميدانية في دمشق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان على سيطرة الجيش الحر على 4 قرى علوية في ريف حماه، وسط، بينما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 7 عناصر من حزب الله اللبناني و4 من الحرس الثوري الإيراني في حمص، وسط البلاد.
ووفقا لناشطي الثورة، تعرضت أحياء جوبر وبرزة للقصف بالمدفعية الثقيلة، بينما قامت القوات النظامية بإلقاء 15 شبيها بقنابل الغاز المسيل للدموع في حي العسالي، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، بحسب المركز الإعلامي السوري. وأظهر شريط فيديو تناقلته مواقع الثورة السورية صورا لمصابين في مشفى ميداني بحي الحجر الأسود، المجاور، وتبدو عليهم علامات الإعياء وصعوبة التنفس.
في موازاة ذلك، أشارت لجان التنسيق إلى «مقتل 7 عناصر من حزب الله أثناء تسللهم لمنطقة البساتين في مدينة القصير في ريف حمص، إضافة إلى مقتل 4 إيرانيين خلال استهداف الجيش الحر لسيارتين تابعتين لعناصر النظام». إلا أن الناشط الميداني هادي العبد الله أكد أن عدد القتلى بلغوا 10 على الأقل. وقال العبد الله في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه عبر خدمة «سكايب» إن حزب الله أراد التقدم نحو القصير من خلال البساتين الفاصلة بين قرى حوض غرب العاصي والمدينة، إلا أن «عناصر الجيش الحر كانوا للمعتدين بالمرصاد وتمكنوا من قتل 10 عناصر في الدقائق الأولى للاشتباك، مستخدمين مدافع ثقيلة من عيار 14.5 و23».
وأضاف الناشط الميداني أن المعركة في بساتين القصير تحولت من «استيلاء على الأرض» إلى «استيلاء على الجثث»؛ فالحزب، وفقا للعبد الله، «لا يريدنا أن نستحوذ على أي جثة لئلا نساومهم على أسرانا الموجودين لديهم، والذين يبلغ عددهم 63 أسيرا (من الجيش الحر) عند الحزب و50 أسيرا (من الجيش الحر) عند النظام».
وتعاني القصير من حصار خانق، إذ يتمركز الجيش النظامي في الجهتين الشمالية الشرقية، بينما يتمركز حزب الله في جهتي الجنوب والغرب، وقد تمكن أخيرا من السيطرة على بلدات تل مندو والرضوانية والبرهانية وأبو جورة وسفرجة وموج، ويسعى إلى التمدد نحو مدينة القصير. ويؤكد العبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن «ثوار القصير تمكنوا من سحب جثة أحد مقاتلي الحزب، وقد عثرنا على بطاقته الحديدية وخرائط يستخدمها الحزب للتحرك في سوريا»، مضيفا أن مدينته «تعرضت لغارتين جويتين بعد المعركة، مما أدى إلى سقوط 30 جريحا، عولجوا في المنازل بعد أن تهدمت مشافينا الميدانية». ويقر الناشط الميداني بحرج في الموقف في القصير، إذ إن «مياه الشرب مقطوعة عن 40 ألفا بسبب سيطرة حزب الله على مصفاة المياه في غرب العاصي، كما أن الاتصالات والكهرباء مقطوعة منذ 3 أشهر».
ووجه العبد الله نداء إلى عناصر الجيش السوري الحر في حلب وإدلب والرقة قائلا إن «معركة الشمال هي هجومية ومعركتنا في القصير هي دفاعية ونحتاجكم يا ثوار الشمال لأن القصير إن سقطت فذاك قد يؤدي إلى تحقيق حلم الدويلة العلوية»، منتقدا الزيارة الأخيرة التي قام بها الشيخ اللبناني أحمد الأسير إلى جوسه، والتي «لم تؤد إلا لتكيف هجوم حزب الله عليها ولاحقا احتلالها»، مضيفا أننا «نريد أفعالا ولا نريد أقوالا».
أما في حماه، فأعلن المرصد السوري أن كتائب مقاتلة سيطرت بشكل كامل، أول من أمس، على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة في ريف حماه الشرقي ويقطنها مواطنون من الطائفة العلوية. وشهدت المنطقة، وفق المرصد، اشتباكات عنيفة استمرت لأسابيع متواصلة بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر» أدت إلى انسحاب الجيش النظامي ونزوح أغلب سكانها.
وفي الرقة، أقدم مقاتلون إسلاميون على هدم مقام ديني في قرية عين عروس، أولى المدن التي تسيطر عليها المعارضة بشكل كامل منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، مما أثار استياء سكان المدينة. وقال ناشطون معارضون إن مقاتلي لواء «دولة الشام العراق الإسلامية» هم من قاموا بتفجير مقام النبي إبراهيم الخليل في قرية عين العروس وسووه بالتراب بعد تفجيره. وتقع قرية عين العروس جنوب مدينة تل أبيض، شمال مدينة الرقة وتشتهر بالمقام الذي تتعلق قصته بالنبي إبراهيم الخليل وزوجته سارة أثناء مرورهما من هناك.
أما في دير الزور شرق البلاد، فقد أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بأسلحة خفيفة ومتوسطة عند سور مطار دير الزور العسكري تحت اسم عملية «شمس الفرات» التي أطلقها «الجيش الحر». قال الناطق الرسمي للجبهة الشرقية في هيئة الأركان، أبو عمر ليلى، إن «القوات النظامية قامت بالرد على الهجوم بقصف محيط المطار وقرية المريعية بالمدفعية الثقيلة والدبابات». ولفت أبو عمر إلى أن مدينة دير الزور تعاني من وضع إنساني مترد نتيجة القصف على مدار الساعة، والحصار الخانق على المداخل مما يمنع دخول المساعدات إليها.
في موازاة ذلك، كشف نائب رئيس الأركان في الجيش الإيراني، الجنرال مسعود جزائري، عن «مساع حثيثة» لتشكيل قوات عسكرية تتولى حماية ما يوصف بـ«المراقد والمقامات المقدسة» للشيعة في سوريا. وقال، في مقابلة القناة الناطقة باسم حزب الله، إنه «علي أن أقول إنه من الناحيتين العسكرية والأمنية، إن تحرير الجولان ليس بالأمر المتعذر، وهو أمر يمكن أن يحصل ويبدو أننا خلال أشهر ليست كثيرة سنشهد تغييرا جذريا». وأوضح أنه «خلال هذا الوقت سنشهد قيام سوريا الحديثة، سوريا الجديدة ستكون بداية لمقاومة جديدة وسيكون لديها رسالة لصمود الشعب في المنطقة وسوف نلاحظ تغييرات كبيرة في المنطقة، جزء منها سيمر من الجولان إن شاء الله».
شحنة الصواريخ الروسية لسوريا تثير «الأسف» في البنتاغون
تمنح النظام قدرات نارية بارتفاعات أعلى ومدى أطول
لندن: «الشرق الأوسط»
انتقدت الإدارة الأميركية، أول من أمس، السلطات الروسية لإرسالها شحنة صواريخ مضادة للسفن لنظام الرئيس بشار الأسد، قائلة إن الأسلحة لن تؤدي إلا إلى انحدار الأزمة السورية نحو مزيد من التأزم، الأمر الذي اتفق كلا البلدين على وضع حد له.
وصف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، شحنة الصواريخ الروسية إلى سوريا بأنها «قرار مؤسف» يمكن أن يتسبب في إطالة المعاناة في الدولة التي مزقتها الحرب. وقال ديمبسي للصحافيين في البنتاغون: «إنه قرار مؤسف على أقل تقدير، وسيزيد من جرأة النظام ويطيل المعاناة، لذلك فهو سيئ التوقيت ومؤسف للغاية».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤولين أميركيين، على علم بتقارير استخباراتية سرية، أن الصواريخ، وهي من طراز «ياخونت»، التي أرسلتها روسيا مؤخرا، مجهزة برادارات متطورة تجعل منها أكثر فاعلية ضد السفن. وقالت الصحيفة إن نظام الصواريخ المضاد للسفن يمكن استخدامه في التصدي لأي جهد تقوم به قوات المجتمع الدولي لمساندة المعارضة السورية، مثل فرض منطقة حظر جوي أو فرض حصار بحري أو شن غارات جوية محدودة.
وأشار ديمبسي إلى أن بلاده لم تكن تمتلك القدرة على منع تسليم أي مبيعات عسكرية روسية للسوريين، الأمر الذي يتضارب وتصريحات الخارجية أول من أمس، التي قالت على لسان المتحدث باسمها، جين بساكي، أن الولايات المتحدة لديها معلومات أن «لا دفعات جديدة سترسل» من هذه الصواريخ.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، إن أحد الأسباب الرئيسة لرحلة وزير الخارجية جون كيري الأخيرة إلى موسكو كان الحديث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا وإيجاد أرضية مشتركة. وقال هيغل إن تسليم الأسلحة يجعل الوضع في سوريا أكثر خطورة، مضيفا أن «ما يجري هناك، الكل يعرف، أنه في غاية الخطورة. وما لا نريد أن نراه ولا يريد الروس أن يروه، هو انفجار الوضع في سوريا إلى الحد الذي ربما نجد أنفسنا في حرب إقليمية في الشرق الأوسط».
ويمثل تسليم صواريخ «ياخونت» لسوريا ثاني إشارة على عدم قدرة واشنطن على التأثير بشكل كبير في سير المجريات فيما يخص المسألة السورية، منذ اتفاق «كيري – لافروف» على التعاون الوثيق بين بلديهما لجعل نظام الأسد والقوى المعارضة له يشرعان في مفاوضات سلام تنهي الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من سنتين. وكانت الإشارة الأولى قد صدرت من تل أبيب بعد أيام قليلة فقط من الاتفاق، إذ حذر مسؤولون إسرائيليون من أن موسكو بصدد تسليم نظام الأسد بطاريات صواريخ «أرض – جو» من منظومة «إس – 300».
وستدفع شحنتا السلاح الإدارة الأميركية إلى مزيد من «التحفظ» في تقييم خياراتها، بما في ذلك العسكري، لكسر جمود الصراع الموجود حاليا في سوريا، وردا على أدلة استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية، فيما كان يعتبر «خطا أحمرا»؛ فبطاريات «أرض – جو» وصواريخ «كروز» ستعزز من قدرة دمشق على استهداف الطائرات المأهولة، والطائرات من دون طيار، واعتراض الصواريخ القادمة إليها.
ظاهريا، تؤكد الضربات الإسرائيلية «الناجحة» في الأسابيع الأخيرة أن الدفاعات السورية «هشة للغاية»، إلا أن الأسلحة الجديدة ستدفع صناع القرار في واشنطن إلى التفكير مليا في خياراتهم، سيما أن ديمبسي تحدث تحديدا عن صواريخ «ياخونت» بالقول إنها توفر لسوريا دفاعا في ارتفاعات أعلى ومدى أطول، وقدرة أفضل على تتبع الهدف.
لكن ديمبسي أكد أن الأسلحة الجديدة، وإن رفعت مستوى المواجهة قليلا وزادت من احتمالات الخطر، إلا أن التغلب عليها ليس بالمستحيل، مضيفا للصحافيين: «ما يقلقني حقا هو أن يركن الأسد، بحصوله على هذه الأنظمة، إلى أنه أصبح أكثر قوة وأمنا، مما يجعله، بطريقة أو بأخرى، أكثر ميلا لارتكاب أخطاء في تقدير الموقف».
وزير الداخلية الألماني: سوريا تحولت لمعسكر تدريب للجهاديين
لندن: «الشرق الأوسط»
يعتزم وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش إدخال تعديلات على قانون الإقامة في بلاده بغرض تسهيل ترحيل الأئمة الإسلاميين «الذين يحضون على الكراهية». وفي مقابلة مع صحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس قال الوزير المنتمي إلى الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ، إن «من يروي الكراهية الدينية سيجني الترحيل».
وأعرب فريدريش عن اعتقاده بأن سوريا تتحول في الوقت الراهن لتصبح «معسكر تدريب للجهاديين»، وقال، إن «ما يتراوح بين 600 و700 إسلامي خرجوا من أوروبا للمشاركة في الحرب السورية وهو ما يمثل نحو 10 في المائة من مجموع المقاتلين الأجانب هناك».
وتابع الوزير الذي يشكل حزبه مع حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي ما يعرف بالتحالف المسيحي، وهو أكبر تكتل سياسي في ألمانيا، حديثه قائلا: «علينا أن نوضح على المستوى القانوني أن استخدام العنف لتحقيق أهداف دينية هو فعل يؤدي إلى جعل الترحيل خارج البلاد شيئا إجباريا». في الوقت نفسه طالب الوزير بتشديد قوانين الترحيل خارج البلاد بالنسبة للمتطرفين معلنا عن اعتزامه طرح مشروع قانون خاص بهذه الإجراءات خلال مؤتمر وزراء داخلية الولايات الذي سينعقد خلال الأسبوع الحالي. وحذر فريدريش من التهديد الذي يمثله الإسلاميون الألمان المشاركون في الوقت الراهن في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا مشيرا إلى أن نحو «30 إسلاميا ألمانيا يوجدون هناك الآن».
إلى ذلك، أعرب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني عن تشككه حيال فرص نجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن الأزمة السورية. وأضاف فيسترفيله، على هامش زيارته الحالية للأراضي الفلسطينية، أمس أن هذا المؤتمر الدولي «سيكون صعبا للغاية، مؤكدا أنه على الرغم من أهمية عقد المؤتمر إلا أن فرص نجاحه أبعد ما تكون عن اليقين.
ومن المنتظر أن يجمع هذا المؤتمر أطراف الصراع في سوريا التي أودت بحياة أكثر من 80 ألف شخص حتى الآن مطلع يونيو (حزيران) المقبل، ومن المرجح أن تستقبله مدينة جنيف السويسرية.
الأسد ينفي استخدام السلاح الكيميائي ويستبعد استقالته
تركيا تبدو أقل تردداً حيال فكرة انعقاد المؤتمر الدولي
نفى الرئيس السوري بشار الاسد ان تكون قواته استخدمت اسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين كما استبعد الاستقالة، في حديث الى وسيلتي اعلام ارجنتينيتين.
وفي هذا الحديث الطويل لوكالة الانباء الارجنتينية الرسمية “تلما” وصحيفة “كلاران” الواسعة الانتشار اعتبر الاسد ان المعلومات التي تناقلتها مصادر غربية عن هجمات بالاسلحة الكيميائية شنتها القوات الحكومية هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سوريا.
وقال ان “الاتهامات الموجهة الى سوريا باستخدام اسلحة كيميائية او (التصريحات) المتعلقة باستقالتي تتغير يوميا. ومن المحتمل ان يكون ذلك تمهيداً لحرب على بلدنا”. وتساءل: “قالوا اننا استخدمنا اسلحة كيميائية ضد مناطق سكنية. واذا كانت هذه الاسلحة استخدمت ضد مدينة او قرية وكانت الحصيلة ما بين عشرة الى عشرين ضحية فهل يصدق هذا؟” قبل ان يجيب بالنفي.
وشدد على ان “استخدامها يعني موت الآلاف او عشرات الاف في دقائق. من يستطيع اخفاء شيء كهذا؟”.
وأكد الأسد انه لا ينوي الاستقالة. وردا على سؤال عن تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي طلب منه الرحيل اشار الرئيس السوري الى ان “الاستقالة تعني الفرار”. وقال: “لست ادري ما اذا كان كيري او غيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب ان يرحل ومن يجب ان يبقى. هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية سنة 2014”.
تركيا
وتبدو تركيا اقل ترددا حيال فكرة عقد مؤتمر دولي حول سوريا في جنيف في حزيران بعد زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لواشنطن .
وكتبت صحيفة “ميلييت”: “يبدو ان اردوغان قام بتليين موقفه حول جنيف بعد لقائه الرئيس (الاميركي باراك) اوباما”.
ورأى كاتب الافتتاحية في الصحيفة ان انقرة وافقت على عقد هذا المؤتمر “مقابل بعض الضمانات” من واشنطن وبينها الا تكون العملية غير محدودة زمنيا بحيث لا يتمكن احد من اطالة النقاش مدى اشهر باسم الديبلوماسية.
انفجار في دمشق
ميدانياً، قتل ثلاثة اشخاص وجرح خمسة على الاقل في انفجار سيارة مفخخة في حي ركن الدين في دمشق .
وافاد مراسل وكالة “انباء الشرق الاوسط” المصرية من مكان الحدث ان الانفجار وقع على طريق الاوتوستراد شرق ركن الدين وأدى الى سقوط عدد من القتلى والمصابين.
وسمع صوت التفجير في كل انحاء دمشق، كما شوهدت ألسنة الدخان عن بعد. وادى الانفجار الى حدوث اضرار في عدد من المحال التجارية والمساكن، وتضرر الكثير من السيارات.
وقد هرعت اجهزة الدفاع المدني وسيارات الاسعاف الى مكان الحادث، وفرضت الاجهزة المختصة طوقا امنيا حوله.
بعدما أنفقت ثلاثة مليارات دولار في سوريا… أميركا: وداعًا قطر!
لوانا خوري
ثلاثة مليارات دولار يبلغ حجم الانفاق القطري في سوريا، والذي تضعه قطر في خانة الاستثمار طويل الأمد، بينما ترى الولايات المتحدة أنّه يغذي الجماعات المتطرفة، ما استدعى رفع يد هذه الدولة الصغيرة ذات الشهية الكبيرة عن الملف السوري.
بيروت: لا يخفى على أحد التدخل القطري في الأحداث الجارية في سوريا، خصوصًا أن المعارضة السورية لا تنفي أن بعضًا منها ينفذ الأجندة القطرية. ووصل الأمر ببعض مجموعات الجيش الحر إلى رفع الشكوى، لأنها تخسر الرجال لصالح مجموعات جهادية إسلامية متشددة، لأنها حسنة التمويل والتسليح، بفضل ما يأتيها من قطر.
دعم مثير للجدل
في صحيفة فايننشال تايمز، تحليل يتصدرها، تحت عنوان: “قطر أنفقت مليارات الدولارات في العامين الماضيين لتمويل الانتفاضة السورية”، تورد فيه أن قطر انفقت نحو ثلاثة مليارات دولار في العامين الماضيين لدعم الانتفاضة في سوريا، ما يفوق ما قدمته أي حكومة أخرى.
وبحسب فايننشال تايمز، يطغى الدعم القطري للثورة في سوريا، والتي تحولت إلى حرب أهلية طاحنة، على الدعم الغربي، لكنه لا يمثل إلا جزءًا ضئيلًا للغاية من الاستثمارات الدولية لقطر، واضعة الدعم هذا في سياق استثمار قطر لأموالها في الحرب السورية، ليكون لها الموقع المؤثر في أي حل مستقبلي، طالما أن تمويلها يذهب إلى جماعات إسلامية متشددة، تملك جانبًا واسعًا من الميدان السوري.
وفي عشرات المقابلات التي اجرتها الصحيفة مع القيادات المقاتلة في الداخل السوري، ومع السياسيين المعارضين في الخارج، ومع كبار المسؤولين الإقليميين والغربيين، أكد الجميع أن تنامي الدور القطري في الأزمة السورية صار أمرًا مثيرًا للجدل.
المانح الأكبر
تقول فايننشال تايمز إن قطر، الدولة الصغيرة ذات الشهية الكبيرة، هي أكبر مانح للمساعدات إلى المعارضة السياسية السورية، إذ تسخى في تقديماتها للمنشقين، والتي تبلغ وفقًا لبعض التقديرات خمسين ألف دولار في العام لكل منشق وأسرته. ولهذا، يقول مقربون من الحكومة القطرية إن إجمالي الانفاق على الازمة السورية بلغ ثلاثة مليارات دولار، بينما تؤكد مصادر في المعارضة المسلحة ومصادر دبلوماسية غربية أن قيمة المساعدات القطرية بلغت نحو مليار دولار.
وتنقل الصحيفة عن معهد ابحاث السلام في ستوكهولم، الذي يتابع امداد السلاح إلى المعارضة السورية، قوله إن قطر هي أكبر مصدر لإرسال السلاح إلى سوريا، وقد مولت أكثر من 70 شحنة جوية للسلاح إلى تركيا منذ نيسان (أبريل) 2012 حتى آذار (مارس) الماضي.
ولأن هذا الدعم يذهب إلى مجموعات إسلامية متشددة، فقد وضعها في مواجهة الدول الخليجية الأخرى، التي تحملها مسؤولية أي خطر يتهددها، بفعل تداعيات الأزمة السورية.
ويرجع التدخل القطري إلى النفعية والمصلحة، لكن الصحيفة تراها عالقة في الاستقطاب السياسي في المنطقة، ما يعرضها لانتقادات حادة.
أميركا مستاءة
وتنامي الدور القطري لم يرقَ أبدًا للولايات المتحدة، على الرغم من أن قطر تحاول الادعاء بأنها تسخر الجماعات الاسلامية المتشددة للإرادة الأميركية. فالرئيس الأميركي باراك أوباما وجه أكثر من رسالة لأمير قطر، حذره فيها من دعم جماعات دينية مسلحة سورية تابعة لتنظيم القاعدة. واشار في إحداها إلى امتلاك إداراته معلومات متوفرة تؤكد أن قطر وتركيا تدعمان جبهة النصرة وجماعات سلفية متطرفة، داعيًا الأمير القطري إلى حصر الدعم المسلح الذي يقدمه داخل سوريا في الجيش الحر دون سواه.
وفي لقاء أوباما الأخير بأمير قطر، قالت مصادر مطلعة إنه طلب من وزير خارجيته جون كيري إطلاع ضيوفه القطريين على معلومات أميركية دقيقة تتناول تحريض قطر المستمر على اللواء سليم إدريس، قائد الجيش الحر، ومقاطعته وعدم تسليم أية أسلحة له، وتوجيهها إلى جماعات إرهابية مثل النصرة وغيرها. وقد فوجئ الوفد القطري بالمعلومات التي عرضها كيري، خصوصًا عندما عرض أدلة على تمويل قطري لجبهة تحرير سوريا والجبهة الاسلامية لتحرير سوريا، اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة منظمتين إرهابيتين.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812757.html
جيش الأسد يبسط سيطرته على مدينة القصير… بإسناد من حزب الله
بسط الجيش السوري النظامي المسنود بمقاتلي حزب الله اللبناني، سيطرته على وسط مدينة القصير في ريف حمص والتي ظلت خارج سيطرته لأكثر من سنة.
بيروت: تمكنت القوات النظامية السورية الاحد من الدخول الى مدينة القصير (وسط) الواقعة خارج سيطرة النظام منذ اكثر من عام، غداة تاكيد الرئيس السوري بشار الاسد مجددا تمسكه بالبقاء في السلطة.
وافاد مصدر عسكري فضل عدم كشف اسمه وكالة فرانس برس ان القوات السورية “تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية”.
وذكر التلفزيون السوري من جهته ان القوات السورية “بسطت الامن والاستقرار في مبنى بلدية القصير والمباني المحيطة به وتواصل ملاحقة الارهابيين في المدينة”.
واشار التلفزيون الى وجود “بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل اوكارهم” مشيرا الى ان الجيش يتقدم “اكثر واكثر”.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية بدات الاحد بشن هجومها على المدينة التابعة لريف حمص (وسط) وقام “الطيران بقصف المدينة بعنف منذ ساعات الصباح الاولى، ما اسفر عن مقتل ثلاثين شخصا بينهم سيدة و16 مقاتلا من الكتائب المقاتلة”.
واشار المرصد الى “خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية ومقاتلي حزب الله واللجان الشعبية المسلحة”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عناصر حزب الله اللبناني الشيعي حليف النظام السوري “يؤدون دورا مركزيا في هذه المعركة”.
وتحاصر القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني مدينة القصير منذ اسابيع، من اجل السيطرة على هذه المدينة التابعة لمحافظة حمص.
وطالبت المعارضة السورية الاحد المجتمع الدولي باتخاذ موقف حيال “استباحة حليفي النظام السوري ايران وحزب الله اللبناني الشيعي للاراضي السورية” في ضوء مشاركة الحزب القوات النظامية بالهجوم على مدينة القصير، وسط البلاد، محذرة من ان “السكوت عن ذلك سيقوض الحل السياسي للازمة في البلاد”
ودعا بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض تلقت فرانس برس نسخة منه مجلس الأمن الدولي “للقيام بواجبه في منع عناصر من جماعة إرهابية متعصبة مثل حزب الله، وقوات دولة راعية للإرهاب مثل إيران، من انتهاك حدود بلادنا وغزو أبناء شعبنا في بيوتهم”.
ونبه البيان الدول التي تسعى لحل سياسي للوضع في سوريا الى “أن السكوت عن غزو سوريا وتقطيع أوصالها سيفقد أي مؤتمر أو جهد للحل السياسي كل معنى وكل جدوى”.
من جهته، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ان اسرائيل “تعمل” لمنع الاسلحة السورية من الوصول الى حزب الله اللبناني وستواصل فعل ذلك.
وتأتي تصريحات نتانياهو بعد اسبوعين من شن اسرائيل غارتين جويتين قرب دمشق بهدف منع نقل اسلحة الى حزب الله كما اكد مصدر اسرائيلي كبير.
وقال نتانياهو ان الحكومة الإسرائيلية تعمل “بطريقة مسؤولة وحازمة وعقلانية لضمان المصلحة العليا لدولة اسرائيل وهي امن مواطنيها وفقا للسياسة التي حددناها وهي منع تسريب أسلحة متطورة الى حزب الله والمنظمات الارهابية بقدر الامكان”.
في هذا الوقت، ضاعفت السلطات السعودية تحذيراتها من “التغرير بالشبان” خشية تكرار تجربة العائدين من افغانستان والعراق، اثر تقارير حول شبان يقاتلون في سوريا حيث تعلن مواقع التواصل الاجتماعي مقتل العديد منهم.
وطالب الملك عبدالله بن عبدالعزيز اخيرا بتشديد الاحكام بمن “يغررون بالشباب”.
وقال “سمعت مع الاسف ان هناك اشخاصا يلتقون بالشباب ويغررون بهم، وهذا الامر يجب ان يكون الحكم فيه ليس السجن فقط (…) لقد غرروا باطفالنا، فمنهم من قتل ومنهم من حبس”.
ولم يوضح الجهة او الدولة التي قصدها، لكن مراقبين تحدثوا عن شبان سعوديين يتوجهون الى سوريا للقتال هناك .
سياسيا، اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الاحد ان لجنة الجامعة ستعقد الخميس اجتماعا طارئا حول سوريا تمهيدا لعقد مؤتمر سلام دولي لايجاد حل للنزاع السوري.
وقال بن حلي للصحافيين ان وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعمان والعراق سيناقشون الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن لعقد هذا المؤتمر الذي يقضي باطلاق حوار بين النظام والمعارضة في سوريا.
ويبدو ان بدء حوار كما يريد منظمو المؤتمر سيكون صعبا لان المعارضة تطالب بتنحي الرئيس بشار الاسد كشرط لاطلاقه في حين كرر الاخير تصميمه على البقاء في السلطة.
وقال الاسد في حديث طويل لوكالة الانباء الارجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران الواسعة الانتشار “البلد الآن في أزمة.. عندما تكون السفينة في قلب العاصفة فالربان لا يهرب.. الربان أو قبطان السفينة لا يهرب من العاصفة.. أول شيء يقوم به هو مواجهة العاصفة وإعادة السفينة إلى المكان السليم وعندها يتم القرار في هذا الموضوع.. فأي تخل للرئيس عن مهامه الآن وتحت أي عنوان هذا هروب من المسؤولية وأنا لست الشخص الذي يهرب من المسؤولية”.
وردا على سؤال عن تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي طلب منه التنحي اجاب الاسد “لست ادري ما اذا كان كيري او غيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب ان يرحل ومن يجب ان يبقى. هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2014”.
وابدى الرئيس ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشان سوريا لكنه شكك في نتائجه.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن الاسد قوله بهذا الصدد “نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة.. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سوريا.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريأ”، في اشارة الى رفض الدول الغربية مشاركة الاسد في هذا التفاوض مع المعارضة.
واضاف الرئيس السوري بحسب الوكالة السورية “نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به ولكن علينا أن نكون واقعيين لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسيا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي”.
واعلن الاسد رفضه للحوار مع المعارضة المسلحة، وقال “نحن قلنا منذ البداية أننا نحاور أي قوى في الداخل أو الخارج، لا توجد مشكلة شرط ألا تحمل سلاحا، لا تستطيع أن تحمل بندقية وتأتي إلى الحوار.. هذا هو الشرط الوحيد”.
وكانت موسكو وواشنطن اتفقتا في بداية ايار/مايو الحالي على تشجيع النظام السوري والمعارضة على ايجاد تسوية سياسية للنزاع والعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا “في اسرع وقت”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812897.html
الأسد: لسنا بحاجة لمن يدافع عن سوريا… لا من إيران أو حزب الله
لمح الرئيس السوري بشار الأسد إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة في 2014. ونفى الأسد في حديث صحافي استخدام قواته للأسلحة الكيميائية. وعن مشاركة إيران وحزب الله في القتال إلى جانبه، قال: “نحن لسنا بحاجة لمن يدافع عنّا في سوريا لا من إيران ولا من حزب الله”.
بوينوس ايرس: نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون قواته استخدمت اسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين، كما استبعد الاستقالة ملمحًا إلى امكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة في 2014، وذلك في حديث لوسيلتي اعلام ارجنتينيتين نشر السبت.
وفي هذا الحديث الطويل لوكالة الانباء الارجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران الواسعة الانتشار، اعتبر الأسد أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالاسلحة الكيميائية شنتها القوات الحكومية هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سوريا.
وقال الأسد في هذا الحديث الذي ادلى به في دمشق في تاريخ لم يحدد أن “الاتهامات الموجهة لسوريا باستخدام اسلحة كيميائية أو (التصريحات) المتعلقة باستقالتي تتغيّر كل يوم. ومن المحتمل أن يكون ذلك تمهيداً لحرب على بلدنا”. واوضحت الوكالة والصحيفة أن التسجيلات الاصلية للصحافيين أخذت منهم، في حين نشرت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) نسختها بالعربية للمقابلة.
وتساءل الرئيس السوري: “قالوا إننا استخدمنا اسلحة كيميائية ضد مناطق سكنية. واذا كانت هذه الاسلحة استخدمت ضد مدينة أو قرية وكانت الحصيلة ما بين عشرة إلى عشرين ضحية فهل يصدق هذا؟” قبل أن يجيب بالنفي.
وشدد الأسد على أنّ “استخدامها يعني موت الآلاف أو عشرات آلاف في دقائق. من يستطيع اخفاء شيء كهذا؟”. وكان مسؤول اميركي أكد الاربعاء أن اسلحة كيميائية استخدمت “بكميات قليلة” على مرتين في النزاع السوري، وذلك بعد ايام من تصريح وزير الخارجية جون كيري بأن الولايات المتحدة تعتقد أن لديها “دليلاً قويًا” على استخدام هذه الاسلحة.
والخميس دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق إلى السماح لخبراء الامم المتحدة بالتحقق من الاتهامات باستخدام اسلحة كيميائية. وتنفي دمشق دائمًا هذه الاتهامات معلنة استعدادها لاستقبال لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة. لكنها المرة الاولى التي يتحدث فيها الرئيس الأسد عن هذه المسألة.
من جهة اخرى، قال الأسد إنه لا ينوي الاستقالة. وردًا على سؤال عن تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي طلب منه الرحيل أكد الرئيس السوري أن “الاستقالة تعني الفرار”.
وقال “لست ادري ما اذا كان كيري أو غيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب أن يرحل، ومن يجب أن يبقى. هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2014”.
واضاف بحسب سانا: “نحن دولة مستقلة.. نحن شعب يحترم نفسه.. لا نقبل لأحد أن يحدد لنا ما الذي نفعله لا الولايات المتحدة ولا غيرها، لذلك هذا الاحتمال يحدده الشعب السوري تحديدًا.. أنت تذهب إلى الانتخابات.. ترشح نفسك.. هناك احتمال أن تنجح وهناك احتمال العكس.. هذا هو الاحتمال وليس الاحتمال أن ندخل إلى المؤتمر مسبقًا ونقرر شيئًا لم يقرره الشعب”.
وتابع: “البلد الآن في أزمة.. عندما تكون السفينة في قلب العاصفة فالربان لا يهرب.. الربان أو قبطان السفينة لا يهرب من العاصفة.. أول شيء يقوم به هو مواجهة العاصفة وإعادة السفينة إلى المكان السليم وعندها يتم القرار في هذا الموضوع.. فأي تخل للرئيس عن مهامه الآن وتحت أي عنوان هذا هروب من المسؤولية وأنا لست الشخص الذي يهرب من المسؤولية”.
وابدى الرئيس ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا وإن كان يشك في نتائجه.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن الأسد قوله بهذا الصدد: “نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة.. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سورية.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريا”، في اشارة إلى رفض الدول الغربية مشاركة الأسد في هذا التفاوض مع المعارضة.
واضاف الرئيس السوري بحسب الوكالة السورية: “نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به ولكن علينا أن نكون واقعيين لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسيًا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي”.
واعلن الأسد رفضه للحوار مع المعارضة المسلحة، وقال: “نحن قلنا منذ البداية إننا نحاور أي قوى في الداخل أو الخارج، لا توجد مشكلة شرط ألا تحمل سلاحاً، لا تستطيع أن تحمل بندقية وتأتي إلى الحوار.. هذا هو الشرط الوحيد”.
وكانت موسكو وواشنطن اتفقتا في بداية ايار (مايو) الحالي على تشجيع النظام السوري والمعارضة على ايجاد تسوية سياسية للنزاع والعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا “في أسرع وقت”.
وقال الأسد بحسب سانا “نحن مع أي عمل لوقف العنف في سوريا.. نحن مع أي عمل يؤدي إلى حل سياسي.. ولكن الحل السياسي لا يمكن أن يتم مع استمرار العنف.. نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة”.
واضاف “لكننا لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلا حلاً في سوريا.. ولا نعتقد أن الكثير من القوى التي تدعم الإرهابيين تريد حلاً للأزمة.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريا.. نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به ولكن علينا أن نكون واقعيين لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسيًا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي”.
وشدد الأسد على أنّ أي مؤتمر دولي حول سوريا لن ينجح اذا لم تتوقف “الداعمة للارهابيين” في سوريا عن دعمهم.
وقال بحسب ما نقلت عنه سانا: “الشعب السوري لديه تصور لمستقبل سوريا.. تأتي كل القوى إلى المؤتمر.. تتحاور وتقرر ما تراه مناسبًا ابتداء من الدستور مروراً بالقوانين الجديدة وأي إجراءات لها علاقة بالنظام السياسي ومنها شكل النظام في سوريا سواء أكان برلمانيًا أو رئاسيًا أو أي نظام آخر”.
واضاف “الارهاب هو موضوع مختلف تمامًا.. فلو اجتمعنا اليوم وكان مؤتمر الحوار ناجحاً هذا لا يعني توقف الإرهاب.. طالما هناك دول كقطر وتركيا وغيرهما ليست لها مصلحة في وقف العنف في سوريا (…) لذلك بالنسبة لنا، فإن الجانب الأساسي الذي يستطيع أي مؤتمر دولي المساهمة فيه بشكل جدي هو وقف إدخال الأموال والسلاح إلى سوريا ووقف إرسال الإرهابيين الذين يأتون بشكل أساسي عبر تركيا وبتمويل قطري مع بعض الدول الخليجية الأخرى، ومنها السعودية على سبيل المثال”.
واتهم الأسد اسرائيل بدعم المعارضة المسلحة، وقال بحسب سانا: “إسرائيل تدعم بشكل مباشر هذه المجموعات الإرهابية بطريقتين.. الطريقة الأولى هي تقديم الدعم اللوجستي لهذه القوى.. على الأقل هذا ما نراه بالأعين من خلال تقديم المساعدة للجرحى الإرهابيين على الجبهة السورية في الجولان..الجانب الآخر.. هي ترسل لهم التوجيهات”.
وعن مشاركة عناصر من الحرس الثوري الايراني ومن حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قواته، قال الأسد: “نحن لسنا بحاجة من يدافع عنا في سوريا لا من إيران ولا من حزب الله.. طبعاً العلاقة بيننا وبين حزب الله وإيران هي علاقات قديمة جداً ومعلنة وعمرها عشرات السنين.. وهناك تبادل خبرات في كل المجالات وهذا شيء معروف (…) هناك أشخاص من حزب الله وإيران موجودون في سوريا وهم منذ ما قبل الأزمة بسنوات طويلة يذهبون ويأتون إلى سوريا”.
من جهة اخرى، شكك الأسد في ما تعلنه المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان من سقوط عشرات الآلاف ضحية النزاع السوري وتساءل عن مدى “مصداقية هذه المصادر”. واستنادًا إلى المرصد السوري لحقوق الانسان فان 94 الف شخص قتلوا خلال عامي النزاع.
وأكد الرئيس السوري أنه لا يستطيع تقديم حصيلة لكنه اعترف بأن “آلاف السوريين قتلوا”. وقال: “حاليًا لا نستطيع إعطاء رقم دقيق.. لكننا نعرف أن آلاف السوريين قتلوا.. طبعا هذا الرقم يتغيّر دائماً”. واضاف “لا نستطيع أن ننسى أن عددًا من القتلى الذين نتحدث عنهم اجانب جاؤوا لقتل الشعب السوري” متهماً “الارهاب المحلي والارهاب الذي جاء على الاثر من الخارج”.
وشدد الرئيس السوري على أنّ “الأساس في أي حل سياسي هو ما يريده الشعب السوري.. وهو ما تحكمه صناديق الاقتراع.. لا توجد طريقة أخرى.. أما الإرهابي فلا أحد يحاور إرهابيًا (…) لا تحاور إرهابيًا يقوم بالذبح والقتل ويضرب بالغازات السامة وهي أسلحة كيماوية”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812884.html
الإنقسام السنّي – الشيعي يهيمن على المنطقة
مـنـى عـلامـة
الصراع السوري الطويل تحوّل الى حرب بالوكالة بين “إيران”، الحليف الشيعي لبشار الأسد، وبلدان الخليج العربي السنية، مهدّدةً البلدان المجاورة ذات الطوائف المسلمة الكبيرة، مثل لبنان والعراق، بامتداد الصراع الطائفي إليها، وهو أمر يعتقد الخبراء أنّه يصب في مصلحة النظام في دمشق.
في تشرين الأول الماضي، نقلت وكالة رويترز خبراً مفاده أنّ مقاتلين عراقيين شيعة يقاتلون في سوريا الى جانب جيش الرئيس بشار الأسد. ففي الأسابيع الأخيرة، ارتفع عدد مقاتلي “حزب الله” الذين قُتلوا في سورياً ارتفاعاً كبيراً، وهو عدد قدّره أمين عام “حزب الله” السابق الشيخ صبحي الطفيلي بأكثر من 100.
“الديكتاتوريات، لا سيّما تلك الشبيهة بنظام الأسد التي خضعت لتدريب في أوروبا الشرقية، تعلّمت اختراق قبائل ومذاهب وأحزاب سياسية في بلدان مثل لبنان والعراق، وهي تتلاعب بها عند الحاجة”، يقول نديم شحاده، المحلل في تشاتم هاوس Chatham House [بلندن].
هذا التلاعب بالمواطنين اللبنانيين والمجموعات العراقية يشمل اللعب على مخاوفهم الطائفية. “أحد الأمثلة على ذلك هو التهديد بتدمير مقام السيدة زينب الشيعي المقدّس” يشدّد شحاده. وزينب هي ابنة الإمام علي، الذي يبجّله الشيعة، وزوجته هي فاطمة، ابنة النبي محمد.
وفقا لرويترز، قال بعض الخارجين عن حزب المهدي العراقي الذين يقاتلون في سوريا إنّهم كانوا يقومون بحراسة مقام السيدة زينب والأحياء الشيعية. وقد أدلى “حزب الله” بحجة مشابهة، حيث برّر أمينه العام حسن نصرالله جزئياً انتشار مقاتلي الحزب في سوريا من خلال القول إنّهم كانوا يدافعون عن مقام السيدة زينب وكذلك عن اللبنانيين الشيعة الذين يسكنون في منطقة القُصير الواقعة على الحدود. “يستخدم النظام أسباباً دينية لتعبئة الطائفة الشيعية. وهو يستمد [أفكاره] من أسطورة [الـ 680 معركة] في كربلاء لمحاصرة المقامات الشيعية المقدّسة في سوريا. وبالتالي فإنّ الشيعة اللبنانيين والعراقيين الذين يقاتلون في سوريا يقومون بذلك لأسباب إيديولوجية” يقول البروفسور في العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور هلال خشان.
بالإضافة الى ذلك، يتحجّج الأعضاء العراقيون واللبنانيون في “حزب الله” اللبناني أو جيش مقتدى الصدر المهدي العراقي، ومجموعة بدر، وعصائب أهل الحق، من بين مجموعات أخرى تابعة لآية الله علي الخامنئي في إيران، بأنّ الثورة السورية تهدّد مصالح الطائفة الشيعية ومحور المقاومة.
“مثله مثل أي ديكتاتور آخر، يريد الأسد أن يثبت أنّه لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه، وأنّ إخراجه من السلطة سوف يسبّب فوضى. لقد استخدم هذا السلاح مرارا وتكرارا في الماضي. وفي لبنان سلّح “حزب الله”… في حين أنّه تلاعب بالقاعدة في العراق”، يشير شحاده قائلاً.
والى جانب الشيعة الذين يدافعون عن نظام الأسد، جذبت الحرب في سوريا أيضا جماعات من المقاتلين الجهاديين السنّة من أنحاء المنطقة الذين انضموا الى قضية الثوار. وقد وجّه الشيخ السلفي سالم الرافعي دعوة للجهاد مؤخراً في لبنان. ومن جهة أخرى، تبلور تورّط الجهاديين العراقيين في الصراع السوري مؤخراً من خلال الإعلان الذي قام به أمير القاعدة في العراق، أبو بكر البغدادي، الذي تحدّث بالتفصيل عن إطلاق اسم جديد على منظمته لتصبح “الدولة الإسلامية في العراق والمشرق”، وهو تكتّل من شأنه أن يشمل جماعة “جبهة النصرة” (وهو اقتراح رفضته النصرة).
هذا التصعيد من الجانبين للإنقسام السني- الشيعي سوف يشجّع المجموعات اللبنانية والعراقية المتورّطة فيه على الانحراف عن دولتها المركزية وتعزيز روابطها مع اللاعبين الإقليميين الطائفيين.
هذا وطبّقت الحكومتان العراقية واللبنانية سياسة عدم التدخّل في سوريا. غير أن ثمة تطورات أخيرة تهدّد حالة الجمود غير المستقرّة. فوفقاً لتقرير قامت به مؤخراً مجموعة الأزمات Crisis Group، بدأت أزمة الجمود في العراق بين المحتجين السنّة العرب والحكومة المركزية “انزلاقاً خطراً نحو المواجهة. في 23 نيسان الماضي، قتلت قوى الأمن العراقية 50 شخصاً في تظاهرة في بلدة “حويجة” السنيّة، في محافظة الكركوك. “ذكر التقرير أنّ العرب السنّة كانوا يشعرون أن بغداد تحرمهم من حقوقهم الشرعية وتقصيهم، ويشعرون بزيادة في التضامن مع إخوانهم وجيرانهم السوريين، ويشاركونهم “مشاعر العداء نحو المحور الشيعي المزعوم الذي يربط “حزب الله” ودمشق وبغداد وطهران”.
وعلى النحو نفسه، ارتفعت التوترات في لبنان. فالبلد مبتلٍ بفراغ في السلطة، فاقمته عدم قدرة رئيس الوزراء المكلّف على تشكيل حكومة واحتمال تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة. وقد أشعل تورط “حزب الله” العميق في سوريا مشاعر الكراهية تجاهه بين أفراد الطائفة السنية في لبنان، الذين على غرار نظرائهم في العراق، يشعرون بوحدة الحال مع الثوار. ويعتقد خشان أنّ تورّط “حزب الله” في الحرب السورية سوف تكون له تداعيات خطيرة على المدى البعيد، حيث إنّ السوريين لن يسامحوا بسهولة “حزب الله” على دعمه نظام الأسد. وقد يفاقم العدد المتزايد يوماً بعد يوم من السوريين الذين يلجأون الى لبنان، التوترات، لتصل الى أقصاها.
هكذا يشكّل لبنان، سوريا، والعراق قوساً من عدم الاستقرار، يمكن أن يفجّر سيناريو كارثياً في المنطقة.
“ثمة خطر حقيقي لحصول تمدّد للأزمة؛ حيث يمكن للسنّة والشيعة (من لبنان والعراق) الذين يقاتلون في سوريا أن ينقلوا يوماً ما الصراع الى عقر دارهم” يقول شحاده.
(ترجمة زينة أبو فاعور)
هذا المقال هو ترجمة للنص الأصلي الانكليزي
فى مشاركة إيران وحزب الله بالقتال
الأسد يرحب باتفاق روسيا وأميركا
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسيلتي إعلام أرجنتينيتين ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن بلاده وإن كان يشك بنتائجه.
وقال الأسد بمقابلة مطولة مع وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران “نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة.. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سوريا.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريأ” في إشارة إلى رفض الدول الغربية مشاركة الأسد في هذا التفاوض مع المعارضة.
وأضاف الرئيس السوري وفق ما أوردته الوكالة السورية الرسمية (سانا) “نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به ولكن علينا أن نكون واقعيين لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسيا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي”.
المعارضة المسلحة
وأعلن الأسد رفضه للحوار مع المعارضة المسلحة قائلا “قلنا منذ البداية أننا نحاور أي قوى في الداخل أو الخارج، لا توجد مشكلة شرط ألا تحمل سلاحا، لا تستطيع أن تحمل بندقية وتأتي إلى الحوار.. هذا هو الشرط الوحيد”.
وكانت موسكو وواشنطن اتفقتا بداية مايو/أيار الحالي على تشجيع النظام السوري والمعارضة على إيجاد تسوية سياسية للنزاع والعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا “في أسرع وقت”.
وشدد الأسد على أن أي مؤتمر دولي حول سوريا لن ينجح إذا لم تتوقف القوى الداعمة لمن أسماهم الإرهابيين في سوريا عن دعمهم.
وقال وفق ما نقلت عنه سانا “الشعب السوري لديه تصور لمستقبل سوريا.. تأتي كل القوى إلى المؤتمر.. تتحاور وتقرر ما تراه مناسبا ابتداء من الدستور مرورا بالقوانين الجديدة وأي إجراءات لها علاقة بالنظام السياسي ومنها شكل النظام في سوريا سواء برلمانيا أو رئاسيا أو أي نظام آخر”.
وأضاف “الإرهاب هو موضوع مختلف تماما.. فلو اجتمعنا اليوم وكان مؤتمر الحوار ناجحاً هذا لا يعني توقف الإرهاب.. طالما هناك دول كقطر وتركيا وغيرهما ليست لها مصلحة في وقف العنف في سوريا لذلك بالنسبة لنا فإن الجانب الأساسي الذي يستطيع أي مؤتمر دولي المساهمة فيه بشكل جدي هو وقف إدخال الأموال والسلاح إلى سوريا ووقف إرسال الإرهابيين الذين يأتون بشكل أساسي عبر تركيا وبتمويل قطري مع بعض الدول الخليجية الأخرى ومنها السعودية على سبيل المثال”.
دعم إسرائيلي
واتهم الأسد إسرائيل بدعم المعارضة المسلحة وقال “إسرائيل تدعم بشكل مباشر هذه المجموعات الإرهابية بطريقتين.. الطريقة الأولى هي تقديم الدعم اللوجستي لهذه القوى.. على الأقل هذا ما نراه بالأعين من خلال تقديم المساعدة للجرحى الإرهابيين على الجبهة السورية في الجولان.. الجانب الآخر.. هي ترسل لهم التوجيهات”.
وعن مشاركة عناصر من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قواته، قال الأسد “نحن لسنا بحاجة من يدافع عنا في سوريا لا من إيران ولا من حزب الله.. طبعاً العلاقة بيننا وبين حزب الله وإيران هي علاقات قديمة جداً ومعلنة وعمرها عشرات السنين.. وهناك تبادل خبرات في كل المجالات وهذا شيء معروف (…) هناك أشخاص من حزب الله وإيران موجودون في سوريا وهم منذ ما قبل الأزمة بسنوات طويلة يذهبون ويأتون إلى سوريا”.
عشرات الآلاف
من جهة أخرى شكك الأسد في ما تعلنه المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان من سقوط عشرات الآلاف، ضحية النزاع السوري. وتساءل عن مدى “مصداقية هذه المصادر”. واستنادا إلى المرصد السوري لحقوق الانسان فإن 94 ألف شخص قتلوا خلال عامي النزاع.
وأكد الرئيس السوري أنه لا يستطيع تقديم حصيلة لكنه اعترف بأن “آلاف السوريين قتلوا”. وقال “حاليا لا نستطيع إعطاء رقم دقيق.. لكننا نعرف أن آلاف السوريين قتلوا.. طبعا هذا الرقم يتغير دائما”.
وأضاف “لا نستطيع أن ننسى أن عددا من القتلى الذين نتحدث عنهم أجانب جاؤوا لقتل الشعب السوري” متهما “الإرهاب المحلي والإرهاب الذي جاء على الأثر من الخارج”.
ونفى الأسد كذلك أن تكون قواته استخدمت أسلحة كيمياوية ضد المقاتلين المعارضين، كما استبعد الاستقالة ملمحا إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة عام 2014.
وسط استمرار المعارك والقصف العنيف الثوار ينفون والنظام يؤكد دخول القصير
نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن قوات النظام دخلت إلى وسط مدينة القصير بريف حمص، وسيطرت على الميدان الرئيسي ومبنى البلدية، لكن ناشطين في المدينة نفوا ذلك وأكدوا استمرار المعارك. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 32 شخصاً على الأقل قتلوا جراء القصف المتواصل على المدينة.
وقال أبو الهدى الحمصي الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا من القصير للجزيرة إن المعارك مازالت مستمرة، نافيا دخول قوات النظام للمدينة، أو سيطرتها على أي جزء منها.
وقد واصلت طائرات النظام السوري والمدفعية قصفها لمدينة القصير بريف حمص منذ مساء أمس، وشهدت مناطق أخرى في سوريا اشتباكات أدت إلى وقوع مزيد من القتلى.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي قصف مدينة القصير بعنف منذ ساعات الصباح الأولى، بعد أن سادها الهدوء ليومين متتالين، محذرا من أن يكون ذلك “تمهيدا لعملية واسعة النطاق”.
كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية -من جهتها- أن “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف، بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ فجر اليوم”. وأشارت الهيئة إلى أن “المنازل تتهدم وتحترق”.
وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدلله إن مجزرة وقعت في مدينة القصير نتيجة القصف المدفعي المتواصل.
وتحاصر القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام.
مقتل 49
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل تسعة وأربعين شخصا في محافظات سورية مختلفة، معظمهم في حمص، بينهم طفلة وأربع سيدات، وشخص قضى تحت التعذيب وعشرة من الجيش الحر، ومن بينهم أيضا 31 قضوا في القصير بحمص.
وفي ريف حمص، تعرضت قرية الضبعة منذ الصباح لقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ “بشكل غير مسبوق”، مما أوقع قتلى وجرحى، وفق الهيئة العامة للثورة السورية.
وتحدثت شبكة شام عن سقوط قتلى وجرحى بقصف عنيف لقوات النظام على مدينة تلبيسة بريف حمص، وبلدتي دروشا وخان الشيخ في ريف دمشق.
وفي ريف حماة، تقدمت القوات النظامية داخل مدينة حلفايا و”اقتحمتها من الجهة الجنوبية الشرقية والجهة الغربية الشمالية ومن الجهة الغربية الجنوبية، وسط حملة مداهمات وحرق للمنازل”، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد -الذي يتخذ من لندن مقرا له- أن مناطق في بلدات العوينة والخويطات والجلمة تتعرض “لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة” مشيرا إلى “حركة نزوح للأهالي من هذه البلدات”.
براميل متفجرة
وفي غرب البلاد، ذكر المرصد أن الطيران المروحي ألقى “ثلاثة براميل متفجرة على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها” في ريف اللاذقية، وقصف كلا من قرية تردين بجبل الأكراد وقرية الخضرا.
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة كبيرة في سيارة بحي ركن الدين بدمشق، استهدفت عددا من السيارات التابعة للقوات النظامية بالمنطقة.
وأوضح المرصد أن القتلى هم “أربعة مدنيين وأربعة من القوات النظامية، كما أصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين بجراح بينهم مدنيون وقوات نظامية، في حين شهدت منطقة الانفجار أضرارا مادية كبيرة”.
وفي درعا، يواصل الجيش السوري الحر تقدمه لاقتحام مقر اللواء 52 وسط اشتباكات عنيفة، وفي الوقت ذاته يواصل هجومه على حاجز البريد، الذي يعتبر أكبر تجمع عسكري وأمني بالمدينة.
وفي محافظة إدلب، بدأت قوات المعارضة السورية توسيع عملياتها بهدف فتح جبهات جديدة باتجاه إدلب التي تخضع لسيطرة قوات النظام. وقد اقتحمت قوات المعارضة المدينة من الجهة الغربية واستهدفت عدة حواجز للجيش النظامي.
الحرب تعيد السوريين للحطب
خاص-ريف حلب
اختفت مظاهر الحياة العادية في سوريا واختلف أسلوب حياة أهلها وبات الناس يصارعون للتأقلم مع واقعهم المرير بعد أن فرضت الحرب مآسيها عليهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والصحية.
ويعيش السوريون في المناطق المحررة معاناة يومية مستمرة ويكافحون للتكيف مع واقع جديد مؤلم، إذ أن الحرب والقتال المحتدم تسبب بتردي الأوضاع الاقتصادية ونزول سعر الليرة السورية بشكل كبير وفقدان المواد الرئيسة وارتفاع ثمنها بصورة مستمرة.
كما أن الحرب ساهمت بانهيار النظام الصحي الوقائي بشكل كامل وانتشار الأمراض الوبائية وفقدان الأدوية واللقاحات الضرورية، في حين يعيش المواليد والأطفال بدون لقاحات ضرورية، بينما قالت مصادر طبية تطوعية للجزيرة نت إنه تتم سرقة المساعدات الطبية.
وقد دفعت الأوضاع الاقتصادية الحاجة أم نذير كغيرها من السورين للعودة إلى استخدام الحطب لطهي الطعام والاستخدامات المنزلية لارتفاع سعر الغاز عشرة أضعاف وانقطاع الكهرباء بشكل يومي.
طرق قديمة
وعاد الموقد الشعبي القديم “المحمولة” لحياة السورين وتعرّف الجيل الجديد على اسم هذا الموقد، الذي بات حاضرا في معظم المنازل لعدم قدرة الناس على شراء الغاز.
وللتّغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء قام معظم الناس بشراء مولدات كهربائية غير أن ارتفاع أسعار المحروقات حرمهم من استخدام المولدات بصورة دائمة.
وأدى انقطاع الكهرباء إلى ازدهار تجارة المولدات وظهور مهنة إصلاح المولدات، حيث حولت هذه المهنة مدرس التكنولوجيا أبو عبد الله إلى مهني يصلح هذه المولدات لكثرة أعطالها.
ويقول أبو عبد الله للجزيرة نت إن المولد الكهربائي أصبح من الضروريات في المنزل السوري بسبب انقطاع الكهرباء بصورة يومية، حيث تأتي الكهرباء كل ساعتين ويتم إيقافها لمدة أربع ساعات وفي مناطق أخرى استمر الانقطاع لمدة سبعة أشهر متواصلة.
وأوضح أبو عبد الله أن قسما من الناس لا يقدرون على شراء المولدات لارتفاع ثمنها وارتفاع سعر المحروقات، كما أن أخطاء التشغيل والتحميل الزائد للمولد أدى إلى تعطيل ملف المحرك.
ولفت إلى أنه يقوم بتوظيف خبرته بالتعليم بإصلاح هذه المولدات لتتحول إلى مهنة، إذ يقوم بعملية لف المحركات ليُعاد تشغيلها من جديد.
وضع سيئ
وأكد أبو عبد الله أن الوضع الاقتصادي السيئ أجبر العديد من السورين للبحث عن مهن جديدة، سعيا لسد بعض الاحتياجات المنزلية، إذ أن البطالة بازدياد وغلاء الأسعار مرتفع للغاية وهذا ما أعاق عملية الانتاج التي أصبحت بتراجع بعد ارتفاع أسعار المحروقات لتشغيل المعدات والآبار الارتوازية.
وبيّن أن نقل المنتجات الزراعية أصبح أمرا صعبا، نظرا للحالة الأمنية الصعبة والأعمال القتالية التي دفعت بعض المزارعين للتوقف عن العمل.
التقادي: سعر الأدوية مرتفع جدا (الجزيرة)
من جانبه أشار المتطوع عبد الله جمعة التقادي من “مركز تقاد الطبي” إلى أن شح الأدوية واللقحات فاقم معاناة المواطنين، حيث يعيش الأطفال دون لقاحات ضرورية بسبب عدم وصولها للمراكز الطبية كما أن مرضى السكر لا يستطيعون الحصول على الأنسولين لفقدانه، مما جعلهم يتعايشون مع المرض دون علاجه.
وأوضح التقادي أن “سعر الأدوية مرتفع جدا هذا إذا توفرت” لافتا إلى أن الأطفال يهددهم خطر كبير بسبب عدم توفر اللقاحات مثل لقاح السل والشلل صفر وكبد ب أولى ولقاح ثلاثي وشلل أولى وكبد ب ثانية ثلاثي ولقاح شلل ثانية ولقاح ثلاثي ولقاح شلل ثالثة وحصبة أولى وكبد ب ثالثة.
وأكد أن لقاحات الأطفال في ريف حلب تشكو نقصا حادا، حيث إن 80% منها غير موجودة أصلا و20% منها فقط متوفر غير أن المعارك تمنع وصولها للمراكز الطبية.
معركة القصير.. حياة أو موت
تعود مدينة القصير في ريف حمص إلى واجهة معارك الثورة السورية من باب تكثيف طائرات النظام ومدفعيته قصف المدينة المحاصرة، وسط إعلان الجيش الحر عن مقتل عشرة عناصر من حزب الله وإصابة عشرات آخرين خلال محاولتهم التسلل إلى قرى القصير، وكان ناشطون أكدوا امتلاك الجيش الحر جثتينْ تعودان لمقاتلينْ بالحزب.
ويرد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في حمص أبو الهدى الحمصي “هذا القصف المجنون والمنفلت من عقاله” لرغبة النظام في الانتقام لمقتل عناصر حزب الله وتمكن الثوار من سحب جثتين من قتلاه إضافة إلى أن الثوار استطاعوا ضرب رتل للجيش النظام مكون من 12 سيارة حيث دمروا خمسا منها تدميرا كاملا وقتلوا نحو خمسين عنصرا من قوات النظام”.
وأحصى الناطق الحمصي سقوط نحو خمسين قذيفة في الدقيقة بينها فراغية حولت شوارع في القصير “أثرا بعد عين” وعبر عن خشيته على نحو أربعين ألف مدني محاصرين لا يستطيعون الخروج لغياب الممرات الأمنة “ففضلوا اللجوء للكهوف لحمايتهم من القصف العشوائي” وتحدث الحمصي عن ارتفاع أعداد القتلى التي تتزايد بشكل سريع إلى العشرات.
وأوضح أن الثوار صدوا أكثر من هجوم لاقتحام مدينة القصير لكنهم باتوا مرهقين بسبب قتالهم المتواصل، مطالبا ثوار حلب وإدلب ودير الزور بمساندة ثوار القصير لإراحتهم كي يستعيدوا نشاطهم ويعودوا للمعركة من جديد.
وأكد أن الثوار يستطيعون الصمود ثلاثة أشهر إضافية رغم أن الذخيرة تصلهم بكميات قليلة لكنهم يستطيعون إدارتها لتكفيهم فترة أطول.
معركة مفتوحة
وهذه المنطقة التي شهدت جولات من المعارك في ريف القصير سيطر خلالها الجيش النظام وعناصر من حزب الله على قرى عدة، يشرح أهميتها الخبير الإستراتيجي اللبناني هشام جابر بأنها مهمة بالنسبة لطريق حمص، وأشار إلى أن حزب الله “تورط” بالمعركة وبات من الصعب عليه الانسحاب منها، وأضاف: في البداية كان عدد مقاتلي حزب الله بالمئات ولكن الآن زاد العدد بطريقة مضطردة مع تطور الأحداث واحتدام المعارك.
وأوضح جابر أن النظام السوري اتخذ قراراه بحسم معركة القصير مهما “كلفت من خسائر” ولفت إلى أن النظام لا يريد على ما يبدو سقوط مزيد من القتلى المدنيين، ولهذا ألقى مناشير فوق المدينة داعيا عبر مكبرات الصوت المدنيين لإخلاء القصير تمهيدا لاقتحامها والسيطرة عليها.
وتابع أن مدينة القصير “مكشوفة لا تحتوي على ملاذ آمن” والمدنيون الذين يريدون الفرار لا طريق لهم سوى التوجه شمالا لأن طريق الشرق صوب دمشق يسيطر عليه الجيش النظامي، كما أن جهة الغرب صوب نهر العاصي تقع بين أيدي القوات السورية وحزب الله.
وخلص إلى أن هناك معركة مفتوحة بين تحالف عسكري على الأرض بين الجيش النظامي وحزب الله ومجموعات شبه عسكرية مقابل الجيش الحر و”مجموعات إسلامية متشددة” جاءت من كل أنحاء العالم.
مكاسب سياسية
أما مدير مركز الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية رياض قهوجي، فيرى أن هذه المعركة أساسية للنظام وحزب الله لأنها تربط مناطق نفوذ الأخير مع مناطق نفوذ النظام على الساحل الغربي، وهي ستكون الممر بين دمشق والساحل.
ورأى أن النظام وحلفاءه شعروا أنهم في سباق مع الحراك الدولي الباحث عن حل سياسي للأزمة، وهم يسعون لتحقيق إنجازات ميدانية تسبق أي مؤتمر دول أو لقاء قمة بين موسكو وواشنطن، وأضاف أنهم يجهدون لإنجاز أي اختراق لتعزيز دور النظام في أي مفاوضات مرتقبة.
وختم قهوجي أن النظام من دون حزب الله ما كان ليحقق أي إنجاز وما تركيزه على جبهة القصير “يعود لدور حزب الله الحاسم فيها وعدم وجود أي منفذ لدى الثوار”. ولفت إلى أن باقي الجبهات حدودها مفتوحة وتمكن الثوار من الحصول على مساعدات ودعم في العتاد والعديد.
عميد منشق: نظام الأسد استخدم الكيمياوي
الجزيرة نت-عمّان
قال رئيس فرع الكيمياء السابق في الفرقة الخامسة بالجيش السوري العميد الركن زاهر الساكت إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم السلاح الكيمياوي في مناطق في حلب وريف دمشق ودرعا.
وكشف الساكت -في مقابلة مع الجزيرة والجزيرة نت- عن أنه يملك أدلة منها مادة تسلمها من أحد مراكز الجيش السوري بهدف استخدامها في درعا، إلا أنه قام بدفنها في منطقة تعهد بإرشاد لجان التحقيق الدولية عليها إن رغبت.
وأوضح أنه استبدل المادة الكيميائية بمواد أخرى غير خطيرة تم استخدامها في مناطق بدرعا.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة.
بداية لو تعرفنا بطبيعة عملك؟
– في البداية أترحم على كافة الشهداء، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى والحرية للمعتقلين. أنا العميد الركن المجاز زاهر عبد الرحمن الساكت رئيس فرع الكيمياء في الفرقة الخامسة، وأنا من حلب من باب الحديد.
ما طبيعة السلاح الذي كنت مسؤولا عنه؟
– السلاح الكيميائي في الفرق البرية، ويمكن أن نقول إن هذه المسؤولية عبارة عن تدريب وقائي من المواد السامة والإشعاع النووي والوسائط الجرثومية. وعند كافة رؤساء الأفرع الكيميائية توجد مستودعات كيميائية، كما توجد المواد السامة مثل (الأكروبلكرين) و(كلو الأسيتوفينون)، وهذه المادة تستخدم عند فض المظاهرات في كافة دول العالم، والحقيقة أن النظام قام باستخدام المواد السامة المزعجة لتفريق مظاهرات.
هل هذا يشبه الغاز المدمع المستخدم في تفريق المظاهرات في دول العالم؟
– لا، ففي دول العالم يستخدم الغاز المسيل للدموع بداية في تفريق المظاهرات، لكن النظام انتقل في مرحلة ثانية لاستخدام المواد السامة، وهي موجودة في مستودعات خاصة تابعة لإدارة الحرب الكيميائية، وهذه يمكن أن تصيب بالموت إن دخلت في تراكيز سمية كثيرة، وإذا لم تدخل فيها التراكيز العالية فيمكن أن تصيب الشخص أو الفرد، ويجب خروجه من الساحة وأوج المعركة إلى الاستشفاء خلال عشرة إلى 15 يوم.
الحقيقة أن النظام استخدم المواد السمية المخرجة من القتال في منطقتين أساسيتين، وهما: منطقة خان العسل والشيخ مقصود.
متى استخدم هذا السلاح لأول مرة في الثورة السورية؟
– استخدم أول مرة في منطقة خان العسل والشيخ مقصود منذ شهر ونصف أو أقل. كما قلت قرأ هذا النظام العالم والمجتمع الدولي وتناقضاته وتنازعاته جيدا، وعلم أن العالم غير مكترث لدماء الشعب السوري فانتقل لاستخدام المواد السامة المميتة وغاز الأعصاب من نوع غاز الخردل.
يذكرني هذا الشيء بشيء أساسي، بأن النظام كما انتقل في بداية المظاهرات إلى استخدام العنف تدريجيا بالأسلحة الخفيفة ثم المتوسطة فالثقيلة باستخدام الدبابات والعربات بي أم بي وراجمات الصواريخ، وعندما رأى صمت العالم انتقل لاستخدام الطيران والآن الصواريخ البالستية؛ وكذلك هو الحال بالنسبة للأسلحة الكيميائية، انتقل من استخدام المزعجة إلى المخرجة من القتال إلى المميتة.
عندما قال الرئيس باراك أوباما إن السلاح الكيمياوي خط أحمر، فنحن لا نعرف ما الخط الأحمر، هل إذا كانت الكمية محدودة وهل الكمية التي استخدمت في الشيخ مقصود وفي داريا أو دير بعلبة أو سراقب تعتبر كثيرة.
نريد أن نعرف ما طبيعة السلاح الكيمياوي في سوريا؟ هل جميع الفرق فيها أسلحة كيمياوية؟ وكيف يتم تجميعها واستخدامها؟ ومن يصدر الأمر بالاستخدام؟ وما تركيبة المنظومة؟
– نحن عندنا المواد السامة المزعجة موجودة في المستودعات لدى الفرق، وموجودة عند أي رئيس فرع، أنا كرئيس فرع لدي مواد سامة مزعجة، إلا أن لدى فرق الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة مواد سامة مخرجة من القتال وهي أعلى مستوى.
من يقرر استخدام المواد السامة المزعجة؟
– مكتب إدارة الأزمات يضم مدير الأمن القومي ومدراء شعب المخابرات العسكرية والجوية ووزير الداخلية ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، ويرفع المقترحات للقائد العام للقوات المسلحة لاستخدام هذه الأسلحة. وأنا عندما طلب مني استخدام هذه الأسلحة جاء الأمر من القائد العام للجيش والقوات المسلحة.
من الذي أصدر الأمر لك باستخدام هذه الأسلحة؟
– طلب مني في ثلاثة مواقع، في منطقة الشيخ مسكين والحراك وبصر الحرير في أثناء عملية ما سمي بعامود حوران، وكان الطلب من اللواء علي حسن عمار الذي اتصل بقائد الفيلق وطلب استخدام مواد سامة مخرجة من القتال، وهذه عادة ما يكون لها تراكيز سمية كثيرة العضوية تؤدي إلى الوفاة.
وقد طلب مني قائد الفرقة بناء على أمر لاستلام هذه المواد بالاتصال مع اللواء طالب سلامة مدير إدارة الحرب الكيميائية للاستفسار عن موضوع كيفية الاستخدام وأين ومتى، حيث استلمت خمس لترات من المادة السامة نوع (الفوز جين).
أين استلمتها؟
– لا يمكن أن أتحدث في هذا الموضوع. يوجد مستودعات خاصة تابعة لإدارة الحرب الكيميائية توجد فيها مواد سامة مخرجة من القتال، وعلى المستوى الإستراتيجي، كما أن هناك مواد تابعة لإدارة مدير المخابرات الجوية لا أعرف عنها كثيرا، وأنا سأتحدث ضمن عملي.
المخابرات الجوية هي التي لها علاقة بكافة مراكز البحوث العلمية، ومعلوماتي محدودة جدا فيها، وأنا أتكلم ضمن اختصاصي وكيفية العمل وكيف يسند إلى العمل باستخدام هذه المادة.
نريد أن نعرف التركيبة القيادية المسؤولة عن السلاح الكيمياوي؟
– ذكرت أن هناك مدير إدارة ورؤساء أفرع ميدانيين تابعين له في الفرق البرية، وهؤلاء تابعون لمدير الإدارة إداريا، أما قتاليا فنحن نتبع مباشرة لقائد الفرقة أو القائد الميداني المسؤول.
ما علاقة المخابرات الجوية بهذا الموضوع؟
– لا أريد أن أتدخل في موضوع المخابرات الجوية وما تفعله لأن معلوماتي قليلة جدا في هذا الموضوع، وأنا أتكلم ضمن عملي وكيف أسند إلي العمل وما هو العمل الذي قمت به.
عندما أعطي الأمر لي باستلام هذه المواد، استلمتها وتأكدت أن هذه المادة إذا استخدمتها يمكن أن تؤدي إلى سقوط ضحايا كثر، وأنا لا أريد أن أقف بين يدي ربي ويسألني لماذا فعلت هذا، وهذا سبب انشقاقي.
فاتصلت بقادة الجيش الحر وأعلمتهم أنه أعطي أمر لي باستخدام السلاح الكيميائي ولكنني لم استخدمه نهائيا، وطلبت منهم أن لا يخشوا شيئا، لأنني الوحيد المخول بتنفيذ هكذا أمر.
لقد قمت بطمر هذه المواد في مكان محدد، لو شاءت لجنة التحقيق الدولية فيمكن أن أحدد لها المكان عبر “غوغل إيرث” أو أدلهم عليه للتفتيش ضمن حفر فردية. وتوجد دلائل على هذا الكلام بوجود الكربون والكلور حتى الأوكسجين المتطاير في الهواء وبعض المواد المائية التي بقي لها أثر في التربة.
بعد أن طمرت المادة قمت بأخذ العبوة، وهي سلة من الألمنيوم مغطاة بإحكام. اختبرت القناع الواقي، وقمت بطمرها في حفرة، وغسلنا العبوة أنا وبعض الناس الذي كانوا معي، ووضعت فيها ماء الجاغيل وهذا يستخدم لتعقيم المغاسل. وهو مادة من الكلور مزعجة قليلا، وقمت أمام ضباطي بجلب أسطوانة اسمها (باد 5) معروفة لدى الروس استعملت منها عشرين لترا، وأضفت لها الخمس لتر من ماء الجاغيل التي اشتريتها من حسابي الخاص، ووضعتها ضمن جهاز (الباد 5) وأضفت عليه كمية من الماء حتى لا يكون مزعجا.
وطلبت من الضباط أن لا يحضروا معي التركيبة كونها مزعجة وأنا ألبس القناع، وأن أقوم أنا بذلك في غرف غاز خاصة، فاقتنع الضباط الذين شاركوني بالأمر، وهم: المقدم باسل سليمان والنقيب وسام دويري، وكانوا مشتركين معي في استلام هذا السلاح ومقتنعين بأنني استخدام هذا السلاح. وكان معي عناصر وجنود كثر، وكنت حريصاً على إقناعهم حتى لا ترفع في تقارير، وأنت تعرف ماذا يعني رفع تقارير في سوريا.
بعد خلط المادة قمنا بأخذ الجهاز (باد 5) وفتح الحنفية عكس اتجاه الريح، وفي اتجاه منطقة الحراك وبصر الحرير، وحتى الآن بعض هذه المناطق فيها سكان وجيش حر، واستخدام هذه المواد يضر بالسكان والجيش الحر.
وقام الضباط المرؤوسين بفتح هذه الأسطوانة غير السامة -والتي يظنون أنها سامة- وهم يلبسون الأقنعة الواقية مع مجموعة من الضباط والعرفاء والجنود باستخدام هذه المواد في شهر أكتوبر/تشرين الأول في الشيخ مسكين، وفي الحراك قبل نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول بعد هجوم كاسح على الحراك.
اقتنعت أن هذا النظام سوف ينتقل للمرحلة الثالثة كوني أنا استخدمت المرحلة الثانية، والمرة الثالثة لا يمكن لرئيس فرع أن يستخدمها بقراره، وهذه موجودة ضمن خزانات خاصة ولها رؤوس متفجرة خاصة تركب على طائرات وحوامات قتالية، ومنها بقذائف مدفعية خاصة مجهزة مسبقاً بالمواد السامة، ولها خطوط وعلامات معينة يعرفها قائد الوحدة أو قائد الكتيبة المنفذ بأن هذه تحتوي على مواد سامة.
أما السلاح الثنائي فهو عبارة عن قذيفتين مدفعيتين مختلفين عن بعضهما، واحدة لا تحتوي مواد سامة والأخرى فيها مواد سامة، ولكن عند التقائهما في نقطة معينة -مثلا كتيبة ترمي في منطقة معينة وكتيبة ترمي من اتجاه آخر- يمكن لهذه الرمايات أن تتشابك وتلتصق ببعضها بعضا، وهذه المادة غير سامة أبدا ولا تؤثر على الطاقم ولكن اتحادها في منطقة واحدة يشكل سحابات سامة تؤثر على السكان بشكل كامل، مثل غاز الخردل.
هل استخدمت هذه؟
-نعم استخدمت، بدليل الآثار التي نراها على المصابين، فمادة الخردل عندما تصيب الجلد تحدث ما يشبه الحساسية، ولكن بعد أن تحدث عملية الامتصاص في الخلايا تصبح هناك تقرحات تشبه الحروق.
وكل تقرح يحتوي على مادة سامة ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم، ثم هذه التقرحات تدافع عنها الكريات البيضاء الموجودة في الجسم، والكريات البيضاء تدافع عن المادة السامة التي دخلت إلى الجسم، وبالتالي تفقده المناعة نهائياً مما يؤدي إلى الوفاة.
غاز الخردل يؤدي إلى تقرحات جسدية في الجسم غير الجروح تصبح مقيحة جدا، وهذا التقيح يفرز مادة أخرى لأعضاء الجسم الأخرى، فممكن أن تنتقل من عضو إلى عضو آخر.
وهذه المادة استخدمت في منطقة دير بعلبة، وشاهدنا المصابين وشاهدنا المادة السامة من نوع السارين التي تم استخدامها في منطقة العتيبي، وهذه مادة سامة عصبية، والإنسان عندما يتلقاها في البداية عبر الاستنشاق فأول ما يتأثر هو العينان، ويؤدي إلى تضيق حدقية العينين، ثم تنتقل إلى مرحلة أخرى هي مرحلة الغثيان والشعور بدوار في الرأس ثم الرجفان ثم تعطل جهاز التنفس، مما يؤدي إلى الشلل ثم الموت.
تمكن النظام من حرق بعض جثث المصابين حتى يخفي آثار الجريمة التي ارتكبها، ولكن علمت أن الجيش الحر الموجود في درعا تمكن من الحصول على عينات من التربة ومن الملابس والاحتفاظ ببعض الجثث الموجودة في البرادات يمكن لأي لجنة تحقيق أن تذهب وتستطلع ذلك.
برأيي أن رفض النظام استقبال المبعوثين الدوليين للتحقيق في استخدامه أو عدم استخدام السلاح الكيمياوي هو دليل على أنه استخدمه، لأنه لو لم يستخدمه فسيسمح للجنة أن تحضر.
أما استعداد النظام لقبول لجنة تحقيق روسية أمر غير مقبول، لأن روسيا هي التي قتلت أبناءنا ولا نقول عنها شريك فقط بل هي من صلب مرتكبي الجرائم، ولا أستبعد أن يقول النظام بأنه يقبل بلجنة تحقيق إيرانية، كيف لقاتل أن يحقق في جريمة قتل.
أما اتهام المعارضة باستخدام المواد السامة المميتة فهو غير ممكن إطلاقا، فبمجرد تلقي المادة عن طريق عملية الشهيق والزفير ثلاث مرات فقط، فإن ذلك يكون كافيا للقتل ضمن منطقة التلوث.
ولا يمكن للمعارضة أن تستخدم المواد السامة المميتة من السارين أو غاز الخردل لأنها لا تملك وسائل استخدامها، فهي لا تملك طائرات لأن الأسلحة القاتلة تستخدم فقط عن طريق الطائرات والمدفعية والصواريخ البالستية.
ألم تكن هذه موجودة عندكم؟
– كان عندنا راجمات ومدفعية وكل شيء، وإذا استمرت الثورة شهرا أو شهرين فإن النظام سيستخدم كل شيء، لأنه لا يوجد عنده شيء محرم.
هل كنت أنت المسؤول عن المدفعية؟
– لست المسؤول، ولكن عندما تكون هذه الذخائر تحتوي على أسلحة كيميائية أو مواد سامة حتما سأكون مسؤولا عن الذخائر.
ولم تأتِ أي ذخائر مدفعية مميتة للفرقة الخامسة لاستخدامها، فقط كان لدينا المخرجة من القتال، وأعطي الأمر لي واستخدمتها عن طريق جهاز (باد 5).
هل اتصلت بك أي جهة من الأميركان أو غيرهم؟
– أنا لم تتصل بي أي جهة نهائيا، ولا أقبل نهائياً أن أتواصل مع هذه الجهات، ولن أدلي بأي تصريح أو معلومات، أنا فقط أعلمك بما قمت فيه، وهذا كان أحد أسباب انشقاقي.
ولا تتصور إنسانا له 32 سنة في الجيش يستغني عن زملائه وأصدقائه ومحبيه، لكنني أيقنت أن هذا النظام سوف يبيد الشعب بكامله ليحافظ على بشار الأسد، حتى أنني خسرت إخوتي واتهموني بأنني خائن وأنني أخذت من قطر 15 مليون ليرة سورية، وتقاول علي الأقرباء بكلام غير صحيح نهائياً.
حتى الآن لم تتصل بك أي جهة تحقيق دولية، كيف تفسر ذلك؟
– العالم لا يريد أن يعرف الحقيقة، وأتمنى أن لا يتصلوا بي. كل العالم لا يريد الحقيقة.
هل ستتعاون مع أي تحقيق دولي إن حصل، وهل لديك من المعلومات ما لا تريد أن تكشفه لوسائل الإعلام ويمكن أن تعطيها للتحقيق الدولي؟
– أنا رئيس فرع كيمياء لا أملك أي معلومات، أنا أقول ما جرى معي، ولا أقول أنني أعرف كل الأمكنة وكل شيء. أنا أعلم ما هو العمل الذي قمت به، ويعرف قادتي الموجودون في قيادة الفرقة الخامسة ونوابهم ورؤسائي أنني صادق. وأنا خرجت حتى لا أرتكب دما ولا يكون هناك ضحية أمام الله أقف أمامها، والمواد السامة التي استلمتها كانت ستقضي على الشعب.
انفجار ضخم يهز دمشق.. والتلفزيون يؤكد مقتل 3 أشخاص
إطلاق نار كثيف في منطقة الطلياني أعقب تفجير حي ركن الدين
دبي – قناة العربية –
هز انفجار عنيف، ليلة أمس السبت، دمشق، سمع دويه في معظم أحياء العاصمة السورية. وقال التلفزيون السوري إن الانفجار وقع في حي ركن الدين.
وأضاف التلفزيون أن الحادث تسبب في قتل ثلاثة أشخاص، وإصابة خمسة آخرين، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول طبيعة الانفجار.
ومن جانبه، أفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بسماع أصوات إطلاق نار كثيف في منطقة الطلياني وسط دمشق عقب الانفجار.
17جثة مجهولة الهوية
وفي سياق آخر، وثقت لجان التنسيق المحلية، مقتل 95 شخصاً بنيران قوات النظام السوري اليوم، معظمهم في دمشق وريفها وفي حمص وحلب.
كما أفادت اللجان بأن الجيش الحر تمكن من إعادة السيطرة على مرصد صيدنايا في ريف دمشق، بعد قتل 10 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين والسيطرة على بعض الأسلحة والذخيرة.
وأضافت اللجان أنه تم العثور على 17 جثة لقتلى مجهولي الهوية ذبحوا بالسكاكين في منطقة البساتين في حي الوعر بحمص.
ومن جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة إن قتلى وجرحى سقطوا في انفجار سيارة مفخخة في البويضة بريف دمشق.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فكشف أن الجيش الحر سيطر على قرى في ريف حماة الشرقي تسكنها غالبية علوية.
وأخيراً أكدت الهيئة العامة للثورة وقوع انفجار قرب كلية الآداب في حي النشوة بمدينة الحسكة.
مسؤول: الأسد المنهك هو الخيار الأمثل لإسرائيل
“تايمز” البريطانية نقلت عن المصدر تفضيله استمرار القتال في سوريا
دبي – كفاح الزين –
نقلت صحيفة “تايمز” البريطانية عن مسؤولٍ إسرائيلي تفضيل بلاده بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، ومصلحتُها في استمرار القتال الداخلي في سوريا، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، الأحد 19 مايو/أيار.
وأوردت الصحيفة، نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية، أن روسيا، مثل إسرائيل، تتناسب مصالحها مع بقاء الأسد، ولذلك تدعمه عسكريا.
وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة اللندنية أن بقاء نظام الأسد المنهك هو الخيار الأنسب لإسرائيل وللمنطقة برمتها مقارنة بالثوار، على حد تعبيره.
وراهنت إسرائيل في بداية الثورة على سقوط نظام الأسد، وأساءت تقدير قدرات النظام، وبالغت في تقدير قدرات مقاتلي المعارضة، لكن في كلا الحالتين تبقى إسرائيل هي الرابحة في ظل استمرار الاقتتال بدل أن يحشد الطرفان قواتهما لمواجهة تل أبيب، بحسب تصريحات المسؤول الإسرائيلي لصحيفة “التايمز”.
وتل أبيب ليست وحدها المتمسكة بالأسد، بل لموسكو أيضا مصلحة كبيرة في بقاء النظام، ولذا سارعت إلى دعمه عسكريا من خلال تسليمه شحنة صواريخ “ياخونت” المضادة للسفن المجهزة برادارات لتجعلها أكثر دقة وفاعلية، بحسب مصادر استخباراتية أميركية.
وفي سابقة، تحركت مجموعة من السفن الروسية القادمة من البحر الأحمر في طريقها للانتشار في البحر المتوسط، وستصل إلى مرفأ ليماسول القبرصي بهدف الدفاع عن مصالح موسكو في المنطقة، نقلا عن مصادر استخباراتية أشارت إليها “تايمز”.
وإلى ذلك، لا تستبعد أجهزة الاستخبارات الأميركية أن تتحرك صوب التمركز قبيل سواحل طرطوس في ظل تنامي فكرة اللجوء للخيار العسكري لإنهاء الصراع في سوريا.
تسجيل صوتي لحزب الله يظهر صعوبة سحب جثث قتلاه بالقصير
أكثر من 50 قذيفة تسقط في الدقيقة في معركة مصيرية بالنسبة للنظام والحزب
دبي – جفرا بهاء، قناة العربية –
وصل لـ”العربية” تسجيل صوتي بين عنصرين من حزب الله يُظهر ارتباك ميليشيات حزب الله وعدم مقدرتهم على سحب جثث قتلاهم وذلك لجهلهم بجغرافيا القصير.
ويأتي التسجيل ليثبت من جديد صدق كلام وتصريحات الجيش الحر في مدينة القصير من حيث أنه لا يزال يسيطر على القصير، وفي الوقت ذاته يوضح تفاصيل الحرب النفسية التي حاول النظام ممارستها بعرض مقاطع فيديو على شاشة التلفزيون السوري تؤكد أن النظام يسيطر على القصير.
وحمص مرة ثانية وثالثة وعاشرة، والقصير مرة أخرى تتعرض لحرب إبادة بحسب شهود عيان من داخل القصير، ومع وصول عدد القتلى إلى 41 ودفع حزب الله بقواته التي دعمها وعززها ومن عدة محاور بتغطية جوية كاملة من طائرات النظام تصبح سيطرة الجيش الحر إلى الآن على القصير أشبه بمعجزة لا يملك أحد أن يفسّرها.
ويقول مصدر من الجيش الحر لـ”العربية نت” إنهم إلى الآن لم يسمحوا لقوات النظام ورجال حزب الله بالدخول إلى القصير، كما أنهم قاموا بعطب دبابتين وقتل العديد منهم، ويأتي التسجيل الصوتي الذي ذكرناه سابقاً ليؤكد كلام المصدر.
لماذا القصير؟
وأما لماذا القصير فإنه – وبحسب نشطاء على الأرض وشهود عيان وخبراء بجغرافيا المنطقة – فإن القصير هي عقبة أمام الشريط الساحلي الذي يحاول النظام أن يسيطر عليها بالكامل في إطار خطته الإعلامية التي تهدف للإيحاء بأنه يعتزم إقامة الدولة العلوية، إذ إن القصير جغرافياً تقع على الطريق ما بين دمشق والساحل السوري، ودون السيطرة عليها لن يكون هناك امتداد علوي متصل.
ويأتي هذا في ظل دعايات النظام ومحاولته جاهداً بث الروح الطائفية من خلال إشعار الأكثرية السُّنية بأن الهدف هو إقامة دولة علوية غرب العاصي، في حين أنه يقوم بتخويف طائفته من بشاعة انتقام السنة منهم، خصوصاً أن المجازر التي ارتكبها الشبيحة تحت اسم طائفي ينبئ بأنه يريد توريطهم أكثر فأكثر.
وبحسب الصحافي اللبناني أسعد بشارة فإن حزب الله يعتبرها معركته المصيرية كما قال لـ”العربية”، ويبدو ذلك واضحاً من الحشود الضخمة التي دخلت سوريا من لبنان خلال الأيام الماضية.
وأضاف أن نصر الأسد في القصير سوف يعطيه ويعطي موقفه في حال قيام المؤتمر الدولي المزمع عقده في الفترة القادمة من أجل سوريا، قوة أكثر من حيث قدرته على السيطرة على الأرض.
كما يبدو أن حزب الله يعتبر معركته مصيرية من رسائل الهواتف التي يرسلها إلى جماهيره في الضاحية الجنوبية في محاولة على ما يبدو لإقناعهم بضرورة هذه الحرب التي دخلها والتي سيدفعون هم وأولادهم ثمناً لها، وتقول الرسائل المرسلة: “ادعوا لنا.. لن تُسبى زينب مرتين”، كما سحب القوات من الجنوب والبقاع والهرمل، وتم منع المتفرغين من العودة إلى بيوتهم وإبقاؤهم في أماكن فرزهم.
ولعل جبهة القصير التي تحوي أقوى التشكيلات المقاتلة على جبهة حمص والقضاء على تلك الجبهة من أهم أولويات النظام والحزب حالياً.
سماء القصير تمطر
تبدو سماء القصير وكأنها تمطر بغزارة شديدة، مع استبدال مياه المطر بالقذائف والبراميل المتفجرة التي تتساقط بلا توقف، وتحاول قوات حزب الله التوغل من أربع جهات وهي: الحيدرية وتنونة إضافة إلى جوسية وسقرجة وأبوحوري، كما يحاول الشبيحة ورجالات النظام الدخول من ابل والبويضة الربيعة.
وتبقى الأحوال الإنسانية في القصير في شدة السوء من حيث عدم قدرة المشافي الميدانية على استيعاب الجرحى الذين يصلون، ونقص في كل ما هو ضروري لاستمرار الحياة، وتأتي شدة القصف وعدم توقفه وإمطار المدينة بالقذائف ليجعل من الحركة مستحيلة ومنقطعة بشكل كامل.
حزب الله يضاعف قواته بالقصير والجيش الحر لا يزال يسيطر
قصف جوي مكثف واستخدام الغازات الجوية والبراميل المتفجرة تسقط 40 قتيلاً
العربية.نت –
بلغ عدد القتلى في منطقة القصير بريف حمص 40 قتيلاً في أعنف حملة عسكرية تشنها قوات النظام السوري وقوات حزب الله، وتتوغل قوات حزب الله في اتجاه القصير في ظل غطاء جوي يؤمنه له النظام.
وأعلن الجيش السوري الحر أنه يسيطر على القصير حتى الآن رغم أن جنود الأسد أطبقت على أطرافها مع عناصر حزب الله الذي دفع بأعداد كبيرة منها للقتال مع الجيش الحر.
ودعا الائتلاف الوطني السوري من جانبه العرب إلى التحرك لوقف غزو حزب الله وإيران على الأراضي السورية، فيما أكد ناشطون عدم صحة الأنباء التي نقلها التلفزيوني السوري وتفيد بدخول قوات الاسد إلى المدينة.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد صباح الأحد بقيام الطيران بقصف عنيف لمدينة القصير منذ ساعات الصباح الأولى بعد أن سادها الهدوء ليومين متتاليين، محذراً من أن يكون ذلك “تمهيداً لعملية واسعة النطاق”.
كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، من جهتها، أن “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ فجر الأحد”. وأشارت الهيئة إلى أن “المنازل تتهدم وتحترق مع المدينة”.
وتحاصر القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الشيعي الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام.
وتمكّنت القوات النظامية مؤخراً من السيطرة على عدد من القرى الواقعة في ريف المدينة الاستراتيجية التي تقع على المحور الرابط بين العاصمة والساحل السوري في ريف حمص وسط البلاد.
تعزيزات عسكرية من حزب الله
وفي وقت سابق، الأحد، أفاد شهود عيان بأن أعداداً كبيرة من حزب الله اللبناني مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير. وجاء ذلك بعد مقتل 10 عناصر من حزب الله في معارك بالقصير، أمس السبت، في كمين نصبه الجيش الحر على ضفاف نهر العاصي غرب المدينة، ونفذته الكتيبة 112 التابعة للجيش الحر.
وبحسب لجان التنسيق، فإن العشرات من عناصر الحزب أصيبوا أيضاً أثناء محاولتهم التسلل إلى بساتين القصير.
وتصاعدت حدة الاشتباكات في القصير بين حزب الله ومقاتلي الجيش الحر، في ظل استعانة النظام السوري بمقاتلي الحزب لاستعادة السيطرة على قرى بالمنطقة.
ونقلاً عن عناصر الجيش الحر، فإن جنود حزب الله يعمدون إلى فتح جبهات قتال كثيرة في القصير لتشتيت جهد المقاتلين، لكن مقاتلي الجيش الحر انتبهوا لهم، وكبدوهم خسائر فادحة.
الجيش السوري يدخل القصير بريف حمص
ناشطون: القصير تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي مكثف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تمكنت القوات السورية من دخول مدينة القصير بريف حمص وفقا لما ذكر التلفزيون الرسمي السوري ظهر الأحد، في الوقت الذي تتعرض المدينة لعملية عسكرية هي “الأعنف” وفقا لما ذكرت مصادر المعارضة لسكاي نيوز عربية.
وذكر التلفزيون السوري أن قوات حكومية “تمكنت من دخول مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية”.
من جهته قال الناشط المعارض هادي العبدالله في اتصال مع سكاي نيوز عربية إن “عشرات المنازل تهدمت جراء الغارات الجوية، وإن نحو 400 جريح عالقون في المدينة ولا تتسع لهم المشافي الميدانية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن “13 شخصا على الاقل، بينهم مقاتلون من الكتائب المقاتلة قتلوا في القصف الذي تتعرض له مدينة القصير من قبل القوات النظامية”.
غير أن تقارير لاحقة أشارت إلى مقتل أكثر من أربعين شخصا في المواجهات.
من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ فجر اليوم”.
وتحاصر القوات النظامية المدعومة من عناصر من حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع وفقا للمعارضة، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية منذ أكثر من عام.
وتمكن الجيش أخيرا من السيطرة على عدد من القرى الواقعة في ريف المدينة الاستراتيجية التي تقع على المحور الرابط بين العاصمة والساحل السوري في ريف حمص وسط البلاد.
كما استهدف القصف العنيف قرية الضبعة في ريف القصير، التي شهدت على الأرض اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات الحكومية.
وتواصلت المواجهات المسلحة بين الجيش والمسلحين في أنحاء البلاد، حيث أشارت الشبكة إلى اندلاع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في الغوطة الشرقية بريف دمشق وفي ريف حماة.
المعارضة تشتكي تدخل حزب الله وإيران
وطالبت المعارضة السورية الأحد المجتمع الدولي باتخاذ موقف لمنع حليفي النظام السوري إيران وحزب الله اللبناني من التدخل عسكريا في سوريا، محذرة من أن “السكوت عن ذلك” سيقوض الحل السياسي للأزمة في البلاد.
وذكر بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض: “في هذه اللحظات تقوم قوات قادمة من خارج سوريا بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب على الأرض السورية، فمدينة القصير محاصرة وتتعرض لقصف وحشي تدميري، ومحاولات اجتياح ومسح المدينة وسكانها من الوجود، على يد قوات حزب الله وقوات إيرانية”.
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي “للقيام بواجبه في منع عناصر من جماعة إرهابية متعصبة مثل حزب الله، وقوات دولة راعية للإرهاب مثل إيران، من انتهاك حدود بلادنا، وغزو أبناء شعبنا في بيوتهم”.
كما طالب المجلس في بيانه “بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية، وباتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه استباحة الأرض السورية، واستباحة الدم السوري”، محملا الجامعة وأمانتها العامة “المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للتحرك لوقف ذبح السوريين في القصير على أيدي غرباء، ينتهكون كل المبادئ التي قامت الجامعة العربية للدفاع عنها”.
وتحاصر القوات السورية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الشيعي الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ اسابيع، م أجل السيطرة عليها.
إسرائيل تهدد
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو إن الحكومة الإسرائيلية تعمل “دائما بشكل مسؤول لضمان أمن الإسرائيليين ومنع وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله والمنظمات الإرهابية”، مشيرا إلى أن بلاده “مستعدة لكل الاحتمالات بشأن ما يجري في سوريا”.
يشار إلى أن مصادر غربية وإسرائيلية قالت إن إسرائيل شنت عدة هجمات جوية داخل سوريا، في مسعى لتدمير أسلحة تعتقد أنها سترسل إلى حزب الله اللبنانية.
ولم تنف تل أبيب أو تؤكد قط التقارير التي أفادت بأنها هاجمت مخازن لصواريخ قادمة من إيران قرب دمشق مطلع الشهر الجاري.
مؤتمر دولي
وفي مقر وزارة اللخارجية في القاهرة، التقى وزير الخارجية المصري محمد عمرو مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لبحث تطورات الأزمةالسورية، والدعوة إلى انعقاد مؤتمر دولي بشأن سوريا في مدينة جنيف السويسرية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد شكك في جدوى مثل هذا المؤتمر ونتائجه، وتوقع له الفشل، رغم ترحيبه بالتقارب الروسي الأميركي بهذا الشأن.
مصير القصير: الجيش السوري يشن هجوما لاستعادة البلدة الاستراتيجية من أيدى المعارضة المسلحة
بدأ الجيش السوري النظامي هجوما لاستعادة السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان.
وقال ناشطون معارضون إن البلدة تتعرض لغارات جوية وقصف عنيف بالمدفعية.
وأكد مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود بدء الهجوم. غير أنه قال أنه لم يصدر عن الجيش السوري أي بيانات بشأنه.
وتعد بلدة القصير، التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، نقطة استراتيجية لأنها تربط العاصمة السورية دمشق بساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 30 شخصا بينهم عدد من قوات المعارضة المسلحة في الهجوم الذي بدأ صباح الأحد.
وقال المرصد، من مقره في بريطانيا، إن “الطائرات السورية قصفت بلدة القصير بعد يومين من الهدوء”.
ويحاصر الجيش السوري البلدة، الواقعة في محافظة حمص، منذ أسابيع.
وتدور اشتباكات ضارية بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في الفترة الأخيرة.
وتتهم المعارضة المسلحة حزب الله اللبناني بمساندة الجيش السوري النظامي بالميليشيات المسلحة في الصراع العسكري الحالي، وهو ما ينفيه الحزب والحكومة السورية.
اجتماع طارئ
اعرض الملف في مشغل آخر
وستعقد اللجنة الوزارية العربية حول سوريا اجتماعا طارئا يوم الخميس المقبل.
وقال نائب أمين عام الجامعة، أحمد بن حلي، إن وزراء خارجية الجزائر ومصر والعراق وعمان وقطر والسودان سيناقشون مبادرة روسية لعقد مؤتمر يهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
وأضاف أن السعودية والإمارات المتحدة ستنضمان إلى الاجتماع “لمتابعة التطورات في سوريا على ضوء التفاهم الأمريكي الروسي”.
وكان المجلس الوطني السوري طالب الجامعة العربية بالتحرك لوقف ما سماه “غزو إرهابيين من إيران وحزب الله للأراضي السورية”.
ودعا المجلس في بيان له من اسطنبول إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لاتخاذ موقف حاسم حيال ما يجري في سوريا، كما طالب مجلس الأمن الدولي بمنع “انتهاك الأراضي السورية من قبل عناصر حزب الله وإيران”.
وحذر المجلس من أن المؤتمر الدولي حول سوريا “لن يتم ما لم يتوقف غزو الأراضي السورية، من قبل عناصر من حزب الله ومن إيران”.
وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس وزراء إسرائيل، إن بنيامين نتنياهو قال في مجلس الوزراء “إن إسرائيل تتابع التطورات في سوريا وتعد العدة لأي سيناريو محتمل”.
الرئيس السوري بشار الأسد ينفي استخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة ويستبعد الاستقالة
اعتبر الأسد اتهام قواته باستخدام أسلحة كيماوية تمهيدا لتدخل عسكري غربي
نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون قواته استخدمت أسلحة كيماوية ضد مسلحي المعارضة كما استبعد في الوقت ذاته الاستقالة معتبرا أنها نوع من الهروب.
واعتبر الأسد في حديث، أجرته معه وكالة الأنباء الارجنتينية الرسمية وصحيفة كلاران واسعة الانتشار، أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالأسلحة الكيماوية هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سوريا.
وقال الأسد إن “الاتهامات الموجهة لسوريا باستخدام أسلحة كيمياوية أو التصريحات المتعلقة باستقالتي تتغير كل يوم. ومن المحتمل أن يكون ذلك تمهيدا لحرب على بلدنا”.
وتنفي دمشق دائما هذه الاتهامات معلنة استعدادها لاستقبال لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة. لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأسد عن هذه المسالة.
تشكيك
وأوضح الأسد أنه لا ينوي الاستقالة، وردا على سؤال عن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي طلب منه الرحيل أكد الرئيس السوري أن “الاستقالة تعني الفرار”.
وأضاف “لست أدري ما إذا كان كيري أو غيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى. هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية عام 2014”.
وأبدى الأسد ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا وإن كان يشك في نتائجه.
وقال “نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأمريكي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سوريا.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأمريكي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريا”.
من جهة اخرى شكك الأسد في الأرقام الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان حول سقوط عشرات الآلاف ضحايا للصراع في سوريا، وتساءل عن مدى “مصداقية هذه المصادر”.
وأكد الرئيس السوري أنه لا يستطيع تقديم حصيلة لكنه اعترف بأن “آلاف السوريين قتلوا”.
“تفجير إرهابي”
وعلى صعيد أعمال العنف، ذكر التلفزيون الرسمي مساء السبت أن انفجارا وقع في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين.
ووصفت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التفجير بأنه “إرهابي”، مضيفة أنه “ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة”.
وأفادت وكالة اسوشيتدبرس بأن سكانا بالمنطقة أكدوا سماع دوي انفجار ضخم.
روسيا “ترسل أسلحة متطورة إلى سوريا“
أرسلت روسيا صواريخ متطورة مضادة للسفن إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وحذر مسؤولون أمريكيون – لم تذكر الصحيفة أسمائهم – من أن هذه الأسلحة قد تستخدم لمواجهة أي تدخل عسكري أجنبي محتمل في سوريا.
روابط ذات صلة
الأزمة السورية: هيومان رايتس ووتش تعثر على أدلة على تعرض معتقلين للتعذيب في الرقة
الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة على سوريا وتدرج أسماء 4 وزراء على القائمة السوداء
لكن موسكو أكدت أن الأسلحة التي تقدمها إلى دمشق لا تخل بأي من اتفاقياتها الدولية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يفهم سبب اللغط الدولي بشأن استمرار روسيا في تعاونها العسكري مع الحكومة السورية.
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “لم نخف أننا نقدّم سلاحا لسوريا بموجب عقود موقعة ودون الإخلال بقوانين (روسيا) أو أي اتفاقات دولية.”
وجاء في تقرير “نيويورك تايمز” أن شحنة أسلحة روسية حديثة إلى سوريا تضمنت نموذجا متقدما من صواريخ ياخونت، التي يبلغ مداها 290 كلم.
واستلمت دمشق في مطلع 2011 أول دفعة من 72 صاروخا طلبتها من موسكو عام 2007، بحسب التقرير.
مؤتمر دولي
والتقى الأمين العام للأمم المتحدة وزير الخارجية الروسي في مدينة سوتشي الجمعة لمناقشة خطط مؤتمر دولي مقترح حول سوريا يجمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة.
اعرض الملف في مشغل آخر
وشدد بان على ضرورة عقد المؤتمر المقترح “في أسرع وقت ممكن”.
وقال لافروف إنه “كلما عقد المؤتمر في وقت أقرب كان أفضل”، مشيرا إلى ضرورة دعوة إيران للمشاركة بالمؤتمر.
لكن وزير الخارجية الروسية قال إن حل الأزمة السورية لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال “حوار يشمل كافة السوريين وبمشاركة كل القوى السورية ودون أي تدخل خارجي في أسرع وقت ممكن.”
أعداد اللاجئين
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين حاليا وصل إلى أكثر من مليون ونصف لاجئ.
وأضافت المفوضية في بيان: “يخبرنا اللاجئون أن استمرار القتال وتبادل السيطرة على المدن والقرى، لاسيما في مناطق النزاع، يدفع المزيد والمزيد من المدنيين إلى الرحيل.
وأشارت المفوضية إلى أن الرقم الفعلي قد يتجاوز ذلك كثيرا.
المعارضة: هجوم مضاد لقوات الأسد وحزب الله لاستعادة بلدة حدودية
عمان (رويترز) – قال نشطاء معارضون إن القوات السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني شنت هجوما لاستعادة بلدة رئيسية قرب لبنان من ايدي مقاتلي المعارضة يوم الاحد في أشرس قتال يشارك فيه الحزب حتى الآن.
وأضاف النشطاء إن 32 على الاقل قتلوا في اشتباك مقاتلي المعارضة مع قوات الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله في تسع نقاط داخل بلدة القصير وفي محيطها على بعد عشرة كيلومترات من الحدود مع سهل البقاع اللبناني.
وقال الناشط هادي عبد الله متحدثا من القصير إن الطائرات الحربية السورية قصفت القصير في الصباح وإن قذائف تسقط على البلدة بمعدل يصل الى 50 قذيفة في الدقيقة.
وأضاف أن الجيش يقصف القصير بالدبابات والمدفعية من الشمال والشرق بينما يطلق حزب الله قذائف مورتر ويطلق النار من منصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات من الجنوب والغرب.
وتابع أن معظم القتلى من جراء القصف من المدنيين.
وانقسمت المنطقة بالقرب من نهر العاصي إلى قرى سنية واخرى شيعية في الحرب الاهلية التي بدأت كاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
ويحرص الاسد -الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية- على ان يظل الطريق مفتوحا بين معاقل حزب الله الشيعي في سهل البقاع والمناطق القريبة من ساحل البحر المتوسط ذات الاغلبية العلوية.
وتقول مصادر معارضة ان المنطقة الساحلية السورية قد تتحول إلى دويلة في حالة سقوط الاسد في دمشق واحتمال تقسيم سوريا على أسس عرقية وطائفية مما يفتح الباب امام اراقة المزيد من الدماء.
وقالت مصادر في سهل البقاع اللبناني ان القذائف التي اطلقتها قوات المعارضة المسلحة اصابت اطراف بلدة الهرمل احد معاقل حزب الله الذي تدعمه ايران لكن دون وقوع خسائر بشرية.
وقال التلفزيون السوري ان الجيش يقود عملية ضد “الارهابيين في القصير” وان القوات السورية وصلت إلى وسط البلدة.
واضاف ان القوات المسلحة السورية تتقدم نحو القصير وانها تطارد فلول “الارهابيين” وانها رفعت العلم السوري على مبنى البلدية. وقال التلفزيون السوري انه سيزف انباء مفرحة خلال الساعات القليلة القادمة.
وتقول الامم المتحدة ان 80 الف شخص على الاقل قتلوا في الصراع في سوريا الذي بدأ بمظاهرات سلمية ضد اربعة عقود من حكم اسرة الاسد.
وقوبلت المظاهرات بالرصاص مما ادى إلى اندلاع انتفاضة مسلحة تحولت إلى حرب اهلية بين الاغلبية السنية والاقلية العلوية التي تهيمن على سوريا منذ الستينات.
من خالد يعقوب عويس
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
المعارضة: الجيش السوري وحزب الله يهاجمان مقاتلي المعارضة ببلدة حدودية
عمان (رويترز) – قال نشطاء معارضون إن القوات السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني شنت هجوما لاستعادة بلدة رئيسية قرب لبنان من ايدي مقاتلي المعارضة يوم الاحد فيما يعتبر اشرس قتال يشارك فيه الحزب حتى الآن.
وأضافوا أن 32 على الاقل قتلوا حين اشتبك مقاتلون معارضون مع وحدات من الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله في تسع نقاط داخل وحول بلدة القصير على بعد عشرة كيلومترات من الحدود مع سهل البقاع اللبناني.
وقال الناشط هادي عبد الله متحدثا من القصير إن الطائرات الحربية السورية قصفت القصير في الصباح وإن قذائف تسقط على البلدة بمعدل يصل الى 50 في الدقيقة.
وأضاف أن الجيش يقصف القصير بالدبابات والمدفعية من الشمال والشرق بينما يطلق حزب الله قذائف مورتر ويطلق النار من منصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات من الجنوب والغرب.
وتابع أن معظم القتلى من جراء القصف من المدنيين.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
نتنياهو يخشى “تسرب” أسلحة من سوريا الى جماعات مسلحة
القدس (رويترز) – لم يستبعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد احتمال ان تشن اسرائيل المزيد من الغارات داخل سوريا وتعهد بالتحرك لمنع وصول اي اسلحة لحزب الله او غيره من الجماعات المسلحة.
وعلى الرغم من ان اسرائيل لم تتحيز لطرف على حساب الاخر في الحرب الاهلية السورية فإن مصادر غربية واسرائيلية تقول إنها شنت غارات جوية داخل سوريا لتدمير اسلحة تعتقد أنها كانت متجهة الى حزب الله اللبناني.
وفي تصريحات أدلى بها خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة لم يذكر نتنياهو هذه الهجمات مباشرة لكنه أوضح استعداد اسرائيل للتحرك مستقبلا وقال إنها “تستعد لكل السيناريوهات” في الصراع السوري.
وقال إن اسرائيل وضعت سياسة “تفادي تسريب الاسلحة المتقدمة لحزب الله والعناصر الإرهابية” قدر المستطاع.
وأضاف “سنتحرك لضمان المصالح الامنية لمواطني اسرائيل في المستقبل ايضا” ووصف تحركات حكومته بأنها “مسؤولة وحازمة ورزينة”.
ولم تنف اسرائيل او تؤكد تقارير عن انها هاجمت صواريخ ارسلتها ايران وكانت مخزنة قرب دمشق هذا الشهر تعتقد أنه كان سيتم نقلها لحزب الله الذي خاض حربا ضد اسرائيل في عام 2006 والمتحالف مع الرئيس السوري بشار الاسد.
ونددت الولايات المتحدة يوم الجمعة بارسال شحنة صواريخ روسية الى سوريا من طراز ياخونت المضادة للسفن. وتشعر اسرائيل بالقلق من احتمال إمداد موسكو دمشق بأنظمة دفاع جوي متقدمة (اس-300).
واجرى نتنياهو محادثات في روسيا يوم الثلاثاء مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الازمة السورية لكنه لم يذكر علنا ما اذا كانت مخاوف اسرائيل بشأن الاسلحة الروسية قد تراجعت.
وقال عاموس جلعاد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية يوم السبت إن انظمة (اس-300) وصواريخ ياخونت تعقد اي خطط للتدخل العسكري في سوريا ويرجح أن تسقط في ايدي حزب الله وتهدد اسرائيل والقوات الامريكية في الخليج.
وقال جلعاد للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي يوم السبت “ياخونت صاروخ قادر على ضرب اهداف في البحر واهداف استراتيجية. إنه صاروخ تتجاوز سرعته سرعة الصوت ومداه 300 كيلومتر وهو متقدم جدا.”
وأضاف “الروس ارسلوه الى سوريا الى جانب نظام دفاع استراتيجي يسمى اس-300. هناك عدد من النسخ وقد أرسلوا النسخ الجيدة.”
وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة يوم الجمعة إن ارسال روسيا صواريخ مضادة للسفن الى الاسد جاء “في توقيت سيء وهو أمر مؤسف للغاية” يهدد بإطالة أمد الحرب التي قتلت بالفعل اكثر من 80 الف سوري.
وقال متحدث باسم بوتين إن موسكو ستنفذ التعاقدات الخاصة بإمداد سوريا بالأسلحة لكنه لم يرد مباشرة على تأكيدات بأن روسيا أرسلت صواريخ مضادة للسفن.
من جيفري هيلر
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
صحيفة تنقل عن الاسد قوله انه لا توجد فرصة تذكر لنجاح محادثات السلام
ليما (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرت في صحيفة ارجنتينية يوم السبت ان المحادثات المقترحة لاحلال السلام في سوريا لن تحد من “الارهاب” في البلاد وان الاعتقاد بانها ستنجح امر غير واقعي.
وقال الاسد متحدثا في سوريا مع صحيفة كلارين انه يشك في ان الوساطة التي اقترحتها الولايات المتحدة وروسيا يمكن ان تسوي صراعا داميا تشهده سوريا منذ عامين.
وقال الاسد في اشارة الى الجماعات المعارضة التي تسعى لاسقاطه “هناك خلط في العالم بين الحل السياسي والارهاب. انهم يعتقدون ان عقد مؤتمر سياسي سيوقف الارهابيين في البلد. هذا غير واقعي.”
وابدى ايضا مقاتلو المعارضة الذين يطالبون بتنحي الاسد تشككا في محادثات السلام المقترحة.
وأكد الاسد انه لن يتنحى وقال ان محادثات السلام لن تكون مجدية لان المعارضة مقسمة اكثر ما يسمح لها بالتفاوض على اتفاق.
واردف قائلا “لا حوار مع الارهابيين.” وبثت مقاطع مصورة من المقابلة على موقع الصحيفة على الانترنت.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)