أحداث الأحد 17 آب 2014
مواجهات دامية بين البدو والدروز جنوب سورية
لندن – «الحياة»
قُتل وجرح 30 شخصاً في صدامات بين مسلحين من البدو وميليشيات موالية للنظام السوري في السويداء معقل الدروز في سورية، في وقت باتت حلب بين «فكي كماشة» بعد تقدم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريفها وقوات النظام في نقاط استراتيجية في المدينة، تحت غطاء جوي وفّره الطيران لـ «داعش» بقصف أرتال المعارضة التي تحاول الدفاع عن معقلها في شمال البلاد قرب حدود تركيا. ودعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» هادي البحرة أميركا الى «تدخل سريع» ضد «داعش» والنظام.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن الطيران الحربي شن «غارتين على مناطق في أطراف ومحيط بلدة القرية» في السويداء قرب درعا «مهد الثورة» في الجنوب في وقت قتل «8 أشخاص بينهم مسلحون من قرية داما وجرح 20 آخرون في اشتباكات بين مسلحين من قرية داما ومقاتلين من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية ومسلحين من البدو على أطراف القرية».
وأوضحت «الهيئة السورية للإعلام» أن الاشتباكات جرت «بين مسلحين من البدو وميليشيات اللجان الشعبية الموالية للنظام وأهالي قرية داما في ريف السويداء الغربي». وزادت أن «اثنين من القتلى هم رجال دين من طائفة الموحدين قُتلا خلال التصدي للهجوم، فيما قتل عنصر من ميليشيات اللجان الشعبية. كما جرح ثلاثة عناصر من «اللجان» واثنان من المشايخ، إصابات بعضهم خطرة». وأشارت «الهيئة» الى «تجمع مئات من المشايخ والمدنيين أمام مبنى السرايا الحكومي وسط السويداء مرددين هتافات منددة بالنظام (السوري)». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية» دعوتها «أبناء الوطن إلى عدم الانجرار وراء الفتنة وعدم الاستماع إلى مثيريها لأنها أشد من القتل ولا تؤدي إلا للخراب والتدمير وإزهاق الأرواح وتهديم صروح العيش الكريم والوطن».
وجرت مواجهات بين البدو والدروز في العام ألفين. كما حصل توتر بين موالين ومعارضين للنظام في السويداء قبل أسابيع، في حين يتهم معارضون عدداً من الدروز بالمشاركة في قتال المعارضة ضمن ميليشيات موالية للنظام. وتعرضت بلدة جرمانا لقذائف من مقاتلي المعارضة باعتبارها معقلاً للنظام في رد على قصفه قرى الغوطة الشرقية، كان آخرها خلال المواجهات لاستعادة المليحة.
في شمال البلاد، قال نشطاء معارضون إن حلب باتت بيت «فكي كماشة»، ذلك أن «داعش» يواصل تقدمه في الريف الشمالي في وقت تحاول قوات النظام استغلال ذلك للتوسيع في محيط المدينة الصناعية والبريج للوصول الى السجن المركزي، كما «شنت القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، هجوماً عنيفاً استمر حتى فجر (أمس)، باتجاه مخيم حندرات وتلة الكندي الاستراتيجية».
وأوضح «المرصد» أن تنظيم «داعش» سيطر على قرية مالد قرب بلدة مارع معقل «الجبهة الإسلامية» أبرز القوى التي تحارب «داعش»، في وقت قصف الطيران الحربي مناطق قرب قرية مسقان في الريف الشمالي و «استهدف القصف رتلاً للكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية كان متهجاً إلى بلدة مارع للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد» الذي أضاف أن الطيران شن غارتين على مناطق في بلدتي اخترين ودابق في شمال شرقي حلب وغارة أخرى على مناطق في مدينة أعزاز في الريف الشمالي التي يسعى «داعش» للسيطرة عليها بعدما انسحب منها في آذار (مارس) الماضي.
وقال ناشطون إن الضغط العسكري يتركز الآن على مارع، وإن المعارك تدور على بعد نحو عشرة كلم الى الشرق منها، لافتين إلى أن «داعش» يستخدم مدرعات أميركية الصنع كان استولى عليها من العراق، في معركته ضد المعارضة.
وحذر «الائتلاف» في بيان من تقدم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب، معتبراً أن «خطر هذا التنظيم في العراق وسورية كل لا يتجزأ». وإذ رحب بقرار مجلس الأمن 2170، طالب في بيان بشن غارات ضد «داعش» في سورية، داعياً الى «دعم الضربات في برنامج مكثف من التدريب والتسليح لقوى المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل «داعش» في شكل فعال منذ أكثر من سنة». وقال البحرة: «إنني وباسم الإنسانية أدعو الأمم المتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، أن يتعاملوا مع الوضع في سورية كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين، أدعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الإرهاب الداعشي (في إشارة إلى «الدولة الإسلامية») والأسدي بحق الشعب السوري المظلوم».
إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى أن «داعش» أعدم خلال الأسبوعين الماضيين «أكثر من 700 مواطن غالبيتهم العظمى من المدنيين، وتمت الإعدامات في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية، التي يقطنها مواطنون من أبناء الشعيطات، والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، في حين لا يزال مصير مئات المواطنين من أبناء عشيرة الشعيطات مجهولاً حتى اللحظة».
هجوم كردي بدعم جوي أميركي لاستعادة سد الموصل
بغداد، السليمانية، أربيل – «الحياة»
شنت قوات كردية مدعومة بطائرات حربية أميركية مساء أمس هجوماً لاستعادة السيطرة على سد الموصل، أكبر سدود العراق، من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما بدت مؤشرات واضحة على تنسيق دولي لمواجهة التنظيم عسكرياً، شملت تسليحاً أوروبياً لقوات البيشمركة وملاحقة مصادر تمويل «داعش» الذي ارتكب مجزرة جديدة في حق أكثر من 80 أيزيدياً. وفي بغداد وقّع رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على جملة من الشروط قدمتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية بمثابة «خريطة طريق» لحكومته تمنعه من الانفراد بالسلطة. (للمزيد)
وأعلن اللواء عبد الرحمن كوريني، أن «قوات البيشمركة وبدعم جوي أميركي استعادت السيطرة على الجزء الشرقي من السد». وأفادت مصادر أمنية أن طائرات أميركية قصفت مواقع «داعش» بالقرب من سد الموصل تمهيداً لتقدم قوات برية عراقية ضمت جنوداً من «البيشمركة» الكردية. كما أن غارة أميركية أخرى تمكّنت من تدمير مدرعتين تابعتين للتنظيم في جنوب منطقة سنجار.
وتعِد الولايات المتحدة لشن غارات جوية حول بغداد لحمايتها من أي هجوم قد يكون «داعش» يخطط له. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها حصلت على تصريح واضح من الرئيس باراك أوباما بشن هذه الغارات، ونقلت صحيفة الـ «تايمز» البريطانية عن الأدميرال جون كيربي، المسؤول الصحافي في البنتاغون، قوله إن سلاحي البحرية والطيران حصلا على إذن واضح من الرئيس أوباما بشن ضربات على أي مكان يتعرض فيه الأميركيون، العسكريون أو المدنيون، إلى تهديد، بما في ذلك العاصمة بغداد.
إلى ذلك، وقع رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على جملة من الشروط قدمتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية لحكومته، أبرزها تحديد ولايته، وعدم الانفراد بالقرار، فيما تواصلت التطورات وسط المجموعات المسلحة والعشائرية السنية التي اعتبرت تغيير رئيس الحكومة السابق نوري المالكي «خطوة إيجابية».
في هذه الأثناء، قال النائب الأيزيدي محما خليل لـ «الحياة»، إن «داعش قتل 80 شخصاً من سكان قرية كوجو جنوب مدينة سنجار الجمعة بعدما رفضوا شروط التنظيم بإعلان إسلامهم». وأكد «احتجاز التنظيم النساء والأطفال والشيوخ في سجون في عدد من مناطق نينوى». وأشار إلى أن «هناك أكثر من عشرة آلاف نازح أيزيدي ما زالوا في جبل سنجار وهم معرضون للجوع والعطش أو الهجمات الإرهابية من قبل داعش».
وشهدت الأيام الأخيرة تفاعلات وسط المجموعات المسلحة والعشائرية السنية، تمشياً مع المتغيرات في بغداد، بعد تنحية رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، وإعلان رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي استعداده لفتح الحوار مع كل الأطراف العراقية.
وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية سنّية رفيعة، أن اجتماعاً مهماً عقد بين مسؤولين محليين من الأنبار وبين مسؤولين أميركيين لمناقشة الوضع الأمني في المحافظة، تم خلاله اتفاق مبدئي على تقديم مساعدة أميركية، فيما تستعد الفصائل المسلحة السنّية لاتخاذ موقف من الوضع الأمني في البلاد بعد تنحي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن الحكم.
من جهة أخرى، باشر المجتمع الدولي بفرض إجراءات لقطع مصادر التمويل عن تنظيم «داعش»، وكذلك تسليح الأكراد لمواجهته. وقتل عشرات المدنيين، غالبيتهم من أتباع الديانة الأيزيدية، ضمن حملة «الدولة الإسلامية» ضد الأقليات الدينية في العراق. وأجبر التنظيم عشرات الآف من الأقليات في محافظة نينوى على الفرار بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الإسلام عنوة.
وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق، إن «موكباً من سيارات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية دخل مساء الجمعة إلى القرية للانتقام من سكانها الأيزيديين الذين لم يفروا من منازلهم».
وتابع: «ارتكبوا مجزرة ضد الناس، حوالى 80 منهم قتلوا».
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى الجمعة بالإجماع قراراً بموجب الفصل السابع يهدف إلى إضعاف «داعش» في كل من العراق وسورية عبر اتخاذ إجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب، فيما قدّر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، في لقاء مع مجلة «فوكس» الألمانية، دخل «داعش» بنحو ثلاثة ملايين دولار يومياً من عمليات الجباية بالإكراه وسرقة النفط.
ويشكّل قرار الأمم المتحدة أوسع إجراء تتخذه الأمم المتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من سورية والعراق ويرتكبون أعمالاً وحشية.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، أن بلاده ستواصل طلعاتها الجوية الاستطلاعية فوق شمال العراق في محاولة لوقف أي هجمات جديدة يشنها مسلحو «داعش». وأدلى فالون بتصريحاته خلال زيارة إلى قبرص، حيث القاعدة العسكرية التي تملكها بريطانيا في أكروتيري (جنوب) التي تنطلق منها الطلعات الاستطلاعية البريطانية وإلقاء المساعدات الإنسانية للمدنيين الملاحقين من مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق. وأكد فالون بعد لقائه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس: «نواصل عمليات الاستطلاع في شمال العراق للحصول على صورة أفضل بشأن الحاجات الإنسانية هناك».
حاكم سنجار العراقية: إعدام 413 من الإيزيديين على يد داعش في كوجو
نينوى- الأناضول: حسم قائمقام قضاء سنجار (حاكم المنطقة)، شمالي العراق، ميسر حجي صالح، الأخبار المتضاربة حول عدد من تم إعدامهم في بلدة كوجو على يد تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف إعلاميا باسم داعش)، وعدد من تم اختطافهم من الأطفال والنساء يوم الجمعة الماضي.
وقال صالح للأناضول إن “تنظيم داعش ارتكب مجزرة بشعة جدا في كوجو أول امس الجمعة، ووفق المعلومات التي جمعناها من شيوخ العشائر في بلدة كوجو، فقد تم إعدام 413 شخصا من أهالي كوجو من عمر 13 عاما فما فوق، جميعهم من الإيزيديين”.
وأضاف “كما تم سبي 700 امرأة وطفل، والاطفال هم من عمر 12 سنة فما دون، وجميعهم من الإيزيديين أيضا”.
وقال صالح إن “سبعة أشخاص نجوا من المجزرة، اثنان منهم مصابون، و5 لم يصابوا بأذى، ووفق معلوماتنا فقد وصلوا إلى مكان آمن بجبل سنجار”.
وتضاربت الانباء حول عدد من تم اعدامهم في قرية كوجو (18 كلم جنوب سنجار) وتراوحت بين 80 إلى 250 شخصا وفق تقارير صحفية.
ويقول الايزيديون إنهم من أقدم الأديان في بلاد الرافدين، ولهم معبد وحيد في العالم يسمى معبد (لالش) ويقع جنوب شرق دهوك (شمال) بنحو 45 كلم، ويؤمن الايزيديون بالله ووحدانيته، إلا أنهم يعتقدون أن إبليس هو “ملك مقدس″، ويسمونه “ملك طاووس″، وأنه رسول أرسله الله إليهم، ورمز للخير، لذلك يعتقد الكثيرون أن الإيزيديين هم “عبدة الشيطان”.
ومن الناحية القومية فان الإيزيديين يعدون من الأكراد، كما أن الكردية هي لغتهم الرئيسية، وملابسهم وعاداتهم تتشابه بشكل كبير مع الأكراد.
ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الايزيديين في العراق، لكن تقديرات غير رسمية ترجح أن عددهم لا يتجاوز 600 ألف نسمة، ويتواجد معظمهم في محافظتي نينوى ودهوك.
وقال مصدر من قضاء سنجار قبل يومين، في حديث للأناضول ان “تنظيم داعش أقدم على إعدام المئات من الرجال من أهالي بلدة كوجو كما قام بسبي المئات من النسوة واقتيادهن إلى بلدة تلعفر (التركمانية) التي تخضع لسيطرته منذ 45 يوما تقريبا”.
وكان تنظيم داعش قد حاصر بلدة كوجو وبلدة الحاتمية المجاورة منذ 10 ايام، ودعا سكانها إلى الدخول في الإسلام أو مواجهة الابادة.
وبسط تنظيم “الدولة الإسلامية”، سيطرته على مركز قضاء سنجار والمجمعات والقرى التابعة له التي تقطنها أغلبية من الإيزيديين في الثاني من أغسطس/ آب الجاري بعد انسحاب قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، ما اضطر آلاف العائلات في شمال وجنوب سنجار للجوء إلى الجبل الذي يتوسط القضاء، وهو جبل معزول ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، ويحاصره التنظيم من جميع الجهات، في حين أن بعض العائلات الأخرى قررت البقاء في منازلها وعدم النزوح.
الدولة الإسلامية أعدمت 700 شخص من عشيرة سورية
بيروت- عمان- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء السبت إن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد أعدم 700 من أفراد عشيرة الشعيطات التي تقاتل التنظيم في شرق سوريا خلال الاسبوعين المنصرمين معظمهم مدنيون.
وذكرت الجماعة التي تتابع الأحداث في الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع إن مصادر “موثوقة” أفادت أن مسلحي التنظيم أعدموا كثيرين من أفراد العشيرة بقطع الرأس. ويتركز وجود العشيرة في محافظة دير الزور.
واندلع القتال بين الدولة الإسلامية وأفراد عشيرة الشعيطات الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفا بعد أن سيطر التنظيم على حقلي نفط في يوليو تموز.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن خلال اتصال هاتفي من بريطانيا “كل الذين اعدموا من الشعيطات. بعضهم اعتقل وحوكم ثم قتل”.
ولا تستطيع رويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير الصادرة من سوريا بسبب الأوضاع الأمنية والقيود المفروضة على الصحافة.
وقال ناشط في دير الزور تحدث مشترطا عدم الكشف عن شخصيته لرويترز إن 300 رجل أعدموا في يوم واحد في بلدة غرانيج إحدى ثلاث بلدات رئيسية تعد معقلا لعشيرة الشعيطات عندما اقتحم مسلحو الدولة الإسلامية البلدة في الأسبوع الماضي.
وقال ناشط آخر من المعارضة إن سكان بلدات الشعيطات منحوا مهلة ثلاثة أيام للمغادرة.
وقال لرويترز بشرط عدم الكشف عن شخصيته لدواع أمنية “أولئك أعدموا أثناء الهجوم على منطقة الشعيطات حوالي 300. الباقون قتلوا في المعارك”.
وأضاف أن المدنيين الذين فروا من بلدات الشعيطات إما أنهم لجأوا إلى قرى أخرى أو سافروا إلى العراق.
ويتعين على قوى العشائر في سوريا ولبنان الاختيار بين محاربة الدولة الإسلامية أو إعلان الولاء لها.
ووضعت لقطات مصورة على موقع يوتيوب أمس الجمعة ظهر فيها رجال قالوا إنهم من بلدتي أبو حمام والكشكية وهم يعلنون التأييد الكامل للدولة الإسلامية.
وقال أحد أفراد العشيرة وكان جالسا في غرفة مع عشرات آخرين إن ما تقوله الدولة الإسلامية هو العدل.
ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في مقطع فيديو نشر يوم الأحد الماضي العشائر الأخرى للانضمام للمعركة ضد الدولة الإسلامية.
وقال الرجو في الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب “أناشدهم بالوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم.. حاليا جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات.. إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات.. هم الدائرة اللي بعد الشعيطات”.
سورية: البحرة يطالب بتدخل دولي… و”الائتلاف” يرحّب بمعاقبة “داعش”
إسطنبول ــ غيث الأحمد
حذر رئيس الائتلاف الوطني المعارض، هادي البحرة، اليوم السبت، من أن حلب ودير الزور مهددتان من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي وصفه بـ”الإرهابي والدخيل على الشعب السوري”، مضيفاً أن المعارضة المسلحة تخوض معارك على جبهتين وهي جبهة النظام السوري وجبهة “داعش”.
ودعا البحرة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الحكومة السورية المؤقتة في مدينة غازي عنتاب التركية، “جميع الكتائب المسلحة للوقوف صف واحد في مواجهة خطر هذا الإرهاب الأسود الذي يهدد المجتمع السوري والمنطقة، وطرد هذه العصابات وتحرير باقي المدن والبلدات التي تخضع لسيطرة لقوات النظام السوري”.
كما دعا العالم للتدخل السريع والعاجل والفعال لمساعدة المعارضة المسلحة، معتبراً أنهم من “يقوم بالدفاع عن الحرية ومحاربة عصابات التطرف والإرهاب التي ترتكب المجازر يندى لها الجبين”.
ولفت إلى أن الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام والمقاطع المصورة تظهر أن هؤلاء المقاتلين لا يتكلمون لغة السوريين “فهم غرباء عن وطننا، غرباء عن شعبنا، غرباء عن ثقافتنا”.
وشدد على أن هذه العصابات جاءت إلى سورية لزرع الإرهاب بتسهيل من النظام السوري، متهماً إياها “بتبادل الأدوار بقصف المناطق التي تقاتلهم لإتاحة الفرصة لهم لاحتلال مدن جديدة”.
ودعا “باسم الإنسانية كل من الأمم المتحدة، وجميع الدول المؤمنة بالحرية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية أن يتعاملوا مع الوضع في سورية كما تعاملوا مع الوضع في إقليم كردستان العراق”. واعتبر أن “المسببات واحدة والعدو واحد، ولا يجوز الكيل بمكيالين”.
وأضاف “أدعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الارهاب الداعشي والأسدي بحق الشعب السوري المظلوم”.
كما حذر من تقاعس المجتمع الدولي عن ممارسة الضغوط على النظام السوري لإجباره على تنفيذ عملية الانتقال السياسي في سورية التي تحقق طموح الشعب السوري في الحرية والكرامة الإنسانية.
من جهته، أوضح وزير الدفاع بالحكومة السورية المؤقتة، محمد نور الدين خلوف، أن الوضع الميداني في كل من حلب ودير الزور خطير جداً، وأن داعش نقل كميات كبيرة من الأسلحة التي سيطر عليها من مواقع عسكرية عراقية إلى سورية، وهو الآن يرتكب أفظع المجازر بحق المدنيين في سورية”. وأشار إلى أن “داعش قتل منذ أيام العديد من المدنيين بريف دير الزور ذبحاً بالسكين بعد رفضهم المبايعة لهم”.
وكان “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، رحّب بالقرار الصادر، عن مجلس الأمن الدولي، تحت الفصل السابع، بخصوص فرض عقوبات على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة”.
وقال عضو “الائتلاف”، محمد يحيى مكتبي، لـ”العربي الجديد”، إن “القرار جاء متأخراً جداً، وكان الائتلاف قد حذر من انتشار الإرهاب منذ فترة طويلة”. ولفت إلى أن “المجتمع الدولي لم يقدم الدعم للجيش الحرّ، عندما تصدّى منذ ثمانية أشهر لإرهاب داعش”.
وأشار مكتبي إلى أن “الأحداث أثبتت أن هناك تناغماً بين تنظيم داعش ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف آلة القتل، سواء من قبل “داعش” أو النظام، عبر تزويد كتائب المعارضة المعتدلة، بالذخيرة والأسلحة والعتاد اللازم.
وأشار مصدر آخر في “الائتلاف”، رفض الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، أنه “في حال تم الاتفاق على توجيه ضربة عسكرية لداعش، فإن ذلك سيأتي تماشياً مع خطة الائتلاف التي أُعلن عنها منذ تسلم هادي البحرة لمنصب الرئاسة، وهي العودة إلى سورية، ونقل جميع مقرات الائتلاف والحكومة المؤقتة إلى الأراضي السورية، وبناء المخيمات تمهيداً لعودة اللاجئين السوريين وتأمين الحماية لها”.
من جهته، قال عضو الهيئة السياسية في “الجبهة الإسلامية”، محمد بشير، لـ”العربي الجديد”، إن “داعش يعتمد على موارد البلاد من نفط وغيره، أكثر من اعتماده على التمويل الخارجي”. واعتبر أن “سياسات المجتمع الدولي، التي تركت نظاماً يقتل شعبه بوحشية، كانت خير تغذية لبذور الغلو والتطرف، والتي يمثلها التنظيم”.
بدوره، اعتبر قائد “تجمّع قوى الثورة لتحرير سورية”، العميد الركن أحمد رحال، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “قرار مجلس الأمن سياسي ولا تأثير له على أرض الواقع”. وأكد أن “هناك الكثير من الفصائل الطائفية، غير السورية، التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، ولم تُعَامَل بنفس الطريقة”.
وأوضح رحال أنه “في حال قرر مجلس الأمن القضاء على تنظيم داعش وجبهة النصرة، فإنه سيدعم القرار، لأن الرايات السوداء حرّفت الثورة السورية عن مسارها”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى، بالإجماع، مشروع القرار الذي نصّ على “نزع سلاح مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وتنظيمات أخرى على صلة بتنظيم القاعدة”.
وحثّ مجلس الأمن، وفق القرار، الدول الأعضاء كافة على اتخاذ إجراءات تهدف إلى وضع حد لتدفّق مقاتلين إرهابيين أجانب ينضمون إلى “داعش” أو “جبهة النصرة”.
ويهدد القرار بـ”فرض عقوبات” على أي جهة تساهم في تجنيد مقاتلين أجانب لصالح التنظيمين، كما يحذر من أي تعامل “تجاري” مع هؤلاء “المتطرفين” الذين سيطروا على حقول نفط وبنى تحتية يمكن أن تكون مجزية، وقال إن مثل هذه التجارة “يمكن اعتبارها دعماً مالياً”. وأوضح نص القرار أن مجلس الأمن يتحرك بناءً على الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، ما يعني أنه يمكن تطبيق هذه الإجراءات باستخدام القوة.
هيئة التنسيق السورية المعارضة تحذر من المساس بـ”سيادة الوطن” تذرعا بقرار مجلس الأمن
دمشق- (د ب أ): حذرت “هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة السورية من استخدام قرار مجلس الأمن ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” الإرهابيين، للمساس بوحدة سورية وسيادتها والتدخل عسكرياً فيها.
ونقلت صحيفة (الوطن) المحلية المقربة من السلطات الأحد أن المنسق العام لهيئة التنسيق، حسن عبد العظيم، اعتبر قرار مجلس الأمن الذي دعا للامتناع عن دعم وتمويل وتسليح تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، “مهم جداً وضروري لأن المجموعات المتطرفة أصبحت تشكل ظاهرة خطيرة لا تهدد سورية فحسب وإنما تهدد العراق ولبنان وكل دول المنطقة وحتى الدول الإقليمية”.
ولفت عبد العظيم إلى أهمية ألا يكون هناك “انتقائية في استخدام القرار، أو استخدامه بمسألة تمس وحدة الوطن وسيادته أو العدوان عليه أو يتيح أي فرصة لتدخل عسكري في البلاد على اعتبار أن القرار جاء تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”. وفق رأيه.
وبين ضرورة أن “ينفذ القرار وفق جوهره ومحاربة هذه التنظيمات المتطرفة وما يسمى (الدولة الإسلامية) التي لا تمت للإسلام بصلة”.
وجاء ذلك بعد أن طالب رئيس “الائتلاف الوطني” المعارض، هادي البحرة، المجتمع الدولي بـ”مساعدة الجيش السوري الحر”، داعيا واشنطن إلى “التدخل في سورية كما حدث بالعراق”.
وتسعى أطياف المعارضة السوري في الخارج المدعومة من الدول الغربية والخليجية منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى إقناع الغرب بدعم “الجيش الحر” بالسلاح والتمويل، وفرض منطقة حظر جوي في سورية.
أردوغان رئيساً للأتراك والسوريون يحتفلون بنجاحه ويطمئنون لبقائه في السلطة
محمد اقبال بلو
انطاكيا – «القدس العربي»: «أنتم المهاجرون ونحن الأنصار» عبارة رددها رئيس الحكومة التركية السابق ورئيس الجمهورية المنتخب رجب طيب أردوغان منذ وصول اول سوري لاجئ إلى تركيا، إذ لقي السوريون في تركيا البلد المجاور لشمال البلاد من جهة حلب وإدلب خير معاملة على الإطلاق بالمقارنة مع المعاملة التي تلقوها في دول اللجوء الأخرى كلبنان والأردن أو مصر، وبشــهادة كل سوري يقيم في تركيا فإن الحـــكــومة قدمت تسهيلات كثيرة تساعد الـلاجـــئ السوري على تجاوز معاناته التي عــاشها في سوريا قبل وصوله لتركيا.
شغلت مسألة انتخابات رئاسة الجمهورية التركية والتي فاز فيها المرشح رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة السابق برئاسة الجمهورية وبجدارة كبيرة غالب السوريين على اختلاف توجهاتهم، بل كان السوريون من أكثر المتابعين لحملة أردوغان الانتخابية وكان لهم حضور كبير في معظم خطاباته التي ألقاها في العديد من الأقاليم التركية، حيث ركز أردوغان في كل خطاباته على ضرورة مساعدة السوريين وحسن استقبالهم من قبل المواطنين الأتراك، لدرجة أنه قال في أحد خطاباته قبل الإنتخابات بشهور في مدينة الريحانية الحدودية عندما بادر الحضور من الاتراك للتصفيق فرحاً واحتفالاً بوصوله إلى مدينتهم «من يحب أردوغان فليكرم السوريين».
جاءت الحملات الانتخابية المضادة للمرشحين الآخرين وبالاً على السوريين الذين شعروا بالخطر والخوف من مصيرهم في حال لم ينجح رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة، حيث طرح منافسو أردوغان مسألة السوريين وتواجدهم في تركيا على جدول أعمالهم الرئاسية إن نجحوا في الانتخابات، وأكدوا لأنصارهم أنهم سيسعون لتخفيف الوجود السوري في تركيا، حيث ينتمي أنصار أوغلو معظمهم للطائفية العلوية التي ساندت نظام بشار الأسد منذ انطلاق الثورة السورية في الأقوال والمواقف تارة وفي الأفعال الإجرامية تارة أخرى، كالمجزرة التي أشرف عليها مهراج أورال في بانياس والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء ذبحاً بالسكاكين.
وشهدت العديد من المدن التركية توترات ما قبل الإنتخابات وما بعدها، إذ اعتمد معارضو أردوغان على اللعب على الموضوع السوري واقتناص كل جانب سلبي مهما كان ضئيل الأهمية ليستخدم ورقة ضد أردوغان في الإنتخابات، وحاول أولئك إشعال الفتن في مختلف المناطق كأنطاكية وعنتاب وكيليس وحتى العاصمة أنقرة أيضاً، ليثبتوا للناخب التركي أن هناك مصيبة تمر بها البلاد تسبب بها رجب طيب أردوغان هي استقبال السوريين واحتوائهم وتغلغلهم ضمن المجتمع التركي. وقد أدرك عقلاء كثر من السوريين خطورة هذه المرحلة وعملوا على الكثير من حملات التهدئة وشكر الشعب التركي على حسن استقباله حتى في بعض المناطق التي أسيء لهم فيها رغم قلتها.
ومع بدء الإنتخابات الرئاسية كان السوريون من المتابعين بكل اهتمام لسير الإنتخابات، وحاولوا الإلتزام بالقوانين التي فرضت بشكل مؤقت في يوم الإنتخابات وهي منع تجول السوريين حتى نهاية العملية، والتزامهم بهذه التعليمات رغبة منهم بسير الإنتخابات دون أية إشكالات، حتى أنهم اعتبروا أن التزامهم هو تعبير عن مساندتهم لمرشح حزب «العدالة والتنمية» أردوغان. ومع إعلان النتائج وفوز المرشح الذي أحب السوريين وأحبوه انطلقوا في الشوارع يعبرون عن فرحهم بفوزه، فجابت مظاهرات حاشدة شوارع أنطاكية ذات الغالبية العلوية المعارضة لأردوغان والمؤيدة لنظام لبشار الأسد، بدأ فيها المتظاهرون بترديد هتافات التهنئة للرئيس المنتخب الجديد كما رددوا شعارات الثورة السورية وإسقاط رأس نظامها بشار الأسد في جو مشحون بالطائفية والحقد على كل كلمة تقال في هذه التظاهرات، ورغم ذلك كان حزن الأنطاكيين عميقاً لنجاح أردوغان ويبدو أنه منعهم عن التعرض للمسيرات المهنئة تلك والتي لم تستمر طويلاً بكل حال.
نجاح رجب طيب أردوغان رئيساً للبلاد كان مبعث انفراج أسارير السوريين جميعاً في تركيا، إذ شعروا حينها انهم بخير لسنوات أخرى قادمة، فقد وثقوا بهذا القائد منذ بداية ثورتهم، كما انه لم يقم بأي تصرف ينقص الثقة تلك بل قام بكل ما يعززها ويزيدها، إذ منحت تركيا السوريين الكثير من الحقوق، منها حق العلاج والتداوي في المشافي التركية مجاناً رغم أن المواطن التركي يدفع رسوماً رمزية بسيطة جراء علاجه، كما تمكن كل سوري يحتاج أية عملية جراحية من إجرائها على نفقة الحكومة مهما كانت تكاليفها باهظة، هذا في حال توفرها في المشافي الحكومية، من جهة أخرى استقبلت تركيا كل الإصابات الآتية من الداخل السوري مهما كانت أسبابها فمن جرحى المعارك إلى مصابي القصف إلى أصحاب الأمراض المزمنة، كل هؤلاء تلقوا العلاج مجاناً في المشافي التركية.
كما سمحت الحكومة التركية بافتتاح مدارس للسوريين وبذلك حصل كل طفل سوري على حق التعليم، وأصدرت قرارات تسمح باستقبال الطلاب الجامعيين السوريين للتسجيل في الجامعات. وتميزت تركيا أنها أول دولة في العالم بل الوحيدة التي سمحت للسوريين بالدخول إلى أراضيها عبر المعابر الحدودية الرسمية رغم انتهاء مدة جوازات سفرهم، فلم يعد موضوع تجديد الجواز عائقاً أمام تنقل السوريين من وإلى تركيا، فضلاً عن امتيازات أخرى كحق العمل وممارسة المهن والحرف وافتتاح المحال والشركات التجارية وما إلى ذلك.
نجاح أردوغان في انتخابات الرئاسة يعتبره معظم السوريين انتصارا لقضيتهم وقد عبر أردوغان عن ذلك بخطابه في يوم الانتخابات «ما حدث ليس انتصاراً لتركيا فحسب، هو انتصار لدمشق وحماة وحلب وبغداد وغزة ورام الله» وهذا ما صدقه السوريون حتى قبل ان يقوله لأنهم لمسوه حقيقة، ويطمئن اليوم اللاجئون السوريون في تركيا على مستقبلهم القريب خلال السنوات المقبلة التي سيكون فيها أردوغان رئيساً للجمهورية التركية بل يتوقعون أن لا تبقى الميزات التي حصلوا عليها كما هي، بل يجدون أنهم سيحصلون عـلـى ميـــزات إضافية، وأن ظروفهم سوف تتحسن أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة التي قضوها في المدن التركية.
ويعاني سوريو الداخل أشد المعاناة تحت القصف، فضلاً عن ان آلافا من مقاتلي الجيش السوري الحر يطمحون أن يكون دعم أردوغان للقضية السورية أكبر من ذي قبل بعد توليه منصب الرئاسة، بل ويتوقعون ان يكون لانتخابه دوراً هاماً في ازدياد زخم الثورة السورية وتقوية شوكة مقاتلي الحر ضد نظام بشار الأسد، كما يأملون أن يلعب أردوغان دوراً كبيراً على الصعيد السياسي في المرحلة المقبلة من الثورة السورية، لاسيما أنه بفوزه هذا أثبت للعالم قوته السياسية ودوره الكبير في المنطـــقة، والذي سيجعل الدور التركي .. حســـب ناشـــطين، الأكبر في الأحـــداث المقـــبلة التي سيمر بها الشرق الأوســـط، ويتوقعــون أن يكون هذا الدور إيــجــابياً ولصالح شعوب المنطقة بأسرها، والأهم أن معظم المعارضين السوريين الذين تفرقهم الأيديولوجيا يجمعهم حب أردوغان ويطلقون عليه لقب (القائد).
سورية: اشتباكات بين “الشبيحة” ومجموعات مسلحة في السويداء
دمشق ــ جديع دواره
تدور اشتباكات، منذ ليل أمس الجمعة، بين مجموعات مسلّحة تتخذ من قرى البدو في اللجاة، شمالي غرب السويداء، نقطة انطلاق لها، ومجموعات مسلّحة من الدروز محسوبة على النظام، أدت حتى عصر اليوم، السبت، إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وذكر ناشطون أن مئات العائلات من سكان قرى الجبل من البدو نزحوا من منازلهم باتجاه عمق اللجاة، تحسّباً من هجمات مرتقبة، ما ينذر بوقوع اقتتال شامل بين سكان الجبل من الطرفين، معيداً للأذهان ما حدث أواخر صيف عام 2000.
وأفاد ناشط من السويداء، فضّل عدم كشف اسمه، لـ”العربي الجديد”، أن الأحداث بدأت ليل أمس الأول بإطلاق النار على سيارة يقودها أحد عناصر “الشبيحة” بين قريتي عريقة وداما على تخوم منطقة اللجاة، ما أدى إلى جرح ستة أشخاص كانوا يستقلون السيارة، فيما لاذ المسلحون بالفرار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
على الاثر تداعى ما يُعرف بعناصر الدفاع الوطني، التابعين للنظام، من القرى المجاورة، وتجمّعات محلية من المشايخ، وشنوا هجوماً على تجمعات قالوا إنها للبدو في أطراف منطقة اللجاة قرب قرية داما، تساندهم قوات النظام في القصف المدفعي والغارات الجوية.
في هذه الأثناء، سقطت قذائف عدة على منازل السكان في قرية داما التي يستخدمها النظام كنقطة انطلاق في عملياته ضد المعارضة في اللجاة، وقُتل في الاشتباكات الدائرة حتى اللحظة بين الطرفين نحو سبعة من الدروز المحسوبين على النظام وأصيب نحو 19 آخرين بجراح.
وحمّل معارض من أبناء السويداء، فضّل عدم كشف اسمه، في حديث لـ”العربي الجديد”، مسؤولية ما يجري اليوم، لأجهزة الاستخبارات في المحافظة، والهدف، بحسب رأيه، جعل السكان في الجبل يشعرون كأقلية بأنهم مستهدفون من قبل الآخرين، وأن الخيار الأفضل بالنسبة إليهم هو الالتصاق بالنظام.
واعتبر أن ما يجري هدفه أيضاً جرّهم إلى اقتتال أهلي يُغرق الجميع في دوامته تارة مع البدو وتارة مع جيرانهم من أهل درعا.
ولفت المعارض إلى أن النظام أطلق منذ بدء الاحتجاجات في سورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام، يد “الشبيحة والزعران” في جبل العرب، ودعمهم بالسلاح والتدريب، وأصبحوا مصدر خطر على السلم الأهلي، يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، في ظل وجود أغلبية من السكان لا حول لها ولا قوة.
يُشار الى أن التوتر بين الطرفين ليس الأول من نوعه، فقبل نحو شهر قُتل شاب من قرية مجادل، ورد عناصر الدفاع الوطني بقتل شابين من البدو في الساحة العامة للبلدة، وجرت عمليات خطف متبادلة في قرى المحافظة، الأمر الذي وتّر الأجواء بين الطرفين. واستعاد السكان أحداث عام 2000، إثر نزاع بدأ بالخلاف على الرعي في أراضٍ زراعية، وانتهى بمقتل العشرات وتهجير المئات من منازلهم.
من جهتها، دعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية، في بيان، “أبناء الوطن إلى عدم الانجرار وراء الفتنة”. وطلب البيان “من مختلف أطياف المجتمع التمسك بشعار الأجداد إبّان الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي، فالدين لله والوطن للجميع، والتعامل مع بعضهم بروح الأخوّة والتمسك بالقوانين والأنظمة وتطبيقها على الجميع من دون استثناء”.
وتجمّع المئات من الشباب والمشايخ في مدينة السويداء أمام مقام عين الزمان، كتعبير عن الغضب، مطالبين النظام بتزويدهم بالسلاح.
وغير بعيد عمّا يحصل في اللجاة، شيّع أهالي بلدة نمر في ريف درعا الشمالي، اليوم السبت، القتيل الـ24 الذي قضى متأثراً بجراح أصيب بها جراء انفجار سيارة مفخخة لدى خروج المصلين من الجامع بعد صلاة الجمعة، أمس.
وأفاد مركز توثيق الشهداء في درعا، أن سيارة مفخخة جرى تفجيرها أمام مسجد التقوى لدى خروج المصلين من الجامع بعد صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً من المدنيين، جرى توثيقهم بالاسم، بينهم امرأة وأربعة أطفال، بالإضافة الى عشرات الجرحى.
وعرض ناشطون على صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعترافات قالوا إنها للشاب المسؤول عن تفجير السيارة، الذي أقرّ في تحقيقات أولية معه، عن مسؤوليته عن التفجير، وكشف عن وجود شبكة من المتعاونين مع النظام.
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجّرين، على مناطق في الحي الشمالي لمدينة نوى في ريف درعا الشمالي الغربي، وسط اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وفصائل مسلحة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، في الجهة الشرقية للمدينة.
كما تدور اشتباكات بين قوات النظام من جهة والكتائب الإسلامية وكتائب أخرى من جهة ثانية، في الحي الشرقي لمدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
مؤتمر صحافي للائتلاف المعارض موجه للأتراك
هدوء في غازي عينتاب بعد مقتل تركي على يد سوري
بهية مارديني
عاد الهدوء إلى غازي عينتاب بعد احتجاجات لأيام، بسبب مقتل تركي على يد سوري، وتقرر نقل السوريين إلى مخيمات للاجئين، بينما يعقد الائتلاف السوري المعارض مؤتمرًا صحافيًا لجلاء الموضوع.
اسطنبول: قرر الائتلاف الوطني السوري المعارض ارسال وفد إلى مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا، لمتابعة أحوال السوريين فيها بعد مقتل مواطن تركي على يد سوري، وارسال وفد آخر إلى الريحانية على الحدود السورية التركية لمتابعة تنظيم ثلاث مجالس للجالية السورية، واقامة مؤتمر صحافي في اسطنبول الجمعة، موجهًا للشعب التركي والاعلام التركي بالدرجة الأولى .
تظاهرات واحتجاجات
يتحدث في المؤتمر الصحافي خالد خوجة، ممثل الائتلاف في تركيا، متناولًا الأحداث التي جرت أخيرًا في غازي عينتاب التركية، والتي قامت السلطات التركية على اثرها بنقل مئات اللاجئين السـوريين إلى مخيمات بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات العنيفة للسكان المحليين، الذين أغضبهم قتل صاحب عقار تركي طعنًا بيد مستأجر سوري.
واعتقل نحو 50 تركيًا بسبب هذه الاحتجاجات، التي بدأت ليل الاثنين في المدينة، وشهدت إطلاق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع.
وأصيب نحو عشرة لاجئين سـوريين في أعمال العنف، واعتقل أربعة منهم للاشتباه بمشاركتهم في قتل التركي.
في ظروف سيئة
وأكد محافظ غازي عينتاب آردال عطا لوسائل الاعلام أن 400 سـوري سينقلون إلى المخيمات. وقال: “وجدنا 400 عائلة سـورية تعيش في ظروف سيئة في مبان مهجورة، ونحن نسيطر على تلك المنازل ونقوم بإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين ابتداء من الآن”.
وأشار مسؤولون أتراك إلى أن بعض السـوريين ترددوا في مغادرة منازلهم بسبب التوتر، ولم يستطع تأكيد عدد من غادروا المدينة.
ودعت فاطمة ساهين، رئيسة بلدية غازي عينتاب، السكان المحليين إلى التسامح، وأكدت إقامة مخيم جديد للاجئين، “ومن الخطأ إلقاء اللوم في جميع الجرائم على السـوريين”.
وقالت في تصريحات صحافية: “أرى أن بعض الناس يريدون استفزاز مختلف المجتمعات وعلينا أن نستجيب بشكل منطقي”.
نفي بريمو
قتل لاجئ سـوري الخميس في غازي عينتاب على يد مجموعة من الأتراك، فيما تردد أن أكثر من سوري قتلوا كرد فعل.
قال أحمد بريمو، المسؤول الإعلامي في وزارة العدل بالحكومة السـورية المؤقتة، إن الضحية أحد أقرباء لاجئ سـوري، أقدم على قتل مواطن تركي، قبل أيام في المدينة.
ونفى بريمو ما تداولته على بعض وسائل الإعلام حول مقتل ثلاثة سـوريين في المدينة جراء أعمال عنف، على خلفية مقتل مواطن تركي.
وأكد أن ابراهيم ميرو، وزير العدل في الحكومة السـورية الموقتة، زار مكتب المحامي العام في عينتاب، وطالب بانتداب موظفين سـوريين إلى عدلية المدينة لمتابعة شؤون اللاجئين السـوريين.
مهاجرون وانصار
اقر بريمو بوجود حوادث اعتداء على السـوريين في المدينة، تم الإبلاغ عنها للسلطات التركية، وتتضمن اعتداءات جسدية وأخرى مادية، لافتًا إلى أن والي تسيير أمور السـوريين في غازي عينتاب أوصى مديرية أمن المدينة بتكثيف الدوريات في المناطق التي تشهد توترًا.
وأشاد الرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان بدور تركيا في استقبال السـوريين، مبينًا أنها الدولة الوحيدة التي احتضنت السـوريين بشكل مميز. وقال أردوغان: “بلادنا الوحيدة التي احتضنت المهاجرين السـوريين بشكل مميز، واستضافتهم بتفان، ويوجد حاليًا في بلادنا مليون و200 ألف مهاجر سـوري، ونصبر رغم بعض المنغصات، ونتحملها، لماذا؟ لأننا نصفهم بالمهاجرين ونحن الأنصار”.
ونصح أردوغان مواطنيه بالصبر، “فما أصاب السـوريين كان من الممكن أن يصيبنا”.
الائتلاف السوري: خطر “الدولة الاسلامية” لا يتجزأ
بهية مارديني
نصر الحريري يلتقي سفراء دول غربية
بحث نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، مع دبلوماسيين اوروبيين، مسألة دعم الائتلاف وتطوير دوره، في وقت يستمر تقدم الدولة الاسلامية في مناطق كثيرة منها ريف حلب.
اسطنبول: التقى نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، السفير الهولندي مارسيل كوربيرشيك، والمسؤول في القنصلية الهولندية كون فان ليسهاوت، وايفان نيلسن المبعوث الدنماركي الخاص للمعارضة السورية، كل على حدة.
وعلمت” ايلاف” أن الحديث دار “عن التطورات على الأرض ومحاربة المعارضة للنظام، والتطرف، وعن ضرورة دعم الثورة ودعم الائتلاف الوطني كممثل للشعب والمعارضة السورية وتطوير دوره ومؤسساته”.
وأكد السفراء على عدالة قضية الشعب السوري في طريقه نحو الدولة التي ينشدها. من جانبه، قال الدكتور الحريري “إن السوريين اختاروا طريقهم نحو دولة الديمقراطية والحرية، مطالبًا المجتمع الدولي بدعمهم واعتبار قضيتهم اولوية”.
دراسة وضع كتلة الأركان في الإئتلاف
الى ذلك شهد فندق غونان في اسطنبول اليوم لقاء بين كتلة الأركان في الائتلاف الوطني السوري، والتي أقيلت في وقت سابق من الأسبوع الماضي من قبل المجلس العسكري الأعلى بحضور رئيس الائتلاف هادي البحرة.
وقال أحد أعضاء الكتلة لـ”إيلاف”، قابلنا اللجنة المؤلفة من عشرة أشخاص، والتي شكلها المجلس العسكري الأعلى لدراسة وضعنا نحن كتلة الأركان في الائتلاف الوطني السوري .
وأضاف” كانت الأسئلة حول عملنا على الأرض، وبحثنا بموضوع المجلس العسكري الأعلى، والائتلاف وطبيعة علاقتنا معه، وكذلك الثورة والصراع العسكري مع النظام السوري”.
ميدانيًا
من جانبه، قرع الائتلاف الوطني ناقوس الخطر مع تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، ووصوله قرب بلدة مارع بعد سيطرته على قريتي أخترين وتركمان، وبعض القرى الأخرى المحيطة بها. ويؤكد الائتلاف أن خطر هذا التنظيم في العراق وسوريا لا يتجزأ، وإذا كان المجتمع الدولي جاداً في محاربته، فيجب ألا يقتصر ذلك على العراق”.
وذكّر الائتلاف في بيان، تلقت “إيلاف” نسخة منه، “المجتمع الدولي، بأنه والجيش السوري الحر كانا أول من تنبه لخطر هذا التنظيم، وأول من هبّ لمحاربته وطرده من مختلف المناطق السورية، ومن ضمنها ريف حلب”.
وأكد الائتلاف على أنه “لا يوجد بديل عن دعم الجيش السوري الحر، وتزويده بالسلاح النوعي للتصدي لخطر التنظيم وجرائمه بحق المدنيين، ومتابعة واجبه الوطني في محاربة نظام الأسد الراعي الأول للإرهاب في المنطقة”.
فيما تصدى الجيش الحر اليوم لمحاولة قوات الأسد اقتحام حي جوبر في دمشق وسط قصف عنيف استهدفه، وقالت الهيئة السورية للإعلام إن الجيش الحر تمكن من قتل 3 عناصر من قوات الأسد أثناء الإشتباكات.
وكانت قوات الأسد قد أعلنت استعادة السيطرة على بلدة المليحة، في حين تشهد البلدة معارك عنيفة من جهة البساتين.
من جهة ثانية، نصب الجيش الحر اليوم كمينًا لقوات الأسد في جرد رأس المعرة في منطقة القلمون في ريف دمشق، قتل على أثره عدد من عناصر تلك القوات، كما وقعت اشتباكات بين الحر وحزب الله اللبناني في جرود القلمون، أسفرت عن مقتل 3 من عناصره وقالت الهيئة السورية للإعلام إن قوات الأسد استهدفت بالمدفعية والصواريخ، بلدات ومدن ريف دمشق، ما تسبب بسقوط 22 شهيدًا في بلدة دير العصافير وحدها.
وفي درعا، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد في حي المنشية، سقط على إثرها عدة قتلى من الأخيرة، واستهدف عناصر الجبهة الجنوبية بالمدفعية معاقل قوات النظام، داخل كتيبة الكوبرا قرب بلدة كحيل بريف درعا محققين إصابات مباشرة. بينما ألقى الطيران الحربي براميل متفجرة على بلدات انخل والشيخ مسكين ونوى.
فتح باب الترشح لرئاسة الحكومة الموقتة
من جانب آخر، أكد بدر جاموس عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري لـ”ايلاف” أن الائتلاف عاود فتح باب الترشح لمنصب رئيس الحكومة السورية الموقتة من جديد.
واعتبر” أن هذا القرار جيد لإتاحة الفرصة أمام من يجد في نفسه القدرة والكفاءة لرئاسة الحكومة”.
النظام يواصل قصف حلب وسقوط 10 قتلى
22 قتيلاً في تفجير سيارة مفخخة في جنوب سوريا
أ. ف. ب.
بيروت: قتل 22 شخصا على الاقل اليوم الجمعة في تفجير سيارة مفخخة في قرية يسيطر عليها مقاتلون معارضون في محافظة درعا في جنوب سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حلب (شمال)، قتل عشرة اشخاص في قصف للطيران على احياء تسيطر عليها المعارضة، بينما واصل تنظيم “الدولة الاسلامية” التقدم على حساب مقاتلي باقي المعارضة في الريف الشمالي للمحافظة الحدودية مع تركيا.
وقال المرصد مساء اليوم “ارتفع الى 22 بينهم طفلان وسيدة وعدة مقاتلين من الكتائب المقاتلة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء انفجار سيارة مفخخة امام مسجد التقوى في بلدة نمر”.
وكان المرصد افاد في حصيلة اولية عن مقتل 14 شخصا في التفجير الذي وقع بعيد خروج المصلين من اداء صلاة الجمعة.
وتقع البلدة على بعد نحو 50 كلم الى الشمال الغربي من مدينة درعا، ويسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب المرصد.
وشهدت مناطق سورية عدة تفجيرات بسيارات مفخخة بعضها نفذها انتحاريون، منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011، والذي ادى الى مقتل اكثر من 170 الف شخص، بحسب المرصد.
في حلب (شمال)، قتل عشرة اشخاص على الاقل في قصف “بالبراميل المتفجرة” التي تلقيها الطائرات المروحية، على حيين تسيطر عليهما المعارضة، هم خمسة اشخاص في باب النيرب (وسط) بينهم طفلان، وخمسة اشخاص في حي صلاح الدين (جنوب)، بحسب المرصد.
وبات النزاع السوري متشعب الجبهات، لا سيما مع تصاعد نفوذ تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف الذي بات يسيطر على مناطق في شمال سوريا وشرقها، اضافة الى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
واليوم، اشار المرصد الى ان هذا التنظيم “سيطر على قرية بغيدين القريبة من بلدة الراعي الخاضعة لسيطرته في ريف حلب الشمالي، والقريبة من الحدود التركية”، على بعد نحو ستين كلم شمال حلب.
ويأتي ذلك بعد سيطرة التنظيم الاربعاء على ثماني بلدات وقرى كانت تحت سيطرة مقاتلي باقي فصائل المعارضة السورية، ابرزها اخترين، اثر معارك ادت الى مقتل 40 مقاتلا معارضا و12 عنصرا من “الدولة الاسلامية”، بحسب المرصد.
وتتيح هذه السيطرة للتنظيم متابعة التقدم نحو بلدة مارع التي تعد احد معاقل “الجبهة الاسلامية” اكبر تشكيلات مقاتلي المعارضة، ومدينة اعزاز الحدودية التي تضم معبرت حدوديا مع تركيا.
ويخوض تنظيم “الدولة الاسلامية” معارك منذ كانون الثاني/يناير مع تشكيلات من المقاتلين المعارضين، ادت الى مقتل نحو ستة آلاف شخص، بحسب المرصد.
وحذر تشارلز ليستر الخبير في مركز “بروكينغز الدوحة”، من ان مقاتلي المعارضة قد يصبحون بين فكي كماشة، مع تقدم “الدولة الاسلامية” في الريف الشمالي لحلب، وقوات النظام السوري من الجنوب والغرب.
وقال في مقال على الموقع الالكتروني لشبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون، ان مقاتلي المعارضة في حلب باتوا يواجهون “خطر وجود”.
ورجح ليستر ان يحاول عناصر “الدولة الاسلامية” التقدم نحو اعزاز لقطع خط امداد المقاتلين من تركيا، والسيطرة على مارع تمهيدا لشن هجمات على معاقل المقاتلين في الاحياء الشمالية والشرقية لحلب.
وتدور في داخل حلب، ثاني كبرى المدن السورية، معارك يومية منذ صيف العام 2012، وباتت السيطرة على احيائها منقسمة بين المعارضة، والنظام الذي حقق تقدما في الاسابيع الاخيرة من جهة الشرق والشمال الشرقي.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة من ان المعارك في محافظة حلب، جعل السكان يعيشون “في ظروف مروعة”.
واشارت اللجنة في بيان اليوم الى انها تعمل مع الهلال الاحمر السوري لايصال مساعدات طبية الى كل ارجاء المحافظة، في المناطق التي الواقعة تحت سيطرة مختلف اطراف النزاع.
ونقل البيان عن نائب رئيس بعثتها في سوريا دافني ماريت ان “زيادة توزيع المساعدات في المحافظة يشكل اولوية منذ اصبحنا حاضرين في شكل دائم في المدينة قبل اكثر من عام”.
جدل حول خلو قائمة مجلس الأمن السوداء من اسم البغدادي
ضمت 5 أسماء من «جبهة النصرة» وقياديا من «داعش»
لندن: محمد الشافعي
يبدو أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبفعل الصدمة الشديدة التي سببتها وحشية الإرهابيين الذين يعيثون فسادا في العراق، قد حزم أمره على الموافقة، أول من أمس الجمعة، على قرار يستهدف النيل من هؤلاء الإرهابيين عن طريق تشديد الخناق على المصادر التي تزودهم بالأموال والأسلحة وتمدهم بالمتطوعين الأجانب. هذا القرار، الذي يطالب الإرهابيين بأن «يلقوا أسلحتهم ويتفرقوا بأثر فوري»، سوف يجيز استخدام القوتين الاقتصادية والعسكرية لضمان الانصياع، وهذه هي أقوى الوسائل التي تحت تصرف المجلس بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من وجود تاريخ مرير من الخلافات بين أعضاء المجلس بشأن كيفية التعامل مع الحرب في سوريا، فإنه يبدو أن المجلس قد اتفقت نيته على اتخاذ إجراء محدد في العراق المجاور، حيث تسببت حركة من الإرهابيين المتطرفين الذين يبسطون نفوذهم عبر الحدود في البلدين في أزمة سياسية وإنسانية. ومن المرتقب أن يوقع الأعضاء الخمسة عشر جميعا على المسودة النهائية لهذا القرار، التي توافرت لصحيفة «نيويورك تايمز» نسخة منها.
هذا القرار، الذي تقدّمت بمشروعه بريطانيا، يدين تنظيم «داعش» في العراق وسوريا بسبب ما يصفه بـ«آيديولوجيته العنيفة المتطرّفة وانتهاكاته الفاضحة المنتظمة الواسعة النطاق لحقوق الإنسان، وخرقه القانون الإنساني الدولي». وبموجب أحكام هذا القرار سوف تدرج أسماء نحو ستة من زعماء التنظيم ضمن القائمة السوداء الدولية، وهذا سيحظر عليهم السفر ويجمّد أرصدتهم. كذلك يطالب القرار أي مقاتل ينضم إلى هذه الجماعة أو توابعها بالانسحاب والتخلي على الفور، وتتوعد بالعقوبات كل من يعمل في تجنيد هؤلاء أو تمويلهم.
وضيق مجلس الأمن الدولي، فجر أول من أمس، الخناق على متشددين إسلاميين في العراق وسوريا بإدراجهم على القائمة السوداء والتهديد بفرض عقوبات على كل من يمول ويزود تلك الحركات بالسلاح أو الكوادر القتالية. وصادق المجلس الدولي بالإجماع على القرار رقم 2170 الذي شدد العقوبات على تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق في العراق وسوريا أقام عليها دولة «خلافة» إسلامية، و«جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وحثّ مجلس الأمن، وفق القرار، الدول الأعضاء كافة على اتخاذ إجراءات تهدف إلى وضع حد لتدفّق مقاتلين إرهابيين أجانب ينضمون إلى «داعش» أو جبهة النصرة».
ويهدد القرار بـ«فرض عقوبات» على أي جهة تسهم في تجنيد مقاتلين أجانب لصالح التنظيمين، كما يحذر من أي تعامل «تجاري» مع هؤلاء «الإسلاميين المتطرفين» الذين سيطروا على حقول نفط وبنى تحتية يمكن أن تكون مجزية، وقال إن مثل هذه التجارة «يمكن اعتبارها دعما ماليا». وأوضح نص القرار أن مجلس الأمن يتحرك بناءً على الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، مما يعني أنه يمكن تطبيق هذه الإجراءات باستخدام القوة.
والأفراد الستة، التابعون لـ«داعش» و«جبهة النصرة»، الذي أدرجوا على قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة في محاولة لقطع التمويل عنهم، هم: عبد الرحمن الظافر الدبيدي الجهاني (جبهة النصرة) وحجاج بن فهد العجمي (جبهة النصرة) وأبو محمد العدناني (داعش) وسعيد عريف (جبهة النصرة) وعبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ (جبهة النصرة) وحامد حمد حامد العلي (داعش وجبهة النصرة)، طبقا للأمم المتحدة.
إلا أن إسلاميين في العاصمة لندن أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن قائمة الأمم المتحدة السوداء منقوصة لأنها لم تشمل اسم خليفة «داعش» إبراهيم عواد، الشهير باسم «أبو بكر البغدادي». وقال الإسلامي المصري د.هاني السباعي، مدير مركز المقريزي بلندن، لـ«الشرق الأوسط»: «إنه من الغريب ألا نجد اسم البغدادي الرجل الذي روع أركان الأرض بنشره الإرهاب في الرقة والموصل». وأضاف أن هناك كويتيين وسعوديين وسوريين على القائمة السوداء، وهم خمسة من «جبهة النصرة» وواحد فقط من «داعش» رغم أن التنظيم هو الأكثر ارتكابا للأعمال الإرهابية الإجرامية.
وقال إن الستة على الأعم متهمون بتمويل أنشطة إرهابية. وأضاف أن أسماءهم موجودة في مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات، والقرار يترتب عليه تجميد أموالهم في الخارج، مشيرا إلى أن القرار سيؤثر إذا كان هؤلاء الأشخاص يتنقلون بين الدول أو يعيشون في دول أوروبية، والقرار يعني تجميد أموالهم وتجميد حركتهم، أما بالنسبة للعدناني فهو اسمه المستعار. واستغرب عدم وجود جماعات شيعية على القائمة السوداء رغم ارتكابها أيضا لأعمال إرهابية، مثل «جماعة أبو الفضل العباس» و«حزب الله» اللبناني. واعتبر أن العدناني هو الوحيد الذي لا يوجد له اسم حقيقي، رغم أنه المتحدث باسم «داعش»، وبالتالي يمكنه تجنب العقوبات المفروضة.
ويعتبر أبو محمد العدناني أحد أبرز قادة داعش الذين أدرجوا على قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة و«داعش» وجبهة النصرة من قبل الأمم المتحدة أول من أمس. وقال مسؤول عراقي إن العدناني، الذي جرى تعيينه في وقت سابق من العام الماضي الحالي في منصب «أمير الشام»، اعتقل من قبل قوات التحالف الدولي في العراق بتاريخ 31 مايو (أيار) 2005 في محافظة الأنبار. وأضاف المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية أن العدناني، الذي أفرج عنه في عام 2010، استخدم لدى اعتقاله «اسما مزورا» هو ياسر خلف حسين نزال الراوي، وأنه يحمل حاليا عدة ألقاب بينها «أبو محمد العدناني طه البنش» و«جابر طه فلاح» و«أبو الخطاب» و«أبو صادق الراويط»، من دون أن يذكر اسمه الحقيقي.
وتابع المسؤول الأمني العراقي أن العدناني ولد في عام 1977، وأنه كان يسكن في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار في غرب العراق، مضيفا أن والدته تدعى خديجة حامد. وعرض المسؤول مجموعة من الصور قال إنها تعود إلى العدناني، وبينها صورتان لشخص يرتدي سترة صفراء خاصة بالسجناء.
ويعد العدناني أحد أبرز قادة تنظيم داعش، المرتبط بتنظيم القاعدة، والذي كان يحمل في السابق اسم «الدولة الإسلامية في العراق» بقيادة أبو بكر البغدادي. ويصدر العدناني تسجيلات صوتية، وبيانات مكتوبة، تتناول عمليات التنظيم في العراق وسوريا المجاورة التي تشهد نزاعا داميا منذ مارس (آذار) 2011.
وكان أبو محمد العدناني هاجم أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» الأم. وقال في بيان بثته المواقع الأصولية حمل عنوان «عذرا أمير (القاعدة)»: «عذرا أمير (القاعدة).. الدولة ليست فرعا تابعا لـ(القاعدة)، ولم تكن يوما كذلك، بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر». وأضاف «عذرا أمير (القاعدة).. إننا كنا ولحين قريب نجيب من يسأل عن علاقة الدولة بـ(القاعدة) بأن علاقتها علاقة الجندي بأميره، لكن هذه الجندية يا دكتور لجعل كلمة الجهاد العالمي واحدة ولم تكن نافذة داخل الدولة، كما أنها غير ملزمة لها وإنما هي تنازل وتواضع وتكريم منا لكم، ومن الأمثلة على ذلك عدم استجابتنا لطلبك المتكرر بالكف عن استهداف عوام الروافض في العراق بحكم أنهم مسلمون يعذرون بجهلهم، فلو كنا مبايعين لك لامتثلنا أمرك حتى لو كنا نخالفك الحكم عليهم، هكذا تعلمنا في السمع والطاعة، ولو كنت أمير (الدولة) لألزمتها بك ولعزلت من خالفك، بينما التزمنا طلبكم بعدم استهدافهم في إيران وغيرها».
وأردف المتحدث باسم «داعش» مخاطبا الظواهري «لقد وضعت نفسك وقاعدتك اليوم أمام خيارين لا مناص عنهما، إما أن تستمر على خطاك وتكابر عليها وتعاند ويستمر الاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإما أن تعترف بخطئك وزلتك وتصحح وتستدرك، وها نحن نمد لك أيدينا من جديد لتكون خير خلف لخير سلف، فقد جمع الشيخ أسامة المجاهدين على كلمة واحدة وقد فرقتها. نمد لك أيدينا من جديد وندعوك للتراجع عن خطئك القاتل ورد بيعة الخائن الغادر الناكث فتغيظ بذلك الكفار.. أنت من أيقظ الفتنة وأذكاها وأنت من يطفئها إن أردت إن شاء الله.. فراجع نفسك وحقق موقفا لله».
وهدَّد أبو محمد العدناني، في يناير (كانون الثاني) الماضي، بـ«سحق» مقاتلي المعارضة السورية، الذين يخوضون مواجهات عنيفة ضدهم منذ أيام، معتبرا أن أعضاء الائتلاف المعارض باتوا «هدفا لنا»، وذلك في تسجيل صوتي للعدناني بثَّته مواقع إلكترونية. وقال في التسجيل «الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، وقد أعلنوا حربا ضد (داعش) وبدأوها».
ويخوض «داعش» منذ ديسمبر (كانون الأول) 2013 معارك عنيفة في مناطق عدة مع تشكيلات من مقاتلي المعارضة، هي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» و«جبهة النصرة». كما تشنّ عليه القوات العراقية هجوما كبيرا في محافظة الأنبار.
المعارضة السورية تخوض معركة الدفاع عن «مارع».. والائتلاف يدعو واشنطن إلى تدخل عسكري
«داعش» يعدم 8 مقاتلين من «جبهة الأكراد».. ومصير العشرات من الكتائب الإسلامية مجهول
بيروت: «الشرق الأوسط»
احتدمت أمس الاشتباكات في المعركة التي تقودها المعارضة السورية للدفاع عن بلدة مارع أحد معاقلها الرئيسة شمال حلب في وجه هجوم متسارع لعناصر تنظيم «داعش» الذي يحقق تقدما سريعا في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وفيما دعا الائتلاف السوري المعارض واشنطن إلى «تدخل سريع» ضد تنظيم «داعش» والنظام في دعوة غير مباشرة إلى شن غارات جوية، أعلنت «حركة حزم» أمس عن إرسالها تعزيزات عسكرية على جبهات عدة، لا سيما في الريف الشرقي لمدينة حلب، وذلك بغية إيقاف تقدم «داعش» في تلك المناطق.
وتأتي دعوة الائتلاف غداة إصدار مجلس الأمن قرارا ضد العناصر الجهادية في سوريا والعراق، وبعد أكثر من أسبوع من بدء واشنطن شن غارات جوية ضد «داعش» في شمال العراق. وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة «إنني وباسم الإنسانية أدعو الأمم المتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، أن تتعامل مع الوضع في سوريا كما تعاملت مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مدينة غازي عنتاب التركية «أدعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الإرهاب الداعشي (في إشارة إلى داعش) والأسدي بحق الشعب السوري المظلوم». وأضاف «العالم أجمع مدعو اليوم لتدخل سريع وعاجل وفعال لمساعدة مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن الحرية ضد عصابات التطرف والإرهاب، التي ارتكبت وترتكب يوميا مجازر يندى لها الجبين».
وأعدم {داعش} 700 من عشيرة الشعيطات في شرق سوريا خلال الاسبوعين الماضيين وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي ريف حلب أيضا، أعدم تنظيم الدولة الإسلامية 8 مقاتلين من لواء جبهة الأكراد، كان قد أسرهم خلال سيطرته على بلدة أخترين قبل 3 أيام، بينما لا يزال مصير عشرات الأسرى من مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ولواء جبهة الأكراد مجهولا حتى الآن. وكان أحد الناجين من إعدامات «داعش» في بلدة أخترين قد أبلغ نشطاء المرصد قبل يومين بأن التنظيم أعدم في الـ13 من الشهر الحالي 9 مقاتلين ذبحا، وقام بفصل رؤوسهم عن أجسادهم في بلدة أخترين.
ويحقق «داعش»، الذي بات يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، تقدما مهما في ريف حلب في الأيام الماضية، وتمكن من السيطرة خلال الأيام الثلاثة الماضية على عشر بلدات وقرى كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، محاولا التقدم نحو بلدة مارع ومدينة أعزاز الحدودية مع تركيا. وقد تؤدي سيطرة التنظيم المتطرف على أعزاز ومارع إلى توجيه ضربة قاصمة إلى مقاتلي المعارضة الذين يخوضون معارك مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحي تنظيم داعش.
وتعد مارع المعقل الرئيس لتنظيم «الجبهة الإسلامية»، أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة التي تخوض معارك ضد النظام و«داعش». وقال ناطق باسم «المجلس الثوري» لبلدة مارع عرّف عن نفسه باسم «أبو عمر»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الضغط العسكري يتركز الآن على مارع»، وإن المعارك تدور على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الشرق منها. وأضاف أن مقاتلي المعارضة «أرسلوا تعزيزات كبيرة وأسلحة إلى محيط بلدة مارع وداخلها» مضيفا أن «المقاتلين يعتبرون هذه المعركة أهم معركة ضد تنظيم داعش، وأنه لا مجال لخسارتها».
وأشار «أبو عمر» إلى أن التنظيم المتطرف الذي تشن واشنطن غارات جوية ضده في شمال العراق، يستخدم أسلحة ثقيلة أميركية الصنع، كان استولى عليها من الجيش العراقي إثر هجوم مفاجئ شنه في شمال البلاد وغربها في يونيو (حزيران) الماضي. وقال المرصد إن مصير العشرات من مقاتلي المعارضة الذين أسرهم التنظيم لا يزال مجهولا، مشيرا إلى أنه تم قطع رؤوس 17 مقاتلا معارضا على يد «داعش»، بينهم ثمانية يوم أمس في بلدة اخترين التي سيطر عليها التنظيم هذا الأسبوع.
ومن شأن السيطرة على مارع القريبة من الحدود التركية، وأعزاز التي يوجد فيها معبر حدودي مع تركيا، أن تقطع خط إمداد رئيسا للمعارضين.
وفي موازاة تقدم «الدولة الإسلامية»، يواجه مقاتلو المعارضة هجوما من القوات النظامية على الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة حلب. وأوضح المرصد أنه «مساء الجمعة، شنت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها، هجوما عنيفا استمر حتى الفجر، باتجاه مخيم حندرات وتلة الكندي الاستراتيجية». وأشار إلى أن السيطرة على هذه التلة تتيح للنظام السيطرة بالنار على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب، والتي تتعرض يوميا لقصف من الطيران السوري.
في موازاة جبهة حلب، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي، أمس، ثلاث غارات على مدينة الطبقة ومحيطها في ريف الرقة الغربي، وأطلقت مقاتلات الجيش النظامي صاروخا على منطقة المصرف في الحي الأول، فيما سقط آخر عند مفرق المدينة قرب المطار العسكري، واستهدفت الغارة الثالثة منطقة الكازية في بلدة المنصورة غرب الرقة. وقال ناشطون ميدانيون معارضون إن الغارات أتت بعد ليلة من الاشتباكات التي وصفوها بـ«العنيفة» بين تنظيم داعش والجيش النظامي، الذي حاولت عناصر فيه التسلّل من البوابة الغربية لمطار الطبقة العسكري، عبر قرية جليب العجيل.
وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي، أمس، غارات على جرود قرية المشرفة (فليطة) في القلمون الغربي بريف دمشق، مستهدفا مقرات وآليات تابعة للمعارضة المسلحة المنتشرة في المنطقة. وأكّدت مصادر إعلامية موالية للنظام أن الجيش النظامي استهدف أمس مستودعات تابعة لقوات المعارضة المسلحة في جرود القلمون في ريف دمشق، إضافة إلى مستشفيات ميدانية وآليات عسكرية مجهّزة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة.
وارتفع عدد قتلى تفجير السيارة المفخّخة الذي وقع بعد صلاة أول من أمس الجمعة، أمام مسجدٍ في بلدة نمر بريف درعا الشمالي، إلى 23 قتيلا. وقال ناشطون معارضون من درعا إن عدة أشخاص «لا يزالون مفقودين»، فيما لم يتمكن سكان القرية من التعرف على عدد كبير من الجثث «لشدة تشوهها». وقد نتج التفجير عن انفجار سيارة نقل كانت مركونة أمام باب المسجد ومعدة للانفجار لحظة خروج المصلين. وأدى التفجير أيضا إلى دمار في الواجهة الأمامية للمسجد المستهدف والمحال التجارية القريبة منه.
من جهتها، أعلنت فرقة الحمزة العسكرية، المعارضة والتابعة للجيش السوري الحر، أنها ألقت القبض على أحد المسؤولين عن تفجير مسجد نمر، والذي «اعترف» بأنه كان يخطط لتفجير سيارة أخرى أمام مسجد الحجر في مدينة جاسم شمال المحافظة، حسب ما قالت.
كما اعترف المتهم، الذي أُوقف على حاجز تابع للمعارضة المسلحة جنوب بلدة برقة المجاورة لجاسم، بأنه عضو في «خلية مكونة من 25 متعاملا مع النظام» ينفّذون أعمالا ضد المعارضة في جاسم ونمر، وذلك حسب الفرقة المعارضة، التي أعلنت إلقاء القبض على ستة من عناصر الخلية، فيما لا يزال البحث عن الآخرين «جاريا».
السعودي الشارخ أمير الساحل باللاذقية وممول «القاعدة» في أفغانستان
الرياض: ناصر الحقباني
تبنى مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، بالإجماع، القرار الذي تقدمت به بريطانيا على إدراج أسماء ستة قياديين متطرفين؛ اثنين من السعودية، ومثلهما من الكويت، وأيضا من سوريا، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة، مما يؤدي إلى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر، خصوصا أن خمسة منهم يعملون تحت لواء جبهة النصرة، وأخرى تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وأكدت السعودية والكويت التزامهما تطبيق بنود قرار مجلس الأمن 1270 الذي ضم ستة أسماء، من بينهم اثنان سعوديان ومثلهما كويتيان. وقال السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن السعودية دائما تتوافق مع الشرعية الدولية، ومع قرارات مجلس الأمن، وأي قرار يصدر عن مجلس الأمن، يحظى دائما بالاهتمام الكبير داخل السعودية.
وقال السفير المعلمي، إن جميع قرارات الأمم المتحدة، تدرس في السعودية، لدى الجهات المعنية، بذات الموضوع، حيث تتخذ في ضوئها الإجراءات اللازمة.
ويهدف القرار إلى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا، بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم، ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب، خصوصا أن القرار يشكل أوسع إجراء تتخذه الأمم المتحدة، في مواجهة المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة في سوريا والعراق، ويرتكبون أعمالا وحشية.
وتتضمن الأسماء المدرجة على قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة في محاولة لقطع التمويل عنهم، هم عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، وعبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني (جبهة النصرة)، وكلاهما سعودي، وحجاج بن فهد العجمي (جبهة النصرة)، وحامد حمد حامد العلي (جبهة النصرة)، وكلاهما كويتي، وأبو محمد العدناني (داعش) وسعيد عريف (جبهة النصرة)، وكلاهما سوري.
ويأتي السعودي عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، المكنى بـ(سنافي النصر)، وهو المطلوب رقم 49 في قائمة الـ85.
التحق بجبهة النصرة في اللاذقية، بعد أن وجد في إيران لفترة طويلة، حيث كان الشارخ، ملازما إلى جانب زميلة السعودي صالح القرعاوي، الذي سلم نفسه بعد إصابته بعاهة مستديمة، نتيجة انفجار قنبلة أثناء تحضيرها، وأصيب في عينه، وبترت إحدى ورجليه، حيث كان الشارخ والقرعاوي يتنقلان بين إيران ووزيرستان، وعملا مع بعض داخل كتائب عبد الله عزام هناك.
وكانت السعودية، أصدرت خمس قوائم للمطلوبين في قضايا الإرهاب، من بينهما قائمتان احتوتا على أسماء مطلوبين سعوديين في الخارج، حيث أبلغت السلطات السعودية، في حينها، الشرطة الدولية (الإنتربول) عن معلومات المطلوبين في الخارج، وصورهم، وآخر مكان يوجدون فيه، في إطار التعاون الأمني الذي تعمل به السعودية مع الدول الأخرى، في مكافحة الإرهاب، والقضاء عليه.
وبحسب مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» فإن المطلوب عبد المحسن الشارخ (30 عاما)، التحق بتنظيم القاعدة في السعودية وأفغانستان، وكان يقوم بأعمال لوجستية خلال وجوده في السعودية، وضمنها إيواؤه للمطلوب عبد الله الرشود أحد المطلوبين على قائمتي الـ19 والـ26 (يُعتقد أنه قتل في العراق في 2004)، حيث غادر البلاد إلى البحرين في أبريل (نيسان) 2007. ومن ثم رصد آخر وجود له بإيران.
وقال المصدر إن المطلوب الشارخ خطط لعمليات اختطاف وقتل، داخل السعودية، بالتنسيق مع زميله صالح القرعاوي، إبان وجودهما في السعودية، ومساعدة قيادة التنظيم بتقديم الدعم المالي لهما، لا سيما أن السلطات السعودية رصدت اتصالات من الشارخ، لأشخاص قُبِض عليهم، يطلب منهم الشارخ تقديم الدعم المالي، بطرق غير مشروعة.
وأشار المصدر إلى أن الشارخ، انتقل إلى من إيران إلى أفغانستان، للقتال هناك، وأصبح ضمن القيادات المقربة من أصحاب القرار في «القاعدة»، حيث غادر أفغانستان إلى سوريا، مرورا بإيران، والتحق بجماعة النصرة، وعُيّن هناك أميرا على الساحل في اللاذقية.
وأضاف: «كان الشارخ يشارك في القتال مع جماعة النصرة، وتعرض إلى إصابة قوية، حيث تواترت أنباء عن مقتله، إلا أنه جرى علاجه هناك، وعاد مع التنظيم مرة أخرى، في أدوار إدارية وليست عسكرية، مما أدى إلى ملء فراغه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)».
وارتبط عبد المحسن الشارخ بعلاقة قوية مع أبو خالد السوري، وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة سابقا، وأحد رفاق أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي، وسفير أيمن الظواهري، وأبلغ أبو خالد السوري بأنه مهدد بالقتل، وذلك قبل شهر من اغتياله في عملية انتحارية بحلب، مطلع العام الحالي.
وذكر المصدر أن السعودي الآخر، وهو عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، المطلوب رقم 22 في قائمة الـ47، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية، يُعدّ ذا درجة أكثر أهمية وخطورة، ولديه القدرة على تنفيذ الأعمال القتالية، حيث غادر الجهني ضمن 27 شخصا أُدرجت أسماؤهم ضمن قائمة 47 إلى أفغانستان، والتحق بالتنظيم هناك، وانتقل إلى القتال بجانب صفوف «النصرة» في سوريا.
ويطالب القرار تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، بأن «يضعا حدا لكل أعمال العنف والإرهاب، وأن يلقيا سلاحهما ويحلا نفسيهما فورا»، كما يطلب القرار من كل الدول الأعضاء «اتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب» يلتحقون بصفوف «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».
ويدين المجلس في قراره «أي تعامل تجاري مباشر أو غير مباشر» مع هذين التنظيمين أو الجماعات المرتبطة بهما، مؤكدا أن «هذا النوع من التعاملات يمكن اعتباره دعما ماليا» للإرهاب، ويخضع بالتالي لعقوبات دولية.
ودفعت الأزمة في العراق، الولايات المتحدة، إلى شن ضربات جوية وإلقاء مواد غذائية ومياه لمساعدة عشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا أمام تقدم الإسلاميين المتطرفين.
ووافقت فرنسا على إرسال أسلحة إلى المقاتلين الأكراد، بينما دعا البابا فرنسيس الأمم المتحدة إلى أن تفعل ما بوسعها لوقف الهجمات على المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى.
وبعد التصويت على القرار، أشادت سامنثا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بـ«الموقف الصلب والموحد» لمجلس الأمن، و«بإرادته لاتخاذ إجراءات جدية» في مواجهة ما وصفته بـ«الجبهة الجديدة للتهديد الإرهابي»، وأضافت أن «القصص عن دموية الدولة الإسلامية أشبه بكوابيس».
وتحدثت باور عن 12 ألف مقاتل أجنبي يشاركون في القتال في سوريا.
ووضع القرار الذي يصف الجهاديين بالتهديد للسلام والأمن الدوليين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يفسح المجال لتعزيز الإجراءات بالقوة العسكرية.
كاميرون: تنظيم الدولة سيلاحقنا في الشوارع إذا لم نوقفه
حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون من خطر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يوسع نطاق سيطرته في كل من سوريا والعراق، ودعا إلى التعاون مع إيران ودول في المنطقة للتصدي لما وصفه بالتنظيم الجهادي، قبل أن يستهدف بريطانيا والدول الغربية.
وقال في مقال نشرته صحيفة صنداي تلغراف في عددها اليوم الأحد إن على بلاده استخدام كل “قدراتها العسكرية” للتصدي لتنظيم الدولة، محذرا من أن هذا التنظيم “قد يستهدفنا في شوارعنا” إذا لم يتم وقف تقدمه.
وحذر كاميرون من أن الغرب يواجه “صراع أجيال”، ولكنه أشار إلى أن أي تحرك لا يعني إرسال جيوش للقتال أو للاحتلال، موضحا أن “المستقبل الأكثر إشراقا الذي ننشده يتطلب وضع خطة طويلة الأجل”.
واعتبر أن الأمن لا يمكن أن يسود إلا إذا استخدمت بلاده كل مواردها العسكرية والدبلوماسية، وتعاونت مع دول مثل السعودية وقطر ومصر وتركيا “وربما مع إيران” من أجل التصدي لتنظيم الدولة.
في المقابل، انتقد أسقف إنجليكاني بارز سياسة كاميرون في الشرق الأوسط، قائلا إنه “لا يبدو أن لدينا مقاربة متماسكة أو شاملة حيال التطرف الإسلامي في الوقت الذي ينمو فيه هذا التطرف في جميع أنحاء العالم”. جاء ذلك في رسالة بعث بها إلى صحيفة ذي أوبزيرفر وحازت على تأييد أسقف كانتربري جاستن ويلبي.
وكان وزير الدفاع ماكيل فالون أكد أمس السبت أن بريطانيا ستواصل طلعاتها الاستطلاعية فوق شمال العراق حيث يسيطر التنظيم على مدن عدة، في محاولة لمنع حصول أي هجمات جديدة من قبل تنظيم الدولة.
ورغم أن لندن أشارت إلى أنها “ستدرس بإيجابية” إرسال أسلحة إلى قوات البشمركة الكردية في شمال العراق، فإنها اكتفت حتى اللحظة بنقل معدات عسكرية مقدمة من دول أخرى.
يشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يبسط سيطرته في محافظات عراقية في الشمال مثل نينوى وديالى ومناطق في الأنبار، في حين سمح الاتحاد الأوروبي لدوله بشكل منفرد بتسليح قوات البشمركة الكردية التي تقاتل التنظيم.
المعارضة تشتبك مجددا مع القوات السورية وتنظيم الدولة
اندلعت مجددا اشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في ريفي حلب وحماة، في حين استهدفت المعارضة حاجزا للنظام في ريف اللاذقية.
فقد قال ناشطون سوريون إن اشتباكات دارت بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة في محيط قرية صوران بريف حلب.
وامتدت الاشتباكات بين الطرفين إلى الجبهة الشمالية في ريف حلب، حيث استهدفت كتائب الجيش الحر مواقع تابعة للتنظيم وألحقت به أضرارا مادية وإصابات بشرية.
يأتي هذا بعد إرسال الجيش الحر تعزيزات عسكرية إلى ريف حلب الشمالي لدعم مقاتليه ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأفاد ناشطون بأن كتائب الجيش الحر في ريف حماة استهدفت مطار حماة العسكري. وأشار مركز حماة الإعلامي إلى أن اشتباكات ضارية تواصلت بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام في مدينة مورك بريف حماة.
واستهدف مقاتلو الجيش الحر تجمعات للنظام في طريق حماة-إمْحَرْده، ويأتي هذا عقب سيطرة الجيش الحر على بلدتي الشيحة وأرْزِهْ المواليتين للنظام.
كما استهدف مقاتلو الجيش الحر بالأسلحة المتوسطة حاجزاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، وذلك بعد اشتباكات متقطعة جرت خلال الساعات الأخيرة بين الطرفين.
وفي ردة فعل للنظام ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على جبل الأكراد. كما جددت قوات النظام قصفها المدفعي على ناحية كَنْسَبا في ريف اللاذقية.
تفجير نفق
أما في ريف دمشق، فقد فجرت كتائب المعارضة أمس السبت نفقاً لقوات النظام في مدينة داريا كانت الأخيرة تسعى إلى الوصول عبره إلى مقام السيدة سكينة الواقع وسط المدينة والخاضع لسيطرة المعارضة، لتدور بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين استمرت ساعات وأسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام وجرح آخرين، وأشارت شبكة شام إلى أنه تزامن مع تلك الاشتباكات قصف مدفعي عنيف على المدينة.
وفي القلمون بريف دمشق أيضا، استمرت الاشتباكات بين الجانبين في جرد رأس المعرة، حيث استهدف مقاتلو المعارضة تجمعات لقوات النظام بالهاون، وسط قصف جوي مكثف على المنطقة، وقد قتل عدد من المعارضة والجنود النظاميين في المعارك.
وفي سياق آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من سبعمائة معظمهم مدنيون من أفراد عشيرة سنية حاولت التمرد عليه في محافظة دير الزور السورية الحدودية مع العراق.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 21 قتلوا السبت في سوريا بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان وأربعة تحت التعذيب.
ووفق آخر الأرقام، فقد أسفرت الأزمة السورية عن مقتل ما يزيد عن 170 ألفا منذ اندلاعها منتصف مارس/آذار 2011، إضافة إلى تهجير ونزوح الملايين.
أنباء عن إعدام تنظيم الدولة 700 سوري
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت إن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم 700 فرد من عشيرة سنية تمردت عليه في شرق سوريا.
ونسب المرصد إلى مصادر وصفها بأنها “موثوقة” قولها إن مسلحي التنظيم قتلوا كثيرا من أفراد عشيرة الشعيطات التي تتركز في محافظة دير الزور بعد أن قُطعت رؤوسهم.
وذكرت وكالة رويترز التي أوردت النبأ أنها لا تستطيع التحقق بشكل مستقل من التقارير الصادرة من سوريا “بسبب الأوضاع الأمنية والقيود المفروضة على الصحافة”.
ونقلت الوكالة عن ناشط في دير الزور تحدث مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن 300 رجل أعدموا في يوم واحد في بلدة غرانيج -إحدى ثلاث بلدات رئيسية تعد معقلاً لعشيرة الشعيطات- عندما اقتحم مسلحو الدولة الإسلامية البلدة في الأسبوع الماضي.
وقال ناشط آخر من المعارضة إن سكان بلدات الشعيطات مُنحوا مهلة ثلاثة أيام للمغادرة.
من جهتها طالبت المعارضة السورية أمس السبت الولايات المتحدة بالتدخل في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ونظام الرئيس بشار الأسد معا، على غرار ضرباتها الجوية في العراق.
وتأتي هذه المناشدة في الوقت الذي يجد فيه مقاتلو المعارضة في حلب (شمال) أنفسهم بين فكي كماشة، مع مواصلة عناصر “الدولة الإسلامية” التقدم على حسابهم قرب الحدود التركية، ومحاولة قوات النظام الزحف نحو مناطق في شمال المدينة تشرف على أحياء يسيطرون عليها.
وسيطر التنظيم تدريجياً على مجمل دير الزور في النصف الثاني من يونيو/حزيران الماضي بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم إياه، كان آخرهم عشيرة الشعيطات بموجب اتفاق اشترط عدم التعرض لأبنائها، بحسب المرصد.
غير أن معارك اندلعت بين الطرفين منذ 31 يوليو/تموز السابق على أثر خطف التنظيم ثلاثة من أبناء الشعيطات.
وأدت المعارك إلى مقتل العشرات وتهجير أكثر من خمسة آلاف، طبقاً لرواية المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبعد “انتفاضة” العشيرة، انسحب التنظيم من البلدات الثلاث، قبل أن يشن عناصره هجوماً مضاداً ويسيطروا عليها في التاسع والعاشر من أغسطس/آب الجاري.
قتال عنيف للجيش الحر مع قوات الأسد في حلب ودير الزور
دبي – قناة العربية
يخوض الجيش الحر قتالاً عنيفاً في دير الزور وحلب، مع قوات موالية للنظام السوري، الذي قتل أمس نحو 80 شخصاً في مختلف أنحاء سوريا.
وأفادت شبكة سوريا مباشر بسقوط قتلى وجرحى بقصف جوي طال حي الصالحين في مدينة حلب، فيما أكد ناشطون تصدي الثوار لمحاولات جيش النظام التقدم باتجاه مشفى الكندي شمال حلب.
وفي الريف أشارت الهيئة إلى اندلاع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام قرب قرية البريج.
كما أفاد ناشطون بسيطرة الجيش الحر على منطقة مناشر السيحة غربي حماة ومقتل العديد من جنود النظام.
وأفاد مركز صدى الإعلامي باستهداف مقاتلي المعارضة مواقع تابعة لجيش النظام على أطراف مورك، وفي حمص سقط عدد من الجرحى نتيجة استهداف النظام مدينة الرستن بالقصف المدفعي، بالإضافة إلى تجدد القصف على أحياء درعا البلد في مدينة درعا بحسب الناشطين.
البحرة يطالب أمريكا بمعاملة الجيش الحر كالأكراد: نواجه مجازر الأسد وذبح داعش لنا بالسكاكين
أنقرة، تركيا (CNN) — طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، الولايات المتحدة بمعاملة المعارضة السورية كما تعامل الأكراد لجهة تسليحهم وتقديم العون العسكري لهم بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ونظام الرئيس بشار الأسد، قائلا إن مدينتين حلب وديرالزور قد وقعتا بين فكي التنظيم والجيش السوري.
وقال البحرة، في مؤتمر صحفي عقده ليل السبت بمدينة غازي عينتاب التركية، إن عناصر الجيش الحر “يخوضون معركة الدفاع عن الحرية والكرامة في حلب ودير الزور” مضيفا أن المدينتين “مهددتان الآن من قبل تنظيم إرهابي دخيل على أبناء وطننا” في إشارة إلى “داعش.”
وتابع البحرة قائلا إن الأهالي في حلب ودير الزور الذين قال إنهم “تصدوا بكل شجاعة لإجرام نظام مستبد ما زال يمطرهم حتى اللحظة بعشرات البراميل المتفجرة” سيمضون بـ”التصدي لهذا الإرهاب الأسود الذي بات يشكل خطراً على وجود المجتمع السوري وينذر بأخطار كبيرة على مجمل أمن المنطقة، إن مسؤولية حمايتهما تقع على الجميع بلا استثناء.”
وحض البحرة كافة القوى السورية التي الوحدة بوجه داعش، كما دعا العالم إلى “تدخل سريع وعاجل وفعال لمساعدة مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن الحرية ضد عصابات التطرف والإرهاب التي ارتكبت وترتكب يومياً مجازر يندى لها الجبين.”
وأضاف: “لقد شاهد العالم أجمع تلك المشاهد التي تظهر قيام عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي وهم يذبحون عشرات السوريين بالسكاكين. لقد شاهد العالم وسمع خليطا من اللهجات يدل على أن هؤلاء غرباء عن وطننا، غرباء عن شعبنا، غرباء عن ثقافتنا وحضارتنا، جاؤوا إلى بلادنا ليزرعوا الإرهاب بتسهيل من النظام المجرم الذي يتبادل الأدوار معهم بقصف المناطق التي تقاتلهم، لإتاحة الفرصة لهم لاحتلال مدن جديدة من بلادنا.”
وطالب البحرة الدول، وفي مقدمتها أمريكا “التعامل مع الوضع في سوريا كما تعاملت مع الوضع في كردستان العراق فالمسببات واحدة، والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين” مضيفا: “أدعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الإرهاب الداعشي والأسدي بحق الشعب” معتبرا أن التأخير بإزاحة نظام الأسد أدى إلى “استفحال ظاهرة الإرهاب التي لا يمكن حلها إلا برحيل هذا النظام.”
عقيد بريطاني لـCNN: نحن أوجدنا العراق عام 1920.. داعش قد تنتصر كما الشيوعية بروسيا وسنة الشرق ضحايا اضطهاد
لندن، بريطانيا (CNN) — قال العقيد تيم كولنز، الضابط المتقاعد بالجيش البريطاني الذي عاد مؤخرا من شمال العراق، إن لدى الغرب عموما، وبريطانيا خصوصا، مسؤولية تجاه العراقية بعدما ساهمت بتشكيله قبل عقود، مضيفا أن هزيمة داعش غير ممكنة دون معالجة مشكلة الاضطهاد الذين يعيشه السنة في الشرق الأوسط، وحذر من أن التنظيم قد ينتصر على كل خصومه رغم الدعم الدولي لهم، كما انتصر الحزب الشيوعي على خصومه بروسيا وأسس الاتحاد السوفيتي.
وردا على سؤال لـCNN حول أسباب قوله بأن لبريطانيا والدول الغربية مسؤولية حيال العراق قال كولنز: “بريطانيا صنعت العراق عام 1920 وذلك عبر ضم ثلاث ولايات كانت تابعة للدولة العثمانية، وهي البصرة الشيعية والموصل الكردية وبغداد السنية، ولكن بعد ما حصل في السنوات الماضية التي شهدت تدخلنا عسكريا بالعراق إلى جانب دول أخرى بينها أمريكا، عاد طرح الولايات ليظهر من جديد وبات من الصعب الحديث عن أمة عراقية.”
وشدد كولنز على ضعف السيطرة المركزية للحكومة بالقول: “السلطة الحقيقية لرئيس الوزراء في بغداد تقتصر على مناطق الجنوب الشيعية، فلا وجود للجيش العراقي قرب مناطق المعارك بالشمال، كما أن هناك من أعلن قيام خلاقة تتركز من حيث النفوذ في مدينة الموصل، مع امتدادات تصل إلى أطراف حلب وديرالزور في سوريا، في حين أن العاصمة هي الرقة، ولدينا أيضا الحكومة الإقليمية الكردية التي تسير بشكل متسارع نحو الاستقلال.”
وعن نوع التدخل الغربي المطلوب قال الضابط البريطاني المتقاعد: “هناك بالطبع الجهد الدبلوماسي المطلوب لدفع العراقيين إلى التفكير بقيام بلد متوازن، وهذا ما قد لا يحدث، ففي الشمال يحتاج الأكراد إلى ثلاثة أمور هي المعدات والذخائر والتدريب العسكري لمواجهة تنظيم داعش المدجج بالسلاح بعدما سيطر على معدات أمريكية متطورة كانت بحوزة الجيش العراقي الذي فر وتركها.”
وأضاف: “كما أن هناك ضرورة إلى التحدث للعشائر السنية التي تمتلك القدرة على طرد تنظيم الدولة الإسلامية، وقد سبق لها أن فعلت ذلك ولكن العشائر ستطالب أولا بالحصول على الدعم على غرار الأكراد وستسأل عما سيحصل بعد هزيمة داعش وما إذا كان سيطلب منها العودة لتكون تحت جناح الحكومة العراقية ويعود أبناؤها ليصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية أم أنها ستحصل على حصة أكبر من التركيبة السياسية.”
وأردف كولنز قائلا: “الحل يكمن في المنطقة الشمالية الغربية مما نسميه العراق، والتي باتت مفتوحة على الجانب السوري حيث تأسست الخلافة، وكذلك في المناطق الشيعية والكردية، والجميع هناك لا يرغبون بسماع ما تقوله الحكومة العراقية، بل يريدون طرفا خارجيا يمكنهم الوثوق به، قد يكون ذلك الطرف أحد الوزراء الأتراك، لأنني لا أظن أننا نحن الإنجليز لدينا شخص يمكن للعشائر الوثوق به، ربما قد يكون هناك ضابط كبير في القوات الأمريكية يحظى بتلك الثقة.”
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يمكن لضابط أمريكي القيام بهذه المهمة واسترداد ثقة العشائر السنية رغم انتمائه إلى قوات غزت العراق رد كولنز بالقول: “البديل هو الوقوف مكتوفي الأيدي وعدم فعل شيء، ولكن ما أقوله هو أننا لا يمكننا التسامح مع وجود خلافة على شكل حكومة طالبان في أفغانستان، التي كانت تتبنى سياسات مشابهة دون تطلعات خارجية، ومع ذلك اضطررنا إلى إنهاء وجودها بعملية عسكرية، بينما الخلافة القائمة حاليا تقول علنا أنها تعتزم مقاتلتنا إذ لديها نوايا حربية.”
وحذر كولنز من مغبة التقليل من خطر داعش بالقول: “إذا نظرنا إلى فترة الحرب العالمية الأولى التي شهدت ولادة تلك الدول، فسنلاحظ أن حركة ولدت في روسيا تدعى الحزب الشيوعي خاضت حربا ضد قوات محلية مدعومة من القوى العالمية، واعتقد الجميع أن ذلك الحزب سيهزم، ومع ذلك انتصر الحزب وأسس الاتحاد السوفيتي، هذا قد يحصل مجددا.”
وأضاف: “هل نحن في نهاية حقبة بالنسبة للعراق؟ كلا. فنحن قد نكون في وسطها، وقد ينتهي المطاف بالعراق إلى التحول لبلد فيدرالي للسنة والشيعة والأكراد وعدد من الأقليات مثل المسيحيين واليهود والصابئة، ما قد يكون خيارا أفضل، ولكننا مازلنا بمرحلة مبكرة للغاية ولا يمكننا التوقع.”
وحول الطريقة التي يمكن عبرها إلحاق الهزيمة بداعش قال كولنز: “لا طريقة لإلحاق الهزيمة بداعش إلا بانفضاض السنة والمسلمين في المنطقة عن التنظيم، ولكن المشكلة أن السنة – وهم 90 في المائة من سكان المنطقة – يشعرون باضطهاد شديد، فهم ينظرون حولهم ولا يرون إلا حكاما طغاة مثل بشار الأسد أو صدام حسين أو عائلات حاكمة تعيش ببذخ ولا تشارك ذلك مع الشعب، وينظرون إلى دول مثل مصر.. وأنظمة مثل نظام القذافي أو تونس.”
وأضاف: “أنا على ثقة أن الحكام في السعودية والإمارات والأردن يحاولون دراسة تأثير هذه الأخطار عليهم، كما أن لبنان بدوره تعرض للهجوم، وقتل عدد من جنود الجيش، ولا يمكننا القول بأن كل السنة في لبنان يؤيدون الجيش، وهنا تكمن المشكلة.. الأمر ينتشر مثل السرطان وكما انتشرت الشيوعية في السابق.”
وحول تركيبة داعش قال الضابط البريطاني، “التنظيم مكون من ثلاث قوى: الجهاديون المتشددون المتعطشون للدماء والذين سيطرت الأفكار الشريرة على عقولهم. والعناصر السابقة في النظام العراقي، وهم من العسكريين والتقنيين البعثيين الذين حصلوا على تدريبات عالية ولديهم قدرة استخدام المعدات الأمريكية التي سيطر عليها التنظيم. ولدينا المجموعات الشعبية العادية، وهي بمعظمها عشائرية تلتزم بآراء شيوخ العشائر، وهي تركيبة مماثلة لتركيبة طالبان التي قامت لاحقا بإلغاء دور شيوخ العشائر، وأتوقع أن تقوم داعش بالأمر عينه فتهاجم الشيوخ، وقد بدأت بفعل ذلك في الأنبار وسوريا.”
محلل سياسي لـCNN: داعش ناتجة عن قمع الأسد وأوباما يتحمل مسؤولية تمددها برفض ضرب نظامه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — حمّل محلل سياسي متخصص بشؤون الشرق الأوسط إدارة الرئيس باراك أوباما مسؤولية التدهور الكبير في الأوضاع بالشرق الأوسط وتمدد تنظيم “داعش” قائلا إن تردده بتوجيه ضربه إلى النظام السوري أدت إلى اكتساح “الجهاديين” للأوضاع، واعتبر أن التنظيم في الأساس هو وليد الحرب الأهلية في سوريا.
وقال شادي حميد، الزميل في مركز سياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينغ للأبحاث ومؤلف كتاب “إغواء السلطة: الإسلاميون والديمقراطية الليبرالية في الشرق الأوسط” إن صعود نجم تنظيم “الدولة الإسلامية” يعود بشكل رئيسي إلى الحرب السورية وما رافقها.
وأضاف حميد، في حوار مع CNN: “داعش مرتبطة بالحرب الأهلية السورية و(الرئيس السوري) بشار الأسد هو المسبب الأساسي لهذه المشكلة بعدة طرق. لقد شهدت سوريا مظاهرات سلمية عام 2011، ولكن النظام رد عليها بقتل المتظاهرين، ورأينا بعد ذلك التزايد في أعداد السوريين الذين قرروا حمل السلاح.”
وتابع حميد بالقول: “كان هناك فرصة لنا مطلع عام 2012 للتدخل عسكريا في سوريا، والكثير منا كان يطالب بذلك، ولا أعنى بالتدخل عسكريا الاكتفاء بتسليح من يوصفون بالمعارضين المعتدلين فحسب، بل توجيه ضربات جوية وتأسيس منطقة آمنة، وكانت هذه الأمور ضرورية في ذلك الوقت.”
وأضاف المحلل السياسي: “لقد حذر الكثير من المراقبين إدارة الرئيس باراك أوباما بأن الامتناع عن القيام بتلك الخطوة سيترتب عليه آثار خطيرة في المستقبل، وأن التنظيمات المتشددة ستسيطر على الأوضاع، وهذا بالضبط ما حصل اليوم.”
وشكك حميد في جدوى السعي لمعالجة الموقف بالقول: “أظن أن الأوان قد فات. حتى لو كان هناك رئيس مثالي سيقوم بعمل مثالي فهناك الكثير من الأضرار التي وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية، ولهذا أقول أن التأخر والتردد في بعض الأحيان يكون لهما ثمن هائل.”