أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 30 حزيران 2012


أنان يحذر من «أزمة خطيرة» إذا فشل اجتماع جنيف

جنيف – رندة تقي الدين

قال مصدر فرنسي مطلع على أعمال اجتماع مجموعة الاتصال حول سورية في جنيف، بدعوة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية كوفي أنان، إن الخلاف القائم بين روسيا والصين، وإلى حد أقل العراق، من جهة والدول الأخرى المشاركة من جهة ثانية هو حول تعديل اقترحته موسكو على النص الذي قدمه أنان للحل في سورية، فيما حذر أنان من أن فشل الاجتماع وعدم التوصل إلى حل سيدفع الأمور إلى نقطة «اللاعودة» و «أزمة خطيرة» في سورية.

ويضع النص الذي قدمه أنان، الذي وصفته فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وقطر وتركيا والكويت بأنه جيد، خطة واضحة للحل قائمة على وقف العنف مع التركيز على أنه على الجانب الأقوى في العنف أن يوقفه أولاً، وهو النظام، بسحب مدرعاته ووقف مروحياته وكل وسائل القتل، على أن يلي ذلك وقف العنف من الجانب الآخر. ثم تقوم مرحلة انتقالية سياسية بقيادة الشعب السوري، على أن تختار المعارضة والقوى الديموقراطية الشخصيات التي تتحاور معها والتي هي ليست متورطة مع النظام ولو أنها لم تكن بعيدة عن الحكم.

ولا تمانع فرنسا بتقديم روسيا نصائح حول هوية مثل هذه الشخصيات، إلا أن روسيا والصين عدلتا نص أنان بالقول إن على جميع الأطراف وقف العنف كون مستخدمي العنف متساوين، وهذا ما رفضته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر والكويت.

كما أن روسيا عدلت نص أنان حول المرحلة الانتقالية بقولها إن على القوى المعارضة أن تتحاور مع نظام الرئيس بشار الأسد حول المرحلة الانتقالية، وهذا تم رفضه من باقي الدول باستثناء الصين والعراق. وقال المصدر إن فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وقطر والدول الخليجية تعتبر أنه لا يمكن العمل مع نظام الأسد وأنه أصبح واضحاً أن عليه أن يرحل.

وكان أنان دعا أمس في مستهل اجتماع جنيف الدول المشاركة إلى توحيد مواقفها، وحمّل المجموعة الدولية جزءاً من المسؤولية عن القتلى الذين يسقطون في سورية إذا بقيت منقسمة حول المسألة السورية، محذراً من أن فشل اجتماع جنيف سيؤدي إلى المزيد من الضحايا، وقال إن السوريين «سيكونون أكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط نتيجة أعمال القتل، بل أيضاً نتيجة عجزكم عن تجاوز انقساماتكم». كما حذر من أن الوضع في سورية قد يشعل المنطقة ويفجر أزمة دولية إذ لم يجر التوصل إلى حل. وقال: «تلوح في الأفق أزمة دولية بالغة الخطورة. نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحول سياسي في سورية يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري».

وقال: «آن الأوان لجميع الذين يمارسون تأثيراً على الأطراف ولجميع الذين يتحملون مسؤولية حيال السلام والأمن الدوليين التصرف بإيجابية من اجل السلام».

وكانت جنيف شهدت اجتماعات ثنائية ومتعددة قبل بداية المؤتمر مساء الجمعة وصباح أمس. فقد اجتمع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو برئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ليل الجمعة، كما عقد وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ والاتحاد الأوروبي كاترين اشتون والكويت خالد الصباح وداوود أوغلو وحمد بن جاسم اجتماعاً قبل الدخول إلى المؤتمر الموسع، في حين عقد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف صباح أمس لقاء مع نظيره العراقي هوشيار زيباري.

وذكر مصدر فرنسي لـ «الحياة» أن المعارضة السورية أبلغت الجانب الفرنسي أنها تعارض كلياً مساراً على شكل مؤتمر الطائف للبنان، لأنها تريد تجنيب سورية مستقبلاً طائفياً، وهو الأمر الذي يحاول النظام القيام به حالياً، بتقسيم البلد طائفياً، وهذه «كارثة» من وجهة نظر المعارضة.

إلى ذلك ترى مصادر فرنسية مطلعة أنه من المهم جداً قطع يد إيران مع حزب الله في لبنان وأيضاً في دمشق لأن الدور الإيراني في الدولتين يهدد المنطقة بأسرها بسبب سياسات إيران.

غليون يصف مؤتمر جنيف بالـمهزلة وسيدا يشدد على ضرورة تنحّي الأسد

يو بي أي

وصف الرئيس السابق لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون اليوم الأحد مؤتمر مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف بأنه “مهزلة”، فيما شدد خلفه عبد الباسط سيدا على أن أي حل للوضع في سورية لا يمكن أن يكون فاعلا من دون تنحي الرئيس بشار الأسد و”الزمرة” المحيطة به.

وكتب غليون على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن “ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبِل فيها أعضاء مجلس الأمن الإملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيداً أمام جلاديه”.

وأضاف أن “النظام رد على هذه التحية بأحسن منها فضرب البارحة 30 يونيو الرقم القياسي في عدد شهداء المجازر التي ارتكبها والتي أصبحت المضمون الوحيد لسياسته ‘الوطنية'”. وقال ان من”السخرية” أن “تطلب مجموعة الاتصال من الشعب السوري أن يحاور جلاده الذي لم يتوقف منذ ستة عشر شهراً عن قتل أبنائه والتنكيل بأطفاله واغتصاب نسائه، ودعوته إلى التفاهم معه على مرحلة انتقالية من دون تدخلات أجنبية”.

وأضاف غليون إنه لم يعد أمام الشعب السوري سوى خيار واحد هو خوض “حرب التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعينا بالله وبأبنائه الأبطال وبمساعدة الدول الشقيقة التي عبرت بالفعل عن دعمها الصريح لحقه في اقتلاع نظام الطغيان من الجذور وإقامة دولة ديمقراطية مدنية مستقلة وسيدة”.

ودعا إلى أن يكون شعار يوم الجمعة المقبل “جمعة حرب التحرير الشعبية”، مضيفاً “ستأخذ جميع فئات الشعب مكانها في هذه الحرب المقدسة التي ستطهر بلادنا من رجس الاستبداد والفساد وتحررنا إلى الأبد من حكم القتلة والمجرمين”.

من جهته شدد سيدا على أن “أي حل للوضع في سورية لا يمكن أن يكون فاعلاً من دون تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والزمرة التي حوله”، لافتاً إلى أن أي جهد في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية يجب أن توضع له آليات واقعية.

وقال إنه صحيح أن المجلس لم يدع إلى مؤتمر جنيف باعتبار أن المشاركين يمثلون دولاً، “لكننا ومن خلال أصدقائنا وُضعنا في أجوائه، ونرى أن الأمور لا تسير وفق المطلوب لأن هناك مبادرات وطروحات تحاول إفراغ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان من مضمونها”.

وإذ أعرب عن ترحيبه بأي مؤتمر دولي للمساعدة في إيجاد حلول للموضوع السوري، شدّد على وجوب أن “يجسد إرادة جدية لمعالجة الوضع بعيداً عن لقاءات تقطيع الوقت والمبادرات التي تعطي المهلة تلو الأخرى للنظام للقضاء على شعبه”.

وقال “نعلم تماما أن المطلوب معالجة سياسية لكل وضعية معقدة كالتي نحن فيها الآن، لكن في الوقت عينه من غير المقبول القفز فوق كل تضحيات الشعب السوري الذي قدّم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل إسقاط النظام”.

وكانت “مجموعة العمل الدولية حول سورية” التي اجتمعت في جنيف أمس السبت، شدّدت على ضرورة تطبيق كل الأطراف في سورية خطة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان، وأكدت التزام العمل العاجل لإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسية بقيادة سورية تتضمّن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة الحالية.

                      اجتماع جنيف يُقرّ مبادئ خطة انتقالية

ترى واشنطن أنها تمهد لمرحلة ما بعد الأسد

 موسكو وبيجينغ شددتا على ان السوريين وحدهم يقررون مستقبلهم

 أنان يؤكد ان الاتفاق يلحظ حكومة انتقالية قد تضم وزراء حاليين

اتفقت مجموعة العمل الدولية حول سوريا التي اجتمعت في جنيف امس على ضرورة اقامة حكومة وحدة وطنية في سوريا لحل الصراع بين قوات الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة التي تسعى الى إطاحته. واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الاتفاق يمهد “الطريق لمرحلة ما بعد الاسد”. لكن كلاً من روسيا والصين شددتا مجددا أن على السوريين ان يقرروا المرحلة الانتقالية في بلادهم.

واوضح المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان بعد المحادثات التي اجريت في جنيف إن الحكومة الانتقالية في سوريا يجب أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة.  وقال:”الامر متروك للشعب للتوصل إلى اتفاق سياسي لكن الوقت ينفد. نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق. يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات”. وأضاف أنه يتعين على الأطراف أن يقدموا محاورين لمساعدته في العمل من أجل تسوية. ولفت الى ان “الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يجري تأليفها على اساس قبول متبادل”. وعبر عن شكه في “ان يختار السوريون اشخاصا ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم”.

 وسئل عن مستقبل الرئيس بشار الاسد، فأجاب ان “الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادىء لمساعدة الاطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية”. واكد في السياق نفسه ان مستقبل الاسد “سيكون شأنهم”.

كلينتون

واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية في مؤتمر صحافي ان الاتفاق يمهد “الطريق لمرحلة ما بعد الاسد”.

واضافت ان الولايات المتحدة ستعرض على مجلس الامن الخطة الانتقالية التي جرى التوافق في شأنها.

وقالت كلينتون ايضا: “على الاسد ان يرحل”، مضيفة انه لا يمكن ان يكون في الحكومة الانتقالية نظرا “الى ان يديه ملوثتان بالدماء”. وشددت على انه “ليس لدى احد اوهام، نحن امام نظام مجرم”، معتبرة ان المنطقة برمتها “يمكن ان تتأثر” بالازمة القائمة في سوريا . وحذرت من انه “في حال لم يحصل تحرك سيزداد عدد القتلى واللاجئين، وستزداد مخاطر زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة”.

كما كشفت ان الولايات المتحدة ستلتقي مع دول اخرى الاسبوع المقبل في باريس بالذين يدعمون المعارضة السورية ليشرحوا لهم هذه الخطة الانتقالية من اجل سوريا. وقالت ان “مستقبل سوريا يخص الشعب السوري نفسه”.

لافروف

لكن نظيرها الروسي سيرغي لافروف شدد ان على السوريين ان يقرروا المرحلة الانتقالية في بلادهم، داعيا الى عدم استبعاد اي مجموعة عن هذه العملية. وقال في مؤتمر صحافي ان “السوريين انفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية”، مضيفا ان روسيا اقنعت دولا كبيرة اخرى بانه سيكون من “غير المقبول” استبعاد اي مجموعة عن العملية الانتقالية.

الصين

وصرح وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي بان الخطة الانتقالية “لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. لا يمكن اشخاصاً من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري”.

وكان انان الذي دعا الى اجتماع جنيف حذر الاعضاء الدائمين في مجلس الامن وحضهم على التوحد لايجاد اتفاق حول مرحلة انتقالية في سوريا.

 ونبه في خطاب القاه في افتتاح اجتماع مجموعة العمل الى ان السوريين في حال الفشل سيكونون “اكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط صنيعة قتلة بل ايضا نتيجة عدم قدرتكم على تجاوز انقساماتكم”.

ولا يزال مصير الرئيس السوري نقطة خلاف كبيرة بين الروس والغربيين. ففي حين تطالب الولايات المتحدة بتنحيه، تتمسك روسيا، حليفة الاسد، بوجوب عدم تدخل القوى الغربية في مسار العملية الانتقالية في سوريا.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في محافظات سورية مختلفة ادت الى مقتل 82 شخصا بينهم 66 مدنيا.

وقتل 30 مدنيا على الاقل واصيب عشرات آخرون في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع احد القتلى المدنيين في ريف دمشق.

توافق دولي حول مرحلة انتقالية وكلينتون للأسد: أيامك معدودة

توصل المجتمعون في مؤتمر جنيف المخصص حول الوضع بسوريا إلى وضع خطة لمرحلة انتقالية في سوريا تعتمد على خطة المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، تنتقل بموجبها السلطة بالكامل إلى حكومة موسعة الصلاحيات تشرف على انتخابات بعد تعديل دستوري، وقد سارعت وزيرة الخارجية الأمريكي، هيلاري كلينتون، للقول إن أيام الرئيس السوري، بشار الأسد، باتت معدودة، ولا مكان له في الفترة المقبلة.

وقال البيان الختامي للاجتماع الذي شهد الكثير من التجاذب قبل التوصل إلى إقراره إن على جميع الأطراف تطبيق خطة عنان التي تنص على وقف العنف بكل أشكاله فوراً، ودون انتظار للطرف الآخر والتعاون مع بعثة المراقبة الدولية والإفراج عن المعتقلين والسماح بدخول وسائل الإعلام واحترام حق التظاهر السلمي.

كما أشار إلى التوصل لـ”مبادئ وخطوط عريضة” حول الانتقال السلمي، بينها التوصل لخطوات واضحة تستند على جدول زمني، واحترام رغبات الشعب السوري الذي يتطلع إلى دولة تطبق الديمقراطية بأحزاب متعددة وتسمح بظهور قوى سياسية جديدة عبر انتخابات والابتعاد بسوريا عن التمييز القائم على أساس الدين أو العرق أو الطائفة.

وبين المبادئ أيضاً التوصل إلى حكومة انتقالية يمكنها توفير مناخات تجري خلالها العملية الانتقالية و”ستمارس تلك الحكومة كامل الصلاحيات التنفيذية ويمكن أن تضم شخصيات من الحكومة الحالية ومن المعارضة والأطراف الأخرى،” في إشارة إلى أن السلطات التنفيذية التي تتركز بشكل شبه كامل بيد الرئاسة السورية ستنتقل إلى الحكومة الجديدة.

ويصار بعد ذلك إلى البحث في تعديل الدستور وإجراء انتخابات نزيهة للمؤسسات الجديدة.

وقال المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، كوفي عنان، إن المجتمع الدولي منحه الدعم من أجل العمل لإنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وبدء عملية سياسية تنطلق من سوريا من أجل تحقيق مطالب الشعب.

وشدد عنان، في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء المؤتمر، أن على جميع الأطراف “وقف العنف فوراً والالتزام بخطة النقاط الست، وعلى الحكومة والمعارضة أن تسمح بالوصول للمعتقلين وإطلاق سراحهم والسماح بالتظاهرة السلمي ودخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.”

وبحسب عنان، فإن الحكومة الانتقالية لن تشمل “من تلطخت أيديهم بالدماء،” وقد أقر المبعوث الدولي بمدى صعوبة مهمته “نظراً للوضع الميداني،” ونفى تحديد مواعيد للاجتماع القادم لمجموعة العمل الدولية حول سوريا، مشيراً إلى أن تطورات الموقف هي التي ستفرض تلك المواعيد.

وأكد عنان أنه سيبدأ العمل مع الحكومة والمعارضة والمجتمع السوري “من أجل دراسة الخطة والبحث عن طريق للمستقبل،” مشيراً إلى وجود هناك إطار زمني للخطة، غير أنه لم يحدده بوضوح، مكتفياً بالقول: “أتمنى رؤية التطور على الأرض قبل نهاية العام الجاري.”

ولدى سؤاله من قبل الصحفيين عمّا إذا كان هذا يعني بأن الأسد سيخرج من السلطة بحلول نهاية العام قال عنان: “ليس لدي كرة سحرية لأعرف ذلك.”

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون: “اتفقنا على دعم خطة عنان التي تشمل العملية الانتقالية، بما في ذلك بناء سوريا تحترم حقوق شعبها، بما في ذلك الأقليات وحكومة انتقالية موسعة الصلاحيات.”

وأضافت الوزيرة الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي عقدته بعد انتهاء مؤتمر عنان، إن الولايات المتحدة: “ستحاول التوصل لتوافق وإعطاء زخم لهذه العملية ولكن الأسد يواصل شن حرب على شعبه.”

وأكدت كلينتون أنها ستواصل الضغط على الأسد والعمل لتوفير المساعدات للمحتاجين، ووصفت الوزيرة الأمريكية النظام السوري بأنه “قاتل” محذرة بأن المنطقة “قد تتأثر أكثر فأكثر ويمتد الصراع لدول مجاورة.”

وتابعت بالقول: “على الأسد أن يتنحى.. وهو لن يشارك بالحكومة الانتقالية لأن يداه ملطختان بدماء الشعب السوري وحق الحكم سيكون بالكامل للجهة الانتقالية، ما يعني أن عليه التنحي، ولا مكان بالمرحلة الانتقالية لمن تلطخت أيديهم بالدماء.. ونعتمد على روسيا والصين لإبلاغ الأسد بأن الأمر قد حسم.”

وأضافت: “يجب أن يفهم الأسد بوضوح أن أيامه معدودة، وقد قتل 800 شخص هذا الأسبوع، يعني أكثر من مائة كل يوم.”

من جانبه، رد نظيرها الروسي، سيرغي لافروف، بالقول إن هناك “أعمال عنف في الكثير من المدن التي تخضع الكثير من الأحياء فيها للمسلحين،” قائلاً أن على المسلحين “الانسحاب من المدن” متهماً إياهم بـ”منع دون دخول الصليب الأحمر.”

واعتبر الوزير الروسي أن هناك “أدلة تشير إلى أن المعارضة المسلحة التي تحصل على تدريب لا تلتزم بالواجبات المفروضة عليها وهي يستفزون القوات الحكومية،” ورفض الإشارة إلى ضرورة تنحي الأسد قائلاً إن الخطة الانتقالية “متروكة للسوريين من أجل وضع تفاصيلها وليس للقوى الخارجية.”

ورأى لافروف أن الوثيقة لا تتطرق لمصير الأسد، وقد جرى حذف البند الموجود في المشروع الأولي، والذي كان يشير إلى ضرورة عدم ضم الأشخاص الذين قد يهددون العملية الانتقالية إلى الحكومة الانتقالية.

وكان عنان قد افتتح اجتماع جنيف بالقول إن الأزمة السورية ما كانت لتصل إلى هذا المستوى لو أن خطته حول ذلك البلد طبقت بنجاح، محذراً من المسار الذي تتخذه الأمور حالياً.

كما سبق لوزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن قال بأن روسيا والصين، وهما أبرز حلفاء دمشق على الصعيد الدولي، تصعّبان المحادثات، ودعا نظرائه في الاجتماع إلى “التحرك بسرعة وتصميم لتوفير خريطة طريق تقود سوريا بعيدا عن حافة الهاوية والإصرار على تنفيذها.”

وفي القاهرة، قالت المعارضة السورية البارزة، ريما فليحان: “لن نقبل بدء أي حوار قبل تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد، ونحن نصر على حقنا بمحاكمة كل من تورط في المجازر ضد الشعب وكل مسؤول أصدر الأوامر بارتكاب تلك الجرائم ضد شعبنا.”

من جانبه، أصدر المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، بياناً حول مؤتمر جنيف السبت، انتقد فيه غياب ممثل عن السوريين في الاجتماع مشبهاً ما يجري فيه بمؤتمر جنيف بعد حرب عام 1973 مع إسرائيل.

وقال بيان المجلس الوطني إن أجواء اللقاء الحالي والتحذيرات من أن فشل المؤتمر سيدفع المنطقة إلى “دوامة الحرب” تشبه تصريحات المسؤولين الدوليين عام 1973، مضيفاً: “يعني العامل المشترك أن المجتمعين يناقشون ما يخدم أجنداتهم وليس مصالح المظلوم أو إدانة الظالم.. الدماء ليس لها أي دور إجرائي في هذه المؤتمرات.”

المعارضة السورية تبحث في القاهرة مرحلة ما بعد الأسد

القاهرة: قال معارض سوري بارز إن مؤتمرًا للمعارضة السورية سيُعقد في العاصمة المصرية القاهرة الاثنين لمناقشة “وثيقة عهد وطني” حول المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا ما بعد النظام الحالي.

 وقال خالد الناصر، الأمين العام للتيار الشعبي السوري الحر المعارض “إن المؤتمر يهدف إلى إيجاد توافق على ما سيتم القيام به خلال المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا ما بعد رحيل الرئيس بشار الأسد، مضيفًا أن المؤتمر سيحضره وزراء خارجية عرب وأجانب والمبعوث الدولي كوفي أنان”.

 وأعرب عن أمله فى أن يدعم المجتمع الدولي المعارضة السورية ويمارس ضغوطًا على النظام السورى للرحيل، ووقف استمرار قتل الشعب السوري.

 وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، في تصريح صحافي أمس السبت “إن هذا المؤتمر يُعقد بناء على قرار صادر عن اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالدوحة في الثاني من يونيو/ حزيران الحالي”.

 وأشار بن حلي إلى أن المؤتمر، الذي من المقرر أن يُعقد بأحد فنادق القاهرة يومي الثاني والثالث من تموز (يوليو)، يهدف إلى الوصول لرؤية مشتركة تتبناها المعارضة السورية عندما تدخل في أي حوار حول المرحلة المقبلة.

 ووجهت الأمانة العامة لجامعة الدول العريبة دعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج في كافة أطيافها.

 ودعت الأمانة كذلك وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والعراق رئيس القمة والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية وكوفي أنان المبعوث الدولي المشترك، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنسا.

هذا وتمكنت مجموعة الاتصال حول سوريا السبت في جنيف من التوافق على مبادىء خطة انتقالية تمهد الطريق لمرحلة “ما بعد الاسد” وفق الولايات المتحدة في حين شددت روسيا والصين على ان السوريين وحدهم يقررون مستقبلهم.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي ان اجتماع جنيف “يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الاسد”، موضحة ان واشنطن سترفع الاتفاق الى مجلس الامن الدولي. وأوضح الموفد الدولي كوفي انان ان الاتفاق يلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية قد تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية، مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا “ملطخة ايديهم بالدماء”.

ولفت انان الى ان “الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادل”. وقال “اشك في ان يختار السوريون اشخاصا ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم”.

وردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الاسد، شدد انان على ان “الوثيقة واضحة في شان الخطوط الكبرى والمبادىء لمساعدة الاطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية”. واكد في السياق نفسه ان مستقبل الاسد “سيكون شأنهم”. لكن كلينتون اكدت ان “على الاسد ان يرحل”.

وفي الجانبين الروسي والصيني كان الموقف مختلفا رغم الموافقة على الخطة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان العملية الانتقالية يجب ان يقررها السوريون انفسهم مشددا على وجوب عدم استبعاد اي طرف منها.

وقال لافروف أن “السوريين انفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية” مضيفا ان روسيا اقنعت دولا كبيرة اخرى بانه سيكون من “غير المقبول” استبعاد اي مجموعة عن العملية الانتقالية.

بدوره، صرح وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان الخطة الانتقالية “لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري”.

ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.

وعلى مدى 15 شهرا من الحركة الاحتجاجية التي لا تزال تتعرض للقمع، قتل اكثر من 15800 شخص معظمهم من المدنيين وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

اتفاق في جنيف على مبادىء عملية انتقالية في سوريا

وكالات

اتفق ممثلو الدول المجتمعة في جنيف حول المبادىء والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سوريا التي تشهد ثورة مطالبة بتغيير نظام الرئيس بشار الأسد.

جنيف: اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي عقده السبت في جنيف ان الحكومة الانتقالية السورية التي تم الاتفاق على تشكيلها في جنيف “سيتم اختيار اعضائها بتوافق متبادل ما يستبعد منها مرتكبي المجازر”.

وتابع فابيوس في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول سوريا، انه في هذه الظروف “لا مجال للشك في ان على الاسد مغادرة السلطة”.

واضاف الوزير الفرنسي “لا يمكن لاحد ان يتصور للحظة ان الاسد سيكون في عداد هذه الحكومة، كما لا يمكن بالمقدار نفسه لاحد ان يتصور ان الاسد سيكون قادرا على تأمين اجواء محايدة” كما هو وارد في الاتفاق.

وقال فابيوس ايضا ان هذا الاتفاق يشكل “خطوة الى الامام لان النص اقر بالاجماع بموافقة روسيا والصين” ونظرا الى “التحديد الذي اعطاه للمرحلة الانتقالية”.

وتابع وزير الخارجية الفرنسي انه في حال لم يطبق هذا الاتفاق “فسيتم التوجه اذا دعت الحاجة الى مجلس الامن”.

وقال ان المرحلة المقبلة ستكون عبر اجتماع اصدقاء الشعب السوري المقرر في السادس من تموز/يوليو في باريس والذي “سيشارك فيه اكثر من 100 دولة اضافة الى ممثلين للمجلس الوطني السوري”المعارض.

واعتبر فابيوس ان اجتماع باريس هذا سيؤمن “دعما متزايدا من المجتمع الدولي” للمعارضة و”سيفرض ضغوطا على النظام” على ان يؤدي “لاحقا الى ارسال مساعدة ملموسة على الارض”.

وكان تم الاتفاق في اجتماع مجموعة العمل حول سوريا الذي عقد في جنيف السبت على المبادىء الخاصة بالمرحلة الانتقالية في سوريا.

ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.

واعلن الموفد الدولي كوفي انان ان اتفاقا حول المبادىء والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سوريا تم التوصل اليه السبت في جنيف خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا.

وتلا انان البيان الختامي الذي يلحظ خصوصا امكان ان تضم الحكومة الانتقالية في سوريا اعضاء في الحكومة الحالية.

واوضح ان المشاركين “حددوا المراحل والاجراءات التي يجب ان يلتزمها الاطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الامن”.

ولفت انان الى ان “الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادل”.

وافتتح السبت في جنيف اجتماع مجموعة العمل حول سوريا المكلفة ايجاد توافق دولي حول فترة انتقالية سلمية في سوريا بتاخير ساعتين بسبب مشاورات تمهيدية عدة، على ما افاد مراسل فرانس برس.

تتواصل المظاهرات المطالبة بتغيير النظام في سوريا

وتضم المجموعة التي تجتمع لاول مرة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وثلاث دول تمثل الجامعة العربية (العراق والكويت وقطر) وتركيا والامينين العامين للجامعة العربية والامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.

كلينتون: اتفاق جنيف يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الاسد

اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف في اطار مجموعة العمل حول سوريا يمهد “الطريق لمرحلة ما بعد الاسد”.

واضافت ان الولايات المتحدة ستعرض على مجلس الامن الخطة الانتقالية التي تم التوافق في شانها والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وقالت كلينتون ايضا “على الاسد ان يرحل” مضيفة انه لا يمكن ان يكون في الحكومة الانتقالية نظرا “الى ان يديه ملوثتان بالدماء”.

وتابعت وزيرة الخارجية الاميركية “ليس لدى احد اوهام، نحن امام نظام مجرم” معتبرة ان المنطقة برمتها حول سوريا “يمكن ان تتأثر” بالازمة القائمة في سوريا.

واضافت كلينتون “الا انه في حال لم يحصل تحرك سيزداد عدد القتلى واللاجئين، وستزداد مخاطر زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة”.

كما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية من جهة ثانية ان الولايات المتحدة ستلتقي مع دول اخرى الاسبوع المقبل في باريس بالذين يدعمون المعارضة السورية ليشرحوا لهم هذه الخطة الانتقالية من اجل سوريا. وقالت ان “مستقبل سوريا يخص الشعب السوري نفسه”.

بكين: الخطة يجب ان تحظى بموافقة كل السوريين

أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي السبت في جنيف ان الخطة الانتقالية لسوريا يجب ان تحظى بموافقة جميع الاطراف السوريين من دون ان تفرض من الخارج.

وقال الوزير الصيني في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام اجتماع حول سوريا ان الخطة الانتقالية “لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري”.

وشدد على “ترحيب” بكين بما اسفرت عنه مشاورات السبت في جنيف لجهة اتفاق على المبادىء والخطوط العريضة لعملية انتقالية في سوريا.

واضاف ان هذا الاتفاق الذي تم بلوغه بعد مشاورات استمرت ساعات “يرتدي اهمية كبرى لتعزيز عملية الحل السياسي للمشكلة السورية”.

وتابع الوزير الصيني الذي شارك في اجتماع مجموعة العمل حول سوريا “ما دامت الاطراف تلتزم مشاورات تتصف بالحياد والصبر وتتم في شكل معمق، فنحن قادرون على ارساء تفاهم”.

82 قتيلا السبت بينهم 66 مدنيا

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في محافظات سورية مختلفة اسفرت السبت عن مقتل 82 شخصا بينهم 66 مدنيا.

وقتل 30 مدنيا على الاقل واصيب عشرات اخرون السبت في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع احد القتلى المدنيين في ريف دمشق، وفق المرصد.

وقال المرصد ان “التشييع كان في بلدة زملكا بريف دمشق”، ونقل عن شهود عيان ان “قوات الامن تحاصر مشفى الرجاء في بلدة عربين (المجاورة) وتمنع اسعاف جرحى زملكا”.

وكان المرصد اورد في بيانات سابقة انه “في محافظة ريف دمشق استشهد ثلاثة مواطنين احدهم طفل استشهد جراء القصف على بلدة كفربطنا بريف دمشق واستشهد مواطن اثر اصابته برصاص قناصة في مدينة دوما واخر استشهد في بلدة مديرا”.

وفي محافطة دير الزور “استشهد 13 مواطنا بينهم تسعة في مدينة دير الزور منهم طبيب اثر اصابته باطلاق نار قرب الحديقة العامة ومقاتل خلال اشتباكات في حي الحميدية ورجل وابنه اثر سقوط قذيفة قرب المحكمة وشاب اثر اصابته باطلاق رصاص في حي العرضي وطفلة استشهدت اثر اطلاق رصاص في المدينة، وثلاث سيدات اثر سقوط قذائف على احياء في المدينة وسيدة اثر القصف على بلدة الشحيل وشاب برصاص قوات النظام في مدينة البوكمال واخر من بلدة موحسن استشهد برصاص قناصة في ادلب وسيدة جراء القصف الذي تعرضت له بلدة الصور”.

وفي محافظة درعا “استشهد اربعة مواطنين بينهم طفلة جراء القصف في مدينة درعا وثلاثة مقاتلين في بلدة كفرشمس احدهم قضى بانفجار لغم على اطراف البلدة واثنان خلال اشتباكات مع القوات النظامية”.

وفي محافظة حماة “استشهد اثنان احدهما ناشط من حي الحاضر بمدينة حماة اثر استهدافه من قبل النظام وشبيحته قرب بلدة صوران بريف حماة واخر استشهد برصاص قناصة في بلدة زملكا”.

وفي محافظة ادلب “استشهد تسعة مواطنين بينهم رجل وزوجته ونجله اثر القصف الذي تعرضت له قرية حيش وشهيد اثر اصابته باطلاق نار في معرشمارين وشهيد في قرية العامودية كما استشهد اربعة مواطنين اثر اطلاق النار على سيارتهم من قبل القوات النظامية السورية في ريف ادلب”.

وفي محافظة حلب “استشهد مواطنان إثر القصف الذي تعرضت له بلدة الاتارب وقرية ماير بريف حلب”.

وفي محافظة اللاذقية “استشهد شاب جراء القصف الذي تعرضت له قرية المريج في الحفة بريف اللاذقية”.

وفي محافظة حمص “استشهد مواطنان احدهما خلال اشتباكات في مدينة تدمر واخر من حي دير بعلبة استشهد برصاص قوات النظام والقي بجثمانه في شارع الستين”.

من جهة اخرى، لفت المرصد الى “استشهاد رقيب اول منشق خلال اشتباكات في مدينة دير الزور واستشهاد مجند منشق خلال اشتباكات في ريف حلب ومجند منشق اخر برصاص قناص في درعا”.

كما قتل 14 من القوات النظامية اثر استهداف حافلة عسكرية في منطقة رنكوس بريف دمشق وفي اشتباكات في محافظات حلب ودير الزور ودرعا، وفق المرصد.

تواصل العمليات العسكرية في ريف دمشق

أ. ف. ب.

بيروت: تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية في ريف دمشق اليوم الاحد غداة يوم دام تخلله اقتحام الجيش مدينة دوما اثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها، واستهداف موكب تشييع في زملكا اسفر عن مقتل وجرح العشرات، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان القوات النظامية قصفت مدينة داريا بمدافع الهاون بعد منتصف ليل السبت الاحد ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص. وتعرضت بلدة مسرابا فجرا للقصف ايضا ما اسفر عن مقتل شخص واصابة العشرات بجروح.

واشار المرصد الى سماع دوي انفجارات في دمشق وفي مدينة المعضمية في الريف حيث لم يسجل وقوع اصابات. وفي محافطة حلب (شمال) انسحبت القوات النظامية من بلدة الاتارب الواقعة على مقربة من محافظة ادلب (شمال غرب) التي يعزز المقاتلون المعارضون سيطرتهم عليها في الاونة الاخيرة، بحسب المرصد.

وفي دير الزور (شرق) تواصلت الاشتباكات بين المنشقين والمعارضين المسلحين من جهة والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة من جهة اخرى. وافاد المرصد السوري بمقتل احد مقاتلي المعارضة في الاشتباكات.

وفي حمص وسط البلاد، تواصل القوات النظامية قصفها على الاحياء الخارجة عن سيطرتها في المدينة، بحسب ما افاد ناشطون في المدينة اشاروا الى قيام سكان الاحياء بالعمل على اخماد الحرائق المشتعلة جراء القصف.

وتحدث المرصد السوري عن سقوط قتلى جراء انهيار مبنى في حي جورة الشياح نتيجة القصف. وفي حماة (وسط)، افاد ناشطون في المكتب الاعلامي للثورة وكالة فرانس برس ان بلدة حلفايا تتعرض منذ السادسة صباحا لعملية عسكرية واسعة النطاق تشارك فيها الاليات والمدرعات.

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان مروحيات الجيش تشارك في العملية على حلفايا. وتحدث المرصد السوري عن مقتل خمسة مواطنين بنيران القوات النظامية المتمركزة في محيط البلدة. وسقط في سوريا امس السبت اكثر من 120 قتيلا من بينهم ثلاثون على الاقل اثناء استهداف موكب تشييع لاحد قتلى الاحتجاجات في زملكا بريف دمشق.

الصحف السورية تتحدث عن “فشل” اجتماع جنيف

أ. ف. ب.

دمشق: اعتبرت الصحف السورية الصادرة صباح الاحد في دمشق ان اجتماع مجموعة العمل حول سوريا الذي عقد السبت في جنيف مني بالفشل، متحدثة عن “احباط” في صفوف “معارضة الخارج”. وعنونت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم “اجتماع مجموعة العمل ينتهي الى الفشل”.

وقالت الصحيفة “لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطارا موسعا لجلسات مجلس الامن حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها”. واضافت “لا يمكن لاي حل للازمة السورية ان يكتب له النجاح ما لم يستند الى رأي الشعب السوري، مصدر الشرعية لكل ما يمس مصالحه ومستقبله”.

ورأت الصحيفة ان “حل الازمة السورية لن يكون الا سوريا بارادة ابنائها القادرين على اطلاق حوار وطني لا مكان فيه للآخرين سواء كانوا في جوار ام في ما وراء المحيطات ممن اوغلوا في التحريض على قتل السوريين وتدمير مدنهم ومؤسساتهم”.

اما صحيفة الوطن المقربة من السلطات فاشارت الى ان البيان الختامي لاجتماع جنيف “خلا من اي اشارة الى سيناريوهات ليبية او يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الايام الاخيرة” معتبرة ان ذلك “شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج”.

-وتمكنت مجموعة الاتصال حول سوريا السبت في جنيف من التوافق على مبادىء خطة انتقالية لا تشير الى رحيل الرئيس بشار الاسد عن السلطة، وتلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية قد تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية.

سوريا: اتفاق في جنيف بتفسيرات متضاربة.. والنظام يصعد حملته الدموية

أنان يتوقع عاما على حل الأزمة.. وكلينتون: على الأسد أن يعرف أن أيامه محدودة > لافروف: الخطة الانتقالية يقررها السوريون وليس الخارج

بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح جنيف ـ لندن: «الشرق الأوسط»

بينما أسفر الاجتماع الدولي من أجل سوريا في جنيف عن إجماع على حكومة انتقالية محايدة، قد تشمل عناصر من النظام الحالي، خرجت الأطراف المشاركة في المؤتمر بتفسيرات متضاربة، فبينما أيدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقوة أمس خطة دولية جديدة لانتقال سياسي قائلة إنها سترسل رسالة واضحة إلى الرئيس بشار الأسد بأن عليه أن يتنحى، وأن أيامه باتت معدودة، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الوثيقة التي تم الاتفاق عليها لا تشير ضمنيا إلى أنه يجب على الأسد أن يتنحى, وان الخطة يقررها السوريون وليس الخارج. وفي نفس السياق أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أن الحكومة المقترحة يجب أن تحظى بموافقة جميع الأطراف من دون أن تفرض من الخارج.

من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الحكومة الانتقالية «سيتم اختيار أعضائها بتوافق متبادل، مما يستبعد منها مرتكبي المجازر», فيما أكد الوسيط الدولي كوفي أنان أنه يجب على الحكومة والمعارضة في سوريا أن تتعاونا لتحقيق نتائج إيجابية في غضون عام، مشيرا إلى أن «رياح التغيير القوية تهب، ولا يمكن مقاومتها طويلا».

ميدانيا صعد النظام حملته الدموية في مدينتي درعا ودير الزور، إلى جانب مدن ريف دمشق، وأعلنت المعارضة السورية ارتفاع حصيلة القتلى أمس إلى 82 حتى مثول الجريدة للطبع. وتحدث سكان فارون من دوما التي تحولت إلى مدينة منكوبة، عن تناثر جثث في شوارع البلدة القريبة من العاصمة دمشق, وقتل 30 مدنيا على الأقل وأصيب عشرات آخرون أمس في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع أحد القتلى المدنيين في ريف دمشق، وفق المرصدالسوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إن «التشييع كان في بلدة زملكا بريف دمشق».

اجتماع جنيف يسفر عن إجماع على حكومة انتقالية ويترك مصير الأسد غامضا

كلينتون: أيام الرئيس السوري معدودة > لافروف: الاتفاق لا ينص على رحيله > فابيوس: لا أحد يشك في أنه يتعين عليه الرحيل

جنيف: «الشرق الأوسط»

اتفقت القوى الدولية المجتمعة في جنيف أمس السبت على ضرورة إقامة حكومة انتقالية في سوريا يجب أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة، وخرجت الأطراف بتفسيرات متضاربة حول مصير الأسد فبينما لمح كوفي أنان في رده على أسئلة الصحافيين على أنه يتوقع في المفاوضات إذا طلب من الأسد التنحي أن يتنحى قال سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا إن الاتفاق لا ينص على رحيل الأسد..

وقال أنان: الأمر متروك للشعب للتوصل إلى اتفاق سياسي لكن الوقت ينفد مؤكدا. نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق. يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات وأضاف أنه يتعين على الأطراف أن تقدم محاورين لمساعدته في العمل من أجل تسوية.

من جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس في جنيف في إطار مجموعة العمل حول سوريا يمهد «الطريق لمرحلة ما بعد الأسد، وأن الرئيس السوري يجب أن يسمع الرسالة الواضحة من اجتماع جنيف بأن أيامه معدودة».

وأضافت أن الولايات المتحدة ستعرض على مجلس الأمن الخطة الانتقالية التي تم التوافق في شأنها والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. لكن لافروف أكد أن الاتفاق لا يتضمن أي نص على رحيل الأسد، معتبرا أن ذلك يجب أن يترك للشعب السوري، كما انتقد تسليح المعارضة وأبدى أسفه لعدم دعوة السعودية وإيران إلى الاجتماع باعتبارهما طرفين فاعلين، وقال لافروف إن الأسلحة التي تقدمها روسيا إلى النظام للدفاع الجوي ولا يمكن استخدامها ضد المتظاهرين.

من جانبه قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في جنيف إن الخطة الانتقالية لسوريا يجب أن تحظى بموافقة جميع الأطراف السوريين من دون أن تفرض من الخارج. وقال الوزير الصيني في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام اجتماع حول سوريا إن الخطة الانتقالية «لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الأطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لأشخاص من الخارج أن يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري».

وأعلن الموفد الدولي كوفي أنان أن اتفاقا حول المبادئ والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سوريا تم التوصل إليه السبت في جنيف خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا.

وكان أنان قد تلا البيان الختامي الذي يلحظ منه إمكان أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية. وأوضح أن المشاركين «حددوا المراحل والإجراءات التي يجب أن يلتزمها الأطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الأمن».

وتنص خطة النقاط الست التي تبناها مجلس الأمن في مايو (أيار) على وقف لإطلاق النار اعتبارا من 12 أبريل (نيسان)، لكنه لم يدخل أبدا حيز التطبيق.

ولفت أنان إلى أن «الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، وينبغي أن يتم تشكيلها على أساس قبول متبادل».

وقال أنان في مؤتمر صحافي «أشك في أن يختار السوريون أشخاصا ملطخة أيديهم بالدماء لحكمهم».

وردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الأسد، شدد أنان على أن «الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادئ لمساعدة الأطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية». وأكد في السياق نفسه أن مستقبل الأسد «سيكون شأنهم».

ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها أنان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، إضافة إلى تركيا والأمين العام للجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.

أما وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، فقال في مؤتمر صحافي في جنيف إن الحكومة الانتقالية السورية التي تم الاتفاق على تشكيلها في جنيف، «سيتم اختيار أعضائها بتوافق متبادل، ما يستبعد منها مرتكبي المجازر».

وتابع فابيوس في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول سوريا، أنه في هذه الظروف «لا مجال للشك في أن على الأسد مغادرة السلطة».

وأضاف الوزير الفرنسي: «لا يمكن لأحد أن يتصور للحظة أن الأسد سيكون في عداد هذه الحكومة، كما لا يمكن بالمقدار نفسه لأحد أن يتصور أن الأسد سيكون قادرا على تأمين أجواء محايدة» كما هو وارد في الاتفاق.

وقال فابيوس أيضا إن هذا الاتفاق يشكل «خطوة إلى الأمام لأن النص أقر بالإجماع بموافقة روسيا والصين»، ونظرا إلى «التحديد الذي أعطاه للمرحلة الانتقالية».

وتابع وزير الخارجية الفرنسي أنه في حال لم يطبق هذا الاتفاق «فسيتم التوجه إذا دعت الحاجة إلى مجلس الأمن».

وقال إن المرحلة المقبلة ستكون عبر اجتماع أصدقاء الشعب السوري المقرر في السادس من يوليو (تموز) في باريس، والذي «سيشارك فيه أكثر من 100 دولة إضافة إلى ممثلين للمجلس الوطني السوري» المعارض.

واعتبر فابيوس أن اجتماع باريس هذا سيؤمن «دعما متزايدا من المجتمع الدولي» للمعارضة، و«سيفرض ضغوطا على النظام» على أن يؤدي «لاحقا إلى إرسال مساعدة ملموسة على الأرض».

وكان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، كوفي أنان، ناشد القوى العالمية أمس التوحد بشأن خطة سلام في سوريا، بما في ذلك وضع مبادئ لتحول سياسي يقوده السوريون. وقال أنان في كلمة افتتاحية لاجتماع وزراء المؤتمر الدولي لمجموعة العمل حول سوريا في جنيف، إن الوضع قد يشعل المنطقة ويفجر أزمة دولية إذ لم يجر التوصل لحل. وأضاف: «تلوح في الأفق أزمة دولية بالغة الخطورة. نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحول سياسي في سوريا يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري». وقال أنان إن السوريين «سيكونون أكبر الضحايا, وقتلاهم لن يكونوا فقط نتيجة أعمال القتل, بل أيضا نتيجة عجزكم عن تجاوز انقساماتكم».

وأضاف: «من دون وحدتكم, ومن دون قراركم المشترك وعملكم في الوقت الراهن, كما سمعنا من الأمين العام, لا أحد يمكن أن يربح, وسيخسر الجميع في شكل من الأشكال». وأوضح أنان أن «حكم التاريخ علينا سيكون قاسيا إذا ما عجزنا عن سلوك الطريق الصحيح اليوم, ومخاطر فشل العمل معا واضحة, والمنافع المتأتية من سلوك الطريق نفسه واضحة». وقال أنان إنه آن الأوان لأن تعمل المجموعة الدولية بأقصى سرعتها, بعدما أقرت مبدأ إرسال المراقبين. وأضاف: «يجب أن نتخذ اليوم التزامات تقود إلى أفعال يتعين أن نقوم بها بصورة جماعية وتطبيقها في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة». وخلص أنان إلى القول: «آمل أن يكون هذا اليوم مثمرا, اتحدوا, اعملوا معا وتحركوا معا من أجل المصلحة المشتركة, وخصوصا لما فيه مصلحة» الشعب السوري.

فيما دعا وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى البدء في إعداد قرار هذا الأسبوع يقضي بفرض عقوبات على سوريا. ودعا إلى اتخاذ قرار سريع بموجب الفصل السابع، أثناء كلمته. بينما أبدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أشتون تفاؤلها بشأن التوصل لحل ملائم. وقال هيغ إن الرئيس السوري بشار الأسد وأقرب رفاقه لا يمكنهم قيادة تحول. وأضاف أن المحاسبة على الجرائم يجب أن تكون جزءا من مثل هذه العملية. وأضاف هيغ: «الخطوات التي سنتفق عليها اليوم, وهنا أنا أختلف مع زميلي الروسي سيرغي لافروف, ستحتاج إلى إقرار سريع من مجلس الأمن في شكل قرار بموجب الفصل السابع. العالم مسؤول عن القتلى في سوريا إذا استمر (الانقسام) حول الأزمة فيها». وحين سئل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي يحضر الاجتماع أيضا عما إذا كان يحدوه التفاؤل أجاب بنعم. فيما حذر بان كي مون المجتمعين في جنيف من أنه إذا لم يتم حل الأزمة في سوريا فسيتطلب الأمر سحب بعثة المراقبين, وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي وصل لحضور المحادثات: «من الضروري للغاية أن يتوقف العنف وأن يبدأ تحول سياسي, بينما أبدت كاثرين أشتون، مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، تفاؤلها بشأن توصل المحادثات الخاصة بسوريا لحل ملائم. وأبلغ دبلوماسي عربي «رويترز» الليلة الماضية بعد اجتماع تمهيدي انتهى في جنيف بأن وضع الخطة يبدو سيئا. وأضاف: «إذا لم يكن هناك اتفاق فإن بشار الأسد سيعرف أن لديه كل فرصة ممكنة لتقوم طائراته بحرق البلدات وأن المجتمع الدولي لن يفعل شيئا». وتعترض روسيا والصين على ما يراه البلدان تدخلا غربيا في الشؤون الداخلية لسوريا.

النقاط الست في خطة أنان

جنيف: «الشرق الأوسط»

يعاد النظر اليوم في جنيف في النقاط الست للخطة التي أعدها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، وبدأ العمل بها في العاشر من أبريل (نيسان) مع اتفاق وقف إطلاق النار للقوات السورية.

وكان يفترض أن تكون القوات السورية قد انسحبت من كبرى المدن في العاشر من أبريل، وأن تكون المعارضة عمدت إلى وقف إطلاق النار خلال اليومين التاليين، أي في الثاني عشر من أبريل.

ووافقت سوريا على الخطة في الثاني من أبريل، بينما صادق عليها مجلس الأمن الدولي في الخامس منه. لكن القوات السورية استمرت في القصف في السادس من الشهر نفسه، وهو ما أدانه مجلس الأمن باعتباره «انتهاكا» لخطة أنان. واستمرت الهجمات يومي الأحد والاثنين. وأكد النظام السوري في السابع من أبريل أنه لن يسحب قواته في العاشر من أبريل كما كان مقررا إذا لم يحصل على «ضمانات خطية» من المتمردين.

وفي ما يلي النقاط الست لخطة أنان:

* وقف أعمال العنف: وقف المعارك في العاشر من أبريل في الساعة السادسة صباحا بتوقيت دمشق (الثالثة بتوقيت غرينتش) للقوات السورية، وفي 12 أبريل عند الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش بالنسبة للمعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة.

* الحوار السياسي: وضع «عملية سياسية مفتوحة يقودها السوريون» تلبية للانشغالات الشرعية للشعب وتعيين «مفاوض» يتمتع بكل السلطات اللازمة عندما يطلب الموفد ذلك.

* المساعدة الإنسانية: ضمان إرسال المساعدة الإنسانية «في الوقت المناسب» إلى كل المناطق التي تدور فيها معارك، ومن أجل ذلك المصادقة فورا وتنفيذ «هدنة يومية تدوم ساعتين»، وتنسيق التوقيت والإجراءات المحددة لتلك الهدنة في إطار آلية فعالة بما فيها على الصعيد المحلي.

* وقف الاعتقالات التعسفية: الإسراع والتكثيف من إجراءات الإفراج عن الموقوفين بشكل تعسفي ونشر لائحة كل الأشخاص الموقوفين وأماكن اعتقالهم واتخاذ إجراءات فورية لضمان الوصول إلى تلك الأماكن.

* حرية تنقل الصحافيين: ضمان حرية تنقل الصحافيين في كل أنحاء البلاد، وتبني سياسة لا تقوم على التمييز بشأن منحهم تأشيرات لدخول البلاد.

* الحريات للسوريين: احترام حرية تشكيل جمعيات والحق في التظاهر سلميا.

المجلس الوطني تعليقا على مؤتمر جنيف: الأمور لا تسير وفق المطلوب

سيدا لـ «الشرق الأوسط»: أي حل للوضع في سوريا لن يكون فاعلا إلا بتنحي الأسد والزمرة التي حوله

بيروت: بولا أسطيح

شدد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا على أن أي حل للوضع في سوريا لا يمكن أن يكون فاعلا من دون تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والزمرة التي حوله، لافتا إلى أن أي جهد في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية يجب أن توضع له آليات واقعية.

وعلّق سيدا على مؤتمر جنيف قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أننا لم ندع إليه باعتبار أن المشاركين يمثلون دولا، لكننا ومن خلال أصدقائنا وُضعنا في أجوائه، ونرى أن الأمور لا تسير وفق المطلوب لأن هناك مبادرات وطروحات تحاول إفراغ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان من مضمونها، لذلك ها نحن نترقب وبتريث نتائج هذا المؤتمر».

وإذ أكّد رئيس المجلس الوطني السوري ترحيبه بأي مؤتمر دولي للمساعدة في إيجاد حلول للموضوع السوري، شدّد على وجوب أن يكون يجسد إرادة جدية لمعالجة الوضع بعيدا عن لقاءات تقطيع الوقت والمبادرات التي تعطي المهلة تلو الأخرى للنظام للقضاء على شعبه. وقال «نعلم تماما أن المطلوب معالجة سياسية لكل وضعية معقدة كالتي نحن فيها الآن، لكن في الوقت عينه من غير المقبول القفز فوق كل تضحيات الشعب السوري الذي قدّم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل إسقاط النظام».

بدوره، أكّد المعارض السوري هيثم المالح أن الطرح الذي حمله أنان إلى جنيف كما المؤتمر الذي عقد بالأمس سيفشلان، لأن الشعب السوري لا يفاوض اليوم على ما هو أقل من رحيل الأسد والنظام برمته كما حواشيه وقيادات الأجهزة الأمنية، مشددا على أن العالم بأسره غير قادر على أن يملي على الشعب الذي قدّم كل التضحيات ما يريده هو. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما طرحه أنان ومؤتمر جنيف أمور لا تستطيع حتى معارضة الخارج التي تمثل المظلة السياسية للثورة أن تحسمها، فالكلمة الأولى والأخيرة في هذا الإطار تعود للثوار في الداخل الذين لا يفاوضون اليوم على إمكانية قيام حكومة وحدة وطنية قبيل سقوط الأسد»، موضحا أن الحديث عن الحكومة وشكلها ومكوناتها لن يجري قبل سقوط النظام.

أما في الداخل السوري، فلاقى مؤتمر جنيف استنكار الناشطين السوريين الذين حمّلوا على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد فيديو لطفلة لم يتجاوز عمرها 7 سنوات تُفارق الحياة، كتبوا تحته عبارة «طفلة بين الحياة والموت فيما العالم يتقاسم الكعكة في جنيف».

وأعلن الناشطون رفضهم المطلق لخروج القوى العالمية بعد كل مؤتمر دولي لرمي الطابة في ملعب قوى المعارضة السورية داعية إياها للتوحد. وفي هذا السياق، كتب أحد الناشطين على صفحته على أحد المواقع الاجتماعية «نحن المتظاهرون ثورتنا سلمية وموحدة حتى بشعاراتها في أكثر من 730 نقطة تظاهر، لكن من انقسم وانشق هو نظام بشار الأسد بحيث أصبح الجيش السوري جيشين، جيشا حرا يدافع عنا كمتظاهرين، وجيشا من عبيد بشار يقتلنا».

وردّ عليه ناشط آخر اختار لنفسه اسم محمد الشامي قائلا «كلما فشلوا يدعون المعارضة للتوحد، فيما نحن ندعوهم ألا يتدخلوا بعد الآن لأن الجيش الحر والشعب السوري هما من سيحسمان الأمر من دونكم، فكلكم متآمرون دعمتم السفاح وأعطيتموه المهلة تلو الأخرى وبكل المسميات، والآن وبعد عجزه عن إخماد الثورة جئتم لقطف ثمارها».

وتوجه أحمد، وهو ناشط من حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، لكل المجتمعين في جنيف داعيا إياهم «لالتزام الصمت»، قائلا «المعارضة تدعو المجتمع الدولي المنقسم للتوحد، فنحن موحدون ومصممون على إسقاط عصابة الأسد. وإننا ندعو المجتمع الدولي الآن لأن يلتزم الصمت ولا يتدخل في شؤوننا كما فعل منذ بداية الثورة. اليوم بدأ يتكلم ظنا منه أننا سنسمح له بقطف ثمار الثورة، لكننا نؤكد له أنّه مخطئ، فالشعب السوري لن يُسقط محتلا ليسمح لمحتل آخر بالدخول».

«الجيش الحر»: الإفراج عن المقدم حسين هرموش مقابل اللواء المختطف فرج المقت

يدرس تسليم ضابط في المخابرات العسكرية لمحكمة الجنايات الدولية

لندن: «الشرق الأوسط»

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الجيش الحر بريف دمشق أن «مفاوضات غير مباشرة بين الجيش الحر والنظامي لإطلاق سراح اللواء الطيار الأسير لدى (الحر) فرج شحادة المقت، مقابل الإفراج عن المقدم حسين هرموش». وقالت المصادر التي شككت بقبول النظام إنقاذ حياة اللواء المقت ابن الطائفة الدرزية إن الجيش الحر في ريف دمشق يقوم بدراسة مراسلة «محكمة الجنايات الدولية لتقديم العميد الركن أحمد منير الشليبي في المخابرات العسكرية للمحاكمة وفق القوانين الدولية وإمكانية تسليمه لها لمحاكمته» وقالت المصادر إن «ميزان القوة أصبح أكثر توازنا فيما يخص قوة (الجيش الحر) مقابل (الجيش النظامي) على الأرض، ليس بالسلاح، بل بالروح القتالية، وهو ما أثمر عن فشل جيش النظام في استعادة السيطرة على مناطق كثيرة في ريف حلب وإدلب، وحمص وريف دمشق، وأدى إلى تقبل الجيش النظامي التفاوض لإطلاق الأسرى من الطرفين، خصوصا الرتب الكبيرة التي يخشى من رد فعل ذويها والمناصرين لها».

وكانت السلطات السورية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن قيام «مجموعة مسلحة» باختطاف اللواء الطيار فرج شحادة المقت من منطقة العدوي، بعدها قامت مجموعة تابعة للجيش الحر ببث مقطع فيديو يظهر اللواء المقت ومعه العميد الركن أحمد الشليبي وقد تعرضا للضرب وظهرت كدمات على وجهيهما، وهما يجلسان وسط مجموعة من المسلحين. والذين أعلنوا أسر الجيش الحر لاثنين من كبار ضباط النظام.

ويعرض الجيش الحر إطلاق سراح اللواء طيار فرج شحادة المقت، من محافظة السويداء قائد مقر القيادة المركزية. مقابل إطلاق سراح المقدم حسين هرموش، الذي يعتبر أول المنشقين عن الجيش النظامي في يونيو (حزيران) 2011. حيث لجأ إلى تركيا بعد أحداث دامية في جسر الشغور وشكل لواء الضباط الأحرار، ليعتقل بعملية أمنية في أغسطس (آب) 2011، حيث تمكنت المخابرات السورية من اختطافه في تركيا وتهريبه إلى سوريا، ليظهر لاحقا على التلفزيون السوري ليدلي باعترافاته حسب السلطات السورية، وتتضارب المعلومات حول مصيره فهناك من أكد إعدامه ميدانيا، بينما ما تزال تتردد شائعات عن بقائه حيا في المعتقل، وجاء اختطاف المقت ليعيد فتح ملف المقدم هرموش المؤلم حيث قام النظام بمعاقبة كل عائلة هرموش.

أما العميد الركن منير أحمد شليبي، الذي يدرس الجيش الحر إمكانية تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية فهو رئيس شعبة المخابرات فرع فلسطين قسم مكافحة الإرهاب وقد ظهر سابقا في فيديو مسرب عن أحداث سجن صيدنايا، التي راح ضحيتها العشرات من السجناء الإسلاميين، وهو يتنقل بين الجثث في السجن المدمر، ويقوم بالتصوير مستخدما هاتفه الجوال، وذلك بعدما اقتحمت عناصر من الحرس الجمهوري السجن العسكري في مدينة صيدنايا في الخامس من يوليو (تموز) عام 2008 بعد أن نفذ معتقلون إسلاميون عصيانا.

وعبر عدد من الناشطين الذين سبق واعتقلوا في فرع فلسطين الذي يعد من أكثر الأفرع الأمنية توحشا في معاملة المعتقلين عن فرحهم باعتقال أحمد منير الشليبي، وأرسل أحدهم رسالة عبر تنسيقية الشاغور إلى الجيش الحر يرجوهم فيها أن يعاملوا الشليبي كما كان يعامل المعتقلين في فرعه، ويقول الناشط في رسالته إنه كان معتقلا في فرع فلسطين وخرج مؤخرا وإن الشليبي أمر عناصره بمعاملته معاملة الكلب حين يأكل «كانوا يأتون برغيف خبز وقطعة بندورة وقطعة بطاطا يرمونها على الأرض، ثم يأمرونني أن أنبح، فأمتنع فينهالون علي الجبناء بالضرب وأنا مكبل اليدين والقدمين.. ويبقون هكذا حتى أصدر صوتا يروق لهم ويعتبرونه نباحا. ومن ثم يأمرونني أن أجثو على ركبتي وأتناول الطعام بأسناني ويداي مقيدتان خلف ظهري وقدماي مقيدتان وينهالون علي بالكرباج وبأحذيتهم حتى أنحني لأتناول الطعام وقد كنت أنحني وأتناول الطعام كالكلاب».. ومن «ثم يأتون بعلبة قذرة نتنة بها ماء لأشرب منها كالكلاب» ويتابع برسالته بعد أيام.. أخرج لمقابلة أحمد منير الشليبي الذي يظهر في الصورة «كان متصدرا لمكتب فخم ووثير قال لي متظاهرا بالشفقة: العمي معيشينك عيشة الكلاب هدول. طبعا هو يشمت بي ويبرئ نفسه أمامي من أفعال سجانيه».

الجيش الحر يدمر مطارا عسكريا في حلب وسقوط أكثر من 800 قتيل خلال 8 أيام

ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: الجرحى الذين كانوا ينتظرون إخراجهم من حمص توفوا

بيروت: بولا أسطيح

لم يختلف المشهد الميداني في سوريا يوم أمس السبت عمّا سبقه في الأيام الماضية على الرغم من الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تُبذل في جنيف، إذ أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل نحو 100 شخص جراء الحملة الأمنية الموسّعة التي تشنها قوات الأمن في سوريا والتي أدّت وبحسب ناشطين لمقتل ما يزيد عن 800 شخص في أنحاء سوريا خلال الثمانية أيام الماضية وبينما تركّزت العمليات العسكرية يوم أمس في حلب وريف دمشق وحماه ودرعا، تحدث ناشطون عن نجاح الجيش السوري الحر في تدمير مطار منغ عسكري في محافظة حلب صباح يوم أمس السبت. وفي التفاصيل أن عناصر منشقة قامت بعملية نوعية ريف حلب مستهدفة قاعدة عسكرية جوية تستخدمها القوات التابعة للنظام لقصف مناطق وبلدات الريف. وقال ناشطون من المنطقة إن ألسنة اللهب والدخان شوهدت تتصاعد فوق المقر العسكري.

وبالتزامن، تحدثت مصادر في الجيش السوري الحر في حمص عن مقتل معظم الجرحى الذين كانوا ينتظرون إخراجهم من المدينة بعد فشل كل جهود الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وقد حمّلت المصادر في اتصال مع «الشرق الأوسط» النظام المسؤولية كاملة. وأعلنت المصادر العسكرية أن عدد قتلى النظام ارتفع وبشكل كبير في الأيام الماضية مقابل أعداد لا تذكر من شهداء مقاتلي الجيش الحر، وأضافت: «هذا ونشهد حاليا ازديادا في عدد المقاتلين من الشباب الجامعيين الذين كفروا بالنظام».

وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت تعرض جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية وسط مدينة حمص لقصف بقذائف الهاون. وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي واصلت قصف أحياء الخالدية والحميدية وجورة الشياح والقصور في حمص.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا عنيفا ومتواصلا من جميع أنواع الأسلحة يستهدف معظم أحياء حمص، في ظل حصار خانق لآلاف السكان ونقص شديد بالمعدات والكوادر الطبية والماء.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انفجارات شديدة هزّت مناطق عدة من سوريا صباح يوم السبت، أولها في حي القابون الدمشقي وحي الجميلية قرب مديرية حلب، إضافة إلى انفجار أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية في دير الزور.

وقال ناشطون إن القوات النظامية اقتحمت حي الحجر الأسود في العاصمة وبدأت حملة مداهمات فيه. في وقت قال فيه التلفزيون السوري إن 3 جرحى سقطوا نتيجة انفجارات هزّت العاصمة دمشق.

في غضون ذلك، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن الجيش النظامي واصل قصفه للريف الشمالي لحلب، وعن تعرض بلدة ماير لقصف عنيف وسط انقطاع للاتصالات والإنترنت والكهرباء عن الريف الشمالي. وبينما أفاد المرصد عن وقوع انفجار في حي الجميلية قرب مديرية حلب، حيث لم يفد أيضا عن سقوط قتلى، أشار إلى مقتل شخص في ماير وآخر في الأتارب نتيجة القصف.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في دير الزور التي تعد خارجة عن سيطرة السلطات السورية، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل عسكري منشق وطبيب، فيما أفاد المرصد عن انفجار أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية.

بالمقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن «الجهات المختصة في دير الزور تشتبك مع إرهابيين في حيي الحميدية والعرضي وتقتل العشرات وتصادر ما بحوزتهم من أسلحة».

وفي درعا، واصلت القوات النظامية حملاتها الأمنية وعمليات الدهم والاعتقال والانتشار الأمني المكثف المدعوم بالمدرعات. وقال ناشطون إن قوات النظام واصلت قصف درعا البلد صباح يوم أمس وشنت حملة دهم واعتقال في الحي.

وتقتحم قوات الأمن، مدعومة بالعربات المدرعة ورشاشات مضادة للطيران حي درعا المحطة، وسط إطلاق نار كثيف والقناصة المتمركزة فوق الحواجز والفروع الأمنية المحيطة بمنطقة الكاشف، ودائما بحسب الناشطين.

كما تدور اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة إبطع بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تستخدم الطائرات المروحية في العمليات، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى تعرض بلدة خربة غزالة لإطلاق نار من رشاشات المروحيات.

دوما بعد اقتحامها.. مدينة منكوبة وإعدامات ميدانية وجرحى في الملاجئ

نائب رئيس أركان الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: انسحابنا تم بهدف حماية المدنيين ولا يعني إيقاف القتال

بيروت: نذير رضا

اقتحمت القوات النظامية السورية مدينة دوما البلد في اليوم التاسع لحصارها، بالتزامن مع انسحاب مقاتلي الجيش السوري الحر من المدينة أمس. وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر، العقيد عارف الحمود، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن انسحاب مقاتلي الجيش الحر من دوما البلد «جاء بهدف حماية المدنيين»، مشددا على أن «الانسحاب لا يعني إيقاف القتال، وهو انسحاب تكتيكي».

واقتحمت القوات النظامية دوما أمس، بعد حصار المدينة وتعرض أحيائها لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة استمر تسعة أيام. وأفاد ناشطون بأن المقاتلين المعارضين انسحبوا منها صباح أمس، بالتزامن مع دخول القوات النظامية إليها بعد حملة عسكرية هي الأعنف بدأت في الحادي والعشرين من الشهر الماضي أسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات.

وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى «إعدامات ميدانية تمت بعد انسحاب الجيش السوري الحر من المدينة»، مؤكدا أنه «تم تدوين حالتين بعد دخول قوات الأمن إلى الشوارع». وأوضح عبد الرحمن أن الإعدام الأول «تم حين خرج مقاتل من ملجأ ليتفقد منزله فأمسكه رجال الأمن، وأمرهم قائدهم بقتله في الحال». أما الثاني «فتم إعدامه بالطريقة نفسها وسط الشارع».

ووصف عبد الرحمن المدينة بـ«المنكوبة»، مؤكدا وجود «جثث ثلاثة رجال وسبع نساء في الشارع حتى يوم أمس، فيما تعذر إجراء إحصاء دقيق لعدد القتلى والجرحى»، مؤكدا أن الحصيلة الأولية «تخطت السبعين شهيدا، ومئات الجرحى، بعضهم توفي بعد تعذر إسعافه ونقله إلى المستشفى». وأضاف: «الوضع في الداخل كارثي، في ظل فقدان الغذاء والدواء، وغياب الأطباء القادرين على مداواة الجرحى الذين ما زالوا ينزفون في الملاجئ، وفي ظل حصار ما يزيد على مائة عائلة داخل الملاجئ». وأعرب عبد الرحمن عن لومه «المنظمات الدولية التي لم تتدخل بشكل جيد لإنقاذ العائلات المحاصرة وإجلاء الجرحى»، مشيرا إلى خطر يتهدد حياة «المتطوعين لإسعاف الجرحى».

وإذ هدأ القصف على المدينة بعد دخول قوات الأمن إليها، أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» «أن القصف ما زال مستمرا على القرى المحيطة بدوما، فيما تلاحق القوات النظامية المقاتلين المعارضين على أطراف المدينة».

من جهته، قال العقيد الحمود إن الانسحاب تم «بعدما تبين أن صمودنا سيتسبب بمقتل الكثير من المواطنين الصامدين، في ظل إصرار النظام على القصف الوحشي على المدينة»، مشيرا إلى أن «هذا الانسحاب التكتيكي، سيقلل من خسائر المدنيين». ولفت إلى أن «دوما البلد مزدحمة بالسكان، وقد نتج عن القصف الوحشي الذي تعرضت له عشرات القتلى، لذلك تم الانسحاب التكتيكي منها».

وردا على سؤال حول ما إذا كان الانسحاب يعني وقف القتال، قال الحمود: «الظروف الميدانية يقدرها القادة الميدانيون للمعركة بحكم الظروف المتوافرة أمامهم، لكن هذا الانسحاب، كما أكدت، هو تكتيكي، كما جرى في مناطق أخرى، ونحن موجودون في كل الأماكن المحيطة بدوما وغيرها من المناطق السورية، كوننا أبناء المدن وملتزمين بقتال النظام فيها».

وأشار الحمود إلى أن الجيش الحر يواجه مصاعب لوجيستية تتمثل في توفير السلاح والذخائر، مشددا: «إننا نؤمن عتادنا باللحم الحي، وبقدرات ذاتية»، ومؤكدا أن الخسائر بصفوف الجيش الحر «تكاد لا تذكر، بينما استشهد عشرات المدنيين نتيجة القصف المستمر على دوما».

وكذب الحمود ما قاله النظام من أن قواته عثرت على مصانع عبوات ناسفة، موضحا أن كلمة «مصنع» هي «كلمة كبيرة جدا كوننا نستخدم مواد بدائية لصنع العبوات».

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «الجهات المختصة واصلت أمس ملاحقتها لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة في دوما وأطرافها ومداهمة أوكارهم».

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله «إن العمليات أسفرت عن العثور على ثلاثة مستودعات للأسلحة المتنوعة منها عبوات ناسفة وقواذف (آر بي جي) ورشاشات وقناصة وبنادق آلية وكمية كبيرة من الذخيرة، بالإضافة إلى معمل لتصنيع العبوات الناسفة وبداخله مواد متفجرة شديدة الانفجار». وأفاد المصدر بأنه «خلال عملية المداهمة والتفتيش حاول بعض الإرهابيين الفرار باتجاه جسر العب حيث تمت ملاحقتهم والاشتباك معهم، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير منهم»، مشيرا إلى أن «عمليات الملاحقة أسفرت أيضا عن مقتل عدد كبير من الإرهابيين واعتقال العشرات».

وأفادت «سانا» بأن «الجهات المختصة تواصل عمليات البحث والتفتيش عما تبقى من الإرهابيين وأوكارهم بهدف تطهير المدينة منهم».

الجامعة العربية تنهي استعدادها لاستضافة مؤتمر «المعارضة السورية» غدا

معارض سوري: سنناقش وثيقة عهد وطني تمثل ملامح المرحلة الانتقالية

القاهرة: صلاح جمعة

قالت مصادر الجامعة العربية، أمس، إن الجامعة أنهت استعدادها لاستضافة مؤتمر «المعارضة السورية» في القاهرة، غدا (الاثنين)، وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، بأن الأمانة العامة وجهت الدعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج من كل الأطياف، بينما قال الدكتور خالد الناصر، الأمين العام للتيار الشعبي السوري الحر المعارض، إن المؤتمر سيناقش من بين مواضيع أخرى وثيقة عهد وطني تمثل ملامح المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ويعقد المؤتمر تحت رعاية الأمين العام للجامعة، الدكتور نبيل العربي. ومن المقرر أن يحضر الجلسات الافتتاحية والختامية للمؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى العراق، بصفته رئيس القمة العربية، والكويت، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر، رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، وكوفي أنان، المبعوث المشترك، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا.. وهي تركيا وتونس وفرنسا.

وأنهت الأمانة العامة للجامعة تحضيراتها لاستضافة المؤتمر الذي سيعقد في أحد فنادق القاهرة، على مدار يومين (الاثنين والثلاثاء).

وقال بن حلي إن هذا المؤتمر يعقد بناء على قرار صادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقد في الدوحة، يوم الثاني من الشهر الحالي، وذلك للوصول لرؤية مشتركة تمكن المعارضة السورية (عندما تدخل في الحوار) من أن يكون لها تصور واضح وواقعي وعملي للمرحلة المقبلة.

وأوضح بن حلي أن الجامعة العربية كرست جهودها لأكثر من شهرين للاتصال مع كل التيارات والتنظيمات والشخصيات الوطنية السورية للتحضير لهذا المؤتمر، كما تم تشكيل لجنة تحضيرية له بدأت عملها يوم 21 الشهر الحالي، بحضور الأمين العام، لتنتهي يوم المؤتمر من إعداد كل الترتيبات الفنية واللوجيستية وإعداد جدول الأعمال الذي سيتم مناقشته.

وأكد بن حلي أن مشاركة أطراف إقليمية ودولية في المؤتمر ستكون فقط في الجلسة الافتتاحية والختامية لإلقاء الكلمات، أما محتوى المناقشات في المؤتمر على مدى يومين، فستكون مخصصة لأطراف المعارضة السورية دون تدخل من أحد لصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع المرحلة المقبلة.

وشدد بن حلي على ضرورة تضافر كل الجهود لمساعدة الإخوة في سوريا على الخروج من الحالة الراهنة في سوريا، وحل الأزمة بما يلبي تطلعات الشعب السوري في التغيير والإصلاح والديمقراطية، ويحافظ على سوريا كدولة مهمة في المنطقة.

ومن جانبه، قال الدكتور الناصر إن مؤتمر المعارضة السورية يهدف إلى إيجاد توافق على ما سيتم القيام به خلال المرحلة الانتقالية. وأضاف، حول وضع المجلس الوطني السوري المعارض، في تصريحات للصحافيين، أمس، أنه ستكون هناك رؤية مشتركة للمعارضة وتوافق عام على ملامح المرحلة الانتقالية، منوها بأن هيكلة المجلس الوطني السوري ما زالت قائمة وتتم المتابعة والحوار فيها مع باقي أطراف المعارضة بما يجعله مظلة جامعة لكل قوى المعارضة السورية.

تساؤلات حول ما إذا كانت روسيا تملك مفاتيح الحل في سوريا

مخاوف من خسارة نفوذهم في الشرق الأوسط والقاعدة البحرية في المتوسط وعميل موثوق لصناعاتها الدفاعية

واشنطن: كارين دي يونغ*

إذا كانت روسيا تملك الحل لإنهاء النزاع في سوريا، بحسب ما دأبت إدارة الرئيس باراك أوباما والكثير من دول العالم على ترديده، لماذا لا تفعل ذلك إذن؟ أكدت موسكو على أنها لن تتوقف عن دعمها المادي والمعنوي للرئيس بشار الأسد لمجرد أن الولايات المتحدة والقوى الأخرى تقف ضده. وأوضح الروس أنهم يتصرفون بدافع احترامهم للسيادة السورية والمخاوف من النظام الذي قد يخلف نظام الأسد.

بيد أن مسؤولين في الإدارة الأميركية وخبراء في الشؤون الروسية أشاروا إلى وجود بعض الأسباب الأخرى، مثل خشية الروس من خسارة قاعدة نفوذهم في الشرق الأوسط، القاعدة البحرية في البحر الأبيض المتوسط وعميل موثوق لصناعاتها الدفاعية. كما تبدي موسكو قلقا بشأن المتطرفين الإسلاميين في المعارضة السورية وربما تلعب لعبة المزايدة على غرار الحرب الباردة وتستمتع باستقطاب اهتمام المجتمع الدولي.

لكن بالنسبة للتحالف الأوسع من الدول التي ترغب في رحيل الأسد ووضع نهاية للصراع الذي خلف الآلاف من القتلى في صفوف المدنيين، لا يوجد تفسير مقنع لسياسة تبدو سلبياتها في نهاية المطاف واضحة وضوح الشمس.

ويقول أندرو ويس، خبير الشؤون الروسية الذي عمل في إدارة بيل كلينتون: «إذا أخضعت كل الحجج التي يتذرعون بها للدراسة – من الروابط الاقتصادية والعسكرية والعلاقات الدفاعية – ستجد أنها جميعا قد تزول إذا ما تحولت سوريا إلى دولة فاشلة أو شهدت البلاد صراعا طائفيا مطولا». ومع اجتماع آخر للقوى العالمية بشأن الأزمة التي تتواصل منذ 15 شهرا، والذي يعقد السبت في جنيف، ترى الإدارة الأميركية أنها كشفت بعض الضعف في الرفض الروسي الدائم للتخلي عن الأسد. وأشار مسؤولون إلى أنهم يرون أيضا إشارات على الرغبة في الحصول على مقترحات جديدة من مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان، لحكومة وحدة وطنية انتقالية، التي سيتم مناقشتها في جنيف.

وقال مسؤول بارز في الإدارة، رفض الكشف عن هويته بسبب الحساسيات الدبلوماسية: «لقد أشاروا إليهم إلى أن القضية ليست التزاما شخصيا تجاه الأسد. هناك عدم فهم لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع في المستقبل، لكن هناك إشارة ضمنية على أنهم منفتحون لعقد محادثات يمكن أن تتضمن رحيل الأسد».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد توقفت في سان بطرسبرغ يوم الجمعة للاجتماع مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف قبل السفر إلى جنيف.

جاءت الروايات بشأن الاجتماع مبهمة ومتعارضة، فصرح لافروف للصحافيين أن الوزيرين اتفقا على غالبية النقاط وقال: «شعرت بتغير موقف هيلاري كلينتون، هي تتفهم موقفنا».

في الوقت ذاته قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لوكالة رويترز أثناء اللقاء في بطرسبرغ: «لا تزال هناك بعض نقاط للتعارض والاختلاف».

وبحسب وكالة إنترفاكس الروسية: «لم يكن هناك تقدم في الجلسة التمهيدية في جنيف يوم الجمعة التي حضرها ممثلون من واشنطن وموسكو وأعضاء مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية». وقال التقرير: «حال الوفد الروسي دون توصل مندوبي الدول الأخرى إلى قرار بالإجماع بشأن خطط أنان».

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إنها ترى أن اجتماع الوزراء القادم «خطوة إيجابية»، لكن «روسيا لن تغير من موقفها الراسخ بأن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلادهم بأنفسهم».

وفي بيان منفصل، قالت الوزارة إن قرار أنان بعقد الاجتماع دون دعوة إيران، والسعودية والدول الأخرى في المنطقة لا يبدو معقولا.

وصفت مقترحات أنان الجديدة من قبل المشاركين بأنها المحاولة الأخيرة للوصول إلى توافق دولي، يدعمه في ذلك الأوضاع المتدهورة في سوريا. ويبدي الكثيرون تشاؤما من قرار روسيا بشأن إمكانية تغيير روسيا لسياستها مشيرين إلى أن التفاؤل السابق لم يكن له أساس.

وفي أعقاب تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بأن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين قال «صراحة» في قمة دول مجموعة العشرين التي أقيمت هذا الشهر في المكسيك إنه «لا يرغب في بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا»، نفى بوتين أن يكون قد قال شيئا كهذا. وعندما اقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في المؤتمر الإخباري للقمة أن الأسد قد يختار النفي في سوريا، رد بوتين بأن الأسد قد يكون أكثر ارتياحا في فرنسا. في الوقت ذاته أصدر بوتين وأوباما، في أعقاب محادثات مجموعة العشرين، بيانا مشتركا دعا إلى «وقف فوري لكل أشكال العنف في سوريا ودعم جهود أنان». وقال البيان: «نحن متفقون أن الشعب السوري ينبغي أن يحظى بالفرصة لتحديد مستقبله بشكل ديمقراطي ومستقل».

لكن التقارير الواردة بشأن محادثاتهم المغلقة، التي قال مسؤولو الإدارة إنها هيمنت عليها القضية السورية، أشارت إلى أن الزعيمين لم يجدا بالضرورة نفس المعنى في هذه الكلمات. حتى الآن، لم تربط موسكو رفضها بشأن سوريا بالقضايا الأخرى في العلاقات الروسية الأميركية. فقال مسؤول بارز في الإدارة: «نهجهم المتشدد في سوريا فقط. فلم يسعوا إلى الحصول على مكاسب بشأن الدفاع الصاروخي، أو شبكة الإمداد الشمالية، مسار العبور في آسيا الوسطى وروسيا الذي تم التفاوض عليه لرحيل قوات ومعدات الناتو من أفغانستان، كجزء من المناقشات بشأن سوريا». يبدو أن بوتين لا يرى في سوريا قضية ذات فائدة يمكن استخدامها لتعزيز التعاون الثنائي.

وقالت أولغا أوليكر، المحللة السياسية البارزة في مؤسسة راند «إنه ينتظر ليرى من سيفوز في الانتخابات الأميركية قبل أن يتوصل إلى قرار بشأن السياسة التي ستنتهجها روسيا تجاه الولايات المتحدة. لماذا يقدم كل هذه التنازلات؟ إنه لا يعتقد أنه قادر على التأثير على نتائج الانتخابات، لكنه يرغب في معرفة ما ستؤول إليه الأمور». وأضافت: «ما يجري في سوريا الآن مؤسف للغاية، لكن الروس يستفيدون كثيرا من الوضع الراهن. فالروس يرون أنهم (موضع الاهتمام، ولا تزال لديهم القدرة على التأثير على الموقف. وأنهم يدافعون عن الأشياء التي يؤمنون بها)، والتي تبدو تلقى تأييدا في الداخل الروسي أيضا».

وقال ويس: «بغض النظر عن التكهنات والأسباب المعلنة لروسيا، لا تزال أسباب الدعم الروسي للأسد غامضة، حتى بالنسبة للخبراء».

يأتي ويس بين المتشائمين إزاء التغير في الموقف الروسي، وقال: «غالبية التحولات التي قاموا بها للإشارة إلى إمكانية رحيل الأسد تبدو على الأرجح جملا للاستهلاك لا تدعمها تحركات حقيقية». وقال: «إذا كانوا جادين فسوف يقومون بأشياء لوقف شحنات السلاح وأشكال الدعم الأخرى بما في ذلك الدعم المالي. وليس هناك مؤشر على تغيير النبرة الروسية في أي من هذا القضايا».

* خدمة «واشنطن بوست»

حشود متبادلة عند الحدود التركية ـ السورية.. وعدد قياسي من اللاجئين

كبير مستشاري أردوغان لـ «الشرق الأوسط»: النظام السوري يشكل خطرا على بلادنا

بيروت: ثائر عباس

تتجه الأمور عند الحدود التركية – السورية إلى «المجهول» مع استمرار التعزيزات العسكرية التركية غير المسبوقة منذ عام 1998. والتي قابلتها سوريا بتعزيزات مماثلة تجمعت على بعد كيلومترات قليلة من المنطقة الحدودية، فيما بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا رقما قياسيا بعد أن تجاوز الـ32 ألف لاجئ لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

وحذر إبراهيم قالن، كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي، سوريا من مغبة «استفزاز» تركيا، ملوحا بإجراءات حاسمة. وشدد قالن لـ«الشرق الأوسط» على أن ما قام به النظام (من إسقاط للطائرة التركية) لن يخفف من عزيمة تركيا في دعمها نضال الشعب السوري ضد النظام (الطاغية) الذي قتل الآلاف من أبناء شعبه. وأكد أن هذه الجريمة «لن تمر من دون عقاب تركي» مؤكدا أنها سوف تقوم بكل ما يضمنه لها القانون الدولي وأنها سوف ترد بقسوة على أي خرق جديد يقوم به النظام. وأوضح قالن أن الجيش التركي «غير قواعد الاشتباك فيما خص سوريا، وقد باشر تطبيق هذه القواعد عند الحدود مع سوريا»، ملوحا بأن كل قطعة عسكرية سورية قد تشكل تهديدا وفقا لهذه القواعد سيتم التعامل معها على أنها خطر لا بد من التعامل معه.

ورأى قالن أن النظام السوري أصبح يشكل خطرا، لا على السوريين فحسب، بل على جيران سوريا وفي مقدمتهم تركيا. وأوضح أن بلاده قطعت علاقاتها مع النظام بعد أن أيقنت استحالة الوصول إلى حلول معه عبر النقاش والإقناع.

وقد باشرت تركيا نشر قاذفات صواريخ أرض جو متوسطة المدى على الحدود مع سوريا. ونصبت صواريخ دفاع جوي من طراز ريثيون هوك 21 على قمة تل في ريحانلي بإقليم هاتاي على بعد كيلومتر من الحدود. وقد نشرت تركيا أيضا أسلحة للدفاع الجوي على امتداد حدودها مع سوريا في أعقاب إسقاط طائرة حربية تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي.

وتتخذ تركيا قريبا قرارا حول نظام جديد للصواريخ المضادة للطائرات وللصواريخ البعيدة المدى. وتنتظر عدة شركات القرار بخصوص عقد بقيمة نحو 4 مليارات دولار ولا سيما رايثيون ولوكهيد مارتن (الولايات المتحدة) وروزوبورونيكسبورت (روسيا) وسي بي إم إي إي سي (الصين) ويوروسام (فرنسا، إيطاليا). وأفادت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» أن قرار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والمسؤولين العسكريين كان متوقعا في 4 يوليو (تموز) لكنه أرجئ إلى موعد غير محدد. وقد يعلن القرار في 11 أو 12 يوليو لكنه سيشمل في المرحلة الأولى اختيارا أوليا للمرشحين.

وكان رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ أكد وجود حشود للقوات النظامية السورية على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود التركية، مرجحا أنها بمثابة «عرض قوة» في مواجهة الأتراك. وقال الشيخ إن تجمعات الوحدات العسكرية النظامية «هي في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومترا أو أكثر بقليل من الحدود التركية»، وأوضح أن «المجموعات تقدر بنحو 170 آلية ودبابة ونحو 2500 عنصر». وأشار الشيخ إلى أنه تبلغ هذه المعلومات من المجموعات المقاتلة في الجيش الحر على الأرض، موضحا أن «القوات النظامية قامت بما يسمى في القاموس العسكري بإعادة تجميع لقواتها، وسحبت بعض الحواجز من أطراف مدينة حلب إلى نقاط جديدة».

إلى ذلك، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا أن «عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ رقما قياسيا هو 34332 لاجئا بسبب العنف في بلادهم». وذكرت الإدارة في بيان أنه «تم إيواء اللاجئين في الوقت الراهن، في محافظات هاتاي، سانليورفا، غازي عنتاب وكلس، في جنوب تركيا»، لافتة إلى أن «اللاجئين يستفيدون من مختلف الخدمات التي تلبي احتياجاتهم في مجال الصحة والسلامة، والأنشطة الاجتماعية، والتعليم، والدين، والترجمة والاتصالات».

اشتباكات في ريف دمشق وتدمر وريف حلب ودرعا مع استمرار القصف على عدة مناطق

دوما منطقة منكوبة ونداءات لإجلاء الجثث من الشوارع

لندن «الشرق الأوسط»

وجه أهالي مدينة دوما «المنكوبة» في ريف دمشق نداء استغاثة أمس للمنظمات الدولية وللهلال الأحمر السوري، لإجلاء الجثث من دوما خشية انتشار الأوبئة، وجاء النداء بينما اقتحمت قوات الجيش مدينة دوما صباح أمس، وإعلان الجيش الحر انسحابه من المدينة حرصا على أرواح من تبقى من المدنيين العالقين في المناطق المحاصرة، وذلك بينما تتواصل الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد.

وقالت مصادر محلية في دوما لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر انسحب أمس من المدينة حرصا على أرواح من تبقى من أهالي المدينة العالقين تحت القصف» ولعدم مقدرة الجيش الحر «على مواجهة الطيران الحربي الذي يدك المدينة» ومع انسحاب الجيش الحر تقدمت القوات النظامية وبسطت سيطرتها بعد قصف عنيف ومتواصل استمر لأكثر من عشرة أيام سقط خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أكثر من مائة قتيل حيث قتلت القوات النظامية عائلات بأكملها. وقالت المصادر المحلية «لم تحدث صباح أمس السبت أي اشتباكات، وصحونا على أصوات اقتحام قوات النظام المدينة، بالآليات الثقيلة والمدرعات والدبابات من ثلاثة محاور» وأضافت المصادر أن «إعدامات ميدانية جرت وسط المدينة، كما لم يتمكن أحد من السكان المحاصرين من الخروج لإجلاء الجثث، لأن قوات النظام كانت تطلق النار على كل ما يتحرك. كما داهموا بعض المنازل وجرت عمليات تهديم وتخريب وقتل انتقامية»، كما اقتحمت قوات النظام مشفى حمدان وقاموا بتصفية الجرحى والمرضى وقتلوا عددا من الكادر الطبي وسيطروا على المشفى واعتقلوا مسعفي الهلال الأحمر المتطوع يوسف خلوف وغياث البيسواني، بعدها «تجدد القصف على الشوارع الرئيسية من طائرات مروحية» كما تمت ملاحقة الأسر النازحة وتم إطلاق الرصاص عليها، و«قتلت امرأة مسنة وأصيبت أخرى، وما تزال الجثث في الشوارع، وما يزال هناك عدد كبير من الجرحى في المنازل دون إسعاف أو علاج» وذلك في ظل انعدام كل المستلزمات المعيشية الضرورية، لا كهرباء ولا ماء ولا خبز ولا أدوية.

وطالب نداء الاستغاثة الذي وجهه الأهالي «بتدخل فوري من كافة المنظمات الإنسانية لأن دوما لم يبق فيها إلا النساء والأطفال والمعاقون بين أيدي الأمن» وطالبوا «بتدخل فوري من لجنة الصليب والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الحقوقية والإنسانية ودخول الإعلام الفوري حتى ولو شكليا لوقف شلال الدم» وحذر البيان من وقوع مجازر جديدة بحق «النساء والأطفال والمدنيين العزل».

ويشار إلى أن غالبية الأهالي نزحوا عن دوما نحو البلدات والمدن القريبة، أفاد شاهد عيان أنه «رأى أكثر من 30 جثة بالشوارع أغلبهم من النساء وبعضهم جرحى لا أحد يستطيع إسعافهم».. كما تم العثور على «جثة لطفل عند جامع حسيبة مطعون بعدة طعنات في رأسه بسكين».

كما قال ناشطون إنه صباح يوم أول من أمس الجمعة «تم إخراج رجال من بناء آل دلوان الواقع في شارع إبراهيم هنانو الواصل بين القوتلي وخورشيد وتم قتلهم والجثث ما تزال مكومة هناك». من جانب آخر شهدت منطقة عين ترما القريبة من دوما اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، وسمع إطلاق نار كثيف من كافة حواجز جيش النظام، ترافق مع تحليق للطيران الحربي في سماء بلدة جوبر وعين ترما على علو منخفض، وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة حرستا شهدت إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام من جهة إدارة المركبات، ترافق مع إطلاق نار كثيف من القناصة المتواجدة على أسطح الأبنية، بينما وصلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة سقبا، وتمركزت الدبابات والمدرعات وسيارات الزيل في ساحة الجمعية قبل توجهها إلى مدينة كفربطنا إلى أن تم اقتحامها يوم أمس بعدد كبير من الجنود والآليات العسكرية وسط إطلاق نار كثيف.

وردا على «مجازر دوما» أعلن المجلس الثوري المحلي في مضايا قيام سرية المهام الخاصة التابعة للمكتب العسكري في منطقة بقين صباح أمس بعملية نوعية ضد الجيش النظامي حيث تم «اعتقال ضابط برتبة ملازم والاستيلاء سيارة عسكرية رباعية الدفع وعدة بنادق آلية وكمية من الذخيرة» وتوعدت السرية النظام بمزيد من العمليات.

وفي حي القابون في دمشق، سمع دوي انفجار شديد لم تعرف ملابساته، بحسب ناشطين في العاصمة، التي سمع فيها دوي خمسة انفجارات خلال ليل الجمعة ـ السبت دون أن يكشف عن ملابساتها.

وفي حلب (شمال) واصلت القوات النظامية قصفها للريف الشمالي لحلب، وأفادت الهيئة العامة بتعرض بلدة ماير لقصف عنيف متواصل وسط انقطاع الاتصالات والإنترنت والكهرباء عن الريف الشمالي بالكامل. وفي حمص (وسط) تجدد القصف المدفعي العنيف على حي الخالدية في محاولة لاستعادة السيطرة على الحي.

وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية وسط مدينة حمص وهو يتعرض لقصف بقذائف الهاون، وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي واصلت قصف أحياء الخالدية، الحميدية، جورة الشياح، والقصور في حمص.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى استئناف القصف المدفعي السبت على مدينة الرستن كبرى المدن الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة حمص.

وفي مدينة تدمر وسط البادية السورية جرت اشتباكات عنيفة بين «كتيبة الثواب» التابعة للجيش الحر وقوات النظام في منطقة البساتين الشرقية كحلول، بدأت ليل الجمعة ـ السبت واستمرت طوال يوم أمس، وقتل خلالها اثنان من مقاتلي الجيش الحر بحسب الهيئة العامة، التي أفادت بأن قوات النظام قامت بقصف منطقة كحلول بعد الاشتباكات بالطيران الحربي.

أما في دير الزور شرق سوريا، فقد انفجر أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.

وأشار المرصد السوري لحقول الإنسان إلى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور، حيث قتل عسكري منشق وطبيب وسيدة جراء المعارك وقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.

وفي درعا إلى الجنوب من دمشق، واصلت القوات النظامية السبت حملاتها الأمنية، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتنفيذ حملة دهم واعتقالات وانتشار أمني كثيف مدعوم بالمدرعات في درعا المحطة.

وقال ناشطون إن قوات النظام واصلت قصف درعا البلد صباح أمس وشنت حملة دهم واعتقال في الحي.

كما جرت اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة إبطع بين الجيش والقوات النظامية التي تستخدم الطائرات المروحية في العمليات، كما تعرضت بلدة خربة غزالة لإطلاق نار من رشاشات المروحيات.

وعلى الجانب الآخر، أفاد ناشطون سوريون بأن الجيش الحر تمكن من تدمير مطار «منغْ» العسكري شمال مدينة حلب قبل فجر أمس السبت. وقالت المصادر إن عملية نوعية جرت في ريف حلب نفذها الجيش الحر استهدفت قاعدة عسكرية جوية تستخدمها القوات التابعة للنظام لقصف مناطق وبلدات ريف حلب، وقد شوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق المقر العسكري.

كلينتون ترى أنه يمهّد لمرحلة ما بعد الأسد.. والنظام يجتاح دوما بعد مجزرة دموية

اتفاق جنيف: صلاحيات تنفيذية كاملة لحكومة انتقالية في سوريا

                                            خرجت الدول المعنية بالأزمة السورية بعد اجتماعها في جنيف أمس، باتفاق ينص على حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة حسب الموفد المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي أنان، “ما يمهّد إلى مرحلة ما بعد الأسد” حسب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وتأكيد نظيرها الفرنسي لوران فابيوس “على وجوب مغادرة الأسد السلطة” مع تشديد البريطاني وليام هيغ على اللجوء إلى الفصل السابع “للتحرك بقوة أكثر بكثير”.

لكن وزيرَي خارجية روسيا سيرغي لافروف والصين يانغ جيشي شدّدا على وجوب أن يحظى اتفاق جنيف بموافقة جميع الأطراف السوريين، مع انتقاد روسي واضح لبشار الأسد الذي “يرتكب عدداً هائلاً من الأخطاء”.

ميدانياً وفيما كان اجتماع جنيف منعقداً تحت راية الأمم المتحدة أمس، كانت قوات النظام السوري تردي أكثر من 100 شهيد منهم أكثر من 30 شهيداً في قصف بالهاون خلال تشييع في زملكا في ريف دمشق، تزامناً مع اجتياح كتائب الأسد مدينة دوما القريبة من العاصمة بعد أسابيع من الحصار والقصف حيث تحدث سكان فارون عن تناثر الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض.

وفي جنيف حيث تمكنت مجموعة الاتصال حول سوريا أمس من التوافق على مبادئ خطة انتقالية، فقد اوضح الموفد الدولي كوفي انان ان الاتفاق يلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة قد تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية، مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا “ملطخة ايديهم بالدماء”.

ولفت انان الى ان “الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادل”. وقال “اشك في ان يختار السوريون اشخاصا ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم”.

وردا على سؤال عن مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، شدد انان على ان “الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادئ لمساعدة الاطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية”. واكد في السياق نفسه ان مستقبل الاسد “سيكون شأنهم”.

وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي ان اجتماع جنيف “يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الاسد”، موضحة ان واشنطن سترفع الاتفاق الى مجلس الامن الدولي، مجددة التأكيد ان “على الاسد ان يرحل”.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي في جنيف أمس، ان الحكومة الانتقالية السورية التي تم الاتفاق على تشكيلها “سيتم اختيار اعضائها بتوافق متبادل ما يستبعد منها مرتكبي المجازر”. وتابع في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول سوريا، انه في هذه الظروف “لا مجال للشك في ان على الاسد مغادرة السلطة”.

واضاف الوزير الفرنسي “لا يمكن لاحد ان يتصور للحظة ان الاسد سيكون في عداد هذه الحكومة، كما لا يمكن بالمقدار نفسه لاحد ان يتصور ان الاسد سيكون قادرا على تأمين اجواء محايدة” كما هو وارد في الاتفاق.

ورأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ (مراد مراد)، أنه يجب ان يحدد جدول زمني واضح لتنفيذ اتفاق جنيف، وأنه يجب وضعه في اطار قرار تحت الفصل السابع في مجلس الامن “للتحرك بقوة أكثر بكثير”، مع البدء بوقف فوري لإطلاق النار.

وفي الجانبين الروسي والصيني كان الموقف مختلفا برغم الموافقة على الخطة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان العملية الانتقالية يجب ان يقررها السوريون انفسهم مشددا على وجوب عدم استبعاد اي طرف منها.

وقال لافروف ان “السوريين انفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية”، مضيفا ان روسيا اقنعت دولا كبيرة اخرى بانه سيكون من “غير المقبول” استبعاد اي مجموعة عن العملية الانتقالية، مع إقرار الوزير الروسي بأن الأسد “يرتكب عدداً هائلاً من الأخطاء”.

وصرح وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان الخطة الانتقالية “لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري”.

ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.

ونبه أنان في خطاب القاه في افتتاح اجتماع مجموعة العمل على ان السوريين في حال الفشل سيكونون “اكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط صنيعة قتلة بل ايضا نتيجة عدم قدرتكم على تجاوز انقساماتكم”.

ميدانياً، سقط أمس أكثر من 100 شهيد في مختلف المناطق السورية بينهم أكثر من 30 شهيدا في أثناء قصف لقوات النظام على مسيرة تشييع احد الشهداء في زملكا قرب دمشق، في حين اجتاحت قوات النظام مدينة دوما في ريف دمشق حيث تحدث سكان فارون عن جثث في الشوارع وتحت الأنقاض، في وقت يستمر القتال العنيف في درعا وحمص ودير الزور بين قوات النظام والجيش السوري الحر.

(ا ف ب، رويترز، بي بي سي، “المستقبل”)

“هيومن رايتس” تدعو الى المحاسبة

اجتماع للمعارضة غداً برعاية الجامعة العربية

قوات الأسد تقتحم دوما بعد قصف مدمّر وسلسلة مجازر

                                            اقتحمت قوات نظام بشار الأسد مدينة دوما في ريف دمشق صباح امس بعد قصف مدمر وسلسلة مجازر، وتواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد.

سياسيا، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الى محاسبة المرتكبين وحقوق الضحايا يجب ان تكون اساسية في اي حل انتقالي، فيما اعلنت الجامعة العربية انها انهت استعداداتها لاستضافة مؤتمر للمعارضة السورية في القاهرة غدا.

التطورات الأمنية

أمنيا، افاد ناشطون في مدينة دوما التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة ان المقاتلين المعارضين انسحبوا منها صباح امس وان قوات الاسد دخلتها بعد حملة عسكرية هي الاعنف بدأت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري واسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتزامنت مع تصاعد الاحتجاجات في الريف الدمشقي وصولا الى داخل العاصمة.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة “فرانس برس” ان قوات الاسد “تعيث فسادا في المدينة حيث تقتحم البيوت وتحطم محتوياتها”، مضيفا “جرى توثيق اعدام مقاتلين اثنين ميدانيا على يد قوات النظام وهناك تقارير عن حالات اخرى لكننا لم نوثقها بعد”. وقتل مدنيان احدهما في دوما والآخر في بلدة مديرا، وفقا للمرصد.

وهز انفجار شديد حي القابون الدمشقي لم تعرف ملابساته، بحسب المرصد وناشطين في العاصمة، ولم يسجل سقوط ضحايا حتى اللحظة.

وفي مدينة حلب شمال البلاد، افاد المرصد بوقوع انفجار في حي الجميلية قرب مديرية حلب، حيث لم يفد ايضا عن سقوط قتلى.

وواصلت القوات النظامية قصفها للريف الشمالي لحلب، وافادت الهيئة العامة بتعرض بلدة ماير لقصف عنيف متواصل وسط انقطاع الاتصالات والانترنت والكهرباء عن الريف الشمالي بالكامل. واشار المرصد الى مقتل شخص في ماير وآخر في الاتارب نتيجة القصف.

وفي حمص (وسط)، تجدد القصف على حي الخالدية من مدافع القوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على الحي بحسب المرصد.

واشارت لجان التنسيق المحلية الى استئناف القصف المدفعي اليوم على مدينة الرستن كبرى المدن الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة حمص.

وفي دير الزور (شرق) انفجر انبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.

واشار المرصد الى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور الخارجة هي الاخرى عن سيطرة السلطات السورية، حيث قتل عسكري منشق وطبيب وسيدة جراء المعارك وقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان حشودا عسكرية معززة بمدرعات انتشرت في محيط المدينة.

وفي درعا (جنوب)، واصلت القوات النظامية حملاتها الامنية، وافادت الهيئة العامة للثورة السورية بتنفيذ حملة دهم واعتقالات وانتشار امني كثيف مدعوم بالمدرعات في درعا المحطة. وقتل مقاتل معارض في انفجار لغم في كفر شمس، وفقا للمرصد.

وفي ادلب (شمال غرب) حيث يعزز المقاتلون المعارضون سيطرتهم على مناطقها، قتل رجل ونجله جراء القصف على قرية حيش، بحسب المرصد.

مؤتمر المعارضة

في القاهرة، أنهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التحضيرات لاستضافة المؤتمر الموسع للمعارضة السورية المقرر انعقاده بأحد فنادق القاهرة بعد غد وعلى مدى يومين تحت رعاية الأمين العام للجامعة نبيل العربي.

وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن الأمانة العامة وجهت الدعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج في كافة أطيافها، وكذلك دعوة وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والعراق رئيس القمة العربية والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، وكوفي آنان المبعوث المشترك، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا.. وهى تركيا وتونس وفرنسا.

وقال بن حلي “إن هذا المؤتمر يعقد بناء على قرار صادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالدوحة فى 2 حزيران الماضي وذلك للوصول لرؤية مشتركة تمكن المعارضة السورية، عندما تدخل في الحوار، ان يكون لها تصور واضح وواقعي وعملي للمرحلة المقبلة”.

وأوضح بن حلي أن الجامعة العربية كرست جهودها لأكثر من شهرين للاتصال مع كافة التيارات والتنظيمات والشخصيات الوطنية السورية للتحضير لهذا المؤتمر، كما تم تشكيل لجنة تحضيرية له بدأت عملها في 21 حزيران الماضي بحضور الأمين العام لتصل إلى يوم المؤتمر وتكون قد انتهت من إعداد كافة الترتيبات الفنية واللوجستية وإعداد جدول الأعمال الذي سيتم مناقشته.

وأكد أن مشاركة أطراف إقليمية ودولية في المؤتمر سيكون فقط في الجلسة الافتتاحية والختامية لإلقاء الكلمات أما محتوى المناقشات في المؤتمر على مدى يومين ستكون مخصصة لأطراف المعارضة السورية، من دون تدخل من أحد لصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع المرحلة المقبلة.

“هيومن رايتس”

شددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” امس على ان المحاسبة على الانتهاكات الخطيرة ومراقبة تطبيق حقوق الإنسان يجب أن تكون نقاطاً أساسية في أية خطة انتقالية بسوريا.

واستبقت المنظمة الاجتماع الدولي الذي يعقد في جنيف حول سوريا فأصدرت بياناً قالت فيه انه لا بد ان تشمل الأولويات وضع حد فوري لانتهاكات حقوق الإنسان الفادحة، وإطلاق السجناء السياسيين والسماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان من دون قيود إلى مراكز الاعتقال، وتقديم المساعدة الإنسانية ووضع خريطة طريق ملموسة لكبح الأجهزة الأمنية السورية. يشار إلى اجتماع “مجموعة العمل” الذي أعلن عنه المبعوث الخاص كوفي أنان يعقد في جنيف اليوم السبت ويشارك فيه ممثلون عن الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وأميركا وتركيا والعراق والكويت وقطر بالإضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان وجامعة الدول العربية والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي.

وقالت سارة لي ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة انه “لن تكون عملية انتقال حقيقية في سوريا فيما الأجهزة الأمنية فوق القانون ويمكنها انتهاك الحقوق الأساسية للشعب”. وأضافت ان على مجموعة العمل أن تعمل على ضمان قدرة مهمة الأمم المتحدة في سوريا على مراقبة الانتهاكات ودعم عمليات المحاسبة خلال وبعد العملية الانتقالية”.

وتابعت انه “في سوريا الغد، لا بد من محاكمة المنتهكين والمعذبين، ولا يجب أن يكونوا في السلطة”.

وأردفت ويتسون ان “الحفاظ على حكم القانون أساسي، لكن هذا يشمل محاسبة الأجهزة الأمنية التي عملت بصفتها.

(أ ف ب، ا ش ا، يو بي أي)

“المجلس الوطني السوري” يرى “عناصر إيجابيّة” في اتّفاق جنيف لكن يعتبر الخطة غامضة

رأت المتحدثة باسم “المجلس الوطني السوري” المعارض بسمة قضماني أنَّ البيان الختامي لاجتماع جنيف حول سوريا يتضمّن “بعض العناصر الإيجابيّة” على الرغم من أنّ الخطة بمجملها “غامضة جدًا”.

قضماني، وفي حديث لوكالة “فرانس برس”، قالت: “يبدو أنَّ هناك بعض العناصر الايجابية، لكن تبقى عناصر هامة مبهمة جدًا والخطة غامضة جدًا لرؤية تحرّك حقيقي وفوري”. ولفتت إلى “عنصرين إيجابيين، الأوّل هو أنَّ البيان الختامي يشير إلى أن المشاركين إتفقوا على القول إنَّ عائلة (الرئيس السوري بشار) الأسد لم يعد بإمكانها أن تحكم البلاد وأنّها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقاليّة”.

وإذ أشارت إلى أنّ “النقطة الثانية الايجابية هي أنَّ هناك إتفاقًا على القول إنّ الانتقال يجب ان يلبّي التطلعات المشروعة للشعب السوري”، رأت قضماني أنّ “هذا التعبير بالنسبة الينا يعني رحيل الأسد لأنَّ السوريين سبق أن عبروا عن رأيهم في هذا المجال”، وقالت: “لكن يبقى هناك عناصر مهمّة مبهمة جدًا وغامضة جدًا كما أنَّ الخطة ملتبسة جدًا لكي يمكن توقّع تحرّك فعلي وفوري”.

(أ.ف.ب.)

133 قتيلا بسوريا واستهداف جنازة بزملكا

                                            ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 133 شخصا قتلوا بنيران قوات النظام معظمهم في ريف دمشق ودير الزور. كما أفادت لجان التنسيق المحلية أنّ نحو ثمانين شخصا قتلوا وجرح مئات جراء انفجار في موكب تشييع في زملكا بريف دمشق.

ورجّح ناشطون أنه نجم عن استهداف مروحية حربية لموكب التشييع. كما ذكر سكان في اللجاة قرب درعا أنها تعرضت لقصف ليلي عنيف من قبل قوات النظام.

ووثقت الشبكة مقتل 43 شخصا في ريف دمشق، و15 في دير الزور، و11 في إدلب، وعشرة في حماة، وتسعة في درعا، وخمسة في حلب، وثلاثة في حمص، وواحد في كل من الحسكة واللاذقية، وأضافت أن بين القتلى سبعة أطفال وست سيدات، بالإضافة إلى شرطي وسبعة مجندين منشقين بينهم ضابط صف، وشخص قتل تحت التعذيب.

ضحايا بالجملة

وفي نفس السياق، قال ناشطون إن القوات السورية قتلت 80 شخصا في زملكا بريف دمشق، إثر هجوم نفذ “بواسطة مروحيات الجيش النظامي” -حسب قولهم- ضد جنازة أحد الناشطين يدعى عبد الهادي الحلبي، كان قد قتل في الحملة العسكرية التي تشهدها منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وبث الناشطون لقطات فيديو على شبكة الإنترنت أظهرت لحظة وقوع الانفجار وسط الحشد، وبينت آثار الانفجار، حيث ملأ دخان رمادي الجو قبل انقشاعه لتظهر الجثث. كما ظهرت على الأرض جثة رجل ملفوفة بكفن أبيض قيل إنه قتيل الأمس، وكانت مرفوعة فوق رؤوس المشيعين قبل لحظات.

وبحسب الناشطين فقد وقع عدد كبير من الجرحى إثر الحادث، وتم توجيه نداءات استغاثة ليتم إرسال الجرحى إلى المستشفيات والبلدات المجاورة.

وفي ريف دمشق أيضا، وجهت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نداء لحماية المدنيين في مدينة دوما، حيث نزح منها غالبية أهلها بعد أن قتل العشرات من أبنائها في القصف المتواصل الذي تتعرض له المدينة من قوات الجيش النظامي.

وأضافت أن الجثث ملقاة على الأرصفة والطرقات، وأن النظام السوري عزل المدينة عن العالم الخارجي، وقطع عنها الاتصالات والكهرباء والمياه، وضرب حولها طوقا عسكريا.

قصف ونزوح

ووفقا لشبكة شام، فقد تعرضت بلدة حيش بمحافظة إدلب لقصف عشوائي بالمدفعية الثقيلة، أدى لسيطرة حالة من الهلع على الأهالي وإلى نزوح جماعي من البلدة.

وأضافت أن مدينتيْ معرة النعمان وخان شيخون وبلدات الكستن والبشيرية وعين الباردة تتعرض لقصف مدفعي ومروحي.

وذكرت نفس الشبكة أن مدينة درعا تعيش “أجواء حرب حقيقية”، لاسيما مع تواصل القصف على الأحياء المتفرقة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة. كما ذكر سكان في اللجاة قرب درعا تعرضهم لقصف ليلي عنيف من قبل قوات النظام.

وفي دير الزور، سمع شهود عيان أصوات انفجارات مترافقة مع إطلاق رصاص كثيف في محيط مقر أمن الدولة، وذلك في أعقاب قصف قوات النظام لأحياء العرضي والشيخ ياسين والجبيلة.

أما في حماة، فقد شنت قوات الجيش حملة دهم واعتقالات واسعة في عدة أحياء بالمدينة، في حين خرجت مظاهرات في بلدات اللطامنة والتوبة وجبل شحشبو بريف حماة، دعما للجيش السوري الحر.

اتفاق انتقالي بجنيف وخلاف بشأن الأسد

                                            توصل الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف إلى اتفاق بشأن المرحلة الانتقالية لحل الأزمة في سوريا، إلا أنه لم يتمكن فيما يبدو من تجاوز الخلافات بين الدول الغربية وروسيا حول رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد كاستحقاق لهذه المرحلة.

جاء الإعلان عن الاتفاق عبر المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان في ختام المباحثات التي جرت السبت بمشاركة أعضاء المجموعة المشكلة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى العراق والكويت وقطر (باعتبارها ترأس لجانا في الجامعة العربية). كما حضره الأمينان العامان للجامعة العربية والأمم المتحدة نبيل العربي وبان كي مون، ومسؤولة الشؤون الأمنية والسياسية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

وقال أنان إن هذه الدول اتفقت على ضرورة إقامة حكومة وحدة وطنية في سوريا لحل الصراع بين قوات الأسد والمعارضة.

وأوضح المبعوث الأممي والعربي أن عملية الانتقال يجب أن تتم في بيئة مناسبة وضمن إصلاح دستوري وبإجراء انتخابات حرة وعادلة تقوم بها الحكومة الانتقالية، مشيرا إلى أن ذلك يجب أن يؤدي إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة، واستمرار عمل الأجهزة الحكومية -بما في ذلك الجيش والأمن- وفقا للمعايير المهنية وحقوق الإنسان.

وشدد أنان على أن الأمر متروك للشعب السوري للتوصل لاتفاق سياسي، مطالبا الأطراف المعنية بتقديم محاورين لمساعدته في العمل من أجل إنجاز التسوية السياسية.

وقال أنان إن الحكومة المستقبلية ستضم أعضاء حاليين ومعارضين، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل بشأن آليات تشكيل الحكومة الجديدة، أو مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أنان إن المشاركين “حددوا المراحل والإجراءات الواجب اتخاذها للتطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراريْ مجلس الأمن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله”. وفي مؤتمر صحفي لاحق، قال المبعوث الأممي والدولي إنه يأمل أن يرى نتائج حقيقية للاتفاق خلال عام.

خلافات أميركية روسية

إلا أن الاتفاق لم ينه الخلافات الأميركية والروسية حول مصير الأسد، فقد عقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مؤتمرا صحفيا قالت فيه إن اتفاق جنيف يمهد الطريق أمام حكومة انتقالية في مرحلة “ما بعد الأسد”، وحذرت مما أسمته توسع دائرة العنف وانتقالها لدول مجاورة إذا لم يتم التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

وأكدت كلينتون من جديد أنه يتعين أن يتنحى الرئيس السوري، وقالت إن الخطة دعت إلى توافق السوريين على حكومة جديدة، وهو اختبار سيفشل الأسد في اجتيازه.

وأشارت الوزيرة الأميركية إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعمل على قرار يهدد بعقوبات عسكرية  لمساندة خطة أنان السداسية الأساسية بشأن السلام وخريطة الطريق الجديدة الخاصة بالعملية الانتقالية.

وفي مؤتمر صحفي منفصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الخطة الانتقالية لسوريا يقررها السوريون وليس الخارج، ويجب أن تشارك في هذا الحل كل أطياف الشعب السوري، وذلك في إشارة لمطالب الولايات المتحدة بتنحي الأسد.

وكرر لافروف الحديث عن دور الجماعات المسلحة وتهريب الأسلحة لها من قبل دول، ولكنه -إجابة عن سؤال عن تسليح النظام بطائرات- قال إنه لا يمكن استخدام مثل هذه الأسلحة ضد المعارضة، وعلى الأخص السلمية منها.

وقال لافروف إن خطة العمل التي تم تبنيها في جنيف لا تدعو إلى خروج نظام الأسد.

وكرر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي السبت -في تصريحات بجنيف- القول إن الخطة الانتقالية لسوريا يجب أن تحظى بموافقة جميع الأطراف السوريين من دون أن تفرض من الخارج.

اجتماع للمعارضة

من ناحية أخرى، تستضيف الجامعة العربية يوميْ الاثنين والثلاثاء في القاهرة “المؤتمر الموسع للمعارضة السورية” الذي دعيت إليه 200 شخصية من أجل التوصل إلى “رؤية مشتركة للمرحلة القادمة”، حسب مسؤول رفيع في الجامعة.

ووجهت الدعوة لوزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وللعراق (رئيس القمة العربية) والكويت (رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة)، وقطر (رئيسة اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية)، إضافة إلى أنان والدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنسا.

الوطني السوري يرى “عناصر إيجابية” في اتفاق جنيف

المعارضة اعتبرت أن نتائج الاجتماع تمنح الأسد الرخصة لقتل السوريين

العربية.نت

قالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني إن البيان الختامي لاجتماع جنيف حول سوريا “يوحي على ما يبدو ببعض العناصر الإيجابية”بحسب “فرانس برس”.

وأضافت “لكن تبقى عناصر هامة مبهمة جدا والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري”.

في حين رفضت المعارضة السورية نتائج اجتماع جنيف، واعتبرت أنه يعطي نظام الأسد رخصة إضافية لقتل السوريين، مجددة مطالبتها باللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وكان الاجتماع الدولي من أجل سوريا في جنيف قد أسفر عن إجماع على حكومة انتقالية محايدة، قد تشمل عناصر من النظام الحالي.

استهل عنان البيان الختامي بالتشديد على ضرورة وقف العنف، كما ندد بعملية التدمير وانتهاك حقوق الإنسان الحاصل في سوريا.

وأكد أن الخطوات الرئيسية لأي حل في سوريا يجب أن يبدأ بتأليف حكومة انتقالية ضمن بيئة محايدة تقوم بممارسة كافة الصلاحيات، وتشمل المعارضة وبقية الأطراف.

كما شدد على أن مجموعة العمل توصلت إلى نتيجة واحدة وهي ضرورة المضي بخطة النقاط الست، ووقف العنف فوراً من كافة الأطراف.

وحث الحكومة على إطلاق المعتقلين وضمان حرية التظاهر وفتح الطرق لوصول المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن أي حل أو تسوية سياسية يجب أن تأتي لصالح الشعب السوري، مكررا المطالبة بضرورة إتمام عمليات الانسحاب العسكري من كافة المناطق، وسحب كل مظهر من المظاهر المسلحة، مع المحافظة على كافة الخدمات المدنية.

إلى ذلك، لفت إلى أن العمل الجاد بدأ الآن، ويجب العمل على كل النقاط التي اتفق عليها في هذا الاجتماع.

ودعا الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان إلى مراعاة مصلحة الشعب السوري في أي تسوية سياسية يمكن التفاوض عليها بخصوص الأحداث السورية.

اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه السبت في جنيف في إطار مجموعة العمل حول سوريا يمهد “الطريق لمرحلة ما بعد الأسد”.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستعرض على مجلس الأمن الخطة الانتقالية التي تم التوافق بشأنها، والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وقالت كلينتون أيضا “على الأسد أن يرحل” مضيفة أنه لا يمكن أن يكون في الحكومة الانتقالية، نظرا “إلى أن يديه ملوثتان بالدماء”.

وتابعت وزيرة الخارجية الأمريكية “ليس لدى أحد أوهام، نحن أمام نظام مجرم” معتبرة أن المنطقة برمتها حول سوريا “يمكن أن تتأثر” بالأزمة القائمة في سوريا.

وأضافت كلينتون “إلا أنه في حال لم يحصل تحرك سيزداد عدد القتلى واللاجئين، وستزداد مخاطر زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة”.

كما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية من جهة ثانية أن الولايات المتحدة ستلتقي مع دول أخرى الأسبوع المقبل في باريس بالذين يدعمون المعارضة السورية ليشرحوا لهم هذه الخطة الانتقالية من أجل سوريا. وقالت إن “مستقبل سوريا يخص الشعب السوري نفسه”.

أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي السبت في جنيف أن الخطة الانتقالية لسوريا يجب أن تحظى بموافقة جميع الأطراف السوريين من دون أن تفرض من الخارج.

وقال الوزير الصيني في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام اجتماع حول سوريا إن الخطة الانتقالية “لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الأطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لأشخاص من الخارج أن يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري”.

وشدد على “ترحيب” بكين بما أسفرت عنه مشاورات السبت في جنيف لجهة اتفاق على المبادئ والخطوط العريضة لعملية انتقالية في سوريا.

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن على السوريين أن يقرروا المرحلة الانتقالية في بلادهم، داعيا إلى عدم استبعاد أي مجموعة عن هذه العملية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام اجتماع خاص بالوضع في سوريا، إن “السوريين أنفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية” مضيفا أن روسيا أقنعت دولا كبيرة أخرى بأنه سيكون من “غير المقبول” استبعاد أي مجموعة عن العملية الانتقالية.

يذكر أن خطة سلام مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربيّة لسوريا كوفي عنان، بدأت في فبراير/شباط 2012 وتعتبر من أكثر المحاولات الدوليّة جديّة لتسوية الأزمة السوريّة 2011 – 2012 دبلوماسيّاً، الخطّة تفرض وقفاً لإطلاق النار من جميع الأطراف ابتداء من العاشر من أبريل/نيسان.

المعارضة السورية تبحث بالقاهرة المرحلة الانتقالية

مسودة المشروع تحدثت عن حل سياسي يبدأ بتنحية الأسد ورموزه

بيروت – محمد زيد مستو

توصلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية، المزمع عقده غداً الاثنين في القاهرة، إلى مشروع يدعو إلى تنحية النظام السوري بكافة رموزه، والبدء بمرحلة انتقالية في سوريا بشكل تفصيلي.

وينظم المؤتمر بدعوة من الجامعة العربية، التي وجهت دعوات للمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية والإخوان المسلمين وشخصيات معارضة مستقلة ونشطاء الحراك الثوري لحضور المؤتمر.

وذكرت مسودة المشروع التي صدرت عن اللجنة التحضيرية عقب انتهاء مشاوراتها أمس، أنها توصلت إلى مشروع وثيقة عهد وطني جامع، يشكّل أساساً لتسوية تاريخية شاملة ولدستورٍ جديد، كما اقترحت مشروعاً على المؤتمر الذي سينعقد في الثاني والثالث من شهر يوليو/تموز الجاري، يهدف إلى “تنحية الأسد عن السلطة ورسم معالم المرحلة الانتقالية، بطريقة تضمن انتصار الثورة”.

وتحدث المشروع عن حل سياسي في سوريا، يبدأ بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة، وضمان محاسبة المتورّطين منهم في قتل السوريين، وذلك من خلال الاستمرار في الثورة بأيدي السوريين، ومن خلال غطاء عربيّ ودوليّ يحمي وحدة وسيادة واستقرار سوريا، تحت رعاية الأمم المتّحدة والجامعة العربيّة وقرارات مجلس الأمن، “مع إعطاء الفرصة لخطّة المبعوث المشترك”، وضمان وضع آليّة إلزاميّة لتنفيذها الفوري.

وطالب المشروع الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، بضرورة توحيد جهود المعارضة على كافّة الأصعدة من أجل تحقيق رحيل النظام الحاكم بأسرع وقتٍ ممكن والدعوة إلى دعم الحراك الثوري بكافّة أشكاله، وإلى توحيد قواه وقياداته، مع دعوة كافّة الأطراف للعمل بأشدّ الحرص على حماية السلم الأهلي والوطني.

وبعد تنحية النظام، فإن المشروع الذي أعدته اللجنة، يدعو إلى إقالة الحكومة وحلّ مجلس الشعب الحالي وتشكيل حكومة تسيير أعمال، بالتوافق بين قوى المعارضة السياسيّة والثوريّة، وسلطة الأمر الواقع الوطنيّة ومن لم “تتلطّخ أيديه بدماء السوريين أو بنهب المال العام”، وذلك على أسس تتوافق مع وثائق ومقرّرات مؤتمر القاهرة، لحين تشكيل حكومة انتقالية.

كما اقترحت اللجنة تشكيل هيئة عامّة للمحاسبة والمصالحة الوطنيّة، خلال المرحلة الانتقالية، وتحدثت للمرة الأولى عن وضع الجيش والأمن، حيث اقترحت توقيع وثيقة تفاهم بين من وصفتهم بـ”العناصر الشريفة”، الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء من الجيش النظامي، وبين الجيش السوري الحر والمقاومة المسلحة، تنظّم عمليّات وقف إطلاق النار وسحب الجيش إلى ثكناته وضبط الأمن وحفظ السلم الأهلي والوطني برعاية وإشراف مجلس الأمن إذا اقتضى الأمر.

كما تقترح اللجنة التحضيرية تشكيل لجنة متابعة تنسّق بين كل أطراف المعارضة وتلتزم بتنفيذ كلّ ما ورد في وثيقتي ومقرّرات المؤتمر، الهادفة لتوحيد الرؤية السياسية تجاه جميع المستجدّات. ولكي تكون الخطوة الأولى على طريق عمليّة التوحيد الضروريّة لجهود المعارضة على جميع الأصعدة.

الحل السياسي يبدأ بتنحية الأسد

من جهتها اعتبرت بهية مارديني، عضو تيار التغيير الوطني، أن موضوع تنحية الأسد ورموز النظام الحاكم له أولوية بالنسبة للشعب السوري والمعارضة السورية بغض النظر عن تجاذبات المجتمع الدولي ومؤتمراته وتناقضات تصريحاته.

واعتبرت أن الحل السياسي يجب أن يبدأ بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة ومحاسبة القتلة والبناء من جديد.

وأشارت إلى أن مجازر النظام وتدميره لسوريا وقصفه المستمر للمحافظات السورية دون استثناء، يجعل سوريا القادمة أمام مهمة جديدة ذات شق اجتماعي واقتصادي في البناء والعدالة وتعويض المتضررين وأسر “الشهداء” والجرحى والمعتقلين والمعاقين على نحو منصف وعادل ويضع الجميع أمام تحديات لا بد من تجاوزها سريعا.

العمليات العسكرية تتواصل

من جانبها تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية في ريف دمشق اليوم الأحد غداة يوم دام، تخلله اقتحام الجيش لمدينة دوما إثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها، واستهداف موكب تشييع في زملكا أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن القوات النظامية قصفت مدينة داريا بمدافع الهاون بعد منتصف ليل السبت الأحد ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص”.

وتعرضت بلدة مسرابا فجراً للقصف ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح.

وأشار المرصد إلى سماع دوي انفجارات في دمشق وفي مدينة المعضمية في الريف، حيث لم يسجل وقوع إصابات. وسقط في سوريا أمس السبت أكثر من 120 قتيلاً، من بينهم 30 على الأقل أثناء استهداف موكب تشييع لأحد قتلى الاحتجاجات في زملكا بريف دمشق.

فابيوس: “جنيف” يلمح إلى رحيل الأسد

أشرف سعد- لندن – سكاي نيوز عربية

أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن البيان الصادر عن اجتماع جنيف يوم الجمعة يلمح إلى ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتنحيه عن الحكم.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأحد إن اجتماع جنيف لم يناقش بأي شكل من الأشكال مسألة الخروج الآمن للأسد، وذلك حسب ما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”.

لكن وزير الخارجية شدد في الوقت ذاته على أن من ارتكب جرائم يجب أن يحاسب عليها، مضيفا أن ذلك لم يتم تناوله بأي شكل من الأشكال سواء مع روسيا أو الصين.

واعتبر هيغ أن الاتفاق المبدئي في جنيف على عملية انتقال السلطة في سوريا خطوة للإمام لكنها مجرد بداية تحتاج للمتابعة والتطبيق.

في المقابل أشار متحدث باسم المجلس الوطني السوري إلى ما وصفه بـ”بعض العناصر الإيجابية” في اتفاق جنيف حول سوريا كما نقلت وكالة “فرانس برس”.

ودعا اجتماع جنيف الذي عقد السبت بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول عربية إلى صيغة معدلة من خطة المبعوث الدولي كوفي أنان تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية في سوريا، تكون لها سلطات تنفيذية كاملة، لكنها لم تتطرق إلى إقصاء الرئيس بشار الأسد من التسوية.

وتلا أنان البيان الختامي الذي أظهر إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية أعضاء في الحكومة الحالية.

وأوضح أن المشاركين “حددوا المراحل والإجراءات التي يجب أن يلتزمها الأطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الأمن”.

ولفت أنان إلى أن “الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، وينبغي أن يتم تشكيلها على أساس قبول متبادل”.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن اتفاق جنيف يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الأسد، فيما أكدت على السعي من أجل الحصول على دعم من مجلس الأمن لخطة أنان.

وتابعت: “على الأسد أن  يدرك أن أيامه في الحكم باتت معدودة”.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن هناك نقاطا في البيان الختامي للمؤتمر كان يجب إدخال تعديلات عليها.

الشبكة السورية: مقتل 41 شخصا الأحد

الميدان السوري يرد على جنيف بقائمة دموية جديدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري في أنحاء متفرقة من البلاد إلى 41 قتيلا، بعد يوم على مقتل 174 شخصا، بحسب مصادر المعارضة السورية.

فقد وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقريرها الأحد أن 41 شخصا قتلوا في محافظات مختلفة  بينهم طفل واحد وأربع نساء.

وأوضحت الشبكة أن 19 قتلى سقطوا في دمشق وريفها و15 في دير الزور، و9 في كل من إدلب ودرعا وحماة، و5 في حلب، و3 في حمص، وواحد في كل من الحسكة واللاذقية.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد ذكرت في وقت سابق الأحد أن 5 أشخاص قتلوا في حماة وواحد في مدينة دير الزور.

يأتي سقوط هذا العدد من القتلى بعد يوم شهد زيادة كبيرة في أعمال القتل في سوريا، حيث سقط ما لا يقل عن 174 قتيلاً، بينهم 30 على الأقل قتلوا جراء قذيفة سقطت على سيارة خلال تشييع أحد القتلى المدنيين في ريف دمشق، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

عضو في المجلس الوطني السوري لـ آكي: لقاء جنيف يؤكد عمق ضعف الموقف الدولي

روما (30 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر عضو في المجلس الوطني السوري أن مبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان “جاءت تعبيرا عن ضعف الموقف الدولي إزاء الجريمة التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري، وليس تعبيرا عن قوة الحضور الدولي في الدفاع عن الشرعية الدولية لحقوق الانسان، ولا في الدفاع عن الشعوب المضطهدة” حسب تعبيره

وقال غسان المفلح في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن هذه المبادرة “هي في محصلة موازين القوى على الارض، تؤكد استمرار الجريمة بحكم التفوق العسكري، وما يمتلكه نظام الأسد من أسلحة فتاكة يستخدمها جميعها من أجل إيقاف مسيرة الحرية في سورية، لهذا نلاحظ هول المجازر واعداد الشهداء، التي تزايدت بعد مبادرة كوفي أنان هذه بشكل مخيف” وتساءل “هل المطلوب من الموقف الدولي أن يذيل موقفه بالقول: السوريون وحدهم يحددون الحل الانتقالي!! من هم السوريين بعرف موازين القوى هذا الرابض على الارض جريمة وتدميرا عشوائيا للمدن والقرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؟” وأردف “لهذا حاول كوفي أنان أن يطيل أمد مبادرته التي لم ينفذ منها نظام القتل أي بند من بنودها الستة…من خلال اختراع ما يسمى مجموعة العمل من أجل سورية التي ستجتمع بجنيف دون أية ضمانات تذكر لتنفيذ أي بند من بنود هذه المبادرة” على حد قوله

ولفت إلى أن “لقاء جنيف لمجموعة الاتصال المقترحة من قبل السيد أنان إنما جاء ليؤكد عمق الضعف الذي يعاني منه الموقف الدولي، وأكبر دليل على ذلك، إيقاف عمل بعثة المراقبين الدوليين، عبر تعليق عضويتها واقتراحات بتخفيف عدد المراقبين” وأضاف “فإذا كان الطاقم الاساسي في مبادرة أنان قد علق عمله نتيجة لوحشية النظام وشبيحته، فأي مبادرة هذه التي ستعتمد إذا؟” وأردف “إن دليل ضعف هذه المبادرة هو محاولة أنان إشراك إيران في لقاء جنيف، واصراره على اعتبارها طرفا مساعدا في حل الأزمة كما يسميها، بينما هي شريكة في الجريمة ضد شعبنا السوري، من خلال أنها الدولة الأكثر تقديما للمساعدات من كل لون لنظام الأسد من اجل القضاء على الثورة السورية” حسب تعبيره

وأشار إلى أن “لقاء جنيف كان يجب أن تسبقه مقدمتان: الأولى يجب ان ينعقد من أجل نقل السلطة بعد تنحية آل الأسد. والثانية إيجاد قوة ملزمة وفوريا لتطبيقها. وبغير ذلك يعتبر اللقاء وقتا إضافيا لهزال الموقف الدولي، واستمرار القتل بشعبنا” على حد قوله

وتابع “لقد تناسى الجميع في خضم هذه الضوضاء من الاعلام والاجتماعات حقيقة بسيطة، وهي أن شعبنا يريد دولة ديمقراطية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وهذه تناساها أيضا السيد أنان تبعا للموقف الروسي وراح يتحدث عن أطراف متصارعة بالعنف والسياسة..وهذا يشير إلى تهافت هذه المبادرة، خاصة إذا علمنا أن السيد أنان ومعه نبيل العربي أحد الداعمين لنظام القتل في سورية، يريدان رفض أية مبادرة بالتدخل الدولي لإيقاف آلة القتل هذه وهذا ماعبرت عنه تصريحات الرجلين” حسب تعبيره

واعتبر أنه “لهذا يتم الآن العمل لتأمين غطاء دولي للانتقال للبند السادس من مبادرة كوفي أنان، وكأن المعارضة والشعب السوري هما من يرفضا الحل السياسي، لهذا جاءت الدعوة لمؤتمر المعارضة في القاهرة (2 و3 تموز/يوليو) والعنوان الاعلامي للخروج برؤية موحدة للمعارضة السورية، بينما يهدف المؤتمر إلى تأمين أرضية لدى صفوف المعارضة للانتقال للبند السادس من مبادرة كوفي أنان، وتأكيد موقف نبيل العربي في قضيتين أساسيتين: رفض التدخل الدولي وهذا يعني ما يعنيه من استمرار القتل والتدمير من قبل عصابة الأسد وشبيحتها كما أسلفت..ويعني من جهة أخرى إعطاء مبادرة أنان- العربي شرعية من المعارضة السورية بكل أطيافها” على حد قوله

وختم المفلح بالقول “لكن كيف يمكن أن يعقد مؤتمر معارضة بين معارضة تذبح ومطلوبة للاعدام وبين معارضة تخرج وتدخل إلى سورية معززة مكرمة، بينما لايستطيع أي ناشط سلمي أو سياسي مع الثورة على الارض أن يخرج من مخبأه في سورية..معارضة تعرف أنه في النهاية القوة هي من تحسم وترفض وجود قوة عسكرية أقوى من قوة النظام، وبين معارضة تريد إفقاد هذا النظام أية قوة من أجل اسقاطه، وهنا لايفيد كثيرا الحديث عن النوايا الطيبة لبعض المعارضين” حسب تعبيره

مرصد حقوقي سوري يحذّر من كارثة إنسانية في مدينة بريف دمشق

روما (30 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذّر مرصد حقوقي سوري من حصول “كارثة إنسانية” في مدينة دوما في ريف دمشق التي تحاصرها وتقصفها القوات النظامية السورية منذ أكثر من أسبوعين، وناشد المنظمات الدولية التدخل لإنقاذ حياة المحاصرين فيها

ووجه المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (السبت) مناشدة عاجلة من أجل إنقاذ مدينة دوما التي وصفها بأنها “منكوبة”، وأكّد على أنها تتعرض لحملة عسكرية أمنية هي الأشرس التي تتعرض له المدينة منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار/ مارس العام الماضي، وأشار إلى أن وجود عشرات القتلى ومئات الجرحى في المدينة، وفقدان للمواد الغذائية والخبز وانقطاع المياه والكهرباء والمحروقات، وشدد على أن الوضع الإنساني فيها أصبح “كارثياً على كافة الصعد”

وأشار المرصد إلى وجود أكثر من 100 عائلة داخل المدينة جميعها أطفال ونساء ومعاقين اضطروا للبقاء في الملاجئ، في وضع معيشي مأساوي ولا يملكون أدنى مقومات الحياة، وأن أكثر الرجال خرجوا من المدينة نتيجة الاعتقالات أو الإعدامات الميدانية التي تنفذ بحق المطلوبين للسلطات السورية

كما أشار المرصد إلى أن السلطات الأمنية السورية سيطرت على المشفى الرئيسي في المدينة التي كان يقطنها نحو نصف مليون شخص قبل بدء القصف عليها، وأتلف محتوياته، دون وجود أي مشفى بديل، وأن المتطوعين في إسعاف الجرحى اعتقلوا أو هربوا، وأن عدداً كبيراً من الجرحى استشهدوا نتيجة الوضع الطبي السيء

وناشد المرصد منظمتي الهلال والصليب الأحمر إرسال طواقم طبية بشكل عاجل إلى المدينة لمعالجة وإجلاء عشرات الجرحى و”لإيقاف الحملة الشرسة التي تطال ما بقي من سكانها”، وحذّر من أن يؤدي استمرار الوضع إلى “كارثة إنسانية” في المدينة

وتقول السلطات السورية إنها تلاحق “مجموعات إرهابية” في المدينة، وأنها نجحت في مداهمة بعض “أوكارها” وقتلت العشرات من “الإرهابيين”، ودمّرت “مقرات رئيسية للمجموعات الإرهابية”

إلى ذلك ناشد ناشطون المجتمع الدولي والمجلس الوطني السوري المعارض للتحرك لإنقاذ من بقي من الأحياء والجرحى في المدينة المحاصرة والتي يتعرض للقصف بالأسلحة الثقيلة منذ نحو 15 يوماً، وأكّدوا سقوط أكثر من 70 قتيلاً في ليلة واحدة منهم 30 من النساء والأطفال ومئات الجرحى، ووصفوا الحال بدوما بأنها “مدينة يهدمها الطاغية كما هدم هولاكو بغداد، شوارع لم تعد كالشوارع وبيوتها أصبحت خربة كأنها أطلال من القرون الماضية” حسب تعبيرهم

اعلان

المجلس الوطني السوري: خطة جنيف لنقل السلطة غامضة وتفتقد آلية للتنفيذ

وصف المجلس الوطني السوري المعارض نتائج اجتماع جنيف بشأن الأزمة السورية بأنها غامضة وتفتقد آلية التنفيذ.

وقالت بسمه قضماني المتحدثة باسم المجلس الأحد إن البيان الختامي للاجتماع “يوحي على ما يبدو ببعض العناصر الايجابية”.

غير أنها أضافت “تبقى عناصر هامة مبهمة جدا والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري”. وقالت قضماني إن ما تم التوصل إليه في جنيف يفتقد إلى آلية أو جدول زمني للتنفيذ.

وكان الاجتماع قد توصل إلى ما وصف بخطة لنقل السلطة في سوريا تشمل وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من السلطة الحالية في سوريا.

الأسد

خطة جنيف لم تطلب صراحة برحيل الأسد.

غير أن الخطة لم تدع إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، كما تطالب الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال هيثم المالح، أحد الشخصيات المعارضة البارزة، إن الاتفاق” مضيعة للوقت.” وأكد إنه لن يجلس مع الرئيس بشار الأسد أو من وصفهم بأعضاء نظامه القتلة.

“فشل وأحباط”

وفي دمشق، وصفت الصحف السورية الأحد اجتماع جنيف بالفاشل. وقالت إن نتائج الاجتماع تسببت في “احباط” في صفوف “معارضة الخارج”.

وقالت صحيفة البعث، الناطقة باسم حزب البعث العربي “لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطارا موسعا لجلسات مجلس الامن حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها”.

وأضافت “لا يمكن لأي حل للازمة السورية ان يكتب له النجاح ما لم يستند الى رأي الشعب السوري، مصدر الشرعية لكل ما يمس مصالحه ومستقبله.”

ورأت الصحيفة ان “حل الازمة السورية لن يكون الا سوريا بإرادة ابنائها القادرين على اطلاق حوار وطني لا مكان فيه للآخرين سواء كانوا في جوار ام فيما

“سيناريوهات”

وقالت صحيفة الوطن، المقربة من السلطة، إن البيان الختامي لاجتماع جنيف “خلا من اي اشارة الى سيناريوهات ليبية او يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الايام الاخيرة” معتبرة ان ذلك “شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج”.

عنان ولافروف

خطة عنان التي وافقت عليها روسيا لا تتضمن جدولا زمنيا للتنفيذ.

وفي داخل سوريا ، قال ناشطون إن الجيش السوري يواصل العمليات العسكرية للقوات في ريف دمشق الأحد في أعقاب اقتحامه مدينة دوما اثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها السبت.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان القوات النظامية قصفت مدينة داريا بمدافع الهاون بعد منتصف ليل السبت ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص.

وتعرضت بلدة مسرابا فجرا للقصف ايضا ما اسفر عن مقتل شخص واصابة العشرات بجروح. واشار المرصد الى سماع دوي انفجارات في دمشق وفي مدينة المعضمية في الريف حيث لم يسجل وقوع اصابات.

وأضاف المرصد أنه في محافطة حلب ، شمال البلاد ، انسحبت القوات النظامية من بلدة الاتارب الواقعة على مقربة من محافظة ادلب التي يقول المرصد إن المقاتلين المعارضين يعززون سيطرتهم عليها في الاونة الاخيرة.

أما السلطات السورية فقالت إنه تم السبت ملاحقة ما وصف بفلول المجموعات الارهابية المسلحة في دوما وأطرافها، ومداهمة “أوكارهم”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ” سانا” عن مصدر رسمي قوله إن العمليات اسفرت عن “العثور على ثلاثة مستودعات للأسلحة المتنوعة منها عبوات ناسفة وقاذفات (ار بي جي) ورشاشات وقناصة وبنادق آلية وكمية كبيرة من الذخيرة إضافة إلى معمل لتصنيع العبوات الناسفة وبداخله مواد متفجرة شديدة الانفجار.”

BBC © 2012

خطة العمل الدولية بشأن سوريا: دعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعدم عسكرة النزاع

توصلت “مجموعة العمل الدولية في شأن سوريا” السبت في مدينة جنيف السويسرية إلى “خطة انتقالية لنقل السلطة في البلاد”، ودعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وعدم عسكرة النزاع ووجوب تسمية المعارضة لممثلين فعليين لها للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية والبدء بحوار وطني شامل.

وكان كوفي عنان، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، قد أعلن في وقت سابق أن وزراء الخارجية المشاركين في اجتماع جنيف اتفقوا على الخطة المذكورة بهدف دفع عملية السلام في سوريا قدما إلى الأمام.

وجاء الاتفاق على النقاط المذكورة في إطار ما وصف بـ “الخطة الانتقالية لنقل السلطة في سوريا”، التي ترمي إلى إيجاد حل جذري للأزمة التي تضرب البلاد منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد في 15 مارس/آذار من عام 2011.

خطة العمل الدولية للسلام في سوريا

جانب من مؤتمر جنيف حول الأزمة السورية

    في ما يلي النقاط الرئيسية للخطة الانتقالية التي اقترحتها “مجموعة العمل الدولية” بشأن معالجة الأزمة السورية، والتي اجتمعت في مدينة جنيف بسويسرا السبت برعاية الأمم المتحدة وبوجود المبعوث الدولي إلى سوريا، كوفي عنان:

    تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية

    على الحكومة السورية أن تسمي محاورا فعليا عندما يطلب المبعوث الدولي ذلك، للعمل على تنفيذ خطة النقاط الست والخطة الانتقالية

    يمكن للحكومة الانتقالية أن تضم أعضاء من الحكومة السورية الحالية وآخرين من المعارضة، وسيتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الطرفين

    على جميع مجموعات وأطياف المجتمع السوري التمكن من المشاركة في عملية الحوار الوطني

    من الممكن البدء بمراجعة للدستور، إضافة إلى إجراء إصلاحات قانونية، أما نتيجة مراجعة الدستور، فيجب أن تخضع لموافقة الشعب

    حالما يتم الانتهاء من المراجعة الدستورية، يجب الإعداد لانتخابات حرة ومفتوحة أمام الأحزاب كافة

    أن تحظى النساء بتمثيل كامل في كل جوانب العملية الانتقالية

    التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، وأن يتم إطلاق سراح المعتقلين

    تأمين استمرارية المرافق والجهات العامة، أو ترميمها، ويشمل ذلك الجيش والأجهزة الأمنية

    أن تحترم كل المؤسسات الحكومية حقوق الإنسان

    أن يتمكن ضحايا النزاع الدائر حاليا من الحصول على تعويضات أمام القضاء

    وضع حد لإراقة الدماء في البلاد، وأن يجدد كل الأفرقاء دعمهم لخطة النقاط الست التي قدمها عنان، خصوصا وقف إطلاق النار

    على جميع الأفرقاء احترام بعثة مراقبي الأمم المتحدة والتعاون معها

    مجموعة العمل على استعداد لتقديم دعم فاعل لأي اتفاق يتم التوصل إليه بين الأطراف المعنية، ويمكن لهذا الدعم أن يتخذ شكل مساعدة دولية بتفويض من الأمم المتحدة

    سيتم تخصيص امكانات مادية مهمة لإعادة إعمار البلاد

    يعارض أعضاء مجموعة العمل أي عسكرة إضافية للنزاع

    على المعارضة تدعيم تماسكها بهدف تسمية ممثلين فعليين للعمل على خطة النقاط الست والخطة الانتقالية

    يمكن لمجموعة العمل أن تلتئم مجددا بطلب من المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا

وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف في ختام اجتماع مجموعة العمل الدولية في شأن سوريا”، عبَّر عنان عن اعتقاده بأن “العمل الشاق يبدأ الآن، ويجب أن نعمل سويا لتطبيق ما تم الاتفاق عليه”.

لكن لم تأتِ الخطة على ذكر ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيضطلع بدور في حل الأزمة أم لا، وإن كان المؤتمرون قد أكدوا أن السوريين أنفسهم هم المعنيون بإيجاد حل لأزمتهم، ولا يمكن فرض أي حل عليهم من الخارج.

تصريحات لافروف

وكانت روسيا قد رفضت إضافة بند يدعو الأسد إلى التنحي لتمهيد السبيل لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

فقد عقد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، مؤتمرا صحفيا في أعقاب مؤتمر جنيف قال فيه إنه لن يُفرض أي شئ على السوريين.

وشدد لافروف على أن “خطة جنيف لا تنص على تنحي الأسد”.

وقال إن المهم في اتفاق جنيف أنه لا يفرض تسوية للأزمة السورية على أي طرف، مشيرا إلى أن اتفاق السبت يقضي بوضوح بأن السوريين هم الذين ينبغي أن يحددوا مصيرهم.

وأضاف أن روسيا واثقة تمام الثقة من بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بقيادة الجنرال مود، مشددا على أهمية وقف العنف وبدء التفاوض بين الحكومة والمعارضة.

وأشار لافروف إلى أنه لا يمكن الحديث عن قرار من مجلس الأمن وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يقضي باستخدام القوة لتنفيذ قرارات المجلس، إلا بعد بذل الجهد لتطبيق خطة عنان التي ترمي الى حل النزاع سلميا.

وتابع قائلا: “إن روسيا ستحض الحكومة السورية على تطبيق التزاماتها، كما ستسعى لتأمين التزام الجيش السوري الحر المعارض بها.”

وقال إن المعارضة تتلقى السلاح من الخارج والإعلام الغربي يؤجج ما يحدث، مضيفا أنه “إذا توافرت النوايا الحسنة، فسنتوصل إلى حل.”

وبخصوص الأسلحة التي ترسلها روسيا إلى سوريا، قال لافروف: “لا يمكن استخدام الأسلحة التي أرسلناها إلى سورية ضد المعارضة السلمية. كما ينبغي أن تتخلى المعارضة عن سلاحها.”

وأضاف: “ينبغي على الحكومة سحب آلياتها، ويجب على المعارضة التخلي عن الانخراط في أعمال العنف.”

وقال: “لقد ارتكب النظام السوري الكثير من الأخطاء، لكن على الجهات التي لها تأثير على المعارضة إقناعها بضرورة التخلي عن العنف.”

مجلس الأمن

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن بلادها ستنقل الخطة المقترحة إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إقرارها.

أما وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، فقال إن قرارات اجتماع السبت يجب أن يقرها مجلس الأمن الدولي بحيث تسمح باتخاذ إجراءات لتطبيق خطة السلام.

وكرر هيغ موقف بلاده القاضي بعدم إشراك الأسد والمقربين من مساعديه بإدارة الخطة الانتقالية التي ناقشها مؤتمر جنيف.

تطورات ميدانية

ميدانيا، قال ناشطون سوريون معارضون إن أكثر من 30 شخصا قُتلوا السبت في بلدة زملكا بريف دمشق عندما أطلقت قذيفة مورتر على مشيعي جنازة رجل توفي في قصف في اليوم السابق.

وأضافوا أن لقطات فيديو التقطها أحد الهواة وبثت في موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت أظهرت لحظة وقوع الانفجار وسط الحشد في الحي المذكور.

وأظهرت لقطات فيديو أخرى آثار الانفجار، حيث ملأت سحب الدخان الجو، بينما ظهرت جثة رجل، ملفوفة بكفن أبيض، ملقية على الأرض.

وقال الناشطون إن الانفجار وقع خلال تشييع جنازة الرجل الذي كان قد قضى يوم الجمعة.

وأظهرت اللقطات أيضا جثثا قال نشطاء إنها تعود لأشخاص قتلوا في الانفجار، وبالكاد أمكن التعرف على بعضها، بينما ظهرت جثث أخرى مبتورة الأطراف.

من جانبه، رجَّح المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، أن يرتفع عدد ضحايا الانفجار نظرا لعدد من أُصيبوا جرَّاءه.

هذا ولم تأتِ وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” على ذكر نبأ الانفجار في “زملكا”، إلا أن موقع “شام برس” الخاص نشر الخبر بشكل مقتضب نقلا عن “وكالات أنباء عالمية”.

وجاء في الخبر: “أكد مصدر محلي في بلدة زملكا أن سيارة مفخخة انفجرت قرب جامع التوبة خلال تشييع جنازة أحد قتلى المواجهات بين الجيش السوري ومسلحين، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 50 آخرين، جراح بعضهم حرجة.”

وقد ركَّزت “سانا” على جملة أحداث أمنية أخرى شهدتها البلاد، ومنها تفجير “سيارة مفخخة قرب مبنى مديرية مالية حلب”، والعثور على “معمل لتصنيع العبوات الناسفة ومخزن لها وبعض هذه العبوات المعدة للتفجير” في جديدة عرطوز، العثور على “ثلاثة مستودعات للأسلحة المتنوعة ومعمل لتصنيع العبوات الناسفة” في بلدة دوما بريف دمشق.

BBC © 2012

نص بيان عن اجتماع جنيف حول سوريا يلمح لضرورة رحيل الأسد

باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الأحد إن نصا اتفقت عليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بجنيف حول عملية التحول السياسي في سوريا يلمح إلى ضرورة تنحي الأسد.

وقال وزير الخارجية “يقول النص على وجه الخصوص أنه ستكون هناك حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات… لن يكون بها بشار الأسد لأنها ستضم أشخاصا يجري الاتفاق عليهم بشكل متبادل.”

وصرح فابيوس لمحطة (تيه.اف 1) التلفزيونية “لن توافق المعارضة أبدا عليه لذلك فإنه يشير ضمنيا إلى ضرورة رحيل الأسد وإن أمره منته.”

وقال فابيوس أيضا إنه إذا لم يكن اتفاق جنيف كافيا فستعود فرنسا إلى مجلس الأمن لتطلب العمل بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض تطبيق الخطة.

ويتيح الفصل السابع لمجلس الأمن التفويض باتخاذ إجراءات تتراوح بين فرض عقوبات وبين التدخل العسكري.

دوما اليوم أشبه بحماة الثمانينات – عن شاهدة من دوما

اليوم “جمعة واثقون بنصر الله” منذ الصباح الباكر لم تحدث أي اشتباكات في دوما بل استيقظنا على أصوات دخول الأمن إلى وسط مدينة دوما

بالآليات الثقيلة والمدرعات والدبابات من ثلاث محاور

وبدؤوا بالإعدامات الميدانية في الشارع المنصف بين القوتلي والكورنيش والمساكن وشارع الجلاء وبدؤوا بقتل الرجال ورميهم في الأراضي

بأعداد لا تحصى لم يستطع احد الخروج من البيوت أو الملاجئ لإزاحة الجثث لان الأمن كان يواصل الإعدام بطريقة بشعة لكل من يراه في الشوارع ثم قاموا بهد الأبنية المسكونة واقتحام وتكسير جميع المنازل التي دخلوها وقاموا برش

معظم من وجدوا بيته مسكوناً

ولا زالت جثثهم ملقية في الشوارع حتى هذه اللحظة

ثم بدأ علينا القصف المروحي منذ الساعة العاشرة صباحاً ولم يهدأ حتى تمام الساعة السادسة

وتم إطلاق عدة قذائف من الطائرات على الشوارع الرئيسة في المدينة

ثم دخل الأمن تدريجيا إلى مشفى حمدان وقاموا بإعدام جريحة كانت على المنفسة هناك واعدموا ميدانيا عدد من الممرضين ممن تبقوا بالمشفى

وسيطروا على المشفى بالكامل بحيث لم يعد من سبيل لإسعاف الجرحى إليها

ثم قاموا باعتقال المتواجدين في سيارة الهلال الأحمر التي همت بالخروج من المدينة بعد أن استهدفتها قذائف الهاون

اعتقلوا منها المتطوع يوسف خلوف وغياث البيسواني

وفي وقت العصر همت عائلة بالنزوح خارج دوما مؤلفة من ثلاث نساء وأخيهم كان يقود بهم السيارة قام الأمن بقنصه من ثم اعتقاله

وقنص امرأة في صدرها وامرأة أخرى في الستين أيضا في صدرها وامرأة قطعت يدها

قام رجلان بإعادتهن جرحى إلى دوما استشهدت المرأة  المسنة وقمنا بكسر عيادة احد الأطباء بغرض تامين بعض المواد الطبية

لمعالجة النساء دون أطباء ولا تزال النساء تنزف حتى الآن دون طبيب أما المرأة المسنة قمت برميها بيدي في شارع القوتلي كما باقي الجثث لأن أهالي البناء رفضوا تركها في البناء كي لا يقوم الأمن بذبح كل الموجودين

ومنن ثم سمعت أصوات ستين امرأة في ملجأ واحد منهن جريحات عدة يقومون بالأنين لم نستطع أن ندخل لمساعدتهن بسبب انعدام المواد الطبية بالكامل منها حرقها الأمن والآخر قام الأهل برميها أثناء المداهمات كما أن الأمن داهم المراكز الإغاثة الإنسانية في المدينة مذ أول دخوله

وكانت العائلات في الملاجئ وانا واحدة منهن بلا ماء نتيجة استهداف الخزانات وبلا كهرباء لان المحولات مضروبة ودون خبز أحد الأطفال أصيب بإغماء نتيجة انعدام الغذاء

عدد الجرحى يقارب ثمانين معظمهم نساء والقتلى فوق ثلاثين على الأقل وأكثر من مئة معتقل

ورغم سيطرة الامن على المنطقة لم يهدا قصف الهاون والقصف المروحي دقيقة واحدة ولم يهدأ تدمير الأبنية وتكسريها دوما الآن أشبه بمجزرة حماه في الثمانينات التي رايتها في الصور في ظل هذا التعتيم الإعلامي الرهيب

نطالب بتدخل فوري من كافة المنظمات الإنسانية لان دوما لم يبق فيها إلا النساء والأطفال والمعاقين بين أيدي الأمن

نطالب بتدخل فوري من لجنة الصليب والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الحقوقية والإنسانية ودخول الإعلام الفوري حتى ولو شكليا لوقف شلال الدم الذي يهدد مجزرة جديدة للنساء والأطفال والمدنيين العزل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى