أحداث الأحد 18 أذار 2018
موسكو تكشف «خططاً أميركية» لقصف دمشق بصواريخ من البحر
لندن، موسكو، عربين (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تجددت الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بالتحضير لشنّ عملية عسكرية ضد أهداف تابعة للنظام السوري، في ظل استمرار التباعد بين موسكو وواشنطن في ملفَي وقف النار والتحقيق باستخدام الكيماوي. وكشف الجيش الروسي أمس معلومات عن خطط أميركية لضرب دمشق بصواريخ مجنّحة من البحر، متهماً واشنطن بتدريب مسلّحين للقيام بهجمات كيماوية بهدف اتهام النظام بها. أتى ذلك على وقع استمرار نزوح آلاف المدنيين في سورية حيث توسّع قوات النظام سيطرتها على الغوطة الشرقية وسط قصف عنيف، فيما تُصعّد تركيا هجومها على منطقة عفرين الحدودية، وتوشك على اقتحام مركزها.
وأعلن رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي خلال مؤتمر صحافي نظمته وزارة الدفاع أمس، أن ثمة إشارات إلى أن واشنطن تحضر لضربات محتملة بصواريخ مجنّحة انطلاقاً من أساطيلها البحرية، وتحديداً من الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر.
واتهم واشنطن بتدريب مسلحين في معسكر قرب مدينة التنف لتنفيذ «استفزازات» باستخدام أسلحة كيماوية، و «إلصاقها بالحكومة السورية وخلق ذريعة للضربات الأميركية»، مشيراً إلى أن هؤلاء المسلحين حصلوا على مواد كيماوية لتصنيع السلاح تحت غطاء المساعدات الإنسانية جنوب سورية. وأضاف أن «20 حاوية من غاز الكلور سُلمت إلى المناطق السكنية في شمال غربي إدلب حيث يُعدّ إرهابيو جبهة النصرة لهجوم هناك».
ميدانياً، وسّعت قوات النظام سيطرتها على الغوطة الشرقية حيث استعادت بلدتي سقبا وكفربطنا إثر معارك ضارية مع فصيل «فيلق الرحمن» الذي بات وجوده يقتصر على بلدات عدة جنوب المنطقة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي ظل المعارك، تواصلت حركة النزوح الواسعة من المنطقة، وخرج أمس أكثر من 20 ألف مدني في اتجاه مناطق باتت تسيطر عليها قوات النظام، فيما قتل 36 مدنياً بغارات على الغوطة، من بينهم 30 بقصف على زملكا أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.
وفي عفرين، بلغ عدد الفارين منذ الأربعاء أكثر من 200 ألف مدني، بينهم 50 ألفاً أمس، تحسباً لهجوم تركي وشيك على مركز المدينة، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدخول إليها بات «قاب قوسين أو أدنى».
النظام السوري يسيطر على بلدتين جديدتين في الغوطة الشرقية
بيروت – رويترز، أ ف ب
سيطرت قوات النظام السوري اليوم (السبت)، على بلدتين جديدتين في ما تبقى تحت سيطرة الفصائل المعارضة من الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدتي سقبا وكفر بطنا، إثر معارك مع فصيل فيلق الرحمن»، الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية، ولم يعد موجودا سوى في بضع بلدات فقط.
ولم يعد فصيل «فيلق الرحمن» يسيطر سوى على بلدات عربين وزملكا وحزة وعين ترما، إضافة إلى أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي. وتُعتبر عربين أكبر تلك البلدات.
وأوضح عبد الرحمن أن «المقاتلين ينسحبون إلى البلدات التي لا تزال تحت سيطرة فيلق الرحمن»، التي تدور اشتباكات قربها.
وكان فصيل «فيلق الرحمن» يعد حوالى ثمانية آلاف مقاتل. وأعلن الجمعة الماضي مع فصيلي «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» استعداده إجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا، الداعمة لدمشق، حول وقف لاطلاق النار.
ومع تقدم قوات النظام في الغوطة، جرت مفاوضات برعاية وجهاء من بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة، للتوصل الى تسوية تحميها من تمدد المعارك إليها، إلا أنها لم تتوصل إلى أي نتيجة.
وكان «فيلق الرحمن» أعلن في وقت سابق، رفضه التفاوض مع روسيا أو الحكومة السورية، مؤكداً موقفه الرافض أي عملية إجلاء لمقاتليه.
وأسفر تركز المعارك في تلك البلدات عن حركة نزوح كبيرة، إذ فر وفق المرصد السوري اليوم أكثر من 20 ألف مدني في اتجاه مناطق باتت تسيطر عليها قوات النظام.
وكان المرصد السوري أوضح أن ضربات جوية على جيب لمقاتلي المعارضة في الغوطة أسفرت عن مقتل 30 شخصاً في الأقل تجمعوا للخروج إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة اليوم.
وأشار المرصد إلى أن الضربات على بلدة زملكا أدت أيضاً إلى إصابة العشرات. ولم يرد تعليق من دمشق التي تقول أنها لا تستهدف إلا المسلحين.
36 قتيلاً بقصف لا يهدأ على الغوطة وخروج 10 آلاف مدني من زملكا
لـندن، عربين (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
واصلت قوات النظام السوري أمس، قصف الغوطة الشرقية قرب دمشق بعنف بهدف السيطرة عليها بالكامل، فيما قتل 36 مدنياً بالغارات من بينهم 30 في مدينة زملكا التي خرج منها أكثر من 10 آلاف مدني.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حصيلة القتلى جراء القصف على الغوطة الشرقية منذ نحو شهر، بلغت 1400 مدني من بينهم 274 طفلاً. ووثق مقتل 36 مدنياً أثناء محاولتهم الخروج من المدينة أمس، في قصف جوي لقوات النظام على بلدات في الغوطة، بينهم 30 في غارات استهدفت زملكا.
وفرّ أمس، أكثر من عشرة آلاف مدني من زملكا عبر معبر حمورية المجاورة، التي عاودت قوات النظام السيطرة عليها، وفق «المرصد»، ليرتفع بذلك إلى أكثر من 40 ألفاً عدد النازحين من الغوطة منذ يوم الخميس. كما فرّ عشرات المدنيين للمرة الأولى من مدينة حرستا غرب الغوطة. من جانبه، قال رئيس مديرية العمليات الرئيسة في هيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي، إن «الموقف في الغوطة الشرقية قد تغير جذرياً، إذ نشهد عملية إنسانية على نطاق فريد». وأشار إلى مغادرة أكثر من 44 ألف مدني منها.
ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري قوله إنه جرى أمس فتح ممرّ جديد للمدنيين في حرستا التي تتقاسم قوات النظام و «حركة أحرار الشام» السيطرة عليها، فيما بث التلفزيون مشاهد نزوح المدنيين. وأظهرت الصور نساء مسنات يرتدين الأسود وشابات يحملن بطانيات، وأمهات يحاولن جرّ عربات أطفالهنّ على طريق وعرة، ورجالاً يحملون حقائب على أكتافهم.
وتنقل الجهات الحكومية السكان الفارين من الغوطة إلى مراكز إيواء، في وقت تضيق المدارس القريبة من المنطقة المنكوبة بمئات العائلات.
وقال أبو خالد عمري (35 سنة) الذي لجأ إلى مدرسة في عدرا لوكالة «فرانس برس»، إنّ «لا مكان ننام فيه، لا مياه، لا بطانيات كافية والنساء والأطفال جالسون على الأرض».
في غضون ذلك، تواصلت المعارك جنوب الغوطة الشرقية بين قوات النظام وفصيل «فيلق الرحمن» التابع لـ «الجيش السوري الحر»، فيما تمكن النظام من السيطرة على أكثر من نصف مساحة بلدة كفربطنا، وفق «المرصد».
ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصال المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي: دوما شمالاً، وحرستا غرباً، وبلدات أخرى جنوباً.
وأتت المعارك على رغم إعلان فصائل «جيش الإسلام» و «حركة أحرار الشام» و «فيلق الرحمن» أول من أمس، استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف النار.
وذكرت الفصائل الثلاثة أنها «على استعداد تام لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة للبحث في آليات وإجراءات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي طالبت القوى الدولية من خلاله الشهر الماضي بوقف للنار مدته 30 يوماً»، إلا أن «هيئة تحرير الشام»، وهي مجموعة مكوّنة بمعظمها من عناصر كانوا في «جبهة النصرة» ولا يزال لديها وجود في الغوطة الشرقية، ليست بين الفصائل الموقعة على البيان.
وذكرت الفصائل أن بيانها جاء تعقيباً على تصريحات أدلى بها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي قدّم ايجازاً إلى مجلس الأمن تطرق فيه إلى مفاوضات قال إن فريقه يساهم فيها بين «جيش الإسلام» وروسيا.
وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) الماضي حملة عسكرية ضد الغوطة الشرقية بدأت بقصف عنيف، ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 70 في المئة من المنطقة. ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها تُعدّ إحدى بوابات دمشق، وفرضت عليها حصاراً محكماً منذ 2013 رافقه طوال سنوات قصف جوي ومدفعي منتظم شاركت فيه طائرات روسية. وتسبب القصف بمقتل آلاف، كما أسفر الحصار عن أزمة إنسانية.
وزادت معاناة سكان الغوطة الشرقية مع التصعيد العسكري الأخير، وانتقلوا إلى أقبية غير مجهزة للاحتماء، من دون أن يتمكنوا من الخروج منها تحت وطأة القصف. ومع اشتداد المأساة، بدأت حركة نزوح جماعي الخميس هرباً من الموت، بعدما فتحت قوات النظام ممراً لخروج المدنيين إلى مناطقها. وأعرب سكان عن خشيتهم من الفرار إلى مناطق سيطرة الحكومة خوفاً من الاعتقال أو التجنيد الإجباري، لكن استمرار التصعيد لم يترك أمامهم خياراً آخر.
القوات التركية تدخل عفرين وسط «انسحاب» المقاتلين الأكراد
بيروت – أ ف ب، رويترز
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الأحد) أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها دخلت مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سورية وسيطرت على أحياء منها، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أرودغان أنه تمت السيطرة على مركز المدينة.
وقال أردوغان إن «وحدات من الجيش السوري الحر مدعومة من القوات المسلحة التركية سيطرت على مركز مدينة عفرين بالكامل هذا الصباح»، مشيراً إلى أن «عمليات نزع الألغام لا تزال مستمرة».
وأكد الجيش التركي في بيان منفصل أن مركز مدينة عفرين بات «تحت السيطرة». وأضاف أن «عمليات البحث عن الألغام وغيرها من المتفجرات مستمرة».
وأفاد أحد سكان عفرين لـ «فرانس برس» بغياب الاشتباكات وانتشار لعناصر الفصائل السورية في وسط المدينة، متحدثاً عن «انسحاب» المقاتلين الأكراد منها.
وكانت الفصائل السورية الموالية لأنقرة أعلنت في بيان صباح اليوم «توغلها داخل مدينة عفرين من المحورين الشرقي والغربي» والسيطرة على حيي الأشرفية والجميلية.
وقال الناطق باسم «الجيش السوري الحر» محمد الحمدين إن «مقاتلي الجيش السوري الحر دخلوا عفرين قبل قليل من بزوغ فجر اليوم من الشمال والشرق والغرب ولم يواجهوا أي مقاومة»، مشيراً إلى «انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية».
وأضاف في تصريح إلى «رويترز» أن «مقاتلي الجيش الحر يمشطون الشوارع والمنازل».
وكانت تركيا شنت عمليتها العسكرية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين في 20 كانون الثاني (يناير) مدعومة بفصائل من «الجيش السوي الحر»، في عملية أطلقت عليها أنقرة «غصن الزيتون».
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان تحقيق القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تقدماً سريعاً في مدينة عفرين.
وذكر المرصد أن أكثر من 1500 مقاتل كردي لقوا حتفهم منذ بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين في 20 كانون الثاني (يناير) في
ووثق المرصد في المقابل مقتل أكثر من 400 عنصر من الفصائل السورية الموالية لأنقرة. كما أعلن الجيش التركي حتى الآن عن مقتل 46 من جنوده.
وكان اردوغان قال في خطاب ألقاه لمناسبة إحياء ذكرى معركة الدردنيل البحرية التي وقعت في الحرب العالمية الأولى: «الآن، سيُرفع العلم التركي هناك! وسيُرفع علم الجيش السوري الحر».
ودفع تقدم القوات الموالية إلى تركيا أكثر من 200 ألف مدني إلى الفرار من المدينة في غضون أقل من ثلاثة أيام، بحسب المرصد.
وتقول أنقرة إن الوحدات هي امتداد لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يشن تمرداً في جنوب شرقي تركيا منذ الثمانينات.
وقال مسؤول كردي كبير والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن أكثر من 150 ألف شخص نزحوا عن المدينة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن التقدم السريع للقوات التركية جاء «نتيجة القصف المكثف المستمر منذ أيام».
فرار آلاف السوريين من الغوطة الشرقية
خرج آلاف المدنيين من بلداتهم هربا من معارك في شمال سوريا وجنوبها أمس السبت فيما أدت حملتان عسكريتان مختلفتان إلى نزوح جماعي في الأيام القليلة الماضية.
وقال عاملون في الإنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن موجة جديدة تضم عشرة آلاف شخص على الأقل نزحت نحو خطوط الجيش السوري منذ صباح أمس. وأضاف المرصد إن ضربات جوية على جيب لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية أسفرت عن مقتل 30 شخصا على الأقل تجمعوا للخروج إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة أمس السبت.
ودخلت الحرب السورية عامها الثامن الأسبوع الماضي وأزهقت حتى الآن أرواح مئات الآلاف وأدت لنزوح أكثر من 11 مليونا على الأقل بينهم ستة ملايين تقريبا فروا إلى خارج البلاد في واحدة من أسوأ أزمات اللجوء في العصر الحديث.
نشاط البنتاغون في شرق سوريا: هل سنشهد «هلالا أمريكيا» يقطع طريق طهران ـ بيروت؟/ منهل باريش
عاد التوتر إلى منطقة شرق سوريا، بعد قصف طيران التحالف الدولي ضد «داعش»، الذي تقوده أمريكا، لرتل ميليشيات إيرانية في منطقة العليانية، بعد محاولة تقدمه باتجاه القاعدة الأمريكية في معبر التنف الحدودي. ورغم أن الرتل لم يتجاوز الحدود الإدارية لمنطقة الـ» 55» كم، إلا أن «عمليات التحالف فضلت قصفه» حسب مصدر عسكري في منطقة التنف، فضل عدم ذكر اسمه.
وأضاف: «استهدف طيران التحالف أرتالا ومواقع تابعة للنظام والميليشيات الإيرانية عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، لكن فضّل دائماً الامتناع عن إعلان خبر القصف لعدم توتير الأجواء مع روسيا».
في دير الزور وريف حمص الشرقي تطور الوضع في قلب البادية السورية حيث استعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» السيطرة على عدة مواقع استراتيجية أهمها المحطة الثانية «T2» وبلدة حميمية القريبة من السخنة وتدمر، ونشطت خلايا التنظيم بشكل ملحوظ في منطقة العليانية وشرقها، وتمددت رقعته إلى التخوم الجنوبية لمدينة الميادين.
البادية منطقة نفوذ روسي
في ربيع 2017 عندما سيطرت فصائل الجيش الحر على مناطق في القلمون الشرقي والبادية وطردت تنظيم «الدولة» منها لم تبد غرفة «الموك» أي ترحيب، واعتبرت منطقة البادية تحت تصرف وإشراف البنتاغون، الذي بدوره لم يسمح لجيش «مغاوير الثورة» (يتلقى الدعم من برنامج التدريب في البنتاغون ويقوده المقدم مهند الطلاع) بالمشاركة إلى جانب «جيش أسود الشرقية» و«تجمع أحمد العبدو» و«لواء شهداء القريتين». وأصبحت الفصائل على مسافة قريبة من كسر الحصار عن القلمون الشرقي وجيرود. لكن التحرك السريع لقوات النظام، وزج إيران بآلاف من مقاتلي الميليشيات بعد سحبهم من حلب إثر توقيع اتفاق استانة لوقف الأعمال القتالية وعدم الرغبة الأمريكية في استفزاز الروس في تلك المنطقة، منع فصائل الجيش الحر من كسر الحصار وأدى إلى انحسار سيطرتها تدريجيا لتنكفئ إلى منطقة الـ»55» وتسلم سلاحها الثقيل إلى واشنطن حسب الاتفاق الروسي الأمريكي الخاص بالمنطقة.
التصريحات الروسية والاعتراض على وجود قاعدة التنف، لم يغير في مجريات الأمور حتى اللحظة، على اعتبار أن إيران هي من يبسط نفوذها في البادية السورية لإبقاء الحدود العراقية ـ السورية تحت سيطرتها وتأمين الطريق البري الممتد من طهران إلى بيروت على ساحل البحر المتوسط.
محاولات إيران المتكررة في التقدم إلى منطقة التنف الإدارية لاقت رد فعل عنيفا من قبل أمريكا، أسفر عن مقتل المئات من عناصر الميليشيات الإيرانية، كان آخرها قبل نحو أسبوع في منطقة العليانية المحاذية لمنطقة الـ»55» من الجهة الغربية.
فرضيات الاشتباك شرق سوريا
الحرب الدبلوماسية الروسية بقيت في خانة الضغط على واشنطن وحلفائها في شرق سوريا، واختبارات التغيير الجزئي بين منطقتي شرق الفرات (تحت النفوذ الأمريكي) وغربه (تحت النفوذ الروسي)، كانت بشكل رئيسي عبر ميليشيات عشائرية محلية وميليشيا «فاطميون» الإيرانية وميليشيا «فاغنر» التي تتكون من مقاتلين مرتزقة روس يمولها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين ويشرف عليها المقدم المتقاعد ديمتري أوتكين، واللذين وضعتهما واشنطن على لوائح العقوبات بسبب نشاطهما العسكري في أوكرانيا. في غضون ذلك تجنب النظام السوري وإيران زج أي من مقاتلي جيش النظام أو «حزب الله» اللبناني بشكل نهائي، في توقع لردة فعل عنيفة من أمريكا، وهو ما حصل بالفعل ليلة 7-8 شباط/فبراير الماضي عند محاولة التقدم شرق الفرات إلى حقل خشام النفطي والطابية. اذ قصف الطيران الأمريكي المهاجمين وسقط عشرات القتلى من الميليشيات العشائرية و«فاطميون»، فيما لم يعرف العدد الحقيقي لقتلى المرتزقة الروس.
احتواء إيران في سوريا سيكون الدافع الأساسي لأي تغيير محتمل في خرائط السيطرة من الجانب الأمريكي، ولعل الوصل بين منطقة التنف ومناطق النفوذ الأمريكي شرق نهر الفرات، هو الأكثر ترجيحا مع الحشودات والتمركزات الجديدة لقوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى محاولة تأسيس مجلس عسكري يتبع لبعض أفخاذ قبيلة العقيدات شرق سوريا، والذي بدأت تتوضح ملامحه على الأرض بدعم من بعض مشايخ آل الهفل (الزعماء التقليديين لقبيلة العقيدات) باسم مجلس «شيوخ المشايخ». إضافة إلى هذا، تتواتر أنباء عن تحضير أمريكي واستقدام تعزيزات جديدة إلى قاعدة التنف.
تمدد تنظيم «الدولة» وسيطرته على مساحات لا بأس بها في جنوب الميادين، وخصوصا محطة الضخ النفطية –T2 والتي ترتبط بها كل أنابيب الحقول في شرق سوريا، سيجعل خطوة التحرك الأمريكي إليها تطوراً يؤخذ في الحسبان. فالسيطرة عليها انطلاقاً من منطقة الـ»55» تعني قطع طريق طهران الاستراتيجي بين العراق وسوريا. إلا أن مخاطر هذه العملية تكمن في أنها ستعزل مناطق شرق الميادين وصولا إلى البوكمال، التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
من جهتها، أغمضت روسيا الأعين عن التوسع الصغير في عمق البادية في حميمية والمحطة الثانية-T2، فموسكو ما زالت بحاجة إلى اسم «داعش» و«جبهة النصرة» لتبرير عملياتها العسكرية على كامل المناطق السورية. وهو واقع الحال في الغوطة الشرقية، حيث تشن موسكو هجومها بذريعة محاربة «جبهة النصرة» التي لم يبق منها إلا بضعة أفراد بعد حرب «جيش الإسلام» عليها وتفكيكها وإلزام مقاتليها بيوتهم من قبل «فيلق الرحمن».
إلا أن ترك التنظيم يوسع رقعة سيطرته إلى الحدود العراقية قد يغير المعادلة بشكل كبير، ليس لصالح التنظيم الذي يحلم بالسيطرة على بعض آبار النفط لتأمين مصادر تمويله بعد أن قطعت أوصاله وتلقى هزيمة كبيرة في العراق تحديدا، وجفت مصادر تمويله بشكل شبه نهائي إلا ما بقي في خزائن أمرائه في باديتي العراق والشام، وإنما لصالح واشنطن هذه المرة. فتقدمه شرقاً سيحفز التحالف الدولي على التقدم شمالا، والسيطرة على الحدود العراقية ـ السورية وصولا إلى مشارف البوكمال، والتحكم بحركة معبر القائم الحدودي.
المحطة الثانية ستكون بداية صراع جديد في المنطقة الشرقية، فواشنطن التي تركت منطقة غرب النهر تحت النفوذ الروسي بهدف محاربة الإرهاب، لن تسمح لروسيا بترك تنظيم «الدولة الإسلامية» يعود وينتعش بالقرب من قاعدة التنف أو مناطق سيطرتها شمال الفرات. وتمدده مجددا سيعطي دفعا كبيرا لواشنطن لبدء معركة ضد التنظيم يكون الهدف البعيد منها تطويق الوجود الإيراني بـ«هلال أمريكي»، يبدأ شرق جرابلس وينتهي في مخيم الركبا على الحدود الأردنية السورية، فيقطع الطريق البرية بين طهران وبيروت بشكل نهائي.
القدس العربي
الدفاع الروسية: مؤشرات على تحضير واشنطن لضرب سوريا بصواريخ مجنحة
موسكو: أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، عن وجود مؤشرات على تحضير الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربات ضد أهداف تابعة للنظام السوري، بصواريخ مجنحة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي.
وأوضح رودسكوي أن الولايات المتحدة تجري إعادة تموضع لسفن هجومية تابعة لأساطيلها في البحر الأحمر والخليج العربي وشرقي البحر الأبيض المتوسط.
وسبق أن هاجمت القوات الأمريكية في يوليو/ تموز 2017، قاعدة الشعيرات الجوية (عسكرية تابعة للنظام) بمحافظة حمص السورية (وسط)، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار.
وكانت تلك الضربة الأمريكية رداً على قصف النظام، قبلها بأيام، بلدة خان شيخون، في إدلب (شمال غرب)، بأسلحة كيميائية.
(الأناضول)
أردوغان يعلن السيطرة الكاملة لقوات “غصن الزيتون” على مركز مدينة عفرين
جناق قلعة: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحد، سيطرة القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون، بشكل كامل على مركز مدينة عفرين بريف محافظة حلب السورية اعتباراً من الساعة 8:30 بتوقيت تركيا (05:30 ت.غ.).
وجاء إعلان الرئيس التركي في كلمة ألقاها خلال مشاركته في احتفالات إحياء ذكرى شهداء معارك “جناق قلعة” بولاية “جناق قلعة”، غربي البلاد.
وقال أردوغان في هذا الخصوص: “رموز الأمن والسكينة ترفرف في مركز مدينة عفرين بدل أعلام الإرهاب، في عفرين الآن، ترفرف الأعلام التركية وأعلام الجيش السوري الحر”.
وأضاف: “مثلما خاضت الأمة التركية نضالاً بعزيمة وإيمان بالأمس في جناق قلعة (إبان الحرب العالمية الأولى) فإننا اليوم أيضاً نناضل بنفس الشكل داخل حدودنا وخارجها”.
وتابع : “صعقنا الذين ظنّوا بأنهم نجحوا في تأسيس حزام على طول حدودنا، مثلما هزمنا الذين أتوا من كافة أنحاء العالم بعتادهم وأسلحتهم في معارك جناق قلعة”.
وأشار أردوغان أنّ بلاده ستقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة وإحيائها مجدداً، عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية، وستتيح للأهالي فرصة العودة إلى ديارهم، وذلك بالتوازي مع تطهير عفرين.
وأكّد أنّ قوات غصن الزيتون لم تقدم على أي خطوة من شأنها إلحاق الأذى بالمدنيين، وقال “لأننا لم نتجه إلى هناك للاحتلال، وإنما للقضاء على المجموعات الإرهابية”.
واستطرد: “لقد أظهرت أمتنا للعالم بأسره متانة إيمانها في قلبها وشجاعتها في 15 تموز (التصدي للمحاولة الانقلابية عام 2016) وعندما رأوا أنه لايمكن زعزعتنا من الداخل حاولوا حصار بلادنا من خارج حدودنا”.
بينما أكدت رئاسة الأركان التركية، سيطرة قواتها مع الجيش “السوري الحر”، على مركز مدينة عفرين السورية، في إطار عملية “غصن الزيتون”.
وذكرت الأركان التركية، عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، أنّ قوات غصن الزيتون بدأت عملية تطهير المدينة من الألغام والعبوات الناسفة.
ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر”، المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار. (الأناضول)
خسائر للنظام السوري باشتباكات متواصلة في الغوطة الشرقية
عمار الحلبي
قُتل نحو 25 عنصراً من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، على جبهات الغوطة الشرقية إثر اشتباكات متواصلة مع مقاتلي المعارضة.
وقالت مصادر محلية، اليوم الأحد، لـ”العربي الجديد”، إنّ “قوات النظام خسرت نحو 25 عنصراً من مقاتليها، جراء الاشتباكات، أمس، على أطراف قرية الريحان بالغوطة الشرقية في ريف دمشق”.
وقال المتحدث باسم هيئة أركان “جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار: “إنه تم عطب ثلاث مدرعات لقوات النظام على أطراف البلدة، عقب صد أربع محاولات تقدم منذ فجر اليوم الأحد”.
وجاء ذلك تزامناً مع اشتباكات عنيفة في بلدة جسرين، تخللها تفجير سيارة مفخّخة في موقع لقوات النظام، ما أسفر عن خسائر بشرية في صفوفهم.
وقال ناشطون في الغوطة الشرقية، إنّ “مقاتلي المعارضة شنّوا هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام في مدينة حمورية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من مقاتلي النظام السوري”.
كذلك شهدت مدينة عربين اشتباكات عنيفة بين “فيلق الرحمن” وقوات النظام السوري، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين.
وتشهد قرى وبلدات الغوطة الشرقية، معارك عنيفة جراء محاولة قوات النظام السيطرة عليها، ما أسفر عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين.
نصر الحريري: رحيل الأسد شرط للإنتقال السياسي
حذر رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” نصر الحريري، من أن “المدنيين المحاصرين في الغوطة قد يتعرضون لجرائم إبادة جماعية”، وشدّد على أن رحيل الرئيس بشار الأسد، يعد جزءاً أساسياً من عملية الانتقال السياسي في سوريا.
وانتقد الحريري، في مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية الرياض، السبت، القرار الروسي بـ”وقف إطلاق النار”، واصفاً “الممرات الإنسانية” التي افتتحتها روسيا في المنطقة المحاصرة لإخراج المدنيين بـ”ممرات الموت”. وقال إن المعارضة السورية لم تتلق دعوة إلى مؤتمر “أستانة”.
وأضاف الحريري أن قوات النظام “استخدمت مدنيين فارين من الغوطة كدروع بشرية”. وقال: “النظام وحلفاء النظام يستخدمون الإرهاب ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية ولتصوير أنفسهم امام العالم بأنهم يقاتلون الإرهاب وهذا محض إدعاء”. وأضاف أنَّ “النظام عرقل جهود الحل السياسي وخرق الاتفاقيات واستخدم كل أنواع الأسلحة في الحملة العسكرية على الغوطة”.
وأوضح الحريري أن إيران وروسيا والنظام خرقوا القرار الدولي حول “الهدنة” في سوريا، وأن مجلس الأمن أخفق بإنفاذ القرار 2401 حول سوريا. وحمل النظام السوري وداعميه المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في سوريا، وكذلك المجتمع الدولي مسؤولية الصمت عن جرائم النظام.
وقال الحريري إن الأمم المتحدة تقف عاجزة عن التوصل لحل سياسي بسبب مواقف النظام السوري، وكذلك عاجزة عن وقف القتال وتأمين المساعدات. وأشار إلى أن روسيا تعرقل إحالة مجلس الأمن للملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذكر بأن النظام السوري ارتكب العديد من جرائم الحرب الموثّقة.
وجدد الحريري التأكيد أنه “لا يمكن التوصل لحل سياسي دون تطبيق بنود بيان جنيف”، داعياً المجتمع الدولي لمواصلة الضغط لتفعيل العملية السياسية. واعتبر أن استخدام السلاح الكيمياوي ضد المدنيين هو “أكبر جريمة” في سوريا، ووصف الإنتهاكات التي ارتكبت بأنها فظيعة.
كما إتهم الحريري حزب “الإتحاد الديموقراطي” الكردي و”وحدات حماية الشعب” الكردية بإرتكاب جرائم في منطقة عفرين السورية، وطالب الحزب بالخروج من المنطقة، كما طالب بإجراءات لحماية المدنيين خلال العملية العسكرية في عفرين.
النظام يتقدم الى سقبا وكفربطنا..والمجهول يواجه حرستا
شهد القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، صباح السبت، عملية اجتياح بري واسعة لمليشيات النظام، تمكنت خلاله من التقدم إلى بلدتي سقبا وكفربطنا، والسيطرة على مواقع استراتيجية وشوارع رئيسية فيهما، بحسب مراسل “المدن” رائد الصالحاني.
وتزامن تقدم مليشيات النظام في تلك المناطق مع استمرار نزوح المدنيين من القطاع الأوسط، وقالت مصادر رسمية من النظام، إن أعداد من خرجوا وصلت إلى 10 آلاف، حتى اللحظة. ويتم النزوح عبر معبرين خصصتهما المليشيات؛ من بلدتي حمورية وجسرين نحو مناطق سيطرة النظام، ليتم نقلهم بعدها إلى “مراكز الإيواء” في دوير وحرجلة في محيط دمشق.
وقالت مصادر أهلية لـ”المدن” أن مجموعات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” و”فيلق الرحمن”، حاصرت قرابة ألف شخص، منهم 400 مسلّح تابع للشيخ بسام دفضدع، أبرز دعاة “المصالحة” في كفربطنا، بحجة أن الأخير ينوي إدخال مليشيات النظام وتسليم المنطقة، وتحريض المدنيين على البقاء في المنطقة لإجراء “تسويات محليّة” مع النظام، وعدم تهجيرهم إلى مراكز الإيواء.
وأكدت المصادر وصول مليشيات النظام إلى أبنية وأقبية كان بعض المدنيين يحتمون فيها من القصف، من دون تنفيذ أي عمليات اعتقال بحقهم، بعد تأكيدهم أنهم ممن قاموا بالتنسيق مع عرّاب مصالحة كفربطنا بسام دفضدع. وكان دفضدع قد وعد من يبقى معه بالبقاء في المنطقة، وعدم التعرض للتهجير.
وشهد ما تبقى من بلدات ومدن القطاع الأوسط موجة نزوح إليها من غير الراغبين بالخروج نحو مناطق النظام، وسط استهداف مستمر للطرقات الواصلة بين تلك المدن والبلدات التي يسيطر عليها ما تبقى من عناصر “فيلق الرحمن”. فيما قالت مصادر متعددة إن مفاوضات تجري بين الروس من جهة، والأتراك من جهة أخرى، حول آلية لخروج عناصر “فيلق الرحمن” وعدد من المدنيين إلى مناطق “درع الفرات” شمالي سوريا بضمانات دولية.
وتستمر قوات النظام بحصار مدينة حرستا، لليوم السادس على التوالي، وسط قصف مستمر وانقطاع الأخبار الواردة من المدينة بشكل مل، وغياب أية مفاوضات جدية لخروج المدنيين أو العسكريين. في حين تحدثت مصادر إعلامية عن خروج 100 مدني، السبت، من معبر بالقرب من مبنى وزارة الري المطل على الاتوستراد الدولي.
وسيطرت مليشيات النظام، الجمعة، على بلدات حمورية وجسرين بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها إثر قصف عنيف ومستمر على تلك المناطق.
مصادر “المدن” في دمشق، أكدت أن أعداد الخارجين من الغوطة الشرقية عبر “المعابر الآمنة”، وصل إلى 30 ألف نسمة، تم توزيعهم على “مراكز إيواء” في مناطق دوير وعدرا العمالية وحرجلة في ريف دمشق.
تمسك روسي بإخلاء الغوطة من كل الفصائل
تزايد الحديث عن ضربة أميركية بصواريخ مجنّحة… ومعركة عفرين على وشك الانتهاء
موسكو: رائد جبر – أنقرة: سعيد عبد الرازق
قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن موقف موسكو بات أكثر تشدداً، إذ باتت تطالب بـ«خروج جميع الفصائل من الغوطة»، موضحة أن «المفاوضات تجري حول مراحل تحقيق ذلك، ووجهة قادة الفصائل، وما إذا كانت إلى شمال سوريا أم إلى جنوبها».
وكانت قوات النظام السوري سيطرت أمس على بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر معارك مع فصيل «فيلق الرحمن» الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية. ومع تقدم قوات النظام، جرت مفاوضات برعاية وجهاء من بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة للتوصل إلى تسوية تحميها من تمدد المعارك إليها، لكنها لم تتوصل إلى أي نتيجة.
تزامن ذلك، مع إعلان موسكو أن الولايات المتحدة «تحضّر لتوجيه ضربات ضد أهداف حكومية سورية باستخدام صواريخ مجنحة»، معززة بذلك الحديث عن ضربة أميركية للنظام. إلى ذلك، أطبقت القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» حصارها حول مركز مدينة عفرين من مختلف الجهات، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن قوات الجيشين التركي و«السوري الحر» باتت «قاب قوسين أو أدنى» من دخول المدينة.
روسيا لإفراغ الغوطة من جميع الفصائل… ودي ميستورا يلوّح بفرض «لجنة دستورية»/ إبراهيم حميدي
الدول الثلاث الضامنة لعملية آستانة «ليست مستعجلة» للدفع لتشكيل اللجنة الدستورية. دمشق «غير مقتنعة» بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي و«لا تريد الانخراط» في عملية تشكيل اللجنة. جميع الأطراف، كلٌّ لسببه، تنتظر زوال غبار المعارك وتحسين موقعها العسكري سواء في غوطة دمشق أو عفرين. لكن الجديد، أن الجانب الروسي بات أكثر تشدداً، إذ بات يطالب بخروج جميع مقاتلي الفصائل بما فيها قادة «جيش الإسلام» من شرق دمشق.
عليه، لوّح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن مساء أول من أمس، باحتمال أن يقوم بخطوة أحادية تتضمن تشكيل لجنة دستورية من خبراء وسياسيين لتبدأ العمل في جنيف إلى حين تقديم «الضامنين» الثلاثة قائمة المرشحين كي يختار منها أعضاء اللجنة، الأمر الذي قابله ممثل روسيا بغضب شديد. واعتبر أن حصول ذلك «لن يكون أمراً سياسياً بل بمثابة عصف فكري لمركز أبحاث».
في التفاصيل، يتوقع أن يجتمع ممثلو «فيلق الرحمن» مع الجيش الروسي شرق دمشق، اليوم، لبحث تفاصيل تسوية. واشترطت موسكو قبل الخوض في ذلك أن يحضر من «فيلق الرحمن» شخصيات ذات وزن وتستطيع أن تنفّذ التعهدات قبل الاتفاق على مكان وزمان المحادثات التي أسهمت الأمم المتحدة في ترتيبها. ويتوقع أن يكون البند الرئيسي بالنسبة إلى روسيا، هو آلية الخروج من الغوطة ومراحل تنفيذ ذلك وإمكانية التمييز بين «الفيلق» و«جبهة النصرة» والعناصر المحليين والأجانب الذين يبلغ عددهم عشرات من أصل نحو 250 عنصراً.
وكان دي ميستورا قد أبلغ مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، بوجود اتفاق بين الجيش الروسي و«جيش الإسلام» يتعلق بدوما، شمال الغوطة، بعدما فصلت قوات النظام وموسكو المدينة عن باقي الغوطة. وتضمن الترتيبات السابقة ضمان وجود رمزي لدمشق في دوما مع سحب السلاح الثقيل من «جيش الإسلام» مقابل بقاء مجلس محلي فيها وبعض المؤسسات المدنية والسلاح الخفيف في أيدي مقاتلي «جيش الإسلام». وأسهم في صوغ هذا الاتفاق ضباط مصريون باعتبار أن القاهرة شهدت توقيع اتفاق «خفض التصعيد» بين «جيش الإسلام» وروسيا في صيف العام الماضي.
لكن الجديد، حسب مسؤول مطلع على المفاوضات، أن موقف موسكو بات أكثر تشدداً، إذ إنه بعدما أعلن «جيش الإسلام» استهداف مروحية، مساء أول من أمس، وحديث بعض مسؤوليه عن استهداف مواقع روسية، باتت روسيا تطالب بـ«خروج جميع الفصائل من الغوطة وأن المفاوضات تجري حول مراحل تحقيق ذلك، ووجهة قادة الفصائل، وما إذا كانت إلى شمال سوريا أم إلى جنوبها».
ويشمل موقف موسكو «فيلق الرحمن» و«النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، ما يتناقض مع مضمون القرار 2401 الذي نص فقط على استثناء «القاعدة» والتنظيمات المرتبطة بها بموجب قرارات مجلس الأمن من اتفاق وقف النار، علماً بأن قرارات مجلس الأمن لا تشمل «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«فيلق الرحمن»، في وقت تقول فيه موسكو: إن «هذه الفصائل رفضت الانفصال عن (النصرة)».
ما يجري في الغوطة وبدء قصف جنوب غربي سوريا واستمرار المعارك والقصف في عفرين، دفعت دي ميستورا إلى القول: إن «منطق الحرب هو السائد» منذ إقرار القرار 2401 الذي دعا إلى وقف النار في سوريا. لكن المبعوث الدولي أشار إلى أن ذلك لم يمنع من «الأمل في رؤية سوريا تنهض من الرماد». ورأى في إعلان وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في ختام اجتماع آستانة التمسك بنتائج مؤتمر سوتشي و«خصوصاً تشكيل لجنة دستورية لبدء عملها في جنيف بمساعدة المبعوث الدولي، في أقرب وقت ممكن».
وبعد الجلسة العلنية في مجلس الأمن، كان دي ميستورا أكثر صراحة وصرامة في تقويمه للوضع السوري، حسب دبلوماسيين أوروبيين حضروا الجلسة. وقال أحدهم إن دي ميستورا قال بوضوح ما مفاده أن الحكومة السورية «غير مقتنعة بمخرجات سوتشي ورفضت الانخراط في تنفيذها. أما الضامنون الثلاثة فإنهم يطلبون منا الصبر ولم يساعدونا في هذا الأمر». وأشار إلى قلقه من أن هذه المماطلة ترمي إلى الصبر حتى الانتهاء من العمليات العسكرية لفرض وقائع جديدة في غوطة دمشق وعفرين، أيْ «فرض الاستسلام السياسي».
عليه، أبلغ دي ميستورا أعضاء مجلس الأمن إمكانية تشكيل لجنة من خبراء قانونيين وخبرات أخرى تشمل أوسع تمثيل من السياسيين والنساء والأطياف للبدء بالعمل في جنيف إلى حين تقديم «الضامنين» قائمة المرشحين واقتناع دمشق بالانخراط. وأضاف أن لديه أسماء جاهزة لهذه اللجنة، وأن «هذه هي الطريقة الوحيدة ما دامت الحكومة مؤمنة بالحل العسكري للانتقال إلى الحل السياسي»، لإعطاء إشارة أن الأمم المتحدة «ليست نائمة» أمام نزيف الدم السوري.
وعندما طلب دي ميستورا من الحاضرين تقديم الدعم لاقتراحه، قوبل بالدعم أو السكوت من دول غربية، غير أن ممثل روسيا أكد ضرورة انتظار موقف الدول الضامنة لعملية آستانة وموقف دمشق و«إلا هذا النوع من العمل يكون عصفاً فكرياً لمركز أبحاث وليس عملاً سياسياً». كما اعتبر كل ما يقوله ممثلو الدول الغربية عن المعاناة الإنسانية والقتلى شرق دمشق هو «فبركات إعلامية».
الشرق الاوسط
تركيا تعلن السيطرة على مركز عفرين السورية
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، سيطرة قوات عملية “غصن الزيتون” (الجيشان التركي والسوري الحر) على مركز مدينة عفرين شمالي سوريا بعد 58 يوماً من القتال.
ونشرت فصائل “الجيش الحر” المشاركة في العملية، صوراً ومقاطع فيديو أظهرت وصولها إلى مركز المدينة من الجهة الشرقية الجنوبية لعفرين، وسيطرتها على عدد من المقار الرئيسية.
وفي كلمة له لإعلان السيطرة على المدينة، قال أردوغان: إنه “بالتوازي مع تطهير عفرين من آثار الإرهابيين، سنقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة”.
وأشار إلى أن تركيا ستعمل على إحياء المدينة مجدداً، عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية، وإتاحة الفرصة لأهالي عفرين للعودة إلى ديارهم.
وأضاف: “مثلما خاضت الأمة التركية نضالاً بعزيمة وإيمان بالأمس في جناق قلعة (إبان الحرب العالمية الأولى)، فإننا اليوم أيضاً نناضل بنفس الشكل داخل حدودنا وخارجها”.
وتابع: “رموز الأمن والسكينة ترفرف في مركز المدينة بدل أعلام الإرهاب. في عفرين الآن ترفرف الأعلام التركية وأعلام الجيش السوري الحر”.
أردوغان قال أيضاً إن قوات بلاده لم تُقدم على أي خطوة من شأنها إلحاق أقل أذى بالمدنيين، “لأننا لم نتجه إلى هناك للاحتلال، وإنما للقضاء على المجموعات الإرهابية فحسب”.
و”غصن الزيتون” عملية عسكرية أطلقها الجيش التركي لإنهاء وجود التنظيمات التي تصنفها أنقرة إرهابياً في المدينة السورية، والسماح لأهالي عفرين بالعودة إلى ديارهم.
وأشارت تقارير نشرتها وسائل إعلام تركية، أنه يتم سماع أصوات طلقات نارية وأصوات انفجارات في المنطقة، بينما تستمر الطائرات المقاتلة التركية في التحليق فوق المدينة.
والسيطرة على مركز عفرين تأتي بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، أن جيش بلاده “أوشك” على دخول المدينة السورية.
وقال أردوغان في خطاب أمام مؤيّدي حزب العدالة والتنمية في إحدى الولايات التركية، السبت: “أوشكنا على دخول عفرين، وسنزفّ لكم البشرى في أي لحظة”.
والخميس الفائت، أكّد الرئيس التركي أن قوات بلاده لن تخرج من منطقة عفرين السورية حتى تحقّق هدفها هناك في دحر عناصر تنظيم “ب ي د/ بي كا كا”.
ومنذ 20 يناير الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر” المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
الجيش السوري الحر يدخل مدينة عفرين ويقول إن القوات الكردية انسحبت
اسطنبول (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن القوات التركية ومقاتلي المعارضة المتحالفين معها دخلوا مدينة عفرين الواقعة شمال غرب سوريا يوم الأحد وسيطرت على وسط المدينة بعد أن انسحبت منها وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر إن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين قبل قليل من بزوغ فجر الأحد من ثلاث جبهات ولم يواجهوا أي مقاومة.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الاشتباكات تواصلت في مناطق من مدينة عفرين الرئيسية في منطقة عفرين التي كانت خاضعة للسيطرة الكردية لسنوات. ومنطقة عفرين واحدة من ثلاث مناطق في شمال سوريا يسيطر عليها الأكراد بمحاذاة الحدود مع تركيا.
وتسببت المعارك في الجيب الذي كان في فترة من الفترات مستقرا في فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف في سوريا وأوضحت الدور المتنامي للقوى الأجنبية في الصراع الدائر منذ أكثر من سبع سنوات.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ الثمانينات.
وبدأت تركيا عمليتها العسكرية في منطقة عفرين قبل ثمانية أسابيع وتقول إنها ستوسع نطاقها لتشمل مناطق كردية أخرى تنتشر فيها قوات أمريكية مع وحدات حماية الشعب في تحالف بينهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إردوغان أمام حشد في الذكرى الثالثة بعد المئة لحملة جاليبولي في الحرب العالمية الأولى ”وسط مدينة عفرين بات تحت السيطرة تماما بحلول 8:30 من صباح اليوم“ مضيفا أن الأعلام التركية ورايات الجيش السوري الحر رفعت في المدينة.
وقال إردوغان ”أغلب الإرهابيين ولوا الدبر. قواتنا الخاصة وأفراد من الجيش السوري الحر يطهرون بقايا الفخاخ التي تركوها وراءهم… في وسط عفرين ترفرف رموز الثقة والاستقرار بدلا من أسمال الإرهابيين“.
ولم يرد تعليق بعد من القوات الكردية.
وقالت القوات المسلحة التركية في بيان إن القوات تمشط الشوارع لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع. ونشر الجيش مقطع فيديو قال إنه صور في وسط عفرين ويظهر دبابة متمركزة تحت شرفة رفع فوقها العلم التركي وخلفه راية الجيش السوري الحر.
وقال محمد الحمدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر إن مقاتليهم دخلوا المدينة من الشمال والشرق والغرب وتوقع تطهيرها بالكامل بنهاية اليوم مشيرا إلى أن مقاتلي وحدات حماية الشعب انسحبوا منها.
وقال المرصد إن تركيا والجيش السوري الحر سيطرا على نصف المدينة تقريبا لكن القتال تواصل صباح يوم الأحد في بعض المناطق.
وأضاف أن أكثر من 150 ألف شخص نزحوا عن المدينة خلال الأيام القليلة الماضية لكن آلاف المدنيين ما زالوا في عفرين.
إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير علا شوقي
بيان: مقاتلو المعارضة في الغوطة يبحثون وقف إطلاق النار مع الأمم المتحدة
بيروت (رويترز) – قالت جماعة فيلق الرحمن السورية التي تمثل فصيل المعارضة الرئيسي في المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية لرويترز يوم الأحد إنها تتفاوض مع وفد من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة.
وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن من مقره في اسطنبول في تسجيل صوتي ”نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم“. وأضاف ”أهم النقاط التي يجري تأكيدها والتفاوض على إجراءاتها هي وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين لتلقي العلاج خارج الغوطة بضمانات أممية“.
وذكر أن موضوع ”الخروج“ من الغوطة غير مطروح على الطاولة.
إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي