أحداث الأحد 06 أذار 2016
السعودية تتمسك برحيل الأسد مع بداية «المرحلة الانتقالية»
لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
قبل أربعة أيام من الموعد المفترض لاستئناف المفاوضات «غير المباشرة» بين النظام والمعارضة السوريين برعاية الأمم المتحدة في جنيف، تمسكت المملكة العربية السعودية بأن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل في بداية المرحلة الانتقالية وليس في نهايتها، رافضة بقاءه في السلطة لـ 18 شهراً هي فترة المفاوضات التي تتحدث عنها الأمم المتحدة والمفترض أن يتم خلالها تشكيل حكومة سورية جديدة واختيار دستور جديد ثم تنظيم انتخابات رئاسية ونيابية.
وتزامن الموقف السعودي الذي صدر على لسان وزير الخارجية عادل الجبير خلال زيارته لباريس برفقة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، ومع اتصال هاتفي جديد بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري تناول الأزمة السورية وضرورة بدء مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة في موعدها المحدد.
وقال الجبير في باريس أمس إنه «لا توجد أي إمكانية» لأن يبقى الأسد في السلطة. وأضاف خلال لقاء مع الصحافة: «إن الأمر بالنسبة إلينا واضح جداً، عليه الرحيل عند بدء عملية الانتقال وليس في نهايتها».
وهدف مفاوضات جنيف المتوقع أن تستأنف الأربعاء أو الخميس هو إطلاق عملية انتقال سياسية تضع حداً للحرب المستمرة منذ خمس سنوات. وتقضي خريطة طريق الأمم المتحدة بتشكيل هيئة انتقالية بحلول الصيف المقبل وتنظيم انتخابات عامة في منتصف العام 2017.
وقال وزير الخارجية السعودي في هذا الإطار: «عندما يتم تشكيل الهيئة الانتقالية تنتقل السلطة من الأسد إلى هذه الهيئة ويرحل». وتابع: «بعدها تقوم السلطة الانتقالية بوضع دستور جديد وتعد للانتخابات. البعض يعتبر أن على بشار الأسد أن يبقى حتى موعد الانتخابات، ورأينا ليس كذلك».
ورداً على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الذي اعتبر أن السوريين هم من يقرروا مصير الأسد، قال الجبير بحسب ما نقلت «فرانس برس»: «لا توجد أي إمكانية» لأن يبقى الأسد رئيساً، مضيفاً: «لقد قال السوريون كلمتهم عندما حملوا السلاح ضد بشار الأسد وكانوا واضحين جداً: لن يكون رئيسهم».
وبعدما تطرق إلى تردد المعارضة في التوجه إلى جنيف لاستئناف المفاوضات قال إن هذه المعارضة «لا تستطيع أن تتوجه إلى المفاوضات بأيد فارغة».
وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثّل المعارضة رياض حجاب أعلن الجمعة أن الظروف غير ملائمة بعد لاستئناف المفاوضات، مشيراً إلى خروق وقف إطلاق النار من قبل النظام.
في غضون ذلك، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن هيئته العامة المجتمعة في إسطنبول انتخبت صباح أمس أنس العبدة رئيساً جديداً له خلفاً لخالد خوجة المنتهية ولايته. وضمت الهيئة الرئاسية الجديدة، كلاً من موفق نيربية وعبدالحكيم بشار وسميرة مسالمة نواباً له، وعبدالإله فهد أميناً عاماً.
وكتب خوجة، الذي كان انتخب رئيساً في كانون الثاني (يناير) 2015، على حسابه على تويتر: «أهنئ الزميل أنس العبدة بتسلمه مهمات رئاسة الائتلاف داعياً له بالتوفيق في العمل على نصرة ثورة سورية وإيصال رسالتها للعالم».
وحاز العبدة الذي يوصف بأنه «إسلامي معتدل»، على غالبية الأصوات، إذ صوّت له، وهو المرشح الوحيد، 63 عضواً في الهيئة العامة للائتلاف من أصل 103، بحسب متحدث في المكتب الإعلامي. ومن المقرر أن يواصل الائتلاف اجتماعه لاختيار 19 عضواً في الهيئة السياسية.
ميدانياً، نجحت فصائل سورية معارضة، فجر أمس، في طرد تنظيم «داعش» من معبر التنف الحدودي مع العراق، بعدما تسلّل عناصرها من الأراضي الأردنية، لكن التنظيم شن لاحقاً هجوماً معاكساً واستعاد الموقع الحدودي. كما نجح «داعش» مجدداً في قطع طريق خناصر بعد أيام فقط من تمكُّن قوات النظام من إعادة فتحها.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تمكّنت فصائل مقاتلة وإسلامية من القلمون الشرقي وريف حمص الجنوبي الشرقي، وجيش سورية الجديد، من السيطرة على منفذ التنف الحدودي بريف حمص الجنوبي الشرقي، عند الحدود السورية – العراقية»، إثر هجوم مباغت على هذا المنفذ الذي كان خاضعاً لسيطرة «داعش». وأوضح المرصد أن السيطرة على المنفذ تمت بعد دخول قوات الفصائل «من الأردن عبر منطقة محروثة على الحدود الأردنية – السورية». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده واشنطن، أجبرت تنظيم «داعش» على الانسحاب من الجانب السوري من المعبر، ما سهّل تقدّم الفصائل المعارضة المسلّحة. لكن المرصد قال لاحقاً أن «داعش» شن هجوماً معاكساً وطرد المعارضين من معبر التنف، مشيراً إلى أن التنظيم فجّر كل المباني القريبة من المعبر لمنع معارضيه من اللجوء إليها.
وأعلن «الائتلاف الوطني» السوري من جهته، أن كتائب تابعة لـ «الجيش السوري الحر» هي من طرد «داعش» في معبر التنف. وأوضح أن فصائل «قوات الشهيد أحمد العبدو، أسود الشرقية، جيش سورية الجديد، ومجموعات صغيرة من شباب المنطقة» شنّت هجوماً على المعبر فجراً وسيطرت عليه وقتلت «عدداً كبيراً من عناصر التنظيم».
قصفٌ مدفعي وصاروخي للنظام السوري يستهدف الغوطة الشرقية
أحمد حمزة
استهدفت مدفعية النظام، اليوم الأحد، أطراف مدينة دوما، ومنطقة المرج بالغوطة الشرقية لدمشق، وذلك في خرق جديد للهدنة، التي دخلت يومها التاسع.
وقالت مصادر محلية في الغوطة الشرقية، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات النظام استهدفت صباحاً بصواريخ أرض أرض، قرية بيت نايم بمنطقة المرج”، لتعاود بعد ذلك “مدفعية النظام بقصف الأطراف الجنوبية لمدينة دوما”، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات.
ولم توقف قوات النظام هجماتها في جبهات المرج وسط الغوطة الشرقية، منذ بدء الهدنة المؤقتة، التي دخلت حيز التنفيذ ليل الجمعة-السبت قبل الماضي، بل أحرزت تقدماً هناك، تمثل بسيطرتها على بناءي الفضائية والمعهد الزراعي، في التاسع والعشرين من فبراير/شباط الماضي.
وبعد أكثر من أسبوع على بدء تطبيق الهدنة المفترضة في سورية، تنشط الجهود الدولية لتثبيتها، ومحاولة البناء عليها، عبر استئناف المفاوضات السياسية بين النظام والمعارضة.
اقرأ أيضا: تظاهرات الثورة السورية… 5 سنوات قتلٍ والهتاف يتحدّى الصاروخ
وبينما تحاول الدولتان الراعيتان للهدنة، الولايات المتحدة وروسيا، إعطاء انطباع بأنّها ناجحة إلى حدّ ما، برغم “بعض الخروق غير الكبيرة”، بحسب البيت الأبيض، فإن قوى المعارضة السورية، ومعها داعموها الإقليميون، يرون أن شروط العودة للمفاوضات لم تستوف بعد، خصوصاً بشأن النقطتين الرئيسيتين، وهما الملف الإنساني، الذي يشمل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وفك حصار هذه المناطق، وإطلاق سراح معتقلين، إضافة إلى عدم الالتزام بالهدنة من جانب قوات النظام وحليفها الروسي.
وقال المتحدث باسم “الجيش الحر”، أسامة أبو زيد، إن النظام والجانب الروسي يسعيان إلى استغلال الهدنة من أجل تحقيق مكاسب ميدانية، تحسن من قدرتهما على فرض رؤيتهما للحل السياسي على طاولة المفاوضات.
وأوضح، في تصريح سابق لـ”العربي الجديد”، أن سلوك قوات النظام على الأرض خلال الهدنة يبين أنها تحاول التقدم وإحراز مكاسب ميدانية في بعض المناطق، مستغلة التزام قوات المعارضة بالهدنة.
بدوره، يرى قائد الفرقة الثانية في القلمون، العميد هاني الجاعور، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن النظام عملياً لا يرغب بالهدنة، ولا يرى أنها تصب في صالحه، خصوصاً بالنظر إلى التقدّم الذي أحرزته قواته في بعض الجبهات خلال الفترة الماضية، بدعم الطيران الروسي.
المفاوضات تسابق الهدنة السورية: المعارضة ترفض محادثات شكلية
عدنان علي
بعد أكثر من أسبوع على بدء تطبيق الهدنة المفترضة في سورية، تنشط الجهود الدولية لتثبيتها، ومحاولة البناء عليها، عبر استئناف المفاوضات السياسية بين النظام والمعارضة.
وبينما تحاول الدولتان الراعيتان للهدنة الولايات المتحدة وروسيا، إعطاء انطباع بأنّها ناجحة إلى حدّ ما برغم “بعض الخروق غير الكبيرة”، بحسب البيت الأبيض، فإن قوى المعارضة السورية، ومعها داعموها الإقليميون، يرون أن شروط العودة للمفاوضات لم تستوف بعد. خصوصاً بشأن النقطتين الرئيسيتين، وهما الملف الإنساني، الذي يشمل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وفك حصار هذه المناطق، وإطلاق سراح معتقلين، إضافة إلى عدم الالتزام بالهدنة من جانب قوات النظام وحليفها الروسي.
وقال المتحدث باسم الجيش الحر أسامة أبو زيد، إن النظام والجانب الروسي يسعيان إلى استغلال الهدنة من أجل تحقيق مكاسب ميدانية، تحسن من قدرتهما على فرض رؤيتهما للحل السياسي على طاولة المفاوضات.
وأوضح في تصريح لـ”العربي الجديد” أن سلوك قوات النظام على الأرض خلال الهدنة يبين أنها تحاول التقدم وإحراز مكاسب ميدانية في بعض المناطق، مستغلة التزام قوات المعارضة بالهدنة.
بدوره، يرى قائد الفرقة الثانية في القلمون العميد هاني الجاعور في حديث لـ”العربي الجديد”، أن النظام عملياً لا يرغب بالهدنة، ولا يرى أنها تصب في صالحه، خصوصاً بالنظر إلى التقدّم الذي أحرزته قواته في بعض الجبهات خلال الفترة الماضية بدعم الطيران الروسي.
وأوضح الجاعور أن النظام يحاول بكل الأساليب إحباط الهدنة “لكن المعطيات على الأرض تؤكّد أن روسيا لن تجاري النظام في سعيه للسيطرة على مناطق المعارضة”، بحسب رأيه. وأضاف الجاعور “اكتشفت روسيا أن من يحارب المعارضة هم المليشيات الإيرانية وحزب الله وبعض المليشيات العراقية”، ما يعني أن الروس حالياً هم في ورطة كبيرة، ويفكرون في كيفية الخروج منها، بحسبه.
وأعرب العميد الجاعور عن اعتقاده بأنّ الروس لن يساهموا مع النظام في ضرب الهدنة المؤقتة، وسوف يسعون إلى تحويلها إلى هدنة دائمة، من ثم الانتقال إلى العمل السياسي لحل المشكلة السورية مع الأطراف الإقليمية والدولية.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قد رأت أن الهدنة بشكلها الحالي، تشكل خديعة للمعارضة، لأنها من طرف واحد، وسط تعام مقصود من القوتين الضامنتين للهدنة وهما واشنطن وموسكو. وأكدت على ضرورة اتخاذ قرار من قبل المعارضة قبل انقضاء الأسبوع الثاني من الهدنة، وهي المهلة التي اقترحتها المعارضة أصلاً (أي أسبوعين) في معرض موافقتها على الهدنة قبل عشرة أيام.
من جهته، قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن “نظام بشار الأسد له مصلحة كبيرة في خرق الهدنة والاتفاق الحالي لوقف الأعمال العدائية من أجل تعطيل انعقاد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف”.
وقال عضو الائتلاف الوطني، خالد الناصر، في تصريح صحافي إن “نظام الأسد لا يتمتع بالمصداقية، وعلى الرغم من موافقته على الهدنة، لا يزال مستمراً بالأعمال العسكرية ويسعى لتغيير عسكري على الأرض، بهدف تعطيل المفاوضات”. وأكد أن نظام الأسد لن ينخرط في مفاوضات حقيقية، إلا بعد ضغط حقيقي من داعميه، خصوصاً روسيا التي اعتبرها صاحبة القرار في سورية والأسد منفذ لأوامرها.
من جهته، أعرب السياسي والمعارض السوري فواز تللو عن اعتقاده بأن المفاوضات ستعقد خلال الفترة المقبلة، برغم تحفظات المعارضة. ورأى في حديث لـ”العربي الجديد”، أن هذه المفاوضات ستستمر وفق السيناريو السابق نفسه، إذ سيصر وفد المعارضة على مناقشة شروطه الإنسانية وخرق الهدنة التي ستفقد معظم معناها حتى ذلك الوقت، بسبب اختراقها المتواصل من جانب النظام وروسيا وبمباركة أميركية. وأشارت الى أن الولايات المتحدة لم تبحث مسألة خرق الهدنة مع الروس، بينما يقول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أن المفاوضات لا يجب أن ترتبط بالهدنة أو الشأن الإنساني.
ووصف تللو الهدنة والمفاوضات بأنها “مجرد أدوات للحلف الأميركي الروسي الإيراني الأسدي لتنفيذ مخططهم لتقسيم سورية، بعدما أيقنوا باستحالة استعادة الوضع السابق قبل اندلاع الثورة السورية، لذلك سنشهد عدة جولات مفاوضات فاشلة قبل الانتقال لمرحلة جديدة مع تصعيد للقتل وانفراط كامل لمسرحية الهدنة”.
من جهتها، رأت عضو الائتلاف السوري سابقاً، ريما فليحان، أنه اذا لم يكن هناك اتفاق دولي حقيقي بين الروس والأميركيين على تطبيق بيان جنيف 1 والدخول في مرحلة انتقالية، لن تكون هناك نتائج للمفاوضات، داعية الى ضغط دولي جدي لفرض وقف إطلاق النار وتحقيق إنجازات في الملف الإنساني، خصوصاً موضوع المعتقلين وإدخال المساعدات للمناطق الجائعة.
وأكدت فليحان في حديث لـ”العربي الجديد” على ضرورة “وضع حد لتحدي النظام للقرارات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار وإعلانه عن انتخابات مجلس شعب، فيما يعني عدم وجود نية حقيقية لتحقيق انتقال سياسي”. وشددت أيضاً على ضرورة أن تكون المفاوضات في سياق عملية سياسية انتقالية ويمكن العمل على فصل الملف الإنساني في هذا السياق، لكن كل ذلك مرهون بوجود نية جدية للقوى الدولية المؤثرة لوقف المقتلة السورية.
وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب قد أعلن أن الظروف الحالية غير مؤاتية لعقد أي مفاوضات في ظل عدم تنفيذ الالتزامات، لكنه أشار الى أن قراراً لم يصدر حتى الآن من قبل المعارضة، بشأن المشاركة في محادثات جنيف المقبلة.
وأكد حجاب خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الفرنسية باريس: “لن نذهب إلى المفاوضات إلا على قاعدة عدم وجود أي دور للأسد وزمرته ممن تلطخت أيديهم بالدماء في مرحلة الانتقال السياسي”.
وهاجم المنسق العام للمعارضة روسيا متهماً إياها بمواصلة قصف المدنيين بالصواريخ الفراغية، بحيث تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية على 50 منطقة خلال الأسبوع الأول من الهدنة. وأكد أن “الالتزامات المتفق عليها فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية حتى اللحظة لم تنفذ”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تتنازل لروسيا، وهذا على حساب الثورة السورية”.
غير أن الأمم المتحدة أعلنت الجمعة إيصال مساعدات إنسانية لعشرين ألف شخص في ثلاث مدن محاصرة في ريف دمشق، وهي ثاني عملية من نوعها منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار.
من جهتها، أعلنت روسيا تسجيل 27 خرقاً لوقف إطلاق النار في الساعات الأربع وعشرين الماضية، وخصوصاً في محافظة حلب. ولا تزال الأسلحة تعبر على الحدود التركية السورية الفصائل المسلحة، ما “يهدد وقف الأعمال القتالية”، بحسب متحدث عسكري روسي.
وفي باريس، اختتم ولي العهد السعودي محمد بن نايف محادثات مع المسؤولين الفرنسيين تناولت بشكل خاصة المشكلة السورية، ودور إيران في دعم الإرهاب بالمنطقة، وسط انتقادات فرنسية جاءت على لسان الرئيس فرنسوا هولاند لفكرة تنظيم انتخابات قريباً في سورية، واعتبرها استفزازية وغير واقعية.
كما دعا زعماء أوروبيون، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لدعم الجهود الرامية لتحويل اتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سورية، إلى اتفاق سلام طويل الأمد.
قمّة تركية-أوروبية حول اللاجئين: الحصص أو الفوضى
تجمع أزمة اللاجئين عبر البحر المتوسط، الاتحاد الأوروبي وتركيا، في قمة تُعقد الإثنين في بروكسل، لمناقشة سبل الحدّ من الهجرة غير الشرعية وكيفية التنسيق مع أنقرة لإفشال عمليات تهريب اللاجئين من السواحل التركية باتجاه اليونان وإيطاليا.
وستبحث القمة أيضاً في آليات تنفيذ الاتفاقات بين الجانبين، وتقديم 3 مليارات يورو لتحسين أوضاع اللاجئين في تركيا، المُقدّر عددهم بحوالي 2.5 مليون لاجئ، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول” التركية، فضلاً عن تسهيل حصول الأتراك على تأشيرات دخول للاتحاد الأوروبي وحرية حركتهم.
وكانت الخارجية التركية، قد أشارت الأسبوع الماضي، إلى رغبتها في توقيع اتفاقات مع 14 دولة لإعادة استقبال لاجئين رفض الاتحاد الأوروبي قبولهم.
وقبيل انطلاق القمة، انتقد المستشار النمساوي فيرنر فايمان، إجراءات الاتحاد الأوروبي “غير الكافية”، والتأثير السلبي الناتج عن “عدم التضامن بين الدول الأعضاء، وعدم كفاءة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في اليونان”.
وأضاف فايمان، في مقابلة مع صحيفة “كوريير” النمساوية، نُشرت الأحد، أن عدم استيعاب 160 ألف لاجئ، مؤخراً، من اليونان وإيطاليا سببه العرقلة من قبل مجموعة “فيسغراد”، التشيك والمجر وسلوفاكيا وبولندا، ما جعل هناك فجوة كبيرة بين الهدف والواقع الأوروبي.
وعن تشديد النمسا سياستها تجاه اللاجئين، بعدما طبقت في شباط/فبراير، قانوناً يحدد عدد طلبات اللجوء بحوالي 80 طلباً يومياً، أي 37 ألفاً و500 شخص في العام، فقال فايمان إنه “لا يمكن لثلاث دول فقط (النمسا وألمانيا والسويد) تحمل عبء اللاجئين الأكبر”. وأشار إلى إنه في حال حذت الدول الأعضاء حذو النمسا، فإن الاتحاد بأكمله يمكنه استيعاب مليوني لاجئ.
ودعا المستشار الاشتراكي الديموقراطي ألمانيا إلى “وضع سقف لعدد اللاجئين الذين يمكن استقبالهم …انطلاقاً من سوريا وتركيا”، معتبراً أن “على ألمانيا في نهاية المطاف أن تقول الأمور بوضوح، وإلا فإن اللاجئين سيواصلون التوجه” إلى هذا البلد.
وأعرب فايمان عن أمله بأن تؤدّي القمة المرتقبة إلى بذل أنقرة مزيداً من الجهود للحدّ من عمليات التهريب على سواحلها، وأن يتمكّن هؤلاء من الدخول إلى الاتحاد بشكل قانوني على أساس الحصص “بدلاً من الفوضى وعدم التنسيق”.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، عن “تفاؤل حذر” بشأن موافقة محتملة من تركيا، في القمة، على استعادة اللاجئين غير السوريين. وقال روته، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إنه يأمل بأن توافق تركيا على “عودة المهاجرين لأسباب اقتصادية إليها، غير السوريين”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قدّم في وقت سابق السبت، مقترحاً لإنشاء “مدينة للاجئين السوريين” في الشمال السوري، وتوطين بعض اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا.
ونقلت “الأناضول” عن أردوغان قوله إن أنقرة تريد بناء تلك المدينة في الشمال السوري، على مقربة من الحدود التركية، بمساعدة من المجتمع الدولي. وأشارت إلى أن الرئيس التركي تحدّث مع نظيره الأميركي باراك أوباما حول الموضوع، وتم تحديد موقع المدينة، إلا أن “المشروع لم يكتمل بعد”، حسب أردوغان.
في السياق، يُحضّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لعقد مؤتمر دولي حول أزمة المهاجرين واللاجئين، في شهر أيار/مايو في إسطنبول التركية، وذلك لبحث إمكانيات توفير الدعم الإنساني للاجئين حول العالم.
سوريا: ترويج لبضائع فاسدة…والفلتان سيد الشارع
رولا عطار
تنتشر في الأسواق السورية خلال الآونة الأخيرة بضائع مختلفة من مواد غذائية وغيرها، بعضها منتهي الصلاحية أو جرى تعديل تاريخ انتاجها، أو تزوير العلامات التجارية لتبدو وكأن مصدرها ماركات معروفة لدى المستهلك السوري، وغير ذلك من أساليب الغش التي شملت حتى المتاجرة بالمواد الإغاثية التي تدخل إلى سوريا لتوزيعها على النازحين.
ويعود السبب الأساسي في انتشار هذه الظاهرة إلى انتقال التصنيع من المعامل الكبيرة إلى ورش صغيرة تقام في الأحياء السكنية أو أقبية الأبنية، أو في مناطق غير آمنة، وهذا ما يجعلها بعيدة عن الرقابة الحكومية. والسبب الآخر لرواج مثل هذه البضائع في الأسواق والمحال التجارية هو ما يجري إدخاله من بضائع مختلفة بطرق غير شرعية عبر الحدود المفتوحة بين سوريا وعدد من الدول المجاورة. وقد قامت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بضبط مستودع يقوم بتصنيع نوع من “المنظفات”، ووضعها في عبوات وبيعها بأسماء تجارية متعددة.
حالات غش وتزويرعديدة ومختلفة قامت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بضبطها من قبل مراقبيها الذين يجولون في الأسواق، يسحبون عينات من المنتجات ويحللونها، أو يستندون الى شكاوى المواطنين، وذلك بحسب ما يقوله معاون الوزير جمال شعيب، لـ”المدن”.
ومن طرق التزوير المتبعة أيضاً، شراء منتجات قاربت صلاحيتها على الانتهاء، ولاحقا يتم تغيير تاريخ الصلاحية، وتباع المنتجات بأسعار اقل من السعر الاساسي. وفي هذا الإطار يقول جمال شعيب، أن المستهلك بإمكانه التمييز بين السلعة المزورة والحقيقية من خلال فارق السعر، فالسلع المتلاعب بها تباع بأسعار أقل بما يتراوح بين 20-50%، ويضيف في حديث لـ”المدن” ان مراقبي الوزارة يجولون في الاسواق ويأخذون عينات من السلع ويفحصونها، كما يستندون الى شكاوى المواطنين حول بعض السلع. وبحسب شعيب فإن أكثر المحافظات التي سجلت فيها المخالفات كانت في دمشق وريفها، حيث تباع بعض المنتجات المزورة في دمشق فيما المنتج الرئيسي لها في حلب، وتختلف العقوبات القانونية وفقاً للحالة والتي يمكن أن تصل إلى الحبس لمدة ثلاثة اشهر وغرامة مالية قيمتها 300 ألف ليرة سورية (حوالي 700 دولار) أو الحبس لمدة ستة أشهر وغرامة مالية قيمتها 250 ليرة (حوالي 570 دولار) ألف بالإضافة لإغلاق المحل التجاري.
وتظهر الأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية، حول عدد المحاضر التي نظمتها بحق المخالفين انه ومنذ أواخر العام 2015 ومع بداية العام الحالي بلغ عدد المحاضر 20528، منها 7417 لعينات سحبت من الأسواق لتحليلها وبيان مدى مطابقتها للمواصفات، كما اغلق 947 محلاً تجارياً مخالفاً، وسجلت 1174 مخالفة لمحال قامت ببيع السلع بسعر زائد، و137 مخالفة لمواد منتهية الصلاحية. إضافة لتسجيل 49 حالة للاتجار بمواد إغاثية، و 790 محضرا لمن قاموا بالاتجار بمواد مدعومة من قبل الدولة مثل (المازوت والدقيق وغيرها من المواد الأساسية). وفي السياق، يقول مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك باسل طحان لـ “المدن”، ان “لدينا إجراءات خاصة في ما يتعلق بالمواد الأساسية التي يتم بيعها من خلال مؤسسات التدخل الايجابي (مؤسسات حكومية لبيع المواد الغذائية بأسعار أقل) فالبضائع التي تدخل إلى هذه المؤسسات تخضع للرقابة والتحليل لتكون بالجودة المطلوبة ووفق المواصفات القياسية، لاسيما وأن هذه المواد مدعومة وتباع بسعر الكلفة مع ربح بسيط”.
ومن جهته يوضح عضو غرفة تجارة دمشق بهاء الدين حسن لـ”المدن”، بأن البضائع منتهية الصلاحية تدخل الى البلاد عن طريق التهريب من الدول المجاورة، أو عبر المناطق الساخنة، واحتمال آخر يتعلق بوجود نقص في بعض المواد داخل الأسواق وذلك نتيجة ايقاف البضائع في مرفأ اللاذقية لعدم استكمال الأوراق المطلوبة لتخليصها، وبالتالي يتم تعويض هذا النقص بالمواد الأخرى التي يتم التلاعب بمواصفاتها. ولذلك يرى حسن، أن التركيز في الوقت الحالي يجب أن يكون على المواصفات وتاريخ الصلاحية لتتوفر في الأسواق بضائع مضمونة للاستهلاك، فسوريا كانت ولسنوات طويلة من الدول التي لديها ضوابط صحية متشددة لكن في الظروف الحالية ومع الحدود المفتوحة واتساع رقعة المناطق الساخنة لم يعد بالامكان ضبط ما يتدفق اليها من بضائع.
اللاذقية:القاعدة الروسية تفتتح “مركزاً للمصالحة”..وكتابة الدستور!
أعلنت موسكو أن “مركز المصالحة” في قاعدتها العسكرية داخل مطار باسل الأسد “حميميم” في اللاذقية، شهد اجتماعاً لأطراف سياسية معارضة ودينية وأهلية، في إطار الهدنة المعلنة ومساعي السوريين للمصالحة.
ومن المشاركين في الاجتماع، الذي انعقد السبت، ممثلون عن تيار “من أجل سوريا الديمقراطية”، وزعيم حزب “المؤتمر الوطني”، إضافة إلى شخصيات دينية، وممثلين عن فصائل المعارضة السورية المسلحة.
الاجتماع بحسب الإعلان الروسي، شهد تقديم مقترح لـ”تشكيل فريق لصياغة مشروع الدستور”. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الناطقة باسم تيار “من أجل سوريا الديمقراطية” ميس كريدي، قولها “لقد حل السلام أخيراً في أرضنا بدعم من الجانب الروسي، وقمنا أخيراً بالخطوة الأولى على مسار وقف إطلاق النار”. وأضافت “بدأت أوضاع السوريين تتحسن منذ الـ27 من فبراير/شباط الماضي (تاريخ بدء سريان الهدنة). بلادنا بحاجة إلى دستور جديد، مما يحتم علينا حشد جميع القوى وسائر القادة الميدانيين ورجال الدين. علينا حشد الجميع باستثناء الإرهابيين الذين لا محل لهم في سوريا. وبعد المفاوضات سيصبح بوسعنا تبني دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاحات ديمقراطية وإرساء ثقة الشعب التامة بالسلطة”.
ونقلت القناة الروسية عن شخص ينتمي إلى المعارضة السورية المعتدلة، ويدعى الشيخ صالح الحارب، قوله إن الحوار السوري مهم، بغض النظر عن مكان انعقاده، إن كان في جنيف أو في فيينا. وأضاف “الأمر الأهم في كل ذلك يكمن في إطلاق الحوار بحيث نخرج من الأزمة. نحن على يقين تام بأهمية دور روسيا في بلادنا، إذ هي التي بادرت إلى اتفاق الهدنة، وتلعب دور الوسيط بين جميع أطراف النزاع”.
يشار إلى أن الاجتماع يشكّل سابقة في الأزمة السورية، إذ إنه ضمّ أحزاباً مرخّصة في سوريا، وشخصيات تعارض تحت سقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد. كما أن من شأنه فرض تعقيدات جديدة على المسارات الدبلوماسية في جنيف، إذ من المقرر أن تُستأنف في التاسع من الشهر الحالي، محادثات السلام الدولية، بعدما أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تعليقها في 25 شباط/فبراير الماضي.
«ديبكا فايل»: السعودية تستعد لتزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية
ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد
لأول مرة في الصراع السوري الممتد على مدار 5 سنوات، تستعد المملكة العربية السعودية لتزويد الجماعات المتمردة السورية بالصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات في محاولة لعرقلة جهود العسكرية الروسية لتوسيع أيام بقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد» في السلطة. نائب ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» هو الذي يقف وراء تصميم الرقصة المرتقبة للتدخل السعودي في الحرب السورية. وهو يخطط لتسليح فصائل المعارضة السورية بصواريخ قادرة على مواجهة دبابات تي 90 الروسية والتي تم شحنها بالفعل إلى الجيش السوري في الأسبوعين الأخيرين من قاعدة البحر الأسود الروسية في ميناء نوفوروسيسك وفق ما كشفته مصادر استخباراتية.
وقد تم رصد هبوط مركبة التحميل الروسية الضخمة «نوفوتشركاسك»، والتي قامت تفريغ المزيد من إمدادات الدبابات في ميناء طرطوس يوم الخميس الماضي، الموافق 3 مارس/أذار. كما حملت أيضا شحنة من قاذفات الصواريخ من طراز «MLRS».
وهناك سفينة روسية ثانية في طريقها إلى سوريا حاملة المزيد من المعدات. وهذا يتماشى مع قرار موسكو برفع مستوى التسلح الجيش السوري وإعادة بناء وحداته بعد معاناة 5 سنوات من القتال. وبالنسبة للرياض، فإن هذا يعد جهدا غير مقبول لإطالة أمد بقاء الرئيس السوري «بشار الأسد» في السلطة.
ويعتقد معظم المراقبين الغربيين والشرق أوسطيين أن المملكة العربية السعودية تواصل تسليح المعارضة السورية بالصواريخ من أجل إجبار واشنطن وموسكو على التعامل معها كلاعب جدي على الساحة السورية وأخذ مصالحها بعين الاعتبار. من الناحية المثالية، فإن الرياض تأمل في كسر التعاون الأمريكي مع إيران في العراق والتعاون الروسي مع إيران في سوريا.
وقد شرع السعوديون بالفعل في اتخاذ خطوات عملية في سيناريو معقد يبدو لا نهاية له، ويمكننا أن نرصد خطوتين بارزتين بشكل رئيسي في هذا الصدد:
1- خلال الأسبوع الماضي، قامت المملكة العربية السعودية بنشر 4 طائرات من طراز «إف 15» في قاعدة إنجرليك التركية بالقرب من الحدود السورية، ومن المنتظر أن تتبعها وحدة برية استعدادا لأي عمليات في سوريا.
2- قامت السعودية بتحدي حزب الله اللبناني، الذراع المقاتل لإيران في سوريا، وزعيمه «حسن نصر الله»، وذلك من خلال إلغاء حزمة المساعدات العسكرية التي كانت قد قررتها لصالح الجيش اللبناني بقيمة 4 مليارات دولار. ترى السعودية أن القيادات العليا في لبنان تتعاون بشكل متزايد مع حزب الله، وأن شريحة كبيرة من أموال المساعدة السعودية ربما تقع في أيدي الحزب.
ووفقا لمصدر سعودي رفيع المستوى، فإن قرار المملكة العربية السعودية إمداد المعارضة السورية بالصواريخ هو قرار نهائي. وقد أكد المصدر أن المعارضة السورية سوف تمتلك في وقت قريب صواريخ أرض جو تسمح لها بمواجهة روسيا وإيران. وقد أضاف بالقول أنه «لا أحد من المسؤولين السعوديين سوف يعترف بهذه الشحنات. قبل 30 عاما، لم يتمكن أحد من إثناء المملكة عن التدخل ضد الجيش الروسي في أفغانستان وقد خرجنا فائزين». نحن لن نتردد في التدخل ضد الروس في سوريا أيضا.
ولكن لا يمكن التسليم بتشبيه الوضع في أفغانستان مع الوضع الحالي في سوريا بشكل مطلق. في أفغانستان، تصرف السعوديون بدعم كامل من الولايات المتحدة، بينما في سوريا، فإن الأمريكيين يعارضون بقوة أي تدخل سعودي، وهذا يشكل فارقا كيرا بين الحالتين.
ومن شأن إدخال صواريخ السعودية بهدف دعم المعارضة المناهضة للأسد أن يخلق وضعا جديدا في الصراع السوري ويمنح الرياض كلمة فعلية بالموازاة مع واشنطن وموسكو وطهران. وهذا بالضبط ما يسعى إليه وزير الدفاع السعودي «محمد بن سلمان». رغبة السعوديين في منح صواريخ نوعية للمعارضة السورية ربما تدخل المملكة النفطية إلى مستويات أعمق داخل الصراع السوري، ويأتي ذلك بالتوازي مع تركيا التي تبدو هي الأخرى على استعداد لأن تذهب بعيدا.
المصدر | ديبكا فايل
المعارضة الإيرانية: أسلحة نوعية روسية للأسد بطلب من طهران
نشرت منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية تقريراً عن أنواع الأسلحة الروسية الحديثة التي أرسلتها موسكو إلى نظام بشار الأسد بتمويل إيراني، وتقول المنظمة أنها حصلت على هذه المعلومات من مصادر خاصة داخل نظام الملالي بينها داخل قوات الحرس، وقوات القدس ووزارة الخارجية.
وتفيد تقارير موثوقة ودقيقة أن نظام الملالي قد دبّر خلال الأشهر الأخيرة إرسال الأسلحة الروسية المتطورة جداً إلى نظام بشار الأسد، تشمل الطائرات والصواريخ والهليوكوبتر والدبابات، وقد تعهد نظام الملالي دفع نسبة كبيرة من ثمنها.
وقد خصّص النظام الإيراني ما بين 2.5 إلى 3 مليارات دولار لهذه العملية، وهذا المبلغ يشكل تقريبا 30% من ثمن الأسلحة.
إنقاذ بشار الأسد
في أثر هزيمة قوات الحرس والجيش السوري في النصف الأول من العام 2015 من القوات الوطنية السورية، أمر المرشد علي خامنئي رئيس فيلق القدس قاسم سليماني أن يطلب من روسيا المساعدة للحؤول دون سقوط بشار الأسد.
وجاء في تقييم قوات الحرس بشأن أسباب هزيمة الجيش السوري أنه لإنقاذ بشار الأسد هناك حاجة إلى الدعم التسليحي وكذلك حاجة إلى إرسال مزيد من القوات إلى سوريا. والحرس الثوري اخذ على عاتقه مسؤولية ارسال مزيد من القوات من الحرس و من القوات العراقية والافغانية إلى سوريا.
وبهدف «التعزيز التسليحي» طلبت قيادة الحرس من روسيا تزويد بشار الأسد باسلحة جديدة ومتطورة بهدف منع سقوط بشار الأسد وتعهدت الحكومة الإيرانية أن تدفع نسبة كبيرة من ثمن الاسلحة المرسلة من روسيا.
مال إيران النووي
لكن الحكومة الروسية لم تدخل المرحلة التنفيذية لهذا الاتفاق قبل الاتفاق النووي، لأنها، بسبب وجود العقوبات الدولية لحظر بيع السلاح إلى إيران، إذ إنها كانت تريد أن تكون على ثقة بأن ثمن الاسلحة ستدفع من قبل إيران بعد الاتفاق النووي، وهكذا فإن اتفاقية إرسال الأسلحة إلى سوريا دخلت حيز التنفيذ والنظام الإيراني اعتمد في ذلك على الأموال التي تم الإفراج عنها من خلال الاتفاق النووي، وكان الاتفاق ضماناً لدفع ثمن الاسلحة المرسلة من روسيا إلى سوريا. وتفيد التقارير الواردة أن المبلغ الذي دفعه النظام الإيراني لروسيا لمساعدة بشار الأسد كان حوالي مليارين ونصف مليار إلى ثلاثة مليارات دولار وهذا المبلغ يشكل ما يقارب 30% من سعر الأسلحة المتطورة والمتقدمة المرسلة إلى سوريا.
وتفيد الأخبار المنشورة أن مختلف أنواع الأسلحة التي كان النظام الإيراني يريد شراءها من روسيا لقوات الحرس كانت ما يعادل 8 مليارات دولار.
وعقب هذا الاتفاق تم تشكيل غرفة عمليات رباعية مكونة من روسيا والنظام وسوريا والعراق للتقدم بالخطة المذكورة، لكن العراق كانت مشاركته شكلية وبالإسم فقط. وتعقيبا للدراسات الميدانية والدراسات الأخرى التي تمت في غرفة العمليات الرباعية تم اتخاذ قرار بأن روسيا تقوم بإرسال الاسلحة المتطورة إلى سوريا. وهذه الأسلحة الروسية بمختلف أنواعها بدأت بالتدفق منذ ستة أشهر بأسعار رخيصة وبتنزيلات كبيرة.
في حالات عديدة تم دفع ما بين 40 إلى 60 بالمائة من السعر الحقيقي للسلاح إلى روسيا وفي تقسيط طويل الأمد.
وقبل النظام الإيراني أن يدفع قسما من ثمن الأسلحة لقوات الجيش السوري والدفاع الوطني حيث دفع أكثر من 30% من سعر دفعات الأسلحة المشتراة من روسيا إلى سوريا.
الأسلحة التي سلمت
وسلّمت روسيا عدداً من طائرات ميغ وسوخوي من مختلف الأنواع إلى سوريا. ومن بينها سوخوي 30 و34 و35 وطائرات عمودية كاموف 50 وميل 24 و25 و26 ومختلف أنواع ناقلات جنود مدرّعة ودبابات تي 90 وإل بي 60.
وسلّمت حتى الآن 28 من مقاتلات سوخوي 30 لسوريا. و12 طائرة سوخوي 24، و6 طائرات ميغ 31 لسوريا. وصواريخ اي اس 22 ارض ـ جو، وهذه الصواريخ جاءت بهدف توفير الدفاع الجوي لمطار حميميم في اللاذقية. وطائرات إي إن 124 وهي تعتبر ثاني أكبر طائرة نقل عسكرية في العالم. وقنابل كابي 250 التي تعدّ من القنابل الذكية والدقيقة بقوة تدميرية هائلة، وهذه القنابل لها رؤوس يتم التصويب فيها بالليزر. وزنتها 250 كيلوغراما. وصاروخ اكس 29 يتم التصويب فيها بالليزر ولها رؤوس حرارية تشكّل نصف وزن الصاروخ. والصواريخ المتطورة «ياخونت» بمدى 290 كيلومتراً، وقد بدأ إرسال هذه الصواريخ إلى سوريا منذ خمس سنوات حيث وصلت أول شحنة منها في العام 2011 وكان حوالي 72 صاروخاً. قسم من دبابات تي 90 التي تم تسليمها للجيش السوري، وضعت في الآونة الأخيرة تحت تصرف القوات البرية التابعة للحرس الإيراني وتم استخدامها في شمال حلب.
ويؤمن النظام الإيراني أيضاً جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة للقوات السورية وقوات الحشد الشعبي العراقي والقوات الأفغانية في سوريا. والأسلحة التي سلّمتها إيران لسوريا هي السلاح الفردي والمعدات الفردية والهاونات والآربي جي والصواريخ قصيرة المدى كصواريخ ولكان، وقاهر وفلق.
(أورينت نت)
صدّ هجوم للنظام بحلب وخروق جديدة للهدنة
أعلنت المعارضة السورية المسلحة صدها هجوما لقوات النظام المدعومة بالطيران الروسي في محافظة حلب شمالي البلاد، في وقت سُجلت فيه خروق جديدة للهدنة من النظام السوري وحلفائه.
وقال المتحدث الرسمي للجبهة الشامية التابعة للمعارضة المسلحة، العقيد محمد الأحمد، إن قوات المعارضة صدت محاولة لقوات النظام بمساندة جوية روسية، وحالت بينها وبين التقدم باتجاه حرش خان طومان جنوب غربي مدينة حلب.
وأضاف الأحمد عبر حسابه على تويتر، أن قوات النظام لم تتوقف عن قصف واستهداف المناطق التابعة لسيطرة الجيش السوري الحر، “وهو ما يعتبر خرقا للهدنة التي صدق عليها مجلس الأمن في أواخر فبراير/شباط الماضي”.
وكانت قوات النظام قصفت السبت بالمدفعية حي المنشية الخاضع لسيطرة المعارضة في درعا البلد جنوبي سوريا، وقال مراسل الجزيرة في درعا محمد نور إن الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري حلقت منذ الصباح فوق درعا دون أن تشن أي غارات.
وأفاد بأن قوات النظام تقصف بين الفينة والأخرى أجزاء حي المنشية التي تخضع للمعارضة، مشيرا إلى أن ثلاثة قتلوا منذ بدء الهدنة يوم 27 فبراير/شباط الماضي، وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء.
وكانت درعا وريفها قد شهدا خروقا متكررة من قبل قوات النظام السوري تمثلت في استهدافها مناطق سيطرة المعارضة، وذلك خلال أيام الهدنة الثمانية الماضية.
خروق
من جانب آخر، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خروقا جديدة للهدنة التي دخلت يومها التاسع، وأكدت الشبكة مقتل نحو 55 شخصا في سوريا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وفي بيان منفصل، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الدوري الخاص بتوثيق ما سمّته “مجازر” -حددت كلا منها بأكثر من خمسة قتلى- ارتكبت من قبل أطراف النزاع.
ووثق التقرير حدوث أربعين مجزرة، هي: 13 على أيدي القوات الحكومية، و21 على يد القوات الروسية، وثلاثة على يد فصائل المعارضة السورية المسلحة، ومجزرتان على يد تنظيم الدولة، وواحدة على يد جهات لم يحددها.
وأشار إلى أن تلك المجازر تسببت في مقتل 452 شخصا، بينهم 123 طفلا، و105 سيدات، أي إن 51% من الضحايا نساء وأطفال، وهي نسبة مرتفعة جدا، وهو مؤشر على أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين.
ما الدوافع الروسية للهدنة في سوريا؟
افتكار مانع-موسكو
ترفض روسيا اتهامات لها بخرق وقف إطلاق النار في سوريا التي تم التوصل إليها بالاتفاق مع الولايات المتحدة وبدأ سريانها الأسبوع الماضي، وحذر الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف مَن أسماهم بشركاء روسيا الأجانب (الدول الداعمة لسوريا)، من توجيه الاتهام لموسكو بخرق الهدنة.
وتقول موسكو إنها أوقفت كافة العمليات مع بدء موعد الهدنة، لكنها ستستمر في قصف الجماعات التي تصنفها “إرهابية”. وفي المقابل أعلنت المعارضة السورية أنها أخطرت الأمم المتحدة باستمرار النظام وحلفائه من الروس والمليشيات، في انتهاك الهدنة.
تبريرات روسية
ويرى خبير مجلس العلاقات الدولية ألكسي فيننكو، أن ما تفعله روسيا ينسجم مع مواقفها المعلنة بخصوص وقف الأعمال العدائية في سوريا، إذ إن روسيا لم تتعهد يوما لأي جهة بأنها ستوقف عملياتها الجوية ضد التنظيمات السورية التي تصفها بالإرهابية، بل قالت منذ البداية إنها ستستمر في غاراتها على مواقع “الإرهابيين” لحين القضاء عليهم أو تخليهم عن السلاح، وبالتالي فالموقف الروسي واضح وكل ما يقال عن خرقها للهدنة غير صحيح وغير واقعي.
وأوضح فيننكو للجزيرة نت أن الخلاف يكمن في أن روسيا تلقت من الولايات المتحدة قائمة بأسماء المنظمات “الإرهابية”، ولكنها رفضتها واعتمدت قائمة خاصة بها، وهذا هو السبب في التناقض بين الرؤية الروسية والغربية حيال الهدنة، مشيرا إلى أن ما أسماه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخطة “ب” في حال عدم نجاح الهدنة، كلام عمومي لا قيمة له وليس له أساس.
وزاد المتحدث أن روسيا ماضية في مخططها الداعم لقوات الأسد للسيطرة على المزيد من المناطق من أجل تحسين موقفها التفاوضي مستقبلا، ولا سيما مع تزايد الحديث عن تحويل سوريا إلى دولة فدرالية مقسمة إلى مناطق علوية ومسيحية وكردية وسنية، معتبرا أن التدخل الروسي في سوريا حال دون وصول المسلحين إلى الحكم، وسوف يسهل عملية حصول الأكراد على حكم ذاتي رغم معارضة تركيا الشديدة.
كسب الوقت
من جهته، يرى المعارض السوري المستقل محمود الحمزة أن التحذير الروسي موجه إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وبعض الدول العربية والمعارضة المسلحة، فهذه الأطراف تؤكد أن روسيا بالفعل تخرق الهدنة بقصفها الجوي مناطق شمال حلب وريفي حماة وحمص وشمال اللاذقية ومحيط دمشق، وهذا كله موثق.
وأوضح الحمزة أن موسكو كانت في وضع مريح في بداية تدخلها العسكري في سوريا لوجود توافقات بينها وبين واشنطن حول بعض النقاط، فكانت تقصف ما تشاء من المواقع متجاوزة ما أعلنته عن نيتها القضاء على “الإرهاب”، وزاد أنه عندما بدأ الحديث عن التدخل البري ببادرة سعودية تركية تحت غطاء من التحالف الدولي، بدأت موسكو تشعر بالقلق لإمكانية حدوث صدام بينها وبين التحالف الدولي والناتو.
وأشار المعارض السوري إلى أن الروس أدركوا أن عملياتهم العسكرية وصلت لطريق مسدود رغم نجاح المليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية المتحالفة مع النظام في استرجاع بعض المواقع، ولكنها في الواقع لم تحقق أية تغييرات جوهرية في الساحة.
حل نحو الفدرالية
وشدد المتحدث على أن روسيا لا تستطيع الاستمرار في المواجهة طويلا لأسباب داخلية، ولذلك أبدت استعدادها لعقد الهدنة، مع سعيها في الوقت نفسه لكسب الوقت وإكمال مخططاتها لتوطيد أقدام نظام الأسد في المزيد من المناطق السورية، مشيرا إلى تراجع حدة القصف والعمليات العسكرية.
واستبعد الحمزة إمكانية إجراء مفاوضات قريبة، لأن الخطوات اللاحقة متوقفة على تحليل نتائج الهدنة من قبل الأمم المتحدة، كما أن المعارضة ليست متحمسة لجنيف لقناعتها بأن روسيا والنظام لا يريدان حلا سياسيا.
وأكد المتحدث أن مفهوم الحل لدى النظام وروسيا التي تدعمه منذ خمس سنوات، هو إما الحل العسكري المفروض بالقوة، وإما الحل السياسي الذي يلبي الأهداف العسكرية أو جزءا كبيرا منها، وهو ما يفسر تصريحات مسؤولين روس عن إمكانية قيام دولة سورية فدرالية باعتباره خيارا أخف ضررا من خيار التقسيم.
دلالات مظاهرات سوريا واحتمالات استئناف المفاوضات
قال الناشط السوري من ريف إدلب هادي العبد الله إن المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد والتي شهدتها عدة مدن سورية مؤخرا، هي رسالة للنظام بأن ثورة الشعب السوري ستستمر حتى تحقيق أهدافها.
وأضاف العبد الله في حلقة السبت (5/3/2016) من برنامج “حديث الثورة” والتي ناقشت دلالات خروج مظاهرات في عدة مدن سورية تطالب بإسقاط النظام، واحتمالات استئناف مفاوضات السلام بين الأطراف السورية، أن هذه المظاهرات هي كذلك رسالة للنظام وحلفائه بأن الثورة لن تتوقف رغم المجازر ضد الشعب السوري من قبل النظام وروسيا.
وأوضح أن هذه المظاهرات هي رسالة أيضا لروسيا بأن سوريا لن تكون إلا موحدة، وأن ما يجري هو ثورة شعب ضد نظام مجرم وطاغية مستبد، مؤكدا أن المظاهرات حراك شعبي بامتياز وأن القوى المشاركة فيها هي الشعب السوري الذي لا ينتمي إلى تيار بعينه.
من جهته وصف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد هذه المظاهرات بأنها رسالة للمشككين تؤكد أن السوريين ما زالوا معنيين بإسقاط نظام الأسد، وهي رسالة للعالم بأنهم ما زالوا قادرين على الاستمرار في ثورتهم حتى تحقيق أهدافها.
ودعا ماجد إلى استمرار المظاهرات لتأكيد استمرار الرفض الشعبي لعائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ 45 عاما حتى إسقاط النظام، كما دعا المعارضة إلى استثمار هذه المظاهرات في تدعيم قدرتها التفاوضية لتحقيق مطالب المتظاهرين.
في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان أن العودة إلى المظاهرات بادرة حسنة وعودة إلى الطابع المدني في العملية السياسية، ويجب أن تعني المشاركة لا إلغاء طرف لآخر.
ودعا شومان إلى إعادة الاعتبار للعمل السلمي الذي سيؤدي إلى الحلول السياسية على قاعدة المشاركة، لا على قاعدة الإلغاء أو إسقاط أحد.
ودافع عن النظام السوري الذي قال إنه يعتبر “أحد أكثر الأطراف طلبا للحل السياسي على قاعدة المشاركة للجميع، باعتبار أن سوريا للجميع وليست لطرف واحد”.
المفاوضات
وبشأن المفاوضات المرتقبة بين المعارضة والنظام، قال ماجد إن على المعارضة ألا تذهب إلى المفاوضات بأي ثمن، لكن يجب أن تشترط وقفا شاملا لإطلاق النار والتأكيد على ضرورة أن تشتمل فترة الحكم الانتقالي على خروج من هم في الحكم اليوم، معتبرا أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يتيح لبشار الأسد البقاء في الحكم.
كما اعتبر أن الانتخابات التشريعية التي دعا الأسد إلى إجرائها في أبريل/نيسان القادم، هي تهديد للعملية السياسية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
أما شومان فقال إن المسألة السورية خرجت عن أيدي السوريين، مشيرا إلى أن واشنطن وموسكو تسعيان لإعادة التوازن إلى الميدان ومن ثم استدعاء جميع المتصارعين إلى حل سياسي.
من جهته قال ممثل تجمع “ثوار سوريا” عمر إدلبي إن هيئة المفاوضات العليا للمعارضة السورية تتعرض لضغوط دولية مكثفة، معربا عن اعتقاده بأن المفاوضات المرتقبة لن تنتج شيئا، خاصة إذا لم تتم الاستجابة للمطالب المتعلقة بالجوانب الإنسانية وإطلاق المعتقلين لدى النظام وتوفر ضمانات دولية حول هيئة الحكم الانتقالي وصلاحياتها.
واعتبر أن القبول بوجود الأسد خلال المرحلة الانتقالية سيفجرها، مؤكدا أن المظاهرات قدمت دعما مهما للمعارضة لتحقيق أهداف الثورة، وأن المعارضة لن تذهب إلى المفاوضات المرتقبة من موقع ضعف.
تركيا تعتقل مهربين وتمنع 120 لاجئاً من الإبحار لليونان
اسطنبول – رويترز
تمكنت السلطات التركية من اعتقال اثنين من المهربين قاما بنقل ما لا يقل عن 120 لاجئا سوريا إلى ساحل بحر إيجة في اليونان.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة “رويترز”، فإن قوات الشرطة احتجزت هذه المجموعة من اللاجئين، ومعظمهم من النساء والأطفال، ونقلتهم إلى أحد الشواطئ الواقعة قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية، حيث تم نقلهم فيما بعد بحافلة إلى مدينة إزمير التركية الساحلية.
وتمكن أحد المهربين من الفرار بينما قام الضباط بسحب نحو ست حافلات صغيرة قادها المهربون إلى الساحل.
وفي تطور منفصل، ذكرت وسائل إعلام أن تركيا أغلقت آخر معبر كان مفتوحا على الحدود مع سوريا أمام كل أنواع العبور ما عدا قوافل المساعدات الإنسانية والسوريين الراغبين في المغادرة.
ولم يذكر التقرير الذي أذيع على محطة “سي. إن. إن تورك” سببا لقرار إغلاق معبر جيلفيجوزو في إقليم خطاي بجنوب تركيا المواجه لمعبر باب الهوا على الجانب السوري.
المعارضة السورية: دي ميستورا يسعى للضغط علينا
دبي – قناة الحدث
رفضت المعارضة السورية بشكل قاطع ما وصفته بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة القادمة من محادثات جينف، وشددت كذلك على رفض الحديث عن حكومة سورية جديدة بدلاً من الهيئة الانتقالية.
وكشف وزير الثقافة السوري السابق والمتحدث باسم الهيئة العليا السورية للمفاوضات رياض نعسان أغا، في مقابلة مع قناة “الحدث” السبت، أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا يسعى للضغط على المعارضة من خلال دعوته أطرافا جديدة إلى المفاوضات في جنيف.
وأوضح أن تلك الخطوة تحمل رسالة ضمنية مفادها أن هناك أطرافا أخرى مستعدة للتفاوض في جنيف.
كما استغرب رياض نعسان أغا موقف دي ميستورا بشأن الانتخابات الذي قال إنها ستتم مناقشتها في جنيف، حيث أوضح أغا أن مثل هذا الطرح من قبل دي ميستورا سوف يعطِّل المفاوضات وربما سيؤثر على المعارضة بعدم الذهاب إلى جنيف. وشدد على أن الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست الانتخابات.
أنس العبدة: لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية
دبي – العربية.نت
عقب انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلفا لخالد الخوجة رسم أنس العبدة، مرتكزات الفترة المقبلة من العمل داخل الائتلاف المعارض.
وعدّ العبدة في أول حوار يجرى معه في مقره في إسطنبول، أن ما حصل هو “توافق عملي” ، مؤكدا أنه لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، كما شدد على استمرار سوريا كدولة موحدة ورفض كل مشاريع التقسيم والفيدراليات.
وقال لـ”الشرق الأوسط” إن تحديات كثيرة تنتظر الائتلاف والمعارضة في المرحلة المقبلة، مشددا على ضرورة العمل الجماعي للاستفادة من التحديات وتحويلها إلى فرص. ورأى أنه على الائتلاف أن يعمل بصفته فريقا متجانسا، مشددا على “ثوابت” عمل المعارضة المرتكزة على “إعادة إحياء مفهوم الوطنية السورية، وإبقاء سوريا دولة موحدة”.
وعن عنوان الفترة المقبلة من رئاسته للائتلاف أجاب العبدة أن هناك عنوانين أساسيين، الأول هو إحياء مفهوم الوطنية السورية كحاضن أكبر للثورة السورية، والثاني هو التمثيل الفعال للثورة السورية والعمل السياسي الفاعل لخدمة هذه الثورة. مضيفا أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الثورة داخليا وخارجيا، وهذه التحديات يمكن أن نتعامل معها كفرص ونترجمها إلى نجاحات إن أحسنا التعامل معها واستثمارها بالشكل المناسب، وهذا له آليات واضحة وهي العمل كفريق داخل الائتلاف ومع الهيئة السياسية وهذا سر النجاح الأساسي.
وبخصوص تحديات الائتلاف، أكد المتحدث أن “هناك تحديات داخل سوريا وتحديات إقليمية ودولية، وكلها تضعنا في موقف صعب وتفرض علينا أجواء غير اعتيادية، ويجب أن نتعامل معها بحنكة بالغة وبحصافة سياسية”.
رفض كل مشاريع التقسيم
وبشأن دور الائتلاف في المرحلة المقبلة، خصوصا مع وجود جسم جديد للمعارضة السورية هو الهيئة العليا للمفاوضات، رد رئيس الائتلاف أن لديه قناعة بأن الائتلاف هو أحد الأعمدة الأساسية للهيئة العليا للتفاوض، ولهذا ستلاقي هذه الهيئة دعما كبيرا من الائتلاف في عملها وتحركاتها، سواء على مستوى الهيئة أو على مستوى الوفد المفاوض، مردفا أنه سيضع كل الإمكانيات من أجل نجاحها في الوصول إلى حل سياسي عادل للقضية السورية يحقن الدماء ويجعلنا ننطلق نحو مرحلة جديدة من تاريخ سوريا بناء على ثوابت “جنيف1” وثوابت الثورة السورية، بما يعني أن لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، كما في حرصنا الشديد على استمرار سوريا كدولة موحدة ورفض كل مشاريع التقسيم والفيدراليات، وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وإعادة بناء سوريا بدعم من الأشقاء والأصدقاء.
وعن توقعاته للمرحلة المقبلة بعد سريان الهدنة، أوضح أنس العبدة أن الثورة السورية تتعرض لهجوم غير مسبوق من قبل دولة عظمى هي روسيا، كما من قبل جيش النظام والميليشيات المحلية والأجنبية، وأيضا تتعرض لإرهاب من قبل تنظيم داعش ما يجعل من حجم التعقيدات كبيرا جدا.
وتابع أن أجمل ما أبرزته الهدنة الهشة في سوريا هو عودة الشعب السوري إلى التظاهر رافعا شعار “واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد”. مشيرا إلى أن هذا يظهر عدم نسيان الشعب السوري لما نزل من أجله قبل خمس سنوات ولا يزال يحتفظ بشعار “سوريا ستبقى دولة واحدة وشعب واحد”. وأضاف قائلا إن الشعب السوري عاد ليتظاهر بمجرد أن أعطي الفرصة مثبتا أنه لم ينس المطالب الأساسية التي قام من أجلها وتتعلق بالحرية والكرامة ولم ينسها على الرغم من عملية التشويه الممنهج التي تعرض لها الحراك الشعبي السوري، وعلى الرغم من تهجير نحو نصف الشعب، مما يظهر أن الشعب قادر على التعبير عن مطالبه الحقيقية وتوجهاته الحقيقية بمجرد أن تتاح له الفرصة، رافعا شعارات لها علاقة بثوابت تحركه الأساسية.
محاسبة خارقي الهدنة قبل المفاوضات
وفيما يتعلق بموقفه من مؤتمر جنيف الجديد اعتبر أن موقف الائتلاف هو نفسه موقف الهيئة العليا للتفاوض. وأن هناك محددات واضحة هي فك الحصارات وإطلاق المعتقلين ووقف استهداف المدنيين.
وعن كيفية التعامل مع الاختراقات التي تحصل للهدنة قال العبدة إن هناك اختراقات كثيرة للهدنة من قبل النظام وحلفائه تم تحديدها، وأصبح من الواجب على اللجنة المختصة أن تحدد المسؤول عن خرق الهدنة والثمن الذي سيدفعه المتسبب بذلك. ومن بعدها يمكن الحديث عن مفاوضات على أساس منطقي.
وانتخب “الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية” بالتزكية أمس، أنس العبدة رئيسا جديدا له، خلفا لخالد خوجة المنتهية ولايته، خلال اجتماع الائتلاف في مقره في إسطنبول، بأغلبية 63 صوتًا، وبغياب أي منافس له.
وأعلن “الائتلاف” في بيان أصدره، أن أعضاء هيئته العامة توافقوا أمس خلال اجتماعهم المستمر منذ 26 فبراير الماضي، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة، وضمت كلاً من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نوابًا له، وعبد الإله فهد أمينًا عامًا. وواصل الائتلاف اجتماعه حتى مساء السبت لاختيار 19 عضوا في الهيئة السياسية.
المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسد
بالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسدبالصور: المظاهرات تعود بسوريا قبل الذكرى السادسة للثورة والمطالب لم تتغير.. رحيل الأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أظهرت لقطات مصورة وتسجيلات فيديو تسربت من سوريا خلال اليومين الماضيين عودة المظاهرات بقوة إلى العديد من المناطق بعد أن غابت لفترات طويلة تحت وطأة العنف المسلح. فمع اقتراب ذكرى مرور ستة أعوام على بداية التحرك الشعبي المطالب بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد خرجت مظاهرات استفادت من أجواء الهدوء النسبي بأكثر من منطقة، معيدة للحراك طابعة المدني الأصلي.
وبحسب شبكة “شام” السورية المعارضة، فقد عادت المظاهرات إلى شوارع العديد من القرى والبلدات السورية من أجل “إعادة روح الثورة الأولى بالتظاهر ضد الظلم والاستبداد” وأكدت الشبكة أن المتظاهرين تحركوا ضد”كل قوى العدوان التي تتربص بالثورة السورية وتسعى لتدميرها والقضاء عليها.
المظاهرات التي خرجت لأول مرة منذ أشهر طويلة، بعد أن كانت الأيام الأولى للحراك السوري تشهد مظاهرات يومية تصل ذروتها أيام الجمعة وغالبا ما تقمعها أجهزة الأمن والجيش بالسلاح، شملت بلدات ومدن إدلب وسراقب ومعرة النعمان وجرجناز وكفرنبل ودركوش وجسر الشغور وأريحا وجبل الزاوية.
وأظهرت الصور اعتصام المحتجين في الساحات رافعين لافتات تطالب بالحرية وإسقاط النظام وتطالب الفصائل العسكرية بجمع الصف والتوحد للذود عن المظلومين وإسقاط نظام الأسد. كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق بدوما وحي جوبر ودير العصافير، علاوة على تحركات في بلدات الريف الحمصي مثل تلبيسة والرستن وحي الوعر.
روسيا: يمكننا المساعدة على تأمين سلامة قادة المعارضة في سوريا
تقول وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من مئتي عملية قصف نُفذت في الساعات الأربع والعشرين الماضية. بها، قُتل ٣٢٠ جندي من داعش أو من المعارضة التي تحارب الحكومة السورية ورئيسها بشار الأسد.
موسكو، روسيا (CNN)— أكدت وزارة الدفاع الروسية على أنها مستعدة على تقديم المساعدة فيما يتعلق بتأمين سلامة قادة المعارضة في سوريا، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الحكومية على لسان مدير مركز تنسيق الهدنة بقاعدة حميميم في اللاذقية بسوريا، سيرغي كورولينكو.
وثال كورولينكو: “نحن من جهتنا، يمكننا أن نساعد في تأمين سلامة قادة المعارضة السورية، ورؤساء الإدارات المحلية (الحكومة) الذين وقعوا على اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء المصالحة في سوريا.”
ويذكر أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي يدخل فيه اتفاق “وقف الأعمال العدائية” بين الحكومة والمعارضة السورية يومه الثامن وسط تبادل للاتهامات حول على من تقع مسؤولية خروق وقعت في بعض المناطق.
أنس العبدة بعد اختياره رئيساً للائتلاف السوري المعارض: أتعهد بالإخلاص لشهداء الثورة وبالقتال حتى تحقيق أهدافها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– تعهد القيادي السوري المعارض أنس العبدة، السبت، بـ”الإخلاص لشهداء الثورة” حتى تحقيق أهدافها، وذلك بعد اختياره رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وقال العبدة عبر حسابه على موقع “تويتر”: “أثمن عالياً دعم أعضاء الائتلاف ومنحي ثقتهم، وأعد أن أكون مخلصاً لشهداء الثورة السورية وجندياً مقاتلا لاستمرارها حتى تصل إلى أهدافها المنشودة”.
وتوافق أعضاء الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض، السبت، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة وكل من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نواباً له، وعبد الإله فهد أميناً عاماً.
وتسلم العبدة رئاسة الائتلاف خلفاً لخالد خوجة الذي قال عبر حسابه على “تويتر”: “أشكر كل من أحسن الظن بي في إيفاء مهمتي كرئيس للائتلاف ولا يخلو المرء من تقصير. العمل الدؤوب لنصرة سوريا أمانة في عنق كل فرد ينتمي لهذه الأمة”.
الأمم المتحدة تسعى للاستفادة من الهدنة الهشة بسوريا لاستئناف مباحثات السلام
من ليزا بارينجتون
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن 135 شخصا قتلوا في الأسبوع الأول من هدنة جزئية في المناطق التي يغطيها اتفاق وقف القتال في سوريا مما يسلط الضوء على مدى هشاشة الاتفاق قبل بضعة أيام من سعي الأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا إن المحادثات التي كان مقررا أن تستأنف يوم الاثنين في جنيف ستبدأ في وقت لاحق من الأسبوع الحالي على أن يبدأ وصول الوفود يوم الأربعاء.
وقالت الأمم المتحدة إن التأخير وراءه “أسباب لوجيستية وتقنية ولإتاحة الفرصة لتثبيت الهدنة.”
وقال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة الحياة “بحسب رأيي سنبدأ في العاشر من الشهر (يوم الخميس).”
ونقلت قناة تلفزيون الميادين اللبنانية الموالية للحكومة السورية عن مصادرها أن المحادثات تأجلت ليوم 13 مارس آذار. ولم يتسن لرويترز التحقق من ذلك من مصادر مستقلة.
وبدأ سريان الهدنة الجزئية التي اتفقت عليها واشنطن وموسكو يوم السبت الماضي وساهمت بشكل كبير في إبطاء وتيرة الحرب رغم أنها لا تشمل تنظيم الدولة الإسلامية ولا جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة.
وتشعر المعارضة بعدم رضا عن الطريقة التي يطبق بها الاتفاق ولم تعلن حتى الآن إن كانت ستحضر الجولة الجديدة من المفاوضات. ولا يزال القتال مستمرا في بعض المناطق بسوريا وتقول المعارضة المسلحة إن القوات الحكومية لم تكف عن مهاجمتها على جبهات ذات أهمية استراتيجية.
وتواصل القتال أيضا بين فصائل من المعارضة وقوات يدعمها الأكراد في شمال حلب وأيضا بين فصائل من المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وأفاد المرصد السوري بأن الدولة الإسلامية استعادت يوم السبت السيطرة على معبر حدودي بين سوريا والعراق بعدما سيطر عليه معارضون يوم الجمعة.
وقال المرصد إن 135 شخصا قتلوا في مناطق يغطيها اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ سريانه يوم السبت الماضي. وأضاف أن 552 شخصا قتلوا في المناطق التي لا يشملها الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري دعيا خلال اتصال يوم الجمعة لسرعة استئناف المفاوضات.
وأضافت الخارجية الروسية “دعا الجانبان لبدء المفاوضات في أسرع وقت ممكن.. بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة ليتسنى للسوريين أنفسهم من خلالها تحديد مستقبل بلدهم.”
* رحيل الأسد
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي تدعم بلاده المعارضة في تعليق يوم السبت إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل عن السلطة في بداية الفترة الانتقالية وليس في نهايتها.
وقال الجبير خلال زيارة إلى فرنسا إن الأمر بالنسبة للسعودية واضح للغاية وهو ضرورة رحيل الأسد في بداية العملية السياسية وليس في نهايتها مشيرا إلى أن الأمر لن يستغرق 18 شهرا.
لكن الأسد يحظى بمساندة إيران وروسيا وتعزز موقفه العسكري في الأشهر الماضية خاصة منذ دخلت روسيا الحرب بشن غارات في نهاية سبتمبر أيلول الماضي. وطالبت الولايات المتحدة ودول غربية في السابق برحيل الأسد عن السلطة فورا لكنها بعد ذلك تراجعت عن ذلك المطلب.
وسعى دي ميستورا لعقد مباحثات السلام في يناير كانون الثاني لكن المحادثات فشلت حتى قبل أن تبدأ. وقال المبعوث الخاص لصحيفة الحياة إن الجولة الجديدة ستكون بشكل غير مباشر ولن تتم وجها لوجه.
وأدى تراجع العنف إلى تسهيل توصيل شحنات المعونات إلى بعض المناطق في البلاد لكن دي ميستورا قال إنه يتعين على الحكومة السورية توصيل إمدادات المعونة بسرعة أكبر.
وتابع “الشاحنات تنتظر 36 ساعة ويجب السماح بمعدات طبية.”
ويوم الأربعاء الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إن مسؤولين سوريين رفضوا دخول إمدادات طبية بينها تجهيزات لعلاج الرضوض والحروق ومضادات حيوية ضمن قافلة في طريقها إلى منطقة المعضمية المحاصرة قبل ذلك بيومين.
وقال رياض حجاب منسق الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل عدة فصائل معارضة يوم الجمعة إن الظروف “غير مواتية” لاستئناف المباحثات وإن الإمدادات الطبية والغذائية لا تمر رغم الهدنة.
وقال الائتلاف الوطني السوري الذي يشكل جزءا من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية يوم السبت إنه انتخب رئيسا جديدا هو أنس العبدة الذي سيخلف الرئيس السابق خالد خوجة.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)
سوريا: اجماع دولي على وقف النار وحجاب يرفض التفاوض قبل تحقيق مطالب المعارضة
كل الاتصالات الدبلوماسية حول الأزمة السورية و المحادثات التي أجراها قادة أوروبيون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالأمس أجمعت على ضرورة استمرار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سورية منذ ما يربو عن الأسبوع ، بيد أن الاختلاف لازال قائما حول الخطوة المقبلة التي تلي الهدنة .
باريس لندن برلين و روما أعلنت موقفها الموحد على موسكو «استغلالُ الهدنة لإعطاء محادثات جنيف المرتقبة بعض الزخم للأنتقال من مرحلة هدنة إلى سلام دائم يشهد انتقالاً سياسياً بمعزل عن الرئيس السوري بشار الأسد » .
موسكو ردت بصريح العبارة عن تمسكها بإجراء انتخابات تشريعية في سوريا الشهر المقبل كما أعلنت دمشق، معتبرة أن ذالك لن يعرقل عملية َ التسوية السياسية . بيد أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وخلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في باريس بالأمس، صرح أن فكرة الانتخابات ليست مستفزة فحسب لكنها غير واقعية مطلقا و من شانها أن تعرقل َ أي َ مفاوضات في الوقت الراهن . وهو الموقف نفسه الذي أكدت عليه المعارضة السورية في باريس و جددت رفضها أي دور للرئيس السوري بشار الاسد في المرحلة الانتقالية.
وقال رياض حجاب رئيسُ الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الفرنسية :إن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا”اقترح استئناف المفاوضات في التاسع من آذار/مارس،ونحن نعتقد أن الظروف حاليا غير مؤاتية”،نظرا إلى عدم تحقيق مطالب المعارضة”.
أضاف حجاب “لم تصل المساعدات الإنسانية ولم يطلق سراح معتقلين،والقرار 2254 لم يطبق, كما لم يتم الالتزام بالهدنة المؤقتة، والعمليات القتالية مستمرة”, معتبرا أنه “من المبكر الحديث عن مفاوضات” في الموعد المحدد.
وردا على سؤال حول الدور الأميركي في سوريا, اعتبر حجاب أن “الأميركيين يتنازلون للروس في الكثير من المسائل, وهذا على حساب الثورة السورية”, مطالبا باستجابة من المجتمع الدولي “لفرض رقابة دقيقة وصحيحة” على تنفيذ الهدنة لأنه “من غير المقبول أن تراقب روسيا وقف إطلاق النار”.
وأشار الى أنه “خلال سبعة أيام من عمر الهدنة المؤقتة تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية وروسية بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية وبراميل بغازات سامة أبرزها الكلور”.
في غضون ذالك و في آخر التطورات الدبلوماسية أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمريكي جون كيري تناولا خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر الليلة المنصرمة ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعا و أكدا مجددا على ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف الأعمال القتالية في سوريا