أحداث الأحد 30 أذار 2014
النظام السوري يقترب من «إغلاق» الحدود مع لبنان
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
اقترب النظام السوري من «إغلاق» الحدود مع لبنان في وجه المعارضة، بعد سيطرة قواته وعناصر «حزب الله» على بلدتين في القلمون شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، ذلك بعد أيام من استعادة يبرود المجاورة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «الطيران الحربي قصف مناطق في محيط بلدتي فليطة ورأس المعرة، اللتين سيطرت عليهما القوات النظامية مدعمة بمقاتلي «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة». وصرح مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس»، بأن ذلك جاء «استكمالاً لعملية غلق الحدود مع لبنان» في وجه المعارضين وتدفق السلاح إليهم، مؤكداً أن «أي إنجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضييق الحدود بنسبة أعلى، أقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الآليات». (للمزيد)
ويسعى النظام السوري إلى تأمين الحدود اللبنانية في شكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان والتي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق إمداد. وتعد رأس المعرة وفليطة إلى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، آخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعدما تمكنت القوات النظامية خلال الأشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون، بخاصة يبرود.
وأكد الناشط من جبال القلمون جواد السيد، لوكالة «فرانس برس»، أن «توازن القوى غير متكافئ» بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تملك الطيران الحربي والدبابات». وأوضح أنه «تمكن رؤية المقاتلين من الجو، ويتم استهدافهم من الطائرات أو الدبابات».
وذكر مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أنه «من الصعب على القوات النظامية السيطرة على الحدود بأكملها، وإن سيطرت على فليطة ورأس المعرة». واعتبر «أن على الجيش و «حزب الله» نشر مقاتليهما على طول الحدود، وهو أمر مستحيل».
وعلى صعيد «معركة الساحل» في غرب البلاد، قال «المرصد» إن القوات النظامية «قصفت منطقة الجبل الكبير ومناطق في قرية غمام ومنطقة المرصد 45 في ريف اللاذقية، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة عدة في محيط بلدة كسب» التي سيطرت عليها المعارضة قبل ايام. وكان نشطاء معارضون أفادوا بقتل رئيس فرع الأمن العسكري النظامي في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، لدى توجهه مع رتل عسكري وتعزيزات من شمال البلاد إلى غربها.
إلى ذلك، شكل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) جيشاً من نحو 1500 عنصر لقتال «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم في شمال شرقي سورية. وأفاد «المرصد» أن تنظيم «داعش» شكل جيشاً باسم «جيش الأنصار» من مسلحين من عشائر عربية في مدينة الرقة وبلدة سلوك ومدينة تل أبيض التي بايعت «الدولة الإسلامية»، بحيث «يتم تجنيد شاب من كل عائلة أو أن تقوم العائلة التي لا يُجنَّد منها أحد بتسليح شاب من الجيش المُشكَّل لصد أي عدوان أو خطر عن تل أبيض ونواحيها وقتال وحدات حماية الشعب الكردي في ريف تل أبيض ومنطقة جرابلس ومنبج» في الشريط الموازي لحدود تركيا شمالاً.
انتحاري يقتل 3 عسكريين ويجرح 4 بتفجير نفسه بحاجز في جرود عرسال
بيروت – «الحياة»
تدافعت أمس الأحداث التي ستلقي بثقلها خلال الأسبوع الطالع على الوضع السياسي اللبناني الملبد بالغيوم أصلاً، بالتزامن مع مطالبة البطريركية المارونية والأقطاب الموارنة الأضداد، المرشحين للانتخابات الرئاسية، بإجرائها في أقرب وقت. (للمزيد)
وانفجرت سيارة مفخخة السابعة مساء عند حاجز للجيش اللبناني في منطقة وادي عطا في جرود بلدة عرسال، وأعلنت قيادة الجيش أن انتحارياً فجّر نفسه بسيارة مفخخة من نوع «كيا» سوداء عند وصوله الى الى الحاجز، ما أدى الى سقوط 3 شهداء و4 جرحى من عناصر الحاجز، وفرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان. وليلاً انتقلت مروحية عسكرية من قاعدة «رياق» الجوية باتجاه عرسال لمساعدة فرق الإنقاذ في نقل الجرحى والشهداء لأن منطقة الانفجار جردية. وتبنى «لواء أحرار السنّة» عبر «تويتر» هذا التفجير.
ويترقب لبنان بدء تنفيذ الخطة الأمنية لطرابلس والبقاع الشمالي، المتوقع اليوم لضبط الأمن فيهما، بينما بدأ المجلس النيابي وحكومة الرئيس تمام سلام يواجهان مصاعب الملفات الاقتصادية – الاجتماعية والمالية المعقدة، بإعلان هيئة التنسيق النقابية عن إضراب تحذيري يوم الأربعاء وعن اعتصام أمام البرلمان، احتجاجاً على تضييع فرصة إقرار سلسلة الرتب والرواتب لتحسين أجور موظفي القطاع العام والمعلمين.
وشن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حملة عنيفة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان من دون أن يسميه، على خلفية المواقف التي سبق أن أعلنها من ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، ممهداً لقرار سيعلنه الحزب في الساعات المقبلة بمقاطعة اجتماع «هيئة الحوار الوطني» التي دعا إليها سليمان غداً الإثنين، والتي يسبقها خطاب له اليوم في افتتاح منتدى ثقافي في مدينة جبيل.
وترافق كل ذلك مع دخول 700 نازح سوري الى لبنان عبر بلدة عرسال البقاعية إثر سقوط بلدتي فليطا والمعرة السوريتين القريبتين من الحدود، واللتين سيطر عليهما الجيش النظامي السوري وقوات «حزب الله»، وسط أنباء عن تدفق المزيد من النازحين ليلاً على البلدة، فضلاً عن الجرحى الذين أصيبوا جراء القصف السوري على النازحين الهاربين ونقلوا الى المستشفى الميداني فيها بغياب الصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة الطبية الدولية والمحلية. ودقق الجيش في هويات من دخل من النازحين لمنع دخول المسلحين.
وإذ دعا نصرالله الفرقاء الذين يطالبون «حزب الله» بالخروج من سورية الى مراجعة مواقفهم، معتبراً أن المشكلة تكمن في أن «حزب الله» تأخر في الذهاب الى سورية، قال إن المشكلة «هي في أنكم لم تذهبوا الى سورية» (لمقاتلة التكفيريين). وأضاف: «تثبت يوماً بعد يوم صوابية الخيارات التي اتخذناها، ولو انتصر الإرهاب التكفيري في سورية سنلغى جميعاً وسنشطب». وسخر من الذين يعتبرون أ ن دخول الحزب سورية خرق للسيادة، وسخر أيضاً من وصف سليمان معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» بأنها خشبية، مكرراً القول إنها معادلة ذهبية، معتبراً أن توصيف الآخرين لها لا يغير في الحقائق… ودعا نصرالله الى الإقلاع عن الرهان على تحولات في المنطقة، وهاجم تركيا لتدخلها في سورية. كما دعا الى إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن «وعلى ضوئها ندخل مرحلة جديدة ونذهب لاستكمال الحوار على الاستراتيجية الدفاعية». وقال: «نحن لا نريد إلغاء أحد».
وإذ أشار نصرالله الى «حرية حلفائنا» باتخاذ الموقف الذي يرونه من حضور طاولة الحوار، فإن رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية والنائب طلال أرسلان سيتغيبان عن جلسة الغد، فيما يعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موقفه في حديث تلفزيوني مساء اليوم، والمرجح أن يكون عدم الحضور أيضاً.
وكان اجتماع الأقطاب الموارنة الثلاثة، رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون والنائب فرنجية، بدعوة من البطريرك بشارة الراعي بحث مساء أول من أمس الاستحقاق الرئاسي بغياب جعجع الذي اعتذر لأسباب أمنية نظراً الى محدودية تنقلاته لحضور لقاءات معلنة، وأبلغ الراعي أنه يوافق على ما يقرره المجتمعون. وعلمت «الحياة» أن الراعي دعا المجتمعين الى أن يترشح من يريد منهم لانتخابات الرئاسة ولتحصل الجلسة في اقرب وقت ويؤمّن الجميع النصاب ولينجح من ينجح. وقالت مصادر «القوات» إن الراعي أطلع جعجع على نص البيان الذي صدر لاحقاً فوافق عليه، وأبلغ البطريرك أنه مع ترشح من يريد وأن يتم ذلك علناً ويعلن تطلعاته بعيداً من الكواليس.
ونص البيان على «الإصرار على انتخاب رئيس جديد يستمد دعمه من المكوّن الذي ينتمي إليه فيكون معبّراً عن الوجدان اللبناني لدى المسيحيين والمسلمين والثوابت الميثاقية والوطنية». وطالب المجتمعون بالإسراع في إجراء الدورة الأولى من الانتخابات من دون المخاطرة بانقضاء المهلة الدستورية من دون انتخاب رئيس الجمهورية.
وأطلع الجميل رئيس البرلمان نبيه بري على نتائج الاجتماع أمس. وتسارعت التحضيرات اللوجيستية والميدانية في طرابلس لتنفيذ الخطة الأمنية المرتقبة اليوم، فيما ساد هدوء على محاور القتال التقليدية. وتجمعت عناصر قوى الأمن الداخلي بإشراف قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي داخل باحة السراي معززة بعناصر من المناطق الشمالية كافة، بالاشتراك مع وحدات من الجيش تحضيراً لانطلاق الخطة.
وأكد الأيوبي للعناصر أن مهمتهم تنفيذ الخطة بصراحة وإقامة الحواجز والدوريات في كل الشوارع والتعاون مع المواطنين باحترام، وإطلاق النار على أي مسلح أو مخلٍّ بالأمن في حال لم يمتثل للأوامر العسكرية»، مؤكداً أن «ليس هناك أي شخص فوق القانون». وبدأت قوى الأمن منذ أمس إقامة الحواجز والتدقيق بهويات المواطنين وتوقيف المخالفين.
وأعاد الجيش فتح الطريق الدولية في منطقة البداوي بعدما حاول شبان قطعها احتجاجاً على توقيف أحد المطلوبين، وأطلق النار في الهواء لتفريق الشبان. وعزز الجيش وحداته على مفترق المنكوبين وأمام المجمع التربوي للمدارس الرسمية ومفترقات أخرى. وألقى مجهولون قنبلة يدوية باتجاه عناصر الجيش الذين ردّوا بإطلاق النار ولم يسجّل وقوع إصابات.
وأجمع نواب المدينة ووزراؤها على التعاون مع القوى الأمنية. وطلب وزير العدل أشرف ريفي من مناصريه نزع صوره واللافتات المؤيدة له في طرابلس.
وفي ما يخص الاستنابات القضائية الصادرة في حق المطلوبين، قالت مصادر وزارية لـ «الحياة» إنها ستنفذ في حق من يلقى القبض عليه ليقرر القضاء محاكمته. وساهم مشايخ دين في المدينة بإقناع عدد من قادة المحاور بالتجاوب مع الخطة والقوى الأمنية.
وترددت أنباء ليل أمس، أن رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد، الصادرة في حقه مذكرة توقيف بتهمة المساعدة على تهريب مطلوب في التورط بتفجير مسجدي التقوى والسلام الصيف الماضي، غادر منزله في منطقة تقع على الحدود مع سورية في عكار الى جهة مجهولة. ولم تستبعد مصادر طرابلسية أن يهرب عدد آخر من المطلوبين من المدينة.
الافراج عن صحافيين اسبانيين خطفا في سوريا
مدريد- (أ ف ب): اعلنت صحيفة (إل موندو) الاسبانية الأحد انه تم اطلاق سراح مراسلها خافيير اسبينوزا والمصور المستقل ريكاردو غارسيا فيلانوفا اللذين اختطفتهما في 16 ايلول/ سبتمبر في سوريا جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني انه ليل السبت “في الساعة 21,27 (20,27 تغ) اجرى مراسل إل موندو في الشرق الاوسط خافيير اسبينوزا اتصالا بادارة تحرير الصحيفة” ابلغها فيه بانه ومواطنه قد اطلق سراحهما وتم تسليمهما إلى عسكريين اتراك.
واضافت انه في هذه المكالمة الهاتفية القصيرة تمكن الصحافي من طمأنة ادارته إلى انه وزميله بصحة جيدة، طالبا ابلاغ عائلتيهما ببشرى الافراج عنهما.
واكدت إل موندو ان الاتصال الهاتفي جرى من الاراضي التركية حيث ابلغ عسكريون اتراك السلطات الاسبانية باطلاق سراح مواطنيها.
وكان الصحافيان الاسبانيان خطفا على ايدي عناصر من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في 16 ايلول/ سبتمبر في محافظة الرقة قرب الحدود مع تركيا، وفق ما افادت صحيفة ال موندو في العاشر من كانون الاول/ ديسمبر.
وكان الاثنان يستعدان لمغادرة سوريا في ختام مهمة استمرت اسبوعين عندما خطفا مع “اربعة مقاتلين من كتيبة في الجيش السوري الحر”، وقد “افرج عن السوريين بعد ايام في حين لم يفرج عن الاسبانيين”، بحسب ما ذكرت إل موندو في حينه.
وفي 2 آذار/ مارس الجاري افرج عن الصحافي الاسباني مارك مارخينيداس الذي اختطفته المجموعة الاسلامية المتشددة نفسها في ضواحي مدينة حماة بوسط سوريا في ايلول/ سبتمبر.
ولا يزال اربعة صحافيين فرنسيين مختطفين في سوريا منذ تسعة اشهر هم ديدييه فرنسوا وادوار الياس ونيكولا اينين وبيار توريس. وقد خطف الاولان في 6 حزيران/ يونيو 2013 شمالي حلب، في حين خطف الآخران بعد اسبوعين في 22 حزيران/ يونيو في الرقة.
أوباما قد يزوّد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات
أشرف أبو جلالة لطالما ترددت الحكومة الأميركية في تزويد المعارضات السورية بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، بدعوى مخاوف من وقوعها في يد متطرّفة. وخلال زيارته الى السعودية، يدرس الرئيس أوباما منح المعارضة السورية هذا السلاح الذي قد يقي المدنيين من غارات الطائرات والبراميل المتفجّرة.
كشف مسؤول أميركي النقاب عن أن الرئيس باراك أوباما يدرس ما إن كان سيسمح بشحن صواريخ مضادة للطائرات، من النوعية التي تُطلَق من على الكتف، للفصائل المعتدلة بالمعارضة السورية، بمساعدة ربما من جانب الحكومة السعودية.
أضاف هذا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لتحدثه عن مناقشات تجري داخل البيت الأبيض، أن أوباما يفكر في إرسال نظم دفاع جوي محمولة، إلى جانب إمدادات أخرى، لمساعدة جماعات المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.
وسبق للولايات المتحدة أن أبدت اعتراضها على تزويد المعارضة بالسلاح، لتخوفها من أن تصل تلك الأسلحة إلى أيدي العناصر المتطرفة.
غير أن المسؤول، الذي تحدث في هذا الصدد مع صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، أوضح أن الرئيس ومستشاريه ما زالوا قلقين بشأن نشر السلاح، لكن مع مرور الوقت، باتت الولايات المتحدة أكثر تآلفًا وارتياحًا تجاه قوى المعارضة التي تواصل نضالها في سوريا ضد الأسد.
لمصلحة الثوار
وأكد المسؤول أن منظومات الدفاع الجوي المحمولة ما هي إلا عنصر في قائمة طويلة من الإمدادات العسكرية، التي تدرس واشنطن تقديمها إلى المعارضة السورية، وذلك في الوقت الذي يبحث فيه البيت الأبيض توسيع نطاق تعاونه مع الحلفاء في المنطقة.
وهي الخطوة التي رأت الصحيفة أنها تشير إلى أن ثمة تحولًا قد يفيد الثوار، الذين بدأوا يفقدون الأرض لمصلحة الجيش السوري النظامي في بعض المناطق مع مرور الوقت.
ورغم تأكيد مستشارين لأوباما، على هامش الزيارة التي قام بها يوم أمس للمملكة العربية السعودية، على أنهم ما يزالوا يشعرون بقلق بالغ إزاء احتمالات وصول الأسلحة المتطورة إلى العناصر المتطرفة، إلا أن مسؤولًا أميركيًا آخر، طلب عدم الكشف عن هويته أيضًا، قد ألمح إلى احتمال وجود مرونة في ما يتعلق بهذا الأمر مستقبلًا.
مرونة
أضاف هذا المسؤول: “تمكنا بالفعل مع مرور الوقت من توطيد علاقاتنا بالمعارضة. وقد حاولنا أيضًا التقريب بين وجهات نظر الدول المختلفة في المنطقة”.
وتابع المسؤول حديثه بالقول إن الهدف هو تحسين التنسيق، خاصة وأن الإدارة الأميركية تشعر بأنها أحرزت تقدمًا على هذا الصعيد. في حين تتحدث أقاويل منذ شهور عن أن المسؤولين الأميركيين قد يغيرون موقفهم بشأن عملية شحن الصواريخ للمعارضة السورية، على أمل التصدي للهجمات التي تقوم بها قوات الأسد.
بريطانيا تدعو إلى الضغط على بشار لتنفيذ القرار 2139
نصر المجالي
دعت بريطانيا نظام دمشق إلى التنفيذ الفوري لتدابير الأمم المتحدة المتمثلة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين، كما دانت الجماعات المتطرفة لعرقلتها ومنعها وصول تلك المساعدات.
نصر المجالي: دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عدم تنفيذ النظام السوري للقرار الدولي الرقم 2139 بشأن دخول ووصول المساعدات للمحتاجين في سوريا. ودعا هيغ الأسد إلى أن ينفذ فورًا التدابير التي طالبت بها الأمم المتحدة، كما دعا الداعمين الدوليين لنظام الأسد إلى الضغط عليه لاتخاذ إجراءات عاجلة.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قرارًا في فبراير/ شباط الماضي يدعو كل الأطراف إلى ضرورة السماح لقوافل الإغاثة بعبور خطوط القتال ومناطق الصراع.
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أنه لم يطرأ أي تحسن على تقديم المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين منذ أن تبنى مجلس الأمن الدولي في الشهر الماضي قرارًا بزيادة المساعدات الإنسانية الطارئة للسوريين، الذين يعانون بسبب الصراع الدائر في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال الوزير البريطاني إن النظام السوري كثّف استخدامه العشوائي للقصف الجوي، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، وواصل تكتيك الحصار لتجويع 175.000 من أفراد شعبه، ومنع وكالات الإغاثة على فترات متواصلة من الوصول إلى ملايين السوريين، الذين هم في حاجة ماسّة إلى المساعدة.
الجماعات المتطرفة
وبينما دان هيغ أفعال الجماعات المتطرفة، التي تمنع دخول المساعدات الإنسانية، فإنه أثنى على الخطوات التي اتخذها الائتلاف الوطني السوري، وغيره من جماعات المعارضة المعتدلة، التي طبقت ما نص عليه القرار 2139، وفق ما يشير إليه تقرير الأمم المتحدة، بما في ذلك تسهيل توزيع المساعدات الإنسانية في أجزاء من حلب وإدلب.
وقال: لكن كما يتبيّن من تقرير الأمم المتحدة بشكل جلي فإن المسؤولية الأساسية لاتخاذ إجراءات تقع على عاتق النظام، الذي أصبحت تصرفاته أكثر سوءًا منذ تبني القرار 2139.
وشدد هيغ على أن تبني القرار 2139 بالإجماع إنما يعكس إرادة المجتمع الدولي القوية لمعالجة الوضع الإنساني البائس في سوريا، ولذلك سوف تضغط المملكة المتحدة لأجل إحراز تقدم كبير قبل صدور التقرير التالي في شهر إبريل/ نيسان المقبل.
يشار إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة تبحثان حاليًا اتخاذ خطوات جديدة لعقاب النظام السوري، لما وصفتاه بعدم “الامتثال” لقرارات مجلس الأمن.
الأمم المتحدة
وكانت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري أموس أكدت، الجمعة، أن جزءًا كبيرًا من اللوم يتحمّله الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته. واتهمت أموس الحكومة السورية باتخاذ قرارات رفض “تعسفية وغير مبررة” لإيصال قوافل الإغاثة إلى المناطق النائية. وأضافت البارونة أموس أن ارتكاب أعمال العنف، بما فيها العنف الجنسي، في تزايد مستمر.
ولم يصدر بعد رد من الحكومة السورية على اتهامات أموس، غير أنها لطالما أكدت أنها تقدم كل ما في وسعها لإيصال الغذاء والمساعدات الطبية إلى السوريين في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وأوضحت آموس أن “الوضع بالنسبة إلى ملايين من السوريين اليائسين لم يتحسن. بل إن القتال وأعمال العنف تزايدت، خاصة خلال الأسابيع الماضية، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى”. وأشارت آموس إلى أنه منذ 22 من فبراير/ شباط الماضي سجلت نحو 300 واقعة عنف جنسي في دمشق وحدها.
في الختام، انتقدت أموس الحكومة السورية لتأخيرها السماح بوصول المساعدات، التي لم يستفد منها سوى 6 في المئة ممن يعيشون في المناطق الواقعة تحت الحصار، حيث قدر عدد السكان المحاصرين من قبل القوات الحكومية بنحو 175 ألف شخص، بينما يخضع 45 ألف آخرين لحصار المعارضة المسلحة.
القتل والإحساس بالسعادة عند ارتكابه أصبح عاديا في سوريا
أحد المقاتلين لـ «الشرق الأوسط» : تتبلد مشاعرك بعد إطلاق النار لأول مرة
يايلاداغي: هانا لوسندا سميث
لم يتمثل الأمر المثير للقلق في الكلام الذي قاله نبيل، أحد الثوار السوريين، ولكن في مظهره، حيث نجد شخصا يبلغ من العمر 21 سنة ذا وجه طفولي ترتسم عليه الابتسامة، ولا يكاد يبدو عليه أنه لديه القدرة لارتكاب القتل بسهولة ومن دون أي تأنيب للضمير. بيد أنه ارتكب ذلك قبل أيام معدودة.
وقال نبيل «بعد أن انتقلنا إلى المبنى السكني، قمنا بالبحث في المكان، ووصلنا إلى الشقة الأخيرة بالمبنى إلا أننا لم نجد شيئا، ولكننا لاحظنا بعد ذلك أن باب المرحاض مغلق من الداخل. ولذلك فتحنا الباب من الخارج ودخلنا، حيث وجدنا بالداخل أحد جنود النظام وهو يحتضر». وواصل نبيل قوله إنه أخذ هاتف الجندي الذي كان في سكرات الموت. وبعد ذلك بساعتين، رنّ جرس الهاتف. وتابع حديثه قائلا: «كانت المتصلة هي صديقته وسألت: (أين علي؟ لأنني أود أن أتحدث معه). وقلت لها: (أتودين الحديث معه؟ لقد مات علي)».
ويروي لنا نبيل هذه القصة بهدوء من دون أي شعور بالألم كما لو كانت تلك القصة واحدة من الحكايات التي تروى يوميا. وربما يكون عدم اكتراثه علامة من العلامات التي توضح لنا كيف أن القتل – والإحساس بالسعادة عند ارتكاب القتل – أصبح أمرا يحدث يوميا في سوريا. وأشار قائلا: «حينما تكون في الداخل فلن تشعر بأي شيء، حيث تكون جميع الأمور عادية. فبعد إطلاق النار لأول مرة، ستتبلد مشاعرك في ما بعد».
وبعد مرور يومين على هذا الحادث، كان نبيل واحدا من بين الأشخاص الذين تأثروا بذلك العنف، حيث كان مع مجموعة من المتمردين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل قوات النظام. وتعرض نبيل للإصابة في ذراعه ورقبته جراء إطلاق شظايا قنبلة. وبينما يخضع نبيل للعلاج في أحد المنازل في مدينة يايلاداغي الواقعة على الحدود التركية، يمكنه أن يسمع أصوات القتال المستمر في سوريا مما يثير حماسه للرجوع مرة أخرى إلى هناك. ويقول نبيل «سأعود إلى القتال عد غد»، حتى على الرغم من أن ذراعه اليسرى ما زالت في الجبيرة. وأضاف أن «حلمي الوحيد يتمثل في العودة إلى منزلي في مدينة اللاذقية. وحينما أصل إلى هناك سأقبّل تراب ذلك المكان. ولم أتخيل على الإطلاق أن العودة مجددا للنوم في منزلي ستكون حلما بالنسبة لي».
وبدأ الهجوم الذي كان نبيل يقاتل خلاله في الساعات الأولى من يوم الجمعة الموافق 21 مارس (آذار) في مدينة كسب بمحافظة اللاذقية. وسرعان ما تمكن ائتلاف الوحدات العسكرية للثوار من طرد قوات النظام خارج المدينة والاستيلاء على المعبر الواقع على حدود تركيا، قبل أن يتقدم الثوار نحو الجبال مع التمكن من السيطرة على البرج 45 – القاعدة التابعة للنظام والتي تعد ذات أهمية خاصة بسبب موقعها المطل على الوادي والسهل والذي يمتد نحو الساحل ومدينة اللاذقية. وقال جميع الثوار – الذين تحدثنا معهم في يايلاداغي – إن هذا الهجوم هو الأهم حتى هذه اللحظة على مدار الحرب الأهلية السورية الدائرة رحاها منذ فترة طويلة. وتعد اللاذقية معقل الرئيس بشار الأسد وموطن طائفة العلويين المنتمي إليها ومنطقة عائلات العديد من كبار المسؤولين الذين يعملون معه والمكان الذي يخطط فيه – حسبما يعتقد الكثيرون – لتأسيس منطقة ذات استقلال ذاتي للعلويين، حيث خرجت بقية المناطق عن نطاق سيطرته.
ويتقدم الثوار الآن نحو المدينة – حيث من المستبعد احتمالية سيطرتهم عليها – ويعتقد الكثيرون داخل المعارضة أنه من المرجح هروب الرئيس خارج البلاد في حال تمكنهم من الوصول إلى مدينة اللاذقية. ويقول الشيخ عمر، وهو سوري من محافظة اللاذقية يعمل في مؤسسة الإغاثة الإنسانية وقضى معظم وقته في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة: «تعد دمشق منطقة مهمة لأنها هي العاصمة، بينما تعد حلب هي العاصمة الاقتصادية. بيد أن الساحل يعد منطقة العلويين، كما أننا نعرف أن هذا الأمر سيتسبب في وجود ضغوط على النظام».
وتبعد منطقة كسب مسافة كيلومترين عن يايلاداغي، وتعرضت تلك المنطقة – منذ بدء القتال – لقصف متواصل بالمدفعية وقذائف الهاون، فضلا عن شن الغارات الجوية من قبل قوات الأسد. ويمكن للشخص أن يرى ويسمع بوضوح صدى دوي أصوات قذائف الهاون في كل مكان على الجانب التركي من المنطقة الحدودية، مع تصاعد ألسنة وسحابات الدخان من الغابات التي أحرقها النظام في محاولته لوقف تقدم الثوار. وفي اليوم الثاني من الهجوم، جرى استهداف مستشفى ميداني بالقرب من خط المواجهة في منطقة سلمى عن طريق مهاجمته باستخدام طائرات «ميغ». ويقول الطبيب رامي حبيب إن «هجمات النظام تزداد سوءا، وقد أرسلنا سيارتي إسعاف يوم الخميس إلى إحدى القرى التي قتل فيها عشرة أشخاص على أقل تقدير».
وفي نفس السياق، يدرك الثوار أن القتال لن يكون سهلا، ولكنهم مقتنعون بإمكانية مواصلتهم للتحرك نحو الجنوب باتجاه مدينة اللاذقية ولو حتى في مواجهة قوات الأسد التي تتفوق عليهم بامتلاك الأسلحة الثقيلة. وصرحت مصادر من الثوار بأن هذا الهجوم يأتي نتيجة تخطيط وتعاون منذ شهور بين العديد من فصائل المعارضة، حيث تقاتل جماعات أنصار الشام وأحرار الشام وجبهة النصرة بجانب الكثير من الجماعات الصغيرة التابعة للجيش السوري الحر.
وفي حديثه عبر الهاتف من خط المواجهة في ريف اللاذقية الخميس الماضي، صرح لنا أحد المقاتلين – الذي يدعى سامر – قائلا إن الثوار يسيطرون الآن على جميع مناطق الريف الواقعة حول كسب. بيد أنه أشار أيضا إلى وجود حملة انتقامية ضد الجماعات السنية في مناطق اللاذقية الباقية تحت سيطرة النظام. وأردف سامر أن «الشبيحة بدأوا في الأيام القليلة الأخيرة إطلاق النيران على منازل المدنيين، بالإضافة إلى اعتقال أقارب المقاتلين الثوار في ريف اللاذقية». وعلاوة على ذلك، ثمة أنباء جرى تداولها في مدينة اللاذقية تشير إلى هجوم الشبيحة على مناطق السنيين المجاورة. وفي حديثه عبر «سكاي بي» يوم الجمعة، قال لنا شاب يدعى كريم إن حالات التوتر في المدينة قد زادت بشكل كبير منذ بدء الهجوم في كسب. وأضاف أن «الشبيحة أقاموا نقاط تفتيش جديدة في كل جانب وميدان. ونريد أن يستمر الثوار في قتالهم لأنهم يحاربون منذ سنوات حتى الآن، بيد أننا نخضع للحصار، كما يتعرض الأشخاص للاعتقال والخطف كل يوم».
والجدير بالذكر أن تقديرات مصادر المنظمات غير الحكومية تشير إلى نزوح 1700 مدني منذ بدء الهجوم – بما في ذلك 500 شخص من المسيحيين الأرمن – عن منطقة كسب. ومن المعتقد أن بعض هؤلاء الأشخاص قد فروا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في مدينة حلب، بينما لجأ آخرون إلى الاحتماء في إحدى الكنائس الأرمينية في مدينة اللاذقية. وهناك بعض المخاوف من إمكانية تحول الصراع في هذه المنطقة ليأخذ منعطفا طائفيا خطيرا، ولا سيما في حال تقدم الثوار نحو قرى العلويين بالقرب من اللاذقية.
ويقول نبيل، الذي أخذ هاتف الجندي التابع للنظام الذي لقي حتفه في كسب: «لا نعرف ماذا سيحدث حينما نصل إلى اللاذقية. وليس من السهل نسيان جميع الأمور التي حدثت، فلا يمكن أن تعود الأمور مثل ما كانت عليه من قبل».
بيد أن الثوار الآخرين الذين تحدثنا معهم يصرون على أنهم لا يشنون حربا دينية. ويقول مراد – الثائر التركماني الذي تعافى من الإصابة التي لحقت به في كاحل قدمه أثناء القتال: «لا يعد هذا النزاع طائفيا أو إثنيا، بيد أن النظام يخطط لجعله كذلك منذ البداية. وارتكبت قوات النظام مجزرة ضد السنيين وجعلت المسيحيين في عداء معنا، بيد أن الأسد مستعد أن يترك جميع العلويين يموتون من أجل بقائه كرئيس للبلاد».
تركمان سوريا يقاتلون إلى جانب المعارضة.. ودعوات نظامية لـ«إبادتهم»
عددهم يقارب ثلاثة ملايين.. ويشاركون بـ13 كتيبة عسكرية في معارك الساحل
بيروت: «الشرق الأوسط»
شن مناصرو النظام السوري هجوما قاسيا على تركمان سوريا، على خلفية مشاركتهم في المعارك المندلعة بريف اللاذقية بجانب كتائب المعارضة. وقد وصلت بعض الدعوات إلى «طردهم» من سوريا و«إبادتهم»، باعتبارهم «عملاء للدولة التركية»، مما دفع أحزابا تركمانية إلى مطالبة «المجتمع الدولي والقوى الإقليمية باتخاذ إجراءات للحفاظ على التركمان».
ومنذ انطلاق الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد انحاز التركمان إلى المعارضة السورية وانخرطوا في المظاهرات السلمية الداعمة لها، وذلك بحكم الاضطهاد والتمييز الذي عانوا منه خلال سنوات حكم «البعث» للبلاد، بحسب ما يؤكد نائب رئيس الكتلة التركمانية في الائتلاف الوطني المعارض، زياد حسن، لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا أن «التركمان عانوا من ظلم مضاعف.. أولا، لأنهم جزء من الشعب السوري الذي تعرض بجميع أطيافه للقمع على يد نظام الأسد، وثانيا لأنهم تركمان ويشكلون ثاني قومية عرقية في سوريا بعد العرب، مما دفع النظام إلى ممارسة سياسات تمييزية ضدهم تمثلت في تغيير أسماء قراهم ومنع لغتهم والتقليل من شأن مساهماتهم الحضارية في البلاد».
ويشكل التركمان نحو 3 ملايين من تعداد سكان سوريا نصفهم يتكلم اللغة التركية، ونصفهم الثاني يتحدث العربية فقط. وفي الجزء الشمالي من محافظة اللاذقية بالقرب من حدود التركية في منطقة رأس البسيط ومرتفعات الباير، توجد 70 قرية تركمانية مع حارتين للتركمان في مدينة اللاذقية هما «علي الجمال» و«الرمل الشمالي».
وتشارك نحو 13 كتيبة تركمانية في المعارك المحتدمة قرب كسب في ريف اللاذقية إلى جانب قوات المعارضة التي أعلنت قبل أسبوع «معركة الأنفال» في الساحل ضد القوات النظامية، وتمكنت على أثرها من السيطرة على مدينة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا. وبحسب حسن فإن «التركمان انتقلوا إلى العمل المسلح ضد النظام بعد القمع الذي مارسه النظام ضدهم، خصوصا في حي بابا عمرو في حمص، وكذلك في بلدة الزارة في ريف حمص حيث ارتكبت عدة مجازر بحق التركمان». ويشير القيادي التركماني المعارض إلى أن «الكتائب التابعة للتركمان في ريف اللاذقية تقاتل ضمن صفوف المعارضة وتنسق معها بهدف إسقاط النظام».
وأثارت مشاركة التركمان في المعارك الدائرة بريف اللاذقية بجانب قوات المعارضة استياء كبيرا في أوساط الموالين للنظام، لا سيما العلويين منهم. وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات موالية تدعو إلى «طرد التركمان من سوريا» و«إبادتهم»، كما وجهت اتهامات للتركمان بأنهم «عملاء لتركيا». ورجح حسن في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن تكون «وراء هذه الحملات أجهزة المخابرات السورية»، مشيرا إلى أن «التركمان يرفضون تهم العمالة السخيفة ويؤكدون موقعهم داخل الثورة السورية الساعية إلى إسقاط النظام».
من جهتها، اعتبرت «الكتلة الوطنية التركمانية» التي تضم مجموعة من الأحزاب النخب التركمانية، أن «تهديد النظام بتهجير التركمان ليس إلا لغة عرقية بغيضة يطلقها من نافق لعقود بحماية الأقليات بعد أن أصبح على هاوية البقاء». وحمّلت الكتلة في بيان «النظام مسؤولية حفظ أمن تركمان سوريا عموما والساحل» مشددة على أن «التهديد لن يردع الثوار أبدا في طريقهم». ودعت الكتلة «عقلاء الطائفة العلوية لأن يبدأ الحل من عندهم، من خلال إعمال مبضع الجراح في آل الأسد، لتخليص الطائفة من أفعالهم، والدخول في المصالحة الوطنية كطرف له من التمثيل ما يناسبهم ومن الأمان ما يكون للسوريين جميعا»، على حد وصفها.
كما شددت الكتلة على أن «التركمان جزء لا يتجزأ من الشعب السوري الأصيل وثورته، وهم مسلمون يقاتلون بجانب إخوانهم المسيحيين ضد النظام إضافة إلى إخوانهم من العرب والأكراد والشركس والآشوريين، ويريدون إسقاط نظام الأسد والحفاظ على سوريا شعبا ودولة ووطنا آمنا للجميع».
وحول الاتهامات الموجهة من قبل أنصار النظام بعمالة التركمان لتركيا، أكدت الكتلة أن «محاولات النظام بث الشائعات حول التدخل التركي عبر التركمان أمر مردود عليه»، لافتة إلى أن «ولاء التركمان الأول للعدل ولسوريا موحدة ولعلاقات طيبة مع تركيا»، مشيرة في الوقت نفسه إلى «ما قدمته تركيا من خدمات إنسانية للشعب السوري دون تمييز». ودعت الكتلة «المجتمع الدولي والقوى الإقليمية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على المدنيين في الساحل السوري من بطش النظام، وبشكل خاص التركمان»، مضيفة أن «التركمان عاشوا قرونا طويلة إلى جانب العلويين والمسيحيين في المنطقة، ولهم علاقات حسنة معهم، وصداقات لا تزال مستمرة، وأن صراعهم مع النظام فقط جراء ممارساته».
وسبق لرئيس الكتلة الوطنية التركمانية السورية يوسف ملا أن كشف في منتصف عام 2012 أن النظام السوري «عرض على التركمان منحهم حكما ذاتيا في المناطق الموجودين فيها مقابل انكفائهم عن الثورة والنأي عنها»، واعتبر ملا آنذاك أن عرض النظام على التركمان «يؤشر على ضعف كبير أصابه وعلى اقتراب نهايته».
ويتركز وجود التركمان في سوريا بمحافظة حلب، تحديدا في مناطق منبج والباب وجرابلس والراعي وأعزاز، إضافة إلى 140 قرية تركمانية شمال المحافظة، أما في المدينة فيسكنون في أحياء «الهلك» و«بستان الباشا» و«الحيدرية» و«الاشرفية» و«قاضي عسكر». كما تنتشر في محافظة الرقة نحو 20 قرية تركمانية. وتعتبر محافظة حمص ذات أكثرية سكانية من أصول تركمانية بنسبة تصل إلى 65 في المائة ليضم الريف الحمصي أيضا نحو 55 قرية تركمانية. وفي حين تنتشر في محافظة حمص بين منطقتي مصياف والسلمية نحو 30 قرية تركمانية وفي طرطوس 5 قرى، فإن الوجود التركماني في العاصمة دمشق يتوزع بين أحياء القدم والبرزة وحجر الأسود والسيدة زينب.
النظام يستعيد بلدتين في القلمون و«الائتلاف» يتهمه باستخدام «الغازات السامة» في حرستا
قصف على الزبداني بريف دمشق والاشتباكات تتواصل قرب كسب
بيروت: «الشرق الأوسط»
سيطرت القوات النظامية السورية أمس على بلدتي «رأس المعرة» و«فليطة» في منطقة القلمون (شمال العاصمة السورية) المتاخمة للحدود اللبنانية، بعد معارك محدودة ضد مقاتلي المعارضة، تزامنا مع اتهامها من قبل «الائتلاف الوطني المعارض» باستخدام الغازات السامة في منطقة حرستا بريف دمشق.
وأفاد الائتلاف في بيان بأن «الأنباء والتقارير القادمة من حرستا تؤكد أن المدينة استهدفت بالغازات السامة والمبيدات عالية التركيز من قبل القوات النظامية فجر يوم الجمعة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من المدنيين وإصابة 25 آخرين»، لافتا إلى أن «هذه الجريمة تقع في الوقت الذي يفترض بالنظام أن يكون في صدد تسليم سلاحه الكيميائي وفقا للاتفاق الأميركي الروسي».
وفي حين أدان الائتلاف ما سماه «الهجوم الجبان» على حرستا، ذكر أن هذه «ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها النظام لاستخدام الغازات السامة في الغوطة الشرقية، ونحذر من أن النظام سيعمد بلا شك إلى توسيع استخدامه لهذه الأسلحة المحرمة وغيرها بشكل أكبر وعلى نحو ممنهج ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تضع حدا للسياسات الإجرامية التي يعتمدها نظام الأسد في مواجهة الشعب السوري».
ميدانيا، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري نظامي قوله إن «الجيش السوري قام صباح أمس بالسيطرة على بلدتي رأس المعرة وفليطة بعد أن قضت على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة فيها»، مشيرا إلى أن «ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الإرهابيين وتدفق السلاح إليهم»، مؤكدا أن «أي إنجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضييق الحدود بنسبة أعلى وأقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الآليات».
بدوره، أشار مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إلى «تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة من دون أن يكون هناك سيطرة كاملة عليها».
وتعد رأس المعرة وفليطة إلى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، آخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد أن تمكنت القوات النظامية خلال الأشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود.
وشهدت بلدة فليطة الخميس الماضي قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر، أحمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط من جبال القلمون، جواد السيد، تأكيده «أن توازن القوى غير متكافئ بين الطرفين في هذه المنطقة»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية تملك الطيران الحربي والدبابات»، وأوضح السيد أنه «يمكن رؤية المقاتلين من الجو، ويجري استهدافهم من الطائرات أو الدبابات».
وفي السياق ذاته، أكد الناشط عامر القلموني أن «40 مقاتلا فقط هم من كانوا يدافعون عن بلدة رأس المعرة»، مجددا عبر صفحته على موقع «فيسبوك» اتهام من سماهم «بياعين الأوطان» بـ«الخيانة»، في إشارة إلى بعض المقاتلين المنسحبين من القلمون.
وأضاف القلموني: «استطاع الجيش النظامي ومقاتلو حزب الله أن يسيطروا على بلدات رأس المعرة وفليطة بعد اشتباكات عنيفة تبعت سقوط مدينة يبرود»، موضحا أن «القوات النظامية استخدمت سلاح الطيران الحربي والبراميل المتفجرة وصواريخ الكورنيت الحرارية بشكل مكثف للسيطرة على تلك البلدات مما أدى لسقوط تلال استراتيجية في بلدة رأس المعرة تبعها سقوط فليطة بشكل تلقائي بسبب محاصرتها بشكل كامل بعد سقوط بلدة رأس المعرة».
ويسعى النظام السوري إلى تأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلو المعارضة باستخدامها كطرق إمداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان. كما يقول حزب الله اللبناني إن السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الأشهر الماضية، جرى إعدادها في يبرود وأدخلت إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية.
وبحسب مدير «المرصد السوري» فإن «الحدود في منطقة القلمون تمتد لعشرات الكيلومترات»، ما يجعل «من الصعب على القوات النظامية السيطرة على الحدود بأكملها وإن سيطرت على فليطة ورأس المعرة، وعلى الجيش وحزب الله نشر مقاتليهم على طول الحدود، وهو أمر مستحيل».
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط مدينة داريا ومنطقة مقام السيدة سكينة، ترافقت مع قصف نظامي حول مناطق الاشتباك، بحسب ما أفاد المرصد السوري، موضحا أن «الكتائب الإسلامية استهدفت تمركزات القوات النظامية على أطراف مدينة داريا». كما أشار ناشطون إلى «قصف نظامي استهدف مدينة الزبداني ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاث نساء». أما في ريف اللاذقية، فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني و(المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون) من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة كسب وقرية النبعين اللتين تسيطر عليهما جبهة النصرة والكتائب الإسلامية الأخرى، وفق المرصد السوري الذي أشار إلى «قصف نظامي على محيط كسب».
هروب أكثر من 200 عائلة سورية إلى عرسال بعد سقوط فليطا ورأس المعرة
قوى الأمن اللبنانية ضبطت ست سيارات مسروقة في مرآب يعود إلى متهم بعمليات إرهابية
بيروت: «الشرق الأوسط»
وصل يوم أمس إلى منطقة عرسال الحدودية في البقاع الشمالي، (شرق لبنان) أكثر من 200 عائلة، هاربين من منطقتي فليطا ورأس المعرة في القلمون بريف دمشق، بعد سيطرة قوات النظام على البلدتين، وفق ما أكد نائب رئيس بلدية البلدة أحمد فليطي لـ«الشرق الأوسط»، فيما استمر الطيران الحربي السوري استهداف عرسال وشن أمس غارة على منطقة العجرم.
وعمدت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في غرود المنطقة وعلى الحدود إلى التدقيق بهويات النازحين ومنع المسلحين من الدخول إلى لبنان، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، فيما أكد فليطي عدم وصول أي مسلح من سوريا إلى المنطقة.
وفي حين وصل عدد النازحين السوريين في عرسال إلى أكثر من 70 ألفا، من أصل نحو مليون و نصف مليون لاجئ، موزعين بشكل أساسي في الشمال والبقاع في لبنان، باتت البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 35 ألف نسمة، غير قادرة على استقبال المزيد منهم، في ظل شبه غياب من قبل الدولة اللبنانية التي لم تضع أي خطة لاحتواء وتنظيم قضية اللاجئين، وفق ما يشير الفليطي. وأضاف «المساجد والخيام لم تعد تتسع، والعائلات التي وصلت أمس، لجأت في معظمها إلى أقارب لها في منازل أو خيام، حتى أن الخيمة الواحدة باتت تأوي عائلتين أو ثلاث»، متمنيا على الدولة اللبنانية أن تتخذ بأسرع وقت ممكن إجراءات من شأنها أن تريح أهل عرسال واللاجئين الهاربين من الموت، علما أن الحكومة اللبنانية كانت قد أصدرت في جلستها الخميس الماضي، قرارا بتعيين لجنة وزارية لمتابعة هذا الملف.
من جهة أخرى، داهمت قوى الأمن الداخلي مرآبا للسيارات في عرسال، يعود لسامي الأطرش الذي قتل قبل يومين خلال محاولة إلقاء القبض عليه، وهو من أبرز المطلوبين بتهم تفخيخ سيارات واستهداف الجيش اللبناني، وضبط في المرآب ست سيارات مسروقة وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، فيما أشار بيان لقوى الأمن الداخلي أنه وبعد توافر معلومات لفصيلة عرسال في وحدة الدرك الإقليمي عن وجود عدد من السيارات المسروقة في مرآب في وادي حميد بغرود بلدة عرسال، قامت على الفور قوة من الفصيلة المذكورة بمداهمته وتمكنت من ضبط ست سيارات رباعية الدفع مسروقة، وقد بدأت التحقيقات اللازمة بإشراف القضاء المختص، لمعرفة مصدرها وهوية مالكيها ووجهة استعمالها.
الأرمن ضحايا تهجير جديد بعد معارك كسب
مع اندلاع معارك الساحل قرب الحدود التركية ووصول كتائب المعارضة الإسلامية إلى مدينة كسب معلنةً السيطرة عليها، فرّ عشرات المواطنين الأرمن هرباً من عمليات انتقام قد ترتكبها المعارضة ضدهم، ولا سيما أن معظم الأرمن الذين كانوا يقطنون في كسب يؤيدون نظام الرئيس بشار الأسد.
وشهدت مدينة اللاذقية وصول العشرات من النازحين الأرمن خلال الأيام الماضية، استقر معظمهم في شارع (الكيدون) الأرمني في حي العوينة، بحسب ما يؤكد الناشط في شؤون الإغاثة مؤمن فاخوري، موضحاً لموقع NOW أن “العائلات الأرمنية النازحة استُقبِلت من قبل الأقرباء والأهل”، نافياً أي “دور للحكومة السورية بمساعدة هؤلاء النازحين وإيوائهم في مراكز خاصة”.
ويقدّر فاخوري أعداد المواطنين الأرمن الذين نزحوا من كسب نتيجة المعارك هناك بـ500 شخص، بينهم أطفال ونساء وعجائز، لافتاً إلى أن “معظم هؤلاء من الفقراء الذين يعملون بالزراعة، فلا يملكون أي قدرات مادية تساعدهم على التعايش مع أوضاعهم الصعبة ولو بشكل مؤقت”.
ويشكل الأرمن النسيج الإجتماعي الأساسي لمدينة كسب التي تعتبر من أهم المناطق السياحية في سوريا، حيث كان يرتادها السياح العرب كل عام قبل اندلاع الثورة. وإلى جانب عملهم في الزراعة يستفيد الأرمن من الخدمات السياحية التي يقدمونها لزوار مدينتهم.
وأثار اقتحام كسب من قبل المقاتلين الإسلامين الذعر في نفوس سكانها الأرمن، بحسب ما يقول لـNOW أحد النازحين ويدعى ستراك ديمجريان، مشيراً إلى أن “الأمر حصل فجأة”، وأضاف: “لم نكن نتوقع هجوماً من هذا النوع، خصوصاً وأن المنطقة بكاملها خاضعة لنفوذ القوات النظامية. لقد هربنا بملابسنا من دون أن نأخذ معنا أغراضنا الشخصية”.
ويؤكد ديمجريان أنه لم يشاهد أياً من مقاتلي المعارضة في كسب: “سمعنا أصوات الرصاص والقذائف قبل أن تصل المعارك إلى المدينة، فقررنا الهرب فوراً خوفاً من عمليات انتقام قد ترتكبها مجموعات المسلحين ضدنا”.
ويبدي معظم الأرمن في كسب تأييداً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، باعتبارهم أقلية تخشى على نفسها من الخطر الإسلامي الأصولي الذي يهوّل منه النظام، ما يعزز لديهم احتمال ارتكاب أعمال عنف ضدهم من قبل مقاتلي المعارضة، خصوصاً وأن من بين المقاتلين الذين دخلوا إلى كسب عناصر تابع لجبهة “النصرة”.
لكن كتائب المعارضة سعت إلى طمأنة المدنيين في المناطق الساحلية التي اقتحمتها، مؤكدة أنها ستقوم بحمايتهم وعدم المسّ بممتلكاتهم. وبُثَّ شريط فيديو على موقع “يوتيوب” يظهر مقاتلين من المعارضة وهم يتجولون في إحدى الكنائس الأرمنية داخل كسب، متعهدين بحمايتها.
إلا أن هذه التطمينات من قبل المعارضة لن تجد لها أي تأثير في نفوس الأرمن، وفق ما يقول المدّرس الأرمني النازح من كسب جورج هاكرزيان لـNOW، موضحاً أن “الطائفة الأرمنية باتت تشعر أنها الحلقة الأضعف في الصراع المحتدم بين النظام ومعارضيه”.
وأضاف: “في الاساس الأرمن لا يؤيدون النظام، لكنهم يريدون الاستقرار والأمان. ونتيجة التجارب الملموسة فإن الخطر الأصولي يبدو أسوأ بكثير من النظام، فالأخير لم يؤذِنا بل على العكس سمح لنا بتدريس لغتنا في مدارس خاصة بنا وترك لنا حرية العبادة”، وتساءل هاكرزيان: “هل ستؤمّن لنا المعارضة، بما فيها الأصولية، هذه الإمتيازات؟”.
وتُعتبر كسب المدينة السورية الثانية التي تشهد نزوحاً أرمنياً بعد محافظة حلب التي فرّ معظم الأرمن فيها من أحيائهم واستقروا في دول الجوار، لاسيما لبنان. وإلى جانب كونهم جزءاً من الأقلية المسيحية في سوريا، يُعتبَر الأرمن الأثنية السابعة في البلاد. وبالرغم من أنهم لا يشكلون أكثر من 1 بالمئة من تعداد السكان، فإن الحضور الأرمني في سوريا يبدو بارزاً نتيجة احتكارهم عدداً من الحرف والمهن وإتقانهم لها.
يشار إلى أن معظم الأرمن لجأوا إلى سورية بعد عمليّات التطهير الديني والعرقي ضد الأقليّات المسيحيّة التي حدثت أثناء انهيار الإمبراطوريّة العثمانيّة، ويتركز وجودهم في مدن حلب والحسكة ودمشق ودير الزور وحمص واللاذقيّة، والأحداث الأخيرة أجبرت العديد منهم على مغادرة البلاد.
قصف عنيف للوعر بحمص وقتلى للنظام بحلب
قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت حي الوعر في مدينة حمص بالبراميل المتفجرة بالتزامن مع اشتباكات مع قوات المعارضة وصفت بالأعنف منذ بدء الحملة التي تشنها قوات النظام للسيطرة على الحي.
وتسعى قوات النظام للسيطرة على جبهة الجزيرة السابعة بهدف التقدم إلى داخل حي الوعر وإجبار قوات المعارضة على التراجع. وكانت قوات النظام شنت غارتين جويتين وقصفت بالمدفعية بلدة الدار الكبيرة شمال مدينة حمص.
وفي هذه الأثناء سقط عدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام بالهاون بلدة الغنطو بريف المدينة، بينما قالت “مسار برس” إن الجيش الحر قتل عددا من قوات النظام في كمين نصبه لهم بمدينة تلكلخ بريف حمص.
وفي المقابل أعلن التلفزيون السوري أن الجيش أحبط محاولة تسلل لمن وصفهم بالإرهابيين إلى حاجز عسكري في قرية “الدار الكبيرة” بحمص، قائلا إن الجيش قتل عددا من المهاجمين وجرح آخرين، واستولى على أسلحة كانت في حوزتهم.
وفي ريف درعا، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا وجرح العشرات مساء أمس السبت في قصف ببرميل متفجر على بلدة طفس. وأوضح المصدر نفسه أن من بين القتلى خمسة أطفال وأربع سيدات وعنصرين من الجيش السوري الحر، بينما تم قصف بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية بريف درعا، وغيرها من بلدات المحافظة.
وفي حلب، ذكرت شبكة سوريا مباشر -نقلا عن الغرفة المشتركة لأهل الشام- أن عدد القتلى في صفوف حزب الله اللبناني داخل سوريا بلغ ثلاثين عنصرا، في حين لم تذكر شبكة شام عدد القتلى الذين سقطوا في عملية نسف عدة مبان تسلل إليها هؤلاء المقاتلون في منطقة الشيخ نجار بحلب.
كما ذكرت شبكة سوريا مباشر أن قوات المعارضة دمرت مقرا لجيش النظام، وقتلت عددا من أفراده في ريف حلب الجنوبي.
قصف وقنص
وبثت الشبكة صورا تظهر قصف قوات المعارضة بالمدافع مبنى قالت إنه كان مقرا لقوات النظام في قرية عزيزة. كما دارت اشتباكات أخرى في حي الراشدين بحلب.
وبدورها، قالت شبكة شام إن الجيش الحر قنص عنصرين من قوات النظام حاولا التسلل إلى مناطق تحت سيطرته في حي صلاح الدين بحلب.
ويأتي ذلك بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حي مساكن هنانو شرقي مدينة حلب، وعلى قرية تل قراح بريف المحافظة.
وفي هذه الأثناء، أغارت طائرات حربية على بلدتي كسب وبيت عوان بريف اللاذقية في الساحل السوري، بينما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بعد سيطرة المعارضة على بلدة النبعين، وانتقلت اشتباكات أخرى إلى جبل البدروسية ومناطق أخرى في ريف المحافظة.
كما استهدف قصف مدفعي وصاروخي المرصد العسكري 45 بريف اللاذقية، بينما قصف مقاتلو الجبهة الإسلامية بصواريخ غراد مقار النظام في حي الدعتور بمدينة اللاذقية التي قال مركز صدى الإعلامي إن قوات الدفاع الوطني شنت حملة اعتقالات عشوائية في حارة علي جمال فيها.
وكان مقاتلو المعارضة قد سيطروا في الأيام الماضية على المرصد 45، وهو أعلى منطقة عسكرية كانت تستخدمها قوات النظام في قصف ريف اللاذقية. كما سيطروا على مناطق إستراتيجية جديدة في ريف المدينة أبرزها بلدة السمرا ومنفذها البحري وجبل النسر ونبع المر.
معارك القلمون
وفي ريف دمشق قال مركز صدى الإعلامي إن الجيش الحر قتل عددا من عناصر قوات النظام وحزب الله ودمر دبابة في الاشتباكات على أطراف قرية رأس العين في القلمون بريف دمشق.
من جانبها نقلت وكالة “سانا” الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن وحدات من الجيش سيطرت على بلدتي رأس المعرة وفليطة، في القلمون.
وقال المصدر العسكري إن الجيش قضى على من سماهم فلول الإرهابيين في البلدتين الحدوديتين مع لبنان.
ويسعى النظام السوري لتأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها طرق إمداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان.
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن نحو 150 عائلة سورية وصلت في الساعات الماضية إلى بلدة عرسال في شرق البلاد، قادمة من بلدتي فليطة ورأس المعرة في منطقة القلمون بريف دمشق.
نصر الله: تأخرنا في الذهاب إلى سوريا
اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أنه تأخر في الذهاب للقتال إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة المسلحة، وحذر من أن انتصار من وصفهم بالتكفيريين في سوريا يعني “شطب الجميع”، واتهم خصوم الحزب بأنهم في الجانب الخطأ من النزاع.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها عبر دائرة تلفزيونية من مكان سري، إن عدة أطراف لبنانية اقترحت أن تنضم إلى الحزب في القتال داخل سوريا، ولكنه رفض ذلك.
وأضاف أثناء كلمته في منتدى جبل عامل للثقافة والأدب أن “المشكلة في لبنان أن حزب الله تأخر في الذهاب إلى سوريا، وأن المشكلة في لبنان هي أنكم ما زلتم في أماكنكم ولم تذهبوا إلى سوريا، بل إن بعضكم ذهب إلى المكان الخطأ”، في إشارة إلى خصومه اللبنانيين.
وحذر نصر الله من أنه إذا ما انتصر “الإرهاب التكفيري” في سوريا “سنشطب جميعا”، مؤكدا أن “المقاومة ستبقى شامخة وصلبة تحمي أرضها وشعبها”.
واعتبر أن المشكلة معه في مسألة سوريا هي موقفه السياسي وليس تدخله العسكري الذي جاء بعد تدخل الجميع، وفق تعبيره.
يشار إلى أن نصر الله سبق أن أعلن مشاركة عناصره في القتال إلى جانب النظام السوري، مما أدى إلى توتر داخل الساحة اللبنانية واندلاع هجمات استهدفت معاقله في لبنان والسفارة الإيرانية التي تدعمه.
عشرات القتلى من النظام في عمليات نوعية للثوار بحلب
دبي – قناة العربية
قالت مصادر في المعارضة السورية إن قواتها قتلت عشرات من قوات النظام في عمليتين نوعيتين في عزيزية والشيخ نجار.
وقال العقيد الركن زياد حاج عبيد، قائد الفرقة 77 التابعة للجيش الحر في الجبهة الشمالية “إن الثوار تمكنوا من التقدم على قوات النظام في منطقة الشيخ نجار بحلب”، مشيراً إلى أن سيطرة الجيش الحر عادت إلى ما كانت عليه قبل نحو أسبوعين.
وأضاف عبيد أن الثوار في جبهة عزيزية شنوا هجوماً معاكساً على قوات النظام، وكبدوها خسائر فادحة.
واستهدفت كتائب غرفة عمليات أهل الشام معمل السكاكر الذي تتخذه قوات النظام مركزاً لها، في منطقة العزيزة، ما أدى إلى مقتل 20 عنصراً.
وتأتي هذه العملية في محاولة من الثوار لاستعادة السيطرة بشكل كاملة على القرية الاستراتيجية الواقعة على طريق إمداد النظام الواصل إلى حلب.
من جانبها ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن واشنطن تدرس إمكانية تزويد مجموعات المعارضة السورية المعتدلة بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، إلى جانب إمدادات أخرى تمكنهم من التصدي لطائرات النظام .
ولم يتضح بعد أي نوع من منظومات الدفاع المحمولة على الكتف أو ما يسمى “Man pad” تفكر الولايات المتحدة بتزويد فصائل معتدلة من المعارضة بها، وما إذا كانت أصلاً جدية بهذه الأمر.
لكن وسائل إعلام أميركية أكدت أن الرئيس باراك أوباما يظهر مرونة بهذا الشأن بعد رفض استمر فترة طويلة خوفاً من وقوعها بأيدي متطرفين.
دمشق تؤكد السيطرة على آخر معاقل المعارضة في القلمون
دبي – قناة العربية
فيما تستمر المعارك في منطقة القلمون على الحدود مع لبنان والتي سيطرت قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله على معظمها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري رسمي أن قوات بشار الأسد سيطرت على بلدتي راس المعرة وفليطة.
وأكد المصدر أن هذه العملية جاءت استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان لمنع تدفق السلاح إلى قوات المعارضة.
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نفى سيطرة النظام على البلدتين مشيرا إلى تقدم لقوات المعارضة في المنطقة.
مصادر المعارضة تحدثت عن بدء الجيش الحر انسحابا من بلدتي رأس المعرة وفليطة منذ ليل أمس الجمعة، وسط عمليات كر وفر واشتباكات في بعض مناطق البلدتين.
وإلى ذلك، خلف قصف قوات النظام دمارا كبيرا في حي القابون الدمشقي، فيما نفذ الجيش الحر هجوما على مواقع النظام في الجبهة الشمالية لمدينة داريا بريف دمشق.
مصادر المعارضة تحدثت عن استهداف قوات النظام داخل مشفى حرستا العسكري، فيما تجدد القصف المدفعي على بلدة الحولة بريف حمص.
وفي حماة، تصدى مقاتلو المعارضة لطيران النظام بصواريخ كوبرا المحمولة على الكتف، كما صد الجيش الحر هجوما آخر على الجبهة الجنوبية الشرقية لمدينة مورك في الريف.
وأظهرت صور بثها ناشطون تصدي الجيش الحر لغارات طيران النظام وحجم الدمار جراء القصف بالبراميل المتفجرة على بلدة خان شيخون في ريف ادلب.
قتلى وجرحى بقصف على درعا وريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن طيران الجيش السوري، الأحد، غارة جوية على الحي الجنوبي بريف درعا، فيما تم قصف الحي الغربي في مدينة نوى بالشمال الغربي من ريف درعا بالبراميل المتفجرة، بحسب ما أكدته مواقع معارضة سورية.
واستهدفت القوات الحكومية منازل المدنيين في مخيم درعا حيث تندلع اشتباكات متقطعة على أطراف المخيم بين عناصر من الجيش الحر وقوات الحكومة.
وأكدت وكالة شهبا برس المعارضة أن طريق السد في درعا شهد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، في الوقت الذي قصفت مدينة بصرى الشام بريف درعا، بقذائف الهاون من قبل القوات الحكومية.
هذا وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن ارتفاع عدد قتلى السبت في درعا وريف دمشق إلى 34 شخصا بينهم 7 أطفال و4 سيدات وملازم أول منشق.
وكانت وزارة الكهرباء السورية قد أعلنت عن انقطاع الكهرباء عن المناطق الوسطى والشمالية والساحلية والشرقية في سوريا نتيجة “اعتداء على أحد خطوط التوتر العالي بالمنطقة الوسطى”.
نصرالله ينتقد تركيا: يريدون الدخول لسوريا لحماية ضريح سلطان عثماني
بيروت، لبنان (CNN)—انتقد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، السبت، الموقف التركي من الأوضاع في سوريا حيث وصفه بأنه يسعى للتدخل بسوريا في سبيل حماية ضريح لأحد السلاطين العثمانيين.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية على لسان نصرالله قوله: “أول دخول لعناصر من الحزب، كان لحماية مقام السيدة زينب لاهميته عند كل المسلمين، ولأن أي تعرض له سيؤدي الى فتنة بين المسلمين.. بعد مشاركتنا في حماية مقام السيدة زينب، تدحرجت الامور ودخلنا القصير وغيرها بعد دخول آلاف المسلحين اليها، لأن الموضوع صار الهوية السياسية للمنطقة.”
وتابع نصرالله قائلا : “تركيا الدولة العضو في الحلف الاطلسي، والطامحة لدخول الاتحاد الاوروبي، والتي تثير مسألة وجود ضريح لأحد السلاطين العثمانيين، وتخطط لدخول سوريا لمنع نسف هذا الضريح،” لافتا إلى “نحن ذهبنا للدفاع عن مقام يحترمه كل المسلمين، وهي حفيدة النبي، ولكن من هو هذا الذي ستأتون لتشعلوا حربا اقليمية من أجله؟ في حين لا يعرفه أحد.”
وأضاف: “موقفنا في سوريا سياسي، ودخولنا العسكري جاء متأخرا، وبعد ان تدخل الجميع وقاتلوا هناك.. منذ اليوم الأول قلنا لسنا مع إسقاط النظام والدولة، إنما نحن مع الإصلاحات ومطالب الناس المشروعة.”
وأكد الأمين العام لحزب الله على “رفض فرض خيارات استراتيجية كبرى على سوريا.. الموقف منا بسبب موقفنا السياسي قبل العسكري.. العاصفة التي هجمت على المنطقة ونحن لم نقبل ان نكون جزءا منها، او ننحني لها بسبب خطورة تهديداتها.”
المغرب: تفكيك شبكة لتهجير السوريين لمنطقة مليلة
المغرب (CNN)—تمكنت قوات الأمن المغربية من تفكيك شبكة تقوم بتهريب السوريين إلى منطقة مليلة التي تخضع لسيطرة الإسبانية والتي تطالب بها المغرب.
وذكر تقرير نشرته صحيفة هسبريس المغربية أن “الشبكة متخصصة في إدخال السوريين إلى مدينة مليلية المحتلة باستعمال جوزات سفر مغربية، ومن بين عناصرها مغاربة وسوريون يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، حيث تدرّ عليهم العمليات التي يقومون بها مبالغ مالية مهمة.”
وأشار التقرير إلى أن “تفكيك الشبكة تمّ بعد توقيف مغربي كان موضوعا تحت المراقبة الأمنية بعد اشتباه في إدخاله للسوريين إلى مدينة مليلية، حيث ألقي عليه القبض متلبسا لدى محاولته إدخال سيدة سورية إلى الثغر المحتل على متن سيارته باستعمال جواز سفر مغربي يحمل صورة صاحبته الأصلية مستغلا بعض الشبه بينهم، وذلك بالنقطة الحدودية باب مليلية ببني أنصار القصية عن مركز الناظور بـ12 كيلومتر.”
المعارضة تطلب تحرك مجلس الأمن ودمشق تدين “المال السعودي والقطري القذر“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بعد تقرير في الأمم المتحدة حول الأوضاع على الأرض بسوريا، إذ اتهمت دمشق التقرير بتجنب ذكر دور ما وصفته بـ”المال السعودي والقطري القذر” في حين دعت المعارضة مجلس الأمن إلى التحرك و”الضغط على النظام للكف عن مجازره.”
وقال مندوب دمشق في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إن التقرير حول تطبيق القرار 2139 المتعلق بالشؤون الإنسانية “ناقص ويفتقد معلومات تتمتع بالمصداقية” متهما إياه بـ”تجاهل عرقلة المجموعات الإرهابية المسلحة لوصول المساعدات الإنسانية إلى الكثير من المناطق أو إطلاق النار عليها كما حصل في مخيم اليرموك بدمشق واستمرارها بحصار بعض المناطق المدنية وحرمانها من الحاجات الضرورية.”
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الجعفري قوله إن التقرير “لم يذكر الحاجة إلى التعاطي سياسيا مع الأزمة في سوريا وليس مع الجانب الإنساني فقط لأنه لا يمكن حل المشكلة الإنسانية إذا لم نتحدث بالبعد السياسي المتمثل في التدخل الخارجي بالشؤون الداخلية السورية ودعم الإرهابيين وإرسالهم من جميع أنحاء العالم إلى سورية بدعم استخباراتي تركي قطري سعودي إسرائيلي” على حد قوله.
وتطرق الجعفري إلى التسريبات الصوتية في تركيا متهما أنقرى بـ”فبركة حجج من أجل العدوان على سوريا” واعتبر ذلك “فضيحة كبرى،” كما أشار إلى ما جرى في كسب قائلا إن سكانها من أصحاب الأصول الأرمنية: “تعرضوا اليوم لمذبحة من قبل أحفاد العثمانيين الذين غطت دباباتهم ومدفعيتهم إرهابيين شيشانيين وسعوديين وأفغان وتونسيين وغيرهم من المدعومين بأموال النفط القطري السعودي القذر ليقوموا بعدوانهم على كسب” وفق زعمه.
من جانبه، رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بقرار مجلس حقوق الإنسان الذي قال إنه “أدان بشدة استمرار نظام الأسد والمليشيات التابعة له بارتكاب “انتهاكات جسيمة وممنهحة على نطاق واسع، وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، والتي يمكن أن ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.”
وأشاد الائتلاف بدور مجلس حقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية، قائلا إنها “أكدت في آخر تقرير لها على ضرورة التمييز بين المجموعات المتطرفة والفصائل المقاتلة التي تسعى إلى بناء دولة الحرية والديمقراطية في سوريا” كما ندد بـ”الانتهاكات التي يقوم بها المتطرفون الذين استغلوا الفوضى التي خلقها نظام الأسد عن قصد في بعض المناطق.”
وكان التقرير قد أشار إلى أن القوات الحكومية والمليشيات ارتكبت “عمليات تعذيب وأعمالا لا إنسانية أخرى تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب” كما شدد على تصاعد ممارسات التعذيب والمعاملة غير الإنسانية للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش” معتبرا أن ذلك يرقى إلى “جريمة ضد الإنسانية.”