أحداث الأحد 10 آب 2014
دمشق: موالون يتظاهرون للمطالبة بإطلاق أسرى
لندن – «الحياة»
تظاهر امس عشرات الموالين للنظام السوري وسط دمشق لمطالبته بالتفاوض مع مقاتلي المعارضة في شرق العاصمة للإفراج عن أقاربهم، في وقت قتل 11 عنصراً نظامياً بتفجير المعارضة لعربة في شمال غربي البلاد. كما قتل وجرح 30 مدنياً بـ «برميل متفجر» ألقته طائرة مروحية على حلب شمالاً.
وكان أهالي مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، دعوا إلى تظاهرة في ساحة الأمويين وسط العاصمة وقرب هيئة الأركان في الجيش ومبنى «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» لـ «الضغط» على النظام ودفعه الى التفاوض مع «الجبهة الإسلامية» لإطلاق سراح مخطوفين لديها في الغوطة الشرقية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «عدرا تنزف» وصوراً لضباط وأهال محتجزين لدى المعارضة.
وكان مقاتلو «الجبهة الإسلامية» اقتحموا العام الماضي المدينة العمالية التي تضم أسر ضباط في الجيش والأمن واحتجزوا عشرات منهم. لكن ممثلي النظام لم يدخلوا في مفاوضات مع المعارضة لمقايضتهم بمعتقلين لديه. وسلم «جيش الإسلام»، التابع لـ «الجبهة الإسلامية»، قبل يومين امرأة مسنة الى «منظمة الهلال الأحمر السوري» في إطار «بادرة حسن النية» لتحريك ملف التفاوض.
وتعرض النظام لانتقاد من موالين على صفحات التواصل الاجتماعي لأنه لم يدخل في مفاوضات لإطلاق سراح ضباط وعائلات أسرى لدى المعارضة، خصوصاً بعد دخول إيران في مفاوضات لإطلاق سراح رعاياها ضمن صفقة خروج مقاتلين من المعارضة من حمص القديمة قبل أشهر.
إلى ذلك، قال «مركز حماة الإخباري» المعارض، إن قوات النظام «أعدمت ثمانية من عناصرها في مطار حماة العسكريّ لرفضهم أوامر عسكرية بخوض القتال في معارك ريف حماة»، وذلك بعدما قتلت الشهر الماضي 20 عنصراً في المطار لأنهم «رفضوا المشاركة في المعارك».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار إلى «حال استياء شديد» في أوساط الموالين بسبب ازدياد عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة، لا سيما بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على «الفرقة 17» و «اللواء 93» في الرقة في شمال شرقي البلاد وحقل غاز الشاعر (قبل أن تستعيده قوات النظام) في وسط البلاد وسقوط نحو 500 قتيل من العناصر النظامية والموالية. وسجلت في اليومين الماضين مواجهة بين عناصر أمنية نظامية و «قوات الدفاع الوطني» الموالية في حي التضامن جنوب دمشق.
وأفاد «المرصد» امس بأن 11 عنصراً نظامياً قتلوا بتفجير عربة مفخخة «قرب حاجز قوات النظام في قرية اشتبرق التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف مدينة جسر الشغور» في ريف إدلب. ودمر مقاتلو «الفرقة 13» بصاروخ «تاو» أميركي دبابة عند حاجز نظامي في ريف معرة النعمان في شمال غربي البلاد. وأشار «المرصد» الى مقتل «13 مدنياً بينهم طفل في قصف للطيران المروحي ببرميل متفجر على منطقة في حي المعادي في مدينة حلب وأصيب 17 آخرون بجروح».
أوباما يترك للعراقيين تسوية نزاعاتهم
واشنطن، بغداد – «الحياة»
أعلن الرئيس باراك أوباما أمس، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» فاجأ «الداخل والخارج» بسرعة تقدمه في بلاد الرافدين. وأكد أن «تسوية النزاع في العراق تحتاج وقتاً»، تاركاً مهمة هذه التسوية للعراقيين أنفسهم، بعد تشكيل حكومة ترضي الجميع. وتعهد مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى النازحين بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا. (للمزيد)
وفيما تظاهر عراقيون في بغداد وبعض مدن الجنوب تأييداً لرئيس الوزراء نوري المالكي، رافعين صوره إلى جانب صور مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي ولافتات باسم «كتائب روح الله»، بدأت القوى والفصائل في المحافظات السنية تشكيل قواتها الخاصة من سكان هذه المحافظات بموافقة رسمية من الحكومة.
وأكد أوباما أن النزاع في العراق لا يمكن أن يحل «في بضعة أسابيع»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على مواجهة «الدولة الإسلامية».
وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده غداة توجيه أولى الضربات الجوية إلى أهداف للتنظيم: «لن أضع جدولاً زمنياً» لإنهاء هذه العمليات، إلا أنه شدد على أهمية تشكيل حكومة تتمتع بصدقية في بغداد.
وأضاف «أنا واثق من أننا سنتمكن من منع الدولة الإسلامية من الذهاب إلى الجبال وذبح الذين لجأوا إليها، إلا أن المرحلة التالية ستكون معقدة على المستوى اللوجستي: كيف نؤمّن ممراً آمناً لتمكين هؤلاء الناس من النزول من الجبال؟ والى أين يمكن أن ننقلهم حتى يكونوا في مأمن؟ هذا من الأمور التي يجب أن نجري تنسيقاً فيها على المستوى الدولي».
وتابع أن «الجدول الزمني الأهم في نظري هو الذي سيتيح تشكيل حكومة عراقية، فمن دون هذه الحكومة سيكون من الصعب جداً الوقوف في وجه الدولة الإسلامية… لا أعتقد بأننا سنتمكن من حل هذه المشكلة خلال بضعة أسابيع (…) الأمر سيأخذ وقتاً»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة «يثق بها الشعب والجيش العراقيان».
وزاد أن الولايات المتحدة دفعت الى التدخل لأن تقدم مقاتلي «الدولة الإسلامية» كان «أسرع مما توقعته أجهزة الاستخبارات الأميركية. واستبعد إرسال قوات الى الأراضي العراقية، مشيراً الى «العبر التي استخلصت من الحرب الطويلة المكلفة» في هذا البلد.
ويبدو أن ضغوطاً أميركية أدت إلى حصول تقارب بين بغداد وأربيل للتعامل مع «داعش». وقال الناطق باسم القوات المسلحة قاسم عطا، إن غرفة عمليات مشتركة شكلت، فيما أكدت مصادر لـ «الحياة» أن «جسراً جوياً نقل أسلحة ومعدات وعتاداً من السلطات العراقية إلى كردستان». ولا يمكن تحديد مستوى التقارب الجديد، أو مدى تأثيره في موقف رئيس الإقليم مسعود بارزاني من تكليف المالكي تشكيل الحكومة. لكن الزعيم الكردي قال خلال لقائه الرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم: «إننا نتعرض لهجوم من دولة إرهابية مسلحة ليس لديها مبادئ التسامح الإنساني».
من جهة أخرى، تعهدت أحزاب وشخصيات شيعية لقوى سياسية وعشائرية سنية عدم تكرار سياسات الحكومة المنتهية ولايتها، ووافقت على تشكيل قوات أمنية نظامية في كل محافظة، فيما حشد تنظيم «الدولة الإسلامية» عناصره شمال البلاد.
وكانت «الحياة» كشفت قبل أيام لقاءات جرت، بدعم أميركي، بين موفد الحكومة فالح الفياض الذي يشغل منصب مستشار الأمن الوطني، وشخصيات سياسية وقادة فصائل سنية مسلحة للبحث في محاصرة نفوذ «الدولة الإسلامية» في البلاد، واشترط ممثلو السنة تغيير المالكي وإبعاد الجيش عن المدن.
وقال مصدر سياسي في محافظة الأنبار لـ «الحياة» أمس، إن «مندوباً للحكومة سلم زعماء فصائل وسياسيين في المحافظات السنية تعهداً رسمياً وقعته كل القوى والأحزاب الشيعية يتضمن الموافقة على شروطنا التي تقدمنا بها قبل أيام».
وأضاف أن «ابرز هذه الشروط التعهد بعدم عودة الجيش الى المدن مستقبلاً، وتشكيل قوات نظامية من سكان كل محافظة سنية ترتبط بوزارة الدفاع وتأخذ أوامرها من المحافظة ومجلسها حصراً، ويتم اختيار عناصرها خارج ضوابط الاجتثاث وقرارات استبعاد الرتب العالية في الجيش العراقي السابق».
ولفت إلى أن «الأنبار بدأت إجراءات تشكيل قواتها الخاصة وتم تكليف عدد من كبار جنرالات الجيش السابق المهمة»، وأشار إلى أن محافظة «صلاح الدين بدأت إجراءاتها، وكذلك نينوى، ولكن بوتيرة أقل، بسبب سيطرة داعش على الموصل».
محاولة جديدة لإطلاق العسكريين وشيخ سوري يتولى المسعى مع «النصرة»
بيروت – «الحياة»
استأثرت قضية إطلاق العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم المجموعات المسلحة التي اعتدت على الجيش اللبناني في بلدة عرسال البقاعية واقتادتهم معها لدى انسحابها الى المنطقة الجردية الواقعة عند الحدود المتداخلة بين لبنان وسورية، باهتمام لبنان الرسمي والشعبي مع تجدد المحاولات لإعادة التواصل بين هذه المجموعات وبين «هيئة العلماء المسلمين» ممثلة بالشيخين سميح عز الدين وحسام الغالي بعد انقطاع الاتصالات بينهما منذ الخميس الماضي.
وعلمت «الحياة» من مصادر لبنانية رسمية مواكبة لمسعى «هيئة العلماء المسلمين» للافراج عن العسكريين الـ38 من الجيش وقوى الأمن الداخلي، بأن الشيخ الغالي حاول التوجه الى المنطقة الجردية للقاء مسؤولين عن المجموعات المسلحة من «جبهة النصرة» لكنه لقي صعوبة في الانتقال الى هناك بسبب بُعد المسافة ووعورة الطرق وتصاعد حدة الاشتباكات بين هذه المجموعات وبين جيش النظام في سورية الذي يستخدم الطائرات الحربية في قصفه المنطقة وأحياناً يستعين بالمروحيات لإلقاء البراميل المتفجرة. (للمزيد)
وأكدت المصادر نفسها أن «هيئة العلماء» أوعزت الى الشيخ الغالي العدول عن التوجه الى المنطقة الجردية، لصعوبة الوصول، وايضاً لغياب المرجعية فيها لئلا يتكرر معه ما تعرض له زميلاه الشيخان سالم الرافعي وجلال كلش من إطلاق نار ليل الإثنين الماضي أثناء توجههما الى عرسال للعمل من أجل وقف إطلاق النار لتمرير هدنة إنسانية تفسح المجال أمام إنهاء الاشتباكات بين الجيش والمجموعات الإرهابية وأصيبا خلاله بجروح.
وكشفت عن أنه استعيض عن المسعى المباشر لـ «هيئة العلماء»، بتكليف العضو فيها الشيخ الغالي -الموجود حالياً في عرسال- شاباً سورياً توجه أول من أمس الى الجرود والتقى مسؤولين عاديين من «النصرة» وآخرين من المجموعات المسلحة، واتفق معهم على أن يتوجه شيخ سوري موثوق به في محاولة لإعادة التواصل من أجل الإفراج عن العسكريين اللبنانيين.
وقالت إن الشيخ السوري توجه صباح أمس للقاء مسؤولين في «النصرة» على أن يعود للاجتماع بالشيخ الغالي في حضور الشيخ عز الدين. وتوقعت عودته ليلاً والاطلاع منه على النتائج التي توصل إليها مع المجموعات المسلحة.
وأوضحت المصادر أن المفاوضات التي أجراها وفد «هيئة العلماء» مع عدد من قادة المجموعات المسلحة أثناء وجودها في عرسال، تركزت على ضرورة إطلاق العسكريين، لكنهم رفضوا إعطاء أي تفاصيل تتعلق بعددهم وهل يتطابق مع لائحة الأسماء التي أعدتها قيادتا الجيش وقوى الأمن الداخلي.
ولفتت الى أن وفد «هيئة العلماء» لم يتبلّغ في المرحلة الأولى من المفاوضات من هذه المجموعات مطالب تتعلق بالإفراج عن أحمد جمعة (أبو عماد) الذي كانت مخابرات الجيش أوقفته السبت الماضي وقامت مجموعة تابعة له بشن اعتداءاتها على وحدات الجيش المنتشرة أمام عرسال وبعض مرتفعاتها للضغط من أجل الإفراج عنه، وكذلك بالإفراج عن عدد من الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية. وقالت إنها لا تعرف الجهة التي تحدثت عن وجود هذين الشرطين للافراج عن العسكريين اللبنانيين. وأكدت أن كل ما تبلغته بقي محصوراً في توفير ضمانات لحماية أمن النازحين السوريين في عرسال وعدم التعرض لهم أو التنكيل بعائلات المسلحين الذين شاركوا في الاعتداء على الجيش، إضافة الى تأمين وصول المساعدات الإنسانية والغذائية لهم ونقل المصابين منهم الى خارج البلدة لتلقيهم العلاج.
وكانت الجهود الرامية لإطلاق العسكريين موضع تقويم بين زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس الحكومة تمام سلام لدى زيارته إياه في «بيت الوسط» بحضور الوزير محمد المشنوق ونادر الحريري مدير مكتب الحريري، وكذلك مع قائد الجيش العماد جان قهوجي.
على صعيد آخر، صدر أمس أول موقف رسمي من إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مع أن القرار النهائي في إنجازها يعود الى مجلس الوزراء. وجاء الموقف بلسان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد اجتماعه أمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إذ أكد أنه وقّع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للاشتراك في الانتخابات النيابية،وسينشر هذا الأسبوع في الجريدة الرسمية، لكنه قال إنه من موقعه وزيراً للداخلية، لا يعتقد أن الوضع الأمني يسمح بإجرائها في موعدها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في ظل ما يجري من حريق في المنطقة يمتد الى لبنان.
الايزيدية: طائفة منسية أعادها “داعش” إلى الواجهة
بيروت ـ “الحياة”
أعاد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الطائفة الأيزيدية إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد الهجوم الذي قاده التنظيم على منطقة سنجار في شمال غرب العراق والحصار الذي يفرضه عليها ضمن حملته للسيطرة على المزيد من المناطق العراقية بعد الاستيلاء على الموصل.
والسبب وراء الهجوم الذي يتعرّض له الأيزيديون اليوم على يد “داعش” وفي السابق على يد الجهاديين، هو ديانتهم الفريدة من نوعها. فهي مزيج من ديانات عدة مثل اليهودية والمسيحية والإسلام والمانوية والصابئة وتختلف معتقداتهم ورموزهم الدينية عن الديانات السماوية الثلاث، فهم يعتبرون الله ربهم ولكنهم يؤمنون بأن الملك على الأرض هو الطاووس الذي يعتقدون بأنه يحكم الأرض بمعية سبعة ملائكة خاضعة للرب الأعلى، ولديهم طقوس خاصة بهم ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات المنزلية. وبسبب معتقداتهم غير المألوفة، غالباً ما يشار إليهم بغير وجه حق على أنهم “عبدة الشيطان.”
ويقدّر عدد الايزيديين في العالم بحوالي 2.5 مليون نسمة موزعين على عدد من الدول مثل تركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا، ولغتهم الأم هي الكردية وهي لغة صلواتهم وأدعيتهم وطقوسهم وكتبهم الدينية ولكنهم يتحدثون العربية أيضا، وقبلتهم هي لالش بالموصل شمال العراق حيث الضريح المقدس للشيخ عدي. ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار شخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم.
وفي العراق يبلغ عدد الأيزيديين حوالى 350 ألف نسمة يعيش معظم أفرادها في الشمال قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار والقرى المحيطة به وكذلك قضاء زمار، ويشكلون 70 في المئة من سكان قضاء سنجار حيث يبلغ عددهم 24 ألف نسمة.
وتعرض أتباع الديانة الأيزيدية على مر التاريخ للإضطهاد والمجازر بسبب فتاوي التكفير والخروج عن الدين، بدءأً من أيام مير جعفر الداسني، إلى حملات القرنين السادس والسابع عشر ومن ثم حملات ولاة بغداد العثمانيين، مروراً بحملات الأنفال في العراق خلال فترة 1963 -2007 وفتاوي المتطرفين، وإحلال هدر دم الايزيديين ونكبة سنجار آب (أغسطس) 2007.
خطر “داعش”
مع توسّع نفوذ “داعش” في العراق وبعد تهجيره المسيحيين من الموصل، اقتحم مقاتلو التنظيم سنجار وانسحبت قوات البيشمركة الكردية منها، ما أدى الى فرار نحو 200 ألف من سكان المنطقة منها، الى الجبال المجاورة، وهم الآن محاصرون في تلك الجبال بدون غذاء أو ماء، أو رعاية صحية في جو الصيف الحار.
ومع اشتداد الحصار على سنجار، ارتفعت صرخة النائب الوحيدة التي تمثل الطائفة الأيزيدية في البرلمان فيان دخيل بعبارة “أنقذونا نحن نذبح تحت راية لا إله إلا الله” في مداخلة أبكت نواباً عراقيين قبل أن تنهار في نهايتها ويعينها زملاؤها على الوقوف.
وسلّطت النائب في كلمتها الضوء على عمليات القتل والخطف والتهجير التي يتعرض له الأيزيديون في سنجار حيث قالت إن المتطرفين خطفوا ما بين 520 الى 530 امراة وفتاة ، بعضهن مع اطفالهن، من اهالي سنجار يحتجزونهم حاليا في سجن بادوش في الموصل (350 كلم شمال بغداد) بينما قالت الأمم المتحدة إن اربعين طفلا من الاقلية الايزيدية توفوا نتيجة “لأعمال العنف والتهجير والجفاف ” في سنجار.
وحذرت دخيل في تصريحات لاحقة من أن يومين فقط هي المدة المتبقية لإنقاذ الأيزيديين قبل أن تقع عملية موت جماعي نتيجة الحصار المفروض والذي يمنع الماء والطعام عنهم، بينما حذرت الأمم المتحدة من “مأساة إنسانية” هناك.
هذه التحذيرات دفعت الولايات المتحدة إلى توجيه ضربتين جويتين على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” في شمال العراق، كما قامت طائرات عسكرية أميركية بإلقاء حاويات تضم ماء وعشرات الآلاف من رزم المواد الغذائية “لآلاف المواطنين العراقيين المهدّدين من قبل الدولة الإسلامية (داعش) في جبل سنجار”. ووصلت قوات من “البيشمركة” إلى الأماكن التي ألقيت فيها المساعدات الغذائية بهدف توزيعها على المحتاجين.
ولكن ليس واضحاً بعد ما إذا كانت هذه الغارات أو المساعدات ستكون كافية لإنقاذ آلاف الأيزيديين الذين يهددهم “داعش” لا سيما أن شهوداً قالوا اليوم السبت لـ”رويترز” السبت إن متشددي تنظيم “الدولة الاسلامية” يهددون بقتل اكثر من 300 أسرة من الأقلية العرقية الأيزيدية ما لم يعتنق افرادها الإسلام.
شهود: “الدولة الإسلامية” يهدد بإعدام 300 أسرة من الأيزيديين
بغداد ـ رويترز
قال شهود عيان ومشرع من الطائفة الأيزيدية لـوكالة “رويترز” السبت إن متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” يهددون بقتل أكثر من 300 أسرة من الأقلية العرقية الأيزيدية ما لم يعتنق أفرادها الإسلام.
ويحاصر المتشددون السنّة هذه العائلات في ثلاث قرى.
ويشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما عبر شمال العراق، تسبب في فرار عشرات الآلاف من الأيزيديين والمسيحيين، ما أثار غضباً دولياً.
الأكراد يشترون السلاح مع إقتراب “الدولة الإسلامية” من أربيل
أربيل (العراق) – رويترز
مع إقتراب إسلاميين متشددين لمسافة 30 دقيقة بالسيارة من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، هرع العاملون الأجانب في مجال النفط للخروج من المدينة وانتعشت سوق الأسلحة.
وبعد أن عاشوا في واحة آمنة من صراع طائفي مستمر منذ عشر سنوات في العراق، خزّن الأكراد في أربيل السلاح أمس الجمعة، بينما تراقب أعينهم جيرانهم العرب في مواجهة ما وصفه مسؤول كبير بأنه “صراع وجود” يتمثل في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وقال تاجر سلاح يدعى آلان (35 عاماً)، عمل في السابق في محل للبيتزا في المملكة المتحدة لمدة 12 عاماً “يترك الناس في أربيل أعمالهم ويأتون لشراء الأسلحة حتى يتمكنوا من الذهاب للقتال”.
وباع آلان 45 قطعة سلاح يوم الخميس فقط، وباع بندقية بسعر 1300 دولار أي بأكثر من سعرها المعتاد وهو 700 دولار، قائلاً “الناس خائفون بالطبع. هل أربيل مهددة؟ نعم هي في خطر”.
واستولى مقاتلو التنظيم المتشدد المنشق عن “القاعدة” على دبابات وأسلحة آلية وغيرها من الأسلحة الثقيلة من جنود عراقيين فروا أمام تقدم المسلحين بالآلاف في الشمال في حزيران (يونيو)، ما منح التنظيم قوة لم يعرفها من قبل.
ويمثل زحف المتشددين على أربيل منذ يوم الخميس، أكبر تهديد أمني للمدينة منذ أن هددت قوات صدام حسين المنطقة. ويشتهر التنظيم بقتل وذبح من يخالفونه في الرأي.
وقال شيروان محمد دارباندي وهو تاجر سلاح يبلغ من العمر 40 عاماً “لا تكون الأمور عادة على هذا المنوال. يشتري الناس للدفاع عن أرضهم وشرفهم. لن ندعهم يأتون إلى هنا. لا يمكنهم الوصول إلى أربيل”.
ورفع المتشددون السنة العلم الأسود لتنظيمهم يوم الخميس فوق نقطة تفتيش في المنطقة الحدودية قرب إقليم كردستان شبه المستقل وحققوا تقدماً كبيراً بالسيطرة على حقل نفطي خامس وأكبر سد في العراق والمزيد من البلدات.
وساهمت الضربات الجوية الأميركية لمواقع “الدولة الإسلامية” أمس في تهدئة المخاوف، لكن الطلب على شراء الأسلحة يتزايد فارتفعت أسعار بنادق “كلاشنيكوف” على الرغم من عدم تناسبها مع ترسانة الأسلحة التي يملكها التنظيم.
شركات النفط الأجنبية
ولم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النحو في كردستان التي رأت فيها شركات نفط أجنبية مكانا آمناً للعمل. وغادر المئات من موظفي هذه الشركات مطار أربيل أمس وآثروا السلامة.
وقال موظف في شركة للخدمات النفطية طلب عدم ذكر إسمه، ترك موقعاً للحفر يوم الخميس “أمرتنا الشركة بالمغادرة لأن الوضع لم يعد آمناً بالنسبة لنا”. ولم يتوقع أن يعود لعمله قريباً وقال “نحن على استعداد لحين إشعار آخر”.
وعلى الرغم من اعتبار أفراد قوات البشمركة الكردية -وتعني الكلمة من يواجهون الموت- رجال شجعان حاربوا قوات صدام حسين، فإن مقاتلي “داعش” أنزلوا بهم الهزيمة وأرغموا عشرات الآلاف من أبناء الأقليّة الأيزيدية والمسيحيين على الفرار من شمال العراق.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وهو مسؤول كردي كبير إن الغارات الجوية الأميركية أمس دمرت 10 عربات مدرعة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” كانت في طريقها إلى أربيل، موضحاً أن المدينة آمنة حتى الآن.
وتابع زيباري في مؤتمر صحافي أن “الدولة الإسلامية” تحشد كل قواها في العراق وسورية لقتال البشمركة وأن المعركة جدية للغاية ومصيرية.
وفرت بعض الأسر من أربيل واشترى من بقي في المدينة إمدادات إضافية من الوقود والغذاء. ورقص شبان يوم الخميس في شارع تجاري مزدحم للتعبير عن دعمهم لقوات الأمن وعدم شعورهم بالخوف.
وحمل بعض الأكراد كالطالب كاوان محمود (22 عاماً) العبء على عاتقه، وتوجه إلى متجر الأسلحة، قائلاً “جئت لشراء الأسلحة لأتمكّن من خوض الحرب. لست من البشمركة ولكنني سأتطوّع”.
مقاتلو “الدولة الإسلامية” يصلحون سدّ الموصل
بغداد ـ رويترز
قال شهود، اليوم (السبت)، إن متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذين سيطروا على أكبر سدّ في العراق، في هجوم أثار قلقاً دولياً، جلبوا مهندسين لإصلاح السدّ.
وأبلغ مهندس يعمل في سدّ الموصل “رويترز” أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” أحضروا مهندسين لإصلاح خط كهرباء الطوارئ للمدينة، وهي أكبر مدينة عراقية في الشمال. وكان خط الكهرباء قد انقطع قبل أربعة أيام، مما أدى لانقطاع الكهرباء ونقص في المياه.
وقال المهندس: “إنهم يجمعون الناس للعمل في السدّ”.
وقال أحد المشرفين على إدارة السدّ إن المتشددين يرفعون أعلام تنظيم “الدولة الإسلامية” السوداء، ويقومون بدوريات مراقبة بسيارات نقل تحمل مدافع آلية، لحماية المنشآت التي انتزعوا السيطرة عليها من القوات الكردية، في وقت سابق الأسبوع الماضي.
ويشكّل تنظيم “الدولة الإسلامية” المؤلف بشكل أساسي من المقاتلين العرب والأجانب، والذي يريد إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، أكبر خطر على العراق، المصدر الرئيسي للنفط، منذ الإطاحة بصدام حسين في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.
ووصل المتشددون المسلحون، الذين يشتهرون بقتل وصلب الأسرى، إلى شمال العراق، للمرة الأولى في حزيران (يونيو)، قادمين من سورية، حيث احتلوا أيضاً مناطق واسعة من الأراضي خلال الحرب الأهلية.
واجتاح المتشددون المنطقة دون أي مقاومة تُذكر من قوات الحكومة العراقية التي دربتها الولايات المتحدة، كما هددوا بالزحف على بغداد بعد استيلائهم على دبابات وناقلات جند مدرعة وأسلحة آلية من القوات العراقية المتقهقرة.
غارات جوية أميركية على “الدولة الإسلامية” لمنع تقدّمها نحو أربيل وأوباما يربط مزيداً من الدعم للعراق بتأليف حكومة “لا تُقصي أحداً”
المصدر: العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
في ما يمثل تغييراً في الموقف الاميركي منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية 2011 وفي تدخل مباشر هو الاول من نوعه في التطورات الميدانية المتسارعة التي يشهدها العراق منذ اجتياح مقاتلي “الدولة الاسلامية” مدينة الموصل واجزاء واسعة من شمال البلاد وغربها ووسطها وصولاً الى الهزيمة التي الحقوها بقوات البشمركة الكردية قبل ايام في عدد من البلدات وتهجيرهم عشرات الالاف من المسيحيين والايزيديين، شنت مقاتلات اميركية غارات على اهداف للمقاتلين الجهاديين قرب اربيل عاصمة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي موسع وانزلت مساعدات انسانية من الجو الى النازحين الفارين من وجه “الدولة الاسلامية” في جبل سنجار. وربطت واشنطن تقديم مزيد من الدعم العسكري بتأليف الاطراف العراقيين حكومة موسعة لا تقصي احداً، فيما شدد المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني ضغوطه على رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ليتخلى عن مطالبته بولاية ثالثة في رئاسة الوزراء.
وشرع أعضاء مجلس الأمن في مشاورات في شأن مشروع قرار أعدته بريطانيا للتعامل مع الاضطهاد المنهجي الذي تمارسه “الدولة الإسلامية” وغيرها من الجماعات الإرهابية للأقليات – وخصوصاً المسيحيين والأيزيديين – في محافظة نينوى العراقية، ضمن مبدأ “مسؤولية الحماية” الذي يجيز التدخل الإنساني لمنع ارتكاب عمليات إبادة أو مجازر جماعية في حق هذه الأقليات. واعلنت فرنسا انها “مستعدة للقيام بدورها كاملا” في حماية المدنيين الذين يتعرضون “لفظاعات لا تحتمل” من تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق، وقرر البابا فرنسيس ايفاد الكاردينال فرناندو فيلوني السفير البابوي السابق لدى العراق الى سكان شمال العراق الذين يشكل المسيحيون قسما منهم بعدما فروا من مناطقهم مع تقدم تنظيم “الدولة الاسلامية”.
الموقف الاميركي
واعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن الجيش الأيركي شن غارتين جويتين أخريين على قوات “الدولة الاسلامية” قرب اربيل ايضاً. وأوضحت أن الغارتين اللتين أعقبتا استهداف موقعين لـ”الدولة الاسلامية” بقنبلتين زنة كل منهما 500 رطل، شنتهما طائرة من دون طيار على موقع لإطلاق قذائف الهاون، وأربع مقاتلات “إف إي.18 ” على قافلة لـ”لدولة الاسلامية” وموقع لإطلاق قذائف الهاون.
وصرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بان التفويض الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما للقيام بعمل عسكري محدود في العراق، قد يشمل في نهاية المطاف مزيدا من الدعم العسكري للقوات العراقية لردع مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” بمجرد ان تؤلف في البلاد حكومة جديدة “لا تقصي أحداً”.
وقال إن الدعم الأميركي الأولي سيتمثل في ضربات عسكرية لحماية العسكريين الاميركيين العاملين في العراق ومعالجة الوضع الانساني الطارئ في جبل سنجار. لكنه أفاد ان لدى واشنطن ايضا هدفا ثالثا “يتعلق باعتقادنا والتزامنا تعزيز قوات أمن عراقية وقوات امن كردية متكاملة ليوحدا البلاد من اجل درء الخطر” الذي يمثله مقاتلو “الدولة الاسلامية”. وأكد ان أي دعم اميركي لن “يطول” ولن يتضمن دفع قوات أميركية الى البلاد.
وقد وصل 150 مستشاراً عسكرياً أميركياً إلى أربيل للمساعدة في قتال الجهاديين وتفعيل التنسيق الأمني مع بغداد.
وأشار الى ان أوباما لم يعيّن “موعدا محددا لإنهاء” الضربات العسكرية الأميركية في العراق، “وسنتخذ هذا النهج بحيث ان هذا النوع من القرارات يجري تقويمه بصفة منتظمة ويعتمد على الوضع الأمني على الارض لانه يتعلق بأمن وسلامة العسكريين الاميركيين، كما يتعلق بدعم الجهود الجارية لقوات الأمن الكردية وقوات الأمن العراقية”.
وفي كلمة الى الامة عبر التلفزيون ليل الخميس، قال اوباما: “في وقت سابق من الأسبوع صرخ عراقي في المنطقة (المحاصرة) للعالم قائلا ما من أحد يساعدنا… اليوم أميركا جاءت للمساعدة… يمكننا ان نعمل بحرص ومسؤولية لمنع عمل محتمل للابادة الجماعية”.
تطورات ميدانية
وتوقع رئيس اركان الجيش العراقي الفريق اول بابكر زيباري بعد القصف الاميركي ان تشهد بلاده “تغييرات كبيرة خلال الساعات المقبلة”.
ومع القتال الدائر بين البشمركة ومقاتلي “الدولة الاسلامية” على مسافة نحو 40 كيلومتراً من اربيل، سيطر مقاتلو “الدولة الاسلامية” على سد الموصل شمال مدينة الموصل وهو ما يمكن ان يعطي المسلحين السنة القدرة على اغراق مدن وقطع امدادات المياه والكهرباء الحيوية عنها. وقال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار كيكي ان “مسلحي تنظيم داعش سيطروا على سد الموصل بشكل كامل”. واكد الناطق باسم وزارة البشمركة (الدفاع) لاقليم كردستان ان “المسلحين يسيطرون منذ مساء امس (الخميس) على سد الموصل”.
وتحدث الامين العام لرئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين عن مقتل 150 مقاتلا كرديا وجرح 500 آخرين بايدي المقاتلين الاسلاميين المتطرفين منذ حزيران.
واعلن الناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية كامل امين ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” يحتجزون مئات النساء من الاقلية الايزيدية تقل اعمارهن عن 35 سنة في مدارس بالموصل وذلك منذ سيطرة الجهاديين على سنجار في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال إنه علم بالامر من عائلات المحتجزات. وهذا التأكيد العراقي الرسمي الاول لاحتجاز نساء ايزيديات على ايدي الجهاديين.
وصرح وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي باربيل بأن “مقاتلي الدولة الإسلامية يقومون بحشد كل قواهم في العراق وسوريا لمحاربة قوات الأمن الكردية (البشمركة)”. وقال إن القتال خطير ويشكل تهديدا وجوديا.
الى ذلك، حذر الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر من ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” باتوا مستعدين لمهاجمة العاصمة العراقية، متعهدا تعبئة انصاره للدفاع عن بغداد.
السيستاني
وبدوره دعا السيستاني العراقيين إلى التوحد في مواجهة “الخطر الكبير” الذي يمثله مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وألقى السيستاني في خطبة الجمعة – التي تلاها أحد مساعديه نيابة عنه – في مدينة كربلاء على الساسة العراقيين تبعة أكبر أزمة تشهدها البلاد منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 قائلا إنهم يتحركون وفقا لمصالحهم الشخصية. ودعا “جميع العراقيين إلى أن يوحدوا صفوفهم ويكثفوا جهودهم في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد حاضرهم ومستقبلهم”. وأضاف أن الساسة الذين يتشبثون بمناصبهم يرتكبون خطأ جسيماً، في تصعيد للضغوط على المالكي ليتخلى عن مسعاه للبقاء ولاية ثالثة في منصبه.
وحض الساسة العراقيين على اختيار رئيس وزراء قادر على توحيد العراقيين وانهاء الأزمة التي يمثلها المتشددون السنة.
2229 نازحاً سورياً لـ«الهجرة» من لبنان
آلاف ينتظرون حياة جديدة
مادونا سمعان
نزح 2.9 مليون سوري منذ اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011، لم يجد هؤلاء ملجأ لهم إلا في الدول المحيطة بمناطقهم المشتعلة. مكثوا فيها ظانين أن النيران ستنطفئ عما قريب، لكن أعواماً ثلاثة مضت من دون أمل بالعودة. فكرّ البعض في الرحيل عن المنطقة المتأججة، إلى حيث مستقبل أفضل لأبنائهم، لكن للجوء قواعدَ وقوانين توصد أبواب الدول المتقدّمة في وجه من فقد البيت والأرض وحتى الأحباب، أكثر مما تفتحها. تبقى الأرقام خير دليل على أن العمل للعودة أقرب إلى التحقيق من السعي للرحيل: أوروبا لم تستقبل إلا نحو 120 ألف سوري منذ اندلاع الحرب في آذار 2011. ولبنان لم يصدّر من النازحين إليه أكثر من 5 آلاف من أصل أكثر من مليون يعيشون على أراضيه.
تشير الناطقة باسم «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» في لبنان جويل عيد إلى أنه يتم توطين السوريين من لبنان في بلدان ثالثة وفق برنامجين أو آليتين. الآلية الأولى هي التي تعتمدها المفوضية منذ إنشائها والتي تخضع للكوتا والمعايير التي تطلبها البلدان المستضيفة سنوياً، «فيتم إجراء مقابلة مع طالب اللجوء للتأكد من صفته كلاجئ ومطابقته للمعايير المطلوبة. وتتعلق المعايير في الغالب بالفئات العمرية أو توطين عائلات أو غيرها من المسائل التي لا ترتبط بالدين». وبالطبع العرض أقل بكثير من الطلب، فوفق عيد هناك الآلاف ممن ينتظرون حياة جديدة، «لكنّ الكوتا المخصصة للسوريين في لبنان هذه السنة ليست إلا 2229 لاجئاً، يتم توطينهم في بلدان مختلفة من العالم، ومعيار الانتقاء في الغالب هي الحالات الأكثر ضعفاً».
ولأن المعيار هو الأكثر ضعفاً، تجد المفوضية نفسها أمام وضع حذر وحساس خلال مرحلة الاختيار، التي تليها مرحلة درس الملف من جانب الدول المستضيفة قبل توطين أي لاجئ.
ولأن الأزمة السورية خلّفت 2.9 مليون لاجئ، لجأوا في غالبيتهم إلى دول الجوار، أنشأت المفوضية برنامج «هاب» (Humanitarian admission program HAP). تهدف من خلاله إلى مشاطرة الأعباء مع الدول التي تتحمل أعباء النازحين. وقد طرحته المفوضية امام بلدان كثيرة «أبدت استعداداً لاستضافة نازحين، لكن فعلياً كانت ألمانيا هي الوحيدة التي وضعت كوتا من 5 آلاف نازح سوري وبدأت باستضافتهم منذ أيلول 2013 بحسب معايير تعزز حظوظ من لديه عائلة في ألمانيا والطلاب وأصحاب المهارات لصقلها والاستفادة منها في عملية إعادة إعمار سوريا عند العودة، بالإضافة إلى الحالات المستضعفة»، وفق عيد.
ولعلّ الكوتا الألمانية تبقى بعيدة كثيراً عن الرقم الذي تطمح إليه المفوضية من خلال هذا البرنامج وهو «استضافة 100 ألف لاجئ من منطقتنا في دول أخرى». وهو الرقم الذي أثار لغطاً منذ مدة بحيث فهم أنه توطين 100 ألف سوري في البلدان المحيطة بسوريا.
فعلياً، ينتهي دور المفوضية ما إن تطأ قدما اللاجئ أرض الدولة المضيفة. لكن بين تقديم طلب اللجوء وإعادة التوطين مرحلة انتقالية تتولاها «المنظمة الدولية للهجرة»، تبقى خلالها المفوضية مسؤولة عن اللاجئ.
يشرح مدير العمليات فيها بيار كينغ أن لا دور للمنظمة في اختيار اللاجئين المرشحين لإعادة التوطين «بل هي تعمل على تقديم المشورة للحكومات في هذا المجال وتتولى مساعدة اللاجئين قبيل سفرهم من خلال تنظيم محاضرات وتدريبهم على الحياة في البلد المضيف وتأمين الأوراق الثبوتية الضرورية لهم قبيل المغادرة وغيرها من الأمور اللوجستية».
ويشير إلى أن دولاً أوروبية كثيرة استضافت أعداداً من السوريين، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الاميركية وأستراليا كل وفق معاييرها، من خلال تقديم الطلبات عبر «المفوضية العليا للاجئين». ووفق أرقام المنظمة فإن عدد السوريين المغادرين من لبنان إلى فنلندا بلغ 280 شخصاً، وإلى فرنسا 160، وإلى سويسرا 140، وإلى بريطانيا 140، وإلى النروج 300، وإلى الدنمارك 300، وإلى النمسا 200 (600 من المنطقة)، وإلى السويد 300، وإلى هولندا 140. وتستقبل أستراليا نحو 700 لاجئ سوري والأوروغواي 120، بينما اختارت إيرلندا استقبال بعض الحالات الطبية الصعبة. ما يعني هجرة أكثر من 2700 لاجئ سوري من لبنان، خلال هذه المرحلة.
وإذ تبقى أرقام المغادرين إلى الولايات المتحدة الأميركية غير معروفة، يلفت كينغ الى أن ألمانيا سوف تستقبل نحو 10 آلاف لاجئ سوري في المرحلة المقبلة من المنطقة. ويؤكد أنه من ضمن برنامج «هاب» ساعدت المنظمة 3600 لاجئ سوري قبيل الهجرة إلى ألمانيا، فخصصت لهم 19 رحلة خاصة منذ أيلول 2013، ومن المتوقع أن تغادر آخر رحلة يوم 14 آب الجاري وعلى متنها 200 لاجئ. ومن المتوقع أن تستقبل ألمانيا 300 لاجئ آخرين قدمت ملفاتهم إليها «مؤسسة كاريتاس»، على أن يغادروا مطار بيروت يوم 14 أيلول المقبل. ويكون بذلك عدد السوريين المغادرين من لبنان إلى ألمانيا 4100 لاجئ. ويوضح كينغ في هذا الإطار أن عدداً آخر من اللاجئين قدموا ملفاتهم مباشرة إلى السفارة الألمانية وليس عبر المفوضية في إطار عملية لمّ الشمل.
خلال دورات الإعداد للهجرة يسأل اللاجئون أسئلة كثيرة عن البلد المضيف، «يكون للبعض آمال عالية»، يقول كينغ «بينما يبدو آخرون خائفين من المصير المجهول ويسألون عن اللغة والمجتمع ومدى تقبّله للحجاب. ويكون علينا أن ننقل الواقع إليهم كما هو. فأنا لا يمكنني أن أعدهم بعمل في فرنسا وهناك 3 آلاف عاطل من العمل فيها. ولا يمكنني أن أخفي عنهم واقع العلمانية في مختلف المجتمعات المضيفة».
يلاحظ كينغ، كما عيد من خلال عملها في المفوضية، أن السوريين يفضلون العودة إلى ديارهم، إلى أرضهم وبيتهم، على الهجرة إلى بلاد غريبة مهما قدّمت لهم من فرص. وهم حتى لو تقدموا بطلب للهجرة، يتباحثون في ما بينهم كأفراد عائلة قبل المضي إلى حياة جديدة.
ويلفت كينغ إلى أن الدول لا تلتزم بمعايير واحدة وثابتة في ما خصّ التقديمات للمهاجرين الجدد، «هناك طبعاً حدّ أدنى كالتقديمات الصحية والتعليم والمسكن. لكن الضمان الاجتماعي غير مؤمن في البلدان كلها، بينما يقدم القليل منها تأميناً صحياً بينما يتساوى في بعضها اللاجئ بالمواطن، باستثناء الحق في التصويت».
يدرك كينغ أنه ليس من السهل أن يختار الإنسان، حتى ولو كان لاجئاً، مصيراً جديداً في بلد بعيد عن الديار، لكنّه يؤكد أن الشباب والأطفال حين يكبرون غالباً ما يشكرون أهلهم على تلك الخطوة، وهذا ما تشير إليه صفحته عبر الفايسبوك التي تضمّ أصدقاء كثراً أعيد توطينهم ذات يوم.
من جهة أخرى، تدرك عيد أن أعداد اللاجئين السوريين الذين يعاد توطينهم من لبنان أو غيره من المنطقة لا يشكل نقطة في بحر أعداد من نزحوا من سوريا إلى البلدان المجاورة.
4 % من2.9 مليون لاجئ إلى أوروبا
قبل نحو شهر من اليوم حثت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» الدول الأوروبية على استقبال أعداد من النازحين السوريين استجابة للأزمة السورية. وطالبتها بإجراءات لجوء عادلة وفعّالة، وتوفير شروط استقبال مناسبة، كما التبنّي الفاعل لتدابير أخرى قادرة على تأمين الحماية والأمان للاجئين الفارين.
توضح المفوضية أنه منذ بداية الحرب في سوريا في آذار 2011 لجأ نحو 123600 سوري إلى أوروبا، من بينهم 112170 شخصاً إلى الاتحاد الأوروبي والنروج وسويسرا. ما اعتبرته المفوضية أرقاماً ضئيلة بالمقارنة مع عدد اللاجئين من سوريا، الذي وصل إلى 2.9 مليون شخص في الدول المجاورة لسوريا، «ما يعني أن 4 في المئة فقط لجأوا إلى أوروبا باستثناء تركيا، منذ بداية النزاع». وتشير أرقام المفوضية إلى تضاعف طلبات اللجوء إلى أوروبا، إذ ارتفعت من 6400 طلب في العام 2011، إلى 23400 طلب في العام 2012، فـ51500 في العام 2013، ليسجل 30700 طلب لجوء بين كانون الثاني وايار من العام الجاري. وقد أُرسل إلى الســــويد وألمانيا وبلغاريا وسويسرا وهولندا 70 في المئة من الطلبات، كانت حصة السويد وألمانيا وحدهما منها 56 في المئة.
وسجّلت المفوضية ارتفاع أعداد السوريين الوافدين إلى أوروبا عبر البحر في العام 2013، حيث تمّ إنقاذ عدد منهم في البحر المتوسط (11307 في إيطاليا وحدها في العام 2013). ووفق ما رصدته «يصل عدد كبير من السوريين إلى كثير من الدول الأوروبية بغية إكمال سفرهم إلى وجهات أخرى». وهذا إما بسبب شروط الاستقبال غير المناسبة وإما لصعوبة الوصول إلى إجراءات اللجوء، بالإضافة إلى الروابط العائلية والتوقعات التي يتصوّرونها حول الحصول على المساعدات والاندماج في المجتمع.
وسجّلت، في المقابل، ممارسات تثير قلقاً، ومنها: «صدّ اللاجئين عند الحدود البرية والبحرية. الأمر الذي جرى الإبلاغ عنه في بلغاريا، وقبرص، واليونان، وإسبانيا، وألبانيا، ومونتينيغرو، وروسيا، وصربيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الوصول البطيء إلى إجراءات اللجوء الفعالة وشروط الاستقبال غير المناسبة، وتكدّس إجراءات اللجوء، والعوائق أمام لمّ شمل العائلة، والنقص في التعرّف إلى طالبي اللجوء الأكثر ضعفاً ومساعدتهم واللجوء إلى الاحتجاز». ما أدّى بها إلى مطالبة الدول الأوروبية بتطبيق استجابة شاملة انطلاقاً من مسؤوليات تلك الدول بموجب القانون الدولي والإقليمي، مشجعة إياها على دراسة احتمالات إعادة التوطين، وبرامج القبول وفق الحاجات الإنسانية والرعاية الخاصة أو اللجوء إلى برامج قانونية أخرى كتأشيرات الدراسة والعمل.
نوبات القتال في سوريا تستهدف المطارات
اهداف متفاوتة للمسلحين بين السيطرة والتعطيل
زياد حيدر
فتحت الشهية العسكرية للمعارضة مجددا على المطارات السورية، ولا سيما العسكرية منها، بشكل ينذر بمستويات جديدة من المعارك، تتولى التهديد فيها مختلف الفصائل العسكرية المتواجدة على الأرض السورية، من “جيش الإسلام” إلى “جبهة النصرة” وصولا إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، وذلك في وجه عدو واحد هو الجيش السوري، لاستهداف أبرز سلاح يمتلكه، وهو الطيران الحربي.
وفي اليومين الماضيين تزامنت تصريحات وأخبار متشابهة، عن نيات المهاجمين تنفيذ عمليات قرب مطارات عسكرية ومدنية سورية، بغاية الاستيلاء عليها أو تعطيلها كحد أدنى. وتأتي الحملة الأخيرة متناسقة مع الاستنتاج الظاهر بأن الحركة الفوضوية، للفصائل المتشعبة، لا يمكن أن يعيقها فعليا سوى سلاح واحد، هو الطيران. وذلك بعد أن تمثلت التجربة العملية في بلدان كثيرة، منها العراق ولبنان مؤخرا.
وهكذا يحضر “داعش” لمعركته الكبرى الثالثة في ريف الرقة مستهدفا مطار الطبقة. وهو ثالث نقطة عسكرية كبرى في الرقة، بعد مباني قيادات الفرقة 17 وفوج الميلبية، مرورا باللواء 93 الذي انسحب جنوده ليلا باتجاه المطار أمس الأول.
ويعتبر مطار الطبقة عنصر إمداد رئيسيا لقوات الجيش في منطقتي الحسكة والرقة، ويشكل نقطة ارتكاز بالنسبة لقوات “الفرقة 17″، التي يصل تعداد عناصرها إلى عشرة آلاف مقاتل، تتوزع على مساحة جغرافية كبيرة بين مدينتي الرقة والحسكة.
واعتمد الجيش، بعد معارك الرقة الأخيرة، على المطار بشكل رئيسي لنقل عناصره من الجرحى والناجين من معركة قيادات “الفرقة 17” وتأمين إمدادات للأفواج والألوية الموجودة هناك. وبعيدا نسبيا عن مطار الطبقة، على مسافة عشرات الكيلومترات، يقع مطار دير الزور العسكري، والذي يعاني انعدام حالة أمن للطيران، رغم أن رحلات بالطوافات تخاطر بين الوقت والآخر بغرض تأمين إمدادات أو نقل جرحى أو جثامين.
ويفترض أمن المطارات تأمين المنطقة المحيطة بالمدرجات على مسافة لا تقل عن 35 كيلومترا من مختلف الاتجاهات، وهو أمر بات الحفاظ على استقراره شديد الصعوبة. وأمس الأول أعلن قائد المجلس العسكري في حماه العميد أحمد برّي، في تسجيل فيديو، أن “كتائب المعارضة تسعى إلى التقدم من مطار حماه العسكري بشكل أكبر، كي يصبح في متناول المدفعية والهاون، وفي حال تم تعطيل المطار بشكل كامل، فإنه سيخفف كثيراً من عمليات القصف الجوي على معظم المناطق السورية”.
ووفقا لبري قلصت المعارضة عمل المطار بمعدل خمسين في المئة، مشيرا إلى قدرتها على استهدافه بالمدفعية الثقيلة والهاون. كما ذكر بيان سابق لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن كتائب “النصرة” باتت على مسافة تسعة كيلومترات من المطار.
ويشكل مطار حماه حجر زاوية في عمل سلاح الجو السوري، بسبب قربه من معامل تصنيع العتاد الحربي والذخيرة الجوية، وفقا لما يصرح به بري أيضا. وتجري معارك حماه، التي لم تنخفض وتيرتها منذ أشهر، بالقرب من المطار والطريق الدولي، الذي تقول المعارضة انها تمكنت من قطعه بين مدينة حماه وبلدة محردة، ولا سيما بعد استيلائها على بلدة حطاب التي تضم مستودعات ذخيرة كبيرة للجيش. ويضاف إلى أهمية المنطقة أيضا، أنها تشكل قلب المنطقة الوسطى بين حمص وحلب، كما أنها لا تزال بعيدة عن تأثير “داعش”، وينظر المعارضون إليها نظرة رمزية بعد انهيار مجالسهم وكتائبهم العسكرية في مختلف مناطق الشمال الشرقي وريف حلب أمام اندفاع “الدولة الإسلامية”.
و”داعش” بدورها تحاصر مطارا مهما آخر، هو مطار كويرس، والذي تحاصره منذ مدة، غير قصيرة، بينما تحاصر كتائب “الجبهة الإسلامية” مطار النيرب بالقرب من حلب، وتستهدف مروحياته، وفقا لوسائل نشر الكتائب المعارضة.
ووفقا لوسائل النشر ذاتها، توعدت “القيادة العامة لجيش الإسلام” بإطلاق معركة تطويق مطار دمشق الدولي “الذي يعد المصدر الأساسي لوفود المقاتلين الأجانب والمساعدات الإيرانية لنظام الرئيس بشار الأسد” وفقا للبيان الذي أذيع على الانترنت أمس الأول.
وحذر من أن “المعركة انطلقت مع غروب شمس يوم الأربعاء الماضي، ولن تتوقف قبل السيطرة على مطار دمشق الدولي مرورا بالغزلانية وحتيتة تركمان” وهما بلدتان لا تبعدان سوى بضعة كيلومترات عن حرم المطار الدولي. ووفقا للبيان تمكن المقاتلون من السيطرة على عدة نقاط “قرب مطاحن الغزلانية وعطب دبابة وقتل العشرات من الجنود السوريين، فضلا عن محاصرة المطاحن تمهيدا لاقتحامها “.
كما شكل اقتحام “داعش” منذ أسبوعين لحقل “الشاعر” للغاز إنذارا حادا لمطارين عسكريين قريبين، هما الشعيرات ومطار تدمر العسكري أو ما يعرف بـ”التي فور”. والأخير يحتل مساحة كبيرة، ويقوم بمهمات ضخمة في المنطقة الشرقية، ولا سيما ضد مواقع التنظيم. وسبق لأسوار المطار أن تعرضت لهجمات وقصف صاروخي من البادية حيث تتمركز فصائل مختلفة متعددة الولاءات، أبرزها كما هو متوقع تلك التي تولي “داعش” عليها.
إلا ان ما يجدر ذكره أيضا، هو أن سوريا التي تمتلك ما يقارب 23 مطارا، غالبيتها عسكرية، لا زالت تنسق عمل قواتها الجوية رغم الظروف المحيطة بتلك المطارات. كما أن تعرض المطارات لتضييق الخناق، تعترضه صعوبات، من بينها تعقيدات إمكانية الحفاظ على مواقع الحصار، ولا سيما في المناطق التي تميل موازين القوى للجيش. وسبق أن أعلن عن حصار مطار دمشق الدولي، كما سبق استهداف المطار. ومنذ عام تماما، أعلنت المعارضة عن محاصرة مطار حماه تماما، لكنها لم تتمكن من الاحتفاظ بمواقعها.
كما أن مطارات في عمق مناطق نفوذ المعارضة كما في الرقة (الطبقة) وريف حلب (كويرس والنيرب) ما زالت تعمل رغم المخاطر، وهو عمل في حال تمت إعاقته بشكل أوسع، يمكن أن يغير موازين القوى بشكل جذري في سوريا، فاتحا أفق مستويات الصراع إلى ما هو أسوأ من حالها الراهن.
الأسد يكلف وائل الحلقي بتشكيل حكومة سورية جديدة
بيروت- (رويترز): ذكرت وسائل اعلام رسمية سورية الأحد أن الرئيس السوري بشار الأسد أعاد تكليف رئيس الوزراء وائل الحلقي بتشكيل حكومة جديدة في سوريا.
وأدلى الأسد اليمين الدستورية لفترة رئاسة جديدة الشهر الماضي وطلب من الحلقي تشكيل حكومة جديدة.
وتولى الحلقي رئاسة الوزراء في 2012 خلفا لرياض حجاب الذي فر من سوريا وانضم إلى المعارضة السورية.
الدولة الاسلامية تسيطر على 3 قرى سورية جديدة في دير الزور
القاهرة-(د ب أ)- أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان الدولة الاسلامية (داعش سابقا)، سيطرت على بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج والتي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور.
وقال المرصد في بيان له، إن ذلك جاء عقب اشتباكات استمرت لأيام بين عناصر الدولة من طرف، ومقاتلين ومسلحين عشائريين من طرف آخر، ترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين، وقصف لتنظيم الدولة الإسلامية على مناطق في البلدات، أدت لخسائر بشرية في صفوف الطرفين من قتلى وجرحى، إضافة لمقتل عدد من المواطنين.
وابدى المرصد مخاوفه من أن تقوم الدولة الإسلامية بارتكاب إعدامات جديدة بحق رجال وشبان في هذه البلدات الثلاث.
وكانت الدولة الإسلامية أعدمت قبل أيام، ما لا يقل عن 19 رجلاً وشاباً، رمياً بالرصاص، أحدهم تم ذبحه بآلة حادة في بادية دير الزور بالقرب من حقل العمر النفطي، الذي سيطر عليه عناصر الدولة الإسلامية في الثالث من شهر تموز(يوليو) الماضي .
اللاجىء السوري مجبر على شروط العمل ولا خيار أمامه
إسلام أبو زهري
عمان – «القدس العربي»: لجأوا الى الاردن خوفا من الموت واضطروا للعيش خارج بلادهم بعد تزايد موجات القصف والدمار على مدنهم في سوريا واختاروا محافظة اربد ملاذا آمنا لهم بعد هروبهم من مخيم الزعتري بطريقة غير شرعية حسب قولهم .
حمزة الشريف أحد اللاجئين السوريين الذين نزحوا الى الاردن لوحدهم تاركين أهلهم خلفهم في سوريا بعد تعرضه للتهديد من العلويين في مدينته درعا حسب روايته.
«كان يدرس العلوم المالية والمصرفية في جامعة تشرين في محافظة اللاذقية وعندما بدأت الأحداث السورية تتأزم جاء الى مخيم الزعتري بناء على طلب والديه وعندها هرب من المخيم لصعوبة العيش فيه برفقة ابن خالته ليعمل في أحدى المطاعم في مدينة اربد شمالي الأردن».
يقول الشريف: «بالرغم من سوء الظروف ومرارتها الا ان الحكومة الاردنية لم تقصر في تعاملها مع اللاجئين السورييين، فتحت حدودها لنا واستقبلت أفواجا كثيرة منا مقابل اغلاق الكثير من الدول العربية حدودها ورفضهم لللاجىء السوري».
وفيما يتعلق بعمله يشير الى انه كان في سوريا طائشا لا يكترث لأي أمر. كل ما يرغب فيه متاح أمامه، لكن لجوءه الى الاردن منذ سنة ونصف علمه المسؤولية والاعتماد على الذات، فهو يعمل تسع ساعات كل يوم نظير 220 دينار لسد حاجته الا ان الحياة المعيشية مكلفة جدا في الاردن مقارنة بسوريا.
يتمنى ان يكمل دراسته الجامعية الا ان الوثائق التي بحوزته لم تكف بعد لتسجيله بجامعة اليرموك حسب قوله، مضيفا انه سيباشر باتمام دراسته في الفصل المقبل بعد وصول الوثائق من سوريا.
سلوى (اسم مستعار ) إحدى اللاجئات السوريات اللاتي جئن مع عائلتهن الى الاردن منذ الأحداث السورية تقول»أسكن مع والدتي وثلاث اخوة، وأعمل في محل البسة 12 ساعة مقابل 200 دينار وهذا لا يكفي لسد حاجات البيت».
وتشكو من ان اللاجىء السوري مجبر على قبول شروط صاحب العمل لانه غريب عن بلده ولا يستطيع ان يقول لا أو ان الراتب لا يكفي. مضيفة انها في سوريا تفاوض صاحب العمل على الراتب أما هنا فهي الطرف الأضعف في المعادلة.
وتبين «حياة اللاجىء السوري صعبة جدا ، ما يضطره الى قبول المساعدات من الآخرين عدا عن الكوبونات التي تقدمها الاونروا للاجئين السوريين والتي تسد بعض مستلزمات الحياة».
وعلى طول شارع الجامعة في اربد تتكاثر البسطات الممتلئة ببضائع مختلفة، حيث يستغل أصحابها من الاردنيين حاجة اللاجىء السوري ويعمل الكثير منهم عمالا لأصحاب البسطات ويتقاضون أجرة يومهم من الصبح الى المساء سبعة دنانير حسبما أشاروا. محمود، أحد اللاجئين السوريين يبدأ عمله منذ شروق الشمس الى الليل. يعمل بائعا بإحدى البسطات ليعيل أسرته فهو يرى ان عمله غير كاف ويتقاضى سبعة دنانير مقابل 12 ساعة.
ويضيف ان الأزمة السورية قتلت جيلا كاملا، فهناك الكثير من الأطفال سيحرمون من التعليم في مخيمات اللاجئيين السوريين.
وبين ان مساعدات الاونروا لا تكفي اللاجىء السوري ما يضطره الى بيع بعض المساعدات التي تقدمها لهم لسد حاجات أخرى، وأحيانا يلجأ الى التسول لتأمين قوت أسرته الى جانب عمله أجيرا في إحدى البسطات.
وفيما يتعلق بعدد اللاجئين السوريين في الشمال، أشارت دراسة حديثة إلى أن محافظتي إربد والمفرق تعتليان سلم المحافظات في استضافة اللاجئين السوريين بمعدل يصل الى 56 ٪ منهم.
وقدرت الدراسة عدد السوريين في المملكة 1.3 مليون نسمة يتوزعون بين مسجل كلاجئ ومقيم على أراضيها.
وأوضحت الدراسة، التي أعدها الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الوزني، ان المحصلة التراكمية للكلف المقدرة لآثار الأزمة لنهاية العام2014 تتراوح بين 4.2 -5.1 مليار دينار أردني.
وبحسب البيانات الاحصائية، التي تضمنتها الدراسة، فإن عدد السوريين في الأردن من غير اللاجئين يصل الى 750 ألف نسمة، فيما يصل الاجمالي الكلي للاجئين السوريين المسجلين رسميا 550 ألف نسمة بنهاية 2013.
وخلصت الدراسة حول أثر اللجوء السوري على الاقتصاد المحلي، بان التكلفة التراكمية للجوء السوري تقدر بنحو5.8 مليار دينار لنهاية العام الماضي مقابل عوائد مقدرة تراكميا تصل الى 4.1 مليار للفترة نفسها بخسارة تراكمية على الاقتصاد بواقع 1.7مليار دينار.
بعد انسحاب المسلحين… هل تُقفل حدود عرسال أم تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات؟
سعد الياس
بيروت – «القدس العربي»: خطفت عرسال الأضواء هذا الأسبوع وسلّطت الضوء على الحدود المفتوحة بين لبنان وسوريا وعلى تحول القلمون وجرود عرسال الى جبهة قتالية واحدة بعدما نأت الدولة اللبنانية بنفسها بدءاً من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عن الأزمة السورية وغضّت الطرف عن مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري، الأمر الذي ربط لبنان بحروب المنطقة وهدّد بإنزلاقه الى أتون الصراع.
ولعلّ هذا الخطر المتربّص بالبلد هو الذي دفع قوى 14 آذار الى مطالبة الحكومة اللبنانية بإصدار أوامرها لكل المؤسسات العسكرية والأمنية للعمل على إغلاق الحدود بين لبنان وسوريا أمام كل مسلح يأتي من سوريا إلى لبنان أو يذهب من لبنان إلى سوريا. وتعتقد قوى 14 آذار في حديثها الى «القدس العربي» “أنه لو قامت الدولة اللبنانية بواجباتها في ضبط الحدود ونشر الجيش منذ مدة لما كان حزب الله استسهل الانتقال الى الأراضي السورية من أجل القتال. ولما كان مسلحو المعارضة السورية إستسهلوا أيضاً عبور الحدود ودخول عرسال ومهاجمة مراكز الجيش». ويبدو أن قوى 14 آذار لم تيأس من عدم تجاوب وزراء حزب الله وحركة أمل ومن صمت وزراء التيار الوطني الحر تجاه مطالبة الحكومة اللبنانية رسمياً من مجلس الأمن الدولي ان تشمل الإجراءات التي يتيحها القرار 1701 مؤازرة انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية- السورية ومنع تسلل المسلحين في الاتجاهين، فعادت للتأكيد على أهمية القرار 1701 الذي أجمع عليه اللبنانيون، ونجح إلى حد بعيد في تعزيز الإستقرار في جنوب نهر الليطاني. وفي تصورّها أن اعتراض حزب الله على نشر القوات الدولية على الحدود هو بسبب تقييد مثل هذه الخطوة تحركات الحزب عبر الحدود.
وإن كانت الهدنة الإنسانية الممددة دخلت حيّز التنفيذ فعلياً اعتباراً من يوم الخميس بعد خروقات أمنية ملحوظة على أطراف بلدة عرسال وقيام فوج المجوقل في الجيش اللبناني بتنفيذ عملية داخل البلدة أسفرت عن تحرير 7 عسكريين كانوا في أحد المنازل، إلا أن الباب لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات وخصوصاً أن تفاوض هيئة العلماء المسلمين نجح نوعاً ما مع «جبهة النصرة» التي سحبت معظم مسلحيها الى الجرود والداخل السوري فيما لم تتقدم الاتصالات مع مسلحي تنظيم «داعش» الذين بدوا متشددين بمواصلة القتال.
ووسط هذه التعقيدات دخل عامل جديد على الخط هو منع أهالي بلدة اللبوة الشيعية دخول قافلة المساعدات الغذائية والطبية الى عرسال بحجة أنها ستذهب الى المسلحين الذين يقاتلون الجيش وليس الى أهالي عرسال. ذا التطور حرّك الاحتجاجات في البلدات السنية التي عمد شبان غاضبون فيها الى قطع الطرقات في كل من طرابلس والاوتوستراد الساحلي المؤدي الى الجنوب وطريق المدينة الرياضية وقصقص وتعلبايا وسعدنايل وشتورا والمصنع مهددين بعدم فتحها الى حين دخول المساعدات الى عرسال. واستغرب عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح منع دخول المساعدات الى عرسال مذكّراً كيف فتح أهالي عرسال بيوتهم خلال حرب تموز وقال «كل هذه الأمور تناساها «حزب الله» ويتعامل مع عرسال وكأنها مدينة عدوة، وأجهض المبادرة وعملية الإفراج عن عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي».
الى ذلك، أظهرت تحقيقات أمنية أولية أن أحد وجوه مخطط الهجوم على مواقع الجيش في عرسال ومحيطها الذي تولى قيادته أبو طلال نائب القيادي الموقوف أبو أحمد جمعة هو السيطرة على هذه المواقع ومن ثم الدخول الى بلدات شيعية ومسيحية في البقاع لاحتجاز رهائن ومبادلتهم بسجناء اسلاميين في سجن رومية، وهذا ما كان ألمح اليه تنظيم داعش قبل مدة من خلال الايذان بأنه قادم لتحرير الاسلاميين في سجن رومية. فيما ذهب آخرون الى توقع أن يكون المخطط هو إعلان إمارة البقاع وإسقاط الحدود على طريقة ما حصل في العراق وسوريا.
وفي ضوء هذه المعطيات باشرت القوى الأمنية وضع خطة مضادة، وهي بحسب مصادر أمنية لـ «القدس العربي» تأخذ كل الاحتياطات والتدابير الاحترازية لمرحلة ما بعد انسحاب المسلحين من عرسال لأنها تخشى من عودتهم قريباً.
الاستخبارات الأميركية: “داعش” تستقطب مقاتلي “القاعدة” في المنطقة
واشنطن ــ منير الماوري
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في عددها الصادر اليوم، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الأجهزة الاستخبارية الأميركية ترصد تدفق أعداد من مقاتلي “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” ومثيلاتها، على نحو متزايد من اليمن وبلدان أخرى إلى العراق، متخلين عن منظماتهم الأصلية للالتحاق بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي تمكن من فرض وجوده على مناطق شاسعة في العراق وسورية.
وقالت الصحيفة إن محللي وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) يحاولون حالياً دراسة التأثير العكسي المحتمل للضربات الجوية الأميركية، لجهة جذب المزيد من المقاتلين المنشقين عن تنظيماتهم في اليمن وليبيا وبلدان أخرى للالتحاق بتنظيم “داعش”.
ووفقاً لما أوردته “واشنطن بوست”، نقلاً عن محللين أميركيين، فإنّ من العوامل التي تجذب المقاتلين المتطرّفين إلى “داعش”، أنّه يمتاز بسرعة فائقة في الحركة ولا يخشى الفشل بالمقارنة مع تنظيمات أخرى مترددة وبطيئة، وتقضي مدداً طويلة في الإعداد لعمليات صغيرة.
تململ في صفوف الطائفة العلوية بسبب الاعداد الكبيرة من القتلى
خلافات في مدينة بشار الأسد بين عشيرتي الكلازية والحيدرية
بهية مارديني
في ظل استمرار المعارك في سوريا وارتفاع عدد القتلى من العشائر المؤيدية للرئيس بشار الأسد، تقول تقارير جديدة إن خلافات كبيرة نشبت بين عشائر الطائفة العلوية وتحديدا بين عشيرتي الكلازية والحيدرية.
بثت احدى الفضائيات السورية المعارضة تقريرا عن خلافات بين عشيرتي” الكلازية” و”الحيدرية” في مدينة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد.
وأكد التقرير أنه ساد القرداحة توتر بعد خلافات عشائرية وتحدثت عن سقوط قتلى.
ونقل تقرير لفضائية أورينت أنه بدأت حركة تململ في صفوف عشائر الطائفة العلوية، وأن الانتماءات العشائرية باتت تطغى على الانتماءات الطائفية بعد سقوط أعداد كبيرة من القتلى من عشيرة الحيدرية في الاحداث الاخيرة في سوريا وخاصة أن قتلى العشيرة عدة اضعاف عن عشيرة الكلازية التي ينتمي اليها بشار الاسد وعائلته.
وكشف التقرير اللثام عن اجتماع ضمّ مؤخرا أفراد من عشيرة الحيدرية للاحتجاج على مجريات الامور وطلب توزيع المناصب والمكاسب أسوة بالعشيرة الأخرى.
وانتقد المجتمعون ابعاد عائلة الاسد ابناء عمومتهم من المواجهة المباشرة مع المعارضة المسلحة لتبقى عائلة الحيدرية هي من تدافع عن النظام، بينما يتم ابعادها عند توزيع المناصب رغم أن الدفاع عن النظام يكلفها قتلى يوميا.
وتحدث ناشطون عن عملية اغتيال بطلقة في الظهر لضابط من عشيرة الحيدرية من قبل عنصر في القصر الجمهوري، وذلك بعد أن أبدى الضابط تذمره الكبير من ارتفاع أعداد القتلى ومطالبته برحيل الأسد ، وأشار الناشطون أن النظام رفض تسليم جثة القتيل.
ويشار إلى أن الحيدرية هي اكبر عشيرة للعلوية، والكلاززية عشيرة صغيرة لم تبرز الى الساحة إلا بعد وصول حافظ الأسد إلى الحكم.
هذا ليس التوتر الأول في القرداحة، فقد سادت خلافات بعضها وصل إلى مسامع الاعلام وأغلبها لم يصل، وارتقت المشاكل الى حد الخلافات بين عائلة الأسد الواحدة على خلفيات عدة منها توزيع ثروة جميل الأسد عم الرئيس الحالي وشقيق الرئيس الراحل وعلى خلفية عمليات تهريب مازال يتحدث عنها ناشطون في الخفاء والعلن.
بشرى الأسد تتبرأ سياسيًا من شقيقها الرئيس
وكالات
طلبت رفع العقوبات الأوروبية عنها: أنا ربة منزل
رفضت محكمة أوروبية الأدلة المقدمة من شقيقة الرئيس السوري لإزالة اسمها من لوائح العقوبات المفروضة على النظام، مؤكدة أنها فقط شقيقته وأن زوجها آصف شوكت قتل عام 2012 واصفة نفسها بأنها مجرد ربة منزل.
بيروت: رفضت محكمة الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أدلة بشرى الأسد، شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، التي تقدمت بطلب لإزالة اسمها عن لائحة العقوبات المفروضة على النظام السوري. ومن المعروف أن هذه العقوبات تمنعها من زيارة دول الاتحاد الأوروبي وتجمد أموالها وممتلكاتها.
وقدمت بشرى الأسد أدلة قد تخفف من علاقتها بالرئيس السوري مؤكدة أنها فقط شقيقته ولا علاقة لها بنظامه، مشيرة إلى أن زوجها آصف شوكت قتل عام 2012 واصفه نفسها بأنها مجرد “ربة بيت” تعيش مع عائلتها في الإمارات.
المحكمة ترفض
لكن المحكمة الأوروبية رفضت هذه الأدلة معتبرة أن علاقتها العائلية مع بشار الأسد وأعضاء في النظام السوري وعدم “ابتعادها الرسمي” عنهم هي كافية لإثبات علاقاتها مع النظام في دمشق. وأكدت المحكمة العقوبات التي تفرضها الثماني والعشرون دولة أوروبية ضد بشرى الأسد.
وقالت المحكمة الأوروبية “كون بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري يكفي بمفرده لتأكيد ارتباطها بالقيادة السورية، خاصة وأنه توجد في هذا البلد تقاليد إدارة عائلية للسلطة وهذا شيء معروف”.
وحاولت بشرى الأسد الطعن في القرارات الأوروبية الصادرة بحقها عبر عدد من الحجج القضائية منها “عدم إعلامها بشكل رسمي عن العقوبات” ولكن المحكمة رفضت معتبرة أن نشر القرارات الأوروبية في عدد كبير من وسائل الإعلام كان جديراً بإعلام المدافعة عن إدراج اسمها ضمن قائمة العقوبات الأوروبية.
دور سياسي
ولكن القضاة لم يعتبروا هذه الحجة، معتمدين إلى مقتطفات من مواقع إنترنت تثبت دورًا سياسيًا لبشرى الأسد في دمشق.
واعتبرت المحكمة أن وجود أولادها بمدارس الإمارات لا يكفي من أجل اعتبار أنها أنهت ارتباطها بالنظام أو أنها اضطرت إلى مغادرة البلاد، مشيرة إلى احتمال وجود أسباب أخرى دفعتها لمغادرة سوريا، من بينها تدهور الوضع الأمني.
يذكر أن عدداً من أعضاء أسرة الأسد أو المرتبطين بها (مثل ابن خالها رامي مخلوف) قدموا كذلك شكاوى أمام محكمة العدل في الاتحاد الأوروبي مطالبين برفع العقوبات عنهم.
معارضون كرد سوريون يباركون قرار أوباما مهاجمة داعش
بهية مارديني
رأوا في الخطوة تأكيدًا على صون أمن كردستان
اعتبر شلال كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا أن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بإجازة ضربات جوية على مواقع داعش في إقليم كردستان العراق والمناطق المحاذية له، وخاصة في سنجار، “له دلالات كبيرة جدًا، لا سيما وأن فرنسا وأميركا أبدتا في الوقت عينه استعدادهما لتقديم الدعم العسكري لقوات البيشمركة لوقف تقدم داعش والتصدي لها وتقهقرها، ما يدل على أن أمن إقليم كردستان خط أحمر بالنسبة إلى المجتمع الدولي، كما قال الرئيس الأميركي نفسه”.
بهية مارديني: وقال كدو لـ “إيلاف” إن “هذه التطورات إن دلت على شيء إنما تدل على أن القضية الكردية بدأت تتخذ منحىً آخر، لكون ما يحدث في مناطق سنجار منذ أيام يكشف عن وحشية عصابات داعش المجرمة وأسيادها وحواضنها الاجتماعية في كل من سوريا والعراق، وحقدها الأعمى على الكرد، الذي يتطابق إلى حد بعيد مع حقد البعث على جانبي الحدود في البلدين المذكورين. كما يكشف عن ضرورة تضامن أحرار العالم من شنكال إلى نيويورك ضد أعداء الإنسانية والمتعطشين لدماء البشر”.
رديف البعث
وأشار إلى أن “البعث في كلا البلدين، وخاصة في العراق، ارتكب بحق الكرد عبر التاريخ عمليات جينوسايد واسعة النطاق، خاصة في الربع الأخير من القرن الماضي، حيث عمليات الأنفال السيئة الصيت، التي راح ضحيتها أكثر من 182 ألف كردي مدني، فضلًا عن فاجعة مدينة حلبجة الشهيدة التي قتلت الآلاف بالأسلحة الكيميائية والغازات السامة المحرمة دوليًا”.
وأضاف “أما في سوريا فلم يألُ نظام البعث الاستبدادي أي جهد في محاربة الكرد، بدءًا من المشاريع العنصرية الاستثنائية، كالحزام العربي المقيت، الذي سلب الكرد أراضي أبائهم وأجدادهم، والإحصاء الاستثنائي الجائر الذي جرّدهم الجنسية السورية، إضافة إلى حملات التعريب والتجويع والتهجير القسري، بهدف تغيير ديمغرافية المدن والقرى الكردية، وانتهاء بتحريض قوى التطرف والإرهاب الداعشي على غزو المدن الكردية المسالمة، كما هي عليه الحال في كوباني والحسكة، ومن قبلهما عفرين وسري كانيية والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين الكرد العزل شهداء وجرحى”.
وشدد كدو على “أن أعداء تجربة الكرد الديمقراطية في كردستان العراق لا يزالون يتربصون بها ويحاولون عرقلة مسيرتها السياسية والعمرانية والديمقراطية، التي تعد بحق نموذجًا يُحتذى في عموم أنحاء البلاد، ويحيكون ضدها المؤامرات في الخفاء والعلن، لكن هيهات أن ينالوا من عزيمة هذا الشعب وبيشمركته الأبطال، الذين يصنعون التاريخ من جديد، ويدحرون مجاميع القتلة والمجرمين”.
لا يفرّق
وقال “إن الإرهاب آفة مستشرية في مفاصل المجتمع الدولي، ولا يوجد شعب أو بلد بمنأى عنه، حيث يطال الجميع من دون أن يفرّق بين هذا وذاك. فاليوم يغزو شنكال، ويقطع فيها رؤوس الأبرياء، ويحرق الأخضر واليابس، ويخطف النساء الأيزيديات والمسيحيات، ويعرضهن كسبايا للبيع في تقليد جاهلي إجرامي أعمى، وبالأمس كانوا هؤلاء أنفسهم من ضربوا برجي التجارة العالمي في قلب مدينة نيويورك، وقتلوا آلاف مؤلفة من الأميركيين العزل، وبذلك تكون شنكال تعانق نيويورك وتقاسمها المآسي”.
ولفت المسؤول الكردي إلى أن “الإرهاب الداعشي أصبح أداة إجرامية طيعة بيد الأنظمة الشمولية الاستبدادية في المنطقة، وهو بدون أدنى شك يتمدد وسط صمت مطبق، ولكن رغم كل ذلك فإن من يراهن على داعش لتنفيذ مخططاته وتحقيق مكاسب ومصالح، فهو بلا أدنى شك واهم، إن لم يكن أبلهًا، فصّناع داعش الأصلاء ومموّلوه الأساسيون أصبحوا ضحاياه منذ تأسيس تنظيم القاعدة إلى يومنا هذا”.
ورأى “أن دويلة داعش التي تبدأ من مدينة الرقة السورية، وتنتهي في ديالى العراقية، سوف تقدم نموذجًا لنظام الخلافة الإسلامية، التي تنشدها قوى الإرهاب والتطرف، والتي طالما يتغنى بها المتشددون في عموم أنحاء العالم، وربما يطول أمد هذا الكيان بعض الشيء. لكن النتيجة من دون ريب ستكون العزوف التام عن التشدد الديني من قبل مسلمي المنطقة بعد رؤية نموذج حكم القاعدة في كيانها الحالي، وبالتالي لفظ كل من يتشدق بالإرهاب والتشدد، لتقبل المنطقة على عصر جديد، ربما يكون عنوانه الأبرز منح كل ذي حق حقه وحصول كردستان على استقلالها التام”.
تخاذل دولي
في جانب آخر كشف كدو أن الهيئة القيادية للحزب اجتمعت في مدينة عامودا في كردستان سوريا، وتدارست مجمل الأوضاع في المنطقة، ولا سيما في كل من سوريا والعراق والتمدد الخطير لدولة العراق والشام الإسلامية في البلدين.
وأضاف “أن المجتمع الدولي متقاعس حيال ما يجري في البلدين، لكون داعش يشكل خطرًا جسيمًا، ليس على سوريا وحدها فحسب، بل على الأمن الإقليمي والدولي برمته، لذلك لا بد أن ينهض المجتمع الدولي ويقوم بواجباته تجاه ما يجري من تطورات خطيرة في المنطقة”.
وقال كدو “إن الاجتماع قيّم عاليًا الوثيقة المشتركة التي صدرت من اللقاء التشاوري الكردي مع مجموعة عمل قرطبة المعارضة، والتي صدرت في العاصمة الإسبانية مدريد في أواخر الشهر المنصرم، والتي أقرّت بسوريا فيدرالية، وكذلك الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي في إقليمه الخاص”.
واستنكر المجتمعون “الهجمات الإرهابية لدولة العراق والشام الإسلامية (داعش) على القرى الكردية المحيطة بمدينة كوباني، والتي أدت إلى جرح واستشهاد العشرات من المدنيين الكرد العزل، فضلًا عن تهجير المئات من العوائل من تلك القرى، ناهيك عن احتجاز الطلبة الكرد، كما دعا الاجتماع المجلسين الكرديين، وخاصة مجلس شعب غربي كردستان، إلى العودة إلى اتفاقيتي هولير لتوحيد طاقات جماهير شعب كردستان سوريا، لمواجهة الخطر الذي يستهدف وجود الشعب الكردي واقتلاعه من جذوره. كما طالب الاجتماع الائتلاف الوطني السوري المعارض بالاضطلاع بدوره المنوط به حيال ما يجري في القرى الكردية، وخاصة من النواحي السياسية والإعلامية والإغاثية”.
العراق.. 4 غارات أميركية جديدة تستهدف “داعش”
واشنطن – فرانس برس
أعلن الجيش الأميركي عن قيام طائرات مقاتلة أميركية وطائرات من دون طيار بشن 4 غارات جوية على عناصر تنظيم “داعش” في شمال العراق، لحماية المدنيين من الأقلية الكردية اليزيدية من هجمات “داعش”، بحسب ما أعلن البنتاغون.
وشنت طائرات من دون طيار أول ضربة عند الساعة (15,20 بتوقيت غرينتش) من بعد ظهر السبت، واستهدفت مركبتي نقل جنود بالقرب من سنجار، وقد دمرت إحداهما، حسب ما جاء في بيان للقيادة المركزية التي تغطي الشرق الأوسط.
وبعد عشرين دقيقة على الغارة الأولى تم تدمير مركبتي نقل جنود ومركبة مدرعة.
وعند الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش تم أيضا تدمير مركبة نقل جنود بالقرب من سنجار بين الموصل والحدود السورية.
وقال الجيش الأميركي “تشير الدلائل إلى أن الضربات كانت ناجحة في تدمير المركبات المدرعة” لعناصر التنظيم المتشدد.
وهذه هي الجولة الثالثة من الضربات الجوية ضد “داعش” من قبل الجيش الأميركي منذ أن أذن بها الرئيس باراك أوباما.
وكان أوباما قد أكد السبت، أن الغارات الأميركية الأخيرة دمرت أسلحة وعتادا للمقاتلين الإسلاميين في شمال العراق، مشدداً على أنه ليس هناك وقت محدد لإنهاء العملية العسكرية الأميركية التي بدأت هذا الأسبوع.
وقال أوباما للصحافيين: “لن أعلن جدولاً زمنياً محدداً، لأنه كما سبق أن قلت منذ البداية، هناك تهديد للطواقم والمنشآت الأميركية، فإن من واجبي ومسؤوليتي كقائد (للقوات المسلحة) أن أتأكد من حمايتها”.
وأضاف أن النزاع في العراق لا يمكن أن يحل في بضعة أسابيع، وذلك غداة أول ضربات توجهها مقاتلات أميركية لمواقع مقاتلي تنظيم داعش في العراق.
مكين: أوباما تقاعس عن “دك حصون” داعش في سوريا
واشنطن ـ رويترز
هاجم جون مكين السيناتور الجمهوري سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما، واصفا إياه بـ”عدم القدرة على فهم خطر داعش”. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد دعا جون مكين، الرئيس باراك أوباما لشن هجمات على مواقع داعش في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مكين قوله إن داعش أزال الحدود بين العراق وسوريا، ومع ذلك فإن أوباما تقاعس حتى الآن حتى عن الإشارة إلى سوريا.
وقال مكين وهو أحد المنتقدين بشكل متكرر للسياسة الخارجية لأوباما بما في ذلك أسلوب معالجته للحرب في العراق وأفغانستان، إن الهجمات الجوية التي أجازها الرئيس غير كافية للتعامل مع خطر متصاعد، لما تصفه الولايات المتحدة بأنه “أغنى وأقوى التنظيمات الإرهابية في التاريخ.”
وأجاز أوباما للجيش الأميركي يوم الخميس، بإسقاط مساعدات إنسانية من الجو للحيلولة دون حدوث ما وصفه “بإبادة جماعية” للطائفة اليزيدية في العراق والقيام بضربات تستهدف مقاتلي الدولة الإسلامية الذين سيطروا على أراض في شمال العراق في عملية محدود لحماية الأميركيين العاملين في العراق.
وقال مكين إن “الهدف المعلن أي الذي أعلنه الرئيس هو إنقاذ حياة الأميركيين، وليس وقف تنظيم داعش، وليس تغيير ساحة القتال وليس منع تنظيم داعش من نقل عتاد بشكل أبعد إلى داخل سوريا لتدمير الجيش السوري الحر.
وأضاف “بوضوح رئيس الولايات المتحدة لا يقدر أن هذا ليس مجرد تهديد للقوات الأميركية على الأرض أو حتى العراق أو كردستان.” ونقلت نيويورك تايمز عن مكين وهو صوت جمهوري مؤثر في السياسة الخارجية قوله إنه يفضل إرسال مراقبين للحركة الجوية إلى العراق، لتحديد الأهداف المحتملة للضربات الجوية، بالإضافة إلى إرسال معدات عسكرية ثقيلة إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي.
وقالت الصحيفة إن مكين أوضح أيضا، أنه يعتقد أن الغارات الجوية الأميركية لابد من تمديدها إلى الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا”.
الجيش الحر يقترب من تعطيل مطار حماة العسكري
العربية.نت
أوضح العميد الركن أحمد بري، قائد المجلس العسكري في محافظة حماة، في لقاء مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، سير العمليات العسكرية في محافظة حماة.
وأفاد العميد بري أن مقاتلي وثوار حماة يقاتلون بهدف تحرير باقي أجزاء سوريا، وتتركز عملياتهم الآن على محافظة حماة، وأن القتال ضد قوات الأسد يمتد من الريف الشرقي إلى الريف الغربي في محافظة حماة وفي الجهة الشمالية أيضاً، وأن الأعمال العسكرية تواجه ضعفاً في الجهة الجنوبية.
وقال العميد إن الهدف الأساسي من تحرير بلدة خطاب في الريف الشمالي والرحبة الموجودة فيها هو تعطيل حركة مطار حماة العسكري الذي تقوم طائراته بقصف معظم المناطق في سوريا.
وأوضح العميد أنه عند توافر العتاد الكامل والأسلحة والذخائر يتم توقيف عمل المطار بشكل كامل، خصوصاً عند وجود أي عمليات عسكرية في مناطق أخرى، وأن المطار يعمل الآن بنسبة لا تتجاوز خمسين في المئة بالنسبة لعمله السابق، وأن الطلعات الجوية للطائرات الحربية باتت قليلة بشكل ملحوظ.
وبالنسبة لأهمية المطار الاستراتيجية، يعد المطار الأقرب لمعامل الدفاع في مصياف، حيث يتم تصنيع معظم البراميل المتفجرة التي تستخدم ضد المدنيين، وأيضاً لوجود معمل لصناعتها داخل المطار، بحسب ما قاله العميد بري.
وأضاف العميد أن معنويات المقاتلين والثوار عالية، والعمل جار حسب الخطة، ويوجد تنسيق وترتيب، وأن المقاتلين على الأرض جاهزون لأسوأ الاحتمالات والخطوات المقبلة كثيرة، لكن المهمة الحالية تعطيل حركة مطار حماة بشكل كامل.
وعند سؤال العميد عن اكتفاء المقاتلين بصد هجمات جيش النظام كما في مدينة مورك، وعدم قيامهم بشن عمليات عسكرية، صرح بوجود أعمال قادمة لكنها تحتاج لفترة من الوقت.
أما عن آخر التطورات العسكرية، فقد أفاد المكتب الإعلامي لاتحاد ثوار حماة باستعادة جيش النظام السيطرة على حاجز ضهرة بيجو بعد تعزيزه من حاجز المجدل الذي يعد من أكبر حواجز النظام في حماة, وسحب الجيش قوة عسكرية من حاجز الحماميات والشيخ حديد الواقعتين بريف حماة الشمالي الغربي لدعم قواته في مدينة محردة وحواجزها العسكرية، فيما استمرت الاشتباكات بشكل خفيف في مدينة مورك.
صواريخ على الرقة وارتفاع قتلى غارات حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قصف الجيش السوري، فجر الأحد، بلدات عدة في ريف الرقة ومدينة حلب التي كان أحد أحيائها قد تعرض في وقت سابق لغارات بالبراميل المتفجرة مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصا.
وقال ناشطون في المعارضة من محافظة الرقة إن صاروخ سكود سقط على بلدة عين عيسى القريبة من مقر “اللواء 93” الذي كان قد سقط بيد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الخميس الماضي.
وتزامن القصف المدفعي مع غارات شنتها الطائرات الحربية على بلدة سلوك وقرية المسعودية بريف الرقة الشمالي، حسب الناشطين الذي أشاروا إلى أن القصف طال مواقع “تنظيم الدولة”.
وفي حلب، ارتفع عدد القتلى الذين قضوا جراء إلقاء الطائرات السورية براميل متفجرة على أحد الابنية في حي المعادي إلى 13 شخصا، بينهم طفل، في حين أصيب 17 آخرون بجروح، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما كشف المرصد أن الأحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة حلب تعرضت لقصف بالصواريخ من قبل “مقاتلي المعارضة”، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال على الأقل وجرح عشرة أشخاص.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: ثلاثة أرباع مخزون سوريا تم تدميره
(CNN)– أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس، أنه تم تدمير ثلاثة أرباع مخزون سوريا الكامل من الأسلحة بحسب ما ذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وأكدت المنظمة أن 74.2٪ من مخزون سوريا الكامل من الأسلحة الكيمائية قد تم تدميره.
وأعلنت وزارة الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة “أن 190 طناً مترياً من المواد الكيميائية للجمهورية العربية السورية قد دمرت في منشأة تجارية بميناء السمير.”
وقد وافقت المملكة المتحدة على “تحمل مسؤولية تدمير المواد الكيميائية كجزء من البعثة الدولية للقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السورية.” بحسب الموقع.
ونقل عن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، السفير أحمد أوزومشو، ” تقديره لمساهمات المملكة المتحدة إلى البعثة الدولية للقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، والعمل على استكمال تدميره بطريقة آمنة ونظيفة بيئيا.”
وتستمر عمليات تدمير المخزونات المتبقية في المرافق التجارية البرية في فنلندا والولايات المتحدة، وعلى متن السفينة البحرية الأمريكية “كيب راي” في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط. وبعد ذلك سيتم تدمير النفايات السائلة الناتجة من عمليات التحلل على متن “كيب راي” في فنلندا وفي منشأة في ألمانيا
جبهة النصرة تعلن الحرب على (طليعة الدجّال) ومشاريع الحكومة الوطنية
13مصعب الحمادي: كلنا شركاء
أطلّ المدعو أبو فراس السوري الناطق الرسمي باسم جبهة النصرة بزيٍّ أفغاني متوحش, ولحيةٍ كثةٍ قبيحة عبر لقاءٍ أجرته معه مؤسسة المنارة البيضاء ليُطمئن السوريين أن المقصود من فكرة الإمارة التي أعلنها الجولاني هو مجرد إعادة إدارة وتنظيم للمناطق المحررة لمواجهة الأجندات الغربية التي أتت بطليعة الدجال, كما قال المتحدّث, في إشارةٍ واضحة إلى الجيش السوري الحر.
وحقّر الإرهابي الذي ترتبط مجموعته بحركة القاعدة الجهادية العالمية فكرة الوطن السوري من أساسها, محذّراً أصحاب المشاريع “الوطنية” التي ستعمل على تأمين مصالح الكفر!
وقال المتحدث:
“لا بد من أن نسعى لمنع هذه المشاريع وتطبيق مشروع تحكيم شريعة الله في الأرض,” من دون أن يشرح أي شريعة يقصد, في الوقت الذي تتقاتل فيه عشرات الجماعات التكفيرية, وتقتل بعضها بعضاً على الأرض السورية بسبب الاختلافات على أشياء بسيطة في القرآن والسنة النبوية.
وفي لفتةٍ تعبّر عن الواقع الهزلي والمزري الذي بتنا نعيشه في سوريا, زعم إرهابيّ القاعدة أن تنظيمه لم ولن يستعبد أحداً, ولكنه قال في نفس الوقت أنه يرحب فقط بمن يسعى لتحكيم الشريعة, مكرراً الكلمة أكثر من خمس مرات, ومتجاهلاً أن الشريعة كلمة فضفاضة جداً, تتسع لداعش وللنصرة ولأحرار الشام معاً, وهي كلها فصائل تكفّر بعضها, وتقتل بعضها بعضاً.
وبطريقةٍ تدعو للضحك والقرف في نفس الوقت, شدّد المتحدث على استبعاد الليبراليين والعلمانيين, متّهماً إياهم بالسعي إلى إقامة نظام حكم لا يختلف عن النظام النصيري القائم, في إشارةٍ لحكومة عائلة الأسد التي صنّعت النصرة وداعش في سجن صيدنايا, كما يجمع الكثير من الباحثين في تاريخ الجماعات الجهادية.
وادّعى أبو فراس السوري أن جبهة النصرة هي الممثل الشرعي لأهل السنة والجماعة, وبناءً على ذلك سوف تعمل المجموعة على هداية السوريين أصحاب البدع والضلالات, واعداً أن يتبع التنظيم أسلوباً رحيماً في سبيل تحقيق ذلك, ومستبعداً أن تعمد مجموعته على قتلهم كما تفعل داعش.