أحداث الأحد 22 تموز 2012
حلب في دائرة النار وحرب المعابر الحدودية تتصاعد
دمشق، بيروت، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
شهدت مدينة حلب امس أعنف الاشتباكات منذ بدء الانتفاضة السورية ولليوم الثاني على التوالي خاضت قوات النظام معارك مباشرة مع «الجيش السوري الحر» في أحياء مختلفة من المدينة خصوصاً في حي صلاح الدين مما اجبر مئات العائلات على الفرار من منازلها.
وقال ناشطون إن الجيش دفع بقوات ومركبات مدرعة إلى هذا الحي الذي سيطرت عليه قوات المعارضة قبل يومين والذي يسكنه خليط من العرب والأكراد. وظلت المدينة السورية الثانية، ذات الأكثرية السنية، في منأى عن الحرب بشكل كبير حتى الآن، واقتصرت المواجهات على اشتباكات بين قوات النظام وطلاب كانوا يتظاهرون ضده في جامعة حلب خلال أيار (مايو) الماضي. إلا أن السكان يقولون الآن أن حلب التي يسكنها حوالى ثلاثة ملايين نسمة تحولت إلى منطقة معارك.
ووقعت اشتباكات أيضاً في منطقة الصاخور، وهي منطقة فقيرة على أطراف المدينة يسكنها أفراد من اربع قبائل عربية كبيرة بدأت تتحول ضد النظام السوري. وقالت مصادر المعارضة إن الصاخور هي الأفضل تسليحاً في المدينة بسبب طبيعتها القبلية كما إن القتال مستمر في ريف حلب.
إلى ذلك تواصلت الاشتباكات في دمشق. وبعد إعلان النظام السيطرة على حي الميدان وقعت مواجهات امس في حي المزة كما اعلن «الجيش السوري الحر» سيطرته على قسم شرطة اليرموك في دمشق وإحراقه. وبقيت حركة السير خفيفة في دمشق مع استمرار أجواء التوتر والخوف. وأقفلت معظم المحال ولم تتمكن المحال التي فتحت أبوابها من تأمين حاجاتها نظراً إلى كثرة الحواجز العسكرية التي تفصل العاصمة عن ريفها.
وقال احد سكان مخيم اليرموك في جنوب العاصمة لوكالة «فرانس برس» انه لم يخرج من منزله منذ الأربعاء. وأضاف «الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع». ولجأ خلال الأيام الأخيرة إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من أحياء أخرى في دمشق، وقبلها من أحياء في حمص. ويشكو سكانه من نقص في المواد الغذائية.
وذكرت الشبكة العربية لحقوق الإنسان أن 115 شخصاً على الأقل قتلوا امس في المواجهات في مختلف المناطق وخصوصاً بسبب القصف المدفعي من قبل قوات النظام. فقد تعرضت أحياء حمص مجدداً للقصف وخصوصاً أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص، كما استخدم الجيش النظامي مدفعية الهاون وطائرات الهليكوبتر في قصف القصير والرستن في محافظة حمص، والزبداني وشبعا وحوش عرب في ريف دمشق. وقالت مصادر المعارضة إن الجيش ادخل 40 مدرعة و200 جندي إلى تلبيسة في حمص بهدف اقتحامها.
وذكر متحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية أن عدداً من عناصر الحرس في سجن حمص اعلنوا انشقاقهم ورافقت ذلك حركة عصيان بين السجناء وتمكن المنشقون والمتمردون من السيطرة على بناء من اثنين تابعين للسجن. وقامت قوات المخابرات الجوية على الأثر بتطويق السجن وحصل تبادل إطلاق نار بين داخل السجن وخارجه، وهناك مخاوف من حصول مجزرة كبيرة. ويضم السجن بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف سجين سياسي وحق عام يعيشون في ظروف مأسوية، ويصل عدد السجناء في الزنزانة الواحدة أحياناً إلى ستين.
في هذا الوقت قال محافظ نينوى اثيل النجيفي إن «الجيش الحر» سيطر امس على معبر اليعربية (أو ربيعة) الواقع في محافظة نينوى، شمال غربي الموصل وهو احد المعابر الرئيسية الثلاثة بين العراق وسورية إلى جانب البوكمال والتنف في محافظة الأنبار. وقال ضابط في شرطة الحدود العراقية إن «الجيش السوري الحر» رفع علمه على المعبر، وقام بعض عناصره بتمزيق صور الرئيس بشار الأسد. وما زال هذا الجيش يسيطر على معبر البوكمال عند الحدود العراقية على رغم هجوم قوات النظام لاستعادته مساء الجمعة الماضي، كما ذكر عدنان الأسدي وكيل وزير الداخلية العراقي.
من جهة أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس انه سيرسل وكيله لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو إلى سورية لتقويم الوضع وكبير المستشارين العسكريين للأمم المتحدة لقيادة بعثة المراقبين، وذلك بعد يوم على موافقة مجلس الأمن على التمديد لهذه القوة لمدة شهر واحد. وقال «الحكومة السورية فشلت بوضوح في حماية المدنيين وعلى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الأمم المتحدة والتصرف وفقاً لمبادئه.»
وأعربت الولايات المتحدة مجدداً عن مخاوفها من سوء استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية لديه وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور امس إن الولايات المتحدة «تتشاور بشكل مكثف» مع جيران دمشق للتأكيد على القلق إزاء الأمن بسبب هذه الأسلحة ومسؤولية سورية عن تأمينها.
وأضاف «نعتقد أن مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية ما زال تحت سيطرة الحكومة السورية… في ظل تصاعد حدة العنف في سورية وهجمات النظام المتزايدة على شعبه ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الأسلحة.»
وقال الضابط السوري المنشق اللواء مصطفى الشيخ، نقلاً عن معلومات لدى المعارضة إن النظام السوري يحرك أسلحة كيماوية في أنحاء البلاد لاحتمال استخدامها في رد عسكري على قتل أربعة من كبار المسؤولين في تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق.
وفي باريس دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس المعارضة السورية الى «تنظيم صفوفها» من أجل ان «تشكل بسرعة حكومة موقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري».
وقال فابيوس في بيان انه «ايا تكن مناوراته فان نظام بشار الاسد حكم عليه من قبل شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. ان الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها».
واضاف الوزير الفرنسي انه اجرى «عدداً من الاتصالات، لا سيما مع الامين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني)».
وتابع «نحن جميعا متفقون على ان الوقت حان لان تنظم المعارضة صفوفها من اجل تسلم السلطة في البلاد».
وقال فابيوس ايضا في بيانه «نحن نأمل ان تشكل سريعا حكومة موقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. ان فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه».
كذلك فان فرنسا مستعدة، «لأي مبادرة، بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري، بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سورية الغد».
واضاف الوزير الفرنسي «سنسعى، من جهة اخرى، الى ان نقدم، مع الاتحاد الاوروبي، المساعدة والدعم اللازمين الى اللاجئين، الآخذة اعدادهم في التزايد في الدول المجاورة» لسورية، وهي مسألة سيبحثها مع نظرائه الاوروبيين في اجتماعهم المقرر في بروكسل غداً.
الرمثا الأردنية تتنشق «رائحة الموت السوري» ودويّ قذائفه
عمان – تامر الصمادي
«رائحة الموت الآتية من قرى أهلنا في درعا السورية تملأ المكان..» تتردد مثل هذه العبارة كثيراً على ألسنة السكان المحليين في مدينة الرمثا الأردنية، التي تبعد عن درعا نحو ثلاثة كيلومترات.
عبارة أخرى تصادف القادمين إلى الرمثا، وهي أن السكان المحليين «اعتادوا سماع دوي القذائف، التي تتساقط يومياً على رؤوس الدرعاويين وقراهم المحاصرة».
التوغل في بلدات الرمثا المجاورة لقرى درعا يؤكد حقيقة واضحة، تتمثل في أن تلك البلدات التي لا تفصلها عن دوامة العنف في سورية سوى بضعة أمتار أثقلتها أعمال القتل والتهجير، على أيدي القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وعند الولوج في قريتي (الطرة) و(الشجرة) الحدوديتين، تتأكد في شكل قاطع صحة الروايات التي يتداولها أردنيون فقراء، يقطنون بيوتاً صغيرة مشيدة من الطوب والكتل الإسمنتية.
وبين تلك الحواري الضيقة يستطيع الباحث سماع دوي أصوات المدافع في شكل كثيف، وتتسلل إلى المسامع أجواء قصف متقطع بين ساعة وأخرى.
«إنها ساحة حرب مستعرة» يقول المواطن الأردني أحمد الزعبي (66 سنة) الذي يتحدر من بلدة (الشجرة) الأردنية.
ويضيف متحسراً على ما آلت إليه الأوضاع في القرى السورية: «الذين يُقتلون على الضفة الأخرى أهلنا وجيراننا». ويتابع باكياً «هناك على الجهة المقابلة تعيش ابنتي مع زوجها وأطفالها السوريين. لا نعرف شيئاً عن مصيرهم. الاتصالات مقطوعة بهم منذ أسابيع عدة».
وبينما كان العشرات يرقبون أعمدة دخان متصاعدة من الجبهة الشمالية، صادفنا أحد الذين فروا من قرية نصيب التابعة لدرعا، ويدعى سالم الشرع (33 سنة).
يقول الشرع مطلقاً تنهيدة تعب: «القتل في نصيب متواصل منذ أشهر. الناس يسحلون في الشوارع على أيدي الشبيحة، والأمن والجيش يطلقان النار في كل الاتجاهات. المساجد هي الأخرى لم تسلم من القصف». ويعبر هذا النازح عن تخوفه من أن تتحول نصيب إلى قرية للأشباح، فاشتداد القصف على المدينة كما يقول، دفع مئات العوائل إلى مغادرتها إلى الأردن هرباً من حمام الدم.
في إحدى التجمعات السكنية التي أقامتها الحكومة الأردنية على بعد كيلومترين من الحدود السورية، يلهو الأطفال غير عابئين بالمحنة التي يعانيها أهلهم.
يقول الشاب أحمد (27 سنة) ذو السحنة السمراء واللحية الكثة، والذي فر من بلدة الكرك التابعة لدرعا: «تحولت بلدتي مع مرور الوقت إلى مكان غير آمن. لم نعد نجرؤ على إرسال الأطفال إلى المدارس. العديد منهم تعرضوا للقتل والاغتصاب على أيدي الأمن والشبيحة».
ويروي الشيخ طلال الفاضل (48 سنة) أنه قدم إلى الأردن قبل أيام، وقد تكفل بحمله جنود من الجيش الحر ومن يعاونهم من المدنيين، مسافة تزيد على خمسة كيلومترات تحت عتمة الظلام.
أصيب الفاضل وهو إمام مسجد في منطقة الحراك برصاص في قدمه اليسرى، عندما كان مطارداً من قبل عناصر الجيش. يقول إنه «متهم بالتحريض على النظام».
يقول أيضاً إن قوات الأمن «كثفت من قصفها على درعا وقراها خلال اليومين الماضيين، كما فرضت حصاراً خانقاً على المشفى الوطني سعياً لاعتقال الجرحى وجثث الشهداء».
وأضاف: «تحول الحي الجنوبي في بلدة الحراك خلال الأيام الماضية إلى مدينة خاوية».
ويروي آخر فضل عدم الكشف عن اسمه إن «الحي الجنوبي تم إخلاؤه بالكامل، وسكانه الذين يزيد عددهم عن 4 آلاف نسمة وأنا واحد منهم، توزعوا على مدن أخرى داخل سورية، فيما نزح الكثير منهم إلى القرى الأردنية المتاخمة للحدود».
وتقول بنان (25 سنة) وهي أم لطفلين:»في قرية المسيفرة بدرعا يموت السكان تحت وابل القذائف».
5ومثل كثيرين، فإن مصطفى الذي طلب أن لا يتم الكشف عن اسمه كاملاً، فر إلى الرمثا حديثاً مع عائلته، بعد أن داهمت قوات النظام قرية «ملحية العطش» التي يتحدر منها. وبحسب روايته فإن الموالين للأسد أحرقوا مئات المنازل لمشاركة أهلها في الاحتجاجات.
يقول: «خرجنا إلى الرمثا بالمئات، ودخلنا في شريط الألغام الحدودي غير آبهين بزخات الرصاص، لكن فقدنا عدداً من الجرحى في منطقة تل شهاب الحدودية».
ويضيف: «كنا نسرع الخطى تحت جنح الظلام وكانت قطعان الشبيحة تطاردنا من كل اتجاه. فقدنا ما يزيد عن عشرة جرحى، ولا نعرف إن كانوا أحياء أم أنهم صاروا في عداد الشهداء».
وبينما كتب لعديد من الجرحى السوريين النجاة من الموت، لم يكتب ذلك لآخرين وصلوا إلى الأردن جرحى ثم لقوا حتفهم.
وقد شيع أردنيون ولاجئون في الرمثا العديد من الجرحى السوريين خلال الأيام الماضية، الذين توفوا بعد وصولهم إلى الأردن.
وقضى أحد اللاجئين السوريين بعد إصابته بجلطة فور وصوله إلى الأردن في مشهد يلخص قصص المرض والخوف في طريق الفرار التي لم تعد آمنة.
أصبح السوريون والأردنيون يتجاورون ليس فقط في المسكن وفي سرير العلاج، بل أيضاً في القبور كما يقول الكثير منهم.
ويقول المسؤولون في الأردن إن مدينة الرمثا تحتضن ما يزيد عن 20 ألف سوري، فروا إلى المملكة منذ بداية الاحتجاجات.
وترتبط الرمثا ارتباطاً اقتصادياً وثيقاً بدرعا، كما أن سكان المنطقتين تجمعهم صلات قربى ونسب.
العقوبات تضرب مرضى السرطان في سورية
دمشق – رنا ابراهيم
بعد أن وصلت سناء بصعوبة إلى مستشفى البيروني، بخطواتها المريضة المتثاقلة، وجدت لافتة على باب المبنى تتحدث عن ضرورة اتصال المرضى هاتفياً قبل القدوم إلى المستشفى للتأكد من توافر الأدوية التي يتعالجون بها. وليست سناء مريضة السرطان الوحيدة التي شاهدت هذه اللافتة فباتت تخشى من فقدان دواءها. إذ تأثّر كثير من المرضى بعقوبات اقتصادية كان من المفترض ألا تطاول القطاع الصحي والدوائي في سورية. وتعتبر حال سناء استثنائية من الوجهة الطبية، لأنها تصاب للمرة الثانية بهذا المرض الخبيث، وتتعالج حاضراً من سرطان الكولون بعد شفائها من سرطان الثدي بسنوات قليلة. وتتساوى حالها مع كثير من المرضى الذين باتوا يخشون صعوبة إكمال علاجهم، بسبب العقوبات المتتالية.
وأكّدت مصادر طبية وصيدلانية تأثّر استيراد الأدوية إلى سورية بالعقوبات المفروضة عليها، خصوصاً أصناف الأدوية التي لا بدائل لها محلياً، مثل أدوية السرطان، مشيرة إلى وجود أزمة في هذه الأدوية التي تمثل 5 في المئة من الأدوية المستوردة. في المقابل، نفى مدير مستشفى البيروني الدكتور مجيب ملحم في حديث إلى «الحياة» وجود أزمة في أدوية علاج السرطان، وقال ان هناك حوالى تسعين صنفاً من هذه الأدوية، فلا يتجاوز المفقود منها صنفاً أو صنفين. وأوضح أنه حتى قبل إندلاع الأزمة، كانت المستشفيات تعاني نقصاً في عدد من الأدوية بسبب وجود صعوبات في الانتاج لدى بعض شركات الدواء. وأضاف: «حتى في الولايات المتحدة الأميركية تنقص أحياناً خمسة أصناف من الأدوية السرطانية، ويمكن التأكّد من ذلك عبر الانترنت». وفي المقابل، لم ينف ملحم حدوث نقص في عدد من الأدوية نتيجة صعوبات الاستيراد وتحويل القطع الأجنبي إلى الشركات، مُضيفاً أن معظم الأدوية تأتي تباعاً. ولم يتردد في فتح النار على الإعلاميين الذين يحاولون تهويل الأمور.
معامل الأدوية… أيضاً
لم يقتصر تأثير العقوبات الاقتصادية على استيراد أدوية علاج السرطان، بل طال استيراد المواد الأولية لمعامل الأدوية المحلية التي يبلغ عددها 69 معملاً. إذ بدأ عدد من الشركات الأميركية أو التي يملك الأميركيون جزءاً منها، رفض التصدير إلى سورية، على رغم أن صناعة الدواء ليست مُدرجة ضمن العقوبات.
وأشار «المجلس العلمي لصناعات الدواء» إلى أن بعض شركات الشحن بدأت ترفض شحن المواد الأولية إلى سورية أو تعمد إلى شحنها إلى دول مجاورة، إضافة إلى أنها أصبحت تطلب أجوراً مرتفعة أكثر من ذي قبل.
وأثّر هذا الأمر على تكلفة الإنتاج بدرجات تختلف باختلاف المواد الأولية ومصدرها. وتالياً، انخفضت صادرات أدوية سورية إلى الدول الأخرى، بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة، بعد أن كانت قيمة هذه الصادرات تتراوح سابقاً بين 210 و240 مليون دولار سنوياً.
ولم يتوان وزير الصحة الــسوري الدكتور وائل الحلقي عن الحديث في عدد من إجتماعات الوزارة، عن التوجه إلى الدول «الصديقة» (مثل روسيا وبيلاروسيا وايران والصين) لتأمين الحاجة من الأدوية المستوردة.
كما أوضحت وزارة الصحة أنها سجّلت سبعة أصناف دواء من كوبا، وأن وفداً فنياً سيزور كوبا لاستكمال خطوات استيراد مزيد من أصناف الدواء النوعية، خصوصاً أدوية علاج السرطان. وبحسب الوزراة، فإن وفراً مالياً يتحقق من استيراد هذه الأدوية من هذه الدول الصديقة. فمثلاً، حدث توفير في استيراد دواء لعلاج مرض الثلاسيميا من ايران بدلاً من سويسرا، بلغ 432 مليون ليرة سورية (قرابة 6 ملايين دولار).
بالأرقام
في سياق متّصل، صدر «التقرير الوطني التجميعي الأول لحالات السرطان في سورية» الذي أعدته مديرية مكافحة السرطان، وكان يفترض أن يصبح سنوياً اعتباراً من العام 2012 لولا الظروف التي تمر بها سورية. وأورد إحصاء عن حالات السرطان بين عامي 2002 و2007، مُسجّلاً ما يزيد على 73 ألف حال سرطان في سورية.
وأشار التقرير إلى أن أكثر المحافظات عدداً في إصابات السرطان هي محافظة اللاذقية بنسبة 107 حالات لكل 100 ألف مواطن، تليها السويداء بـ 97 حالة لكل 100 ألف. في حين تراوح معدل الإصابة بالسرطان في المحافظات السورية خلال سنوات تحضير هذا التقرير، بين 63 و75 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن. وجاءت إصابات السرطان عند الإناث بنسبة 30 في المئة لسرطان الثدي الذي سجّل أعلى نسبة بين أنواع السرطان، أما عند الذكور، فسجّل سرطان الرئة النسبة الأعلى وهي 12 في المئة.
وبعيداً من التقرير ومدى دقّة معلوماته، خصوصاً أن كثيراً من مرضى السرطان يتعالجون خارج سورية، تشير مصادر طبية إلى أن أرقام الإصابات بمرض السرطان أعلى مما ورد في التقرير كثيراً. وتقول ان عدد مراجعي مستشفى البيروني يصل أحياناً إلى 1300 مريض يومياً، ما حدا بوزارة الصحة إلى افتتاح وحدة للأورام في مستشفى الهلال الأحمر في دمشق. وكذلك يتوقع افتتاح أقسام لعلاج السرطان دوائياً في شعبة المستشفى الوطني في حمص، وشعبة مستشفى زاهي أزرق في حلب، مع ملاحظة أن مستشفى البيروني يتفرّد بتخصّصه في العلاج بالأشعة، إضافة إلى العلاج الكيماوي.
واختصاراً، تتخوف سناء ومثيلاتها من انقطاع الأدوية التي كانوا يحصلون عليها مجاناً، بأثر من العقوبات وصعوبة الاستيراد. في الوقت الذي تختلف فيه حالتهن المادية «الصعبة» عن مرضى آخرين ممن يستطيعون متابعة علاجهم في مستشفيات بيروت او الأردن، مع تحمّل كلفته الباهظة.
معارك بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي للسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن
تدور اشتباكات عنيفة تدور في هذه الأثناء بين الجيش السوري الحر ووحدات من الجيش السوري النظامي، للسيطرة على معبر نصيب الحدودي الذي بين البلدين، وفق ما أفاد به ناشطون في تنسيقيات الثورة السورية الموجودين في مدينة الرمثا الأردنية المتاخمة للحدود مع سورية.
وأضافوا لـ”الحياة” أن الجيش الحر “يحاول السيطرة على المعبر السوري الأردني ويخوض معارك ضارية لذلك”، موضحين أن “الاشتباكات المسلحة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين”.
وأكد سكان محليون في الرمثا لـ”الحياة”، سماعهم دوي قذائف وأصوات انفجارات متتالية قرب الحدود مع سورية. وسبق أن اندلعت مواجهات بين الجيش الحر وعناصر الهجانة السورية أمس، للسيطرة على المعبر الرئيسي الذي يربط الأردن بسورية والمقابل لمدينة المفرق الأردنية.
وسيطر الجيش الحر في وقت سابق على 3 منافذ سورية حدودية مع تركيا والعراق، هي “باب الهوى” و”السلام” مع تركيا و”البوكمال” مع العراق.
وكان رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة قال في تصريحات سابقة: “وصلنا إلى أن كل الخيارات مفتوحة لحماية القطاعات الشمالية”، في إِشارة إلى الحدود الشمالية مع سورية. وحاولت “الحياة” الحصول على تعليق من الجهات الحكومية الأردنية على طبيعة الاشتباكات القريبة من حدودها، لكن دون جدوى.
لكن إدارة المعابر والحدود الأردنية نفت اليوم إغلاق مركزي “جابر” و”الرمثا” الحدوديين مع سورية، مؤكدة في بيان مقتضب “استقبال سوريين فارين من الحوادث الجارية في بلادهم، فيما توقفت حركة المغادرين إلى سورية بشكل كامل”. وقال البيان إن الأجهزة الأمنية “رفعت جاهزيتها وكثفت إجراءات التفتيش الدقيق على المسافرين القادمين عبر المراكز الحدودية الشرعية والشبك الحدودي”.
و يتواصل تدفق اللاجئين السوريين عبر “الشبك” الحدودي الفاصل بين البلدين، إذ وصل إلى مدينة الرمثا اليوم السبت زهاء 700 لاجئ سوري
المواجهات مستمرّة في حلب وسقوط المعابر يتوالى
باريس تحضّ المعارضة على إنشاء حكومة تمثّل التنوّع
في ظل انتقال شرارة المعارك بين القوات النظامية السورية والمسلحين المعارضين الى احياء في مدينة حلب، ثانية كبرى مدن البلاد والتي كانت لا تزال في منأى نسبيا عن الاحتجاجات العنيفة، واستمرار التوتر الامني داخل احياء العاصمة دمشق، وسيطرة مقاتلي “الجيش السوري الحر” على ثاني معبر حدودي رئيسي مع العراق، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المعارضة السورية الى “تنظيم صفوفها” من اجل ان “تشكل بسرعة حكومة موقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري”.
وقال فابيوس في بيان انه “ايا تكن مناوراته فان نظام( الرئيس) بشار الاسد قد حكم عليه من شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. ان الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها”.
وكشف البيت الابيض أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب مخزون سوريا من الاسلحة الكيميائية و”تتشاور بشكل مكثف” مع جيران دمشق لتأكيد القلق حيال الامن بسبب هذه الاسلحة ومسؤولية سوريا عن تأمينها.
وأكدت صحيفة “الدايلي تلغراف” البريطانية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” تشارك في سباق البحث عن “الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية” قبل فوات الأوان.
واقترح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تغيير تركيز بعثة المراقبين التابعين للامم المتحدة في سوريا إلى العمل على البحث عن سبل للحل السياسي، وهو ما يعني عمليا الاعتراف بانه ليس هناك وقف لاطلاق النار ليراقبه المراقبون.
وقال ديبلوماسيون ان تنفيذ اقتراح الامين العام لن يحتاج الى أكثر من نصف المراقبين الموجودين وعددهم 300 مراقب غير مسلح وان عددا من المراقبين غادر دمشق فعلا امس.
ودعا بان مجلس الامن الى “مضاعفة الجهود للوصول الى سبيل موحد للمضي قدما وممارسة مسؤوليته الجماعية”. وقال: “الحكومة السورية فشلت بوضوح في حماية المدنيين ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الامم المتحدة والتصرف وفقا لمبادئه”.
وفي روما، توقع رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض عبد الباسط سيدا تصعيدا كبيرا في العنف، مشيرا الى ان نظام الاسد يعيش ايامه الاخيرة.
هل ينخرط حزب الله طرفا شيعيا في الحياة السياسية ويتخلى عن علاقته بالنظام السوري؟
بمقدار ما يسرع «حزب الله» في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجيته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان. اما الاستمرار في توظيف فائض القوة، فسيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.
إيلاف: يؤكد عبدالله اسكندر ان سقوط الحكم في سوريا سيترتب عليه تغيرات كبيرة، ليس فقط في النهج السياسي للحكم السوري المقبل ازاء لبنان وشؤونه وبما لا يتناسب مع مصلحة حزب الله، وانما ايضاً على مستوى المنطقة ايضاً ، بما يعيد طرح اسئلة حول الادوار التي انتهى اليها الغزو الاميركي للعراق وتمدد النفوذ الايراني .
وبمقدار ما يسرع حزب الله في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان.
لكن الاستمرار في توظيف فائض القوة – بحسب اسكندر – سيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.
من جانبه يشير خالد مخلوف ان الوضع السوري بات قاب قوسين من رحيل الأسد وكتابة سطور جديدة في تاريخ سوريا بدماء الشهداء ونضال الشعب السوري الذي يعبر عنه الجيش السوري الحر، الذي بسط سيطرته على عدد غير قليل من المناطق والمدن السورية، وبات يراهن على تحقيق المزيد من المفاجآت بعد الاقتراب من النصر وإعلان سقوط رأس النظام السوري، والذي سيتبعه بدون شك سقوط عدد من أذناب النظام في سيناريو مشابه لتونس ومصر وليبيا واليمن. هذان مقالان يحللان المتغيرات التي تلعب دورا في تحديد المستقبل السوري.
عبدالله اسكندر: حزب الله وسوريا
في الخطاب الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، ضمرت الاعلانات المتكررة عن ضرورة الاصلاحات في سوريا لمصلحة التأييد المطلق لنظام الرئيس بشار الأسد.
يتجاوز هذا الضمور الاستفزاز الذي يثيره لدى السوريين الذين ينالون على مدار الساعة من التدمير والقتل على يدي هذا النظام الى تأكيد الارتباط العضوي بين طبيعة الحكم في سوريا وظاهرة «حزب الله» في لبنان، وإن كان شعار «المقاومة» حالياً هو الغطاء الذي يُقدم لتبرير هذا الارتباط.
كان لافتاً ان يشدد نصر الله على انه منهمك في القضايا الكبرى في المنطقة، اي ما يتعلق بإيران ومصير الحكم السوري، تاركاً القضايا الصغيرة في لبنان ليتسلى بها خصومه الداخليون، من حكومة ونقابات الخ… وفي هذا الاهتمام تنكشف، وربما للمرة الأولى بهذا الوضوح، طبيعة العلاقة التي تجمع طهران والنظام في دمشق و «حزب الله». وكان لافتاً ايضاً ان زعيماً شيعياً لبنانياً هو رئيس البرلمان وحليف «حزب الله» الرئيس نبيه بري حذر، في اليوم التالي لخطاب نصر الله، من انعكاسات التقسيم في سوريا على لبنان. ودعا بري الى تحصين الساحة الداخلية من اجل تفادي الارتدادات السلبية عليها، اي الانعكاسات على طبيعة علاقات الطوائف اللبنانية في ما بينها.
تحدث نصر الله عن الدور السوري في تسليح «حزبه» ودعمه بالصواريخ خلال حرب تموز، لكنه لم يشر الى ان النفوذ الكبير الذي حصل عليه هذا الحزب، في الحياة السياسية اللبنانية وداخل الطائفة الشيعية، لم يكن على النحو الذي نعرفه لولا قدرة الضغط الاستثنائية التي مارسها النظام السوري على السياسيين اللبنانيين، وإرغامهم على الوقوف خلف «حزب الله»، منذ انطلاقته على يدي الرئيس الراحل حافظ الاسد.
ويعتقد بأن هذا الدور السوري في رعاية «حزب الله» هو الخسارة الفعلية للحزب وليس الصواريخ السوري الصنع.
لم يقلب «حزب الله» ميزان القوى الحكومي في لبنان، عبر اطاحة حكومة سعد الحريري، بالصواريخ وانما بالنفوذ السوري على سياسيين لبنانيين غيّروا مواقفهم بفعل الضغط من دمشق.
واليوم، يترنح النظام السوري الذي يعتقد بأنه لن يكون قادراً، بعد الآن، على حكم سوريا الموحدة. وهو فشل في انهاء الحركة الاحتجاجية، رغم ما يملكه من ترسانة عسكرية وصواريخ.
يعني ذلك ان الترسانات القتالية، مهما كانت متطورة لا تحمي نظاماً استبدادياً وقهرياً. وهذه خلاصة ينبغي ان يتوقف عندها «حزب الله»، بصفته تنظيماً شيعياً. فهو، رغم التهديد والوعيد والقمصان السود، لن يكون قادراً على الاستمرار في نهجه الحالي، عندما يسقط النظام في دمشق.
فسقوط الحكم السوري سيحرر كثيرين، في لبنان وفي الطائفة الشيعية خصوصاً، من عبء الضغط السوري، بما يعيد تركيب التحالفات على قواعد مختلفة. وعندها لن يكون «حزب الله» قادراً على الحفاظ على الاستقطاب الحالي حوله، ولن تكون الصواريخ مفيدة، حتى لو جرى تغليفها بالنزاع مع اسرائيل.
ستترتب على سقوط الحكم في سوريا تغيرات كبيرة، ليس فقط في النهج السياسي للحكم السوري المقبل ازاء لبنان وشؤونه وبما لا يتناسب مع مصلحة «حزب الله»، وانما ايضاً على مستوى المنطقة ايضاً. بما يعيد طرح اسئلة حول الادوار التي انتهى اليها الغزو الاميركي للعراق وتمدد النفوذ الايراني.
وبمقدار ما يسرع «حزب الله» في الانخراط الجدي كطرف شيعي في الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن استراتيجيته التي تربطه بالنظام السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان. اما الاستمرار في توظيف فائض القوة، فسيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار التركيبة القائمة في دمشق حالياً.
(الحياة)
خالد مخلوف: رحيل الأسد
ربما هي أيام قليلة أو ساعات التي تفصل الإعلان عن نجاح الثورة العربية الخامسة في سوريا بعد سقوط الأسد، فالشواهد على الساحة السورية مؤخرا كلها تدل على ذلك بعد استهداف كبار قادته العسكريين، ومنهم وزيرا الدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات، ناهيك عن الذين لم يعلن عنهم حتى الآن والموجودين ضمن القتلى أو الجرحى بإصابات خطيرة.
الوضع السوري بات قاب قوسين من رحيل الأسد وكتابة سطور جديدة في تاريخ سوريا بدماء الشهداء ونضال الشعب السوري الذي يعبر عنه الجيش السوري الحر، الذي بسط سيطرته على عدد غير قليل من المناطق والمدن السورية، وبات يراهن على تحقيق المزيد من المفاجآت بعد الاقتراب من النصر وإعلان سقوط رأس النظام السوري، والذي سيتبعه بدون شك سقوط عدد من أذناب النظام في سيناريو مشابه لتونس ومصر وليبيا واليمن.
شواهد سقوط الأسد متعددة على الساحتين الدولية والإقليمية ناهيك عن الساحة الداخلية، فبالونات الاختبار التي تطلق من حين لآخر تؤكد هذا الانهيار، وكان آخرها إعلان السفير الروسي في فرنسا عن إمكانية تنحي الأسد ولكن بطريقة حضارية، وهو الخبر الذي نفاه النظام الرسمي السوري، وهو خبر تم تسريبه من حلفاء الأسد ربما لتهيئة الرأي العام لمشهد الرحيل، والإعلان عن ذلك بقليل من حفظ ماء الوجه بالنسبة للرئيس السوري.
ورغم الفيتو الروسي الصيني الذي قوض قرارا من مجلس الأمن ضد سوريا، والذي يدل عمليا ربما على تماسك النظام السوري ومراهنة الدولتين العظميين على هذا النظام، فإن الوضع على الأرض بات يؤكد أن الأمور قاربت على الحسم، وأن سويعات قليلة قد تفصل عن مشهد النهاية الذي يتوقع الكثيرون أن يكون دراميا بالنسبة للأسد في حالة استمر في تحدي إرادة الشعب ولم ينج بجلده من سيناريو قد يعرضه لما تعرض له الرئيس الليبي.
استمرار ضغط أميركا والاتحاد الأوروبي في اتجاه رحيل الأسد والإعلان عن تفتيش السفن والطائرات المتجهة إلى سوريا والتضييق على توريد الأسلحة إلى النظام الجريح، يفتح الباب لمزيد من الإجراءات التي تصب في المزيد من حصار النظام في سوريا والضغط عليه، وهو وضع يعتقد الكثيرون أنه لن يتحمله الأسد وأركان نظامه كثيرا في ظل تنامي قوة الجيش الحر واكتسابه المزيد من الثقة.
انشقاق العديد من كبار قيادات النظام السوري على الأسد وانضمامهم إلى الجيش الحر يعزز أيضا من توقعات اقتراب مشهد النهاية، حيث إن المئات من الجنود أخذوا في الانضمام إلى هذه القيادات، مما يزيد من قوة وفاعلية الجيش الحر في مواجهة جيش الأسد.
سيطرة الجيش الحر على معابر سوريا الحدودية مع تركيا والعراق تشير أيضا بما لا يدع مجالا للشك للقوة التي أصبح يتمتع بها الجيش الحر، ورغم التسليح الخفيف الذي يمتلكه عناصره فإن الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها جيش الأسد لن تجدي نفعا في حروب المدن والشوارع التي تفوق فيها الجيش الحر، وأصبح يحقق انتصارا تلو الآخر خلال الفترة القصيرة الماضية.
التخوف الكبير الذي تبديه تل أبيب من مشهد النهاية يدل بما لا يدع مجالا للشك على الدور الذي كان يلعبه الرئيس السوري في المنطقة، رغم الإيحاء للجميع بأنه أحد حلقات الممانعة ضد إسرائيل طوال سنوات طويلة، فالتخوف الإسرائيلي من السقوط المتوقع للأسد واضح للجميع، وعبرت عنه التخوفات الإسرائيلية من هذا السيناريو الذي يمكن أن يضر بالاستقرار الإسرائيلي النسبي في محيط مرشح للاشتعال بشكل أكبر في أي لحظة، من خلال الدائرة الملغومة التي تحيط بالكيان الصهيوني من كل مكان.
اللحظة الحاسمة في المشهد السوري باتت أقرب مما يتوقعه الجميع، وهي لحظة فارقة ستكتب في حلقات تاريخ الربيع العربي الذي أطاح بأنظمة دأبت على قمع شعوبها عقودا من الزمان وراهنت على الولاء للغرب، ضاربة عرض الحائط بمصالح شعوبها.. فمتى تحين اللحظة الحاسمة لرحيل الأسد؟.
(العرب القطرية)
آخر التطورات في سوريا: اشتباكات عنيفة صباح الأحد في حلب
دمشق، الوكالات: تدور اشتباكات عنيفة صباح الاحد بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب بشمال البلاد، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان “اشتباكات عنيفة تدور في احياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وبمحيط مبنى الهجرة والجوازات”، لافتا الى ان “اصوات انفجارات شديدة تسمع في المنطقة الغربية” من المدينة.
وبدأت الاشتباكات الجمعة في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ اكثر من 16 شهرا. وذكر الناشط ابو هشام من حلب لوكالة الأنباء الفرنسية مساء ان عناصر الجيش الحر “تمكنوا من السيطرة على اجزاء كبيرة من الاحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب”.
واوضح ان “الجيش الحر، بعد ان سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة الى مدينة حلب”، مضيفا ان القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الاحياء بعنف ما اوقع عددا من القتلى. من جهة اخرى، قال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “عدة احياء في مدينة دير الزور تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية”.
واضاف ان “الطائرات الحوامة تشارك في القصف الذي استهدف حتى اللحظة احياء الحويقة والحميدية والعمال والعرفي”. وتابع ان “مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة استشهد بعد منتصف ليل السبت الاحد في حي الحميدية”.
كما تحدث عن تعرض مدينتي الميادين والبوكمال للقصف من قبل القوات النظامية السورية، موضحا ان “مواطنا استشهد في مدينة البوكمال بعد منتصف ليل السبت الاحد”. واخيرا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح بمدينة حمص تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية”. ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة وصول الصحافيين الى اماكن القتال.
وتسارعت وتيرة التطورات الميدانية في سوريا مع اعلان القوات النظامية الجمعة شن “هجوم مضاد” لاستعادة السيطرة على احياء في دمشق اثر مواجهات عنيفة، في موازاة حديث ناشطين عن معارك للمرة الاولى تشهدها مدينة حلب.
وبعيد تصويت مجلس الامن الجمعة على تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا ثلاثين يوما “لمرة اخيرة”، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية من اي تحرك في سوريا خارج اطار مجلس الامن.
وقال مصدر امني لفرانس برس الجمعة ان الجيش السوري النظامي يشن هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية، مؤكدا ان “الجيش يشن منذ مساء امس الخميس هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الاحياء التي تسلل اليها الارهابيون من اجل ضمان امن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم”.
وكان التلفزيون السوري اعلن ان الجيش النظامي “طهر” حي الميدان القريب من وسط العاصمة من “الارهابيين” بعد معارك عنيفة. من جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقته وكالة فرانس برس عن “سماع اصوات عدة انفجارات في حي الميدان”، مشيرا الى ان “قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي”.
الى ذلك، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان احياء مدينة حلب في شمال سوريا تشهد للمرة الاولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين. واوضح عبد الرحمن ان المعارك بدأت منذ مساء الخميس وتشمل “احياء صلاح الدين والاعظمية والاكرمية وارض الصباغ بالاضافة الى مدينة الباب”.
والجمعة اقامت السلطات السورية تشييعا رسميا للمسؤولين الكبار الثلاثة الذين قضوا في انفجار استهدف مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء بحضور نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة ان دمشق شيعت “في موكب رسمي مهيب صباح اليوم (الجمعة) من صرح الشهيد في جبل قاسيون (المطل على دمشق) الشهداء الابطال” معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني ووزير الدفاع العماد داوود عبد الله راجحة ونائبه العماد اصف محمود شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الاسد.
ولفت غياب الرئيس السوري عن التشييع. وفي السياق نفسه، اعلن حزب البعث الحاكم وفاة رئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار الجمعة متأثرا بجروح اصيب بها في تفجير مبنى الامن القومي.
من جهة اخرى، استخدمت قوات الامن السورية الرصاص الحي لمواجهة السوريين الذين تظاهروا اليوم في مدن ومناطق مختلفة تحت عنوان “جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق” وخصوصا في دمشق وحماه وحلب ودرعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
ولفت المرصد الى ان خروج تظاهرات من مساجد عدة في منطقة المزة في دمشق “طالبت باسقاط النظام واعدام الرئيس السوري”، بالاضافة الى خروج تظاهرات في حي كفرسوسة وفي دمر بينما سمعت اصوات اطلاق رصاص في حي ركن الدين الذي شهد تظاهرة.
وقال رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان تظاهرات عدة انطلقت من مساجد حي الميدان على الرغم من اقتحامه من قبل القوات النظامية. وفي محافظة حلب، اطلقت القوات النظامية الرصاص الحي لتفريق تظاهرة حاشدة في حي الشعار ما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بحسب المرصد.
وافاد المرصد السوري ان حصيلة اعمال العنف في سوريا الجمعة بلغت 177 قتيلا هم 119 مدنيا و13 مقاتلا معارضا وسبعة منشقين و38 جنديا نظاميا على الاقل، وذلك غداة يوم فاق عدد القتلى فيه 300 شخص غالبيتهم من المدنيين، ما يشكل اعلى حصيلة يومية منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري قبل 16 شهرا.
سياسيا، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الدول الكبرى الغربية من القيام باي تحرك ضد النظام السوري خارج اطار مجلس الامن الدولي، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الكرملين.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله انه “في نظر الرئيس الروسي فان اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية”.
وجاء كلام بوتين بعيد قرار اصدره مجلس الامن الدولي الجمعة باجماع اعضائه الخمسة عشر وقضى بتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا “لمرة اخيرة” لمدة ثلاثين يوما. واوضح دبلوماسيون ان القرار يهدف الى اعطاء وقت للمراقبين الذين اوقفوا جولاتهم منذ منتصف حزيران/يونيو للاستعداد للمغادرة.
وكانت بعثة المراقبين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب “تصاعد العنف بشكل كبير” في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في لوبليانا ثم في زغرب عن “خيبة امله العميقة” و”احباطه العميق” بعد فشل مجلس الامن الخميس في تبني قرار حول سوريا. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اعلن الجمعة انه “من غير المقبول اطلاقا” السعي لالقاء مسؤولية الوضع في سوريا على روسيا بسبب استخدامها حق النقض.
من جانبه، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مدريد ان الاتحاد الاوروبي سيبحث الاثنين في مسألة فرض عقوبات جديدة على سوريا التي تشهد في رأيه “حربا اهلية”، منها تشديد الحظر على الاسلحة.
واكد الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، ان “مجموعة كاملة من العقوبات ستتخذ في الايام المقبلة لتضييق الخناق على (الرئيس السوري) بشار الاسد”.
واعلن سفير روسيا في باريس الكسندر اورلوف الجمعة ان الرئيس السوري “موافق على الرحيل” لكن “بطريقة حضارية”، قبل ان يعدل عن تصريحاته ويؤكد الموقف التقليدي لبلده.
وكان اورلوف قال صباح الجمعة لاذاعة فرنسا الدولية (راديو فرانس انترناسيونال) “عقد لقاء في جنيف لمجموعة العمل في 30 حزيران/يونيو وصدر بيان ختامي ينص على انتقال الى نظام اكثر ديموقراطية. وهذا البيان الختامي وافق عليه الاسد، اي انه وافق على الرحيل. لكن الرحيل بطريقة حضارية”.
وعلى الاثر نفى التلفزيون السوري سريعا الجمعة تصريح السفير الروسي ووصفه بانه “عار عن الصحة تماما”. وفي تصريح جديد لشبكة “بي اف ام تي في” الاخبارية عاد الكسندر اورلوف عن اقواله هذه.
وقال “اذا كان الرئيس الاسد وافق (على البيان الختامي في جنيف) الذي ينص على انتقال (للسلطة)، فهذا يعني انه في قرارة نفسه مستعد للرحيل اذا كانت تلك هي نتيجة هذه المفاوضات” التي كان من المقرر مبدئيا ان تنجم عن اتفاق 30 حزيران/يونيو، مضيفا “لذلك استخدمت عبارة رحيل حضاري”.
هيثم منّاع: تلقيت عرضًا من ضباط لقيادة سوريا بعد الأسد
وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول: بدأت اطراف في النظام السوري اضافة لأطراف دولية أخرى البحث في المرحلة الانتقالية لما بعد الأسد في محاولة منها للخروج من الأزمة بأقل الأضرار ودون طموحات وأهداف الثورة السورية. وأكد المعارض السوري هيثم منّاع المقيم في الضاحية الجنوبية بباريس أن ضباطا من الجيش السوري وأطرافا دولية لم يسمها عرضت عليه قيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
وقال منّاع أن هذه الاطراف بررت عرضها بأنه شخصية لديها قبول لدى المعارضة السورية وبعض أركان النظام الحالي الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري. ورفض منّاع كل تلك العروض لأنه الرجل غير المناسب بتولي المسؤولية في المرحلة القادمة،على حد قوله.
وأشار المعارض السوري الى أن ما عرض عليه في مرحلة ما بعد الأسد صيغة على غرار”اتفاق أوسلو” الذي وقّعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع مسؤولين اسرائيليين في العام 1993 ولم يسفر عن أي تسوية بين الطرفين.مؤكدا أنه يرفض مثل هذه الطروحات.
وأضاف منّاع قائلا :اذا تنحى الأسد او خُلع فمن الواجب تنحية وخلع كل رموز النظام السابق،موضحا ان يرفض كل الحلول الوسط المطروحة حاليا.
ودعا المعارض السوري الى محاكمة كل رموز نظام الأسد ممن ارتكبوا جرائم اقتصادية او تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري. ويرى مناع في حال تشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد ان لا تزيد فترة ولايتها عن سنة ونصف السنة تمهد لإنتخابات ديمقراطية تؤسّس لدولة مدنية لكل ابناء الشعب السوري.
حسن تركماني… أحد رموز الحرس القديم وأكثرهم سطوة
ملهم الحمصي
دمشق: لا يمكن للمرء أن يتعرف إلى حجم التخبط وقلة الحنكة والخبرة التي يتعامل من خلالها النظام مع أحادث الثورة السورية، إلا عبر الاطلاع على الوسائل والأشخاص الموكول إليهم التعاطي معها.
العماد حسن تركماني، رئيس هيئة خلية الأزمة الذي قضى في تفجير دمشق الأسبوع الماضي، كان أحد أبرز رموز النظام السابق فيما عرف لاحقاً بالحرس القديم، والذين حرص الحرس الجديد من أمثال آصف شوكت وماهر الأسد وغيرهم من الضباط الأمنيين الشباب “نسبياً” إبعادهم مع وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم.
وتكمن أهمية العماد حسن تركماني الذي قتل في تفجير مكتب الأمن القومي بدمشق، في أنه يرأس خلية الأزمة التي تتعامل مع الثورة في سوريا، كما أنه تقلد منصب معاون نائب الرئيس للشؤون العسكرية.
وكان العماد تركماني قد عين في تشرين الثاني من العام الماضي رئيساً لـ«خليّة الأزمة السورية»، خلفاً للأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان الذي أُعفي من منصبه. وكان تركماني، المولود في حلب عام 1953 لأبوين من أصل تركماني، شغل منصب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع السوري منذ أيار العام 2004 وحتى حزيران العام 2009.
انتسب إلى الجيش السوري في العام 1954، وتخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم واختصاص «مدفعية ميدان»، ثم خدم في سلاح المدفعية. شارك في دورات تأهيلية عسكرية مختلفة، بما فيها دورة القيادة وأركان حرب ودورة أركان عليا.
شغل مختلف الوظائف العسكرية في القوات المسلحة، حيث عُيّن قائداً لفوج مدفعية ميدان ثم قائداً لمدفعية فرقة مشاة العام 1968، وتولى قيادة فرقة مشاة ميكانيكية خلال حرب تشرين 1973، فضلاً عن أنه شارك في عمليات قوات الردع العربية في لبنان بين عامي 1977 و1978.
تدرج تركماني بالرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء عام 1978، وإلى رتبة عماد عام 1988. ومن العام 1978، عمل في أجهزة القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وذلك حتى العام 1982. وكان قد عين مديراً لإدارة شؤون الضباط في العام 1978، ومسؤولاً عن الإدارة السياسية في العام 1980.
في العام 1982، عين تركماني نائباً لرئيس الأركان العامة. وفي كانون الثاني العام 2002، صدر قرار بتعيينه رئيساً للأركان العامة خلفاً للعماد علي أصلان الذي أحيل إلى التقاعد.
في العام 2009، أصبح معاوناً لنائب رئيس الجمهورية. ويعرف عن تركماني ما يمتلكه من مهارات تفاوضية ودبلوماسية إضافة لهدوئه المعروف به رغم خلفيته العسكرية. وكان سبق أن تسلم إدارة العلاقة مع تركيا أيام العلاقات الطيبة بين دمشق وأنقرة، وكانت تركيا اعتبرته مسؤولاً عن ملف تحسين علاقاتها بسوريا بحكم جذوره وأصوله التركمانية، كما لعب وجوده في قيادة الأركان السورية على تحسين العلاقات بين الجيشين التركي والسوري إثر أزمة عبد الله أوجلان الذي سلمته سوريا إلى تركيا في أعقاب تهديدها باجتياح الشمال السوري بأكمله.
ويرى بعض المراقبين أن لجوء النظام إلى قيادات من الحرس القديم للاستفادة من خبرتهم في قمع ثورة حماة في ثمانينيات القرن الماضي يعبر عن حالة إفلاس سياسي وعسكري في ظل ضالة وضعف خبرة قادة الحرس الجديد الذين قتل معظمهم في تفجير دمشق، بعد أن أثبتوا فشلهم في قمع المظاهرات على مدار 16 شهراً.
سوريون يخططون سرا في ألمانيا لشكل الحكم بعد الأسد
عبدالاله مجيد
تمول وزارة الخارجية الأميركية مشروعا ينفذ في ألمانيا بمشاركة 40 شخصية سورية معارضة للتخطيط لشكل نظام الحكم في سوريا ما بعد إسقاط النظام الحالي.
يشارك منذ ستة أشهر 40 من كبار ممثلي فصائل المعارضة السورية على اختلافها في فعاليات تستضيفها المانيا بعيدا عن الأضواء برعاية معهد السلام الاميركي لتخطيط شكل الحكم في سوريا بعد الرئيس بشار الأسد.
ويكتسب المشروع الذي ليس لمسؤولي الحكومة الاميركية دور مباشر فيه ولكنه ممول من وزارة الخارجية الاميركية الى جانب اطراف أخرى ، وجاهة متزايدة هذا الشهر بعد خروج النزاع السوري عن السيطرة وتلاشي فرص نقل السلطة بالطرق السلمية. وأطلع الأكاديمي المختص بالشؤون السورية في معهد السلام الاميركي ستيفن هايدمان ، رئيس المشروع ، مسؤولي الادارة في واشنطن على مشروعه فضلا عن اطلاع مسؤولين اجانب ، تحدث لهم بشأنه على هامش مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عُقد في اسطنبول الشهر الماضي.
سوريون مسيحيون يهنئون المسلمين بمناسبة شهر رمضان
وأُطلق على المشروع أسم “اليوم التالي: دعم الانتقال الديمقراطي في سوريا”. وتحدث هايدمان عن المشروع لأول مرة لمجلة فورين بولسي الاميركية واصفا جهود معهد السلام الاميركي بأنها “العمل بدور مساند مع طائفة واسعة من فصائل المعارضة لتحديد معالم عملية انتقالية في سوريا ما بعد الأسد”.
ويلتقي قادة المعارضة السورية المشاركون في المشروع منذ كانون الثاني/يناير ويقدمون تقارير منتظمة عن مستجداته الى الجامعة العربية ومجموعة اصدقاء سوريا وفريق المبعوث الدولي الخاص كوفي انان والمجلس الوطني السوري.
وتتركز جهود المشاركين على تطوير خطط ملموسة للمرحلة التي تلي انهيار النظام مباشرة من اجل تطويق مخاطر الفوضى الادارية والأمنية والاقتصادية. كما حدد المشروع خطوات يمكن اتخاذها قبل ذلك استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد.
وقال هايدمان لمجلة فورين بولسي ان المشروع “نُظم على أُسس منهجية ، بما في ذلك اصلاح الجهاز الأمني ، وقدمنا دعما تقنيا للمشاركين في مشروعنا من المعارضة السورية ، وحدد السوريون أولويات للأشياء التي يتعين تنفيذها الآن”.
وشدد هايدمان على ان دور معهد السلام الاميركي يتمثل بتقديم التسهيلات والتنسيق ، “وان السوريين هم الذين يأخذون موقع الصدارة في هذا الشأن”.
ويعتزم معهد السلام الاميركي نشر تقرير عن المشروع في الأسابيع المقبلة سيكون بمثابة وثيقة لاستراتيجية الانتقال تعتمدها الحكومة الجديدة.
وستكون الخطوة التالية اقامة شبكة لدعم الانتقال “تبدأ تنفيذ التوصيات الخاصة بما يتطلب عمله الآن”.
وبالاضافة الى اصلاح القطاع الأمني اعد المشروع خططا لاصلاح القضاء واطارا لدور المعارضة المسلحة في سوريا ما بعد الأسد. وتهدف هذه الخطط الى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية التي يمكن نقلها الى المرحلة الجديدة والاستعداد لاصلاح الأخرى. وعلى سبيل المثال ان اقساما كبيرة من النظام القضائي السوري يمكن الحفاظ عليها ونقلها الى المرحلة الجديدة.
وتقدَّم المشروع بمقترحات تجديدية هدفها الحد من فوضى عملية الانتقال بعد رحيل الأسد. ومن الأمثلة التي اوردها رئيس المشروع هايدمان فكرة الفرق القضائية المتنقلة التي يمكن ان تُستخدم للنظر بسرعة في الملفات والافراج عن المعتقلين بعد سقوط النظام.
حتى الأطفال كانوا ضحايا لنظام الأسد
كما حاول المشروع ان يحدد كوادر النظام الذين قد يكونون قادرين على القيام بدور فاعل في المرحلة التي تعقب سقوط الأسد مباشرة.
وقال هايدمان لمجلة فورين بولسي ان هناك تفاهما واضحا بين السوريين المشاركين في المشروع على ان الانتقال لا يعني كنس الاطار السياسي والقضائي السوري برمته. واضاف “نحن عرفنا الكثير عن المشاركين وبالتالي نستطيع في الواقع ان نبدأ عملية تدقيق ابتدائية جدا”.
وحرص المشروع الذي يرعاه معهد السلام الاميركي على تجنب العمل من اجل اسقاط نظام الأسد. وقال هايدمان “ابتعدنا بقصد عن المساهمة في الاطاحة المباشرة بنظام الأسد. فان مشروعنا يُسمى “اليوم التالي” وهناك جماعات أخرى تعمل من أجل اليوم الذي يسبقه”.
وتولت وزارة الخارجية الأميركية تمويل المشروع لكنه تلقى تمويلا من وزارة الخارجية السويسرية ايضا الى جانب منظمات غير حكومية هولندية ونرويجية. ويتعاون معهد السلام الاميركي مع معهد الشؤون الدولية الالماني ولهذا السبب تُعقد جميع الاجتماعات في برلين.
وكان غياب مسؤولين من ادارة اوباما في هذه الاجتماعات حتى كمراقبين ، متعمدا. وفي هذا الشأن نقلت مجلة فورين بولسي عن هايدمان “ان هذا وضع سيكون للدور الاميركي الظاهر ظهورا واضحا فيه مردود عكسي جدا ومن شأنه ان يمنح نظام الأسد وعناصر في المعارضة ذريعة لنزع الشرعية عن العملية”.
وقال هايدمان ايضا ان المجموعات التي تعمل خارج التيار الرئيسي للمعارضة لا تمت بصلة الى المشروع رغم ان المشاركين يفترضون ان السياسة الاسلامية ستكون عنصرا مهما في أي نظام سياسي سوري يُقام في المستقبل.
والفكرة من المشروع هي ليس التنبؤ بسقوط نظام الأسد أو كيف يسقط أو متى يسقط بل عمل كل ما يمكن عمله وبأكبر قدر ممكن من الهدوء بهدف الاستعداد لكل الاحتمالات.
وقال هايدمان “ان انهيار النظام يطرح جملة تحديات والانتقال عن طريق المفاوضات يطرح تحديات أخرى. وحتى إذا لم نكن متأكدين من حدوث انتقال سيكون من اللامسؤول الى حد بعيد ألا يجري الاستعداد لحدوث انتقال”. واضاف هايدمان “نحن نوفر للمعارضة فرصة من أجل ان تعبر المعارضة نفسها عن قدرتها على الاضطلاع بهذا العمل ، الأمر الذي يتسم في الواقع بأهمية بالغة”.
الجيش الحر يسيطر على معبر اليعربية الرئيسي بين سوريا والعراق
ملهم الحمصي
فيما تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية ومعارضين في حلب وفي بعض الاحياء الواقعة في الطرفين الجنوبي والغربي من دمشق، أعلنت بغداد سيطرة الجيش الحر على معبر اليعربية الحدودي الرئيسي بين سوريا والعراق.
ملهم الحمصي، وكالات: سيطر الجيش السوري الحر السبت على معبر اليعربية الحدودي الرئيسي بين سوريا والعراق الذي يقع الى شمال غرب بغداد، بحسب ما افاد محافظ نينوى اثيل النجيفي وكالة فرانس برس.
وقال النجيفي “اتصل بنا مسؤولون من منفذ اليعربية الحدودي وقالوا انه عند الساعة الخامسة بعد الظهر (14,00 تغ) سيطر بعض المسلحين على المنفذ وابلغوا الجانب العراقي ان المنفذ من جهته السورية اصبح بيد الجيش السوري الحر”.
واضاف “ابلغ المسلحون الجانب العراقي ان الموضوع سوري ولا علاقة للعراق به، وتعاملوا بود مع الجانب العراقي”.
وتابع النجيفي ان المعبر الواقع شمال غرب الموصل (350 كلم شمال بغداد) “سيكون ابتداء من يوم غد مخصصا فقط لعبور العراقيين العائدين من سوريا. نحن لا نعرف طبيعة الجهة التي نتعامل معها في الجانب السوري، ولذا علينا ان ننتظر”.
واضاف الشمري المتواجد في الجانب العراقي من المعبر “انتهى الدوام الرسمي عند الساعة الرابعة (13,00 تغ) ونحن ننتظر الاوامر لنرى كيف سنتعامل مع هذا الامر ابتداء من غد”.
وتابع “نسمع اطلاق نار بين الحين والآخر، ولم تحدث اي محاولات للتسلل من سوريا الى العراق حتى الآن”.
ويذكر ان عناصر الجيش السوري الحر سبق وان سيطروا على معابر اخرى رئيسية بين العراق وسوريا، بينها المعبر الفاصل بين مدينة البوكمال السورية ومدينة القائم العراقية في محافظة الانبار غرب العراق.
ومعبر اليعربية او ربيعة كما يطلق عليه ايضا والواقع في محافظة نينوى، واحد من المعابر الرئيسية الثلاث بين العراق وسوريا الى جانب معبري البوكمال والتنف في محافظة الانبار.
وتشترك سوريا مع العراق في حدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار.
وقتل تسعون شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت، في وقت استمرت الاشتباكات في مدينتي حلب (شمال) ودمشق التي تجدد القصف على بعض احيائها مساء، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
والقتلى هم 41 مدنيا و29 عنصرا من قوات النظام و20 من المقاتلين المعارضين والجنود المنشقين.
وافاد المرصد وناشطون مساء عن تجدد القصف على حيي القدم والعسالي في جنوب دمشق.
واشار المرصد الى “توجه اعداد كبيرة من القوات النظامية لاقتحام هذه الاحياء”، مضيفا ان حي نهر عيشة يتعرض ايضا “لقصف عنيف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة من القوات النظامية”.
وقتل 12 مدنيا في دمشق السبت، بينهم سبعة برصاص قنص. واطلق مسلحون مجهولون النار على رجل وزوجته وابنه في حي باب توما القديم في دمشق ما ادى الى مقتلهم، بحسب المرصد.
وكان افيد قبل الظهر عن اشتباكات في بساتين المزة في غرب العاصمة، المتاخمة للاحياء الجنوبية التي تستمر فيها المعارك.
وقال احد سكان مخيم اليرموك في جنوب العاصمة لوكالة فرانس برس انه لم يخرج من منزله منذ الاربعاء. واضاف “الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع”.
ولجأ خلال الايام الاخيرة الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من احياء اخرى في دمشق، وقبلها من احياء في حمص. ويشكو سكانه من نقص في المواد الغذائية.
وقالت امرأة في المخيم رافضة الكشف عن اسمها، وهي والدة لطفلين، “يوجد نقص في الخبز والحليب في المخيم”.
وكان الجيش السوري الحر اعلن الثلاثاء بدء “معركة تحرير دمشق”، وشنت القوات النظامية الجمعة هجوما مضادا، وعلنت السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة، وتمكنت، بحسب المرصد، كذلك من دخول حيي جوبر (شرق) وكفر سوسة (جنوب غرب)، وبحسب مصدر امني، من استعادة السيطرة ايضا على احياء التضامن (جنوب) والقابون وبرزة (شرق).
الا ان لجان التنسيق المحلية ذكرت هذا المساء ان هناك “قصفا مستمرا على برزة بالطائرات المروحية وقذائف المدفعية والهاون، وان الحي محاصر منذ يومين، في ظل نقص حاد بالمواد الاسعافية والطبية، ونداءات استغاثة من الأهالي”.
وبعد دمشق التي سجل تصعيد عسكري سريع فيها في الايام الماضية بدات الاشتباكات الجمعة في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ اكثر من 16 شهرا، ثم ارتفعت فيها حدة الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام قبل اشهر لتتخذ طابعا عسكريا الجمعة.
وافاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في حي الصاخور في شرق المدينة وحي صلاح الدين في غربها.
وذكر الناشط ابو هشام من حلب لوكالة فرانس برس مساء ان عناصر الجيش الحر “تمكنوا من السيطرة على اجزاء كبيرة من الاحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب”.
واوضح ان “الجيش الحر، بعد ان سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة الى مدينة حلب”، مضيفا ان القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الاحياء بعنف ما اوقع عددا من القتلى.
وبث ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه عناصر من الجيش الحر في سيارة جيب بيضاء وسيارات اخرى وهم يدخلون حي الصاخور، بحسب المصور.
وتجمع عشرات الاشخاص لملاقاتهم والهتاف لهم، في حين رفع احدهم، وهو مقنع، شارة النصر امام الكاميرا. وقال “اليوم حررنا الصاخور، وان شاء الله قريبا كل مدينة حلب”.
ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة وصول الصحافيين الى اماكن القتال.
وتستمر العمليات العسكرية في مناطق اخرى من البلاد بينها دير الزور (شرق) وحمص وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) وريف دمشق ودرعا (جنوب). وقد حصدت السبت 12 مدنيا قتلوا في قرية المسطومة في محافظة ادلب في قصف واطلاق نار، واربعة في حمص في قصف على مدينة الرستن، واربعة في درعا، واثنين في دير الزور، وثلاثة في ريف دمشق، وثلاثة في محافظة حماة وشاب في الحسكة (شمال شرق).
وسقط الجنود والمقاتلون المعارضون في مواجهات في شتى انحاء البلاد.
وذكر مسؤولون عراقيون السبت ان الجيش السوري الحر سيطر السبت على معبر اليعربية الحدودي بين سوريا والعراق، ثاني معبر رئيسي يسقط بايدي المعارضة السورية المسلحة في غضون ايام من بين ثلاثة معابر بين البلدين.
ولا يزال الجيش الحر، مسيطرا على معبر باب الهوى على الحدود التركية، بحسب العابرين من سوريا الى تركيا.
من جهة اخرى، شهد سجن في مدينة حمص في وسط سوريا السبت حركة عصيان ضد حراس السجن، ترافقت مع انشقاق عدد من عناصر الحرس، وتمكن المنشقون والمتمردون من السيطرة على بناء من اثنين تابعين للسجن، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله لوكالة فرانس برس.
وقال العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان قوات “المخابرات الجوية التابعة للنظام قامت على الاثر بتطويق السجن” وحصل تبادل اطلاق نار بين داخل السجن وخارجه، مشيرا الى “تخوف من من حصول مجزرة كبيرة”.
الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في وقت لاحق انه تم قمع التمرد، وان قوات النظام استعادت السيطرة على السجن، وان اطلاق النار تسبب بوقوع قتيلين.
عصيان في سجن في حمص وتحذير من مجزرة
شهد سجن في مدينة حمص في وسط سوريا السبت حركة عصيان ضد حراس السجن، ترافقت مع انشقاق عدد من عناصر الحرس، وتمكن المنشقون والمتمردون من السيطرة على بناء من اثنين تابعين للسجن، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله لوكالة فرانس برس.
وقال العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “سجناء قاموا بعصيان وسيطروا على احد مبنيي السجن المعروف بالمبنى القديم سيطرة كاملة”، مشيرا الى ان ذلك ترافق مع “انشقاق داخل السجن واطلاق النار بين الحراس الموالين والمنشقين”.
واضاف ان قوات “المخابرات الجوية التابعة للنظام قامت على الاثر بتطويق السجن” وحصل تبادل اطلاق نار بين داخل السجن وخارجه، ما تسبب بمقتل اربعة اشخاص، بحسب العبدالله الذي اشار الى “تخوف من من حصول مجزرة كبيرة”.
واوضح العبدالله ان السجن يضم بين ثلاثة الاف وخمسة الاف سجين سياسي وحق عام يعيشون في ظروف مأسوية، ويصل عدد السجناء في الزنزانة الواحدة احيانا الى ستين.
وتتعرض احياء عديدة في حمص لا تزال خارجة عن سيطرة النظام لقصف مركز منذ اسابيع بينما تحاول القوات النظامية اقتحامها.
وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكد المجلس الوطني السوري أنه “في الواحدة صباح اليوم حصل انشقاق داخل سجن حمص، وحصل اطلاق النار بين الحراس الموالين والمنشقين. وقام السجناء بعصيان وسيطروا على المبنى القديم (السجن مؤلف من مبنيين) سيطرة كاملة على المبنى القديم، فطوقت المخابرات الجوية السجن برفقة دبابات من حاجز البتروكيميا التي توجهت للسجن.
الوضع بقي متوتراً حتى الظهر، بعد أن فشلت وساطة قام بها المحافظ، فبدأ إطلاق نار من الخارج على السجن، وسقط ٤ قتلى ٣ من حمص وواحد من عفرين ( كردي)”
وحذر المجلس من أن “هناك تخوف من مجزرة كبيرة، فعدد الموجودين في السجن القديم ٣٠٠٠ – ٥٠٠٠ سجين، والنظام لديه سجل مخزي في التعامل مع السجناء ( تدمر وصيدنايا)”.
من جهته، قال الملازم اول في شرطة الحدود العراقية محمد خلف الشمري لفرانس برس “رفع الجيش السوري الحر علمه على المعبر، وقام بعض عناصره بتمزيق صور الرئيس السوري بشار الاسد”.
مسؤول بريطاني كبير يتوقع سقوط الأسد خلال 30 يوماً
السياسة الكويتية
لندن – من حميد غريافي
يقف حوالي 800 ضابط وجندي بريطاني من القوات الخاصة المدربة على حالات اجلاء المواطنين من المناطق الساخنة, على اهبة الاستعداد للانتقال جواً الى القاعد الجوية البريطانية الضخمة “كروتيري” في الشطر اليوناني من جزيرة قبرص, لإجلاء الالاف من الرعايا الانكليز وحاملي الجنسية البريطانية المقيمين في سورية عبر الاراضي اللبنانية, بعدما توقع أحد كبار المسؤولين في لندن ل¯”السياسة”, سقوط نظام بشار الاسد وهروبه الى الخارج (ايران او روسيا تحديداً) أو اعتقاله او قتله خلال الثلاثين يوماً المقبلة.
وقال المسؤول الامني البريطاني, أمس, ان مهمة الوحدات البريطانية الخاصة المتوقع انتقالها في غضون الايام الاربعة المقبلة, تؤشر الى خطورة الاوضاع في محافظات سورية, وخصوصاً العاصمة دمشق التي انزلق معظمها الى ايدي الثوار من “الجيش السوري الحر”, وفصائل المقاومة الثورية, سوف تشمل منطقة واسعة في الشرق الاوسط تمتد من حدود لبنان الجنوبية مع اسرائيل الى الاردن شرقاً وصولاً الى تركيا في اقصى الشمال, حيث يتجمع الرعايا البريطانيون في تلك الدول الثلاث بعد نزوحهم من المناطق السورية, فيما تؤكد معلومات من انقرة لاستخبارات “حلف شمال الاطلسي” ان السفن الحربية الروسية وعددها ثلاث عشرة المرابطة في ميناء طرطوس والمياه الاقليمية السورية حوله, باشرت اجلاء عشرات الاف الرعايا الروس العاملين في سورية في شتى المجالات العسكرية والامنية والاستخبارية والنفطية والاقتصادية, تأكيداً لصور قمري تجسس صناعيين اميركي واسرائيلي تظهر مئات الرجال والنساء والاطفال فوق سفينتين حربيتين روسيتين في طريقهما الى البحر الاسود.
واكد المسؤول البريطاني ان الآلاف من الجنود والضباط السوريين الذين انشقوا عن الجيش النظامي والتحقوا بالجيش الحر, كانوا تلقوا تدريبات خاصة على ايدي مرتزقة سابقين في الجيش البريطاني استأجرهم شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد قائد اللواء الرابع في الجيش الذي يحمي رأس النظام, وان 300 من هؤلاء نقلوا قبل اعوام الى العراق, حيث كان هؤلاء المرتزقة يقيمون قواعد تدريباتهم وذلك بالاتفاق مع رئيس الحكومة المالكي والطاقم الايراني المحيط به.
وقال المسؤول ان هؤلاء المرتزقة يشكلون فرقتين عاملتين في الشرق الاوسط احداهما في العراق والاخرى متجولة بين دول في مجلس التعاون الخليجي وافغانستان وجنوب اليمن.
وأماط المسؤول الامني البريطاني اللثام لـ”السياسة” عن ان اكثر من 2500 مواطن بريطاني عبروا حدود المصنع اللبناني خلال الايام الاربعة الماضية الى لبنان, متوقعا ان يعبر ما بين 4 أو 5 الاف اخرين نفس المعبر خلال الايام الثلاثة المقبلة حيث ستكون فرق من الكوماندوس البريطاني بانتظارهم لنقلهم بالطائرات وعبر البحر اذا اقتضى الامر, فيما عبر الى الاردن وتركيا 700 بريطاني وحامل الجنسية البريطانية من سوريين وجنسيات اخرى, استعداداً لنقلهم الى المملكة المتحدة.
وأعرب المسؤول عن خشيته من ان تنتقل المعارك العنيفة الدائرة بين الجيشين (النظامي والحر) السوريين الى داخل الاراضي اللبنانية الشمالية والشرقية البقاعية, بحيث يتم اقفال معبر المصنع الرئيسي بين سورية ولبنان ويعلق الرعايا الاجانب والنازحون السوريون في سورية بين نيران المتقاتلين, مؤكداً ان نصائح حزبية لبنانية الى سكان حوالي 20 قرية لبنانية على تلك الحدود جعلتهم يخلونها موقتاً الى مناطق اخرى خشية وصول تلك المعارك بالدبابات والمدفعية التي تمكن الجيش الحر من التزود بها خلال الايام العشرين الماضية من القوات النظامية المتراجعة ومن المنشقين عن الجيش والذين يستخدمونها الآن للرد على اسلحة عصابات نظام الاسد الثقيلة.
على صعيد آخر, أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, عن امله في ان تشكل المعارضة السورية “بسرعة حكومة موقتة” تكون “ممثلة لتنوع المجتمع السوري”.
وقال فابيوس في بيان ان “الوقت حان لكي تنظم المعارضة صفوفها من اجل تسلم السلطة في البلاد”, مؤكدا استعداد بلاده لاستضافة اجتماع وزاري “بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سورية الغد”.
«الجيش الحر» يسيطر على معبر جديد مع العراق.. ويصد هجوما على البوكمال
الثوار يشنون هجوما للسيطرة على معبر نصيب مع الأردن.. ونهب متجر رامي مخلوف في باب الهوى
بغداد – عمان: «الشرق الأوسط»
تمكن «الجيش السوري الحر» من فرض سيطرته، أمس، على معبر اليعربية الرئيسي الحدودي بين سوريا والعراق الذي يقع إلى شمال غربي بغداد ويعرف من الجانب العراقي باسم «معبر ربيعة»، وجاء ذلك بينما أكد مسؤولون عراقيون أن قوات المعارضة السورية ما زالت تسيطر أيضا على معبر البوكمال الحدودي، على الرغم من الهجوم التي شنته قوات الجيش السوري النظامي مساء أول من أمس لاستعادته. وبينما تعثرت جهود مقاتلي «الجيش السوري الحر» في السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، تعرض متجر «السوق الحرة» الذي يمتلكه رجل الأعمال السوري البارز وابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف، لعمليات نهب من قبل قرويين في نقطة باب الهوى الحدودية قرب الحدود التركية.
وقال محافظ نينوى، أثيل النجيفي: «اتصل بنا مسؤولون من منفذ اليعربية الحدودي وقالوا إنه عند الساعة الخامسة بعد الظهر (14:00 ت.غ) سيطر بعض المسلحين على المنفذ وأبلغوا الجانب العراقي بأن المنفذ من جهته السورية أصبح في يد (الجيش السوري الحر)»، وأضاف: «أبلغ المسلحون الجانب العراقي أن الموضوع سوري ولا علاقة للعراق به، وتعاملوا بود مع الجانب العراقي».
وتابع النجيفي أن المعبر الواقع شمال غربي الموصل (350 كلم شمال بغداد) «سيكون ابتداء من يوم غد مخصصا فقط لعبور العراقيين العائدين من سوريا. نحن لا نعرف طبيعة الجهة التي نتعامل معها في الجانب السوري، ولذا علينا أن ننتظر».
من جهته، قال الملازم أول في شرطة الحدود العراقية، محمد خلف الشمري، لوكالة الصحافة الفرنسية: «رفع (الجيش السوري الحر) علمه على المعبر، وقام بعض عناصره بتمزيق صور الرئيس السوري بشار الأسد». وأضاف الشمري، الموجود في الجانب العراقي من المعبر: «انتهى الدوام الرسمي عند الساعة الرابعة (13:00 ت.غ) ونحن ننتظر الأوامر لنرى كيف سنتعامل مع هذا الأمر ابتداء من غد».
وتابع: «نسمع إطلاق نار بين الحين والآخر، ولم تحدث أي محاولات للتسلل من سوريا إلى العراق حتى الآن».
وكان النجيفي قال في وقت سابق، أمس، إن «الجيش النظامي لا يزال يسيطر على منفذ ربيعة، لكن حسب المعلومات التي تردني فإن الوضع قلق بالنسبة لهم، هذه الأيام، والطريق المؤدي إلى هذا المعبر من داخل سوريا هو في يد (الجيش السوري الحر)».
ومعبر اليعربية أو ربيعة كما يطلق عليه أيضا والواقع في محافظة نينوى، واحد من المعابر الرئيسية الـ3 بين العراق وسوريا إلى جانب معبري البوكمال والوليد في محافظة الأنبار.
وكانت قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، قصفت مدينة البوكمال مساء أول من أمس، الجمعة، لاستعاد السيطرة عليها وعلى المعبر الحدودي. وقال المسؤول العسكري في «الجيش السوري الحر»، خالد أبو زياد: «القصف أعنف مما كان الليلة الماضية»، حين سيطر مسلحو المعارضة على المعبر الحدودي، مشيرا إلى أن «الجيش السوري يقصف كل مناطق المدينة».
وأعلن طبيب في البوكمال، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن 4 أشخاص قتلوا في القصف على المدينة. وقال: «أردت التوجه إلى مستشفى، لكنني لم أستطع الخروج من منزلي لأن قذيفتين سقطتا على مقربة منه».
إلى ذلك، قال مصدر أمني أردني إن مقاتلي المعارضة السورية حاولوا، أمس، السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «مقاتلي المعارضة السورية وما يعرف بـ(الجيش الحر) حاولوا ظهر اليوم (أمس)، السبت، السيطرة على معبر نصيب الحدودي في الجانب السوري من الحدود مع الأردن، لكنهم فشلوا بعد مواجهات مع الجيش السوري». وأضاف أن «أصوات إطلاق النار والاشتباكات في الجانب السوري كانت مسموعة على جانبنا من الحدود». ويربط معبر نصيب الحدودي بين منطقتي درعا السورية والرمثا الأردنية. وكانت الحكومة أكدت أول من أمس، الجمعة، أن «الأردن يراقب ويتعامل مع أي تطور ميداني في الداخل السوري بحذر»، معتبرة أن «الأمور حتى الآن في حدودها الطبيعية وضمن سياقاتها المألوفة».
وأعلن مقاتلو المعارضة السورية، يوم الخميس الماضي، أنهم سيطروا على معابر على الحدود السورية مع العراق، ومعبر حدودي مع تركيا، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، منتصف مارس (آذار) 2011.
وفي غضون ذلك، تعرض متجر «السوق الحرة» الذي أتت عليه النيران في باب الهوى، النقطة الحدودية بين سوريا وتركيا التي سيطرت عليها المعارضة، لعمليات نهب من قبل قرويين.
وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن متاجر «السوق الحرة» في سوريا يمتلكها رجل الأعمال رامي مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري، بشار الأسد، مما يجعلها تمثل أهمية رمزية للقرويين والمعارضين الذين يمثلون العمود الفقري للانتفاضة التي يحركها إحساس عميق بالظلم والغضب على ثروة عائلة الأسد.
ووصل شبان من قرى قريبة لإفراغ المتجر والمخزن، اللذين تفحمت جدرانهما، من محتوياتهما. وغطت الجدران كتابات مناهضة للأسد من بينها: «يسقط عميل إيران»، و«ارحل يا قاتل الأطفال»، و«الجيش الحر إلى الأبد».
وتمركز عدد قليل من المقاتلين في النقطة الحدودية في مواقع دفاعية، ولكن لم تظهر بوادر تذكر لتحركات نظامية لمقاتلي «الجيش السوري الحر» الذين سيطروا على الموقع.
ولم ينزل أحد العلم السوري الممزق الذي كان يرفرف فوق المتجر المحترق، بينما توعد مقاتلو المعارضة بالتصدي لأي هجوم مضاد لجيش الأسد وأعلنوا سيطرتهم بالفعل على معظم الأراضي بين باب الهوى ومدينة إدلب على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب.
وقال سامح، وهو أحد المقاتلين، ولم يذكر سوى اسمه الأول مثل غيره من مقاتلي المعارضة: «تخلصنا من الجيش من هنا وحتى إدلب. يوجد الجيش في بعض القواعد العسكرية فقط».
ولم يتحدث الأسد منذ يوم الأربعاء مما يقوي الإحساس بأن سوريا تفلت من قبضة عائلته التي حكمت البلاد منذ أكثر من 4 عقود.
بينما أفاد إبراهيم، وهو أحد المقاتلين ويرتدي سروالا من الجينز وقميصا أزرق، وهو يمسك ببندقيته: «سنبقى هنا حتى نسحق النظام المستبد».
ولا يوجد أثر للجيش رغم سماع دوي الرصاص من بعد، ويقول مقاتلو المعارضة إن الجيش السوري على بعد كيلومترين فقط أو 3 كيلومترات.
وعلى الرغم من تلميحاتهم عن ضعف عتادهم فإنهم مفعمون بالتفاؤل، وقال سامح: «حاول بعضنا أن يطلق الرصاص من البنادق الآلية وهم لم يطلقوا النيران»، بينما قال مقاتل آخر يدعى عبد اللطيف: «لن نسمح لهم بالعودة مرة أخرى».
العراق يغلق أبوابه بوجه اللاجئين السوريين ويتذرع بـ«نقص الخدمات اللوجستية»
أغلق معبرا بالكتل الكونكريتية.. وناشط من القائم لـ «الشرق الأوسط»: تخلينا عن السوريين في محنتهم
سيدتان تسيران قرب بناية محروقة في معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق
بغداد – القائم: «الشرق الأوسط»
رفضت الحكومة العراقية استقبال اللاجئين السوريين الذين قرروا النزوح إلى العراق هربا من قصف ومطاردة قوات الرئيس السوري بشار الأسد بذريعة عدم وجود خدمات لوجستية على الحدود بين البلدين وبالتحديد وسارعت إلى إغلاق معبر البوكمال الحدودي بالكتل الكونكريتية لمنع دخول السوريين. وفي غضون ذلك وجهت انتقادات إلى الحكومة العراقية التي «تخلت» عن السوريين في محنتهم بعد أن كانوا قد استقبلوا عشرات آلاف اللاجئين العراقيين خلال السنوات الماضية وحتى إبان عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. واعتبر ناشط سياسي من أهالي القائم أن «موقف الحكومة العراقية أمر يدعو للأسف بالقياس إلى ما فعله الشعب السوري لا سيما في المناطق الحدودية أيام محنتنا كعراقيين».
وفي تصريح صحافي أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن «مؤتمر الهلال الأحمر الذي عقد اليوم (أمس) في العاصمة اللبنانية بيروت أجمع على أن العراق ليس نقطة لاستقبال اللاجئين السوريين»، عازيا سبب عدم استقبال للاجئين لـ«عدم امتلاك العراق خدمات لوجستية على الحدود بين البلدين». واعتبر الدباغ أن «نزوح هؤلاء باتجاه العراق يكاد يكون معدوما بسبب بعد المدن عن بعضها البعض ووجود الصحراء القاحلة التي تعرضهم لخطر حقيقي»، مشيرا إلى أن «السوريين يلجأون إلى لبنان لأن مدنها متقاربة مع بعضها وكذلك تركيا والأردن أيضا». وفي مقابل ذلك أعلن الدباغ أن الحكومة العراقية ستوفر الحماية للمواطنين العراقيين العائدين من سوريا في المنافذ الحدودية، مبينا أن الحكومة ليس لديها الإمكانات لحماية المواطنين الموجودين داخل الأراضي السورية.
وكان الجيش السوري الحر الذي يضم جنودا سوريين منشقين، نجح في السيطرة على معبر البوكمال بين العراق وسوريا مساء الخميس، وبعيد ذلك أغلقت السلطات العراقية الحدود.
وفي مدينة القائم العراقية أكد سكان أن أقرباءهم المقيمين في البوكمال حاولوا اللجوء إلى العراق، إلا أن القوات العراقية منعتهم من اجتياز الحدود.
وقال أحد سكان القائم طالبا عدم كشف اسمه «أقربائي وعائلات أخرى يحاولون مغادرة المدينة للذهاب إلى القائم، لكن الجيش العراقي يمنعهم من دخول العراق»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لنحو 600 كلم، يقع أكثر من نصفها تقريبا في محافظة الأنبار التي تسكنها أغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق.
من جهته قال قاسم محمد الكربولي رئيس الحركة الوطنية لوحدة العراق ومقرها القائم في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «الشعب السوري لا يستحق هذه المعاملة التي تعامله بها حكومتنا الآن لأننا وفي أيام المحنة ولكوننا منطقة حدودية فإن أبناء سوريا على الطرف المقابل وهم إخوة وأبناء عم لنا بسبب التداخل العشائري كانوا يجمعون التبرعات لنا وكان الفلاح السوري يجمع خضراواته ويأتي بها إلينا». وأضاف أن «المعلومات المتوفرة لدي تشير إلى أن أوضاع المواطنين السوريين الآن في غاية البؤس حيث لا يوجد ماء ولا حليب للأطفال» مشيرا إلى أنه «سبق أن أقام معسكرا للاجئين السوريين لكن جاءت القوات الحكومية ومزقت الخيم وهو أمر نحن نعتبره يتنافى مع ما قدمه الشعب السوري لنا خلال سنوات المحنة».
وحول ما إذا كانت القوات العراقية قد أغلقت المنطقة الحدودية قال الكربولي «نعم لقد جاءت قوات عسكرية ووضعت كتلا كونكريتية بهدف منع تدفق اللاجئين».
وعلى صعيد متصل وطبقا لما أعلنه «أبو جاسم» من منفذ الوليد الحدودي لـ«الشرق الأوسط» فإن «المنافذ الحدودية الثلاثة وهي البوكمال والوليد وربيعة لم تغلق بل هي نشطة الآن على صعيد استقبال العراقيين العائدين من سوريا». وأضاف أبو جاسم الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته أن «أسعار النقل من سوريا إلى العراق تضاعفت بشكل لا مثيل له ففي الوقت الذي كان فيه إيجار السيارة نوع جي إم سي (جمسي) سابقا 400 دولار فإنه أصبح اليوم 2500 دولار».
وحول المناطق السورية الأكثر تضررا والتي بدأ العراقيون يخرجون منها قال أحمد العسافي «مواطن عراقي مقيم في دمشق» في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إنه «يقيم في منطقة لا تزال آمنة وبالتالي فإنه لا يفكر في العودة حاليا إلى العراق» مشيرا إلى أن «مناطق المزة وجرمانة والكثير من مناطق الشام لا تزال بعيدة عن الاحتكاك القوي بين الجيش الرسمي والمعارضة» مؤكدا في الوقت نفسه أن «مناطق برزة والقابون وريف دمشق والميدان واليرموك متأزمة وليست آمنة وهي التي بدأ العراقيون يهربون منها».
إلى ذلك، قال محافظ نينوى، أثيل النجيفي، إن «الحكومة المركزية تمنع دخول اللاجئين السوريين»، مشيرا إلى أن «المعابر لم تشهد تدفقا للاجئين في هذه الفترة، إنما حدث ذلك في وقت سابق، والسلطات رفضت استقبالهم». وأضاف النجيفي «هناك لاجئون دخلوا إلى إقليم كردستان ونقلوا إلى معسكر خصص لاستقبالهم».
لبنان: جهود رسمية وشعبية لاستقبال ومساعدة اللاجئين السوريين
المجلس الوطني: 400 ألف لاجئ ومليونا نازح
بيروت: كارولين عاكوم
لا تزال قضية النازحين السوريين الذين زادت أعدادهم بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية تأخذ حيزا واسعا من الاهتمام اللبناني على الصعيدين الشعبي والرسمي، رغم تراجع حركة عبورهم إلى لبنان خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وذلك بعدما كانت قد وصلت إلى أقصاها بين يومي الخميس والجمعة الماضيين، إذ عبر إلى لبنان بحسب مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة 30 ألف لاجئ.
وفي حين ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن فنادق محطة بحمدون في منطقة الشوف، وعددا من الشقق السكنية، تشهد زحمة نازحين سوريين أتوا بسياراتهم من دمشق، لافتة إلى أن الحركة في مدينة عالية أيضا مزدهرة ولكن بنسبة أقل، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية وائل أبو فاعور أن العائلات التي دخلت إلى لبنان خلال اليومين الأخيرين توزعت على قرى البقاع وبعض مناطق جبل لبنان وبيروت، وفتحت أمامهم مدارس رسمية وأخرى خاصة تابعة لدار الإفتاء، إضافة إلى استقبال آخرين في منازل خاصة وضعتها البلديات في تصرفهم.
وأكد فاعور أن «رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعطى توجيهاته للهيئة العليا للإغاثة ووزارة الشؤون الاجتماعية لتقديم الدعم إلى النازحين السورين، وبدأت الأعمال اليوم (أمس)، وهذا ما يجب أن تستمر به لأن قضية النازحين السوريين هي قضية أخلاقية وإنسانية». وأشار أيضا إلى أن الحكومة اللبنانية بدأت البحث عن آليات للتعامل مع هذا الملف وتأمين التمويل، لافتا إلى أن «هناك عددا لا بأس به من الدول والمؤسسات الدولية مستعدة لتقديم الدعم في هذا الشأن والحكومة تبذل جهدها لتأمين هذه المساعدات».
ورغم عدم توافر الإمكانات الكافية لدى وزارة الشؤون الاجتماعية لتقديم المساعدات كما هو الحال بالنسبة إلى الهيئة العليا للإغاثة، بحسب فاعور، فإن المفوضية العليا للاجئين وبعض المؤسسات الدولية، من بينها المجلس الدنماركي لشؤون اللاجئين، تتولى الأمور المتعلقة بالإنفاق المالي، بينما تتولى راهنا مهمة التنسيق إلى حين وضع آلية من الدولة. بدوره، أعلن وزير شؤون المهجرين اللبناني علاء الدين ترو أن زيادة عدد النازحين السوريين إلى لبنان في ظل ازدياد حدة العنف في سوريا، دفعته والوزير وائل أبو فاعور، بتكليف من رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، إلى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والطلب إليه بفتح المدارس في البقاع والشمال لإيواء النازحين، والإيعاز للهيئة العليا للإغاثة بالمساعدة العاجلة لهؤلاء، مشيرا إلى أنه بحسب الإحصاءات الرسمية بلغ عدد النازحين اثنين وعشرين ألفا، متوقعا ازدياد العدد في الأيام المقبلة. وعن احتمال إنشاء مخيمات لهؤلاء إذا طالت مدة وجودهم في لبنان، قال «في البداية سنستقبلهم في المدارس، لكن إذا ازداد عددهم سنطرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء، فهو المخول بالموافقة على إقامة المخيمات وليس أي جهة سياسية أو حزبية».
وعلى الصعيد الشعبي اللبناني، فإن الجهود تبذل على خط مساعدة النازحين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، وهي بعدما تركزت في الشمال والبقاع في الأشهر الأولى للثورة، امتدت في اليومين الأخيرين إلى جبل لبنان الجنوبي والشوف بشكل خاص. وفي هذا الإطار أيضا، كانت خطوة شباب لبنانيين بإطلاق «الحملة الوطنية اللبنانية لاحتضان النازحين السوريين»، عبر «فيس بوك» لينضم إليها خلال 3 ساعات أكثر من 300 شاب وفتاة لبنانيين أبدوا استعدادهم لتقديم المساعدات للعائلات السورية لا سيما الفقيرة منها، وفي حين لفتت أحد القيمين على المجموعة، رنا فرحات، لـ«الشرق الأوسط» أن عمل المجموعة سيتوسع خلال الأيام القليلة المقبلة وفقا لخطّة يتفق عليها أعضاء المجموعة والشباب المتطوعون في الحملة، أشارت إلى أن التجاوب مع هذه الحملة منذ الساعات الأولى لإطلاقها كان مشجعا ونجح الشباب في البقاع من تأمين افتتاح مدرسة في البقاع لإيواء عدد من العائلات. وبدا واضحا من خلال هذه المجموعة تفاعل ليس فقط اللبنانيين الذين أبدى عدد كبير منهم استعدادهم لاستقبال السوريين في منازلهم، وإنما تفاعل السوريين أيضا الذين تواصلوا مع اللبنانيين وأبدوا استعدادهم لتنسيق العمل بين الطرفين بهدف تسهيل الأمور على العائلات النازحة.
وكان المجلس الوطني السوري قد أصدر بيانا دعا فيه الأمم المتحدة لتقديم الدعم إلى اللاجئين السوريين وإنشاء صندوق دولي خاص لهم، وتوفير الرعاية الصحية والطبية للجرحى والمصابين منهم. وأشار البيان إلى أن عدد اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان والأردن تخطى الـ400 ألف لاجئ، لم يتم تسجيل سوى نصفهم في سجلات الأمم المتحدة، وقد دخل الأراضي اللبنانية خلال 24 ساعة قرابة 20 ألف لاجئ، إضافة إلى وجود قرابة مليوني نازح ومهجّر داخل الأراضي السورية، جزء كبير منهم من أهالي مدينة حمص وريفها.
ولفت المجلس في بيانه إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون ظروفا خاصة، حيث لا تتوافر لديهم الإمكانيات المطلوبة، محملا السلطات اللبنانية مسؤولية توفير الحماية اللازمة نتيجة التهديدات التي يتعرضون لها من قبل جماعات مؤيدة للنظام، وتأمين الاحتياجات الطبية والإغاثية والإنسانية، وإقامة المخيمات اللازمة لإيوائهم، وعدم تعرضهم لأي مضايقات من قبل بعض العناصر والأجهزة الأمنية، ومنح الهيئات والجمعيات الأهلية التسهيلات اللازمة.
مصدر كردي: تحرير مدينة في محافظة الحسكة
تحدث عن «جاهزية» عناصر أمن النظام للاستسلام
أربيل: شيرزاد شيخاني
أبلغ مصدر مقرب من قيادة حزب العمال الكردستاني التركي (المحظور) أن أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) تمكنوا أول من أمس «من تحرير مدينة (ديركي) الكردية التابعة لمحافظة الحسكة من دون قتال».
وقال المصدر إنه «بسبب انهيار معنويات جيش النظام والمؤسسات الأمنية في أنحاء المدن السورية، فإن استسلامهم أصبح الطريق الأسلم للنجاة، خصوصا بعد أن وصلت المعارك إلى داخل العاصمة دمشق، وهروب الرئيس السوري بشار الأسد منها إلى جهة غير معروفة، فهؤلاء الجنود ومراتب المؤسسات الأمنية باتوا متيقنين بعقم المقاومة، وتأكدوا أن الدفاع عن نظام مهزوم وآيل للسقوط أصبح مستحيلا، ولذلك أصبحوا بمجرد طلب جماهير المدن منهم جاهزين للاستسلام دون مقاومة، ويتركون إدارة تلك المناطق لأهاليها، وبذلك فإن الساعات والأيام القليلة القادمة ستشهد المزيد من عمليات التحرير السلمي لمدن ومناطق كردستان سوريا، وصولا إلى تحرير كامل مناطق محافظة الحسكة، وإعلان إدارتها ذاتيا من قبل الأكراد».
عصيان في سجن حمص المركزي بعد انشقاق عدد من حراسه.. وقصف عنيف يطال أحياء في دمشق
حركة خجولة في حي الميدان.. وانشقاق ضابطين برتبة «عميد» وفرارهما إلى تركيا
بيروت: ليال أبو رحال
كثفت قوات الأمن السورية من حصارها وقصفها لعدد من المناطق السورية، مستخدمة الطائرات المروحية لقصف الأحياء والمدن المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبينما توالت حركة الانشقاقات العسكرية، تعرضت أحياء عدة في العاصمة دمشق لقصف عنيف وسط انعدام الحركة وتنفيذ القوات النظامية لانتشار أمني، ولا سيما في حي الميدان. وبلغ مجمل قتلى أمس نحو 30 قتيلا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بينهم 7 مدنيين في دمشق.
وقال ناشطون إن حركة الناس انعدمت في حي الميدان بدمشق أمس في ظل حركة سير خفيفة وحالة من الخوف سادت بين الأهالي الذين لا يزالون قاطنين في منازلهم، في وقت أعلن فيه مصدر رسمي سوري في وقت سابق «تطهير» الحي. وقالت مصادر أمنية أمس إن القوات السورية استعادت السيطرة على أحياء التضامن والقابون وبرزة.
وفي حين بث ناشطون صورا تبين آثار الدمار الذي لحق بحي الميدان بعد قصفه واقتحامه من قبل قوات النظام والشبيحة الذين قتلوا مدنيين ودمروا ممتلكات، على حد قولهم، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بتعرض حي برزة، المحاصر منذ ثلاثة أيام، لقصف بالطائرات المروحية وقذائف المدفعية والهاون، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في ظل نقص حاد بالمواد الإسعافية والطبية، ونداءات استغاثة من الأهالي لتخفيف القصف عن الحي المنكوب.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن «حيي القدم والعسالي في جنوب العاصمة دمشق تعرضا للقصف من القوات النظامية السورية بعد منتصف ليل الجمعة/ السبت»، كما تعرض حيا التضامن والحجر الأسود المجاوران للقصف خلال الليل.
وفي مخيم اليرموك، الواقع جنوب دمشق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان المخيم قوله إنه «لم يخرج من منزله منذ الأربعاء الماضي»، موضحا أن «الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع». وبث ناشطون معارضون مشاهد فيديو تظهر مبنى قسم شرطة اليرموك وألسنة النيران تتصاعد منه «بعد تحريره»، وفق معارضين سوريين. وبدت سيارات للشرطة متروكة في الشارع وأخرى مدمرة بالكامل.
وفي ريف دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن انشقاقات كبيرة في اللواء 18 في بلدة قطنا، اندلعت على أثرها اشتباكات امتدت إلى قطاعات مجاورة تابعة للفرقة العاشرة. وفي حوش عرب، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة مؤلفة من عدد من الدبابات والمدافع، نفذت عملية قصف عشوائي على المنازل بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي.
أما في حمص، فقد تمكن المعتقلون في سجن حمص المركزي من القيام بعصيان، إثر انشقاق بين حراس السجن تبعه اشتباكات بين الحراس النظاميين والمنشقين. وبينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن السجناء سيطروا على الباحات والساحة الرئيسية للسجن، عملت كتيبة حفظ النظام على استعادة سيطرتها وأطلقت الغازات المسيلة للدموع والنار في الهواء.
وبعد سيطرة السجناء على المبنى القديم، طوقت المخابرات الجوية السجن وتوجهت دبابات من حاجز مجاور للسجن. وبعد فشل وساطة لتهدئة الوضع، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية «إطلاق نار من الخارج باتجاه السجن مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى». وتخوف ناشطون من ارتكاب مجزرة في السجن مع تأكيدهم إطلاق قناصة النار على المساجين. وبينما ذكرت لجان التنسيق أن السجن يضم أكثر من 1700 من معتقلي الثورة في حمص، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد الموجودين في السجن القديم فقط يتراوح بين 3000 و5000 سجين، مذكرة بسجل النظام المخزي في التعامل مع السجناء (تدمر وصيدنايا).
وذكر المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله، أن قوات «المخابرات الجوية التابعة للنظام قامت على الأثر بتطويق السجن»، وحصل تبادل إطلاق نار بين داخل السجن وخارجه، مما تسبب بمقتل أربعة أشخاص.
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في حمص للقصف من «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على هذه الأحياء» منذ أسابيع.
كما أشار إلى قصف مماثل على محيط مدينة القصير في ريف حمص حيث تدور أيضا اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وقتل رجل وطفله في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص الخارجة عن سيطرة النظام والتي تشهد «اشتباكات عنيفة»، بحسب المرصد، عند مداخلها. كما قتل أربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات عند مداخل قريتي جوسية والنزارية على الحدود السورية – اللبنانية. وأشار المرصد إلى تعرض هذه القرى لـ«القصف من القوات النظامية قبل محاولة اقتحامها».
وفي دير الزور، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت فجرا قرب دوار الدلة في مدينة دير الزور (شرق)، بينما تعرضت بلدات الشحيل والعشارة والجرذي وصبيخان في ريف دير الزور للقصف من القوات النظامية».
وفي اللاذقية، أفادت «لجان التنسيق» بقصف عنيف طال «مصيف سلمى» حيث تعرضت نواحي وادي شيخان والمرج والغنيمية لقصف بقذائف المدفعية والهاون. وفي درعا، استخدمت قوات الأمن السورية الطيران المروحي لقصف خربة غزالة والمناطق الواقعة بين معربة وغصم والسهوة.
إلى ذلك، قال مسؤول تركي إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة «عميد» فرا إلى تركيا ليلا ضمن مجموعة من نحو عشرة أفراد بينهم ضباط برتبة «عقيد» وعسكريون آخرون، وبذلك يرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين فروا إلى تركيا إلى 24، حسب وكالة «رويترز».
واشنطن: الحكم على سوري بالسجن بتهمة التجسس على معارضين سوريين
سويد تذرع بالخوف من «سيطرة الإسلاميين المتطرفين» على بلاده
واشنطن: محمد علي صالح
وسط نقاش حول الخوف من وصول «الإسلاميين المتطرفين» إلى سدة الحكم في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حكمت محكمة اتحادية في ألكساندريا (ولاية فرجينيا، من ضواحي واشنطن) على السوري محمد سويد بالسجن سنة ونصف سنة، مع الإبعاد عن الولايات المتحدة بعد نهاية فترة السجن، بتهمة التجسس لصالح نظام الرئيس بشار الأسد على مواطنين معارضين داخل الولايات المتحدة.
وكان سويد (عمره 48 سنة) نفى، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي التهم الموجهة ضده. ونفت ذلك أيضا السفارة السورية في واشنطن، كما نفت السفارة علاقة سويد بالأسد، رغم وجود صورة للأسد وهو يصافحه.
واعتمدت المحكمة في إدانة سويد، الذي كان يعمل في تجارة السيارات، على إرساله تسجيلات مرئية وصوتية لمعارضين ومحتجين سوريين إلى الاستخبارات السورية. وأنه، عندما قابل الأسد في العام الماضي، أطلعه على نشاط المعارضة السورية بالولايات المتحدة.
وأيضا عمل على تجنيد جواسيس لجمع معلومات عن الاحتجاجات ضد نظام الأسد في الولايات المتحدة، وبعث برسالة مشفرة عبر البريد الإلكتروني في أبريل (نيسان) سنة 2011 إلى الاستخبارات السورية عن تفاصيل اجتماع معارضين في فيرجينيا، بالإضافة لأرقام هواتف، وعناوين البريد الإلكتروني الخاصة بهم.
وقال محامي سويد، مايكل ناشمانوف، للصحافيين بعد صدور الحكم، إن الحكم كان «عادلا» لأنه «أقصر بكثير» من السجن ست سنوات كما كان متوقعا. وقال إنه كان طالب بتخفيف مدة السجن إلى سنة فقط، لأن سويد قضى تسعة أشهر في السجن حتى يوم الحكم عليه.
وقال المحامي إن موكله عمل ما عمل «بسبب الخوف من سيطرة الإسلاميين المتطرفين على بلاده». وإن «التطرف هو الخطر الحقيقي». وإن «هذا الرجل (سويد) آمن، وما يزال يؤمن، بأن سيطرة الإسلاميين المتطرفين على سوريا أمر سيئ لسوريا وللولايات المتحدة أيضا».
وقال المحامي للصحافيين إنه قدم هذا الرأي أمام القاضي، ويعتقد أنه «رأي صائب، ولا يمكن تجاهله». وأضاف المحامي: «أعرف جيدا دوافع هذا العمل الذي قام به موكلي. إنه يعتقد أن ضميره يحتم عليه أن يعمل لعدم وصول إسلاميين متطرفين إلى الحكم في سوريا». وقال: «ليس هذا ضد حرية الرأي في الولايات المتحدة». لكن، في الجانب الآخر، قال المدعي الاتحادي العام لولاية فيرجينيا، نيل مكبرايد، إن سويد «يدعم نظاما يقتل شعبه». وتحاشى المدعى الاتحادي موضوع «الإسلاميين المتطرفين». وقال إنه في الوقت الذي يقوم فيه «النظام المستبد في سوريا بقتل وخطف وترويع آلاف المدنيين، كان سويد يقدم خدماته لكشف وتهديد المحتجين في الولايات المتحدة ضد نظام وطنهم».
وكان سوريون اشتكوا، في السنة الماضية، للسلطات الأميركية عن تجسس سويد عليهم، وقدموا صورا ووثائق وتسجيلات صوتية. وكان صحافيون عرب معتمدون لدى الخارجية الأميركية قالوا، في السنة الماضية، إنهم تسلموا نشرات إلكترونية من السفارة السورية فيها انتقادات لهم. غير أن فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت في ذلك الوقت: «السفارة السورية في واشنطن أرض سورية. ورغم أننا، طبعا، نختلف معها فيما تنشر، حرية التعبير في الولايات المتحدة تسمح لها بنشر آرائها».
وعن تجسس السفارة السورية في واشنطن على نشطاء سوريين، قالت نولاند إن الخارجية حولت الموضوع إلى مكتب التحقيق الفدرالي (إف بي آي). وإن الخارجية تظل «قلقة حول هذه التصرفات المتطرفة جدا، وعدم الأخلاقية من جانب حكومة سوريا». وأضافت أن الحماية الدبلوماسية التي يتمتع بها الدبلوماسيون في سفارة سوريا لا تمنع «إف بي آي» من التحقيق.
حرب في شوارع حلب.. وقوات النظام تفشل في استعادة حي صلاح الدين
رئيس أركان «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: النظام قمعها قبل الثورة واشترى ولاء البعض بالمال
بيروت: نذير رضا
دخلت مدينة حلب ساحة الصدام المباشر بين النظام والمعارضة أول من أمس، لأول مرة منذ بدء النزاع المسلح في سوريا، حيث شهدت معارك عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي، مما حول منطقتي صلاح الدين وطريق الباب إلى «ساحة حرب حقيقية ومفتوحة».
ووصف رئيس الأركان في «الجيش الحر»، العقيد أحمد حجازي، ما يجري في حلب بأنه «ساحة حرب حقيقية تجري في شوارع المدينة»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أمس، إلى أن القوات النظامية «استخدمت كل الأسلحة، منها القذائف والصواريخ ورشاشات الطيران المروحي، في محاولة منها لاستعادة حي صلاح الدين بعد أن أعلن (الجيش الحر) سيطرته عليه»، مشددا على أن «مقاتلينا يرفضون الاستسلام، ومستعدون للقتال حتى آخر رمق».
وبدأت المعارك بين «الجيش الحر» وقوات النظام صباح الجمعة الماضي، بعد هدوء لازم المدينة منذ انطلاق الثورة السورية قبل 16 شهرا، حيث لم تشهد خلال تلك الفترة معارك مباشرة بين الجيش النظامي والمعارضين. وبقيت المدينة لفترة طويلة في منأى عن الاضطرابات في البلاد، إلى أن تصاعدت فيها حركة الاحتجاجات ضد النظام قبل أشهر، لا سيما في جامعة حلب التي شهدت مداهمات عدة لقوات النظام وحملات اعتقال وإطلاق نار. ودخلت المدينة التي تعتبر ثاني كبرى مدن سوريا بعد دمشق من ناحية عدد السكان، خط المواجهة المباشرة مع النظام بعد إعلان «الجيش الحر» سيطرته على منطقة منبج ومناطق أخرى من ريف حلب. في هذا الوقت، أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات امتدت «إلى شارع هنانو الذي ظهرت فيه دبابات وآليات عسكرية ثقيلة لأول مرة منذ انطلاق الثورة، كما حاصرت دبابات النظام شارع الشعار الذي خرج للقتال أمس»، مؤكدة أن حي صلاح الدين «تعرض لقصف مدفعي ورشقات كثيفة من الرشاشات الحربية الثقيلة».
وقالت المصادر إن الحي «نزحت منه أعداد كبيرة من السكان والنازحين الذين وصلوا إليه في شهر فبراير (شباط) الماضي قادمين من إدلب وجسر الشغور».
من جهته، قال حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن حلب «خرجت من قمقمها، والآن خرج المارد الحلبي ليغير في المعادلة الوطنية الشاملة، وينضم إلى سائر المدن المنتفضة التي ستجعل نهاية النظام حتمية وقريبة». وعن أسباب تأخر انتفاضة أبناء المدينة على النظام، قال حجازي إن حلب «قمعها النظام قبل انطلاق الثورة، حين زارها (الرئيس) بشار الأسد وزرع شبيحة له ومقاتلين وآلافا من رجال الاستخبارات للإبقاء على المدينة نائمة»، لافتا إلى أن النظام «دفع عدة مليارات لبعض زعماء العشائر وبعض الخونة النافذين، لشراء ولائهم، مما تسبب في تأخير انتفاضة المدينة».
وعن وصول المعارك إلى حي «طريق الباب» الذي يعتبر واحدا من أشهر الأحياء الحلبية الموالية للنظام، قال حجازي إن «النظام ضرب كل مؤيديه، فانقلبوا ضده، والآن تأخذ الثورة مسارها الصحيح باتجاه تحقيق الهدف».
وتشهد بعض أحياء مدينة حلب للمرة الأولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين، بدأت صباح الجمعة الماضية وشملت أحياء صلاح الدين والأعظمية والأكرمية وأرض الصباغ، وتركزت في حي صلاح الدين، الذي أشارت لجان التنسيق المحلية إلى «نزوح للأهالي منه تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي». وبث ناشطون صورا لنزوح سكان الحي، تظهر عددا من الأهالي وهم يفرون إلى أحياء آمنة. وكان الحي قد احتضن النازحين من إدلب ومناطق أخرى منذ بداية الثورة، ويشهد الآن مظاهرات مناوئة للنظام بشكل متكرر.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن الاشتباكات «لا تزال مستمرة منذ صباح الجمعة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي صلاح الدين في حلب»، وقد أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين والمقاتلين. وأعلن الناشطون في مواقع الثورة على الإنترنت أن حي صلاح الدين هزه انفجار ضخم فجر أمس، تبعته اشتباكات عنيفة تخللها استخدام الرشاشات الثقيلة، وتحليق للطيران المروحي. وجاءت تلك التطورات بعد يوم دام قضى فيه 40 شخصا في مدينة حلب، بحسب ما أعلنت لجان التنسيق المحلية أمس.
إلى ذلك، اعتبر رئيس أركان «الجيش الحر»، أحمد حجازي، أن «الدول العربية والإسلامية تشارك في ذبح الشعب السوري، لكونها لا تضغط لتدخل دولي يوقف النظام عن قتلنا وذبحنا»، مؤكدا أن «دول العالم العربي والإسلامي لم يقدموا لنا شيئا، لا مالا ولا سلاحا»، مشيرا إلى «أننا نشتري السلاح من ضباط من الجيش النظامي يبيعوننا الذخائر والأسلحة، وبعضهم افتضح أمره وموجود الآن في السجن، كما نحصل على سلاحنا من المنشقين».
«الجيش الحر» اخترق أمن مطار دمشق الأربعاء الفائت.. والنظام يستقدم تعزيزات أمنية إضافية
الكردي لـ «الشرق الأوسط»: قصفه تم بمدفعي «هاون» نجح عناصر الجيش الحر في الاستيلاء عليهما
بيروت: «الشرق الأوسط»
تحول الطريق الواصل بين دمشق ومطارها خلال الأسابيع الماضية إلى واحد من أخطر الطرق وأكثرها تعرضا للقصف، بسبب وجود لعناصر من الجيش السوري الحر في الأحراش المتاخمة للشارع العام المؤدي إليه، حيث يفصل بين مطار دمشق الدولي ومركز العاصمة نحو 25 كم، تتخللها مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.
وبينما يتحدث ناشطون مناهضون للنظام السوري عن «اشتباكات عنيفة تحصل بين الفينة والأخرى بين قوات الجيش النظامي المدعومة بالطائرات وكتائب الجيش الحر، أكد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام استقدم مجموعات إضافية من قواته إلى محيط المطار منذ بدء الثورة السورية، لا سيما بعد الهجوم الذي استهدفه يوم الأربعاء الماضي»، لافتا إلى أن «قصف المطار تم بمدفعي هاون نجح عناصر الجيش الحر في الاستيلاء عليهما من قوات النظام». وقال إن «كتائب الدفاع الجوي وقوات الفوج 35 إضافة إلى قوى أمنية من الشرطة والمخابرات هي التي تقوم عادة بمهمة حماية أمن المطار». وفي حين لم ينف الكردي «عدم قدرة الجيش الحر على تنفيذ أي عمليات عسكرية لاستهداف المطار»، أكد أن «اتخاذ القرار بهذا الأمر يخضع للوضع على الأرض لا سيما أن عناصر الجيش الحر موجودون في محيط المكان لرصد أي تحركات».
وبحسب ناشطون في دمشق، يتمركز أكثر من 35 دبابة في المنطقة الحرشية المجاورة للمطار، وتؤازرها طائرات الهليكوبتر بالقصف خلال المعارك القاسية، فيما تسعى كتائب الجيش الحر الموجودة في المنطقة بكل قوتها عبر الهجومات المتقطعة والحركة السريعة إلى التقدم نحو المطار وتنفيذ عمليات، كما حصل الأربعاء الفائت مع تقدم مجموعة نحو المطار واستهدافه بالقصف. ووفقا لمصادر في المعارضة السورية، فإن حركة الطيران في مطار دمشق الدولي قد شهدت خلال الأيام الماضية تراجعا ملحوظا نتيجة المعارك الطاحنة التي تدور في مدينة دمشق بشكل عام وفي المناطق المحيطة بالمطار بشكل خاص.
ورغم أن وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» تنشر على موقعها الإلكتروني جدولا يوميا يعرض حركة الهبوط والإقلاع، فإن ناشطين يؤكدون أن معظم شركات الطيران الأوروبية والعربية تمنع طائراتها من الهبوط في مطار دمشق بسبب الوضع الأمني المتردي. وفي مقابل انحسار حركة الطيران، تكتظ قاعات الانتظار في مطار دمشق بالأشخاص الراغبين في السفر، لا سيما الذين يحملون جنسيات عربية وكانوا يقيمون في سوريا. وكان علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، قد أعلن في وقت سابق أن أكثر من 1500 عراقي يمكثون في مطار دمشق في انتظار طائرات تقلهم إلى بلادهم.
ويرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1970، عند تسلم الأسد الأب السلطة في البلاد. ويعتبر مطار دمشق الدولي ثاني مطار يتم إنشاؤه بعد مطار المزة الذي يقع غرب مدينة دمشق، والذي كان يعتبر البوابة الجوية لدمشق قبل إنشاء المطار الدولي.
ويضم المطار مبنى للركاب يتكون من طوابق عدة وعدد من القاعات والصالات المخصصة لكل الاستخدامات، فيما يشمل المبنى الرئيسي للمطار الخدمات كافة ومكاتب شركات الطيران وقاعات مختلفة منها قاعة الشرف، وكذلك هناك استراحات ومطاعم ومقاه متعددة في الطابق الأرضي والطوابق العليا من مبنى المطار.
وتبلغ القدرة الاستيعابية للمطار نحو 5 ملايين راكب سنويا، وكان من المقرر أن تطورها الحكومة لتصبح 10.8 مليون راكب في السنوات المقبلة، بهدف التنمية السياحية بسوريا، حيث كان من المفترض أن تستقبل سوريا سنة 2020 أكثر من 16 مليون سائح أجنبي وفق التقديرات الرسمية.
باريس: حان وقت التحضير للمرحلة الانتقالية وعلى المعارضة تشكيل حكومة مؤقتة بسرعة
كي مون يقرر إرسال وكيله لحفظ السلام إلى سوريا.. ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك
باريس – لندن: «الشرق الأوسط»
بينما بدأ العد التنازلي لنهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة مؤقتة وبشكل سريع، تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. وجاء ذلك بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «السلطات السورية أخفقت بوضوح في حماية المدنيين»، داعيا المجتمع الدولي للتحرك لوقف العنف في سوريا، كما قرر إرسال وكيله لعمليات حفظ السلام إلى سوريا لتقييم الوضع هناك.
ودعا فابيوس المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة مؤقتة. وقال في بيان إنه «أيا تكن مناوراته فإن نظام بشار الأسد أدين من قبل شعبه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. إن الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها».
وأضاف الوزير الفرنسي أنه أجرى «عددا من الاتصالات ولا سيما مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني)». وتابع: «نحن جميعا متفقون على أن الوقت حان لأن تنظم المعارضة صفوفها من أجل تسلم السلطة في البلاد».
وقال فابيوس أيضا في بيانه: «نحن نأمل أن تشكل سريعا حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. إن فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه».
كذلك فإن فرنسا مستعدة، بحسب بيان فابيوس «لأي مبادرة – بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري – بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد».
وأضاف الوزير الفرنسي: «نحن نسعى، من جهة أخرى، إلى أن نقدم، مع الاتحاد الأوروبي، المساعدة والدعم اللازمين إلى اللاجئين، الآخذة أعدادهم في التزايد في الدول المجاورة» لسوريا، وهي مسألة سيبحثها مع نظرائه الأوروبيين في اجتماعهم المقرر في بروكسل الاثنين.
وفي غضون ذلك، صرح بان كي مون خلال زيارة إلى جزيرة بريوني في كرواتيا في إطار جولة تستمر أسبوعا في دول البلقان بأن «الحكومة السورية أخفقت بوضوح في حماية المدنيين وعلى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية لتطبيق ميثاق الأمم المتحدة والتحرك طبقا لمبادئه». وأضاف الأمين العام أنه «منزعج جدا من ارتفاع عدد القتلى، وعدد من اضطروا للفرار من منازلهم»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
وأشاد بان كي مون بتصويت مجلس الأمن الدولي أول من أمس بالسماح بتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا. وقال إن «التصويت بالإجماع على القرار رقم 2059 هو مؤشر بناء، وعلى مجلس الأمن مضاعفة جهوده لاتخاذ موقف موحد، وممارسة مسؤولية مشتركة بموجب ميثاق الأمم المتحدة». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة والمعارضة السورية على السواء «لوقف العنف المسلح من دون أي شروط». وقال إن «تمديد بعثة المراقبين الدوليين لمدة 30 يوما فقط هو مؤشر قوي على أن الكرة أصبحت في ملعب جميع الأطراف، وعلى الحكومة السورية في المقام الأول وقف عمليات القتل ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مراكز السكان».
بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن الأمين العام للأمم المتحدة قوله إنه سيرسل وكيله لعمليات حفظ السلام إلى سوريا لتقييم الوضع هناك. وأضاف: «سأرسل وكيلي العام لعمليات حفظ السلام (إيرفيه لادسو) إلى سوريا لتقييم الوضع، وأيضا كبير المستشارين العسكريين للأمم المتحدة لقيادة بعثة مراقبي الأمم المتحدة في تلك المرحلة الحرجة». وتابع: «الطريق نحو السلام واضح، ويجب أن تكون هناك نهاية للقتل وانتهاكات حقوق الإنسان، وتحرك سريع نحو الحوار وانتقال سياسي سلمي بقيادة سوريا».
الموقف البريطاني من سوريا.. دعم لوجيستي ودبلوماسي للمعارضة وتجنب العسكري
عملية دمشق كشفت تأخر المجتمع الدولي في مجاراة الوقائع على الأرض
لندن: جيمس دينسلو
عكست تصريحات دوناتيلا روفيرا، المحققة لدى منظمة العفو الدولية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان وقضت الأسابيع الماضية في سوريا والتي قالت فيها «على أرض الواقع لا تسألني الناس سوى سؤال واحد وهو لماذا لا يحرك العالم ساكنا»، دخول الأحداث التي تشهدها سوريا مرحلة جديدة خاصة عقب التفجير الذي قتل فيه في دمشق عدد من أركان النظام السوري، ومع ذلك يبدو المجتمع الدولي غير عابئ بما يحدث أكثر من أي وقت مضى.
لذا هل تلعب بريطانيا دورا مؤثرا في الصراع في سوريا؟ من المؤكد أنه كان هناك العديد من الخطوات المحمومة، حيث كان وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ ينتقل من اجتماع إلى آخر في نيويورك ويحضر نقاشات مع الروس وكذا اجتماعات مع مجموعة «أصدقاء سوريا». في السابع عشر من يوليو (تموز) اقترب هيغ من الأحداث على أرض الواقع قدر الإمكان عندما زار مخيم البشابشة للاجئين بالقرب من الحدود السورية الأردنية والتقى ضحايا أعمال العنف الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد. وفي بداية العام الحالي شارك هيغ في نقاش على موقع «تويتر» أوضح فيه أن بريطانيا كانت تقود الجهود المتعلقة بسوريا وليبيا في الأمم المتحدة، مشيرا إلى تدشين برنامج جديد لدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتمويل 110 ملايين جنيه استرليني. ورغم خفض ميزانية وزارة الخارجية، زاد عدد فريق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل التعامل مع تداعيات الربيع العربي واسعة النطاق مع إعطاء الأولوية لليبيا ومصر. وتحدث مسؤولو وزارة الخارجية عن الفرص الجديدة التي تحملها الثورات والتعامل مع أطراف فاعلة وحركات سياسية جديدة.
في حالة سوريا، اتخذت الحكومة البريطانية في فبراير (شباط) من العام الحالي خطوة متقدمة تمثلت في الاعتراف رسميا بالمعارضة السورية كممثل شرعي للبلاد. وجاء رد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على تلك الخطوة في يونيو (حزيران) بقوله إن العالم ليس أوروبا فحسب، وإنهم سينسون وجود أوروبا ويطلبون إلغاء عضويتهم في الشراكة الأورومتوسطية. مع ذلك في الوقت الذي تقدمت فيه بريطانيا إلى صدارة المشهد الدبلوماسي، ظلت على حرصها من الانجراف إلى الصراع. ويقول جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما وصاحب موقع « Syria Comment» الإلكتروني، لـ«الشرق الأوسط» «لا تريد أي من القوى الغربية التورط في سوريا من خلال الاندفاع نحو تدخل سريع. وغياب الوحدة بين الجماعات المسلحة المعارضة أمر غير مشجع، فكيف يمكن أن يحققوا للبلاد الاستقرار بعد سقوط النظام؟».
يتضح موقف بريطانيا تجاه سوريا بشكل مباشر من خلال ما تقدمه من أموال وتوجهها المعلن نحو سياسة خارجية أكثر تحفظا. وأوضح مسح أجراه مركز «شاتام هاوس» البريطاني بداية العام الحالي أن 51 في المائة من العينة التي شملها المسح تعتقد أن السياسة الخارجية البريطانية ينبغي أن تعطي الأولوية لحماية المملكة المتحدة بداية من حدودها بما في ذلك مكافحة الإرهاب مع عدم تقديم دعم علني عام كبير لسياسات الحكومة في التعامل مع التغير المناخي أو نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان. على الجانب الآخر يعتقد 43 في المائة ممن شملتهم عينة المسح أن المملكة المتحدة لا ينبغي أن تتورط في أي تدخل يتعلق بالثورات التي تحدث في البلدان الأخرى مثل سوريا أو تدعمها. ولم يعتقد سوى واحد فقط من بين كل أربعة أن المملكة المتحدة عليها مسؤولية أخلاقية تحتم عليها دعم هذه التحركات.
وأوضحت جين كينينمونت من برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمركز «شاتام هاوس» أن رد فعل بريطانيا تجاه ما يحدث في سوريا يشير إلى درجة عالية من التشكك الشعبي في تقبل التدخل في سوريا رغم تزايد وتيرة الأعمال الوحشية هناك.
وقد يكون سبب هذه النظرة السلبية التدخل العسكري البريطاني في أفغانستان، الذي بدأ منذ أكثر من عقد ولم ينته بعد، وكذلك في العراق. لكن الجانب الأكبر من الجدل في هذا الشأن يدور بشأن سوريا حول القيام بعملية برية لا فرض منطقة حظر جوي مثلما حدث في ليبيا، حيث تدور أكثر المعارك في سوريا على الأرض ولم يتم السيطرة حتى هذه اللحظة على مدينة مثل بنغازي لتكون قاعدة تتمركز بها المعارضة. ورغم عدم الرغبة الشعبية في تورط بريطانيا في سوريا، لا يزال بمقدور الحكومة البريطانية قيادة ردود الفعل الأوروبية تجاه الأحداث.
وصرح أندرو تابلر، الخبير السوري في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، لـ«الشرق الأوسط» بأن المملكة المتحدة كانت تلعب دورا دبلوماسيا أكبر من الدور الأميركي، لكنه رفض فكرة أن الضغط البريطاني على النظام السوري يمكن أن يشجع على الانشقاقات بقوله: «لن تهتم الدائرة المقربة من النظام على الأرجح بذلك».
وصلت الجهود الدبلوماسية، التي تقودها بريطانيا من أجل الضغط على سوريا، إلى طريق مسدود بسبب الفيتو الذي تستخدمه كل من الصين وروسيا لعرقلة استصدار أي قرار من مجلس الأمن. وبينما قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، ريتشارد أوتاواي، إن الموقف في سوريا غير مقبول والجمود الذي يشهده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثير لقلق بالغ على نحو واضح. مع ذلك، لا يمكن التأكد من أن تبني نهج يتضمن تدخلا محدودا بدرجة أكبر مما حدث في ليبيا كان ليحظى بدعم قوي من روسيا والصين لإدانة أكثر قوة للرئيس الأسد.
يرى بعض الخبراء أن الموقف الروسي/ الصيني يتيح لبريطانيا زيادة حدة خطابها مع الشعور بالارتياح لمعرفتها أنها لن تتورط في أي تدخل. وأوضح ستيفن ستار، مؤلف كتاب «ثورة في سوريا» «Revolt in Syria» لصحيفة «الشرق الأوسط»: «لقد فعلت بريطانيا ما بوسعها بالنظر إلى غياب توافق دولي واسع على الانخراط بشكل مباشر. بطبيعة الحال يجعل هذا من الأسهل على ويليام هيغ توبيخ النظام السوري لعلمه أن روسيا والصين سوف تستمران في عرقلة إصدار أي قرار أممي بشأن سوريا. ولم يتم التنسيق كما ينبغي بين الدعم البريطاني للمعارضة على الأرجح نتيجة افتقار المعارضة السياسية للنظام والوحدة».
ربما يكون الرد البريطاني على المعارضة هو الأكثر إثارة للنقاش من بين ردود الأفعال الأخرى على الأحداث. ومن أسباب ذلك الطبيعة التعددية والمتشرذمة للجماعات المعارضة للنظام بمشاربها وآيديولوجيتها وطرقها المختلفة والرؤى المتعلقة بوضع سوريا ما بعد الأسد. وقال النائب روجر غودسيف، عضو مجموعة الشؤون البريطانية – السورية في البرلمان البريطاني، لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا في المجموعة هو أننا نقف إلى جانب الشعب السوري. وهناك توافق بين الحزبين على هذه القضية. تدور رحى حرب أهلية حاليا في سوريا، حيث أعلن الأسد الحرب على شعبه. وتقدم بريطانيا الدعم الدبلوماسي واللوجيستي للمعارضة، لكن المشكلة تكمن في انقسام المعارضة ذاتها إلى فصائل كثيرة، ولا أعلم أي فصيل يحظى بدعم الحكومة البريطانية بشكل مباشر». يمثل عدم معرفة الطرف الذي تدعمه مشكلة حقيقة في هذا الصراع الذي يشهد تطورات سريعة متلاحقة.
من جانبهم قال مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» إنهم يطبقون أنظمة على الأرض للتأكد من أنهم يدعمون المجموعات التي تستخدم الوسائل غير المميتة القادرة على لعب دور فاعل في المرحلة الانتقالية لما بعد الأسد. وكانت بريطانيا على نحو خاص حريصة على تجنب دعم الجناح العسكري للجيش السوري الحر. ويقود الاتصالات والتنسيق مع المعارضة السورية جون ويكس، السفير البريطاني السابق لدى اليمن والمقيم في لندن، الذي حل محل فرانسيس غاي في مايو (أيار). وفي بيان مكتوب إلى البرلمان في الرابع من يوليو (تموز) العام الجاري في أعقاب اجتماع مجموعة العمل الوزارية في جنيف في الثلاثين من يونيو (حزيران) شرح ويليام هيغ وزير الخارجية البريطانية الدعم البريطاني: «تقف الحكومة البريطانية في طليعة نشاط دولي يهدف إلى وضع نهاية للعنف والتقدم في عملية الانتقال السياسي في سوريا.. وقد رفعنا التمويل المقدم للمعارضة السورية ومنظمات المجتمع المدني، حيث قدمنا 1.5 مليون جنيه استرليني من المساعدات خلال العام المالي الحالي للمساعدة في تقدم مراقبة حقوق الإنسان والتدريب الإنساني للنشطاء ووسائل الدعم غير القاتلة الأخرى بما في ذلك معدات الاتصالات».
وقد شكا أسامة المنجد، عضو المجلس الوطني السوري، لصحيفة «الشرق الأوسط» من أن «الرد الدولي تجاه المذابح في سوريا كان مثيرا للشفقة، فعدم صدور قرار إدانة واحد عن الأمم المتحدة يظهر مدى العجز الذي تعاني منه المنظمة. وبات من الواضح أن المجتمع الدولي أصبح غير ذي صلة، فقد تعلم السوريون الطريقة الصعبة بأنهم هم من ينبغي أن يسقطوا الأسد بأيديهم بأنفسهم، وإلا فلن يقوم أحد آخر بذلك. لم تكن الاستجابة البريطانية مختلفة عن نظيرتها الأميركية. وكنا نأمل في أن تتقدم الحكومة البريطانية لمساعدة السوريين كما فعلوا في عام 1945 ضد الفرنسيين».
ويقول كريس دويل، مدير مركز التفاهم البريطاني – العربي لـ«الشرق الأوسط»: «هل من الممكن أن تكون بريطانيا أكثر فاعلية تجاه الصراع؟ هذا مما لا شك، كان الممكن لذلك أن يلطف من حدة الأحداث ويخفض من مستوى إراقة الدماء. وقد ارتكبت بريطانيا العديد من الأخطاء، فمطالبتها بشار الأسد بالتنازل في الوقت الذي لم ولن تتمكن من تقديم التوقعات المطلوبة، كشف الضعف الغربي. إن بريطانيا المكبلة سياسيا لم تترك سوى خيارات محدودة للحل السياسي».
ما يمكن لبريطانيا أن تؤثر فيه بشكل فاعل هو تقييد الإمدادات المادية للنظام. وقد أوردت شبكة «بي بي سي» أن بعضا مما يصل إلى 100 مليون جنيه استرليني (157 مليون دولار) من أصول النظام السوري، غالبيتها أموال سائلة في حسابات مصرفية، تم تجميدها خلال الأربعة عشر شهرا الماضية. وركزت الحكومة البريطانية الدعم بشأن تدهور الوضع الإنساني في سوريا. وعملت في شراكة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والمنظمات الحكومية غير الإنسانية لتقدم 17.5 مليون جنيه استرليني لما وصفه هيغ «بالأدوية والرعاية الطبية والمأوى والدعم الضروري الآخر للعشرات في لبنان والأردن وتركيا والعراق». الدعم الإنساني أمر تقوم به بريطانيا بشكل تقليدي تماما، لتصف نفسها بأنها «قوة مساعدة عظمى». ويرى كريس دويل أن «بريطانيا كانت أكثر نجاحا في مجال تقديم الدعم الإنساني للأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، وأدخلت أيضا حقوق الإنسان ومسألة المحاسبة في الصراع».
وتؤكد عملية بركان دمشق ومقتل أربعة من رموز النظام في يوليو بشكل مفاجئ مدى تأخر المجتمع الدولي عن مجاراة الوقائع على الأرض. كما عززت أيضا الخطاب الصادر عن لندن، وقد يجبر استمرار تدهور الأوضاع لندن على تكوين صورة أكثر وضوحا بشأن تعزيز الدعم للجماعات الوليدة التي ستقود سوريا في المرحلة الانتقالية التي ستلي الأسد.
“شروي غروي” صفحة كوميديا سوداء حمصية تهزأ من الموت
“الأدمن” أعلن انشقاقه عن العلاكين الأسديين والانضمام لكتيبة العلاكين الأحرار
دمشق – جفرا بهاء
ربما يكون من الصعب لمَنْ يرى الموت الذي يكتسح سوريا أن يصدق أن ثمة شعب هناك لايزال يدافع عن حياته برسم الضحكة على وجوه السوريين.
شباب من حمص (المدينة التي تكاد تخلو من الأبنية لكثرة ما قصفت) أنشؤوا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم “شروي غروي”، وهي كلمة سورية بامتياز تقال على سبيل المزاح عادة للكلام اللامترابط أو أن يأتي رد على جملة بأخرى لا علاقة لها بالأولى.
حالة حمصية
“شروي غروي هي حالة حمصية بامتياز، تعبير عن الذكاء وعن الغباء، تعبير عن اليأس والأمل الحزن والفرح، النجاح والفشل، إنها اجتماع التناقضات، ولكنها سمة حمصية يستخدمها الحمصي للتغلب على مصاعب الحياة”، هكذا كتب منشؤوا الصفحة على الإنترنت، ومن يتابع ما يكتب فيها سيشعر بالارتباك أمام كوميديا سوداء تجعل الضحكة العالية تحمل دموعاً وحرقة في القلب.
ومما كتب في الصفحة تعليقاً على تصريح السفير الروسي في فرنسا قبل يومين حول تنحي الأسد: “واحد بدو يتنحى بشكل حضاري والتاني بدو يحل المشكلة بالحب، إيه لأنو العالم من سنة ونص كانوا برحلة صيد فراشات مو ثورة”.
أستطيع أن أجزم أنه ما من بيت في حمص لم يفقد شاباً أو فتاة، رجلاً أو امرأة، وربما تكون طريقة “شروي غروي” بالتعبير عن تلك الحالة تحمل من الذكاء بنفس قدر الحزن: “عندي سؤال محيرني أول ما بتفتح فيسبوك بتشوف كم إشعار عندك ولا كم شهيد اليوم”.
بعد تفجير مبنى الأمن القومي قبل 3 أيام، كثرت الإشاعات حول وجود ماهر الأسد شقيق الرئيس في مكان التفجير، وانتشرت البوستات على صفحات فيسبوك، ولكن وكما العادة للحماصنة طريقتهم التي لا يمكن لأحد أن يتكهن بها، فكتبت شروي غروي: “إشاعة كبيرة عن إصابة ماهر الأسد في التفجير وقد فقد نصف وجهه.. والقيادة محتارة الآن هل سيصبح اسمه: “ما” أم “هر” الأسد”.
عصي عن التدمير
وكتب أدمن الصفحة: “أعلن انشقاقنا عن العلاكين الأسديين وانضمامنا لكتيبة العلاكين الأحرار.. وهذه هويتي”.
يرى الكثيرون أن نظام الأسد حاول تدمير حمص كلياً والقضاء على أهلها انتقاماً من تلك الضحكة التي انتزعها الحمصيون بسخريتهم تهكمهم على الموت وعلى شخص الرئيس نفسه.
وترى الصفحة الحمصية: “شو تعلمنا من هالثورة: تعلمنا أنو عنا بلد عظيم ومهم اسمها سوريا وتعلمنا أنو نحنا شعب عظيم وجبار، كمان عرفنا أنو سوريا كانت نبع ثقافة وفنون وأدب، واستوعبنا أنو نحنا عن جد شعب ممانع ومقاوم وقريباً رح يصير محرر، بس أهم شي تعلمناه انو دخل جسم غريب اسمه الأسد بهالبلد، وسببلها كتير أمراض والتهابات ومن يوم ورايح وبعد استئصاله انشالله ما عاد نمشي حفايا ابداً وإلا بالمرة القادمة رح نضطر لاستئصال القدم كاملة”.
المجلس العسكري يعلن بدء عملية “حلب الشهباء“
إعلان النفير العام لتحرير المدينة وتحرير معظم مناطق الريف
العربية.نت
أعلن المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر في مدينة حلب حالة النفير العام، ودعا كافة عناصره إلى الالتحاق فوراً بالتزامن مع بدء ما أطلق عليها اسم عملية “حلب الشهباء” لتحرير حاضرة الشهباء.
وأعلن المجلس العسكري ايضاً أن معظم المناطق الموجودة في ريف حلب تم تحريرها وسيتم التحرك باتجاه حلب المدينة.
وقالت مصادر في الجيش الحر إن كتائب تابعة له تمكنت من السيطرةِ على منطقتي طريق الباب والصاخور في حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة تدور في أحياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وبمحيط مبنى الهجرة والجوازات.
وفي هذه الأثناء، قالت تنسيقيات الثورة في دير الزور إن قوات النظام سلمت مدينة القامشلي لحزب العمال الكردستاني الذي بدأ بوضع حواجز داخل المدينة.
هذا التحرك يأتي بعد أن أكد الناطقُ العسكري باسم جبهة ثوار سوريا مهيمن الطائي في حديث لـ”العربية”، أن الجيش الحر والثوار سيطروا على المعابر الثلاثة في الحسكة على الحدود مع العراق، وقال إنه ستتم السيطرة على القامشلي بشكل كامل خلال الساعات المقبلة.
وأضاف أن الثوار الأكراد ولواء ثوار قبيلة شمر وتشكيلاتٌ أخرى تشترك في هذه المعارك ضد قوات النظام السوري.
ومن جهته، أفاد اتحاد تنسيقيات شباب الكرد لـ”العربية” بأن مدينة القامشلي محاصرة من قبل قوات الحماية الشعبية التي أمهلت قوات النظام ساعاتٍ للانسحاب بأمان.
إلى ذلك، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن مدينة الهول في ريف الحسكة قد أصبحت في قبضة الجيش الحر.
أكراد سوريا يسيطرون على 4 مدن ويطردون الأمن
مئات المنشقين عن جيش الأسد يدخلون من كردستان للمشاركة في معركة قامشلو
دبي – جمعة عكاش
خرجت مدينة “ديريك” في محافظة الحسكة عن سيطرة النظام السوري، وبسط الثوار الأكراد سيطرتهم عليها بعد اشتباكات عنيفة، لاسيما مع مفرزة الأمن العسكري، التي رفضت الخروج من المدينة، لتكون رابع مدينة كردية يتم تحريرها خلال 24 ساعة.
وتتمتع مدينة “ديريك” بموقع استراتيجي هام من حيث وقوعها في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا، ويبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، وتقطنها أغلبية كردية إلى جانب أقلية من المسيحيين والعرب، وتبعد مسافة 190 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن قامشلو، ونحو 900 كم عن العاصمة دمشق.
وكانت القوى الكردية المؤلفة من حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والتنسيقيات الشبابية سيطرت خلال اليومين الماضيين على مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب، وذلك بعد أن لاذت قوات الحكومة وموظفو مؤسساتها بالفرار.
وخلال ساعات فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة عفرين في حلب أيضا بعد هروب القوى الأمنية والعسكرية، عقب تهديدات تلقتها من التشكيلات الكردية المسلحة.
وفي مدينة عامودا الواقعة في محافظة الحسكة وجه الثوار الأكراد تهديدات مماثلة لعناصر النظام بترك المدينة، واستطاعت تحرير بعض المرافق الحكومية حتى الآن.
ويزيح الثوار الأكراد أعباء كبرى من على كاهل الجيش السوري الحر، والذي يقاتل قوات النظام في المدن الرئيسة كحمص وإدلب ودرعا ودمشق، في حين يقاتل الأكراد في المدن الحدودية البعيدة، وغالبا ما يتم ذلك بتنسيق غير مباشر.
وبالتزامن مع هذه التحركات دخلت قوة كردية سورية تضم المئات من المنشقين عن جيش النظام إلى الأراضي السورية بعد أن تلقت تدريبات عسكرية في إقليم كردستان العراق، ويتوقع أن تشارك هذه القوة في معركة قامشلو، وأن تساعد إلى جانب التشكيلات الموجودة في حماية الأمن وإدارة المنطقة حتى يسقط نظام بشار الأسد.
اشتباكات عنيفة في حلب ودمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تدور اشتباكات عنيفة صباح الأحد بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب شمالي البلاد، في الوقت الذي تشن فيه الطائرات المروحية والدبابات هجوما ضد المقاتلين المعارضين في أحياء عدة من العاصمة دمشق، بعد سقوط 140 قتيلا بنيران القوات الحكومية في الساعات الـ24 الماضية.
وبحسب لجان التنسيق المحلية، جرت اشتباكات عنيفة في بالقرب من حي دوارة الكرة الأرضية وعند قسم شرطة الزبدية واشتباكات أخرى في حي الجميلية.
كما تواصلت الاشتباكات في حيي الصاخور في شرقي مدينة حلب وصلاح الدين في غربها، ما أدى إلى نزوح السكان منهما.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الناشط أبو هشام من حلب أن عناصر الجيش الحر “تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب”.
وأوضح أن “الجيش الحر، بعد أن سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة إلى مدينة حلب”، مضيفا أن القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الأحياء بعنف ما أوقع عددا من القتلى.
وبث ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه عناصر من الجيش الحر في سيارة جيب بيضاء وسيارات أخرى وهم يدخلون حي الصاخور.
وتجمع عشرات الأشخاص لملاقاتهم والهتاف لهم، في حين رفع أحدهم، وهو مقنع، شارة النصر أمام الكاميرا. وقال “اليوم حررنا الصاخور، وإن شاء الله قريبا كل مدينة حلب”.
كما ظهرت في شريط فيديو آخر تظاهرة تمر في حي صلاح الدين، أمام مسلحين يرفعون أسلحتهم ويحيون المتظاهرين الذين يهتفون للجيش الحر ويشتمون الرئيس بشار الأسد.
ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الأمني وصعوبة وصول الصحفيين إلى أماكن القتال.
وبدأت الاشتباكات في حلب الجمعة التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ أكثر من 16 شهرا.
كما تواصل القصف الحكومي العنيف على محافظة درعا، خاصة قرية خربة غزالة ومنطقة تل الأحمر.
وفي مدينة الرستن، أفادت لجان التنسيق بتواصل القصف على المدينة بالطيران، وراجمات الصواريخ.
وارتفع إجمالي عدد قتلى أعمال العنف في سوريا إلى 140 قتيلاً السبت، حسب ناشطي المعارضة.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى أربعة وستين مدنيا وتسعة عشر مقاتلا معارضا.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة وأربعين جنديا نظاميا على الأقل قتلوا إثر هجوم على حافلات على طريق دمشق حلب الدولي، وفي اشتباكات بمدن عدة.
كما أفاد المرصد عن تجدد القصف على حيي القدم والعسالي في جنوبي العاصمة، مضيفا أن حي نهر عيشة تعرض أيضا لقصف عنيف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة من قبل الجيش السوري.
في المقابل، أعلن مصدر أمني سوري أن الجيش يشن هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على أحياء أخرى في العاصمة، عقب إعلان تطهير حي الميدان ممن سماهم “الإرهابيين” بعد معارك دامت لأيام.
معركة المعابر
في الأثناء، ذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن الجيش السوري الحر يحاول السيطرة على المعابر بالحدود الأردنية السورية.
كما أفادت الأنباء بوقوع انفجارات وإطلاق نار على معبر على الحدود السورية العراقية.
وقال محافظ مدينة نينوى أثيل النجيفي إن الثوار السوريين طردوا السلطات السورية من المعبر عند بلدة الرابية العراقية عصر السبت.
وهذا هو ثاني معبر على الحدود العراقية السورية يستولي عليه الثوار السوريون خلال أيام، ويوم الخميس، سيطر مقاتلو المعارضة على المعبر الحدودي القريب من قرية القائم العراقية.
سيدا: دخلنا مرحلة الحسم
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا السبت أن التطورات في سوريا “دخلت مرحلة الحسم”، مطالبا بإنشاء صندوق دولي لإغاثة الشعب السوري.
وقال سيدا في مؤتمر صحفي عقده في اسطنبول أن “الجهود الدبلوماسية متسارعة بنفس الوتيرة التي تتفاعل فيها الأوضاع على الأرض (…) لقد بلغنا مرحلة الحسم وفق ما أفادنا به الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة”، وذلك في ختام جولة قام بها في عدد من الدول الأوروبية.
وإذ جدد مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك خارج إطار مجلس الأمن لوضع حد للأزمة السورية، أكد سيدا الذي تفقد مخيمات اللاجئين السوريين داخل تركيا أن “سوريا منكوبة ونطالب بإنشاء صندوق دولي لإغاثة الشعب السوري ونناشد الجميع التدخل لتخفيف معاناة اللاجئين”.
وكان سيدا أعلن الخميس في روما أن النظام السوري “يعيش أيامه الأخيرة” معتبرا أن الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي قد تكون له “تداعيات كارثية” على سوريا.
واستخدمت روسيا والصين الخميس الفيتو ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي يتوعد النظام السوري بعقوبات. وهي المرة الثالثة تلجأ فيها موسكو وبكين إلى حق النقض في الأمم المتحدة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري في مارس 2011.
والسبت، استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي، وتجدد القصف مساء على بعض أحياء دمشق، فيما ارتفع إلى ثلاثة عدد المعابر الحدودية التي سيطر عليها الجيش الحر، بحسب مصادر تركية وعراقية.
وسقط 140 قتيلا السبت في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب نشطاء المعارضة، بعد يومين دمويين بلغ خلالهما عدد القتلى نحو 600.
القوات السورية تقاتل المعارضة المسلحة في دمشق والسكان يفرون
بيروت/عمان (رويترز) – شنت القوات السورية المدعومة بطائرات هليكوبتر ودبابات هجوما من جديد في دمشق ضد مقاتلي المعارضة الذين اكتسبوا جرأة بعد تفجير ضد مقربين من الرئيس بشار الاسد .
واستهدفت قوات الاسد التي توغلت ايضا في منطقة يسيطر عليها المعارضون في حلب السبت جيوب المعارضين ذوي التسليح الخفيف الذي تنقلوا في الشوارع سيرا على الاقدام وقاموا بمهاجمة منشات امنية وحواجز طرق.
وقال سكان ان صوت القصف في العاصمة كان كثيفا عند الغسق الى حد انهم لم يتمكنوا من تمييزه عن صوت مدفع الافطار .
وقال ناشطون بالمعارضة ان طائرات هليكوبتر اطلقت صواريخ على حي قرب منطقة السيدة زينب الجنوبية مما اوقع عشرات من الضحايا. ولم يكن لديهم تفاصيل اخرى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان في جنيف ان “الناس في دمشق يواصلون البحث باستماتة عن الامان.
“الاحتياجات الانسانية تتزايد مع تدهور الوضع في المدينة ومع فرار اعداد كبيرة من الناس من احيائهم بحثا عن ملاذ امن. وكثفت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري ردهما على الوضع.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة معارضة تراقب العنف في البلاد ان 140 شخصا قتلوا في انحاء سوريا يوم السبت بينهم 43 جنديا. وسقط معظمهم في محافظة حمص مركز الانتفاضة.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه ان الاسد يحرك قوات لحماية العاصمة وشبهه بطبيب “يتخلى عن اطراف المريض لانقاذ الاعضاء.”
واغلق اغلب المحال التجارية وكانت السيارات في الشوارع قليلة لكنها اكثر قليلا مما كانت عليه خلال الايام الاخيرة. وعادت قوات الامن لترابط مرة اخرى إلى بعض نقاط التفتيش التي خلت من الجنود في الاسبوع الماضي.
واغلقت محطات بنزين كثيرة لنفاد الوقود منها بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة امام المحطات التي لم ينفد فيها الوقود بعد. كما تحدث سكان ايضا عن طوابير طويلة من السكان عند المخابز.
وجاء هجوم الجيش في العاصمة بعد ان اغتال معارضون اربعة من كبار المسؤولين الامنيين للاسد الاسبوع الماضي في اطار هجوم لستة ايام في العاصمة أطلقوا عليه “بركان دمشق.”
وسيطر المعارضون ايضا على ثلاثة معابر حدودية مع العراق وتركيا وقال مصدر امني عراقي يوم السبت ان مسلحين سيطروا على ما يبدو على معبر رابع المنطقة الكردية بشمال شرق سوريا.
ولم يتحدث الرئيس علنا منذ حادث الاغتيال ولم يحضر يوم الجمعة مراسم جنازة صهره واثنين من المسؤولين الذين قتلوا معه في التفجير.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه سيوفد كبير المسؤولين عن عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو وكبير مستشاريه العسكريين الجنرال بابكر جاي إلى سوريا لتقييم الموقف.
وقال ناشطون بالمعارضة في حلب – اكبر المدن السورية والمركز التجاري الرئيسي في الشمال – ان مئات العائلات فرت من الاحياء السكنية بعد ان اجتاحت قوات الجيش حي صلاح الدين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ يومين.
كما وردت انباء عن وقوع اشتباكات في حي الصاخور الفقير ذي الكثافة السكانية العالية.
وقالت ربة منزل عبر الهاتف من المدينة “صوت القصف لم يتوقف منذ الليلة الماضية. للمرة الاولى نشعر ان حلب تحولت الى منطقة معارك.”
وأدى تصاعد العنف إلى حصار ملايين السوريين وتحويل اجزاء من العاصمة إلى مدن اشباح وتسببت في نزوح الآلاف إلى لبنان المجاور.
ووافق مجلس الامن الدولي على تمديد عمل بعثة مراقبي وقف اطلاق النار لمدة 30 يوما لكن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون اقترح تغيير تركيز بعثة المراقبين التابعين للامم المتحدة في سوريا إلى العمل على البحث عن سبل للحل السياسي – وهو ما يعني عمليا الاعتراف بانه ليس هناك وقف لاطلاق النار ليراقبه المراقبون.
وقال دبلوماسيون ان تنفيذ مقترح بان لن يحتاج لأكثر من نصف المراقبين الموجودين وعددهم 300 مراقب غير مسلح .
ودعا بان مجلس الامن – بعد يومين فقط من استخدام روسيا والصين لحق النقض في المجلس ضد قرار كان من المفترض ان يهدد سوريا بالعقوبات – الى “مضاعفة الجهود للوصول لسبيل موحد للمضي قدما وممارسة مسؤوليته الجماعية.”
وقال “الحكومة السورية فشلت بوضوح في حماية المدنيين ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الامم المتحدة والتصرف وفقا لمبادئه.”
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد اتصالات مع الامين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء قطر انهم اتفقوا على ان الوقت حان كي تستعد المعارضة السورية المقسمة لتولي مسؤولية البلاد.
وقال فابيوس”نود ان نرى التشكيل السريع لحكومة مؤقتة تمثل تنوع المجتمع السوري.” واخفق المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا والذي يعمل في المنفى في توحيد خصوم الاسد في جبهة سياسية موحدة.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)