أحداث الأحد، 7 تشرين الأول 2012
المعارضة تسيطر على موقع قرب حدود تركيا وأنباء عن «منطقة عازلة»
واشنطن – جويس كرم؛ لندن، دمشق، بيروت، إسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
في اليوم الرابع من المواجهات عبر الحدود السورية التركية أعلن مقاتلو المعارضة السورية أمس سيطرتهم على قرية خربة الجوز في جسر الشغور الواقعة في محافظة إدلب. وتقع خربة الجوز مقابل قرية غوفيتشي في محافظة هاتاي التركية على الجانب الآخر من الحدود ولا تبعد عنها أكثر من كيلومترين. وكان الجيش السوري أطلق قذيفتين أمس سقطتا داخل الحدود التركية خلال الاشتباكات التي كانت تدور بينه وبين قوات المعارضة. ورد الجيش التركي بإطلاق قذائف الهاون على مصدر القصف السوري. وجاء في بيان لمحافظة هاتاي أن هذا القصف كان يستهدف مقاتلين من المعارضة السورية ينتشرون قرب الحدود.
وسقطت القذيفة الأولى على مسافة 50 متراً داخل الأراضي التركية في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. وردت نقطة غوفيتشي الحدودية بأربع قذائف من مدفع مورتر عيار 81 ملليمتراً، وأطلقت النقطة الحدودية قذيفتين أخريين بعد سقوط قذيفة المورتر الثانية في حوالى الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وذكرت قناة «أن تي في» التركية، أن سورية أمرت طائراتها الحربية وطائرات الهليكوبتر بعدم الاقتراب لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود التركية وأبلغت وحدات مدفعيتها بعدم إطلاق قذائف على مناطق قريبة من الحدود.
وفيما تناقلت مصادر إعلامية تركية ودولية أن الرئيس بشار الأسد طلب من قواته البقاء بعيداً عن حدود تركيا نحو عشرة كيلومترات، لم تؤكد دمشق أو أنقرة ذلك، علماً أن إنشاء هذه المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية كان أحد المطالب الرئيسية للمجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إنه جرى إرسال عدد كبير من القوات التركية إلى منطقة أونكوبينار الحدودية في إقليم كيليس.
ويأتي الرد التركي على مصادر النار السورية بعد يوم على التحذير الذي وجهه رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى دمشق من تكرار استهداف الأراضي التركية. وقال أردوغان أمام تجمع لأنصار حزبه «العدالة والتنمية» في إسطنبول: «أقولها مجدداً لنظام الأسد ولأنصاره، لا تغامروا باختبار صبر تركيا، ستخرج من هذا الحادث منتصرة من دون أي خدش وستواصل طريقها». وأضاف: «أما أنتم فستُسحقون تحته، ستدفعون ثمناً باهظاً جداً». وكان البرلمان التركي منح الحكومة تفويضاً بشن عمليات عسكرية داخل الحدود السورية رداً على قصف الأراضي التركية.
إلى ذلك زار الرئيس بشار الأسد أمس ضريح الجندي المجهول في جبل قاسيون في دمشق ووضع عليه إكليلاً من الزهر بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أكتوبر 1973. وأكد وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج تصميم الجيش على استعادة الأمن والأمان إلى ربوع سورية. وقال إن بلاده ستنتصر قريباً على «الحرب الكونية» التي تخوضها.
وكان القتال استمر أمس في مختلف المناطق السورية، لا سيما في حمص، في حين أعلن التلفزيون الرسمي القضاء على عدد من «الإرهابيين» في حلب بينهم أربعة أتراك. وقصفت قوات النظام حي الخالدية وسط حمص الذي تعرض للاستهداف بالطيران الحربي نهار الجمعة.
وفي دمشق شهد حي المهاجرين انتشاراً كثيفا لعناصر الأمن مع تمركز عدد من القناصة وعمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تعرضت بساتين الغوطة في ريف دمشق للقصف بعد يوم على إسقاط المعارضة طائرة في هذه المنطقة حيث تشدد قوات النظام حملتها.
وفي حلب، تعرضت أحياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف. ونقل مراسل فرانس برس عن مصدر عسكري أن عدداً من الحواجز العسكرية بالقرب من الجامع الأموي تعرض لهجمات من المقاتلين المعارضين في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وفي واشنطن جاءت تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي دانت فيها القصف السوري داخل تركيا، وتأكيدها على «خطورة الوضع وضرورة التقاء الدول المسؤولة لإقناع نظام الأسد بوقف النار وبدء عملية المرحلة الانتقالية السياسية»، لتعكس سعي واشنطن نحو التهدئة واحتواء أي تصعيد عسكري. وتقول مصادر قريبة من الإدارة الأميركية إنها تفضل العمل عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في ظل استبعاد المراقبين وصول الأزمة التركية -السورية إلى مستوى الحرب، ولأسباب تندرج بانشغال القوات السورية بأزمتها في الداخل، وتردد أنقرة في الدخول في أية مواجهة من دون غطاء دولي ومن دون إجماع داخلي. كما تتمسك الإدارة بخيار الحل السياسي كمخرج للأزمة في سورية، بغض النظر عن انشغالها في الانتخابات الأميركية.
وفي طهران، طالبت وزارة الخارجية الإيرانية بالإفراج الفوري عن عشرات الإيرانيين المخطوفين في سورية منذ بداية آب (أغسطس) الماضي من قبل مجموعات مسلحة، وحذرت من أن هذه المجموعات ستتحمل المسؤولية عن حياتهم. وكان المقاتلون السوريون هددوا بقتل كل الرهائن الإيرانيين اعتباراً من أمس، إذا لم ينسحب الجيش السوري من منطقة الغوطة الشرقية. وبث الخاطفون الذين قالوا إنهم ينتمون إلى «كتيبة البراء» التابعة للجيش السوري الحر، شريطاً مصوراً على الإنترنت في 5 آب (أغسطس) الماضي أعلنوا فيه خطف 48 إيرانياً قالوا إن من بينهم ضباطاً في الحرس الثوري الإيراني.
وافاد مسؤول دولي ان مختار لاماني رئيس مكتب الموفد الدولي الى سورية الأخضر الإبراهيمي في دمشق التقى أمس افراداً من المعارضة في جنوب سورية في اطار «التواصل والتحاور» مع جميع اطراف النزاع في البلاد.
وقال المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في دمشق خالد المصري لوكالة «فرانس برس» ان «لاماني توجه الى منطقة اللجاة وقابل عددا من قيادات المعارضة المسلحة».
واوضح ان هذه اللقاءات «تندرج في اطار مهمة الابراهيمي للتواصل والتحاور مع كل الاطراف السوريين للاستماع الى ارائهم في شأن حل الازمة السورية».
واضاف المصري ان «لاماني توجه الى اللجاة عقب زيارته مدينة درعا» التي انطلقت منها الحركة الاحتجاجية، «حيث التقى محافظ المدينة وممثلين لمنظمة الهلال العربي السوري».
وتوقف لاماني في طريقه الى درعا «في قرية خبب واطلع على الاوضاع فيها»، وفق المصدر نفسه.
أردوغان ينصح سورية: “لا تختبروا عزيمتنا“
اسطنبول – رويترز
رد “الجيش التركي” على قذائف “مورتر” أطلقت من الجانب السوري وسقطت في أرض زراعية بجنوب تركيا اليوم السبت، غداة تحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لدمشق من أن “تركيا لن تتردد في خوض حرب في حال استفزازها”، وأضاف” إن بلاده لا تريد حرباً لكنه حذر سورية من ارتكاب “خطأ فادح” إذا اختبرت عزيمة تركيا”.
ويعد الهجوم هو رابع يوم من الهجمات التركية، ردا على قصف من القوات السورية أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك في شرق البلاد.
وتعتبر “الهجمات” و”الهجمات المضادة”، هي أشد أعمال العنف عبر الحدود، التي يشهدها حتى الآن الصراع في سوريا، الذي بدأ بـ”انتفاضة مطالبة بالديمقراطية لكنه تحول إلى حرب أهلية ذات أبعاد طائفية”. وتوضح هذه الهجمات “كيف يمكن للأزمة السورية أن تزعزع الاستقرار في المنطقة”.
وكانت تركيا، العضو في حلف “شمال الأطلسي”، حليفة للرئيس السوري بشار الأسد في السابق، لكنها انقلبت ضده بعد تعامله بـ”عنف مع الانتفاضة” التي لقي فيها أكثر من 30 ألف شخص حتفهم وفقا لاحصاءات منظمات “الامم المتحدة”.
ويوجد ما يقارب من 100 ألف لاجىء سوري يعيشون في مخيمات في تركيا، التي سمحت حكومتها لقادة المعارضة السورية باتخاذها ملاذا آمنا لهم وقادت دعوات مطالبة بـ”تنحي الأسد”.
وتحدث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بنبرة أكثر دفاعية اليوم السبت قائلاً إن “موافقة البرلمان على عمل عسكري محتمل خارج الحدود يهدف إلى الردع”، قائلا “لم نأخذ خطوة تجاه الحرب بهذا التفويض بل أظهرنا للحكومة السورية قدرتنا على الردع لنطلق التحذير الضروري للحيلولة دون نشوب حرب”.
وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي.آر.تي” من الآن فصاعدا سيتم إسكات أي هجوم على تركيا”.
وأشار داود أوغلو إلى أن “المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي سيزور تركيا قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في غضون الأيام العشرة المقبلة”.
سوريا تدق أسفينًا بين الولايات المتحدة وتركيا
عبدالاله مجيد
وفّرت العلاقة الوثيقة التي أقامها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حليفًا مسلمًا قويًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وعملت واشنطن وأنقرة بصورة وثيقة على تحقيق الاستقرار في العراق. لكن زوبعة تنتظر العاصمتين اليوم في سوريا.
في حين أعلنت تركيا يوم الخميس السماح لقواتها بالتوغل داخل الأراضي السورية بدا البيت الأبيض مستعدًا للتريث بانتظار أن ينهار نظام الرئيس بشار الأسد من الداخل على النقيض من إجراءات الطوارئ التي اتخذتها أنقرة تحت وطأة الأزمة السورية.
وخلال 18 شهرًا من الانتفاضة المتصاعدة في سوريا، افترضت تركيا أن الولايات المتحدة متفقة معها على تغيير النظام، ولكن مراقبين يلاحظون أن خلافات أخذت تظهر الآن.
ولتردد الولايات المتحدة بشأن سوريا أسباب متعددة، بينها الامتناع عن القيام بتحرك ذي معنى قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر وتعب الأميركيين من الحروب.
ويبدو أن أردوغان ينظر إلى هذه الكوابح على أنها غطاء يخفي وراءه لامبالاة عامة تجاه مشكلة تركيا مع سوريا. وعبّر أردوغان عن موقفه هذا منذ شهر عندما انتقد أوباما على شبكة سي إن إن لغياب أية مبادرة من جانب الرئيس الأميركي بشأن سوريا.
وكان ذلك توبيخًا نادرًا من صديق حميم عادة، بحسب تعبير صحيفة واشنطن بوست، التي أضافت أن تذمّر أردوغان قد يكون نذيرًا بما هو أكبر نظرًا إلى ميل رئيس الوزراء التركي إلى معاملة بعض زعماء العالم على أنهم أصدقاء، ثم يفقد أعصابه عندما يظن أن أصدقاءه لم يقفوا معه عند الحاجة. وكلما غضّت واشنطن الطرف عن سوريا زاد امتعاض أردوغان، مما يعده إحجام أوباما عن دعم سياسته.
بنظر البيت الأبيض فإن الأزمة السورية أزمة من الممكن إدارتها. ومع استمرار النزاع أبدى مسؤولون أميركيون مخاوف من أن تتجه سوريا نحو التطرف، كما فعلت البوسنة في التسعينات.
فعندما تقاعس العالم عن التحرك لإنهاء المجازر المرتكبة ضد مسلمي البوسنة، بادر الجهاديون إلى الانخراط في القتال، ونجحوا في إقناع مسلمي البوسنة ذوي التفكير العلماني عادة بأن العالم تخلّى عنهم، وبأن فرص نجاتهم ستكون أفضل مع الجهاديين.
تقوم السياسة الأميركية الحالية على إمكانية إنهاء الأزمة السورية تدريجيًا من دون تدخل خارجي. وتراهن الإدارة الأميركية على نجاح المعارضة في توحيد قواها وإسقاط نظام الأسد، مستغنية عن الحاجة إلى تدخل خارجي عاجل، وهو خيار تخشى واشنطن أن يؤدي إلى الفوضى، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
لكن أنقرة تريد نهاية سريعة. وبعد احداث الأيام الثلاثة الماضية بصفة خاصة تشعر تركيا بحرارة النار المستعرة على عتبتها. ولدى اردوغان ما يدعوه إلى الاعتقاد بأن الوقت ليس لمصلحته. فان البعد الطائفي للنزاع السوري أخذ يتسرب الى تركيا، حيث لجأ اكثر من 100 الف سوري، غالبيتهم من السنة، هربًا من بطش الأسد وشبيحته، الذين غالبيتهم من العلويين، كما تلاحظ صحيفة واشنطن بوست.
مشيرة الى ان موقف العلويين في جنوب تركيا من اللاجئين السنة يعكس الانقسام العلوي ـ السني في سوريا نفسها. ويعارض علويون غاضبون في إقليم هاتاي في جنوب تركيا سياسة حكومتهم تجاه نظام الأسد، وهم منذ الصيف يخرجون في تظاهرات منتظمة مؤيدة لدمشق ومناوئة لأنقرة. وهذه هي مشكلة تواجه أنقرة الآن، وقد تتفاقم إذا انزلقت سوريا إلى حرب طائفية مكشوفة.
كما تنظر انقرة بتوجس الى حزب العمال الكردستاني، الذي سمح له نظام الأسد في الآونة الأخيرة بالعمل داخل الأراضي السورية ردا على موقف انقرة. ورفع ذلك كله الثمن السياسي المرتبط بالأزمة السياسية على اردوغان.
تؤثر هذه التطورات سلبا على طموح اردوغان لأن يصبح اول رئيس تركي يأتي بانتخابات مباشرة في عام 2014 بعدما كان البرلمان هو الذي ينتخب الرئيس طيلة السنوات الماضية. ورغم حصول حزب العدالة والتنمية على 49.5 في المئة من الأصوات في انتخابات العام الماضي، فمن المرجّح أن تتضرر صورة الزعيم الحازم التي يتمتع بها اردوغان إذا تزايدت هجمات حزب العمال.
يضاف الى ذلك، ان اردوغان فاز في الانتخابات المتعاقبة منذ عام 2002 بتحقيق معدلات نمو قياسية أسهمت فيها سمعة تركيا بوصفها بلدا مستقرا آمنا للاستثمار والنشاط التجاري. وكلما طال امد الأزمة السورية زادت امكانية النيل من هذه السمعة، وبذلك إضعاف عنصر اساسي من عناصر النجاح الاقتصادي، وتكريس الرأي القائل إن اردوغان لم يعد قادرا على تحقيق الأهداف الموعودة بمواصلة النمو والازدهار. ويعتقد اردوغان انه لا يمكن ان يقف متفرجًا على سوريا، وهي تجرّ تركيا الى هذه الزاوية.
ويُرجح ان تطالب انقرة خلال الأيام المقبلة بموقف أشد حزمًا من واشنطن ضد نظام الأسد، بما في ذلك إقامة ملاذات مدعومة اميركيًا للاجئين داخل الأراضي السورية للتعجيل برحيل الأسد. ومن المرجح ان يكون رد واشنطن الاستمرار في الرهان على إنهاء الأزمة تدريجيًا أو استراتيجية “الهبوط الناعم” محاولة في الوقت نفسه تهدئة اردوغان.
لكن هذه الخلافات على جديتها من المستبعد ان تفصم عرى الصداقة بين اوباما واردوغان. فان اعتماد تركيا على الولايات المتحدة لا يسمح لها بالتفريط بمثل هذه العلاقة. وتنظر تركيا بتوجس متزايد الى طموحات ايران الاقليمية. ويعرف اردوغان ان طهران تدعم نظام الأسد عسكريًا وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تمقته انقرة، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
لافتة الى ان انتفاضات الربيع العربي دفعت انقرة الى اعادة النظر بسياستها الخارجية الأحادية، وان تركيا تطلب الأمن الآن في كنف حلف الأطلسي، وهو تحول تبدى في موافقة انقرة في ايلول/سبتمبر 2011 على استضافة قاعدة كبيرة للدفاع الجوي يمكن ان يستخدمها حلف الأطلسي سدا بوجه ايران فضلا عن روسيا والصين. ولكن إزاء الاختلاف الواضح بين سياسات اوباما واردوغان، يبدو ان لا مفر تقريبًا من الزوبعة المقبلة بينهما.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/766242.html
مقتل عشرات الجنود السوريين وتركيا تستمر بالرد
أ. ف. ب.
سيطرت المعارضة السورية على بلدة خربة الجوز الحدودية، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل 40 جنديا من الجيش السوري النظامي، في وقت استمرت تركيا بالرد على القذائف التي تقع على أراضيها من الجانب السوري.
دمشق: قتل 40 جنديا نظاميا في مواجهات السبت انتهت بسيطرة مقاتلين معارضين على بلدة في ادلب قريبة من الحدود التركية، فيما رد الجيش التركي تكرارا على قذيفتين مصدرهما سوريا سقطتا في جنوب شرق البلاد.
وبعيد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد ضريح الجندي المجهول في دمشق في الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين، اكد وزير الدفاع السوري ان “موعد النصر قريب”.
فقد افاد المرصد السوري لحقوق الانسان مساء السبت ان “الاشتباكات في بلدة خربة الجوز بريف جسر الشغور في ادلب انتهت بعد ان سيطر مقاتلون من الكتائب الثائرة على البلدة ومحيطها”.
واضاف ان “الاشتباكات استمرت اكثر من 12 ساعة واسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 من القوات النظامية بينهم خمسة ضباط كما استشهد تسعة مقاتلين” معارضين.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن افاد في وقت سابق ان الاشتباكات بين الطرفين ادت الى سقوط ما لا يقل عن 25 جنديا من القوات النظامية فيما قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين.
وتبعد بلدة خربة الجوز اقل من كيلومترين عن الحدود التركية، وهي مقابلة لبلدة غوفيتشي حيث سقطت السبت قذيفتان مدفعيتان مصدرهما الاراضي السورية، لم تسفرا عن وقوع ضحايا، واستدعتا ردا مدفعيا تركيا وفق مصدر رسمي.
وقالت محافظة هاتاي التركية في بيان ان “قذيفة مدفعية سقطت اليوم (السبت) عند الساعة 7,00 (4,00 تغ) في عمق 50 مترا داخل الاراضي التركية في ارض خلاء تبعد 700 متر عن قرية غوفيتشي و300 متر عن مركز للدرك”.
واضاف البيان ان الجيش التركي رد باطلاق اربع دفعات من قذائف الهاون، موضحا ان القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية.
وقرابة الساعة 11,30 ت غ سقطت قذيفة ثانية على عمق 1,2 كلم داخل الاراضي التركية وتحديدا في ارض خلاء في المنطقة نفسها، وفق بيان اخر للمحافظة.
وقد ردت تركيا باطلاق دفعتين من قذائف الهاون، بحسب المصدر نفسه.
ومنذ وقوع حادث خطر الاربعاء اسفر عن مقتل خمسة مدنيين اتراك في قرية حدودية، ترد تركيا بصورة منهجية على قصف مدفعي وقذائف من الجانب السوري.
وعلى وقع استمرار المواجهات في المناطق السورية وخصوصا في مدينة حلب، قال وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في تصريح للتلفزيون السوري بمناسبة ذكرى حرب تشرين عام 1973 مع اسرائيل ان قيادة الجيش “تؤكد تصميمها على استعادة الامن والامان الى ربوع سوريا الحبيبة” مضيفا “اننا على موعد مع نصر قريب”.
واعتبر الفريج ان بلاده “تتعرض لحرب شبه كونية لانها ترفض التخلي عن مقومات السيادة والكرامة وتتمسك بحقوقها واثقة من قدراتها على اسقاط المؤامرة والمتآمرين”.
وكان الاسد “زار السبت صرح الشهيد في جبل قاسيون في دمشق في ذكرى حرب تشرين التحريرية”، وفق خبر عاجل بثه التلفزيون السوري.
وبث التلفزيون في وقت لاحق مشاهد للاسد وهو يصافح عددا من المسؤولين الرسميين والعسكريين عند النصب، ويقبل فتيات عانقنه اثناء مغادرته المكان، من دون ان يدلي بتصريح.
ميدانيا، تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين في مدينة حلب، وافاد مراسل فرانس برس نقلا عن مصدر عسكري ان عددا من الحواجز العسكرية في المدينة القديمة بالقرب من الجامع الاموي تعرض لهجمات من المقاتلين المعارضين في ساعة مبكرة من صباح السبت.
وتدور اشتباكات عنيفة مستمرة منذ اربعة ايام بين حي طريق الباب وحيي الصاخور والشعار المجاورين في شرق المدينة، بحسب ما نقل المراسل عن احد سكان طريق الباب.
وكان المرصد السوري افاد عن تعرض احياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف.
وفي حمص (وسط)، افاد المرصد ان بلدة الطيبة الغربية بمنطقة الحولة في ريف حمص “تتعرض لقصف متقطع من قبل القوات النظامية المتمركزة في محيط المنطقة وغربي البلدة قرب قرية الشنية الموالية للنظام”.
كما تتعرض احياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح، الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، للقصف من قبل القوات النظامية “التي تحاول السيطرة على هذه الاحياء واقتحامها”، بحسب المرصد.
وكانت القوات النظامية استخدمت الجمعة الطيران الحربي للمرة الاولى في استهداف حمص التي تعد معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين، وكانت شهدت معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار.
وفي ريف دمشق تعرضت بساتين الغوطة الشرقية للقصف بحسب المرصد، الذي اشار الى تركيز القوات النظامية على بلدة اوتايا “التي استهدفها الطيران الحربي”.
ورافق القصف على المنطقة “تحليق لمروحيات مقاتلة في سماء المنطقة”، غداة اسقاط مقاتلين معارضين طائرة مروحية في الغوطة الشرقية بحسب اشرطة مصورة بثها ناشطون على شبكة الانترنت.
وفي ريف إدلب (شمال غرب)، تعرض ريف معرة النعمان الشرقي للقصف من قبل طائرة حربية، علما ان قراه “تعيش انقطاعا للكهرباء منذ ثلاثة ايام”، بحسب المرصد.
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الايرانية السبت بالافراج الفوري عن عشرات الايرانيين المخطوفين في سوريا منذ بداية اب/اغسطس بيد مجموعات مسلحة، محذرة من ان هذه المجموعات ستتحمل المسؤولية عن حياتهم، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وذكرت وكالة فارس للانباء ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اجرى اتصالا بنظيره التركي احمد داود اوغلو بهدف “طلب مساعدة تركيا في الافراج عن الزوار الايرانيين” وقد وعد اوغلو بان تقدم بلاده المساعدة المطلوبة.
وهدد المقاتلون السوريون بقتل كل الرهائن الايرانيين اعتبارا من السبت اذا لم ينسحب الجيش السوري من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وهي المرة الثانية التي يهدد فيها المقاتلون المعارضون للنظام السوري بقتل الرهائن الايرانيين.
وكان مقاتلون معارضون ينتمون الى “كتيبة البراء” التابعة للجيش السوري الحر، بثوا على الانترنت في 5 آب/اغسطس الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه خطف 48 ايرانيا قالوا ان من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الايراني.
وافاد مسؤول اممي وكالة فرانس برس ان مختار لاماني رئيس مكتب الموفد الدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي في دمشق التقى السبت افرادا من المعارضة المسلحة في جنوب سوريا في اطار “التواصل والتحاور” مع جميع اطراف النزاع في البلاد.
وفي مالطا، دان البيان الختامي لقمة مجموعة دول 5+5 التي تضم خمس دول عربية وخمس دول اوروبية “الجرائم الوحشية التي ترتكبها القوات الحكومية السورية وميليشياتها واي عنف مهما كان مصدره”.
واكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف الذي شارك في القمة ان “ليبيا الجديدة تدعم من دون تردد ثورة الشعب السوري. من حقهم ان يختاروا حكومتهم”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/766322.html
استراتيجية أميركية صبورة في سورية: نفوذ النظام يتراخى… والحل سياسي
واشنطن – جويس كرم
على رغم التشنج الذي تشهده الحدود التركية – السورية والتعقيدات المتزايدة في الداخل السوري، تعكس أجواء العاصمة الأميركية التزاماً بنهج حذر وبراغماتي، يستثني التدخل العسكري، ويرى في سقوط النظام أمراً حتمياً بسبب تراجعه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. أما الاستراتيجية فهي مبنية على التواصل مع اللاعبين في الداخل والاستعداد لحل سياسي ومرحلة انتقالية تضمن خروج الرئيس بشار الأسد.
وجاءت تصريحات الوزيرة هيلاري كلينتون، التي دانت فيها القصف السوري داخل تركيا، وتأكيدها على «خطورة الوضع… وضرورة التقاء الدول المسؤولة لإقناع نظام الأسد بوقف النار وبدء عملية المرحلة الانتقالية السياسية»، ليعكس سعي واشنطن إلى التهدئة واحتواء أي تصعيد عسكري. إذ تفضل الإدارة الأميركية، العمل عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في ظل استبعاد المراقبين وصول الأزمة التركية – السورية إلى مستوى الحرب، ولأسباب تندرج بانشغال القوات السورية بأزمتها في الداخل، وتردد أنقرة في الدخول في أي مواجهة من دون غطاء دولي ومن دون إجماع داخلي.
وتعكس الأجواء الأميركية استمرارية التمسك بخيار الحل السياسي كمخرج للأزمة في سورية، بغض النظر عن انشغال الإدارة في الانتخابات الأميركية. إذ ترتبط الاستراتيجية الأميركية إلى حد أكبر بالمعطيات على الأرض والدروس الكثيرة المستخلصة من التجربة العراقية، والحرص على تفادي تكرارها في سورية بمنع انهيار مقومات الدولة هناك أو تحول مناطق سورية إلى ملاذ آمن لتنظيم «القاعدة».
ويرى الخبير في معهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» أندرو تابلر أن واشنطن «بدأت تستوعب، وعلى مهل، أن الثورة السورية باتت معسكرة».
وعبر عن هذه المخاوف من دخول تنظيم «القاعدة» أكثر من مرة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، كما أثارت التفجيرات الأخيرة في حلب التي تبنتها «جبهة النصرة» القلق من خلايا متطرفة.
من هنا، تركز المساعي الأميركية على محورية الوصول إلى حل سياسي، يبدأ من الخطوات التي تحدثت عنها كلينتون بوقف لإطلاق النار وحوار شامل يقود إلى مرحلة انتقالية تضمن خروج الأسد.
ويؤكد تابلر الانطباع السائد أميركياً أن الأسد على رغم تمسكه بالسلطة فان قبضة نظامه تتراخى وتراجعت عسكرياً، وسياسياً واقتصادياً. إذ أن تنامي نفوذ المعارضة على المناطق الحدودية مع تركيا والأردن والعراق، واستمرار معركة حلب، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي يعيشها النظام، تزيد من قناعة الأميركيين بحتمية انهياره.
وكان لأحداث مدينة القرداحة وقع ملحوظ في العاصمة الأميركية، وكدلالة على تضعضع الدعم لنظام الأسد بين الطائفة العلوية. وحاولت الإدارة ولفترة طويلة تشجيع المعارضة على التواصل مع كل فئات المجتمع السوري وطمأنة الأقليات إلى ضمان حقوقهم في المرحلة الانتقالية وبعد الأسد.
ويقول تابلر، الذي عاش في سورية لفترة سبع سنوات، أن العلويين هم «مفتاح» لاستمرار الأسد في السلطة وبسبب حضورهم في الأمن والجيش وأنه فيما تعكس أحداث القرداحة أن «بعض العلويين بدأ يشعر بالاضطراب فهذا لا يعني أنهم أشرفوا على الانقسام».
كما يبدو جلياً تحول الاستراتيجية الأميركية إلى التركيز بشكل أكبر على معارضة الداخل وليس فقط المجلس الوطني الذي تراجع تأثيره في الفترة الأخيرة.
وشاركت مجموعة من الهيئات التنسيقية في اجتماعات في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويهيئ نضوج هذه المعارضة إلى الدخول في حوار سياسي حقيقي يمهد للمرحلة الانتقالية، وبسبب عدم وجود حل عسكري فاعل للأزمة. فالانتخابات الأميركية ولو أنها تأتي بحسابات أكثر حذراً في المدى المنظور، فليس لها انعكاسات كبيرة على الملف السوري.
ويفسر مراقبون تردد واشنطن في تسليح المعارضة بالمخاوف من انهيار مقومات الدولة أو وقوع السلاح في أيدي متطرفين، ويرون أن التدخل الخارجي غير وارد بسبب عدم وجود غطاء دولي والمخاوف من تكرار السيناريو العراقي.
وعدا عن إمكانية استخدام النظام للأسلحة الكيماوية أو نقلها، والتي وصفها أوباما بـ «الخط الأحمر» فان فوز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية، سيحمل استمرارية في نهج واشنطن للاستراتيجية الحذرة في الضغط على الأسد وضمان خروجه بآلية سياسية تحمي المصالح الأميركية في المدى الأبعد.
تجدد القصف التركي لمواقع سورية حدودية
والعربي يرى مهمة الابرهيمي “شبه مستحيلة”
مقاتلون معارضون يسيطرون على قرية حدودية
وزير الدفاع السوري يؤكد ان النصر قريب على “الحرب الكونية”
رد الجيش التركي مجدداً امس على قذائف هاون اطلقت من الجانب السوري وسقطت في أرض زراعية بجنوب تركيا غداة تحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دمشق من أن بلاده لن تتردد في خوض حرب في حال استفزازها.
وهذا هو اليوم الرابع من الهجمات التركية ردا على سقوط قذائف هاون وقصف من القوات السورية ادى الى مقتل خمسة مدنيين أتراك الأربعاء.
ويمثل القصف المتبادل أشد أعمال عنف عبر الحدود يشهدها حتى الآن الصراع في سوريا الذي بدأ بانتفاضة مطالبة بالديموقراطية لكنه تحول حرباً أهلية ذات أبعاد طائفية. وتوضح هذه الهجمات كيف يمكن الأزمة السورية أن تزعزع الاستقرار في المنطقة.
واكد اردوغان الجمعة أن بلاده لا تريد خوض حرب، لكنه حذر سوريا من ارتكاب “خطأ فادح” إذا حاولت اختبار عزم تركيا. وكانت دمشق قالت إن قذائف هاون سقطت في تركيا بطريق الخطأ.
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو امس بأن موافقة البرلمان التركي على عمل عسكري محتمل خارج الحدود يهدف إلى الردع. وأضاف: “لم نأخذ خطوة تجاه الحرب بهذا التفويض بل أظهرنا للحكومة السورية قدرتنا على الردع لنطلق التحذير الضروري للحيلولة دون نشوب حرب”.
وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي آر تي”: “من الآن فصاعدا سيتم إسكات أي هجوم على تركيا”.
وأشار إلى أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي سيزور تركيا قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في غضون الأيام العشرة المقبلة.
وفي مقابلة مع صحيفة “الأهرام” المصرية وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مهمة الإبرهيمي في سوريا بأنها “شبه مستحيلة”.
ولدى سؤاله عن جهود اللجنة الرباعية التي تضم مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية، اجاب: “الحل لا بد أن يشمل إيران. المهم أن تتحرك الأمور”.
ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون على قرية حدودية في شمال غرب سوريا، في حين استمرت الاشتباكات في مدينة حلب. واكد وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج ان بلاده ستنتصر قريبا على “الحرب الكونية” التي تخوضها بلاده، معتبرا ان “موعد النصر قريب”.
فنانون سوريون معارضون لـ «الشرق الأوسط»: «هذا إفلاس».. ونتوقع أكثر من ذلك
ردا على وثيقة تزعم تجسس نظام الأسد على الفنانين المقيمين في الخارج
الممثل السوري جمال سليمان
القاهرة: سها الشرقاوي
ردا على وثيقة متداولة تزعم قيام المخابرات السورية بالتجسس على الفنانين المعارضين للنظام والمقيمين خارج سوريا، قال فنانون سوريون مقيمون في مصر لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا أمر متوقع من نظام بشار الأسد، الذي يحارب معارضيه بكل قوة»، واصفين مثل هذه التصرفات بأنها «نوع من الإفلاس»، وأن هدفها «الترهيب المعنوي وإخافة المعارضين للنظام».
وكانت وثيقة قد تسربت منذ شهرين تزعم تورط فنانة سورية، موالية لنظام الأسد، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات في التجسس على الفنانين المقيمين في مصر. وكشفت هذه الوثيقة، الموقعة بتاريخ 29 أغسطس (آب) 2011 عن أن «المخابرات السورية طلبت من هذه الفنانة إمدادها بمعلومات سلبية عن المعارضين السوريين في القاهرة لتقوم بنشرها في وسائل الإعلام التي يملكها المصريون المؤيدون لمواقف النظام السوري».
وجاء هذا الكشف بعد وثيقة أخرى نشرت بتاريخ 27 مايو (أيار) 2011 وتحوي على معلومات بشأن عدد من الفنانين المعارضين منهم الفنانة أصالة نصري وكندة علوش ومي سكاف المطلوبة للمحكمة باتهامها بالعمالة ضد سوريا، وكانت تشير إلى صورة لغياث مطر المدون السوري الذي مات خلال فترة اعتقاله.
وردا على هذه المعلومات، قال الفنان جمال سليمان «هذا متوقع من هذا النظام، هم يحصون علينا أنفاسنا ويحاربوننا بكل ما أوتوا من قوة، لدرجة أننا غير قادرين أن نستخرج ورقة رسمية كشهادة ميلاد». واعتبر سليمان أن ما يفعله النظام هو «نوع من الإفلاس في المواجهة التي يجب أن يكون فيها الفكر بالفكر»، مبديا استياءه من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الحروب المشينة. وذكر سليمان بعضا منها قائلا «منذ يومين تم نشر صورة لي على موقع (فيس بوك) وأنا أرقص مع راقصة بإحدى السهرات وكتبوا تحتها أنه تم التقاطها من يومين، لكن في الحقيقة هذه الصورة التقطت منذ خمس سنوات في حفل أقيم على شرف الفنان محمود عبد العزيز وليلى علوي بسوريا، وكانت راقصة موجودة هناك وقامت بشدي وجاملتها بالرقص، وتم تسريب هذه الصورة وأنا في نفس الوقت أرافق والدي المريض بأبوظبي».
وشدد على أن «الفنانين السوريين ليسوا مسلحين وغير منتمين لأي حزب سياسي، ولكنهم يدعون إلى دولة سورية تعددية يحكمها صندوق الانتخابات، ومع ذلك يلاحقوننا ويعملون على تشويه صورتنا في الإعلام»، مؤكدا أنه «يستند على تاريخه الذي يعرفه ويعلمه جيدا جمهوره وكل من يعرفه واتجاهاته الواضحة للجميع التي تعني الالتزام بالأخلاق والأعراف العامة».
وحول منعه من دخول سوريا، قال «لا أعرف أنني ممنوع أم لا، لكن سمعت بعض الأخبار شفهيا تؤكد أنني من الممنوعين من الدخول، بل من الموضعين على قائمة المطلوبين للاعتقال بمجرد محاولة الوصول للحدود»، لكنه نفى ما تردد عن استدعائه من قبل السفارة السورية بمصر. وأضاف أنه «يشعر بالأمان في مصر حيث يعمل منذ سبع سنوات».
من جانبه، قال الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، المقيم بمصر، إنه «تم اطلاعه على هذه الوثيقة المسربة، ويرى أنه تعمد تسريبها كنوع من الترهيب المعنوي والخوف للمعارضين»، مؤكدا أن «هذا هو الأسلوب المتوقع من نظام الأسد»، مؤكدا أن «هاتفه الجوال مراقب بشكل مستمر ورسائل التهديد تتزايد يوما بعد يوم، آخرها بعد ختام مهرجان الإسكندرية السينمائي بمصر عندما تلقى رسالة نصية كتب فيها عبارة (انتظرونا)».
وعن مزاعم تورط فنانة سورية قال قطيفان: «تداولت بعض الأخبار التي تؤكد أنها متورطة في هذه العمليات ولا أستبعد ذلك»، معتبرا أن هذه وثيقة «هزيلة» مقارنة بما يحدث في سوريا الآن من قتل وذبح للأطفال. وعقبت الفنانة لويز عبد الكريم بالقول «النظام السوري يراقب كل موطن قبل وبعد اندلاع الثورة»، معتبرة أن «تسرب هذه الوثيقة ليس بالأهمية، فهذا النظام معتاد على أن يلاحق كل مواطني سوريا حتى داخل منازلهم».
وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالفنانة السورية للرد عن هذه المعلومات، لكن الذي أجاب على هاتفها شخص يدعي أنه مدير أعمالها، وقال «إنها ترفض الرد على وسائل الإعلام.. قبل أن يغلق الهاتف».
الملف السوري على جدول مباحثات بان كي مون في باريس
وزير الخارجية الفرنسي: جرائم النظام السوري لن تمر دون عقاب
باريس: ميشال أبو نجم
سيكون الملف السوري على رأس المواضيع التي سيناقشها الأمين العام للأمم المتحدة في باريس يومي الاثنين والثلاثاء خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين الفرنسيين، (رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية)، بمناسبة زيارة اليومين التي يقوم بها لفرنسا لحضور افتتاح المنتدى الدولي للديمقراطية في مدينة ستراسبورغ من جهة ولمحادثاته في باريس من جهة أخرى.
وتأتي زيارة بان كي مون إلى فرنسا على خلفية تصاعد التوتر على الحدود التركية – السورية والمخاوف التي يثيرها من تمدد الأزمة السورية إلى بلدان الجوار، وهو الأمر الذي دأبت باريس على التحذير منه.
ورغم نجاح مجلس الأمن الدولي سريعا في التوافق على إصدار بيان رئاسي يدين الجانب السوري بسبب القصف الذي استهدف قبل أيام قرية تركية وأوقع خمسة قتلى والكثير من الجرحى، فإن الجانب الفرنسي يعتقد أن مجلس الأمن لن يكون قادرا على لعب أي دور فعلي في الأزمة السورية إلا في المرحلة التي تلي سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر المصادر الفرنسية أن الجانب الروسي الذي منع حتى الآن صدور أي قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع يفرض عقوبات على دمشق أو يهدد بفرضها، «يطرح أسئلة حقيقية حول اليوم التالي لسقوط الأسد»، كما يعبر عن «مخاوف عميقة» من تمدد الأصولية الإسلامية إلى المناطق التي يقطنها مسلمون في روسيا الاتحادية نفسها. وتؤكد باريس أنه «يتعين مواصلة الحوار» مع الجانب الروسي ثنائيا وجماعيا. وفي هذا السياق، يصب اللقاء الذي سيجمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه الأوروبيين في 15 الحالي في إطار عشاء عمل في بروكسل، حيث سيسعى الأوروبيون إلى «زحزحة» روسيا عن مواقفها المتصلبة من جهة وطمأنتها لاستمرارية دورها والمحافظة على مصالحها في مرحلة ما بعد الأسد.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية إن التركيز في الوقت الحاضر ينصب بالتوازي على أمرين: الأول، مساعدة المعارضة السورية على ترتيب أوضاعها وتشكيل هيئة موحدة تلتقي على برنامج عمل يقبله الجميع وتنضوي تحت لوائه أطياف وتيارات المعارضة. وتجرى في هذا السياق مجموعة من الاتصالات التي بقيت بعيدة عن الأضواء، منها ما حصل في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنها في لندن قبل أيام بحضور ممثلين عن 12 بلدا. وينتظر أن تتكثف الاتصالات الدولية لمواكبة اجتماع المعارضة السورية في الدوحة أواسط الشهر الحالي. ويريد الغربيون، ومعهم أطراف عربية، أن تنجز المعارضة السورية هذا الهدف، بحيث تذهب إلى اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في مدينة مراكش أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وقد انضوت تحت لواء هيئة أو مجلس يضم الجميع. وبعد أن كان «المجلس الوطني» قد حصل على اعتراف من مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» بشرعية تمثيله للمعارضة، إلا أن التوجه في الوقت الحاضر يركز على توسيع الهيئة، أو إيجاد هيئة بديلة تفسح المجال لتمثيل معارضة الداخل واللجان المدنية والثورية والمجتمع المدني وخلافه.
ويحدو باريس الأمل أن تتوصل المعارضة، في زمن ليس ببعيد، إلى تشكيل حكومة مؤقتة تحظى باعتراف دولي بشرعيتها، الأمر الذي سيشكل نقلة مهمة، قانونيا وسياسيا، بحيث يمكن التعويل عليها لاحقا للالتفاف على تعطيل مجلس الأمن. وتعترف المصادر الفرنسية بأن تحقيق هذا الهدف «ليس سهلا»، لكنها في الوقت عينه تلفت النظر إلى أن واشنطن «تخلت عن معارضة» هذه الفكرة، كما أن الأطراف الأوروبية التي أبدت سابقا تحفظها واعتبرتها «سابقة لأوانها»، أصبحت مقتنعة بها.
وعلى الجانب الآخر، يراهن الغربيون على توفير الدعم للمدنيين في ما يسمى «المناطق المحررة»، بانتظار أن تنجح المعارضة المسلحة، وعلى رأسها الجيش السوري الحر، في إنشاء مناطق متصلة جغرافيا وتكون خارجة تماما عن سلطة الدولة السورية. وتعتبر باريس أن «مفهوم» المناطق المحررة ومساعدة المدنيين فيها على البقاء في أراضيهم وتنظيم حياتهم اليومية وإعانتهم على ذلك – أخذ يحظى بتقبل ودعم الكثير من الأوروبيين، فضلا عن الولايات المتحدة الأميركية. لكن تبقى مسألة تأمين الحماية لهذه المناطق مطروحة بشدة، على خلفية رفض الغرب، حتى الآن، تقديم السلاح المناسب «أنظمة دفاع جوي وأسلحة مضادة للدروع» للمعارضة السورية، لتقيم نوعا من توازن القوى مع قوات النظام، ولتدرأ خطر طيرانه الحربي ودباباته ومدفعيته الثقيلة.
بموازاة ذلك، تستمر الضغوط السياسية على الطرف السوري لتشديد العزلة السياسية والاقتصادية المفروضة عليه.
ويندرج في هذا السياق التركيز على المجازر التي يرتكبها النظام. ففي رسالة موجهة إلى مشاركين في مسابقة حول حقوق الإنسان في القدس الشرقية، أعلن وزير الخارجية لوران فابيوس أن «جرائم النظام السوري لن تمر دون عقاب»، مضيفا أن لجنة التحقيق حول وضع حقوق الإنسان في سوريا «جمعت ما يكفي من العناصر لتأكيد أن جرائم حرب، لا، بل إن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبها، ما سماه فابيوس، النظام المجرم». وبالنسبة لفرنسا، فإن هذا النوع من الأعمال «لا يمكن أن يفلت من العقاب».
غير أن الترجمة الفعلية لهذه التصريحات ما زالت بعيدة المنال، إذ إن إحالة الجرائم المشار إليها إلى المحكمة الجنائية الدولية تستلزم قرارا من مجلس الأمن الدولي. فضلا عن ذلك، فإن سوريا ليست من بين الدول الموقعة على ميثاق تأسيسها. وعليه، فإن ما تستطيعه لجنة التحقيق الدولية هو الاستمرار في توثيق الجرائم وتجميع القرائن. وتلاحظ المصادر الفرنسية أن عمل المحاكم الدولية ليس بالضرورة آنيا، بل من نوع «النفس الطويل». والدليل على ذلك محاكمات مجرمي حرب البوسنة والهرسك وكوسوفو التي ما زالت تتواصل حاليا رغم مرور سنوات طويلة على زمن ارتكاب الجرائم موضع المحاكمة.
ناشطون سوريون: اندلاع الربيع الإيراني سيسرع سقوط الأسد
بعد خروج مظاهرات في طهران احتجاجا على تراجع العملة
بيروت: «الشرق الأوسط»
عبر ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد عن سعادتهم لخبر خروج مظاهرات شعبية في العاصمة الإيرانية طهران، على خلفية تدهور العملة الإيرانية في الأيام الأخيرة، معتبرين أن «هذه الاحتجاجات بداية ربيع إيراني سيؤدي بالنظام الحاكم في الجمهورية الإسلامية». وربط الناشطون بين «ثورة شعبية في طهران ونهاية نظام الأسد» لأن «حلقات منظومة الممانعة» كما أكدوا، «بدأت تنفرط تباعا».
يقول يزن، وهو ناشط في لجان التنسيق المحلية في سوريا ويعمل في العاصمة دمشق، إن «إيران هي الداعم الرئيس لنظام الأسد، تقدم له العون اللوجيستي والأمني والمخابراتي وتدعمه بالمال والسلاح، كما ترسل عناصر من الحرس الثوري للقتال بجانبه». ويشير لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بداية خروج مظاهرات ضد النظام الحاكم في طهران سيؤثر كثيرا على الثورة السورية ويشكل ضغطا على القيادة الإيرانية كي تتوقف عن دعم نظام المجرم بشار الأسد». ويبدي إعجابه بشجاعة الشعب الإيراني «الذي يعاني مثل نظيره السوري من قمع وطغيان نظام الملالي».
من جهته، يعتبر الناشط نوار نصير لـ«الشرق الأوسط» أن «المظاهرات في إيران هي امتداد للأزمة في سوريا لأنه مع الحصار الاقتصادي على الجمهورية الإسلامية أغدق نظام الخامنئي الأموال لدعم النظام السوري لإخراجه من أزمته، ما خلق استياءً عاما في إيران بسبب عدم ترتيب الأولويات الاقتصادية». ويوضح الناشط المقيم خارج سوريا أنه ليس من الصدفة أن ترتفع في المظاهرات التي خرجت في إيران شعار «اتركوا سوريا بشأنها واهتموا بنا»، لافتا إلى أن «الشعب هناك لا يريد أن تصرف أمواله من أجل بقاء نظام الأسد كما أنه لا يريد أن تتلطخ يده بدماء الشعب السوري». وتلفت نهى، وهي عضو في «تنسيقيات الساحل للثورة السورية»، إلى أن الإيرانيين «سبقوا العرب جميعا في إنتاج ربيعهم، حيث قامت الثورة الخضراء قبل الربيع العربي لكن همجية نظام الملالي وقمعه أطفأ جذوتها»، معربة عن اعتقادها بأن «النظام الإيراني لن يستطيع قمع الثورة التي بدأت شراراتها تظهر في طهران لأن الزمن هو زمن حرية، والشعوب أصبحت مستعدة للتضحية بكل شيء كي تتخلص من الاستبداد». كما تؤكد أن «السوريين والإيرانيين شركاء في ثورة واحدة ضد نظاميين قمعيين». وكانت قد انتشرت على صفحات «فيس بوك» عدد من التعليقات حول خبر خروج مظاهرات في إيران احتجاجا على تراجع الريال، حيث كتب الناشط السوري إبراهيم عقبة على صفحته: «أنظمة الممانعة تسقط بالتتابع سوريا إيران.. حزب الله». وكتب عمار ياغي: «سنسقط الأسد ونجاد معا ولاحقا نتفرغ لشافيز والمومياء كاسترو».
وبطريقة ساخرة كتب نديم عواضة: «الطريق إلى القرداحة تمر بطهران». وكانت مظاهرات شعبية قد خرجت أول من أمس في شوارع طهران احتجاجا على تراجع سعر الريال، أدت إلى اندلاع صدامات عنيفة بين الشرطة وتجار العملة.
إيران تطلب الإفراج الفوري عن إيرانيين مخطوفين في سوريا
الثوار السوريون يهددون بقتل كل الرهائن الإيرانيين إذا لم ينسحب الجيش السوري من الغوطة
لندن: «الشرق الأوسط»
طالبت وزارة الخارجية الإيرانية بالإفراج الفوري عن عشرات الإيرانيين المخطوفين في سوريا منذ بداية أغسطس (آب) بيد مجموعات مسلحة، محذرا من أن هذه المجموعات ستتحمل المسؤولية عن حياتهم، كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية السبت.
وقال المتحدث باسم الوزارة رامين مهنبراست بحسب بيان للوزارة، إن «خاطفي الزوار الإيرانيين في سوريا والذين يدعمونهم مسؤولون عن حياتهم». وأضاف: أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب المنظمات الدولية بمنع مثل هذه الأعمال وبذل كل ما في وسعها للإفراج الفوري عن كل الزوار والرعايا الإيرانيين». وذكرت وكالة فارس للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أجرى اتصالا بنظيره التركي أحمد داود أوغلو بهدف «طلب مساعدة تركيا في الإفراج عن الزوار الإيرانيين» وقد وعد أوغلو بأن تقدم بلاده المساعدة المطلوبة. وسبق أن تدخلت أنقرة في الأشهر الأخيرة للإفراج عن كثير من الإيرانيين الذين خطفهم مقاتلون معارضون في سوريا.
وهدد الثوار السوريون بقتل كل الرهائن الإيرانيين اعتبارا من أمس السبت إذا لم ينسحب الجيش السوري من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وهي المرة الثانية التي يهدد فيها المقاتلون المعارضون للنظام السوري بقتل الرهائن الإيرانيين. فقد هدد مقاتلون سوريون معارضون الجمعة بإعدام الرهائن الإيرانيين، ما لم تنسحب القوات النظامية السورية من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما أبلغ قائد ميداني وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال قائد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها أبو الوفا، «منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من أول أمس (الخميس) للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقية».
وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» «لدينا أيضا مطالب سرية عسكرية أخرى»، مؤكدا أنه في حال عدم تلبية النظام السوري هذه المطالب، «سنبدأ بالقضاء على الرهائن». وكان مقاتلون معارضون ينتمون إلى «كتيبة البراء» التابعة للجيش السوري الحر، بثوا على الإنترنت في 5 أغسطس (آب) الماضي شريطا مصورا أعلنوا فيه خطف 48 إيرانيا قالوا إن من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الإيراني.
ونفت إيران بداية أن يكون أي من المخطوفين منتميا إلى الحرس الثوري، لتعود وتقول بعد أيام إن من بين الرهائن الذين كانوا في سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة، عسكريين «متقاعدين»، طالبة مساعدة الأمم المتحدة في الإفراج عنهم. وشهدت منطقة الغوطة الشرقية وريف دمشق في الأيام الأخيرة اشتدادا في حدة الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي تحاول استعادة مناطق عزز المقاتلون وجودهم فيها. وكانت آخر هذه المواجهات إسقاط المقاتلين طائرة مروحية تابعة للقوات النظامية مساء أول من أمس.
إعلان قدسيا والهامة مدينتين منكوبتين.. واشتباكات عنيفة في أحياء من حمص ودمشق
المقدم الحمود: أجهزنا على 14 حاجزا نظاميا في إدلب وطهرنا المنطقة الحدودية
بيروت: ليال أبو رحال
استمرت قوات الأمن السورية أمس في قصف عدد من المدن السورية، مستهدفة بعضها بقصف جوي من الطيران الحربي، وبعضها الآخر بقذائف الهاون والمدفعية، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وفيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش الحر في أحياء عدة في مدينة حمص، التي صعد النظام من وتيرة عملياته العسكرية فيها، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا مدينتي قدسيا والهامة «منطقتين منكوبتين بكل ما للكلمة من معنى»، غداة ما لحقهما على مدى الأشهر الماضية من مجازر وقصف ودمار، مناشدة «المجلس الوطني السوري أداء واجبه الغائب حتى الآن تجاه هاتين المدينتين المنكوبتين».
وأشارت لجان التنسيق في بيان مشترك مع تنسيقيتي المدينتين إلى أن «الدمار الذي حل بالمدنيتين أتى على كل شيء، فكل ما لم يصله القصف كان نصيبه الحرق من قبل عصابات الشبيحة، ووضع المدينتين الآن مأساوي إلى حد كبير»، لافتة إلى «نقص حاد في الغذاء والماء، فيما جميع السكان تقريبا باتوا من دون مأوى». وذكرت أنه «فضلا عن انقطاع الكهرباء وكل أنواع الاتصالات، دمر القصف جميع المشافي الميدانية والخاصة، وهناك الكثير من الجرحى بحاجة للإسعافات الضرورية بشكل عاجل»، مشيرة إلى «إعدامات ميدانية كثيرة نفذها شبيحة النظام بحق عدد من أهالي المدينتين».
وفي دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن استمرار النظام السوري في هدم المنازل الواقعة على طريق مشفى تشرين في القابون لليوم الثالث على التوالي، فيما حلق الطيران الحربي في سماء دمشق والغوطة الشرقية. وفي القابون، أفاد ناشطون بـ«اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام وسط إطلاق نار كثيف في أول حي تشرين من جهة برزة». كما تعرض حيا القدم والعسالي لقصف مدفعي عنيف بقذائف الهاون، في حين شهد حي المهاجرين «انتشارا كثيفا لعناصر الأمن مع تمركز عدد من القناصة، بالتزامن مع عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي»، بحسب المرصد السوري.
أما في حمص، فقد وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، في أحياء باب هود وباب التركمان وبابا عمرو، في حين تعرضت أحياء الخالدية، وجورة الشياح، والقصور، والحصن لقصف بالمدفعية والدبابات مصدره جبل السايح في وادي النصارى، مع استمرار القصف المدفعي والصاروخي على كل أحياء المدينة، وسط محاولات من «الجيش الحر» لصد اقتحام قوات النظام للأحياء، وفق لجان التنسيق. كذلك، تعرضت قريتا جوسية والنزارية بريف القصير لقصف بالطائرات المروحية، فيما أفاد «المرصد السوري» بمقتل «عشرة أشخاص على الأقل خلال الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له بلدة الطيبة الغربية التي نزح عنها غالبية سكانها»، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء «ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سقطوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلد».
وفي إدلب، تمكن «الجيش الحر» من السيطرة على قرية خربة الجوز (جسر الشغور) الحدودية مع تركيا، بعد اشتباكات مع الجيش النظامي. وأفاد «المرصد السوري» بأن «الكتائب الثائرة المقاتلة سيطرت على البلدة ورفعت فيها علم الثوار»، كما سيطر عناصرها على حواجز نظامية. وأدت الاشتباكات التي استمرت لساعات بين الطرفين إلى سقوط «ما لا يقل عن 25 (جنديا) من القوات النظامية وإصابة العشرات منهم بجراح»، في حين قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين «بينهم قائد كتيبة»، بحسب المرصد.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر المقدم خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الجيش الحر حشدت قوتها أمس في منطقة إدلب وأجهزت على 14 حاجزا للجيش النظامي موجودين في قرى الدامة وخربة الجوز والضهرة قرب الحدود التركية»، مشيرا إلى أنه «بعد اشتباكات انسحب عناصر الجيش النظامي باتجاه الأوتوستراد قبل أن يبدأ القصف العنيف على المنطقة».
وأكد الحمود أن «الثوار طهروا المنطقة وغنموا 9 دبابات وسيارات عسكرية ومدفع (شيلكا) مضادا للطائرات»، لافتا إلى أن «طرق إمداد الجيش النظامي باتت مغلقة حتى من طريق جسر الشغور، ولم يبق للجنود المحاصرين إلا منفذ عبر سهل الغاب». وأشار إلى أن «القوات النظامية في إدلب هي من الفوج 35 – إنزال جوي، وكانت في طليعة القوات التي اقتحمت درعا في 25 مارس (آذار) 2011 بقيادة العقيد محمد طه صبحة المحاصر اليوم في برج الداموس».
وفي القلمون، بث ناشطون شريط فيديو أعلن فيه عناصر من «سرية المداهمة والمهام الخاصة التابعة لـ(لواء النصر) في الجيش السوري الحر، أسر العميد الركن في جيش النظام السوري كمال علي عمران، الذي يشغل منصب معاون مدير إدارة الأتمتة للجيش الأسدي»، معاهدين «الله وشعبنا الصامد بمزيد من هذه العمليات النوعية في القريب وعلى أعلى المستويات».
وفي درعا، تم العثور على خمس جثث مجهولة الهوية في نفق جامعة اليرموك الخاصة على الأوتوستراد الدولي، فيما تعرضت المدينة لإطلاق نار كثيف وعشوائي من مضادات الطيران و«الشيلكا» بالتزامن مع قصف عشوائي بالمدفعية والهاون وتصاعد أعمدة الدخان في البلدة.
كما شهدت حماه قصفا بأكثر من 8 صواريخ وقذائف، صباح أمس، استهدف منازل المدنيين، كما تسبب في أضرار بالغة لعدد منها، مما أدى إلى سقوط عشرة جرحى على الأقل. وفي دير الزور، طال قصف مدفعي عنيف مدينة الموحسن، فيما دُمر عدد كبير من المنازل والأراضي الزراعية.
طلاس يعلن عن «الفيلق الأول» لـ«الجيش الحر»
الكردي لـ «الشرق الأوسط» : لم يتم التنسيق معنا
بيروت: نذير رضا
تواصل كتائب وقيادات «الجيش الحر» جهودها الآيلة إلى توحيد جميع الكتائب المقاتلة داخل الأراضي السورية تحت قيادة موحدة ومركزية، إذ أعلن عبد الرزاق طلاس، قائد كتيبة «الفاروق»، أمس، عن توحيد الكتائب تحت لواء «الفيلق الأول»، بينما أعلن قائد المجلس العسكري الأعلى لـ«الجيش السوري الحر»، العميد الركن مصطفى الشيخ، الوصول إلى اتفاق نهائي لانخراط أبرز الفصائل المقاتلة تحت قيادة مشتركة في الداخل.
وكشف الشيخ، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نواصل بذل الجهود بغية توحيد معظم المجموعات والكتائب الثائرة في الداخل، وضمها للعمل تحت لواء قيادة مشتركة واحدة داخل سوريا». وقال إن العمل «جار على قدم وساق للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن إعلان توحد الفصائل المقاتلة في الداخل، لأننا نؤمن بأنه كلما كبرت الكتلة المقاتلة تحت إطار تنظيمي موحد، كان العمل أفضل».
وأكد الشيخ أن التشظي الذي تعيشه الكتائب المسلحة على الأرض «يأتي نتيجة لضعف الإمكانيات»، موضحا أن «الفقير دائما يواجه مشاكل». وأشار إلى أن توحيد الجهود «ينعكس إيجابا على مسألة التسليح»، مشددا على «أننا نبذل جهودا ليكون توزيع السلاح منظما، مما يساهم في تفعيل العمل العسكري على مختلف الجبهات».
وإذ أكد أن «لا أرقام دقيقة لنسبة المقاتلين الذين سيكونون ضمن القيادة المشتركة الموحدة»، لفت إلى أن توحيد المقاتلين «هدف يسعى إليه كل القادة في المعارضة المسلحة، لتفعيل عملنا وتحقيق أهداف الثورة السورية».
في هذا الوقت، أعلن عبد الرزاق طلاس، قائد كتيبة «الفاروق»، أنه «تم توحيد جميع كتائب الجيش السوري الحر تحت (لواء الفيلق الأول)»، وأضاف طلاس أن «هذه الخطوة تأتي في إطار تطور المواجهات العسكرية مع جيش النظام التي تشهدها مختلف المدن السورية».
وقال الملازم أول طلاس، في بيان مصور نشر على مواقع المعارضة السورية على الإنترنت، إنه «بعد مرور ما يقارب السنتين على انطلاق ثورتنا المباركة، وبعد كل ما أبرزته الأحداث والمستجدات السياسية والعسكرية من قيادات، ومجالس، وكتائب، وألوية، وانطلاقا من مبدأ المسؤولية أمام الله والوطن – فإننا نعلن عن توحيد الألوية، والكتائب المقاتلة تحت راية (الفيلق الأول) وهم: (لواء درع جنوب حلب) بقيادة العقيد محمد جميل، (كتيبة الله أكبر) العاملة في البوكمال بقيادة المجاهد خزعل الرحال، (كتيبة أحرار البوكمال) بقيادة المجاهد محمد رجب، (كتيبة أحفاد علي) في دير الزور بقيادة الملازم أول محمود طلاس، (كتيبة بني أمية) في الرقة، و(كتيبة الفاروق) في الرستن، وعدد من الكتائب الأخرى في ريف حماه، والقصير، ودرعا وغيرها».
وجاء إعلان هذا الفيلق من دون علم قيادة «الجيش الحر». وأكد نائب قائد «الجيش الحر»، العقيد مالك الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «جرى الإعلان عن هذا الفيلق من غير التنسيق معنا، لكن كتائب الفاروق هي كتائب كبيرة، ولها مصادر دعم مادية خاصة، وتحاول أن تجتمع في إطار موحد».
السوريون يتجهون إلى التطرف لاعتقادهم بأن العالم يتجاهلهم
سوريا: سي جيه تشيفرز*
ضرب ماجد المحمد قائد مجموعة قتالية سورية معارضة للنظام، بيده بقوة على مكتبه. وصرخ بأعلى صوته متسائلا: «ألا تملك أميركا أقمارا صناعية؟ ألا يمكنها أن تبصر ما يحدث؟».
كان محمد، وهو طبيب متقاعد بالجيش السوري، قد وصل إلى رتبة رقيب أول في الجيش الذي يقف ضده الآن. وقال إنه لم ينتم مطلقا لعضوية أي حزب، فضلا عن أنه يمقت الجهاديين والإرهابيين.
لكنه وجه تحذيرا للغرب يسمع الآن بشكل دائم بين المقاتلين الساعين لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ السوريون بدأوا يتجهون إلى التطرف بفعل مزيج من نزاع حامي الوطيس, واعتقادهم بأن العالم يتجاهلهم مع مشاهدته ما يجري في سوريا.
وإذا ما استمر الغرب في إدارة ظهره للمعاناة التي يتجرعها الشعب في سوريا، على حد قوله، فسوف يدير السوريون ظهورهم له بالتبعية، وربما يعرقل هذا المصالح الغربية والأمن بإحدى نقاط الالتقاء المهمة في الشرق الأوسط.
ويعتبر هذا موضوعا ترددت أصداؤه في الأيام الأخيرة، ليس فقط في سوريا، بل أيضا في تركيا، حيث قصفت مدفعية الجيش التركي شمال سوريا هذا الأسبوع، ردا على قصف سوري بقذائف الهاون لمدينة تركية ومقتل 5 مدنيين. وفي تركيا، ثمة شعور متزايد بالإحباط يتشاركه الثوار السوريون بسبب أن الدول الغربية، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة، طالبت الأسد بترك السلطة، لتجلس بهدوء في الصفوف الجانبية، بينما تتحول الأزمة إلى حرب أهلية دموية.
وكتب مليح أسيك في الصحيفة التركية «ملييت»: «نحن في مرحلة حرجة للغاية». وواصل: «نحن لا نواجه سوريا فقط، بل إيران والعراق وروسيا والصين وراءها بالمثل. وراءنا، لا يوجد أي شيء خلاف الموقف الاستفزازي والوعود الزائفة للولايات المتحدة».
وعبر شمال سوريا، في مناطق انتزعها الثوار من قبضة النظام، أصبحت مثل تلك المشاعر عنصرا غاضبا معتادا يميز الخطاب العام. ويقول قادة الصفوف الأمامية للثوار، الذين أنهكهم العنف ويتجهون صوب شتاء آخر من القتال في حالة من الغضب مما ينظرون إليه باعتباره تراخيا ونفاقا من جانب الدول القوية، إن الغرب يخاطر بفقدان حليف محتمل في الشرق الأوسط في حالة سقوط نظام الأسد.
كذلك، تبدو النتيجة الطبيعية المتوقعة مسموعة بالمثل: ربما يكسب الغرب أعداء، حيثما يحتمل أن يكسب أصدقاء. مع تصاعد حالة الغضب، فإن من المحتمل أن تزداد الجماعات المسلحة المعارضة للأمم المتحدة في العدد وترتقي في المكانة أيضا.
وقال غسان عبد الواهب، 43 عاما، وهو سائق شاحنة ويعمل الآن قياديا في قرية كفر تخاريم الواقعة شمال سوريا: «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يرتكبان خطأ فادحا». وأضاف: «بترك هذا النزاع يتحول إلى حرب طويلة، فإنهما يجران سوريا نحو التطرف، وسوف يتجرعان ويلات هذا لفترة طويلة».
يعتبر مصدر هذه الاتجاهات متماثلا؛ رأي واسع الانتشار مفاده أن واشنطن والعواصم الأوروبية أكثر اهتماما باستمرار تدفق النفط من ليبيا والعراق، أو بتأمين إسرائيل، من معاناة سوريا وشعبها. ويقول سوريون معارضون للأسد، إن هذا الرأي مدعوم برفض الغرب العنيد إمداد الثوار بالأسلحة أو حماية المدنيين ومساعدة الثوار بفرض منطقة حظر جوي. وكثيرا ما تتم مقارنة هذا بالدعم العسكري والسياسي الواضح من جانب الغرب للثورة التي اندلعت العام الماضي في ليبيا. عادة ما يشار إلى المساعدات التي لا تشمل الأسلحة المقدمة للمعارضة السورية من جانب واشنطن بأنها محدودة النطاق، إلى حد أنه لم تصرح أي من الجماعات المقاتلة الـ6 التي زارها صحافيو «نيويورك تايمز»، أو كثير من القادة الذين أجريت معهم مقابلات في تركيا، بأنها قد شاهدت أو تلقت أي مساعدات أميركية.
«لم نتلق أي مساعدات من الخارج»، قال ثايار، وهو عضو في هيئة حاكمة خاصة في كفر تخاريم نعرف باسم المجلس الثوري (وقد طلب عدم ذكر اسمه الأخير حماية له ولأسرته من الانتقام). وأضاف: «قرأنا في الصحف أننا نتلقى دعما. لكننا لم نر شيئا. تلقينا فقط تصريحات من الغرب».
ردد آخرون الرأي نفسه، واتهموا الولايات المتحدة وأوروبا بلعب لعبة مزدوجة، في واقع الأمر بالتآمر مع الكرملين لضمان عدم اتخاذ أي دولة إجراء مناهضا لنظام الأسد أو نيابة عن الثوار أو المدنيين.
وفقا لهذا الرأي، يعتبر إصرار الكرملين على عدم دعم اتخاذ إجراء ضد سوريا غير ملائم بالنسبة للبيت الأبيض، الذي، على حد قول كثير من القادة والمقاتلين، يصدر تصريحات تدعم الثورة ويدين نظام الأسد، وهو علم بأنه لن يتعين عليه دعم أقواله بالأفعال.
لقد زودت روسيا نظام الأسد بالأسلحة والدعم الدبلوماسي وأعاقت اتخاذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء حاسما.
واستنكر عبد الواهب المناقشات الدائرة في الأمم المتحدة، واصفا إياها بعرض مخطط له. وقال: «العالم بأسره يحاول الآن تدمير سوريا. المجتمع الدولي يعلم أن الأسد ميت، لكنهم يرغبون في اندلاع حرب بحيث تدمر سوريا وتعيدنا 100 عام إلى الوراء. بهذه الصورة، سوف تتمتع إسرائيل بالأمان». وأضاف: «تعتبر الأمم المتحدة شريكا في تدمير سوريا».
على غرار كثير من النشطاء والمقاتلين، كان له وجهة نظر ساخرة بشأن ما تم الاحتفاء به مسبقا في العواصم الغربية بوصفه إنجازا من جانب حلف الناتو – التدخل العسكري في ليبيا العام الماضي، الذي أشار قادة غربيون إلى أنه قد حمى المدنيين ومكن الثوار غير المنظمين من هزيمة الجيش النظامي لبلدهم.
لم تكن الحملة مثالية؛ فقد تسبب حلف الناتو في مقتل وإصابة كثير من المدنيين الذين رفض الاعتراف بهم أو مد يد العون لهم. ومع مضي الحرب، تكونت كثير من الجماعات المسلحة، مما يجعل أمن الدولة على المدى الطويل مثار شك، والهجوم الشهر الماضي على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي، يجعل المشاركة الغربية مهددة أيضا.
إلا أن السوريين المعارضين للأسد ما زالوا يتوقون إلى الدعم العسكري الغربي، حتى وإن كان سينتهي إلى فرض منطقة حظر جوي على القوات الجوية السورية، التي استمرت طائراتها في شن هجمات على المدن والقرى منذ هذا الصيف. وعلى الرغم من ذلك، فقد استبعدت الولايات المتحدة حتى الآن التدخل العسكري في سوريا.
علاوة على ذلك، فقد استنكر كثير من الرجال السوريين التوصيفات الرائجة التي مفادها أن ثورتهم يحركها مقاتلون أجانب أو تضم جماعات منتمية لتنظيم القاعدة.
يقول أبو محمد، وهو مدرس في دير سنبل: «نحن لسنا إرهابيين مثلما يزعم النظام. نحن نحارب من أجل استعادة كرامتنا، التي انتزعت منا على مدار 40 عاما».
وفي هذا المناخ من القسوة وكيل الاتهامات والاتهامات المضادة، كان غضب ماجد المحمد، من النوع الذي يؤججه الإحباط والشعور بالخسارة.
وقبيل بضعة أيام من استقباله صحافيين في مكتبه هنا، حيث يقود 200 مقاتل في المرتفعات الشمالية بجبل الزاوية، علم أن أخته قد قتلت في دمشق. وكانت صورة أشلائها الملطخة بالدماء على الأرض على هاتفه الجوال، حيث عرض الصورة وهو في حالة غضب عارمة.
بعدها، انتقل لمجموعة من بقايا الأسلحة موضوعة على طاولة بجوار مكتبه. حمل قذيفة دبابة مستعملة، متسائلا: «كيف يمكن للنظام أن يستخدم مثل هذا النوع من الأسلحة ضد شعبه؟» رفع بقايا صاروخ طراز «إس – 5»، وهو سلاح جو – أرض يشيع استخدامه من قبل المروحيات والطائرات النفاثة الخاصة بالقوات الجوية السورية. وتساءل عما إذا كان بإمكان مواطني الولايات المتحدة تحمل ما تحملته المعارضة السورية، وعدم طلب أسلحة ومساعدات بالمثل.
وقال بصوت مختنق: «هل يمكن لمروحياتكم أن تقصف هذه الجموع؟»، ثم علا صوته مجددا وهو يتساءل: «هل لنا الحق في العيش أم لا؟».
* خدمة «نيويورك تايمز»
رزان زيتونة لـ“NOW”: قوات النظام قتلت 70 صحفياً منذ بداية الثورة
أفادت المحامية السورية والمدافعة عن حقوق الإنسان رزان زيتونة لـموقع “NOW” أن قوات النظام السوري قتلت أكثر من 70 صحفياً أجنبياً وعربياً منذ بداية الثورة حتى اليوم، من بينهم ماري كولفين ورامي الشيخ ومظهر طيارة وباسل شحادة ورامي السيد وميكا يوماتو وحسان أزهري، وكثر غيرهم.
وأشارت زيتونة إلى أن “النظام لا يفرّق بين أحد، لا يفرّق بين من يحمل الكاميرا او اللافتة أو حتى طفل يحمل مستقبله بين يديه، فهو يلاحق ويقتل كل من يشهد وينقل الحقيقة”.
ولفتت زيتونة إلى أن ماري كولفين وهي من الولايات المتحدة نالت _ بعد مقتلها في سوريا – جائزة “آنا بوليتكوفسكايا ” لجهودها في الوصول إلى جميع النساء في الحرب وللمدافعات عن حقوق الانسان في الحروب والنزاعات لعام 2012. وأوضحت زيتونة أن كولفن كانت “تملك قلباً حديدياً، فهي غطت العديد من الحروب والثورات في أنحاء مختلفة من العالم، وللأسف كانت آخرتها سوريا، حيث قتلت في مدينة حمص أثناء تغطيتها للأحداث هناك”.
“لواء البراء” لـ”NOW”: مصير الرهائن الإيرانيين سيكون نتيجةً لعدم اكتراث حكومتهم
بعد أن هدّد “لواء البراء” التابع لـ”الجيش السوري الحر” في دمشق وريفها النظامين السوري والإيراني بتصفية الرهائن الإيرانيين خلال 48 ساعة، بدأت منذ مساء أمس، بحال لم يوقف النظام السوري هجومه على ريف دمشق، أوضح الناطق بإسم “لواء البراء” أبو الجود لموقع “NOW”أن اللواء حاول الدخول بمفاوضات مع النظامين السوري والايراني “أساسها تسليم الرهائن التابعين للحرس الجمهوري مقابل اطلاق سراح المعتقلين السوريين”، لكنّ أياً منهما “لم يبديا أي ردة فعل تجاه الموضوع”.
وقال أبو الجود إنه مع اشتداد القصف العنيف لقوات الرئيس السوري بشار الأسد على ريف دمشق منذ أمس، والذي أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، “قررنا إعطاء النظام مهلة 48 ساعة كي يوقفوا هجومهم وإلا سنقوم بتصفية الرهائن”.
وأشار أبو الجود، الذي أكد جدّية التهديد، إلى أن “المصير الذي سيؤول إليه الرهائن ليس إلا نتيجةً لعدم اكتراث حكومتهم بهم، على الرغم من أن وجودهم في سوريا كان تنفيذاً لطلب نظامهم”.
تركيا تتوعد بإسكات أي هجوم ضدها
توعد وزير خارجية تركيا أحمد داود أغلو بأن بلاده ستسكت أي هجوم ضدها، لكنه خفف نبرة التهديد الذي وجهه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، في وقت ردت فيه المدفعية التركية على قصف سوري جديد طال منطقة حدودية ولم يوقع ضحايا، بعد حادث وقع الأربعاء واعتبر الأخطر بين البلدين منذ يونيو/حزيران الماضي.
وقال أوغلو في مقابلة تلفزيونية “من الآن فصاعداً سيتم إسكات أي هجوم على تركيا من أي جهة كانت”، مستغربا التعليقات السورية القائلة إن هجوم الأربعاء الذي استهدف بلدة أقجة قلعة في محافظة شانلي أورفا وقتل خمسة مدنيين يمكن أن يكون مصدره جهة أخرى غير الجيش السوري.
وأضاف أن تركيا تعلم من أين أتت القذيفة التي أطلقت على أراضيها ومن أطلقها، موضحا أن هذا النوع من السلاح لا يملكه إلا الجيش السوري.
لكن أوغلو، وفيما بدا تخفيفا لنبرة الوعيد التي حملها خطاب أردوغان أمس، أوضح أن التفويض الذي منحه البرلمان للجيش الخميس بشن عمليات خارج الحدود ليس خطوة نحو الحرب وإنما “أظهرنا (بها) للجانب السوري قوتنا الردعية لتوجيه التحذير اللازم منعًا للحرب”.
خطأ فادح
وكان أردوغان حذر نظام بشار الأسد من أنه يرتكب “خطأ فادحا” باختباره “قدرة تركيا على الردع والحسم”، مذكّرا بأن هجوم الأربعاء ليس الأول بل سبقته سبع هجمات.
وكان خمسة مدنيين أتراك قتلوا الأربعاء بقذيفة سورية سقطت على أقجة قلعة، في أخطر حادث حدودي بين البلدين منذ أسقطت المضادات السورية طائرة استطلاع تركية في حزيران/يونيو الماضي.
وقد ردت المدفعية التركية الأربعاء والخميس باستهداف مواقع عسكرية سورية، مما أدى إلى مقتل عسكريين سوريين.
وتحدثت سوريا عن تحقيق فتح في القصف الذي تعرضت له أقجة قلعة، لكنها نفت اعتذارها كما قالت أنقرة.
وتحدث تلفزيون “إن تي في” التركي عن أوامر أعطاها النظام السوري للقوة الجوية بعدم دخول منطقة عمقها من جهة الحدود التركية عشرة كيلومترات، وللمدفعية بأن لا تقصف مناطق قريبة من الحدود، وهو خبر لم تعلق عليه دمشق.
حوادث مستمرة
لكن الحوادث الحدودية استمرت، فقد تحدثت تركيا عن قذيفتين مدفعيتين سوريتين جديدتين وقعتا اليوم في أرض خالية في قرية غوفيتشي في محافظة هاتاي (جنوب شرق البلاد) دون أن توقعا ضحايا، في عمل رد عليه الجيش التركي بإطلاق أربع دفعات من قذائف الهاون.
وقال مكتب حاكم هاتاي إنه يبدو أن القذيفتين كانتا تستهدفان مسلحين سوريين على طول الحدود.
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن قذيفة هاون سقطت في منطقة ريفية أطلقت من منطقة خربة الجوز السورية المجاورة حيث وقعت معارك بين معارضين والجيش النظامي.
وأمس أيضا سجلت هاتاي حادثين مماثلين في وقت كان أردوغان يوجه فيه تحذيره لنظام الأسد.
ومنذ حادث الأربعاء، ترد تركيا بصورة منهجية على قصف مدفعي وقذائف من الجانب السوري.
وحاولت قيادة الأركان التركية اليوم التقليل من شأن مشاهد ظهر فيها أشخاص وهم يتنقلون بحرية ذهابا وإيابا بين تركيا وسوريا في منطقة أقجة قلعة.
ونفت قيادة الأركان وجود حركة عبور غير قانونية على الحدود في أقجة قلعة، وقالت إن المنطقة تحت السيطرة التامة للجيش.
تنديد دولي
وأدان مجلس الأمن الجمعة ما وصفه بقصف سوري غير مبرر لبلدة أقجة قلعة، لكنه دعا سوريا وتركيا لضبط النفس.
كما أدان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي القصف السوري، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من نزاع تركي سوري يجعل المنطقة برمتها تتورط في الأزمة السورية، التي ذهب ضحيتها منذ بدأت في مارس/آذار 2011 أكثر من 30 ألف شخص حسب الأمم المتحدة.
وتستقبل تركيا نحو مائة ألف لاجئ سوريا، لكن السلطات السورية تتهمها بالضلوع في مؤامرة ضدها، وباحتضان من تسميهم إرهابيين يشنون هجمات عبر الحدود.
30 قتيلا بسوريا وقصف حمص جوا
شهدت محافظات ريف دمشق وحلب وإدلب وحمص اشتباكات صباح اليوم بين الجيش النظامي وكتائب الثوار وسط استخدام للطيران الحربي في حمص وريفها ومعلومات عن مصرع ثلاثين شخصا بأنحاء سوريا قتل معظمهم رميا برصاص عناصر الأمن والشبيحة بمدينة الهامة بريف دمشق.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن ثلاثين شخصا قتلوا اليوم بأنحاء سوريا معظمهم بريف دمشق، حيث أعدمت عناصر الأمن والشبيحة عشرين شخصاً بينهم عائلة كاملة.
وقال بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان إنه عثر صباح اليوم في بلدة الهامة بريف دمشق على جثامين عشرة رجال -أحدهم مسلح- قتلوا برصاص القوات النظامية.
ووفق نشطاء، شهدت البلدة عملية عسكرية واسعة خلال الأيام الماضية انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها، في وقت تتعرض فيه بلدة شبعا بريف دمشق لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ومعلومات أولية عن سقوط جرحى بعضهم بحالة خطرة.
كما أفاد المرصد بتعرض بلدة شبعا بريف دمشق لقصف عنيف صباح اليوم.
وفي مدينة حلب تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء الصاخور ومساكن هنانو والميدان رافقها قصف على حي الصاخور والكلاسة في حين تتعرض بلدات حريتان ودير حافر وبزاعة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية.
من جهته أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في حلب نقلا عن مصدر عسكري بأن اشتباكات وقعت ليلا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين “حاولوا التسلل إلى شارع السجن” الواقع ضمن المدينة القديمة، مشيرا إلى مصرع ثمانية من المقاتلين.
وتشهد حلب منذ 20 يوليو/تموز الماضي قصفا واشتباكات، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن أعمال العنف المستمرة في سوريا منذ منتصف مارس/آذار 2011.
إسقاط طائرة
وفي حمص قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والطيران الحربي أحياء عدة وقرية جوسية بريف حمص، وقد وصفت الحملة بأنها الأعنف على حمص منذ أشهر.
وفي وقت لاحق علم أن الجيش الحر أسقط طائرة ميغ أثناء قيامها بقصف مواقع في ريف المدينة.
وكانت القوات النظامية استهدفت قبل يومين حمص بالغارات الجوية للمرة الأولى منذ بدء أعمال العنف. وتعد المدينة ولا سيما وسطها معقلا للمقاتلين المعارضين، وما زالت بعض أحيائها تخضع للحصار والقصف.
كما تقوم القوات النظامية “بمداهمة أحياء البارودية والمناخ والأميرية والحميدية والشرقية” بمدينة حماة (وسط) مع انتشار عسكري بأحياء عدة من المدينة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
خربة الجوز
وفي مناطق أخرى من شمالي البلاد، تتعرض قرى وبلدات بمحافظة إدلب (شمال غرب) لقصف اليوم الأحد، بعد يوم شهد سيطرة المقاتلين المعارضين على قرية خربة الجوز الحدودية بعد اشتباكات أدت لمقتل ما لا يقل عن أربعين جنديا من القوات النظامية، طبقا للمرصد.
وأوضح الناشطون أن معارك جرت بين الجانبين انتهت بسيطرة الجيش الحر على مخفر الشرطة، إضافة إلى المرافق الموجودة بالبلدة، كما سيطر أيضاً على مقر أمن الدولة وقسم الشرطة في بلدة معدان بريف الرقة.
إيران تطلب الوساطة لإطلاق مختطفيها بسوريا
طلبت وزارة الخارجية الإيرانية وساطة كل من قطر وتركيا لدى خاطفي 48 إيرانيا في سوريا لتأمين إطلاقهم فورا، وذلك بعد أن حمّل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الخاطفين وما سماها الدول التي تدعمهم المسؤولية عن حياة الرهائن.
وقال رامين مهمانبرست إن مسؤولية سلامة المختطفين الذين سماهم حجاجا تقع على عاتق الخاطفين، “وهم مجموعة معروفة وكذلك حماتهم”. وأضاف أن استخدام الزوار درعا بشريا يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم لواء البراء قد هددت بالبدء بانتهاء يوم أمس بتصفية الإيرانيين الـ48 الذين تحتجزهم إذا لم تفرج السلطات السورية عن معتقلين لديها من المعارضة، ثم ربطت في وقت لاحق عملية تصفيتهم بالانسحاب من الغوطة الشرقية بريف دمشق، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اتصل هاتفيا بنظيريه التركي أحمد داود أوغلو والقطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وطلب منهما تقديم المساعدة من أجل إطلاق المختطفين.
وأضافت الوكالة أن رئيس الوزراء القطري أكد أنه سيبذل الجهود لإطلاق المخطوفين الإيرانيين، بينما وعد الوزير التركي بأن تواصل بلاده مساعيها لحل هذه الأزمة, حسبما ذكرت الوكالة.
وتعليقا على ذلك، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في تصريح لقناة الجزيرة إن بلاده ضد قتل الأسرى، وأكد أن الدوحة لا تعلم هوية الخاطفين.
وعن جهود وقف إراقة الدماء في سوريا قال رئيس الوزراء القطري إنه يثق بالأخضر الإبراهيمي الذي يملك خبرة كبيرة، وهو متأكد من الجهود التي سوف يبذلها، غير أنه ليس متأكدا من جدية من وصفه بالطرف الآخر في تنفيذ رغبات الشعب السوري.
وبشأن المبادرة القطرية للتدخل العربي في سوريا قال الشيخ حمد بن جاسم إن المبادرة قوبلت بتأييد عدد من الدول العربية، بينما وقفت دول أخرى على الحياد. وأضاف أنه يجب على العرب التحرك لعمل شيء واضح.
لبنان يحقق بدور مستشارة الأسد بمخطط التفجير
بدأ القضاء اللبناني التحقيق في احتمال وجود صلة لمستشارة الرئيس السوري السياسية والإعلامية بثينة شعبان بمخطط لتنفيذ تفجيرات في لبنان يعتقد أن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة كانا يستعدان لتنفيذها.
وقال مصدر قضائي لبناني السبت إن القضاء العسكري تسلم من فرع المعلومات (في قوى الأمن الداخلي اللبناني) محضرا يتضمن تحاليل لمكالمات في هاتف سماحة جرت بينه وبين بثينة شعبان”، وأضاف أن المحضر أودع لدى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الذي يحقق في هذا الملف.
وتابع المصدر أن سماحة سيستجوب في ضوء هذا الملف في جلسة مقبلة سيحددها القاضي أبو غيدا. ومن المقرر أن يستمع القاضي أبو غيدا لسماحة وشاهدين آخرين الأربعاء القادم في جلسة محددة مسبقا لم يعرف ما إذا كان سيتم التطرق فيها إلى الصلة المحتملة لبثينة شعبان بالمخطط.
وكان القضاء اللبناني في أغسطس/آب الماضي ادعى على اللواء السوري علي مملوك والوزير اللبناني السابق الموقوف ميشال سماحة وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان “بجرم تأليف جمعية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال, والنيل من سلطة الدولة وهيبتها, وإثارة الاقتتال الطائفي عبر القيام بأعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها بعد أن جُهزت من مملوك وعدنان”.
وقالت صحيفة “النهار” اللبنانية السبت إن الملف الجديد يتضمن محضرا حرفيا مفرغا لمكالمات هاتفية أجراها سماحة مع شعبان تثبت أن مستشارة الرئيس السوري متورطة في مخطط التفجير من خلال علمها به، وأوضحت أن تحليل المكالمات أظهر أن سماحة أخبر المسؤولة السورية بما كان ينوي القيام به من تفجيرات.
وأضافت أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر قرر إحالة المحضر إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا تمهيدا لتحديد موعد لجلسة يستجوب فيها سماحة مجددا حول ما ورد في المحضر.
من جهتها قالت صحيفة “الجمهورية” إنه تأكد لفرع المعلومات تورط بثينة شعبان بعدما تم الاستماع إلى مكالمة هاتفية مسجلة بين سماحة وشعبان يتحدثان فيها عن موضوع التفجير.
واعتقل سماحة منذ 8 أغسطس/آب الماضي بتهمة التآمر على أمن الدولة اللبنانية بعد أن ضبطت قوى الأمن بمنزله عبوات وصواعق اعترف بتسلمها من رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك بأمر من الرئيس بشار الأسد لاستخدامها في قتل شخصيات لبنانية.
ومن بين تلك الهجمات المخطط لها هجوم يستهدف موكبا للبطريرك الماروني بشارة الراعي أثناء زيارته لمناطق سنية في شمال لبنان.
أحياء شبه خاوية والأطفال اعتادوا القصف
الحرب اقتحمت حياة الحلبيين وهجرت نصفهم
محمد النجار-حلب
للوهلة الأولى لا يتخيل القادم إلى حلب لتوه أن هناك مدنيين يعيشون في مدينة تسمع أصوات الانفجارات والقصف فيها من كل مكان، ولا يمكن أن تشاهد سماؤها بدون أن تلاحظ طائرات الميغ تجوبها في أي وقت خلال النهار أو الليل.
لكن مع الوصول إلى مدخل حلب من جهة المدينة الصناعية في حي الشيخ نجار تبدو حركة السيارات كثيفة مقارنة بالشوارع الضيقة نتيجة ما خلفه القصف من دمار في مبان سقطت على الشوارع أو ما وضعه الناشطون من حواجز ترابية لمنع قوات النظام من التقدم في الأحياء التي يصفونها بـ”الأحياء المحررة”.
وبينما تنعدم الحياة تماما في أحياء وسط المدينة التي تشهد أشرس المعارك وصولا لساحة سعد الله الجابري -التي كانت قبل شهرين فقط ساحة لأنصار النظام ومسرحا لمسيراتهم المؤيدة لنظام بشار الأسد- تجد أن الحياة تعود تدريجيا كلما اتجهت في الاتجاهات الأربعة بعيدا عن ساحة المعركة الأساسية وإن كانت الطائرات والدبابات كما يقول ناشطون توزع قصفها “بشكل عادل” على الأحياء التي تصنف بأنها أكثر أمنا.
في حي الشعار -الذي يعتبر واحدا من أقرب الأحياء إلى ساحة المواجهات- كانت “أم حسين” تقف مع ابنها الصغير على الرصيف المقابل لمستشفى دار الشفاء، بعد تردد أجابت على أسئلتنا عن سبب وجودها، فقالت إنها حضرت من طريق الباب لرغبتها بمعالجة ابنها الذي يعاني مغصا منذ أيام.
أكدت السيدة الخمسينية التي بدى وجهها مرهقا للجزيرة نت أن الكثير من الناس في منطقة طريق الباب غادروا منازلهم بسبب القصف المتواصل، وتابعت “اليوم صباحا قصفت الطائرات المنطقة مرتين”.
بالقرب من مخبز بحي الشعار كانت السيدة أم مالك تشق طريقها وسط الدمار في الشارع وهي تحمل عددا من أرغفة الخبز، توقفت على مضض للرد على أسئلتنا فيما كان صوت الانفجارات قادما من حي الصاخور القريب.
قصف والحمد الله
قالت ردا على سؤال عن أحوال الناس “مثل ما أنت شايف دمار وقصف والحمد لله”، وعن الخبز الذي تحمله قالت إن المخبز يمنح العائلة عشرة أرغفة في اليوم وهي بالكاد تكفي لعائلتها وأطفالها.
اشتكت أم مالك من نقص المعونات والقصف المتواصل الذي قالت إنه دفع بمعظم السكان للمغادرة، وتابعت “في العمارة التي أسكنها كان يوجد 24 عائلة، اليوم نحن ثلاث عائلات فقط ولا أعرف أين سأذهب بأطفالي إن استمرت الأمور على هذا الحال؟”.
وفي حي الشعار أيضا توقفنا مع “أبو مصطفى” -وهو كما قال سوري من أصول تركمانية- تحدث عن وفاة سبعة من جيرانه مساء الأربعاء عندما سقطت عليهم قذيفة هاون.
أبو مصطفى قال إنه يقطن في مساكن الشباب وإنه لن يغادر حلب، وأضاف “أنا ولدت هنا وإما أن أعيش أو أموت هنا”، اشتكى أبو مصطفى من غياب العمل لكنه قال إن والدته التركية والموجودة حاليا في تركيا أرسلت له ولأشقائه الثلاثة مبلغ مائة ألف ليرة سورية أعانتهم على تدبر أمورهم، لكنه لم يخف قلقه من دخول الشتاء على السكان وسط انقطاع الكهرباء والإمدادات عن حلب.
في أحياء الفردوس والسكري بدت الحياة أكثر استقرارا وإن كانت الأحياء ليلا تبدو بلا سكان.
على باب أحد المساجد في حي السكري كانت تقف مجموعة من السيدات بانتظار شيخ المسجد المسؤول عن توزيع معونات إغاثية، وقالت إحداهن إنها تحصل على هذه المعونة بشكل أسبوعي لكنها تريد حصة ثانية لأن بيت أختها نزحوا عندهم من طريق الباب.
في حي السكري أيضا كان أبو علاء في دكانه الذي يكاد يخلو من البضائع إلا القليل، تحدث عن هجرة أكثر من نصف سكان حلب عن المدينة كما قال، واشتكى من قلة البضائع حيث لا يوجد عنده إلا القليل مما يحتاجه الناس، وفق قوله.
رفع اليد
المشهد المتكرر في حلب هو مشاهدة عائلات تحمل أكياسا فيها بضع من امتعتها وتشق طريقها وسط الدمار إلى وجهات مجهولة، وغالبا ما يقابلون أسئلة الإعلاميين برفع اليد بعدم الرغبة بالحديث.
ما يلفت الأنظار أن الباقين في حلب تعودوا على ما يبدو على أصوات القصف، ففي حي مساكن الشباب أيضا المكتظ بالسكان والنازحين من الأحياء الأخرى توقف أربعة أطفال عن لعب كرة القدم قليلا للإشارة إلى طائرة ميغ في السماء، كانوا يتبادلون الرهان عن المكان الذي ستقصف فيه، لكنهم واصلوا لهوهم بالكرة بعد أن ابتعدت قليلا.
الإسلاميون الوجه الأبرز للثورة بشمال سوريا
محمد النجار-حلب
لا يحتاج أي زائر لمناطق الشمال السوري خاصة مناطق المعارك الشرسة الدائرة في حلب هذه الأيام لكبير عناء ليكتشف الطابع الإسلامي الطاغي بشكل كبير على الثوار المنخرطين في الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد.
ورغم الطابع السلفي البادي على الثوار من حيث إعفاء اللحى ونوعية الهتافات التي يرددونها وشكل الرايات التي يحملونها والربطات التي يضعونها على رؤوسهم وفي غالبها سوداء مكتوب عليها الشهادتان، تظهر معايشتهم لأيام أنهم سلفيون من نوع غير متشدد أو “سلفيون على المقاس السوري” وفق تعبير ناشط بارز.
فهم يؤدون الصلاة على أوقاتها حتى في أماكن القتال الشرسة، لكن الغالبية منهم يدخنون السجاير في مخالفة صريحة لفتاوى يتبناها شيوخ سلفيون يحرمون التدخين، كما أنهم يستمعون لأناشيد مختلطة بين غياب الموسيقى ووجودها أحيانا، رغم أن الفتاوى السلفية تحرم كل أنواع الموسيقى، إضافة لملاحظات أخرى في نظرتهم المعتدلة للمرأة وغيرها مما يؤكد أنهم سلفيون غير متشددين.
الكتائب القريبة من الإخوان المسلمين في الجيش الحر حسب النشطاء الذين التقيناهم هي كتائب صقور الشام ودرع الشمال، لكنك تسمع من منتمين لهذه الكتائب بأنهم “مجاهدون في سبيل الله” من أجل إسقاط النظام ولا ينتمون لفكر معين.
في حلب وريف إدلب يمكن ملاحظة عدد أسماء الكتائب والألوية التي تضع لافتة الجيش الحر، ولكن تحت هذا المسمى يمكن إحصاء عشرات أسماء الكتائب.
مع المقاتلين
في حلب وبعد جولة على 8 أحياء والتقاء مقاتلين ومسؤولين في عدة كتائب بعضها له مقرات واضحة ويعرفها الناس جيدا يمكن التوقف على حقيقة أن الكتائب الرئيسية المقاتلة في المدينة هي التوحيد وأحرار الشام والفاروق إضافة لجبهة النصرة التي تصنف في سوريا باعتبارها تمثل فكر تنظيم القاعدة ويقاتل في صفوفها مقاتلون سوريون وعرب.
أثناء التنقل بسيارة تابعة لكتائب أحرار الشام كان المقاتلون بداخلها يحملون أسلحتهم وقد بدت مثل قطعة من أجسادهم.
استمعنا في السيارة لأناشيد تحثهم على الجهاد، كان المنشد يردد “أماه خلي الدمع والتنهيدا.. إن ابنك المقتول صار شهيدا”، كان صوت النشيد ينقطع بين الحين والآخر ليظهر صوت شيخ يبكي وهو يردد الآيات التي تحض على القتال والشهادة ومنزلة الشهداء عند الله.
رنات هواتف “المجاهدين” كما يحلو للمقاتلين في حلب تسمية أنفسهم في غالبيتها مقاطع لأناشيد إسلامية تحض على الجهاد وأخرى تتحدث عن سوريا تحديدا، وأكثرها شعبية كما بدا هي مقطع للمنشد الكويتي مشاري العفاسي من أنشودته “أبكي على الشام”.
في خطوط القتال في حلب أكثر ما يسمعه المرء هو التكبير، فعند إطلاق النار أو القنابل أو القذائف باتجاه حواجز وتحصينات قوات النظام تسمع التكبيرات من كل المقاتلين، واللافت أنه عندما يصاب أحد “المجاهدين” تسمع التكبير وسط حمل المصاب على الأكتاف باتجاه المسعف المرافق لكل وحدة مقاتلة قبل نقله للمستشفيات الميدانية إن استدعت حالته ذلك.
قتلى وتكبير
في أحد المستشفيات الميدانية عايشنا على مدار ساعتين وصول ثلاثة قتلى أحدهم كان لا يزال على قيد الحياة عند وصوله ويردد الشهادتين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، كبر الحاضرون وكان أحدهم يبكي، وأبلغنا أحد العاملين في المستشفى أنك إذا سمعت تكبيرا في المستشفى فاعلم أن هناك “شهيدا” قد ارتقى إلى ربه.
نقل القتيل إلى الرصيف خارج المستشفى بانتظار نقله لمكان آخر وعاد المقاتلون إلى جبهتهم والأطباء إلى عملهم.
في مسجد بحي في حلب الشمالية تجمع العشرات من المسلحين لأداء صلاة المغرب، عند الحديث معهم ظهر أنهم من كتائب عدة وإن كان المنتمون لأحرار الشام التي تشكلت بالأساس من المعتقلين السابقين بسجن صدنايا الشهير هم الأكثر في المكان.
كانوا يهمون بالانتقال إلى جبهات القتال، بدا أن التنسيق بينهم كبير، حيث نسقوا بينهم على اختلاف كتائبهم مناطق التمركز، ورغم أن المقاتلين كما بدا حضروا من مناطق عدة في سوريا غالبيتها في حلب وريفها وريف إدلب فقد بدوا وكأنهم يعرف بعضهم بعضا منذ سنوات بعيدة، وإلى جانب الجدية في الإعداد كانت هناك مساحة للضحك والمزاح.
قابلنا في أحد أحياء وسط حلب ثلاثة مقاتلين ليبيين قالوا إنهم ينتمون لجبهة النصرة، تحفظوا كثيرا في الحديث للإعلام فضلا عن التصوير، لكن أحدهم وكان يحمل بارودة قناص قال للجزيرة نت عندما سألناهم إن كانوا من تنظيم القاعدة “إحنا لا قاعدة ولا شي، إحنا عايشنا ظلم القذافي وحربه على شعبه، وجئنا لنساند إخواننا السوريين في وجه الطاغية بشار”.
يعترف المنتمون لكتائب التوحيد وأحرار الشام والفاروق وصقور الشام ودرع الشمال وغيرها بأن هناك مقاتلين عربا من جبهة النصرة يقاتلون في حلب، لكنهم يقولون إن عددهم قليل قياسا على أكثر من 5000 مقاتل في حلب اليوم -حسب قائد ميداني في أحرار الشام- لكنهم يقرون بحقيقة أنهم يتمركزن على خطوط التماس الأولى التي تشهد أكثر المعارك شراسة مع قوات النظام السوري.
كاتب أميركي ينصح بتسليح ثوار سوريا
لاحظ الكاتب ديفد أغناطيوس خلال زيارة له إلى شمالي سوريا الأربعاء والخميس الماضيين أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتحكم جويا وقال “ليس من المرجح تغيير ميزان القوى الحالي الذي يميل لصالحه إلا بالصواريخ الأميركية”.
من جهة أخرى قال القائد العسكري لـالجيش السوري الحر بمنطقة حلب العقيد عبد الجبار عقيدي للكاتب أغناطيوس إذا لم تقدم لهم واشنطن الأسلحة التي يحتاجونها في حربهم ضد نظام بشار الأسد فإنهم سيضطرون إلى الاستعانة بالجهاديين المتحمسين للقتال والاستشهاد.
وقال العقيدي في مقابلة مع الكاتب -الذي نشر تقريرا عن زيارته سوريا بصحيفة واشنطن بوست- إذا قدمت لهم الولايات المتحدة صواريخ متطورة ضد الطائرات والدبابات والتدريب الضروري فلن يحتاجوا لمساعدة الجهاديين وسيعملون على إبعادهم.
ثلاث حقائق
وأوضح أغناطيوس أن المشهد في سوريا يوم الخميس الماضي يؤكد ثلاث حقائق بشأن الحرب السورية التي دمرت حلب، المدينة التي كانت إحدى جواهر العالم العربي: الثوار لا يملكون أسلحة كافية لهزيمة نظام بشار الأسد وكل السوريين الذين التقاهم الكاتب يقولون إن ذلك من أخطاء أميركا، وقادة الجيش السوري الحر العسكريون يحاولون تحسين السيطرة والتحكم على ما كان عمليات غير منظمة وضعيفة، وقوة الجهاديين في هذه الحرب التي تسودها الفوضى وضعف الموارد، في ازدياد.
وكان الكاتب في زيارة لشمالي سوريا خلال تصاعد التوترات بين تركيا وسوريا. وقال بهذا الشأن مهما يكن تدخل تركيا فإن مفتاح هذه الحرب المتسعة يظل في يد الجيش السوري الحر الذي يهيمن على المناطق الريفية شمالي البلاد.
وذكر أن نقاط تفتيش الجيش الحر موجودة في كل مكان ما عدا المدن والطرق السريعة الرئيسية وأن مقاتليه يتحركون بأمان بمعظم الثلث الشمالي لسوريا.
وقال الكاتب إن قائد قوات الجيش الحر بمحافظة إدلب العقيد عاطف سليمان ردد نفس ما قاله العقيد عبد الجبار “أعطونا سلاحا وساعدونا في تنظيم قواتنا، أو أن المتطرفين سيسيطرون”.
وكتب أغناطيوس في تقريره إذا أرادت الولايات المتحدة أن يحسّن الثوار تنسيقهم، يجب عليها أن تقود الطريق بتنسيق المساعدات الخارجية لهم. وقال إن سيل الأموال والأسلحة من السعودية وقطر والكويت والدول العربية الأخرى يصب في أيدي المقاتلين “المتطرفين” ويضعف سلسلة القيادة المنظمة بالجيش السوري الحر.
واختتم الكاتب تقريره قائلا إن مقاتلي الجيش الحر لا تظهر عليهم العصبية والقلق إلا عند سماعهم صوت المروحيات فوق رؤوسهم.
المصدر:واشنطن بوست
أنباء صحفية عن منطقة عازلة شمالي سوريا
ذكر العديد من وسائل الإعلام التركية أن اتفاقا بإنشاء منطقة عازلة قد تم التوصل إليه بين أنقرة ودمشق عقب القصف المتبادل بين الجانبين في الأيام الماضية.
ونقلت صحيفة ذي غارديان البريطانية عن وسائل إعلام تركية أن سوريا وافقت على إبعاد قواتها المسلحة إلى مسافة عشرة كيلومترات من الحدود التركية.
وأضافت الصحيفة أن سوريا لم تؤكد الخبر كما أن أنقرة لم تصدر بيانا رسميا. وقالت إن كثيرا من وسائل الإعلام التركية نسبت إلى مصادر مطلعة تأكيدها التوصل إلى اتفاق.
وقالت الصحيفة إن مثل هذه الخطوة ترقى إلى خلق منطقة عازلة تلبي الطلب الذي مرت عليه فترة طويلة من قبل مجموعات المعارضة السورية وتسمح للثوار بالعمل بحرية أكبر وللمدنيين بالعثور على ملجأ.
خطوة مهمة للثوار
ووصفت ذي غارديان الاتفاق بأنه يمثل خطوة مهمة بالنسبة للثوار في معركتهم التي استمرت 19 شهرا.
وقالت الصحيفة إن إنشاء منطقة عازلة لن يكون فعالا ما لم يُطبق بالقوة العسكرية، وإن أنقرة لم تكن راغبة في ذلك، لكن القصف السوري لمنطقة أكجاكالي الحدودية التركية وقتل خمسة مدنيين دفعها لإعادة تقييم خياراتها العسكرية للتعامل مع الأزمة المتزايدة على طول حدودها الجنوبية.
كان البرلمان التركي قد وافق يوم الخميس على السماح للقوات المسلحة بتنفيذ هجمات عبر الحدود في أي نقطة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة إن تركيا لا تعمل لتصعيد الوضع مع حليفتها الوثيقة السابقة “لا رغبة لدينا في الحرب، لكننا في نفس الوقت لسنا بعيدين منها”.
وقالت سوريا إنها تنتظر نتائج تحقيق قبل أن تحدد على من يُلقى اللوم، لكنها سلمت بينها وبين نفسها أنها تتحمل المسؤولية ولم ترد على قصف تركي يُعتقد أنه تسبب في قتل العديد من الجنود السوريين.
وكانت القوات التركية قد قصفت سوريا مرة أخرى أمس ردا على قذيفة مورتر أخرى سقطت على بعد خمسين مترا من الحدود السورية داخل الأراضي التركية ولم تصب أحدا. وجاء الرد التركي بعد أن دعا أردوغان سوريا إلى عدم اختبار صبر تركيا.
المصدر:غارديان
كتيبة الفاروق تعتقل حسام الأسد ابن عم بشار في حمص
مقتل 40 جندياً نظامياً في مواجهات مع الجيش الحر في إدلب
قناة العربية، فرانس برس
تمكنت كتيبة الفاروق إحدى الكتائب المناهضة للنظام السوري، السبت، من اعتقال حسام الأسد ابن عم الرئيس بشار الأسد في حمص، حسبما أكدت هيئة الثورة السورية.
وعلى صعيد متصل، قتل 40 جندياً نظامياً على الأقل وتسعة مقاتلين معارضين في مواجهات انتهت بسيطرة المعارضة السورية على قرية خربة الجوز في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن “الاشتباكات في بلدة خربة الجوز بريف جسر الشغور انتهت بعد أن سيطر مقاتلون من الكتائب الثائرة على البلدة ومحيطها”.
وأضاف أن “الاشتباكات استمرت أكثر من 12 ساعة وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 من القوات النظامية بينهم خمسة ضباط كما قتل تسعة مقاتلين” معارضين.
وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن أفاد في وقت سابق بأن الاشتباكات بين الطرفين أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 25 جندياً من القوات النظامية فيما قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين.
وتبعد بلدة خربة الجوز أقل من كيلومترين عن الحدود التركية، وهي مقابلة لبلدة غوفيتشي حيث سقطت السبت قذيفتان مدفعيتان مصدرهما الأراضي السورية، لم تسفرا عن وقوع ضحايا، واستدعتا رداً مدفعياً تركياً.
ومنذ وقوع حادث الأربعاء الذي أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك في قرية حدودية أخرى هي اكجاكالي، يرد الجيش التركي بصورة منهجية على أي قصف مدفعي من الجانب السوري.
التايمز: آلاف العناصر من حزب الله وإيران في سوريا
يُؤمِّنون الدعم اللوجستي والرجال والعتاد للنظام.. وعدد منهم قُتل في حمص
دبي – رولا الخطيب
أشارت مصادر المعارضة السورية إلى دخول 25 حافلة للحدود اللبنانية السورية محملة بمئات العناصر من حزب الله، وهي أنباء لم يتسن التأكد منها من مصادر مستقلة.
من جهتها، أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية بوجود 1500 عنصر من حزب الله داخل سوريا، ومثلهم من العناصر الإيرانية.
ونقلت الصحيفة معلوماتها عن عضو سابق في المخابرات الجوية السورية انشق في أغسطس/أب، استقى ما أفاد به من زملائه في المخابرات قبل أن ينشق وينتقل إلى لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء حزب الله يؤمِّنون الدعم اللوجستي والرجال والعتاد للنظام السوري، إضافة إلى النصيحة والتدريب اللازمين للقناصة في الجيش. كما أنهم ينقلون خبرتهم في حرب العصابات إلى شبيحة النظام.
ورغم إنكار حزب الله، إلا أن مصادر متعددة قريبة من الحزب، إضافة إلى الجيش الحر، وديبلوماسيين مطلعين على معلومات استخباراتية، يؤكدون أن الحزب يؤمِّن دعماً كبيراً من الرجال والعتاد لحليفه، وهذا ما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على نصرالله وبعض مسؤولي الحزب لتورطهم في الأحداث السورية.
ويأتي التقرير بعد أيام من مقتل عناصر من حزب الله في سوريا، بينهم قيادي يدعى أبو العباس وهو علي حسين ناصيف.
وقد أعد حزب الله لناصيف جنازة كبيرة في لبنان شاركت فيها شخصيات كبيرة من الحزب، وقالت إنه قتل بينما كان يؤدي واجبه الجهادي.
فيما أكدت مصادر المعارضة أنه قتل في القصير بحمص.
روسيا تقدم 24 طناً من المساعدات الطبية لسوريا
وزير الصحة السوري قال إنها “تعويض” لخسائر الحكومة في الحرب
دمشق – فرانس برس
تسلمت سوريا 24 طناً من المستلزمات الطبية والأدوية كمساعدة قدمتها إليها موسكو ووصلت إلى دمشق صباح السبت على متن طائرة روسية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة أن “طائرة مساعدات روسية وصلت صباح اليوم (السبت) إلى مطار دمشق الدولي تحمل 24 طناً من المستلزمات الطبية والأدوية”.
ونقلت الوكالة عن وزير الصحة السوري أسامة سماق أن “المساعدات الطبية مقدمة من الحكومة الروسية إلى الشعب السوري للتعويض عن بعض ما خسرته سوريا من تجهيزات ومستلزمات طبية، نتيجة أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة التي استهدفت جزءاً من البنية التحتية للمنشآت الطبية، وطالت مشافي ومراكز صحية وسيارات إسعاف”.
وثمن سماق ما تقدمه روسيا لسوريا “من مساعدات قيمة وضرورية في ظل الظروف الراهنة”، مشيراً إلى أن “المساعدات التي تقدمها الدول الصديقة ستسهم في ترميم ما تم فقدانه خلال الفترة الماضية”.
ونقلت الوكالة عن السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف قوله إنه “على الرغم من توفر الأدوية والمستلزمات الطبية في سوريا فإنه مما لا شك فيه أن هذه المساعدات يحتاجها الشعب السوري وستساعده في ظل الظروف الحالية”.
وأكد السفير الروسي على أن “هذه المساعدات لن تكون الأخيرة”.
واعتبر كولمحمدوف “أن المشاكل الحالية والواقع فيما يخص الوضع الإنساني الحالي في سوريا سببه بدرجة كبيرة العقوبات الاقتصادية المالية وغيرها التي فرضتها الدول الغربية وبعض الدول الأخرى”، لافتاً إلى أن هذه العقوبات “تخالف القانون الدولي”، بحسب ما نقلت عنه الوكالة.
الجيش الحر يعلن تحرير خربة الجوز في إدلب
توحيد جميع الكتائب الفاعلة على الأرض تحت لواء الفيلق الأول
اسطنبول – رويترز، دبي – قناة العربية
أعلن الجيش السوري الحر أنه تمكن من تحرير خربة الجوز في إدلب بعد معارك عنيفة مع جيش النظام استمرت ثماني ساعات.
وقالت شبكة “سوريا مباشر” إن الحر سيطر على نقطة حدودية مع الأردن، وفي ريف دمشق أعلنت المعارضة أن الهامة وقدسيا منطقتان منكوبتان بعد تعرضهما لهجمات كبيرة من قبل قوات الأسد.
من جهة أخرى، أوردت وسائل إعلام تركية وصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن سوريا وافقت على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود التركية. وذكرت هذه المصادر أن الرئيس الأسد طلب من قواته البقاء بعيداً عن حدود تركيا نحو عشرة كيلومترات، إلا أن أياً من دمشق أو أنقرة لم تؤكدا الإعلان في شأن المنطقة العازلة التي كانت وما زالت أحد المطالب الأساسية للمعارضة السورية.
تركيا ترد على القصف السوري
من جهة أخرى، أكدت وكالة الأناضول التركية للأنباء في وقت سابق، أن الجيش التركي رد بإطلاق النيران بعد سقوط قذيفة مورتر من الجانب السوري في منطقة ريفية في جنوب تركيا، السبت.
وأعلن مصدر رسمي أن الجيش التركي رد مرة جديدة صباح السبت على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا، واستهدف محافظة هاتاي (جنوب شرق)، من دون أن يسفر عن ضحايا.
وقالت محافظة هاتاي في بيان، إن “قذيفة مدفعية سقطت اليوم (عند الساعة 7.00 (4.00 تغ) في عمق 50 متراً داخل الأراضي التركية في أرض خالية تبعد 700 متر عن قرية غوفيتشي، و300 متر عن مركز للدرك”.
وأضاف البيان أن الجيش التركي رد بإطلاق 4 دفعات من قذائف الهاون، موضحاً أن القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري، واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية.
توحيد كتائب الحر تحت لواء الفيلق الأول
إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق بسقوط 70 شخصاً اليوم في سوريا معظمهم في حمص.
وأعلن عبد الرزاق طلاس، قائد كتيبة الفاروق، أنه تم توحيد جميع كتائب الجيش السوري الحر تحت لواء الفيلق الأول.
وأضاف طلاس أن هذه الخطوة تأتي في إطار تطور المواجهات العسكرية مع جيش النظام، والتي تشهدها مختلف المدن السورية. ومن ناحية أخرى، أفاد لواء تحرير الشام أن مقاتليه أسقطوا مروحية حربية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال متحدث باسم اللواء لـ”العربية” إن الطيار وهو برتبة عقيد لقي مصرعه أثناء سقوط المروحية.
كما أعلن الجيش الحر إسقاط طائرة ميغ في الموحسن بدير الزور، يأتي هذا فيما ارتفع عدد القتلى في سوريا الجمعة إلى 127 قُتلوا برصاص قوات النظام، ومعظمهم في حمص ودمشق وريفها، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وبث ناشطون صوراً قالوا إنها لما تبقى من طائرة ميغ كانت تقصف منطقة الموحسن في دير الزور.
وقال العقيد الطيار، قاسم سعد الدين، رئيس المجلس العسكري في مدينة حمص، لـ”العربية” إن الطائرة التي تم إسقاطها في دير الزور هي من نوع ميغ 23، وهي مقاتلة قاذفة، وهذا السرب تم نقله من مطار السين إلى دير الزور.
51 قتيلا والـ”ميغ” تقصف حمص وحلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 51 سوريا برصاص القوات النظامية الأحد أغلبهم في ريف دمشق حسبما أفاد ناشطون، بينما تعرضت مناطق في حمص وحلب إلى قصف عنيف بطائرات الميغ.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض قرية جوسية بحمص إلى قصف عنيف بالطيران.
في الوقت ذاته أفاد ناشطون بأنه تم العثور على 27 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في الهامة بريف دمشق.
ووقعت اشتباكات عنيفة في محيط فرع المداهمة في حي الميدان بحلب.
ومن جهة أخرى، قال شاهد لـ”رويترز” إن مقاتلين من المعارضة سيطروا على موقع عسكري قرب الحدود التركية وإن علم الجيش السوري الحر يرفرف فوق المبنى الأحد، في الوقت الذي يسمع فيه دوي اشتباكات في قرية سورية قريبة.
وقال قرويون إن مقاتلي المعارضة سيطروا على المبنى المؤلف من 3 طوابق والواقع على بعد نحو كيلومتر من الحدود، على تلة مطلة على قرية جويتشي التركية السبت ورفعوا علم الجيش السوري الحر.
وقتل السبت 40 جنديا من الجيش السوري بمواجهات مع الجيش الحر انتهت بسيطرة المعارضة على بلدة في إدلب، في وقت أسفر قصف القوات الحكومية لمناطق عدة في البلاد عن مقتل 105 أشخاص، حسبما أفاد ناشطون في المعارضة.
وعقب ساعات من المعارك العنيفة مع القوات النظامية، سيطر المقاتلون المعارضون على قرية خربة الجوز في جسر الشغور بمحافظة إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أن المقاتلين رفعوا “علم الثورة” وسيطروا على حواجز للقوات النظامية.
وسقط في هذه المعارك “ما لا يقل عن 40 (جنديا) من القوات النظامية”، في حين قتل 9 من المقاتلين المعارضين “بينهم قائد كتيبة”.
في المقابل، توقع وزير الدفاع السوري، فهد جاسم الفريج، أن تنتصر حكومة بلاده قريبا في “الحرب الكونية” التي تخوضها معتبرا أن “موعد النصر قريب”.
وقال الفريج في تصريح خص به التلفزيون السوري بمناسبة ذكرى “حرب تشرين” عام 1973 مع إسرائيل إن قيادة الجيش “تؤكد تصميمها على استعادة الأمن والأمان إلى ربوع سوريا”.
في غضون ذلك، قتل أكثر من 10 أشخاص خلال الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له بلدة الطيبة الغربية بحمص التي نزح عنها غالبية سكانها، طبقا لناشطين.
وذكر المرصد أن حي الخالدية في حمص تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية “التي تحاول اقتحامه من محاور عدة، وتشتبك مع مقاتلين معارضين على أطراف الحي”.
وكانت القوات النظامية استخدمت الجمعة الطيران الحربي للمرة الأولى لقصف هذا الحي.
وتعد حمص ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا أساسيا للمقاتلين المعارضين، وكانت شهدت معارك عنيفة استمرت أشهرا عدة، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف.
وفي دمشق، شهد حي المهاجرين انتشارا كثيفا لأفراد الأمن مع تمركز عدد من القناصة “رافقه عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي”، بحسب المرصد.
كما تعرضت بساتين الغوطة الشرقية في ريف دمشق للقصف، وقال نشطاء إن القوات النظامية ركزت هجومها على بلدة أوتايا “التي استهدفها الطيران الحربي”.
ورافق القصف على المنطقة “تحليق لمروحيات مقاتلة في سماء المنطقة”، بحسب المرصد، غداة إسقاط مقاتلين معارضين طائرة مروحية في الغوطة الشرقية بحسب أشرطة مصورة بثها ناشطون على الإنترنت.
وفي حلب كبرى مدن شمال سوريا، تعرضت أحياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف، بحسب المرصد.
وتشهد المدينة منذ 20 يوليو الماضي أعمال عنف، منها اشتباكات وقصف، كما شهدت سلسلة تفجيرات الأربعاء الماضي أدت إلى مقتل 48 شخصا أغلبهم من القوات النظامية، بحسب المرصد.
وأحصى المرصد الجمعة سقوط 133 شخصا في أعمال العنف في المناطق السورية المختلفة، هم 70 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و39 جنديا نظاميا.
وأدى النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرا إلى مقتل أكثر من 31 ألف شخص، حسب تقديرات منظمات حقوقية.
“الحر”: أسر قائد “الشبيحة” حسام الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر في المعارضة السورية أنها تمكنت من اعتقال ابن عم الرئيس السوري الملازم أول “حسام الأسد” قائد “الشبيحة” في مدينة حمص.
وصدر عن “كتيبة الفاروق” التابعة للجيش الحر البيان التالي: “تم بعون الله وقوته أسر حسام الأسد على يد كتيبة قلعة حمص التابعة للواء الفاروق بقيادة المجاهد فراس عودة، وقتل اثنين من الشبيحة واغتنام عتادهم الكامل على جبهة القصور بحمص”.
وتقول مصادر المعارضة إن حسام الأسد يعد من أكثر المقربين إلى بشار وشقيقه ماهر، ولديه صلاحيات كبيرة في قمع المتظاهرين والمحتجين.
من جانب آخر ذكر موقع “كلنا شركاء” أن هارون الأسد قتل مؤخرا، وقال الموقع إن هارون كان من كبار “المجرمين والشبيحة” في اللاذقية.
وأوضح الموقع أن والد هارون هو أخ غير شقيق للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
تركيا تقترح الشرع بديلا للأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد وزير الخارجية التركى أحمد داودأوغلو فى مقابلة تلفزيونية مع قناة تركية، أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع “رجل عقلاني”، ويمكن أن يحل محل بشار الأسد على رأس حكومة انتقالية في سوريا لوقف الحرب في البلاد.
وأكد الوزير التركي أن المعارضة السورية “تميل إلى قبول الشرع” لقيادة بلاده في المستقبل.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” السبت أن السعودية وقطر أوقفتا تسليح المعارضين السوريين بالأسلحة الثقيلة.
وقال مسؤولون سعوديون وقطريون للصحيفة إنهم يأملون في إقناع الولايات المتحدة، التي تخشى أن تصل صواريخ محمولة على الكتف وأسلحة ثقيلة أخرى إلى أيدي إرهابيين، بأنه يمكن معالجة المسائل التي تثير مخاوفها.
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية إنه “يمكن إعطاء المعارضين رشاشات لكن لا يمكن وقف جيش النظام السوري برشاشات”.
وعبر عن تأييده لتسليم المعارضين أسلحة أثقل، لكنه قال “نحتاج أولا إلى دعم الولايات المتحدة، والأفضل أن يكون الدعم من الأمم المتحدة”.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن السعودية وقطر تسلمان المعارضين منذ أشهر أموالا وأسلحة خفيفة، في حين أن إدارة الرئيس باراك أوباما تؤمن دعما لوجستيا.
فن الثورات ينشر غسيل الديكتاتورية
لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
“حبل الغسيل الوطني” معرض لفنان فلسطيني يصور بمزيج من الفكاهة والفن والأمل “الغسيل القذر للديكتاتوريات التي أزاحتها ثورات الربيع العربي”.
“الفنان شادي الزقزوق اختار هذا الإسم رمزا لما اعتبره “الغسيل القذر للأنظمة الذي تم نشره في بلدان الربيع العربي” كما تقول لسكاي نيوز عربية صوسي ديكيجيان، المديرة الفنية لصالة عرض أرت سبيس بدبي.
نساء ذات ملامح أوروبية يخفين وجوههن وراء “الحطة” أو الكوفية الفلسطينية بينما يغسلن وينشرن ملابس داخلية كتب عليها بالعربية شعارات حركات الربيع العربي “إرحل” ومرادفها “قوطر” باللهجة الأردنية والفلسطينية و “دولوي” بالروسية أي “فليسقط”.
“يعيش الفنان في إحدى ضواحي باريس، حيث تقطن جاليات عربية فقيرة، وحيث يختلط بمهاجرين بظروف معيشية صعبة. والمباني التي نراها في خلفية الرسم هي المنطقة التي يسكن بها”، حسب ديكيجيان.
شادي الزقزوق ولد في مدينة بنغازي الليبية عام 1981، محروم من الوطن ومن جواز السفر. شب الفنان وسط الجالية الفلسطينية في ليبيا قبل أن يقرر الرئيس الراحل معمر القذافي طرد عائلته وباقي مواطنيه من ليبيا بعد توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين الزعيم ياسر عرفات وإسرائيل في 1993.
وقتها عاش فلسطينيو ليبيا شتاتا آخر، وعرفوا الخيام مرة أخرى، بعدما تركوا في المنطقة الفاصلة بين حدود مصر وليبيا ليعيشوا في الصحراء القاحلة سنوات عدة.
تظهر هذه الحقبة من حياته في التكوين المسمى “لقد كنت أسدا أنا أيضا” وهو مكون من جزءين. الجزء الأول فيه مجسم لكفين أسودين يخرجان من لوحة من الدانتيلا السوداء على خلفية بيضاء، وتقذف على الأرض أطرا مذهبة ذات أحجام مختلفة، يحتوى كل منها على جزء من وجه القذافي، وهي تكون الجزء الثاني.
“لقد جسم الزقزوق كفي والدته في هذا التكوين وكأنها هي التي تلقي بالرئيس الراحل وذكراه بعد أن عانت منه”.
عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره، تمكن الزقزوق وعائلته من الهرب من الصحراء والعودة إلى موطنه غزة قبل أن يستقر بعدها بقليل في باريس حيث لا يزال يقطن الأن.
ولم يتمكن الفنان من حضور حفل افتتاح معرضه، الذي يستمر حتى 28 أكتوبر، بسبب عدم استكمال إجراءات روتينية من جانب الجهات الفرنسية.
وتظهر والدته في لوحة أخرى وهي تراقص والده المبتسم في بؤرة الضوء بوسط اللوحة، بينما تظهر في الخلفية القاتمة صفوف من أفراد قوات مكافحة الشغب ببزاتهم وخوذاتهم السوداء، حاملين العصي والدروع، وأطلق عليها اسم “ثورة بدون رقص هي ثورة لا تستحق القيام بها”.
“الزقزوق فنان غرافيتي بالأساس، يرسم على الجدران، وهو فن يزدهر في الليل هربا من الشرطة التي تلاحق هؤلاء الفنانين وتعتبر أنهم يتعدون على الملكية العامة، بينما يحبها الشعب ويرى فيها لمسة جمالية عالية”، حسب ديكيجيان.
“وينعكس نمط هذه الحياة الليلية في لوحاته، فنرى الخلفيات كلها داكنة والإضاءة فيها اصطناعية نابعة من مصابيح وليس من ضوء النهار”.
الرسائل الكتابية التي يزخر بها فن الرسم على الجدران تنتشر ايضا في لوحات الزقزوق فلا تخلو لوحة من كلمة أو جملة سواء طالت أو قصرت.
على أحد الرسومات لشخص يتوارى وراء قناع بطل فيلم “فانديتا” الذي انتشر ارتداءه أثناء الثورات العربية، كتب الزقزوق مقولة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي “بشرفي لأحلق شواربي إذا هي الأنظمة حررت شبر من القدس”.
فلسطين حاضرة في كل لوحة بشكل أو بأخر.
حنظلة، الشخصية الفلسطينية التي أبدعها ناجي العلي قبل اغتياله، تظهر كوشم على الأذرع أو في أركان الصور في وقفته التقليدية، مرسوم من الخلف عاقدا يديه وراء ظهره وبجواره زهرة صبار.
كما تظهر تنويعات للعلم الفلسطيني بألوانه الأخضر والأحمر والأبيض والأسود إما بشكل مباشر كعلم يحمله رجل جعل من يد مكنسة سارية للعلم أو تستنتجه في ألوان شعر إحدى الشخصيات.
وتشير ديكيجيان إلى إطارات السيارات التي وضعها الفنان حول لوحاته وتقول “لقد استبدل الزقزوق أطر اللوحات التقليدية بالإطارات المطاطية كرمز لحياته التي أمضاها حتى الأن في ترحال وتنقل مستمرين”.
داوود أوغلو: الشرع ملائم ليحل محل بشار الأسد
صرح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع “هو إنسان متعقل وذو ضمير ويصلح أن يكون بديلا للرئيس السوري بشار الأسد من أجل إيقاف الحرب الأهلية في سوريا”.
وأضاف داوود أوغلو أن المعارضة السورية لديها توجه لقبول الشرع زعيما لسوريا.
وقال إنه مقتنع أن الشرع ما زال في سوريا.
وفي سياق آخرقال التلفزيون السوري إن الجيش اشتبك مع مسلحين متسللين من الأراضي اللبنانية وقتل عددا منهم.
ووقع الاشتباك في ضواحي مدينة حمص القريبة من الحدود مع لبنان، وتمكن الجيش من إجبارهم على العودة إلى الأراضي اللبنانية، حسب التلفزيون السوري.
قصف
وكانت المدفعية التركية قد قصفت اهدافا داخل الاراضي السورية لليوم الرابع على التوالي السبت، وذلك عقب سقوط قذيفة هاون اطلقت من الاراضي السورية قرب قرية تركية.
وردت القوات التركية فور سقوط القذيفة قرب قرية غوفيتشي في اقليم هاتاي، حسبما اوردت وكالة الاناضول التركية للانباء.
يذكر ان المدفعية التركية دأبت على قصف مواقع داخل الحدود السورية منذ الاربعاء الماضي عندما تسبب سقوط قذيفة سورية على بلدة اكجا قلعة بمقتل خمسة اتراك بينهم نسوة واطفال.
وكانت الوكالة التركية قد ذكرت السبت ان القذيفة السورية الاخيرة سقطت في الاراضي التركية اثناء قتال عنيف كان يدور بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة في محافظة ادلب.
ولم يبلغ عن سقوط ضحايا على الجانب التركي.
تركيا تهدد
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد نبه الجمعة الى أن بلاده “ليست بعيدة” عن خوض حرب مع سوريا، وذلك بعد وقوع هجمات عبر الحدود بين البلدين خلال الأيام القليلة الماضية، بينما حضت موسكو أنقرة على ضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق.
ففي خطاب حماسي ألقاه الجمعة أمام حشد جماهيري في اسطنبول، حذر أردوغان سوريا من أنها “سترتكب خطأ فادحا إذا اختارت خوض حرب ضد تركيا”.
وردت المدفعية التركية بقصف أهداف بلدة تل أبيض الحدودية في محافظة الرقة السورية يومي الأربعاء والخميس، مما أسفر عن مقتل وإصابة أشخاص عدة.
وقد فوَّض البرلمان التركي الخميس حكومة أردوغان بنشر قوات عسكرية خارج البلاد في حال تعرض الأراضي التركية لأي هجمات.
وقال أردوغان: “نحن لا نريد حربا، لكننا أيضا لسنا بعيدين عنها”.
وأضاف “أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم إنهم يرتكبون خطأ قاتلا”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد استهجن الخميس استهداف البلدة التركية المذكورة، ودعا إلى الوقف الفوري لمثل هذه الانتهاكات.
من جانبها، عبَّرت سوريا عن مواساتها لأسر الضحايا وللشعب التركي عن الحادث الذي تقول إنها تجري تحقيقا لمعرفة ملابساته ومصدر قذيفة الهاون التي ذكرت وسائل إعلام سورية أنها أُطلقت من منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.
وقد أدانت الولايات المتحدة ودول غربية عدة استهداف البلدة التركية وعبَّرت عن وقوفها إلى جوار تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ندد بدوره بالانتهاك.
ويُعتبر الحادث هو التطور الأخطر بين البلدين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 15 مارس/آذار 2011، الأمر الذي ينذر باحتمال انتقال الصراع إلى خارج الحدود السورية.
يُشار إلى أن تركيا تقدم دعما سياسيا ولوجستيا للمعارضة السورية، كما تستضيف نحو 100 ألف لاجئ سوري على أراضيها.
وتخشى تركيا حدوث تدفق أمواج جديدة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون من أكراد العراق إلى الأراضي التركية خلال حرب الخليج الأولى عام 1991.
إدانة دولية
وكان مجلس الامن الدولي قد ادان في بيان تبناه الخميس “بأقسى العبارات القذائف التي اطلقتها القوات السورية” على بلدة حدودية تركية.
وطالب اعضاء مجلس الامن ال15 في بيانهم “بإيقاف مثل هذه الانتهاكات للقوانين الدولية فورا وعدم تكرارها”.
كما طالب البيان “الحكومة السورية بالاحترام الكامل لسيادة جيرانها وسلامة اراضيهم” داعيا الى “ضبط النفس”.
وقال سفير غواتيمالا غيرت روزنتال الذي تترأس بلاده مجلس الامن لشهر اكتوبر/تشرين الاول إن “هذا الحادث يجسد الاثر الخطير للازمة في سوريا على امن جيرانها والاستقرار والسلام في المنطقة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون عن قلقه من التوتر المتصاعد بين تركيا وسوريا، ونبه الى خطر زج المنطقة كلها في الصراع المستمر في سوريا منذ 18 شهرا.
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان “منزعج من التوتر المتزايد” على الحدود السورية التركية.
احتجاجات في تركيا
وخرجت في عدد من المدن التركية مظاهرات للاحتجاج على قرار البرلمان منح تفويض للحكومة التركية للقيام بعمليات عسكرية داخل الاراضي السورية.
ففي اسطنبول، تجمع اكثر من الف من انصار الاحزاب اليسارية في ساحة تقسيم وهم يهتفون ضد الحكومة التي وصفوها بأنها “اداة لشن حرب امبريالة على سوريا.”
واتهم المتظاهرون حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنه “دمية امريكية.”
اما في انقره، فقد فرقت الشرطة مظاهرة اصغر حجما حاول المشاركون فيها التوجه الى مقرات الحكومة للاحتجاج على التفويض البرلماني.
BBC © 2012
شاهد: المعارضة السورية تسيطر على موقع عسكري عند الحدود مع تركيا
جويتشي (تركيا) (رويترز) – قال شاهد من رويترز إن مقاتلين من المعارضة السورية سيطروا على موقع عسكري سوري قرب الحدود التركية وإن علم الجيش السوري الحر يرفرف فوق المبنى يوم الأحد في الوقت الذي يسمع فيه دوي اشتباكات في قرية سورية قريبة.
وقال قرويون إن مقاتلي المعارضة سيطروا على المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق والواقع على بعد نحو كيلومتر من الحدود على تلة مطلة على قرية جويتشي التركية يوم السبت ورفعوا علم الجيش السوري الحر.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)
الجيش التركي يقصف الحدود السورية بعد تحذير اردوغان
اسطنبول (رويترز) – رد الجيش التركي على قذائف مورتر اطلقت من الجانب السوري وسقطت في أرض زراعية بجنوب تركيا يوم السبت غداة تحذير رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان لدمشق من أن تركيا لن تتردد في خوض حرب في حال استفزازها.
وهذا هو رابع يوم من الهجمات التركية ردا على سقوط قذائف مورتر وقصف من القوات السورية أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك يوم الأربعاء.
ويمثل القصف المتبادل أشد أعمال عنف عبر الحدود يشهدها حتى الآن الصراع في سوريا الذي بدأ بانتفاضة مطالبة بالديمقراطية لكنه تحول إلى حرب أهلية ذات أبعاد طائفية. وتوضح هذه الهجمات كيف يمكن للأزمة السورية أن تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وكانت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي حليفة للرئيس السوري بشار الأسد في السابق لكنها انقلبت عليه بعد تعامله بعنف مع الانتفاضة التي قتل فيها أكثر من 30 ألف شخص طبقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ويوجد ما يقرب من 100 ألف لاجيء سوري يعيشون في مخيمات في تركيا التي استضافت قادة من المعارضة السورية وقادت الدعوات المطالبة بتنحي الأسد.
ولدى تركيا جيش أكبر كثيرا من الجيش السوري.
وقال اردوغان يوم الجمعة إن بلاده لا تريد خوض حرب لكنه حذر سوريا من ارتكاب “خطأ فادح” إذا حاولت اختبار عزم تركيا. وكانت دمشق قالت إن قذائف المورتر سقطت في تركيا بطريق الخطأ.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم السبت إن موافقة البرلمان على عمل عسكري محتمل خارج الحدود يهدف إلى الردع.
وأضاف قائلا “لم نأخذ خطوة تجاه الحرب بهذا التفويض بل أظهرنا للحكومة السورية قدرتنا على الردع لنطلق التحذير الضروري للحيلولة دون نشوب حرب.”
وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي.آر.تي) “من الآن فصاعدا سيتم إسكات أي هجوم على تركيا.”
وساندت قوى غربية تركيا في خلافها مع سوريا ولكنها لم تبد رغبة تذكر في التدخل على غرار عمليات حلف الأطلسي التي ساعدت في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وتتطلب دعوة تركيا إلى إقامة منطقة آمنة في سوريا إقامة منطقة لحظر الطيران لا ترغب دول الحلف في فرضها.
وأشار داود أوغلو إلى أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي سيزور تركيا قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في غضون الأيام العشرة المقبلة.
وفي مقابلة مع صحيفة الأهرام المصرية وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مهمة الإبراهيمي في سوريا بأنها “شبه مستحيلة”.
ولدى سؤاله حول جهود اللجنة الرباعية التي تشكلها مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية قال العربي “الحل لا بد أن يشمل إيران. المهم أن تتحرك الأمور.”
وقال معارضون في مدينة حلب السورية إن القوات الحكومية حاولت اقتحام حي الصاخور يوم السبت ولكنها ارتدت على أعقابها بعد اشتباكات عنيفة. وقال ناشطون في أنحاء سوريا إن هناك قتالا في عدد من المدن والبلدات بينها مدينة حمص وسط البلاد وريف دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن 60 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بأنحاء البلاد يوم السبت بينهم 36 جنديا حكوميا.
وفي الخامس والعشرين من سبتمبر ايلول إتهم الرئيس الامريكي باراك اوباما ايران بالمساعدة في الابقاء على الاسد في السلطة لكنه رفض تسليح مقاتلي المعارضة السورية لاسباب منها خشيته من ان بعض اولئك الذين يقاتلون حكم الاسد هم اسلاميون متشددون يضمرون عداء مماثلا للغرب.
وعبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا اليوم السبت عن قلق الولايات المتحدة من احتمال اتساع نطاق الاعمال العسكرية في سوريا.
وأبلغ بانيتا مؤتمرا صحفيا في ليما “ننتظر لنرى هل سيبدأ الصراع في التمدد الي دول مجاورة مثل تركيا. لكن من الواضح ان حدوث تراشقات بالنيران الان بين هذين البلدين يثير مخاوف اضافية من ان هذا الصراع قد يتسع نطاقه.”
ودعت إيران يوم السبت إلى الإفراج الفوري عن الأسرى الإيرانيين المحتجزين لدى المعارضين السوريين وقالت إنها ستحمل المعارضين وأنصارهم مسؤولية حياتهم.
وكان المعارضون السوريون اختطفوا 48 إيرانيا في أوائل أغسطس آب الماضي للاشتباه في أنهم عسكريون. وتقول طهران إنهم زوار كانوا يقصدون ضريحا شيعيا في دمشق.
وقال مكتب حاكم إقليم هاتاي التركي إن ثلاث قذائف على الأقل أطلقت من سوريا سقطت داخل منطقة يايلاداغي يوم السبت.
وأضاف أن القذائف أطلقتها القوات الحكومية السورية فيما يبدو لاستهداف معارضين بمحاذاة الحدود. ولم تقع أي خسائر بشرية. وردت قوات حرس الحدود التركية بإطلاق قذائف مورتر.
وقال اردوغان في كلمة شديدة اللهجة ألقاها أمام حشد في اسطنبول “أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا.”
وأضاف قائلا “نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها أيضا. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد ان خاضت حروبا عبر القارات.”
وقصفت المدفعية التركية أهدافا للجيش السوري يومي الأربعاء والخميس مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين بعد قصف سوري أسقط قتلى. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم السوري.
وقالت روسيا الحليف القوي لسوريا إنها تلقت تأكيدا من دمشق بأن الهجوم على تركيا كان حادثا مأساويا عارضا لكن اردوغان رفض ذلك قائلا إن حوادث سقوط قذائف سورية على الأراضي التركية تكررت عدة مرات.
وقال مسؤول بالحكومة التركية طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن الهجوم السوري على بلدة أكاكالي يوم الأربعاء الماضي كان مختلفا في حجم خطورته عن حوادث سابقة وقعت على مدى الأيام العشرة الماضية.
وأضاف المسؤول “كان يوم الأربعاء مختلفا. فقد سقطت خمس أو ست قذائف في نفس المكان. وهذا هو السبب في ردنا مرتين للتحذير والردع. ولدفع الجيش (السوري) إلى المغادرة. نعتقد أن الرسالة وصلتهم وانسحبوا من المنطقة.”
وذكرت قناة إن.تي.في التركية أن سوريا أمرت طائراتها الحربية وطائرات الهليكوبتر بعدم الاقتراب لمسافة عشرة كيلومترات عن الحدود التركية وأبلغت وحدات مدفعيتها بعدم إطلاق قذائف على مناطق قريبة من الحدود.
غير أن السلطات السورية لم تؤكد ذلك.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إنه جرى إرسال عدد كبير من القوات التركية إلى منطقة أونكوبينار الحدودية في إقليم كيليس.
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
شهادة الدكتور حسام آق بيق من قدسيا..
سأروي لكم ما حدث معي اليوم في قدسيا:بعد أن هدأ القتال في قدسيا وسمعنا أن الجيش سيطر عليها ذهبت أنا و أخو زوجتي لنطمئن على بيوتنا وعيادتي…..دخلنا عبر الحاجز بعد كثير من التوسلات …..منظر مريع جدا ….دمار شامل منذ الخطوه الأولى….آثار العبوات الناسفه التي زرعها الجيش الحر باديه على أطراف الطريق…..وصلنا عند محل هديتي للألعاب فوجدنا جنود الجيش يسرحون ويمرحون فيه وكان أحد الجنود جالسا في عربه للأطفال من بضاعة المحل وآخر يجره بها ويلعبان…..ألقينا السلام وأكملنا الطريق عندما وصلت جانب البيت أحسست بالغثيان والاصفرار…..منظر الدمار مريع……المحلات كلها محطمه الشبابيك والأباجورات مكسره ثقوب وأثار تكسير واجهات الأبنيه واضحه….بعض الأبنيه أصابتها القذائف ونالت منها …فسببت فيها أضرار كبيره…..ما تبقى من سيارات في الشارع مفجره بشكل مخيف …..دخلت إلى البنايه حيث منزلي …باب البناء مكسور ومفتوح…..الأبواب مكسوره ومفتوحه….دخلت المنزل لأجد ه مقلوب فوقاني تحتاني…..كل شيء منبش وملقى على الأرض…..لم أجد أشياء مسروقه أو ربما لم أتأكد إذا فقد شيء أم لا ولكن الأثاث موجود ولم يسرق وكذلك الكهربائيات…..حاولت إصلاح الباب بأدوات بسيطه وتمكنت من إغلاقه وذهبت إلى العياده في الحاره المجاوره ….نفس المشهد تكرر الدرج مكسور وتنبيش كامل لأدق الأماكن في العياده…….كذلك أصلحت الباب بما تيسر من أدوات….خرجت فوجدت الجنود يكسرون محل سوبرماركت ليشربوا بعض المرطبات والشوكولا وأكياس الشيبس…..وكانوا يقهقهون ويتمازحون وقال لي أحدهم مو هي الحريه اللي بدكن ياها….فقلت له بالتأكيد لا …..فقال : سنسحق كل قدسيا فوق رؤوسكم….قلت له ولكن هنا يوجد موالون للنظام كما يوجد المعارضون فقال لي سنهدمها فوق رؤوس الجميع….قلت له كتر خيرك وذهبت….بعد ذلك بدأوا يضعون علب الكولا على قارعة الطريق وبدأوا يصوبون عليها بالرشاشات وال ب ك س…..مشفى البدر محروق بالكامل بطوابقه جميعها…..نزلنا لبيت أخو زوجتي فكان سليما وسر بذلك….وما أن وصلنا لراس الحاره حتى رأينا النيران تندلع من المبنى الذي يوجد فيه منزله….نزلنا بسرعه فرأينا بعد الجنود برفقة مقدم سألناهم فقال المقدم ربما ماس كهربائي بلهجة ساخره رغم أن الكهرباء مقطوعه بسبب تكسير كل عواميد الكهرباء….قلنا له هل من الممكن أن نجلب سيارة إطفاء فرفض….قال جيبوا طفايه وطفوها….حاولنا ولم نجد في النهايه قمنا برمي تراب وجدناه في كيس على الحريق ولم نفلح في إخماده….فرجعنا حزينين موكلين أمرنا لله….نظرنا حولنا فتفاجأنا أن النيران تندلع في عدة أبنيه ومحلات……لا أعرف إذا كانوا يحرقون أماكن معينه أم بشكل عشوائي….قررنا الخروج بعد أن بدأ إطلاق النار وأصوات الانفجارات…..وصلنا في العوده عند محل هديتي فرأيناهم وقد أضرموا النار فيه والدخان الأسود يندلع منه منذرا بحريق كبير في المول ……خرجنا من قدسيا مفجوعين من هول ما رأينا ونحن واثقين من أن الليله ستبدأ عملية نهب البيوت كون الأبواب كلها مفتوحه والكهرباء مقطوعه ….وقد منعونا من أن نجلب سياره لنخرج شيئا من الملابس والأدوات الثمينه……على أمل أن نعود غدا لنحمي بيوتنا من السرقه…..المنطقه التي أتكلم عنها هي الجمعيات ولم نقترب من الساحه حيث يقولون أن الدمار أكبر وأشنع وأن هناك أكوام من الجثث لم نراها لعدم إمكانية الذهاب نحو الساحه بسبب الخطر الداهم…..قبل قليل للأسف جاءني خبر من شخص ظل هناك …أنهم يكسرون الأبواب وينهبون كل ما يرونه في طريقهم…….مؤسف جدا ….العيش في هذه البلد بات مستحيلا ….ادعولنا نجد شي بلد تقبل فينا مهاجرين أو طالبي هجره أو أي شيء آخر ….لن أستطيع العيش في هذه البلد بعد نهب منزلي وعيادتي …..أتمنى من كل قلبي لو أستطيع الحصول على هجره وجنسية أخرى وسأنسى أنني كنت سوريا وسأعمل على خدمة الوطن الذي يقبلني في حال قبلني وأنا سعيد أنني تخليت عن الجنسيه السوريه وصمة العار……