أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 27 كانون الأول 2015

«جيش الإسلام» يواجه تحدي البقاء

لندن – إبراهيم حميدي

استعجل «جيش الإسلام» توفير الإجماع لقرار تعيين عصام بويضاني (أبو همام) خلفاً لزهران علوش الذي اغتيل في غارة روسية مساء الجمعة، لكنه تريث في إعلان الانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض، وسط تأكد أنباء عن «فيتو» من موسكو ودمشق ضد مشاركة «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» في المفاوضات بين الحكومة والمعارضة التي أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس أنها ستجرى في جنيف في ٢٥ الشهر المقبل.

وينحدر «أبو همام» (٤٠ سنة) من أسرة تجارية في مدينة دوما معقل التنظيم شرق دمشق وكان يعمل في استيراد السيارات من الصين ودول أوروبية. وقال قيادي في التنظيم إنه «كان متوارياً وملاحقاً من أجهزة الأمن قبل ثلاث سنوات من اندلاع الثورة العام ٢٠١١، وإنه انخرط في العمل العسكري بتأسيس «سرية الإسلام» منذ بدايات الحراك، إلى أن أصبح مسؤولاً عن الهيئات في جيش الإسلام».

ووفق أحد معارفه، يتميز القائد الجديد بـ «العمل في الظل والابتعاد من الإعلام»، على عكس زهران علوش، المعروف بـ «ظهوره ومركزيته ورمزيته» بالنسبة إلى التنظيم. والتحدي الأول الذي سيواجهه «أبو همام» يتعلق بـ «الحفاظ على تماسك جيش الإسلام». وبمجرد تسلمه منصبه، أعلن «أبو همام» قتل ٢٨ عنصراً من قوات النظام شرق دمشق، لكن واجه تحدياً جديداً تمثل في كيفية الرد على اغتيال «معلمه» في غارة شنتها قاذفة روسية من ارتفاع عال، بحسب شهادات حية قدمها إلى القيادة طيارون منشقون. وقال أحد القياديين إن مناقشات داخلية أسفرت عن سحب بيان تضمن الانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ٣٤ عضواً من المؤتمر الموسع للمعارضة وتتخذ من الرياض مقراً لها، لافتاً إلى أن الساعات المقبلة ستشهد «نقاشاً بين الأذرع العسكرية والسياسية وبين قيادات الداخل والكوادر ومسؤولين في الخارج وحلفاء التنظيم، لاتخاذ موقف سياسي من الغارة الروسية».

وكان «جيش الإسلام» أحد ١٥ فصيلاً مقاتلاً شاركوا في مؤتمر الرياض وأقروا قبول الحل السياسي عبر المفاوضات مع النظام لتطبيق «بيان جنيف»، كما أن «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» بين ١٠ تنظيمات ممثلة في الهيئة العليا. لكن مسؤولاً غربياً قال لـ «الحياة» أمس، إن موسكو ودمشق أبلغتا المبعوث الدولي بأن ممثلي الحكومة السورية «لن يشاركوا في المفاوضات إذا شارك في وفد المعارضة جيش الإسلام أو أحرار الشام». ووصفت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) علوش بأنه «إرهابي»، فيما قال المنسق العام للهيئة العليا رياض حجاب إن «استهداف أي مكون من مكونات الهيئة العليا استهداف للهيئة بأكملها، ولا يخدم هذا العدوان الخارجي الروسي والإيراني أي عملية سياسية». وأدى هذا الموقف إلى انتقاد من رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين، في وقت علمت «الحياة» ان «الهيئة الوطنية للتنسيق» (معارضة الداخل) برئاسة حسن عبدالعظيم أبلغت الهيئة العليا باحتمال «الانسحاب» ما لم تتم تلبية بعض مطالبها وتوسيع الممثلين فيها.

وأفاد مكتب المبعوث الدولي «الحياة» أمس، بأن دي ميستورا سيجري بداية السنة محادثات مع الأطراف السورية استعداداً لعقد مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جنيف في ٢٥ الشهر الجاري بناء على القرار الدولي ٢٢٥٤. وقال ناطق باسمه في بيان، إن «الشعب السوري عاني بما يكفي، وإن معاناته وصلت المنطقة وغيرها، ويستحق الاهتمام الكامل والالتزام من جميع ممثليه لإظهار القيادة والرؤية لتجاوز الخلافات لأجل سورية»، وإن دي ميستورا «يعول على التعاون الكامل من كل الأطراف السورية المعنية ولن يُسمح للتطورات المستمرة على الأرض بإخراج العملية عن مسارها».

ويتوقع أن يلتقي دي ميستورا قريباً أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات لنقل آراء الدول المعنية إزاء تركيبة الوفد المفاوض الذي تردد أنه يضم ١٥ عضواً رئيساً وآخرين داعمين، وسط أنباء عن مطالب روسية بضم شخصيات لم تدع إلى مؤتمر الرياض، إضافة إلى أن دي ميستورا سيزور دمشق وعواصم إقليمية فاعلة قبل الموعد المقرر للمفاوضات.

ولم يكن أثر اغتيال علوش سياسياً فقط، إذ قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إنه «تم تجميد الاتفاق في جنوب دمشق الذي يقضي بنقل 3620 شخصاً من ضمنهم 2090 عنصراً من داعش وفصائل أخرى من القسم الجنوبي لدمشق» إلى الرقة معقل التنظيم وريف حلب. وتردد أن السبب هو مقتل قائد «جيش الإسلام»، باعتبار أن العناصر كانوا سيمرون من مناطق سيطرته قرب العاصمة، الأمر الذي نفاه مسؤول في «جيش الإسلام». وأكد أن بعض قياديي «جبهة النصرة» بينهم «أبو ماريا القحطاني» وصلوا إلى شمال سورية ضمن اتفاق مع النظام بنقل أكثر من مئتي عنصر من ريف درعا إلى محافظة إدلب معقل «جيش الفتح».

إلى ذلك، قال «المرصد» إن «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً، سيطرت على «سد تشرين على نهر الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي، عقب السيطرة على كامل الضفة الشرقية للنهر وقطع طريق الرقة- منبج، بدعم من قاذفات التحالف الدولي بقيادة أميركا».

 

توقعات بخروج «داعش» من جنوب دمشق غداة مقتل زهران علوش

يروت – أ ف ب

يُتوقع أن يخرج حوالى أربعة آلاف شخص بين متطرفين ومدنيين اليوم (السبت) من ثلاثة أحياء جنوب دمشق غداة مقتل قائد تنظيم «جيش الإسلام» المعارض المسلح زهران علوش في غارة جوية، قالت قيادة الجيش السوري إنها «عملية خاصة»، أدت أيضاً إلى مقتل قادة متطرفين آخرين.

وهذا الخروج سيتم بموجب اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية تنطبق مفاعيله على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة»، بالإضافة إلى مدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحياء المجاورة لمنطقتي الحجر الأسود والقدم.

وتشهد هذه الأحياء الثلاثة تدهوراً كبيراً في الظروف المعيشية بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش منذ عام 2013 وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وهذا الاتفاق هو الأول من نوعه الذي يشمل «داعش» ويأتي بعد فشل أربع محاولات خلال العامين الماضيين وفق مصدر حكومي.

وقال مصدر حكومي مطلع على الملف إنه «تم التوصل إلى اتفاق بخروج أربعة آلاف مسلح ومدني من كل الجهات الرافضة لاتفاق المصالحة في المنطقة الجنوبية، وبينهم عناصر من النصرة وداعش». وسيبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بخروج المسلحين اليوم «لتكون وجهتهم الرقة (شمالاً) ومارع (شمالاً)».

وتُعد مارع من أبرز معاقل الفصائل المتطرفة والمقاتلة، وبينها «جبهة النصرة» في ريف حلب الشمالي، فيما تُعتبر الرقة معقل «داعش» في سورية.

وتأتي هذه المبادرة مع مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش الجمعة في غارة جوية الجمعة، وهو الفصيل المسلح المعارض الرئيسي في منطقة دمشق، فيما يُعتبر مقتله برأي الخبراء ضربة قوية للمعارضة وللمفاوضات بين النظام والمعارضين التي من المفترض أن تبدأ بعد شهر.

ويعد «جيش الإسلام» الفصيل المسلح الأبرز في الغوطة الشرقية شرق العاصمة دمشق، والتي تتعرض بانتظام لقصف القوات الحكومية والطيران الروسي.

وأكد عضو بارز في تنظيم «جيش الإسلام» مقتل علوش، قائلاً إن ثلاث طائرات استهدفت «اجتماعاً سرياً» لقادة التنظيم في الغوطة الشرقية.

وبعد ساعات على مقتل علوش، عيّن مسؤولو التنظيم قائداً جديداً لهم، وهو أبو همام البويضاني (40 عاماً)، وهو مقاتل تقيم عائلته علاقات وثيقة مع جماعة “الإخوان المسلمين”، وفق ما أفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن.

وقالت قيادة الجيش السوري في بيان بثه التلفزيون الرسمي إنها شنت «عملية خاصة» أدت إلى مقتل علوش في إطار «مهمة وطنية».

وصرح مصدر أمني سوري أن «عشرات» المقاتلين المسلحين قُتلوا في الغارات التي شنها الطيران السوري بصواريخ روسية حصل عليها أخيراً، مضيفاً أن الطائرات شنت غارتين استهدفتا الاجتماع، مطلقةً أربعة صواريخ في كل غارة. وقُتل 12 من أعضاء «جيش الإسلام» وسبعة من أعضاء تنظيم «أحرار الشام» المتطرف.

 

«جيش الإسلام» يعيّن «أبو همام» خلفاً لزهران علوش ويعلن قتل ٢٨ من قوات النظام شرق دمشق

لندن – «الحياة»

أعلن «جيش الإسلام» أمس تعيين عصام بويضاني (أبو همام) قائداً له خلفاً لزهران علوش الذي قتل بغارة شرق دمشق مساء أول أمس، بالتزامن مع إعلان «جيش الإسلام» قتل ٢٨ عنصراً من القوات النظامية بهجوم على حي جوبر شرق العاصمة، في وقت قال المنسق العام في الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن الوقت ليس مناسباً لإجراء مفاوضات مع النظام بعد اغتيال علوش.

وقال «جيش الإسلام» في بيان أمس «مقتل وجرح العشرات من قوات الأسد في عملية نوعية على جبهة حي جوبر شرق العاصمة»، وأن مقاتليه «نجحوا في التسلل إلى داخل إحدى نقاط قوات الأسد على جبهة حي جوبر ووضع كمية كبيرة من المواد المتفجرة، والانسحاب من دون إصابة أحد من المجموعة».

وقال المكتب الإعلامي لـ «جيش الإسلام» أنه «تم تفجير النقطة بمن فيها من عناصر الأسد، ما أسفر عن مقتل 28 عنصراً، بينهم ضباط وسقوط الكثير من الجرحى».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وحزب الله اللبناني مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في محيط حي جوبر على أطراف العاصمة، وسط فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي، ترافق مع استهداف الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام في محيط حي جوبر على أطراف العاصمة، وقد وردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الأخير».

وقال «جيش الإسلام» أن «ما يحققه الثوار من ميدانية نوعية جعلت النظام يعاني فشلاً متكرراً وهزائم متتالية، إذ بعد فشل العدوان الجوي على جبهة المرج في الغوطة الشرقية بالتقدم، ذاقت ميليشياته فشلاً جديداً بعدوانها البري على كل من جبهات المرج وتل كردي وأوتوستراد دمشق – حمص الدولي، وتكبد خسائر بشرية في جنوده ما دفع العدو بجنون لقصف المدنيين العزل في المدن السكنية في بلدات الغوطة الشرقية».

وكان «المرصد» ونشطاء معارضون وقيادة «جيش الإسلام» أعلنوا أنه «تم تعيين أبو همام البويضاني قائداً جديداً لجيش الإسلام».

ويتحدّر البويضاني من أسرة «ذات نهج إسلامي من مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، تعمل في التجارة وتملك متاجر في سوق البوضاني بشارع الجلاء في مدينة دوما، حيث تركها البويضاني ملتحقاً بالعمل العسكري».

و «أبو همام» (40 عاماً)، يصفه المقربون منه بأنه «طالب علم مجتهد تلقى العلم الشرعي على يد مشايخ دمشق»، ويحمل إجازة في إدارة الأعمال، وسافر وارتحل إلى عدد من البلاد العربية والعالمية، وكان يعمل في التجارة قبل بدء الثورة.

كان أحد مؤسسي «سرية الإسلام» في بداية الثورة عام ٢٠١١ وتقلد منصب قائد «ألوية ريف دمشق»، ثم عين قائداً لعمليات ريف دمشق، ثم بعد ذلك قائداً لـ «ألوية جيش الإسلام» في سورية، ثم عين أخيراً رئيساً لهيئات «جيش الإسلام».

ويبتعد «أبو همام» عن الظهور الإعلامي لذلك لا يوجد ظهور إعلامي في الفترات السابقة، وكان جل عمله في الميدان وساحات المعارك، وفق نشطاء معارضين.

وقال «المرصد» أن تعيينه البويضاني «جاء بعد استشهاد زهران علوش القائد السابق لجيش الإسلام مع 13 عنصراً آخر من بينهم 5 من قيادات جيش الإسلام، ذلك في غارة لطائرات حربية استهدفت اجتماعاً في منطقة أوتايا بالغوطة الشرقية». وضم الاجتماع قيادات وعناصر من «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» وفصائل إسلامية أخرى تنشط في غوطة دمشق الشرقية بهدف «التنسيق وتوحيد جهودهم لمحاربة حزب الله اللبناني وقوات النظام».

وتعد هذه الضربة الثانية التي تستهدف قيادات في أكبر الفصائل العاملة بالغوطة الشرقية خلال الـ48 ساعة الفائتة، حيث علم «المرصد» من مصادر متقاطعة أن «16 عنصراً على الأقل من فيلق الرحمن ومن قيادات الصف الثاني في الفيلق ذاته استشهدوا وأصيب آخرون من مقاتليه بجروح من ضمنهم قائد فيلق الرحمن عبدالناصر شمير، نتيجة ضربات جوية استهدفت منطقة اجتماعهم بغوطة دمشق الشرقية».

وقال «جيش الإسلام» في بيان تلفزيوني أن اغتيال علوش «لن يزيدنا إلا حرصاً على قتال النظام الغادر واستئصاله، وليبشر الخوارج المارقين بأسياف أحفاد علي تكسر قرنهم وتقطع دابرهم وتبدد زيفهم وزخرفهم».

وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان أن «اغتيال روسيا قائد جيش الإسلام يخدم تنظيم داعش ومحاولة لإجهاض العملية السياسية للأمم المتحدة في سورية». وأضاف أن «جريمة اغتيال قائد جيش الإسلام» تؤكد أهداف الغزو الروسي لبلادنا، ومنها مساندة الإرهاب والنظام المستبد، واستئصال قوى الثورة المعتدلة… وما تقوم بها روسيا الغازية اليوم، يمثل خدمة واضحة لتنظيم داعش وإضعاف فصائل الثوار التي تصدَّت للإرهاب وقوَّضت أركانه، ومحاولة جليَّة لإجهاض جهود الأمم المتحدة للعودة إلى مسار التسوية السياسية، ويؤكد أنها تتجه لتصعيد خطير، وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة، ما يناقض موافقتها الملتبسة على قرار مجلس الأمن الرقم ٢٢٥٤».

وإذ أشار «الائتلاف» إلى أن اغتيال علوش جاء «بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض الذي أكد الالتزام بالحلِّ السياسي، ووقعته القوى العسكرية المُشارِكة، ومنها جيش الإسلام»، دعا «المجتمع الدولي ومجلس الأمن لإدانة تلك الجريمة، بما تمثله من خرق للقرار ٢٢٥٤، وتقويض لصدقية الدول المُوقِّعة عليه».

وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات أن «الحادث الجلل له تبعات على المعترك السياسي والديبلوماسي»، موضحاً أن «جيش الإسلام هو أحد أهم مكونات الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض يوم 10 كانون الأول (ديسمبر) 2015، وتقوم كتائب هذا الجيش بحماية المدنيين من الانتهاكات التي يرتكبها النظام، كما أنها مكون أساسي من الحرب على الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة المتطرف».

وتابع حجاب أن «استهداف أي مكون من مكونات الهيئة العليا للمفاوضات هو استهداف للهيئة بأكملها، ولا يخدم هذا العدوان الخارجي الروسي والإيرانــي أي عملية سيـاسية، وسنبذل جــــهدنا في المحافل الدوليــة والحقوقية والقانونية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب»، مشيراً إلى أن «استهداف الشعب الأعزل بجرائم القصف الهمجي في إدلب وحمورية والمعضمية وغيرها من مدن سورية ومناطقها من شأنه تقويض الجهود الدولية لدفع مسار العملية السياسية».

واعتبر حجاب أنه بعد اغتيال علوش «لن يكون من المناسب التفاوض مع النظام على أي من شؤون السيادة التي لا يملك أدنى مقوماتها، وما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف المجازر التي ترتكب في حق السوريين، فإن جهود الأمم المتحدة ستبقى معلقة أمام العدوان الأهوج الذي تقوم به القوى الحليفة للنظام».

من جهتها، نعت «جبهة النصرة» في بيان «استشهاد قائد جيش الإسلام زهران علوش في غارة روسية على الغوطة الشرقية». وقالت: «قضى الشيخ المجاهد محمد زهران علوش شهيداً بعد سنين من التضحية والفداء قاتل فيها على تخوم دمشق وجاهد النصيرية والروافض». وتوجهت بـ «التعزية إلى أسرة الفقيد وإلى مقاتلي جيش الإسلام خاصة وأهل الشام عامة، داعيةً الله لقائد جيش الإسلام الجديد «أبو همام» بالتوفيق والسداد».

في المقابل، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن قيادة الجيش النظامي تأكيدها «مقتل الإرهابي زهران علوش وعدد من متزعمي ما يدعى «جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام» خلال عملية نوعية للطيران الحربي ضد مقار للإرهابيين في الغوطة الشرقية». وقالت: «بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة واستناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري عملية جوية نوعية استهدفت تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقارها في الغوطة الشرقية بريف دمشق».

وبثت وسائل إعلام رسمية فيديو أظهر تصوير عملية اغتيال علوش وقياديين معارضيين شرق دمشق.

إلى ذلك، قال «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى أمس «المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، كما قصف الطيران المروحي بمزيد من البراميل المتفجرة مناطق في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، ما أدى إلى استشهاد 3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية»، في وقت «دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر في منطقة تل الكردي بالغوطة الشرقية، وقد وردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام».

ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في محاور بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية «ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام، وقد وردت معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». كما اغتال مسلحون مجهولون شخصاً في بلدة التل في ريف دمشق وذلك بإطلاق الرصاص عليه أمام منزله ومن ثم لاذوا بالفرار. وجددت قوات النظام استهدافها مناطقَ في الطريق بين قريتي دير مقرن وإفرة بوادي بردى، فيما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في منطقة البساتين بمحيط بلدة الكسوة بغوطة دمشق الغربية.

وقتل طفل متأثراً بجروحه، ليرتفع إلى 8 بينهم 3 أطفال ومواطنة عدد قتلى «القصف الجوي أمس على مناطق في مدينة عربين الواقعة بغوطة دمشق الشرقية، بينما استشهد مقاتل في الفصائل الإسلامية خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية»، بحسب «المرصد».

ونفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية العديد من الضربات على أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية «بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في عدة محاور بالمنطقة، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، في حين استهدفت الفصائل الإسلامية دبابة لقوات النظام في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية، ما أدى إلى إعطابها ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام».

في جنوب غربي العاصمة، قال «المرصد» إن قوات النظام «قصفت مناطق في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، ترافق مع سقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض على مناطق في المدينة، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر في محيط المدينة، بالإضافة إلى استهداف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق الاشتباك ومناطق أخرى في المدينة.

 

الأمم المتحدة تسعى لعقد محادثات السلام السورية في 25 الشهر المقبل

نيويورك (الولايات المتحدة) – رويترز

قال ناطق باسم وسيط الأمم المتحدة للسلام في سورية ستافان دي ميستورا اليوم (السبت)، إن دي ميستورا يسعى لعقد محادثات سلام بين الأطراف السورية في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل في جنيف.

وأضاف في بيان: «دي ميستورا يعول على التعاون الكامل من كل الأطراف السورية المعنية. لن يُسمح للتطورات المستمرة على الأرض بإخراج العملية عن مسارها». جاء البيان بعد يوم من اغتيال قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، أحد أقوى فصائل المعارضة السورية المسلحة في غارة جوية على أطراف دمشق.

 

البغدادي: الغارات الجوية فشلت في إضعاف «داعش»

بغداد – رويترز

قال تسجيل صوتي منسوب لزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي إن الغارات الجوية التي تشنها روسيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة فشلت في إضعاف التنظيم.

وقال صوت المتحدث في التسجيل: «كونوا على يقين أن الله سينصر عباده المؤمنين وأبشروا أن دولتكم بخير وكلما ازدادت الحرب ضدها واشتدت بها المحن كلما ازداد صفها نقاء وازدادت صلابة».

وتم بث التسجيل على حسابات على تويتر اعتادت نشر بيانات التنظيم المتطرف.

 

«جيش الاسلام» يدمر محطة كهرباء دمشق ثأرا لمقتل قائده زهران علوش

دمشق ـ د ب أ: قالت مصادر عسكرية سورية موالية ومعارضة إن «جيش الاسلام وفي أول رد فعل لمقتل قائده، زهران علوش، أطلق صواريخ باتجاه محطة الكهرباء الرئيسية في دمشق، مما أدى إلى تدميرها».

واضافت المصادر أن الظلام خيم «على معظم ارجاء العاصمة السورية دمشق مساء الجمعة».

يذكر أن الطائرات الحربية الروسية اغتالت يوم الجمعة زهران علوش قائد جيش الاسلام وعددا من قياداته خلال اجتماع لهم في احد مقراتهم بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

وشكل اغتيال علوش صدمة في أوساط المعارضة السورية حيث أكد الائتلاف الوطني السوري أن الهدف من الهجوم عرقلة أو إحباط جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية في سورية.

 

الامم المتحدة تسعى لبدء محادثات السلام حول سوريا في 25 يناير والنظام يعمل على خنق داريا بفصلها عن المعضمية

تركيا تنهي بناء أجزاء كبيرة من الجدار الفاصل مع سوريا

الامم المتحدة ـ دمشق ـ هاطاي ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قال متحدث باسم ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا في بيان السبت إن دي ميستورا يسعى لعقد محادثات سلام بين الأطراف السورية في 25 يناير/ كانون الثاني في جنيف.

وأضاف البيان إن دي ميستورا «يعول على التعاون الكامل من كل الأطراف السورية المعنية. لن يُسمح للتطورات المستمرة على الأرض بإخراج العملية عن مسارها.»

تزامن البيان مع اتهامات للنظام بالعمل على خنق داريا بفصلها عن المعضمية.

وقال النقيب سعيد نقرش، قائد لواء شهداء الإسلام، إن النظام السوري يسعى لفصل داريا بغوطة دمشق الغربية، عن المعضمية لإضعافهما ومنع مؤازة إحداهما للأخرى، مشيرًا إلى أن التقدم الذي أحرزه النظام في بعض المزارع غرب داريا، تكبد خلاله خسائر كبيرة في الأوراح.

وأضاف نقرش، أن «قوات النظام لن تنجح في تحقيق مخططها، رغم استخدامها سياسة الأرض المحروقة، ومساندة حزب الله اللبناني لها»، مؤكدًا أن قوات المعارضة ستتصدى له «بصدروهم العارية» وفق قوله.

وتابع، «تسعى قوات النظام السوري منذ نحو أسبوع إلى تضييق الخناق على مدينة داريا، بغوطة دمشق الغربية، من خلال العمل على فصلها بشكل كامل عن مدينة معضمية الشام، التي تمر منها المواد الغذائية».

يأتي ذلك بعد أن خرقت قوات النظام، الهدنة مع مدينة المعضمية، وشنت هجومًا على المناطق الجنوبية الغربية منها المحاذية لمدينة داريا، وتمكنت من التقدم في منطقة الشياح غربي داريا، وإغلاق نحو 1 كم في الحدود الإدارية بين المدينتين.

من جهة أخرى، أفادت مصادر في المعارضة بالمدينةأن النظام يستخدم في هجماته كاسحات الألغام المصفحة والكبيرة الحجم، حيث تقوم تلك الكاسحات بردم الخنادق التي حفرها عناصر المعارضة المسلحة في داريا، وتأمين تقدم الدبابات وناقلات الجند، فيما تقوم مروحياته بإمطار المدينة بعشرات البراميل المتفجرة يوميًا.

وأضافت المصادر، أن النظام يحاول أن يستكمل الحصار على داريا من خلال فصلها عن المعضمية، مشيرة أنه يهدف لممارسة سياسة التجويع مع داريا كما فعل في الزبداني شمال دمشق، واليرموك جنوبها، بعد أن عجز عن اقتحامهما عسكريًا.

ولفتت المصادر، إلى مقتل أحد أبرز قيادي المعارضة في المدينة، السبت، خلال الاشتباكات على الجبهة الغربية للمدينة، وهو محمد الزهر الملقب بأبي سلمو قائد الكتيبة الموحدة في لواء شهداء الإسلام.

تجدر الإشارة أن قوات النظام السوري، عجزت عن إحكام سيطرتها على «داريّا»، رغم مرور أكثر من 1000 يوم على المواجهات بينها، وبين فصائل المعارضة المسلحة، التي تسيطر على المدينة المحاذية لمطار المزة العسكري التابع للنظام، والقريب من مساكن للضباط، وقطاعات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري.

الى ذلك أنهت السلطات التركية، بناء أجزاء كبيرة من الجدار الفاصل، في المناطق المتاخمة للحدود السورية، للحيلولة دون وقوع حالات تهريب وتسلل غير شرعي، بولاية هاطاي الجنوبية.

وتقوم قوات حرس الحدود التركية، بإجراء دوريات مكثفة على مدار اليوم، في مناطق «ييلاداغ»، و»ريحانية»، و»ألتن أوزو»، فيما تستمر أعمال بناء جدار على طول الحدود مع سوريا في تلك المناطق، وذلك ضمن إطار التدابير الأمنية المُتخذة في هذا الصدد.

وأنهت السلطات التركية، بناء جدار بطول 11.5 كيلو متر، في منطقة الريحانية، ممتدة من بلدة «بوكولماز»، إلى بلدة «بيش أصلان»، مرورًا ببلدة «كوشاكليك».

ويبلغ عرض الجدار مترين، وارتفاعه 3 أمتار، فيما يزن اللوح الأسمنتي الواحد المستخدم في بناء السور، 7 أطنان.

وفي منطقة يايلاداغ، المحاذية لمحافظتي اللاذقية، وإدلب السوريتين، أنهت السلطات التركية، عمليات حفر خندق بطول 5 كيلو مترات، وعمق 2.5 متر، فيما يستمر العمل لبناء جدار يبلغ طوله 9 كيلو مترات.

وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تعتزم السلطات التركية، بناء جدار على طول منطقة «ألتن أوزو»، المتاخمة للحدود السورية، بطول يصل إلى 10 كيلو مترات، ليبلغ إجمالي طول الجدار الفاصل بين ولاية هاطاي التركية، والمناطق السورية، 80 كيلو مترًا.

جدير بالذكر، أنّ قوات حرس الحدود التركية، ألقت القبض على 150 ألف شخص، حاولوا عبور الحدود بطرق غير شرعية، منذ بداية العام 2015.

كما أحبطت السلطات التركية، تسلل مقاتلين أجانب، يحملون الجنسيات البريطانية، والعراقية، والصينية، والكويتية، والفلسطينية، والروسية، والإيطالية، واللبنانية، والبلغارية، والأذربيجانية، عبر الحدود، أثناء محاولتهم الالتحاق بصفوف تنظيم «داعش» الإرهابي.

 

الشمال السوري: جيش الفتح يتصارع على إدارة مدينة إدلب وفصائل الجيش الحر تلملم نفسها

منهل باريش

«القدس العربي»:تغيرت الخارطة العسكرية في شمال سوريا بشكل كبير ومتسارع، فغابت فصائل الثوار الأبرز(حركة حزم، جبهة ثوار سوريا، جبهة حق، وألوية الأنصار) عن الساحة العسكرية للثورة السورية بعد صراع دام مع جبهة النصرة وجند الأقصى ومشاركة بعض الألوية من حركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام حسبما أعلن زعيم جبهة النصرة أبي محمد الجولاني ونفت «أحرار الشام»و»صقور الشام».

واستطاعت حركة أحرار الشام وجبهة النصرة مع عدد من فصائل الجيش الحر السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب مدينة معرة النعمان. ووجهت انتقادات لاذعة وصل بعضها إلى درجة اتهام النصرة بالتنسيق مع النظام، بعد أن تمكنت قوات النظام من الانسحاب جنوباً الى مدينة مورك.

وتعتبر سيطرة جيش الفتح على مدينة ادلب في نهاية شهر آذار/ مارس أهم حدث عسكري، فقد كان الفاتحة لانهيار قوات النظام في معسكري المسطومة والقرميد، ومن ثم السيطرة على مدينة اريحا في اسرع عملية سقوط لمدينة. ولقد تمكن جيش الفتح من السيطرة عليها في أقل من عشر ساعات بعد البدء باقتحامها، حيث انهارت قوات النظام ومليشيا حزب الله فيها وانسحبت قواتهما على الطريق الواصل بين اريحا وجسر الشغور. وبث جيش الفتح اشرطة مسجلة لجثث عشرات جنود النظام على الطريق نفسه. بعد خسارة النظام لمدينة ادلب، أطبق جيش الفتح الحصار على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطن فيهما أغبية سكانية موالية للنظام، من الطائفة الشيعية.

وبعد شهر، تمكنت غرفة «عمليات النصر» من السيطرة على مدينة جسر الشغور في الخامس والعشرين من نيسان/ ابريل، وبدا دور الحزب الإسلامي التركمانستاني واضحاً في السيطرة على المدينة، وانسحبت قوات النظام الى مستشفى جسر الشغور الذي اعتُبر بمثابة غرفة عمليات عسكرية للمدينة. وقد تمّ محاصرة المستشفى لمدة 28 يوماً، ليقرر بعدها المحاصَرون المغامرة والخروج جنوباً، ويُقتل عدد كبير منهم في المزارع المنشرة على ضفاف نهر العاصي جنوب جسر الشغور في سهل الغاب.

واستكملت المعارضة تقدمها لتصل إلى حدود بلدة جورين، فتوقفت العمليات عندها، واعتبر مراقبون أن تجاوز جورين هو خط أحمر فرضته الدول أصدقاء الشعب السوري لأن سهل الغاب ذا اغلبية سكانية علوية ومرشدية.

بعد تحرير كامل محافظة ادلب، بدأ صراع غير معلن داخل جيش الفتح على إدارة المدينة. وشكلت فصائل الفتح ثلاث إدارت مدنية وخدمية، هي إدارة الخدمات العامة وتتبع لجبهة النصرة، وهيئة ادارة الخدمات العامة وتتبع لحركة احرار الشام وفيلق الشام، والإدارة العامة لجيش الفتح وتتبع لجيش الفتح، إضافة إلى مجلس محافظة ادلب الحرة.

بعد تحرير ادلب، بدأت فصائل جيش الفتح بالإستعداد لمعركة حماة، وأعلن الداعية السعودي عبد المحيسني عن تشكيل «جيش فتح حماة»، وقال في شريط مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوام «فتح حماة « يبلغ أربعة أضعاف «فتح ادلب»، لتسود بعدها خلافات أخرت معارك الريف الشمالي في حماة. وسرعان ما تجلت الخلافات في انسحاب جند الأقصى وتعليق النصرة عملها في «فتح حماة» بسبب الخلافات على شكل إدارة مدينة حماة بعد تحريرها.

وبدأ جند الأقصى معركة السيطرة على مدينة مورك مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر وحيداً، فيما سحب جيش الفتح مقاتليه الى ريف حلب الجنوبي ليوقف انهيارقوات الثوار امام تقدم المليشيات الشيعية المتمثلة في حركة النجباء وأبي الفضل العباس وفاطميون وحزب الله اللبناني.

وتقدمت المليشيات (ذات الصبغة الشيعية)، مدعومة بقصف جوي روسي عنيف، الى بلدة العيس وكادت أن تقطع طريق حــلب ـ دمشق الدولي في منطقة تل حديا التي تبعد عن الفوعة 13 كم. الا ان فصائل الثوار وجيش الفتح استعادوا زمام المبادرة وقاموا بهجوم معاكس وسيطروا على عدد من القرى والبلدات. وتحاول الميليشيات فتح ثغرات في خطوط الثوار، خصوصاً في خان طوما، إذ أن هذا الموقع خان طومان يجعل المليشيات على بعد متساو من نبل والزهراء من جهة، ومن الفوعة وكفريا من جهة أخرى، ويساعدها في اي محاولة لأي من الجهتين.

إلى ذلك، تعاني المناطق المحررة في جبال اللاذقية من شدة القصف الجوي الروسي عليها، مترافقاً بمحاولات تقدم لقوات النظام وجيش الدفاع الوطني وقوات ميليشيا صقور الصحراء. واشتد الهجوم على جبلي الباير والبسيط او مايعرف محلياً بجبال التركمان، وخصوصاً بعد اسقاط القاذفة الروسية سوخوي سو-24 من قبل المقاتلات التركية اثر اختراقها الأجواء التركية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبرالماضي، وقيام الفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش الحر بتدمير الطائرة المروحية المقاتلة التي حاولت انقاذ أحد الطيارين.

فصائل الحر تتوحد

شهدت المنطقة الشمالية عددا من الاندماجات العسكرية لبعض فصائل الجيش الحر، وتأتي هذه الاندماجات لأسباب معلنة، أهمها توحيد الجهود وبناء جيش حر قوي والانتهاء من حالة التشرذم، وأسباب مسكوت عنها هي الخوف من الفصائل الإسلامية الكبرى وخصوصاً جبهة النصرة بعد أن قضت على أخواتها من الفصائل مطلع العام.

ويعتبر تشكيل جيش النصر في محافظة حماة أحد أهم التشكيلات الجديدة، وهو اندماج لثلاثة فصائل هي «جبهة الانقاذ» و»الفوج 111 « و»تجمع صقور الغاب» لتلتحق بهم «جبهة صمود» قبل أيام قليلة، ويصبح تعداد جيش النصر قرابة الـ 3500 مقاتل.

في ادلب، اندمج لواء فرسان الحق مع الفرقة 101 تحت مسمى «الفرقة الشمالية» في مرحلة أولى، وقال المقدم فارس البيوش قائد الفرسان لـ«القدس العربي»: «بلغ تعداد الفرقة 3000 مقاتل». وأكد البيوش أن هذا «اندماج كامل» و»نقوم بهيكلة الفرقة حسب الاختصاص العسكري بقيادة 55 ضابطاً من كافة الإختصاصات». ويعتقد أن لواء صقور الجبل والفرقة 13 سيعلنان الانضمام الى الفرقة الشمالية في وقت لاحق بعد انجاز الهيكلية العسكرية للفرقة.

وقامت حركة الظاهر بيبرس ولواء حلب المدينة بالإندماج في حركة «نور الدين الزنكي»، أحد أكبر فصائل الجيش الحر في ريف حلب الغربي، منتصف أيلول (سبتمبر) الفائت. وبعد فترة وجيزة قام تجمع أحفاد حمزة» بالإندماج في الزنكي أيضاً.

وأشاد الباحث الاستراتيجي عبد الناصر العايد بمحاولات توحيد فصائل الجيش الحر، ووصفها بـ»الخطوات الايجابية». ونوه العايد في حديث لـ«القدس العربي» بأن «صغر الفصائل كان له ايحابية في اكسابهم خبرات قتالية متنوعة، بسبب قلة امكانياتهم ومواردهم. لكن التوحيد الآن سيصب في صالح التخفيف من حالة العسكرة التي تسود المناطق المحررة على حساب الحياة الاجتماعية المتنوعة. فارتباط كل المجتمع بالحياة العسكرية مسألة بحاجة للوقوف عندها».

إن تقدم الثوار في عموم الشمال، وسيطرتهم على كافة محافظة ادلب، ووصولهم الى أبواب مدينة حماة قرب طيبة الإمام، ودقهم أبواب معاقل النظام في سهل الغاب (الذي يعتبر من أكبر الخزانات البشرية التي تدعم ماتبقى من جيش النظام بالمقاتلين، وترفد ميليشيا «جيش الدفاع الوطني» بمقاتلين متطوعين… هو تحول كبير في العمل العسكري وقد دفع النظام إلى استقدام ميليشيات عراقية جديدة هي من تقوم بمحاولات التقدم في ريف حلب الجنوبي.

وازدياد أعداد قتلاه في ريف حماه الشمالي، وتقدم الثوار الى حدود جورين في سهل الغاب، و تقدمهم في محيط معان، سيحرج النظام ويزيد من الضغط الشعبي لحاضنته التي تخسر يوميا العشرات من شبابها.

 

روسيا: استضافة القمم والتدخل في سوريا وشعبية بوتين الفلكية!

فيكتوريا سيميوشينا

 

موسكوـ «القدس العربي»: أصبح عام 2015 عاما تاريخيا بالنسبة لروسيا حيث أظهرت قدرتها على تحقيق أهدافها بكل وسيلة ممكنة. ولاحظ الروس تغيراً واضحاً في منطق قيادتهم التي سابقا اعتادت على إطلاق التصريحات والبيانات اللفظية الحادة، بينما اثبت العام أن هذه القيادة قد عززت القول بالفعل.

وتعد العملية العسكرية في سوريا ضد الإرهابيين من تنظيم الدولة أهم حدث العام. حيث وجه الطيران الروسي ضرباته الاولى على مواقع الإرهابيين في 30 سبتمبر/أيلول. وخلال أسبوع تمكنت الطائرات الروسية من قصف 112 موقعا في سوريا.

كما تميز عام 2015 بقيام روسيا بتحويل الضربات العسكرية إلى عملية واسعة النطاق بشكل تدريجي حيث توجت بضربات الصواريخ المجنحة عالية الدقة من الجو والبحر.

دبلوماسياً، استمرت روسيا بالبحث عن سبل سلمية لحل النزاع في سوريا. حتى أصبحت اتفاقيات فيينا أساسا لقرار مجلس الأمن حـول سوريا. كما أكد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في تصريحاته.

الحدث الهام الآخر في المجال الدولي بالنسبة لروسيا كان إسقاط القاذفة الروسية «سو ـ 24» الأمر الذي أدى إلى الأزمة العميقة في العلاقات الروسية التركية. وإستعرت إلى حد تناقل أنباء تفيد بإمكانية وقوع نزاع مسلح بين روسيا ودول حلف الناتو، ولكن موسكو اختارت فرض العقوبات ضد تركيا في مجالات السياحة والاقتصاد والثقافة.

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر هزت المجتمع الروسي كارثة تحطم طائرة ايرباص A321 التابعة لشركة الخطوط الجوية الروسية «كوغاليم آفيا» متجهة من شرم الشيخ المصرية إلى سان بطرسبرغ في روسيا، وأدى الحادث إلى وفاة 224 شخصاً كانوا على متنها، منهم 217 مسافراً وسبعة أفراد من طاقم الطائرة. تعد هذه الكارثة الأكبر في تاريخ الطيران الروسي. وشغلت الأزمة الأوكرانية وخاصة تسوية الوضع في دونباس، أذهان كبار المسؤولين الروس في الجزء الاكبر من السنة. ولكن وعلى خلفية الأزمة السورية تراجع الاهتمام بالوضع في منطقة دونباس إلى المرتبة الثانية. أصبحت اتفاقيات « مينسك ـ 2» التي عقدت في العاصمة البيلاروسية في 12 شباط/ فبراير من العام 2015 نتيجة المباحثات بين قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، أساسا لتنسيق الخطوات الرئيسية التي يجب اتخاذها لوقف إطلاق النار وبدء العملية السلمية في جنوب شرق أوكرانيا.

خلال العام 2015 استضافت روسيا قمتين مهمتين: قمة «بريكس» (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا) وقمة منظمة «شنغهاي للتعاون». وتحت وطأة العقوبات والعزلة المفروضة عليها اعتبرت روسيا التوجه إلى الشرق يشكل أهمية استراتيجية. يذكر أن قمة «بريكس» أسفرت عن إنشاء مصرف «بريكس» لتمويل مشاريع البنية التحتية ومشاريع التنمية المستدامة في دول «بريكس» والدول النامية، برأس مال مصرح به قدره 100 مليار دولار.

اما قمة منظمة شنغهاي للتعاون، فقد أسفرت عن انضمام الهند وباكستان إلى المنظمة الامر الذي يمكن المنظمة ان تلعب دوراً موازياً للمؤسسات الدولية التي تشكلت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والواقعة حتى الآن تحت الهيمنة الغربية.

ثقافيا، شهد عام 2015 فقد روسيا العديد من الشخصيات البارزة ومنهم علماء ومخرجون ومثقفون وسياسيون. وربما كانت وفاة يفغيني بريماكوف، هي الخسارة الأفدح هذا العام. وكان بريماكوف مستشرقا بارزا وشغل منصبي وزير الخارجية (1996ـ1998) ورئيس وزراء روسيا (1998 ـ 1999). وترأس معهد الاستشراق في الاتحاد السوفييتي. وفي العام 1990، ووما يذكر له أنه عندما كان رئيساً لمجلس الوزراء، أقدم على خطوة أسطورية، دخلت التاريخ باسم «انعطافة إلى الوراء فوق الأطلسي». آنذاك، بعد أن علم أن قوات الناتو بدأت بقصف يوغوسلافيا، فألغى زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأمر قائد طائرته التي كانت تحلق فوق المحيط الأطلسي، بالعودة إلى موسكو. وكان من أهم من وصف تاريخ بريماكوف وعظمته كلمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً «إن الشعب الفلسطيني فقد صديقاً مهماً برحيله فهو علم من أعلام الشعب الروسي، وسياسياً فذاً وباحثاً مخضرماً، كانت له بصمات واضحة على المستويين الدولي والإقليمي».

ولأول مرة في التاريخ الروسي شغلت إمرأة منصب مديرة إدارة الصحافة والإعلام لدى وزارة الخارجية الروسية. وهي ماريا زاخاروفا والتي إعتلت المنصب في 10 أغسطس/آب. وتتميز السيدة زاخاروفا بنشاطها في إستخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ونالت شهرة بتصريحاتها الحادة خاصة بشان العملية العسكرية في سوريا. وتسميها بعض وسائل الإعلام بـ «توربيدا» و»سوبر ومان» للسياسة الخارجية الروسية.

هذا، وفي مجال الثقافة وبعد انقطاع دام 28 عاما، فاز أحد ممثلي الأدب الروسي بأهم جائزة عالمية. فقد مُنحت جائزة نوبل للآداب للعام 2015 للكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش لـ»أعمالها متعددة الأصوات، التي تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زماننا». وعلى الرغم ان أليكسيفيتش مواطنة بيلاروسية، فإن جميع رواياتها كتب باللغة الروسية الامر الذي يعد قسطا كبيرا في تطوير الثقافة الروسية وآدابها.

على صعيد داخلي، انخفض سعر العملة الوطنية الروسية «الروبل» خلال العام بمرتين حيث توقف المصرف المركزي عن دعم الروبل منذ تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2014 حين انتقل المصرف إلى تعويم سعر صرف العملة المحلية، إثر تخليه عملياً عن الدعم الدوري للروبل. وعلى الرغم من انخفاض القيمة، إلا أن عام 2015 شهد استقرارا في سعر الروبل (حوالي 70 روبلا للدولار).

شخصيات

فلاديمير بوتن، وفي العام 2015 وصلت نسبة التأييد الجماهيري له 89.9٪ محققا نسبة قياسية تاريخية جديدة. وجاء هذا الارتفاع ليعبر عن مدى التأييد لسياساته الخارجية والداخلية.

وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين 28 أيلول/ سبتمبر قال بوتين: «التدخل الخارجي العنيف هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي أسفر عن سيادة العنف والفقر والكارثة الاجتماعية وتجاهل حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة».

 

اغتيال علوش: محاولة روسية لتقوية النظام و”داعش” ونسف المفاوضات

عبسي سميسم

تثبت روسيا، بعد كل عملية ترتكبها في سورية، بما في ذلك اغتيال قائد “جيش الإسلام” زهران علوش، أول من أمس الجمعة، أن حربها في سورية التي تنهي شهرها الثالث يوم الأربعاء المقبل، موجّهة حصراً ضد المعارضة والمدنيين، بينما تصبّ جميع عملياتها العسكرية في صالح النظام وتنظيم “داعش”.

وتسعى روسيا، عبر اغتيالها قائد الفصيل السوري المعارض الذي يعتبر من بين الأكبر في سورية والذي نجح في طرد “داعش” من محيط دمشق، لتحقيق أكثر من هدف سياسي وعسكري. فهي بذلك قدّمت خدمة للنظام السوري الذي يسعى لإفراغ محيط دمشق من أي تواجد للمعارضة المسلحة، كما خدمت تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بعدما كان “جيش الإسلام” من أبرز تشكيلات المعارضة التي قاتلت مسلحي “داعش”، ونجح في إنهاء تواجده بالغوطة الشرقية ومناطق قريبة منها، عبر جولات قتال عديدة. كما أن هذه العملية تُشكّل ضرباً للعملية السياسية والتفاوضية التي ادعى النظام السوري، ومن خلفه روسيا، بأنه مستعد للمشاركة فيها، لكنه يسعى في الوقت نفسه إلى إفشالها بشكل مبكر، إنْ عبر الشروط السياسية أو من خلال التصعيد العسكري. وفي السياق، أعلن “جيش الإسلام” الانسحاب من الهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، فيما وجّهت الأخيرة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعربت من خلالها عن غضبها من استمرار روسيا بقصف المناطق المعارضة بعد صدور القرار 2254 واستهداف قادة الفصائل وكان آخرها اغتيال علوش، كما علمت “العربي الجديد”.

 

ويبدو واضحاً أن عملية اغتيال علوش ومجموعة من معاونيه عبر غارات روسية استهدفت اجتماعاً لقيادة “جيش الإسلام” في بلدة أوتايا في غوطة دمشق الشرقية، هدفت موسكو من خلالها إلى استباق بدء المرحلة التفاوضية بين النظام السوري والمعارضة مطلع العام المقبل، بالعمل على تقوية موقف النظام عسكرياً وميدانياً، وخصوصاً في العاصمة دمشق ومحيطها، بما يجعله الطرف الأقوى في المفاوضات. كما هدفت إلى إضعاف الروح المعنوية لـ”جيش الإسلام” الذي يعد نحو خمسة عشر ألف مقاتل، تُشكل القوة الأساسية الضاربة في محيط دمشق، وذلك تمهيداً لتكثيف قصف النظام على المنطقة ومحاولة إحراز تقدّم على حساب المعارضة، وذلك بعد فشله المتواصل والذي كان آخر فصوله الفشل على جبهة المرج. لكن “جيش الإسلام” لم يتأخر في تأكيد مواصلة معركته ضد النظام و”داعش” على الرغم من اغتيال علوش. ففي موازاة المسارعة إلى اختيار أبو همام عصام خالد بويضاني، خلفاً لعلوش كقائد لـ”جيش الإسلام”، أعلن أمس السبت، عن استئناف معاركه في حي جوبر وريف دمشق، في معارك من شأنها أن تعرقل خطط النظام وروسيا.

وجاءت عملية الاغتيال بالتزامن مع صفقة عقدها النظام ومن خلفه الروس مع “داعش”، تقوم على نقل مقاتلي التنظيم من جنوب دمشق إلى شرق البلاد، تحت أعين الروس الذين جاؤوا بذريعة محاربة التنظيم. وتمكّن النظام من عقد صفقات عدة مع الفصائل العسكرية في محيط دمشق، نتجت عنها عدة هدن في الزبداني ومضايا، ووصل الأمر به إلى توقيع اتفاق مع تنظيم “داعش” تضمّن نقل مقاتلي التنظيم وعائلاتهم من منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى الرقة، معقل التنظيم، وتسليم سلاحهم الثقيل لجيش النظام السوري، وبوساطة روسية. لكن هذه الصفقة باتت معلّقة، إذ أفادت مصادر محلية تحدثت لـ”العربي الجديد”، بأن الاتفاق لم يطبّق حتى اليوم، مشيرة إلى أن مقاتلي “داعش” ما زالوا متمركزين في مواقعهم، وقد وقعت اشتباكات بينهم وبين “أبابيل حوارن”، يوم أمس الأول الجمعة، في حي التضامن. وقالت المصادر إن “التأخير يعود لأسباب عدم اكتمال التحضيرات اللوجستية، حيث يحاول التنظيم الخروج عبر دفعات متلاحقة في يوم واحد، تبدأ بخروج الجرحى والعائلات، ومن ثم المقاتلين”، مبيّنة أن “التنظيم سيقوم بتدمير سلاحه الثقيل والمتوسط قبل خروجه، بحسب مصادر من داخل التنظيم نفت تسليمها إلى النظام أو جبهة النصرة”. كما كان النظام قد عمل على تشديد الحصار على بعض المناطق وإجبارها على توقيع هدن أو من خلال تكثيف القصف الروسي لتلك المناطق وتشكيل غطاء جوي لقوات النظام من أجل تحقيق تقدّم ميداني والسيطرة المباشرة على بعض المناطق.

وبانتظار اتضاح مصير الصفقة بين “داعش” والنظام التي تأتي في سياق مخطط النظام وروسيا لإفراغ محيط دمشق من المعارضة، كان لافتاً تنفيذ عدة عمليات اغتيال بحق قادة الفصائل العسكرية المعارضة، أهمها إضافة إلى اغتيال علوش برفقة عدد من ضباط جيشه، اغتيال قائد المجلس العسكري في مدينة قدسيا (التي وقّعت هدنة منذ فترة قصيرة مع النظام) حمدي مستو، الملقب أبو زيد، برصاص مجهولين، أمس السبت. كما قتل أمس أيضاً، قائد الكتيبة الموحّدة في “لواء شهداء الإسلام” في مدينة داريا أبو سلمو، مع ثلاثة من رفاقه في “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” على جبهات القتال.

ولا يمكن فصل هذه الاغتيالات عن المساعي لتفتيت المعارضة في محيط دمشق، وهو ما يجعل مراقبين يتابعون عن كثب تطورات الأوضاع داخل “جيش الإسلام”، يعتبرونه أبرز الفصائل التي قاتلت “داعش” والنظام في آن معاً. وكان الأبرز بين تشكيلات المعارضة السورية، في عدم وقوفه على الحياد من “داعش” منذ بدايات ظهور التنظيم، وأنهى وجوده في الغوطة الشرقية، ومناطق متاخمة لها، خصوصاً في حيي برزة والقابون (شمال شرق دمشق)، كما شن ضده معارك في مناطق القلمون الشرقي.

ويرى مراقبون أن علوش كان يتمتع بشخصية قيادية ودهاء مكّناه من استجلاب دعم متعدد المصادر لـ”جيش الإسلام”، وتنظيم فصيله بطريقة جعلته من أكثر فصائل المعارضة تنظيماً وانضباطاً ومن أقلها اختراقاً من قِبل الجهات المعادية، الأمر الذي يجعل من رحيله حدثاً بالغ الأهمية بالنسبة لـ”جيش الإسلام”.

وزهران علوش من مواليد مدينة دوما، أكبر مدن غوطة دمشق الشرقية، ولد عام 1971، وهو خريج كلية الشريعة في دمشق، وسجن في سجن صيدنايا بريف دمشق بسبب عقيدته السلفية، وخرج منه أواخر عام 2011، ليؤسس فصيلاً مقاتلاً تحت اسم “لواء الإسلام”، ضمّ إليه لاحقاً فصائل أخرى ليشكّل “جيش الإسلام”.

 

وعلى الرغم من الدور البارز الذي كان يؤديه علوش، إلا أن مصدراً عسكرياً مطلعاً من الغوطة الشرقية يستبعد، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن يؤدي رحيل علوش إلى انقسامات ضمن “جيش الإسلام” أو إلى إضعاف الروح المعنوية لمقاتليه، مبيّناً أن الموضوع سيكون على العكس تماماً، متوقعاً أن يتخذ “جيش الإسلام” خطوات تصعيدية ضد النظام، خصوصاً بعدما أعلن انسحابه من العملية التفاوضية مع النظام واستنئاف معاركه ضد النظام و”داعش”. وأعلن “جيش الإسلام”، في رسالة، أمس السبت، أن مقاتليه شنوا هجوماً على موقعٍ للنظام في حي جوبر، وتمكنوا من “تكبيد مليشيات الأسد خسائر فادحة”. كما أعلن أن مقاتليه واصلوا مواجهاتهم مع “داعش”، قائلاً إن “قتلى لتنظيم داعش سقطوا في منطقة الضبعة بالقلمون الشرقي”.

وبعد مقتل علوش، عيّن مجلس قيادة “جيش الإسلام” أبو همام عصام خالد بويضاني، خلفاً لعلوش كقائد لـ”جيش الإسلام”. والأخير من مواليد عام 1975 من مدينة دوما، مسقط رأس علوش، وهو من عائلة معروفة فيها، يحمل إجازة جامعية في إدارة الأعمال، وتلقى تعليماً شرعياً على يد عدد من مشايخ دوما ودمشق، كما أنه سافر إلى عدة دول عربية وغربية، قبل أن يعود إلى مدينته ويشارك علوش في تأسيس “سرية الإسلام” عام 2011.

وتقلّد بويضاني العديد من المناصب القيادية في “جيش الإسلام”، منها منصب “قائد ألوية ريف دمشق”، ومن ثم عُيّن كـ”قائد عمليات ريف دمشق”، وشغل منصب قائد لألوية جيش الإسلام في سورية، ثم عيّن رئيساً لـ”هيئات جيش الإسلام”. وتفيد تقارير إعلامية بأنه مطلوب لاستخبارات النظام السوري منذ العام 2009، وهو من الشخصيات القوية والتوافقية التي قد تساعد في التخفيف من وطأة العملية الروسية على “جيش الإسلام”.

 

سورية: “الهيئة العليا للتفاوض” تشكو جرائم روسيا للأمم المتحدة

عبسي سميسم

لم تتأخر المعارضة السياسية السورية في قراءة رسالة اغتيال روسيا لقائد “جيش الإسلام” زهران علوش ومجموعة من قيادات الجيش عبر غارات استهدفت تجمّعاً لهم في غوطة دمشق الشرقية، لترى فيها ضرباً للعملية السلمية واستهدافاً للحل السياسي، وخصوصاً أن “جيش الإسلام” هو أحد مكوّنات مؤتمر الرياض، قد أعلن انسحابه من الهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية عقب اغتيال علوش.

لكن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، سارع للتأكيد أنه “لن يُسمح للتطورات المستمرة على الأرض بإخراج العملية السياسية عن مسارها”، مشيراً إلى تعويله “على التعاون الكامل من كل الأطراف السورية المعنية”. وقال متحدث باسم دي ميستورا أمس السبت، إن المبعوث الأممي يسعى لعقد محادثات سلام في 25 يناير/كانون الثاني المقبل في جنيف.

وسبق ذلك توجيه الهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما علمت “العربي الجديد”. وعبّرت الهيئة من خلال رسالتها عن غضبها مما قامت به روسيا من استمرارها بقصف المناطق المعارضة بعد صدور القرار 2254 واستهداف قادة الفصائل وكان آخرها اغتيال قائد “جيش الإسلام”. وأشارت الرسالة، التي حصلت “العربي الجديد” على نسخة منها، إلى أن الهيئة كانت تتوقع من كافة القوى الدولية أن تكون الراعي الحيادي لعملية السلام، وأن تمثّل الإرادة الدولية الفاعلة لإطلاق العملية السلمية وإجراءاتها الأولية من وقف المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام.

وأضافت الهيئة في رسالتها أن “روسيا قد تخطّت كل الحدود في الإصرار على استهداف السوريين من نساء وأطفال ومدنيين وقوى الجيش الحر المدافعة عن الشعب السوري كاغتيال قيادة جيش الإسلام، في الوقت الذي تتجنب فيه استهداف قوى الشر والإرهاب التي يحتضنها النظام ويبرم معها العهود والمواثيق”.

وأوضحت أن “شعبنا يتساءل عن جدوى المفاوضات والحل السياسي الذي تتحدث عنه القوى التي تستهدف قوى الثورة والمعارضة المعتدلة، بينما يُصعّد الطيران الروسي حملته ضد المدنيين واستهدافه للقوى الممثلة في مؤتمر الرياض قتلاً وتدميراً، مما يعني استهداف الحل السياسي ومحاولة قتله في مهده حتى قبل بدء التفاوض الفعلي”. وأكدت الهيئة “أن النظام وداعميه في إيران وروسيا، يعملون على تفويت الفرصة مجدداً والابتعاد عن استحقاق العملية السلمية بشكل يكاد يغلق الأمل في جدية أية مفاوضات مزمعة، خصوصاً مع قتل قادة المعارضة السورية التي تقوم بواجبها في الدفاع عن الشعب وفي محاربة الإرهاب”.

وفي السياق نفسه، قال المنسّق العام لهيئة التفاوض رياض حجاب، في بيان حصلت “العربي الجديد” على نسخة منه، “إن استهداف أي مكوّن من مكونات الهيئة العليا للتفاوض هو استهداف للهيئة بأكملها، ولا يخدم هذا العدوان الخارجي (الروسي والإيراني) أية عملية سياسية، وسنبذل جهدنا في المحافل الدولية والحقوقية والقانونية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب”. وأوضح حجاب “أن جيش الإسلام هو أحد أهم مكوّنات الهيئة العليا للتفاوض التي انبثقت من مؤتمر الرياض في 10 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وتقوم كتائب هذا الجيش بحماية المدنيين من الانتهاكات التي يرتكبها النظام، كما أنها مكوّن أساسي من الحرب على الإرهاب المتمثّل في تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف”. وشدد حجاب على أن “الإمعان في استهداف الشعب الأعزل بجرائم القصف الهمجي في إدلب وحمورية والمعضمية وغيرها من مدن ومناطق سورية، من شأنه تقويض الجهود الدولية لدفع مسار العملية السياسية”.

 

“هآرتس”: مبعوث بوتين بحث في إسرائيل محادثات سورية

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

ذكرت صحيفة “هآرتس الإسرائيلية”، اليوم الأحد، أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الملف السوري، ألكسندر لافنرنتيف، قام الخميس الماضي بزيارة سرية إلى إسرائيل، أجرى خلالها اتصالات مع جهات في رئاسة الوزراء وفي الخارجية الإسرائيلية حول التحركات الدولية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن إسرائيل لم تبد أي اعتراضات على قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن سورية، إلا أنها قلقة من أن يؤدي اتفاق وتسوية سياسية في سورية إلى تقوية إيران و”حزب الله”.

وتأتي الزيارة السرية للافنرنتيف، الخميس بعد يومين من اتصال هاتفي، الثلاثاء الماضي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين بوتين. وبحسب البيان الذي صدر عن الكرملين، فقد أعلن الأخير أنه لا بديل عن المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.

وتشكل زيارة الموفد الخاص لبوتين إلى إسرائيل، على الرغم من رفض وزارة الخارجية التطرق إلى الموضوع ورفض ديوان نتنياهو الكشف عما إذا كان قد التقى بموفد بوتين أم لا، تطورا في التنسيق الروسي الإسرائيلي في المجال السياسي، إلى جانب التنسيق العسكري بين الطرفين في تقاسم الأجواء السورية بموجب التفاهمات التي توصل إليها نتنياهو خلال زيارته لموسكو في سبتمبر/أيلول الماضي.

وكانت إسرائيل وروسيا قد اتفقتا على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة، يرأسها نائبا رئاسة الأركان في الجيش الروسي وفي الجيش الإسرائيلي، لتفادي وقوع معارك جوية بين طياري سلاح الجو الروسي وطياري سلاح الجو الإسرائيلي، مع تحديد آلية واضحة لتحقيق ذلك.

وتبع ذلك تعزيز للوجود الروسي في روسيا، بما في ذلك نشر بطاريات دفاعية لصواريخ إس 400 لحماية المطار العسكري الروسي في سورية.

ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فقد وصل لافنرنتيف إلى إسرائيل على متن طيارة خاصة لسلاح الجو الروسي على رأس وفد كبير، وبرفقة مسؤول قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الروسية، سيرجي فيرشنين، وممثلين عن أجهزة الاستخبارات الروسية.

وتولى مستشار الأمن القومي يوسي كوهين (الذي اختير أخيرا رئيسا للموساد) استضافة المسؤول الروسي والوفد المرافق له.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر سياسي رفيع المستوى، أنه تم استعراض المصالح الإسرائيلية الأساسية في سورية، وعلى رأسها ضمان حرية الحركة لإسرائيل في الأراضي والأجواء السورية، كإحباط عمليات ضدها ومنع وصول ونقل أسلحة كاسرة للتوازن مع حزب الله.

 

وأوضح الطرف الإسرائيلي أن إسرائيل تطالب بأن تشمل التسوية السياسية للأزمة السورية تثبيت منع استخدام الأراضي السورية منطلقاً لتنفيذ عمليات مباشرة أو غير مباشرة ضدها. ​

 

“داعش” يتقدم بدير الزور و”جيش الفتح” يعلن النفير العام

وفا مصطفى

شهدت مدينة دير الزور شرق سورية، اليوم السبت، تقدّماً جديداً لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أمام قوات النظام، في حين أعلن “جيش الفتح”، أكبر التحالفات العسكرية المعارضة، النفير العام في وجه النظام وحلفائه، روسيا وإيران وحزب الله.

وأوضح الناشط الإعلاميّ، محمد الخليف، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أنّ “تنظيم الدولة حقق اليوم، تقدّماً على حساب قوات النظام في أحياء الصناعة والرصافة الواقعين شرق دير الزور والملاصقين للجبل المطلّ على المدينة، في ظل معارك كرّ وفرّ تشهدها المنطقة منذ أيام”.

 

ولفت الخليف، إلى أنّ “تنظيم الدولة حاول التقدم في منطقة جبل ثردة، اليوم، إلا أنّ قوات النظام تصدّت له وخسرت أكثر من 15 عنصراً تم تشييعهم في حيي الجورة والقصور”، نافياً بذلك صحة الأنباء حول أي تقدّم لـ”داعش” في جبل ثردة، ومشيراً في الوقت عينه، إلى أنّ “التنظيم كان قد أعلن، أخيراً، سيطرته على كامل حيّ الصناعة في دير الزور، قبل أن يستطيع النظام استرجاع بعض النقاط هناك”.

 

وفي سياق متصل، أفادت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة، بـ”مقتل 15 عنصراً لقوات النظام، جرّاء تفجير أحد عناصر التنظيم نفسه بعربة bmp مفخخة، خلال محاولتهم التقدم على تلال الحميرة غرب مهين بريف حمص الشرقيّ”.

 

من جهته، أعلن “جيش الفتح”، النفير العام لـ”جميع المسلمين برجالهم وأموالهم” للوقوف في وجه مشروع قوات النظام والأطراف الموالية لها، كروسيا وإيران وحزب الله اللبنانيّ، معتبراً أن المعركة اليوم ليست مع النظام الروسي فقط، وداعياً العلماء إلى إعلان النفير العام “لحشد شباب الأمة”.

 

من جانب آخر، أكّدت كتائب “أنصار الشام” العاملة في ريف اللاذقية في وقت سابق اليوم، أنّ مقاتليها تمكنوا بالاشتراك مع فصائل أخرى، من استعادة السيطرة على تلة عزالة في جبل الأكراد، بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها، وذلك على خلفية مواجهات بين الطرفين تكبّدت خلالها الأخيرة خسائر كبيرة في العناصر والعتاد إلى جانب عدد من الأسرى.

 

وبحسب المصدر، فإنّ “مقاتلي أنصار الشام مدعومين بمقاتلين من فصائل أخرى، استطاعوا استعادة نقاط محاور شردق و الخضرا في جبل التركمان، بعد تقدم قوات النظام ومليشيات روسية وإيرانية تساندها في المنطقة”.

 

زعيم الغوطة الشرقية قتيلاً

عمر بهاء الدين

قضى قائد “جيش الإسلام” زهران علوش، الجمعة، بقصف للطيران للروسي بعشرة صواريخ، استهدفت “كتيبة الأوسا” في بلدة أوتايا في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، أثناء تواجد علوش فيها. وتشهد منطقة المرج معارك عنيفة على جبهاتها مع قوات النظام والميليشيات الشيعية، منذ أسبوع، بعدما تقدمت قوات النظام وسيطرت على مطار المرج العسكري.

 

وقد قضى مع علوش مرافقه الشخصي، فيما أصيب عدد من قادة “جيش الإسلام”، أهمهم مدير مكتب علوش الملقب بـ”الزيبق”. ولم تكن عربات صواريخ “الأوسا” المضادة للطيران المروحي، موجودة في الكتيبة، خلال القصف، ولم تتعرض للتدمير.

 

ووصل علوش إلى المستشفى في مدينة دوما، قتيلاً بإصابة في البطن. وظل خبر مقتله بين الأطباء الذين لم يستطيعوا التصريح عنه في البداية، قبل أن يخبروا قادة “جيش الإسلام” الذين طلبوا منهم التكتم على الخبر. وقد سعى قادة “جيش الإسلام” إلى اختيار خليفة لعلوش، قبل الإعلان عن مقتله، إلا أن الخبر سرعان ما تسرب إلى الإعلام.

 

وقد خيّم جو من الوجوم والترقب بعد اغتيال علوش، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وساد التخوف بين السكان من تأثير مقتل زعيم “جيش الإسلام” على أوضاع الجبهات وعلى استقرار الأوضاع الداخلية في الجيش الذي يشكل أقوى الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية، ويرابط على معظم جبهاتها.

 

ولم يطل الترقب كثيراً، وأعلن “جيش الإسلام” بعد ساعات من مقتل علوش عن تعيين عصام البويضاني “أبو همام” خلفاً له. ويعد أبو همام، من مواليد العام 1975، أحد أهم القادة الميدانيين في “جيش الإسلام” وهو خريج إدارة الأعمال، وكان قد شكّل مع علوش، “سرية الإسلام” قبل أن تصبح لاحقاً “جيش الإسلام”. وشغل منصب قائد “ألوية ريف دمشق” في “جيش الإسلام”، ثم قائد “عمليات ريف دمشق”، ثم قائد “ألوية جيش الإسلام في سوريا”، ثمّ رئيساً لـ”هيئات جيش الإسلام”.

 

ولم يتم تأكيد الطريقة التي تم بها تحديد موقع علوش، فالبعض يعتقد أنها صدفة محضة لأنها ترافقت مع غارات أخرى، والبعض يشك أن أحد الفصائل الذي يناصب علوش العداء قد قام بالتنسيق مع النظام والروس لتحديد مكانه. إلا أن طيران الاستطلاع الروسي يستطيع تحديد الوجوه كما أكد خبراء عسكريون، ومن الممكن أن يكونوا قد قاموا بتتبعه.

 

وقد اجتمع علوش قبل أيام، مع لجنة شكلها مدنيو منطقة المرج في الغوطة الشرقية، بعد بدء المعارك الأخيرة التي نتجت عنها سيطرة قوات النظام على بلدات مرج السلطان ونولة وحوش العدمل ومطار مرج السلطان، واقترابها من بلدة النشابية مركز منطقة المرج وتل فرزات المشرف على نصف الغوطة. وأكد علوش للجنة، أن النشابية وتل فرزات خط أحمر، ولن يسمح بسقوطهما في يد قوات النظام، وأن “جيش الإسلام” مع بقية الفصائل يحضرون لعملية خلال أيام لاسترداد كامل ما سيطرت عليه قوات النظام في الأسابيع الماضية.

 

وتردد زهران في الأيام القليلة الماضية، بشكل يومي إلى منطقة المرج، للتحضير للعملية العسكرية. وقد خطب الجمعة في أحد مساجد بلدة أوتايا قبل أن يتجه إلى الاجتماع الذي قضى فيه، ما يُرجح وجود من كان يراقبه ويتتبعه. مع العلم أن منطقة المرج كانت أهم معاقل “الدولة الإسلامية” قبل أن يقوم “جيش الإسلام” بالقضاء عليها في حزيران/يونيو 2014.

 

ويُعرف علوش بـ”الشيخ محمد زهران بن عبدالله علوش الحسني الدومي” وهو مواليد دوما 1971، واعتقله النظام نتيجة نشاطه الدعوي، في العام 2009، وأحيل لاحقاً إلى سجن صيدنايا، وخرج في العفو الذي أصدره بشار الأسد في حزيران/يونيو 2011 عن “السجناء السياسيين”؛ ومنهم قائد “حركة أحرار الشام” حسان الحموي، الذي قتل في تفجير في إدلب في أيلول/سبتمبر 2014، وكذلك زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني. وقد خرج أولئك المعتقلون من سجن صيدنايا في فترة الثورة السلمية. وبعد شهر من إطلاق سراحه، قام علوش بتشكيل “سرية الإسلام” في غوطة دمشق الشرقية، مع خمسة آخرين من مدينته دوما، لكنه استقر معهم في مدينة سقبا المجاورة لدوما، وتبع لـ”كتيبة أبو عبيدة بن الجراح”، قبل أن تصبح سريته كتيبةً، ثم لواءً، ثم جيشاً.

 

وقد شارك “لواء الإسلام” في عملية السيطرة على مدينة دوما من قوات النظام، نهاية العام 2012، حيث قام بالسيطرة على حاجز جسر مسرابا. كما شارك في عمليات السيطرة على مدينة عدرا العمالية، والدخانية وطريق دمشق-حمص الدولي، والجبال المجاورة لمدينة دوما، لكنه انسحب منها في فترات مختلفة.

 

ويشكل “جيش الإسلام” القوة الأكبر في الغوطة الشرقية، رغم ظهور قوى كثيرة نافسته في الحجم، إلا أنها ضعفت أو اندثرت، كـ”ألوية الحبيب المصطفى” و”قوات المغاوير” و”لواء تحرير الشام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” وغيرها. وعُرف عن “جيش الإسلام” في الغوطة الشرقية، علاقاته غير الودية مع الفصائل الإسلامية أو تلك التابعة للجيش الحر، وكان يسعى لضم الفصائل إليه أو تهميشها.

 

وقد عرف عن علوش كثرة ظهوره المفاجئ في المساجد والمشافي، وخروجه من الغوطة المحاصرة بطرق سرية والرجوع إليها، وعلاقته القوية بالمملكة العربية السعودية.

 

وقد درس علوش الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق، ثم أكمل دراسته للماجستير في جامعة المدينة المنورة في المملكة السعودية، وشغل والده مكانة رفيعة بين شيوخ السلفيين في السعودية.

 

علوش المتزوج من ثلاث نساء، لديه عدد من الأبناء أكبرهم عبد الله. وعُرفت عن علوش مواقفه المزدوجة، حيث وضع الديموقراطية تحت قدميه مرة، والعلمانية مرة أخرى، وتراجع عن ذلك في لقاءاته مع صحف أميركية، وكذلك في توقيعه على اتفاقية مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الذي تم الإعلان فيه عن السعي لإقامة دولة مدنية ديموقراطية. وقد ناصب علوش “الدولة الإسلامية” العداء، وقاد حرباً ضدها في الغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية من دمشق وجبال القلمون. إلا أنه قام بمدح “جبهة النصرة” حيناً، ومهاجمتها أحياناً أخرى، من دون أن يحدث أي اقتتال بينهما.

 

ويضم “جيش الإسلام” بين قادته تيارين سياسيين، أحدهما متشدد والثاني إصلاحي. وقد حُسب علوش على الأول في بداية ظهور تشكيله العسكري، قبل أن يصبح أقرب للثاني بعدما زادت قوته. وكان بشخصيته القوية والكاريزمية ضامناً لعدم حدوث أي نزاع بين التيارين، إلا أن اغتياله يجعل إمكانية حدوث نزاع لقيادة الجيش بين التيارين أكثر حضوراً. كما أن القائد الجديد لـ”جيش الإسلامي” محسوب على التيار الإصلاحي فيه.

 

قوات النظام استغلت نبأ مقتل علوش، وبدأت السبت هجوماً واسعاً على حي جوبر الدمشقي، وتمكنت المعارضة من صد الهجوم، بعدما كبّدت القوات المهاجمة خسائر فادحة. وقام عناصر من “جيش الإسلام” بالتسلل وزرع قنابل في الخطوط الخلفية لقوات النظام، وتأكيد مقتل 28 عنصراً منهم.

 

ودعا “الائتلاف الوطني” المعارض “الهيئة العليا للمفاوضات” المنبثقة عن مؤتمر الرياض لعقد اجتماع طارئ لدراسة تداعيات مقتل علوش. وأوضح الائتلاف في بيان له: “أن هذه الجريمة تؤكد أهداف العدوان الروسي على سوريا، ومنها دعم الإرهاب وعلى رأسه نظام الأسد، واستئصال قوى الثورة المعتدلة”، مشيراً إلى أنها تأتي بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض، والاتفاق الذي أكد الالتزام بالحلِّ السياسي، ووقعته القوى العسكرية المشاركة، ومنها “جيش الإسلام”.

 

وطالب البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن لإدانة تلك الجريمة، بما تمثله من خرق للقرار 2254، وتقويض لمصداقية الدول الموقعة عليه.

 

وأدان المنسق العام لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب مقتل علوش، معتبراً ذلك تهديداً لمسار العملية السياسية والتفاوضية مع نظام الأسد. وأكد حجاب أن هذا الحادث “له تبعات على المعترك السياسي والديبلوماسي”، لأن “جيش الإسلام” هو أحد أهم مكونات “الهيئة العليا للمفاوضات” التي انبثقت عن مؤتمر الرياض في 10 كانون الأول/ديسمبر، واستهداف أي مكون منها هو استهداف للهيئة بأكملها.

 

حلب: المعارضة تتقدم شمالاً..والنظام يشعل جبهات المدينة والريف

خالد الخطيب

شنت المعارضة الحلبية هجوماً واسعاً على معاقل النظام في باشكوي وحندرات شمالي حلب، الجمعة، وتمكنت خلاله من السيطرة على كتلة مباني الأفغان ومزارع السرو في محيط باشكوي، ومنطقة العمارات والمثلث في حندرات، بالإضافة إلى مساحات كبيرة من مزارع دوير الزيتون.

 

هجوم المعارضة كان من أربعة محاور، استأنفته “جبهة النصرة” بتفجير سيارة مفخخة في محيط بلدة حندارات وتل صيبين، ما أسفر عن مقتل عشرين عنصراً تابعاً لقوات النظام وميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، وكسر الخط الدفاعي الأول لهم. وبدأت المعارضة بعدها باستخدام راجمات الصواريخ محلية الصنع “حمم” في استهداف مواقع قوات النظام وتحصيناتها في المناطق المستهدفة، والتي سهلت دخول سرايا المقتحمين التابعين للمعارضة، بقيادة “جبهة النصرة” التي أشرفت بشكل مباشر على العملية العسكرية الواسعة في جميع محاور القتال.

 

كتائب مسلحة عديدة شاركت في المعارك التي قادتها “النصرة”، وأبرزها “كتائب فجر الخلافة” و”حراس الأقصى” ومجموعات تابعة لـ”لواء أحرار سوريا” وكتائب أخرى محلية من مدن وبلدات حريتان وعندان وحيان وليرمون وكفر حمرة، والتي تقع في المحيط القريب من جبهات القتال بين المعارضة والنظام شمالي حلب.

 

وبلغت حصيلة المواجهات 64 قتيلاً، 16 منهم من مقاتلي نبل والزهراء، و14 “لواء الرضا”، و13 من لواء “أبو الفضل العباس”، و12 من “الفرقة الأولى” لجيش النظام، و7 من “الدفاع الوطني”، و3 من حزب الله.

 

عضو “المكتب الإعلامي” في مدينة حريتان رامي السيد، أكد لـ”المدن” بأن العملية العسكرية جاءت كضربة استباقية على تحضيرات قوات النظام وتعزيزاتها في المنطقة، كما تهدف إلى إحراز تقدم على الأرض على حساب النظام في الشمال، وتأمين المنطقة من هجمات محتملة. وأوضح السيد أن بداية المعركة كانت موفقة وحققت المعارضة خلال وقت قياسي تقدماً سريعاً على الأرض، على الرغم من القصف الجوي المستمر من قبل الطيران الروسي والمروحي التابع لقوات النظام، اللذين استهدفا مواقع المعارضة وخطوطها الأمامية بأكثر من ثلاثين غارة بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

 

قصف قوات النظام والميليشيات، الجوي والمدفعي والصاروخي، الذي استهدف المعارضة، تسبب في مقتل عشرين عنصراً على الأقل من قواتها في جبهات حندرات وتل صيبين، ومن بينهم قائد “كتائب فجر الخلافة” محمد الأعور، واثنان من إخوته. كما أعاق القصف المكثف تقدم المعارضة للسيطرة الكاملة على القرى والبلدات التي شهدت معارك عنيفة. لكنها في المقابل كبدت قوات النظام والميليشيات خسائر كبيرة في العدد والعتاد، وتجاوزت أعداد قتلى قوات النظام أربعين عنصراً من بينهم القائد العسكري لقطاع باشكوي مهدي جعفر الأبرص، وهو من بلدة نبل، كما تم تدمير ثلاث آليات مدرعة بصواريخ مضادة للدروع، بالإضافة إلى الاحتفاظ ببعض المواقع الاستراتيجية التي تشرف بشكل مباشر على معاقل قوات النظام وطرق امدادها.

 

المعارضة لم تكن متفاجئة من رد فعل قوات النظام والميليشيات، العنيف، على جبهات حلب الشمالية. فهي تدرك أن النظام كان يتهيأ لعملية عسكرية في الشمال، ويحشد المزيد من قواته في السجن المركزي والمنطقة الصناعية،  بعدما وصلت قواته إلى مشارف ريف حلب الغربي. وظهر ذلك جلياً في التمهيد الجوي الروسي الذي بدأ منذ شهر تقريباً في مدن وبلدات الشمال الحلبي القريبة من بلدتي نبل والزهراء المواليتين.

 

وتزامنت معارك الشمال الحلبي مع اشتباكات متقطعة على الجبهات الغربية في الراشدين، الرابعة والخامسة، وجمعية الزهراء والبحوث وحلب الجديدة. وقصفت “غرفة عمليات الراشدين” التابعة لـ”فتح حلب” مواقع قوات النظام و”حركة النجباء” العراقية، بأكثر من خمسين صاروخاً من نوع “غراد”، وصواريخ محلية الصنع، وحققت إصابات مباشرة.

 

قائد “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أن كتيبة المدفعية والصواريخ التابعة لـ”جيش المجاهدين” نفذت رمايات صاروخية على قواعد الإطلاق التابعة لقوات النظام في “كتيبة المدفعية” في جمعية الزهراء وحلب الجديدة، والتي كانت تقصف قرى وبلدات ريف حلب الشمالي بشكل مستمر، خاصة عندان حريتان وكفر حمرة، خلال المعارك التي كانت تشهدها المنطقة على الجبهات الشرقية في دوير الزيتون وحندرات وباشكوي.

 

وحاولت قوات النظام والميليشيات تخفيف الضغط عن مقاتليها في الشمال، عبر اشعال معارك الجنوب مجدداً في خان طومان ومحيط الزربة. واندلعت اشتباكات عنيفة ليل الجمعة/السبت، بين الطرفين، تصدت خلالها المعارضة لمحاولات تسلل الميليشيات نحو الطريق الدولي حلب-دمشق. كما شهدت جبهات الخالدية وبني زيد وحلب القديمة  اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و”غرفة عمليات فتح حلب”. وتخلل الاشتباكات قصف مكثف للمعارضة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، استهدفت خلالها مواقع قوات النظام وميليشيا “اللجان الشعبية” والخطوط الأمامية في جبهات القتال بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون، ودمرت عدداً من التحصينات والدشم لقوات النظام في الجديدة والخالدية.

 

في السياق، شنت المقاتلات الروسية أكثر من خمسين غارة جوية على مناطق وبلدات متفرقة من حلب وأريافها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وكان أعنفها على أعزاز القريبة من الحدود التركية والتي طالتها ست غارات جوية استهدفت مشفيين ميدانيين أحدهما مشفى توليد، ما تسبب في مقتل 14 مدنياً وجرح عشرين آخرين.

 

500 عسكري إيراني بينهم 30 رفيعي المستوى قتلوا في سوريا خلال 5 أشهر

بلغت خسائر إيران في سوريا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة أكثر من 500 عسكري، بينهم نحو 30 من القادة الرفيعي المستوى، بحسب وسائل إعلام إيرانية وأخرى تابعة للمعارضة السورية.

 

ومن بين القتلى نحو 100 سقطوا منذ إعلان إيران زيادة عدد مستشاريها هناك تزامنا مع التدخل الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي، وفقا للمصادر ذاتها.

 

وسقط آخر القتلى الإيرانيين مساء السبت، حيث قالت وسائل إعلام إيرانية إن ضابطا في الحرس الثوري برتبة عقيد قتل خلال معارك في سوريا بعد إصابته بجروح بليغة.

 

وأوضحت المصادر أن العقيد «محمد رضا عليخاني» قتل خلال معارك ضد من وصفتهم بـ«الإرهابيين التكفيريين».

 

وكانت وكالة أنباء فارس قد أعلنت أن فردين من قوات التعبئة المعروفة باسم الباسيج قتلا أيضا في المعارك قرب حلب.

 

وذكرت الوكالة نفسها قبل أسبوعين أن أربعة من قوات الباسيج قتلوا خلال معارك في سوريا بينهم العقيد في القوات البحرية التابعة للحرس الثوري «ستار محمودي» الذي قتل خلال قيامه بمهامه مستشارا عسكريا في مدينة اللاذقية في الساحل السوري.

 

وكشفت وسائل إعلام إيرانية أيضا عن مقتل 7 عناصر من الحرس الثوري من أصول باكستانية في الأراضي السورية، وذلك خلال قتالهم في صفوف قوات النظام السوري.

 

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في أكتوبر/تشرين أول الماضي عن مقتل الجنرال «حسين همداني» في سوريا حينما كان يقوم بمهام استشارية. وهو نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال «قاسم سليماني».

 

كما أكدت مصادر مختلفة بينها المعارضة الإيرانية أن «سليماني» نفسه قد أصيب في اشتباكات وقعت مؤخرا في سوريا بجروح خطيرة ولم يظهر «سليماني» علنا منذ تداول تلك الأخبار.

 

علوش قتل بنقطة المواجهة بمرج السلطان  

سامح اليوسف-الجزيرة نت

 

قال مصدر قيادي في جيش الإسلام رفض الكشف عن اسمه للجزيرة نت، إن زهران علوش قتل بينما كان يتفقد نقاط المواجهة في جبهة مرج السلطان على تخوم الغوطة الشرقية حيث استهدفته طائرة روسية على الأغلب.

 

وأكد القيادي أن أبا محمود الزيبق نائب قائد الجيش قد أصيب أيضا، كما قتل مرافقان لقائد الجيش، وأشار أيضا إلى أن ملف الاغتيال الذي يتهم به الروس سيسلم لجهات دولية.

 

ويتألف جيش الإسلام -الذي أسسه علوش- من مجلس قيادة و26 مكتبا إداريا و64 كتيبة، ويتركز انتشاره في غوطة دمشق الشرقية، لكنه لا يقتصر عليها إذ إن له كتائب أخرى في أحياء دمشق.

 

ترأس علوش القيادة الموحدة للغوطة الشرقية التي ضمت معظم الفصائل بالمنطقة، وأعلن عنها في نهاية أغسطس/آب 2014 وسبق ذلك قيادته العسكرية للجبهة الإسلامية التي ضمت سبعا من أقوى الفصائل في سوريا.

معارك متعددة

قاد علوش بنفسه معارك عدة في الغوطة الشرقية وخارجها مع قوات النظام كان أبرزها معركة ضاحية عدرا ومعركة اللواء 39 التي دخلها جيش الإسلام منفردا، ومعركة الدخانية على تخوم العاصمة دمشق، ومعركة “الله غالب” على المرتفعات المطلة على دمشق وغوطتها، ومعركة “الخضوع لله” التي خاضها الجيش في القلمون.

 

ومن الغوطة الشرقية، خرج علوش عدة مرات جال فيها الشمال السوري ودول الجوار، والتقى عددا من الشخصيات السياسية والمسؤولين العرب. وكان لجيش الإسلام حضور فاعل بمعظم المؤتمرات السياسة بشأن سوريا وآخرها مؤتمر الرياض الذي نال فيه مقعدا من الهيئة التفاوضية العليا من خلال عضو المكتب السياسي بالتنظيم محمد علوش.

 

قاد علوش معركتين داخليتين ضمن الغوطة الشرقية في النصف الثاني من عام 2014 استهدفت الأولى تنظيم الدولة الإسلامية، وأطاحت الأخرى بـ”جيش الأمة” الذي اتهمه علوش بالفساد.

 

وشكل جيش الإسلام ائتلافا من فصائل الغوطة الشرقية الكبرى في أغسطس/آب العام الماضي، وشن هجوما على مقرات وعناصر تنظيم الدولة في مناطق الغوطة المختلفة حيث أنهت الفصائل وجود التنظيم في الغوطة خلال أسبوع وقتلت العشرات منهم.

 

ويعتبر علوش من أشد خصوم تنظيم الدولة, إذ سارع لمحاربته منذ دخوله سوريا.

 

وبنهاية عام 2014 عاد جيش الإسلام منفردا للهجوم على مقرات جيش الأمة الذي اتهمه بالفساد الجنائي والأخلاقي واعتقل معظم أفراده في هجوم مباغت، ثم أطلق سراح العشرات منهم في وقت لاحق.

 

وبعيد ساعات فقط من مقتل علوش، توافق جيش الإسلام على تعين عصام البويضاني (أبو همام) خلفاً له وقائدا عاما للتنظيم، كما أدان عدد من فصائل المعارضة المسلحة عملية الاغتيال، وأدانها أيضا الائتلاف المعارض والمنسق العام لهيئة التفاوض العليا بالمعارضة رياض حجاب.

 

قائد جيش الإسلام الجديد يدعو لوحدة الفصائل  

دعا أبو همام البويضاني القائد الجديد لجيش الإسلام الفصائل السورية المسلحة إلى الوحدة في الميدان، وتعهد بمواصلة القتال ضد قوات النظام، مؤكدا أن رسالة جيش الإسلام هي رفع الظلم ونشر العدل.

وفي أول كلمة له بعد تنصيبه قائدا لجيش الإسلام، قال البويضاني إن على الدول الشقيقة والصديقة العمل على تعرية المجرمين ومن يدعمهم والحرص على حقوق أمة تكالبت عليها قوى الشر جمعاء، على حد تعبيره.

 

وجاء في كلمته أنه “كل من نال شرف دعم الحق وأهله، وكان صديقا أمينا، ناصحا لأمتنا المنكوبة من الدول الصديقة والشقيقة، يُوجب عليكم جهدا مضاعفا لتعرية المجرمين ومن يدعمهم، والحرص على حقوق أمة تحالفت عليها قوى الشر جمعاء”.

 

وتوجه البويضاني في خطابه إلى الفصائل المقاتلة على الأرض في سوريا بقوله “فلنكن يدا واحدة وصفا متماسكا كما يحب ربنا ويرضى، ولا شك أن النصر قريب بقربنا إلى ديننا، ومنهاج ربنا الذي ارتضاه لنا، وإن حدنا عنه فالنصر بعيد المنال”.

 

وقال إن زهران علوش قائد ومؤسس جيش الإسلام كان قد طلب الشهادة فنالها. وأضاف أن رسالة جيش الإسلام هي رفع الظلم وإعادة الحقوق ونشر العدل والأمن للمستضعفين.

 

وأكد أبو همام البويضاني أن جيش الإسلام ماض في حربه ضد النظام السوري حتى إعادة الحق لأصحابه، وأكد أن “رسالة جيش الإسلام هي إعادة الحق إلى نصابه والقضاء على الباطل وأذنابه مؤكدا أنه لن يدخر طاقة من أجل نشر العدل والأمن”.

 

ويعتبر هذا الخطاب هو الأول للقائد الجديد لجيش الإسلام، بعد أن نعى الجيش قائدة ومؤسسه السابق زهران علوش في غارات روسية استهدفت أحد مقراته السرية أمس الجمعة.

 

وبعد مقتل علوش، أعلن مجلس قيادة جيش الإسلام تعيين عصام البويضاني (أبوهمام) خلفا له. وهو من مواليد مدينة دوما سنة 1975، ويعد من الشخصيات التوافقية لدى أهالي الغوطة من مدنيين وعسكريين.

 

ويعد جيش الإسلام أحد أكبر الفصائل العسكرية في الثورة السورية، وشارك مؤخرا ولأول مرة في مؤتمر الرياض الذي جمع جل أطياف المعارضة السورية، ومنها فصائل عسكرية كان من أهمها جيش الإسلام وحركة أحرار الشام التي انسحبت منه.

 

الجيش السوري: تدمير مقر لجبهة النصرة بإدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال مصدر عسكري سوريا إن سلاح الجو شن غارات على مقر لتنظيم جبهة النصرة في ريف إدلب الجنوبي في شمال البلاد، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأضاف المصدر العسكري: “الغارة الجوية جاءت وفقا لمعلومات دقيقة عن تواجد العشرات من مسلحي التنظيم داخل أحد المقرات في قرية جرجناز بريف معرة النعمان الشرقي، وأسفرت عن تدمير المقر بالكامل ومقتل من بداخله”.

 

وذكرت وسائل إعلام سورية أن هذه الغارة تأتي بعد يوم من تدمير الطيران مقر قيادة بشكل كامل لمسلحي ما يسمى بـ”جند الأقصى” في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.

 

بالمقابل، أعلن ما يسمى بـ “جيش الفتح” المؤلف من فصائل معارضة مسلحة، النفير العام لمواجهة تقدم الجيش السوري والميليشيات الموالية له، بعد تقدمهم في ريفي حلب واللاذقية.

 

وكانت القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها قد سيطرت مؤخرا على منطقة تلة معرة بريف حلب، لتوسع بذلك المناطق التي تسيطر عليها بريف حلب الجنوبي، بعد وقت من سيطرتها على خان طومان المحاذية لها، مما يعني استكمال قطعها لأحد طرق الإمداد لفصائل معارضة.

 

كما تمكن الجيش السوري آنفا من  السيطرة على جبل النوبة بريف اللاذقية الشمالي، الذي يعتبر خط الدفاع الأول عن منطقة سلمى، كما أنه منطقة كاشفة لطريق اللاذقية-حلب وطرق إمداد الفصائل المعارضة بالمنطقة.

 

بويضاني القائد الجديد لـ”جيش الإسلام” بسوريا بعد مقتل علوش: سنبقى أسودا في النزال

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وجه عصام بويضاني، القائد العام لقوات “جيش الإسلام” السورية المعارضة، رسالته المصورة الأولى بعد توليه منصبه خلفا لزهران علوش الذي قتل بغارة جوية بريف دمشق، ودعا فيها الفصائل إلى الوحدة، متعهدا ببقاء قواته في مواقعها بالغوطة، في حين أشارت مصادر إعلامية إلى تقدم لقوات معارضة في ريف اللاذقية.

 

وقال بويضاني، في كلمته المصورة الأولى بعد توليه منصب “القائد العام لجيش الإسلام” خلفا لعلوش، إن جيش الإسلام “أُسس ليكون جيشا جامعا للمسلمين منهجه الوسطية والاعتدال” مضيفا أن ذلك الجيش “حارب أعداء الله من الجفاة والغلاة وقدّم في ذلك خيرة القادة” على حد تعبيره، مؤكدا السير على درب علوش “لتحقيق الهدف الذي من أجله ثار ونقضي على الباطل وأذنابه.”

 

حصرياً بالفيديو: مراسل CNN من قاعدة حميميم الروسية بسوريا.. موسكو بين دعم الأسد وقتال داعش

 

وتوجه بويضاني إلى سكان غوطة دمشق بالقول: “لأهلنا الصابرين على ثرى الغوطة، نحن مازلنا كما عهدتمونا أسودا في النزال وأشاوس في القتال عاهدنا الله ألا يمس تراب غوطتنا غاصب” كما ناشد الفصائل المعارضة التي وصفها بـ”الصادقة” بالعمل على الوحدة مختتما بالقول: “النصر قريب بقربنا إلى ديننا، وإن حدنا عنه فالنصر بعيد المنال.”

 

ميدانيا، قال “جيش الإسلام” على موقعه الرسمي، إن قواته تصدت لما وصفها بـ”المحاولات المتكررة” لاقتحام بلدات الغوطة الشرقية من أكثر من جبهة، كما سيطرت على ثلاث نقاط عسكرية في منطقة المرج “حوش العدمل”.

 

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، فذكرت أن الاشتباكات مستمرة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث ومسلحين موالين من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة مدعمة بجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي.

 

وأكد المرصد أن الفصائل تقدمت واستعادت السيطرة على منطقة تل بيت شردق بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لمقتل عنصر عل الأقل من قوات النظام، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

 

الأمم المتحدة عن جولة محادثات جديدة بين الحكومة والمعارضة: السوريون عانوا بما فيه الكفاية

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية  (CNN)– أعلنت الأمم المتحدة عن عزمها عقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الحكومة السورية و”أوسع نطاق ممكن من المعارضة وغيرها”، في مدينة جنيف بسويسرا، في 25 يناير/ كانون الثاني المقبل.

 

وجاء في بيان للأمم المتحدة السبت: “إلحاقاً للقرار 2254 لسنة 2015 لمجلس الأمن، الذي اتُخذ بالإجماع في 18 ديسمبر/ كانون الأول.. كثّف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، الجهود الرامية إلى بدء محادثات بين ممثلي الحكومة السورية وأوسع نطاق ممكن من المعارضة السورية وغيرها، للانخراط في عملية سياسية تؤدي إلى تنفيذ

 

قد تهمك.. الحرب السورية.. أرقام صادمة للمتضررين.. والأمم المتحدة لم تحصل سوى على 40% من المبالغ المطلوبة لتلبية احتياجاتهم

 

الأهداف والمبادئ، لإيجاد حل سياسي للصراع السوري على النحو الوارد في بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012، وقوائم فيينا في 30 أكتوبر (تشرين الاول)، و14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.”

 

وأكمل البيان: “لقد عانى الشعب السوري بما فيه الكفاية.. ويشعر الجميع بمأساتهم الآن في أنحاء المنطقة وخارجها.. إنهم يستحقون الاهتمام الكامل والالتزام من جميع ممثليهم السوريين، الذين يجب أن يُظهر الآن القيادة والرؤية لتجاوز الخلافات من أجل سوريا.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى