أحداث الأحد 25 شباط 2018
مجلس الأمن يعتمد قرارا بالإجماع لوقف إطلاق النار في سوريا لمدة ثلاثين يوما
عبد الحميد صيام
بعد مشاورات مغلقة استمرت ساعتين بين الدول الخمس دائمة العضوية التأم مجلس الأمن الدولي وصوت بالإجماع لصالح مشروع القرار الكويتي السويدي المشترك حول وقف إطلاق النار كهدنة إنسانية لمدة ثلاثين يوما في كافة أنحاء سوريا دون تحديد موعد دقيق لبدء وقف إطلاق النار ويطالب كافة الأطراف التقيد بهذه الهدنة.
وقد تحدث السفير السويدي، أولوف سكوج، قبل التصويت، مشيرا لأهمية وقف الأعمال العسكرية في كامل سوريا لإعطاء الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية مع استثناء الإرهابيين من وقف إطلاق النار.
والقرار المكون من خمسة فقرات عاملة عبارة عن مجموعة مطالب إنسانية تبدأ بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا لمدة ثلاثين يوما والعمل على تسهيل وإيصال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء وتسهيل إخلاء الجرحى والمرضى وخاصة من الأطفال.
وبناء على المفاوضات التي استمرت بين الأطراف، يوم الجمعة وصباح اليوم السبت، تم تعديل وقف إطلاق الشامل ليستثنى منه جماعات يتفق على أنها إرهابية مثل “النصرة” و “القاعدة” و”الدولة”. ويدعو القرار جميع الأطراف إلى احترام وتنفيذ القرار 2268 (2015) المتعلق بإنفاذ إيصال المساعدات الإنسانية عبر معابر محددة، كما يطالب كل الدول التي لديها تأثير على الأطراف المعنية أن تستخدم هذا التأثير لتنفيذ وقف الأعمال العسكرية. كما يدعو القرار الأطراف المعنية بالتعاون في مراقبة وقف إطلاق النار. ويطالب بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحددة بمجرد وقف إطلاق النار بدون تأخير دون تحيد عامل زمني.
وأصر الوفد الروسي على تضمين الفقرة الأولى من القرار إدانة قصف المدنيين في دمشق العاصمة كما طالب بوقف تمويل الإرهابيين إلا أن الوفود الأمريكية والفرنسية والبريطانية اعترضت على هذه الصيغة.
وقد صرح السفير الهولندي، كارل فان أوستروم، أثناء دخوله قاعة مجلس الأمن لحضور جلسة المشاورات المغلقة حول مشروع القرار الكويتي- السويدي لوقف إطلاق النار في سوريا أن كل ساعة يتأخر مجلس الأمن في اعتماد مشروع القرار يعني أن هناك أرواحا جديدة تزهق. وقال “هناك أمل في اعتماد مشروع القرار. لقد أجرينا مشاورات مع الوفد الروسي للتوصل إلى صيغة مقبولة ونحن ننتظر اليوم لنرى ما سيحدث”.
وردا على سؤال هل إمكانية تأجيل التصويت قائمة؟ قال إن الهدف هو التوصل إلى وقف إطلاق نار فورا لوقف عمليات إزهاق أرواح المدنيين وخاصة في الغوطة الشرقية“.
وكانت بعثة الكويت قد وزعت بصفتها رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، بيانا يؤكد أن جلسة التصويت على مشروع القرار حول الوضع الإنساني في سوريا ستبدأ السبت الساعة 12 ظهرا بتوقيت نيويورك.
وكان السفير الكويتي، منصور العتيبي، قد قدم مسودة مشروع قرار قبل أسبوع لأعضاء المجلس يسعى لإيجاد موقف موحد لمجلس الأمن حول المأساة الإنسانية في سوريا. وقد صرح السفير العتيبي لعدد من الصحف العربية بما فيها “القدس العربي” قائلا: “يجب ان لا يتم تسييس الوضع الإنساني في سوريا. هناك انتهاكات كبيرة للقانون الإنساني الدولي. صحيح ان لديهم مشاكل مع بعض الأطراف المصنفة بالإرهابية إلا ان مأساة المدنيين والمساعدات الإنسانية يجب ان تظل في معزل عن الأبعاد السياسية. نتمنى ان يستجيب المجلس لهذا الموقف”.
«عقدة الضمانات» تهيمن في مجلس الأمن وروسيا توسّع شروط وقف النار
نيويورك أنقرة، دوما (سورية) – «الحياة»، أ ف ب
على وقع تفاقم معاناة المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية لدمشق، بسبب مواصلة قوات النظام لليوم السابع على التوالي قصفها المكثف على المنطقة حيث تجاوزت حصيلة القتلى منذ الأحد الماضي 500 مدني، شهدت أروقة مجلس الأمن أمس، مسلسل حبس أنفاس متواصلاً في انتظار إفراج روسيا عن موافقتها على تمرير قرار وقف الأعمال القتالية في سورية، في ظل إصرار موسكو على تعديلات كانت قدمتها خلال أسبوعين من المشاورات.
ومن مسلسل تأجيل إلى آخر بطلب من السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، انتظر السفير ومعه العالم، تعليمات وزير الخارجية سيرغي لافروف، قبل الموافقة على القرار، وفق ديبلوماسيين كشفوا مطالبة موسكو مجدداً قبل التصويت أمس، بضمانات تتعلق بإضافة تعديل جديد للفقرة التنفيذية الثانية التي تنص على أن العمليات العسكرية ضد تنظيمات «داعش» و «القاعدة» و «النصرة» وكل من يرتبط بها، لن تكون مشمولة بوقف الأعمال القتالية.
وأوضحت مصادر أن روسيا أرادت أن تضيف عبارة «وكل من يتعاون مع هذه التنظيمات» وهو ما فُسّر من جانب الدول الغربية على أنه محاولة روسية لوضع كل التنظيمات في الغوطة الشرقية في سلة التنظيمات الإرهابية، بالتالي مواصلة العمليات العسكرية ضدها.
وكان مجلس الأمن عقد مشاورات مطولة مساء الجمعة انتهت من دون موافقة روسيا على الصيغة الأخيرة التي قدمتها الكويت والسويد لنص الفقرة التنفيذية الأولى من القرار.
وأتى التعديل الجديد في محاولة لإرضاء روسيا لينصّ على أن «وقف الأعمال القتالية يبدأ من دون تأخير» بدلاً عن صيغة سابقة كانت أشارت إلى أنه يبدأ بعد 72 ساعة من تبني القرار.
ومثّل حضور السفيرة الأميركية نيكي هايلي في المشاورات في مجلس الأمن أمس، بعد تغيب لمدة 3 أيام، مؤشراً إلى أن الولايات المتحدة كانت أعدت نفسها للدفع بالقرار نحو التصويت «لوضع روسيا أمام مسؤولياتها» وفق ديبلوماسيين. وقالت هايلي خلال دخولها قاعدة المشاورات: «اليوم سيظهر مدى التزام روسيا بضميرها».
وقال ديبلوماسي غربي إن «روسيا ستدفع ثمناً كبيراً في حال استخدمت الفيتو ضد القرار لأننا قبلنا بالعديد من تعديلاتها، ولا نريد أن نشعر أننا نخدع من خلال إضاعة الوقت بما يسمح للعملية العسكرية ضد الغوطة الشرقية بالاستمرار».
وأفاد ديبلوماسيون بأن موسكو «طالبت بضمانات من الدول الغربية أن تتقيد المجموعات المسلحة بأي وقف للأعمال القتالية، كذلك شددت مراراً على أن هذه المجموعات تستهدف دمشق بالقصف في شكل دائم، وركزت أيضاً على ضرورة أن يشمل وقف الأعمال القتالية كل المناطق بما فيها الرقة».
ولم يكن واضحاً ما إذا كانت تركيا طرفاً في المشاورات الخلفية حول مشروع القرار، خصوصاً أن ديبلوماسيين في مجلس الأمن أكدوا أن وقف الأعمال القتالية «سيشمل في حال تبنيه كل سورية»، بالتالي منطقة عفرين أيضاً. وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي لاكتفائه بـ «الإدانات المعتادة» للنظام السوري، سائلاً: «هل يبدي أي بلد رداً جدياً على الوحشية المستمرة منذ أيام في الغوطة الشرقية؟».
وأتت المشاورات الدولية في ظلّ ارتفاع حصيلة القتلى الإجمالية منذ بدء قوات النظام تصعيدها في الغوطة الشرقية الأحد الماضي إلى 510 مدنيين من بينهم 127 طفلاً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي وصف الوضع هناك بالمحرقة المستمرة.
وقتل أمس، 32 مدنياً من بينهم ثمانية أطفال على الأقل بالغارات، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما أكبر مدن الغوطة الشرقية ومعقل «جيش الإسلام»، وفق آخر حصيلة أوردها «المرصد».
500 قتيل من المدنيين خلال أسبوع من محرقة الغوطة
بيروت، دوما (سورية) – «الحياة»، أ ف ب
جددت قوات النظام السوري أمس، لليوم السابع على التوالي غاراتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة مزيداً من الضحايا، لتتجاوز حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد 500 مدني.
وفي انتظار توصل مجلس الأمن إلى قرار لوقف النار، أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء قوات النظام تصعيد عملياتها في الغوطة الشرقية الأحد الماضي إلى 505 مدنيين من بينهم 123 طفلاً. ولفت مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إلى أن «محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف». وتشارك طائرات روسية إلى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف وفق «المرصد»، لكن موسكو نفت هذه التقارير.
وقتل أمس، وفق آخر حصيلة، «29 مدنياً من بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء الغارات، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما» أكبر مدن الغوطة الشرقية ومعقل «جيش الإسلام»، الفصيل المعارض الأكثر نفوذاً في المنطقة.
كما انتشل المسعفون جثث خمسة مدنيين آخرين من تحت الأنقاض، تبين أنها تعود لأم وأطفالها الأربعة قتلوا قبل أربعة أيام في بلدة عين ترما.
وأتت الغارات أمس، بعدما شنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية وفق المرصد، «غارات بصواريخ مزودة مواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية».
وفي مدينة دوما، أفادت وكالة «فرانس برس» بنقل عشرة مدنيين على الأقل إلى مستشفى ميداني، من بينهم جثث ثلاثة أطفال على الأقل.
وقال سالم أحد سكان مدينة دوما: «لا أستطيع أن أصف ماذا يحصل في الغوطة ولا تستطيعون أن تتصوروا ماذا يحدث». وأضاف سالم «نتطلع إلى أوروبا وأميركا التي تحرص على حياة قطة وكلب، فيما مئات البشر يموتون يومياً تحت القصف السوري والروسي والإيراني على مرأى من الجميع».
وانتقد «عجز مجلس الأمن الذي أنشئ لحماية البشرية عن أن يخرج بقرار بسيط هو وقف النار على المدنيين»، مضيفاً «لا نريد منكم طعاماً ولا شراباً.. أوقفوا القتل فقط».
وتستهدف قوات النظام منذ الأسبوع الماضي المنطقة المحاصرة قرب دمشق بالغارات والقصف المدفعي والصاروخي الكثيف. ويتزامن التصعيد مع تعزيزات عسكرية في محيط الغوطة التي تحاصرها قوات النظام في شكل محكم منذ العام 2013، تُنذر بهجوم بري وشيك. في غضون ذلك، قال مسعفون في الغوطة إن القصف لا يهدأ لفترة تسمح لهم بإحصاء الجثث. وقال «الدفاع المدني» السوري في الغوطة الشرقية إن مسعفين هرعوا للبحث عن ناجين بعد ضربات في كفربطنا ودوما وحرستا.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني: «لم نستطع إحصاء عدد الضحايا لأن الطائرات الحربية تحلّق في السماء».
ومع تساقط القنابل التي أصاب بعضها مراكز للطوارئ وسيارات إسعاف، يكافح المسعفون لانتشال الناس من تحت الأنقاض. وقال شاهد في دوما إنه استيقظ في الساعات الأولى من صباح السبت على صوت قصف الطائرات لمنطقة قريبة، فيما ظلت غالبية الشوارع خالية.
قذائف على العاصمة
ومنذ سنوات، تعد هذه المنطقة بمثابة الخاصرة الرخوة للنظام السوري، مع بقاء الفصائل المعارضة فيها وقدرتها رغم الحصار على استهداف العاصمة بالقذائف.
وتجدد أمس سقوط قذائف على أحياء في دمشق، كما أكد الإعلام الرسمي، غداة مقتل مدنيين هما طبيب وطفل، وإصابة 58 آخرين جراء استهداف حي ركن الدين ومناطق أخرى في وسط دمشق وضواحيها.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق في تصريح إلى وكالة أنباء «سانا» التابعة للنظام بإصابة مدني بجروح إثر سقوط 3 قذائف «أطلقتها المجموعات المسلحة المنتشرة في الغوطة على شارع الباكستان والشيخ رسلان والقيمرية في دمشق القديمة». كما أشار إلى إصابة 4 مدنيين نتيجة سقوط قذيفة على أطراف حي المزة 86، لافتاً إلى وقوع أضرار مادية في سور حي باب توما الأثري نتيجة سقوط قذيفة هاون.
وأكد كذلك إصابة مدني بجروح خطيرة نتيجة استهدافه برصاص القنص من «المجموعات المسلحة» على أطراف منطقة العباسيين في الجهة الشرقية من دمشق.
وفي ريف دمشق، أشارت «سانا» إلى إطلاق 28 قذيفة على ضاحية حرستا السكنية، أدت إلى إصابة أمرأة بجروح وأضرار مادية في المنازل. ولفتت الوكالة إلى أن «وحدات من الجيش السوري وجهت ضربات دقيقة على النقاط التي انطلقت منها القذائف أسفرت عن تكبيد المجموعات المسلحة خسائر بالعتاد والأفراد».
باقري: إيران وسورية ستواصلان الهجمات على ضواحي دمشق على رغم الهدنة
بيروت، الأمم المتحدة (الولايات المتحدة)، دبي – رويترز
نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن رئيس أركان الجيش الجنرال محمد باقري قوله إن إيران وسورية ستواصلان الهجمات على ضواحي دمشق التي يسيطر عليها «إرهابيون» لكنهما ستحترمان قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.
ونسبت الوكالة لباقر القول: «سنلتزم قرار وقف إطلاق النار وستلتزم سورية كذلك. أجزاء من ضواحي دمشق التي يسيطر عليها إرهابيون غير مشمولة بوقف إطلاق النار و(عمليات) التطهير ستستمر هناك».
وكان مجلس الأمن دعا أمس (السبت) إلى وقف إطلاق النار 30 يوماً في سورية، بينما قال مسعفون في منطقة الغوطة الشرقية السورية إن القصف لا يهدأ لفترة تسمح لهم بإحصاء الجثث، في واحدة من أكثر حملات القصف فتكاً في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات.
وبعد قليل من تصويت مجلس الأمن الذي جاء بإجماع الأعضاء الـ15 على قرار يطالب بوقف إطلاق النار، قالت خدمات طوارئ وجماعة تراقب الحرب إن الطائرات الحربية قصفت بلدة في الغوطة الشرقية، آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة السورية دمشق. وواصلت الطائرات الحربية قصف المنطقة لليوم السابع على التوالي بينما تحصن السكان في المخابئ.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا يوم الأربعاء إلى إنهاء فوري «للأعمال الحربية» في الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف شخص تحت حصار تفرضه الحكومة منذ العام 2013 من دون ما يكفي من الطعام أو الدواء.
وبينما أيدت روسيا، حليفة سورية، قرار مجلس الأمن، أثار سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا شكوكاً في جدواه. ولاتفاقات وقف إطلاق النار السابقة على الأرض سجل ضعيف في ما يتعلق بإنهاء القتال في سورية التي صار للرئيس بشار الأسد اليد العليا فيها.
وأبلغ نيبينزيا مجلس الأمن بعد التصويت قائلاً: «الضروري هو أن تعزز طلبات مجلس الأمن اتفاقات راسخة على الأرض». وأوضح بعد ذلك للصحافيين أن «توقع وقف فوري لإطلاق النار غير واقعي وإن هناك حاجة لتشجيع الأطراف على العمل من أجل ذلك».
وبعد تأخر لأيام ومفاوضات في اللحظات الأخيرة للحصول على التأييد الروسي، وافق المجلس على القرار الذي صاغته السويد والكويت والذي يطالب بوقف الأعمال العدائية لمدة 30 يوماً «من دون إبطاء» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وبإجراء عمليات الإجلاء الطبي.
وقالت وزيرة خارجية السويد مارجو والستروم: «نقبل أن الأمر قد يستغرق ساعات عدة قبل أن يتم تنفيذه بشكل كامل… علينا فحسب أن نواصل الضغط والتنفيذ هو المهم الآن».
ولم ترغب روسيا في تحديد موعد بدء وقف إطلاق النار ومن ثم جرى تخفيف مقترح بأن تبدأ الهدنة بعد 72 ساعة من الموافقة على القرار على أن يكون البدء «من دون إبطاء». وأضافت مباحثات يوم السبت طلباً لجميع الأطراف «بالعمل على الفور لضمان تطبيق كامل وشامل».
من جهتها قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لمجلس الأمن: «بينما كانوا يطيلون في المفاوضات، كانت القنابل مستمرة في السقوط من طائرات الأسد المقاتلة. في الأيام الثلاثة التي احتجناها للموافقة على هذا القرار، كم من الأمهات فقدن أبناءهن في القصف؟»
وأضافت: «نشعر بشكوك عميقة في أن النظام (السوري) سيُذعن».
من جهة ثانية قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نيران الصواريخ والقصف والغارات الجوية أودت بحياة قرابة 500 شخص منذ مساء يوم الأحد. ومن بين القتلى أكثر من 120 طفلاً.
وأضاف المرصد أن الغارات أصابت دوما وحمورية وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية أمس، ما أسفر عن مقتل 40 شخصاً.
وبعد تصويت مجلس الأمن على القرار، رحبت جماعتا المعارضة الرئيستان في الغوطة الشرقية بالقرار، وتعهد «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» في بيانين منفصلين حماية قوافل الإغاثة التي ستدخل الجيب المحاصر الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة قرب دمشق.
وقال المسلحون إنهم سيلتزمون وقف إطلاق النار، لكنهم سيردون على أي انتهاكات من الحكومة السورية وحلفائها.
وقال الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان: «نؤكد التزامنا الكامل والجاد وقف إطلاق نار شامل وتسهيل إدخال المساعدات الأممية كافة إلى الغوطة الشرقية استجابة لقرار مجلس الأمن الرقم 2401 مع حقنا المشروع في الدفاع عن النفس و رد أي اعتداء».
ولم يصدر تعليق من الجيش السوري حتى الآن. وقال سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري: «نمارس حقنا سيادياً بالدفاع عن أنفسنا وسنستمر في مكافحة الإرهاب أينما وجد على الأرض السورية…الحكومة السورية تحتفظ بحقها كاملاً في الرد على المجموعات الإرهابية المسلحة في حال قيامها باستهداف المدنيين ولو بقذيفة واحدة».
وأضاف أن حكومته تفسر القرار على أنه ينطبق أيضاً «على ما تمارسه القوات التركية من اعتداءات في عفرين وما تقوم به قوات ما يسمى التحالف الدولي من اعتداءات متكررة على سيادة وأراضي سورية وبطبيعة الحال أيضاً ينطبق القرار على الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على السيادة السورية دعماً لشراذم الإرهاب في الجولان السوري المحتل هذا هو فهمنا للقرار الذي اعتمدتموه».
ولا تشمل الهدنة عناصر «الدولة الإسلامية» (داعش) أو «القاعدة» أو «جبهة النصرة».
وقال الدفاع المدني السوري في الغوطة الشرقية إن مسعفين هرعوا للبحث عن ناجين بعد ضربات في كفر بطنا ودوما وحرستا. وأضافت منظمة الإنقاذ التي تعمل في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة أنها وثقت 350 حالة وفاة على الأقل خلال أربعة أيام.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني سراج محمود يمكن أن يكون عدد القتلى «أكثر من ذلك«، مشيراً إلى أنه «أمس لم نستطع إحصاء أعداد الشهداء لأن الطائرات الحربية تتجول في السماء».
تركيا: توقيف القيادي الكردي السوري صالح مسلم في التشيك
اسطنبول: أفادت وكالة “الأناضول” التركية بأنه جرى توقيف القيادي الكردي السوري صالح مسلم في العاصمة التشيكية براغ الأحد.
وربطت وسائل إعلام تركية بين توقيف الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) وبين مذكرات توقيف أصدرتها تركيا بحق مسلم و47 آخرين، ممن تقول إنهم قيادات للمسلحين الأكراد في تشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي. كما جرى إصدار نشرة حمراء جديدة بشأن مسلم في الثالث عشر من شباط/فبراير حيث كان مدرجاً على القائمة المحدثة للإرهابيين المطلوبين بشدة.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تعتبر الحزب السوري ووحدات حماية الشعب الكردية التي تتبعه، فرعاً لمنظمة “حزب العمال الكردستاني”، التي تتواجد في مناطق بجنوب شرق تركيا، وتصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية انفصالية. (د ب أ)
المرصد السوري: مقتل امرأة وإصابة 7 في قصف للنظام على الغوطة الشرقية
دمشق: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، بمقتل امرأة وإصابة سبعة مدنيين جراء قصف من مدفعية قوات النظام على مدينة حمورية في الغوطة الشرقية .
وقال المرصد ، في بيان صحافي اليوم :”تعد هذه أول شهيدة مدنية تفارق الحياة، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي ليل أمس السبت” ، مشيراً إلى أن أربع قذائف مدفعية استهدفت مدينة حمورية.
ولفت المرصد إلى أن قصفاً للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف مناطق في بلدتي حوش الضواهرة والشيفونية، الواقعتين عند أطراف مناطق سيطرة الفصائل في الغوطة الشرقية، بينما نفذت الطائرات الحربية غارة على مناطق في بلدة بيت سوى، ما تسبب بأضرار مادية.
وكان مجلس الأمن الدولي صوت مساء أمس لصالح قرار يطالب بهدنة إنسانية لمدة 30 يوماً في سوريا، وصوت جميع أعضاء مجلس الأمن الـ 15 بالإجماع لصالح وقف الأعمال القتالية.(د ب أ)
أكثر من 500 قتيل مدني حصيلة سبعة أيام من القصف على الغوطة الشرقية المحاصرة
دوما (سوريا): جددت قوات النظام السوري لليوم السابع على التوالي غاراتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة مزيداً من الضحايا، لتتجاوز حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد 500 مدني.
في هذه الاثناء يتوقع أن ان يصوت مجلس الأمن مساء السبت (17,00 ت غ) على مشروع قرار لوقف إطلاق النار بعد تأجيل التصويت لمرات عدة آخرها الجمعة جراء تعذر التوصل الى اتفاق مع روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ارتفاع حصيلة القتلى الاجمالية منذ بدء قوات النظام تصعيد عملياتها في الغوطة الشرقية مساء الاحد الى 505 مدنيين بينهم 123 طفلاً.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس “محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف”.
وبحسب المرصد، تشارك طائرات روسية الى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف، الأمر الذي نفته موسكو.
وقتل السبت وفق أخر حصيلة للمرصد، “29 مدنياً بينهم أربعة اطفال على الأقل جراء الغارات، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما” أكبر مدن الغوطة الشرقية ومعقل جيش الاسلام، الفصيل المعارض الأكثر نفوذاً في المنطقة.
كما تم انتشال جثث خمسة مدنيين آخرين السبت من تحت الانقاض، تبين انها تعود لأم وأطفالها الأربعة قتلوا قبل أربعة ايام في بلدة عين ترما.
وتأتي الغارات السبت بعدما شنت طائرات حربية تتبع للنظام السوري وأخرى روسية وفق المرصد، “غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى الى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية”.
في مدينة دوما، قال مراسل فرانس برس ان جثث عشرة مدنيين على الأقل نقلت صباحاً الى أحد المشافي الميدانية. وشاهد جثث ثلاثة أطفال على الأقل ملفوفة بقماش بني اللون وموضوعة داخل احدى غرف المشفى.
وقال سالم أحد سكان مدينة دوما لفرانس برس بحرقة “لا أستطيع أن أصف ماذا يحصل في الغوطة الشرقية ولا تستطيعون ان تتصوروا ماذا يحدث”.
– “أوقفوا القتل” –
أضاف سالم “نتطلع الى أوروبا وأمريكا التي تحرص على حياة قطة وكلب فيما مئات البشر يموتون يومياً تحت القصف السوري والروسي والإيراني على مرأى من الجميع″.
وانتقد عجز مجلس الأمن الدولي الذي “أنشئ لحماية البشرية” عن أن “يخرج بقرار بسيط هو وقف إطلاق النار على المدنيين” مضيفاً “لا نريد منكم طعاماً ولا شراباً.. أوقفوا القتل فقط”.
وتستهدف قوات النظام منذ الأحد المنطقة المحاصرة قرب دمشق بالغارات والقصف المدفعي والصاروخي الكثيف. ويتزامن التصعيد مع تعزيزات عسكرية في محيط الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013، تُنذر بهجوم بري وشيك.
ومنذ سنوات، تعد هذه المنطقة بمثابة الخاصرة الرخوة للنظام السوري، مع بقاء الفصائل المعارضة فيها وقدرتها رغم الحصار على استهداف العاصمة بالقذائف.
وتجدد السبت سقوط قذائف على احياء في دمشق وفق ما افاد الاعلام الرسمي، غداة مقتل مدنيين هما طبيب وطفل، واصابة 58 اخرين جراء استهداف حي ركن الدين ومناطق اخرى في وسط دمشق وضواحيها، وفق حصيلة للمرصد.
وفي دمشق، قال مراسل فرانس برس إن دوي القصف العنيف على محاور في الغوطة الشرقية القريبة تردد صداه ليلاً الى الاحياء الشرقية في العاصمة.
– ارجاء التصويت –
أرجأ مجلس الأمن ليل الجمعة التصويت على مشروع قرار بشأن سوريا حتى السابعة من مساء السبت بتوقيت دمشق (17,00 ت غ). وينص على رفع كل شكل من اشكال الحصار عن مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية ويطلب من كل الأطراف “وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.
ولا تزال المفاوضات مستمرة مع موسكو حول صيغة المشروع برغم تعديله سابقاً ليتضمن لهجة مخففة، في محاولة لتجنب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو)، بعدما لجأت اليه 11 مرة لتعطيل مشاريع قرار تدين سوريا.
وكتبت السفيرة الامريكية نيكي هايلي على تويتر ليل الجمعة السبت “من غير المعقول ان تعطل روسيا التصويت على وقف لإطلاق النار يسمح بإدخال مساعدات انسانية في سوريا”.
وتابعت “كم عدد الاشخاص الذين سيموتون قبل ان يوافق مجلس الأمن على التصويت؟ لنقم بذلك الليلة. الشعب السوري لا يستطيع الانتظار”.
وتعثرت المفاوضات بسبب مطالبة روسيا بأن تلتزم الفصائل المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد الهدنة.
وفي البداية كان مشروع القرار ينص على ان موعد سريان وقف إطلاق النار يبدأ بعد 72 ساعة من تبنيه، لكن هذا التصور لا يزال قيد المناقشة.
ويُذّكر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب في العام 2016، التي انتهت بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين من الأحياء الشرقية التي حوصرت لأشهر عدة، وذلك بعد هجوم بري وتصعيد عنيف للقصف.
وأعلنت موسكو الخميس أنها عرضت على الفصائل إجلاء مقاتليها مع عائلاتهم من الغوطة على غرار حلب، إلا أن “جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا”.
وأكدت أبرز فصائل الغوطة الشرقية، وبينها جيش الاسلام وفيلق الرحمن، في رسالة إلى الأمم المتحدة رفض أي “تهجير للمدنيين أو ترحيلهم”.
وخلال اجتماع مجلس الأمن الخميس، وفي مداخلة استمرت عشرين دقيقة، قال مبعوث النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري “نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلباً اخرى”.
ويتفق محللون على أن النظام السوري يتجه نحو الحسم في المنطقة التي تُعد إحدى بوابات دمشق.
(أ ف ب).
النظام السوري يبدأ اجتياح الغوطة الشرقية من عدة محاور
عدنان علي
تجاهل النظام السوري القرار رقم 2401، والذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي مساء السبت وتضمّن إعلان هدنة في سورية بدون تأخير لمدة 30 يوماً، وشنت طائراته فجر اليوم الأحد عدة غارات جوية على مناطق في الغوطة، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي مع محاولات تقدم على الجبهة الشرقية.
وقال الناشط بلال أبو صلاح الموجود في الغوطة الشرقية لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام أمطرت الغوطة بعشرات قذائف المدفعية وصواريخ أرض-أرض، فضلاً عن شن غارات جوية على بلدة الشيفونية وبلدات أخرى، بالتزامن مع محاولات للتقدم، خاصة من جهة الزريقية وأوتايا وحزرما، إذ تدور اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة خاصة على أطراف الشيفونية، وذلك بعد أن هاجمت قوات النظام موقعاً للمعارضة في البلدة في محاولة للتقدم نحو الغوطة الشرقية.
وفي بلدة حمورية، قتلت سيدة وأصيب مدنيون آخرون، جراء قصف مدفعي لقوات النظام استهدف أحياء سكنية.
بدوره، أكد الناشط الإعلامي ياسر الدوماني لـ”العربي الجديد”، هجوم النظام السوري على الغوطة من محاور عدة، خصوصاً من جهة مدينة دوما ومنطقة المرج، مشيراً إلى أن الهجوم يترافق مع طيران حربي روسي.
وقال الدفاع المدني السوري إن قوات النظام استهدفت مدينة حرستا بستة صواريخ أرض-أرض، فيما سقطت أكثر من 100 قذيفة مدفعية على الغوطة بعد إقرار الهدنة.
وتم استهداف مدينة حرستا بثلاثة صواريخ أرض-أرض تحوي مادة النابالم الحارق، وسقطت أكثر من 80 قذيفة مدفعية على الأحياء السكنية في حرستا وحدها.
من جهته، قال جيش الإسلام، أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة، إن الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا قصفت مواقع قواته بحوش الضواهرة، وتسببت بسقوط عشرات الضحايا.
وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة أركان جيش الإسلام، حمزة بيرقدار، في صفحته على “تويتر”، إنه: “على امتداد الجبهة الشرقية من الغوطة الشرقية “الزريقية – حزرما – حوش الضواهرة – الريحان” تشهد معارك ضارية في محاولة من مليشيات الأسد اقتحامها، ومجاهدو جيش الإسلام على أتم الجاهزية والاستعداد، والمليشيات يلملمون الآن قتلاهم وجرحاهم بعد سحق قوتهم وتدمير عربتهم الجسرية”.
وأعلن “جيش الإسلام”، قتل 25 عنصراً لقوات النظام على جبهة حوش الضواهرة خلال التصدي لمحاولتهم التقدم على هذا المحور.
كما دمرت قوات المعارضة العربة الجسرية “MT55” لقوات النظام على جبهة “الزريقية”، في أثناء محاولتها وضع الجسر لنقل آليات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة.
وأقرّ مجلس الأمن الدولي، مساء السبت، بالإجماع، مشروع القرار 2401 الذي قدّمته الكويت والسويد، ويتضمّن إعلان هدنة في سورية بدون تأخير لمدة 30 يوماً.
ويشدد على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية لثلاثين يومًا متواصلة على الأقل في كافة أنحاء سورية. لكن وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، أو “الأفراد والتنظيمات المرتبطة بتنظيمات إرهابية مدرجة على لائحة مجلس الأمن”. ويطالب القرار بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية لمدة ثلاثين يومًا، على الأقل، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل إخلاء الجرحى والمرضى في جميع أنحاء سورية بدون تأخير.
ويناشد القرار جميع الأطراف احترام وتنفيذ القرار 2268 (2015)، المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية من مناطق عبور محددة بدون إعاقة من أي جهة.
ويطالب القرار جميع الدول ذات التأثير على أطراف النزاع باستخدام نفوذها لوقف الأعمال العسكرية، ويدعوها إلى التعاون من أجل مراقبة وقف إطلاق النار.
وتشدد الفقرة الخامسة من مشروع القرار على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية وعمليات الإخلاء.
النظام السوري يحاول اقتحام #الغوطة: أين مجلس الأمن وقراراته؟
مع بدء قوات النظام السوري اقتحام الغوطة الشرقية من عدة محاور، اليوم الأحد، بعد ساعات على قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في سورية، غرّد الناشطون السوريون عن القصف الجوي والمدفعي ومحاولات التقدم على الجبهة الشرقيّة.
ودان السوريون والعرب المجتمع الدولي، معتبرين أنّه يناصر الظالم دائماً والدليل عدم ارتداع النظام السوري عن القيام بمحاولة اجتياح الغوطة واستمرار القصف رغم اتّخاذ القرار.
ونشر المغردون صوراً للأطفال الذين قتلهم النظام السوري خلال أسبوع من تشديد القصف والمجازر التي ارتكبها في الغوطة. وأشاروا إلى سقوط أكثر من 519 شخصاً جرّاء تلك المجازر في أسبوع.
والغوطة الشرقية تعتبر آخر معاقل المعارضة، وهي محاصرة منذ خمس سنوات، وفيها حوالى 400 ألف شخص.
وكتب أحد المغردين “مجلس الامن يصدر قرار وقف اطلاق النار في #الغوطة_الشرقية . في الصباح البعث السوري والروس يبدأون اقتحام #الغوطه_الشرقيه من كل الجهات. كعادة مجلس الامن دائما ينصر الظالم”.
وقال ياسر الزعاترة “استهداف الغوطة لن يتوقف، ثم التهجير تحت ستار إنساني. الحشد الهائل للنظام وحلفائه من حولها يقول ذلك. تمرير الروس لقرار مجلس الأمن كان هربا من الاتهامات الإنسانية. على الأرض، هم لا يلتزمون. هذا كله شيء، ونهاية حرب سوريا شيء آخر. النهاية بعيدة، وسيضطر بوتين لمسار آخر”.
أما مروان مغربي، فغرّد متسائلاً “اﻵن يتم إقتحام #الغوطة_الشرقية من عدة محاور “وين قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة”.
وكتب حاتم “المآسي السورية ستبقى لعنة تتواترها الأجيال.. لم يبق شبر واحد في #سوريا لم يشهد مأساة مؤلمة #الغوطه_الشرقيه”. أما محمود فقال “هدنة فقط بالكلام، أما بالأفعال فالوضع سيء جداً #الغوطة_الشرقية”.
وغرّد آخر “#الغوطه_تغرق_بالدماء النظام السوري وحلفائه ومليشاته الطائفيه تجاوزوا مفهوم الجرائم الانسانيه والمجازر وعمليات الابادة والتطهير! لايفقهون اللغه التي يتحدث بها العالم عن حقوق ومبادئ انسانيه واخلاقيه! مايحدث في الغوطه هو وصمة عار على جبين كل انسان يشاهد ويسمع مايحدث في الغوطه!”.
وقالت غنيمة “من المخيف جداً أن يحدث الظلم على الشاشات العالمية ولا يتحرك أحد لإنقاذ المظلوم وعقاب الظالم. #قصف الغوطة”.
وكتبت سلمى الجمل “قرارات الأمم المتحدة بلّوها واشربوا ميتها,, #الغوطة_الشرقية”.
في المقابل، برزت حسابات مؤيدة للنظام السوري على “تويتر”، أكّدت دعمها لجيش النظام في اقتحام الغوطة، مسميةً العملية بـ”اقتلاع الخنجر من خاصرة دمشق”. وبدأ هؤلاء سريعاً الحديث عن “تقدّم”، ونشر صور عامة لقوات الجيش السوري وتطالب بنصرتهم.
ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بسورية… ودعوات للتطبيق الفوري
قوبل إقرار مجلس الأمن الدولي، مساء السبت، بالإجماع، مشروع القرار 2401 الذي قدّمته الكويت والسويد، ويتضمّن إعلان هدنة في سورية بدون تأخير لمدة 30 يوماً، بترحيب دولي وإقليمي واسع، بعد نحو ثلاثة أسابيع من أعنف حملة عسكرية للنظام السوري وروسيا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وقال المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر، إن الهدنة تشمل جميع أنحاء سورية، بما في ذلك الغوطة الشرقية.
وجاء الترحيب بداية من المعارضة السورية، وخصوصاً من الغوطة الشرقية، إذ تعهد “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” في بيانين منفصلين بحماية قوافل الإغاثة التي ستدخل الغوطة.
وأكد الفصيلان أنهما سيلتزمان بالهدنة، لكنهما سيردان على أي انتهاكات من قوات النظام وحلفائه.
الأمم المتحدة
بدوره، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بقرار مجلس الأمن الدولي، وقال إنه يجب تنفيذ هذا القرار “بشكل فوري”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “يؤكد الأمين العام على توقعاته بأن يتم تنفيذ هذا القرار بشكل فوري ومستمر، وخاصة لضمان الإدخال الفوري والآمن والمستمر دون عرقلة للمساعدات والخدمات الإنسانية وإجلاء المرضى والجرحى وتخفيف المعاناة عن الشعب السوري”.
وذكّر غوتيريس كل الأطراف “بواجبهم الحتمي” في حماية المدنيين، مضيفا أن “الجهود لمحاربة الإرهاب لا تحل مكان هذه الالتزامات”.
فرنسا وألمانيا
أما ألمانيا وفرنسا، فقد أعلن الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، يعتزمان إجراء محادثات الأحد مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تتناول تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في سورية.
وهذه المحادثات التي أعلن عنها بعد تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سورية ستتركز على “تنفيذ هذا القرار وخطة الطريق السياسية المطلوبة لتحقيق سلام دائم في سورية”، بحسب بيان الرئاسة الفرنسية.
تركيا
ولم تتأخر تركيا بدورها عن الترحيب بالقرار، إذ أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية التركية في بيان أن “بلاده ترحّب بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سورية”.
قطر
كما أعربت دولة قطر عن ترحيبها باعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2401 الذي يطالب بوقف الأعمال العدائية دون تأخير في سورية.
ودعا مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية، مجلس الأمن إلى مواصلة العمل الجاد والفوري لحماية المدنيين في سورية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين.
يذكر أن القرار يطالب بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية لمدة ثلاثين يومًا، على الأقل، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل إخلاء الجرحى والمرضى في جميع أنحاء سورية بدون تأخير.
ويشدد على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية لثلاثين يومًا متواصلة على الأقل في كافة أنحاء سورية. لكن وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، أو “الأفراد والتنظيمات المرتبطة بتنظيمات إرهابية مدرجة على لائحة مجلس الأمن”.
ويناشد القرار جميع الأطراف احترام وتنفيذ القرار 2268 (2015)، المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية من مناطق عبور محددة بدون إعاقة من أي جهة.
ويطالب القرار جميع الدول ذات التأثير على أطراف النزاع باستخدام نفوذها لوقف الأعمال العسكرية، ويدعوها إلى التعاون من أجل مراقبة وقف إطلاق النار.
وتشدد الفقرة الخامسة من مشروع القرار على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية وعمليات الإخلاء.
الغوطة الشرقية بعد الهدنة: محاولة الاقتحام تتواصل
انخفضت وتيرة القصف والغارات الجوية على الغوطة الشرقية، الأحد، بعد قرار مجلس الأمن التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، فيما واصلت قوات النظام والمليشيات المساندة لها محاولة اقتحام الغوطة من ثلاثة محاور تحت غطاء مدفعي وجوي سوري وروسي على محاور القتال.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد شهدت قصفاً من الطائرات الحربية بغارتين استهدفتا مناطق في بلدة الشيفونية، بالتزامن مع قصف بستة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض–أرض، أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة حرستا، في حين قصفت قوات النظام بأربع قذائف مدفعية مناطق في بلدتي كفربطنا وجسرين كما قصفت بعدد ماثل مناطق في مدينة حمورية، بالتزامن مع قصف بخمس قذائف مدفعية على مناطق في حرستا، وبعدد مماثل من القذائف على مدينة دوما.
وحول محاولات النظام التقدم نحو الغوطة، قال “المرصد” إن الاشتباكات متواصلة بين قوات النظام والمليشيات من جهة، و”جيش الإسلام” من جهة ثانية. وتتركز الاشتباكات على محاور في جبهات حزرما والزريقية وحوض الضواهرة، في منطقة المرج. كما تشهد محاور حي جوبر على أطراف العاصمة دمشق، ومحاور في عين ترمبا، اشتباكات بين قوات النظام و”فيلق الرحمن”.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري قوله، إن طهران ودمشق ستواصلان الهجوم على “الأجزاء التي يسيطر عليها الإرهابيون” في ضواحي دمشق، مشيراً إلى أن إيران وسوريا تعتبران تلك المناطق غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار.
وقال باقري تعليقاً على قرار مجلس الأمن “هذه المرة وكما في السّابق فإن الذين لا يرغبون بعودة الامن والهدوء لسوريا رفعوا علم وقف إطلاق النار ليحموا الإرهابيين عندما رأوا إرادة الجيش والحكومة السّورية لتطهير أطراف دمشق”.
وأضاف “الجيش السوري يريد تطهير الأراضي السورية من الإرهابيين لكي يؤمن بذلك أمن المواطنين في دمشق؛ لكنّه حتى الآن فقد أُطلقت أكثر من 1200 قذيفة باتجاه دمشق الأمر الذي يهدد أمن وهدوء المواطنين فيها ولهذا فإنه يجب تطهير هذه المناطق من الارهاب”.
وتابع “لقد أصر الغرب وداعمو الإرهابيين على وقف إطلاق النار. وبجهود مشتركة من قبل سوريا والدول الصديقة لها والمعارضين للإرهابيين ومن ضمنهم إيران وروسيا فقد تم تعديل هذا القرار قليلا؛ مضيفا : ستستمر مواجهة الإرهابيين مثل جبهة النصرة. لقد تم الأخذ بعين الاعتبار عددا من الأمور لكي يتمكّن أهالي هذه المناطق من الاستمرار بحياتهم اليومية، لكن الأمر لم يستمر بنحو يتيح فرصة البقاء لجبهة الإرهاب؛ وفي غضون الأشهر المقبلة سيتم تطهير سوريا بالكامل”.
وأكد باقري أن طهران ستلتزم بقرار وقف إطلاق النار مع دمشق، لكن “بعض المناطق في أطرف دمشق تخضع لسيطرة الرهابيين ولا تخضع لوقف إطلاق النار، ستستمر فيها عمليات التطهير من الإرهاب”.
مجلس الأمن يقر هدنة شهر على نية الغوطة
صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، ليل السبت، على مشروع قرار كويتي-سويدي يطالب ببدء هدنة فورية في سوريا لمدة ثلاثين يوماً، وذلك بعد تأجيل للتصويت استمر منذ الجمعة، بسبب مطالبة روسيا بإدخال تعديلات عليه.
وقضى القرار بوقف الأعمال العسكرية في سوريا ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام عن الغوطة الشرقية، وبقية المناطق الأخرى المأهولة بالسكان. ونص القرار على “وقف الأعمال العسكرية في سوريا، وفرض هدنة في جميع أنحاء البلاد، لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين”.
وأكد القرار أن “وقف الأعمال العدائية لا يشمل تنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة، ولا جميع الأفراد أو المجموعات أو الكيانات المرتبطة فيهم”. وطالب القرار “جميع الأطراف باحترام وتنفيذ إلتزاماتها، بشأن إتفاقات وقف إطلاق النار، بما في ذلك التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2268”.
ودعا “جميع الدول الأعضاء إلى استخدام نفوذها على الأطراف المعنية لضمان التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية، والإلتزام المطلق بإتفاقات وقف إطلاق النار القائمة”.
وفي كلمة ألقاها بعد عملية التصويت، قال مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي، إن الأهم الآن هو تنفيذ القرار بما يحفظ حياة المدنيين في سوريا، مشيراً إلى أن القرار الذي يحمل الرقم 2401 هو حل مؤقت للمشكلة لكن الحل الدائم هو حل سياسي.
وقال مندوب السويد الدائم في الأمم المتحدة أولوف سكوغ خلال جلسة التصويت على مشروع القرار، إن القرار يتضمن رفع الحصار عن الغوطة الشرقية التي سقط فيها حوالي 500 قتيل من المدنيين في عمليات قصف مستمرة من قبل النظام السوري منذ الإثنين.
مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي قالت إن واشنطن تريد أن ترى قرار مجلس الأمن منفذاً بشكل كامل في كل أرجاء سوريا. وأضافت أن “روسيا وراء تأخير صدور قرار الهدنة في سوريا ولا يجب أن يموت السوريون انتظاراً لتعليمات من موسكو”. وشككت هايلي في إلتزام الرئيس السوري بشار الأسد بقرار مجلس الأمن الرقم 2401.
بدوره، أعرب المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا عن شكره للكويت والسويد على جهودهما في الوصول إلى توافق بشأن القرار. وقال إن “عملية تنسيق وثيقة المشروع إستغرقت وقتاً طويلاً، لأن مسودتها الأولية كانت تضم نقاطاً تجعل إحلال الهدنة في سوريا أمراً مستحيلاً، مما أثار تحفظات روسية”.
وأشار نيبينزيا إلى أن نظام وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي “القاعدة” و”جبهة النصرة” والمنظمات المرتبطة بها. كما عبر عن قلق موسكو من تهديدات وجهتها الولايات المتحدة للحكومة السورية. وقال “علينا أن نسعى لإيجاد حلول في سوريا والوضع الإنساني صعب ويتطلب إجراءات فورية”.
من جهته، دعا المندوب الفرنسي فرانسوا ديلاتر، السلطات السورية إلى ضمان إيصال مساعدات إنسانية إلى من يحتاج إليها، إضافة إلى دعوته الموجهة إلى الدول الضامنة لعملية أستانة (روسيا، إيران، تركيا) لممارسة “الضغط على النظام السوري”، لضمان تنفيذه أحكام القانون الإنساني الدولي.
واشنطن بوست: أطباء الغوطة الشرقية يتنظرون معجزة
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الأطباء العاملين في المستشفيات المتبقية بغوطة دمشق الشرقية “ينتظرون معجزة”، بعد إصابة 2500 شخص من جراء غارات الطيران الروسي الذي يقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد.
وأضافت أن الغارات التي استمرت أسبوعاً كاملاً تسببت بعدد كبير من الجرحى، وسط نقص حاد بالمستلزمات الطبية المختلفة، إثر الحصار المفروض عليها منذ عدة سنوات.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، السبت، قبيل مطالبة مجلس الأمن الدولي بهدنة في سوريا لـ30 يوماً كحد أقصى، إلى أن “هناك استهدافاً منهجياً للمستشفيات في الغوطة الشرقية”.
ونقلت عن الطبيب في الجمعية الطبية السورية الأمريكية (غير ربحية)، حمزة حسن، “نحن لا نثق بروسيا (في إشارة إلى قرار مجلس الأمن)، ونحاول فقط الاستفادة من بعض الوقت لمعالجة مزيد من الجرحى”.
وبحسب الصحيفة، فإن منظمة “أطباء بلا حدود” (دولية) كشفت السبت أن القصف الأخير على الغوطة الشرقية استهدف المستشفيات المتبقية، مشيرةً إلى أن عددها قليل.
ونقلت “واشنطن بوست” عن ميني نيكولاي، مدير مكتب “أطباء بلا حدود” في بروكسل، قوله إن الأطباء في الغوطة الشرقية كانوا يطالبون قبل ثلاثة أيام بالإمدادات، أما الآن فإنهم يقولون إنهم عاجزون عن فعل شيء، بسبب أعداد الجرحى الكبيرة.
وأضاف حسن: “إنهم (الأطباء) ينظرون إلى وجوه المرضى، ويعرفون أن الكثير منهم سيتوفون، في ظل غياب المستلزمات الطبية، وعمق الإصابات” كما يقول الطبيب حمزة حسن.
ويتابع: “إننا نواجه مهمة مستحيلة؛ كل أكياس الدم نفدت. المخدر أيضاً على وشك النفاد. نحاول في بعض الحالات القيام بتنفس يدوي للمرضى، إننا نخشى أن نتوفى جميعاً معاً، وكان قرار بقائنا مستحيلاً في ظل هذه الأوضاع”.
أما الطبيبة في أحد مشافي الغوطة، أماني بلور، فقالت: “نحن مجبرون على اختيار علاج المرضى، فعندما يحصل انفجار أو قصف، وتتدفق أعداد الضحايا، فإننا نعالج من نجد أن فرصه للبقاء على قيد الحياة أكبر”.
وأضافت: “لا يمكن أن نركز على كل الحالات (..) قبل أيام جاءت أم مع طفلها الذي أصيب بدماغه كانت تتوسل لنا لإنقاذه، لكن الموت كان أقرب إليه”.
وقال الأطباء في الغوطة الشرقية، إن قصف القوات الموالية (الروسية) للأسد “هو الأسوأ من أي شيء شهدته المنطقة منذ ست سنوات”.
وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن قراراً “يطالب” بهدنة في الغوطة، وفتح طريق للقوافل الإنسانية والفرق الطبية لإخلاء الجرحى والمصابين، فإن ذلك لم يحصل.
ومساء السبت، صوت مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه الـ15، على مشروع قرار “يطالب” بوقف الأعمال القتالية في عموم سوريا لمدة 30 يوماً، دون تحديد موعد واضح لبدء تنفيذه.
من جانبها، حذّرت منظمة العفو الدولية من أن “القائمة الطويلة التي تركها القرار المتعلقة بالأهداف المشروعة (في إشارة إلى استهداف داعش والقاعدة)، قد تفتح الباب أمام هجمات عشوائية جديدة ضد المدنيين والبنية التحتية”.
وعلّقت الصحيفة على قرار مجلس الأمن بالقول: “إن هناك فقرة تضمنها ربما تكون مدخلاً للنظام لشن هجمات جديدة”.
وأوضحت أن القرار “سيسمح للنظام (السوري) بشن هجمات على مسلحي داعش والقاعدة، ما يعني أنه قد يعاود شن الهجمات، مُدعياً وجود تعاون بين فصائل المعارضة السورية وهذين التنظيمين، رغم عدم وجود علاقة بينها”.
الغارديان: على الدول الغربية مواجهة القوة بالقوة في سوريا
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الوحشية قد انتصرت في سوريا لأن القوى الديمقراطية (الدولية) تخشى من مواجهة القوة بالقوة، وذلك في إشارة إلى المجازر التي يرتكبها نظام الأسد جنباً إلى جنب مع حلفائه من الروس بحق أهالي مدينة الغوطة التي تتعرض لقصف وحشي منذ أكثر من أسبوع.
وفي مقال للكاتب إيان بون أوضح أن القوى الغربية تخشى من مواجهة القوة بالقوة، أما بالنسبة لحلفاء الأسد؛ إيران وروسيا، فإن أعداد الضحايا المتزايدة في الغوطة وما قبلها لن تجعلهم بالتأكيد يعيدون النظر في دعمهم له، إذ رفضت روسيا مجدداً قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا.
ومنذ بدء الحرب في عام 2011، استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد 11 مشروع قرار حول سوريا، وفي الوقت الذي تتحمل فيه روسيا بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن، مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، قامت بدلاً من ذلك بحماية الأسد من عواقب أفعاله، ومن ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية داخل سوريا، وشاركت قواتها بنشاط في الهجمات على المستشفيات وغيرها من جرائم الحرب، وقد وثقت هذه الفظائع توثيقاً جيداً.
وسخر الكاتب من طريقة استجابة الدول الغربية لما وصفها بالأهوال في سوريا بأنها هي نفسها دائماً، متمثلة بالمزيد من البيانات التي تشجب وتدين ما حدث، وتناشد من أجل وضع حد للعنف.
وتابع: “في العامين الأولين من الصراع بلغ متوسط بيانات الاتحاد الأوروبي ما يقرب من بيان واحد في الأسبوع، ثم أصبحت البيانات أقل تواتراً، ولكن لم تكن أكثر فعالية، وكما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، مؤخراً: إن ممارسات هذه الحرب وإدارتها كانت مخزية تماماً منذ البداية، والفشل في إنهائها يعد فشلاً ملجماً للدبلوماسية العالمية”.
ويرى الكاتب أنه “وبعد سبع سنوات سيكون من السهل أن نستنتج أنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به، أو ربما كان هناك شيء يمكن أن نفعله ولكن فات الأوان الآن، لكن هذا لن يعفي الغرب من نصيب من المسؤولية عن إراقة الدماء”.
ودعا الكاتب القادة الغربيين للتفكير في مصالحهم الخاصة إذا حقق النظام السوري وحلفاؤه النصر، وأن عليهم مجابهة القوة بالقوة إن كان “الحل السياسي” الوحيد في سوريا هو إعادة فرض حكم الأسد الاستبدادي في جميع أنحاء البلاد، فإن سوريا ليست مغلقة بإحكام عن جيرانها أو عن أوروبا.
وهناك بالفعل 5.5 مليون لاجئ خارج حدود سوريا، وأكثر من 6 ملايين من المشردين داخلياً، وعلى الرغم من المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والمانحون الآخرون لدعمهم، فإنهم لن يكونوا ممتنين للبلدان التي لن تعالج مصدر معاناتهم، وسوف يكونون مهيئين للاستغلال من قبل المتطرفين، وأن البلدان التي تستضيف أكبر أعدادها – الأردن ولبنان وتركيا – ستتعرض لخطر زعزعة الاستقرار.
كحد أدنى، يجب على الغرب وحلفائه في المنطقة بذل المزيد من الجهد لإنهاء إفلات قادة سوريا وحلفائهم من العقاب، وبالإضافة إلى ذلك يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أن تزيد العقوبات ضد الأفراد والشركات الروسية المشاركة في دعم الصراع في سوريا، بحسب الكاتب.
وأخيراً، وفي ضوء تطورين عسكريين هامين في الأسابيع الأخيرة، ينبغي أن يعيد القادة الغربيون النظر في إحجامهم عن ضرب القوات المسؤولة عن الكثير من الفظائع، خاصة بعد أن هاجم متعاقدون عسكريون روس، في 7 فبراير، قاعدة في شرق سوريا، حيث كانت القوات الأمريكية متمركزة هناك، ويبدو أن القوات الأمريكية قتلت عدداً كبيراً من المهاجمين، إلا أن روسيا اختارت التغطية على خسائرها بدلاً من القتال، بحسب الكاتب.
غوطة دمشق .. هزمت فرنسا وتتحدى الأسد وروسيا
أحمد علي حسن – الخليج أونلاين
بين 1925 و2018 حصاران عاشتهما غوطة دمشق الشرقية على وقع معارك ضارية، اختلف فيها الخصم المهاجم، وتوحد فيها المقاوم المدافع عن واحدة من مناطق ريف دمشق التي كانت -وما زالت- عصية على الانكسار.
الغوطة الشرقية جزء من الغوطة التي تشكل الجزء الأكبر من ريف العاصمة، تتصدر المشهد السوري وسط تواصل قصف قوات النظام المسنودة بالطائرات الروسية، في أقسى هجمة تشهدها المنطقة.
وفي الفترتين المذكورتين استبسل ثوار الغوطة آنذاك في وجه الاحتلال الفرنسي، واليوم يدافعون عنها في ظل محاولة القوات السورية والروسية السيطرة على المنطقة، التي تشكل آخر معاقل المعارضة المسلحة قُرباً من دمشق.
وفي مسلسلات البيئة الشامية والتي لم تكن تخلو من مواضيع مقاومة المحتل الفرنسي، اشتهرت الغوطة بثوارها في مقارعة العدو، وارتبط اسمها ببسالة المقاومين في المعارك التي كانت تشهدها المنطقة هناك، قبل 93 عاماً.
-الغوطة الرقم الصعب
على مدار 3 سنوات لم تنجح قوات النظام في استعادة السيطرة على الغوطة؛ لأسباب تتعلق بتضاريس المنطقة الجغرافية ووعورتها، فضلاً عن صعوبة القتال فيها؛ لكونها مغطاة بمساحة خضراء شاسعة ومرتفعات جبلية على امتدادها.
والغوطة تشكل سوار دمشق الشرقي، وتأخذ شكلاً مستطيلاً واسع الجنبات، إذ يبلغ طولها 32 كيلومتراً، وعرضها 24 كيلومتراً، وتمتاز بخصوبتها المروية من فروع نهر بردى.
وتقع الغوطة الشرقية ومركزها مدينة دوما على امتداد الشرق والجنوب من مدينة دمشق، وتتميز بمزارعها الخضراء التي أحرقتها نيران الغارات التي يشنها النظام السوري منذ 7 سنوات، ويعيش فيها حالياً نحو 400 ألف شخص.
وتواصل غوطة دمشق امتدادها إلى مناطق وقرى وبلدات أصبحت مدناً الآن؛ مثل زملكا وجرمانا والمليحة وعقربا وحزّة وكفربطنا وعربين، إلى أن تلتقي بالغوطة الغربية لتكمل احتضان دمشق بالبساتين.
ونظراً للطبيعة الوعرة فيها اتخذ الثوار منها مركزاً لهم في قلب الأدغال، واستمروا في هجماتهم المتكررة على أرتال الفرنسيين (سنة 1925)، وقوات النظام السوري (منذ 2012)، وساعدت في قطع الطريق أمامهم.
-الغوطة.. احتلال فرنسي
في 1924 تم إعلان الانتداب الفرنسي على سوريا، الأمر الذي رفضه العديد من الوطنيين، فكان بداية ظهور بوادر القومية العربية لدى الشعب السوري، الذي بدأ بتنظيم الثورات المُطالبة بالحرية والاستقلال.
وعلى إثر ذلك قامت الثورة السورية الكبرى (1925-1927) في أنحاء متفرقة من البلاد، وشهدت الغوطة تحديداً معارك عدّة، حاولت خلالها القوات الفرنسية السيطرة عليها، لكن الثوار هناك حموها من الانكسار.
وفي 12 ديسمبر 1925، أرسلت سلطات الانتداب الفرنسي حملة عسكرية على غوطة دمشق لتعقب الثوار بقيادة حسن الخراط، وهاجمت المنطقة بالقصف المدفعي والطائرات.
آنذاك كان تعداد الثوار الموجودين في الغوطة نحو ألف ثائر منقسمين إلى مجموعات تجمعهم قيادة منظمة واحدة، وقد عجزت التجريدات الفرنسية عن النيل من ثورتهم أو معرفة مكان تموينها.
وعندما عجزت القوات الفرنسية عن التوغل في الغوطة، طوقتها بالتحصينات وأحاطت تخومها بشبكة من الألغام، والأسلاك الشائكة، وهنا كانت أول هزيمة أحاطت بالفرنسيين عند محاولتهم القضاء على ثوار المنطقة.
وعندما عجز الفرنسيون عن السيطرة على الغوطة، أرسلوا إليها حملة عسكرية سرعان ما فشلت حينما انقض عليها الثوار وجردوها من خيولها وأسلحتها، ثم تركوا أفرادها يعودون سيراً على الأقدام دون سفك دماء، وسُمّيت بمعركة “الزور الأولى”.
وفي نوفمبر 1925، جابه ثوار الغوطة حملة فرنسية كبيرة قُدر عدد أفرادها بـ8 آلاف مقاتل معززين بالمصفحات والمدفعيات، حيث تركوها تتورط في طرق الغوطة الملتوية، ثم انقضوا عليها بعد وقوعهم في كمين مُحكم.
واستطاع الثوار في هذه الواقعة القضاء على معظم أفرادها واستولوا على أسلحتهم وعتادهم، واستطاعوا أن يغنموا بعضاً من الأسلحة الرشاشة، استعملوها لاحقاً في عملياتهم الحربية، وقد سُميت بمعركة “الزور الثانية”.
عدد كبير من المعارك خاضها الثوار في الغوطة، لم يستطع أن يثني عزيمتهم أمام الاحتلال الفرنسي، واستمروا في السيطرة عليها، نظراً لما تشكّله هذه المنطقة من ثقل سياسي واقتصادي وأمني على العاصمة.
-الغوطة.. حصار سوري-روسي
مع بدء الثورة السورية انقسمت الساحة بين قوات تابعة للنظام مدعومة من روسيا وإيران و”حزب الله” اللبناني، وقوات المعارضة السورية التي تسلّحت بعد سنوات قليلة من الثورة التي بدأت سلمية.
وانقسمت على الأرض التوزيعات الجغرافية بين النظام والمعارضة التي سيطرت على مناطق تركزت في الشمال السوري، وكان من ضمنها غوطة دمشق الشرقية، التي شهدت منذ عام 2015 حصاراً من طرف قوات الأسد.
وعلى اعتبار أن دمشق العاصمة ذات الثقل السياسي والاقتصادي والإعلامي، حاولت قوات النظام السيطرة على الغوطة الشرقية التي لا تزال قوى المعارضة المسلحة تسيطر عليها.
ولم تنجح قوات النظام المدعومة روسياً وإيرانياً على مدار 3 سنوات في استعادة السيطرة على المنطقة التي تمثل آخر وأهم معاقل المعارضة السورية، على اعتبار أنها الأقرب من العاصمة دمشق.
واتخذت المعارضة السورية المسلحة الغوطة الشرقية قاعدة لها، مستغلة تضاريس هذه المنطقة لكونها زراعية وتمتلك غطاء نباتياً كثيفاً؛ ما جعلها محل استهداف لقصف القوات السورية.
وظلت عمليات النظام السوري مستمرة على مدار سنوات الثورة التي بدأت في 2011، حتى جاء 2015 الذي كان عام بدء الحصار وتضييق الخناق على الغوطة والمدنيين فيها.
ومنذ منتصف الشهر الجاري تتوالى الضربات الروسية-السورية على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، آخر معاقل المعارضة قرباً من العاصمة، لليوم السادس على التوالي، في الهجوم الأعنف منذ 3 أشهر.
في هذه المعركة التي بدأت قبل 3 سنوات وزادت حدّتها مؤخراً، كانت حشود قوات النظام على جبهات الغوطة الشرقية تتبدل من حين إلى آخر، ولم يتوقف الأمر مطلقاً، وقد ألحقت المعارضة المسلحة بهم خسائر كبيرة جداً.
ولعل الفارق بين هذه المعركة وما سبقها من معارك، أن الحالية ترتكب فيها المجازر من قبل قوات النظام والطائرات الحربية الروسية بالجملة، وبأسلحة فتاكة وبمشاهدة حية ومباشرة من العالم الذي ما زال مجلس أمنه عاجزاً عن اتخاذ موقف عملي لوقف تلك المذابح ضد المدنيين، فهل ينتصر العالم للغوطة أم يسمح بانكسارها بصمته؟
هجوم متعدد المحاور ووابل قذائف لتغيير المعادلة بالغوطة
تجاهل النظام السوري وحلفاؤه قرار مجلس الأمن الدولي تطبيق هدنة إنسانية، وبدأت قواته بمساندة المليشيات الداعمة لها هجوما بريا واسعا لاقتحام الغوطة الشرقية من ثلاثة محاور، تحت غطاء ناري كثيف وإسناد مدفعي وجوي شاركت فيه مقاتلات روسية بحسب مصادر في المعارضة السورية المسلحة.
وقال مراسل الجزيرة في الغوطة محمد الجزائري إن الهجوم بدأ في محاور كرم الرصاص والشيفونية قرب دوما وحوش الضواهرة في منطقة المرج، وتهدف قوات النظام إلى الوصول لتل فرزات بغية عزل مساحات كبيرة من منطقة المرج شرقي الغوطة، وكذلك لقطع الطريق بين مدينتي دوما وحرستا غربي الغوطة الشرقية.
ونقل المراسل عن الدفاع المدني بريف دمشق تسجيل سقوط أكثر من ثمانين قذيفة مدفعية على أحياء حرستا إحدى كبرى مدن الغوطة.
وأشار مراسل الجزيرة في درعا عمر الحوارني إلى أن الأنباء الأولية تشير إلى سقوط ضحايا وقتلى من المدنيين جراء القصف العنيف منذ صباح اليوم، مشيرا إلى أن فصائل المعارضة تمكنت حتى الآن من صدّ هجوم النظام.
ولفت إلى أن قوات النظام تسعى للتقدم نحو التلة الإستراتيجية بعدما استطاعت في الأعوام الماضية السيطرة على نحو عشرين بلدة في منطقة المرج، حيث لم يتبق سوى هذه التلة وست بلدات أخرى بيد المعارضة، موضحا أن سقوط التلة بيد قوات النظام يعني حصر المعارضة في منطقة مكتظة بالسكان والمباني.
وأوضح المراسل أن عملية “فكي الكماشة” التي تنفذها قوات النظام للفصل بين دوما وحرستا تهدف لقضم مناطق بالغوطة وتقطيع أوصالها وعزلها عن بعضها في وقت تزداد فيه الأوضاع الإنسانية ترديا.
خارطة السيطرة
وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة في غازي عينتاب رأفت الرفاعي أن النظام من خلال عملية الاقتحام يسعى لتغيير خارطة السيطرة في الغوطة التي تعتبر البوابة الشرقية للعاصمة دمشق وتبلغ مساحتها تسعين كيلومترا مربعا. ولفت إلى أن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية ثقيلة وأعدادا من المليشيات الأجنبية خاصة العراقية واللبنانية، للمشاركة في هذا الهجوم الواسع.
لكن المراسل أوضح أن قوات النظام لم تحقق حتى الآن أي تقدم في الغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن هناك خيارات أمام فصائل المعارضة تتمثل بصد الاقتحام واستثمار الجغرافيا لنقل الخطوط الدفاعية في ظل القصف الشديد والمكثف.
وكان مراسل الجزيرة في ريف دمشق أفاد في وقت سابق بأن المعارك تحتدم على أطراف بلدة الشيفونية بين المعارضة وقوات النظام، وأضاف أن قوات النظام قصفت بلدة الشيفونية بالبراميل المتفجرة، بينما قالت مواقع موالية للنظام إن القصف استهدف مواقع لجبهة النصرة.
يشار إلى أن عدد قتلى الغارات الروسية والسورية بلغ 54 مدنيا منذ أمس.
وضع كارثي
وأوضح مراسل الجزيرة في الغوطة أن الوضع الإنساني يزداد سوءا بسبب الجوع والبرد والمرض وانعدام المواد الأساسية، بينما ناشد الأهالي المجتمع الدولي التدخل وإنقاذهم فورا.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في الدفاع المدني العامل في الغوطة الشرقية أن الطيران الحربي الروسي جدد مساء أمس قصفه بلدة الشيفونية بغارات، كما أطلقت المدفعية السورية نحو مئة قذيفة خلال أقل من عشر دقائق على البلدة، مخلفة قتلى وجرحى ودمارا كبيرا.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسعفين في المنطقة أن القصف لم يهدأ لفترة من الوقت تسمح لهم بإحصاء جثث القتلى.
وقالت خدمات طوارئ وجماعة تراقب الحرب إن الطائرات الحربية ضربت بلدة في الغوطة بعد قليل من التصويت في مجلس الأمن على القرار 2401 القاضي بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا.
المصدر : الجزيرة
مساع فرنسية ألمانية لتنفيذ هدنة الغوطة
يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأحد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث تطبيق وقف إطلاق النار الذي طالب به قرار دولي في سوريا.
وطبقا لبيان لقصر الإليزيه فإن المباحثات تأتي بعد أن صوّت مجلس الأمن الدولي أمس بالإجماع على قرار لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا.
ووصف البيان القرار بأنه “خطوة أولى ضرورية”، مؤكدا أنه يجب احترام الهدنة، كما طالب بأن تتمكن القوافل الإنسانية من الوصول دون إبطاء إلى البلدات الأكثر تضررا جراء أعمال العنف وانقطاع المواد الغذائية والأدوية، ويجب أن تطبق عمليات الإجلاء الطبية العاجلة دون عوائق”.
في الوقت نفسه، ندد البيان بـ”عمليات القصف العشوائية التي ينفذها النظام السوري”، مشيرا إلى أن الحاجات الميدانية هائلة ولا سيما في منطقة الغوطة في ريف دمشق.
وقال إن “على جميع الدول المعنية أن تتحرك من أجل التطبيق التام للالتزامات التي قطعت خلال الأيام التالية، بدءا بالجهات الضامنة لاتفاق أستانا روسيا وتركيا وإيران”.
وذكرت متحدثة باسم الرئاسة الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيزور الثلاثاء موسكو ليبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف جميع السبل الكفيلة بتطبيق فعال لقرار مجلس الأمن الدولي 2401، وتحريك الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع.
وتطلب صدور قرار مجلس الأمن أكثر من 15 يوما من المفاوضات الشاقة من أجل التوصل إلى صيغة تحظى بموافقة الجميع، في محاولة لتجنب استخدام روسيا حق النقض (فيتو) الذي لجأت إليه 11 مرة لتعطيل مشاريع قرار تدين النظام السوري.
المصدر : وكالات
الملف السوري بالأمم المتحدة.. سنوات من العجز
منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، انخرطت الأمم المتحدة في الملف السوري، وطرحت عدة مبادرات بهدف التوصل إلى حلٍّ سلمي للأزمة، لكن جهودها كانت تتعثر في كل مرة لعوامل عدة، أبرزها الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار يدين نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي 24 فبراير/شباط 2018 نجحت الهيئة الأممية بعد نقاشات ومداولات في تمرير قرار بالإجماع، يطالب بوقف إطلاق النار ثلاثين يوما في سوريا، لكن روسيا فرضت استثناءات من شأنها -بحسب مراقبين- عرقلة تطبيق القرار.
وفي ما يأتي أبرز محطات الجهود الأممية في سوريا:
4 أكتوبر/تشرين الأول 2011: استخدمت روسيا والصين حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، وأحبطتا مشروع قرار غربي يدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية, ويهدده بعقوبات. وتقدمت بالمشروع فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال, وأيدته الولايات المتحدة.
وبالإجمال استخدمت روسيا الفيتو 11 مرة لتعطيل قرارات بهدف حماية حليفها السوري في وجه الضغوط الغربية.
وسيطان يتنحيان
أغسطس/آب 2012: استقال كوفي عنان كموفد خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بعد خمسة أشهر من الجهود غير المثمرة التي بذلها، واشتكى عنان من غياب دعم الدول الكبرى لمهمته، وقال إن العسكرة المتزايدة على الأرض والغياب الواضح للإجماع في مجلس الأمن “أحدث تغييرا جذريا للظروف المؤاتية من أجل الممارسة الفعّالة” لدوره كوسيط.
واقترح عنان خطة من ستّ نقاط تدعو إلى وقف القتال والانتقال السياسي، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ.
وتسلم وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي المهمة التي تخلى عنها عنان. وفي بداية عام 2014 أشرف الإبراهيمي في جنيف على تنظيم المفاوضات الأولى المباشرة بين الحكومة والمعارضة برعاية الولايات المتحدة وروسيا، لكن هذه المفاوضات لم تحقق شيئا يذكر، واستقال الإبراهيمي كوسيط بعد عامين من الدبلوماسية غير المثمرة.
تسع جولات
في مطلع عام 2016، عقدت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة في جنيف برعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا دون إحراز تقدم ملموس، نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الأسد.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، اتهم دي ميستورا دمشق بتقويض المحادثات في جنيف من خلال رفضها الحوار مع المعارضة، وقال في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات “تم تفويت فرصة من ذهب”.
وفي 26 يناير/كانون الأول عقدت جولة تاسعة من مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة دون تحقيق أي نجاح في فيينا، التي نقلت المفاوضات إليها لأسباب لوجستية.
حلب
أكتوبر/ تشرين الأول 2016: حذّر دي ميستورا من أن معقل المعارضة في حلب سيسوى بالأرض بحلول عيد الميلاد في حال فشلت الأمم المتحدة في وقف الحرب المدمرة، بينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في مؤتمره الصحافي الأخير في 16 ديسمبر/كانون الأول 2016 أن “حلب الآن مرادف للجحيم”.
راقبت الأمم المتحدة بعجز حصار الجيش السوري مناطق المعارضة في حلب بدعم من روسيا وإيران، وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول وصل بعض المراقبين للإشراف على إجلاء المدنيين، ووصف دبلوماسي الوضع بالقول إنه “القيام بما تيسر بعد فوات الأوان”.
الغوطة الشرقية
9 فبراير/شباط 2018: تقدمت السويد والكويت بمشروع قرار جديد يدعو لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا، ورفع الحصار الذي يفرضه المتحاربون -وخاصة قوات النظام- في مناطق متعددة.
وبدأت مفاوضات شاقة وطويلة وسط غارات جوية كثيفة على الغوطة الشرقية، حيث يعيش أربعمئة ألف نسمة تحت الحصار منذ عام 2013، وكان القصف قد تسبب في مقتل خمسمئة في أسبوع بينهم ما لا يقل عن 127 طفلا.
24 فبراير/شباط 2018: صوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى.
ولكسب تأييد روسيا لوقف إطلاق النار تم شطب العبارة التي تتحدث عن بدء وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من تبني القرار واستبدالها بعبارة “دون تأخير”، وتم أيضا إسقاط عبارة “بشكل فوري” فيما يتعلق بتسليم المواد الغذائية والإخلاءات.
وفي تنازل آخر لموسكو، يقول القرار إن وقف إطلاق النار لن يشمل العمليات ضد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة و”مجموعات وكيانات ومتعاونين” مع التنظيمين السابقين، وهذا سيسمح للقوات السورية بمتابعة هجماتها على فصائل المعارضة المسلحة التي تعتبرها “إرهابية”، مما يهدد الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2018
“النصرة” شماعة النظام وروسيا لحرق الغوطة
أكدت فصائل سورية معارضة أن روسيا والنظام السوري وحلفاءه لم يلتزموا بقرار الأمم المتحدة أمس القاضي بفرض هدنة بسوريا لثلاثين يوما، مشددين على أن الحديث عن استمرار الحرب ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) بالغوطة الشرقية مجرد شماعة لضرب المنطقة، وشددوا من جانبهم على التزامهم بما جاء في القرار الأممي.
وذكر المتحدث باسم هيئة أركان جيش الإسلام حمزة بيرقدار أن روسيا وقوات النظام وحلفاءه يعلمون أن المحاور التي تشهد اشتباكات عنيفة بالغوطة لا يوجد بها عناصر لتنظيم “هيئة تحرير الشام”، موضحا أن جيش الإسلام سبق له أن شن حملة لإنهاء وجود عناصر الهيئة بالغوطة، لكن الروس وقوات النظام عرقلوا خروجهم.
ووصف بيرقدار “هيئة تحرير الشام” بأنها “فكر دخيل” و”سرطان خبيث” فتك بالثورة السورية، مشددا على أن روسيا والنظام يستخدمان هذا التنظيم شماعة لقصف الغوطة الشرقية.
وأكد المسؤول السياسي لفصيل “جيش الإسلام” محمد مصطفى علوش ما قاله بيرقدار، مبينا أن وجود أفراد من “هيئة تحرير الشام” في إحدى بلدات الغوطة الشرقية ليس حجة لحرق الغوطة وقتل أربعمئة ألف مواطن فيها، بحسب تعبيره.
وأكد أن هؤلاء الأفراد جاهزون للخروج من الغوطة لحقن دماء المدنيين، لكنّ النظام يعرقل إخراجهم.
التزام بالهدنة
وأعرب “جيش الإسلام” في بيان عن التزامه بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بوقف إطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما، وتعهد “بحماية القوافل الإنسانية التي ستدخل إلى الغوطة الشرقية، مضيفا “مع التأكيد على احتفاظنا بحق الرد الفوري لأي خرق” قد ترتكبه القوات النظامية.
وفي بيان منفصل، أكد فصيل “فيلق الرحمن” هو الآخر التزامه الكامل بقرار الأمم المتحدة، وتسهيل “إدخال كافة المساعدات الأممية إلى الغوطة الشرقية”، مشددا على حقه “في الدفاع عن النفس ورد أي اعتداء”.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن القصف المدفعي والغارات الجوية على الغوطة الشرقية خلال سبعة أيام خلفت أكثر من 519 قتيلا من المدنيين، بينهم 127 طفلا في هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013.
وكان رئيس الأركان الإيراني محمد باقري أكد اليوم أن العمليات ضد “هيئة تحرير الشام” مستمرة في الغوطة الشرقية، موضحا أن ذلك لا يعني خرقا لقرار الأمم المتحدة.
المصدر : الجزيرة + وكالات