أحداث الأحد 14 آب 2016
غارات الطيران الروسي والسوري «تمشط» إدلب
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
شن الطيران الروسي والسوري على محافطة إدلب أكثر من 60 غارة بعد أيام من إسقاط فصائل معارضة مروحية روسية في سراقب التي تعرضت لأكثر من 113 غارة خلال اسبوع، في وقت استمرت المعارك بين القوات النظامية والميلشيات من جهة وفصائل اسلامية ومعارضة من جهة اخرى في حلب التي استمر القصف على احيائها بالتزامن مع إحكام «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية سيطرتها على منبج شرق حلب بعد طرد «داعش» الذي تراجعت مساحة اراضيه من 50 في المئة من مساحة سورية الى 35 في المئة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 19 بينهم طفلان على الأقل، عدد الذين قتلتهم الطائرات الحربية الروسية والسورية، بالإضافة الى سقوط عشرات الجرحى، إثر استهداف الطائرات الحربية مدينة إدلب وبلدة تفتناز وقريتي معراته وعرب سعيد وسرمين وكفريحمول وكفرنبل والنيرب وأبو الضهور وطعوم وتل مرديخ وحزانو وعرب سعيد وتل السلطان وأريحا وخان شيخون ومعراته وكفرتخاريم ورام حمدان وكفرروحين ومعارة النعسان وسراقب». وأضاف: «لا يزال عدد القتلى مرشحاًَ للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطرة، ووجود مفقودين».
وكانت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» اصدرت امس تقريراً بعنوان «القوات الروسية والحكومية تنتقم في شكل عنيف من مدينة سراقب» قالت انها «وثقت فيه تصاعد عمليات القصف والتدمير على مدينة سراقب بين ١ و٨ آب (أغسطس) الجاري، وهي الفترة التي تلت إسقاط المروحية الروسية من فصائل المعارضة المسلحة»، مشيرة الى تعرّض مدينة سراقب الى «ما لا يقل عن 113 غارة روسية وحكومية تم فيها استهداف سوق ومدرسة من القوات الروسية، إضافة إلى توثيق 3 هجمات بالذخائر العنقودية».
من جهة ثانية، تتواصل المعارك بين القوات النظامية والميلشيات الموالية من جهة والفصائل المقاتلة من جهة ثانية جنوب حلب وجنوبها الغربي، حيث تسعى القوات النظامية لاستعادة مواقع خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية حيث يقيم نحو 250 الف شخص. ومنذ اشتداد المعارك في حلب في 31 تموز (يوليو)، قتل 209 مدنيين على الأقل، بينهم 55 طفلاً، في قصف حلب وفق «المرصد».
وفي شرق حلب، قال «المرصد» امس انه «لم يبق أحد من عناصر داعش في منبج. جميعهم خرجوا» أمام هجوم «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي، وفق «المرصد» الذي قال ان «داعش» بات يسيطرعلى 35 في المئة فقط من الأراضي السورية مقابل 50 في المئة العام الماضي، بعدما مني بخسائر مهمة ابرزها مدينة تدمر (وسط) ومنبج وعين العرب (كوباني) وعين العرب. لكنه لا يزال يسيطر على مناطق في ريف حلب الشمالي الشرقي، ابرزها مدينتا الباب وجرابلس وبلدة دابق ذات الأهمية الرمزية.
في لندن، طالبت منظمة «العفو الدولية» المجتمع الدولي ببذل كل ما في وسعه لإجلاء فتاة سورية مصابة من بلدة مضايا في ريف دمشق والتي تحاصرها قوات النظام السوري. وقال كريستيان بنديكت المكلف الملف السوري في المنظمة في بيان: «ندعو مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة الى نقل المصابة غنى فوراً الى مستشفى لإجراء جراحة عاجلة لها». وطالب روسيا والولايات المتحدة بـ «ممارسة الضغط على السلطات السورية». وأوضحت المنظمة ان الفتاة تعاني كسراً كبيراً يتسبب لها «بألم مبرح شبه دائم». ولا يمكن ان تخضع لجراحة في مكان وجودها بسبب الافتقار الى المعدات الطبية اللازمة ولا بد من نقلها فوراً الى دمشق او لبنان. لكن الحكومة السورية ترفض السماح بذلك.
نصر الله يدعو «داعش» إلى المصالحة
بيروت – «الحياة»
وجه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله رسائل عدة في خطابه أمس في الذكرى العاشرة لحرب تموز خاطب فيها مقاتلي «داعش» فدعاهم إلى «وقف الفتنة وقتل إخوانكم»، ملمحاً إلى إمكان «المصالحات والتسويات» معهم، وإلى زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، من دون أن يسميه بـ «أننا منفتحون في ما يتعلق برئاسة الحكومة المقبلة بعد انتخاب رئيس الجمهورية»، في مقابل التزام الحزب بهذه الرئاسة لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، مؤكداً أن «مرشحنا الوحيد» لرئاسة البرلمان الأخ الشريك نبيه بري».
وتجاهل نصر الله المعارك الدائرة في حلب في سورية، التي يشارك فيها الحزب، حيث تكبد خسائر من مقاتليه في مواجهة فصائل المعارضة، مع أنه تمسك بالبقاء هناك، ولم يأتِ على ذكر الحرب الدائرة في اليمن إلا لماماً، على غير عادة خطاباته في الأشهر الأخيرة.
< دعا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله المسلحين في تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» وكل الجماعات الأخرى التي تقاتل في سورية والعراق إلى وقف هذا القتال لمصلحة أميركا»، قائلاً: «أنتم تم استغلالكم خلال خمس سنوات لتهديد محور المقاومة وشعوب المنطقة لتقوم أنظمة مكانكم عميلة خانعة للأميركي والإسرائيلي». وتوجه اليهم بالقول: «إذا كنتم من الإسلام ومن محبي النبي، ألقوا السلاح».
وقال من مدينة بنت جبيل الجنوبية في ذكرى انتهاء حرب تموز 2006: «نتكلم عن مصالحات وتسويات. نعم لاحقاً، أدعو كل أولئك حاملي السلاح في حلب أو الموصل ودرعا ودير الزور وكل مكان لأجل من؟ فكروا قليلاً… وستكتشفون أنه تم استغلالكم وآن حصاد بعضكم».
ودعا «العلماء وكل من يستطيع القيام باتصال للقيام بكل جهد، فيوماً بعد يوم تتضح صوابية الذهاب إلى سورية». وقال: «إن لا خيار أمامنا سوى أن نحضر في الساحات، في حلب، وكل مكان يقتضيه الواجب. كنا وسنكون مهما كان التهويل. إنما الدعوة اليوم إلى المراجعة والتأمل والتوقف. من أجل فلسطين والمهجرين والمحاصرين، ومن أجل لبنان وسورية ودول المنطقة وشعوبها دعوة إلى الوعي والعقل».
وخصص نصر الله جزءاً كبيراً من خطابه عبر شاشة عملاقة للتحدث عن نتائج الانتصار على اسرائيل، معتبراً ان «القرار اميركي في العدوان على لبنان ونفذته اسرائيل وإسقاط أهداف هذا العدوان هو انجاز استراتيجي وتاريخي». واستعاد «أمجاد المقاومة»، مشيراً إلى أن «الهدف الرئيسي للعدوان في 2006 كان تحقيق الشرق الأوسط الجديد، وإسقاط هذا الهدف كان تاريخياً».
وأكد أن «اكبر هدف لعدوان تموز سحق المقاومة، تحقيق اكبر مقدار من القتل وتدمير المقاومة ونزع سلاحها، وشطب حزب الله من المعادلتين الداخلية والإقليمية، إخراج المقاومة من جنوب الليطاني».
ورأى ان من «نتائج الانتصار، اهتزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الداخل وأصبح هناك اتهامات متبادلة بين الجنود والضباط، فضلاً عن الاستقالات والإقالات والتغييرات التي حصلت في الجيش الإسرائيلي وفقدان الثقة بين القيادة والجنود». ورأى ان «الردع المتبادل صار حقيقة وهناك إقرار إسرائيلي بقدرة «حزب الله» على الردع». وأكد أن «شواهدي اسرائيلية عمداً، وإسرائيل خلال حرب تموز أصيبت في روحها وثقتها وعزمها وإرادتها وأملها وطموحها وجبروتها. وهذا هو الإنجاز الأعظم والأكبر في تاريخ الصراع بين العرب وإسرائيل». ورأى أن «كلمة أن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت علقت في الوجدان الإسرائيلي والقتال على أرض لبنان انتهى لدى الإسرائيلي».
«داعش والنصرة»
وعن الوضع في المنطقة، دعا نصرالله «اللبنانيين وشعوب المنطقة والقيادات السياسية إلى متابعة التصريحات الأميركية عن مسؤولية الإدارة عن تأسيس «داعش» ودعمه. وقال: «هناك اعترافات من الأميركيين بأنهم صنعوا داعش، كان لديهم اختراق لـ «القاعدة» في العراق، ومجموعة في سجون أميركية وبينهم أبو بكر البغدادي، وزعيم النصرة كان لدى البغدادي، لذا النصرة وداعش واحد واختلفا على الزعامة».
وأكد أن «أميركا هي التي صنعت داعش بعد أن فشل الشرق الأوسط الجديد». وسأل: «أميركا التي تلاحق من فتح حساباً بالدولار ألم تعلم بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر التي دخلت إلى العراق وسورية؟»، معتبراً أن «كل ذلك كان من أجل استهداف حزب الله بالتحديد لأنه رأس الحربة في الميدان وهو حركة مقاومة غير متوافرة في دول أخرى».
وجزم بأن «اسرائيل لا تستطيع القيام بمواجهة على مستوى المنطقة وأميركا كذلك. إذاً هناك الحرب بالوكالة. ويصبح همّ الناس الأمن وينسون فلسطين والكرامة والإصلاح».
ولفت إلى أن «داعش الآن في الموصل والرقة، ورقة في الانتخابات الرئاسية الإميركية، حتى ما قبل معركة حلب كان هناك اتفاق روسي – أميركي على سحق داعش والنصرة والآن حان وقت القطاف».
سلة بري
وفي الشأن اللبناني، قال: «يُحكى عن سلة واحدة، نحن التزمنا بالعماد ميشال عون وننتخبه رئيساً للجمهورية. نحن منفتحون وإيجابيون في ما يتعلق برئاسة الحكومة بعد انتخاب الرئيس».
وذكر أنه «قبل أيام أخطأ أحدهم وكان خطأ مقصوداً وأراد تحديد من هو رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي المقبلين، وعلى رغم اعتذاره، فان هذا مشروع قديم وأقول لصاحب الطرح ومن يخطط له، نحن قبل موعد الانتخابات النيابية نقول انه اياً تكن نتيجة الانتخابات فإن مرشح «حزب الله» لرئاسة المجلس النيابي هو الرئيس نبيه بري، شريكنا في المعركة والسياسة والتفاوض والميدان والآلام والجراح، وخيّطوا بغير هذه المسلة».
وجدد القول في مسألة رئاسة الحكومة: «سنكون ايجابيين ولن نصعّد الأمور». وقال إن البلد «معني بمتابعة الحوار، وطاولة الحوار ليست عبثية بل مكان التقاء ومحطة اطمئنان أمني وسياسي ونؤكد استمراره».
وطالب الحكومة بـ «تحمل كامل مسؤولياتها في ملف النفط والغاز خصوصاً أن هناك مشكلات ستكبر بسبب عجز الموازنة». وشدد على أن «الحكومة مسؤولة عن كل يوم يضيع على لبنان نفطه وغازه». واعتبر أن «التواصل بين الأجهزة الأمنية في الموضوع الأمني مسؤولية الجميع». وحيا ذكرى «تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه»، وأكد أنها «قضية وطن وأمة ومقاومة». كما حيا «علماء جبل عامل». وتذكّر السيد محمد حسين فضل الله ومواقفه خلال حرب تموز.
«داعش» يلوذ بالحدود العراقية – السورية
بغداد – حسين داود
قالت مصادر عشائرية في الأنبار، إن تنظيم «داعش» تعرّض لصدمة بعد قتل أحد قادته في عملية إنزال أميركية قرب قضاء القائم، الذي يعتبر من أهم ملاذات قادة التنظيم ومسلّحيه الهاربين من المعارك التي خسروها في الأنبار أخيراً، وعلى إثر ذلك بدأ التنظيم بإخلاء مقراته في المنطقة متجهاً نحو الحدود السورية.
وقال إبراهيم الجغيفي، أحد قادة مقاتلي العشائر في قضاء حديثة غرب الرمادي، في اتصال مع «الحياة»، إن «معلومات مؤكدة وردت إلينا من البلدات الغربية، تفيد بأن مقاتلي داعش بدأوا بإخلاء مقراتهم في قضائي عانة وراوة متّجهين نحو قضاء القائم ومن ثم إلى سورية».
وأضاف أن «التنظيم يتّخذ من قضاء القائم، الذي يشكّل إلى جانب مدينة البوكمال السورية، ما يسمى ولاية الفرات، ملاذاً سرياً لقادة التنظيم حيث يوجد آلاف المقاتلين من داعش الذين هربوا من معارك تحرير الرمادي والفلوجة وهيت وكبيسة في الفترة الأخيرة». وأشار الجغيفي إلى أن «داعش يحتمي في هذه المنطقة لصعوبة الوصول إليها برياً، لكن الإنزال الجوي المفاجئ الذي شنّته الولايات المتحدة الخميس في القائم، وتم فيه قتل سامي الجبوري القيادي في التنظيم المسؤول عن ملف تهريب النفط، أثار خوف التنظيم».
وزاد أن «مقاتلي التنظيم بدأوا بإخلاء مقراتهم مع معداتهم وأسلحتهم في هذه المناطق، وتوجهوا نحو الحدود مع سورية». وطالب الحكومة باستكمال تحرير الأنبار عبر استعادة أقضية عانة وراوة والقائم، مؤكداً استعداد العشائر في المناطق الغربية للمشاركة في ذلك وتأمين الحدود مع سورية.
وخسر «داعش» خلال الربع الأول من العام الحالي، خمس بلدات مهمة في الأنبار وهي: الرمادي وهيت وكبيسة والرطبة والفلوجة، واقتصر نشاطه الآن على هجمات على قوات الأمن التي تمسك الملف الأمني في هذه المدن، فيما أظهرت الأيام الماضية فقدان التنظيم القدرة على السيطرة على المدن.
إلى ذلك، يجري محافظ الأنبار صهيب الراوي، محادثات في الولايات المتحدة منذ يومين، تناولت مستقبل المدينة بعد تحريرها من «داعش» وخطط إعادة الإعمار، فيما تواجه الحكومة المحلية في المحافظة خلافات شديدة كان آخرها امتناع قائمقام الفلوجة المقال التنازل عن منصبه لسعدون عبيد شعلان الذي انتُخب من مجلس المحافظة.
وأعلن الراوي أنه بحث مع المسؤولين الأميركيين مستقبل المحافظة في مرحلة ما بعد «داعش»، مشيراً في بيان إلى أن المحادثات تركزت على ملف إعادة الإعمار وضمان عدم عودة «داعش» إليها. وتأتي زيارة الراوي المدعوم من الولايات المتحدة في وقت تعاني الأنبار من صراعات سياسية كبيرة، إذ صوّت مجلس المحافظة قبل أسابيع على إقالته من منصبه، لكنه قدم طعناً لدى المحاكم لتقرر إلغاء الإقالة، فعاد مجلس المحافظة مجدداً الى إصدار قرار جديد بإقالته.
وتتصارع ثلاث قوى في الأنبار في ما بينها، وهي: «الحزب الإسلامي» الذي ينتمي إليه الراوي، وتكتل يجمع ائتلاف «الوطنية» بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ونواب عن الأنبار، وعشائر صاعدة التي تسعى إلى الحصول على تمثيل سياسي بعد مساهمتها في عمليات تحرير المدن. ورفض قائمقام الفلوجة عيسى العيساوي أمس، تسليم منصبه للمرشح المنتخب من مجلس محافظة الأنبار سعدون عبيد شعلان، كما أن قرارات سابقة صدرت عن مجلس المحافظة في شأن استبدال مسؤولين محليين، لم يتم تطبيقها حتى الآن.
من جهة أخرى، دعا شيوخ عشائر عربية في محافظة كركوك أمس، إلى الإسراع في تحرير قضاء الحويجة من «داعش»، قائلين في مؤتمر صحافي أمس إن «شيوخ كركوك يطالبون رئيس الوزراء حيدر العبادي وقيادة التحالف الدولي والعمليات المشتركة وبعثة الأمم المتحدة في العراق والمنظمات الدولية، بتحرير مناطق الحويجة ونواحيها من داعش». وأضافوا أن «ممثلي العرب يطالبون بضرورة التحرك الفوري والعاجل لإطلاق عمليات تحرير الحويجة، عبر عملية أمنية تشارك فيها جميع القوات من الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء المنطقة قبل تحرير الموصل».
روسيا تعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ«داعش» قرب دير الزور
موسكو – أ ف ب
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ست قاذفات روسية دمرت اليوم (الأحد) مستودعات أسلحة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط مدينة دير الزور شرق سورية.
وأفادت الوزارة في بيان أن قاذفات «توبوليف» الروسية نفذت غارات في جنوب شرقي دير الزور وشرقها وشمال شرقها، ودمرت خلالها مركزين قياديين وستة مستودعات أسلحة وآليات لـ«داعش» وقتلت «عدداً كبيراً من المقاتلين».
ويسيطر التنظيم المتشدد على كامل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق باستثناء أجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.
وتنفذ روسيا منذ 30 أيلول (سبتمبر) الماضي حملة غارات جوية مساندة لقوات النظام في سورية، تستهدف التنظيمات المتشددة والفصائل المقاتلة.
واعتبر «البنتاغون» الجمعة الماضي أن «داعش» أصبح على أعتاب الهزيمة بعد ما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، بعد معارك استمرت لأكثر من شهرين.
وتخوض قوات النظام معارك مع الفصائل المقاتلة والمتشددة ضمن تحالف «جيش الفتح»، وبينها جبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في جنوب غربي مدينة حلب، حيث تسعى قوات النظام إلى استعادة مواقع خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية حيث يقيم حوالى 250 ألف شخص.
النظام السوري وروسيا يكثفان الغارات على مناطق سيطرة الفصائل في حلب وادلب
بيروت – أ ف ب – كثفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الـ24 ساعة الماضية، على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، متسببة بمقتل عشرات المدنيين، تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب لاستعادة مواقع تقدمت اليها الفصائل.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد، بغارات مكثفة استهدفت بعد منتصف الليل مناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة وجهادية.
وشنت فصائل مقاتلة بينها جيش الفتح، الذي يضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في 31 تموز/يوليو هجوماً على جنوب غرب حلب، حيث تمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها من كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الاحياء الشرقية في حلب.
وتدور معارك عنيفة في المنطقة بين الطرفين، اذ تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة المواقع والنقاط التي خسرتها قبل اسبوع والتي أدت الى قطع طريق امداد رئيسي لها الى الاحياء الغربية في مدينة حلب.
وأحصى المرصد مقتل 45 مدنياً على الأقل منذ يوم امس في الاحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي، جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة اشخاص آخرين على الأقل جراء قذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة السبت على الاحياء الغربية في مدينة حلب.
وتراجعت حدة القصف على الأحياء الشرقية ليلاً مقابل غارات مكثفة استهدفت جنوب غرب المدينة.
وكانت روسيا أعلنت الاربعاء فترات تهدئة انسانية يومياً، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي يتم خلالها وقف المعارك والقصف.
وبحسب المرصد، فإن الغارات والمعارك لم تتوقف لكن تراجعت وتيرتها عما كانت عليه قبل الاعلان عن التهدئة.
وباتت قوات النظام تستخدم طريق الكاستيلو شمال المدينة، والذي كان خط الإمداد الوحيد الى شرق حلب، كطريق بديل لإدخال الإمدادات الى الأحياء الغربية فيما تستخدم الفصائل طريق الراموسة لادخال المواد الغذائية الى الاحياء تحت سيطرتها.
– “خزان بشري” للمقاتلين-
وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ اسبوعين، مناطق عدة في محافظة ادلب المجاورة في شمال غرب سوريا.
ونفذت طائرات حربية وفق المرصد صباح الاحد غارات على مناطق عدة في المحافظة، أبرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، وفق المرصد الذي احصى السبت مقتل 22 مدنياً على الأقل جراء اكثر من ستين غارة نفذتها طائرات سورية واخرى روسية.
بحسب المرصد، قتل 122 مدنياً على الأقل جراء الغارات السورية والروسية على مناطق عدة في ادلب، منذ منذ بدء هجوم الفصائل في جنوب غرب حلب نهاية الشهر الماضي حتى اليوم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “تكثيف القصف على محافظة ادلب تحديداً مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح”، الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة ادلب.
وأعلن جيش الفتح في السابع من الشهر الحالي، بعد اسبوع على بدء هجومه جنوب غرب حلب بدء مرحلة “تحرير حلب كاملة”.
وتشهد مدينة حلب ومحيطها منذ اسبوعين معارك يحشد فيها طرفا النزاع آلاف المقاتلين وهي الاكثر عنفا منذ العام 2012، حين انقسمت المدينة بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة واحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام.
وأوضح عبد الرحمن ان “قوات النظام وحلفاءها هم حالياً تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة التي تعرضوا لها على ايدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل اخرى في جنوب غرب المدينة”.
-تدمير مستودعات-
من جهة اخرى، اعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان الاحد ان ست قاذفات روسية من طراز توبوليف نفذت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزين قياديين وستة مستودعات اسلحة وآليات لتنظيم الدولة الاسلامية، كما قتلت “عدداً كبيراً من المقاتلين”.
ويسيطر التنظيم الجهادي على كامل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.
وتنفذ روسيا منذ 30 ايلول/سبتمبر حملة غارات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تستهدف التنظيمات الجهادية والفصائل المقاتلة.
على جبهة أخرى في سوريا، أجلى الهلال الاحمر السوري ليل السبت الاحد الفتاة غنى قويدر (10 سنوات) المصابة برصاص قنص في وركها من مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام الى مدينة دمشق للعلاج، بعد مناشدة ناشطين ومنظمات حقوقية النظام السوري السماح بنقلها للعلاج.
واكد مصدر امني سوري ميداني “اخراج الفتاة غنى قويدر مع والدتها الى مستشفى في دمشق لتلقي العلاج” مشيراً الى ان “وضعها الصحي مستقر”.
وكانت منظمة العفو الدولية ناشدت في بيان المجتمع الدولي، بذل كل ما في وسعه لإجلاء الفتاة التي اصيبت برصاص قنص من عنصر من قوات النظام في الثاني من اب/اغسطس، لدى خروجها لشراء ادوية لوالدتها.
وتحاصر قوات النظام وحزب الله اللبناني مدينة مضايا الواقعة في ريف دمشق بشكل محكم منذ العام الماضي. وتحولت المدينة التي تؤوي اكثر من اربعين الف شخص الى رمز لمعاناة المدنيين في سوريا بعد وفاة عدد من الاشخاص بينهم اطفال جراء الجوع وسوء التغذية منذ كانون الاول/ ديسمبر 2015.
تركيا لم تتلق مؤشرات استياء روسي حول سير المعارك: حشود ضخمة على الجانبين و«حلب الغربية» جولة أخرى فاصلة
«القدس العربي»: صدت فصائل فتح حلب وجيش الفتح ثلاث محاولات اقتحام لقوات النظام وميليشيا حزب الله ولواء القدس على محاور الراموسة، من البلدية والكراجات ومحور الدباغات ومحور المدرسة الفنية الجوية ومشروع الـ1070 شقة، وأوقعت عشرات القتلى في الجانبين.
وأكد القيادي في تجمع فاستقم، التابع للجيش الحر، ملهم عكيدي، في حديث إلى «القدس العربي» أن «الطريق بحاجة إلى تأمين عسكري من جهة العامرية شمالاً، ومن معمل الإسمنت شرقاً، حتى يصبح مفتوحاً بشكل كامل أمام المدنيين».
وأضاف: «لكن الطريق مفتوح والسيارات بدأت تدخل، وبدأت بعض البضائع من الفواكه والخضار والبيض تظهر في الأسواق». وأشار العكيدي إلى أن بعض المؤسسات الإنسانية الأهلية قد أدخلت بعض المواد رغم صعوبة الطريق.
وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، المهندس بريتا حاج حسن، لـ«القدس العربي»: «لم تقم أي من المؤسسات الإغاثية الدولية حتى اللحظة بإدخال المساعدات الإنسانية، بسبب صعوبة الطريق واعتباره خطراً، وأن أغلب ما أدخل هو بضائع تجارية، إضافة إلى بعض المساعدات الصغيرة من جمعيات مدينة حلب».
وعلمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة أن النظام عزز جبهات حلب بآلاف المقاتلين، واستقدم نحو 2000 مقاتل من مطار كويرس في ريف حلب الشرقي، ونشر جنوداً من الحرس الجمهوري في محيط الحمدانية وضاحية الأسد وأكاديمية الهندسة العسكرية غرب حلب، كما نشر مقاتلين من لواء القدس على جبهة الشيخ سعيد شرق الراموسة. ودفع حزب الله بقوة جديدة قوامها 450 عنصراً، يقودها الحاج أبو الفضل كركي، على جبهة معمل الإسمنت شرق حي الراموسة.
إلى ذلك، نقلت غرفة عمليات فتح حلب عشرات الدبابات ومدافع الميدان ومدافع الهاون إلى الجبهة الغربية من الحمدانية، في الجهة المقابلة لأكاديمية الهندسة العسكرية (أكبر مدرسة عسكرية في سوريا). وبدأت فتح حلب بالتمهيد المدفعي منذ ثلاثة أيام متواصلة على المدرسة المحصنة، والتي بنيت باشراف روسي قبل نحو ثلاثة عقود، وتضم خمسة كليات هندسة، وبدأت بتدريب الطلاب الضباط العسكريين عام 2001.
ويعتبر الاستيلاء على الأكاديمية ـ إن حصل ـ بمثابة سيطرة على آخر موقع عسكري كبير في المدينة، ما يعني شبه انهيار عسكري للنظام في حلب الغربية. وبذلك ستبقى فروع الأمن، المحاذية لها في حلب الجديدة، شبه محاصرة وقابلة للانهيار في أي لحظة بعد سقوط الأكاديمية.
فكل المناطق التي تعتبر عسكرية داخل المدينة هي مبان إدارية، ولن تستطيع الصمود أكثر من 72 ساعة في حال كسر أي من خطوط الاشتباك، خصوصا بالقرب من قلعة حلب وحي الإذاعة.
ومن غير المرجح أن تستطيع الفصائل المعارضة كسر الخط الدفاعي في الحمدانية بسهولة، خصوصاً وأن الحمدانية مقسمة إداريا كأحياء شبه منفصلة، مستقلة عن بعضها، والسيطرة عليها تحتاج إلى وقت طويل، وقد تخسر المعارضة المئات من مقاتليها قبل أن تستطيع السيطرة على حي الحمدانية بالكامل. وتجربتها في محاولة الاستيلاء على مشروع الـ1070 شقة لم تنجح حتى اللحظة، مع بقاء عدد كبير من الأبنية بيد قوات النظام.
إلى ذلك، يقوم العقيد سهيل حسن بمحاولة احتلال تلة ضهر عبد ربه، قرب الكاستيلو، لتأمين طريق النظام من حلب إلى الملاح، كونه الطريق الوحيد الذي يمنع حصار حلب الغربية. ويخشى النظام من السيناريو الأسوأ، أي عجزه عن استرجاع الراموسة من وحدات جيش الفتح وفتح حلب.
ويريد النظام من هذا التوسيع انهاء حلم المعارضة بحصار حلب، إن تمكنت من قطع طريق الكاستيلو؛ والقضاء على آمالها في أي تهديد لجبهة الملاح يتيح فتح طريق إلى مارع وتل رفعت، ثم بعد ذلك حصار بلدتي نبل والزهراء حيث أغلبية قاطنيها من الشيعة.
سياسياً، لا يبدو أن تغييراً قد طرأ على الموقف الأمريكي من المعركة، حسب مصدر عسكري مقرب من غرفة «الموم» التي تدعم «المعارضة المعتدلة». وأكد مصدر خاص، رفض الإفصاح عن اسمه، أن «الأصدقاء يلتزمون الصمت تجاه معركة حلب، ولا توجد أي ضغوط على الدول الداعمة لمعركة حلب، حتى اللحظة».
وأشار المصدر إلى أن «عشرات الصواريخ من طراز تاو، المضاد للدروع، قد سلمت لغرفة عمليات فتح حلب، وكذلك سلمت صواريخ فاغوت». ووصف المصدر كميات الذخيرة التي جرى تسليمها للفصائل بأنها «ممتازة، ولا يوجد نقص أبداً».
من جهتها، فان تركيا تضغط من أجل متابعة حصار النظام في حلب، ويبدو أن أنقرة لم تتلق أي مؤشرات استياء من روسيا حول المعركة التي تجري حاليا في حلب. كذلك يلوح أن الملف الاقتصادي هو المحور الأبرز في اللقاء الذي جمع بوتين وأردوغان في سان بترسبورغ، في حين أحيل الوضع في سوريا إلى لجان عسكرية وأمنية، ولم يجر الحديث عن الحل في سوريا بشكل مباشر.
ومن المستبعد أن تحصل ضغوط على تركيا من أجل معركة حلب، فالعملية الجارية حتى اللحظة تتمثل في تبادل المعابر وطريق الإمداد بين المعارضة والنظام، رغم الخسارة الكبيرة للمدارس العسكرية. فإذا استطاع النظام توسيع محيط سيطرته في الكاستيلو وحندرات، فهذا يعني أنه كسب قسطاً كبيراً مما خسره. ويبقى على المعارضة التفكير جدياً في أهمية معركة «تحرير حلب الغربية»، بوصفها جولة أخرى فاصلة.
إنتكاسة حزب الله في حلب تترافق مع تلويح بخريف سياسي في بيروت
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي»: في وقت دخل لبنان في إجازة قسرية بحكم الشغور الرئاسي والتعطيل، فإن الأنظار اتجهت إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر السبت في المهرجان المركزي لمناسبة الذكرى العاشرة لحرب تموز 2006 تحت عنوان زمن الانتصارات في بنت جبيل، والتي تأتي على وقع الانتكاسة في حلب أمام فصائل المعارضة السورية.
ويشدّد نصرالله على أهمية معركة حلب كمعركة وجود بعدما كان وضعها في مصاف أم المعارك السورية من خلال تأكيده في نهاية حزيران/يونيو الماضي في ذكرى مصطفى بدر الدين على «أن المعركة في حلب ستحدّد مصير المشرق برمته» معتبراً «أن سقوط المدينة بيد التكفيريين، سيضع سوريا ولبنان والعراق والأردن في دائرة الخطر».
وعطفاً على التطورات الميدانية في حلب، ثمة من يخشى من انعكاس هذه الأحداث على الاستقرار في لبنان وخصوصاً في ضوء تدهور العلاقات العربية الإيرانية عموماً والسعودية – الإيرانية وفي ظل استفحال المواجهات السورية وتعثر المفاوضات اليمنية. ولم تستبعد أوساط سياسية أن تكون مغادرة السفير السعودي علي عواض العسيري في هذا الوقت إلى بلاده مرتبطاً بالخشية من الوضع الأمني رغم ما قيل إنه مغادرته بيروت هو نتيجة اجازة وليست لأسباب أمنية أو سياسية.
ومع الخشية من ملفات «آب اللهّاب» فقد سجلت دعوات دبلوماسية غربية لايجاد أرضية تفاهم تُخرج الوضع من النفق المظلم ولاسيما مع الاستعداد لبت عدد من القضايا من بينها التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي التي يقابلها تهديد من التيار الوطني الحر بالتصعيد واتخاذ موقف داخل الحكومة معطوفاً على إستياء عوني من تراجع حظوظ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً بعد ارتفاع موجة التفاؤل بإنتخابه خلال شهر آب/اغسطس بعد الموقف المتقدم للزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط وبعد عودة خطوط التواصل بين الرابية وبيت الوسط من خلال الوزير جبران باسيل ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري أو من خلال النائب آلان عون ومستشار الحريري غطاس خوري.
وفيما يعود المتحاورون إلى حوارهم العقيم في 5 ايلول/سبتمبر فلا آمال كبيرة تُعلّق على هذا الحوار ، ما يبقي الملف الرئاسي في الثلاجة الاقليمية جراء استمرار الاشتباك السعودي الإيراني، على الرغم من اندفاعة البعض إلى الحديث عن توقع انتخاب رئيس قبل نهاية رأس السنة وفي مقدمتهم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي لا يكتفي بالكلام عن ضغوط كبرى لاخراج الرئاسة من عنق الزجاجة، بل يتحدث عن نقاشات عميقة في دوائر القرار في دولة اقليمية معنية جداً بتعطيل الاستحقاق الرئاسي قد تفضي إلى تليين موقف أحد حلفائها اللبنانيين بما يسهّل ولادة رئيس.
وليس بعيداً عن وزير الداخلية فإن الرئيس نبيه بري توقّع بدوره رئيساً قبل نهاية العام لكن مصادر مقرّبة منه أوضحت أن موقف بري هو بمثابة تحفيز للسياسيين للاتفاق على انتخاب رئيس أكثر مما هو موقف مبني على معطيات. واللافت أن رئيس البرلمان ما زال يشدّد على موضوع السلّة الكاملة لايجاد الحل للرئاسة، معتبراً أن تجربة الدوحة أكبر دليل. وفيما هو يشدّد على أن إتفاقنا على الحل بدءاً برئاسة الجمهورية يسهّل مهمة الرئيس، إلا أنه يرى أن انتخاب الرئيس لوحده لا يحل المشاكل والأزمات السياسية القائمة.
في المقابل، فإن رئيس الحكومة تمام سلام متشائم بإقتراب موعد الحل ورد على ما يحكى في أوساط «التيار الوطني الحر» عن حل رئاسي في أيلول/سبتمبر أو مواجهة في تشرين الأول/اكتوبر بالقول « أيلول على الأبواب، ولا ضوء في الأفق، ومعاناتنا طويلة في ظل هذا القصور في الملف الرئاسي وهو قصور يتكرر منذ زمن الاستحقاق الرئاسي». لكن سلام لم يتخوّف من مواجهة «فالظروف غير مهيأة لمواجهة» سائلاً « من سيواجه من؟ لا امكان لمواجهات لأن الجميع في مأزق ولو توافرت الظروف قبل اليوم لكانت المواجهة وقعت منذ زمن. الفعل الممكن هو الاستقالة من الحكومة، وهو لا يقدم شيئاً، بل بالعكس يسيء إلى المؤسسات ويدفع إلى انهيار إضافي. ولا يمكن تهديدي بهذا الأمر إذ انني حسمت أمري في هذا الاتجاه، وترددت أمام المسؤولية الوطنية. ولكن إذا صمم اللبنانيون على خراب بلدهم فلا يمكن أي قرار دولي ان يحفظ استقرارهم، فالمجتمع الدولي حـــريــص على استــقرار لبنان لكن هذا الحرص يسقط أمام إرادة اللبنانيين».
محاولات جادة في واشنطن لإعادة تركيا إلى «الحظيرة الأمريكية»
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سانت بطرسبرغ لم تقتصر بالطبع على تبادل المجاملات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو استعادة العلاقات الاقتصادية التي تضررت بعد اطلاق النار على طائرة حربية روسية من قبل تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر، وهي بالتأكيد أكثر من رغبة في استئناف الحوار أو الحصول على «صديق عزيز» سيقوم ببناء محطة للطاقة النووية أو استكشاف خيارات انهاء القتال في سوريا.
والزيارة، بالتأكيد، ليست تمثيلية سياسية للعلاقات العامة، خالية من المعنى، بل هي تعبير عن غضب جامح تجاه رد الفعل الأمريكي والأوروبي المريب على محاولة الانقلاب ومحاولة لفرض معادلة جديدة في علاقات تركيا. فما حدث وفقا لرؤية تركيا أمر مثير للاستغراب، فالولايات المتحدة التي تعتبر حصنا للديمقراطية وحليفا طويل الأمد في حلف شمال الاطلسي منذ تأسيس الجمهورية التركية لم تتخذ موقفا حازما ضد «الخونة» في الليلة المزعجة للانقلاب، وكان بيان وزير الخارجية جون كيري الذي أعرب فيه عن «أمل عودة السلام والاستقرار للبلاد» هو البيان الوحيد الذي صدر عن الولايات المتحدة، وبطبيعة الحال، فان الهدف الأمريكي الرائع بالسلام والاستقرار ظهر وكأنه بيان أجوف.
وفي الواقع، لا يمكن العثور على مبرر على الفعل الأمريكي، فما حدث في تركيا عبارة عن تهديد للديمقراطية ومحاولة لقلب نظام منتخب، وما حدث يخالف جميع القيم التي تؤمن بها الولايات المتحدة، لذا فالمتوقع في هذا الحال ان تدين واشنطن الانقلاب بشراسة ولكنها على النقيض من ذلك بقيت غير مبالية في محاولة الانقلاب وركزت بدلا من ذلك على مشاهد الديمقراطية مع مفاهيم معممة وغامضة مثل «الاستقرار» و«السلام». كما نسيت واشنطن في ليلة صعبة صداقة عمرها مئة عام، أما ردة فعل وسائل الإعلام الأمريكية فقد كانت مخيبة للآمال، إذ انها انحازت لصالح جماعة الانقلاب وحقوقهم ضد الشعب التركي الذي انتفض في الشوارع من أجل الحفاظ على الديمقراطية.
ولم تخفف البيانات اللاحقة التي أصدرتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعم تركيا بعد أيام من الانقلاب من الصدمة التي عاشها صناع السياسة في أنقرة تجاه الموقف الأمريكي، حيث كان الأتراك يشعرون ان لهم مكانة خاصة بالنسبة للولايات المتحدة باعتبار تركيا البلد المسلم الوحيد في حلف شمال الأطلسي وأهمية خاصة في كثير من الجوانب من بينها نشر مفهوم جيد للديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط. وعلى أي حال، وبعيدا عن التوقعات البعيدة المنال فقد كان للاتراك الحق في الاعتقاد بان الولايات المتحدة ستقدم دعما أقوى لهم بأسم الديمقراطية ناهيك عن اشتباه الأتراك بان واشنطن لديها معلومات مسبقة حول «الانقلابيين» .
ووفقا للعديد من المحللين، فإن اللقاء الحميم بين بوتين وأردوغان لم يكن، أيضا، صورة للتعبير عن الغضب التركي من الأصدقاء في واشنطن أو دول الغرب بسبب الموقف من الانقلاب، بل إشارة صريحة بقدرة أنقرة على تغيير رقعة الشطرنج العالمية وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط عبر القيام بتحول جيو سياسي وإجراء سياسي مبكر لمنع ظهور دولة كردية مستقلة على الحدود الجنوبية لتركيا. فالولايات المتحدة، في الواقع، تدعم الأكراد في سوريا بطريقة تتعارض تماما مع مصالح الأمن التركي.
إدارة أوباما، بدورها، غير متأكدة من كيفية التعامل مع خطوات أردوغان الأخيرة بما في ذلك زيارته الأخيرة لروسيا حيث لم يتوقع أي أحد في البيت الأبيض من ان الرئيس التركي سيكسر علاقاته مع الولايات المتحدة أو سينتقم من أعدائه أو يتقارب مع موسكو أو دمشق أو طهران إلى هذا الحد ولكن الإدارة تدرك تماما تبعات الغضب التركي لذا حرص البيت الأبيض على ارسال العديد من المسؤولين لأنقرة من أجل اقناع الأتراك بأن الولايات المتحدة غير متورطة في محاولة الانقلاب كما انها تحاول امتصاص الخطوات الودية التركية نحو روسيا بطريقة ذكية جدا، فهي مثلا لم تعارض الدعوة التركية بالقيام بعمليات عسكرية مشتركة مع الروس ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بل رحبت بذلك، حيث قالت اليزابيث ترودو المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع الحلفاء الأتراك وان العمل ضد «داعش» يعتبر أولوية لذا فان واشنطن ترحب بهذه الخطوة إذا كانت في هذا الاتجاه.
ولم ترفض الولايات المتحدة، أيضا، فكرة توسيع التعاون العسكري والدفاعي التركي مع دول من غير الناتو حيث أضافت اليزابيث ان تركيا حليف مهم في الناتو منذ عام 1952 وهي شريك للولايات المتحدة بما في ذلك التدريبات، مشيرة إلى ان إمكانية التشغيل المتداخل تعتبر مبدأ أساسيا من مبادى الناتو، وإلى حد ما، ما زالت إدارة أوباما ترفض الاعتراف بان هناك تحولا استراتيجيا في الموقف التركي أو استراتيجة التحالف الدولي ضد «داعش» بعد الدعوة التركية لروسيا.
هناك شبة إجماع بين أوساط الخبراء في الغرب ان المحادثات التركية ـ الروسية ستزيد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة ودول شمال الأطلسي «الناتو» حيث أعرب صناع السياسة والقرار في الغرب عن قلقهم من حملة أردوغان الواسعة ضد الحريات بعد الانقلاب الفاشل. إذ تم إبعاد عشرات الآلاف من الأساتذة والقضاة ورجال الجيش والشرطة والجامعات من مناصبهم في حين طالبت أنقرة الولايات المتحدة بتسليم الداعية فتح الله غولن الذي يعيش في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا بتهمة الوقوف وراء محاولة الانقلاب.
وستواصل إدارة أوباما محاولتها لإعادة تركيا إلى «الحظيرة» عبر إرسال المزيد من المسؤولين بما في ذلك رحلات مرتقبة في نهاية هذا الشهر لوزير الخارجية جون كيري اضافة إلى جو بايدن، نائب الرئيس. ولكن إذا فشلت هذه المحالاوت فان وسائل الإعلام الأمريكية مستـــعدة لصلب أردوغان ونعته بالأوصـــاف السيئة، وعلى الأرجح، ستحاول جهات داخــلـــية مرتبطة بالغرب إثارة حالة من عدم الاستقرار السياسي فاللعبة قديمة ولكنها صالحة لكل مكان.
“جيش الإسلام” يهاجم مواقع النظام السوري في القلمون الشرقي
ريان محمد
أطلق “جيش الإسلام”، أكبر الفصائل المسلحة المسيطرة في الغوطة الشرقية، اليوم الأحد، المرحلة الثانية من معركة “ذات الرقاع” في القلمون الشرقي بريف العاصمة السورية دمشق.
واقتحم مقاتلو الجيش، مواقع للنظام، وسط أنباء عن سيطرتهم على عدة نقاط، واستحواذهم على كمية من الأسلحة والذخائر، في حين رد الأخير عبر قصف مدينة جيرود والرحيبة ما تسبب في مقتل وجرح عدد من المدنيين.
وتحدث الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام” النقيب إسلام علوش، في صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن “إطلاق عملية ذات الرقاع 2 في القلمون الشرقي؛ والنتائج مبشرة ولله الحمد”.
من جانبه، أوضح الناشط الإعلامي في القلمون الشرقي وسام الدمشقي، لـ “العربي الجديد”، أن “المعارك في القلمون الشرقي ضد النظام عادت من جديد، حيث قام مقاتلو جيش الإسلام في الساعة 1 ليلا بشن هجوم على أوتوستراد دمشق بغداد والقطع العسكرية المحيطة به، وتفيد الأنباء الأولية بالسيطرة على كتيبة الستريلا ومعمل الأسفلت، والاستحواذ على 3 مدافع 130”.
وبين أن “العملية بدأت بإغارة أولى على محور مطار المرج العسكري، وتمكن المقاتلون من اختراق تحصينات النظام في كتل الأبنية المطلة على المطار وجامع بدر الكائن في الطريق الرئيسي للغوطة”.
وأضاف: “كانت حصيلة القتلى من قوات النظام في اليوم الأول 26 عنصراً تم التأكد منهم، وآخرين لم نتمكن من إحصائهم بسبب إسعافهم للمشافي العسكرية”.
وبين الدمشقي أنه “في المرحلة الثانية، من المعركة أغار المقاتلون المعارضون على الكازية والكتل المحيطة بالمطار وكانت حصيلة القتلى 28 عنصراً مع اغتنام أسلحة متنوعة وذخائر. أما المرحلة الثالثة فكانت في موقع معهد البحوث الزراعية الواقع قرب بلدة النشابية.”
ورد النظام، وفق الدمشقي، بعدة غارات من الطيران الحربي، مستهدفاً مدينتي الرحيبة وجيرود، حيث استهدف الأخيرة بخمس غارات، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
كما استهدف مدينة الرحيبة بخمس غارات متتالية ما تسبب في مقتل 3 أشخاص وعدد من الجرحى المدنيين، وقصف أماكن المقاتلين المهاجمين من قبل مدفعيته المتمركزة في اللواء 81 في الرحيبة بالقلمون الشرقي، طبقاً للناشط.
وكان “جيش الإسلام” أطلق يوم الاثنين الماضي، معركة “ذات الرقاع” في الغوطة الشرقية.
المقاتلون الأكراد إلى الباب وجرابلس بعد منبج: “الإقليم” يتعزّز
محمد أمين
انقشع غبار المعارك في مدينة منبج السورية، شمال البلاد، بعد أكثر من سبعين يوماً من القتال، لتعلن “قوات سورية الديمقراطية”، التي يُشكّل مقاتلون أكراد قوامها وقيادتها، سيطرتها على كبرى مدن الريف الحلبي من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، لتبدأ المدينة، التي يشكّل العرب الاغلبية الساحقة من سكانها، مرحلة جديدة مع “المحررين الجدد”، الذين باتوا يتطلعون إلى مناطق أخرى في ظلّ انحسار مناطق سيطرة التنظيم، وتقلّصها شمال حلب.
في منبج، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج وريفها، وهو جزء من “قوات سورية الديمقراطية”، شرفان درويش، ما سماها “بشارة النصر والتحرر”، مشيراً في صفحته على موقع فيسبوك، إلى أن “منبج العظيمة خرجت من براثن الإرهاب”.
” وكانت “قوات سورية الديمقراطية”، قد بدأت في اليوم الأخير من شهر مايو/أيار الماضي، حملة عسكرية لانتزاع السيطرة على منبج (80 كيلومتراً شرق حلب) من “داعش”، الذي فرض سيطرته عليها منتصف عام 2014، أثناء توسعه الكبير في الجغرافيا السورية على حساب قوات المعارضة السورية. وقام طيران التحالف الدولي بمساندة “قوات سورية الديمقراطية” نارياً، ما مكّنها من التقدم بشكل سريع في ريف منبج، وصولاً إلى فرض حصار عليها، لتبدأ حرب شوارع، دفع ثمنها الأقسى المدنيون داخل المدينة.
في هذا الإطار، يشير الناشط الاعلامي عدنان الحسين، وهو من أبناء منبج، إلى أنه “قُتل نحو 700 مدني أثناء الحملة”، موضحاً في حديثٍ لـ “العربي الجديد”، أن “طيران التحالف قتل نحو 230 مدنياً، وارتكب أكثر من مجزرة، اعترف بواحدة منها”. كما أشار إلى أن “التحالف يعتمد على الإحداثيات التي تزوّده بها قوات سورية الديمقراطية، التي فقدت نحو ألف من مقاتليها، في مقابل نحو 300 قتيل من داعش”. ويصف المتحدث حال المدينة بعد يوم من خروجها عن سيطرة “داعش”، بالقول إنها “مدينة مدمرة، نتيجة الاشتباكات والقصف الجوي”، لافتاً إلى أنها “مدينة منكوبة، وأن الألغام تعيق عودة الأهالي إلى منازلهم”.
مع العلم أن “داعش” انسحب من منبج باتجاه معقليه في شمال حلب، وهما مدينتا الباب (40 كيلومتراً غرب منبج)، وإلى مدينة جرابلس (40 كيلومتراً شمال منبج)، على الحدود السورية التركية مباشرة. ومن المتوقع أن تأخذ “قوات سورية الديمقراطية” التي تشكّلت أواخر العام الماضي “استراحة محارب”، قبل الشروع في الخطوة المقبلة، التي يتوقع مراقبون في أن تكون مدينة الباب هدفها المقبل، إلا إذا قرر التحالف الدولي تغيير خط سير الحملة باتجاهات أخرى، حيث تُعدّ محافظة الرقة، الهدف الاستراتيجي الكبير ولكن انتزاع السيطرة عليها ليس بالأمر السهل، فهي قاعدة التنظيم الأقوى والأكثر تحصيناً، وخسارته لها تعني بداية نهايته في سورية كلها.
من جهته، يؤكد مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، سيهانوك ديبو أنه “سيتمّ تشكيل إدارة مدنية في مدينة منبج لإدارة شؤونها”، مشيراً في حديث مع “العربي الجديد” إلى أن “هدف قوات سورية الديمقراطية، هو تحرير كامل الجغرافيا السورية من الإرهاب والاستبداد”. ويرى أنه “حينها تكون الأمور مهيئة لتشكيل إدارات ذاتية يديرها ممثلو المكونات”.
وتُعدّ الوحدات الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، القوة الضاربة في “قوات سورية الديمقراطية”، وكانت قد اتهمت من قبل منظمات دولية، بالقيام بعمليات تطهير عرقي بحق العرب والتركمان في مناطق عدة سيطرت عليها، خصوصاً في شمال الرقة، إثر انتزاعها السيطرة على مدينة تل أبيض ذات الأغلبية العربية وريفها منذ أكثر من عام.
بالتالي، فقد “داعش” كل المناطق التي كانت تحت سيطرته شرق نهر الفرات في شمال حلب، وكانت منبج أهم معاقله غرب النهر، وبعد خسارته إياها بقي للتنظيم ثلاث مناطق مهمة في شمال حلب، هي: مدينة الباب وريفها، ومدينة جرابلس وريفها، وبلدة الراعي وريفها، وبعض القرى المحيطة بمدينة مارع التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة.
ويرجح ديبو أن “تكون مناطق سيطرة شمال حلب هي الهدف المقبل لقوات سورية الديمقراطية، قبل التوجه إلى المعركة الكبرى، وهي انتزاع محافظة الرقة”. ويرى أنه “لا يمكن تحرير الرقة بشكل كامل، إذا لم يسبقه عمليات ميدانية تضمن عدم وصول الدعم في العدد والعتاد له”، مضيفاً أنه “سيكون من المفيد تحرير كامل جغرافيا شمال سورية، وحينها ستكون الأمور مناسبة لتحرير كامل الرقة”. ويعرب ديبو عن قناعته بأنه “من غير المناسب أن تتوجه القوات إلى الرقة، ويكون ظهرها مكشوفا”.
وحول قدرة “قوات سورية الديمقراطية” على التوجه نحو مدينة جرابلس الحدودية، التي تُعدّ من خطوط تركيا “الحمراء”، يرى ديبو أن “تجفيف مصادر دعم التنظيم يستلزم تنظيف كامل شمال سورية، وجرابلس تنطبق عليها هذه الرؤية”. ويضيف أنه “إذا ما كان الهدف إيجاد التهيئة المناسبة للحل السياسي، فلا بد من خطوات عملية ضد داعش بالتوازي مع المفاوضات بين الأطراف السورية المؤمنة بالحل الديمقراطي، والاتفاق مسبقاً على الخطوط العريضة الضامنة للتغيير”.
من جانبه، يرى المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور، أن “ما حدث في مدينة منبج، أمر طبيعي من الناحية العسكرية في ظلّ تركيز الجهد العسكري للتحالف الغربي على جبهة منبج، وتكبيد داعش خسائر كبيرة في الأسابيع الماضية، خصوصاً بعد المجازر التي ارتكبها طيران التحالف ضد المدنيين، ورمي الكرة في ملعب قوات سورية الديمقراطية، بأنها هي من زودتهم بالإحداثيات”. ويرى بكور أن “قوات سورية الديمقراطية” غير قادرة على تحديد الهدف المقبل، مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد”، أن “التحالف الدولي هو من يحدد الهدف حسب خطته الموضوعة في محاربة التنظيم”.
ويبدي اعتقاده بأن “الأكراد يسعون للسيطرة على الحزام الممتد على الحدود التركية، لوصل منطقة عفرين شمال غربي حلب بالمناطق التي يسيطرون عليها في شمال شرقي سورية، تمهيداً لإقامة الإقليم الكردي”. كما يرى مراقبون، أنه “لا يمكن عزل السيطرة على منبج عن السياق السياسي الموازي للحرب الدائرة في سورية بين مختلف الأطراف بالوكالة عن قوى إقليمية، ودولية”.
ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض الأكراد في المعادلة السياسية، وهذا ما يفسر نصيحة واشنطن للمعارضة السورية بـ “التفاهم” مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، الذي تُعدّ قواته “الوحدات الكردية” بمثابة “رأس الحربة” في محاربة “داعش”.
” في هذا الصدد، يرى عضو المكتب السياسي لمجلس “قوات سورية الديمقراطية” بسام اسحق، أن “انتزاع السيطرة على منبج انتصار لقوات سورية الديمقراطية التعددية”، مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد”، أن “السيطرة تجعل تجاهل المشروع السياسي التعددي صعباً”. ويلفت الى أن “الحوار السوري ـ السوري واقع لا يمكن تجاهله”.
لكن المعارضة لا تزال تتهم حزب الاتحاد الديمقراطي بالتحالف مع النظام في حربه ضد فصائلها العسكرية، وترى أنه سهّل لها السيطرة على أجزاء من محافظة الحسكة ذات الثقل السكاني الكردي، لمحاصرة الحراك الثوري فيها كما تتهم المعارضة الوحدات الكردية بممارسة عمليات تطهير عرقي، وانتهاكات كبيرة في مناطق سيطرتها.
وكانت فصائل المعارضة قد رفضت مطلع العام الحالي، الفيديرالية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سورية وشمال شرقها، واعتبرت في بيان لها أن “الحزب وذراعه العسكري منظمتان إرهابيتان، هدفهما تقسيم سورية”.
ويتوقع مراقبون أن يشهد شمال حلب تطورات عسكرية متلاحقة، في ظل الصراع الدائر هناك بين مختلف القوى، تحديداً في ظل تراشق إعلامي بين فصائل المعارضة في حلب، و”قوات سورية الديمقراطية”، ربما يؤدي إلى مواجهات عسكرية بينهما، أو تفاهمات تفضي إلى انسحاب الأخيرة من مناطق عدة، كانت قد سيطرت عليها بدعم روسي، مطلع العام الحالي، أبرزها مدينة تل رفعت.
وتسعى أحزاب كردية متعددة الرؤى إلى تشكيل إقليم كردي على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا، وحُكي أيضاً عن سعي بعضها للسيطرة على منفذ بحري على شاطئ المتوسط. وكان الأكراد قد استفادوا من الخلاف التركي الروسي، في توسيع رقعة سيطرتهم في سورية، ولكن التقارب بين أنقرة وموسكو منذ أيام ربما سيؤدي دوراً في الحدّ من الطموح الكردي المتصاعد. ويضع مراقبون إغلاق موسكو لمكتب تمثيلي لحزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو، إثر زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا أخيراً، في سياق تفاهم تركي روسي إيراني، سيقف حائلاً دون ظهور كانتون كردي في الشمال السوري الملتهب.
من ديرالزور إلى بيروت: رحلة الموت
محمد حسان
استند حسين على حائط منزله، في إحدى ضواحي مدينة بيروت، ليروي تفاصيل قصة رحلته التي استغرقت 13 يوماً من قرية السويعية في ريف ديرالزور الشرقي إلى لبنان، والتي لا تستغرق في الأحوال العادية أكثر من 10 ساعات في وسائط النقل العامة.
حسين العشريني، كان قد ترك والديه وحيدين في منزلهم الريفي، ليلتحق بركب أخويه عبد وعمر اللذين سبقاه في الهجرة. يقول حسين: “لقد تركت أهلي ومنزلي بعد إن ضاقت أحوالنا الاقتصادية وهرباً من جحيم الحياة في ظل تنظيم داعش، الذي يفرض على المدنيين نمط حياة غاية في الصعوبة والتعقيد”.
اختار الشاب الخروج عبر شبكات التهريب من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى دمشق ثم لبنان، بعد أن رفض “ديوان الحسبة” منحه “موافقة سفر”. فالتنظيم يمنع المدنيين من مغادرة مناطق سيطرته إلى أي مكان آخر، من دون “موافقة سفر” تمنح من قبله، بالإضافة إلى شروط أخرى كتحديد مدة السفر ووجود كفيل مقيم داخل أراضي التنظيم. ومن دون “موافقة السفر، سيعرّضُ المخالف نفسه لعقوبات شتى منها السجن ومصادرة ممتلكاته، فيما يعاقب التنظيم المهربين بالقتل، بتهمة إخراج المدنيين من مناطق التنظيم إلى “أراضي الكفار”.
بعد عناء طويل، تمكن حسين من التواصل مع مهرب، ليتفق معه بعد طول أخذ ورد على كافة تفاصيل الرحلة من قريته حتى باب مصلى في دمشق، وتحديد يوم الإنطلاق، والتكلفة للشخص الواحد، والتي وصلت إلى 200 ألف ليرة سورية.
فجر 20 تموز/يوليو، انطلقت رحلة حسين، برفقة أخته واثنين من أبناء أخيه، وأشخاص آخرين، تقلهم سيارة “بيك أب” بيضاء عبر بادية ديرالزور الجنوبية.
وسط البادية القاحلة، لايوجد أي بوادر للحياة، حتى الأفكار غائبة، باستثناء الخوف الذي يعتري الجميع. خوف من إلقاء القبض عليهم من قبل دوريات “الدولة الإسلامية” التي تجوب البادية، أو من غارة جوية تستهدف المركبة، بحجة أنها تقل أحد قياديي التنظيم.
ثماني ساعات كانت طويلة، والسيارة تجتاز هذه القفار الواسعة، لتنتهي بمجرد أن نادى المهرب: “نحن على بعد كيلومترات من مخيم الرقبان على الحدود السورية الأردنية”، والمخيم سيكون مكان الراحة ليوم واحد، ومن بعدها سيكمل الجميع رحلة الخلاص، التي انتهى فصلها الأول بالخروج من مناطق “الدولة الإسلامية” إلى مناطق سيطرة الجيش الحر.
الاستراحة في “مخيم الرقبان” أمنت لحسين ومن معه حماماً بالماء البارد، وقسطاً من الراحة، لينطلق الجميع في اليوم التالي، تقلهم سيارة “حصنية” وهي سيارات يستخدمها البدو كثيراً، تُمنح من الحكومة السورية لهم بأوراق خاصة، وتمنعهم بموجبها من نقل أي شيء باستثناء حاجاتهم المعتادة من خيم وأعلاف خاصة بقطعانهم.
الاتفاق تضمّن أن تكون الوجهة من “الرقبان” إلى دمشق بشكل مباشر، لكن المفاجأة كانت الوصول إلى قوس الدوير على أطراف محافظة السويداء، بعد مسير السيارة لمدة 10 ساعات. وهناك “استقبلتهم” حواجز مليشيات محلية تابعة للنظام.
والمليشيات تمنع الراغبين من أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة “الدولة الإسلامية”، من دخول دمشق، إلا بعد دفع مبالغ مادية ضخمة، تحت تهديد السلاح والخطف.
حسين أكد أنه التقى بعائلات خطفت بناتها، على يد تلك المليشيات، ولم يعرفوا بعدها شيئاً عن مصيرهن.
بعد اقتياد الجميع من الدوير إلى مدينة السويداء، تم تخييرهم بين دفع المبالغ المادية المفروضة على كل شخص، أو مصادرة أوراقهم الثبوتية وحرقها ثم إرسالهم إلى “معسكر الطلائع” حيث يحتجز النظام العائلات القادمة من مناطق “داعش” وتحديداً أهالي محافظتي الرقة وديرالزور.
حسين ومن معه، أمضوا 7 أيام متنقلين بين المقوس والكوم وفندق كركاس. حسين لم يجد بداً من دفع المال لعناصر المليشيات لايصاله من السويداء إلى دمشق. وفي اليوم الثامن، دفع حسين 800 ألف ليرة سورية، عنه وعن أخته وأولاد أخيه، للوصول إلى دمشق.
وبعد دفع المال، انطلق الجميع تقلهم سيارة مع ثلاثة عناصر من المليشيات، واستغرق الطريق بين دمشق-السويداء الذي يتم قطعه في ساعة ونصف الساعة، مدة 12 ساعة، مروراً بثمانية حواجز، يضطر العابرون إلى دفع الرشاوى لعناصرها لتسهيل عملية العبور.
دفع المال لا يعني حتمية المرور، فكثير من العائلات تدفع ولكن يتم منعها من العبور في الحواجز الأخيرة، وتطرد بتهمة “الداعشية”. غير أن من عايش هذه التجربة يعلم أن المنع، هو فقط بهدف الحصول على مزيد من المال، أو لرفع سعر المرور من السويداء إلى دمشق.
بعد 12 ساعة مليئة بالشتائم والاهانات، مع دفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية إضافية، كرشاوى للحواجز، تمكن حسين من الوصول إلى دمشق.
حسين الذي لم يرَ دمشق منذ سنوات، فوجئ بغياب الشباب من المدينة، التي كانت تضج بالحياة في آخر مرة زارها قبل سنوات. فالشباب هاجر منها أو اعتقل لتنفيذ الخدمة العسكرية الالزامية، أو على خلفية أحداث الثورة. متوجساً مما شاهده، قرر حسين الراحة ليوم واحد، ثمّ البحث عن طريقة للعبور إلى لبنان، خوفاً من اعتقاله ومن معه من قبل دوريات الأمن التي تجوب المدينة ليلاً ونهاراً.
يوم الراحة أتاح لحسين التواصل مع سائق التاكسي أبو علي، الذي اقلهم في الصباح إلى منطقة جبلية على الحدود السورية-اللبنانية، لينتظرهم هناك صديق أبو علي، اللبناني أبو جاد، والذي سيتولى مهمة تهريبهم إلى لبنان. في الجبل لا مجال للنقاش، السعر واضح 350 دولار أميركي، عن كل شخص من الحدود السورية إلى بيروت.
بعد تسلم المبلغ، ماهي إلا ساعات حتى التقى حسين ومن معه بأخويه عبد وعمر في بيروت، وسط ظنه بالخلاص من شقاء الرحلة ومضايقات الحواجز وجحيم الحرب ونمط حياة “الدولة الإسلامية” المعقد.
وكما خرج خلسه من قريته شرقي ديرالزور، بات يخرج يومياً، خلسة، من منزله في ضواحي بيروت، إلى عمل كي يفي الأموال التي اقترضها إخوته، لتهريبه إلى لبنان. الخوف من أن تعتقله أحدى دوريات الدرك، أو “حزب الله”، بات يطارده يومياً، وهو الذي لا يملك أوراق دخول نظامية، ولا تصريح عمل.
الأيام التي مضت على وجود حسين في لبنان، وما عاشه خلالها من مضايقات، كانت كافية ليعلم أن الخلاص الوحيد، هو زوال النظام و”داعش”، وغيرهم من الدخلاء، لتعود الحياة إلى بلده وقريته الواقعة على ضفاف الفرات. ذلك هو حلمه الوحيد.
المدن
السويداء: نظام الجريمة
همام الخطيب
ارتفع معدّل الجريمة في محافظة السويداء بشكل كبير، ولاسيّما في الآونة الأخيرة؛ حيث لا يكاد يمرُّ يوم إلا وتحدث فيه جريمة قتل أو خطف أو سرقة. وذلك خلافاً لطبيعة المحافظة التي طالما اتّسمت بالأمان والتماسك الاجتماعي. وغالباً ما تُوجَّه الاتهامات في هذه الجرائم إلى مليشيات محلية تابعة للقوى الأمنية في المحافظة، وهذا ما ثبت في معظم الحالات وبالدليل القاطع.
ويُردُّ الفلتان الأمني إلى تخلّي القوى الأمنية في المحافظة عن مسؤولياتها في ضبط الأمن، ودعم المليشيات عبر إعطائها الشرعية وغضّ النظر عن الكثير من جرائمها وتجاوزاتها. فمن يحكم المجتمع الأهلي في السويداء الآن هم المافيات لا الدولة. ويعود ذلك إلى رغبة النظام في أن يكون الصراع في السويداء صراعاً بينيّاً بين أبناء المحافظة، كي ينسحب ظاهرياً من دور اللاعب إلى دور “الحكم غير النزيه”، ما يؤدي إلى المزيد من التذرير المجتمعي والضعف الناجم عنه. وهذا يندرج وفق إستراتيجية اتبعها النظام في سوريا عامة؛ حرب الجميع ضد الجميع.
في السويداء فشلت قوى النظام حتى الآن بافتعال فتنة بين درعا والسويداء، كما فشلت في خلقها بين البدو والدروز؛ لذا تحاول جاهدة لتضرب العائلات الدرزية بعضها ببعض، وتفتت المجتمع عبر إستراتيجيتي الفساد والجريمة المنتظمتين.
وتُعتبر القوى الأمنية في السويداء ضالعة في التأسيس للجريمة بكل مستوياتها، لأنها المسؤول الأول والأخير عن فوضى السلاح، وقلب البنى الاجتماعية رأساً على عقب؛ إذ ساهمت بتسليم مفاتيح السلطة المجتمعية وأمور الحل والربط إلى القاع المجتمعي من عصابات وزعامات تمنحها الشرعية. فظاهرة الشبيحة منذ بدء الثورة السورية، والتي كان يوكل إليها قمع المظاهرات وملاحقة الناشطين والاعتقالات في بعض الأحيان، طورها النظام ونظمها لتصبح فصائل مسلحة مدعومة منه بشكل مباشر، وأعطاها الصلاحيات الكاملة للتغوّل في المجتمع.
وبالفعل تم ذلك، ولاسيما أن هؤلاء هم القاع الاجتماعي؛ فمعظمهم من أصحاب السوابق الذين خرجوا من السجن، إما لانتهاء مدة محكوميتهم، أو بسبب مراسيم العفو المتكررة التي كان يصدرها بشار الأسد، وغالباً ما كان يستفيد المجرمون حصراً منها. فهذا القاع الاجتماعي شعر بأهميته، عندما خرج من دائرة التهميش إلى دائرة الفعل والتسيّد، ووجد أن له شرعية في أجهزة الدولة، وشرعية اجتماعية عبر مشايخ السلطة والزعامات التقليدية.
المليشيات حظيت بحصانتين أمنية واجتماعية، كما أصبح بين النظام وهذه المليشيات عقد ضمني يقوم على مبدأ: “أعطني الحصانة والشرعية أفعل لك ما تريد”. وقوى النظام تستفيد أيضاً من هذه المليشيات، ليس فقط في قمع المجتمع، إنما اقتصادياً؛ فيرتبطان بعلاقة عمل عبر التهريب والخطف والسرقات. فللقوى الأمنية حصة كبيرة مما تنتجه المليشيات بفعل الفساد المستشري في المحافظة.
وبعد صعود حالة التمرد المجتمعية ضد الخدمة العسكرية الإلزامية في قوات النظام، والعمليات المتكررة للافراج عمن تعتقلهم الأجهزة الأمنية لسوقهم إلى الحرب، فقد باتت ماكينة النظام الإعلامية في المحافظة، والدعايات الأمنية التي تبث بين الناس، تركز على نقطة رئيسية؛ إسقاط هيبة الدولة والاعتداء على المراكز الأمنية والحواجز والتهرب من الخدمة الإلزامية، هو السبب في ارتفاع معدل الجريمة وخلخلة الأمن.
انتشار الجريمة في السويداء، هو عمل الأجهزة الأمنية للتأكيد على عدم وجود بديل للنظام سوى الفوضى. ويأتي هذا في لحظة شرع فيها مجتمع السويداء المحلي في تأمين حمايته الذاتية، وبدأ يستغني شيئاً فشيئاً عن النظام ويتعود على غيابه. فكانت رسالة النظام إلى مجتمع الدروز: “أنا أو الفوضى، أنا أو الجريمة، ولا خلاص لكم إلا بالعودة إلى حضني”.
وهذه السياسة لطالما اتبعها النظام في سوريا، خاصة مع الأقليات. سياسة التخويف، ليبقى المجتمع في حاجة إلى حضانة من قبل السلطة الأمنية ومليشياتها، وهذا كفيل بضرب أي حراك مجتمعي محتمل الوقوع.
“الفرقة الأولى الساحلية”: أبعد من خسارة كنسبا
عبدالسلام حاج بكري
أسبوع أسود مرّ على “الفرقة الأولى الساحلية”، خسرت خلاله السيطرة على ناحية كنسبا وقرية شلف وقلعتها، واضطرت للانسحاب من مواقع أخرى قريبة منها، تحت ضغط نيران قوات النظام وطيرانه إضافة للطيران الروسي. وزاد سواد هذا الأسبوع على الفرقة، بخسارتها لثلاثة من قادتها العسكريين الميدانيين، في معارك كنسبا وما حولها.
وهذه هي أكبر خسارة تتعرض لها “الساحلية الأولى” منذ هزيمتها القاسية في الشتاء الماضي أمام قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي، وانسحابها من مواقعها في غالبية مساحة جبلي الأكراد والتركمان، في ريف اللاذقية. وعلى الرغم من خسارة الفرقة بعض قادتها سابقاً، إلا أنه كان ثقيلاً ومؤلماً عليها أن تفقد ثلاثة قادة خلال يومين.
وتشكلت “الفرقة الأولى الساحلية” قبل عامين، ووصل عدد منتسبيها منذ ذلك الوقت حتى اليوم، إلى ما يقارب 4000 مقاتل، منهم ضباط وعناصر منشقون عن قوات النظام ومدنيون متطوعون من أبناء اللاذقية وريفها. وسقط للفرقة بضع مئات بين قتيل وجريح. وتتلقى الفرقة دعمها المالي والعسكري من غرفة “الموم” التي تمولها مجموعة دول “أصدقاء الشعب السوري”، وتعتبر أقوى وأكبر فصيل عسكري معارض في ريف اللاذقية.
ونعت الفرقة، قبل يومين، كلاً من القائد العسكري لـ”لواء العاصفة” محمد وليو الملقب بـ”العرعور”، والقائد العسكري لـ”اللواء الثالث” فادي بيطار، والقائد العسكري لـ”الفوج الأول” أكرم أمهان، لينضموا بذلك إلى عشرات مقاتلي “الساحلية الأولى” ممن قتلوا منذ بداية “معركة اليرموك” نهاية حزيران/يونيو. وذلك خلال معارك الكر والفر التي خاضتها المعارضة مع قوات النظام في كنسبا ومحيطها.
الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها الفرقة قد تتسبب في ضعف أداءها العسكري، وتهدد بقية المواقع التي لا تزال تحت سيطرتها في ريف اللاذقية. ولعل السبب هو أن غالبية عناصر “الساحلية الأولى” هم من أبناء ريف اللاذقية الذين يدافعون عن أهلهم وقراهم ومنازلهم وبساتينهم، وأنهم الأكثر اندفاعاً وحماسة، وبالتالي الأكثر عرضة للخسائر البشرية.
العميد الركن المنشق أحمد رحال، لديه رأي مختلف، إذ يعتقد أن خسارة الفرقة لبعض قادتها لن يؤثر على أدائها وتماسكها، باعتبار أن هؤلاء القادة هم مقاتلون ميدانيون دائمو الاحتكاك بالعناصر، وهذا ما أكسب العناصر الخبرة في القيادة. وعليه، يمكن ببساطة تعويض خسارة أي قائد بنائبه أو مساعده أو مقاتل متميز.
وأضاف رحال لـ”المدن”، أن ذلك هو ما حصل فعلاً، إذ على الفور تمت تسمية قادة جدد عوضاً عن الذين سقطوا في معارك كنسبا. أما عن الخسائر الكبيرة في عدد أفراد الفرقة فيمكن تعويضه أيضاً بمتطوعين جدد من أبناء المنطقة، بعدما توقفت “الساحلية الأولى، في فترة سابقة، عن قبول المتطوعين.
قادة الفرقة الذين سقطوا مؤخراً، قضوا في ميادين القتال، بيد أن الفرقة سبق وخسرت قادة لها في حوادث متفرقة. فقائد “كتيبة أحفاد صلاح الدين” خالد حاج بكري، قتل اغتيالاً بطلقة مسدس في رأسه، في منزله، نهاية العام 2014. ومن قتل حاج بكري ينتمي لفصيل مسلح آخر في ريف اللاذقية، وقد تم إعدامه مع شريكه في العملية. ودارت شبهات حول عمالة القتلة للنظام، بعدما كان النظام قد أطلق تهديدات واضحة لقادة الفرقة، وأعلن على الفور تبنيه عملية اغتيال الحاج بكري بعملية وصفها بالنوعية.
شكوك مشابهة حامت حول مقتل رئيس “أركان الفرقة” النقيب باسل زمو، ومجموعة من عناصره، في الشتاء الماضي، بقصف من الطيران الروسي استهدف مغارتهم التي كانوا يتخذونها مقراً لهم، في الغابة بين الجبال. ورَجّح حينها بعض المتابعين، وجود عملاء للنظام، زودوا الطيران بالإحداثيات الدقيقة لمقر القائد العسكري.
وفي حين رفض قياديون في الفرقة توجيه اتهامات لأشخاص أو جهات معينة في جبل الأكراد، بالعمالة للنظام وتزويده بالمعلومات اللازمة عن قادة الفرقة وتحركاتهم بغاية استهدافهم، إلا أن الدلائل تشير بوضوح إلى استهدافات دقيقة نفذها النظام على مقرات الفرقة، لا شك أنها استندت إلى معلومات وصلته من عملائه في ريف اللاذقية.
وسبق أن سقط عدد من قادة فصائل المعارضة في جبلي الأكراد والتركمان، في عمليات اغتيال، عُرف بعض المتورطين فيها، وهذا ما يثير الشكوك حول الفاعل وطريقة حصوله على المعلومات التي وظفها للنيل من هؤلاء القادة، ومنهم أبو فراس العيدو وأبو كامل وأبو سليم جولاق ورياض عابدين والرائد باسل سلو وكمال حمامي “أبو بصير”. ويفخر أبناء المنطقة أن قادة الفصائل العاملة في منطقتهم يسقطون في المعارك وهم يقاتلون إلى جانب عناصرهم، بيد أنهم يشككون سراً وعلانية باغتيال بعض القادة، ويدعون باستمرار للتحقيق بجدية بكيفية مقتلهم للوصول إلى الفاعلين والقصاص منهم.
ويتضح من سير المعارك الأخيرة التي جرت في كنسبا في جبل الأكراد، أن “الفرقة الأولى الساحلية” ومعها عدد محدود من الفصائل الأخرى، خاصة الإسلامية منها، لا تستطيع تحقيق انتصارات مهمة بسبب تعزيز النظام لقواته بشكل دائم واعتماده على كثافة نيران لا قدرة للمعارضة على الثبات بوجهها. كما أن هجمة النظام الأخيرة على كنسبا، تمت في وقت انتقل فيه عدد كبير من مقاتلي الفصائل الإسلامية التي كانت تقاتل في ريف اللاذقية، إلى حلب للمشاركة في فك الحصار عنها تحت لواء “جيش الفتح”. وبقي منهم عدد محدود لمساندة الفرقة في صد هجمات النظام التي استهدفت استعادته للمناطق التي خسرها مع انطلاق “معركة اليرموك”.
نابالم على داريا ومجازر في إدلب وسراقب
تشهد محافظة إدلب منذ أكثر من 10 أيام حملة جوية شرسة مناوبة بين الطيران الحربي الروسي وآخر تابع لنظام بشار الأسد، تسببت باستشهاد العشرات من المدنيين وإصابة المئات وبحركة نزوح كبيرة في عدد من مدن المحافظة إلى الأراضي الزراعية، إضافة إلى دمار واسع في الأسواق الشعبية والمباني السكنية. أما داريا في الغوطة الغربية من ريف دمشق، فكان حظها من مروحيات الأسد العشرات من أسطوانات النابالم الحارق، ما أسفر عن اندلاع حرائق ودمار كبير في الأبنية السكنية.
ووفقاً لناشطين إعلاميين من محافظة إدلب، فإن الحملة الشرسة للطيران الروسي على إدلب وريفها، بدأت بعد تحطم المروحية الروسية ومقتل طاقمها مطلع الشهر الجاري، والذي تزامن في ما بعد مع تقدم المعارضة في حلب وفك الحصار المفروض عن المدينة.
وقال الناسط الإعلامي وسيم الأسعد من ريف إدلب إن التصعيد المخيف من قبل الطيران الروسي على محافظة إدلب عامة وسراقب وإدلب المدينة خاصة، جاء بعد تحطم المروحية الروسية إضافة إلى تقدم المعارضة بحلب، كنوع من الانتقام لكون المحافظة خارج سيطرة النظام.
وهذا ما أكدته أيضاً الشبكة السورية في تقرير لها جاء بعنوان «القوات الروسية والحكومية تنتقم بشكل عنيف من مدينة سراقب» حيث وثقت خلاله الشبكة حالات القصف والقتل وتشريد الأهالي، إضافة إلى استخدام الغاز الكيميائي المحرم دولياً ضد المدنيين.
وأرفقت الشبكة صوراً لرسائل نصية عبر أجهزة الموبايل وصلت للأهالي في مدينة سراقب تتضمن رسائل تحذيرية تدعو لتسليم جثث الطيارين الروس مقابل إيقاف القصف على المدينة.
ويغطي التقرير المدة بين 1 آب الجاري حتى 8 من الشهر ذاته، حيث شهدت مدينة سراقب وحدها ما لا يقل عن 113 غارة روسية وأخرى لنظام الأسد، استخدمت فيها الصواريخ والذخائر العنقودية والبراميل المتفجرة المحملة بالغازات السامة.
وتسببت الغارات المتواصلة على محافظة إدلب بدمار كبير لحق بالمباني والأسواق العامة، خصوصاً في مدينتي سراقب وإدلب.
وأكد الناشط الإعلامي أحمد حسان من ريف إدلب أن الطيران تقصد استهداف التجمعات العامة والأسواق بهدف الضغط على الأهالي وفصائل المعارضة، كان آخرها دمار كلي لحق بسوق الخضار وسط مدينة إدلب بعيد تعرضه لغارات عدة من الطيران الروسي.
وأشار حسان الى أنه «إضافة لاستهداف السوق، تعرضت المنشآت العامة (مشافي، مدارس، مراكز إسعاف) داخل المدينة لقصف أدى لأضرار جسيمة، وتسبب في بعض الأحيان بخروجها من الخدمة كما حصل مع مركز شام الإسعافي«.
وفي سياق متصل، أكد تقرير «الشبكة السورية» أن 3 مدارس وسوقاً في سراقب، تعرضوا للقصف، ما تسبب بدمار واسع في أجزائهم.
وشهدت مدينة سراقب خلال الأيام القليلة الماضية نزوح ما لا يقل عن 1800 عائلة إلى الأراضي الزراعية في محيط المدينة، كان أولها عندما تعرضت مدينة سراقب للقصف بغاز الكلور، إضافة إلى التصعيد المخيف للطيران الحربي والذي وثق بتحليق 5 طائرات حربية استهدفت المدينة في وقت واحد، وفقاً لتقرير «الشبكة السورية«.
وليس بعيداً عن سراقب، تُعتبر مدينة إدلب هي الأخرى شبه خالية من سكانها وفقاً لما أكده الناشط الإعلامي أحمد حسان، الذي أضاف أن معظم المحال التجارية أغلق أبوابه إضافة إلى حالات نزوح بالمئات للمدنيين على مدار الأسبوع الماضي إلى الأراضي الزراعية بالقرب من المدينة.
وكانت قد تعرضت بلدات في محافظة إدلب أمس لأكثر من 40 غارة، تسببت باستشهاد عشرة مدنيين وإصابة آخرين من جراء استهداف الطيران الروسي الطريق العام في قرية عرب سعيد غرب مدينة إدلب، كما ارتفعت حصيلة الشهداء في مدينة إدلب إلى تسعة شهداء نتيجة الغارات التي شنها الطيران الروسي على المدينة.
وكان استشهد مدنيان وأصيب آخرون بغارات مماثلة على مدينة تفتناز قرب إدلب، في حين استشهد مدني في قرية معارة النعسان بريف إدلب الشرقي بالقصف الجوي الروسي على القرية، إضافة لاستشهاد مدني آخر في قرية معراتة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
واستهدف الطيران الروسي مدينة تفتناز بغارات جوية عدة، ما أوقع 4 شهداء بينهم نساء وأطفال، كما استهدفت الغارات كلاً من سرمين ورام حمدان وكفريحمول حزانو وكفرتخاريم ومعارة النعسان بالريف الشمالي، بينما استشهدت امرأة في بلدة معراتة بجبل الزاوية بحسب «سوريا مباشر«.
وكان الطيران الروسي استهدف الأبنية السكينة في بلدة حربنوش شمال غرب مدينة إدلب، بالصواريخ الفراغية، ما أسفر عن استشهاد 11 مدنياً بينهم سبعة أطفال وجرح عدد آخر. كما استشهد 6 مدنيين جراء قصف روسي مماثل استهدف قرية تلعادة بريف إدلب الشمالي، بينما تعرضت مدينتي معرتمصرين وسرمدا الحدودية، شمال إدلب، لقصف جوي من قبل طائرات الأسد الحربية خلفت 7 شهداء وعدداً من الجرحى.
وفي مدينة داريا من الغوطة الغربية لريف دمشق، تناوبت 3 طائرات مروحية تابعة لقوات الأسد على القصف بأسطوانات النابالم الحارق ما أسفر عن اندلاع حرائق ودمار كبير في الأبنية السكنية.
وبحسب المجلس الإعلامي لمدينة داريا استهدفت طائرات النظام المباني السكنية في داريا بـ20 اسطوانة من النابالم الحارق، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة في المنطقة، بالإضافة إلى انتشار حالة من الخوف والهلع بين المدنيين، بينما تحاول فرق الدفاع المدني محاولة إخماد الحرائق، كما ارتفعت حصيلة البراميل المتفجرة الملقاة على المدينة حتى ساعة إعداد التقرير إلى 26 برميلاً.
وبموازاة ذلك تمكنت قوات الأسد مدعومة بالميليشيات الشيعية من التقدم مجدداً في عمق مدينة داريا بالغوطة الغربية والسيطرة على نقاط ومواقع جديدة في الجهة الجنوبية لمدينة داريا، حيث باتت قوات الأسد والميليشيات الشيعية على تخوم الأبنية السكنية التي تضم نحو 9 آلاف مدني عند منطقة سكة الحديد.
وتحاصر قوات الأسد نحو 9 آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال في مساحة صغيرة بمدينة داريا، فيما وقعت أخيراً نحو 95 منظمة حقوقية ومدنية وإعلامية سورية، إلى جانب نحو 250 ناشطاً وصحفياً سورياً، على بيان مشترك، طالب بتدخل المجتمع الدولي بشكل فوري، لإنقاذ المدنيين المحاصرين في مدينة داريا.
سياسياً، أكّد مصدر في المعارضة السورية التقى المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني، أن الأخير أكّد على وجود تنسيق وصفه بـ»الكبير» بين الروس والأميركيين، لكنّه شدد على أن واشنطن أكّدت لموسكو أنه لا يمكن أن يتم القضاء على الإرهاب في سوريا من دون حصول انتقال سياسي.
وأشار المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إلى أن «المبعوث الأميركي أكّد لمعارضين سوريين من خارج ائتلاف قوى الثورة التقاهم الأسبوع الماضي، أن القيادة الروسية تسعى لإقناع الولايات المتحدة ومحاصرتها بأحداث هامشية، لكنها مُزعجة، لتكون مكافحة الإرهاب على رأس أولوليات أجندتها، ما يعني تلقائياً تحييد النظام السوري القائم«.
كما أوضح المعارض السوري أن الولايات المتحدة اتّخذت قرارها بأن يتم الإعلان عن أي حل للأزمة السورية سيكون عبر روسيا حتى لو كان قراراً أميركياً. وأشار إلى أن وجهة النظر الأميركية كانت مختلفة وفقاً لمبعوثها، وأن «الرؤية الأميركية كانت غير ذلك تماماً، وأن مسؤولين سياسيين وعسكريين أميركيين أكّدوا لنظرائهم الروس أهمية مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي في هذا المجال، وعلى أنه مطلوب ومهم، لكنهم شددواً أيضاً على أن الجهود لن تُجدي هذا الموضوع إن لم يتحقق الانتقال السياسي في سوريا«، في إشارة إلى ضرورة تغيير النظام في دمشق.
إلى ذلك التقى راتني قياديين في الائتلاف وبحث معهم الأزمة السورية ووضع المعارضة، وألمح لهم إلى أن روسيا هي التي تستلم الجانب العملي والتنفيذي في ما يخص تطبيق أي توافقات روسية أميركية مشتركة.
وتأتي هذه الترتيبات السياسية فيما تتجه الأنظار الإقليمية والدولية إلى عاصمة الشمال السوري حلب، حيث تحشد جميع الأطراف قواتها تحضيراً لـ»المنازلة الكبرى»، أو «موقعة الحسم» كما يُطلق عليها «جيش الفتح»، حيث يؤكد قيادي في «جبهة فتح الشام» أن الميليشيات الشيعية فقدت زمام المبادرة في حلب، معتبراً أنه «بعد كل نصر يحققه جيش الفتح، تسعى الأمم المتحدة بكل ما تستطيع لإيقاف القتال وإنقاذ نظام الأسد«.
ويشير حسام الشافعي المتحدث الرسمي باسم «جبهة فتح الشام» إلى أن «إيران وأتباعها في سوريا، وبعد الهزيمة التي تعرضوا لها في معركة كسر الحصار عن حلب، يحاولون رفع معنويات أفرادهم وجنودهم، عبر الترويج لوصول حشود عسكرية للميليشيات الشيعية إلى حلب«.
ويضيف الشافعي أن «الحشود الإيرانية خبرناها وهزمناها في خان طومان والعيس وخلصة، وحتى في معارك المدفعية كانت ميليشيا حزب الله هي من تقود المعركة بالدرجة الأولى، فنحن بفضل الله ثابتون رغم القصف العنيف ومحاولات التقدم المتكررة»، مشدداً أن «جيش الفتح» على استعداد بكامل قوته لمواجهة أي محاولة لإعادة احتلال المناطق المحررة، مجدداً تأكيده على تحرير كامل مدينة حلب.
ويشرح المتحدث الرسمي باسم «جبهة فتح الشام» مجريات الهجمات العكسية «العبثية» التي شنتها ميليشيات إيران، خلال الأيام الماضية بهدف استعادة السيطرة على المناطق المحررة في جنوب حلب، ويوضح أن «الميليشيات الشيعية وقوات النظام فقدت زمام المبادرة، حيث تعمل اليوم للحصول على أي نصر حتى لو كان معنوياً«.
ويضيف الشافعي «نعم حصل تقدم لميليشيات إيران على محاور عدة جنوب حلب، خصوصاً محور الدباغات»، لكن «المجاهدين» استعادوا تلك المناطق في وقت قصير، وكبدوا تلك الميليشيات خسائر كبيرة، وتم قتل مجموعة من ميليشيا حزب الله، وكان إجمالي قتلى النظام وحلفائه ما يقارب 40 قتيلاً».
وعن موقف «جيش الفتح» من الهدنة التي تتحدث عنها روسيا والمبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا في حلب، يُشدد أنه «بعد كل نصر يحققه جيش الفتح تسعى الأمم المتحدة بكل ما تستطيع لإيقاف القتال وإنقاذ نظام الأسد».
(السورية.نت، سوريا مباشر، آكي، أورينت.نت)
قصف بقنابل محرمة دوليا يوقع عشرات القتلى بسوريا
أسفرت الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الروسية والسورية على أنحاء متفرقة من سوريا عن سقوط عشرات الضحايا، بينما أكد مراسل الجزيرة احتواء بعض القنابل على مادة النابالم الحارقة المحرم استخدامها دوليا ضد المدنيين.
وقال مراسل الجزيرة في ريف دمشق إن طائرات النظام السوري ألقت أمس عشرات البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، والتي يحتوي بعضها على مادة النابالم، مما أدى إلى اشتعال حرائق في مبان سكنية.
وأضاف أن الغارات تزامنت مع استمرار محاولات قوات النظام السوري اقتحام المدينة وانتزاع السيطرة عليها من يد المعارضة المسلحة.
وفي حلب، قال مراسل الجزيرة إن 31 مدنيا قتلوا جراء غارات للطيران الروسي والنظام على أحياء المشهد والفردوس وجسر الحج، وعلى قبتان الجبل والأتارب وشاميكو في الريف، مضيفا أن القصف الروسي استهدف مستشفى في ريف حلب الغربي مما أدى إلى دمار كبير لحق به.
قصف منوع
وأكد المراسل أن كل أنواع الأسلحة تستخدم في القصف، ومنها الصواريخ الفراغية والألغام البحرية والبراميل المتفجرة، كما ترافق القصف الجوي مع قصف بالمدافع والصواريخ البالستية استهدف مناطق خاضعة للمعارضة في حلب وريفها.
وتتزامن الغارات مع معارك بين جيش الفتح وفصائل المعارضة المسلحة، وبين قوات النظام والمليشيات في مدخل حلب الجنوبي والجنوبي الغربي.
وفي محافظة إدلب التي تتعرض منذ نحو أسبوع لقصف جوي عنيف، شنت طائرات روسية وسورية غارات مكثفة على المدينة وعلى بلدتي سراقب وتفتناز بريفها، وشملت الغارات أحياء سكنية في هذه المناطق، واستخدم الطيران الروسي فيها القنابل العنقودية والفسفورية.
وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من أربعين غارة جوية استهدفت مرافق عامة بينها أسواق داخل مدينة إدلب وفي بلدات أخرى، وكان من بين ضحايا التصعيد الروسي السوري في إدلب عشرة مدنيين قتلوا وتفحمت جثثهم في قرية عرب سعيد.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة في حمص وسط سوريا بأن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون جراء قصف لطائرات النظام استهدف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة وقرية الفرحانية بريف حمص الشمالي، مما تسبب في دمار كبير.
يوميات شاعر ينقذ ضحايا الحصار في حلب
نشرت صحيفة غارديان البريطانية ما دوّنه الشاعر والناشط السوري محمود رشواني عن تفاصيل الحياة تحت الحصار وقبله في حلب، حيث يصور فرحة الناس بهجوم الثوار وكسرهم حصار المدينة. وتاليا ما يقوله رشواني الذي عمل منقذا ينتشل الضحايا من تحت الأنقاض:
طوال الشهر الماضي لم أكن بحاجة لضبط المنبه لإيقاظي في الصباح، لأن المقاتلات الروسية والسورية تقوم بذلك بدلا عني. استيقظ كل صباح في السابعة تماما على صوت صاروخ أو برميل متفجر. واعتدت على صوت التفجيرات حتى أصبحت لا تقلق نومي.
افتقدت متعة الاستيقاظ ببطء صباحا والبدء بالنظر إلى صورة زوجتي وطفلتنا زارا التي ألصقتها على الحائط أكثر من أي شيء آخر. توجب عليَّ القفز من سرير النوم كل يوم والإسراع إلى موقع آخر هجوم للمساعدة في أعمال الإنقاذ.
أصبحت خبيرا في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وفي تمييز العمق الذي توجد به الضحية المدفونة من صوت الصراخ.
القوة التي يحضنني بها الضحايا الأطفال بعد إنقاذهم من تحت خراب منازلهم لن تنمحي من ذاكرتي أبدا، كما لا أستطيع تنظيف قمصاني من دمائهم التي علقت بها. وبدأت زوجتي تتساءل عن السبب وراء شرائي عشرة قمصان كلما أزورهم في تركيا. أقول لها “لقد فقدت قمصاني القديمة” حتى لا تفزع، خاصة أنها عندما ولدت زارا قبل ستة أشهر أصحبت عالية الحساسية تجاه كل ما يتعلق بالأطفال.
استعادة الجثث
أعود إلى منزلي كل يوم في التاسعة مساء، اغتسل وأحاول إدراك ما حدث خلال اليوم وما فعلته. ملامح الأجساد التي أخرجتها من تحت الركام مطبوعة في ذهني، والرعب الذي يلف أولئك المنتظرين ليعرفوا ما إن كان أحبابهم سيُنقذون أحياء، أو على الأقل ستتم استعادة جثثهم كاملة قطعة واحدة. فكثير من الجثث تتقطع وتتبعثر أو تحترق.
”
بعد ذلك سمعت أحدهم يقول: “علاء، لا تقتله. نرغب في الاستمتاع بتعذيبه”. أنقذ ذلك الصوت حياتي
”
بعد إحدى الغارات وجدت امرأة تحتضن ساق بنت شابة، مجرد ساق، وتصرخ “وجدتها، إنها ساق بنتي. لن أتركها، إنها ساقها”.
ولكي أهزم اليأس الذي يتسرب إلى شقتي، أقوم بالاتصال بزارا التي تبعد عني 90 كلم، لكنني لا أستطيع رؤيتها إلا على الشاشة الصغيرة المسطحة، وأنا على يقين أنها لا تستطيع التمييز بين رؤيتها لي ورؤيتها للعب الصغيرة التي تتقافز على سريرها. فأنا بالنسبة لها مجرد شكل يتأرجح تراه على حاسوب أمها لدقيقتين قبل أن تفقد اهتمامها وتبتعد بنظرها عنه.
زارا بدأت تتحرك بجسدها وتتململ على المهد. افتقدتها وافتقدت رؤية تناولها وجبتها الصباحية، ولو استمر الحصار سأفتقد كل بداياتها، حبوها وخطواتها الأولى وأولى كلماتها. أنا الذي نجوت من كل شيء خلال السنوات الخمس الماضية سيقتلني فقدان هذه الأشياء الحميمة.
أُصبت بجروح مرة أخرى الشهر الماضي عندما سقط صاروخ روسي على بعد 20 مترا من سيارتي. لم أشعر بشيء إلا بتحوّل العالم فجأة إلى لون أبيض، إلى حد فقداني السمع والنظر. واحتجت لبضع دقائق لتبيُن مكاني وما جرى.
أخيرا جاء شخص ما وكسر باب السيارة لإخراجي. منقذ سابق يحتاج لمن ينقذه الآن. لا أستطيع إنقاذ نفسي، وذلك لأنني في صدمة، ولأنني لا زلت أعاني من إصابة سابقة في كتفي.
إذلال مفرط
قبل خمس سنوات، في الجزء الآخر من حلب، حيث أنتمي، اعتقلتني قوات الأمن وضربتني ضربا مبرحا وأطلقت الرصاص على رجليّ عدة مرات. وارتميت عاجزا على الأرض عندما وضع ضابط يُدعى علاء رجله بجزمته على رأسي وبدأ يطحنه على الأرض ويلعن كل فرد من أسرتي، ويتهمني بالخيانة لمشاركتي في الاحتجاجات السلمية ضد النظام.
بعد ذلك سمعت أحدهم يقول: “علاء. لا تقتله. نرغب في الاستمتاع بتعذيبه”. أنقذ ذلك الصوت حياتي.
مؤخرا كنت أعمل على بعض المشروعات لمساعدة المدنيين المحاصرين على البقاء لأطول فترة ممكنة، خاصة الزراعة المنزلية الصغيرة. استشرنا الأصدقاء الذين أصبحوا “خبراء حصارات” بعد سنوات من حصارهم وعزلهم الكامل في داريا والغوطة الشرقية. وكانت نصيحتهم الأولى هي الزراعة. وقد كان. اشترينا كثيرا من الآنية وزرعنا فيها الطماطم والباذنجان واليقطين مما حصلنا عليه من المجلس المحلي. ونصحنا أكبر عدد من الجيران والمنظمات الناشطة بالزراعة المنزلية.
”
أستغرب سماع أن الروس يقترحون “ممرات إنسانية” لإخراجنا نحن المدنيين من الحصار، لأن المناطق التي ظلوا يقصفونها بشدة أكثر من غيرها هي التي اختاروها لتكون ممرات للهروب
”
أستغرب سماع أن الروس يقترحون “ممرات إنسانية” لإخراجنا نحن المدنيين من الحصار، لأن المناطق التي ظلوا يقصفونها بشدة أكثر من غيرها هي التي اختاروها لتكون ممرات للهروب.
كسر الحصار
وعندما أعلن الثوار هجومهم لكسر حصار حلب، لم نصدق. ونزل كل من أعرفه إلى الشارع فردا فردا يسألون عما يمكن أن يساعدوا به الثوار. بدأ البعض يجمع الإطارات المستعملة لإحراقها على أسطح البنايات وفي الطرقات لإطلاق ما يكفي من الدخان للتعتيم على طائرات الموت الروسية والسورية.
وحوّل الأطفال ذلك إلى لعب. وشرعوا في التسابق بالطرقات يطلبون من الأهالي إعطاءهم المزيد من الإطارات. الأطفال سعيدون بخروجهم مرة أخرى من المنازل بعد أيام من القصف الكثيف وبعد أوامر آبائهم ومدرسيهم بالبقاء تحت الأرض.
كنت أقوم بتوزيع صناديق الشتلات على الأهالي، وعندما عدت أعطيت الأطفال -من فرط فرحتي بهجوم الثوار- إطارين لم أتذكر أنهما جديدان وغير مستعملين، اشتريتهما لسيارتي بثلاثمئة دولار.
وطوال أسبوع الهجوم لكسر الحصار لم ينم الناس، وظلت الشوارع مكتظة بحشود الناس كل ليلة وكأنها تعيش عيدا. وأخيرا أعلنوا أنهم كسروا الحصار. شعرت بذلك الفرح الذي غمرني عندما فتح السجان باب زنزانتي قبل خمسة أعوام وقال لي :”اخرج. أنت الآن حر”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
هل تدوم المصالحة بين تركيا وروسيا؟
أشار الكاتب نيك دانفورث في مقال بمجلة “فورين أفّيرز” الأميركية إلى أن العلاقات التركية الأميركية في أدنى مستوياتها منذ عقود، وقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجه إلى سان بطرسبورغ الثلاثاء الماضي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتساءل: هل تدوم المصالحة بين تركيا وروسيا؟
وقال إن كلا من أرودغان وبوتين يحرصان على إعلان دخولهما مرحلة جديدة من التقارب التركي الروسي، وإن هذه المناسبة تبشر بتعديل في السياسة الخارجية التركية، رغم تخوف بعض المراقبين والمحللين.
وأضاف دانفورث أن وسائل الإعلام التركية حرصت في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا على المقارنة بين رد الفعل الروسي الحماسي السريع الداعم للحكومة التركية المنتخبة والرد الحذر للسياسيين الغربيين ووسائل الإعلام الغربية.
وقال إن الرئيس الروسي بوتين سرعان ما اتصل بنظيره التركي أردوغان في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وإن الصحف الروسية روّجت لقصة مختلقة مفادها أن الاستخبارات الروسية أنقذت حياة أردوغان من خلال تحذيره المسبق من مخطط للانقلاب عليه.
أوباما
لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتصل بأردوغان إلا بعد أربعة أيام على المحاولة الانقلابية الفاشلة، وذلك بعد أن كانت الصحف التركية روجت لقصة مختلقة تتمثل في أن واشنطن كانت وراء الانقلاب.
وقال إن روسيا كانت سعيدة بتطورات المحاولة الانقلابية الفاشلة، وإنها سعت لاستغلال الفرصة، وإن حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي كان يعتقد بأن الولايات المتحدة تتآمر لإسقاط أردوغان سرّه أيضا رؤية الدعم الروسي من منظور البقاء السياسي للحزب التركي الحاكم.
لكن الكاتب أشار إلى أن اعتقال تركيا مئات الضباط رفيعي المستوى وطردهم مع آلاف الأفراد من القوات المسلحة من شأنه تعقيد الوضع الإستراتيجي المتوتر فعلا في البلاد، خاصة أن الجيش التركي يقاتل المتمردين الأكراد منذ أكثر من عام.
بالإضافة إلى أن الثوار الذين تدعمهم تركيا في سوريا واجهوا انتكاسات متكررة على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة والقوات الكردية السورية والقوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار الكاتب إلى أن تركيا بادرت إلى إصلاح علاقاتها الإقليمية قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأنها تواصلت مع روسيا وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، وأن الحكومة التركية سعت إلى الخروج من العزلة المتزايدة، حتى أنها أرسلت إشارات تصالحية مع نظام الأسد.
وقال إن مسؤولا رفيعا في حزب العدالة والتنمية التركي صرح لوكالة رويترز بأن الأسد يبقى قاتلا في نهاية المطاف، لكنه لا يدعم حكما ذاتيا كرديا في سوريا.
واستدرك الكاتب بالقول إنه بالرغم من كل هذه الحوافز السياسية والإستراتيجية، فإن المصالح المتضاربة تحد من احتمالات التقارب التركي الروسي، خاصة أن إعادة الترتيب الدائم لعلاقات البلدين تتطلب وجود مصالح مشتركة أكثر من صداقة متسرعة تهدف إلى انتزاع تنازلات من الغرب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
صنداي تايمز: “فتح الشام” تجسد تحولها عن القاعدة
دخول جبهة فتح الشام إلى حلب ونجاحها في كسر الحصار مؤشران على نتائج استقلالها عن تنظيم القاعدة وتحولها من “جبهة النصرة” إلى كيان سياسي في سوريا بدلا من مجرد تنظيم عسكري.
ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية اليوم الأحد صدرته بإعلان جبهة فتح الشام أمن وسلامة المسيحيين في حلب حتى الذين كانوا يناصرون نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن أحد شرعيي جيش الفتح الشيخ عبد الله المحيسني أعلن بمكبر صوت في حشد من أهالي حلب الفرحين بكسر الحصار الأسبوع الماضي قائلا “ستجدون في حلب الجديدة مسيحيين وقفوا مع النظام ولم يقاتلوا، لا تقتلوهم ولا تؤذوهم، دماؤهم وأموالهم حرام عليكم، إذا رغبوا في البقاء فلهم أن يبقوا تحت رحمة الإسلام”.
الوجه الجديد
وعلقت بأن ما أعلنه المحيسني هو الوجه الجديد للقاعدة في سوريا، التسامح والطموح السياسي، مضيفة أن فتح الشام وبتوحيدها فصائل المعارضة الأخرى اليائسة نجحت فيما فشلت فيه “التنظيمات المعتدلة” التي يدعمها الغرب، وحققت نصرا عسكريا مدهشا ضد النظام في إحدى أهم المدن بالبلاد.
ونقلت الصحيفة عن رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز شاتهام هاوس للأبحاث لينا الخطيب قولها إن دخول جبهة النصرة إلى حلب يتزامن مع تحولها من مجرد مجموعة مسلحة إلى كيان سياسي، موضحة أنها لعبت دورا محوريا في الهجوم، وهي من أفضل التنظيمات المعارضة تمويلا، وسجلها العسكري هو الأكثر اتساقا ضد النظام.
وذكرت الصحيفة أنه لا الإسلاميين ولا الحكومة قادرون على السيطرة بالكامل على حلب خلال المستقبل المنظور، لكن التقدم المخطط جيدا للثوار مؤخرا والذي لعبت فيه المعارضة المدعومة من الغرب دورا مساندا فقط أثبت لكثير من السوريين أن “المعارضة المعتدلة” لن تحقق نصرا ضد النظام بمفردها.
الخذلان الأميركي
ونسبت إلى القائد العسكري في الجيش الحر عبد الجبار أبو ثابت قوله إن جيشه يقاتل إلى جانب جيش “فتح الشام” لأن أميركا خذلته، مضيفا أن جبهة فتح الشام تعززت قواها خلال الشهر الماضي منذ أن استقلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.
وأشارت صنداي تايمز إلى أن المعلومات التي تسربت بشأن تعاون أميركي-روسي ضد جبهة النصرة دفعت إلى تنفيذ الهجوم لكسر حصار حلب، وأضافت أن تعاون النصرة والتنظيمات المعارضة الأخرى داخل حلب -بتعدادها السكاني الكثيف- أعطى “فتح الشام” حماية ضد الاستهداف من الجو.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
موسكو: 6 قاذفات بعيدة المدى انطلقت من روسيا وضربت أهداف لداعش بسوريا
موسكو، روسيا (CNN)— أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عن تنفيذ قاذفات استراتيجية بعيدة المدى لضربات استهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” في منطقة دير الزور في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الحكومية أن الضربات وجهتها ستة قاذفات من طراز “تو- 22 إم 3” واستخدمت “القنابل المتشظية” في العملية التي تمكت، الأحد، وعادت إلى المطارات التي انطلقت منها.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن العملية أدت إلى تدمير “ستة مستودعات كبيرة للأسلحة والذخيرة تابعة لداعش وكذلك مركزي قيادة له ودبابتين وأربع ناقلات جنود مدرعة وسبعة سيارات لاند روفر. وتسبب القصف في سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف قوات التنظيم.”