أحداث الأحد 15 تشرين الثاني 2015
مرحلة انتقالية لسنتين تنتهي بانتخابات
لندن، نيويورك، فيينا – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أسفر الاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا أمس عن خريطة طريق لـ «المرحلة الانتقالية» تستمر سنتين وتبدأ بوقف شامل للنار مدعوم بقرار دولي وجمع ممثلي الحكومة والمعارضة قبل بداية السنة المقبلة للبحث في تشكيل حكومة مشتركة خلال ستة أشهر تضع دستوراً جديداً وتنتهي بانتخابات «تحت إشراف الأمم المتحدة» بعد 18 شهراً، بعدما وضع المشاركون جانباً خلافهم في شأن دور الرئيس بشار الأسد. وتضمنت خريطة الطريق إقرار وقف إطلاق نار شامل المبارك بقرار دولي ودعم إقليمي لذلك بوجود مراقبين، من دون أن يشمل الوقف تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة».
وكان وزراء وممثلو 20 دولة ومنظمة دولية وإقليمية عقدوا اجتماعاً في فيينا خيمت عليها الاعتداءات الإرهابية على باريس ليل الجمعة- السبت، انتهى بصدور بيان ختامي من ثلاث صفحات تضمن نقاط الخلاف وتجاهلاً لمستقبل الأسد. وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي شارك فيها نظيره الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد على دور الأسد رغم إحراز تقدم ملموس في المحادثات لإنهاء النزاع في سورية، مجدداً الحديث على أن بقاء الأسد في السلطة لن ينهي الحرب وأنه «جاذب للإرهاب» وهناك تحالف بين الأسد وتنظيم «داعش»، الأمر الذي اختلف حوله لافروف. في المقابل، قال لافروف إن هناك إجماعاً متزايداً بين القوى الدولية على ضرورة العمل المشترك لمواجهة «داعش»، موضحاً: «اليوم.. قمت بعقد اجتماعات ثنائية ولدي شعور بوجود اعتراف متزايد بالحاجة لإنشاء تحالف دولي فعال لقتال داعش».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن المشاركين توافقوا على تحديد جدول زمني يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية في سورية خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً. وقال: «اتفقنا على وجوب أن تنتهي هذه العملية الانتقالية خلال 18 شهراً، على أن تشمل تشكيل حكومة سورية انتقالية خلال ستة أشهر»، معرباً عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول أول كانون الثاني (يناير).
وجاء في البيان أن «المشاركين يجددون دعم العملية الانتقالية المذكورة في بيان جنيف للعام 2012» للوصول إلى وقف للنار وعملية سياسية بقيادة سورية «في غضون ستة اشهر لتأسيس حكم غير طائفي وشامل وذي صدقية لوضع جدول لعملية تتضمن صوغ دستور جديد وإجراء انتخابات حرة وعادلة على أن تكون هذه الانتخابات تدار تحت إشراف الأمم المتحدة» بمشاركة جميع السوريين. وعلمت «الحياة» أن روسيا وإيران التي تمثلت بوزير الخارجية محمد جواد ظريف لم توافقا على مسودة كانت تضمنت أن يحدد مصير الأسد خلال الأشهر الستة.
وكان الوزير الألماني قال: «لا أحد يكذب على نفسه بالنسبة إلى الصعوبات التي نواجهها، لكن العزم على إيجاد حل صار أكبر في 14 يوماً». وأضاف «رغم أن الأمر لا يزال يبدو بعيد المنال، إلا أن جميع الأطراف مجتمعون حول الطاولة»، لافتاً إلى أن هجمات باريس هيمنت على الاجتماع «وزادت من التصميم على إحراز تقدم»، وأن الوزراء بدأوا الاجتماع بالتعاطف مع الضحايا. وأشادت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بـ «الاجتماع الجيد جداً». وقال إن هذه «العملية يمكن أن تبدأ بكل تأكيد».
وتشمل خريطة الطريق التي أقرتها «المجموعة الدولية لدعم سورية» قيام الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالعمل على إصدار قرار لصالح وقف إطلاق النار في سورية، لا يشمل تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» المصنفين في القوائم الإرهابية لمجلس الأمن الدولي.
وعلم أن الخلاف بقي بين الدول المشاركة إزاء تصنيف بقية الفصائل في «قائمة التنظيمات الإرهابية» ما دفع إلى تكليف الأردن بالقيام بتقديم مقترحات لإدراج بعض الفصائل في هذه القائمة على أن يعود الوزراء إلى الالتقاء خلال شهر.
وقال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن الرياض «ستدعم عملية سياسية تفضي إلى رحيل الأسد أو ستواصل دعم المعارضة لإبعاده بالقوة.
واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بيان فيينا يتضمن «إشارات إيجابية».
وكان كيري قال: «أبلغنا من خلال شركائنا في هذه الجهود الموجودين معنا، بالاستعداد للتعامل بجدية ولإرسال وفد ومستعد للمشاركة في مفاوضات حقيقية».
السعودية ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يرحل الأسد
فيينا – رويترز
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم (السبت) إن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية.
وأوضح الجبير على هامش مفاوضات سلام دولية في شأن سورية في فيينا: “سنواصل دعم الشعب السوري”.
وأضاف: “سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل (الأسد) أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة”.
وكان الجبير، ووزير الخارجية القطري خالد العطية، ووزير الخارجية التركي فريدون أوغلو، عقدوا اجتماعاً موسعاً في فيينا مع رئيس “الائتلاف الوطني السوري” خالد خوجة والوفد المرافق له.
وتم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر في شأن مستقبل سورية، وشدد الوزراء على وجوب رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتأكيد وحدة سورية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.
أبرز المكوّنات السياسيّة للمعارضة في الداخل والخارج
عُقد الاجتماع الدولي حول سورية في فيينا أمس، وكان مقرراً أن يبحث في انتقاء أسماء «وفد موحد» يمثل المعارضة السورية في مفاوضات محتملة مع النظام، في إطار الجهود المبذولة لتسوية النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات.
وتنقسم المعارضة السياسية بين شخصيات ومجموعات وأحزاب داخل البلاد وخارجها. وفي حين يُعدّ بعض مكونات هذه المعارضة في الداخل من المجموعات المقبولة إجمالاً من النظام، فإن تلك الموجودة في الخارج وعلى رأسها «الائتلاف الوطني السوري»، تتمسّك بشرط رحيل الرئيس بشار الأسد كمقدّمة لأي حلّ محتمل. وهنا أهم مجموعاتها:
– «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»: يعتبر أبرز مكونات المعارضة السورية في الخارج. يضم مروحة واسعة من الشخصيات والأحزاب والمكونات العرقية وممثلين عن عدد من الفصائل العسكرية، لكنه يُتهم على رغم ذلك بأنه لا يمثل الفصائل كافة المقاتلة الفاعلة على الأرض.
تأسس الائتلاف في الدوحة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، بموجب اتفاق بين «المجلس الوطني السوري» وقوى معارضة أخرى. وحظي باعتراف رسمي من أكثر من 120 دولة في مؤتمر «أصدقاء سورية» الذي استضافته مراكش نهاية العام 2012، بوصفه «ممثلاً وحيداً للشعب السوري». ويرأسه حالياً خالد خوجة المستقرّ في تركيا.
شارك «الائتلاف» مع وفد من النظام السوري في جولتي مفاوضات بإشراف الأمم المتحدة، عُقدتا في مونترو وجنيف (سويسرا) في بداية 2014، من دون تحقيق أي تقدّم. ويتمسّك الائتلاف بشرط رحيل الأسد عن السلطة ومقررات «بيان جنيف 1» الصادرة العام 2012، وتنصّ على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
– «مؤتمر القاهرة»: انبثق من لقاء استضافته القاهرة في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، بمشاركة معارضين من توجّهات مختلفة. وجمع في حزيران (يونيو)، قرابة 150 معارضاً يعيشون داخل سورية وخارجها، بينهم قوى كردية. ومن أبرز مؤسسيه المعارض البارز هيثم مناع.
شارك ممثلون عن هذا التجمّع في لقاءات استضافتها موسكو، ويقدم نفسه كبديل عن «الائتلاف» المعارض. ويعتبر أن «لا مكان» للأسد في مستقبل سورية. ومناع وجمال سليمان وجهاد المقدسي، الناطق السابق باسم الخارجية السورية، ورجل الأعمال خالد المحاميد، موجودون في فيينا وعقدوا لقاءات مع مسؤولين غربيين.
– «الإخوان المسلمون»: تعدّ «جماعة الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية، من الجماعات النافذة في المعارضة السورية، وتتلقى دعماً قطرياً وتركياً. شكلت الكتلة الأبرز في «المجلس الوطني السوري» الذي تأسس العام 2012، قبل أن ينضم الى صفوف «الائتلاف». يعود تاريخ تأسيسها الى الثلاثينات من القرن الماضي. وبلغت مواجهتها مع النظام السوري أوجها في العام 1982، حينما قمع الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد، بقوة انتفاضة «الإخوان المسلمين» في حماة في وسط البلاد، في حملة تسبّبت بمقتل الآلاف من مناصريها. وأقرّ النظام قانوناً في بداية الثمانينات قضى بالحكم بالإعدام على أي منتسب الى هذا التنظيم.
– معارضون مستقلّون: من أبرزهم المعارض البارز ميشال كيلو، وشخصيات أخرى مشاركة في مجموعات المعارضة الرئيسية، وناشطون ورجال أعمال مقيمون في الخارج. لكن كيلو عضو في «الائتلاف» وشكّل تجمعاً للديموقراطيين حصل على كتلة قوية في «الائتلاف».
– «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي»: تأسست العام 2011، وتضمّ أحزاباً قومية ويسارية وكردية وشخصيات وطنية، أبدت رفضها التدخّل الخارجي في سورية منذ اندلاع النزاع. وعلى رغم أنها تعدّ من أبرز مكونات المعارضة المقبولة من النظام، تعرّض عدد من قيادييها للاعتقال في السنوات الثلاث الماضية، أبرزهم عبدالعزيز الخير ورجاء الناصر. وهي من القوى التي شاركت في لقاءات استضافتها موسكو في العامين 2014 و2015.
– «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير»: تأسست العام 2011، ويرأسها قدري جميل، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء السوري أقيل من منصبه العام 2013، ولديه علاقات جيدة مع موسكو حيث يقيم. ومن أبرز أعضائها، فاتح جاموس المقيم في سورية، وهو قيادي سابق في «حزب العمل الشيوعي»، واعتقله النظام لنحو عشرين عاماً. وجميل مقيم في العاصمة الروسية.
– «تيار بناء الدولة السورية»: تأسس العام 2011، ويرأسه المعارض العلوي البارز لؤي حسين الذي اعتقلته دمشق العام 2014، بتهمة «إضعاف الشعور القومي» على خلفية مقال كتبه في صحيفة «الحياة»، قبل أن تفرج عنه في أيار (مايو) ويتمكّن من مغادرة دمشق الى مدريد. وكان تياره يعدّ قبل ذلك جزءاً من معارضة الداخل المقبولة من النظام، ويعلن في وثيقته السياسية رفض العنف والخيار المسلّح. وغادر حسين سورية عبر شمالها، ويتنقل حالياً بين اسطنبول ومدريد.
– أحزاب وشخصيات تصنّف نفسها في صفوف المعارضة من دون أن تطالب برحيل نظام الأسد، بينها علي حيدر وزير المصالحة الوطنية في الحكومة الحالية، الذي يرأس أيضاً «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، وسبق له أن شارك في لقاءات استضافتها موسكو كممثل عن معارضة الداخل. وتأسّس بتشجيع من النظام عدد من الأحزاب الصغيرة في سورية بعد إصدار قانون الأحزاب في آب (أغسطس) 2011، الذي أقره النظام كإجراء إصلاحي، ومن بينها «حزب سورية الوطن» و «حزب الشباب» و «هيئة العمل الوطني الديموقراطي». ويتّهم معارضون هذه الأحزاب بأنها «ظلّ النظام» وتأسست لزيادة الشرخ في المعارضة، وهي لا تحظى بأي شعبية.
– «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سورية»: تأسّس العام 2003، وأعلن بعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية إقامة إدارة ذاتية العام 2013، في مناطق سيطرته في شمال سورية وشمال شرقها. وكان الحزب الذي يرأسه صالح مسلم عضواً في «هيئة التنسيق».
وتعد «وحدات حماية الشعب» الكردية جناحه المسلّح في سورية، والتي تصاعد نفوذها بعد تصدّيها لتنظيم «داعش» وتلقّيها دعماً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ولم ينضمّ الحزب الذي تعتبره تركيا الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني»، الى صفوف الائتلاف المعارض، لكنّ ممثلين عنه شاركوا في مؤتمر القاهرة. وشكّل إدارات ذاتية في ثلاثة أقاليم، هي: الجزيرة شرقاً، عين العرب (كوباني) شمالاً، عفرين في ريف حلب الشمالي.
– «المجلس الوطني الكردي»: تأسس في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، وانضم بعد خلافات ومحادثات طويلة الى «الائتلاف السوري» نهاية العام 2013، وهو مظلة لطيف واسع من الأحزاب الكردية باستثناء «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي».
– «منبر النداء الديموقراطي» برئاسة سمير العيطة المقيم في باريس، إضافة الى تجمّع «بيان قرطبة» الذي يشمل معارضين وكتلة برئاسة الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب.
خوجة: الجولة الجديدة لاجتماع فيينا من شأنها أن تؤدي إلى جنيف 3
قال رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد الخوجة الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني إن الجولة الجديدة من مباحثات فيينا من شأنها أن تؤدي إلى عقد مؤتمر “جنيف – 3”.
وأعرب الخوجة في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن استعداد الائتلاف للمشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن المعارضة السورية جاهزة دائما لاستئناف عملية التفاوض من النقطة التي توقفت فيها.
وفي معرض رده على سؤال فيما إذا كان الائتلاف سيشارك في الجولة الثالثة من مشاورات موسكو الخاصة بعملية تسوية الأزمة السورية، أكد الخوجة رفضه الوصول إلى العاصمة الروسية لخوض الاجتماع “، حتى تسحب الحكومة الروسية طائراتها العسكرية من سوريا، واستئنافها العملية السياسية في إطار “بيان جنيف”، مضيفا أنه لم يتلق دعوة للمشاركة في مشاورات موسكو.
لماذا يركّز «داعش» على فرنسا؟
الرياض – مصطفى الأنصاري
< على رغم أن «حركات العنف» الإسلامية اتخذت المجتمعات الغربية هدفاً، فإن كلاً منها تحاول ابتكار أساليب وأهدافاً ومبررات خاصة بها. ففيما ركزت «القاعدة» على أميركا ومصالحها، باعتبارها «رأس الكفر» بحسب خطابها الآيديولوجي، بدا أن «داعش»، ينظر إلى الغربيين من زاوية مغايرة، إذ إن «الرأس» الجدير باعتباره «الهدف الأول» هو فرنسا، ولذلك استهدفت الأخيرة في أخطر عمليتين قامت بهما خارج مناطق سيطرتها في سورية والعراق، وهما جريمتا «شارلي إيبدو، وهجمات باريس» أول من أمس.
ومع أن تنظيم «القاعدة» يستهدف الغربيين، الذين يسميهم «الصليبيين»، منذ البداية، حتى وإن كان يركز على الأميركيين، فإن «داعش» الذي أعلن أخيراً أن فرنسا تأتي في رأس قائمة أهدافه، لن يتورع عن استهداف أي من الدول الغربية أو نظيرتها الإسلامية، مثلما فعل في مصر أخيراً.
لكن الذي يشغل باحثين مهتمين بالحركات الإسلامية هو: ماذا إذا كان لاختلاف أولويات «القاعدة» و«داعش» علاقة بمرجعيتهما الآيديولوجية؟ فـ«القاعدة» – كما تبرهن الوثائق التي تركها قائدها أسامة بن لادن – ترى أن أميركا قائدة الطغيان العالمي، كما كان يسميها، وأنه باستهدافها يصرب «رأس الحية»، ولذلك يحرض كثيراً على استنزافها.
أما «داعش» الذي يهتم بالجانب «الأصولي» في جوانب عدة من لمساته الإرهابية، مثل ضربه على جرس «الخلافة»، فقد بدا أن جعله فرنسا في رأس أهدافه غربياً ربما يعود إلى كون باريس «المرجعية الأولى للعلمانية والقيم الغربية في الثقافة والسياسة والفنون»، فيرى «التنظيم باستهدافها تأثيراً في النموذج الغربي كله. وكانت جهات دينية كبرى، مثل الأزهر وهيئة كبار العلماء السعودية، استنكرت العملية الدامية التي استهدف بها التنظيم أبرياء في باريس، واعتبروها عملاً إرهابياً مضاداً لتعاليم نبي المسلمين صلى الله عليه وسلم، الذي «بعث رحمة للعالمين».
وتعتبر فرنسا موقعاً لأكبر جالية إسلامية في أوروبا، بتعداد يتجاوز الـ4 ملايين نسمة، يمثلون نحو خمسة في المئة من الفرنسيين، وهم المتضرر الأكبر من أي استهداف للمصالح الفرنسية، من جانب التنظيمات الإرهابية، إلا أن الأخيرة لا يبدو أنها تبالي.
129 قتيلاً و352 جريحاً في اعتداءات غير مسبوقة بباريس
باريس – أ ف ب
أفاد مصدر مطلع ان 129 شخصاً على الأقل قتلوا، وأُصيب 352 آخرون، بينهم 99 في حال خطرة، في اعتداءات غير مسبوقة وقعت في باريس مساء أمس (الجمعة)، وذلك في حصيلة أولية.
وأضافت مصادر أخرى قريبة من التحقيق أن السلطات قتلت «ثمانية ارهابيين» شاركوا في الاعتداءات، بينهم أربعة كانوا يحتجزون رهائن في مسرح «باتاكلان»، بينما قُتل ثلاثة آخرون في استاد فرنسا الدولي، ومسلح آخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح «باتاكلان».
وقالت المصادر إن حوالى 1500 متفرج كانوا موجودين في المسرح لحضور حفل موسيقي، حينما احتجزهم أربعة مسحلين يرتدون أحزمة ناسفة، وتمكن ثلاثة مسلحين من تفجير أحزمتهم، فيما أطلقت الشرطة النار على الرابع الذي سقط أرضاً، فانفجر حزامه الناسف فور سقوطه.
وفي حادث منفصل، قالت الشرطة إن ثلاثة مسلحين هاجموا محيط استاد فرنسا الدولي في ضواحي باريس حيث كانت تجري مباراة ودية بين منتخبي فرنسا والمانيا في كرة القدم.
وأحصت الشرطة «ثلاث عمليات اطلاق نار على الأقل وربما أربع في محيط باتاكلان (الدائرة الحادية عشرة) وشارع شارون (الدائرة العاشرة)، وهما منطقتا سهر في وسط العاصمة».
وفور وقوع الانفجارات قرب ملعب فرنسا الدولي غادر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الملعب حيث كان يتابع المباراة، وانتقل الى مقر وزارة الداخلية في باريس «لإجراء تقييم للأوضاع مع كل الأجهزة المعنية».
وأعلن هولاند تشكيل خلية أزمة ضمت، بالإضافة إليه، رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف، بحسب رئاسة الوزراء.
وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً في محيط الأماكن التي شهدت هذه الهجمات، وأرسلت إليها فرق اسعاف.
وأعلن مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولان فجر اليوم ان التحقيق الذي فُتح في الاعتداءات يجب ان يحدد ما اذا كان يوجد «متواطئون او مشاركون لا زالوا فارين».
وتأتي هذه الهجمات بعد عشرة أشهر على الاعتداءات التي شنها متطرفون في قلب العاصمة الفرنسية ضد أسبوعية «شارلي ايبدو» الهزلية ومتجر يهودي ما أسفر عن 17 قتيلاً، والتي تلتها عدة هجمات أو محاولات هجمات.
وتعود محاولة الهجوم الأخيرة في فرنسا الى 21 آب (اغسطس) الماضي وقعت على متن قطار سريع بين بروكسيل وباريس، لكن تم احباطها.
من جهتها، دعت بلدية باريس سكان العاصمة الى «عدم الخروج من منازلهم»، وقالت البلدية في تغريدة على موقع تويتر «عمليات إطلاق نار في باريس، ندعوكم الى عدم الخروج من منازلكم بانتظار تعليمات» جديدة من السلطات.
في موازاة ذلك، أعلن مصدر قريب من التحقيقات الجارية في الاعتداءات التي شهدتها باريس مساء الجمعة أن هذه الهجمات «الارهابية» جرت في سبعة مواقع مختلفة وأن احدها على الأقل نفذه انتحاري.
وقال المصدر إن الاعتداءات جرت كالآتي: «انتحاري فجر نفسه في ملعب فرنسا الدولي شمال باريس، وهجوم استهدف مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث احتجز المهاجمون رهائن في عملية كانت لا تزال مستمرة حتى منتصف الليل، في حين وقعت خمس هجمات اخرى في خمسة مواقع في احياء بوسط العاصمة يرتادها الناس كثيراً مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية».
إعلان فيينا يُبقي الأسد رئيساً لـ18 شهراً
أعلن وزيرا خارجية روسيا وأميركا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التوصل إلى جملة من التفاهمات خلال محادثات فيينا حول الأزمة السورية، في مقدمتها إجراء انتخابات في سوريا خلال 18 شهراً وفق دستور جديد.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إنه تم التوصل إلى “خطوات أساسية لإطلاق حوار سياسي قبل كانون الثاني/يناير المقبل”. وأكّد لافروف عزم موسكو على المواصلة في العمل لتهيئة ظروف وقف إطلاق النار بموازاة العملية السياسية في سوريا، مشيراً إلى أن السوريين أنفسم هم من سيديرون الحوار السياسي، ومؤكّداً على الموقف الروسي في أن مصير الأسد يحدده السوريون. وأبلغ لافروف، الذي أعتبر أن قرارات اجتماع فيينا تتفق مع مقررات “جنيف-1″، دي ميستورا بتشكيلة الوفد الذي سيمثل الحكومة السورية في المباحثات القادمة مع المعارضة. وأعلن عن توّجه بلاده للعمل مع الأردن على قائمة موحدة بأسماء “المنظمات الإرهابية”، يتم رفعها لاحقاً إلى مجلس الأمن الدولي للمصادقة عليها.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، إن وقف إطلاق النار في سوريا سيكون بضمانة الدول الداعمة للأطراف المتحاربة، وأنه لن يشمل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، لكن كل ذلك سيكون مرتبطاً بتوافق المعارضة والنظام خلال جولة المفاوضات والاتفاق الذي سيتم بينهما على المرحلة الانتقالية. وأشار إلى أن الوفد المعارض لن يتدخل في تشكيلته أي أحد، وسيكون من اختيار المعارضة السورية. وأضاف “الأسد غير مناسب لقيادة سوريا وهو يردد الأكاذيب على شعبه”، واتهم الأسد بأنه أبرم اتفاقات مع داعش وهو يتاجر في النفط معهم”، كما أن النظام السوري مسؤول بشكل كبير عن ظهور داعش وتوسيع عملياته ونفوذه، الأمر الذي رد عليه لافروف على الفور بالقول “الأنباء عن تجارة النفط بين داعش والأسد إشاعات”، ورفض “تحميل الأسد مسؤولية خلق داعش والتنظيم موجود منذ 10 سنوات”.
أما المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فقال إنه “يجب البدء في العملية السياسية في أسرع وقت للتوصل لوقف اطلاق نار.. سنبدأ العمل فوراً بمجرد الانتهاء من تشكيل وفد المعارضة السورية”. وأضاف “الحكومة السورية شكلت وفدها للحوار مع المعارضة. الأمم المتحدة جاهزة لرعاية المفاوضات بين السوريين”، فيما أعلن الائتلاف السوري في موقف مقتضب، ترحيبه بالاتفاق معتبراً أن “نقاط الاتفاق في فيينا خطوة ايجابية”.
وكان اجتماع فيينا لبحث حل سياسي للأزمة السورية، قد انطلق السبت، بُعيد الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، مساء يوم الجمعة. الاجتماع الذي كان من المقرر أن تقدّم الدول خلاله قوائم “الجماعات الإرهابية”، أخذ اتجاهاً جديداً بعد الأحداث الدموية التي شهدتها فرنسا، حيث غاب أي ذكر للأسد عن التصريحات الأولى الصادرة عن المشاركين في الاجتماع، بعدما كان مصير الأسد محور الخلاف بين الدول في اجتماع فيينا الأول قبل 15 يوماً.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، إن اجتماع فيينا “يأخذ معنى آخر” بعد الهجمات في باريس، معتبرة أن الدول المجتمعة كلها عانت من “الألم والرعب والصدمة نفسها” خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى كل من فرنسا، ولبنان، وروسيا، وتركيا، ومصر، فيما كان أول موقف فرنسي من فيينا لوزير خارجيتها لوران فابيوس، الذي قال إن أحد أهداف الاجتماع هو “تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة داعش”.
وعلى الرغم من اختلاف الأولويات بين الدول الرئيسية المشاركة، حيث سعت موسكو وحلفائها للتركيز على موضوع محاربة “التنظيمات الإرهابية”، في حين سعت دول أخرى للعودة الى وضع خطة زمنية لمرحلتي التفاوض والانتقال السياسي في سوريا، إلا أن موضوع الإرهاب فرض نفسه بقوة على المجتمعين عقب هجمات باريس. وأعرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن أمله في أن يساعد لقاء فيينا على الدفع في التوصل إلى اتفاق لمحاربة الإرهاب. وقال لافروف، بعيد اجتماع مع نظيره الأميركي جون كيري، السبت، إن “الرئيس بوتين أعرب عن تضامنه مع الشعب الفرنسي، ونحن لا ننسى الهجمات الإرهابية في العراق وبيروت التي ذهبت بأرواح كثيرين. لا يمكننا أن نكون متسامحين مع الإرهابيين، ولا يجب أن يكون هناك أي تبرير لتصرفات الدولة الإسلامية وجبهة النصرة”، فيما وصف وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الهجمات التي شهدتها باريس بأنها “مزيج من عقلية العصور الوسطى والفاشية المعاصرة”.
في إطار آخر، قرّرت روسيا مقاطعة لجان العمل الثلاث الخاصة بالأزمة السورية، والتي كانت واشنطن قد وجهت الدعوة إلى دول مختارة للمشاركة بها، بسبب خلافات مع واشنطن، وانقسام المشاركين حول قائمتي “التنظيمات الإرهابية” والمعارضة السورية. كما انسحبت إيران من إحدى لجان العمل الثلاث، والتي يتعلق اثنان منها بالاتفاق على قوائم موحدة لـ”الجماعات الإرهابية”، والمعارضة الشرعية، بينما تبحث الثالثة، التي انسحبت منها إيران، موضوع الممرات الإنسانية وحماية المدنين، على خلفية مطالبة بعض المشاركين بوضع برنامج لانسحاب جميع المقاتلين الأجانب، بمن فيهم فصائل موالية لإيران، من سوريا.
وأشارت مصادر المجتمعين إلى الاتفاق على قائمة مساعدات إنسانية وطبية وغذائية لإدخالها إلى المناطق المحاصرة في غوطة دمشق الشرقية، وقرى في ريفي حلب وإدلب، لكن غياب الوفدين الروسي والإيراني عن الاجتماعات عقّد الموقف بسبب غياب أي وسيلة للضغط على النظام.
وفي الشق العسكري، تنقسم الدول حول اعتبار حركة “أحرار الشام الإسلامية” كتنظيم متطرف أو فصيل إسلامي معارض، حيث تتشدد دول إقليمية في اعتبار أن الحركة “غيرت في نهجها وخطابها السياسي”، إلى جانب “جبهة النصرة”، التي تصر بعض الدول الإقليمية أيضاً على ضرورة التمييز بينها كـ”تنظيم وأفراد”. وتؤكد تلك الدول المشاركة في مباحثات فيينا على ضرورة التعاطي مع فصائل “إسلامية” بهدف إعطاء شرعية لأي حل سياسي من الممكن التوصل إليه، إضافة إلى اتهام موسكو بمحاربة الفصائل المعتدلة. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند، إن “بعض الدول قد تضطر إلى التخلي عن دعم حلفائها على الأرض”.
ومن المقرر أن تُشكّل لجنتان من الأسماء التي يتم التوافق عليها، للتفاوض مع الحكومة السورية بموضوعي الأمن والإصلاح السياسي، على أن يكون عملهما تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأن تحلّا مكان اللجان الأربع، التي اقترحها دي ميستورا في وقت سابق، مع إعطائها دوراً إشرافياً بهدف المساعدة.
من جهة ثانية، شهدت فيينا اجتماعاً موسعاً بين رئيس الائتلاف السوري والوفد المرفق له مع وزراء خارجية قطر والسعودية وتركيا. وتشير معلومات “المدن” إلى تمسك كل من فرنسا وتركيا وقطر بـ”الدور القيادي والمحوري” للائتلاف السوري المعارض، على اعتبار أنه حصل على اعتراف أكثر من مئة دولة “كممثل للشعب السوري”، في الوقت الذي تسعى فيه دول أخرى، مثل مصر، إلى توسيع تمثيل المعارضة.
تعهد أممي بدعم بعثة مراقبة بسوريا
أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تعهدت بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) إزاء قرار جديد لتعزيز بعثة مراقبة أممية لوقف إطلاق النار في مناطق لا يتعرض فيها المراقبون الدوليون لتهديدات في سوريا، إلى جانب دعم عملية تحول سياسي استنادا إلي بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012.
وقال بان –في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه من نيويورك- إن المشاركين في اجتماع فيينا -الذي عقد أمس السبت بشأن سوريا- وافقوا على العمل من أجل دعم وتنفيذ وقف لإطلاق النار في سوريا بمجرد أن يبدأ ممثلو الحكومة والمعارضة في اتخاذ الخطوات الأولى نحو عملية التحول تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن “وقف إطلاق النار لن يسري على الأعمال الهجومية أو الدفاعية ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة أو أي مجموعة أخرى يعتبرها المشاركون في اجتماع فيينا جماعات إرهابية”.
وأوضح البيان أن المشاركين في الاجتماع أكدوا كذلك دعمهم عملية يقودها السوريون تفضي خلال ستة أشهر إلى حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحدا وتضع جدولا زمنيا لعملية صياغة دستور جديد، على أن تعقد انتخابات حرة ونزيهة وفقا للدستور الجديد في غضون 18 شهرا.
وأوضح الأمين العام أنه من المتوقع أن “يجتمع المشاركون في اجتماع فيينا مرة أخرى في غضون شهر تقريبا من أجل مراجعة التقدم الذي أحرز نحو تطبيق وقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية”.
مصير الأسد
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن معظم ولكن ليس كل الدول المشاركة في المحادثات تؤيد التوصل إلى هدنة فورية.
وجدد لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في ختام محادثات فيينا التأكيد على أن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري فقط بما في ذلك مصير الرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى أن الوفود السورية ستقرر خلال ستة أشهر تشكيل حكومة الوحدة.
من جانبه، قال كيري “لا نزال مختلفين على مصير الأسد”، وأكد أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة بدء مفاوضات بين ممثلين عن المعارضة والنظام السوري برعاية الأمم المتحدة مطلع العام المقبل.
وشدد الوزير الأميركي على ضرورة وقف إطلاق النار فور بدء العملية الانتقالية في سوريا، مضيفا “تعهدنا باتخاذ كل التدابير التي تضمن الالتزام بوقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن ذلك لا ينطبق على تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
وقال كيري إن الفوضى في سوريا جعلتها ملاذا آمنا للجماعات المتطرفة، ولا يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة دون التعامل مع الصراع في سوريا.
من جهته، قال دي ميستورا إن الأردن سيساعد على تقديم التحليل الكامل بشأن قائمة المنظمات الإرهابية في سوريا.
وأعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير أن خارطة الطريق التي وضعها المبعوثون لتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات جديدة في غضون 18 شهرا “تبدو خيالية” في ظل استمرار القتال، إلا أنه أعرب عن تصميم المجتمع الدولي على حل الصراع، مشيرا إلى أن المشاركين في مؤتمر فيينا قرروا بدء مباحثات فورية مع المعارضة السورية.
سوريون يسخرون من جواز سفرهم “المُعجزة”
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
“فخر الصناعة الوطنية.. إنه جواز السفر السوري”.. ليست هذه العبارة إعلانا عن مكتب لتصنيع جوازات السفر أو لافتة على دائرة الهجرة والجوازات في العاصمة السورية دمشق، بل هي تعبير ساخر على صفحة أحد الموالين للنظام بعد إعلان الأمن الفرنسي عن العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد “الانتحاريين” الذي فجروا أنفسهم في باريس يوم الجمعة، الأمر الذي وحد السوريين الموالين والمعارضين للنظام للسخرية من هذا الإعلان.
وتظهر العبارات التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي اتفاقا نادرا بين السوريين من حديث “جواز السفر”. وكتب المعارض السوري نعمان حاج بكري على صفحته قائلا “جثة الانتحاري تحولت أشلاء والنيران أحرقت كل شي، أما الجواز السوري فكان مقاوما للنيران وضد التطاير كما الجثة”.
أما صفحة “يوميات قذيفة هاون” الموالية للنظام، فجاء فيها “عاجل فرنسا.. قتلى وجرحى بانحراف قطار فرنسي سريع بسبب دهن السكة بصابون غار يرجح أنه من “كسب” والتحقيقات جارية لتحديد نوع الصابون. كما وجهت الصفحة “الشكر والتقدير لدائرة الهجرة والجوازات لتصنيعها جوازات سفر غير قابلة للغرق والكسر”.
وطالت سخرية السوريين تبني تنظيم الدولة الإسلامية تفجيرات فرنسا، وجاء في عدد من التعليقات أن الاستخبارات العالمية “تنفذ عمليات تفجير هنا وهنا، وتوعز للتنظيم لتبنيها” واستشهدت بتفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، وتبني التنظيم له.
وكتبت المعارِضة السورية ياسمينة بنشي على صفحتها في فيسبوك “كل ما صار تفجير بالعالم يتبناه داعش، ليش ما بتتبنولكم كم يتيم أحسن من هالتفجيرات”.
وشارك عدد كبير من السوريين المعارضين بتنفيذ تطبيق على فيسبوك يدعو إلى “تغيير ملامح الصور الشخصية بحيث يضاف إليها العلم الفرنسي دعما لفرنسا في وجه الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها”.
ورغم اتفاق الموالين والمعارضين بالسخرية من الادعاء الفرنسي بوجود جواز سفر سوري في مكان أحد التفجيرات، فإنهما اختلفا في توجيه الاتهام للمنفذين، ففي حين أشار الموالون بأصابع الاتهام إلى “دول المؤامرة الكونية على سوريا” اتهم المعارضون النظام السوري بالوقوف وراء تفجيرات باريس، وأورد كثير منهم تعليقات تذكر بتهديد مفتي الجمهورية أحمد حسون في السنة الأولى من عمر الثورة السورية بأن الحكومة السورية “ستزرع الاستشهاديين في كل أوروبا عقابا لها على وقوفها مع المعارضة ضد النظام السوري”.
ووجه المعارض السوري طارق عبد الهادي أصابع الاتهام إلى كل من النظام السوري وإيران وروسيا والولايات المتحدة بالتخطيط لضرب أمن فرنسا “لأنها صاحبة الصوت الأعلى” معارضةً لبقاء بشار الأسد في السلطة، ووصف هذه الدول بأنها “عدوة للشعب السوري وتريد بقاء الأسد في السلطة”. وقال للجزيرة نت “إن هذه الدول مستعدة لفعل أي شيء من أجل الإبقاء على نظام الأسد، ولن تتوانى عن توجيه ضربات مؤلمة بعدة طرق لأي دولة تصر على إزاحة الأسد عن قيادة سوريا”.
وأصدرت معظم التيارات والأحزاب والتكتلات السياسية بيانات استنكرت فيها التفجيرات، كما أصدرت فصائل عسكرية معارضة بيانات مشابهة محملة النظام السوري المسؤولية، وقالت إنه سبق للنظام أن هدد بتفجير “استشهاديين في أوروبا، ومسح أوروبا عن الخارطة، كما جاء على لسان مفتي الجمهورية ووزير خارجية النظام”.
غارات روسية بحلب وتنظيم الدولة يتقدم بحمص
شن الطيران الروسي غارات جديدة على مواقع للمعارضة السورية بحلب، ليمهد الطريق لقوات النظام التي حققت تقدما بها, بينما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع جديدة بريف حمص الشرقي.
وقالت وكالة الأناضول إن 15 شخصا من بينهم نساء وأطفال قتلوا في غارات روسية على منطقة كفر حمرة بمدينة حلب, كما أصيب في القصف 50 شخصا نقلوا إلى المستشفيات الميدانية القريبة.
وأضافت المصادر أن القصف الروسي على هذه المناطق أحدث دمارا هائلا وألحق أضرارا كبيرة بالمنشآت السكنية, مما جعل المئات من المدنيين يتركون منازلهم المدمرة وينزحون إلى مناطق أخرى هربا من القصف.
وتمكنت قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي من السيطرة على مواقع مهمة في حلب بعد معارك عنيفة خاضتها مع فصائل المعارضة المسلحة.
وفي ظل هذه التطورات أعلن جيش النصر الذي يقاتل في صفوف المعارضة المسلحة بريف حماة ضد النظام النفير العام وإرسال أرتاله إلى ريف حلب الجنوبي لدعم قوات المعارضة في صدّ تقدم النظام في تلك الجبهات.
ريف حمص
في الأثناء قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن مقاتليه سيطروا على حاجزين ومواقع لقوات النظام في سلسلة جبال جنوب منطقة الدوة غربي تدمر بريف حمص الشرقي، وأضافت أن الاشتباكات العنيفة أسفرت عن مقتل 50 عنصرا على الأقل من قوات النظام وتدمير آليات عسكرية.
من جهته قال مراسل الجزيرة نت يزن شهداوي إن تنظيم الدولة حقق تقدما كبيرا في ريف حمص الشرقي حيث سيطر التنظيم على حاجزين و14 موقعا للنظام في منطقة الدوّة غربي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي, بعد تقدم التنظيم في بلدة مهين وما حولها.
وأضاف أن قوات النظام قصفت بقذائف الهاون قرية غرناطة بريف حمص الشرقي، مما أدى لمقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين جراء القصف المتواصل على القرية، حسب ناشطين.
وقال إن الاشتباكات ما زالت متواصلة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة على جبهات قرية تير معله الجنوبية والشرقية، وتمكنت المعارضة المسلحة من صدّ هجوم جديد للنظام على قرية غرناطة بريف حمص الشمالي.
كما تحدث المراسل عن قصف طيران النظام لقرى وبلدات كفرزيتا ولطمين ولحايا بريف حماة الشمالي، وقصف بالبراميل المتفجرة وبالقنابل الفراغية على بلدة اللطامنة بريف حماة، كما شنت الطائرات الروسية أربع غارات على اللطامنة شمالي حماة.
يذكر أن قوات المعارضة المسلحة حققت تقدما في جبهتي حماة والحسكة بعد معارك مع كل من قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة تمكنت إثره من السيطرة على نقاط مهمة بهذه المناطق.
ناشطون: داعش يتقدم في ريف حمص الشرقي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال ناشطون سوريون، الأحد، إن تنظيم داعش حقق تقدما في ريف حمص الشرقي، حيث سيطر مسلحو التنظيم على 14 موقعا وحاجزين تابعين للجيش السوري، غربي تدمر في ريف حمص الشرقي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش السوري.
من جهة أخرى، قال ناشطون سوريون إن طائرات روسية شنت غارات جديدة على مواقع للمدنيين، ومواقع أخرى للمعارضة في محيط حلب، شمالي البلاد.
وذكر الناشطون أن 15 شخصا، من بينهم نساء وأطفال، قتلوا في غارات روسية على منطقة كفر حمرة في حلب، كما ألحق القصف الروسي أضرارا كبيرة بالمنشآت السكنية، مما أدى إلى فرار المئات.
بعد هجمات باريس..محادثات سوريا تتوصل إلى خارطة طريق للانتخابات
من فرانسوا ميرفي وديفيد برونستروم
فيينا (رويترز) – أعدت الولايات المتحدة وروسيا وقوى من الشرق الأوسط وأوروبا خطة يوم السبت لعملية سياسية في سوريا تفضي إلى اجراء انتخابات خلال عامين لكن الخلافات لا تزال قائمة حول مصير الرئيس بشار الأسد.
وبعد يوم من الهجمات التي نفذها مسلحون وانتحاريون في باريس وراح ضحيتها 129 شخصا على الأقل اتفق وزراء خارجية ومسؤولون كبار من اكثر من 10 دول على السعي لوقف اطلاق النار لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال إن هذا لن يشمل تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعهد الرئيس الفرنسي “بالرد بلا رحمة” على الهجمات التي قال إنها من تدبير تنظيم الدولة الإسلامية. وفرنسا شريك في تحالف تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات على الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وبعد محادثات السبت التي بدأت بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الضحايا في باريس قال كيري متحدثا بالفرنسية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي إن الهجمات لن تزيد بلاده إلا تصميما على مكافحة الارهاب.
وقال كيري “تأثير الحرب ينزف في جميع دولنا..حان وقت توقف النزيف في سوريا.”
وأدت هجمات باريس إلى تحول تركيز محادثات السلام السورية في فيينا إلى هزيمة الدولة الإسلامية عسكريا بدلا من التفاصيل المتعلقة بالمنظمات التي ستصنف كجماعات معارضة وليست إرهابية والتي يمكنها المشاركة في عملية سياسية في سوريا.
ويبدو أيضا أن روسيا والولايات المتحدة غضتا الطرف ايضا عن خلافهما القائم منذ فترة طويلة بشأن مصير الأسد. ويقول الغرب وحلفاؤه إنه يتعين رحيل الأسد عن السلطة في حين تؤيد موسكو وطهران الحليفتان للأسد إجراء انتخابات يمكنه المشاركة فيها.
وقال كيري “ما زلنا مختلفين بكل وضوح بشأن مسألة ما الذي سيحدث مع بشار الأسد..لكننا نعول على العملية السياسية نفسها -بقيادة السوريين والتي ستمضي قدما ويتفاوض فيها سوريون مع سوريين- في أن تسهم في طي هذه الصفحة المزعجة.”
وفي بيان مشترك وضعت الدول المشاركة في المحادثات ومنها السعودية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن خطة تشمل اجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول الأول من يناير كانون الثاني.
ولم يوضح البيان الكيفية التي سيتم بها اختيار تلك الجماعات. واستعصى على المفاوضين الاتفاق على قائمة المنظمات السياسية والجماعات الارهابية.
وتعهد المشاركون في المحادثات أيضا “باتخاذ كل الخطوات الممكنة” لضمان التزامهم والجماعات التي يدعمونها بوقف اطلاق النار في سوريا.
وقال البيان “أكدت (الدول) دعمها لوقف اطلاق النار…ولعملية يقودها السوريون تفضي خلال ستة أشهر إلى حكومة جديرة بالثقة لا تقصي أحدا وغير طائفية وتضع جدولا زمنيا لعملية صياغة دستور جديد.”
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن معظم ولكن ليس كل الدول المشاركة في المحادثات تؤيد التوصل إلى هدنة فورية.
وجاء في البيان المشترك “يتوقع المشاركون الاجتماع خلال شهر تقريبا من أجل مراجعة التقدم الذي أحرز نحو تطبيق وقف اطلاق النار وبدء العملية السياسية.”
وتنص الخطة أيضا على اجراء انتخابات وفقا لدستور جديد وبإشراف الأمم المتحدة “خلال 18 شهرا” دون تحديد موعد محدد.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
روسيا: الأردن يتولى تنسيق قائمة المنظمات الارهابية في سوريا
بيليك (تركيا) (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأحد إن المشاركين في اجتماع فيينا بشأن سوريا اتفقوا على أن يقوم الأردن بتنسيق جهود وضع قائمة بالجماعات الارهابية في سوريا.
وقال لافروف للصحفيين على هامش قمة العشرين في اقليم انطاليا التركي “سيتم تنسيق العمل على استكمال قائمة (الجماعات) الارهابية وسيتولي الأردن مهمة التنسيق.”
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)