أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 08 أيلول 2013

غطاء أوروبي وعربي يسبق تفويض الكونغرس

باريس – رندة تقي الدين

لندن، إسطنبول، واشنطن، فيلنيوس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب – تواصل إدارة الرئيس باراك أوباما البحث عن غطاء سياسي خارجي وتفويض من الكونغرس لعملية عسكرية ضد قوات الرئيس بشار الأسد. وحض اوباما أعضاء الكونغرس على «عدم التغاضي» عن استخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق، محذراً من أن «عدم الرد» على النظام السوري سيوجه «رسالة كارثية». ومع تأكيد وزراء خارجية الدول الأوروبية ضرورة حصول «رد واضح وقوي» وتحميل النظام السوري مسؤولية «الهجوم الكيماوي»، دعا مجلس التعاون الخليجي إلى «تدخل فوري» بهدف «إنقاذ الشعب السوري من بطش النظام». ويلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس اليوم، ضمن سلسلة من المحادثات يجريها كيري مع عدد من الوزراء العرب.

وفي ظل ترقب النظام السوري «الضربة»، أعلنت قيادة حزب «البعث» أنها في حالة «انعقاد دائم» في ضوء احتمال حصول عملية عسكرية، وقالت مصادر في المعارضة في إسطنبول، إن مسؤولاً أمنياً رفيع المستوى كان يعمل في الاستخبارات في دمشق هرب إلى تركيا قبل أيام. وقالت إن المسؤول الأمني برتبة لواء، ما يعني أنه صاحب أعلى رتبة لمسؤول أمني ينشق عن النظام.

في غضون ذلك، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي عبداللطيف الزياني، قلق دول المجلس من تفاقم الأزمة السورية التي باتت تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين بسبب تعنت النظام السوري، وإدانتها الشديدة لما يرتكبه من أعمال إجرامية وممارسات غير إنسانية ضد أبناء شعبه.

وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذه من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة.

ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» عن الزياني قوله إن النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية لما يجري في سورية، لرفضه كل المبادرات العربية وغير العربية لتسوية هذه الأزمة واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير، بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً التي راح ضحيتها مئات من المدنيين الأبرياء.

وشدد الزياني على أن دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات غير الإنسانية.

وكان الرئيس اوباما قال في كلمته الإذاعية الأسبوعية امس: «لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سورية، لذلك أدعو أعضاء الكونغرس والحزبين (الديموقراطي والجمهوري) إلى الاتحاد والتحرك من أجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لأولادنا والأجيال المستقبلية»، محذراً من أن «عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية أسلحة كيماوية تستخدم مجدداً أو أن تسقط في أيدي إرهابيين قد يستخدمونها ضدنا، وهذا سيوجه رسالة كارثية إلى الدول الاخرى بأنه لن تكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الأسلحة».

وبالتوازي مع حشده الدعم داخلياً، سعى أوباما إلى الحصول على دعم خارجي، إذ شارك كيري في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في فيلنيوس (ليتوانيا)، حيث دعوا في ختام اجتماعهم إلى «رد واضح وقوي» على «الهجوم الكيماوي». وقال الوزراء في بيانهم الختامي: «في مواجهة الاستخدام الوقح للأسلحة الكيماوية، لا يمكن أن يبقى المجتمع الدولي صامتاً. لا بد من رد واضح وقوي لتأكيد أن جرائم مماثلة مرفوضة ولا يمكن أن تفلت من العقاب. علينا أن نتفادى خلق سابقة رهيبة عبر الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيماوية».

من جهته، رحب كيري بالبيان «الصارم» للاتحاد الأوروبي، على رغم أن البيان لم يعلن تأييده الخيار العسكري الذي تدافع عنه واشنطن. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الموقف الأوروبي ينطوي على «أهمية كبيرة». وقررت ألمانيا أمس الانضمام إلى النداء الذي وقعته 11 دولة بينها الولايات المتحدة خلال قمة «مجموعة العشرين» في سانت بطرسبورغ، الذي يدعو إلى رد دولي «قوي» على النظام.

وخلال تلاوتها البيان الختامي، أوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الوزراء توافقوا على وجود «قرائن قوية» تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم الكيماوي. وأمل الوزراء الأوروبيون في أن ينشر هذا التقرير الأولي لمفتشي الأمم المتحدة «في أسرع وقت»، منوهين بـ «التزام» الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انتظار هذا التقرير قبل القيام بأي تحرك. فيما اعتبر ديبلوماسي أوروبي أن «هذا الأمر أتاح حلحلة في المشاورات» في فيلنيوس.

في المقابل، قال كيري لشركائه الأوروبيين إن واشنطن لا تقطع التعهد نفسه. وأعلن مسؤول أميركي أن «كيري قال بوضوح إن الولايات المتحدة لم تقرر انتظار» تقرير مفتشي الأمم المتحدة من أجل التحرك المحتمل. وقال جان اسلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ التي تتولى حالياً مقعداً في مجلس الأمن الدولي، إن تحضير تقرير الأمم المتحدة «يمكن ان يستغرق أسبوغاً ونصف الاسبوع». لكنه أضاف أنه من الممكن أن «تنقل عناصر مهمة من هذا التقرير إلى أعضاء مجلس الأمن» قبل نشره رسمياً.

إلى ذلك، شدد الأوروبيون في بيانهم على «المسؤولية الفردية لمنفذي» الهجمات الكيماوية، وعلى «دور المحكمة الجنائية الدولية بهدف التحقيق في هذه الأفعال والمحاكمة» عليها. وكرر الوزراء: «وحده حل سياسي يمكن أن يضع حداً لحمام الدماء الفظيع هذا ولهذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وتدمير سورية».

ووصل كيري مساء أمس إلى باريس، حيث التقى نظيره الفرنسي لوران فابيوس على أن يلتقي اليوم وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية. وبعد لقائه الأمير سعود، يجتمع كيري اليوم مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية تسع دول عربية. وتوقعت مصادر أن يشرح الوزير الأميركي موقف بلاده من الرد العسكري على الهجوم الكيماوي السوري وبحثه عن أوسع تحالف لهذه الضربة المحتملة. ويصل كيري إلى لندن اليوم.

واعرب كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس عن ترحيبه ببيان الاتحاد الاوروبي «القوي» رداً على الهجوم الكيماوي. وقال «رحبت بالبيان الذي اصدره الاتحاد الاوروبي. لقد كان بياناً قوياً يدل على ان الغضب العالمي «يزداد ولا ينقص» حيال الهجوم الكيماوي، في حين رحب فابيوس بوجود «دعم واسع ومتعاظم» لرد «قوي» على استخدام «الكيماوي».

وقال: «هناك دعم واسع ومتعاظم. باتت هناك سبع من اصل ثماني دول في مجموعة الثماني تشاطرنا التحليل حول رد قوي، و12 دولة من مجموعة العشرين تشاطرنا ايضا هذا التحليل»، مشيرا ايضا الى دعم الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي.

وقال كيري «إن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ بعد قراراً في شأن انتظار تقرير محققي الأمم المتحدة بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية وانه يبقى على جميع خياراته مفتوحة».

وأعلن الرئيس فرنسوا هولاند في نيس انه سيتوجه الى الفرنسيين في شأن الملف السوري بعد تصويت الكونغرس الاميركي وصدور تقرير مفتشي الامم المتحدة.

وسئل هولاند اثر لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على هامش افتتاح العاب الفرنكوفونية السابعة ما اذا كان سيخاطب الفرنسيين «نهاية الاسبوع المقبل»، فاجاب «حين يصوت الكونغرس (الاميركي)، واعتقد ان الامر سيتم الخميس او الجمعة، وحين يصدر تقرير المفتشين وعلى الارجح نهاية الاسبوع، عندها علينا ان نتخذ قراراً في هذا الشأن.

البابا يكرر معارضته للحرب في سورية ويندد بـ”الحروب التجارية لبيع الأسلحة

الفاتيكان ـ أ ف ب

كرر البابا فرنسيس معارضته للحرب في سورية، مندداً بـ”الحروب التجارية لبيع أسلحة” وبـ”انتشار” هذه الأخيرة، داعياً المسؤولين السياسيين إلى “إيجاد حل عادل للنزاع الأخوي”.

وأمام حشد كبير اكتظت به ساحة القديس بطرس، طلب البابا من المسيحيين “رفض” و”مكافحة الشر”. وقال ان “ذلك يتضمن في ما يتضمن ان نقول لا للحقد الاخوي وللاكاذيب التي نستخدمها وللعنف تحت كل اشكاله ولانتشار السلاح والاتجار غير القانوني به”.

وأوضح البابا فرنسيس على إثر الصلاة العامة السبت من أجل حل سلمي للنزاع في سورية أن “الالتزام يستمر في الصلاة والافعال السلمية” في الوقت نفسه.

البنتاغون يخطط لهجمات تستمر ثلاثة أيام ضد سوريا

وكالات

يبدو أنّ البيت الأبيض يستعد لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا لكن لفترة زمنية أطول من المتوقع أن تستمر ثلاثة أيام. وتهدف الإدارة الأميركية من ذلك إلحاق الضرر بقوات الرئيس السوري بشار الأسد.

واشنطن: أفادت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأحد أن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية اطول مما كان مقررًا أساسًا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر لثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حالياً لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات اضافية على أهداف قد تكون اخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الاولى.

وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الابيض طلب لائحة موسعة للاهداف لكي تشمل “عدة أهداف اضافية” مقارنة مع اللائحة الاساسية التي كانت تضم حوالي 50 هدفًا. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف اضافي لالحاق ضرر بقوات الرئيس السوري بشار الاسد المشتتة.

ويدرس مخططو البنتاغون حالياً استخدام قاذفات سلاح الجو، وكذلك خمس مدمرات صواريخ اميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لاطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو ارض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية، بحسب تقرير الصحيفة.

ويمكن لحاملة الطائرات “يو اس اس نيميتز” وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الاحمر اطلاق صواريخ كروز ايضًا على سوريا. وقال ضابط مطلع على التخطيط لصحيفة لوس انجلوس تايمز: “ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع اشارة واضحة لموعد الانتهاء”.

ويأتي تكثف المخططات العسكرية فيما يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما للتوجه بخطاب الى الامة لكي يشرح موقفه والضغط بشكل اضافي على اعضاء الكونغرس لاعطاء موافقتهم على التحرك ضد النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه الشهر الماضي.

وسيعطي اوباما الاثنين عدة مقابلات مع ابرز شبكات تلفزة وطنية وكذلك مع “سي ان ان” و”بي بي اس” وفوكس نيوز. وستبث المقابلات مساء الاثنين قبل خطاب اوباما الى الشعب الاميركي الثلاثاء وقبل التصويت المرتقب في مجلس الشيوخ. وقالت الصحيفة إن الرئيس يفضل هجوماً محدوداً مع عدد مخفض للطائرات الحربية التي تلقي قنابل فوق سوريا.

ووسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الاميركية الى كبح قدرات الاسد العسكرية، قال ضابط للصحيفة إن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة “عرض قوة” لعدة ايام ولن تؤدي الى تغيير كبير في الوضع على الارض. وقال ضابط اميركي آخر للصحيفة إن الضربة الاميركية المزمعة “لن تؤثر استراتيجيًا على الوضع الحالي للحرب رغم أن القتال قد يستمر لسنتين اضافيتين”.

استنفار المعارضة

إلى ذلك، استنفرت قيادة اركان الجيش السوري الحر طاقاتها لاعداد خطط من اجل “استغلال الى اقصى حد” لأي ضربة عسكرية غربية محتملة على النظام، بحسب ما صرح المستشار السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي مقداد لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الاحد.

وقال مقداد: “نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد”.

واضاف أن الرئيس السوري “بشار الاسد هو من أتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الانسانية التي يقوم بها منذ اكثر من سنتين ضد الشعب السوري، والتي كان آخر فصولها مجزرة الكيميائي في الغوطة” (ريف دمشق). واشار الى أن “الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم اسلحة وتحرير مناطق”.

وقال مقداد “نعتقد أن الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام”، معربًا عن امله في أن تكون “البوابة التي تقود الى اسقاطه”. وعن الاهداف المحتملة للضربة العسكرية، قال مقداد إن “تحالف القوى الغربية الذي سينفذ الضربة لا يحتاج الى معلومات من الجيش الحر لتحديد بنك اهدافه، لأن النظام مكشوف تمامًا لكل الدول”.

واضاف “مثلا هم لا يحتاجون الينا لنقول لهم إن اكبر مخزون صواريخ سكود موجود في مقر اللواء 155 في ريف دمشق… يعرفون قواعد الصواريخ ومن اين يقصف الكيميائي، وهم قادرون على رصد انطلاق أي صاروخ ومكان انطلاقه ووجهته. لذلك لا تنسيق بالمعنى العسكري بين الجيش الحر والبنتاغون أو الادارة الاميركية لتحديد بنك اهداف، أو للمشاركة في تركيبات العمل العسكري”.

الا أنه اشار الى “اتفاق بين هيئة الاركان وبعض الجهات الدولية على ان يتم ابلاغنا قبل وقت قصير من بدء الضربة العسكرية باهدافها، لنوزع هذه المعلومات على مسؤولي المجالس العسكرية في المناطق فتساعدهم على استغلال هذه الضربات الى اقصى حد”.

وتابع: “نحن، من موقعنا في المعركة ضد النظام، لدينا مشكلتان اساسيتان: مسألة السلاح الكيميائي ومسألة الصواريخ البالستية والطيران”، متخوفًا من ان يلجأ النظام “في مرحلة مقبلة الى استخدام صواريخ بالستية محملة برؤوس غير تقليدية تطلق بواسطة الطائرات، ما يعني قتل مئات آلاف السوريين”.

واوضح “بحسب المعطيات المتوافرة عن الضربة، فإنها تهدف على الارجح الى تدمير قدرة بشار الاسد الكيميائية وتقليص قدرته على استخدام الصواريخ البالستية والطيران الحربي”.

فرقة  “حرة” خاصة

من جانبه، كشف المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية العقيد قاسم سعد الدين أن الجيش الحر شكل فرقة “كوماندوز” خاصة لاعتقال ضباط وقياديين في النظام السوري ومنعهم من الهرب أثناء توجيه الضربة الغربية المرتقبة ضد مواقع النظام العسكرية.

وقال سعد الدين لـ “الشرق الأوسط” إن “الفرقة الخاصة التي شكلت، عبارة عن 40 مجموعة يصل تعداد كل واحدة إلى 10 مقاتلين”، مؤكدًا أن «هذه المجموعات تنتشر حاليًا في معظم المدن والمناطق السورية، لا سيما تلك الواقعة تحت سيطرة النظام بانتظار تنفيذ المهام الموكلة إليها”.

ولفت إلى أن “معظم المقاتلين في هذه الفرقة تم انتقاؤهم من الذين انشقوا عن الوحدات الخاصة، وكذلك الاستخبارات العسكرية بسبب تدريباتهم العالية وقدرتهم على تنفيذ عمليات نوعية داخل المدن”.

لتفادي آثار السارين وأخواته: قناع قماشي بالماء والصابون وغرفة عازلة

لوانا خوري – ايلاف

يتحدث خبراء في الأسلحة الكيميائية عن طرق تجنب تداعيات وآثار أي هجوم أو تسرب كيميائي في سوريا، مع التحذير الروسي من خطر إصابة مخزونات كيميائية سورية بالضربة الأميركية المتوقعة.

بيروت: في خضم الحديث عن توجيه ضربة أميركية عسكرية للنظام السوري، عقابًا له على فعلته الكيميائية بريف دمشق، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1400 مواطن سوري في ساعات قليلة يوم 21 آب (أغسطس) الماضي، لا بد من الخوض قليلًا في أنواع الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها سوريا، وغيرها من الدول التي لم توقع المعاهدة الدولية لحظر إنتاج واستعمال هذه الأسلحة.

 أنواع الكيميائي

 تنقسم الأسلحة الكيميائية في ثلاث مجموعات، قاتلة وحارقة ومعيقة، القاسم المشترك فيها أنها تأتي على شكل غازات أو سوائل كيميائية. تنقسم المجموعة القاتلة إلى عدة أنواع، منها غاز الاعصاب الذي يتهم النظام السوري باستخدامه، وهو غاز سام سريع التأثير، يؤدي الى فقدان التحكم، والاصابة بالارتعاش، وبتكون غشاوة على البصر، لا طعم له ولا لون ولا رائحة، ومنها الغاز الخانق الذي يسبب صعوبة مرور الهواء في القصبة الهوائية، والغاز مسمم الدم الذي يسبب تخثر الدم، ويمنع وصول الأكسجين إليه.

 أما المجموعة الحارقة فأهم أنواعها غاز الخردل، الذي يأتي بشكل سائل، يتحول إلى غاز أو بخار، يميل لونه إلى البني أو الاصفر، وله رائحة خفيفة تشبه رائحة السمك أو الثوم بحسب تركيزه، وهو يحدث الدمامل والالتهابات في الجلد، ويدمي الرئتين متسببًا بالوفاة. واهم عناصر المجموعة المعيقة غاز بي – زد، الذي يسبب الهلوسة، وغاز أدميست الذي يسبب الغثيان.

عشرات الأميال

 وفي إطار التحذير الروسي من خطورة الضربة العسكرية الأميركية للنظام السوري، حذرت روسيا من خطر كبير قد تتعرض له دمشق ومناطق أخرى في سوريا إن أصاب القصف مخزونات المواد الكيميائية، التي يستخدمها النظام السوري في تصنيعه سلاحه الاستراتيجي. وهذا ما يؤكده محللون دوليون، من دون أن يجزموا بأن الخطر قد يطال مساحات شاسعة، لأنه من غير المعروف إن كانت المواد الكيميائية المحفوظة في هذه الأماكن مجهزة لتكون فعلًا سلاحًا جاهزًا للاطلاق، كما لا يعرفون نسبة تكثيف العناصر السامة.

 لكنّ المحللين يحذرون من قيام النظام السوري بتجهيز قنابل كيميائية وزرعها في هذه المناطق، من أجل أن تضر بمساحات واسعة، يقدر قطرها بعشرات الأميال، من أجل إظهار الولايات المتحدة بصورة مَن أباد مجموعات كبيرة من الشعب السوري، جراء قصفها منشآت تعرف أنها تحتوي على مكونات كيميائية قاتلة.

ماء وصابون

 وبما أن ذلك محتمل الحصول، يؤكد المختصون بالوقاية من أضرار الغازات الكيميائية السامة إن القناع الواقي هو أسلم طريق لمنع حصول التسمم الرئوي والدموي من غاز السارين، وإن تعذر ذلك فورًا، ينبغي استخدام قطعة قماش مبللة بالماء والصابون، شرط استخدامها خلال 5 إلى 10 ثوانٍ بعد التأكد من وجود هجوم كيميائي، فغالبية الغازات السامة المستخدمة كأسلحة استراتيجية للدمار الشامل تذوب في القلويات، وإذابة الصابون في الماء تنتج محلولًا قلويًا، والتنفس من خلال قطعة من القماش مبللة بماء الصابون يفيد جدًا في الوقاية من أثر الغازات السامة، مع مراعاة تجهيز الكثير من المناشف الإحتياطية، في حال بدأت قطعة القماش بالجفاف. واكتشاف التسرب السام يكون برؤية عصافير أو حيوانات تنفق، أو أصيب أحدهم بارتعاش وضيق قوي في التنفس.

 غرفة عازلة

 إلى ذلك، ينصح المختصون أيضًا المواطنين الذين يشكون في إمكانية تعرض مناطقهم لهجوم كيميائي، أو لتسرب غازات سامة بسبب الضربة الأميركية، اتباع بعض الخدع المفيدة، ومنها نفخ البالونات وتعبئة بعض الأكياس البلاستيكية بالهواء، وإحكام إغلاقها من أجل استخدامها عند الضرورة القصوى، بعد التعرض للهجوم أو للتسرب الكيميائي، وإطفاء كل أجهزة التكييف.

ويضيفون: “مفيد جدًا إقامة منطقة معزولة داخل المنزل، وتجهيزها لتكون ملجأ من الغازات، من خلال اختيار غرفة قليلة النوافذ، غير مطلة على مكان مفتوح، ثم سدّ جميع فتحات تهوئتها بإحكام، من خلال تغطية أسفل الأبواب وأطراف النوافذ بقطع قماش مبللة بالماء والصابون، وإغلاق الأبواب والنوافذ والفتحات ومراوح الشفط بإحكام بأشرطة لاصقة، لمنع تسرب الغازات عبرها، وتخزين مستلزمات الحياة الضرورية من ماء محكم الاغلاق، وأطعمة معلبة، وراديو وتلفاز، وكشاف ببطاريات جديدة، وحقيبة للاسعافات الاولية، وفتح الراديو أو التلفاز لاتباع تعليمات الدفاع المدني، وعدم الخروج من المنزل إلا بعد صدور تعليمات بذلك من الجهات المختصة”.

واشنطن رصدت 11 هجوما كيميائيا للأسد طوال عام

أشرف أبو جلالة – ايلاف

رصدت الولايات المتحدة سلسة هجمات كيميائية سبق أن شنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد مواطنيه العزل منذ تموز/ يوليو عام 2012  وحتى هجوم الغوطة الشهر الماضي.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تم الإفصاح عن أن واشنطن علمت بوقوع 11 هجوماً بالأسلحة الكيميائية من جانب النظام قبل هجوم الشهر الماضي طوال هذا العام.

وأشارت في هذا الإطار صحيفة لوس أنغلوس تايمز إلى قيام مسؤولين استخباراتيين أميركيين كبار بإبلاغ نواب بارزين بشكل سري في تموز/ يوليو عام 2012 بالإشارات الأولى الدالة على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية ضد شعبها.

ورغم أن التقارير السرية التي تحدثت عن تلك الهجمات محدودة النطاق لم تكن حاسمة، إلا أنها كانت بداية سلسلة معلومات استخباراتية توثق ما يقول مسؤولون أميركيون إنه تصعيد مستمر على مدار عام في استخدام الأسلحة المحظورة من جانب حكومة الرئيس بشار الأسد، وهو نطاق أكبر للحوادث مما كان يعتقد في السابق.

ولم تفصح إدارة أوباما عن تلك الهجمات بشكل علني على مدار أشهر، وأعلنت في نيسان/ أبريل أنها تعتقد أن سوريا استعانت بأسلحة كيميائية في الهجمات التي تشنها.

وبينما يسعى أوباما لحشد الدعم الذي يريده لمساندته في قراره الخاص بمهاجمة سوريا رداً على مجزرة الغوطة التي راح ضحيتها 1429 شخص، مازال يتشكك الكثيرون من أعضاء الكونغرس، الذي سيبدأ عملية التصويت خلال الأسبوع المقبل.

وفي الوقت الذي أشار فيه مسؤولو الإدارة إلى أن الأدلة الخاصة بالهجمات الكيميائية السابقة لم تكن دامغة، أوضح بعض المسؤولين السابقين والحاليين أن ردة الفعل البطيئة من جانب البيت الأبيض جاءت لتثير تساؤلات بشأن ما إن كان بمقدور التحذيرات المبكرة الواضحة من جانب أوباما أن تمنع هجوم الشهر الماضي.

ومضت الصحيفة تنقل عن جيفري وايت، وهو ضابط سابق كان متخصصاً في شؤون الشرق الأوسط بوكالة المخابرات الدفاعية ويعمل الآن لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله :” هذا موقف من المواقف التي يعني فيها الصمت الموافقة”.

وفي مقابل ذلك، حرصت الحكومة السورية على نفي كل ما قيل عن استعانتها بالأسلحة الكيميائية وأن ذلك لن يكون له معنى في وقت تسعى فيه لاستعادة أراضيها.

وأخبر وزير الخارجية جون كيري النواب قبل أيام بأن الولايات المتحدة علمت بشن 11هجوماً بالأسلحة الكيميائية من جانب الحكومة السورية قبل حادثة الغوطة الشهر الماضي، وهو ضعف عدد الهجمات الذي كانت تتصور الإدارة أنها تعرفه من قبل.

ومع تراكم التقارير التي تحدثت عن وقوع هجمات كيميائية عام 2012 ومطلع عام 2013، بدأ يشعر بعض المسؤولين داخل الحكومة أن البيت الأبيض مصر على معيار غير واقعي للأدلة والبراهين.

وهو ما رد عليه مسؤولون من الإدارة بتأكيدهم أن الأدلة التي كانت بين أيديهم بخصوص الهجمات السابقة لم تكن قوية للغاية وتمت إعاقتها عن طريق التغطية الاستخباراتية المتقطعة لسوريا.

وقال مسؤول استخباراتي أميركي بارز “سوريا بيئة استخباراتية صعبة للغاية. ونهجنا الخاص بفهم المدى هناك محدود، خاصة إن وقعت الحادثة في مناطق تقل بها مواردنا”.

دول الاتحاد الأوروبي تتجاوز خلافاتها وتؤيد «ردا قويا» على هجمات الكيماوي في سوريا

ترحيب أميركي.. وألمانيا تنضم للموقعين على بيان مجموعة الـ 20

لندن: «الشرق الأوسط»

تمكنت دول الاتحاد الأوروبي أمس من تجاوز خلافاتها حول سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي «قوي»، على استخدام الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل المئات. ودعم الموقف الأوروبي انضمام ألمانيا إلى النداء الذي وقعته دول خلال قمة العشرين والذي دعا أيضا إلى «رد قوي» على استخدام تلك الأسلحة. وشكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الحلفاء الأوروبيين على هذه المواقف، بينما واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما جهوده لحث الكونغرس على تفويضه بشأن التدخل في سوريا.

وقال أوباما في كلمته الإذاعية الأسبوعية أمس: «لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سوريا». وأضاف «لذلك أدعو أعضاء الكونغرس والحزبين (الديمقراطي والجمهوري) إلى الاتحاد والتحرك من أجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لأولادنا وللأجيال المستقبلية». واعتبر أن عدم التحرك ليس خيارا أمام الولايات المتحدة.

ويبدأ أعضاء الكونغرس غدا مع انتهاء عطلته الصيفية بحث الضربات ضد سوريا. وحذر الرئيس الأميركي من أن «عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية أسلحة كيميائية تستخدم مجددا أو أن تسقط في أيدي إرهابيين قد يستخدمونها ضدنا وهذا سيوجه رسالة كارثية إلى الدول الأخرى، بأنه لن يكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الأسلحة».

وفي كلمته الأسبوعية ذكر أوباما أنه بصفته قائدا للقوات المسلحة هو يريد ضرب سوريا ومعاقبة النظام. وأضاف «لكن أمتنا ستكون أقوى إذا تحركنا معا وستكون أعمالنا أكثر فاعلية. ولذلك طلبت من أعضاء الكونغرس مناقشة المسألة والتصويت للسماح باستخدام القوة». ويلقي الرئيس الأميركي خطابا موجها إلى الأمة بعد غد (الثلاثاء). لكنه أقر بأن إقناع أعضاء الكونغرس الأميركي بدعم تحرك عسكري ضد سوريا سيكون «مهمة صعبة».

وفي غضون ذلك، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في ختام اجتماعهم في فيلنيوس على ضرورة تقديم «رد واضح وقوي» ضد استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا لكن دون الذهاب إلى حد دعم مشروع الضربات العسكرية.

وقال الوزراء في بيانهم الختامي إثر اجتماعهم «في مواجهة الاستخدام الوقح للأسلحة الكيميائية، لا يمكن أن يبقى المجتمع الدولي صامتا. لا بد من رد واضح وقوي للتأكيد أن جرائم مماثلة مرفوضة ولا يمكن أن تفلت من العقاب. علينا أن نتفادى خلق سابقة رهيبة عبر الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية».

وفي مستهل الاجتماع، أعلن عدة وزراء أنه من المهم انتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية قبل اتخاذ قرار. وأمل الوزراء الأوروبيون في أن ينشر هذا التقرير الأولي «في أسرع وقت»، مشيدين من جهة أخرى بـ«التزام الرئيس (الفرنسي فرنسوا) هولاند انتظار هذا التقرير قبل القيام بأي تحرك».

في المقابل أعلن كيري لشركائه الأوروبيين أن واشنطن لا تقطع التعهد نفسه. وأعلن مسؤول أميركي: «لقد قال بوضوح أن الولايات المتحدة لم تقرر انتظار» تقرير مفتشي الأمم المتحدة من أجل التحرك المحتمل.

لكن كيري، الذي دعي إلى اجتماع فيلنيوس، رحب بالبيان «الصارم» للاتحاد الأوروبي، رغم أن البيان لم يعلن تأييده للخيار العسكري الذي تدافع عنه واشنطن. وقبيل مغادرته العاصمة الليتوانية فيلنيوس بعد الظهر متوجها إلى باريس، قال كيري: «نحن راضون جدا عن بيان الأوروبيين الذي يشكل إعلانا قويا حول مبدأ المسؤولية». وخلال تلاوتها البيان الختامي، أوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن الوزراء توافقوا على وجود «قرائن قوية» تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق. وأكد البيان أن النظام السوري «وحده يملك عناصر الأسلحة الكيميائية وسبل إطلاقها بكميات كافية».

وشدد الأوروبيون في بيانهم على «المسؤولية الفردية لمنفذي» الهجمات الكيميائية، وعلى «دور المحكمة الجنائية الدولية بهدف التحقيق في هذه الأفعال والمحاكمة عليها». وأضافوا أن هجوم 21 أغسطس (آب): «شكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية».

وكرر الوزراء «وحده حل سياسي يمكن أن يضع حدا لحمام الدماء الفظيع هذا ولهذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وتدمير سوريا». وشددوا على أن «عملية دبلوماسية تفضي إلى حل سياسي تبدو ملحة أكثر من أي وقت. ومبادرة مؤتمر جنيف – 2 للسلام ينبغي أن تتقدم سريعا».

وأثار وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله مفاجأة عند إعلانه أن ألمانيا توقع بدورها على النداء الذي يدعو إلى «رد دولي قوي» والذي أطلقته الجمعة 11 دولة بينها الولايات المتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ. وكانت ألمانيا الجمعة الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة إلى احترام العملية الأوروبية. وأثار انضمام ألمانيا إلى النداء ارتياحا لدى الولايات المتحدة.

وأوضح فسترفيله أن بلاده «لم تعلن أي معارضة كبيرة» حين تم تقديم النص على هامش قمة مجموعة العشرين. وأضاف «لكننا كنا نريد إعطاء فرصة للتشاور على الصعيد الأوروبي». وتابع أن «ألمانيا تريد أن تكون مدافعة عن الدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي التي ليست عضوا في مجموعة العشرين».

من جهة أخرى، أكد فسترفيله أن إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة أنه سينتظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة في شأن استخدام السلاح الكيميائي قبل توجيه أي ضربة محتملة كان «مساهمة حاسمة فعليا» في مناقشات فيلنيوس. وكانت أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا (التي ليست عضوا رسميا في مجموعة العشرين لكنها مدعوة دائمة) وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة أول من وقع هذا النداء الذي وجهه البيت الأبيض في ختام قمة سان بطرسبورغ.

اشتباكات بين مسلحين أكراد و«القاعدة» على الحدود السورية ـ العراقية

بغداد تنفي وجود عناصر «العمال الكردستاني» في منطقة ربيعة بمحافظة نينوى

أربيل: شيرزاد شيخاني بغداد: حمزة مصطفى

أفادت مصادر تابعة لقيادة قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ( بي واي دي) بأن معارك عنيفة دارت منذ يومين قرب معبر الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، وأن المقاتلين الكرد تمكنوا من إحكام سيطرتهم على مناطق واسعة هناك ضمنها مخفر حدودي في «تل كوجر» المعروف رسميا بمنفذ «اليعربية» المقابل لمعبر ربيعة العراقي بمحافظة نينوى.

وقال مصدر في قيادة الحزب، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «وحدات حماية الشعب سيطرت على مخفر حدودي يقع على مسافة ثلاثة كيلومترات شمال شرقي بلدة تل كوجر، كما قتل عدد من عناصر المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية». وأضاف أن «اشتباكات قوية اندلعت بين وحدات حماية الشعب والمجموعات التابعة لدولة العراق والشام الإسلامية بالقرب من بلدة تل كوجر نحو الساعة 10.50 من صباح اليوم (أمس)، واستمرت حتى الساعة 12.30، وخلال تلك العملية سيطرت وحدات حماية الشعب على المخفر الحدودي الواقع شمال شرقي تل كوجر ودمرت عربة دوشكا عيار 14 ذات المدفعين مع طاقمها المؤلف من 9 أشخاص، بالإضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر تلك المجموعات».

في غضون ذلك، قال مصدر قيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الموالي لحزب العمال الكردستاني طلب عدم كشف هويته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قيادة قوات الحماية الشعبية غيرت أسلوبها القتالي من الدفاع السلبي إلى الدفاع الفاعل، وبدأت في أخذ زمام المبادرة من حيث شن الهجمات الاستباقية على عناصر (القاعدة) و(دولة العراق والشام الإسلامية)، وتندرج الهجمات التي شنتها قوات الحماية في منطقة تل كوجر في إطار هذه الاستراتيجية الحربية الجديدة». وأضاف أن «المنطقة التي شهدت المعارك خلال اليومين الماضيين هي مناطق مختلطة بين الأكراد والعرب وتقع جميعها ضمن حدود الأراضي السورية».

ونفى المصدر أن تكون هناك أي عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني، وقال إن «قوات الحماية الشعبية لا تحتاج إلى دعم أو إسناد مباشر من قبل أي طرف، فلديها ما يكفي من المقاتلين للدفاع عن كرامة ووجود الشعب الكردي بسوريا، والهجمات قامت بها قوات تابعة لقيادة قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي». وبسؤاله عما إذا كان لحكومتي الإقليم والاتحادية بالعراق أي دخل أو تدخل بتلك المعارك، قال المصدر «المعارك وقعت داخل الأراضي السورية حصرا، ولا دخل للقوات العراقية بذلك لأنها وراء الحدود، أما ما روج عن مشاركة طائرات النظام السوري في قصف أهداف في المنطقة، أو ضرب قوات الجيش الحر، فهذا أيضا أمر غير صحيح، والترويج لهذه الأكاذيب المضللة هدفه تشويه سمعة الأكراد وتسويق كذبة تعاونهم مع أجهزة وجيش النظام بدمشق، فنحن وحدنا واجهنا هذه المجموعات المسلحة والتكفيرية».

من جهتها، نفت الحكومة العراقية وكذلك الحكومة المحلية في محافظة نينوى (مركزها الموصل) وجود عناصر حزب العمال الكردستاني في منطقة ربيعة. وقالت مريم الرئيس، المستشارة السياسية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لـ«الشرق الأوسط»: «ننفي نفيا قاطعا مثل هذه الأنباء على الإطلاق»، معتبرة أن «ما نشر في هذا الصدد كلام عار عن الصحة تماما».

في السياق نفسه، أعلنت اللجنة الأمنية في الحكومة المحلية في نينوى أنه لا صحة للتقارير عن تمركز مقاتلي حزب العمال الكردستاني في منطقة ربيعة. وأبدى هيثم العنزي، عضو اللجنة الأمنية في المحافظة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، استغرابه من هذه الأخبار، قائلا إن «منطقة ربيعة هي تحت سيطرة الجيش العراقي بالكامل وقوات الحدود، ولا وجود لأي قوات أخرى»، مؤكدا أن «قوات حزب العمال الكردستاني توجد في المثلث العراقي الإيراني من جهة جبال قنديل، وهي مناطق بعيدة جدا»، مشيرا إلى أن «منطقة المثلث العراقي التركي عند منفذ الخابور في الجهة السورية تشهد تنقل النازحين السوريين فقط».

باريس «مرتاحة» للتحول الإيجابي في الموقف الأوروبي

كيري يؤكد أن أوباما لم يتخد قرارا بعد بشأن انتظار تقرير المفتشين

باريس: ميشال أبو نجم

عدت مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس حققت في اليومين الأخيرين «اختراقات» دبلوماسية وسياسية بحيث أنها تبدو اليوم «أقل عزلة» مما كانت عليه قبل قمة العشرين في سان بطرسبورغ يومي الخميس والجمعة الماضيين.

وأشارت هذه المصادر إلى تطورين هامين, الأول، يتمثل في انضمام ألمانيا إلى الدول الأوروبية الخمس المشاركة في قمة العشرين التي وقعت «بيان الدول الـ11» الداعي إلى «رد دولي قوي» على استخدام السلاح الكيماوي. وحمل البيان النظام السوري مسؤولية اللجوء إلى سلاح دمار شامل تمنعه المعاهدات الدولية. وكانت ألمانيا رفضت التوقيع يوم الجمعة بحجة أنها تنتظر نتائج التحقيق الدولي في موضوع الكيماوي. بحسب باريس، فإن انضمام ألمانيا إلى لائحة الموقعين «مؤشر بالغ الأهمية» لما لموقفها من وزن داخل الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى العالمي.

ويتمثل التطور الثاني الإيجابي في بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28 الصادر في نهاية اجتماع فيلنيوس (ليتوانيا) بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وترى فرنسا أنه «مصدر ارتياح إضافي» بالنسبة إليها.

وعلى الرغم من أن البيان لا يتحدث صراحة عن دعم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، فإنه يدعو إلى «رد قوي وواضح» على استخدام السلاح الكيماوي مع الإشارة إلى وجود «قرائن قوية» تدل على مسؤولية النظام السوري في الهجوم المذكور في ضاحيتي الغوطة الشرقية والغربية صبيحة يوم 21 أغسطس (آب) الماضي. عدت باريس صيغة البيان الصادر بالإجماع بمثابة «تقدم رئيس». وقال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي شارك في اجتماعات فيلنيوس إنه «لأمر جيد أن تكون أوروبا متحدة» في مقاربتها للحرب في سوريا وفي طريقة التعاطي معها.

وبذلت باريس جهودا ضخمة لإسماع صوتها ورؤيتها للأمور داخل الاتحاد الأوروبي وتأكيد أنها تريد حلا سياسيا وأنها لا تستهين بالشرعية الدولية ولا مانع لديها أساسا من التوجه إلى مجلس الأمن لو كان ثمة بصيص ضوء لجهة أن يعدل الروس والصينيون عن دعمهم الثابت للنظام السوري وعن التهديد باللجوء إلى حق النقض (الفيتو) لإجهاض أي قرار تحت الفصل السابع بحق سوريا مثلما فعلوا منذ سنتين ونصف. أما حجة باريس الأخيرة فكانت أن الحل السياسي في سوريا لن يكون ممكنا طالما شعر الرئيس السوري بشار الأسد أنه قادر على الحسم العسكري وعلى استخدام أي سلاح يريد لأن المجتمع الدولي لن يحرك ساكنا.

وترى المصادر الفرنسية أن «التنازلات» التي قدمها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أول من أمس وتحديدا تعهده انتظار تقرير المحققين الدوليين قبل إطلاق أي عملية عسكرية وتأكيده أن القوات الفرنسية لن تصوب إلا على الأهداف العسكرية فعلت فعلها لدى الأوروبيين الذين قدموا لفرنسا حتى الآن «تضامن الحد الأدنى» بسبب استمرار الانقسامات العميقة داخل صفوفهم. ولم تعبر أي دولة أوروبية عن استعدادها للمشاركة في الضربة العسكرية إلى جانب القوات الأميركية والفرنسية في حال جرى تنفيذها ما. وأمس، عقد وزيرا خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية اجتماعا إضافيا في مقر الوزارة في باريس خصص للوضع السوري ولتقويم التطورات الأخيرة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال كيري إن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ بعد قرارا بشأن انتظار تقرير محققي الأمم المتحدة بخصوص استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وإنه يبقي على جميع خياراته مفتوحة. وأكد سعي بلاده لعمل عسكري «محدود» يهدف إلى تقليل قدرة الأسد على استخدام الكيماوي، معتبرا أن العمل العسكري سيمهد الطريق أمام العمل السياسي في سوريا.

وبدوره، اتهم فابيوس الأسد بمحاولة تصدير الأزمة السورية إلى لبنان.

واليوم، يلتقي كيري أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي وعددا من الوزراء العرب للنظر فيما آلت إليه المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية وينهي إقامته القصيرة في باريس بمؤتمر صحافي في بيت السفير الأميركي قبل أن يمر بلندن في طريق عودته إلى واشنطن.

وكما أن بادرة حسن النية التي قام بها هولاند كسرت عزلته نوعا ما أوروبيا، فإن البيان الجماعي الأوروبي من شأنه أن يساعده داخليا ولدى الرأي العام الفرنسي. وبين استطلاع للرأي نشرت صحيفة «لو فيغارو» اليمينية نتائجه أمس أن 68 في المائة من الفرنسيين يعارضون مشاركة بلادهم في العمل العسكري ضد سوريا وأن 64 في المائة يعارضونه بالمطلق ومن غير مشاركة فرنسا. وتعكس هذه الأرقام تنامي نسبة المعارضين لدى كل ألوان الطيف السياسي بما في ذلك داخل صفوف الحزب الاشتراكي «الحاكم» ولكن خصوصا لدى اليمين الكلاسيكي والمتطرف.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن ما تحقق في فيلنيوس وسان بطرسبورغ «خطوة أولى» ويستجيب لما تطلبه فرنسا في الوقت الحاضر وهو حصولها على الدعم السياسي الجماعي من الاتحاد الأوروبي حتى وإن لم يشر البيان صراحة إلى الضربة العسكرية. غير أنها تراهن على «تطور» بعض المواقف الأوروبية على غرار ما حصل في مالي عندما وقفت أوروبا بداية موقف المتفرج ثم شيئا فشيئا اقتربت من باريس وانتهت بتقديم الدعم اللوجستي والمادي والعسكري لها.

كيري يلتقي وزراء عرب ويشدد على معاقبة الأسد

                                            قال وزير الخارجية الأميركي  جون كيري إن الولايات المتحدة ودول الجامعة العربية متفقون على أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا، لكنه شدد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية في باريس في ختام اجتماعه مع الوزراء العرب على وجوب محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه أسلحة كيميائية وقتله مئات الأطفال.

 واعتبر كيري أن نظام الأسد تجاوز الخطوط الحمراء عبر استخدامه السلاح الكيميائي ويجب اتخاذ اجراءات لردعه، مشيرا إلى أن 20 دولة تدعم واشنطن في الضربة العسكرية المحتملة ضد نظام النظام السوري، وأوضح أن تلك الدول ستعلن خلال ال24 ساعة القادمة مواقفها المؤيدة.

 ورغم ذلك نفى كيري أن تكون الولايات المتحدة تسعى لأن تكون جزءا من الحرب في سوريا، وبين أن سبب الضربة الأميركية المحتملة هو انتهاك نظام الأسد خطا أحمرا دوليا وتجاهله لمعايير دولية معمول بها تتعلق باستخدام  الأسلحة الكيميائية منذ قرن.

 ولم يستبعد الوزير الأميركي إمكانية عودة واشنطن إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأن سوريا بمجرد انتهاء مفتشي الأسلحة التابعون للأمم المتحدة من تقريرهم، لكنه أوضح  أن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ قرار بهذا الخصوص.

 من جانبه أكد وزير الخارجية القطري دعم قطر لبيان الدول الـ12 الذي وقع على هامش قمة العشرين في سان بطرسبرغ قبل يومين من أجل حماية الشعب السوري، ودعا بقية الدول للتوقيع على هذا البيان، وجدد موقف الدوحة الداعي للتدخل من أجل حماية الشعب السوري.

 وأشار العطية إلى أن التدخل الأجنبي حاصل في سوريا منذ أكثر من عامين ونصف من قبل أطراف كثيرة ولم يبدأ في تدخل بعض الدول الصديقة للشعب السوري.  وأكد المسؤول القطري أن القتل في سوريا مستمر منذ نحو ثلاثة سنوات ولم يبدا في 21 أغسطس/ آب الماضي في إشارة إلى القصف بالسلاح الكيميائي على غوطة دمشق

اجتماع باريس

واجتمع وزير الخارجية الأميركي مع وفد وزاري عربي والأمين العام لجامعة الدول العربية في باريس، ضمن جهود واشنطن لحشد الدعم الدولي لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد. وكان كيري قد قال إن هناك مزيداً من الدول المستعدة للتحرك عسكرياً، لكنه لم يكشف عن هذه الدول، وذلك غداة تأكيد واشنطن وباريس أنهما تحصلان على دعم متزايد للضربة العسكرية المحتملة.

ومن بين الوزراء العرب الذين التقاهم كيري، الذي أجرى اتصالات هاتفية مع عشرات من نظرائه بالعالم الأسابيع الاخيرة، وزارء خارجية مصر والسعودية وقطر والبحرين والإمارات والمغرب. ويتوجه كيري بعد لقائه هذا إلى لندن.

وكان كيري أكد في مؤتمر صحفي في باريس أمس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس تصميمه على “معاقبة” النظام السوري عسكريا، وأكد أن “هناك عددا من الدول -من رقمين- المستعدة للمشاركة في عمل عسكري” مشيرا إلى أن عدد الدول المستعدة للتحرك عسكريا أكثر مما تحتاجه واشنطن للعمل العسكري المطروح. ضد الأسد لشنه هجوما كيميائيا في 21 أغسطس/آب الماضي.

وحذر كيري من أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح” لديكتاتور باستخدام أشد الأسلحة ترويعا بلا عقاب”.

ومثل كيري، عبر فابيوس عن ارتياحه “للدعم الواسع والمتزايد” الذي تلقاه الولايات المتحدة وفرنسا لخطتهما شن عملية عسكرية “قصيرة ومحددة الأهداف”.

وأشار إلى أنه “أصبح هناك سبع من أصل ثماني دول في مجموعة الثماني تشاطرنا التحليل حول رد قوي، و12 دولة من مجموعة العشرين تشاطرنا أيضا هذا التحليل” لافتا أيضا إلى دعم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.

ونفى فابيوس أن تكون فرنسا والولايات المتحدة “معزولتين” على الساحة الدولية بسبب رغبتهما في شن عمل عسكري ضد دمشق. أما كيري فقد رحب بالإعلان “القوي جدا” للاتحاد الأوروبي حول سوريا، معتبرا أنه “مشجع” مع أن هذا البيان يكتفي بالتأكيد على ضرورة “رد قوي” على استخدام أسلحة كيميائية، بدون تحديد شكل هذا الرد.

تقرير المفتشين

وفي الوقت نفسه، تواصل واشنطن وباريس ممارسة الضغوط لإقناع الرأي العام الفرنسي والأميركي بجدوى الضربات العسكرية.

فقد وعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالتحدث إلى الفرنسيين بعد تصويت الكونغرس وتسليم “تقرير” مفتشي الأمم المتحدة. أما الرئيس الأميركي باراك اوباما فقد صرح في خطابه الإذاعي الأسبوعي “نحن الولايات المتحدة ولا يمكننا أن نتعامى عن الصور التي رأيناها عن سوريا”.

ويعقد الكونغرس اجتماعاته بعد عطلته البرلمانية الاثنين بينما سيتحدث أوباما للشعب الأميركي الثلاثاء.

وبعد اللقاء الذي جمع بين كيري وفابيوس، قال الرئيس الفرنسي مساء السبت إن تقرير مفتشي الأمم المتحدة عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا سيسلم على الأرجح نهاية الأسبوع الجاري.

وأضاف هولاند الذي كان يتحدث من مدينة نيس جنوب شرق فرنسا أن موقف بلاده من المشاركة بأي عمل عسكري بسوريا سيتخذ بعد تصويت الكونغرس الأميركي الخميس أو الجمعة المقبلين، وبعد أن ينشر تقرير المفتشين.

ولم تحدد الأمم المتحدة موعدا لنشر تقرير مفتشيها، لكن الخبراء الذين أنهوا مهمتهم في 30 أغسطس/آب الماضي كانوا مصممين على العمل “سريعا” على العينات المأخوذة وفق الأمم المتحدة، لكن مصادر بالمنظمة الدولية أشارت إلى أن نتائج التحاليل قد تصدر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

معلولا بيد الثوار وإسقاط مروحية في إدلب

                                            سيطرت قوات المعارضة السورية على مدينة معلولا في القلمون بريف دمشق وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت شن الطيران الحربي لقوات النظام غارات مكثفة على أحياء بالعاصمة دمشق وريفها وسط قصف مدفعي عنيف. وبينما تمكن الثوار من إسقاط مروحية تقل جنودا للنظام في جبل الزاوية بريف إدلب -وفق لجان التنسيق المحلية- أعلنوا عن سيطرتهم على مخفر حدودي مع الأردن في درعا، بحسب الهيئة العامة للثورة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية  إن قوات النظام دخلت المدينة – ذات الأغلبية المسيحية- ليلا، لكنها عاودت الانسحاب جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي كتائب الثوار إلى المدينة، والتي سيطرت عليها بشكل كامل.

وأكدت سيدة من سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية انسحاب قوات النظام وانتشار الثوار في المدينة.

وأشار إلى أن المعارك في معلولا أوقعت سبعة عشر قتيلا وأكثر من مائة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.

وشهدت معلولا اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وكتائب المعارضة المسلحة، وسط مخاوف من تدمير مزيد من المعالم الدينية في هذه المدينة.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية أمس إن دبابات قوات النظام استهدفت بشكل مباشر دير مار سركيس في معلولا.

وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن أن الجيش الحر انسحب من معلولا “حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها”، وأنه “لم يقم بأي اعتداء على كنائس أو أديرة”.

إسقاط مروحية وتقدم

في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر أسقط صباح اليوم مروحية مخصصة لنقل الضباط في جبل الزاوية بإدلب شمال البلاد، وأشارت إلى أن المعلومات الواردة تفيد بتواجد ستة عشر ضابطا على متنها، وأنها سقطت شرقي بلدة شطحة في سهل الغاب.

وذكر ناشطون أن المروحية كانت تقل ضباطا من اللاذقية إلى معامل الدفاع، وأشاروا إلى أن الثوار تمكنوا من إصابتها بشكل مباشر أثناء هبوطها اضطراريا نتيجة عطل في أحد محركاتها وبسبب انخفاضها.

وفي السياق أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تعرض بلدتي إبلين واحسم بجبل الزاوية بريف إدلب لقصف بالبراميل المتفجرة ألقيت من طائرات مروحية.

في الأثناء، أعلن الجيش الحر في درعا جنوب البلاد سيطرته على المخفر رقم 64 على الحدود السورية الأردنية وفق ما أفادت الهيئة العامة للثورة.

وفي العاصمة دمشق تعرض حي برزة والعسالي والقدم لقصف جوي ومدفعي منذ صباح اليوم استهدف المناطق السكنية، وسط اشتباكات عنيفة في القابون حيث تحاول قوات النظام اقتحامه.

وكان المركز الإعلامي للائتلاف الوطني السوري المعارض قال “إن قوات النظام عمدت السبت إلى استخدام مواد غريبة ذات روائح غريبة في قصف واستهداف مناطق سكنية في حي القابون، هادفا إلى إثارة الفوضى ونشر الذعر بين المواطنين، دون أن يكتفي بما تسببه القنابل والبراميل المتفجرة من رعب ودمار وموت”.

ودعا الائتلاف في بيان “سائر دول العالم والمنظمات الأممية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في سوريا”.

استمرار المعارك بين الجيشين الحر والنظامي قرب دمشق

معارك وقصف

وتدور في هذه الأثناء اشتباكات على المتحلق الجنوبي بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المعارضة، حيث يحاول النظام اقتحام مدينة زملكا بريف دمشق، كما تعرضت مدن  معضمية الشام وداريا والزبداني لقصف عنيف منذ الصباح.

وتعرضت مدينة دير الزور شرقا منذ ساعات الصباح الباكر لقصف بالمدفعية والدبابات استهدف حي الرشدية في وسط المدينة وقال ناشطون إن القصف الذي أدى إلى احتراق عدد من المباني السكنية يأتي رداً على تقدم قوات المعارضة في المدينة بعد سيطرتها على عدة أحياء, فيما رد مقاتلو المعارضة على مصدر القصف الذي يأتي من شمال المدينة.

ويشهد حي الأشرفية في مدينة حلب اشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين الجيش الحر وعناصر حزب العمال الكردستاني بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات النظام عند مفرق السوق في مدينة حلب بحسب الهيئة العامة للثورة. في حين تعرض حي جورة الشياح وحي القرابيص بحمص لقصف عنيف بصواريخ أرض- أرض وفق نفس المصدر.

وإزاء هذه التطورات، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل سبعة عشرشخصا اليوم معظمهم في إدلب وحمص وبينهم طفل وسيدة.

وكان ناشطون سوريون أفادوا أمس بمقتل ستة عشر شخصا على الأقل، في مجزرة بساتين الكسوة بريف دمشق جراء قصف عنيف لقوات النظام على المنطقة، بينما تحدث آخرون عن مقتل ثلاثة عشر شخصا في مجزرة أخرى بمدينة أريحا بريف إدلب.

كيري: نهاية الحرب في سوريا تتطلب حلاً سياسياً

أكد لوفد الجامعة العربية في باريس ضرورة فرض المعايير الدولية ضد “الكيماوي”

دبي – قناة العربية

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأحد، أن الولايات المتحدة والجامعة العربية اتفقتا في الشأن السوري على أن نهاية هذه الحرب الأهلية تتطلب حلاً سياسياً.

وقال كيري إن واشنطن تريد فرض المعايير الدولية ضد استخدام السلاح الكيماوي، ولا تريد أن تكون طرفاً في الحرب السورية.

وذكر أن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الشنيع للأسلحة الكيماوية تسبب في قتل الكثير من الأطفال، وانتهك خطاً أحمر دولياً.

والتقى المسؤول الأميركي البارز وفداً من الجامعة العربية في باريس، الأحد.

وحول مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية قال كيري إنه يريد من الجامعة العربية أن تدعم اتفاق السلام النهائي بين الجانبين.

ويقوم كيري منذ أمس السبت بجولة أوروبية بهدف حشد الدعم الدولي لضربة أميركية مرتقبة ضد النظام السوري.

والتقى في لتوانيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي بوزراء خارجية الاتحاد، ثم توجّه إلى باريس، وسينهي جولته في لندن، قبل أن يعود إلى واشنطن الاثنين.

ومن المقرر أن يتخذ الكونغرس الأميركي قراراً إزاء ضربة أميركية للأسد غداً الاثنين.

صحيفة: واشنطن تخطط لهجمات تستمر 3 أيام ضد سوريا

ضربات صاروخية مكثفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف لتدميرها نهائياً

واشنطن – فرانس برس

أفادت صحيفة “لوس أنجلوس” تايمز الأحد أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحضر لضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا، ويرتقب أن تستمر لثلاثة أيام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى.

وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل “عدة أهداف إضافية” مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالي 50 هدفا.

وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف إضافي لإلحاق ضرر بقوات الرئيس السوري بشار الأسد المشتتة.

ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو، وكذلك خمس مدمرات صواريخ أميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لإطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو أرض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية، بحسب تقرير الصحيفة.

ويمكن لحاملة الطائرات “يو أس أس نيميتز” وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الأحمر إطلاق صواريخ كروز أيضا على سوريا.

وقال ضابط مطلع على التخطيط لصحيفة لوس أنجلوس تايمز “ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع إشارة واضحة لموعد الانتهاء”.

خطاب أوباما المنتظر

ويأتي تكثف المخططات العسكرية فيما يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوجه بخطاب إلى الأمة لكي يشرح موقفه والضغط بشكل إضافي على أعضاء الكونغرس لإعطاء موافقتهم على التحرك ضد النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه الشهر الماضي.

وسيعطي أوباما الاثنين عدة مقابلات مع أبرز شبكات تلفزة وطنية وكذلك مع “سي أن أن” و”بي بي أس” وفوكس نيوز.

وستبث المقابلات مساء الاثنين قبل خطاب أوباما إلى الشعب الأميركي الثلاثاء وقبل التصويت المرتقب في مجلس الشيوخ.

وقالت الصحيفة إن الرئيس يفضل هجوماً محدوداً مع عدد مخفض للطائرات الحربية التي تلقي قنابل فوق سوريا.

ووسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الأميركية إلى كبح قدرات الأسد العسكرية، قال ضابط للصحيفة إن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة “عرض قوة” لعدة أيام ولن تؤدي إلى تغيير كبير في الوضع على الأرض.

وقال ضابط أميركي آخر للصحيفة إن الضربة الأميركية المزمعة “لن تؤثر استراتيجيا على الوضع الحالي للحرب رغم أن القتال قد يستمر لسنتين إضافيتين”.

استهداف قيادات بـ”لواء أحفاد الرسول” على الحدود التركية

الاشتباكات تتجدد على جبهتي جوبر وزملكا وصواريخ أرض-أرض تستهدف معضمية الشام

دبي – قناة العربية

أكد مراسل قناة “العربية” في سوريا أن ثلاثة من قادة “لواء أحفاد الرسول” في الجيش الحر استهدفوا بسيارة مفخخة عند معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في منطقة سرمدا.

وأوضح المراسل أن التفجير استهدف سيارة أحد قيادات الصف الأول في “لواء أحفاد الرسول” وقائد “لواء شهداء إدلب”، عضو الائتلاف الوطني السوري عن “هيئة الأركان”، مهند عيسى. وأصيب في الاستهداف الرائد محمد العلي.

وفي سياق آخر، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 99 شخصاً، أمس السبت في سوريا، سقط معظمهم في دمشق وريفها وإدلب ودرعا.

كما تحدثت مصادر المعارضة عن قصف جوي أودى بحياة مدنيين في الغنطو في ريف حمص بالتوازي مع تجدد الاشتباكات على جبهتي جوبر وزملكا في ريف دمشق.

واستهدفت صواريخ، قالت المعارضة إنها من طراز أرض-أرض، معضمية الشام في الغوطة الغربية من ريف دمشق.

أما في معلولا، فأفاد ناشطون باستهداف دير مار سركيس من قبل مدفعية النظام في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدد الاشتباكات بين اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام وبين مقاتلين من المعارضة.

وكانت أحياء الصناعة والحميدية والعمال في دير الزور هدفاً لمدفعية النظام الثقيلة، في حين أعلن الجيش الحر عن تجدد الاشتباكات في بستان الباشا والأشرفية في حلب ومعارة الأرتيق في ريفها.

“الحر” يخطط لـ”استغلال” الضربة الغربية

إياد الجغبير ومصادرنا – عمان – سكاي نيوز عربية

عززت القوات الحكومية السورية تحصيناتها على مداخل العاصمة السورية دمشق في وقت مبكر من صباح الأحد، تحسباً لضربة أميركية محتملة، حسبما أفادت مصادر لسكاي نيوز عربية.

في المقابل، تعمل الأطراف المتنازعة على استباق الضربة العسكرية الغربية المحتملة بأساليب مختلفة، إذ تخطط قيادة أركان الجيش الحر لـ”استغلال” الهجمات أيضا لتعزيز مكاسبها.

وقال المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر، لؤي مقداد، لوكالة فرانس برس، الأحد، إن قيادة الأركان استنفرت طاقاتها لإعداد خطط من أجل “استغلال إلى أقصى حد” أي ضربة عسكرية غربية على القوات الحكومية.

وأكد أن الجيش الحر “..في حال استنفار كامل، ورئيس قيادة هيئة الأركان اللواء سليم إدريس يقوم بزيارات إلى الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها”.

وأضاف مقداد أن الرئيس السوري “بشار الأسد هو من أتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الإنسانية التي يقوم بها منذ أكثر من سنتين ضد الشعب السوري، والتي كان آخر فصولها مجزرة الكيمياوي في الغوطة” (ريف دمشق).

وعن خطط الجيش الحر، قال إنها “قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم أسلحة وتحرير مناطق”، مشيرا إلى أن “الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام”، معربا عن أمله في أن تكون “البوابة التي تقود الى إسقاطه”.

استمرار المعارك ومعلولا بيد المعارضة

في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في معظم المناطق السورية، إذ نشبت اشتباكات بين الطرفين في أحياء جوبر وبرزة والقابون ومخيم اليرموك في دمشق، بينما تواردت أنباء متطابقة عن سيطرة المعارضة المسلحة على بلدة معلولا ذات الأغلبية المسيحية، والواقعة شمال غربي العاصمة دمشق.

اجتماع غربي مع “الحر”

وقد كشف مصدر دبلوماسي لـ”سكاي نيوز عربية” أن ممثلين لإحدى السفارات الغربية المهمة في العاصمة عمان عقدوا اجتماعات عديدة مع بعض قيادات الجيش الحر في المنطقة الجنوبية لسوريا خلال الأسبوع المنصرم.

وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه أن السفارة الغربية ومن خلال القسم المختص فيها لمتابعة شؤون الأزمة السورية عسكريا، الذي اجتمع موظفون فيه مع القيادات كل على حدة، وتباحثوا في شؤون الضربة المزمع توجيهها إلى الأهداف العسكرية.

وأشار إلى أن نقاشات عديدة وقعت بشأن تباين أهمية المناطق العسكرية الموجودة في جنوب سوريا، خصوصا وأن محافظة درعا فيها عدد كبير من النقاط العسكرية وبعض المطارات العسكرية التي تستخدمها القوات السورية الحكومية لقصف المدنيين، على حد قوله .

وتمت مناقشة إمكانية قدرة الجيش الحر السيطرة على بعض الأهداف العسكرية في حال تم استهدافها من قبل صواريخ البارجات التي ستنطلق من البحر المتوسط حال شن الضربة العسكرية، وفق لذات المصدر.

كما بين أن أشخاصا من قيادة الجيش الحر دخلوا إلى الأردن وغادروا إلى العاصمة التركية إسطنبول لاستئناف مناقشتهم بشان الأزمة السورية .

وأكد المصدر أن بعض القيادات عادت إلى درعا بعد انتهاء المداولات معها، مشيرا إلى أن السفارة الغربية هي من طلبت لقاء قيادات من الجيش الحر.

ضرب سوريا.. فتور بين الأميركيين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أظهر استبيان للرأي نشره معهد غالوب لاستطلاعات الرأي أن دعم الشعب الأميركي لعملية عسكرية ضد الحكومة السورية المتهمة باستخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة هو الأقل، مقارنة بأي تدخل عسكري أميركي سابق في السنوات العشرين الماضية.

إذ إن 36 بالمئة فقط من الأميركيين يؤيدون قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية لتقليص إمكانية لجوء حكومة بشار الأسد للسلاح الكيماوي، بينما ترفض نسبة 51 بالمئة هذا الإجراء مقابل 13 بالمئة من المترددين.

جدير بالذكر أن استطلاعا آخر للرأي أجراه غالوب في مايو الماضي أظهر رفض الأميركيين بنسبة 68 بالمئة، مقابل 24 بالمئة من المؤيدين، لأي تدخل عسكري في سوريا “لمحاولة إنهاء النزاع” في حال “فشل كل الجهود الاقتصادية والدبلوماسية لوقف الحرب الأهلية في سوريا”.

التأييد هذه المرة جاء أكبر من المرة الماضية، وقد يكون ذلك عائدا إلى الادعاءات الجديدة، من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى، أن بشار الأسد استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه متسببا في قتل عدد كبير من المواطنين.

كذلك، فإنه في الوضع الحالي يحدد السؤال سبب اتخاذ الموقف، وهو تقليص قدرة سوريا على اللجوء للسلاح الكيماوي، أي أنه هدف أقل شأنا من إنهاء الحرب الأهلية، وهو السؤال الذي طرحه المعهد في المرة السابقة.

وتظهر احصاءات غالوب السابقة بشأن التدخل العسكري الأميركي في مناطق أخرى في الماضي أن أعلى نسبة تأييد كانت للتدخل في أفغانستان وأقلها كانت بالنسبة للنزاع في كوسوفو عام 1999.

وكان الأميركيون منقسمين حول مشاركة بلادهم في عمليات حلف الأطلنطي لقصف منطقة كوسوفو في صربيا قبل شهر من بداية الحملة. والتشابه جدير بالتنويه، إذ إن بعض المحللين يقارن بين ضربة محتملة على سوريا والعملية العسكرية في كوسوفو من حيث المدى والمدة والهدف.

التدخلات الأميركية الثلاثة الأخرى التي رصد غالوب آراء الأميركيين بشأنها قبل البدء فيها كانت: العراق عام 2013 وأفغانستان 2001 وحرب الخليج عام 1991. وهذه العمليات كانت جميعها على مستوى أوسع من تلك التي يقترحها الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما بالنسبة لسوريا، وكانت تتضمن إرسال قوات أميركية إلى دول أجنبية.

حظي كل من هذه العمليات الثلاث بتأييد أغلبية عريضة قبل البدء فيها. وجدير بالذكر أن كل هذه العمليات تمت بتصريح من الكونغرس والأمم المتحدة أو بأحدهما في وقت إجراء الاستطلاع. بينما يناقش الكونغرس حاليا إذا ما كان سيسمح بالضربة أو يرفضها.

فبينما تقف نسبة التأييد لضرب سوريا ند 36 بالمئة، كان التأييد للحرب على العراق بنسبة 59 بالمئة في فبراير 2003، وللحرب في أفغانستان ساحقا بنسبة 82 بالمئة ولحرب الخليج 1991 62 بالمئة وكوسوفو 43 بالمئة عام 1999.

لكن التاريخ يؤكد أنه على الرغم من انخفاض تأييد الشعب الأميركي للتدخل في سوريا، فإن هذه النسبة يمكن أن ترتفع عندما تبدأ العمليات فعليا بسبب ما يطلق عليه “ظاهرة الحشد”.

خلال العشرين عاما الماضية، كان تأييد الأميركيين مرتفعا عند بداية العمليات العسكرية بمتوسط نسبة 68 بالمئة من المؤيدين فيما يخص 10 نزاعات سابقة.

أمثلة كوسوفو عام 1999 والعراق 2013 هي الأوضح على “ظاهرة الحشد”. فالتأييد لقصف يوغوسلافيا السابقة قفز فور تدخل الولايات المتحدة عسكريا. في عام 2003، كان مفعول الحرب على العراق أكثر قوة حين أيد 56 بالمئة من الأميركيين التدخل العسكري في استطلاع للرأي أجري في فبراير. لكن هذا الرقم قفز إلى نسبة 76 بالمئة في اليوم التالي لبدء الحرب في مارس من نفس العام.

وقد تؤدي موافقة الكونغرس، في حال حدوثها، إلى ارتفاع التأييد لضرب سوريا. فالحربان الماضيتان اللتان تم شنهما بموافقة بنسبة كبيرة في الكونغرس كانتا ضد أفغانستان في 2011 والعراق في 2003. إلا أن الظروف التي تمت فيهما كانت أجواء ما زالت متأثرة بالأجواء الأمنية التي خلفتها اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

انقسام في صفوف الديموقراطيين

الديموقراطيون منقسمون حول التدخل، إذ يؤيد 45 بالمئة منهم الضربة مقابل 43 بالمئة يعارضونها، بينما تعارض أغلبية كبيرة من الجمهوريين بنسبة 58 بالمئة ضرب سوريا ويوافق عليها 31 بالمئة.

كذلك في صفوف المستقلين الذين يعارض 53 بالمئة منهم مثل هذا التحرك.

أما أن يؤيد الديموقراطيون ضرب سوريا، على عكس موقفهم من الحرب على العراق، فهو مجرد كون رئيس من حزبهم هو من يقترح هذه العمليات العسكرية.

وارتفعت نسبة الأميركيين الذين يتابعون أنباء الحرب الأهلية في سوريا إلى 71 بالمئة مقارنة بنسبة 48 بالمئة في يونيو الماضي.

مبدئيا، فإن الأميركيين كانوا أكثر تأييدا للتدخلات العسكرية لبلادهم في الماضي عما هم عليه الأن. لكن بعد مرور نحو عقد من الزمان على النزاعات في أفغانستان والعراق تسلل الضجر من هذه العمليات إلى قلوبهم، وهو ما يؤكده أن نسبة المؤيدين لضرب سوريا أقل حتى من نسبة المؤيدين للعمليات العسكرية في ليبيا في 2011 التي لم تصل وقتها إلى الأغلبية وبقيت عند 47 بالمئة قبل إطلاق العمليات.

وقد أجري الاستطلاع تليفونيا على عينة من 1021 شخصا بالغا، من سن 18 سنة فما فوق ويعيشون في جميع الولايات الأميركية.

دمشق.. صلاة من أجل السلام

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تجمع مئات المسيحيين السوريين في العاصمة دمشق السبت، للصلاة من أجل السلام والاحتجاج على التدخل العسكري الغربي المحتمل، تلبية لدعوة البابا فرانسيس الذي دعا ليوم من الصلاة والصوم.

وخلال القداس الذس استمر 6 ساعات في كاتدرائية الزيتونة بالحي القديم في دمشق، ناشد بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المسيحيين البقاء في سوريا رغم الحرب.

وقاد البابا الذي وصف قبل يومين الحل العسكري في سوريا بأنه “مسعى بلا جدوى”، 1.2 مليار من أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم في يوم للصلاة والصوم من أجل السلام في سوريا والشرق الأوسط والعالم.

وأذاع التلفزيون السوري الرسمي القداس، ووصفه بأنه دعوة لعودة الأمن والسلام إلى سوريا، ومعارضة أي تدخل عسكري أجنبي، في إشارة إلى محاولة من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستخدام القوة العسكرية لمعاقبة حكومة الرئيس بشار الأسد على هجوم كيماوي وقع الشهر الماضي في ريف دمشق.

وعرض التلفزيون السوري لقطات تظهر بعض المصلين يحملون الأعلام السورية، وعبارات مكتوبة بخط اليد تعارض التدخل العسكري.

ضرب سوريا.. ما هي الأجواء في دول الجوار؟

(CNN)– ما يحدث في سوريا ليس معزولا داخل حدودها، وغني عن القول أيضا إنّ تداعيات أي ضربة تستهدفها ستنتشر في محطيها. فما هو الوضع الآن في الدول المحيطة بسوريا؟ ما مواقفها السياسية؟ وما اتجاهات الرأي العالم فيها؟

 لبنان:

تم تشديد الإجراءات الأمنية وتتزايد المخاوف من تداعيات مجهولة حيث يعتقد الكثيرون أنّ أي ضربة على دمشق التي تبعد عشرات الكيلومترات فقط عن بيروت، لن تزيد سوى من تدهور الوضع غير المستقر أصلا في بلد يعد مرآة للخلافات التي تعد خزانا للحرب السورية.

وفي الوقت الذي يرى أنصار الأسد أن الأمر سيكون تكرارا “لمهزلة العراق” يحاول معارضوه المشي على حبل رفيع. ويقول طلال أرسلان، المساند للأسد وهو زعيم الحزب الديمقراطي، إنّ الأمر يتعلق بنفس الكذبة التي دمرت بها أمريكا العراق. أما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يتهم النظام السوري باغتيال والده الزعيم الراحل كمال، فيرى أنّ العملية لن تكون قاصمة لظهر نظام الأسد.

ويرى عضو البرلمان اللبناني أحمد فتفت المعارض للأسد أنّ تداعيات الضربة ستبقى مرهونة بردّ فعل تنظيم “حزب الله” الذي انضم لحملة القمع التي ينفذها الأسد بأمر منه ومن حليفته إيران، على حد قوله. ورغم أن الحكومة كافحت حتى الساعة لتتعاطى مع الأزمة كمن يمشي على خيط رفيع، إلا أن ذلك لم يمنع العنف ولا تسلل اللاجئين.

والآن بات واحد من كل ستة أشخاص يعيش في لبنان، سوريا، في وقت يتزايد التوتر بين لبنانيين وسوريين. وشهد لبنان عمليات تفجير استهدفت شيعة وسنة، فيما زاد من المخاوف من كون البلد تحولت بالكامل ونهائيا ساحة لصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وعموما ترى الغالبية أنّ العملية لن تكون سوى عملية جراحية سطحية لإنقاذ ماء وجه الرئيس باراك أوباما الذي وجد نفسه في الزاوية بعد توعده بالتحرك في حال تجاوز الخطوط الحمر.

إسرائيل:

تسابق الآلاف في إسرائيل للحصول على أقنعة الغاز وسط مخاوف من احتمال شنّ الأسد هجمات انتقامية. ففي عام 2011، قال الرئيس شمعون بيريز إن على “الأسد أن يرحل” في تعليق رسمي نادر من إسرائيل بشأن الأزمة السورية. وفي مايو/أيار 2013، نفى مسؤول عسكري أن تكون بلاده “قامت بأي شيء ضد الأسد ونظامه” رغم أنّه تم اتهام إسرائيل ثلاث مرات على الأقل خلال هذا العام بشنّ هجمات جوية داخل سوريا.

الأردن:

تسيطر المخاوف على عمّان التي لا تبعد سوى ساعة عن سوريا وهي في مرمى الصواريخ السورية، من أن تؤدي الضربة إلى هجمات على الأراضي الأردنية. ويعد الملك عبد الله الثاني أحد أبرز حلفاء الغرب كما أنه الزعيم العربي الأول الذي دعا الأسد إلى الرحيل.

وغالبية الأردنيين من السنّة، ويتعاطفون مع المعارضة السورية التي تحاول إطاحة النظام العلوي هناك. وليس في الأمر سرا أنّ المملكة العربية السعودية تزوّد المعارضة السورية بالسلاح والعتاد عبر الحدود الأردنية رغم أن عمّان تقول إنها تقوم بكل ما في وسعها لمنع ذلك وأنها لا ترغب في مزيد من تدهور الوضع في سوريا.

ورغم أن قادة أبرز جيوش العالم اجتمعوا في الأردن الأسبوع الماضي، لمناقشة الملف السوري، إلا أنّ الحكومة تصر على أنها لن تكون منصة إطلاق لأي حرب على جارتها. وجدد المتحدث باسم الحكومة محمد مومني تأكيد حكومته على أنّها ترغب في حل سياسي في سوريا.

العراق:

يعيش في العراق نحو 30 ألف لاجئ سوري وصلوه في ظرف خمسة أيام خلال أغسطس/آب. وقالت الحكومة إنها في حالة طوارئ قصوى تأهبا لاحتمال شن هجوم على جارتها. وتعارض بغداد أي تدخل غربي في سوريا لاسيما أنها تعاني بدورها من انقسام طائفي حاد ازدادت ملامحه مع عودة وتيرة العنف المتبادل بين السنة والشيعة الذي يحكمون البلد. ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي إلى الوحدة ونبذ الطائفية ووضع المصالح الوطنية في المقام الأول.

السعودية:

تعد المملكة العربية السعودية حاملة لواء السنة في العالمين العربي والإسلامي، وتحاول المشي على خيط رفيع جدا في تعاملها مع الأزمة السورية. ورغم أن الكثير من الملاحظين يشددون على أن الرياض تدعم توجيه ضربة عسكرية لسوريا، إلا أن الحكومة لم تعلن عن ذلك صراحة.

ودعا وزير الخارجية سعود الفيصل الأمم المتحدة بما فيه مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الملقاة على عاتقه إزاء الشعب السوري معتبرا أنّ نظام الأسد فقد كل شرعية.

وتدعم غالبية السعوديين المعارضين المسلحين وترغب في إطاحة الأسد ولكنهم أيضا يخشون من أن تزيد الضربة من معاناة المواكن السوري البسيط الذي يعاني أصلا أوضاعا كارثية.

وقال خالد المعينا، وهو رئيس تحرير صحيفة “غازيت” السعودية الناطقة بالإنجليزية، إنّ الشعب هنا(المملكة العربية السعودية) يعارض أي هجوم يتسبب في مزيد من الدماء في هذا النزاع. إنهم يعرفون ما جرى في العراق ويعرفون أيضا كم قتل من الأبرياء في العراق وليبيا واليمن وباكستان بسبب القصف. كما أمل وأعتقد أنّ الشعب لا يدعم أي ضربة لسوريا. ولا أريد شخصيا رؤيتها تقصف لأنها لن تزيد إلا من معاناة الشعب السوري. وللعرب ما يكفيهم من الأضرار الجانبية.”

مصر:

أما في مصر التي تعيش بدورها أجواء من العنف الداخلي منذ نحو الشهرين بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي سارع عدد من الأحزاب إلى رفض أي تدخل عسكري في سوريا، وأبرزها حركة “تمرد” التي كانت محرك التظاهرات ضدّ مرسي، والتي دعت الحكومة المصرية إلى رفض أي عملية ضد دمشق.

وقال المتحدث باسم الحركة محمود بدر إنّ “الولايات المتحدة دولة إمبريالية دمرت العراق وتريد تدمير سوريا والتدخل في الشؤون الداخلية المصرية” فيما طالب رفيقه في حركة “تمرد” حسن شاهين “إغلاق قناة السويس أمام عبور أي قطعة عسكرية تتحرك صوب سوريا. واعتبر وزير الخارجية نبيل فهمي أنّ الحل الأوحد في سوريا سياسي.

اليمن:

وفي اليمن، التي تعيش بين الفينة والأخرى على وقع عمليات طائرات “الدرونز” الأمريكية التي تستهدف ناشطين من تنظيم القاعدة، يبدو أنه من المستحيل تقريبا العثور على داعم لأي عمل عسكري ضد سوريا رغم المشاعر المختلطة إزاء بشار الاسد.

وقال أحمد بحري، عضو حزب الحق اليمني لـCNN إن أي تدخل خارجي في سوريا سيزيد فقط من مشاعر الكراهية إزاء الولايات المتحدة في اليمن وجميع الدول العربية، معتبرا أنّه لم تعد لواشنطن أي مصداقية لدى الشعوب العربية وأنّ عددا من حكومات العرب لا تعمل إلا ضد نصالح شعوبها.

ورغم أن هناك الكثيرين يرغبون في إطاحة الأسد، إلا أنّ الكثيرين أيضا يخشون من أن تعمد مجموعات “سنية متشددة” إلى الاستيلاء على الحكم في حال رحيله.

فقد نجح تنظيم القاعدة في توسيع مجال نشاطه بعد إجبار الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي. وفي الوقت الذي يعيش فيه اليمنيون تحت إرهاب القاعدة، فإنهم يعيشون أيضا في ظل مخاوف من عمليات الطائرات بدون طيار التي تقوم بها الولايات المتحدة في أجوائهم.

ورجّح الناشط الشاب ناصر العبسي أن لا تؤدي أي عملية عسكرية أمريكية في سوريا، سوى إلى إنتاج جيل جديد من الإرهابيين في المنطقة. وأضاف “ستندم الولايات المتحدة على مهاجمتها سوريا، فالعرب مسالمون ولكنهم كانوا أهدافا للغرب. هذا الهجوم سيدفع آلاف الشباب إلى الالتحاق بتنظيم القاعدة من أجل الثأر لمقتل أحبائهم.”

كيري: اتفقت ووزراء الخارجية العرب على أن الأسد تجاوز “الخط الأحمر الذي وضعه المجتمع الدولي

قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إنه ووزراء الخارجية العرب المجتمعون في العاصمة الفرنسية باريس اتفقوا على أن الرئيس السوري الأسد تجاوز “الخط الأحمر الذي وضعه المجتمع الدولي” بسبب المزاعم بأنه استخدم الأسلحة الكيمياوية في الهجوم على منطقة الغوطة بمشارف دمشق.

وأضاف كيري أن “استخدام الأسد المحزن للأسلحة الكيمياوية الباعث تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه المجتمع الدولي”.

ويوجد كيري في باريس بهدف حشد الدعم لتوجيه ضربة لنظام الرئيس الأسد.

ومضى للقول عقب الاجتماع “من الواضح أننا إذا لم نتخذ إجراء معينا، فإن الرسالة التي سوف يتلقاها حزب الله وإيران والأسد هي أن لا أحد يهتم بخرق هذه القاعدة المعيارية التي عمرها مئة عام”.

لكن أضاف قائلا إن الحرب الأهلية في سوريا سوف تحتاج إلى حل سياسي.

وقال في هذا الخصوص “لقد قلت مرارا وتكرارا ولا أزال أكرر القول إن ليس ثمة حل عسكري”.

وتابع قائلا “ما نسعى إليه هو فرض القاعدة المعيارية بخصوص استخدام الأسلحة الكيمياوية”.

انقسام

وأبدت الأنظمة العربية انقساما بشأن مسألة توجيه ضربة عسكرية لسوريا إذ يقول مراسل بي بي سي في باريس، هيوز شوفيلد، إن دولا مثل السعودية وقطر تؤيد الضربة المحتملة في حين تبدي دول أخرى مثل الأردن ولبنان حذرا من اللجوء إلى الخيار العسكري مخافة أن يمتد النزاع إلى الدول المجاورة لسوريا.

وتتهم الولايات المتحدة سوريا بقتل 1429 شخصا في هجوم بغاز السارين على منطقة الغوطة يوم 21 أغسطس/آب الماضي.

لكن حكومة الأسد تحمل مقاتلي المعارضة التي تسعى للإطاحة بنظامه مسؤولية الهجوم الكيمياوي.

وكان اجتماع باريس مقررا من قبل لمناقشة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية لكن الأزمة السورية واحتمال توجيه ضربة لنظام الأسد طغت عليه.

وقال كيري بشأن الأجندة الأصلية إن إسرائيل والفلسطينيين “عاقدو العزم ومصممون” على الالتزام بالمحادثات وحل الدولتين.

وأضاف أنه سيلتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “قريبا”.

“تفادي الضربة”

ومن جهة أخرى، عُقد الأحد في وزارة الخارجية العراقية مؤتمر صحفي لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف في أول زيارة له للعراق منذ توليه منصبه.

وركز الوزيران من خلال الإجابة على أسئلة الصحفيين على الوضع الإقليمي وتطورات الأزمة السورية وأهمية العمل لتفادي توجيه ضربة عسكرية لهذا البلد.

كما أدانا استخدام السلاح الكيمياوي من قبل أي جهة باعتبار أن العراق وإيران كانا ضحية هذه الأسلحة إبان الحرب العراقية الإيرانية.

وفيما يخص سعي الإدارة الأمريكية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا قال وزير الخارجية الايراني “نحن نعلم ان الرئيس الأمريكي أوباما وقع في فخ نصبه له الآخرون دون رغبة منه ونأمل ان يخرج منه”.

وحول ما تردد عن تهديدات إيرانية باستهداف المصالح الأمريكية في حال مهاجمة سوريا في إشارة للسفارة الأمريكية في العاصمة العراقية قال ظريف إن “إيران لن تقدم على أي عمل يمس السيادة العراقية”.

وأكد زيباري عدم علمه بموعد توجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على سؤال حول زيارته الأخيرة لواشنطن، مضيفا أن “العراق لن يكون منطلقا لأي اعتداء على سوريا ولن يقدم أي تسهيلات بهذا الخصوص”.

كيري: لا قرار بعد بشأن السعي للحصول على تصويت في الأمم المتحدة حول سوريا

باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد إن الولايات المتحدة لم تستبعد امكانية العودة لمجلس الأمن للحصول على قرار بشأن سوريا بمجرد أن ينتهي مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة من تقريرهم.

وأضاف متحدثا في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره القطري خالد العطية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتخذ قرارا بعد بخصوص هذا الأمر.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

صحيفة: القوات السورية ربما استخدمت سلاحا كيماويا دون تصريح من الأسد

برلين (رويترز) – ذكرت صحيفة فيلت ام زونتاج الألمانية يوم الأحد نقلا عن المخابرات ان القوات السورية نفذت على الأرجح هجوما بأسلحة كيماوية قرب دمشق دون تصريح شخصي من الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة إن رسائل عبر اللاسلكي التقطها عملاء للمخابرات الألمانية أوضحت مطالبة قادة الألوية والفرق السوريين قصر الرئاسة بالتصريح لهم باستخدام أسلحة كيماوية على مدى الأربعة شهور ونصف الماضية لكن القصر كان يرفض دائما.

ورأى مسؤولون بالمخابرات ان ذلك قد يعني ان الأسد لم يوافق شخصيا على الأرجح على الهجوم الذي وقع قرب دمشق يوم 21 أغسطس اب وقدر عدد ضحاياه بأكثر من 1400 قتيل.

ولم يتسن الوصول الى مسؤول في وكالة المخابرات الأجنبية الألمانية (بي.ان.دي) للتعليق.

وقالت الصحيفة ان الاتصالات اللاسلكية التقطتها سفينة الاستطلاع (اوكر) التابعة للبحرية الالمانية أثناء ابحارها على مقربة من الساحل السوري.

وأدلى رئيس وكالة المخابرات جيرهارد شيندلر الأسبوع الماضي بافادات سرية امام لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني. وأضافت الصحيفة ان شيندلر أبلغ لجنة الدفاع ان الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر لسنوات.

وأبلغ رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الألمانية الجنرال فولكر فيكر المشرعين بأن تأثير القوات ذات الصلة بتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة السورية في تزايد.

وقال أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية حضروا الافادة لرويترز ان شيندلر قال انه على الرغم من عدم وجود دليل قاطع لدى وكالة المخابرات بشأن مسؤولية حكومة الأسد فان لديها الكثير من الأدلة التي تشير الى مسؤوليتها.

يشمل ذلك اتصالا هاتفيا التقطه رجال مخابرات ألمان بين مسؤول بجماعة حزب الله والسفارة الايرانية في دمشق قال فيه المسؤول ان الأسد أمر بالهجوم.

وتلوم ألمانيا والاتحاد الاوروبي الحكومة السورية على الهجوم لكنها حثت على انتظار تقرير محققي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة قبل القيام بأي رد عسكري تقوده الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاج كررت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أن ألمانيا لن تشارك في أي عمل عسكري لكن استخدام أسلحة كيماوية يجب ألا يمر دون رد.

وتناضل ميركل للفوز بفترة ولاية ثالثة في انتخابات اتحادية تجرى في غضون أسبوعين. ويعارض الألمان على نطاق واسع القيام بعمل عسكري ضد سوريا.

(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى