أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 08 حزيران 2014

«مكتب وساطة» إيراني في «عاصمة الثورة»
لندن، بيروت، تونس – «الحياة»، أ ف ب
خطت ايران خطوة إضافية في مساعيها لرعاية تسويات مصالحة محلية تخدم مصالحها والنظام السوري، لدى اقتراح ممثلي النظام فتح «مكتب دائم للوسيط الإيراني» لمعالجة أي خرق للتسوية في حمص «عاصمة الثورة»، في وقت اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله بالترويج لـ «انتخابات الدم» التي ثبتت بشار الأسد رئيساً. واستمر الطيران السوري بشن غارات على مناطق مختلفة من البلاد مع تصعيد القصف على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، حيث قتل مدنيون بغارات على مستشفى شمالاً قرب حدود تركيا وجامعة في ريف إدلب.

وقال «الائتلاف» في بيان أمس: «لا يمكن المسرحية الهزلية التي جرت خلال الأيام الماضية في سورية ووصفها نصر الله بأنها تعبير عن إرادة الشعب السوري، أن ترقى إلى عملية ديموقراطية بأي حال من الأحوال، ويكفي دليلاً على ذلك مئات الحواجز والفرق الأمنية التي انتشرت في شكل مكثف لتفتيش المواطنين والتأكد من مشاركتهم في الانتخابات، مروراً بسيل من الإجراءات القمعية التي تزامنت مع كل أنواع التهديد والوعيد الموجه لكل فرد يحاول مقاطعة العملية». وكان نصرالله قال في خطاب أول من أمس، إن «الحل يبدأ وينتهي مع الأسد».

وجدد «الائتلاف» دعوته إلى «ضرورة قيام المجتمع الدولي بكل ما من شأنه إجبار النظام على القبول بالاتفاقات والقرارات الدولية التي تشكل أساساً للحل السياسي في سورية، وأولها بيان جنيف» الذي تضمن الدعوة لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول النظام والمعارضة. وقال التكتل المعارض إن «الشعب السوري مستمر في ثورته حتى الانتصار وطرد كل الميليشات الإجرامية المقاتلة إلى جانب نظام الأسد والعمل على تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والديموقراطية».

تزامن ذلك مع معلومات توافرت أمس حول مفاوضات تجري بين ممثلي النظام والمعارضة لتطوير وقف إطلاق النار في حي الوعر في حمص الذي يضم 300 ألف شخص إلى هدنة دائمة. وتضمنت مسودة قدمت أمس وحصلت «الحياة» على نسخة منها، تسع نقاط، بينها تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم و «تسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين والمتخلفين» عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية وفتح جميع الطرقات إلى حي الوعر وانتشار قوات الجيش النظامي لـ «فترة بسيطة» متفق عليها إلى أن يتم الانتهاء من تفتيش الحي وانسحاب قوات الجيش النظامي خارجه و «سحب آلياته الثقيلة» مقابل دخول عناصر الشرطة المدنية وجهاز استخبارات أمن الدولة «من دون حواجز وضمان عدم اعتقال» أهالي الوعر والمعارضين.

وكان لافتاً أن البند الثامن من مسودة اتفاق الهدنة نص على «فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق»، إضافة إلى عودة الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة مع الضمانات. وقالت المصادر إن ممثلي النظام في المفاوضات حضوا المعارضة على تعجيل التوصل إلى اتفاق لترتيب عودة عشرات آلاف الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة بعد الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي.

ميدانياً، صد مقاتلو المعارضة لليوم الـ66 محاولات قوات النظام والميليشيات السيطرة على المليحة شرق دمشق التي تتعرض لصواريخ ارض – ارض. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران السوري شن غارتين على مستشفى شمال سورية قرب حدود تركيا ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص وتدمير سيارات إسعاف. وأضاف أن الطيران قصف أيضاً «مناطق في محيط جامعة إيبلا الخاصة في منطقة سراقب في إدلب ما أدى إلى مقتل طفلتين وإصابة 8 مواطنين بينهم 7 أطفال».

وبين دمشق وحدود الأردن، قتل أربعة مواطنين ومواطنة مع توافر معلومات عن مقتل أربعة آخرين جراء قصف لقوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض على منطقة في بلدة تسيل» في ريف درعا.

سياسياً، قررت وزارة الخارجية التونسية فتح مكتب إداري لـ «العناية بالجالية التونسية» في سورية بدمشق، ذلك بعد سنتين من إعلان الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي قطع العلاقات الديبلوماسية بين بلاده والنظام السوري. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي لـ «الحياة»: «الوجود الإداري التونسي في سورية لا يعني بأي حال من الأحوال استعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق»، موضحاً أن الأمر يقتصر على تقديم الخدمات الإدارية وتسهيل أمور التونسيين المقيمين في سورية.

من هنأ الأسد بتجديد ولايته الرئاسية؟
دمشق – سانا
هنأ 3 رؤساء دول فقط رئيس النظام السوري بشار الأسد بفوزه بالانتخابات التي أجراها على الأراضي الخاضعة لسيطرة قواته، الثلثاء الماضي، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وذكرت “سانا” أن الأسد تلقى مساء أمس الجمعة اتصالا هاتفيا من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هنأه خلاله بفوزه بالانتخابات.

وجاء الاتصال بعد تلقي الأسد، برقيتا تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأخرى من رئيس جمهورية كوريا الديموقراطية كيم يونغ أون.

وتعتبر الدول الثلاثة التي هنأ رؤساؤها الأسد من الدول الداعمة للنظام السوري منذ اندلاع الثورة الشعبية ضده منتصف شهر آذار (مارس) 2011.

في سياق متصل، بارك الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أمس الجمعة، ما وصفه بـ “الإنجاز المصيري” الذي تحقق بفوز الأسد في الانتخابات الرئاسية قبل أيام ضمن خطاب ألقاه خلال حفل تأبيني.

وكان رئيس البرلمان السوري محمد جهاد اللحام أعلن الأربعاء الماضي فوز الأسد بنسبة 88.7 في المائة من إجمالي الأصوات المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

«مكتب دائم للوسيط الإيراني» في حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص
لندن – إبراهيم حميدي
كشفت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أن مفاوضات تجري بين ممثلي النظام السوري ومقاتلي المعارضة لإنجاز تسوية نهائية في حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في حمص (وسط البلاد). وتضمّنت مسودة الاتفاق بنوداً عدة، أحدها «فتح مكتب للوسيط الإيراني، لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق» الجاري العمل لإنجازه.

وجرى في الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق في حمص القديمة، عبر وسيط إيراني، تضمن خروج مقاتلي المعارضة بسلاحهم إلى الريف الشمالي لحمص، وإطلاق «الجبهة الاسلامية» امرأة إيرانية، ورجلاً روسياً، وعشرات المدنيين، لكن حي الوعر الذي يضمّ نحو 300 ألف مدني، بينهم مقاتلون من المعارضة، وأُسر مقاتلين كانوا لجأوا إليه، بقي آخر معاقل المعارضة في «عاصمة الثورة» السورية.

ويضم حي الوعر عدداً من أهالي حمص القديمة، وكتائب مقاتلة، حيث فرضت قوات النظام حصاراً شديداً عليه، ضمن سياسة «الجوع او الركوع». وقال أحد أعضاء لجنة الوساطة إن ثلاثة أطراف مؤثرة في الحي: قوات النظام الأمنية والعسكرية، مقاتلو المعارضة، ميليشات شيعية تشكلت من قريتين شيعيتين على طرف الجزيرة السابعة للحي.

وأوضحت ريم تركماني لـ «الحياة»، وهي على صلة بالمفاوضات، أن «الالتزام بالهدنة الأولية التي تم الاتفاق عليها منذ أكثر من أسبوعين، مؤشر جيد على جدية الأطراف بالتزام بنود الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه الآن»، مشيرة إلى أهمية حصول «خطوات بناء ثقة، لإعادة الثقة بالمسعى التفاوضي نفسه، وليس فقط الثقة بين الأطراف المتفاوضة».

وكانت إجراءات بناء الثقة التي أنجزتها لجنة المفاوضات بدعم من «منظمة الهلال الاحمر»، سحب جثث ثمانية مقاتلين من المعارضة، و11 من المقاتلين الموالين للنظام.

وأنجز وسطاء وقفاً لاطلاق النار في نهاية الشهر الماضي، لكن المفاوضات جارية لإنجاز تسوية نهائية، أو لمدة ستة أشهر على الأقل. وبحسب وثيقة حصلت عليها «الحياة»، فإن المفاوضات الجارية تضمنت اتفاق ممثلي النظام والوسيط الإيراني من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، على مسودة هدنة نهائية قُدّمت أمس إلى المعارضة، تضمنت تسع نقاط بينها تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم، و«تسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين والمتخلفين» عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، وفتح جميع الطرقات إلى حي الوعر.

وتضمنت المسودة أيضاً «إخراج من لا يرغب بالتسوية» إلى خارج الحي، وانتشار قوات الجيش النظامي لـ«فترة بسيطة» مُتفق عليها، إلى أن يتم الانتهاء من تفتيش الحي، وانسحاب قوات الجيش النظامي إلى خارج الحي، و«سحب آلياته الثقيلة»، مقابل دخول عناصر الشرطة المدنية، وجهاز استخبارات أمن الدولة «من دون حواجز، وضمان عدم اعتقال» أهالي الوعر والمعارضين.

ونصّ البند الثامن من مسودة اتفاق الهدنة على «فتح مكتب للوسط الإيراني في الحي، لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق»، إضافة إلى عودة الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة، مع الضمانات. وقالت المصادر إن ممثلي النظام في المفاوضات حضّوا المعارضة على تعجيل التوصل إلى اتفاق لترتيب عودة عشرات آلاف الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة، بعد الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي.

وبحسب تركماني، فإن المفاوضات تتناول حالياً «آليات تطبيق الاتفاق، والجدول الزمني» ذلك أنه ليست هناك «جهات يمكن أن تُعتبر رقيباً مستقلاً على تنفيذ الاتفاق، إذ وجود الأمم المتحدة التي يُفترض أن تلعب مثل هذا الدور لا يزال ضعيفاً، كما لا يملك فريقها في سورية صلاحيات لمراقبة الاتفاقيات (المصالحة المحلية). أما الطرف الإيراني فهو أقرب لأن يكون ضامناً لبنود الاتفاق، ولا يمكن أن يكون الرقيب على تنفيذه».

وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اتهم في بيان النظام بـ«إعدام قرابة 20 شخصاً، واعتقال 80 آخرين من مقاتلي حمص، بعدما سلّم هؤلاء أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة إلى حي الخضر، بموجب اتفاق مع النظام على أن يُطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم»، الأمر الذي لم يحصل.

وبالتوازي مع المفاوضات، بدأت الحياة تستعيد بعض الهدوء في الوعر، لأول مرة منذ 14 شهراً. وقال أحد النشطاء إن الكهرباء والمياه عادتا إلى الحي بعد انقطاع منذ خمسة أشهر، إضافة إلى توافر المواد الغذائية وإدخالها في شكل متقطع. وأضاف الناشط لـ«الحياة»، في رسالة إلكترونية: «إنه منظر يبعث بالأمل للحياة من جديد، مع إيقاف آلة القتل اليومي الذي كان يتعرّض له أهالي الحي، قبل اتفاق وقف إطلاق النار، هو المشي في شوارع تحت أنظار قناصة النظام، وانتشار بسطات بيع الخضار، وفتح محلات غذائية» في الحي، لافتاً إلى أن «حظر التجول يُفرض مساء» كل يوم.

لكن الناشط أشار إلى أن «تردي مستوى الحياة المعيشية والفقر أديا إلى قلة حركة البيع والشراء، إضافة إلى أن بعض المواد يُباع بثلاثة أضعاف سعره». وأشار إلى ازدهار «تجار الحرب»، عبر تبادل منافع بين التجار ومسؤولين محليين، للسيطرة على بيع البضائع، لتحقيق أرباح كبيرة. وقال: «إذا حصل اشتباك بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، يُمنع إدخال المواد إلى حي الوعي لفترة معينة كعقوبة إضافية».

وبحسب تقرير رفعه أحد النشطاء إلى الوسطاء، أُصيب خلال فترة التفاوض ثلاثة أشخاص برصاص قناصة النظام، منذ تطبيق وقف إطلاق النار، وتم استهداف الحي بقذائف دبابات، وأن مقاتلي المعارضة «لم يردوا على ذلك خشية انهيار المفاوضات».

ومنذ فرض الحصار على حي الوعر، لم يُسمح بالدخول والخروج من الحي سوى للموظفين الحكوميين وطلبة الجامعات فقط، و«يُمنع خروج أو دخول أي عائلة، أو فرد، إلا بورقة موافقة أمنية، حتى الحالات المرضية المزمنة والخطرة تحتاج لهذه الموافقة»، بحسب الناشط.

وكان لافتاً أن بعض أهالي حي الوعر شارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خصوصاً موظفي القطاع العام وطلاب الجامعات. وقال الناشط: «بعضهم انتخب لأنه يريد حلاً، والبعض انتخب بسبب الخوف، فيما انتخب آخرون مقابل حصول كل منهم على ربطتي خبز في شكل مجاني». وزاد: «كان بين المقترعين أهالي شهداء ومعتقلين».

وأعربت تركماني عن الأسف لـ«عدم تحقيق مكاسب سياسية» في اتفاقات التهدئة التي حصلت في حمص القديمة، وعدد من أطراف دمشق، في الفترة الاخيرة، مُشيرة إلى التدخل الإقليمي في المفاوضات.

إلى ذلك، قالت مصادر أخرى لـ «الحياة»، إن السلطات التركية بدأت تضيق على تدفق اللاجئين إلى أراضيها، تحسباً لتدفق حوالي 300 ألف لاجئ جديد، في ضوء توافر معلومات عن نية قوات النظام فرض حصار على أحياء في حلب (شمال البلاد)، وتكرار تجربة حمص القديمة والوعر.

“شهداء الشرفات” ضحايا احتفالية الموت السورية
دمشق ـ ناصر علي
لم يكن مراسل وكالة (شيخوا) الصينية في دمشق، الضحية الوحيدة لهستيريا الفرح الذي عمّ العاصمة وريفها بشكل خاص، وانتشر على مساحة المناطق المؤيدة للرئيس بشار ا‏‏لأسد، فور إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، أو ربما قبل ذلك.

استهدفت الرصاصات المجنونة مواطنين آمنين في بيوتهم، ووصل عدد القتلى إلى عشرة أشخاص، حسب مصادر النظام نفسها، في وقت لم يكن أحد يتوقع أن يصيبه رصاص “صديق” بمقتل، وأن تموت طفلة وهي تلعب في صالون البيت وسط ذهول الأهل.

مات الشاب علي ناصر، بطريقة غر منطقية، كما يصفها أصدقاؤه، وهو الذي يتسم بخلق وحس وطنيين، وواحد من أفضل الرياضيين في سوريا. قتل جراء إصابته بطلق ناري ساقط من الأعلى، بينما كان واقفاً على شرفة بيته في مدينة اللاذقية، حيث وقعت حالة “الهيستريا” الكبرى، فرحاً بفوز الأسد، بالانتخابات.

وحادثة الشاب علي، ليست الوحيدة، إذ أن العشرات أصيبوا بجروح، بعضهم في حالة الخطر الشديد، بسبب “المطر الرصاصي” الذي هطل على البيوت من جموع السكارى، الذين احتفلوا في الشوارع، بينما أكد شهود بأن بعض مطلقي النار، سدد مباشرة على البيوت في منطقة المزة في دمشق.

وعلى الرغم من التعليمات الواضحة التي صدرت من رئيس النظام الى أعوانه بعدم إطلاق النار، والتعبير عن “فرحهم” بطرق “حضارية”، إلا أن أحداً لم يستجب، وقد ساهم العسكريون والمدنيون في حفل النار المجنون.

والأدهى، أن تعليمات رأس النظام نفسه، الذي هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، لم يمتثل لها العسكريون، فقد أحرقت عناصر الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة سماء دمشق بصنوف كافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

على أوتوستراد المزة، وهو الشارع العريض وسط العاصمة، كانت جموع المحتفلين تسير بطريقة لم تعهدها المدينة أبداً. نساء وأطفال وعساكر، نساء يرتدين الزي العسكري كن يطلقن الرصاص في الهواء مع الزغاريد.

سيارات تطل من نوافذها نسوة يطلقن الرصاص من مسدسات عادية، ويطلقن التهديدات ويتوعدن المعارضين بالموت، فيما تلوح الصغيرات منهن بصور “القائد الذي انتصر على منافسيه”.

في ساحة الأمويين فتحت عناصر الحواجز المحيطة بمبنى التلفزيون الرسمي، وبمدخل حي المالكي والطرق المؤدية إلى جسر الرئيس، نيران بنادقها تعبيراً عن البهجة العارمة.

عدا عن عناصر الجيش، الذين تمرّدوا على أمر قائدهم الأعلى، “كان أكثرية المجانين، ممن أطلقوا النار بكثافة، هم من عناصر الدفاع الوطني “الشبيحة”، حسب أحد ضباط النظام، الذي فضل عدم ذكر اسمه.

في ليلة الهستريا تلك، لم ينم السوريون في الأماكن التي تسمى آمنة، بينما أطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، (فيسبوك) وغيره، لمحاسبة “المجانين”، كما شهدت هذه المواقع جدلاً واسعاً وحاداً، بين المؤيدين للنظام فيما بينهم، وبينهم وبين المعارضين له، حول قدرة السلطة على السيطرة على مثل هذه الأوضاع، أو أنها قد فقدت السيطرة تماماً حتى على مؤيديها.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014

سيغريد كاغ: إمرأة حديدية تشرف على تدمير الكيميائي السوري
أ. ف. ب.
عمل دؤوب جعلها محل احترام الجميع
سطع نجم الألمانية سيغريد كاغ التي ترأست البعثة الدولية لتدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية. فهذه السيدة التي تجيد العربية بطلاقة مع خمس لغات أخرى، تحدت قذائف الهاون في سوريا، وتنقّلت بلا توقف بين الشرق الاوسط واوروبا ونيويورك وأجرت اتصالات مع موسكو وواشنطن.

الأمم المتحدة: تبدو الدبلوماسية التي تتولى تدمير الاسلحة الكيميائية السورية سيغريد كاغ سيدة انيقة، وهي ام لاربعة اولاد تتكلم ست لغات بينها العربية ولا تخشى اطلاقا مناطق الحرب.

نجم كاغ

وخلال تسعة اشهر، ترأست هذه السيدة الالمانية البعثة الدولية لتدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية متحدية قذائف الهاون ومتنقلة بين الشرق الاوسط واوروبا ونيويورك ومجرية اتصالات مع موسكو وواشنطن والاساطيل البحرية.

وقد تكون سوريا لم تحترم المهل المحددة لكن 93 بالمئة من اسلحتها الكيميائية المعلنة نقلت خارج البلاد. وكاغ وراء النبأ الجيد الوحيد في هذا النزع الذي اوقع اكثر من 160 الف قتيل.

ولمع نجم كاغ في المقر العام للامم المتحدة مع الاشادة بامرأة عملت في صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الى جانب الملكة رانيا وحلمت في ان تصبح يوما مغنية.

وتتكلم كاغ البالغة من العمر 52 عاما اللغة العربية بطلاقة. ويقول دبلوماسيون انها انجزت عملا ممتازا. وتحظى ايضا باحترام في دمشق حيث اطلق عليها البعض اسم “المرأة الحديدية”.

المرأة الحديدية

وصرح احد الموظفين المحليين العاملين معها لوكالة فرانس برس “لا تتوقف عن العمل وتكاد لا تنام”.

والاكيد انه ستسند اليها مهمة كبرى بعد انتهاء عملها في الاشهر المقبلة.

وقد ذكرت وسائل اعلام انها قد تخلف الاخضر الابراهيمي في منصب الوسيط لعملية السلام في سوريا في حين يتوقع اخرون ان تتولى منصبا اخر في المنطقة.

وتستبعد الادعاءات القائلة بان امرأة غربية تجد صعوبة في العالم العربي وتقول انه تم التعامل معها دائما باحترام. وصرحت لوكالة فرانس برس في مقابلة “اعتقد ان المرأة تملك امكانات كبرى في اي مفاوضات”.

حزم المرأة

واضافت “يمكن للمرأة ان تستخدم اساليب عديدة ان تكون حازمة في توجيه الرسالة والتفاوض لكن اعتقد ان للنساء مهارة خاصة”.

وزوج كاغ دبلوماسي فلسطيني سابق. وهي ترى ان كون اولادها من اب عربي يساعد ايضا على حد قولها.

وقالت “لكن في نهاية المطاف اعتقد انه يحكم على الافراد استنادا الى انجازاتهم اذا كان الفرد صادقا واذا كان ملتزما واذا كان قادرا على اتمام المهمة على افضل وجه”.

وبوصفها رئيسة البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة منع انتشار الاسلحة الكيميائية تعمل مع 110 موظفين.

تتحدى الموت

وفي دمشق تقول ان قذائف هاون سقطت في محيط الفندق الذي تنزل فيه وتعمل منه وانها صرفت موظفين لم يكونوا قادرين على التعامل مع هكذا وضع. وقالت “يجب الحفاظ على الهدوء وان يبقى المرء متماسكا”.

واضافت “تشعر بالامتنان ان نجوت من انفجار القذائف لكنك تعلم جيدا انك تعيش في ساحة حرب”.

مسيرة مكتنزة

ونجحت كاغ في شغل مناصب رفيعة بعد ان انتقل والدها استاذ الموسيقى الى مصر للالتحاق بالجامعة الاميركية في القاهرة.

وتحمل كاغ شهادة ماجستير من جامعة اوكسفورد. وقد عملت في القطاع الخاص لحساب مجموعة شل العملاقة في لندن لعامين قبل ان تلتحق بوزارة الخارجية الالمانية.

وقررت كاغ الاستقالة من منصبها بعد ان التقت زوجها في القدس والتحقت بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).

وخلال العقدين الماضيين عاشت في القدس والاردن ونيويورك والسودان وسويسرا وتبنت طفلا وانجبت ثلاثة محاولة التوفيق بين عملها وعائلتها.

وكانت كاغ سابقا المسؤولة الثالثة في برنامج الامم المتحدة للتنمية ومديرة اليونيسف للشرق الاوسط وشمال افريقيا والتقت خلال شغلها هذه الوظائف السيدة الاولى السورية اسماء الاسد.

حياة عائلية صعبة

وفي مهمتها الحالية لم تاخذ قسطا من الراحة. فقد توفيت والدتها منذ انتقالها الى دمشق وتقر بانه من “الصعب جدا” ان ترى اولادها الذين تتراوح اعمارهم بين 11 و19 عاما.

وتعيش حاليا في القدس الشرقية الى حيث انتقلت الاسرة العام الماضي. فهل يقلقون من كونها تعيش في بلد يشهد حربا؟.

وقالت وهي تبتسم “انهم يشعرون بطمأنينة لانني احظى بحماية لكنهم يعلمون انها محدودة وشددت على ذلك”.

وتصف نفسها بانها شخص “يبحث عن النتائج اولا” وان اعصابها من حديد.

وقالت “لا اشعر بالهلع او الذعر بسهولة”. والاستثناء الوحيد هو عندما كادت طائرة صغيرة كانت على متنها تتحطم.

قتلى وجرحى في قصف نظامي على حلب.. واشتباكات عنيفة بريف درعا
الأسد يطلق 480 معتقلا بينهم عشرات النساء من سجن عدرا
بيروت: «الشرق الأوسط»
واصلت القوات النظامية السورية، أمس، قصف أحياء في مدينة حلب، شمال سوريا، بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية بالقرب من تل الجموع بريف درعا. كما نقلت السلطات النظامية الإفراج عن 480 معتقلا بينهم 80 امرأة من سجن عدرا إلى العاصمة تمهيدا للإفراج عنهم، في «إطار مبادرة» من الرئيس السوري بشار الأسد بعد إعادة انتخابه، وفق ما نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن محامين.

وذكر المرصد أن «عشرات من السجناء السوريين ينتظرون الإفراج عنهم من سجن حكومي في دمشق بعدما حصلوا على العفو من الرئيس بشار الأسد بمناسبة إعادة انتخابه الأسبوع الجاري»، موضحا أن «كل السجناء الذين سيفرج عنهم كانوا محتجزين بناء على اتهامات بالإرهاب»، وهو تعبير تستخدمه الحكومة لوصف مقاتلي المعارضة أو أي شخص متورط في الحراك الشعبي ضد النظام.

وتعتقل السلطات السورية، وفق منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، عشرات آلاف الأشخاص بتهم «الإرهاب»، بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وبعضهم الآخر للاشتباه بأنهم معارضون للنظام. وتفيد تقديرات بوجود 18 ألف شخص محتجزين في السجون السورية، ولكن يخشى وفاة كثيرين منهم.

وفي غضون ذلك، سقط عدد من القتلى والجرحى في حلب جراء إلقاء المروحيات النظامية بالبراميل المتفجرة على حي الأشرفية وبني زيد شمال المدينة، وفق ما أفاد به ناشطون، كما طال القصف حي الحيدرية، مما تسبب في دمار واسع في المباني والبنية التحتية. كما استهدف مخيم حندرات ببرميلين متفجرين، بحسب المصادر ذاتها. وفي المقابل، استهدفت كتائب المعارضة مقرا للجيش النظامي في حي الخالدية وآخر بحي الأشرفية في المدينة.

وفي ريف حلب الشمالي، قصفت القوات النظامية بصواريخ فراغية بلدة حيان، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص من عائلة واحدة، في حين ذكرت شبكة «مسار برس» أن ستة عناصر نظاميين قتلوا أثناء الاشتباكات مع كتائب المعارضة في جبل عزان بريف حلب.

وفي ريف دمشق، قتل مدنيان وجرح أكثر من 40 جراء قصف مدفعي على مدينة دوما، حسب وكالة «سمارت». واستهدفت القوات النظامية بقذائف الهاون مناطق سكنية في مدينة دوما من منطقة حفير الفوقا بالقلمون، ما أوقع قتيلين وأكثر من أربعين جريحا، بينهم أطفال ونساء، وفقا للمصدر ذاته.

كذلك ألقى الطيران المروحي النظامي برميلين متفجرين على مدينة داريا، فيما سقطت قذيفة هاون مجهولة المصدر، على «ضاحية الأسد»، دون وقوع إصابات.

ودارت اشتباكات بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على أطراف بلدة المليحة، حيث تمكنت خلالها المعارضة من إعطاب عربة عسكرية، كما استهدف مقاتلو الجيش الحر بقذائف الهاون مواقع للقوات النظامية عند أطراف البلدة، وفق وكالة «سمارات».

وفي جنوب البلاد، أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين كتائب المعارضة والقوات النظامية بالقرب من منطقة تل الجموع بريف درعا الغربي، وأضافوا أن كتائب المعارضة استهدفت المنطقة التي تسيطر عليها القوات النظامية، بالمدفعية والدبابات والرشاشات الثقيلة تمهيدا لاقتحامها. كما أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بمقتل عنصر من كتائب المعارضة إثر الاشتباكات التي تدور في تل الجموع.

وقصفت القوات النظامية بالمدفعية والدبابات بلدة عدوان بريف درعا، كما ألقت براميل متفجرة على إنخل وأحياء بدرعا البلد. وسقط أربعة قتلى وعدد من الجرحى جراء سقوط صاروخ أرض – أرض على بلدة تسيل.

وفي دير الزور، شرق البلاد، أفاد ناشطون بأن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة شهدته معظم الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة. كما أفاد مركز «صدى الإعلامي» المعارض بأن الجيش السوري الحر قصف بالهاون مواقع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في قرية جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.

وفي حماه، ألقت القوات النظامية براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا في ريف حماه (وسط البلاد) وقصفت قريتي الزكاة وزور الحيصة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

أما في مدينة اللاذقية، فقصفت القوات النظامية براجمات الصواريخ قرية النبعين تزامنا مع تجدد الاشتباكات في محيط قمة جبل تشالما بريف اللاذقية، كما استهدفت بالرشاشات الثقيلة بلدة كسب بريف المحافظة.

الصراع على رئاسة الائتلاف السوري يفجر حرب اتهامات بين أعضائه
المالح قال إن بعضهم لديه «ارتباطات بالنظام».. وقيادي اتهمه بمحاولة تشكيل تجمع بديل
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهم رئيس الدائرة القانونية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، هيثم المالح، أعضاء داخل الائتلاف بالتعاون مع النظام السوري، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء انضموا إلى الائتلاف خلال التوسعة الأخيرة»، في حين وضع عضو الائتلاف المعارض بسام يوسف اتهامات المالح في سياق خطته لخلق هيكل جديد للمعارضة يحل محل الائتلاف، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «المدخل لتأسيس هذا الهيكل تخوين الائتلاف ومحاولة إضعافه قدر الإمكان».

وأشار يوسف إلى أن «معظم التصريحات التي تصدر حاليا من قيادات الائتلاف يمكن وضعها في إطار الصراع على رئاسة الائتلاف التي ستحسم مطلع الشهر المقبل»، لافتا إلى أن «الجميع يبحث عن موطئ قدم خلال المرحلة المقبلة».

ولفت عضو الائتلاف المعارض إلى «وجود استقطابات داخل الائتلاف قبل الانتخابات»، مبديا أسفه لأن «التحالفات لا تخضع لمعايير واضحة ولا تقوم وفقا لقواعد آيديولوجية أو سياسية، وإنما على أساس مرحلي وآني».

وكانت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أشارت إلى أن رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف، هيثم المالح، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «تجمعا وطنيا بديلا عن الائتلاف سيظهر قريبا، وسيكون أكثر تأثيرا على الأرض»، وأعرب عن أمله وقناعته بأن «الائتلاف» سيندمج في هذا التجمع لا العكس، متمنيا أن يكون هذا التجمع الجديد على قدر المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق أعضائه.

لكن المالح، وخلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، نفى صحة هذا الكلام، مؤكدا أن لا علاقة له بصفحة الـ«فيسبوك» التي أوردته، مضيفا: «الوضع الحالي لا يحتمل هذه الفكرة، من الأفضل تفعيل عمل الائتلاف المعارض باعتباره جسما سياسيا معترفا به من قبل العالم، كما أنه ليس من مصلحتنا أن نزيد من مشكلات المعارضة بمثل هذه المقترحات».

في حين برر المالح امتناعه عن طرح مسألة تعاون بعض أعضاء الائتلاف مع النظام في مؤسسات المعارضة بشكل رسمي بـ«الحرص على وحدة المعارضة وعدم زيادة مشاكلها»، وأوضح أنه «يعرف شخصيا الأعضاء الذين تربطهم علاقة مع النظام السوري داخل الائتلاف بعد أن تسللوا إليه إثر التوسعة الأخيرة»، مشيرا إلى أن «مشكلة توسعة الائتلاف جاءت من دون مراعاة نوعية الأشخاص وتاريخهم»، مضيفا: «هناك أشخاص هبطوا علينا ليست لهم علاقة بالثورة، هم مرتبطون بأجهزة الأمن السورية».

وكان الائتلاف ضم إلى عضويته منتصف العام الماضي 43 عضوا؛ منهم 15 من هيئة الأركان، و14 ينتسبون إلى الحراك الثوري من داخل سوريا، وكذالك قائمة بـ14 عضوا محسوبين على الكتلة الديمقراطية. ومن المرجح أن تعقد الهيئة العامة للائتلاف التي تضم نحو 120 عضوا، اجتماعا في مدينة إسطنبول التركية، فور نهاية ولاية زعيمه أحمد الجربا مطلع الشهر المقبل لانتخاب رئيس جديد. وحسب النظام الداخلي للائتلاف، لا يحق للجربا الترشح لولاية ثالثة.

وفي حين رفض المالح تسمية أي من الأعضاء الذين اتهمهم بالتعامل مع النظام، أشار إلى أن الرئيس السوري «بشار الأسد نفسه أكد وجود أتباع لنظامه داخل تشكيلات المعارضة». ودعا إلى «معالجة الأخطاء التي ارتكبت من قبل قيادات الائتلاف خلال المراحل الماضية»، مشيرا إلى أن «عمل الائتلاف انحصر في الغرب ولم يهتم ببقية مراكز القرار في العالم لمخاطبتها والتأثير فيها بما ينعكس إيجابا على المسألة السورية».

يذكر أن المالح سيرأس مكتب الدائرة القانونية في الائتلاف المرتقب افتتاحه بعد غد الثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل. ومن المقرر أن يهتم هذا المكتب بمتابعة الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل المعارضة ضد قيادات النظام السوري المتهمة بارتكاب جرائم حرب في سوريا، إضافة إلى نشاطه في استعادة الأموال المهربة من قبل قيادات النظام بالتعاون من منظمة الشفافية العالمية، بحسب مصادر معارضة.

عشرات القتلى بغارات لقوات النظام في سوريا
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 42 شخصا قتلوا في سوريا السبت بينهم خمسة أطفال وسيدتان وخمسة قتلى تحت التعذيب و11 مقاتلا من الجيش الحر، وبينما واصلت قوات النظام قصفها على مناطق عدة بسوريا، جرت مفاوضات برعاية إيرانية بين كتائب المعارضة وقوات النظام بشأن هدنة في حي الوعر بحمص الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال ناشطون سوريون إن تسعة أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء قصف صاروخي من قوات النظام على بلدة تسيل شمال غربي مدينة درعا. كما أفاد ناشطون بأن طائرات مروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء درعا البلد فألحقت دمارا واسعا بمرافقها.

وفي ريف درعا الغربي اندلعت اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام قرب تل الجموع. وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة استهدفت بالمدفعية تل الجموع الذي تسيطر عليه قوات النظام، وذلك تمهيدا لاقتحامه، بينما أفادت الهيئة العامة بمقتل عنصر من كتائب المعارضة.

وفي مدينة دوما بـريف دمشق قال ناشطون إن خمسة أشخاص قتلوا جراء استهداف قوات النظام بالمدفعية سوقا شعبية في المدينة. وأضاف الناشطون أن عشرات الجرحى نقلوا إلى مشاف ميدانية في المدينة. وكانت دوما قد تعرضت صباح اليوم لغارات جوية متتالية ألحقت دمارا واسعا بمرافقها.

وفي مدينة حلب وريفها استمر قصف قوات النظام، وقال ناشطون إن شخصا على الأقل قُتل وجرح آخرون أغلبهم نساء وأطفال، جراء إلقاء المروحيات براميل متفجرة على حيي الأشرفية وبني زيد شمالي حلب.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن القصف شمل حي الحيدرية، وألحق دمارا واسعا بالمباني والمرافق. كما قصفت قوات النظام بصواريخ فراغية بلدة حيان في ريف حلب الشمالي فأصيب سبعة أشخاص من عائلة واحدة.

وفي ريف حلب أيضا قال ناشطون إن كتائب المعارضة استهدفت بصاروخ تاو دبابة لقوات النظام قرب جبل عزان في ريف حلب الجنوبي.

غارات
وعلى صعيد الغارات أيضا، قال مراسل الجزيرة إن سلاح الجو السوري شن غارات على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، في حين قال الائتلاف المعارض إن القصف أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين. وأدان الائتلاف القصف، وطالب المجتمع الدولي بتزويد مقاتلي المعارضة بمضادات للطائرات.

وقالت مصادر المعارضة إن كتائبها سيطرت على بلدات في ريف دير الزور الشرقي، إثر معارك بينها وبين وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأفاد ناشطون بأن الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة دير الزور لا تزال تعاني حصارا خانقا لليوم الرابع على التوالي، في ظل المعارك الدائرة بين المعارضة وتنظيم الدولة. وقد شن هذا التنظيم حملة على منازل عدد من المنتمين إلى فصائل المعارضة المنضوية تحت لواء “مجلس شورى المجاهدين” في بلدة حطلة بريف دير الزور.

مفاوضات وإفراج
من ناحية أخرى قال ناشطون في محافظة حمص وسط سوريا إنه تجري مفاوضات برعاية إيرانية بين كتائب المعارضة وقوات النظام بشأن هدنة في حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة.

وأفاد الناشطون بأن النظام قدم طلبات عدة إلى المعارضة من بينها تسليم السلاح مقابل إطلاق المعتقلين وتسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين عن الجيش، إضافة إلى عودة الأهالي إلى حمص القديمة. وتضمنت الطلبات فتح الطرقات ورفع الحصار عن الحي، وإخراج من يرغب في التسوية من الحي.

ونصت القائمة على أن الجيش النظامي سيدخل إلى الحي حتى ينتهي من تفتيشه ثم ينسحب مع آلياته، فضلا عن دخول جهاز أمن الدولة بضمان عدم اعتقال أحد. كما تضمنت المطالب فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمراقبة الاتفاق ومعالجة أي مخالفة أو تجاوز.

وحتى الآن لم ترد كتائب المعارضة على هذه القائمة. وكانت حمص القديمة قد شهدت اتفاقا الشهر الماضي برعاية إيرانية وروسية.

من جانب آخر قالت مصادر في المعارضة إن السلطات السورية نقلت 480 معتقلا بينهم 80 امرأة من سجن عدرا قرب دمشق إلى العاصمة تمهيدا للافراج عنهم، وذلك في إطار مبادرة من الرئيس السوري بشار الأسد بعد إعادة انتخابه.

وأكدت المصادر أن المعتقلين كانوا يحاكمون بتهم إرهاب، وأن حوالى عشرين منهم “خرجوا بالفعل”.

وكانت السلطات السورية قد أفرجت قبل يومين عن حوالي 320 من سجن حلب المركزي الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه أخيرا بعد معارك ضارية مع مقاتلي المعارضة.

وتعتقل السلطات السورية، وفق منظمات عدة مدافعة عن حقوق الإنسان، عشرات آلاف الأشخاص بتهم “الإرهاب” بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وبعضهم الآخر للاشتباه بأنهم معارضون للنظام، أو حتى بناءً على وشاية كاذبة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

مقاتلون أفغان انضموا لقوات الأسد بـ500 دولار شهرياً
دبي – ماريا شحادة
يكثر الحديث في أوروبا عن خطر المقاتلين الوافدين إلى سوريا من أوروبا، والذين يقاتلون إلى جانب المعارضة أو تنظيمي “داعش” و”النصرة” القريبين من القاعدة.

لكن مقاتلين أجانب يعدون بالآلاف يقاتلون إلى جانب النظام، منهم اللبنانيون والعراقيون واليمنيون، وأخيراً الأفغان الشيعة. تقول المصادر إنهم أتوا من مناطق مختلفة، وتم تجنيدهم من قبل شبكات إيرانية، ويتقاضون قرابة 500 دولار شهرياً.

ولا تتوافر الكثير من التسجيلات المصورة عن المقاتلين الأفغان في صفوف جيش الأسد.

بدأ الحديث عن هؤلاء في أكتوبر من عام 2012 عندما أسر مقاتلو الجيش الحر أحدهم، وأظهرت عملية التحقيق معه في هذا الشريط الذي بث عبر الإنترنت.

وبعد ظهور هذا الفيديو بأسابيع قليلة، سرب آخر لجنود النظام قيل إنه لمعارك تجري بالقرب من حي جوبر، ويظهر مقاتل بينهم ذو ملامح آسيوية ويتكلم بعربية ضعيفة.

ثم عادت كتيبة تطلق على نفسها “أبو عمارة” بتزويدنا بصور قالوا إنهم حصلوا عليها من هاتف مقاتل أفغاني قتل في معارك ريف حلب.

وينحدر المقاتلون الأفغان في سوريا من ثلاثة أصول رئيسية، بحسب تقارير بحثية أميركية، أولها هي الوحدة التي كانت موجودة بالفعل في سوريا قبل اندلاع الحرب، والتي يسكن عدد من أفرادها بالقرب من مرقد السيدة زينب جنوب دمشق، ويقدر عددهم بحوالي 2000 أفغاني من قومية “الهزارة” التي يتكلم أبناؤها اللغة الفارسية.

أما الوحدة الثانية، وهي الكبرى، فتأتتي من إيران، وكثيرون منهم كانوا قد لجأوا قبل عقود إليها.

أما الوحدة الثالثة من المقاتلين الأفغان فيعتقد أنها تتشكل من متطوعين تم تجنيدهم من شبكات إيرانية داخل أفغانستان، حتى إن بعض التقارير تحدثت عن مقتل أفغان يحملون جنسيات أوروبية وأسترالية العام الفائت.

في البداية، كان المقاتلون الأفغان متواجدين ضمن لواء أبو الفضل العباس، أما اليوم فتؤكد المعلومات أنهم شكلوا تنظيماً قتالياً جديداً يطلق عليه “لواء الفاطميون”، يجند المقاتلين الأفغان بالذات.

الإبراهيمي: تنحي الأسد الحل المثالي
العربية.نت
اعتبر المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أن الصراع في سوريا “أثر على دول الجوار، لاسيما لبنان، فهو لا يقتصر على سوريا وحدها”، محذراً من أن “المنطقة بأسرها ستنفجر إذا لم يتم التوصل إلى حل”.

وأشار الإبراهيمي إلى أن إحدى أمانيه خلال فترة مهمته “كانت أن ينقل الرئيس بشار الأسد سلطاته”، مضيفاً أن ذلك “هو الوضع المثالي”، وأنه حلم بالانتقال إلى سوريا “جديدة عن طريق ضمان إجراء انتقال منظم للسلطة”.

وفي رده على سؤال حول عدم مغادرة الأسد لمنصبه قال إن “الأسد أخبرني أن الشعب السوري يريده، وما دام 50% من السكان يؤيدونه فهو سيبقى في السلطة، وعكس ذلك سيغادرها”، مضيفاً أن “الأسد حصل على 89% في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يفضي إلى عدم الوصول إلى أي حل”.

وتابع الإبراهيمي أن “الأسد يعلم بالكثير من الأمور في سوريا، ربما لا يعرف التفاصيل الدقيقة، ولكنه يعلم بحالات التعذيب والقتل التي يتعرض لها المواطنون والمدن التي تدمر، كما لا يمكنه تجاهل عدد اللاجئين الذي تجاوز المليونين ونصف المليون، والذي يتوقع أن يصل إلى 4 ملايين في العام المقبل، ولا يمكنه غض طرفه عن 100 ألف شخص في السجون”.

ولفت الإبراهيمي إلى أن “الوفد السوري لم يأت إلى مؤتمر جنيف-2 لإجراء مفاوضات جدية، بل كرد عرفان لروسيا”، مبيناً أن “وفد المعارضة أراد حلاً عسكرياً بدل المفاوضات خلال المؤتمر، وأنه على الرغم من سوء التحضير فإنه كان مستعداً لإجراء مفاوضات”.

وأوضح الإبراهيمي أنه يتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة بأن سوريا “لن تشهد حلاً عسكرياً، وأن أياً من الجانبين لن يحقق النصر”، مشيراً إلى أن “سوريا يمكن أن تتحول إلى صومال جديدة”.

الائتلاف يطالب مجلس الأمن بمنع سلاح الجو لدى النظام
العربية.نت
طالب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس، السبت، مجلس الأمن باتخاذ قرار واضح وجاد يتضمن تحييد سلاح جو النظام.

وقال جاموس في تصريح صحافي، “تتعرض مدينة دوما بريف دمشق لقصف مستمر منذ نحو يومين يشنه الطيران الحربي التابع للنظام ومدفعيته الثقيلة”.

وأضاف، “اليوم استهدفت قوات النظام السوق الشعبي المكتظ بالسكان وسط المدينة ما أدى لاستشهاد ثمانية أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال، ومن ثم عادت لتستهدف نفس المكان بقذيفة هاون بعد تجمع المسعفين مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات، ولم يتمكن النشطاء في المكان من حصر الأعداد حتى اللحظة”.

وتابع الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، “ندين بأشد العبارات استهداف النظام للمدنيين الأبرياء والاستمرار في قتل الأطفال، ونعتبر أنه ليس هناك فائدة من وراء المحاولات الرامية إلى تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2139 وذلك في ظل استمرار القصف العشوائي للأحياء السكنية”.

تقدم للجيش الحر في الغوطة الشرقية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن ناشطون من المعارضة السورية، السبت، أن الجيش الحر أحرز تقدما في ريف دمشق في موازاة إطلاق المعارضة معركة “تل الجموع” في درعا وجنوب القنيطرة.

وقال تجمع “أنصار الثورة السورية” إن فصائل من المعارضة المسلحة استعادت السيطرة على على مصنع المطاط على طريق جسرين في الغوطة الشرقية بريف العاصمة.

كما استهدف الجيش الحر تجمعات للقوات الحكومية موقعة في صفوفها عشرات القتلى في المليحة، حيث رد الجيش بقصف مناطق عدة من البلدة تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وفي محافظة درعا، قصفت فصائل المعارضة مقرات القوات الحكومية في تل الجموع الواقع غربي درعا الذي يعد آخر معاقل الحكومة السورية في المنطقة، حسب الناشطين.

واندلعت اشتباكات، وصفت بالعنيفة، بمحيط التل، حيث تتمركز القوات الحكومية بين مدينة نوى وبلدة تسيل بريف درعاـ تزامنا مع قصف عنيف يستهدف المناطق المحيطة بالتل.

أما في إدلب، فقد أغار الطيران الحربي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، على مناطق في محيط جامعة إيبلا بمنطقة سراقب، مما أسفر عن مقتل طفلتين وإصابة 7 أطفال.

وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدتي بفطامون وحلول بريف إدلب، حسب المرصد الذي أشار أيضا إلى اندلاع معارك بين طرفي النزاع في منطقة البريج بمحافظة حلب.

وأضاف المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أنه بالتزامن مع المواجهات “العنيفة” في حي الزهراء بمدينة حلب، ألقى الطيران براميلا متفجرة على عدة مناطق في حي الحيدرية.

وشهدت محافظات أخرى في سوريا مواجهات بين المعارضة والقوات الحكومية مدعومة بميليشيات موالية، لاسيما في دير الزور واللاذقية حيث اندلعت الاشتباكات في محيط جبل تشالما.

وسط انتقادات وبعد طردها للسفير.. تونس تفتح “مكتبا إداريا” بسوريا بعد تنسيق مع دمشق
تونس (CNN)—أعلنت السلطات التونسية، مساء السبت، أنها ستفتح ما وصفته بـ”المكتب الإداري،” بدمشق، في خطوة جاءت بعد تنسيق مع السلطات السورية، وسط انتقادات محلية وقرار الرئيس المؤقت، منصف المرزوقي العام 2012 بطرد سفير سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية على لسان المتحدث باسم الخارجية، مختار الشواسي، قوله إن مهمة المكتب تقديم الخدمات الإدارية والاجتماعية لكافة التونسيين هناك وأن فتح المكتب تم بعد التنسيق مع السلطات السورية، لافتا إلى أن هذا القرار لا يعتبر خطوة نحو إعادة العلاقات الديبلوماسية، ومهمة المكتب هي إدارية بحتة.

وبين تقرير الوكالة أن العديد من الأحزاب والمنظمات والجمعيات التونسية انتقدت هذا القرار واعتبرته سابقة في الأعراف الدبلوماسية واصفة إياه بـ”الخطوة المتسرعة،” لم تأخذ بعين الاعتبار العلاقات العريقة بين البلدين ومصلحة الجالية التونسية بسوريا.

وأشار التقرير إلى أن هذا القرار يأتي بعد قيام الرئيس المؤقت بطرد السفير السوري وبدأ بإجراءات سحب الاعتراف بالنظام السوري احتجاجا على ما وصفه آنذاك بـ”الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق السعب السوري.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى