أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 17 تشرين الثاني 2013

النظام و«حزب الله» لـ«تأمين» ترحيل الكيماوي

لندن، دمشق، لاهاي، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

صعد نظام الرئيس بشار الاسد الغارات الجوية والهجوم البري على بلدة قارة قرب حدود لبنان بالتزامن مع حشد «حزب الله» مقاتليه في الطرف المقابل من حدود لبنان، ضمن استعداد لبدء «معركة القلمون» في القرى والمدن الواقعة بين العاصمة السورية والحدود اللبنانية.

وقالت مصادر المعارضة السورية إن قوات النظام السوري تسعى الى السيطرة على الطريق السريع الذي يربط العاصمة والمناطق الساحلية التي تشكل معقلاً اساسيا للنظام وطريقاً استراتيجياً قد يستخدم في نقل الأسلحة الكيماوية و»ترحيلها» الى خارج البلاد.

وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اشتباكات عنيفة بدأت امس على الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد من جهة مدينتي النبك وقارة «ما ادى الى إعطاب آليات للقوات النظامية وقطع الطريق الدولي وسط استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات الى المنطقة ترافق مع قصف الطيران الحربي محيط مدينة قارة ومنطقة الجبل الشرقي من مدينة دير عطية». وزاد «المرصد» ان «معلومات مؤكدة وصلت (اليه) عن «حشد حزب الله آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في اطار مشاركته بما يعرف بمعركة القلمون الكبرى، في مقابل معلومات ايضاً عن حشد «جبهة النصرة» و «الكتائب المقاتلة» آلاف المقاتلين تحضيراً للمعركة التي بدأتها قوات النظام في مدينة قارة قرب المدخل الشمالي لدمشق.

وافاد نشطاء انه جرى قطع الطريق السريع الذي يربط دمشق وحمص في وسط البلاد بسبب العمليات العسكرية الجارية هناك. وقصف الطيران الحربي محيط مدينة قارة. وقال «المرصد»: «شن الطيران الحربي ثماني غارات على الاقل على محيط قارة. وقصفت القوات النظامية مناطق في مدينتي يبرود والزبداني وجرد تلفيتا ما ادى الى سقوط جرحى».

وادى ذلك الى نزوح آلاف السوريين خلال الساعات الماضية من قارة الى مدينة دير عطية القريبة الواقعة تحت سيطرة النظام والى بلدة عرسال شرق لبنان الحدودية مع سورية. وعبر العائلات الحدود في سيارات او على دراجات نارية او سيراً على الاقدام، مع توقع وصول المزيد خلال الايام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون.

وقال النقيب إسلام علوش الناطق باسم «جيش الإسلام» وهو أكبر تحالف لجماعات المعارضة في العاصمة إن قتالا يدور في بلدة قارة وهي بلدة صغيرة تقع على الطريق السريع بين دمشق وحمص. وأضاف ان هناك عددا كبيرا من مقاتلي «جيش الإسلام» يتمركزون على طول الطريق.

والى اهمية هذه المنطقة بربط دمشق بالساحل والعاصمة بالبقاع اللبناني، قال ديبلوماسيون غربيون إن السلطات السورية حددت الطريق الذي يمتد شمال العاصمة السورية في اتجاه حمص والساحل باعتباره الطريق المفضل لنقل الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق روسي -أميركي الى خارج سورية. وعلى رغم أن الجيش والمدنيين يستخدمون الطريق السريع، فان أجزاء منه تمر بالقرب من مناطق تسيطر عليها المعارضة ما يعرض القوافل لخطر الوقوع في كمائن. وطالبت السلطات بتجهيزات تساعدها في تأمين القوافل.

وكانت مصادر المعارضة تحدثت عن استخدام النظام للاتفاق الكيماوي للتقدم في مدينة السفيرة في ريف حلب في شمال البلاد، باعتبار ان المنطقة تضم بعض المواقع ذات العلاقة بالترسانة الكيماوية.

جاء ذلك، في وقت تبنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ليل الجمعة خطة تدرجية للتخلص من 1300 طن من غاز السارين والخردل والمواد الكيماوية الأخرى. وقالت سوزان غوشة الناطقة باسم البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وفريق الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة إن البعثة لن تكشف عن الطريق الذي ستستخدمه لإخراج الأسلحة الكيماوية، لكنها أضافت أن «السلطات السورية وضعت خطة أمنية لنقل هذه المواد». ومضت تقول إن الفريق يقوم الآن بتدريب العاملين السوريين على كيفية تعبئة المواد الكيماوية والتعامل معها بطريقة آمنة.

ميدانيا، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مقاتلي المعارضة استهدفوا طائرتين مروحيتين ومستودعات ذخيرة في مطار النيرب العسكري في حلب، في وقت سقطت طائرة مروحية في الرقة في شمال شرقي البلاد. وافادت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان قوات النظام ارتكبت مجزرة في قرية كوكب في ريف حماة في وسط البلاد، مشيرة الى ان «قوات النظام مدعومة بعناصر من الميلشيات قتلت 15 مدنياً بينهم ستة من من عائلة واحدة، وأطفال ونساء وشيوخ، ذلك ذبحاً بالسكاكين، بعد اقتحام قوات النظام القرية مساء (اول) أمس ومن محاور عدة عبر القرى المجاورة، حيث أحرقت أيضاً عشرات من المنازل».

سياسيا، يجري وفد الحكومة السورية الذي يضم المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد في موسكو محادثات مع الجانب الروسي الذي يسعى الى عقد لقاءات تمهيدية مع ممثلي النظام والمعارضة قبل اجتماع مسؤولين روس واميركيين والمبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي في جنيف في 25 الجاري لتحديد موعد مؤتمر «جنيف 2».

حزب الله والنظام: خنق القلمون

عمر حرقوص

المعارك المتنقلة في القلمون السورية لم تتوقف، فالحرب هناك طويلة وتحتاج إلى وقت أكثر من أي معركة سابقة مثل معركة القصير. المنطقة واسعة وكبيرة وفيها عشرات البلدات والقرى إضافة إلى جرودها الجبلية الوعرة والممتدة بين لبنان وسوريا.

في القلمون بدأت معركة جديدة من بلدة قارة.. القرية التي يوجد فيها واحد من أقدم الأديرة المسيحية تتعرض لهجوم عنيف منذ صباح الجمعة، ولقصف مدفعي متواصل ومحاولات تقدم من قبل الجيش السوري ومقاتلي ”حزب الله“ لاحتلالها.. لكن حتى هذا الوقت يؤكد مقاتلو ”الحر“ من قارة أن بلدتهم لم تسقط وأن المهاجمين لم يتقدموا أبداً.

من جهتها، أكدت صفحة ”قناة الدنيا“ التلفزيونية على ”الفايسبوك“ والمقربة من النظام السوري، سقوط بلدة قارة بعد ظهر السبت، وأشارت إلى انتقال المعارك إلى الحدود اللبنانية السورية قرب جرود عرسال، حيث تشهد معارك كر وفر. ورصد ”الثوار“ صباح السبت ثلاثين دبابة تقوم بقصف قارة في محاولة للدخول إلى بعض محاورها.

سبق ذلك أن المعارك في القلمون ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، فيوم الاربعاء الماضي وقع اشتباك عنيف في بلدة صيدنايا حيث يتمركز الجيش السوري، ويوم الخميس تصدى مقاتلوا ”الجيش الحر“ لرتل آليات عسكري للجيش النظامي على أوتوستراد دمشق – حمص فعاد هذا الرتل باتجاه دمشق بعد أن تكبد خسائر كبيرة. كان الرتل متجهاً إلى بلدة قارة، وتم توقيفه، ولكن الجيش السوري لم يكتف بذلك بل أعاد الكرة مرة ثانية بعد ظهر السبت فوقعت معركة قوية أعادت آليات الجيش من حيث أتت. في وقت لم تتوقف مدفعية النظام عن قصف يبرود وحوش عرب وأجزاء من النبك ودير عطية منذ أسابيع وبشكل يومي وفي مناطق لم يتم استهدافها في السابق.

أما بالنسبة إلى سبب الهجوم في هذه اللحظة بالذات على بلدة قارة، فيؤكد الناشط الإعلامي تيم القلموني أن هذه البلدة هي ”بنك أهداف“ بالنسبة للنظام فهي صلة الوصل بين القلمون ومنطقة حمص من جهة وكذلك مع بلدة عرسال اللبنانية. ولها أهمية استراتيجية تكمن في أنها مفتاح العبور إلى بلدة مهين ومستودعات ذخيرة الجيش السوري التي سيطر عليها ”الحر“. هذه المستودعات الضخمة التي أفرغ الثوار منها ٣٦ مخزناً فيما لم يستطيعوا تفريغ مخزنين بسبب تعرضهم للقصف العنيف. وسبب محاولة السيطرة على قارة أيضا، هو لمنع فتح الطريق منها إلى القريتين والعقيربات في الصحراء اللواتي تفتحن الطرق إلى كل من ريف دمشق الشرقي وريف حلب. ما يعني أن هذه البلدة هي نقطة وصل رئيسية في الحرب على القلمون وإغلاقها يعني اقتراب ”الكماشة“ من الانغلاق لتطبيق الحصار على المنطقة كلها.

 ميدانياً وبعد عدد كبير من محاولات التقدم باتجاه قارة أعطى الجيش السوري بعد منتصف ليل الجمعة مهلة لإخلاء البلدة من المدنيين حتى الساعة السابعة صباحاً، وبالفعل شهدت المدينة نزوحاً كبيراً لمعظم اهلها، حيث تفرقوا بين النبك ودير عطية والعدد الأكبر اتجه إلى عرسال التي استقبلت اللاجئين والذين قدروا بالآلاف.

في هذا الوقت، أكد أحد قادة الجيش الحر في القلمون أبو أحمد القلموني لـ”المدن“ أن المعارك العنيفة استمرت لساعات طويلة، ولفت إلى أن رصداً لأجهزة الاتصال اللاسلكي في المنطقة أظهر مشاركة عناصر ”حزب الله“ في إدارة المعركة والهجوم من عدة محاور وخصوصاً الشمالية الغربية.

توازياً، كانت تجري اشتباكات منذ صباح السبت في المنطقة الواقعة مقابل قرية جريجير بين النبك ودير عطية على الاوتستراد الدولي. مع قصف عنيف من تلة الموت واللواء 18 باتجاه تلك المنطقة.. فيما قالت معلومات إن بعض الآليات والسيارات التي تحمل الشبيحة في تلك المنطقة ضربت من الجيش الحر، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأنباء من مصادر ميدانية.

وخلال الساعات الأولى للمعارك في قارة تم ضرب محول الكهرباء فيها حيث انقطع التيار عنها، بينما كانت مدينة يبرود تتعرض لقصف عنيف لمنع انتقال المقاتلين منها إلى قارة، وأدى القصف أيضاً إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها.

هل ينجح الجيش الحر بمجموعاته في الحفاظ على قارة؟  قد ينجح إذا استطاع الحصول على سلاح نوعي يسقط طائرات الاستطلاع التي تراقب عناصره من الجو، فقد لاحظ المقاتلون في قارة أن أي حركة يقومون بها في شوارع البلدة يلحق بها سقوط القذائف عليهم ما يعني أنهم مراقبون جواً من طائرات استطلاع ”حزب الله“ كما يقولون. وكذلك إذا استطاع المقاتلون الحصول على قواعد لصواريخ ”كونكورس“ الوحيدة القادرة على تدمير دبابات النظام.

ولكن الشبان في البلدة لم يتراجعوا حتى هذا الوقت. يستمرون في التصدي لأي محاولة تقدم باتجاههم، ينتظرون الدعم الذي لا يأتي. فيما لا يتوقف عناصر ”حزب الله“ والجيش السوري عن محاولاتهم الحثيثة للتقدم وقطع الشريان الرئيسي للمعارضة في القلمون. إنها معركة صعبة، وكل ساعة يصمد فيها مقاتلو قارة، فهي حياة إضافية لمقاتلي القلمون.

تساقط قذائف هاون بغزارة على دمشق ومقتل شخصين

أ. ف. ب.

بيروت: تتساقط منذ صباح اليوم الاحد قذائف هاون بغزارة على احياء في وسط مدينة دمشق، تسببت بمقتل شخصين واصابة آخرين بجروح، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة من مواقعهم في ريف دمشق احياء في العاصمة التي تمسك بها باحكام قوات النظام.

 وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “منذ الصباح، يتوالى سقوط قذائف الهاون على احياء عدة ابرزها القصاع والزبلطاني وشارع بغداد وساحة العباسيين غيرها…”.

واشار المرصد الى مقتل رجل اثر “سقوط قذيفتين بالقرب من ركن أبو عطاف في منطقة الدويلعة”، وآخر في قذيفة على منطقة القصاع.

 كما اصيب مواطنون بجروح نتيجة قذائف اخرى شملت شارع الملك فيصل وشارع بغداد وسوق الهال…

من جهة اخرى، نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في حي برزة (شمال)، وحي جوبر (شمال شرق).

 ومنذ ايام، تتصاعد وتيرة اطلاق قذائف الهاون على العاصمة، ويتهم الاعلام الرسمي للنظام “ارهابيين” بتنفيذ هذه الاعتداءات.

ويترافق ذلك مع تصعيد في العمليات العسكرية في المناطق القريبة من دمشق

تصعيد العمليات العسكرية في القلمون يطلق صافرة «المعركة الكبرى»

نزوح عشرة آلاف سوري إلى لبنان.. وأنباء عن تحشيد حزب الله مقاتليه على الحدود

بيروت: ليال أبو رحال

واصل النظام السوري أمس تصعيد عملياته العسكرية في منطقة القلمون الاستراتيجية بريف دمشق، المحاذية للحدود اللبنانية، فيما اعتبره مراقبون صافرة الانطلاق لبدء «معركة القلمون الكبرى»، والتي من شأن نتائجها أن تحسم هوية الطرف الذي سيتمكن من بسط سيطرته كاملة على دمشق وريفها وخطوط الإمداد المتفرعة منهما. وأدى تصعيد العمليات العسكرية وتحديدا في محيط بلدة قارة، إحدى البلدات الرئيسة في القلمون، إلى حركة نزوح واسعة، باتجاه لبنان تحديدا، حيث أعلنت سلطات محلية في لبنان أمس وصول نحو عشرة آلاف سوري في اليومين الأخيرين، عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية.

وبينما يواصل النظام تقدمه الميداني في حلب، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس إن النظام السوري يسعى بكل جهده إلى تحقيق تقدم عسكري في أنحاء البلاد قبل عقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا لتعقيد مساعي الغرب في إقناع المعارضة بحضور المؤتمر، وخصوصا المسلحة منها التي من المستبعد أن تشارك في أي مفاوضات بينما تتراجع على الأرض.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى «اشتباكات عنيفة استمرت أمس على طريق حمص – دمشق الدولي، من جهة مدينتي النبك وقارة»، في وقت توقعت فيه وسائل إعلام مقربة من النظام السوري «سقوط» قارة، معلنة بدء معركة «عزل» القلمون. وأدت الاشتباكات بحسب المرصد وناشطين إلى قطع الطريق الدولي، في وقت استقدم فيه كل من النظام والمعارضة تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة.

وذكر المرصد أن التعزيزات العسكرية تزامنت «مع قصف الطيران الحربي محيط قارة ومنطقة الجبل الشرقي من مدينة دير عطية». وأورد أنباء قال إنها «مؤكدة» عن حشد «حزب الله» اللبناني آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون، بموازاة حشد «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة آلاف المقاتلين تحضيرا لـ«معركة القلمون الكبرى».

وتعد منطقة القلمون، الممتدة من شمال غربي دمشق وحتى حمص، وسط سوريا، وتضم الأوتوستراد الدولي يصل المنطقتين، من أهم مناطق الإمداد الاستراتيجية بالنسبة للطرفين، إذ تصل دمشق بالساحل غربا ومناطق شمالي سوريا، كما تضم خليطا طائفيا متنوعا. وتكتسب المنطقة أهميتها من كونها تشكل طريق إمداد استراتيجية بين دمشق والمناطق الساحلية. وتسيطر قوات المعارضة السورية على مساحة واسعة من المنطقة، أهمها يبرود والزبداني وقارة وفليطا والمشيرفة ورأس العين والمعرة وعسال الورد، إضافة إلى مزارع رنكوس وأجزاء من ريف النبك. وتعد فصائل «جيش الإسلام»، و«أسود السنة في القلمون»، و«جبهة النصرة»، و«ألوية الصحابة في رنكوس» من أبرز فصائل المعارضة المقاتلة في القلمون.

ويؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «معركة القلمون بدأت فعليا أمس انطلاقا من بلدة قارة، سواء أعلن النظام عنها أم لم يعلن»، مؤكدا الأنباء عن «انتشار آلاف مقاتلي حزب الله من الجهة اللبنانية». واعتبر أن «نتائج المعركة ستكون حاسمة وفاصلة بالنسبة للمعارضة والنظام في آن معا». ويوضح عبد الرحمن أن «سيطرة النظام على القلمون ستمكنه من السيطرة على كامل الطريق الساحلية الدولية، فيما سيطرة المعارضة عليها ستمكنها من محاصرة القوات النظامية في دمشق، عدا عن تحكمها بحركة تنقل الموالين للنظام من دمشق إلى حمص وسائر المناطق». ويشير عبد الرحمن إلى أن «المنطقة تضم عددا من مستودعات الأسلحة النظامية ومراكز التدريب العسكرية، إضافة إلى وجود مركز رئيس فيها لفيلق القدس (الإيراني)، الذي اضطلع منذ عام 2006، تاريخ العدوان الإسرائيلي على لبنان، بمهمة حماية دمشق»، مشددا على أنها تعد أيضا «عمق حزب الله داخل الأراضي السورية، وفيها مستودعات أسلحة خاصة به».

في المقابل، يقول الخبير العسكري اللبناني، العميد المتقاعد أمين حطيط، المقرب من حزب الله، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سيطرة النظام على منطقة القلمون تؤمن وظيفتين في آن معا: الأولى تتعلق مباشرة بدمشق، بمعنى أن إكمال السيطرة عليها يؤمن الحزام الأمني حول العاصمة ويؤمن طريقها باتجاه حمص، وهذه أهمية معتبرة». وتتمثل الوظيفية الثانية، وفق حطيط، بـ«تأمين الجزء الثاني من المنطقة التي تجمع سوريا بلبنان، أو بمعنى آخر تأمين طريق الانتقال من لبنان إلى سوريا وبالتالي تعطيل ورقة لبنان في التأثير على أزمة سوريا»، في إشارة إلى منطقة عرسال اللبنانية والتي ترتبط عبرها ترتبط جبال القلمون مع لبنان، وهي معروفة بدعمها القوي للمعارضة السورية. وأدى تصاعد المواجهات والحشد العسكري من قبل القوات النظامية والمعارضة في آن معا، إلى حركة نزوح واسعة خلال اليومين الأخيرين، حيث أعلنت سلطات محلية في لبنان وصول نحو عشرة آلاف نازح سوري، خصوصا من بلدة قارة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 27 ألف نسمة، في موازاة إشارة ناشطين إلى وجود نحو 30 ألف نازح فيها جاءوا من مدينة حمص وريفها.

وشهدت منطقة البقاع اللبنانية أمس، وتحديدا قرى عرسال ورأس بعلبك والفاكهة والعين، حالة نزوح كثيفة من جبال القلمون، من البلدات المتاخمة لعرسال على السلسلة الشرقية من الجانب السوري، وتحديدا من قارة، وحليمة قارة ويبرود.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو المجلس البلدي في بلدة عرسال أحمد الحجيري، قوله إن «نحو ألف عائلة وصلت إلى عرسال منذ يوم الجمعة»، وأوضح: «إننا نحاول تأمين إقامتهم في منازل بعض سكان البلدة وفي خيم، لكن من المستحيل تأمين كل حاجاتهم»، مطالبا بـ«مساعدة طارئة وملحة من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات»، علما أن العائلات النازحة تعبر الحدود اللبنانية في سيارات أو على دراجات نارية أو سيرا على الأقدام.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة عند أطراف بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق الدولي، بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله ومقاتلي «لواء أبو الفضل العباس»، من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، وفق ما أعلنه المرصد السوري أمس. كما تعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى قصف نظامي عنيف. وشنت المقاتلات الحربية غارتين جويتين استهدفتا بلدة زملكا وأطراف حي جوبر شرق العاصمة، في حين شهدت كل من مدينة كفربطنا وبلدة عين ترما قصفا مكثفا باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

وبينما أحكم النظام السوري سيطرته على بلدة تل حاصل في حلب، أعلنت كتائب في الجيش الحر استهدافها بقذائف الهاون مطار حلب الدولي، ومطار النيرب العسكري بصواريخ موجهة، مما أسفر عن تدمير طائرة حوامة، وفق المرصد السوري. وأفاد المرصد بأن «الطيران الحربي أطلق نيران رشاشاته الثقيلة وبشكل مكثف على منطقة النقارين وحي طريق الباب ومحيط اللواء 80»، بموازاة «اشتباكات في محيط منطقة المعامل على طريق السفيرة، بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله ومقاتلين من قوات الدفاع الوطني من جهة، و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكتائب إسلامية مقاتلة.

كتائب المعارضة في اللاذقية تتكتل لطرد «داعش» ومحاكمة أميرها بالساحل

تحذيرات من اقتتال واسع ما لم يستجب التنظيم

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية في منطقة ريف اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن كتائب الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية «تكتّلت» في المنطقة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مطالبة إياه «بمغادرة المنطقة وتسليم أميره في الساحل أبو أيمن العراقي». وحذرت المصادر من أن «عدم استجابة التنظيم للقرار الصادر عن المحكمة الشرعية التي تشكلت في المنطقة، من شأنه أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق بين الطرفين».

وجاء قرار المحكمة الشرعية على خلفية محاولة اغتيال قائد لواء كتائب «الهجرة إلى الله» التابع للجيش الحر، ويُدعى «أبو رحال»، الأسبوع الماضي، والاشتباكات التي تلته، ما أدى إلى انقسام جبل التركمان في ريف اللاذقية إلى قسمين، أحدهما يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والثاني يسيطر عليه الجيش الحر. وأكدت المصادر ذاتها أن الوضع الأمني في المنطقة «بلغ أعلى نسبة من التوتر، منذ سيطرة المعارضة على المنطقة»، مشيرة إلى أن كلا الطرفين «يحشدان تحضيرا لمعركة إذا فشلت الوساطات». وكان «أبو رحال» تعرض لمحاولة اغتيال نفذها ملثمون في جبل التركمان، الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل مرافقه. وقالت مصادر المعارضة في المنطقة إنه «أقام حاجزا عسكريا في منطقة ربيعة، غداة محاولة اغتياله، وأوقف سيارة تابعة لتنظيم (داعش) يستقلها مسلحون». وأوضحت المصادر أن مسلحي الطرفين «تلاسنوا، وشهروا أسلحتهم، واشتبكوا لمدة ثلاث ساعات، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص من عناصر (داعش) في المعركة»، مشيرة إلى أن الاشتباكات «توقفت بفعل هدنة، هرب خلالها أبو رحال وعشرة من عناصره». بعد ذلك، تدخل قياديون من الجيش الحر، وفعاليات من المنطقة، لإصلاح الأمر بين الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء «حازوا على عهد من أمير الساحل لدى (داعش) أبو أيمن العراقي، بأن يعطي الأمان لأسرى الجيش الحر عنده». وأضافت: «في اليوم التالي، وجد ستة أسرى مقتولين في قرية الشغر التابعة لجسر الشغور، من أصل عشرة أسرى لدى داعش، وتبين أنهم قتلوا تحت التعذيب، وبفعل إعدام ميداني، فيما سيطر مقاتلو داعش على كامل أسلحة وذخيرة كتائب (الهجرة إلى الله) في المنطقة، بعد اقتحام أحد مقراتهم».

وتوترت الأمور في المنطقة أكثر، وتدخل الشيخ «جلال بايرلي»، وهو قاضٍ في هيئة شرعية في جبلي الأكراد والتركمان، لإنجاز وساطة. وقالت المصادر إن «هذا القاضي، وهو تركماني، قتل لدى زيارته مقر داعش، ما دفع بمقاتلين آخرين إلى تصعيد الوضع العسكري». وأوضحت أنه «بعد مقتل الشيخ بايرلي، اعتقلت كتيبة عمر المختار التابعة للجيش الحر ثلاثة أسرى تابعين لدولة العراق والشام، تبين أنهم من المهاجرين الروس، جاءوا من روسيا للقتال إلى جانب داعش».

وعلى أثر تلك العملية، «شُكّلت محكمة شرعية في المنطقة، تضم جميع الفصائل في المنطقة، بهدف حقن الدماء ومحاسبة المجرمين، وقدمت عدة طلبات لداعش مقابل تهدئة الوضع». وأوضحت مصادر مقربة من المحكمة الشرعية لـ«الشرق الأوسط» أن طلبات المحكمة «تمثلت في إزالة الحواجز الجديدة التي أقامتها داعش في المنطقة، كما طالبت بتسليم أميرها في الساحل أبو أيمن العراقي للمحكمة، على خلفية نكث العهد، إضافة إلى إخلاء التنظيم منطقة الساحل ومغادرته نهائيا». وإشارات إلى أن المحكمة «ضمت جميع الفصائل الإسلامية والتابعة للجيش الحر، باستثناء داعش، ومنها أنصار الشام وأحرار الشام وجبهة النصرة والجيش الحر وكتيبة المهاجرين وكتيبة نصرة المظلوم».

وفي الوقت نفسه، تولت جبهة النصرة مفاوضات لتبادل الأسرى بين الجيش الحر و«داعش»، وأعطوا الأخيرة مهلة لتنفيذ القرارات. وقالت المصادر نفسها إن المهلة «طويلة قد تصل إلى أسابيع، بهدف حقن الدماء ومنع الاقتتال بين الطرفين». وأشارت إلى أن الأمور «لا تزال متوترة في المنطقة، ولم تصل إلى حل بعد»، محذرة من أنه «إذا لم تسلم الدولة أميرها أبو أيمن العراقي، فإن الفريقين سيلجآن للقتال، ويخوضان حربا ضخمة».

وازداد الشرخ بين تنظيمات المعارضة، الإسلامية والمعتدلة والتابعة للجيش السوري الحر من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على خلفية مناوشات متكررة بين الطرفين، ومحاولة «داعش» السيطرة على مختلف المناطق، فضلا عن استقطاب التنظيم لمقاتلين أجانب يُطلق عليهم اسم «المهاجرين». ودخلت «داعش» في احتكاك مباشر مع السكان، بعد محاولة فرضها نظاما متشددا على الناس يقوض حريتهم، وتنفيذه عدة عمليات إعدام ميدانية لمناوئين له. وجاءت آخر الإجراءات الرافضة لـ«داعش»، من جبهة «علماء حلب» أول من أمس، حيث دعت ما سمتهم «المخلصين في تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام» إلى ترك التنظيم نتيجة عدة سلوكيات قام بها، سمتها الجبهة «جرائم». ودعت في بيان أصدرته، إلى الانتماء إلى «الفصائل المجاهدة المخلصة» بدلا من التنظيم. وطالب البيان «داعش» بالتوجه إلى جبهات القتال ضد قوات النظام وإلا فعليه العودة إلى العراق محرّما دعم التنظيم. وقدّم البيان عدة نقاط جرّم فيه التنظيم، كان أولها «التكفير» مستشهدا بحادثة تكفير لواء عاصفة الشمال إضافة إلى تكفير تنظيمات أخرى وتكفير من يعمل في الجهات المدنية. وجرّم البيان التنظيم «بسفك الدماء الحرام» حيث ذكر عدة حوادث قتل نفذها التنظيم بحق رجال دين وعناصر مسلحة مقاتلة في فصائل أخرى ونشطاء مدنيين إضافة إلى عمليات الخطف.

وجاء في البيان أن تنظيم دولة الإسلام ارتكب «أخطاء استراتيجية تصب في مصلحة العدو» مثل «إتلاف سجلات النفوس وإصدار جوازات سفر وهويات مطابقة لجوازات وهويات النظام».

الاتحاد الأوروبي «يتفهم» رفض ألبانيا تدمير الكيماوي السوري على أراضيها

«حظر الأسلحة الكيماوية» تقر خطة إتلاف مفصلة

بروكسل: عبد الله مصطفى

قال الاتحاد الأوروبي إنه أحيط علما بقرار الحكومة الألبانية رفض تدمير الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها. وجاء ذلك غداة إقرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خطة مفصلة للقضاء على مخزون سوريا بحلول منتصف العام المقبل.

ورفضت ألبانيا الجمعة طلب الولايات المتحدة استضافة عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية مما يوجه ضربة للاتفاق الأميركي – الروسي للتخلص من غازات الأعصاب في سوريا.

وقال مايكل مان، المتحدث باسم القسم الخارجي في المفوضية الأوروبية، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن التكتل الأوروبي الموحد يتفهم قرار حكومة ألبانيا ويحترمه، وفي نفس الوقت سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم مهمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والشركاء الدوليين في الجهود الرامية لتدمير ترسانة سوريا من تلك الأسلحة.

وجاء ذلك بعد موافقة المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، خلال ذلك اجتماع مساء أول من أمس الجمعة في مدينة لاهاي الهولندية، على خطة مفصلة للقضاء على مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.

وقررت المنظمة حسب بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه نقل الأسلحة الكيماوية وتدميرها خارج سوريا لضمان التخلص منها بطريقة أكثر أمانا، وفي موعد لا يتجاوز نهاية يونيو (حزيران) من العام المقبل.

وقال المدير العام للمنظمة أحمد أومزيجو في البيان إنه يرحب بقرار المجلس التنفيذي الذي ينص على خارطة طريق واضحة، ويحدد معالم واضحة لتلبيتها من قبل الحكومة السورية. وانتهت الجمعة المهلة المحددة في الاتفاق الروسي الأميركي الذي سمح بتفادي ضربات جوية أميركية على سوريا التي يتعين على المجلس التنفيذي للمنظمة بعد انقضائها الموافقة على مختلف المهل المحددة لإتلاف أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيماوية.

وبدأ الاجتماع صباحا في مقر المنظمة في لاهاي ثم علق قبل أن يستأنف في الساعة 17,30 (16,30 تغ)، إلى أن جرى التوصل إلى اتفاق قرابة الساعة 20,00 تغ.

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) سلمت سوريا المنظمة خطة لتدمير ترسانتها الكيماوية، لإتاحة الوقت للدبلوماسيين لإجراء التعديلات المحتملة عليها بالتشاور مع وفد سوري موجود في لاهاي قبل اجتماع الجمعة.

وتنص خطة المنظمة الدولية إرسال معدات للتعامل مع الأسلحة الكيماوية إلى 12 موقع تخزين حتى 13 ديسمبر (كانون الأول)، وستنقل بعد هذا الموعد تلك الأسلحة إلى ميناء اللاذقية السوري لشحنها بحرا قبل الخامس من فبراير (شباط).

وأعلن رئيس الوزراء الألباني ايدي راما الجمعة أن بلاده ترفض الطلب الأميركي بالسماح بتدمير ترسانة السلاح الكيماوي السوري على أراضي ألبانيا.

وقال راما في لقاء صحافي بث مباشرة واستقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة تيرانا: «يستحيل على ألبانيا المشاركة في مثل هذه العملية (..) لأنها لا تملك القدرات» لذلك. وقال رئيس الحكومة الألبانية أيضا «من دون الولايات المتحدة فإن الألبان ما كانوا أصبحوا أحرارا ومستقلين في دولتين» في إشارة إلى ألبانيا وكوسوفو المجاورة التي أعلنت استقلالها عام 2008 بدعم سياسي وعسكري من واشنطن.

وفي سياق متصل، قال مالك اللهي المستشار السياسي لرئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إنه لا يعرف الجهة التي ستنقل لها تلك الأسلحة تمهيدا لإتلافها بعد رفض تيرانا.

وقال للصحافيين «لكن المجلس التنفيذي اعتمد قرارا ولديه ثقة حيال وجود بدائل وبأن هذه المعدات ستنقل إلى خارج سوريا».

النظام يطلق «المعركة الرئاسية» من اللاذقية.. وحزب البعث «يجدد الولاء»

المعارضة لا تستبعد أن يستخدمها الأسد سلاحاً في «جنيف 2»

بيروت: كارولين عاكوم

بدأت «المعركة الرئاسية» في سوريا من اللاذقية بحملة انتخابية تحت عنوان «معا سنكمل المشوار»، أطلقتها نقابة المعلمين منذ نحو 10 أيام بهدف جمع أكبر عدد من التواقيع لتأييد ترشيح الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات الرئاسة المقبلة المتوقعة في مارس (آذار) المقبل.

هذه الحملة التي لا تزال تقتصر لغاية اليوم على مدينة اللاذقية وبعض مدن الساحل السوري، معقل العلويين طائفة الأسد، وتأتي بعد حملات انتخابية على صفحات التواصل الاجتماعي، لا تختلف بالنسبة إلى السوريين عن سياسة النظام المعروفة منذ عشرات السنين فيما يعرف بـ«تجديد الولاء»، وذلك بدءا من النقابات التي تعتبر ممثل الشعب وهي في الوقت عينه تنطق بلسان حزب البعث الحاكم.

وهو الأمر الذي يلفت إليه عضو الائتلاف السوري أديب الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنّ «حملة نقابة المعلمين قد تكون الخطوة الأولى باتجاه توسيع الدائرة لتشمل فيما بعد مختلف النقابات ويتسلح بها النظام كورقة في يده في مؤتمر (جنيف 2) للقول إن السوريين يريدونه، خصوصا بعد إعلانه أن ترشحه للانتخابات سيكون بناء على رغبة الشعب».

ويوضح الشيشكلي أن «النقابات تكون في العادة هي المحرّك الأساسي لحملة تجديد الولاء في سوريا، ويتحوّل الأمر إلى مزايدات من خلال المسيرات التي تدعو إليها كل نقابة على حدة محاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين، مطلقين نداء التجديد للرئيس، لتأتي نتائج الانتخابات كما سابقاتها وبنتيجة التصويت نفسها». ويشير إلى أن «نصف الشعب غادر سوريا، والنصف المتبقي منقسم بين مناطق النظام ومناطق المعارضة، وبالتالي لا قدرة لمن يعيش تحت رحمة النظام وقواته أن يرفض طلبا مماثلا يطلب منه تحت الضغط والتهديد».

وكانت «تنسيقية اللاذقية» نشرت ما قالت إنه «نموذج لجمع تواقيع الموظفين في القطاع العام، على عريضة تؤيد ترشيح الرئيس السوري لولاية جديدة، وتظهر الورقة الصادرة عن نقابة المعلمين – فرع اللاذقية وجود جدول بالاسم الثلاثي والتوقيع».

ووصفت التنسيقية الخطوة بأنها «تعتمد لغة النظام القديمة نفسها، وكأن شيئا لم يتغير في سوريا»، مشيرة إلى أنها «رصدت عدة حالات في دوائر ومدارس المدينة، يحمل مدير المدرسة العريضة ويجول بها على الكادر الإداري والتدريسي واحدا تلو الآخر، على أن يوقعوا أمامه كي لا يستطيع أحد التهرب».

من جهته، يؤكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية وريفها عمار الحسن، أن «حملة التواقيع هذه انطلقت منذ نحو 10 أيام وهي تجبر المعلمين من مختلف المناطق والطوائف على التوقيع حتى إن بعضهم لا يزال يتبع الأسلوب السابق عينه في التوقيع بالدم، أي البصم بعد جرح الإصبع»، مشيرا إلى أن «الجميع يوقعون خوفا من الطرد أو تعرضهم للتحقيق ومن ثم السجن». ويوضح الحسن أنّ «المعلمين في هذه المدارس الرسمية ليسوا فقط من مناطق اللاذقية إنما قد يتحدرون من مناطق سورية أخرى، ونقلوا إلى اللاذقية بسبب الأوضاع الأمنية وإقفال المدارس في بلداتهم».

ويلفت الحسن إلى أنّ «الحملة مركزة في مدينة اللاذقية إضافة إلى بعض مناطق الساحل السوري». وهذا ما أكّده أيضا المتحدث باسم «أنصار الثورة» في اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أنّ «حزب البعث من يقود هذه الحملة في مناطق الساحل السوري التي لا تزال تحت سيطرة النظام ومعظم أبنائها من الموالين له».

في المقابل، كشف الجبلاوي عن «استبيان للرأي بدأت به المعارضة السورية عبر (مركز بحر) في اللاذقية منذ ثلاثة أيام، وذلك للاطلاع على آراء المواطنين السوريين في المناطق المحرّرة في اللاذقية وحلب». وتتركّز أسئلته حول «جنيف 2» وحول إعادة ترشيح الأسد إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، على أن تصدر النتائج قبل عقد مؤتمر السلام بشأن سوريا.

غارات جوّية على قارة في القلمون واشتباكات متقطّعة قربها

أفاد الناشط الإعلامي السوري تيم القلموني موقع NOW عن “سقوط عددٍ من الجرحى جرّاء غارتين لطيران الميغ التابع لقوات النظام السوري على بلدة قارة في منطقة القلمون في ريف دمشق”، مشيراً إلى “اشتباكات متقطعة دارت ليلة أمس على الأوتستراد مقابل قارة، أثناء محاولة قوات النظام الاقتراب من البلدة”.

وأضاف القلموني: النظام يحاول إعلان انتصاره إعلامياً على الرغم أن كل ما يحدث هو عمليات دفاعية لكتائب محلية لتجنيب المدينة الدخول في معركة لا فائدة منها”.

وأوضح القلموني أنه في اليومين الأخيرين نزح قرابة الـ10 آلاف شخص من سكان قارة إلى عرسال في لبنان، وذلك جراء قصف قوات النظام لمنازلهم السكنية.

النظام السوري يصعّد عملياته بدمشق وحلب

                                            صعّد النظام السوري عملياته العسكرية في منطقة القلمون شمال دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في محاولة للأخيرة للسيطرة على طريق رئيسي قد تستخدمه في نقل الأسلحة الكيميائية، مما أدى إلى نزوح المئات، وسط احتدام القصف والمعارك في حلب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن “الاشتباكات العنيفة” مستمرة منذ الجمعة في محيط مدينة قارة في القلمون على طريق حمص دمشق الدولي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة”، مشيرا إلى “استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات إلى المنطقة”.

حشد المقاتلين

وأوضح أن “حزب الله (اللبناني) حشد آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في إطار مشاركته” في القتال إلى جانب قوات النظام، كما لفت إلى حشد لجبهة النصرة والكتائب المقاتلة المعارضة يُعد بالآلاف.

وبحسب المرصد السوري فإن الطيران الحربي السوري نفذ أمس السبت ثماني غارات على محيط مدينة قارة.

ويوضح دبلوماسيون أن السلطات السورية حددت الطريق الذي يمتد شمالي العاصمة السورية في اتجاه حمص والساحل باعتباره الطريق “المفضل” لنقل الأسلحة الكيميائية إلى خارج سوريا.

من جهته قال مراسل الجزيرة في بيروت إن مئات العائلات السورية لجأت إلى الأراضي اللبنانية فرارا من العمليات العسكرية التي تجري في مدينة قارة، حيث ذكرت مصادر للجزيرة أن نحو 1200 أسرة لجأت إلى منطقة خربة داود الجبلية التابعة لبلدة عرسال شمالي شرق لبنان بعد اشتداد القصف من قبل القوات النظامية على المدينة الحدودية ومحاولة اقتحامها.

وفي ريف دمشق كذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية قصفت مناطق في بساتين بلدة المليحة الليلة الماضية.

إصابات ونزوح

كما وردت معلومات عن إصابات عدد من المواطنين بجراح على طريق حمص دمشق الدولي، إثر استهداف سياراتهم بإطلاق نار، واتهم نشطاء القوات النظامية بإطلاق النار على السيارات، في حين تعرضت المناطق الغربية في مدينة النبك لقصف من القوات النظامية، دون إصابات.

من جهة أخرى قال مجلس قيادة الثورة في دمشق اليوم الأحد إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تدور بين الجيش السوري الحر وقوات الأسد من جهة منطقة الزبلطاني على أطراف حي جوبر.

كما دارت بعد منتصف الليل اشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب مقاتلة عدة من طرف آخر في حيي برزة والقابون بدمشق.

يأتي ذلك في وقت أفاد المرصد بسيطرة القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء أبي الفضل العباس، على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة (شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة بـ”معامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام، بحسب المرصد.

محاولة تصد

في المقابل، تصدى مقاتلو المعارضة المسلحة لمحاولة قوات النظام التقدم في حي الإذاعة في مدينة حلب، واستخدمت قوات النظام الدبابات والمدافع في محاولتها، في حين استخدمت المعارضة قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع.

وكان أربعة إعلاميين قد أصيبوا في قصف بصاروخ فراغي على مركز حلب الإعلامي. وأسفر القصف عن دمار كبير.

كما قال ناشطون سوريون إن قوات النظام كثفت قصفَها لقرى غدير البستان والحيران والناصرية الحدودية مع الجولان السوري المحتل والتي تسيطر عليها قوات المعارضة.

وبيّن الناشطون أن قوات النظام تحاول استعادة هذه البلدات لبسط سيطرتها من جديد على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، بالإضافة إلى فتح الطريق المؤدي إلى غرب محافظة درعا. وقد أصاب القصف العشوائي سدَّ الناصرية إصابات مباشرة.

من جهة ثانية قالت شبكة شام إن قوات المعارضة أسقطت طائرة مروحية في مدينة الطبْقة بمحافظة الرقة شمالي شرق البلاد.

وقد قتل ستة جنود بينهم ضابط برتبة مقدم في تحطم الطائرة، وتخضع محافظة الرقة لسيطرة المعارضة باستثناء المطار العسكري ومقر اللواء 93.

تدفق جديد للاجئين السوريين على لبنان

                                            لجأت موجة جديدة من السوريين إلى لبنان هربا من العمليات العسكرية التي تجرى في مدينة قارة التابعة لمحافظة حمص، في وقت ينتظر لجوء أعداد كبيرة مع توقعات بمعركة ضخمة في القلمون شمال دمشق خلال الأيام القادمة.

وذكرت مصادر للجزيرة أن نحو ألف ومائتي أسرة لجأت إلى منطقة خربة داود الجبلية التابعة لبلدة عرسال شمال شرق لبنان بعد اشتداد عمليات القصف من قبل القوات النظامية على المدينة الحدودية ومحاولة اقتحامها.

وجاء في بيان صادر من وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية أن الوزارة أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها, وعلى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف “النازحين”, لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة.

وأشارت الوزارة إلى أنه تم تأمين مائة خيمة مخصصة لإقامة النازحين المؤقتة، في حين تم تحديد قطعة أرض في عرسال لتجهيزها كمركز إيواء مؤقّت بإدارة الوزارة ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين لاستيعاب العائلات النازحة في حال استمرار موجات النزوح.

وقال عضو المجلس البلدي في بلدة عرسال –الحدودية مع سوريا- أحمد الحجيري إن العائلات عبرت الحدود في سيارات أو على دراجات نارية أو سيرا على الأقدام، وأضاف أنه يتوقع وصول المزيد خلال الأيام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون.

مسلحون سوريون

وبين الوافدين من سوريا إلى لبنان، تسعة مسلحين سوريين أوقفهم الجيش اللبناني بعد عبورهم الحدود في منطقتي جرد عرسال وبريتال في بعلبك، بحسب ما ذكر بيان صادر عن الجيش اللبناني.

وجاء في البيان أن وحدات الجيش أوقفت على حاجز وادي حميد عرسال، وفي منطقة بريتال بعلبك، تسعة سوريين أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية، وقد ضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر والقنابل اليدوية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة”, وأضاف أن “الاشتباكات العنيفة” مستمرة في محيط مدينة قارة في القلمون.

ويبذل لبنان -رغم بنيته التحتية الضعيفة وخدماته المتهالكة- جهودا كبيرة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين منذ تفجر الثورة السورية قبل عامين ونصف العام, خاصة في ظل تشتت هؤلاء اللاجئين في مخيمات غير رسمية في المناطق الأكثر حرمانا بأنحاء البلاد.

وفي وقت سابق دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) المانحين الدوليين إلى مضاعفة الجهود لمساعدة الدولة اللبنانية على استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان هربا من الحرب, والذين باتوا يشكلون عبئا كبيرا على المرافق العامة وخاصة المدارس.

مرتزقة روس يقاتلون إلى جانب الأسد مقابل 5000 دولار

“الفرقة السلافية” تضم عسكريين متقاعدين قاتلوا في شمال القوقاز وطاجكستان

دبي – عبطان المجالي

كشف موقع روسي عن قتال فرقة من المرتزقة الروس، تحمل اسم “الفرقة السلافية”، إلى جانب قوات النظام، تضاف إلى آلاف المقاتلين غير السورين إلى جانب قوات الأسد.

وأوضح موقع ” فونتانكا”، ومقره مدينة سانت بطرسبورج الروسية، أن مجموعة من الروس سعت لتشكيل هذه الفرق عبر نشر إعلانات على المواقع الروسية تطلب جنودا وضباطا متقاعدين مقابل مردود مادي يقدر بخمسة آلاف دولار.

وأجرى الراغبون بالانضمام إلى “الفرقة السلافية” مقابلات مع عقيد سابق في المخابرات الروسية. على أثر هذه المقابلات تم تجنيد عدد من العسكريين المتقاعدين الذين قاتلوا في شمال القوقاز وطاجكستان، للذهاب للقتال في سوريا.

وسافرت المجموعة الأولى من “الفرقة السلافية” إلى بيروت، ومن هناك انتقلت إلى دمشق برا، ثم تم نقلها بالطائرة إلى قاعدة اللاذقية العسكرية التي تقع بين طرطوس واللاذقية.

وروى بعض المرتزقة جانبا من معاركهم في سوريا، حيث تم إرسالهم لدعم قوات النظام وصد هجوم للثوار في السخنة قرب حمص، لكن “الفرقة السلافية” فشلت في دحر كتائب المعارضة وانسحبت من موقع الاشتباكات. وفي هذا السياق، اعتبر الجنود المرتزقة أنهم كانوا محظوظين وأنقذتهم عاصفة رملية غطت على عملية انسحابهم.

يذكر أن المعلومات عن فرقة المرتزقة الروس لم تظهر بشكل علني إلا في أكتوبر الماضي، عندما أعلنت المعارضة السورية عن مقتل الكسي ماليوتي خلال معارك في ضواحي حمص.

فرنسا تفكك شبكة لإرسال جهاديين للقتال في سوريا

3 من الرجال الأربعة مولودون في فرنسا أما الرابع فمولود في المغرب

باريس – فرانس برس

اعتقل أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 22 و35 عاما الثلاثاء في إحدى ضواحي باريس في إطار عملية تفكيك شبكة لإرسال الجهاديين للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وفق ما أفاد مصدر قريب من الملف لوكالة “فرانس برس”.

وأحد المعتقلين الأربعة ويبلغ 24 عاما هو القائد المفترض لهذه الشبكة. وتم اعتقاله في ضاحية فيتري سور سين قرب باريس من جانب محققي قسم مكافحة التجسس في إطار تحقيق قضائي انطلق الصيف الماضي. وقد كان على اتصال مع “عناصر مسهلين” لنقل هؤلاء الجهاديين من المنطقة، وفق المصدر.

أما الثلاثة الآخرون، والذين أظهر التحقيق أن اثنين منهم على الأقل توجها إلى سوريا للقتال الى جانب مقاتلي جبهة النصرة، فقد اعتقلا في ضاحيتي كاشان وتييه جنوب باريس أيضا.

وثلاثة من الرجال الأربعة مولودون في فرنسا أما الرابع فمولود في المغرب، إلا أن جنسية هؤلاء لم يتم تحديدها. كذلك تم اعتقال امرأة لفترة وجيزة قبل إطلاق سراحها من دون أي ملاحقات بحقها.

ومن شأن التحقيقات خصوصا تحديد عدد الأشخاص المقيمين في فرنسا الذين توجهوا تحت عنوان الجهاد الى سوريا بواسطة هذه الخلية. ومن المتوقع أن يكون عدد من هؤلاء الجهاديين لا يزالون في سوريا.

وبحسب أحد المطلعين على الملف، فقد حددت الأجهزة المختصة ما يقارب 440 شخصا ممن ذهبوا أو يعتزمون الذهاب الى سوريا للانضمام الى صفوف الجهاديين، في رقم يتزايد بسرعة منذ مطلع العام.

ومن بين هؤلاء، لا يزال ما يقارب النصف في سوريا، أما “حوالي 12” شخصا منهم فقد قتلوا، وهناك واحد أو اثنان بين أيدي النظام السوري في السجن، وما بين 50 إلى 60 جهاديا عادوا الى فرنسا. أما الآخرون فقد أعربوا عن رغبتهم في التوجه الى سوريا.

وحاليا ثمة أكثر من 20 مسارا قضائيا تسلك طريقها في فرنسا تتعلق بشبان فرنسيين ذهبوا للقتال في سوريا. وحتى الساعة، تم توجيه الاتهام لثلاثة من هؤلاء بعد عودتهم الى فرنسا.

ويحذر الخبراء في مكافحة الإرهاب من أن هؤلاء الشبان الفرنسيين العائدين من مناطق القتال في سوريا يمثلون التهديد الرئيس على صعيد إمكان شنهم أعمال عنف على الأراضي الفرنسية. وخلال الصيف الماضي، حذر وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس مما اعتبره “ظاهرة مقلقة للغاية”.

القلمون.. بوابة حسم الصراع في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يبدو أن معركة منطقة جبال القلمون باتت حتمية بعد أن بدأت القوات السورية الحكومية مدعومة من حلفائها “معركة حلب”، وذلك للأهمية الاستراتيجية الذي يتمتع به هذا الشريط الحدودي مع لبنان.

فمنطقة القلمون الجبلية التي تبعد حوالي 50 كيلومترا شمالي العاصمة دمشق، تمتد على طول الحدود مع لبنان وتعد من أكثر المناطق السورية التي تشهد تواجدا عسكريا لفصائل المعارضة.

وتخضع معظم بلدات هذه المنطقة منذ أكثر من سنة ونصف لسيطرة المعارضة، بدءا بالقرى المرتفعة على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية وتلك الواقعة على الطريق الدولي الذي يصل دمشق بحلب شمالي البلاد.

وتهدف القوات الحكومية من خلال محاولة استعادة السيطرة على هذه المنطقة الحيوية، إلى قطع طريق الامدادات العسكرية التي تصل إلى المعارضة المسلحة من الأراضي اللبناني، خاصة من القرى المؤيدة للمعارضة.

وتؤكد مصادر المعارضة أن حزب الله اللبناني سيخوض أيضا إلى جانب القوات الحكومية معركة القلمون التي يعتبر المراقبون أنها تشكل جبهة خلفية لمقاتلي المعارضة المتمركزين في العاصمة دمشق وريفها.

وعليه، فإن نجاح الحكومة السورية في حسم معركة القلمون سيساهم في سقوط المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطتين الشرقية والغربية، ما يخفف الضغط عن دمشق والمناطق المحيطة بها.

وفي انتظار “المعركة الكبيرة” التي قال نشطاء إن حزب الله حشد أكثر من 15 ألف مقاتل لخوضها، تحاول فصائل المعارضة المسلحة الحد من خسائرها الميدانية في حلب وغيرها من المناطق السورية.

الطيران يستهدف المسلحين شمالي دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استهدف الطيران الحربي السوري، الأحد، مراكز تجمع المعارضة المسلحة في مدينة قارة بمنطقة القلمون شمالي دمشق التي شهدت بدورها سقوط قذائف على بعض أحيائها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن القوات الحكومية تحاول اقتحام قارة وسط قصف جوي “كثيف”، مؤكدا على تصميم فصائل المعارضة على الصمود بالمدينة.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة أن “الجيش زلزل جبال القلمون، وأطبق الطوق حول الإرهابيين في قارة”. وقالت صحيفة الوطن السورية إن الجيش يسعى لفرض سيطرته على المدينة.

ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات الحكومية مدعومة من حزب الله من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص-دمشق القريبة من قارة.

وفي دمشق، أفاد المرصد السوري عن غارة جوية على حي برزة في شمال العاصمة، وسط قصف من القوات النظامية على مناطق يسيطر عليها مقاتلون معارضون في الحي، ما تسبب بوقوع جرحى.

كما سقطت قذائف هاون عدة مصدرها مواقع مقاتلين معارضين صباح الأحد على أحياء القصاع وباب توما والتجارة في وسط دمشق، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح.

الجيش السوري يحاول السيطرة على طريق رئيسي لنقل الأسلحة الكيماوية

بيروت (رويترز) – قالت المعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد واصلت هجومها يوم السبت على مقاتليها المتمركزين على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالمناطق الساحلية وهو طريق استراتيجي قد يستخدم في نقل الأسلحة الكيماوية الى خارج البلاد.

ويمر الطريق عبر منطقة القلمون الجبلية التي تبعد حوالي 50 كيلومترا شمالي دمشق وتمتد على طول الحدود مع لبنان وتعد من أكثر المناطق السورية التي تشهد تواجدا عسكريا مكثفا.

وقال النقيب إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام وهو أكبر تحالف لجماعات المعارضة في العاصمة إن قتالا يدور في بلدة قارة وهي بلدة صغيرة تقع على الطريق السريع.

وأضاف ان هناك عددا كبيرا من مقاتلي جيش الإسلام يتمركزون على طول الطريق.

ويقول دبلوماسيون إن السلطات السورية حددت الطريق الذي يمتد شمالي العاصمة السورية في اتجاه حمص والساحل باعتباره الطريق المفضل لنقل الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق روسي أمريكي الى خارج سوريا.

ورغم أن الجيش والمدنيين يستخدمون الطريق السريع إلا أن أجزاء منه تمر بالقرب من مناطق تسيطر عليها المعارضة مما يعرض القوافل لخطر الوقوع في كمائن. وطالبت السلطات بتجهيزات تساعدها في تأمين القوافل.

ويتوقع المراقبون أن تكون منطقة القلمون محور المعركة الكبيرة القادمة في سوريا مما يؤدي إلى تدفق عدد كبير من اللاجئين الى خارج البلاد ويثير الغضب في لبنان المجاور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من المصادر المؤيدة والمعارضة للأسد إن القتال في قارة وفي بلدة النبك المجاورة يشير إلى أن العملية في منطقة القلمون بدأت.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن حزب الله يحشد رجاله للقتال في القلمون.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دانا سليمان إن تقارير من الجانب اللبناني من الحدود تفيد بوصول ما بين 600 و800 اسرة من اللاجئين من بلدة قارة إلى قرية القاع اللبنانية هربا من الهجوم.

وتبنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليل الجمعة خطة تدريجية للتخلص من 1300 طن من غاز السارين والخردل والمواد الكيماوية الأخرى.

وفي دمشق قالت سوزان غوشة المتحدثة باسم البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفريق الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة إن البعثة لن تكشف عن الطريق الذي ستستخدمه لإخراج الأسلحة الكيماوية لكنها أضافت أن “السلطات السورية وضعت خطة أمنية لنقل هذه المواد.”

لكن البعثة واجهت عقبة يوم الجمعة عندما رفضت ألبانيا طلبا أمريكيا بتدمير المواد الأكثر خطورة في ترسانة سوريا الكيماوية على أراضيها.

وقالت غوشة إن قرار ألبانيا لم يؤد على الفور إلى تأجيل برنامج تدمير الأسلحة الكيماوية الذي بدأ في أكتوبر تشرين الأول على الرغم من ضيق الفترة الزمنية المحددة.

وأضافت “لا تزال هناك خطوات يتعين على المجموعة اتخاذها.”

ومضت تقول إن الفريق يقوم الآن بتدريب العاملين السوريين على كيفية تعبئة المواد الكيماوية والتعامل معها بطريقة آمنة.

من أوليفر هولمز

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى