أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 15 حزيران 2014

 

 

 

المعارضة تسيطر على تلة استراتيجية في درعا… و15 قتيلاً بـ «براميل» في حلب

لندن – «الحياة»

سيطر مقاتلو المعارضة السورية على موقع استراتيجي ضمن معركة السيطرة على التلال بين ريفي درعا والقنيطرة في موازاة حدود الاردن وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل، في وقت قتل عشرات الاشخاص بغارات شنها الطيران السوري على مناطق مختلفة في البلاد، بينهم 15 قتلوا بـ «براميل متفجرة» في حلب شمالاً.

وكانت قوات النظام السوري شنت هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على تلال خسرتها في ريفي درعا والقنيطرة ابرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى وتل الاحمر الغربي وتل الاحمر الشرقي في ريف القنيطرة، قرب الخط مع الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.

 

واعلن رئيس «غرفة عمليات المنطقة الجنوبية الغربية» العقيد زياد الحريري ان مقاتلي اكثر من عشرين فصيلاً سيطروا على موقع جموع قرب نوى التي تعرضت قبل ايام الى قصف عنيف. وبث نشطاء فيديوات اظهرت مقاتلي المعارضة داخل الموقع وصور اسرى وقتلى من قوات النظام. واوضحت شبكة «مسار» المعارضة أن 22 عنصراً نظامياً أُسروا.

 

وبحسب بيان للفصائل المقاتلة، فانه «في تمام الخامسة بدأت خطة التحرير (تل جموع) بقصفٍ مدفعي ومن مدافع 23 ملم ومدافع الهاون من عيارات مختلفة بشكل متقطع، وعند هبوط الليل زحفت مجموعات المقتحمين إلى نقاطٍ محددة ومع صلاة الفجر كانت راجمات الجيش الحر ومدافعه تصب حممها على تل الجموع ومراكز القيادة فيه في شكل لم تتوقعه عصابات النظام لتغطية تقدم مجموعات الإقتحام وكانت تكبيرة الإقتحام الأخير ليكون تل الجموع بتمام السابعة صباحاً تلاً محرراً بأيدي حوران ورجالها».

 

وكان لافتاً ان نشطاء بثو فيديو اظهر استخدام مقاتل معارض لصارخ «تاو» الاميركي المضاد للدروع الذي تسلمت المعارضة عدداً منه في شمال سورية, وجاءت السيطرة على التل بعد اعلان عدد من الفصائل التزام حقوق الانسان ومعايير دولية للتعاطي مع مقاتلي النظام، الامر الذي رحب به «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. ويعتقد ان هذا كان من الشروط التي فرضتها دول غربية على مقاتلي المعارضة قبل تسلم سلاح مضاد للدروع.

 

وقال «المرصد» ان الطيران المروحي قصف بـ «البراميل المتفجرة مناطق في بلدتي المزيريب وطفس ما أدى الى سقوط جرحى، بينما ارتفع إلى 9 بينهم قائد كتيبة مقاتلة عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة الذين استشهدوا خلال اشتباكات مع قوات النظام في تل الجموع قرب مدينة نوى في ريف درعا الغربي».

 

في دمشق، ظهرت معلومات اضافية عن العملية التي استهدف بها مقاتلو المعارضة مباني كانت تتمركز بها قوات النظام في حي جوبر شرق دمشق. وبحسب موقع «كلنا شركاء»، فان النظام ارسل وفداً لعقد تسوية في حي جوبر ضمن شروط قاسية. وقال احد قادة «جند الشام» ان مقاتليه بالتعاون مع مقاتلي «جيش الإسلام» قاموا بحفر ثلاث أنفاق تحت عدة أبنية على مشارف دمشق تبعد عن ساحة العباسيين 600 متر فقط، حيث «قتل 40 عنصرا نظامياً لدى تفجير المباني».

 

وقال النقيب عبدالرحمن الناطق باسم ”جيش الإسلام” انه تم «فتح ثغرات جديدة نحو العاصمة دمشق وتقدم خطوط دفاع للثوار وتخفيف الضغوط على جبهة المليحة في الغوطة الشرقية». واشار «كلنا شركاء» الى ان قائد «جيش الاسلام» زهران علوش كان يشرف على العملية.

 

وتعرضت امس مناطق في حي جوبر لقصف من قبل قوات النظام، في وقت ارتفع إلى 3 عدد قذائف الهاون التي سقطت على مناطق قرب مستشفى العباسيين، فيما سقطت قذيفة أخرى على منطقة في شارع الملك فيصل وقذيفة في باب توما، بحسب «المرصد».

 

في ريف دمشق، تعرضت مناطق في بلدة كفربطنا لقصف من قبل قوات النظام «ما ادى الى استشهاد 4 رجال واثنين آخرين مجهولي الهوية، إضافة لسقوط عدد من الجرحى»، بحسب «المرصد» الذي افاد بالقاء الطيران المروحي «ثلاثة براميل متفجرة على منطقة في مزارع مخيم خان الشيحوفي محيط طريق السلام (بين دمشق والجولان)، فيما ارتفع إلى صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض – أرض، عدد الصواريخ التي أطلقتها قوات النظام على مناطق في بلدة جسرين».

 

في شمال شرقي البلاد، «ارتفع إلى 15 بينهم مواطنتان اثنتان عدد الشهداء الذين قضوا جراء إصابتهم في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة عندان. كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة دارة عزة ومناطق في بلدتي مارع وتل رفعت ما أدى لاستشهاد رجل من قرية كلجبرين في بلدة تل رفعت. واصيب طفلان بجروح في بلدة حيان نتيجة قصف»، بحسب «المرصد» الذي قال ان الطيران قصف مناطق في بلدة كفربطيخ في ريف سراقب في ادلب في شمال غربي البالد «ما أدى الى استشهاد طفل ومعلومات عن 7 شهداء آخرين بينهم نساء واطفال وسقوط جرحى، كما استشهد مواطنان اثنان جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة خان السبل واستشهد رجل من بلدة الغدفة داخل سجون قوات النظام».

 

في وسط البلاد، قال «المرصد»: «استشهد رجل من بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي جراء إصابته في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة. واستهدفت الكتائب الاسلامية بقذائف الهاون مناطق في قريتي العزيزية والجيد بريف حماه الغربي. كما وردت أنباء عن انفجار عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين السجن المركزي وجسر المزراب قرب حي القصور في مدينة حماة».

 

في شمال شرقي البلاد، تبين أن الانفجار الذي حدث في مدينة الميادين صباح امس «ناجم من انفجار عبوة ناسفة كانت موجودة في سيارة أحد تجار السلاح الذي كان موجوداً في السوق بهدف بيع العبوة الناسفة والتي انفجرت من طريق الخطأ، ما أدى إلى حدوث انفجارات متتالية في الذخيرة والأسلحة الموجودة في السوق، بحسب ما أبلغ به شهود عيان من المنطقة نشطاء «المرصد» الذي افاد بان الانفجار ادى الى «دمار في السيارت الموجودة في السوق واندلاع نيران فيها ومقتل ثمانية مواطنين واصابة 21 آخرين بجروح» مع توقع ارتفاع في عدد القتلى.

 

إستقالة 9 قادة من “الجيش الحر

بيروت – أ ف ب

استقال تسعة من قيادات الجيش السوري الحر، اليوم (السبت)، بسبب النقص في المساعدات العسكرية من قبل الدول المانحة إلى المعارضة المسلحة.

 

واعتذر القادة الذين يعملون تحت مظلة الجيش الحر (المعتدل)، من أخوتهم الثوار، في بيان وقّعوا عليه، صدر عن هيئة أركان الجيش، من المسؤولية الملقاة على عاتقهم كقادة جبهات ورؤساء مجالس عسكرية في هيئة أركان الجيش السوري الحر.

 

وأوضح المقدم محمد العبود، أحد الموقعين على البيان، أن “سبب الاستقالة هو تجاوز الدول المانحة لدور المجلس العسكري الأعلى بشكل تام”، مشيراً إلى قيام الدول فضلاً عن ذلك بإرسال المساعدات العسكرية، بما فيها صواريخ “تاو” المضادة للدبابات الأميركية الصنع، إلى الفصائل التي يختارونها.

 

وتأتي هذه الاستقالة بعد أكثر من ثلاث سنوات من اندلاع حركة احتجاجية ضد الرئيس السوري بشارالأسد، تحوّلت إلى مواجهة مسلحة ضد النظام، تدفقت خلالها بعض المساعدات العسكرية الغربية إلى سورية، خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن الولايات المتحدة تتردّد كثيراً في تقديم سلاح نوعي إلى المعارضة، خوفاً من وقوع الأسلحة بيد المعارضة المتشددة.

 

يُذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان وعد في 28 أيار (مايو)، خلال خطاب ألقاه في أكاديمية “وست بونت العسكرية”، في ولاية نيويورك، بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة، التي تقاتل في وقت واحد نظام الأسد ومتطرفين إسلاميين، إلا أن مقاتلي المعارضة لفتوا بعد الهزائم التي لحقت بهم في حمص وريف دمشق، إلى أنهم لم يتلقوا الأسلحة الضرورية لقلب التوازن على الأرض.

 

العراق يقترب من الإنفجار المذهبي الكبير

تنذر الفتاوى والفتاوى المضادة التي تتناول الوضع العراقي بـ»انفجار كبير» يتجاوز بلاد الرافدين إلى باقي العالمين العربي والإسلامي. وفيما استمر تدفق آلاف المتطوعين العراقيين إلى مراكز التدريب، تلبية لدعوة الحكومة وفتوى المرجعية الشيعية التي أوضحت أمس شروط التطوع، وصف «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، ومقره الدوحة، هجوم مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بانه «ثورة عارمة للسنة»، وانتقد الاتحاد، الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي (من الاخوان المسلمين)، بشدة «الفتاوى الطائفية التي تدعو إلى قتال العراقيين بعضهم بعضاً». (للمزيد)

 

إلى ذلك، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس عن استعداد طهران للتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في العراق وخارجه شرط «توافر النية لديها لمواجهة الارهابيين»، ونفى دخول قواته إلى بلاد الرافدين، لكنه أكد «تقديم المشورة إلى الحكومة والقيادة العسكرية».

 

في غضون ذلك، أعرب المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي عن «أسف الرياض لما يحدث في العراق».

 

ووصف القيادي في ائتلاف «دولة القانون» المقرب من الحكومة عباس البياتي تصريحات الرئيس باراك أوباما بأنها «جيدة وقوية. لكنها تحتاج الى تنفيذ سريع» في وقت أعلن البنتاغون عن تحريك حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» في اتجاه الخليج لحماية مواطنين أميركيين والمصالح الحيوية.

 

وأوضح ان «الاتفاق الاستراتيجي بين بغداد وواشطن يفرض على الادارة الاميركية مساعدة العراق ونعتبر ما صدر من الرئيس وعوداً تحتاج الى تطبيق باسرع وقت ممكن، خصوصا ما يتعلق منها بتسليج الجيش».

 

واضاف «لم نطلب تدخل قوات اميركية، لكننا نحتاج من واشنطن إلى التسليح والمعلومات الاستخبارية وصور الاقمار الإصطناعية التي ترصد تجمعات داعش، اضافة الى الضغط على دول الاقليم لمساعدتنا». وعن دعوة اوباما الى توحيد المواقف السياسية قال ان كتلته «تؤيد هذه الدعوة وسعت الى جمع الاطراف وحشد الدعم لقوات الامن».

 

وتباطأ هجوم «داعش» الذي يهدد بتفكيك العراق أمس، بعد أيام من تقدمه السريع في حين أعلن الجيش أنه استعاد السيطرة على بعض المناطق في هجمات مضادة. وتحدث مسؤولون عن استعادة زمام المبادرة، وتعهد المالكي خلال زيارته سامراء أمس بدحر المسلحين. وقال الناطق باسم الجيش اللواء قاسم الموسوي إن «القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة وشنت «عمليات نوعية على جبهات مختلفة، خلال الأيام الثلاثة الماضية وحققت انتصارات كبيرة بمساعدة المتطوعين». وأكدت قوات مكافحة الإرهاب أن طائرت حربية قصفت اجتماعاً لقادة في حزب البعث في محافظة ديالى فقتلت 50 شخصا، بينهم أحمد ابن عزة الدوري الذي كان نائباً للرئيس الراحل صدام حسين. وأعلنت مصادر أمنية أن جنودا هاجموا تشكيلا لـ»داعش» في بلدة المعتصم على بعد 22 كيلومترا جنوب شرقي سامراء وطردوا المسلحين إلى الصحراء المحيطة. وأضافت أن الجيش استعاد السيطرة على بلدة الإسحاقي التي تقع أيضا جنوب شرقي سامراء لتأمين طريق يربطها ببغداد.

 

وقال مصدر امني في قيادة العمليات في سامراء» لـ «الحياة» ان «مسلحي داعش ينفذون هجمات سريعة في قضاء بيجي ومنطقة الشرقاط، شمال صلاح الدين، ومناطق الطارمية والنباعي والكسارات والمشاهدة جنوبها لإشغال الجيش».

 

واضاف ان «الاهالي يتحدثون عن انتشار مسلحين بشكل سري ولكن قوات الجيش تحكم سيطرتها على مناطق حزام بغداد باتجاه سامراء، ولا يمتلك داعش موطىء قدم في هذه المناطق».

 

وفي الموصل علمت «الحياة» من مصدر داخل المدينة ان «داعش عزز صفوفه في المدينة بضم المئات من السجناء الذين اطلقهم من سجن بادوش ومكتب مكافحة الارهاب ومراكز الاحتجاز في مراكز الشرطة المحلية». وكان آلاف المتطوعين التحقوا بمراكز تدريب استعداداً للمشاركة في المعارك، استجابة لفتوى اعلنها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي اصدر توضيحاً امس واكد، عبر مقربين منه، ان « التطوع للدفاع عن البلد والمقدسات في مواجهة الارهابيين انما يكون عبر الآليات الرسمية وبالتنسيق مع السلطات الحكومية»، وان على «الموظفين وامثالهم مراجعة الجهات الرسمية ذات العلاقة في أمر تطوعهم».

 

الى ذلك، حصلت «الحياة» على رسالة وجهها زعيم «الجيش الاسلامي» الى المسلحين السنة دعاهم فيها الى «الحفاظ على الانتصار المحقق في نينوى واستثمار انهيار الجيش» و»اتباع السنن الشرعية وعدم الاعتداء على اي سني وايقاف وتجميد كل الخلافات فورا»، و «عدم فتح معارك مع الاخوة الكرد». و»عدم فتح اي باب للمساءلة والانتقام والثأر بين اهل السنة». وان لا يتم «الانتقام من مكونات الشعب العراقي مهما كان بينهم من خلاف فالعراق يتسع لاهله إذا تعايشوا».

 

وجاء في الرسالة ايضاً، ان «الهدف استرجاع الحقوق المغصوبة ورد العدوان ونشر الامن والعدل مكفول للجميع بغض النظر عن دينهم او عرقهم» و»عدم اطلاق سراح الاسرى الا باستبدالهم باسرى اخرين».

 

وفي اشارة لافتة الى تنظيم «داعش» ، جاء في الرسالة ان «ما جرى هو عمل جمعي من مجتمع سني مظلوم فلا يجوز تفرد جهة في صياغة المشهد اوالاستئثار بالمكاسب او ادعاء صنع العمل كله. ومن يفعل ذلك فهو لص محترف». وطالب المجتمع الدولي بأن «لايكرر خطأه في اعتبار المطالبين بحقوقهم ارهابيين».

 

انسحاب مفاجئ لعناصر النظام السوري من حي الوعر بحمص

اسطنبول ـ أنس الكردي

سحبت قوات النظام السوري بشكل مفاجئ، ليل السبت، عناصرها من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص منذ أكثر من سنتين، ما أثار مخاوف لدى الأهالي. ويضم الحي الآلاف من النازحين السوريين، الوافدين من مختلف القرى والبلدات، فضلاً عن أحياء المدينة الأخرى.

 

وقال مدير شبكة “سورية مباشر” المعارضة، علي باز، لـ”العربي الجديد”، إن عناصر قوات الأمن انسحبوا بشكل مفاجئ من الحي، بعدما كانت متمركزة في مبنى مخفر شرطة الوعر، إضافة إلى مبنى القصر العدلي، أو ما يعرف باسم السرايا، والمقدّر عددهم بخمسين شخصاً.

 

وأضاف باز أن كتائب المعارضة المسلحة لم تكن تسمح بزيادة عدد العناصر الداخلة إلى الحي، مشيراً إلى وجود مخاوف لدى الأهالي من نوايا للنظام من عمل عسكري، بعد الانسحاب المفاجئ.

 

بدوره، شكك مراسل الشبكة الموجود في الحي، محمد الحميد، بتورط بعض كتائب المعارضة في مساعدة وتسهيل خروج القوات النظامية من الوعر، بعد فشل المفاوضات بين الطرفين، والتي سبقتها العديد من حالات وقف إطلاق النار بينهما، لم يعلن عنها، وعادة ما تخترق بُعيد بدء تنفيذها.

 

وتوقفت المفاوضات بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة المسلحة، في الثامن من الشهر الجاري.

 

وكانت قوات النظام سلّمت الوفد الراعي للمفاوضات مجموعة من الشروط، ووضعت مدة أسبوع حداً أقصى لتنفيذها، على أن تتم برقابة الممثل الإيراني في الحي.

 

ومن أهم شروط النظام، أن تسلّم كتائب المعارضة سلاحها، وتفتح الطرقات إلى الحي، في مقابل إطلاق سراح كافة المعتقلين بمَن فيهم النساء فوراً، وتسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين، وإخراج مَن لا يرغب بالتسوية إلى خارج الحي، وانتشار الجيش لفترة بسيطة متفق عليها، حتى يتم الانتهاء من تفتيش الحي وانسحابه بعد ذلك منه.

 

وأوضح الطبيب المكنى بأبي المجد الحمصي، وهو أحد المقربين من اللجنة المفاوضة، لـ”العربي الجديد”، أن ما يجري في الوعر مرتبط باتفاق حمص القديمة، إذ شكلت لجنة من الأهالي بعيد الاتفاق للتواصل مع النظام.

 

وأوضح الحمصي أن الوسيط الإيراني، الملقب بالحاج فادي، طلب من اللجنة أن تسلّم فصائل المعارضة الأسلحة الخفيفة والثقيلة خلال أسبوع، وإلا فإن قوات النظام ستقصف الحي بالبراميل المتفجرة.

 

وطلبت القوات النظامية، في 16 من الشهر الماضي، من لجنة ترعى المفاوضات بين ممثلين عنها، أبرزهم رئيس اللجنة الرباعية محمد ديب زيتون، وبين “لواء الحق” التابع لـ”الجبهة الإسلامية”، والذي عيّن غزوان السقا ممثلاً عن “الجبهة”، تسليم السلاح وإجراء تسويات لجميع المطلوبين في الوعر، والذي قال محافظ حمص، طلال البرازي، إن عددهم يتجاوز الـ50 ألفاً، من دون أن يغادر أياً منهم الحي.

 

واستؤنفت المفاوضات، التي كانت تعقد في فندق السفير بحي الإنشاءات، في أكثر من مناسبة، وأنتجت هدناً مؤقتة، سرعان ما تم خترقها.

 

وتسيطر “فصائل إسلامية”، مع كتائب من “الجيش الحر”، على الحي السكني بقسميه القديم والجديد، في حين تسيطر القوات النظامية، ضمن تفاهمات مع كتائب المعارضة، على مشفى جمعية البر والإطفائية والسرايا الحكومية ومخفر.

 

وتحاصر قوات النظام حي الوعر، الواقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة حمص، عبر مواقعها في الكلية الحربية من الجهة الشمالية والشرقية، إضافة إلى بنك الدم وقرية المزرعة من الجهة الغربية، كما تنتشر ضمن المزارع المحيطة المحاذية للحي، وكذلك الحواجز الأمنية والعسكرية في الجهة الجنوبية، التي تفصله عن أحياء المدينة.

 

تطورات العراق تقوي داعش في سوريا

تشكل التطورات الاخيرة في العراق، التي تمكن خلالها تنظيم داعش من احتلال مساحات واسعة من البلاد من دون مقاومة، نقاطًا لصالح هذا التنظيم داخل سوريا، ولنظام بشار الاسد.

 

يقول فريديريك بيشون، واضع كتاب “سوريا: لماذا أخطأ الغرب؟” باللغة الفرنسية، لوكالة الصحافة الفرنسية: “بالنسبة إلى الاسد، إنه وضع ممتاز من الناحية السياسية والجيوسياسية، لأن واشنطن ولندن ستجدان نفسيهما في الخط نفسه إلى جانب دمشق، في مواجهة ما يبدو تهديدًا واضحًا للمنطقة وللغرب ولأوروبا”.

 

وطالب الغرب برحيل الاسد، الذي اعيد انتخابه الاسبوع الماضي في عملية اقتراع وصفت بـ”المهزلة”، واقتصرت على المناطق التي يسيطر عليها نظامه، منذ بدأ بقمع الحركة الاحتجاجية ضده التي بدأت في منتصف آذار (مارس) 2011، قبل أن تتحول إلى نزاع مدمر أوقع اكثر من 162 الف قتيل.

 

الغرب سيتراجع

 

الا أن تردد الغرب في دعم المعارضة بالسلاح وتماسك جيش الاسد والدعم الثابت الذي يتلقاه من ايران وروسيا خصوصًا، مكنته من البقاء رغم خسارته لمساحة تزيد على خمسين بالمئة من البلاد، باتت تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

 

ويقول بسام ابو عبدالله، مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية، والمقرب من السلطة: “ما يجري في العراق يعزز موقف الدولة السورية التي كانت تقول وتكرر أن الارهاب اداة خطيرة في الصراع الكبير الذي يجري في المنطقة، ومواجهته تحتاج إلى تعاون اقليمي ودولي، خصوصًا في ضوء وجود عناصر أجنبية اوروبية وحتى اميركية داخل هذه التنظيمات”.

 

وأضاف: “اعتقد أن الغرب سيتراجع قريبًا لأن ثمة خطرًا داهمًا على امن واستقرار المنطقة ككل”.

 

ضرران

 

منذ بدء المواجهات بينه وبين المعارضين، يتحدث النظام السوري عن حرب على الارهابيين في سوريا من دون تمييز بين مقاتلي المعارضة، ويتهم الغرب بدعمهم وتمويلهم مطالبًا المجتمع الدولي بمساندته من اجل مواجهتهم.

 

في المقابل، يعتبر فراس ابي علي، كبير المختصين بالشرق الاوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة أي ايش ايس المختصة بتحليل المخاطر، والتي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرًا، يعتبر أن ما يجري في العراق قد يعرض النظام السوري لضررين، “فمن شأن انسحاب الجيش العراقي من الحدود حرمان النظام من استقدام معدات من العراق، كما أن انسحاب أعداد كبيرة من المتطوعين الشيعة للدفاع عن بغداد سيكون له تأثير على موازين القوى”.

 

ويشارك آلاف المقاتلين من العراقيين الشيعة في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية في عدد من بلدات ريف دمشق ضد مقاتلي المعارضة.

 

تعزز داعش

 

الا أن التطورات في العراق تعزز، من الناحية المالية والعسكرية، تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، الذي يقاتل المعارضة السورية المعتدلة والاسلامية، وحتى جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا.

 

ويقول رومان كالييه، المختص بالاسلام المتطرف في المنطقة: “السيطرة على الموصل ستعزز من نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية في العالم وفي سوريا”.

 

وتابع: “سيظن البعض أن تمكن التنظيم من السيطرة على الفلوجة والرمادي وعلى الموصل من دون دعم خارجي قد يمكنه من السيطرة على مدن سورية كبرى، وهذا ما لم يتمكن مقاتلو المعارضة من فعله رغم كل الدعم الخارجي”.

 

وتمكن التنظيم من السيطرة على اجزاء واسعة من المناطق السنية في العراق وبخاصة في غرب وشمال العاصمة بغداد، إثر هجمات ارغمت الجيش العراقي على الانسحاب من هذه المنطقة.

 

سيخرج أقوى

 

ويرى تشارلز ليستر، الباحث في معهد بروكينغز الدوحة، أن ذلك لن يغيّر من المعادلة في سوريا الا أن التنظيم سيخرج أقوى واكثر ثقة بنفسه. يقول ليستر: “التنظيم اصبح قوة ذات شأن، وما قام به في العراق سيعزز قوته من دون ادنى شك لمحاربة بقية القوى المعارضة في سوريا”.

 

ويضيف الباحث: “لقد نقل الكثير من العتاد من العراق بالاضافة إلى مجندين اضافيين في شمال وشرق سوريا، وذلك سيساعده في شن هجمات مضادة في دير الزور وفي غرب حلب”. كذلك، ينقل التنظيم كمية كبيرة من الاسلحة التي استولى عليها في العراق إلى سوريا عبر معبر الهول غير الرسمي الذي يسيطر عليه في شرق البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

ومنذ مطلع كانون الثاني (يناير)، تدور معارك عنيفة بين الدولة الاسلامية في العراق والشام وكتائب من المعارضة السورية المسلحة ابرزها النصرة، ادت إلى مقتل اكثر من ستة آلاف شخص.

 

الجيش السوري يسيطر على مدينة كسب الحدودية في محافظة اللاذقية

دمشق- (أ ف ب): استعاد الجيش السوري السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية (غرب) بعد اسابيع من سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة التي تسكنها غالبية ارمنية، حسبما افاد التلفزيون السوري الأحد.

ونقل التلفزيون الرسمي في شريط اخباري عاجل عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش العربي السوري وبالتعاون مع الدفاع الوطني يعيد الامن والاستقرار إلى مدينة كسب بريف اللاذقية”.

واضاف المصدر ان “وحدات الجيش بالتعاون مع الدفاع الوطني قضت على اعداد كبيرة من الارهابيين في كسب ودمرت اسلحتهم” مشيرا الى ان هذه الوحدات “تقوم بازالة الالغام والعبوات المفخخة التي زرعتها العصابات الارهابية” في المدينة.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على المدينة في نهاية اذار/ مارس، ما اجبر معظم سكان كسب ذات الغالبية الارمنية على النزوح عن منازلهم بسبب المعارك قبل ان يتم الاعلان السبت عن انسحاب غالبيتهم منها أمام تقدم القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان “القوات النظامية دخلت الى مدينة كسب وتقدمت فيها دون أن تسيطر عليها بالكامل” مشيرا إلى أن “اشتباكات ما تزال تدور فيها” عقب انسحاب غالبية مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الاسلامية الليلة الماضية منها.

واشار إلى أن انسحاب اغلبية مقاتلي المعارضة جاء بعد “ان تمكنت عناصر من حزب الله اللبناني (الذي يساند الجيش في عملياته) من الاستحواذ على عدد من التلال المحيطة بمدينة كسب” لافتا الى ان ذلك “من شانه وضع المقاتلين بمرمى الجيش وعناصر الحزب”.

واوضح عبد الرحمن ان “المقاتلين فضلوا الانسحاب على ان تتم محاصرتهم” من قبل القوات النظامية كما حدث مع بقية المقاتلين في معاقل المعارضة” لافتا الى “نقص في الامداد لدى مقاتلي المعارضة وتقدم عناصر حزب الله وعناصر النخبة الذين يتمتعون بخبرة كبيرة”.

وبلدة كسب تعتبر استراتيجية لوقوعها قرب المعبر الوحيد مع تركيا في محافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد، والذي يقوم المقاتلون عبره بنقل جرحاهم لاسعافهم في تركيا، حليفة المعارضة.

وتتهم دمشق تركيا بالتورط في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة الى ان هذه المجموعات دخلت المدينة من الاراضي التركية.

وفي وسط البلاد، ذكرت وكالة الانباء الرسمية ان “وحدة من الجيش والقوات المسلحة اعادت الامن والاستقرار الى قرية ام شرشوح والمزارع المحيطة بها بريف حمص بعد القضاء على المجموعات الارهابية المسلحة فيها”.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري “ان وحدات من الجيش استهدفت ايضا تجمعات الارهابيين في مناطق تلدو والرستن”.

وسيطر مقاتلو من كتائب اسلامية معارضة بينها جبهة النصرة المتطرفة على القرية في 11 حزيران/ يونيو.

وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من مساحة محافظة حمص (وسط)، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق اخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر.

ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد بمقتل 10 أشخاص وإصابة 19 آخرين جراء انفجار سيارة مفخخة في بلدة كردية بمحافظة الحسكة السورية.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الأحد: “انفجرت سيارة مفخخة ليلة امس السبت في بلدة القحطانية ( تربه سبي) كانت مركونة عند مكتب سيارات بالقرب من كازية شاهين والقريبة من فرن في البلدة، ويبعد مكان الانفجار نحو 300 متراً عن مقر لقوات الأمن الداخلي الكردية الأسايش”.

وحسب المرصد، أدى الانفجار إلى مقتل 10 مدنيين على الأقل، وهناك معلومات مؤكدة عن سقوط عدد آخر من القتلى، وإصابة ما لا يقل عن 19 آخرين بجراح .

وأدى الانفجار إلى تهدم ودمار في ممتلكات مواطنين وفي محال تجارية، ولا تزال عملية انتشال الجثث من تحت الأنقاض جارية حتى اللحظة.

ناشطون سوريون يرصدون انسحاب مقاتلين عراقيين لمؤازرة حكومتهم

خبير مقرب من «حزب الله» ينفي الدفع بتعزيزات إلى سوريا

بيروت: نذير رضا

أكد ناشطون سوريون أمس، انسحاب جزء من المقاتلين العراقيين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب القوات النظامية السورية، من ريف دمشق وحلب، باتجاه الأراضي العراقية، «استجابة» لفتوى أصدرها المرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني أول من أمس، بقتال المتشددين في العراق.

 

وفيما نقلت مصادر إعلامية معلومات عن عزم «حزب الله» إرسال تعزيزات إلى سوريا، لسد النقص في المقاتلين العراقيين المنسحبين، وضع مقربون من الحزب هذه المعلومات في إطار «الخيالات». ونفى خبير استراتيجي مقرب من الحزب انسحاب المقاتلين العراقيين، كون المتطوعون من شيعة العراق للقتال في بلادهم «فاق عددهم الـ90 ألفا، ولا يحتاجون إلى أي مؤازرة».

 

وكان ناشطون سوريون رصدوا انسحابات نفذها مقاتلون عراقيون شيعة في سوريا، منذ إعلان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي دعم جيش شعبي للقتال إلى جانب القوات الحكومية العراقية. وتضاعفت المؤشرات على انسحاب المقاتلين العراقيين، بعد إعلان السيستاني فتوى الجهاد. وقالت مصادر سورية معارضة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاتلين العراقيين نفذوا انسحابات من أطراف يلدا جنوب دمشق، ومن محور الغوطة الشرقية شمال دمشق، كما سلموا مراكزهم في تخوم منطقة السيدة زينب بريف دمشق، استعدادا لمغادرة البلاد باتجاه العراق»، مشيرة إلى أن مقاتلين عراقيين كانوا يرابضون في الذيابية والحسنية جنوب السيدة زينب، انسحبوا بالفعل، وغادروا إلى العراق.

 

وكان المقاتلون العراقيون انخرطوا في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية في خريف 2012، واتسع دورهم بالقتال إلى مناطق محيطة بالسيدة زينب، وتجلى ذلك في ربيع عام 2013 باستعادة السيطرة على مواقع كانت المعارضة سيطرت عليها في المنطقة. ومنذ أوائل العام الحالي، قال ناشطون سوريون إن «المقاتلين العراقيين يقاتلون في حلب إلى جانب القوات النظامية على ثلاث جبهات، أهمها الراموسة ومبنى الدفاع الجوي شمال غربي مدينة حلب، وقرب مطار النيرب العسكري جنوب المدينة».

 

غير أن تسارع التطورات الميدانية في العراق، دفع بالمقاتلين العراقيين إلى الانسحاب من مواقع قتالية في أكبر مدن الشمال السوري، باتجاه الأراضي العراقية. وأكد ناشطون سوريون أمس، انسحاب مئات المقاتلين العراقيين من حلب. وأشارت مصادر المعارضة إلى خروج 30 آلية عسكرية من حي الحمدانية في حلب، باتجاه الأراضي العراقية، في حين أحصى شهود عيان خروج أرتال من السيارات المحملة بمقاتلين عراقيين من الأكاديمية العسكرية، ينتمي معظمهم إلى «لواء أبو الفضل العباس» وهو أكبر فصيل عراقي يقاتل في سوريا، ويناهز الألفي مقاتل شيعي عراقي، إضافة إلى مقاتلي «حركة النجباء». ومن المعروف أن اللواء الأخير كان يقاتل على جبهة شمال شرقي حلب قرب منطقة الشيخ نجار، فيما ينتشر مقاتلو «لواء أبو الفضل العباس» على جبهات مبنى الدفاع الجوي المحاذي لجمعية الزهراء، وحيي الحمدانية والراموسة، إضافة إلى جبهة مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري جنوب حلب.

 

وتقاطعت معلومات المعارضة السورية، مع ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية أمس، لناحية أن أوامر صدرت إلى جميع المقاتلين العراقيين على الأراضي السورية بوجوب العودة إلى بلدهم من أجل الانخراط في الدفاع عن مدنهم. ونقل موقع «جنوبية» المعارض لـ«حزب الله»، عن مصادر إعلامية مقربة من الحزب، قولها إن الحزب اللبناني يستعد لإرسال قواته إلى مناطق عسكرية في سوريا ستخليها ميليشيا أبي الفضل العباس العراقية، موضحا أن «ألفي مقاتل جديد سيدفع بهم حزب الله إلى سوريا »، نافيا في الوقت نفسه «إمكانية إرسال وحدات من النخبة من قوات الحزب إلى الأراضي العراقية للقتال إلى جانب الجيش العراقي كما أشيع في كواليس الضاحية الجنوبية».

 

وسخر مقربون من «حزب الله» من فرضية انسحاب العراقيين في سوريا إلى العراق، ومن دفعه بتعزيزات إلى ريف دمشق. ورأى الخبير الاستراتيجي الدكتور أمين حطيط، المقرب من «حزب الله»، لـ«الشرق الأوسط» أن ما يقال «ليس أكثر من خيالات صحافية»، واضعا إياه في سياق «الشائعات». وأكد أن «العراق لا يحتاج إلى مقاتلين»، مجددا نفيه إرسال «حزب الله» مقاتلين منه إلى العراق، أو الدفع بتعزيزات إلى سوريا، عادا أن ما يقال «يعد انفصالا عن الواقع». وأوضح حطيط، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، أن الشيعة العراقيين «استجابوا لفتوى السيستاني بشكل كبير خلال 12 ساعة على صدورها»، مشيرا إلى «ارتفاع عدد الراغبين بالتطوع في العراق إلى أكثر من 90 ألف مقاتل»، ما يعد «تأكيدا على أن رجوع العراقيين من سوريا لا أساس له من الصحة، نظرا لانتفاء الحاجة إليه». وقال: «حسب معلوماتي، فإن أعداد الراغبين بالتطوع فاقت الحاجة العراقية، نظرا لأن مقاتلي (داعش) لا يتجاوز عددهم التسعة آلاف، وهو ما يؤكد أن (داعش) نفذت مسرحية عسكرية في العراق، سرعان ما ستنتهي لكنها فضحت المتعاملين معها من العراقيين».

«الحر» يباغت النظام السوري ويسيطر على موقع استراتيجي بدرعا وحاجزين في القلمون

قتلى في انفجار سيارة بسوق شعبية في دير الزور.. وبراميل متفجرة على ريف حلب

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصلت كتائب المعارضة السورية، أمس، تقدمها في محافظة درعا، محكمة السيطرة على موقع «تل جموع» العسكري التابع للقوات النظامية، تزامنا مع سقوط عدد من القتلى في انفجار سيارة مفخخة في «سوق للسلاح» بمدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور شرق سوريا والقريبة من الحدود العراقية، وفق التلفزيون السوري.

 

وأفاد التلفزيون في شريط إخباري عاجل أمس بـ«انفجار كبير في سوق لبيع السلاح للإرهابيين في الميادين ومقتل 30 إرهابيا وجرح العشرات»، في حين اتهم مصدر في المعارضة السورية تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بالوقوف وراء التفجير. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر عينه قوله إن «أكثر من 15 مدنيا سقطوا بسبب التفجير»، في حين أحصى المرصد السوري مقتل «ثمانية أشخاص على الأقل».

 

ونفى رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في دير الزور مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون السوق المستهدفة مخصصة لبيع السلاح»، لافتا إلى أنها «سوق شعبية». وأشار إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية» يحاول السيطرة على مدينة الميادين بحكم موقعها القريب من العراق، واضعا «التفجير في هذا السياق».

 

وتخضع مدينة الميادين التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن الحدود العراقية لسيطرة «جبهة النصرة» وكتائب معارضة أخرى. وتحتضن المدينة أعدادا كبيرة من النازحين الذين فروا من معارك دير الزور.

 

وتشهد دير الزور، الحدودية مع العراق، معارك ضارية بين «الدولة الإسلامية» وفصائل في المعارضة السورية، بينها «النصرة»، تسببت خلال 40 يوما بمقتل أكثر من 600 شخص، غالبيتهم من المقاتلين في صفوف الطرفين. ويشهد العراق المجاور لسوريا منذ الاثنين الماضي هجوما كبيرا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات مسلحة أخرى، إلى جانب عناصر في حزب البعث المنحل، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد، منها محافظة نينوى، تزامنا مع سعي «داعش» إلى إقامة «دولته» في المنطقة الممتدة من محافظة الرقة السورية شمالا إلى الحدود السورية العراقية في الشرق لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، حسبما يقول خبراء ومعارضون.

 

في موازاة ذلك، سيطرت كتائب المعارضة السورية على موقع تل جموع العسكري، في المنطقة الغربية من محافظة درعا، حيث كانت تتمركز القوات النظامية. وبحسب بيان رسمي صادر عن هيئة أركان الجيش السوري الحر – الجبهة الجنوبية، جاءت السيطرة بعد «عملية نوعية» لمقاتلين تطلق عليهم المعارضة اسم «الانغماسيين»، تمكنوا من التسلل ليلا ليصلوا إلى منطقة سهلية قريبة من التل.

 

وداهم مقاتلو المعارضة خطوط الدفاع الأولى، مستهدفين القوات النظامية المتمركزة فيها. وأعقب ذلك إرسال مجموعات من مقاتلي المعارضة إلى أعلى التل، بهدف استكمال السيطرة على جميع الأبنية.

 

ويمتلك تجمع «تل جموع العسكري النظامي» أهمية استراتيجية، بحكم قربه من مدينة نوى غرب درعا، التي تسعى القوات النظامية إلى السيطرة عليها لقطع إمدادات قوات المعارضة.

 

وكانت كتائب المعارضة أعلنت في 30 أبريل (نيسان) الماضي بدء معركة «يرموك خالد بن الوليد» للسيطرة على «تل الجموع» والمناطق المحيطة به «ثأرا لشهداء القصف بالبراميل وثأرا لشهداء مدينة نوى ونصرة لحرائر حوران الطاهرات».

 

وأبرز هذه الكتائب لواء الصابرين ولواء أحرار اليرموك وغرفة عمليات نوى ولواء أحفاد ابن الوليد وحركة المثنى الإسلامية وتجمع ألوية العمري ولواء الشهيد رائد المصري ولواء شهداء اليرموك.

 

وفي ريف دمشق، أفادت «شبكة شام» المعارضة، بمقتل العشرات في صفوف القوات النظامية إثر سيطرة مقاتلي المعارضة على حاجزي العوجا والدير في أطراف بلدة عسال الورد بالقلمون، تزامنا مع سيطرة كتائب المعارضة على سبعة مبان على جبهة كراجات العباسيين بأطراف حي جوبر شرق العاصمة دمشق، وفقا لشبكة «سوريا مباشر». وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «تسعة أشخاص قتلوا وجرح عشرات جراء قصف نظامي على حي القابون في دمشق».

 

أما في حلب، استهدفت مروحيات نظامية بلدة عندان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا، بينهم أطفال، حسبما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حين أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «عشرات الأشخاص أصيبوا بجروح بسبب الهجوم الجوي الذي استهدف ساحة مسجد تستخدم سوقا في البلدة الواقعة شمال حلب».

 

من جهتها، أفادت تنسيقية شباب عندان للثورة السورية بأن حرائق اندلعت جراء انفجار براميل احتوت على محروقات، بينما تهدمت خمسة محال تجارية في السوق المستهدفة، مما استدعى حضور فرق الإنقاذ والإطفاء وعناصر الدفاع المدني، التي تمكنت من استخراج جثتين، بينما بقي تسعة آخرون على الأقل تحت الأنقاض.

 

وفي حلب أيضا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين تابعين لـ«الجبهة الإسلامية» المعارضة من جهة، والقوات النظامية المدعومة بميليشيا «الدفاع الوطني» من جهة أخرى، في قرية العزيزية في الريف الغربي، علما بأن القرية تقع تحت سيطرة القوات النظامية.

 

إيران أقرب من الولايات المتحدة للتدخّل بأزمة العراق

(أ.ف.ب.)

ألكس راول

 

في انقلاب سريع أرعب العواصم الدولية والشرق أوسطية على حد سواء خلال الـ 48 ساعة الماضية، اجتاحت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أحد التنظيمات وليدة القاعدة، فعلياً كافة أنحاء شمال غرب العراق، وبينها ثاني أكبر مدينة في البلد، الموصل، وحقّقت المزيد من التقدّم في الجنوب الشرقي باتجاه العاصمة بغداد.

 

وفي حين أنّ قلة تتوقّع أن يحقّق التنظيم مثل هذا النجاح، فإن قدرته على طرد ما يقدّر بـ 30000 جندي عراقي بواسطة مجموعة مؤلفة من مئات الرجال فحسب أمر يثير أسئلة جدية حول مدى إحكام رئيس الوزراء نوري المالكي قبضته على البلد، وأثار مخاوف من تأجّج نيران الحرب الأهلية الدامية- ليس فقط في العراق، بل وكذلك في الجارة سوريا، حيث يسيطر تنظيم داعش أصلاً على أراضٍ مهمة ومتاخمة.

 

فمنذ سيطرتها على الموصل الثلاثاء الماضي، حصلت المجموعة على غنائم لم يسبق لها أن اقتنتها من معدات عسكرية أميركية الصنع، قيل إن قسماً منها نُقل الى شرق سوريا، وغنمت ما يُقدّر بـ 480 مليون دولار نقداً بالإضافة الى تحريرها نحو 2500 سجين.

 

تبدو هذه الأزمة حادّة جداً بحيث إن أي ردّ عسكري وشيك عليها لا يحتمل الكثير من الجدال حول حصوله أم لا بقدر ما سيتركّز التساؤل على الجهة التي ستقوم به. ومن السيناريوهات المطروحة والتي يدعمها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، اللجوء الى استخدام مقاتلين من محافظة كردستان شبه المستقلة، الذين سيطروا على المدينة الأحب الى قلوبهم “كركوك” الخميس الماضي بعد هروب الجيش العراقي منها.

 

وفي الوقت نفسه، قيل إنّ الولايات المتحدة تفكّر في احتمال إطلاق غارات جوية بواسطة طيارات بدون طيّار على مراكز داعش في العراق، وهو أمر طلبه منها المالكي بالسرّ منذ أيار الماضي، كما قيل.

 

إلاّ أنّ المحللين الذين تحدّث إليهم موقع NOW قالوا إنّ شكل التدخّل المرجّح أكثر من غيره وهو أيضاً الشكل الأخطر: هو تدخّل حليف المالكي الإيراني ومختلف وكلائه الإسلاميين الشيعة، ما يُنبئ بتكرار الحرب الطائفية المرعبة التي عصفت بالعراق عامي 2006 و2007. فالجمهورية الإسلامية أرسلت وحدة عسكرية نخبوية من فرقة القدس في الحرس الثوري الإيراني، وبينها قائدها قاسم سليماني كما قيل، في حين ألمح القائد الإسلامي الشيعي مقتدى الصدر الى إعادة إحياء ميليشيا جيش المهدي التي كان اسمها يبث الرعب في القلوب.

 

“ما أخشاه هو بأن يتحوّل ذلك الى حملة عسكرية ذات صبغة طائفية تقودها إيران ووكلاؤها”، قال كيرك ه. سووال، محلّل المخاطر السياسية الذي يأخذ من عمّان مقراً له، وناشر “داخل السياسة العراقية”. “وقد بدأ ذلك فعلياً بالحدوث […] فالولايات المتحدة تراوغ، ولكنّ إيران لن تتردّد. إنهم متورطون بالأمر بشكل مباشر أصلاً”.

 

“أخشى بأن النظام الإيراني سوف يحاول التدخّل وتقديم استراتيجية بديلة تنتشر بموجبها قوة القدس بقيادة قاسم السليماني بشكل فعلي لتقديم النصائح والتوجيهات نحو حلّ طائفي شيعي يشبه ما فعلوه في سوريا”، كما قال الكولونيل جويل رايبرن، الباحث الكبير في جامعة الدفاع القومي. “إذا وافق المالكي وباقي الأفرقاء على هذا الحل الإيراني، فإنّ ذلك سوف يعني تقسيم البلد الى ثلاث أو أربع ولايات طائفية متناحرة- تماماً كما حدث في سوريا”، كما قال رايبرن لـ NOW.

 

إنّ أي تدخّل مباشر للمقاتلين الإسلاميين الشيعة من المرجّح أن يدفع هذا البلد المقسّم نحو المزيد من الاستقطاب [السياسي الطائفي]، وأن يدفع هذه الطائفة السنيّة -التي اشتكت لسنوات من تهميشها – الى أحضان المتطرفين من بين أبنائها، بمن فيهم تنظيم داعش، وفقاً للمحلّل اللبناني مصطفى فحص.

 

“يمكن للمنطقة السنيّة كذلك أن تدعم داعش والبعثيين سابقاً، وأن تجمع القوات التي هي ضد إيران وحكومة المالكي”، قال فحص لـ NOW. وقد برزت أصلاً أدلّة على تآمر ميليشيات سنية بعثية عراقية سابقة مع تنظيم داعش من أجل السيطرة على الموصل.

 

رغم هذه المخاطر، قال رايبرن لـ NOW إنّه “يخشى بأن يلجأ المالكي يائساً الى هذا الخيار كأفضل وسيلة له للبقاء في السلطة”.

 

وبرأي رايبرن فإن البديل الأفضل لذلك يكون باستخدام القوات الكردية، على الرغم من أنّ التوترات التاريخية بينها وبين الحكومة قد تقلّل من إمكانية تحقّق هذا الاحتمال.

 

“من وجهة نظري، فإن الشراكة مع البشمركة الكردية قد يكون أفضل خيار عسكري أمام المالكي. فمعظم وحدات البشمركة مدرّبة تدريباً جيّداً ولديها قيادة جيّدة وهي تعرف الأرض، وهي تتمركز أصلاً بالقرب من مناطق الخطر. […] ولكن القيام بذلك سوف يتطلّب تسوية سياسية بين المالكي والأحزاب الكردية، لا نعلم إن كان المالكي يرغب القيام بها”، كما قال رايبرن لـ NOW.

 

بالإضافة الى ذلك، وبوجود الكركوك- التي تُسمّى أحياناً “القدس الكردية”- في أيدي البشمركة، قد لا يبدي هؤلاء رغبة قوية في تولّي القتال بدل المالكي ونقله الى مكان آخر، أضاف سووال قائلاً.

 

“سوف أتفاجأ إن تدخلّت قوات البشمركة في الموصل. فالمناطق التي دخلوها هي المناطق التي أرادوا السيطرة عليها في كل الأحوال. […] سوف يساهمون في تأمين ملجأ للعرب الذين سيهربون من المناطق التي تسيطر عليها داعش”، كما قال لـ NOW.

 

أما بالنسبة للولايات المتحدة، وعلى الرغم من احتمال أن تتدخّل عسكرياً ضمن حدود تصل الى توجيه ضربات جوية محدودة، يرى سووال بأنّ الرئيس أوباما من غير المرجّح بأن يعيد النظر في سياسته المعتمدة تجاه الشرق الأوسط والقائمة على عدم التدخّل.

 

“سوف تقوم الولايات المتحدة بتزويد الحكومة العراقية بدون شك بالأسلحة، والذخائر”، قال سووال. “ولكن أن تقوم بضربات جوية. لا أدري. الضربات الجوية ضمن الموصل قد لا تكون فعالة في كل الأحوال. فليس لدينا المعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ مثل هذه الضربات بدقّة. بل ستتم وفقاً لقواعد انتقائية: فلنفترض أنّنا نقوم بالمراقبة عبر الأقمار الصناعية ويوجد موكب لمقاتلي داعش يغادر الموصل، ما أن يصبحوا خارج المدينة حتى نقوم بضربهم”.

 

“ولكنّي غير أكيد بأن أوباما قد يرغب حتى في القيام بذلك”، أضاف قائلاً. “صدقاً أقول إنّ هناك نوعاً من الحساسية في البيت الأبيض في عهد أوباما على القيام بأي أمر يتعلّق بالعراق. فالسياسة تجاه العراق لا تزال تحدّدها حملة عام 2008، على الرغم من تغيّر الظروف تغيّراً جذرياً”.

ساهمت ميرا عبد الله في جمع المعلومات لإعداد هذا المقال.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

عشرات القتلى بسوريا وتقدم للمعارضة بدرعا والقلمون  

قتل 112 شخصا في عدة مناطق من سوريا وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في حين أعلنت كتائب المعارضة أنها سيطرت على بلدة عسال الورد في ريف القلمون بعد معارك مع قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني.

فقد قتل 35 شخصا وجرح عشرات إثر قصف قوات النظام مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية بـريف دمشق، وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن جيش النظام استهدف بصواريخ أرض-أرض سوقا تجاريا مزدحما كان الأهالي قد تظاهروا فيه مطالبين بفك الحصار عن مدينة كفربطنا.

 

من جانب آخر، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات المعارضة سيطرت على بلدة عسال الورد في منطقة القلمون بريف دمشق عقب أيام من الاشتباكات مع قوات النظام وعناصر حزب الله، كما شهدت المنطقة بين عسال الورد وحوش عرب اشتباكات بين الطرفين.

 

قتلى بحلب

أما في حلب، فقال مراسل الجزيرة إن 30 شخصا قتلوا وجرح آخرون نتيجة قصف بالبراميل على مناطق عدة بالمدينة.

 

وأفاد بأن بين القتلى 20 شخصا قضوا في قصف على بلدة عندان بريف حلب، واستهدف القصف سوقا شعبيا في البلدة، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة في المباني والممتلكات، كما قصف الطيران بلدتي كفرنايا وحريتان بريف المحافظة. في حين قالت وكالة سانا إن الجيش قضى على “إرهابيين” في مدن وبلدات الأتارب وعندان وتل رفعت بريف حلب.

 

وفي دير الزور شرق سوريا، قتل 18 شخصا وأصيب آخرون إثر انفجار في مدينة الميادين. وفي ريف محافظة حماة وسط سوريا، قتل وجرح عدد من الأشخاص نتيجة قصف على بلدة كفرزيتا.

 

تقدم

وفي درعا أعلنت كتائب المعارضة قتل عشرات من جنود النظام وأسر عشرات آخرين إثر سيطرتها على تل الجموع الإستراتيجي الواقع قرب مدينة نوى، كما أسفرت العملية عن سيطرة المعارضة على أسلحة وذخائر.

 

وكانت قوات النظام شنت قبل فترة حملة عسكرية واسعة على نوى بهدف استعادة المدينة القريبة من هضبة الجولان المحتلة.

 

وأفادت مصادر للجزيرة بأن عشرات من جنود النظام -بينهم ضابط- قتلوا في الاشتباكات، في حين أشارت “سوريا مباشر” المعارضة إلى مقتل ثلاثة من كتائب المعارضة أثناء السيطرة على تل الجموع.

 

وكانت كتائب المعارضة صدّت الشهر الماضي عدة محاولات لقوات النظام للسيطرة على مدينة نوى.

 

في هذه الأثناء أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء السبت بأن مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها انسحبوا من بلدة كسب السورية الحدودية مع تركيا التي كانوا سيطروا عليها في مارس/آذار الماضي وذلك أمام تقدم القوات النظامية.

 

انفجار ضخم يهز “سوق السلاح” في الميادين بدير الزور

العربية.نت

هز انفجار ضخم، السبت، وقع في سوق السلاح في مدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور شرق سوريا، مخلفاً 30 قتيلاً وجرح عشرات آخرين، حسبما أفاد التلفزيون السوري، وتبعد الميادين حوالي 70 كيلومترا عن الحدود العراقية.

 

وأفاد نشطاء بأن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة في “سوق السلاح” بجانب “سوق الغنم” في مدينة الميادين، أسفر عن قتلى وجرحى، لافتين إلى صعوبة الاقتراب من مكان الانفجار لإسعاف الجرحى بسبب تتابع انفجارات الذخائر داخل هذا السوق.

 

يذكر أن ريف دير الزور الشرقي يشهد معارك بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، أودت بحياة عشرات المقاتلين من الطرفين، بينهم مدنيون في مناطق سيطرة الطرفين في ريف دير الزور.

 

“داعش”… إرث جورج بوش السام في العراق

معد هذه المقالة بيتر بيرغن، يعمل كمحلل أمني بـCNN، كما يرأس مؤسسة أمريكا الجديدة، وهو مؤلف كتاب: “أطول الحروب: الصراع المستديم بين أمريكا والقاعدة”.. ولا تعبر هذه المقالة سوى عن آرائه الخاصة وليس موقف الشبكة بأي شكل من الأشكال.

 

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” – داعش – الحركة الإرهابية الوحشية/الجماعة الإرهابية، التي عرفت سابقا باسم “القاعدة في العراق”، سيطرت مؤخرا على عدد من المدن والبلدات غرب وشمال العراق، كما أنها تهدد الآن بلدات غير بعيدة عن العاصمة بغداد.

 

من أين انبثقت “داعش”؟ واحد من إرث الرئيس السابق، جورج بوش، الأكثر سمية، هو استحداث القاعدة في العراق، التي ولدت “داعش” من رحمها.

 

إن لم يكن الأمر مأساوي، فعلى أقل تقدير أنه مثير للسخرية، فقبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تمسك كبار المسؤولين إبان ولاية بوش بوجود محور شر يجمع بين العراق والقاعدة، بزعم أن أعضاء التنظيم يتلقون تدريبات بواسطة رجال صدام لكيفية صنع أسلحة دمار شامل، ضمن واحدة من أكثر الحجج اللازمة لشن حرب كانت بالانتظار.

 

وبعد سقوط نظام صدام، لم يعثر على أي وثائق تثبت ارتباطه بالقاعدة، رغم الهائل من السجلات الدقيقة التي كان يحتفظ بها كسائر الأنظمة الاستبدادية.

 

فقد ترجمت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية عام 2006 أكثر من 34 مليون صفحة من وثائق صدام ولم تعثر على أي أثر لأدلة تشير إلى شراكة بينه والقاعدة.

 

وبعد ذلك بعامين، خلص “معهد التحليلات الدفاعية” المرتبط بالبنتاغون، بعد فحص 600 ألف وثيقة رسمية، بجانب الاستماع إلى تسجيلات صوتية ومرئية، مدتها آلاف الساعات، إلى ذات الاستنتاج.

 

أضف إلى ذلك، تحقيقات لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ عام 2008، التي توصلت لنتائج كسائر التحقيقات السابقة،، بعدم وجود علاقة تعاون بين نظام صدام والقاعدة قبل الحرب.

 

وعوضا من أن تقطع الحرب أي علاقة محتملة بين الطرفين، فقد عجلت بوصول القاعدة إلى العراق، رغم أن تعتيم إدارة بوش على حقيقة أن القاعدة رسخت نفسها رسميا في العراق، بعد عام ونصف عام من الغزو.

 

في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2004، تعهد زعيم التنظيم الوحشي، أبو مصعب الزرقاوي، في بيان، بالولاء إلى زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن.

 

عبقرية الزرقاوي الشيطانية قادت العراق نحو طريق الحرب الأهلية، وفي مطلع عام 2004، اعترض الجيش الأمريكي رسالة منه إلى بن لادن اقترح فيها إشعال حرب أهلية بين السنة والشيعة.

 

وتمثلت استراتيجيته في ضرب الشيعة لينتقموا من السنة، مطلقا بذلك دائرة من العنف نصبت فيها القاعدة نفسها دور المدافع عن السنة، وأثبتت الإستراتيجية نجاحها البالغ بإشعال جذوة صراع طائفي تحول لاحقا لحرب أهلية.

 

دأبت “القاعدة في العراق” على استهداف مواكب الزوار الشيعة، والمزارات ورجال الدين، وبلغ العنف ذروته في فبراير/شباط 2006، بالهجوم على “المسجد الذهبي” في سامراء، أكثر المزارات قدسية لدى الشيعة.

 

وبعد مرور ثلاث من الحرب العراقية، بدا التنظيم أكثر قوة، فقد أظهرت تقديرات استخباراتية لقوات المارينز الأمريكية، يعود تاريخها إلى 17 أغسطس/آب 2006، بأن القاعدة هي الحاكم الفعلي على محافظة الأنبار، شرقي العراق، وهي منطقة استراتيجية مهمة حدودها متاخمة لثلاث دول عربية هي سوريا والأردن والسعودية

 

بالإضافة إلى ذلك، سيطرت القاعدة على حيز كبير من الحزام المحيط ببغداد – “مثلث الموت” ويمتد من شمال العاصمة مرورا بعدد من البلدات بالشمال وحتى نهر دجلة للحدود السورية، وبذلك، سيطر التنظيم على مناطق أكبر من “نيو إنغلاند” وبسط قبضة حديدية على سكان المنطقة السنة.

 

بعبارة أخرى، إدارة بوش عملت، وبدقه، على بروز نجم القاعدة، مناقضا بذلك أبرز أهداف الحرب على العراق، وهي تدمير الملاذ الآمن للتنظيم في قلب العالم العربي.

 

بحلول 2007، استفز عنف القاعدة وتبنيها أيديولوجيات حركة طالبان، العشائر السنية، وتمثل ذلك بانقلابها على التنظيم، وتشكيل جماعات “الصحوة”، وتلقى العديد منهم رواتب تحت برنامج العم سام المسمى “أبناء العراق.”

 

الجمع بين المعلومات الاستخباراتية التي وفرها “أبناء العراق” والقوى العسكرية الأمريكية، كان مزيجا فعالا في تدمير التنظيم، وفي الفترة ما بين 2006 و2008، تقلصت القاعدة بالعراق، من تنظيم مسلح يسيطر على مناطق شاسعة، إلى مجرد تنظيم إرهابي.

 

لكن تنظيم القاعدة لم يختفي، بل توارى، وأيقظته الحرب السورية، وتحول خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام”، الذي يزحف الآن نحو غرب وشمال العراق، فقط هذه المرة لا يوجد جيش أمريكي لوقفه.

 

قوات الحكومة السورية تدخل بلدة كسب في قلب معقل الأسد

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ووسائل إعلام رسمية إن القوات الحكومية السورية دخلت بلدة كسب الواقعة على الحدود مع تركيا في قلب معقل الأقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس بشار الأسد.

 

ويعد انسحاب معظم قوات المعارضة من البلدة بما في ذلك المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة لطمة للمعارضة التي أضعفها ما حققته قوات الاسد من مكاسب في الاونة الأخيرة والاقتتال بين فصائل المعارضة.

 

وقال المرصد السوري مساء يوم السبت إن عددا من المقاتلين بقي في كسب بعد رحيل معظمهم ومن بينهم مقاتلون من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

وصباح يوم الأحد قال التلفزيون الحكومي إن القوات الحكومية استعادت الاستقرار والامن في كسب وإن فرق المهندسين تعمل على إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها “العصابات الارهابية”.

 

وأضاف المرصد أن الاشتباكات استمرت في المنطقة من نحو منتصف ليل السبت لكنه لم يذكر أرقام الخسائر البشرية.

 

وقال المرصد إن القوات الحكومية دعمتها قوات من ميليشيا حزب الله اللبناني بالاضافة إلى مقاتلين سوريين وأجانب.

 

وكانت قوات المعارضة استولت على كسب وغالبية سكانها من المسيحيين الأرمن في مارس آذار الماضي وكانت تلك أول مرة تتمكن فيها المعارضة من الاستيلاء على تجمع عمراني على ساحل البحر المتوسط. وقتل في الاشتباكات في تلك المنطقة أحد أبناء عمومة الأسد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى