أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 04 نيسان 2012

تعزيزات أمنية إلى الزبداني وداعل والرستن… والعثور على 75 جثة في مستشفى في حمص

دمشق، بيروت، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – قال ناشطون وشهود إن الجيش السوري ارسل تعزيزات أمنية كبيرة أمس إلى الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا ومحيط الرستن في محافظة حمص. كما تواصلت الاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق السورية، متحدثين عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وذلك بعد يوم دامٍ في سورية شهد سقوط 81 قتيلاً على الأقل، معظمهم في إدلب وحمص وريف حلب، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى العثور على 75 جثة مجهولة الهوية بالمستشفى الوطني بحمص بعد سيطرة «الجيش الحر» عليه.

وأفاد ناشطون بأن دمشق وريفها شهدا مداهمات ومواجهات بين الجيش ومنشقين وان عشرات الحافلات المحملة بالجنود تم ارسالها إلى ريف العاصمة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع انفجار ضخم في حي القدم على طريق دمشق – درعا، ما أدى إلى إغلاق الطريق من دون أن يتم تحديد أسباب الانفجار. كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن تجدد القصف على أحياء باب الدريب وباب هود وحي الصفصافة والحميدية لليوم الرابع والعشرين على التوالي في حمص، واستهدف القصف حي الخالدية لليوم الـ15، وبمعدل أربع قذائف في الدقيقة، بينما تحدثت الشبكة السورية لحقوق الانسان عن «مجزرة» في دير بعلبة وعن انشقاق 35 عسكرياً من اللواء 61 بالجيش السوري. يأتي ذلك فيما اتهم ناشطون في درعا قوات النظام بتعمد «تجويع» المدنيين، وذلك باستهداف المؤن وهدم الافران وإحراق مخزون الطعام في البيوت التي يتم اقتحامها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الى اشتباكات وقعت فجر امس بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة دوما في ريف دمشق. وقال إن قوات الأمن تنفذ «حملة مداهمات واعتقالات في الاحياء الغربية لمدينة الزبداني» التي وصلت اليها «عشرات الحافلات المحملة بالعناصر» صباح امس. وقال ناشطون إن جيش النظام السوري يحاصر قرية هريرة في وادي بردى بريف دمشق بـ53 دبابة. وبثت لجان التنسيق المحلية على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو تبين قيام مجموعة من الشباب بإحراق إطارات على عرض الطريق العام في حي المزة في دمشق، «تضامناً مع المدن المحاصرة والمنكوبة»، كما جاء في التعليق على الشريط.

كما بثت لجان التنسيق مقطعاً مصوراً آخر يبين احراق اطارات قالت انه في منطقة نهر عيشة على الطريق الدولي الواصل بين دمشق ودرعا.

وأعلن مجلس قيادة الثورة في دمشق خروج تظاهرة مسائية من مخيم فلسطين تطالب بإسقاط النظام، مضيفاً أن الأمن أطلق الرصاص على المتظاهرين في حي المزة بالعاصمة، وعلى تظاهرة أخرى خرجت قرب السفارة الإيرانية، عند مفرق كفر سوسة. كما سـمعت أصوات اشتباكات عنيفة في حرستا بريف دمشق، ترافقت مع دوي انفجار ضخم.

وفي مدينة حمص، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان في سقوط قذائف على حي البياضة وثالث في حي دير بعلبة في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة.

وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص لقصف عنيف صباح امس، بحسب ما افاد جنود في «الجيش السوري الحر». وذكر اتحاد التنسيقيات في الرستن ان قوات النظام تطوق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين من الجهة الشمالية لمدينة الرستن بأكثر من ثلاثين باصاً محملة بعناصر «الأمن والشبيحة» وثلاثين دبابة، مشيرة الى «حملة اعتقالات واسعة واحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية.

وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الانسان عما وصفته بـ «مجزرة مروعة» ارتكبها الجيش النظامي بحق أهالي حي دير بعلبة في حمص، حيث يقصف المنازل بالأسلحة الثقيلة والمدفعية مما يودي بحياة العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وقالت إن العديد من الجرحى حالاتهم حرجة جداً. كما ذكرت الشبكة أن 35 عسكرياً من اللواء 61 أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم للجيش الحر، أثناء مداهمة الأمن والجيش لبلدة سحم بدرعا.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطنان اثر اصابتهما في اطلاق النار وقصف تتعرض له قرية تفتناز التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة أسفرت كذلك عن مقتل اربعة جنود في ناقلتي جند تم اعطابهما. كما تسبب القصف والاشتباكات العنيفة المستمرة والتي تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة القذائف، بإحراق منازل عدة. وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي.

ووصلت صباح امس عشرات الحافلات العسكرية المحملة بعناصر الجيش الى مدينة داعل في محافظة درعا.

ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال 12 شخصاً في المدينة، وأقدمت على احراق سبعة منازل.

وقال الناشط سيد محمود من درعا في اتصال عبر سكايب مع وكالة «فرانس برس» ان «الوضع متوتر جداً في داعل منذ امس»، مشيراً الى احراق منازل وإرسال تعزيزات امس.

وأضاف ان قوات النظام «في اطار سياستها الهادفة الى تجويع الناس، تهاجم المنازل وتدمر المؤن، وتدخل الى الافران وترمي عجين الخبز في الطرق»، مشيراً الى قطع التيار الكهربائي 15 ساعة في اليوم.

وكانت اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الاثنين – الثلثاء في مدينة انخل في درعا بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة. وأشار المرصد الى ان الاشتباكات حدثت «على ما يبدو نتيجة استهداف لحواجز الجيش النظامي».

في محافظة حماة (وسط)، أفاد المرصد ان القوات النظامية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي، وحملة مداهمات واعتقالات وإحراق منازل في قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين في الريف الجنوبي.

في موازاة ذلك، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس ان «الجهات المختصة احبطت ليل اول امس، محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأراضي اللبنانية قرب قرية الجوبانية شمال بلدة القصير في ريف حمص» وسط البلاد. وزادت انه «تم إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعة الإرهابية المتسللة».

وأفادت الوكالة ان «الجهات المختصة ضبطت قرب مدرسة المثنى في حي المريجة في حمص سيارة مزودة بمنصات لإطلاق قذائف الهاون كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة لترويع وقتل المواطنين الأبرياء».

وكان المرصد السوري أفاد بأن 69 قتيلاً سقطوا اول من امس في اعمال عنف شهدها العديد من المناطق هم 40 مدنياً وعشرة منشقين و19 عنصراً من القوات النظامية.

ففي حمص، «استشهد 22 مواطناً ثلاثة منهم اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات السورية في مدينة القصير و18 شهيداً بمدينة حمص بينهم 17 سقطوا في احياء الخالدية ودير بعلبة والبياضة وجورة الشياح»، وفق المرصد.

وأوضح المرصد انه تم اول من امس «تسليم جثمان شهيد من حي الوعر اعتقل الاحد على حاجز قرية ابل بريف حمص، كما استشهد مواطن جراء القصف على مدينة الرستن».

———–

لبنان: خلافات داخل الحكومة على اغاثة النازحين السوريين

بيروت – «الحياة»

دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى عدم تحويل الاختلاف داخل الحكومة عناداً وكيدية وتسجيلاً للنقاط بين الأطراف المشاركين فيها لأن الناس سئموا الخلافات ومسبباتها والمسؤولين عنها، فيما تتفاقم هذه الخلافات حول العديد من الملفات ومنها ملف الكهرباء والتعيينات الإدارية.

ولم يكن مضى على كلام ميقاتي الذي قاله أثناء ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء أمس، ساعتين، حتى أعلن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أن «كل تأخير في موضوع (تأهيل) الكهرباء هو من مسؤولية رئيس الحكومة تحديداً لا مسؤولية اللجنة الوزارية ولا الوزراء لأنه هو الذي يؤخر».

وشهدت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس، سجالاً حول طلب وزير الشوؤن الاجتماعية وائل ابو فاعور تخصيص مبلغ 100 مليون ليرة للوزارة هي مصاريف مكاتب الوزارة وموظفيها في الشمال مقابل اهتمامهم بمساعدة الهيئة العليا للإغاثة ومساندتها في تقديم المساعدات للنازحين السوريين الى لبنان، فرفض عدد من الوزراء ذلك واتهم عدد منهم (وزير الدولة نقولا فتوش ووزير الثقافة غابي ليون)، النازحين بأنهم «إرهابيون»، ودعيا الى ترحيلهم. ورد أبو فاعور بأن إغاثة هؤلاء عمل إنساني، اذ بينهم أطفال ومصابون بالقصف وإطلاق النار. وانتهى السجال الى ترك أمر صرف الأموال لموظفي وزارة الشؤون الاجتماعية ومكاتبها من موازنة الهيئة العليا للإغاثة، خصوصاً أن مجلس الوزراء أقر مبدأ فتح الباب أمام قبول الهبات الخارجية لإعانة النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية. وهو الأمر الذي كانت دول الاتحاد الأوروبي وهيئات دولية أخرى أبدت استعداداً للمساهمة فيه بملايين الدولارات، لكن الحكومة كانت ترددت في قبوله بفعل معارضة قوى سياسية حليفة للنظام السوري له. إلا أن الإصرار الدولي على مساعدة النازحين والطلب من لبنان التعاطي معهم وفق القوانين الدولية أدى الى إقرار قبول الهبات أمس.

وبموازاة ما حصل في مجلس الوزراء استقبل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط وفداً من منطقة عكار الشمالية بحث معه موضوع المساعدات للنازحين السوريين. وإذ حيا جنبلاط مساعدة أهالي عكار النازحين، استنكر «محاولات بعض أجهزة السلطة إلصاق تهمة الإرهاب بهذه المنطقة».

على صعيد آخر، أخلي سبيل القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد المتقاعد فايز كرم، أمس، بعد استفادته من إقرار قانون خفض السنة السجنية بعد أن كان حكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة التعامل مع إسرائيل. وقال كرم إن توقيفه كان سياسياً. وزار العماد عون في منزله ليؤكد «مرجعيتي السياسية عند عون».

————

دمشق أعلنت بدء الانسحاب من المدن

ومجلس الأمن يستعد لإجراءات جديدة

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

أفادت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن المجلس يعمل حالياً على مشروع بيان رئاسي هدفه دعم مبادرات المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان بعدما التزمت الحكومة السورية وقف كل الأعمال الهجومية بحلول 10 نيسان الجاري.

وعقد أعضاء مجلس الأمن اجتماعاً على مستوى الخبراء لمناقشة مشروع البيان الذي يسعى معدوه الفرنسيون، مع سائر الأعضاء، الى اصداره غداً في حال التوصل الى إجماع عليه.

وفي مؤتمر صحافي تحدثت خلاله عن برنامج الشهر في مجلس الأمن، قالت رايس إن “ما رأيناه منذ الأول من نيسان ليس مشجعاً”، مشيرة الى استمرار تصعيد أعمال العنف في سوريا على رغم التزام الحكومة سحب الجيش والأسلحة الثقيلة من المناطق الآهلة.

وأضافت أنه “إذا استخدمت الحكومة السورية هذه النافذة لغير التهدئة… سيضطر مجلس الأمن الى الرد على ذاك الإخفاق بطريقة ملحة وجدية”. بيد أنها أقرت بأن “المجلس منقسم حيال الطريقة التي ينبغي اتباعها لوقف العنف”. وأفادت أن المبعوث الخاص المشترك يمكن أن يقدم احاطة جديدة الى مجلس الأمن بعيد 10 نيسان، مضيفة أن الولايات المتحدة “قلقة ومشككة للغاية في أن الحكومة السورية ستمتثل فجأة لالتزاماتها”.

وإذ كررت أن “وقت الرئيس (بشار) الأسد محدود”، تحدثت أيضاً عن ضرورة اتخاذ “اجراء حازم يجعل الحكومة السورية تغير حساباتها” في حال عدم التزامها وقف العنف. ووصفت موضوع اللاجئين السوريين بأنه “خطير ويتنامى” ويقع “ضمن التداعيات الإنسانية للأزمة السورية”. وذكرت أن مهمة المراقبة في سوريا “تحتاج الى قرار” من مجلس الأمن. بيد أن “كل أعضاء المجلس يعتقدون أنه لا يمكن ارسال مراقبين عسكريين غير مسلحين الى نزاع ساخن… قبل وقف أعمال العنف”.

كذلك أعلن رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر أنه سيسعى الى الإتفاق مع أنان على تقديم إحاطة الى الجمعية العمومية في 13 نيسان الجاري.

الى ذلك، توقع الناطق بإسم أنان، أحمد فوزي أن تصل طليعة من ادارة الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام اليوم الى دمشق لمناقشة عملية نشر المراقبين. وقال إن “أنان ممتن للتأييد الروسي والصيني والوحدة التي ظهر بها مجلس الأمن مجدداً في مساندة خطته وضمان تطبيقها”. وأضاف: “نحتاج الى قرار من مجلس الأمن ووقف للعنف قبل نشرهم”.

وسيقود الرئيس السابق لمنظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة الميجر جنرال النروجي روبرت مود بعثة المراقبين.

ويلتقي أنان ومود اليوم في جنيف لمناقشة آليات عمل البعثة في سوريا.

بدء الانسحاب؟

وقبل أسبوع من الموعد الذي ضربته دمشق لأنان للانتهاء من سحب الجيش من المدن، نقلت وكالة “الاسوشيتد برس” عن مسؤول في الحكومة السورية ان “القوات بدأت فعلا الانسحاب من المدن الهادئة الى قواعدها بينما تنسحب في المناطق المتوترة الى الضواحي”.

ولكن لم يكن في الامكان التأكد من هذا الامر، بينما نفى ناشطون قرب دمشق أن تكون القوات السورية قد غادرت المكان. وقالوا انه يوم تنسحب القوات من الشوارع ستشهد سوريا تظاهرات حاشدة ستؤدي الى اطاحة الحكومة.

كما نفى الناشط خالد العمر الذي يقطن في سقبا احدى ضواحي دمشق ان يكون قد تم أي انسحاب. وقال عبر “سكايب” للوكالة: “هذا مستحيل. يمكنني أن أرى نقطة تفتيش من نافذتي”.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان السفير السوري لدى موسكو رياض حداد أبلغ المبعوث الرئاسي الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف ان دمشق بدأت تنفيذ خطة أنان.

بيد أن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قالت: “أريد الاشارة هنا الى أننا لم نر اليوم (الثلثاء) أي دليل يثبت أنه (الاسد) قد وفى بأي من التزاماته… سنحكم على هذا الشخص بناء على أفعاله وليس أقواله”.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له ان 38 شخصا قتلوا في أعمال عنف متفرقة من سوريا، وخصوصا لدى قصف أحياء عدة من مدينة حمص.

وليلاً، دارت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعة مسلحة في منطقة العرموطة بالبقيعة على الحدود اللبنانية – السورية شمالا، وذلك بعد تعرض مجموعة من الجيش السوري للاستهداف.

 وقد استخدم الطرفان في هذه الاشتباكات مختلف أنواع الاسلحة، مما أدى الى نزوح الأهالي والسكان عن المنطقة.

———-

عائلة شبلي العيسمي مرتبكة حول نبأ مقتله: أحد الضباط المنشقين اكد انه شاهده قبل شهر

استنكرت عائلة نائب الرئيس السوري السابق شبلي العيسمي المعلومات التي ذكرتها “المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان” (لايف) عن وفاة العيسمي في سجن المخابرات الجويّة، في منطقة المزّة بعد مرور 12 يوماً فقط على خطفه من لبنان، وأن “أسماء المتورطين في عملية الخطف والحجز أصبحت في عهدة المكتب الخارجي المعني بالتوثيق الجنائي التابع لمجالس الإدارة المدنية السورية”.

وقال حفيد العيسمي عامر شرف الدين “ثمة معلومات لدينا أن هناك من أكد لنا أنه رآه قبل حوالي الشهر في منطقة المزة السورية، فضلاً عن معلومات أكدت أنه موجود في سوريا من خلال بعض أصدقاء العائلة”، ما يدحض المعلومات التي أشارت إليها “المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان” التي أشارت إلى وفاة العيسمي بعد اثني عشر يوما على اختطافه من لبنان، “خصوصاً وأن المعلومات جاءت من خلال أحد كبار الضباط السوريين المنشقين عن النظام الذي أكد أنه شاهد العيسمي قبل حوالي الشهر”.

ولفت شرف الدين إلى “اننا غير متأكدين مما ساقته مؤسسة (لايف) والمعلومات غير دقيقة، والامر بحاجة الى متابعة”، وأكد أن “عائلة العيسمي الآن بصدد التحقق من الخبر واتصلنا برئيس المؤسسة نبيل الحلبي ولم نتيقن بعد من صحة المعلومات المنشورة”.

وقالت رجاء العيسمي شرف الدين، ابنة العيسمي لـ “السفير”: “حاليا لا يمكن ان نؤكد ولا يمكن ننفي إن كان حيا وان كان شهيدا، ونحن في كل الاحوال تحت حكم الله ورضاه”، لافتة إلى “ان ما هو مؤكد بالنسبة إلينا هو أن النظام السوري المسؤول الاول والوحيد، إن كان حيا أو شهيدا، النظام هو المسؤول في الحالتين وهو مطالب باقفال هذا الملف، وطالما وافق على خطة كوفي أنان فليفرج عنه ويكشف مصيره”.

واضافت “نحمد الله ان كان ما يزال على قيد الحياة ونشكر الله أيضا إن كانت قد تمت تصفيته لانه في هذه الحالة هو شهيد أمته ونطالب برفاته”، وأكدت “اننا نعيش حالة إرباك، وننتظر علنا نفرح بإطلاق سراحه أو نتقبل التهاني بشهادته، فنحن تربينا على مبادئه ونستمد من مبادئه وأفكاره القوة”.

————-

«دير شـبيغل» و«جلاد» بابا عمرو: أعدمنا أكثر من 300 ودفناهم!

روايات عن مسلحي المعارضة السورية … القتل أكثر من مجرد انتقام!

هيفاء زعيتر

«سوريا ليست بلداً لأصحاب المشاعر الحساسة».. تلك كانت عبارة «أبو رامي»، وهو أحد أبرز أفراد الجماعات المقاتلة في حمص، التي ختم بها حديثه إلى مراسلة مجلة «دير شبيغل» الألمانية في طرابلس أولريكه بوتس. أبو رامي، وكذلك صديقه حسين، تحدثا بـ«حماس» عما يسمى «كتيبة الدفن» و«كتيبة الاستجواب» وعن مقابر سريّة دفنوا فيها «أكثر من 150 شخصاً أعدمناهم بالرصاص أو ذبحاً بالسكاكين».. وتحدثا أيضا عن كيف أنهم «لا يتقنون لغة سوى العنف».

رواية «دير شبيغل» ليست أول محاولة للكشف عن «الوجه الآخر للثورة»، خصوصاً بعد تقرير «هيومن رايتس ووتش» الذي اتهم مؤخراً المسلحين بـ«الإساءة البالغة لحقوق الإنسان»، ولكن أهميتها -إن صحّت- تكمن في تسجيلها لعمليات القتل التي ينفذها المسلحون.. بلسان المسلحين أنفسهم.

ويأتي تقرير بوتس، التي التقت من وصفتهم بـ«جلادي بابا عمرو» أثناء فترة استشفائهم في طرابلس قبل «استئناف العمل»، في وقت غير بعيد عما نُقل عن تحرك «أصدقاء سوريا» في اسطنبول لدعم المعارضة المسلحة مالياً ولوجستياً. وبين أصوات ارتفعت مشككة بهوية من ستؤول إليهم أموال هذا الدعم، وبين ظروف حرجة يجد فيها المسلحون أنفسهم تدفعهم حسب اعترافهم إلى اعتماد تكتيكات جديدة (خطف، تفجيرات وغيرها)…اعتبرت «دير شبيغل» أن هناك دماء تراق قد لا يكفي وضعها في خانة «الانتقام من النظام المجرم»، بحسب حسين، لتبريرها.

بصعوبة يتذكر حسين المرة الأولى التي أعدم فيها أحدهم. حدث ذلك في مقبرة وكان الوقت عصرا أو مساء. بكل الأحوال، إنه متأكد من أن المرة الأولى كانت حوالي منتصف تشرين الأول الماضي، ومتأكد أكثر من أن الرجل الذي قتله شيعي حكماً. يحاول حسين أن يبرّر فعله بالتأكيد أن الرجل اعترف بقتل «نساء محترمات» لأن رجالهن وأبناءهن شاركوا في الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد.

بحسب «دير شبيغل» لم يبد حسين مهتماً بإمكان أن تكون اعترافات ذلك الرجل قد أفلتت منه تحت وطأة التعذيب، أو جراء خوفه من الموت. «هو إذاً سوء الحظ الذي أوقع الجندي في أيدي المتمردين»، تقول المجلة كاشفة كيف «أخذ حسين سكينه وذبح الرجل من الوريد إلى الوريد. بعد ذلك قام رفاق حسين، المنضوون تحت لواء ما يسمى «كتيبة الدفن»، بدفن الجثة على عجل في المقبرة الواقعة إلى الغرب من بابا عمرو، الحي الذي كان تحت سيطرة المتمردين الى وقت قريب.

هكذا، والكلام للمجلة، اجتاز حسين «معمودية النار» التي تخوله أن يصبح عضواً في «كتيبة الدفن» في حمص. أعضاء الكتيبة، الذين لا يتجاوز عددهم بضعة أفراد، يقتلون باسم «الثورة». هؤلاء، تشير المجلة، يختلفون عن «كتيبة الاستجواب» التي تتولى مهمات التــعذيب، «إنهــا الكتيبة التي تنجز الجزء القــذر من العمل»، يعلّق حسين الذي يخضع للعلاج حالياً في مستشفى في طرابلــس جراء إصابته في ظهره من قبل الجــيش السوري أثناء الهجــوم الذي شــنّه على بابــا عمرو.

يشعر حسين بالأمان في لبنان، لكنه يتوق لـ«العودة إلى العمل». ويفاخر قائلاً «كثيرون باستطاعتهم أن يمارسوا التعذيب، لكن قلة من هؤلاء تمتلك القدرة على القتل»، ويضيف «القتل باليد لا يعتبر مشكلة بالنسبة إليّ، ولا أدري ما سبب ذلك. لكن ميزتي تلك جعلت رفاقي يوكلون إليّ مهمة الجلاّد، وهي وظيفة لا يتقنها سوى مجنون مثلي». يذكر أن حسين، قبل انضمامه إلى «ميليشيا بابا عمرو»، كان يعمل كتاجر «بكل شيء من البورسلان إلى الألبان».

ترى المجلة أن «المتمردين قد فقدوا براءتهم»، وتحاول تفسير ذلك على لسان حسين: «لم يعد ثمة قانون في سورية. يقوم الجنود والشبيحة بقتل الرجال وتشويه الأطفال. إذا لم نتحرك نحن فإن أحدا لن يحاسب هؤلاء على ما قاموا به… تم اعتقالي مرتين وتعرضت للتعذيب، كما عائلتي حيث خسرت ثلاثة من أعمامي، وهذا ما دفعني لطلب الانتقام». يمعن في محاولة إيجاد تفسير لتصرفه، تفسير تصفه المجلة بـ«المرعب»، فيقول «»عندما يكبر الأطفال في فرنسا فإنهم يكبرون مع اللغة الفرنسية، لذا يتقنون لغتهم بعد ذلك. نحن السوريين تربينا على لغة العنف، لذا نحن لا نتحدث لغة غيرها».

كل ما يسوقه حسين من أسباب لتبرير أخذ الحق باليد من قبل المتمردين، بحسب المجلة، لا يكفي لتبرئته مما أطلقت عليه منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقريرها الأخير بـ«إساءات بالغة لحقوق الإنسان من قبل المتمردين السوريين». حسين ورفاقه ممن يخضعون للعلاج في طرابلس يتحدثون بطلاقة، حيث يقول رفيق لحسين اسمه أبو رامي «عندما نقبض عليهم سنضربهم بقوة».

ويروي أبو رامي وحسين تفاصيل عمل جهاز القضاء البديل، الذي أنشأه المتمردون في حمص الخريف الماضي وما زال فاعلاً لغاية الآن. ويشرحان «عند القبض على مؤيدي النظام، يمثلون أمام محكمة ميدانية برئاسة قائد المتمردين في حمص ويدعى أبا محمد، فيما يتولى أبو حسين رئاسة لجنة التنسيق». ووفقاً لحسين فإن المحكمة تضم أحياناً المزيد من الرجال، ويعتمدون على تقرير تقدمه «كتيبة الاستجواب» عن اعترافات المتهمين لديها، وغالباً ما تكون بحوزة هؤلاء لقطات فيديو على هواتفهم الخلوية تثبت الفظائع التي مارسوها ضد المتمردين، وهنا تتأكد بسرعة من حقيقة أنهم مذنبون. في حال إدانة السجناء يتم تسليمهم إلى «كتيبة الدفن» التي تقودهم إلى حديقة أو مقبرة. وعندها يأتي دور حسين مع سكّينه».

واقع أن حسين قام لغاية الآن بذبح أربعة رجال فحسب لا يرضيه البتة، فهو يجعله الأقل خبرة بين «جلادي» حمص. ويسارع إلى التبرير «جُرحت أربع مرات في الأشهر السبعة الماضية، وغبت طويلاً عن القتال، كما كانت لديّ واجبات أخرى حيث كنت مسؤولاً عن استخدام رشاش من طراز BKC. لذا قتلت عدداً كبيراً من الرجال بالرصاص، أما الذين ذبحتهم بالسكين فهم أربعة فقط». يطمح حسين الى أن يتغيّر الحال قريباً ويأمل أن يتمكن من العــودة قريباً إلى حمص «لأمسك مجـددا بالكــلاب وأذبحهم».

لكن، هل جميع من أعدموا كانوا مذنبين؟ هل حظوا بمحاكمة عادلة؟ تسأل المجلة لتضيف ان أبا رامي يكشف أن «المتمردين في حمص بدأوا عمليات الإعدام بانتظام من شهر آب الماضي، أي بعد فترة قصيرة من احتدام الصراع في البلاد. وتشير المجلة إلى أن أبا رامي هو «عضو بارز في الجماعات المقاتلة في حمص. كما أن المتمردين السوريين الآخرين في المستشفى يظهرون له الاحترام عند التحية ويمعنون في الإصغاء إلى حديثه».

يقول أبو رامي «منذ الصيف الماضي أعدمنا 150 رجلاً، أي حوالي 20 في المئة فحسب من الأسرى الذين كانوا لدينا. أما أولئك الذين لا تتم إدانتهم أو يحكمون بالإعدام، فتجري مقايضتهم بالمتمردين أو المتظاهرين الذين يعتقلهم الطرف الآخر». في المقابل، بحسب أبو رامي، «هناك عمل إضافي موكل للجلادين وهو متعلّق بالمتمردين أنفسهم». يسارع أحد الموجودين إلى الإيضاح «عندما نضبط سنياً يتجسس علينا أو عندما يقوم أحدهم بخيانة الثورة، فإننا نقوم بإجراء محاكمة سريعة»، وهنا يكشف أبو رامي أن «»كتيبة الدفن» أعدمت لغاية الآن بين 200 و250 خائناً وعميلا».

يصر أبو رامي على أن «جميع من أُعدموا يستأهلون ذلك»، بينما يؤكد أن «جماعته يبذلون جهدهم للتأكد من التهم الموجهة لمن تتم محاكمتهم، ونحكم ببراءة البعض أحياناً»، ويختم «كل الثورات دموية. هذه طبيعة الأشياء. سوريا ليست بلداً لأصحاب المشاعر الحساسة».

————-

مجلس الأمن يعد لبيان رئاسي جديد .. وأردوغان يدين موقفه من الأزمة السورية

دمشق: بدء التنفيذ التدريجي لخطة أنان .. وسط اتهامات وشكوك متبادلة

أعلن مسؤول حكومي سوري، أمس، أن القوات السورية بدأت الانسحاب من المدن الهادئة والعودة إلى ثكناتها، مشيرا إلى أنها ستخرج من المدن التي تشهد توترات إلى محيطها، وذلك فيما يستعد فريق من الأمم المتحدة لزيارة دمشق خلال ساعات من أجل التحضير لمهمة مراقبين محتملة في حال تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما يبحث أعضاء مجلس الامن إصدار بيان جديد يدعم الموعد الذي اتفق عليه مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مع السلطات السورية لوقف القتال في 10 نيسان الحالي.

وحصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر، من المسؤولين السوريين في دمشق، على وعد بتسهيل إيصال مساعدات إلى المناطق المتضررة وزيارة اللجنة للسجون.

في هذا الوقت، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الأمن بدعم «القمع» الذي يتعرض له الشعب السوري بصورة غير مباشرة بإخفاقه في اتخاذ موقف موحد بشأن الأزمة السورية، فيما شككت الدوحة في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة انان، معتبرة انه «لا ثقة لديها في الوعود السورية».

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «قيل لكوفي أنان ان (الرئيس السوري بشار) الاسد سيباشر الوفاء فورا بالتزاماته بالانسحاب من المدن». وأضافت «أريد الاشارة هنا الى اننا لم نرَ اليوم (امس) اي دليل يثبت انه وفى بأي من التزاماته». وتابعت «سنحكم على هذا الشخص بناء على أفعاله وليس أقواله».

وقال مسؤول حكومي سوري لوكالة «اسوشييتد برس»، إن القوات السورية بدأت الانسحاب من المدن الهادئة والعودة إلى ثكناتها. وأوضح «بدأت القوات عملية الانسحاب خارج المدن الهادئة والعودة الى ثكناتها، وهي تنسحب من المدن التي تشهد توترا إلى محيطها». ولم يشر المسؤول إلى متى بدأت عملية الانسحاب.

وكان أنان أبلغ مجلس الأمن الدولي أمس الأول أن السلطات السورية بدأت التنفيذ التدريجي لبنود خطته عبر اتخاذ خطوات على صعيد سحب القوات العسكرية بحلول 10 الحالي. ووافق «المجلس الوطني السوري» المعارض على خطة انان المكونة من ست نقاط، لكنه لم يصدر تعليقا رسميا بشأن هدف وقف إطلاق النار في 10 الحالي.

وطلب انان، بحسب دبلوماسيين، من مجلس الأمن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا.

وأعلن المتحدث باسمه، احمد فوزي أن فريقا من الأمم المتحدة سيتوجه الى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لإعداد خطة نشر المراقبين. وقال «يفترض ان يقوموا بإعداد خطة نشر المراقبين»، موضحا ان هذا الفريق المتقدم سيتألف من خمسة او ستة اشخاص.

وعن موعد نشر المراقبين، قال فوزي «نحتاج الى قرار لمجلس الامن الدولي، ووقف للعنف قبل نشرهم». واضاف «انان ممتن للتأييد الروسي والصيني والوحدة التي ظهر بها مجلس الامن مجددا في مساندة خطته وضمان تطبيقها».

وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري اعلن، امس الاول، ان «الكلام عن المراقبين سابق لأوانه قبل انتهاء المفاوضات مع أنان».

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز إن «العالم يراقب ما يحدث في سوريا حاليا ولا يزال يشعر بالقلق إزاء الوضع الحالي هناك»، مشيرا إلى أنه «طلب من انان تقديم إحاطة عن الوضع إلى أعضاء الجمعية العامة». وأضاف «من المفترض أن يقوم انان بتحديد موعد لاطلاع أعضاء الجمعية العامة على مهمته، وأتوقع أن يكون ذلك يوم 12 أو 13 من نيسان الحالي».

وأعلن فوزي ان الجنرال النروجي روبرت مود سيقود بعثة المراقبين نظرا لخبرته في الشرق الاوسط. وقال ان مود «سيقود الفريق الذي سيتوجه الى دمشق»، موضحا ان انان ومود سيلتقيان في مقر الامم المتحدة في جنيف اليوم لمناقشة آليات البعثة في سوريا.

وبعثة المراقبين هذه أدرجت في مشروع بيان رئاسي وزعته واشنطن وباريس ولندن من اجل تبنيه في مجلس الأمن غدا. وقال دبلوماسيون ان نص البيان يأخذ في الاعتبار النتائج التي توصل اليها انان في سوريا. وسيشكل النص تأكيدا رسميا على موافقة دمشق على سحب قواتها العسكرية قبل العاشر من نيسان وعلى الاستعدادات لبدء نشر مراقبين من الامم المتحدة في سوريا.

ويحدد نص البيان ان «المجلس سيدرس أي إجراء آخر يراه ملائما» في حال لم تحترم دمشق التزاماتها. وكانت هذه الصياغة التي اختيرت في بيان تم تبنيه في مجلس الأمن الدولي في 21 آذار الماضي لدعم بعثة انان.

أردوغان

وقال اردوغان، خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في انقرة، «من خلال عدم اتخاذه قرارا، دعم مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشكل غير مباشر القمع. الوقوف مكتوف الايدي بينما يموت الشعب السوري كل يوم هو دعم للقمع». واضاف «لن ندير ظهورنا للشعب السوري. لن نترك الشعب السوري لمصيره».

واعتبر أردوغان أن «العالم فقد الثقة بالأسد»، مشدداً على أن «تصديق وعوده سيمنحه المزيد من الوقت لارتكاب المجازر». واعلن ان حكومته تعمل على تأمين الافراج عن اثنين من الصحافيين الاتراك فقدا في سوريا منذ نحو شهر.

وقال وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو إنه «بعدما أطلع أنان مجلس الأمن بشأن سوريا بدأت مرحلة مهمة»، مشددا على «ضرورة مراقبة سوريا عن كثب، والتأكد مما اذا كانت ستفي بوعودها أم لا».

وأضاف داود أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس في أنقرة، «المهم في تلك المرحلة الحساسة ليس الكلمات الجوفاء بل الخطوات التي تتحول إلى أفعال». وأشار إلى أن «الدول الـ83 التي شاركت في مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول اكدت أن مهمة أنان لن تكون مفتوحة المدة».

قطر

وشككت قطر في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة انان لوقف العنف. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية «أتمنى أن تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة انان، لكن لم تعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية».

وأضاف العطية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الافغاني زلماي رسول في الدوحة، ان «اول مؤشر للاستجابة لنقاط خطة انان هو سحب القوات المسلحة ووقف القتل والافراج عن المعتقلين. الى الان لم نر ما يفيد باستجابة الحكومة السورية للنقاط الست او حتى لنقطة واحدة منها، فالحكومة السورية ذكرت انه سيتم فى العاشر من نيسان تطبيق النقاط الست وأتمنى ذلك حقنا للدماء».

واضاف «الوضع في سوريا لا يسر صديقا ولا يسر عدوا ونتمنى تنفيذ خطة انان، ولو اني شخصيا لست متأكدا من ان الحكومة السورية ستستجيب لتنفيذها والدليل على الأرض، فالشعب السوري يقتل وهناك حاجة ملحة أن يضغط المجتمع الدولي ويتحمل مسؤولياته تجاه الدم المسكوب في سوريا».

العربي

وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي عقده عقب مباحثات أجراها مع وزير خارجية تشيكيا كارل شوارزنبرغ في القاهرة، أن «مطالبته الأمم المتحدة باتخاذ قرار طبقا للفصل السابع من ميثاقها لا يعني استخدام السلاح ضد سوريا»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية منظمة إقليمية دولية تخضع لأحكام القانون الدولي وليس لها دخل في السلاح إطلاقا».

واضاف العربي أن «مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول له فوائد محدودة لكن المهم هو الوقف الفوري لإطلاق النار (في سوريا) حتى يمكن لمهمة أنان أن تبدأ وأن تكلل بالنجاح». وأشار الى أنه «كان هناك كلام كثير قيل في هذا المؤتمر ووجهة نظري بكل وضوح في البيان الذي ألقيته على المؤتمر، وقلت أنه يوجد مساران أحدهما سياسي يقوم به انان، كما لا بد من تحقيق تطلعات الشعب السوري، ويجب الوقف الفوري لإطلاق النار».

روسيا

وأعربت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «عن ارتياح موسكو لقرار دمشق سحب القوات الحكومية من المدن السورية حتى 10 نيسان كأول خطوة في إطار تنفيذ خطة أنان».

وقالت الوزارة، في البيان، ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير السوري في موسكو رياض حداد بحثا الأوضاع الراهنة في سوريا. وأطلع حداد المسؤول الروسي «على جهود الحكومة السورية الرامية إلى تطبيع الأوضاع في البلاد، مؤكدا أنها أقدمت على تنفيذ التزاماتها وفق خطة انان». وأشار البيان إلى أن «الطرفين أكدا ضرورة اتخاذ المعارضة السورية وجماعاتها المسلحة خطوات مماثلة، بما فيها تأكيد استعدادها لتنفيذ خطة انان».

وقالت باريس انها ستعقد اجتماعا خلال الاسبوعين المقبلين لبحث العقوبات على سوريا لضمان تنفيذها قبل الاجتماع المقبل لمجموعة «اصدقاء سوريا» الذي من المقرر ان يعقد في باريس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «في ضوء الأنباء التي تصلنا بشأن استمرار الحملة (الحكومية) في سوريا يتعين ان يبدأ هذا الالتزام الان. هناك موعد نهائي هو العاشر من نيسان لكن ينبغي على السيد الاسد ان يبدأ من الان تنفيذ الاجراءات الفورية التي تعهد بها». واضاف «اذا واصل النظام رفضه ومذابحه فسيكون ذلك استهزاء بالمجتمع الدولي بأسره واهانة له».

الصليب الأحمر

حصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر، من المسؤولين السوريين في دمشق، على وعد بتسهيل إيصال مساعدات إلى المناطق المتضررة.

ووعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال اجتماعه مع كيلنبرغر بانجاح المهمة الانسانية التي يقوم بها الصليب الاحمر في سوريا. وجدد المعلم «التأكيد على استمرار سوريا في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري».

وعبر كيلنبرغر من جهته، «عن تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة إلى المناطق المتضررة جراء الأحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيها».

واعلن الصليب الاحمر ان كيلنبرغر سيتوجه الاربعاء الى درعا لتوزيع مساعدات. وتم الاتفاق بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الاحمر على «آلية للتعاون والتنسيق» لتسهيل مهمة هذه اللجنة الانسانية في المناطق المتضررة.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان اجتماع كيلنبرغر مع وزير الداخلية محمد الشعار تركز حول «التسهيلات التي يمكن أن تقدمها الوزارة خصوصا في ما يتعلق بإطلاع اللجنة على بعض دور التوقيف ولقاء النزلاء فيها لا سيما سجن حلب المركزي». واعرب كيلنبرغر عن امله في زيارة سجن دمشق المركزي بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري «بما يسهم في تأمين أفضل الظروف الانسانية الممكنة للموقوفين».

ميدانيات

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 38 شخصا في أعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا». وقال «قتل 10 مدنيين في قصف واطلاق نار في احياء عدة من مدينة حمص. كما قتلت امرأة وابنها في مدينة القصير، وثلاثة في بلدة الضبعة في محافظة حمص». وأضاف «قتل خمسة أشخاص في اطلاق نار وقصف في قرية تفتناز (في محافظة ادلب) التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة أسفرت كذلك عن مقتل سبعة جنود وأربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى».

وتابع المرصد «قتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي، وآخر في مدينة معرة النعمان. وقتل ثلاثة مدنيين وجنديان في اشتباكات في بلدة ابطع».

وقال معارضون والمرصد «استقدم النظام قوات إضافية إلى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل وابطع في محافظة درعا، والى محيط الرستن في محافظة حمص».

وذكرت «سانا» ان «الجهات المختصة احبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأراضي اللبنانية قرب قرية الجوبانية شمال بلدة القصير بريف حمص، وتم إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعة».

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

—————–

لاريجاني: مؤتمر اسـطنبول قـدّم «رشـوة إسـرائيل» رفسنجاني يدعو إلى مصالحة السعودية ومحاورة أميركا

محسن رضائي يقترح بيروت مكاناً للتفاوض مع الغرب

شنّ المسؤولون الايرانيون أمس، حملة على «مؤتمر اصدقاء سوريا» الذي عقد في اسطنبول مؤخرا، واعتبر رئيس البرلمان علي لاريجاني إنه يجب تغيير اسم المؤتمر إلى مؤتمر «مانحي الرشوة لاسرائيل»، كما طرح المرشح الرئاسي السابق محسن رضائي مدينة بيروت كأحد البدائل عن اسطنبول في سياق اختيار موقع لاستئناف المفاوضات النووية مع الغرب. أما الرئيس الأسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني فقال إن على ايران إقامة أفضل العلاقات مع السعودية والبدء بحوار مع اميركا.

وأفاد مراسل وكالة «مهر» للانباء ان لاريجاني اشار في الجلسة البرلمانية المفتوحة، الى مؤتمر اسطنبول، وقال «ان المؤتمر الذي عقد مؤخرا في اسطنبول تحت مسمى اصدقاء سوريا، هو في الحقيقة لم يكن مؤتمر اصدقاء سوريا، وانما يجب ان يكون اسمه مؤتمر مانحي الرشوة لاسرائيل لفك الخناق عنها». واضاف لاريجاني «عندما تخصص الحكومة البريطانية 500 الف جنيه استرليني لاثارة الاضطرابات في سوريا، وعندما تتحدث الولايات المتحدة كثيرا عن التخريب الداخلي في سوريا، وتهتم بعض الدول في المنطقة رغم ادارتها من قبل انظمة ديكتاتورية، مؤخرا بالديموقراطية في سوريا وهي الآن بصدد تسليح المعارضة للإخلال بالمنطقة وزعزعة نهج المقاومة ضد اسرائيل، يمكن من كل ذلك الالتفات الى الاسم الحقيقي لهذا المؤتمر».

وصرح لاريجاني بان «تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية في نشر منظومة الدرع الصاروخية في الدول المطلة على الخليج، تشـير الى مشهد آخر من مغامراتهم في المنطقة»، مضيفا انهم» يركزون على التفرقة الطائفية في المنطقة لتحقيق مآربهم».

وتابع لاريجاني قائلا ان «وزيرة الخارجية الاميركية تحاول ان تغلف قراراتها المشبوهة بموضوع الشيعة والسنة، فهل دعم ايران لفلسطين وحماس والشعب المصري والشعب التونسي والشعب الليبي، هل من اجل المذهب؟ فهذه الشعوب كلها سنية، الا ان الدفاع عن المظلوم بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية هو من ثوابتها، لذلك فهي ترى علاقاتها اخوية مع جميع الدول المجاورة والدول الاسلامية».

وقال رئيس مجلس الشورى مخاطبا الدول المشاركة في مؤتمر اسطنبول: «إن كنتم قلقين على الديموقراطية في المنطقة، فلماذا التزمتم الصمت تجاه الديكتاتورية الوحشية في البحرين، والانظمة الديكتاتورية في بعض الدول الاخرى؟ احذروا لئلا توفروا من خلال هذه الممارسات، متنفسا لاسرائيل التي تعيش في ظروف التهميش السياسي». وأردف قائلا «ما زال (المبعوث الدولي والعربي إلى سورية) كوفي أنان يتابع خطته للسلام، في حين يعزف هذا المؤتمر نغمة اخرى، لذلك اصبح معلوما ان قضيتكم ليست الاصلاحات في سوريا». وشدد لاريجاني على ان «مجلس الشورى الاسلامي يدعم الاصلاحات الديموقراطية في سوريا، ويعارض ويدين اي مؤامرة او مغامرة تحمل شعار الديموقراطية كذبا وزورا».

من جهته، اكد عضو الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة آية الله احمد خاتمي ان تركيبة مؤتمر اسطنبول كانت «تبين مواجهة المقاومة والتمهيد للتطبيع مع الكيان الصهيوني». وقال «ان ما يجري في احداث سوريا، يجسد المواجهة بين جبهتي التطبيع مع الصهاينة والمقاومة امام الاحتلال». واضاف «ان النظام السوري يقف في الخط الاول للمقاومة في جهة، وايران و«حزب الله» يدعمان هذه الجبهة، وفي الجهة الاخرى تقف اميركا والكيان الصهيوني والرجعية العربية وعلى رأسها السعودية في مواجهة النظام السوري، وهذه المواجهة تحدد طبيعة المعارضين السوريين».

وأضاف خاتمي انه «بالنسبة للمسلم لا ينبغي تضييع حق اي مسلم بل اي انسان»، وقال: «بناء عليه فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف في الخط الاول الداعم لاصلاحات (الرئيس السوري) بشار الاسد، وقد تم انجاز جانب من هذه الاصلاحات وسيتم انجاز جانب آخر منها في المستقبل». واعتبر خاتمي ان «السبب الرئيسي للضغوط على سوريا، يتمحور حول الانتقام من الصحوة الاسلامية»، وقال: «ان الغربيين والرجعية العربية يريدون من خلال التصدي للنظام السوري الحليف لإيران وحزب الله اللبناني، ان يسقطوا بشار الاسد كي ينتقموا من الصحوة الاسلامية، الا انهم لن ينجحوا ابدا».

وقال وزير الدفاع الايراني العميد احمد وحيدي على هامش المؤتمر الدولي لإزالة الالغام في طهران «اذا كان احد صديقا لسوريا فعليه ان يتابع خيار الاصلاحات التي بدأت مؤخرا وعلينا الا نقبل بوقوع حادث مؤلم آخر في المنطقة». واضاف «ان ايا من القوى الكبرى لم تندد حتى الآن بالعمليات الارهابية التي وقعت في سوريا، وهذا ما يعد نوعا من الدعم للارهابيين وهو امر مرفوض». واكد وحيدي ان «الشعب السوري لن يصفح عن اولئك الذين يدعمون الارهابيين»، مشيرا الى انه «في سوريا شأنها شأن بقية الدول هناك معارضون وهذا امر طبيعي، لكن الشعب السوري اعتمد سبلا اختارها وبدأ اصلاحات، لا بد من دعمها».

ونقلت وكالة «فارس» الايرانية للأنباء عن محسن رضائي قوله إنه «نظرا لان اصدقاءنا في تركيا لم يفوا ببعض اتفاقاتنا فمن الافضل ان تجرى المحادثات في دولة صديقة أخرى». وفي كلمته للعاملين في منظمة التعاون الاقتصادي وهي منظمة تجارية اقليمية لها مكاتب في طهران، لم يحدد رضائي الاخفاقات التركية التي كان يشير اليها، لكنه قال ان «بغداد او دمشق او بيروت ستكون خيارا أفضل لاستضافة المحادثات». وأضاف «طرح اسطنبول كمكان للمحادثات المقبلة… قد يعطي انطباعا خاطئا للجانب الاخر بأن ايران ضعفت وأنها في موقف ضعف».

ونقلت صحيفة «ايران» عن القيادي في الحرس الثوري الايراني مسعود جزائري قوله «سيكون ردنا ساحقا على أي هجوم. في تلك الحالة لن نتحرك في نطاق حدود الشرق الأوسط والخليج فحسب.. لن يكون هناك مكان في أميركا بمأمن من هجماتنا». وقال إن إيران لن تكون البادئة بمهاجمة اي بلد. وأضاف «ينبغي لأميركا والصهاينة والرجعية العربية الانتباه إلى أننا سنواجههم بجدية حيثما تعرضت مصالح الجمهورية الإسلامية للتهديد».

رفسنجاني

وقال رفسنجاني في مقابلة مع فصلية «دراسات دولية» ان على ايران اقامة افضل العلاقات مع السعودية والبدء بحوار مع الولايات المتحدة. وقال رفسنجاني الذي جدد المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي رئاسته لمجلس تشخيص مصلحة النظام خمس سنوات، «لو كانت علاقاتنا جيدة مع السعودية لما كان في وسع الغرب ان يفرض علينا عقوبات» نفطية. واضاف «وحدها السعودية تستطيع ان تحل مكاننا… وإذا كانت تنتج النفط طبقا لحصتها (وليس اكثر من حصتها)، فلا يستطيع احد في العالم ان يعتدي علينا».

وأعلن رفسنجاني انه «من الممكن اقامة علاقات جيدة مع الرياض» منتقدا الذين يدلون بتصريحات «متشددة» حيال السعودية من دون ان يفكروا في العواقب. وتساءل رفسنجاني «ما هو الفارق بين الولايات المتحدة والصين واوروبا وروسيا؟ واذا ما تفاوضنا مع هذه البلدان، فلماذا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة؟ والتفاوض لا يعني الرضوخ لارادتها»، موضحا انه عبر عن هذا الموقف في رسالة الى الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية لايران قبل وفاته اواخر الثمانينيات.

ورد النائب المحافظ حسين ابراهيمي في تصريح نشرته وكالة «مهر» بالقول: «لا نحتاج الى اقامة علاقات مع الولايات المتحدة، الاميركيون هم الذين يحتاجون الى اقامة علاقات مع ايران».

وقالت مصادر نفطية إنه من المرجح أن تبقي السعودية على مستويات مرتفعة لانتاجها من النفط إذا أطلقت الدول المستهلكة كميات من مخزونات الطوارئ لكن المملكة لن تسعى لإغراء مشترين على زيادة مشترياتهم من خلال خفض أسعار نفطها. وسعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في زيارتها الرياض السبت الماضي إلى الحصول على تأكيدات من الملك السعودي عبد الله أن المملكة لن تخفض انتاجها اذا قامت الدول المستهلكة بالسحب من مخزوناتها.

وقال مصدر نفطي مطلع إن المسؤولين السعوديين أبلغوا الوفد الأميركي أن السحب من المخزونات «غير ضروري» لكنهم قالوا ان المملكة ستواصل تلبية حاجات الطلب في سوق النفط العالمية إذا مضت الولايات المتحدة وحلفاؤها قدما في الخطة. وقال مصدر مطلع آخر «من المرجح ألا يتغير إنتاج السعودية عن المستويات التي نراها حاليا حتى مع إطلاق كميات من المخزونات لأن ذلك لن يكون له تأثير». وأضاف مشيرا إلى شركة النفط السعودية المملوكة للدولة «يعلم الجميع أن أرامكو تدير عملياتها على أسس تجارية ولن تخفض سعر النفط». وقال مساعد وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز للصحافيين في الظهران إن «أرامكو» تلبي حاجات العملاء سواء أكان هناك حظر أم سحب من المخزونات الاستراتيجية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة الايرانية «تواجه مشاكل اقتصادية، لكنها لم تتراجع بعد ولو حتى مليمترا واحدا في برنامجها النووي». وأضاف خلال مؤتمر صحافي لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتشكيل حكومته اليمينية «هل ستحمل هذه العقوبات حكومة طهران على وقف برنامجها النووي؟ وحده الزمان سيجيب. لا استطيع أن اقول لكم إن هذا سيحدث. أعرف أن هناك صعوبات، لكن يجب أن يحصل تغيير ما».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

————

روسيا: المعارضة لن تهزم الجيش السوري حتى لو كانت مدججة بالسلاح

موسكو- (رويترز): حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدول الغربية والعربية الأربعاء من تسليح خصوم الرئيس السوري بشار الأسد قائلا إن ذلك لن يؤدي سوى إلى مزيد من إراقة الدماء ولن يمكن المعارضة من هزيمة القوات الحكومية.

ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن لافروف قوله خلال زيارة إلى أذربيجان “حتى لو كانت المعارضة مدججة بالسلاح فانها لن تهزم الجيش السوري. ستكون هناك مذبحة لأعوام”.

وقال وزير الخارجية الروسي إن مجموعة (أصدقاء سوريا) تضعف جهود كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لوقف العنف في سوريا.

ونقلت وكالة إيتار تاس عن لافروف قوله “دعم الجميع خطة كوفي عنان إلا أن قرارات مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تهدف إلى تسليح المعارضة وأنباء عن فرض عقوبات تضعف من جهود احلال السلام”.

وكانت الدول الغربية والعربية صرحت بعد اجتماع (أصدقاء سوريا) يوم الأحد بأن المجموعة ستدرس اتخاذ المزيد من “الاجراءات لحماية الشعب السوري”.

———-

توقعات بأن الأسد لن يؤجل موعد الانتخابات

مصر تحذر: تسليح المعارضة يمكن أن يفجر حربا أهلية سورية

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: بيروت ـ عمان ـ وكالات: اتهم ناشطون معارضون القوات السورية بقصف مدينتين الثلاثاء في حملة لاضعاف القوات التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الاسد قبل الموعد النهائي لوقف اطلاق النار الاسبوع المقبل، فيما قتل 38 شخصا في اعمال عنف في مناطق متفرقة.

جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه الوكالة السورية ان وزير الخارجية وليد المعلم التقى برئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر ووافق على آلية للتعاون بشأن المساعدات الانسانية.

ولم تتطرق الوكالة إلى دعوة الصليب الاحمر الى وقف يومي لاطلاق النار مدته ساعتان لتقديم المساعدات واجلاء الجرحى.

ووافق المجلس الوطني السوري المعارض على خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط لكنه لم يصدر تعليقا رسميا بشأن هدف وقف اطلاق النار في العاشر من نيسان (ابريل). ويقول مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض انهم سيوقفون اطلاق النار اذا انسحبت الدبابات والمدفعية من المدن.

من جهته حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الاثنين من أن تسليح المعارضة السورية يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية شاملة، ودعا إلى إعطاء فرصة لخطة كوفي عنان المبعوث الدولي للسلام.

وتدعو قطر والسعودية لتسليح المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وتشعر مصر وبعض الدول العربية الأخرى بالقلق إزاء مثل هذه الخطوة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن وزير الخارجية محمد كامل عمرو قوله ‘تسليح المعارضة السورية حسبما ترى مصر سيزيد من معدلات القتل وسيحول الوضع في سورية برمته إلى حرب أهلية كاملة’.

وأضاف عمرو ‘نريد أن نعطي فرصة لمهمة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية لنرى ما ينتج عنها’.

وقال عمرو إنه دعا إلى اجتماع مع المعارضة السورية في مقر الجامعة العربية بالقاهرة لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط لم تذكر متى سيعقد الاجتماع.

من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف في سورية حفاظا على أرواح المدنيين السوريين.

وقال العربي، عقب لقائه وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرغ الثلاثاء، إن اللقاء تطرق إلى ‘مؤتمر أصدقاء سورية’ في أسطنبول، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف حماية لأرواح المدنيين السوريين.

وأوضح أن مطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار تحت الفصل السابع، الذي يتضمن ثلاث عشرة مادة، يهدف لأن يكون هذا القرار بوقف أعمال العنف ملزما وواجب التنفيذ وليس مجرد توصية وذلك بموجب ما ينص عليه ميثاق الامم المتحدة.

من جهة اخرى قالت مصادر إعلامية سورية بأن لا شيء يوحي بنيّة الرئيس السوري بشار الأسد بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة مطلع أيار(مايو) المقبل، تجاوباً مع التماس عدد من أعضاء مجلس الشعب السوري تقدموا به إلى رئيس الجمهورية يطلبون فيه بتأجيل موعد الانتخابات البرلمانية.

وذكرت تلك المصادر أن التأكد من قرار الأسد النهائي حالياً بخصوص مسألة التأجيل من عدمها صعب للغاية، كون هذا القرار يرتبط بجملة حسابات داخلية وخارجية، ميدانية أمنية وأخرى سياسية، لكن الأرجح أن الأسد لن يؤجل الانتخابات ما لم يطرأ مستجدٌ يجعل الأسد يغيَر قراره. وذكر أحد أعضاء مجلس الشعب ممن طالبوا بتأجيل الانتخابات أنه كان من المتوقع في حال وافق الرئيس بشار الأسد على التأجيل أن يُعلَن ذلك خلال اليومين الماضيين لكن هذا لم يحصل’، وأضاف: مازلنا ننتظر حتى نهاية هذا الأسبوع، فإذا لم يصدر مرسوم بالتأجيل فعلى الأغلب سيبقى موعد الانتخابات على حاله في السابع من أيار (مايو) المقبل.

—————-

قائد بارز في الثورة السورية: هزائمنا الاخيرة دفعتنا لخيار حرب المدن.. سنركز على دمشق ونقطع رأس الافعى اولا

لاجئون سوريون يتحدثون عن الموت والدمار في سورية: شاهدنا الفظائع ونحلم بالعودة لبيوتنا

لندن ـ ‘القدس العربي’: قال مسؤول بارز في الثورة السورية ان المقاومة تبنت اسلوب حرب المدن وتخلت عن سياسة السيطرة على مناطق في المدن والارياف بعد سلسلة من الهزائم المدمرة التي عانتها. وتقول صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان الثوار الغاضبين بعد خسارتهم المدن الرئيسية التي كانت تحت سيطرتهم، حمص وادلب ودرعا، لم يجدوا امامهم سوى هذا الخيار. وتقول ان حديث المسؤول البارز هو اول اعتراف بالتراجعات التي عانت منها المقاومة في الاسابيع الماضية.

وجاءت اعترافات المسؤول في الوقت الذي اعلن فيه النظام موافقته على خطة كوفي عنان ذات الستة بنود والتي تقتضي بسحب القوات العسكرية من داخل المدن، ووقف اطلاق نار من اجل مرور الاغاثة والمساعدات الانسانية. ولكن المعارضة والدول الغربية تشكك في امكانية وفاء النظام بتعهداته في الموعد المحدد وهو العاشر من الشهر الحالي.

وكان السلطات السورية قد اعلنت عن سيطرتها على ‘التمرد الارهابي’ بعد ان احكمت سيطرتها على المدن الثائرة، قد تعامل المقاتلون مع خسارتهم للمدن كهزيمة لاستراتيجيتهم التي قامت على تحرير مدن من سيطرة النظام لتكون مركزا للتنظيم والتدريب والتقدم نحو مناطق اخرى.

ويرى محللون ان هزيمة المقاتلين الذين ينتمون بشكل غير منظم الى جيش سورية الحرـ تنبع من غياب التنسيق والقيادة المركزية وسيطرة القيادات المحلية على فرق المقاتلين التي لا تتلقى الاوامر الا من قادتها الميدانيين وفي مناطقهم فقط. ونقلت عن القائد البارز في الجيش والذي هرب الى لبنان قوله ‘ بعد ما حصل في درعا وحمص وادلب لم يعد الجيش الحر يركز في استراتيجيته على السيطرة على المدن’، واضاف ‘تبنينا الان اسلوب حرب العصابات، ولدينا جواسيس يراقبون نقاط التفتيش من اجل مهاجمتها’.

وترى الصحيفة ان التحول في الاستراتيجية هو اعتراف من الجيش الحر بتراجع الدعم الشعبي له بعد قيام الجيش السوري باستهداف المدن والبلدات بشكل عشوائي ودون تفريق بين المدني والعسكري، مما ادى بالسكان للوم المقاتلين على خسائرهم المادية والبشرية، وانهم كانوا سببا في دفع اهالي المدن للهروب من بيوتهم. وقال القائد الذي قدم نفسه باسم ابو سليمان ان مدنيا في قرية حدودية مع لبنان ناشده ومقاتليه مغادرة البلدة لخوفه من قيام الجيش بتدمير كامل البلدة. ويرى ابو سليمان ان التحول في الاسلوب وان فرضته الضرورة الا انه سيضع العاصمة السورية في مرمى هدف المقاومة، واضاف ان الخطة تقوم على ‘اضرب واهرب’ لمواقع الدولة العسكرية في دمشق ‘علينا ان نقطع رأس الافعى اولا’. وزعم القائد ان ‘الجيش الحر يضيق الخناق على ساحة العباسيين في دمشق، فيما يتقدم احسن المقاتلين في كل انحاء البلاد للانضمام للمقاومة فيها’.

قصص اللاجئين

وفي الوقت الذي يعيد الجيش الحر تنظيم صفوفه يواصل السوريون تدفقهم الى دول الجوار تركيا والاردن ولبنان، ويحملون معهم قصصا عن العنف والتشرد والتعذيب. وفي شهادات متعددة تحدثوا فيها عن اوضاعهم وعن امنياتهم بالعودة الى مدنهم ومزارعهم التي تركوها، خوفا او قهرا. وفي شهادات نشرتها ‘الغارديان’ البريطانية للاجئين منهم المزارع والسجين السابق وحارس السجن السابق والموظف الحكومي والام المدرسة، وصفوا فيها القمع الذي مارسه ازلام النظام عليهم. يصف محمد الذي كان رجل امن وحارسا في السجن في ادلب الممارسات التي مورست على المعتقلين حيث ادت به الممارسات للهروب الى تركيا، وقال انه لم يكن يفكر بالانشقاق وترك العمل في السجن المركزي العام الماضي، ووصل محمد الى تركيا بعد رحلة طويلة اختبأ في الجبال ليصل الى مخيمات اللاجئين في تركيا نهاية العام الماضي، وعاد في كانون الثاني (يناير) الماضي مرة اخرى وهذه المرة كمقاتل في صفوف الجيش الحر، ولكن عندما اخرجهم الجيش السوري من ادلب في اذار (مارس) الماضي هرب مرة اخرى الى تركيا.

حارس السجن وحفلة استقبال

جاء قرار محمد للهروب عام 2011 بعد المآسي التي شاهدها في سجن ادلب المركزي حيث قال ان الامن احضر في نيسان (ابريل) 320 محتجا شاركوا في تظاهرات ضد النظام. ويصف محمد حفلة ‘الاستقبال’ التي لقيها كل واحد منهم حيث اخذ الحرس يضربونهم بالعصي والاسلاك الكهربائية وانابيب المياه، قبل ان يصلوا الى مدخل السجن الرئيسي. ويقول محمد انه لم يشارك في الضرب قائلا انهم من اهله واخوانه في ادلب ‘فكيف اؤذيهم’.

وفي الاسابيع التالية للسجن كان محمد شاهدا على نظام من التعذيب المنظم: الضرب والجلوس والوقوف في اوضاع غير مريحة والضرب باسلاك مكهربة. ويضيف ان احد المعتقلين فقد احدى عينيه بسبب الضرب، وفي حالة رفض السجناء الهتاف بـ ‘بشار قائدنا’ كانوا يؤمرون بالجلوس عراة على زجاجات حيث كان عنق الزجاجات يدخل في مؤخراتهم. وتؤكد شهادة محمد تقارير منظمات حقوق الانسان منها تقرير لامنستي انترناشونال ذكر قائمة من اساليب التعذيب. ويواصل محمد روايته بالقول ان الحرس الذين يتجاوزون صلاحياتهم يتعرضون للضرب والعزل والسجن مع سجناء سياسيين كما حدث له لسبب بسيط انه اخبر رجلا جاء يسأل عن ابنه، انه من بين المعتقلين. وعن سبب هربه قال ان امرا باعتقاله صدر بسبب انضمام ابن عم له للمقاومة المسلحة، فقرر الهروب والاختباء في الجبال وعندما انضم هو للمقاومة شاهد هجوم الجيش على ادلب حيث قال ان الجيش دمر وحرق البيوت وقصف المدينة لايام وقتل واعتقل، واستطاع هو ورفاقه انقاذ المئات من السكان وساعدهم في ذلك الجو الممطر الذي حجب مجال الرؤية للنواطير التي تستخدمها الدبابات. وفي الوقت الذي ينفي اي مواقف طائفية الا انه يتحدث بمرارة عن تأخر ترفيعه بعد عامين ولم يرفع الا بعد اربعة اعوام من الخدمة في الوقت الذي يحصل فيه العلويون على كل شيء. ويعيش الان في تركيا الان لاجئا ويعلق قائلا ‘ لابد من عمل شيء، هناك الكثير من الفقر في سورية، اربعون عاما تعتبر مدة طويلة لحكم نظام’.

احن لبيتي في جسر الشغور

قصة رجوة تختلف، فهي من مدينة جسر الشغور التي كانت من اول المدن التي تتعرض لهجوم عنيف وكان اهلها اول من ذاق مرارة الهجرة حيث جاءت اول مرة الى المخيم حيث جاءت اول مرة قبل شهرين لزيارة ولديها وحفيدها البالغ من العمر 5 اعوام، لكنها عادت مرة اخرى قبل شهر للانتظار على امل ان يتحسن الوضع وتعود لبيتها ان كان لا يزال قائما، وتقول انها سمعت ان معظم البيوت قد دمرت وان الكثير من اهل البلدة قتلوا. وفي الوقت الذي لا تشعر فيه رجوة بالراحة في المخيم الا ان من يعيشون في المخيم منذ 10 اعوام، تكيفوا مع الحياة فيه وبعضهم احضر معه حماماته واخرون بدأوا اعمالا صغيرة لسد حاجات سكان المخيم، فهناك دكان صغير ومخبز اسمه ‘مخبز الثورة’. ومع انها تقول ان السلطات التركية تقدم لهم الخدمات الضرورية الا انها تبكي بشكل كامل وتدعو الله ان تتوقف الحرب ويعود الناس الى بيوتهم. وتقول انها كانت محظوظة للخروج من البلدة، حيث ساعدها زوجها الناشط في جيش سورية الحر على الوصول من خلال الجبال، وتقول ان هناك من يحاولون الهروب لكنهم خائفون، فالجيش اقام نقاط تفتيش على كل الطرق.

الهروب من درعا

قصة ام الدين من درعا مثيرة وتختلف عن قصص الاخرين فقد هربت الى الاردن بعد ان داهم ‘الشبيحة’ بيتها بحثا عن زوجها، ومزقوا الستائر واثاث البيت. ومع ان احد الضباط نصحها بعدم فتح الباب مرة اخرى لاي احد، وطلب منها زوجها عدم الاتصال به الا انها علمت انه اعتقل ولا تعرف مكانه لحد الان. وقررت الهروب من المدينة بعد ان دخلها الجيش في شباط (فبراير) الماضي وتقول ان الجيش ذبح الكثيرين. وقالت انها عادت في ذلك اليوم من المدرسة التي تدرس فيها وشاهدت الدم في كل مكان في الشوارع بعد ان دهست الدبابات جثث المدنيين، وعندما وصلت الى بيت والدتها وجدت اثاثه مكسرا وسرقت منه الاشياء الثمينة ونفس الامر حدث لبيتها حيث لم تجد ما تحمله منه. واستعانت بمهربين كي تهرب للاردن التي وصلت اليه بعد رحلة طويلة وشاقة مشيا على الاقدام. في حياة المخيم تقول ان اولادها لم يذهبوا للمدارس منذ عام ولا يستطيعون اللعب او ممارسة حياتهم الطبيعية.

بدأت الانتفاضة في اطراف دمشق

لاجئ اخر يعيش في عمان مع شقيقه كان يعمل في وزارة الري ويزعم انه وشقيقه قادا الانتفاضة في اطراف العاصمة دمشق مما جعلهما مطلوبين للنظام، وقررا الهرب في تشرين الاول (اكتوبر) العام الماضي. ويقول ان الشباب كانوا يعتقدون ان بامكانهم اسقاط النظام في عشرين يوما كما فعل التونسيون والمصريون. ويصف المظاهر الاحتجاجية الاولى بانها بدأت اولا بكتابة الشعارات الجدارية ثم تبعتها تظاهرة باعداد قليلة، وتطورت في الجمعة التالية لمظاهرة حاشدة شارك فيها الالاف. مما ادى الى هجوم بالفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد عليها. ويقول ابو شادي ان قريته التي تقع على اطراف دمشق التي كان يسكن فيها 23 الف اصبحت خالية باستثناء العجزة. واستطاع الدخول الى الاردن بطريقة شرعية قبل ان تضع السلطات السورية اسماء المطلوبين على الحدود. ويقول انه كان ناشطا ولا يزال ناشطا ويقوم باعمال كثيرة لخدمة الثورة ولا داعي لذكرها كما يقول، ويطمح للعودة الى سورية بعد شهر او شهرين حيث ستتغير الحكومة وينتخب الشعب حكومة اخرى.

—————–

قطر تشكك في التزام سورية بخطة عنان

العربي يطالب الأمم المتحدة باتخاذ قرار حول سورية وفقاً للفصل السابع من ميثاقها

الدوحة ـ القاهرة ـ ا ف ب ـ يو بي آي: شككت قطر الثلاثاء في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة المبعوث الاممي كوفي عنان لايقاف العنف وقالت انه لا ثقة لديها في الوعود السورية. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ‘اتمنى ان تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة عنان لكن لم يعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية’.

واضاف المسؤول القطري الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الافغاني زلماي رسول ‘الى الان لم نر ان الحكومة (السورية) قد استجابت لاي نقطة (…) والوضع في سورية لا يسر عدوا ولا صديقا’.

الى ذلك طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الثلاثاء، الأمم المتحدة باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سورية طبقاً للفصل السابع من ميثاقها.

وأكد العربي، في مؤتمر صحافي عقده عقب مباحثات أجراها مع وزير خارجية التشيك كارل شوارزنبرغ الثلاثاء، أن مطالبته الأمم المتحدة باتخاذ قرار طبقاً للفصل السابع من ميثاقها ‘لا يعني استخدام السلاح ضد سورية’، لافتاً إلى أن الجامعة العربية منظمة إقليمية دولية تخضع لأحكام القانون الدولي وليس لها دخل في السلاح إطلاقاً.

وقال العربي إن ‘مؤتمر أصدقاء سورية الأخير الذي عقد بمدينة اسطنبول التركية له فوائد محدودة لكن المهم هو الوقف الفوري لإطلاق النار (في سورية) حتى يمكن لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أن تبدأ وأن تكلل بالنجاح’.

وأضاف أن وزير خارجية التشيك إتفق معه في الرأي في ما يخص الشأن السوري ونتائج مؤتمر ‘أصدقاء سورية’ الذي عقد في اسطنبول الأحد.

وأشار العربي الى أنه ‘كان هناك كلام كثير قيل في هذا المؤتمر ووجهة نظري بكل وضوح في البيان الذي القيته على المؤتمر، وقلت أنه يوجد مسارين أحدهما سياسي يقوم به المبعوث الأممي العربي كوفي عنان، كما لا بد من تحقيق تطلعات الشعب السوري، ويجب الوقف الفوري لإطلاق النار’.

من ناحية أخرى، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه ‘بحث مع وزير الخارجية التشيكي تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة في فلسطين وسورية’.

وقال إن ‘دول الإتحاد الأوروبي تقف مواقف أحياناً مطلوبة، وكنت أود أن أتحقق من موقف جمهورية التشيك وهو ما أكده لي وزير الخارجية التشيكي، وفي النهاية أنه يؤيد المطالب الفلسطينية وتعترف بلاده بفلسطين ولديهم تمثيل دبلوماسي على مستوى سفير في رام الله، كما أن لدى التشيك سفارة فلسطينية’.

واستطرد ‘لكنهم ينظرون من ناحية واقعية بأنه ما دامت الولايات المتحدة تؤيد الحكومة الإسرائيلية فلا يوجد أي تغيير’.

————-

مسؤول روسي: يوجد سوريون لا يؤيدون مجموعة ‘أصدقاء سورية

موسكو ـ يو بي آي: قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء ان السوريين لا يعتبرون جميعاً مجموعة ‘أصدقاء سورية’ صديقا لهم.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن غاتيلوف قوله عبر موقع ‘تويتر’ الاجتماعي ان الاحتجاج على مؤتمر ‘أصدقاء سورية’ الذي نفذه السوريون في إسطنبول، والذين فرقتهم الشرطة، يظهر ان السوريين لا يعتبرون جميعاً هذه المجموعة ‘صديقاً’.

وأضاف غاتيلوف ان ‘السلطات السورية مستعدة لتطبيق خطة (المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية) كوفي عنان لوقف العنف، في حين ان قرار أصدقاء سورية بتشديد العقوبات لا يؤدي إلى ذلك’.

يشار إلى ان مؤتمر ‘أصدقاء سورية’ عقد في إسطنبول يوم الأحد الماضي وحضره ممثلون عن 82 دولة، بينهم 41 وزير خارجية.

وتجمّع نحو 300 شخص من أنصار الحكومة السورية قرب فندق ‘هيلتون’ في إسطنبول الذي ينعقد فيه المؤتمر ، ورفعوا صوراً للرئيس بشار الأسد وأعلاماً روسية وصينية ورددوا شعارات مؤيدة للنظام السوري، وقد تدخلت قوات الأمن لمنع المتظاهرين من التقدم باتجاه الفندق.

وكان عنان قال أمس الاثنين إن الحكومة السورية أبلغته بأن الجيش سيكمل انسحابه من المراكز المدنية بحلول العاشر من الشهر الحالي.

—————

المجلس الوطني السوري يعلن تفتناز “مدينة منكوبة”

ملهم الحمصي

GMT 14:40:00 2012 الأربعاء 4 أبريل

دمشق: على الرغم من إعلان النظام السوري موافقته على خطة المبعوث الأممي والجامعة العربية، كوفي انان، على وقف إطلاق النار وسحب الآليات الثقيلة من المدن، بحلول العاشر من الشهر الجاري، إلا أن قوات النظام لا تزال تستمر في علمياتها العسكرية، بحسب العديد من المراقبين ونشطاء المعارضة.

وأكد المجلس الوطني السوري، وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن “النظام يستمر بنهجه الإجرامي في حرب الإبادة ضد الشعب السوري، وتتعرض مدينة تفتناز في محافظة ادلب لحملة عسكرية شاملة، حيث قام النظام بإقتحام المدينة بعشرات الدبابات والمدرعات والقصف من خلال المروحيات، وارتكب مجازر متكررة من تهديم البيوت على ساكنيها، وتهديم أحياء كاملة والتصفيات الميدانية أثناء الإقتحامات للمنازل والقصف الصاروخي”.

وأعلن المجلس الوطني السوري في بيانه “مدينة تفتناز مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى، تستدعي تحركاً دولياً فورياً لإجبار النظام على سحب دباباته، وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة، ضمن رده على مبادرة أنان التي تعكس استجابة النظام لها”.

كما “طالب المجلس الوطني السوري منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء، حيث أن جثث بعضهم ملقاة في الشوراع، والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال في الملاجئ، كما نطالب دول الجوار، وتحديداً الصديقة تركيا، توفير نقاط طبية عاجلة عن الحدود التركية لإستقبال الجرحى القادمين من المدينة”.

وختم البيان بالتأكيد أن “دماء السوريين وأرواحهم مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي والجامعة العربية وأصدقاء الشعب السوري، ولذلك يتوجه المجلس الوطني السوري بالتطبيق العاجل لما جاء في قرارات مؤتمر اصدقاء سورية لإنقاذ الشعب السوري وما تبقى من المدن السورية”.

————–

22 قتيلاً في أعمال العنف في سوريا الاربعاء

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 22 شخصًا بينهم جندي وسيدة في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. فقد قتل رجل ونجله اثر اصابتهما برصاص عشوائي في حي القصور في مدينة حمص (وسط)، وقتل مدني واربعة منشقين في “اشتباكات مع القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام حي دير بعلبة” في المدينة.

وتتعرض احياء حمص القديمة منذ صباح الاربعاء لقصف مصدره القوات النظامية السورية. كما قتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر سقوط قذائف على بلدة تلبيسة في محافظة حمص.

وتتعرض قرية الزعفرانة في ريف حمص، بحسب المرصد، لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف تسببت بسقوط جرحى، فيما تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في محيط القرية.

وقتل جندي في اشتباكات عنيفة في مدينة القصير وبساتينها في المحافظة بين مجموعات مسلحة منشقة وقوات نظامية تحاول السيطرة على المدينة. وافاد المرصد في بيان آخر عن مقتل سبعة اشخاص في بلدة بيت سحم في ريف دمشق واصابة اخرين بجروح في انفجار وقع في احد مباني البلدة، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

من جهتها قالت وكالة الانباء الرسمية (سانا)،ان عبوات ناسفة انفجرت اثناء اعدادها من قبل “ارهابيين” في ريف دمشق الاربعاء ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص وجرح اخرين. وذكرت الوكالة “انفجرت عبوات ناسفة خلال قيام عدد من قيام عدد من الارهابيين بطبخها واعدادها ما أدى الى انهيار المبنى ووفاة سبعة اشخاص واصابة اربعة اخرين”.

وذكر المرصد ان عبوة ناسفة انفجرت في حي برزة و”كانت موضوعة تحت سيارة رجل مقرب من النظام، ما اسفر عن انفجار السيارة واحتراق سيارات اخرى قربها”. وتنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في بلدتي قطنا ومعضمية الشام في ريف دمشق “بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية”.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل الاربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون اثر اصابته برصاص عشوائي. وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في اطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان.

واقتحمت قوات النظام بلدة كفرعويد في المحافظة وبدات حملة مداهمات، واقتحمت ايضا قرية تفتناز حيث تم احراق منازل. في محافظة دير الزور (شرق)، قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اطلاق الرصاص عليه خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبىء فيها.

في محافظة درعا (جنوب)، اقتحمت قوات النظام قريتي المزارب وطفس. ووقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في بلدة خربة غزالة في درعا، في حين نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة انخل اسفرت عن اعتقال خمسة اشخاص على الاقل.

وشهدت مدينة حلب الاربعاء “تظاهرة بمشاركة محامين في القصر العدلي هتفت لحمص والمدن المحاصرة”، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق التي افادت ايضا عن تظاهرة امام كلية العمارة في جامعة حلب طالبت “بالافراج عن المعتقلين واسقاط النظام وتسليح الجيش الحر”، واخرى امام كلية الهندسة المدنية قام الامن بتفريقها.

—————

العمليات مستمرة في سوريا وروسيا واثقة بتفوق النظام

أ. ف. ب.

بيروت: تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية حتى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت اكدت موسكو اليوم الاربعاء ان المعارضة السورية “لن تستطيع الحاق الهزيمة بالجيش السوري”.

ورغم ابلاغ الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان مجلس الامن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة الى وقف اطلاق النار في البلاد، لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل، فان التطورات على الارض لا توحي بحصول اي تهدئة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة فرانس برس “حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات” لقوات النظام.

واضاف ان “الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت”. واشار الى حصول اقتحام هذا الصباح لقرية المزارب على الحدود الاردنية السورية في محافظة درعا (جنوب)، وقرية طفس في المحافظة نفسها.

ووقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في بلدة خربة غزالة في درعا، في حين نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة انخل اسفرت الحملة عن اعتقال خمسة اشخاص على الاقل.

كما اقتحمت قوات النظام بلدة كفرعويد في محافظة ادلب (شمال غرب) وبدات حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة مسلحة، والحي الشرقي في قرية تفتناز الذي نفذت فيه ايضا حملة مداهمات تخللتها عمليات احراق منازل.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت الثلاثاء في تفتناز التي تعرضت كذلك لقصف عنيف واطلاق نار سقط فيها امس عشرون مدنيا وسبعة جنود واربعة منشقين. وقتل الاربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون في ادلب اثر اصابته برصاص عشوائي، فيما تتعرض قرية طعوم لقصف من القوات النظامية السورية.

وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في اطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان في ادلب، بحسب المرصد.

في محافظة دير الزور (شرق)، قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اطلاق الرصاص عليه خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبىء فيها. وافاد المرصد عن قصف تتعرض له احياء حمص القديمة منذ صباح اليوم مصدره القوات النظامية السورية.

وكانت لجان التنسيق المحلية افادت فجرا عن “اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر” في مدينة حمص (وسط). وسقط ثمانون قتيلا الثلاثاء في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.

وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 العشرة الاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء خلال زيارة الى اذربيجان “من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة الى اقصى حد ممكن، فانها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا”.

وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته لمؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد الاحد في اسطنبول، وقال ان “اصدقاء سوريا” يريدون ان “ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف الى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة” على دمشق.

وطالب مؤتمر اسطنبول بوضع “جدول زمني” لخطة انان، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض “ممثلا شرعيا” و”محاورا رئيسيا” عن الشعب السوري. كما اكد مواصلة دعمه المالي والمادي لهذا الشعب، لا سيما على الصعيد الانساني.

وينتظر ان يصل خلال الساعات القادمة الى دمشق وفد من الامم المتحدة لاعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل الى وقف اطلاق النار. واعلن المتحدث باسم موفد الجامعة العربية والامم المتحدة احمد فوزي ان الجنرال النروجي روبرت مود سيرأس الوفد “نظرا لخبرته في الشرق الاوسط”.

وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.

ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الامن دمشق الى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الثماني والاربعين ساعة اللاحقة.

وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر الاربعاء مدينة درعا السورية، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، للاطلاع ميدانيا على الواقع الانساني فيها.

وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة لوكالة فرانس برس ان كلينبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار الى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى (ريف درعا).

وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية “تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الاحمر في درعا” تمهيدا لتوزيعها، بحسب دباكة. ووصل كلينبرغر الى دمشق مساء الاثنين والتقى امس وزير الخارجية وليد المعلم وتم اتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة ومنظمة الهلال الاحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة اخرى.

واشنطن تطلب تحركاً صارماً بمجلس الأمن ضد سوريا

طالبت الولايات المتحدة بتحرك سريع وصارم في مجلس الأمن الدولي إذا لم يف النظام السوري بوعوده ويقوم يسحب قواته من المدن قبل العاشر من شهر ابريل الجاري.

وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس في تصريحات  بثها راديو “سوا” اليوم ” إن الولايات المتحدة لا تزال تشكك برغبة الرئيس السوري بشار الأسد في تطبيق خطة الوسيط العربي والدولي كوفي عنان”. وأضافت رايس التي تترأس بلادها مجلس الأمن في الشهر الجاري “من وجهة نظرنا وأيضا وجهة نظر الكثير من الدول الأعضاء في المجلس فإن ما شاهدناه منذ أول الشهر الجاري لا يبدو مشجعا”.

وقالت إنه “إذا استخدمت الحكومة السورية هذه المهلة الممتدة حتى 10 أبريل الجاري لتكثيف العنف بدلا من تخفيفه فسيكون على مجلس الأمن الرد على هذا الفشل بسرعة شديدة وبصرامة”. وتتزامن هذه التصريحات مع قيام الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بإعداد مسودة إعلان في مجلس الأمن يؤكد على انتهاء المهلة الممنوحة لنظام الأسد في العاشر من أبريل.

وفيما بدأت دول المجلس ال15 في مناقشة نص البيان المقترح قالت رايس إن هذا البيان يستهدف “التأكيد على أهمية احترام الحكومة السورية لالتزامها بوقف كل الأعمال الهجومية قبل العاشر من أبريل”.

الأردن يعلن عدم إغلاقه الحدود مع سوريا

 وفي عمان، أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية أن بلاده لن تغلق الحدود مع سوريا ولن تتخذ خطوات غير اعتيادية حيال تدفق السوريين للأردن جراء الأحداث المأساوية الدامية المستمرة هناك.

وقال المصدر في تصريح نشرته صحيفة “الدستور” الأردنية اليوم إن عدد السوريين الموجودين على أراضي الأردن  وصل إلى 95 ألفا، ويتم التعامل معهم على اساس انهم ضيوف.

———–

في ظل عجز الثوار عن الصمود أمام الهجمات المضادة لقوات النظام

الأسد سيحاول تنفيذ خطة أنان بشروطه مستغلاً تخبّط خصومه

عبدالاله مجيد

ما لم يتحقق على أرض المعركة نادرًا ما يمكن تحقيقه على طاولة المفاوضات.  ويرى مراقبون أن الحقيقة القاسية التي تواجه المعارضة السورية تتمثل في أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يُهزم على أرض المعركة ولا انهياره يبدو وشيكًا.

 كان المبعوث الدولي كوفي أنان أعلن يوم الاثنين أن الأسد وعد بالشروع في تنفيذ جانب من خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من مدن تشكل معاقل للمعارضة ابتداء من 10 نيسان/ابريل.

وردًّا على ذلك لم يكن لدى القوى الغربية سوى التحذير من “عواقب” التخلف عن تنفيذ الوعد دون أن تحدد طبيعة هذه العواقب، مع التذكير بسجل الأسد في النكث بالوعود.  ولم تكن شكوك الناشطين المعارضين على الأرض مستغربة ولكنها هي أيضا لم تلق آذانا صاغية.  فالمعارضة نفسها لم تكن طرفا في صوغ خطة أنان، وهذا بحد ذاته يعكس ضعفها النسبي في اصطفاف القوى حاليا، بحسب المراقبين. مشيرين إلى أن إعداد استراتيجية ردا على الأسد هو على ما يبدو مهمة القوى الغربية والعربية التي تدعم المجلس الوطني السوري. وبعد مؤتمر اصدقاء سوريا، الذي انتهت اعماله في اسطنبول يوم الأحد دون نتائج حاسمة، لا يبدو أن هذه القوى توصلت إلى توافق استراتيجي.

ولعل نظام الأسد يشعر بالارتياح في الواقع إلى الوضع الحالي.  فإن خصومه في الخارج لم يتمكنوا من منع قصفه الوحشي للمدن التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، متسببا في تشتيتهم وإجبار الثوار على التخلي عن استراتيجية السيطرة على مدن كاملة والاحتفاظ بها على أمل أن يستحث ذلك انشقاقات جماعية في الجيش تؤدي إلى سقوط النظام.

 واتضح حتى الآن أن من المتعذر على الثوار أن يصمدوا في مواجهة الهجمات المضادة لقوات النظام التي تتمتع بتفوق ساحق عليهم في القوة النارية والتسليح.  وبدلا من ذلك، دُفعت المعارضة المسلحة إلى موقف دفاعي حيث تكافح للعثور على أسلحة وذخيرة تواصل بها المواجهة.

واختُزل نشاطها الى حملة فضفاضة من العمليات التي تعتمد تكتيك حرب العصابات على قاعدة اضرب واهرب، وتنفيذ عمليات إرهابية، على حد وصف مجلة تايم. مشيرة إلى أن النظام بقي سالما من حيث الأساس وقواه الأمنية ظلت متماسكة ومدفوعة بالبعد الطائفي للنزاع.  كما لا يبدو أن النظام مرشح للانهيار من الداخل على المدى القريب حتى إذا تسبب القمع الذي مارسه في استبعاد تمتعه بالاستقرار على المدى البعيد.

إزاء هذه المعطيات، تعكس خطة أنان الواقع المتمثل في أن المعارضة ومؤازريها الدوليين لم يتمكنوا من فرض شروط على الأسد على الأرض.  واضطُرت القوى الغربية والعربية الى التراجع عن المطالبة بتنحي الأسد شرطا مسبقا لحل الأزمة.  إذ تنص خطة أنان على وقف لإطلاق النار وإبعاد النزاع عن العسكرة وإيجاد فضاء للمعارضة السياسية السلمية ولكن عنصرها الأساسي هو الاعتراف بأن المفاوضات السياسية حول مستقبل سوريا ستُجرى مع النظام وليس بعد إسقاطه ، كما تلاحظ مجلة تايم.

ويبقى التفاوض مع الأسد مهمة ثقيلة للمعارضة بعد عام من التضحيات والنضال المرير الذي كلف نحو 9000 قتيل ولكن المعارضة لم تكن لها كلمة كبيرة في اعداد الخطة لأسباب ليس أقلها اخفاقها في تقديم جبهة موحدة ذات قوة كافية على الأرض لشق طريقها الى موقع أقوى في حسابات انان ، كما ترى مجلة تايم.

وتكون فرص النجاح في التوصل الى حلول توافقية للنزاعات السياسية العنيفة أكبر عندما يجد المتحاربون أنفسهم في طريق مسدود حيث يدرك كل طرف انه في الوقت الذي يستطيع الصمود بوجه ضربات خصمه فإن هجماته هو غير قادرة على سحق هذا الخصم.  ولكن مثل هذا التناظر ليس قائما في ساحة القتال السورية.

فالثوار يبقون قادرين على مناوشة النظام ولكن محاولاتهم الاحتفاظ بالأرض باءت بالفشل من حيث الأساس.  ولعل قوة المعارضة تتمثل برصيدها السياسي وفرصتها الأفضل تكمن في نتيجة تسمح لها بتوظيف هذا الرصيد على نحو أشد فاعلية.  وهي قادرة على ذلك بكل تأكيد إذا نُفذت خطة انان التي تشترط على النظام السماح بالاحتجاج السلمي تنفيذا كاملا ، بحسب مجلة تايم.

ولكن الأرجح ان الأسد سيحاول تنفيذ الخطة بشروطه مراهنا على التخبط السياسي والاستراتيجي في صفوف خصومه ، في الداخل والخارج.  وبدا ان مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد الأحد في اسطنبول يؤكد هذا التخبط بمجهود بذلته تركيا وقطر على عجل لتوحيد فصائل المجلس الوطني السوري الذي يضم مجموعات متنافرة من معارضة الخارج والكلام بصوت مشروع واحد، لكنه مجهود أخفق في تمويه الشكوك التي تساور القوى الغربية في ما إذا كان المجلس يمثل بديلا ذا مصداقية بنفوذ كاف على الأرض لتبرير رمي ثقلها وراءه.

 كما أن الحكومات الغربية ما زالت على ممانعتها إزاء دعوات قوى الخليج الى تسليح الثوار ورفضها القبول بتصعيد ما سيكون على الأرجح حربا أهلية مديدة رغم زيادة المساعدات غير الفتاكة واعلان المعارضة ان سخاء شيوخ النفط سيتكفل برواتب المقاتلين، على حد تعبير مجلة تايم.

وتبدي القوى الغربية عدم تحمس ملحوظ لأي إستراتيجية من شأنها تصعيد التحدي العسكري لنظام الأسد بسبب الآفاق القاتمة والتداعيات الخطيرة التي يمكن ان تترتب على مثل هذا التصعيد في عموم المنطقة.  لذا عندما تحذر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون من “العواقب” الناجمة عن عدم تنفيذ خطة انان، فإن النظام لا بد أن يلاحظ أن خصومه الغربيين والعرب وفي الداخل لا يملكون خطة متكاملة لمواجهته بهذه العواقب.

وأغلب الظن ان الأسد سيحاول ان يستغل هذا التخبط لتنفيذ نسخة من خطة انان بشروطه هو.  ومن هنا تصريح متحدث باسم النظام يوم الجمعة الماضي بأن قوى الأمن لن تنسحب من المدن التي عملت فيها ضد الثوار إلا بعد إعادة “الحياة الطبيعية” رغم أن آخرين من المتحدثين باسم النظام زعموا ان الحملة العسكرية انتهت أساسا وان النظام يقوم بعملية “تمشيط” فقط.  وفي كلا الحالتين، فان يوم 10 نيسان/ابريل يمنح النظام أسبوعاً آخر على الأقل للاستمرار في ذلك.  وبالطبع ليس هناك ما يضمن ان وحدات الثوار على الأرض ستلتزم ، وان النظام سيتخذ من ذلك ذريعة لمواصلة عملياته.

وحتى لو اتفق مؤتمر أصدقاء سوريا على استراتيجية لتصحيح الخلل في ميزان القوى بين النظام وخصومه، فان مثل هذه الإستراتيجية ستحتاج إلى أشهر ليكون لها تأثير محسوس.  ولن يحدث ذلك قبل أن تدخل خطة انان حيز التنفيذ.  ولكن ميزان القوى على الأرض ودوليا مختل، حتى أن أفضل أداة بيد انان لإقناع الأسد بالانصياع هو تأييد الصين وروسيا مهمته.

ولكن الروس اوضحوا انهم يتعاطفون مع إصرار الأسد على ان اعادة السلام تستلزم من الثوار ان يوقفوا اعمالهم المسلحة. وستكون لعبة النظام مجاراة موسكو، وقد يتعين على انان ان يكرس الكثير من طاقته لإقناع الروس بدعم رؤيته لتنفيذ الخطة.

وأحد السبل لتأمين التزام الأسد هو نشر قوات لحفظ السلام ولكن من المستبعد ان يوافق النظام على وجود قوات أجنبية على أرضه، وهو لم يضعف بما فيه الكفاية لكي تحمله الضغوط الدولية على القبول بها.

 وسيتوقف الكثير على سلوك النظام في الأسابيع المقبلة وهو يحاول تنفيذ خطة انان بشروطه لضمان تفوقه.  ولكن النظام يبقى مكشوفا أمام تحدي المعارضة السياسية. والحق أن اخطر ما في خطة انان على النظام قد يكون بندها الذي ينص على السماح باستئناف الاحتجاجات السياسية تحت مراقبة دولية.

وقد يكون لدى الأسد الآن ما يخافه من الحشود الضخمة التي تحتج في مدنه أكثر مما يخافه من مقاتلي المعارضة.  فان قواته فتحت النار على هؤلاء المحتجين قبل لجوء المعارضة إلى السلاح بفترة طويلة.

——————

دمشق تقول إنها بدأت بسحب قواتها من المدن الهادئة والمعارضة تنفي

فريق دولي إلى سوريا للبحث في مهمة مراقبين والعنف يتواصل

وكالات

استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سوريا الثلاثاء بمشاركة قوات نظامية معززة، بحسب مراقبين وناشطين، في وقت يستعد فريق من الامم المتحدة لزيارة دمشق من أجل التحضير لمهمة مراقبين محتملة في حال تنفيذ وقف اطلاق النار.

دمشق: قال مسؤولون حكوميون سوريون إن القوات السورية بدأت بالانسحاب من عدد من المدن والبلدات التي تشهد هدوءاً، وعادت الى ثكناتها وقواعدها، قبيل الموعد النهائي للبدء في تطبيق الخطة الدولية لوقف العنف في البلاد.

الا أن تلك التصريحات لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، كما أن ناشطين بالقرب من دمشق نفوا أن تكون القوات الحكومية قد انسحبت من مناطقهم.

وارتفعت حصيلة القتلى في سوريا الى نحو 60 قتيلاً من المدنيين في حمص وحماة وادلب ودرعا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونددت منظمة العفو الدولية الثلاثاء باستمرار حملة القمع في سوريا رغم الوعد الذي قامت به السلطات السورية بالبدء فوراً بتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع.

وقتل 58 مدنياً في اعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا الثلاثاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر يزور دمشق ويحصل على وعد من السلطات السورية بتسهيل ايصال مساعدات الى المناطق المتضررة وزيارة اللجنة للسجون.

وذكر المرصد أن عشرين مدنياً قتلوا في قصف واطلاق نار في احياء عدة من مدينة حمص في وسط سوريا، وفي مدينة القصير، وبلدة الضبعة في المحافظة ايضاً.

وقتل ثلاثة جنود في اشتباكات مع منشقين عن القوات النظامية في مدينة حمص، بحسب المرصد.

كما قتل مدني في حماة وثلاثة في ريف حماة.

وتعرضت مدينة الرستن في المحافظة لقصف عنيف صباح الثلاثاء، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر وكالة فرانس برس.

وفي محافظة ادلب، في شمال غرب سوريا، قتل 20 شخصاً في تفتناز وشخصان في معرة النعمان وواحد في كنصفرة وآخر في اعزاز في شمال حلب.

وشهدت قرية تفتناز في محافظة ادلب اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت كذلك عن مقتل سبعة جنود وأربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى، بحسب المرصد السوري.

وفي محافظة درعا، قتل عشرة أشخاص في انخل وابطع وقصر الحرير وعلما وبصرى الشام.

وقتل اربعة جنود في اشتباكات في بلدة ابطع في محافظة درعا، بحسب المرصد.

واستقدم النظام الثلاثاء قوات اضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد، والى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط) وبلدة ابطع في درعا، بحسب ناشطين.

وشهدت مناطق عدة اشتباكات عنيفة بين المنشقين والجنود النظاميين، بالاضافة الى حملات دهم واعتقال واحراق منازل من جانب قوات النظام.

وافادت لجان التنسيق من جهة ثانية عن تظاهرات متعددة مناهضة للنظام سارت الثلاثاء في حي العسالي في دمشق، وفي البيضا في بانياس، وفي كلية الآداب في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفي حي الباب في مدينة حلب (شمال).  وقد واجه بعضها بالقوة من اجل تفريقها.

وطالبت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الثلاثاء مجلس الامن بالتحرك “السريع جداً والصارم” اذا لم يفِ النظام السوري بوعوده بسحب قواته من المدن قبل العاشر من نيسان/ابريل.

واكدت رايس، التي تترأس بلادها المجلس في نيسان/ابريل الحالي، أن الولايات المتحدة لا تزال تشكك برغبة الرئيس بشار الاسد في تطبيق خطة الوسيط كوفي أنان.

وقالت للصحافيين: “من وجهة نظرنا وايضاً وجهة نظر الكثير من الدول الاعضاء (في المجلس)، فإن ما شاهدناه منذ اول نيسان/ابريل لا يبدو مشجعاً”.

واضافت: “اذا استخدمت الحكومة السورية هذه المهلة (حتى 10 نيسان/ابريل) لتكثيف العنف بدلاً من تخفيفه سيكون على مجلس الامن الرد على هذا الفشل بسرعة شديدة وبصرامة”.

وبدأ اعضاء مجلس الامن الثلاثاء مناقشة مشروع بيان “يطالب الحكومة السورية بأن تعمد فوراً الى تطبيق” تدابير فك الارتباط العسكري التي وعدت بها”، أي سحب القوات الحكومية من المدن المتمردة، والامتناع عن استخدام الاسلحة الثقيلة.

كما ويؤكد المجلس “اهمية أن تبدأ الحكومة السورية على الفور وبطريقة يمكن التثبت منها في تطبيق هذه التعهدات وتفعيلها كاملة في موعد اقصاه 10 نيسان/ابريل، بناء على موافقتها على القيام بذلك”.

كما يدعو مشروع البيان المعارضة الى “وقف اعمال العنف في الساعات الثماني والاربعين التي تعقب التطبيق التام لهذه التدابير”.

وفي حال عدم وقف القتال والاعمال العدائية خلال المهل المحددة، “سيدرس المجلس أي تدابير أخرى يراها ملائمة”.

وطلب أنان، بحسب دبلوماسيين، من مجلس الامن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار في سوريا.

واعلن المتحدث باسم كوفي أنان الثلاثاء أن فريقاً من الامم المتحدة من خمسة الى ستة اشخاص سيتوجه الى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين، مشيراً في الوقت نفسه الى “الحاجة الى قرار من مجلس الامن الدولي ووقف للعنف قبل نشرهم”.

واعلن المتحدث باسم أنان احمد فوزي أن الجنرال النروجي روبرت مود سيرأس بعثة مراقبي المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الى سوريا، نظراً لخبرته في الشرق الاوسط. وصرح فوزي لفرانس برس أن الجنرال مود “سيقود الفريق الذي سيتوجه الى دمشق”.

وشككت قطر الثلاثاء في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لوقف العنف. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية: “اتمنى أن تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة انان لكن لم تعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية”.

ووعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء خلال اجتماعه مع كلينبرغر بانجاح المهمة الانسانية التي يقوم بها الصليب الاحمر في سوريا.

وجدد المعلم، بحسب بيان لوزارة الخارجية السورية، “التأكيد على استمرار سوريا في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري”.

وعبر كلينبرغر من جهته، بحسب البيان، “عن تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة الى المناطق المتضررة جراء الاحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيها”. واعلن الصليب الاحمر أن كلينبرغر سيتوجه الاربعاء الى درعا لتوزيع مساعدات.

وتم الاتفاق بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء على “آلية للتعاون والتنسيق” لتسهيل مهمة هذه اللجنة الانسانية في المناطق المتضررة.

كما عبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال اجتماعه مع وزير الداخلية السوري محمد الشعار عن رغبته بزيارة سجون سورية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.

ودعت بعثة المفوضية الاوروبية في دمشق السلطات السورية الثلاثاء الى الافراج “بشكل عاجل” عن الناشط مازن درويش وزملائه السبعة الذين تم اعتقالهم في 16 شباط/فبراير، معربة عن “قلقها البالغ” على سلامة المعتقلين.

ودان الاتحاد الاوروبي “استمرار اعتقال رئيس المركز السوري للاعلام وحرية التعبير السيد مازن درويش من دون تهم”.

وتحدثت منظمة العفو الدولية في تقريرها عن اعتقالات طالت في الايام الاخيرة طلاباً تعرضوا للضرب والاعتداء. وعبر مسؤول في المنظمة عن قلقه من “احتجاز آلاف الاشخاص في انحاء مختلفة من سوريا، العديد منهم بشكل سري مع احتمال تعرضهم للتعذيب ومن دون أي اتصال مع محامين”.

واعتبرت أن “استمرار احتجاز أشخاص في مثل هذه الظروف يطرح اسئلة حول مدى جدية موافقة الحكومة السورية ،التي ابلغتها إلى مجلس الامن، عن بدء فوري لتطبيق خطة” أنان.

————–

“شيخ” الانتفاضة السورية يتحدث عن العقبات التي تعوق الثوار

أشرف أبو جلالة

في مقدمتها غياب الفكر الجديد ونقص الوحدة بين تيارات المعارضة

اعتبر السجين السياسي السوري السابق، ياسين حاج صالح، أن الفكر القديم وغياب الوحدة في صفوف المعارضة، من بين أهم العوائق التي تحول دون إسقاط الأسد. وفي وقت لا يمتلك فيه صالح هاتفاً خلوياً ولا يستخدم خطوط تلفون ثابتة، فإنه يتجنب التواجد في منزله، وغالباً ما يخوض مغامراته في غطاء الليل، ويستعين بقبعة على رأسه لإخفاء هويته.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: قال ياسين حاج صالح في هذا الصدد: “لم أتواجد في أماكن عامة ولا في مطاعم أو مقاهٍ على مدار 11 شهراً”. وعلى الرغم من تحركاته السرية، إلا أنه يعتبر واحداً من أهم المنشقين السياسيين، كما يعدّ كاتباً وصاحب عمود بارز، ويحظى بجمهور كبير من المتتبعين، سواء في الوسائل المطبوعة أو على الإنترنت.

وقد أطلق عليه أحد الناشطين الشبان لقب “شيخ” الانتفاضة السورية المستمرة منذ عام. وعلى عكس بعض من أبرز المنشقين السوريين الذين يعيشون في المنفى، ويحضرون مؤتمرات للمعارضة، سبق لصالح أن قضى 16 عاماً في السجن بسبب آرائه السياسية، وظل عازماً البقاء في العاصمة دمشق، ليخاطر بحياته بصورة يومية.

في هذا السياق، أوردت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما وصاحب مدونة بارزة عن سوريا، قوله: “يمتلك صالح مصداقية تامة. فقد كان في السجن، ويعتبر جزءًا من الحشود التي لا تزال داخل سوريا، ولم تعش خارج البلاد على مدار 30 عاماً”.

ولفتت الصحيفة من جانبها إلى أن المعارضة السورية تمتلك العديد من التيارات المتباينة، من بينها الليبراليون العلمانيون مثل صالح، والإسلاميون، والقوميون الأكراد، والشباب المتمكن من أدوات الإنترنت، والمقاتلون في المناطق الحضرية والريفية.

ورغم اختلافهم في كثير من الأمور، إلا أنهم متحدون على هدف واحد، هو الحاجة إلى التخلص من حكومة الرئيس بشار الأسد. وفي مقابلة أجريت معه من داخل منزل آمن في دمشق، قال صالح، الذي يبلغ من العمر 51 عاماً: “أسوأ احتمالية يمكن أن تواجه بلدنا هي أن يظل نظام الأسد في السلطة. أما أي شيء آخر فهو أقل سوءًا”.

وبعدما نوهت الصحيفة بأجواء الخلافات التي تهيمن في الوقت الراهن على أفراد المعارضة، قالت إن صالح بدأ يقبل على مضض التسلح المتزايد لقوى المعارضة، وإن اشتكى من عدم وجود قيادة مركزية ونظام بين العصابات المسلحة المنتشرة.

وفي حديث له عن الجيش السوري الحر وغيره من الفصائل التي لجأت في آخر المطاف إلى حمل السلاح، تابع صالح بقوله: “لم يطلب أحد منا السلاح. والمشكلة تكمن في الطريقة التي يمكن من خلالها تنظيم تلك الجماعات”. وبعد تشديده على هذا الجانب، مضى يقول إن الشيء الأكثر أهمية هو التفكير بشكل حديث ومتجدد بشأن الاضطرابات الحيوية الحاصلة على مستوى القاعدة الشعبية، والتي جاءت لتصيبه وتصيب باقي المعارضين، داخل سوريا وخارجها على حد سواء، بحالة من الصدمة.

وأضاف في الإطار عينه أن الكثير من المفكرين السوريين ما زالوا مقيدين بالقومية العربية وغيرها من الأفكار التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة والأيديولوجيات السياسية.

وتابع صالح حديثه بالقول: “المسألة ليست متعلقة بالعيش في الداخل أو الخارج. بل أنها مسألة عقلية تقليدية، لا يمكنها التعامل مع حقائق وأجيال وأحاسيس حياة جديدة”. هذا وقد أصيب بعض الناشطين في العاصمة دمشق بخيبة أمل، خاصة بعدما بدأت تتزايد أعداد القتلى، وبدأوا يخشون من احتمالية انزلاق البلاد صوب حرب أهلية كارثية وعنف طائفي. مع هذا، فقد ظل صالح متمسكاً بموقفه المتفائل، حتى في الوقت الذي عبّر فيه عن شعوره بالخوف العميق من الانقسامات المتزايدة.

وفي الوقت الذي يدعم فيه صالح التظاهرات الشعبية المتواصلة، أوضحت الصحيفة أنه يعتقد الآن أن التظاهرات وحدها من غير المحتمل أن تطيح برئيس يحظى بدعم جهاز أمني محلي أسسه والده الراحل، حافظ الأسد، الذي كان يمارس بلا رحمة سياسات القوة في الشرق الأوسط. وأعقب صالح بالقول: “ليس من المحتمل أن تسير الأوضاع هنا كما سارت في تونس. فأظن أنها ستكون أكثر عنفاً وفوضويةً”.

وسبق لصالح أن صرح لإحدى المجلات في مقابلة أجرتها معه العام 2005 بقوله: “الكتب هي التي أنقذتني بدنياً وعقلياً في محبسي. ولولاها، لكنت سُحِقت. وأنا أعيش الآن على ما تعلمته في السجن”. وختم حديثه مع لوس أنجلوس تايمز بالقول: “كلما استمرت تلك الثورة لمدة أطول، كلما زادت حدة الانقسام بين الأشخاص”.

  ————

الأسد يسابق الهدنة بالقصف.. وفرنسا: القتلى تجاوزوا 10 آلاف

رايس: مجلس الأمن متحد.. وفشل دمشق سيدفعنا لتوجيه رسالة قوية للأسد

بيروت: ليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

سابق نظام الرئيس السوري بشار الأسد المهلة الممنوحة له من مجلس الأمن الدولي لتنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، والتي تقضي بوقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات العسكرية خارج المدن قبل 10 أبريل (نيسان), بتصعيد أعمال القصف والاعتقال على أغلب المدن السورية أمس، فيما قال تقرير لوزارة الخارجية الفرنسية أمس إن ضحايا أعمال العنف في سوريا تجاوزوا 10 آلاف قتيل و75 ألف جريح، بينما فقد ما لا يقل عن 65 ألف شخص، إضافة إلى 210 آلاف معتقل.

واستمرت حملات النظام العنيفة التي شملت قصفا مدفعيا وباستخدام الطيران، خاصة في جبل الزاوية التي استمرت القوات في دكها بالمدافع لليوم الثاني على التوالي، اضافة إلى الزبداني وحمص اللتين شهدتا قصفا عنيفا، وداعل المحاصرة التي تعرضت بدورها إلى اقتحام واعتقالات عشوائية للمواطنين والناشطين.. وهي العمليات التي أدت في مجملها إلى سقوط أكثر من 42 قتيلا.

من جهتها، كررت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس تشككها حول التزام النظام السوري بالمهلة المحددة لوقف العنف والقتال وسحب الآليات العسكرية من المناطق السكانية، وأشارت إلى مناقشات تجري في أروقة مجلس الأمن لإصدار مشروع بيان رئاسي (غير ملزم) يطالب النظام السوري بالالتزام بتعهداته، ويدعم مهمة أنان. وقالت رايس ان اعضاء مجلس الامن متحدون، «وإذا فشل النظام السوري في الالتزام بخطة انان، فإن ذلك سيدفعنا لتوجيه رسالة قوية الى الاسد».

إلى ذلك، أعلن أمس عن اتفاق بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الأحمر على «آلية للتعاون والتنسيق» لتسهيل مهمة اللجنة الإنسانية بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر في المناطق السورية المتضررة، حسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية السورية.

————-

السوريون يخشون التصعيد قبل انتهاء مهلة أنان

داعل تحت خط النار والمدافع تواصل دك جبل الزاوية * وصول تعزيزات أمنية جديدة إلى الزبداني والقصف يتجدد على حمص

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

يتوقع السوريون ارتفاع وتيرة القمع والعلميات العسكرية للنظام السوري خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد منح الأمم المتحدة مهلة للنظام حتى 10 من أبريل (نيسان) الجاري لسحب قواته خارج المدن ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين. ولم يخيب النظام السوري توقعات مواطنيه، إذ استمرت حملاته العنيفة التي اشتملت قصفا مدفعيا وباستخدام الطيران على أغلب المدن، وبخاصة في جبل الزاوية التي استمرت القوات في دكها بالمدافع لليوم الثاني على التوالي، والزبداني وحمص اللتين شهدتا قصفا عنيفا، وداعل المحاصرة التي تعرضت بدورها إلى اقتحام واعتقالات عشوائية للمواطنين والناشطين.. وهي العمليات التي أدت في مجملها إلى سقوط أكثر من 42 قتيلا.

ولا تزال منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب تتعرض لحملة عسكرية عنيفة تشنها قوات الأمن السورية التي استهدفت أمس مدينتي تفتناز وبنش بقصف مدفعي عنيف، وسط تحليق مكثف للطيران، وفق ما أكده ناشطون سوريون أمس، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير عدد من المنازل.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة وقعت أمس بين الجيش النظامي ومجموعات مسلحة منشقة على تخوم تفتناز، استخدمت خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف، وأسفرت عن مقتل عدد من المواطنين وإحراق منازل عدة، إضافة إلى إعطاب ناقلة جند مدرعة ومقتل وجرح عدد من الجنود.

وفي حين أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى توثيقها سقوط 5 قتلى على الأقل، بينهم طفلة في إدلب، إضافة إلى مقتل ضابط إثر اشتباكات مع «الجيش السوري الحر»، الذي أفاد عن تدميره دبابة للجيش النظامي على بوابة مدينة تفتناز، واصلت قوات الأمن السوري حملتها العنيفة لليوم الثاني على التوالي ضد مدينة داعل في درعا.

وأكد ناشطون أمس لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الأمن نفذت انتشارا أمنيا في المدينة، في ظل قطع كامل لخدمات الكهرباء والإنترنت والاتصالات الخلوية، وإعاقة عملية التجول في المدينة أو الدخول إليها». وأكدت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن «انتشارا أمنيا كثيفا ترافق مع حملة اعتقالات ومداهمات وتفتيش وتخريب للمنازل»، لافتة إلى أنه «تمت محاصرة المدينة ومنع الدخول أو الخروج منها، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة وشن حملة اعتقالات عشوائية».

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «قوات الأمن اقتحمت مدينة داعل، بمصاحبة الدبابات لليوم الثاني على التوالي، وقامت بحملة اعتقالات واسعة، وسط تحليق للطيران الحربي فوق مدينتي الحراك وإنخل». وبث ناشطون على صفحات المعارضة السورية صورا لمظاهرة خرجت صباح أمس في بلدة الصورة في درعا، ندد الأهالي خلالها بمحاصرة المدن الثائرة وقصفها وطالبوا بتسليح «الجيش الحر». كما أشارت شبكة «شام» الإخبارية إلى أن 35 عسكريا من اللواء 61 أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم لـ«الجيش الحر»، أثناء مداهمة الأمن والجيش لبلدة سحم في درعا.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن «اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة إنخل بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات حدثت على ما يبدو نتيجة استهداف لحواجز الجيش النظامي، إلا أنه لم ترد أنباء عن سقوط خسائر بشرية».

وعلى موقع «يوتيوب»، أظهر شريط فيديو قيام مجموعة من الشبان بحرق إطارات على أوتوستراد المزة، وفق ما أوضحه تعليق مرفق به، أفاد بأنه «أحرار شباب المزة قاموا بعملية قطع أوتوستراد المزة قرب السفارة الإيرانية الجديدة تضامنا مع المدن المحاصرة والمنكوبة».

وفي ريف دمشق، ذكر «مجلس قيادة الثورة» أن «عصابات الأمن والشبيحة قامت باقتحام مدينة الزبداني، وشنت حملة اعتقالات عشوائية ودهم للمنازل سرقة للبيوت والسيارات»، كما مشط عناصر الأمن الحارات كافة وسط إطلاق نار كثيف، أدى إلى إصابة عدد من المواطنين. وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية»، في بيان، أن «قوات الجيش النظامي بدأت قصفا عنيفا على مدينة الزبداني في ريف دمشق، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة، وحملة مداهمات واعتقالات وتخريب للمنازل».

من ناحيته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات دارت فجر أمس بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة دوما»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الغربية لمدينة الزبداني، التي وصلتها عشرات الحافلات المحملة بالعناصر». كما حاصرت قوات الأمن السورية بالدبابات والمدرعات قرية هريرة في وادي بردى، ونفذت حملة مداهمات وتدمير للممتلكات.

وفي حمص، تجدد القصف على المدينة القديمة لليوم الرابع والعشرين، باستخدام قذائف الهاون والصواريخ، كما طال القصف أمس الأبنية السكنية في حي الخالدية، في ظل تحليق طيران استطلاع. وتجدد القصف المدفعي على حي البياضة، وأدى إلى مقتل عبيدة العباس وسقوط عدد من الجرحى. وكشفت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» عما وصفته بـ«مجزرة مروعة» ارتكبها الجيش النظامي بحق أهالي حي دير بعلبة في حمص، حيث قصفت المنازل بالأسلحة الثقيلة والمدفعية مما أودى بحياة الكثير من الأشخاص بينهم أطفال، وقالت: إن الكثير من الجرحى حالاتهم حرجة جدا.

وذكرت «لجان التنسيق المحلية» أنه «تم تطويق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين شمالي مدينة الرستن بأعداد كبيرة من الأمن والشبيحة مدعومين بدبابات، وتنفيذ حملات اعتقالات واسعة وإحراق الدراجات النارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية». وفي حين واصلت قوات الأمن والجيش النظامي قصفها للمنازل في مدينة الأتارب في حلب، منذ منتصف ليل أول من أمس، بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، شهدت قرية كفرنبودة في حماه قصفا مدفعيا عنيفا، وسط أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة حول مدينة حماه.

————–

بعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق تدعو لإطلاق سراح ناشطين «بشكل عاجل»

فرنسا: 210 آلاف معتقل و65 ألف مفقود وآلاف القتلى والجرحى ضحايا القمع في سوريا

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

دعت بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق السلطات السورية، أمس، إلى الإفراج «بشكل عاجل» عن الناشط مازن درويش وزملائه الذين تم اعتقالهم في 16 فبراير (شباط) الماضي، معربة عن «قلقها البالغ» على سلامة المعتقلين.. بينما كشفت الخارجية الفرنسية عن أرقام ضخمة تبين المستوى غير المسبوق الذي وصلت إليه عمليات القمع والعنف المستمرة منذ ما يزيد على العام.

وذكرت بعثة المفوضية الأوروبية، أمس، في بيان «محلي»، قالت إنها أصدرته «بالاتفاق مع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي»، أن الاتحاد يدعو إلى «إطلاق المدافعين عن حقوق الإنسان الثمانية على وجه عاجل، كما يدعو إلى احترام حرية المدافعين عن حقوق الإنسان من أجل القيام بعملهم».

وأدان الاتحاد الأوروبي في البيان «استمرار اعتقال رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، السيد مازن درويش، من دون تهم، إلى جانب سبعة آخرين من المدافعين عن حقوق الإنسان».. والمعتقلون السبعة، بالإضافة إلى درويش، هم: هاني زيتاني، وعبد الرحمن حمادة، وحسين غرير، ومنصور العمري، وجوان فرسو، وايهم غزول، وبسام الأحمد.

وأشار البيان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن المعتقلين لا يزالون «رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي، من دون إمكانية التواصل مع الأصدقاء والزملاء وأفراد العائلات أو المحامين»، وأنهم «لم يتهموا بأي جرم رسمي ولم يمثلوا أمام القضاء».. وأعربت البعثة باسم الاتحاد عن «قلقها البالغ على سلامة المعتقلين، لا سيما التقارير المتعلقة بتدهور الوضع الصحي للسيد درويش».

كانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، قد طالبت بـ«الإفراج الفوري» عن مازن درويش ورزان غزاوي وناشطين حقوقيين آخرين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية في مكتب درويش في دمشق في 16 فبراير الماضي.. وأفرجت السلطات السورية بتاريخ 20 فبراير عن الناشطات، لكنها أبقت على الناشطين محتجزين، بحسب أحد الحقوقيين.

ونددت فرنسا، في منتصف فبراير، بتوقيف مازن درويش و15 شخصا من الذين يتعاملون معه حين كانوا في مقر منظمته غير الحكومية، وطالبت السلطات بالإفراج عنه، مشيرة إلى أن «حياته معرضة للخطر».

ومازن درويش، وهو من مواليد 1974، صحافي وعضو في الاتحاد الدولي للصحافيين ومؤسس ورئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، كما يشغل منصب نائب رئيس المعهد الدولي للتعاون والمساندة في بروكسل، وعضو في المكتب الدولي لمنظمة «مراسلين بلا حدود».. كان المركز الذي يديره في دمشق يقوم بنشاطاته من دون ترخيص، وذلك بعد أن أغلقته السلطات قبل 4 سنوات.

في سياق ذي صلة، قالت الخارجية الفرنسية، أمس، إنها توصلت إلى أرقام ضخمة من ضحايا القمع والعنف في سوريا، تبين المستوى غير المسبوق الذي وصلت إليه تلك العمليات المستمرة منذ ما يزيد على العام، موضحة أنها استقت أرقامها من مصادر كثيرة، من بينها الأمم المتحدة والهيئة العليا للاجئين والصليب الأحمر الدولي، وأنها «تتقاسم» هذه الأرقام مع الجهات المعنية في نيويورك وجنيف وبروكسل.

وبحسب الناطق باسم الخارجية، برنار فاليرو، فإن عدد الضحايا تجاوز 10 آلاف قتيل و75 ألف جريح، بينما فقد ما لا يقل عن 65 ألف شخص. أما الرقم المخيف فيتناول عدد المعتقلين الذين بلغوا 210 آلاف شخص، ويمثل الإفراج عنهم إحدى نقاط خطة أنان التي تتضمن ستة بنود. وتفيد الأرقام الفرنسية بأن عدد المهجرين إلى بلدان الجوار وصل إلى 50 ألف شخص موزعين بشكل رئيسي على لبنان وتركيا والأردن.

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستساعد في تمويل مبادرة جديدة لتدريب محققين سوريين على توثيق الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان، وذلك سعيا لضمان محاسبة المسؤولين في حملة القمع المستمرة منذ عام ضد المناهضين للنظام السوري.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أول من أمس، أن الولايات المتحدة ستقدم مبلغا أوليا بقيمة 1.25 مليون دولار لـ«مركز تجميع المعلومات حول المحاسبة في سوريا»، والذي أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر إسطنبول الذي عقد خلال اليومين الماضيين.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة «تقترب خطوة من الاعتراف بأن مرتكبي هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا يجب أن يحاسبوا، وأن الشعب السوري سيقود الطريق».

وقال البيان، إن مركز تجميع المعلومات حول المحاسبة في سوريا سيحتفظ بأدلة عن الانتهاكات، وسيقدم التدريب للمحققين والمحامين وجماعات حقوق الإنسان التي تحقق في الانتهاكات المفترضة.

وشددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند على أن مهمة المركز ستقوم على توثيق الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد، وأيضا عناصر المعارضة. وصرحت نولاند أمام صحافيين، بأن «الهدف من المركز هو تلقي معلومات حول كل أنواع الفظائع أيا كان الجانب الذي ارتكبها». وسيشمل المركز «وحدة ادعاء» للعمل على القضايا المستقبلية التي يمكن أن تنظر أمام المحاكم السورية أو الدولية أو أي محاكم أخرى. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها ستعمل مع المفوضية العليا لحقوق الإنسان وعدد من الدول. وأعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي عن تقديم مبلغ إضافي للمعارضة السورية قدره نصف مليون جنيه إسترليني (نحو 800 ألف دولار)، لاستخدام جزء منه في مساعدة النشطاء على تسجيل الانتهاكات.

———-

«اليونيسيف» تقدم دعما ماليا للأردن لاستضافته طلبة سوريين في مدارسه

بعد أن وصل عددهم إلى نحو 5500 طالب وطالبة

عمان: محمد الدعمه

وقّعت وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، أمس، اتفاقية دعم مالي مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بقيمة 1.6 مليون دولار، بهدف دعم الحكومة الأردنية في تحمل الأعباء الناجمة عن استضافة الطلبة السوريين في مدارس وزارة التربية والتعليم.

وحسب بيان للوزارة، تتضمن الاتفاقية دعم الرسوم المدرسية وأثمان الكتب المقررة والمدارس المستأجرة، ودروس التقوية التعويضية، بالإضافة إلى النشاطات الاجتماعية، للطلبة السوريين في الأردن، الذين وصل عددهم إلى نحو 5500 طالب وطالبة. وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني جعفر حسان أن الاتفاقية تأتي في ظل جهود الوزارة الرامية لدعم قطاع التعليم، وخاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الأردن جراء تدفق السوريين إليها منذ مارس (آذار) 2011، بالإضافة إلى العراقيين المقيمين في الأردن، الأمر الذي يشكل ضغطا كبيرا على مدارس وزارة التربية والتعليم.

من جهتها، قالت ممثلة «اليونيسيف» في الأردن دومينيك هايد «الأردن معروف بحسن ضيافته وكرمه مع المحتاجين، وقد برهن على ذلك مجددا بدعمه للسوريين»، مشيرة إلى أنه من خلال هذا التعاون مع وزارة التربية والتعليم ستساهم «اليونيسيف» في تخفيف العبء على نظام التعليم الحكومي، متيحة في الوقت ذاته للأطفال السوريين مواصلة تعليمهم.

يشار إلى أن الأردن يستضيف حاليا أكثر من 95 ألف سوري فروا إليه منذ اندلاع العنف في بلادهم، وكانت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الأردن أكدت أن أعداد اللاجئين السوريين المسجلين لديها منذ اندلاع الثورة السورية ازداد بشكل غير مسبوق مؤخرا، ليصل إلى 10 آلاف لاجئ، ما بين مسجلين رسميا وآخرين في الانتظار، طلبوا تسجيل أسمائهم.

وأشار ممثل المفوضية في الأردن أندرو هاربر إلى «تزايد ملحوظ في عدد العائلات السورية النازحة إلى الأردن من مدينتي حمص وحماه»، موضحا أن الشهرين الأولين من هذا العام، شهدا تسجيل نحو ألف لاجئ في كل شهر على حدة، ثم تصاعد الرقم في مارس الماضي، حيث تم تسجيل 2000 لاجئ، وتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال الشهر الحالي ليصل إلى 4 آلاف لاجئ.

وقال هاربر إنه مع عبور أعداد كبيرة من السوريين للحدود مع الأردن بطريقة غير شرعية شهد الأسبوع الماضي دخول 400 سوري في يوم واحد، واصفا الوضع في محافظتي المفرق والرمثا المتاخمتين للحدود مع سوريا بالصعب، نظرا إلى الحاجات الماسة للمجتمع المحلي، لا سيما أنه يستضيف اللاجئين السوريين.

وشدد على أن أي دعم دولي للأردن سيكون مقدّرا في الوقت الحالي، مبينا أن ما تحتاجه المفوضية الآن هو رد سريع من المجتمع الدولي. وكانت المفوضية طلبت مؤخرا من دول مانحة تقديم دعم مالي للأردن بقيمة 40 مليون دولار، لمساعدته في تغطية تكاليف استضافة اللاجئين السوريين.

————

اتفاق بين الصليب الأحمر ودمشق على آلية للتعاون.. ووفد الأمم المتحدة في سوريا اليوم

المعلم: سنستمر في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الإغاثية الدولية

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي أمس أن وفدا من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمانة العامة للأمم المتحدة سيصل اليوم إلى دمشق، لبحث آلية تطبيقية لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.. فيما أعلن أمس الاتفاق بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الأحمر على «آلية للتعاون والتنسيق» لتسهيل مهمة اللجنة الإنسانية بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر في المناطق السورية المتضررة، حسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية السورية.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إن الجانب السوري سيستمر في توفير «ما يلزم لإنجاح عمل» اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في سياق «مهمتها الإنسانية، وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري». وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السورية، فإن الاتفاق يهدف إلى «تذليل أي عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الإنسانية المحددة».

وجاء هذا الاتفاق خلال زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر إلى دمشق ولقائه وزير الخارجية صباح أمس، بحضور عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ومديري إدارة المنظمات الدولية وإدارة الإعلام.

وبينما قال المعلم إن سوريا ستستمر في «توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري»، أشار البيان الرسمي السوري إلى أن كلينبرغر أعرب عن «تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة إلى المناطق المتضررة جراء الأحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيها».

كما التقى جاكوب كلينبرغر وزير الداخلية محمد الشعار، وناقش معه «عددا من الموضوعات المتعلقة بطبيعة عمل ومهام اللجنة في سوريا والتسهيلات التي يمكن أن تقدمها الوزارة بهذا الشأن، وخاصة فيما يتعلق باطلاعها على بعض دور التوقيف ولقاء النزلاء فيها، ولا سيما سجن حلب المركزي».

وقال الشعار إن «جميع نزلاء دور التوقيف، المحكومين منهم والذين هم قيد المحاكمة، يتمتعون بإشراف قضائي، وهم متساوون في الحصول على كافة الخدمات الصحية والإنسانية على اختلاف تصنيف جرائمهم».

وعبر الشعار عن ترحيب وزارته «بأي مساعدة أو نصائح متعلقة بالعامل الإنساني يمكن أن تقدمها منظمة الصليب الأحمر بهذا الشأن»، لافتا إلى أن وزارته «تسعى بشكل مستمر إلى اتخاذ كل ما من شأنه تحسين أوضاع السجناء وتقديم كافة الخدمات الصحية والإنسانية لهم وإعادة تأهيلهم فكريا ونفسيا واجتماعيا، وفق طرق مدروسة تسهم في مساعدتهم على الاندماج بالمجتمع وعدم العودة للتفكير السلبي بعد خروجهم من السجن».

وقال البيان الرسمي إن كلينبرغر نوه إلى «سماح السلطات السورية لوفد لجنة الصليب الأحمر بزيارة سجن دمشق المركزي والاطلاع على أوضاع النزلاء فيه في شهر يونيو (حزيران) من العام الفائت، والتسهيلات التي قدمتها بهذا الخصوص»، ونقل البيان عن كلينبرغر قوله: «أكون غير عادل إذا قلت إنكم لم تتعاونوا معنا؛ على الرغم من أن زيارة وفد اللجنة لم تكن ملزمة لكم بالسماح لنا بزيارة السجن».. معربا عن أمله في «إمكانية تكرار مثل هذه الزيارة بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بما يسهم في تأمين أفضل الظروف الإنسانية الممكنة للموقوفين».

ووصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر إلى سوريا أول من أمس في زيارة استغرقت يومين، وقال بيان صادر عن اللجنة إن الزيارة تهدف إلى «توسيع نطاق المساعدات الإنسانية ووقف القتال وزيارة المعتقلين».

وتعد هذه الزيارة هي الثالثة لرئيس اللجنة الدولية منذ يونيو الماضي، حيث سبق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة قام بها في سبتمبر (أيلول)، كما قام بزيارة موسكو في 19 مارس (آذار) لطلب دعم من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول موضوع الهدنة الإنسانية.

وتسعى اللجنة إلى مناقشة كبار المسؤولين السوريين حول قضايا المعونة الإنسانية، وزيارة مراكز الاعتقال ودراسة «التدابير العملية لتنفيذ مبادرة لوقف القتال لمدة ساعتين يوميا»، وأشار البيان إلى «تطور إيجابي طرأ خلال الأسابيع الأخيرة»؛ يتمثل بحصول اللجنة الدولية على تصريح بالوصول إلى العديد من المناطق المتضررة بسبب الاضطرابات.

زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأتي في وقت ينتظر فيه وصول بعثة دولية لحفظ السلام خلال يومين إلى سوريا، حيث أفاد أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أول من أمس بأن «بعثة لحفظ السلام ستتوجه إلى سوريا خلال اليومين المقبلين لبحث آليات عمل المراقبين هناك».. مشيرا إلى أن عمل البعثة سيتمثل في «مراقبة التزام أطراف النزاع في سوريا باتفاق وقف إطلاق النار في حال توقيعه».

من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي أن وفدا من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمانة العامة للأمم المتحدة سيصل اليوم إلى دمشق لبحث آلية تطبيقية لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.

وقال مقدسي في تصريح لصحيفة «الوطن» السورية أمس إن الوفد الأممي سيبحث رؤية مشتركة للتطبيق العملي للخطوات التي تم الاتفاق عليها، مشيرا إلى أن التصور الذي سيتم بحثه يتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري.

وأكد مقدسي جدية سوريا في إنجاح مهمة عنان «إلا أن مهمته لا تنحصر مع الجانب السوري فقط، بل هناك أطراف أخرى، لا سيما الإقليمية منها، تعيق التوصل إلى أي اتفاق»، مضيفا أن دمشق تأمل أن يتمكن المبعوث أنان من الضغط على تلك الأطراف لوقف دعمها وتمويلها وإرسال السلاح إلى الجماعات المسلحة في سوريا.

وعن المهل الزمنية التي أشار إليها أنان في كلمته في مجلس الأمن، قال مقدسي إن دمشق بحالة تداول منظم مع أنان وفريقه، وأن ثمة الكثير من التفاصيل التي يجب الوقوف عندها.. رافضا الإعلان عن تواريخ في الوقت الراهن.

وحول الإعلان عن رصد مساعدات لتسليح المعارضة السورية أكد أن هذا التصرف يستهدف الأمن الوطني السوري من جهة وعرقلة صريحة لمهمة عنان من جهة أخرى.

——–

المجلس الوطني والجيش الحر يشككان في نوايا النظام السوري حول خطة أنان

قالوا: الأسد سوابقه غير مبشرة.. ولو التزم فلن يكون هناك أي مبرر لبقاء عناصرنا المسلحة

بيروت: كارولين عاكوم

شكّك المجلس الوطني السوري والجيش الحرّ، بنوايا النظام لجهة تنفيذ بنود مبادرة المبعوث الأممي – العربي كوفي أنان، واشترطا في الوقت عينه تقيّد النظام بها؛ خصوصا فيما يتعلق بوقف العمليات العسكرية وسحب الآليات من المناطق والأحياء السورية والسماح للتظاهر السلمي وإطلاق المعتقلين.

وهذا ما أكّده العقيد في الجيش السوري الحر، عرفات الحمود الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إذا تقيّد النظام بتطبيق خطّة الأمم المتحدّة، وقام بسحب آلياته العسكرية وقواته من المناطق والمدن والأحياء السكنية، فعندها لن يكون هناك أي مبرّر لوجود عناصر الجيش الحر على الأرض والدفاع عن المدنيين أو إطلاق النار، مضيفا «عندها يفقد هذا النظام سلطته العسكرية الوحيدة التي يرهب الناس بها، ونحن على يقين أنّه في هذه الحالة لن يصمد أكثر من ثلاثة أيام». ولفت الحمود إلى أنّ «التجارب السابقة مع النظام السوري أثبتت أنّه لن يتقيّد بهذه المبادرة، وإعلانه هذا ليس إلا تمريرا للوقت».

من جهته، اعتبر لؤي صافي عضو المجلس الوطني السوري أنّ النظام غير جاد في موافقته على خطّة أنان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «خبرتنا مع النظام السوري تؤكّد دائما أنّه يستفيد من الفرص لكسب المزيد من الوقت، وها هو اليوم يحاول وضع الطابة (الكرة) في ملعب من يسميهم بالجماعات المسلّحة».

وعما إذا كانت المعارضة ستبدأ بتنفيذ قرارات الخطة في 10 أبريل (نيسان) الجاري بحسب ما أعلن أنان، قال صافي: «ليس أمامنا إلا تخطّي هذه العتبة والتجاوب مع خطّة الأمم المتحدة التي تطرح مبادرة للمرّة الأولى، ولا سيّما فيما يتعلّق ببند سحب الوجود العسكري وإدخال المراقبين وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي»، لافتا إلى أنّ تطبيق الجيش الحر لبند وقف العمليات العسكرية، يصبح في حيّز التنفيذ «بعد أن يعمد النظام إلى سحب الآليات العسكرية من المناطق»، مضيفا «وإذا لم يتقيّد بها النظام فعندها ننتقل إلى الخطة (ب)، وهي الطلب من المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا والصين اتخاذ قرار موحّد ضدّ سوريا، لا سيّما أنّ لدينا معلومات تؤكّد أنّ مشاورات جرت بين أميركا وروسيا، تلقّت خلالها الولايات المتحدة وعودا بأنّ روسيا ستدعم عندها قرارا دوليا حازما ضدّ النظام السوري إذا لم يتجاوب مع الخطّة».

وفي حين شكّك صافي بنوايا النظام السوري، أشار إلى أنّه، في حال تمّ تطبيق بنود خطّة أنان، فعندها الشعب السوري سيخرج كلّه لإسقاط النظام سلميا، مضيفا «وعلى هذا النظام أن يختار بين الانتقال السلمي للسلطة أو الدخول في مواجهة وصراع طويل، لا سيّما أنّ نهايته لم تعد طويلة وعليه أن يفهم ويدرك كيفية الخروج من المأزق الذي أوقع نفسه فيه».

وكان دبلوماسيون عاملون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أفادوا أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أعلن أمام مجلس الأمن أن دمشق وافقت على مهلة العاشر من أبريل كموعد لبدء تطبيق خطته، لكنه لاحظ في الوقت نفسه أنه لم يسجل بعد أي تقدم من قبل النظام السوري باتجاه تطبيق هذه الخطة.

وأضاف المصدر نفسه أن الوقف الكامل لأعمال العنف يجب أن يتم خلال الساعات الـ48 التي تلي هذا الموعد، ومن المفترض أن يكون نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد توقف عن إرسال مزيد من جنوده باتجاه المدن وباشر سحب أسلحته الثقيلة من هذه المدن، ليبدأ بعدها بسحب جنوده منها.. على أن تلتزم المعارضة من جهتها بتنفيذ تلك البنود بدورها.

كما دعا أنان مجلس الأمن إلى درس شروط نشر بعثة مراقبين للإشراف على الوضع في سوريا على أن تتمتع بتفويض واسع ومرن.

—————–

رايس: مجلس الأمن متحد في دعم أنان.. وفشل دمشق سيدفعنا لتوجيه رسالة قوية للأسد

إرسال مراقبين يستلزم قرارا بعد وقف القتال

واشنطن: هبة القدسي

كررت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، تشككها حول التزام النظام السوري بالمهلة المحددة لوقف العنف والقتال وسحب الآليات العسكرية من المناطق السكانية بحلول العاشر من أبريل (نيسان) الجاري.. وأشارت إلى مناقشات تجري في أروقة مجلس الأمن لإصدار مشروع قرار رئاسي (غير ملزم) يطالب النظام السوري بالالتزام بتعهداته، ويدعم مهمة المبعوث الأممي كوفي أنان.

وقالت رايس، التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن، في مؤتمر صحافي أمس: «من وجهة نظر الولايات المتحدة فإن ما رأيناه من النظام السوري ليس مشجعا، ويجب على النظام السوري استغلال هذه النافذة. وإذا فشل فإن على مجلس الأمن الرد على فشل النظام السوري بشكل عاجل. ونناقش مع أنان أن يقوم بالإدلاء بشهادته بعد المهلة المحددة في 10 أبريل».

وقالت رايس إن «موقف الولايات المتحدة واضح.. إن العنف الذي يرتكبه الأسد ضد شعبه يجعله غير لائق للاستمرار في منصبه، وإن أيامه في الحكم معدودة. ولا بد من زيادة الضغوط الدولية على الأسد للوفاء بالتزاماته، وفرض العقوبات الدولية، وتشجيع السوريين على تقديم الأدلة لتوفير قاعدة قانونية لمحاسبة الأسد على ما قام به من جرائم».

وحول الخطوات التي سيتخذها مجلس الأمن في حال فشل النظام السوري في الوفاء بتعهداته، وفقا للمهلة المحددة، وتصاعد أعمال العنف والقتل من النظام السوري، أجابت رايس: «لدينا أمل – وليس توقعات – أن يلتزم النظام السوري بتعهداته، وبعد 10 أبريل سيكون علينا مراجعة كيف يمكن لمجلس الأمن فرض وقف القتال ووقف العنف». وأضافت: «من وجهة نظر الولايات المتحدة فإننا قلقون ومتشككون في التزام سوريا». وحول توقع اعتراضات من الجانبين الروسي والصيني، اللذين عارضا صدور قرار يدين سوريا في السابق في مجلس الأمن، قالت رايس: «الوضع مختلف الآن، لأن كل أعضاء المجلس متحدون في دعم مهمة أنان وخطته ذات النقاط الست.. وفي هذا السياق إذا استمر النظام السوري في العنف والقتل فإننا نأمل في خلق مناخ في مجلس الأمن لإصدار رسالة قوية لتغيير وجهة نظر النظام في دمشق». وأضافت: «من وجهة نظر الولايات المتحدة فإن كوفي أنان يواجه مهمة طويلة، ومساندته هي أفضل السبل، ولا بد أن يكون التزام سوريا حقيقيا، ونتفاوض مع مجلس الأمن حول الخطوات المقبلة». وقارنت رايس بين موقفي مجلس الأمن من الوضع الليبي والسوري، وقالت: «من المعروف أن المجلس كان منقسما حول سوريا بشكل مخجل، وقام بأفعال متواضعة لحماية المدنيين السوريين، لكن الوضع الليبي كان مختلفا؛ لأن صدور القرار رقم 1973 الخاص بفرض حظر جوي على ليبيا كان بناء على طلب من الجامعة العربية، ولا يوجد مثل هذا الطلب بالنسبة للوضع في سوريا. كما أن الظروف على أرض الواقع مختلفة في سوريا». وأضافت: «ندرك أن هناك إحباطا لدى الولايات المتحدة ولدى عدد من الدول؛ لإخفاق المجتمع الدولي في التصرف حيال الوضع السوري، لكننا سنواصل العمل».

وحول إرسال بعثة من المراقبين من الأمم المتحدة لمراقبة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار، أوضحت رايس أنه من المفترض أن يقوم النظام السوري بتنفيذ العناصر الثلاثة الأول تحت البند الثاني من خطة أنان، الخاصة بوقف القتال وسحب الآليات من المناطق السكنية، ثم تبدأ الخطوة الثانية من المعارضة خلال 48 ساعة بوقف القتال.

وقالت رايس: «إذا حدثت الخطوتان فإننا سنبدأ في إرسال بعثة لمراقبة آلية وقف القتال». وأوضحت أنه لا يمكن إرسال بعثة مراقبين إلا بقرار يصدره مجلس الأمن، وأن كل الدول الأعضاء متفقون على أنه لا يمكن إرسال مراقبين دون وقف كامل لأعمال القتل، حتى يتم إرسالهم وقيامهم بمباشرة عملهم، موضحة أن «أنان في مناقشاته مع المجلس أوضح أنه سيطلب بعثة مراقبين عندما يكون الوقت ملائما، وسيكون المجلس حينها مستعدا لإصدار قرار لإرسالهم».

وأشارت رايس إلى أن وكالة تابعة للأمم المتحدة وهيئات إغاثة أخرى تحاول مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين على الحدود مع تركيا ولبنان والأردن، كما أكدت أن قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول، المطالب بدعم المعارضة السورية، لا تتعارض مع مهمة أنان، بل إن المؤتمر أعطى دعما ومساندة لمهمة أنان وخطته.

وأوضحت رايس دعم الولايات المتحدة للمعارضة بتخصيص 25 مليون دولار للمساعدات، وتقديم معدات اتصال ومساعدات غير قتالية للمعارضة. وقالت إن «وجهة نظر الولايات المتحدة أن البداية كانت مظاهرات سلمية للتعبير عن الرأي من السوريين، لكن النظام السوري استخدم القوة العنيفة والقمع خلال عام ضد التحركات السلمية للتعبير عن الرأي.. وما بدأ كتحرك سلمي تحول إلى محاولة للدفاع عن النفس واستخدام السلاح للدفاع عن المدنيين». وأضافت رايس: «لا أريد التنبؤ بما سيحدث، لكننا لا نريد رؤية حرب أهلية في سوريا، ونساند – ضمن جهود دولية أخرى – الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة».

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حديثه إلى طلبة وأساتذة جامعة يريفان في أرمينيا، أمس، إن «الحكومة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة في العام الأخير، خصوصا فيما يتعلق برد الفعل غير المناسب على الحركة الاحتجاجية». وأضاف أنه «وجد بين المتظاهرين المسالمين محرضون مسلحون.. ومن الواضح أيضا أن الحكومة السورية تأخرت في إجراء إصلاحات وإن لم يكن التغاضي عن بدء تطبيق بعض الإصلاحات صحيحا».

وتابع لافروف «عندما تقول المعارضة إن استقالة الرئيس الأسد هي السبيل الوحيدة للخروج من الأزمة فإنها تدعو بذلك إلى إراقة الدم؛ ليس لأن أحدا ما معجب بالرئيس الأسد ويرى ضرورة بقائه في الحكم، فهذا ليس مدرجا على جدول أعمال روسيا على الأقل».. وكان لافروف سبق وقال: «إن من يطرح مطلب تنحي الأسد عن السلطة فهو ساذج»، معتبرا هذا «مطلبا استفزازيا».

——————-

سلفة لمساعدة النازحين السوريين تفجر جدلا سياسيا في الحكومة اللبنانية

أبو فاعور لــ«الشرق الأوسط»: النقاش تجاوز مسألة السلفة رغم كونه أمرا إنسانيا بحتا

بيروت: بولا أسطيح

رفضت الحكومة اللبنانية طلب وزارة الشؤون الاجتماعية منحها سلفة لمساعدة النازحين السوريين بقيمة 100 مليون ليرة لبنانية (نحو 67 ألف دولار)، وذلك بعد نقاش حاد تحول إلى جدل سياسي خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بالأمس، كما أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، عن «جو غير مؤيد داخل الحكومة للموضوع انعكس رفضا لتمرير السلفة».

وقال أبو فاغور: «لقد تجاوز النقاش داخل الجلسة مسألة السلفة المطلوبة للبحث في ملف التعامل مع موضوع النازحين السوريين إلى لبنان بشكل عام، وقد تبين، كما كان معلوما أصلا، أن هناك انقساما حادا في وجهات النظر حول كيفية التعاطي معهم».

وشدد أبو فاعور على أن «لا قيمة مادية للمسألة لأن كل المطلوب أن تقدم وزارة الشؤون الاجتماعية المساعدة للهيئة العليا للإغاثة التي لا تمتلك كادرا بشريا واسعا لإتمام واجباتها كما هو مطلوب، لكن النقاش ذهب أبعد من ذلك وتحول سياسيا».

وفيما جزم أبو فاعور أنه «لو عرض طرح الموضوع على التصويت لكان سقط»، نفى أن يكون قد طرح مساعدة أبعد من السلفة كإنشاء مخيمات للاجئين أو غيره، قائلا: «نحن لا نرى مصلحة حاليا بإنشاء مخيمات».

وأمل أبو فاعور «لو مر الأمر من دون حصول تجاذب سياسي، لأن الأمر إنساني بحت وعلى الدولة اللبنانية مسؤوليات في هذا الإطار، كون اللاجئين السوريين على أراضيها»، مشددا على أن «لا تقاعس من قبل المعنيين بمساعدة اللاجئين ولكن الدولة يمكن أن تقوم بأكثر من ذلك»، واصفا الأمور حاليا في هذا السياق بـ«المرضية».

وكانت مصادر في المجلس الوطني السوري كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن «مساع يقوم بها المجلس كما فعاليات منطقة عرسال اللبنانية حيث توجد أعداد كبيرة من اللاجئين لتأمين خيام جاهزة يقطن فيها اللاجئون، خاصة أن الطقس يتحسن وبات يسمح بأن يمكث اللاجئون في خيام». وأوضحت المصادر أن «الجهود التي تبذل في هذا الإطار تضاعفت بعد ارتفاع أعداد السوريين في عرسال لحد لم تعد منازل المواطنين اللبنانية قادرة على استيعابها».

يذكر أن المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقدر عدد اللاجئين في لبنان بـ15 ألفا، 8500 منهم يقطنون في شمال لبنان فيما يوجد 6000 في مناطق البقاع و500 في بيروت. بالمقابل، يؤكد «ائتلاف الجمعيات الخيرية» نزوح أكثر من «27 ألف مواطن سوري إلى لبنان منذ ثلاثة عشر شهرا»، مؤكدا أن الأرقام دقيقة وأحصتها ثلاثون جمعية منضمة إلى الائتلاف.

ويتحدث ائتلاف الجمعيات عن حاجة النازحين السوريين اليوم إلى نحو 2500 وحدة سكنية، وإلى مخيمات أو مجمعات تؤسسها لهم الدولة.

————–

روايات لاجئين سوريين في تركيا والأردن.. حارس سجن ومغن ومعلمة وقائد لمظاهرات دمشق

نفوا وجود طائفية لدى المعارضة.. وقدموا شهادات عن أعمال القمع والقصف الذي تتعرض له مدنهم

أجرى المقابلات : كونستانزي ليتستش في تركيا وفوبي غرينوود في الأردن *

هرب عشرات الآلاف من السوريين من العنف وحملات القمع إلى الدول المجاورة لسوريا، حيث أقاموا في خيام على الحدود. وفي التحقيق التالي الذي أجرته «الغارديان» يتحدث لاجئون سوريون عن الأخطار التي يواجهونها، وماذا يعني بالنسبة لهم ترك منازلهم.. وفي ما يلي رواياتهم.

* أبو علي (42 عاما) من عزمارين اضطر أبو علي (42 عاما) إلى مغادرة منزله في مدينة عزمارين، وهي مدينة صغيرة يقطنها 5.000 نسمة، على مقربة من الحدود، قبل ثمانية أشهر. يمتلك أبو علي في مدينته مساحات شاسعة من بساتين الزيتون ومزرعة يمكنه رؤيتها من فوق التلال على الجانب التركي، لكنه لا يستطيع الوصول إليها. وقال «لو عدت فسوف يقتلونني». كان أبو علي يعمل مغنيا في أعراس المدينة، لكنه بدأ قبل عام في استغلال موهبته في غناء الأغنيات المعادية للأسد، في مظاهرات حماه. كان ابناه يدرسان بالجامعة عندما فر بصحبتهما وزوجته إلى معسكر اللاجئين في تركيا. وتنهد قائلا «سوف أضطر إلى بيع أرضي». ولا يزال أبو علي على اتصال دائم عبر الهاتف مع أصدقائه من سكان عزمارين، فيقول «عطل الجيش السوري تغطية الهاتف الجوال، لكننا جميعا نستخدم شرائح اتصالات تركية (توركسيل) التي تغطي 10 كيلومترات عبر الحدود، بارك الله فيهم». وأشار أبو علي إلى أنهم يقومون خلال الليل بعبور النهر لتهريب الغذاء والمؤن الطبية إلى سوريا، وأن الأفراد يصلون إلى تركيا عبر هذا الطريق أيضا. وأضاف «أنا أساعدهم في ذلك قدر الإمكان، فهم جميعا أبناء بلدي».

للوصول إلى النهر ينبغي عليك أن تخوض في أوحال تصل إلى الركبة، ناهيك عن نقطة للشرطة العسكرية في هاسيباسا، لكن مجموعة من الكلاب فقط هي التي تلاحظ اقتراب الأفراد من الحدود، المحددة فقط بالنهر. على الجانب السوري من النهر أشعل بعض الأشخاص النار. وعلى الرغم من الطقس الربيعي المعتدل، كان الماء لا يزال باردا للغاية، فكان الشباب يتبادلون الأدوار في الغوص، في الوقت الذي يحصل فيه الآخرون على التدفئة. وعندما شاهدوا أبو علي على الجانب التركي سبحوا إلى الجانب الآخر لتحيته. وهم يجلسون القرفصاء على الطين، لا يرتدون سوى سراويل داخلية بيضاء، يروون كيف مات صديقهم.

غرق صديقهم عمر شيخ محمد في العشرين من مارس (آذار) أثناء هروبه من الجيش السوري الذي أحاط بمدينة عزمارين، وقال أحدهم، يدعي نضال، وهو يرتجف «كانت السماء مظلمة وكان الماء بالغ البرودة. وكان محمد مطلوبا من قبل الجيش السوري لأنه شارك في المسيرات المناوئة للأسد، لذا فقد أصابه الرعب وقفز في الماء للوصول إلى تركيا. لكنه لم يكن يجيد السباحة، لأنه كان مرتديا ثيابه كاملة، فقد غرق ولم نتمكن من إنقاذه».

يقول أبو علي إنهم الآن يغوصون بحثا عن جثمان الشاب، ويقول نضال غاضبا لعدم شعور أحد بالمسؤولية «إن والديه يستحقان جنازة على الأقل. سألنا السلطات التركية لكنهم قالوا إن علينا العودة في اليوم التالي. وعندما سألنا السوريين قالوا (دعوه يتحول إلى طعام للأسماك)، ونحن الآن نحاول العثور على جثمانه بأنفسنا، ونخاطر بالغرق كما فعل هو».

* محمد (34 عاما) من إدلب عمل محمد (34 عاما) حارسا في سجن إدلب المركزي لمدة 11 عاما، ويقول «لم أفكر على الإطلاق في الانشقاق حتى العام الماضي». حضر محمد إلى تركيا في ديسمبر (كانون الأول) 2011 بعد الاختباء في الجبال لستة أسابيع. وفي يناير (كانون الثاني) من عام 2012 عاد إلى سوريا للانضمام إلى قوات الجيش السوري الحر، لكنهم عندما تعرضوا للهجوم من قبل قوات الجيش الحكومي فر إلى تركيا مرة أخرى، بملابسه فقط. ونظرا لأن والديه وابنه البالغ من العمر عامين لا يزالون في سوريا فقد طلب عدم ذكر اسمه.

يرى محمد أن الانضمام إلى المقاومة المسلحة كان الرد المتوقع على ما شهده خلال عمله حارسا للسجن. فقال «في أبريل (نيسان) كانت هناك مظاهرات في إدلب، اعتقل خلالها نحو 320 شخصا تم الزج بهم في السجن». وأشار إلى أن هؤلاء المعتقلين تلقوا استقبالا لدى وصولهم إلى السجن المركزي. فعلى طول الـ700 متر التي تفصل بين المبنى والبوابة الرئيسية تعرض المعتقلون للضرب بالعصي، والكابلات الكهربائية وخراطيم المياه». وأكد على أنه لم يشارك «في عمليات الضرب لأنهم جميعا كانوا من سكان إدلب. فكيف يمكنني أن أضربهم؟».

خلال الأسابيع والشهور التالية، شهد محمد عمليات التعذيب والانتهاكات التي تجري داخل السجون، من الضرب والضغط والصعق بالكهرباء. وأشعل سيجارة أخرى وسحب نفسا عميقا، ثم أردف «فقد أحدهم عينه من شدة الضرب. وإذا ما رفض السجناء القول (زعيمنا بشار) يجلسونهم عراة على زجاجات».

قبل أسبوعين نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا يتضمن أساليب التعذيب المنهجي في السجون السورية. وأشار محمد إلى أن العنف كان يوجه ضد قوات الشرطة أيضا إذا ما تجاوزت هذا الخط. وأضاف محمد «حضر أحد الأشخاص إلى السجن للسؤال عما إذا كان ابنه قد اعتقل وأحضر إلى هنا. وبسبب أنني أجبته كانت تلك مشكلة بالنسبة لي، فقد تعرضت للتوبيخ، وسجنت في سجن المعتقلين السياسيين في إدلب ليومين، وتعرضت للضرب هناك. كل ذلك كان لأنني قلت للرجل إن ابنه كان في السجن».

في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2011 صدر أمر اعتقال بحق محمد، لأن قريبا له شارك في المعارضة المسلحة، لذا قرر الفرار للاختباء في الجبال المحيطة بالمدينة، وفي النهاية دخل تركيا في ديسمبر. وعندما انضم إلى الجيش السوري في يناير شهد العمليات العسكرية في إدلب في منتصف مارس. وقال «كانوا يهاجموننا بالدبابات، وأجلوا الناس من منازلهم وأحرقوا كل ممتلكاتهم، وأحرقوا منازل أعضاء المقاومة، وقتل الكثير من الأهالي».

وأضاف «الحمد لله أن السماء كانت تمطر، فلم تتمكن قذائفهم من الوصول إلى مدى بعيد. بهذه الطريقة تمكنا من إنقاذ عدة مئات من القتل». وعلى الرغم من إنكاره أي تحيز طائفي من جانب قوات المعارضة، فإنه من الواضح أنه يمتلئ بالمرارة بشأن مكانة وظيفته، فقال «في الوقت الذي كان ينبغي أن أحصل فيه على ترقية بعد عامين تطلب ذلك أربع سنوات حتى يتم ذلك»، ويبدي محمد اقتناعا كبيرا بأن ذلك إنما يعود لأنه سني. فقال «إنهم يضطهدون السنة في الوقت الذي يحصل فيه العلويون على كل الوظائف الجيدة». يرغب محمد، الذي يقيم الآن في معسكر اللاجئين في تركيا، في العودة إلى سوريا بأسرع وقت ممكن، لأنه يتملكه إحساس قوي بأن «أحدا ما لا بد له من القيام بشيء. فالكثير في سوريا يعيشون في حالة من الفقر. و40 عاما وقت طويل للغاية بالنسبة لأي حكومة».

* رجوى (25 عاما) من جسر الشغور عاد الربيع متأخرا إلى مدينة هاتاي التركية هذا العام، فقد كان هذا هو الأسبوع الأول منذ شهور الذي تتوقف فيه الأمطار. في الحادية عشرة صباحا كان الجو حارا خانقا داخل الخيام في معسكر ألتينوزو للاجئين، على الجانب التركي، لكن الأطفال في الخيام المدرسية، حيث يلتزم المعلمون الأتراك الذين يتحدثون العربية المنهج التركي، يتابعون الدرس بجد.

تزور رجوى (25 عاما) ابنيها، في الرابعة والخامسة من العمر، في الخيمة التي خصصت كروضة أطفال، حيث يتجمع 20 طفلا حول طاولات منخفضة يرسمون ويلونون أو يلعبون بالصلصال. ويعض ابنها الأصغر على شفتيه مركزا أثناء الانهماك في كتاب التلوين. يضم مخيم ألتينوزو 2.000 شخص من بين 17.000 شخص عبروا الحدود السورية، بحسب صوفي آتان، منسق المخيم بوزارة الخارجية التركية.

وصلت رجوى إلى تركيا للمرة الأولى قبل شهرين، وتقول «مكثنا هنا قليلا، ثم عدنا إلى سوريا مرة أخرى. لكن لأن الأوضاع لم تتطور في سوريا عدنا إلى تركيا مرة أخرى قبل شهر. ونحن هنا الآن ننتظر». تتوق رجوى إلى العودة إلى منزلها في جسر الشغور، على الرغم من أنها غير متأكدة مما إذا كان المنزل لا يزال قائما، أم لا. وقالت «سمعت أن نصف منزلنا تحطم، وأن جيراني فقدوا منازلهم، وأن الكثيرين لقوا حتفهم».

وعلى الرغم من أن رجوى لا تشعر بالألفة في ألتينوزو، يحاول آخرون التأقلم مع الظروف قدر الإمكان. فصبيحة، جارة رجوى في المخيم، ذات الأحد والعشرين عاما، والتي تقيم في المخيم منذ 10 أشهر، التقت شريك حياتها هنا. وعلى بعد أمتار قليلة من خيمة رجوى أنشأ شاب يبلغ من العمر 25 عاما من جسر الشغور قفصا لحمائمه الثلاثين التي جلبها معه في أقفاص خلال فراره من سوريا.

بعض الناس هنا أنشأوا مشروعات شبه شرعية للتعيش منها. فهناك خيمتان تبيعان الأغراض وأخرى كمخبز – كتب على الخيمة «مخبز الثورة» – حيث يقول الخبازان إنهما يبيعان الخبز بالأسعار السورية. زوج رجوى ناشط في المعارضة المسلحة، وبمساعدته ومساعدة بعض معارفه تمكنوا من عبور الجبال دون أذى للوصول إلى تركيا. وأوضحت أن الجميع لم يكونوا بمثل حظها، فقالت «كان الكثيرون يرغبون في الحضور إلى هنا، لكنهم خائفون. فالجند يسيطرون على الطرق، التي أصبحت خطرة». أما زوجها الذي يعيش لاجئا في مخيم ألتينوزو، فعادة ما يعبر إلى الجانب السوري لنقل المؤن، وحماية اللاجئين إلى تركيا. فتقول «زوجي مطلوب في سوريا، لكنه لا ينفك عن دخول الأراضي السورية. وفي كل مرة يتركنا أخشى ألا نراه مرة أخرى. نحن نحارب كثيرا. أنا أود منه ألا يذهب إلى هناك، لكنه لا ينصت إلي».

وعلى الرغم من اعترافها بأن السلطات التركية تهتم لأمرهم في معسكر اللاجئين، فإنها غير سعيدة هنا. فتقول «أنا أدعو الله كل يوم أن تنتهي هذه الحرب سريعا، حتى نتمكن من العودة سريعا».

* سلوى من اللاذقية جدران الغرفة عارية إلا من علم سوري تم تجميعه من قصاصات أقمشة وشجرة كريسماس مزخرفة مصنوعة من ورق الكريب. وتقول ريم (17 عاما) ضاحكة «أردت شجرة كريسماس، لذا صنعت واحدة. تحتفل العائلة بكل المناسبات سواء كانت عيد الأضحى أو أعياد الكريسماس». وهي شابة فارعة شعرها طويل، تعمل والدتها سلوى طبيبة نفسية وكانت لديها عيادة خاصة في اللاذقية قبل أن تقرر ابنتاها المراهقتان التنازل عن الشقة التي يستأجرنها وبيع كل ما يملكن والذهاب إلى تركيا في يونيو (حزيران) 2011. وتقول «كانت الأمور تزداد صعوبة وبدأت أخشى على أسرتي». ودخلت كل من سلوى وابنتيها ريم وإسراء (19 عاما) تركيا من المعبر الحدودي الشرعي لامتلاكهن جوازات سفر، حيث أعفت تركيا السوريين من شروط الحصول على تأشيرة دخول تركيا عام 2009، لكن انتهت صلاحية جوازات سفرهن. وتقول سلوى وهي تشعل سيجارة «لا نريد أن نلفت الانتباه هنا. إذا وجدتنا السلطات التركية، فسوف ترحلنا إلى أحد معسكرات اللاجئين». كانت ريم في السنة النهائية من المرحلة الثانوية وقت مغادرتها للبلاد. وتقول «لقد كنت أود الالتحاق بالجامعة ودراسة علم النفس مثل أمي. إن هذا صعب للغاية هنا، لأنني لا أتحدث التركية. ولم أستطع العثور على وظيفة. نحن لا نريد شفقة أو مساعدة من أحد. أريد أن أعمل، لكن لا أحد يرغب في توظيفي».

وأوضحت منظمة العفو الدولية مرارا وتكرارا أن تركيا لا تزال ترفض منح مواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اللجوء، مما يحرم أمثال سلوى وإسراء وريم، الفارين من منطقة صراع، من الوجود في البلاد بشكل قانوني. وتقول ريم «من حقنا أن نعمل أو ندرس أو ندير مشروعنا الخاص. لم يكن بمقدورنا القيام بأي شيء لمدة عام تقريبا». ولا يحظون بنظام رعاية صحية مجاني مثلهم مثل اللاجئين السوريين الآخرين الذين لا يفضلون الإقامة في معسكرات اللاجئين.

منذ أربعة أشهر وجدت إسراء وظيفة في مطعم تعمل فيه لمدة عشر ساعات طوال أيام الأسبوع حتى توفر المال اللازم لمعيشة أسرتها. وتقول ريم «نقضي أنا وأمي جل وقتنا في المنزل، ونتصفح مواقع الإنترنت ونتابع أخبار ما يحدث في سوريا على شاشة التلفزيون». وتقدم سلوى، التي كانت تقيم في حي أغلب سكانه من العلويين في أنطاكية، نفسها وابنتيها كفلسطينيات كإجراء احترازي. وتقول «كان جيراننا في شقتنا القديمة يعلمون أننا سوريون، وفحصت الشرطة أوراقنا مرتين». وتضيف ريم «دائما ما يسألنا الناس في تركيا عما إذا كنا سنة أم علويين. لم أعد أجيب عن هذا السؤال لأنني أقلق من رد فعلهم إذا علموا أنني من السنة. لم يعد أحد يطرح هذا السؤال في سوريا». وتخشى ريم من انزلاق بلدها إلى مستنقع من الحرب الأهلية قريبا. وتضيف «يبدو أن الناس لم يعودوا يهتمون سوى بالطائفة التي ينتمون إليها».

* أم الدين من درعا تعمل أم الدين معلمة وأم لأربعة أبناء. وتركت منزلها في درعا بعد أن تلقت تهديدات بالقتل ووصلت إلى الأردن في منتصف شهر مارس. ألقى نظام الأسد القبض على زوجها في ديسمبر، لكنها تقول إن التهديدات بدأت العام الماضي، حيث توضح قائلة «في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، وجدنا قوات الأمن التابعة لنظام الأسد أمام باب منزلنا. نظرت من النافذة ورأيت عددا هائلا من الرجال المسلحين يرتدون ملابس سوداء. تبين أنهم لم يكونوا جنودا، بل كانوا شبيحة (موالين للأسد). لقد كانوا يدقون على الباب بعنف دفعني إلى فتح الباب فورا، فاندفعوا نحو الداخل وسألوني عن مكان زوجي، فأخبرتهم بأنني لا أعلم، وكنت صادقة، لكنهم نعتوني بالكاذبة. وبدأوا يمزقون الستائر ويحطمون الأثاث». ونصحها أحد الضباط بعد مغادرتهم بإحكام إغلاق المنزل عليها وعدم فتح الباب لأي شخص مرة أخرى. وتستطرد قائلة «بعد ذلك بفترة قصيرة، اتصل بي زوجي وأخبرني بعدم استقبال أي مكالمة ترد من هذا الرقم مرة أخرى. وأثار هذا في نفسي الخوف». وتم إلقاء القبض على زوجها في ديسمبر ولا تعلم عنه أي شيء منذ ذلك الحين.

قررت أم الدين مغادرة منزلها بعدما اجتاحت الدبابات المدينة في وقت متأخر من شهر فبراير (شباط) الماضي. وقالت «تم ذبح العديد من الناس، ومروا عليهم بالدبابات. وعندما كنت في طريق العودة من المدرسة إلى منزل والدتي في ذلك اليوم كانت الدماء تجري في الشوارع. وعندما وصلت للمنزل كان قد تم تدمير أو سرقة كل شيء، وكان من المستحيل البقاء هناك. وطلب مني جيراني أن أعود وأرى منزلي، وقد ذهبت بالفعل للحصول على بعض الأشياء، لكني لم أجد أي شيء، كما لم يكن أمامي سوى الهروب إلى الأردن».

وفي إحدى الليالي الباردة سافرت أم الدين هي وأربع أو خمس عائلات، بما في ذلك الأطفال والنساء، من دون أن يأخذوا معهم أي شيء. وعن ذلك تقول أم الدين «مشينا عبر الحقول، وما إن وصلنا إلى حدود درعا، حتى أخبرنا الشباب بأنه يتعين علينا السير خلال الكيلومتر المقبل نحو الحدود في صمت تام. وعندما سألت عن السبب وراء ذلك، لا سيما أننا نصطحب بعض الأطفال، قيل لنا إن أعالي الجبال تكتظ بالجنود التابعين للنظام، ولو سمعوا أي صوت فسوف يطلقون النار بشكل فوري، وهو ما قد يعرضنا جميعا للقتل. واعتقدنا أننا سوف نلقى حتفنا، ورفضنا التوقف لأخذ قسط من الراحة. وساعدني الشباب في حمل أطفالي، وكان يتعين علينا عبور الجبل، ثم وصلنا إلى سور من الأسلاك الشائكة، وكنت أحمل اثنين من أطفالي الصغار، في حين كان الطفلان الآخران يسيران أمامي. ولم يتمكن الطفلان من عبور السلك الشائك، وكانا خائفين من أن يناديا علي لمساعدتهما. وعندما عبرت السلك الشائك لم أتمكن من العثور عليهما، ولذا عدت مرة أخرى إلى الأراضي السورية للبحث عنهما، وكانا يناديان علي بصوت خافت ويقولان «أماه، ساعدينا، لقد وقعنا في الأسلاك». ووجدتهما في نهاية المطاف وخلصتهما مما كانا فيه بأقصى سرعة ممكنة، ثم عدت لحمل الطفلين الأصغر، وطلبت من الطفلين الآخرين أن يمسكا بثوبي حتى لا أفقدهما مرة أخرى».

وكان الجنود الأردنيون في انتظارهم، وتقول أم الدين «سألني نجلي، وهو في الثالثة والنصف من عمره، قائلا: لماذا يعطينا هؤلاء الجنود الشاي، في حين أن الجنود في المنزل يقتلون الناس؟.. وأجبته عليه قائلة: لأنها سوريا». وأضافت أم الدين «لم يذهب أولادي للمدرسة لمدة عام كامل، ولم يتمكنوا من اللعب في الشارع لمدة عام كامل. وفي درعا، كانوا يشعرون بحالة من الذعر طوال الوقت. إنني أعتزم بداية حياة جديدة هنا، كما أعتزم محو الاثنين وثلاثين عاما التي عشتها من حياتي، ونسيان أي شيء حدث فيها. إنني أصلي وأدعو الله أن أرى زوجي مرة أخرى، كما أدعو له ولكل المعتقلين».

* أبو شادي (40 عاما) من دمشق هناك أيضا أبو شادي، وهو متزوج من ثلاث سيدات وكان يعمل في وزارة الري والمياه السورية في دمشق، وقيل إنه وشقيقه كانا يقودان الاحتجاجات في ضاحية على مشارف العاصمة السورية دمشق. ونتيجة لهذا النشاط أصبح أبو شادي أحد المطلوبين للحكومة السورية، وهرب إلى الأردن في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، ويعيش الآن في عمان مع شقيقه الأكبر.

ويقول أبو شادي «في مساء أحد الأيام كنت أنا وشقيقي نشاهد الأخبار التي كانت تتحدث عما حدث في تونس وفي مصر، وقال المعلقون إن سوريا ستكون البلد القادم لتلك الاحتجاجات. ونظرنا لبعضنا بعضا وقلنا: لماذا لم نقم بذلك؟». وقال أبو شادي إنه لم يكن يجرؤ، قبل الثورة السورية، أن يتحدث في الأمور السياسية، حتى مع شقيقه، لكن الثورة في تونس وفي مصر قد غيرت ذلك. وأضاف «لقد نجحت الثورة في مصر وتونس في إسقاط الحكومات هناك في غضون أسابيع قليلة، واعتقدت أن الأمر سيستغرق عندنا 20 يوما، وكان هذا تصورنا في البداية، لكننا وصلنا لمرحلة يقومون فيها بقتل الأطفال الصغار».

في البداية، لم يكن الأمر يتعدى مجرد الكتابة على الجدران، ثم نجحت أول مسيرة في جذب بضع عشرات من الأشخاص، لكنها كانت مثل «أحجار الدومينو»، على حسب تعبير أبو شادي، الذي أضاف «شهدت الجمعة التالية مسيرة من 2.000 شخص، وكنا نصرخ وكانوا يردون بإطلاق النار، وكانوا يشعرون بالخوف على الرغم من أنه لم تكن لدينا أي أسلحة».

والآن تحيط الفرقتين الثالثة والرابعة بتلك المدينة التي كان يعيش فيها نحو 23.000 شخص، لكنها «أصبحت الآن خاوية على عروشها ولم يعد هناك سوى الأطفال والعجائز، بعدما هرب الآخرون». وقد هرب أبو شادي في شهر أكتوبر، ولحق به بقية أفراد عائلته. ويقول أبو شادي «أتيت إلى هنا بالطرق الشرعية. وعلى الرغم من أنني بعيد عن سوريا، فإنها لم تغب عن ذهني لحظة واحدة، ولا أستطيع العيش من دون سوريا. وسوف نعود إليها لا محالة، إن شاء الله. كل ممتلكاتنا، وكل شيء، هناك في سوريا، ولذا سوف أعيش هنا لمدة شهر أو شهرين ثم أعود مرة أخرى. كنت ناشطا قبل الثورة، وما زلت ناشطا هنا في الأردن، وأقوم بكل ما أستطيع القيام به لتقديم المساعدة. إنني أقوم بأشياء عديدة، لكني لا أريد أن أتحدث عنها الآن، لأنه ليس من الضروري الحديث عنها». واختتم أبو شادي حديثه قائلا «إنني أريد حكومة منتخبة من قبل الشعب، حكومة ديمقراطية وعادلة. ويجب تقديم كل الذين شاركوا في عمليات التعذيب إلى المحاكمة، لأن هذا هو العدل».

* باتفاق خاص مع «الغارديان»

* تم تغيير بعض الأسماء بناء على طلب ممن أجريت معهم المقابلات الشخصية

————————–

                      رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: لا نناقش فكرة تنحي الأسد.. وإنما دعم مهمة أنان لوقف نزيف الدم

قال: طلبنا من المبعوث شهادته بعد انتهاء المهلة المحددة للنظام السوري

واشنطن: هبة القدسي

استبعد ناصر عبد العزيز الناصر، رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مناقشة فكرة تنحي الرئيس بشار الأسد وإعطاء صلاحياته لنائبه، وفقا لمقترحات الجامعة العربية السابقة، وقال: «نحن لا نقول هل يترك الرئيس الأسد منصبه أم لا، فالهدف من مشروع القرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 فبراير (شباط) الماضي – بتفويض كوفي أنان كمبعوث خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية – هو وقف نزيف الدم ووقف القتال والبدء في عملية سياسية». وأضاف الناصر، خلال مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة أمس: «نحن لا نضع العربة قبل الحصان، بل نريد وضع الحصان أمام العربة، نريد وقف القتال ثم البدء في الحوار، ونأمل أن تؤدي خطة أنان ذات النقاط الست إلى وقف سفك الدماء والمحافظة على أرواح المدنيين والبدء في حوار سياسي يؤدي إلى حوار وطني يتيح موافقة الشعب السوري على ما يريده من شكل الحكومة ومن الرئيس».

وأبدى رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة قلقه من الوضع في سوريا، وأشار إلى مناقشات تجري بينه وبين المبعوث الأممي كوفي أنان ليقوم بإعطاء شهادته أمام الجمعية العامة خلال يومي 12 أو 13 أبريل (نيسان) الحالي، وقال الناصر: «بحلول 10 أبريل ستنتهي المهلة المحددة للنظام السوري لوقف القتل وسحب كل الآليات العسكرية من المناطق السكنية، والعالم يراقب ما سيحدث.. وللأسف تصلنا تقارير بأن القتل مستمر، ويجب وقف جميع أشكال العنف والقتل».

وأوضح الناصر أنه يجب الانتظار حتى انتهاء المهلة، نافيا مناقشة فكرة تمويل المعارضة السورية. وقال: «نحن نناقش كيفية مساندة ودعم مهمة كوفي أنان ومدى التزام الحكومة السورية بها، وقد تحدثت للمبعوث الخاص وطلبت منه تقديم إفادته أمام الجمعية العامة؛ لأن التفويض بمهمته جاء من الجمعية العامة». وأوضح الناصر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست لها علاقة بقرارات مؤتمر أصدقاء سوريا بإسطنبول، وأن الجمعية في انتظار إفادة أنان بعد انتهاء المهلة ليقول هل نجح في مهمته أم فشل.

وحول قلق الجمعية العامة من تضاؤل فرص نجاح كوفي أنان في تحقيق مهمة وقف القتال في سوريا، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: «مهمة كوفي أنان ليست سهلة، بل معقدة.. لكن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يظل صامتا أمام ما يحدث. والجمعية العامة للأمم المتحدة لديها ثقة كاملة في قدرات كوفي أنان وخلفيته، وهو في مواجهة تحدٍّ كبير». وأضاف الناصر: «من حديثي مع أنان، أرى أنه متفائل أن شيئا ما سيحدث».

——————

قوات الأسد تستقدم تعزيزات وتحرق منازل

وتشتبك مع “الجيش الحر” في مناطق عدة

تواصلت الاشتباكات بين قوات الأسد و”الجيش السوري الحر” وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق السورية أمس مع استقدام النظام لعناصر إضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعمليات إحراق منازل المواطنين في غير منطقة.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، تعرضت قرية تفتناز التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر “الجيش الحر”، الى قصف عنيف من مدفعية قوات الأسد.

وتسبب القصف والاشتباكات العنيفة المستمرة والتي تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة القذائف، بإحراق منازل عدة.

ووصلت صباح أمس عشرات الحافلات العسكرية المحملة بعناصر الجيش الى مدينة داعل في محافظة درعا.

وعلى الإثر، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات، وأقدمت على إحراق سبعة منازل.

وقال الناشط في درعا سيد محمود في اتصال عبر “سكايب” إن “الوضع متوتر جداً في داعل منذ أمس”، مشيراً الى إحراق منازل أول من أمس أيضاً وإرسال تعزيزات أمس. وأضاف أن قوات النظام “في إطار سياستها الهادفة الى تجويع الناس، تهاجم المنازل وتدمر المؤن، وتدخل الى الأفران وترمي عجين الخبز في الطرق”، مشيراً الى قطع التيار الكهربائي 15 ساعة في اليوم.

وكانت اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء في مدينة انخل في درعا بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة.

وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الى أن الاشتباكات حدثت “على ما يبدو نتيجة استهداف لحواجز الجيش النظامي”.

في ريف دمشق، أشار المرصد الى اشتباكات وقعت فجر أمس بين القوات النظامية ومجموعات منشقة عنها في مدينة دوما.

وقال إن قوات الأمن تنفذ “حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الغربية لمدينة الزبداني” التي وصلت اليها “عشرات الحافلات المحملة بالعناصر” صباح أمس.

وبثت “لجان التنسيق المحلية” على موقع “يوتيوب” مقاطع فيديو تبين قيام مجموعة من الشباب بإحراق إطارات على عرض الطريق العام في حي المزة في دمشق، “تضامناً مع المدن المحاصرة والمنكوبة”، بحسب ما جاء في التعليق على الشريط.

كما بثت اللجان مقطعاً مصوراً آخر يبين إحراق إطارات قالت إنه في منطقة نهر عيشة على الطريق الدولي الواصل بين دمشق ودرعا.

في محافظة حماه (وسط)، أفاد المرصد أن القوات التابعة للنظام نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي، وحملة مداهمات واعتقالات وإحراق منازل في قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين في الريف الجنوبي.

وأسفرت أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) 2011، عن مقتل 10108 أشخاص منهم 7306 مدنيين، و2802 عسكرياً بينهم 554 منشقاً، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

(أ ف ب)

—————-

واشنطن: لا نرى أيّ دليل على وفاء الأسد بالتزاماته الدوحة: ما عدنا نثق بوعود نظام دمشق

اردوغان: صمت مجلس الأمن يدعم الظالم

هاجم رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مجلس الأمن الدولي بقوة أمس، معتبراً أن صمت المجلس حيال ما يجري في سوريا “دعم غير مباشر للظالم”، في وقت لم تر الولايات المتحدة أيّ دليل على وفاء بشار الأسد بالتزاماته، وقالت قطر إنها لم تعد تثق بوعود الرئيس السوري الذي لم يوقف قصف المدن والمدنيين موقعاً عشرات القتلى والجرحى في تصعيد تزداد وتيرته كلما اقتربت مهلة العاشر من الشهر الجاري من نهايتها قبيل وصول طليعة فريق دولي إلى سوريا لإعداد خطة لنشر المراقبين على الأرض.

رئيس الوزراء التركي الذي قال أمس “نحن قدمنا وعداً للشعب السوري الذي لن نتركه وحيداً”، جدد انتقاده لمجلس الأمن الدولي لإخفاقه في التحرّك حيال سوريا، معتبراً أن الصمت هو بمثابة دعم غير مباشر للقمع.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن اردوغان قوله في الاجتماع الأسبوعي لكتلة “حزب العدالة والتنمية” البرلمانية إن “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح دعماً غير مباشر للظالم. الانتظار وتضييع الوقت يؤدي الى قتل المزيد من الشعب السوري يومياً ويساوي دعماً للقمع”.

وكان اردوغان انتقد خطة أنان لأنها لم تطلب تنحّي الأسد، قائلاً ان أي خطة “تضع الجهة التي تمارس القمع والجهة التي تتعرض للقمع في الفئة نفسها لن تقود سوى إلى تمديد العنف”، ولكنه أشار إلى أن العالم فقد الثقة بالأسد، مشدداً على أن تصديق وعوده سيمنحه “المزيد من الوقت لارتكاب المجازر”.

وأكدت الولايات المتحدة أمس انها “لا تملك اي دليل” حتى الآن يثبت ان النظام السوري يفي بوعده بالبدء في تطبيق خطة الموفد الدولي – العربي الى سوريا برغم التزام دمشق البدء في تنفيذها “على الفور”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “قيل لكوفي انان ان الاسد سيباشر الوفاء فورا بالتزاماته بالانسحاب من المدن”، وأضافت “اريد الاشارة هنا الى اننا لم نر اليوم (أمس) اي دليل يثبت انه قد وفى بأي من التزاماته”. وتابعت “سنحكم على هذا الشخص بناء على افعاله وليس اقواله”.

وأكدت رئيسة مجلس الأمن الدولي السفيرة الأميركية سوزان رايس في مؤتمر صحافي بمناسبة تولي بلادها رئاسة مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، أن هناك مشروع بيان رئاسي بشأن سوريا يتم التفاوض بشأنه حالياً “يهدف إلى تقديم دعم إضافي لخطة أنان، كما يؤكد أهمية التزام الحكومة السورية بإيقاف إطلاق النار على المدنيين اعتبارا من 10 نيسان (أبريل) الجاري وفقا لخطة من ست نقاط”، ولكنها قالت إنها “لا تشعر بالتفاؤل إزاء تصرفات الحكومة السورية نظرا لما رأيناه خلال الشهور الماضية”.

وطالبت رايس المجلس بالتحرك “السريع جدا والصارم” اذا لم يف النظام السوري بوعوده بسحب قواته من المدن قبل العاشر من نيسان (ابريل) الجاري، مضيفة “اذا استخدمت الحكومة السورية هذه المهلة لتكثيف العنف بدلاً من تخفيفه، سيكون على مجلس الامن الرد على هذا الفشل بسرعة شديدة وبصرامة”.

وتوقع مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة السفير جيرارد أرو أن يتم التصويت على بيان رئاسي جديد بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي غداً الخميس. وقال السفير الفرنسي أمس، “لقد تم توزيع مسودة البيان الرئاسي بعد ظهر اليوم (أمس) على أعضاء مجلس الأمن..، ونأمل أن يكون التصويت على القرار يوم الخميس”.

وطلب أنان بحسب ديبلوماسيين، من مجلس الامن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار في سوريا.

وأعلن فوزي أحمد المتحدث باسم انان أمس ان فريقا من الامم المتحدة من خمسة الى ستة اشخاص سيتوجه الى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين، مشيرا الى “الحاجة الى قرار من مجلس الامن الدولي ووقف للعنف قبل نشرهم”.

وشككت قطر امس في عزم الحكومة السورية الالتزام بخطة انان. وتمنى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية أن “تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة انان، لكن لم يعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية”. وتابع “الى الآن لم نر ان الحكومة (السورية) استجابت لأي نقطة..، الوضع في سوريا لا يسر عدواً ولا صديقاً”.

وفي سوريا استمرت أمس عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق بمشاركة قوات نظامية معززة بحسب مراقبين وناشطين.

ونددت منظمة العفو الدولية في تقرير لها صدر أمس، باستمرار حملة القمع في سوريا برغم الوعد الذي قامت به السلطات السورية بالبدء فورا بتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص ولا سيما سحب القوات العسكرية من المدن.

وقتل 38 شخصاً في اعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا أمس بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر يزور دمشق ويحصل على وعد من السلطات السورية بتسهيل ايصال مساعدات الى المناطق المتضررة وزيارة اللجنة للسجون.

وتم الاتفاق خلال اجتماع بين وزير الخارجية وليد المعلم ورئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر الذي يزور سوريا. وأفاد البيان أنه “تم الاتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السوري من جهة ووزارة الخارجية والمغتربين من جهة اخرى، بغية تذليل اي عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الانسانية المحددة”.

واستقدم النظام أمس قوات اضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا بحسب المرصد السوري، وإلى محيط الرستن في محافظة حمص وبلدة ابطع في درعا بحسب ناشطين.

وذكر المرصد ان عشرة مدنيين قتلوا في قصف واطلاق نار في احياء عدة من مدينة حمص في وسط سوريا، كما قتلت امرأة وابنها في مدينة القصير، وثلاثة اشخاص في بلدة الضبعة في محافظ حمص. وتعرضت مدينة الرستن في المحافظة لقصف عنيف صباحا بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر.

وفي محافظة ادلب، قتل خمسة مواطنين في اطلاق نار وقصف في قرية تفتناز التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت عن مقتل سبعة جنود واربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى، بحسب المرصد السوري.

وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي، وآخر في مدينة معرة النعمان، بحسب المرصد. وقتل ثلاثة مدنيين وجنديان في اشتباكات في بلدة ابطع، بحسب المرصد.

وشهدت مناطق عدة اشتباكات عنيفة بين المنشقين والجنود النظاميين، بالاضافة الى حملات دهم واعتقال واحراق منازل من جانب قوات النظام.

وافادت لجان التنسيق من جهة ثانية عن تظاهرات متعددة مناهضة للنظام سارت أمس في حي العسالي في دمشق وفي البيضا في بانياس، وفي كلية الآداب في محافظة الحسكة، وفي حي الباب في مدينة حلب، وووجه بعضها بالقوة من اجل تفريقها.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا)

———-

طلائع المراقبين الدوليّين في دمشق

اتفاق بين سوريا والصليب الأحمر على «التعاون والتنسيق»… ورياض الترك يناشد المعارضة السير بخطة أنان

أوحت الصورة الأولية في سوريا أن العدّ العكسي لتاريخ العاشر من نيسان الجاري يسير بحذر شديد. التسوية المرفوضة من البعض في الداخل والخارج، باتت مقبولة من أطراف سورية وخارجية وازنة في المشهد. أما ميدانياً، فلا يزال الوضع متقلباً

دخلت مهلة العاشر من نيسان، التي وافقت عليها دمشق لتنفيد خطة المبعوث المشترك بين الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، مرحلة الجدّ، مع ترقُّب وصول وفد تحضيري لمراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا اليوم، وإبلاغ دمشق موسكو عن بدء تطبيق خطة أنان القائمة على سحب الجيش والسلاح الثقيل من المدن ووقف إطلاق النار، وهو ما بدا أنه بدأ ينعكس ميدانياً مع تسجيل انخفاض نسبي لعدد قتلى يوم أمس، رغم تأكيد المعارضة استمرار العمليات العسكرية.

في غضون ذلك، سجّل القيادي المعارض الشيوعي البارز، رياض الترك، أحد رموز «المجلس الوطني السوري»، موقفاً لافتاً في دعوته إلى الموافقة على خطة أنان المؤلفة من 6 بنود، أبرزها العمل من أجل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون، وقف جميع عمليات القتال، وإبرام هدنة لإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية الأحداث. تطورات قابلتها قطر بالتشكيك في نية النظام السوري الالتزام ببنود خطة السلام، وتحميل تركيا الأمم المتحدة مسؤولية «دعم القمع» في سوريا.

وقد أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية، جهاد مقدسي، أن وفداً من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمانة العامة للأمم المتحدة، سيصل اليوم الأربعاء إلى دمشق لبحث آلية تطبيقية لمهمة أنان. وفي السياق، أشار المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي، إلى أن «فريقاً طليعياً من ادارة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية»، تشير المعلومات إلى أنه سيتألف من ستة عسكريين ومدني لمراقبة شروط نشر مراقبين ميدانياً، «سيصل خلال 48 ساعة إلى سوريا لمناقشة عملية نشر مراقبين لوقف اطلاق النار في سوريا».

وفي السياق، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف تبلّغ من السفير السوري في موسكو رياض حدّاد، أن دمشق «بدأت بتنفيذ التزاماتها بموجب مبادرة أنان». بناءً عليه، «رحّبت وزارة الخارجية بقرار السلطات السورية باتخاذ الخطوة الأولى وسحب القوات من البلدات والمدن». وشدّد بوغدانوف على ضرورة الحصول على «ردّ ملائم من المعارضة السورية وجماعاتها المسلحة، بما في ذلك الإعلان صراحة عن دعم خطة أنان واتخاذ خطوات عملية تجاه تطبيقها». وقد مالت تصريحات الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي نحو المنحى الرافض للتدخل العسكري في سوريا، رغم إعرابه عن ثقته بأنه «على الامم المتحدة أن تجبر سوريا على إنهاء العنف»، لافتاً إلى أن الجامعة العربية «لا تؤيد التدخل العسكري في سوريا».

أجواء «ايجابية» قابلتها مندوبة الولايات المتحدة، رئيسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، سوزان رايس، بالتشكيك. وقالت، في مؤتمر صحافي عقدته في نيويورك أمس، إن الرئيس بشار الأسد «يواجه وقتا محدودا للأسف، وهو لا يصلح للحكم». وشددت على أهمية المحاسبة متوعدة بزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية والقانونية على سوريا. وأكدت أن حكومة بلادها ستواصل دعم المعارضة وتدريب أعضائها على جمع القرائن الجنائية من أجل الملاحقة القضائية لأركان النظام. وأكدت أنها ستواصل دعما ماليا وسياسيا وبواسطة معدات كالاتصالات المتطورة لتحقيق ذلك نظرا لأن القوات السورية ضاعفت مما وصفتها العمليات الهجومية. ووصفت أعمال المعارضة بأنها أفعال دفاعية. وأكدت أن مجلس الأمن سيتبنى، ربما اليوم، بياناً رئاسياً يدعم مقترح كوفي أنان لوقف النار.

الدوحة أيضاًَ شككت في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة المبعوث الاممي ــ العربي. كلام جاء على لسان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الذي أوجز موقف حكومته بالقول «أتمنى أن تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة انان، لكن لم يعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية». وتابع «حتى الآن، لم نرَ أن الحكومة (السورية) قد استجابت لأي نقطة».

بدوره، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن الدولي بـ«دعم القمع الذي يتعرض له الشعب السوري بصورة غير مباشرة». وقال «من خلال عدم اتخاذه قراراً، يدعم مجلس الامن بشكل غير مباشر القمع. الوقوف مكتوف الأيدي بينما يموت الشعب السوري كل يوم هو دعم للقمع».

وفي ظل عدم إعلان «المجلس الوطني السوري»، موقفاً رسمياً من تطورات خطة أنان، دعا رياض الترك فصائل المعارضة السورية إلى القبول بالخطة «من أجل حقن دماء السوريين»، كما دعا إلى حوار وطني تشارك فيه شخصيات من النظام «ممن لم تلوث أيديهم الدماء». وقال الترك، في بيان، إن «حرصنا على وصول الثورة السورية الى أهدافها، وإدراكنا لضرورة ايقاف مسلسل القتل والمجازر واستباحة المدن والقرى وتهجير سكانها الذي تقوم به القوات التابعة للنظام، يدعواننا اليوم الى القبول الاولي لبنود خطة كوفي انان». وبموازاة ذلك، كشفت وكالة «فرانس برس» أن مساعد أنان ناصر القدوة حصل على موافقة كل أطراف المعارضة السورية على خطة أنان.

وقد انعكس التعاون الدولي مع سوريا على اتفاق تمّ إبرامه بين دمشق واللجنة الدولية للصليب الأحمر ممثلة برئيسها جاكوب كلينبرغر الذي يزور سوريا. ونص الاتفاق على «آلية للتعاون والتنسيق» لتسهيل مهمة اللجنة الانسانية بالتنسيق مع منظمة الهلال الاحمر في المناطق السورية المتضررة، بحسب بيان لوزارة الخارجية السورية.

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن مقتل 29 شخصاً في مدينة حمص وريفها وإدلب وريفها، من بينهم سبعة من عناصر الجيش النظامي، إضافة إلى تسجيل «المرصد» المعارِض حصول حملات اعتقالات وحرق وقصف لعدة مدن ومناطق بينها دوما والزبداني في ريف دمشق.

(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

——————

سوريّون موالون للأسد ومعارضون لـ«البعث»

تثير ظاهرة انتشار فئة من الشباب السوري المؤيد للرئيس بشار الأسد، ومعارض لكل ما عداه، انتباه المراقبين. الأسباب متعددة، وبعضها يكمن في النظر إلى اختلاف العقليات بين الأسد والمحيطين به

تمام عبد الله

دمشق | «منحبك»؛ عبارة ارتبطت في سوريا باسم الرئيس بشار الأسد، ويعود تاريخها إلى 2007 في الاستفتاء على تولّيه رئاسة الجمهورية لولاية ثانية. وفي العام الماضي، رفع الموالون للنظام هذه الكلمة استمراراً في تأييدهم الأسد، لكن منذ اندلاع انتفاضة 15 آذار 2011، بات للكلمة مدلول جديد بالنسبة إلى البعض؛ هو بعضٌ بات يعرّف نفسه بأنه مؤيد للأسد شخصياً، ومعارض لحكم حزب البعث العربي الاشتراكي، بعدما بات الكثير من الشباب الموالين يميّزون بين دعمهم للرئيس، ورفضهم لحزبه، حتى ولو كان الأسد هو نفسه الأمين العام للحزب.

ضمن جلسة في أحد مقاهي دمشق تضم شباباً من الموالين الذين لا تغيب صورة الرئيس والأغاني المؤيدة له عن هواتفهم، يبدأ الحديث من انتقاد الفساد المتفشّي، وصولاً إلى حكم البعث؛ ومَن لا يعرف أن الجالسين هم من الموالين، يعتقد للحظة أنهم معارضون أكثر من المعارضين أنفسهم، بما أنه بالنسبة إلى هؤلاء، يختلف الرئيس عن معظم البعثيين. ليلى، إحدى الفتيات المشاركات في هذه الجلسة، ترى أن قرب الرئيس من الناس هو ما دفع إلى خلق هذه العلاقة، بينما يبقى الكثير من البعثيين جالسين في مكاتبهم، حتى «تشعر حين تلتقيهم بأنهم أعلى من الرئيس نفسه». يذهب الحديث نحو هذا التمييز؛ فالجميع يدركون، بحسب رأيهم، أن الرئيس «صادق في الإصلاحات»، ولكنه «كان محاطاً بعقليات كانت تمنعه من تنفيذها»؛ بالنسبة إلى هؤلاء، إن الأسد، القادم من العقلية الأوروبية، يختلف كلياً عن عقلية سلطة المكاتب الموجودة لدى معظم العاملين في الحقل السوري العام. وبرأيهم، إنّ أولى الإصلاحات التي يجب القيام بها هي «إبعاد هؤلاء الواقفين بوجه الإصلاح». تعلو أصوات الجالسين حين يتحدثون عن الوزراء السابقين وبعض الحاليين منهم، فيبدأ إخراج الملفات التي يعرفونها عنهم؛ هكذا، يفتح موسى، أحد العاملين في إحدى الدوائر الحكومية، نيرانه على فساد المؤسسة التي يعمل فيها، ليختم حديثه بالسؤال: «هل علينا أن نطلب من الدكتور بشار أن يحضر في أوقات الدوام حتى يلاحق الموظفين؟ والله هذا ظلم بحقه».

أما كنان، فهو أحد الناشطين في المجتمع المدني والأهلي، ويكشف عن سبب تأييده للرئيس السوري بالإشارة إلى أنه «لا يمكن أن نظلمه (الأسد) نتيجة أخطاء الآخرين». ويلفت إلى أن «الأمانة السورية للتنمية التي تشرف عليها السيدة الأولى أسماء الاسد، تُعد خطوة مهمة في تنمية المجتمع السوري، ولكن هذه المؤسسة المدنية لا يمكنها أن تأخذ دور الحكومة». ويعرب كنان عن ثقته بأنّه «قد لا يناسب البعثيين أن يكون هناك نشاط للمجتمع المدني، لأن هذا قد يؤثر على حضورهم بين الناس». ويشدد كنان على أهمية «تفعيل دور المحاسبة بدل تحميل الرئيس الأسد كل أخطاء المسؤولين».

في المقابل، فإن سلمى، وهي من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، لا تخفي أنه يصعب عليها أن تفصل بين الرئيس وحزبه، وبالتالي «يجب علينا ألا ننسى أن الرئيس بشار هو الأمين العام للحزب».

ويلاحظ المراقب أن الخوف الموجود لدى الكثير ممن يعدّون أنفسهم غير مؤيدين بنحو قاطع للنظام، هو من نظرتهم لهيكلية الدولة في سوريا، بما أن الحزب والدولة وما بينهما من تفرُّعات في المجال الأمني والاقتصادي، مترابطان، وبالتالي إنّ سقوط هذه الهيكلية قد يؤدّي إلى سقوط الدولة مع ما ينتج من ذلك من فوضى وخراب، فتطالب هذه الفئة بالتغيير ولكن مع الأخذ في الاعتبار هذه المعطيات، لذلك تعلن تأييدها لبقاء الأسد كضمانة للانتقال إلى المرحلة المقبلة.

———-

لافروف: المعارضة لن تهزم قوات الأسد

انتقد أصدقاء سوريا

لافروف انتقد مؤتمر أصدقاء سوريا (الفرنسية-أرشيف) توقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فشل المعارضة السورية في إلحاق الهزيمة بقوات الرئيس بشار الأسد “حتى لو تم تسليحها إلى أقصى حد ممكن”.

وقال لافروف أثناء زيارة إلى باكو عاصمة أذربيجان إنه “من الواضح وضوح الشمس أنه حتى لو تم تسليح المعارضة إلى اقصى حد ممكن فلن تتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري”. وذكر أنه يتوقع أن يسفر الأمر عن مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمار متبادل.

وأعلن لافروف أن اثنتين من جماعات المعارضة السورية ستزوران موسكو خلال أيام, مشيرا إلى أن بلاده ستسعى لإقناعهما بأنها تعمل من أجل المساعدة في حل الأزمة.

من جهة ثانية, اعتبر لافروف أن مجموعة “أصدقاء سوريا” تضعف جهود كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لوقف العنف في سوريا. ونقلت وكالة إيتار تاس عن لافروف قوله “دعم الجميع خطة كوفي أنان إلا أن قرارات مجموعة أصدقاء سوريا التي تهدف إلى تسليح المعارضة وأنباء عن فرض عقوبات تضعف من جهود إحلال السلام”.

كان مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في إسطنبول, قد أعلن يوم الأحد الماضي عن دراسة مزيد  من الإجراءات لحماية الشعب السوري.

على صعيد آخر, يتوقع أن يصل وفد من إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال 48 ساعة إلى سوريا لمناقشة نشر مراقبين لوقف إطلاق النار. وأوضح أحمد فوزي -المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية- أن أنان سيجري محادثات اليوم الأربعاء في جنيف مع الضابط النرويجي روبرت مود الذي سيترأس الوفد. كما قال فوزي إن أنان ممتن للتأييد الروسي والصيني والوحدة التي ظهر بها مجلس الأمن الدولي مجددا في مساندة خطته وضمان تطبيقها.

يذكر أنه وفي إطار خطة السلام التي طرحها أنان والمكونة من ست نقاط تعتزم إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة القيام بمهمة لمراقبة وقف إطلاق النار يشارك فيها ما يتراوح بين 200 و250 مراقبا غير مسلح ويتطلب هذا قرارا من مجلس الأمن.

مجلس الأمن

من ناحية أخرى, دعا مشروع بيان يناقشه مجلس الأمن الدولي دمشق والمعارضة إلى احترام مهلة 10 أبريل/نيسان لوقف القتال خلال الثماني والأربعين ساعة اللاحقة.

وطبقا للبيان, “يطالب مجلس الأمن الحكومة السورية بأن تعمد فورا إلى تطبيق تدابير فك الارتباط العسكري التي وعدت بها وسحب القوات الحكومية من المدن المتمردة، والامتناع عن استخدام الأسلحة الثقيلة”.

كما يؤكد المجلس “أهمية أن تبدأ الحكومة السورية على الفور وبطريقة يمكن التثبت منها في تطبيق هذه التعهدات وتفعيلها كاملة في موعد أقصاه 10 أبريل/نيسان، بناء على موافقتها على القيام بذلك”.

وفي حال عدم وقف القتال والأعمال العدائية خلال المهل المحددة، “سيدرس المجلس أي تدابير أخرى يراها ملائمة”, حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. كما يذكر مجلس الأمن بموافقة دمشق الرسمية على خطة أنان، و”يعرب عن بالغ قلقه” من استمرار حملة القمع.

واستباقا لاحتمال وقف الأعمال العدائية، يطلب مجلس الأمن من الأمانة العامة للأمم المتحدة أن تعد بأسرع وقت “آلية إشراف موثوقة وفعالة” ويعلن “استعداده” للموافقة عليها ما إن تتوقف أعمال العنف.

وقد بدأ أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء بمناقشة النص الذي أعدته لندن وواشنطن وباريس في هذا الصدد, فيما قال سفير فرنسا جيرار ارو إنه يأمل أن يتم تبنيه مساء الأربعاء أو صباح الخميس.

—————-

ثمانية قتلى ودمشق تعلن بدء الانسحاب

قال مصدر حكومي سوري إن الجيش بدأ الانسحاب من بعض المدن التي وصفها بالهادئة والعودة  إلى ثكناته وذلك قبل أيام من انتهاء مهلة لتطبيق خطة دولية لوقف إطلاق النار والتي حددت في العاشر من الشهر الجاري. ميدانيا أفاد ناشطون بمقتل ثمانية أشخاص اليوم بنيران الأمن السوري في مناطق متفرقة من البلاد. ويأتي ذلك بعد يوم دام آخر سقط فيه نحو 74 قتيلا معظمهم في إدلب وحمص.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن القوات بدأت بالانسحاب إلى خارج المناطق الهادئة والعودة إلى ثكناتها، فيما تراجعت إلى أطراف المناطق المتوترة.

لكن ناشطين في عدد من المناطق نفوا مغادرة القوات السورية أي مدينة أو بلدة، مشيرين إلى أنه في اليوم الذي تنسحب فيه قوات النظام فإن سوريا ستشهد مظاهرات عارمة ستسقط النظام.

وكان الرئيس بشار الأسد وافق على المهلة التي حددت لتطبيق خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان، والتي تتضمن ست نقاط بينها سحب الجيش من البلدات والمدن ووقف إطلاق النار، على أن يتبعها وقف العنف من قبل العناصر المسلحة في المعارضة السورية.

ويضيف ناشطون أن النظام يسابق الزمن قبل بلوغ العاشر من الجاري، عبر تكثيف عمليات الاقتحام والقصف والاعتقال للسيطرة على المناطق التي تنشط فيها الاحتجاجات، ويوضح الناشطون أن خطة أنان متأخرة وغير كافية، كما أنها لا تنفذ مطلبهم الأول وهو رحيل نظام الأسد.

وطلب أنان -بحسب دبلوماسيين- من مجلس الأمن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا.

وأعلن المتحدث باسمه أمس أن فريقا أمميا من خمسة أو ستة أشخاص سيتوجه إلى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لإعداد خطة نشر المراقبين، مشيرا في الوقت نفسه إلى “الحاجة إلى قرار من مجلس الأمن ووقف للعنف قبل نشرهم”.

قتلى وقصف

ميدانيا وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ثمانية أشخاص اليوم بينهم مجند منشق، وأوضحت أن ثلاثة قتلى سقطوا في كل من محافظة إدلب وحمص وقتيلا في حماة وحلب.

وفي حمص قال ناشطون إن دبابات النظام السوري فرضت حصارا حول حي الحميدية، وإن عناصر من الشبيحة والأمن انتشروا في شوارع الحي.

كما بث ناشطون صورا  تظهر تعرض عدة مناطق في حمص للقصف صباح اليوم، وأوضحوا أن حي تلبيسة قصف بحوالي عشر قذائف صاروخية, وتتعرض أيضا أحياء باب هود والحميدية ودير بعلبة لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة.

ودارت اشتباكات في حي دير بعلبة بين الجيش الحر والقوات النظامية التي اقتحمت الحي صباح اليوم.

كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر، وكذلك عند فرع الأمن العسكري في دير الزور.

وفي حمص أيضا قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه تم قصف مستودعات الهلال الأحمر واحتراق محتوياتها.

وشنت قوات النظام حملة مداهمات في معظم أحياء حماة، كما اقتحمت بلدتي المعضمية بريف دمشق وكفر عويد بإدلب وسط حملة اعتقالات ومداهمات عنيفة.

تنديد دولي

وفي دمشق بث ناشطون على مواقع الثورة السورية صورا تظهر مجموعة من الشبان من ناشطي (اتحاد شباب دمشق للتغيير) وهم يقطعون أحد أهم الطرقات في العاصمة دمشق وهو طريق المجمع التجاري “شام سنتر” ذهاباً وإياباً بالإطارات المشتعلة، وذلك على بعد أمتار قليلة من منطقة تنتشر فيها مجموعة من مباني الأفرع الأمنية.

بدورها قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد قتلى أمس بلغ 74 شخصا منهم 33 في محافظة إدلب و21 في حمص وستة في محافظة حلب.

في السياق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بمقتل 18 جنديا في محافظات إدلب وحمص ودرعا وأربعة منشقين في إدلب.

دوليا، نددت منظمة العفو الدولية الثلاثاء باستمرار حملة القمع في سوريا رغم الوعد الذي قطعته السلطات السورية بالبدء فورا بتطبيق خطة أنان ولا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع.

وتحدثت منظمة العفو الدولية في تقريرها عن 13 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 17 و19 عامًا جرى اعتقالهم الشهر الجاري على أيدي رجال يرتدون ملابس مدنية في ثانوية ببلدة داريا.

وبحسب شهود عيان جرى تفتيش أولئك الطلاب وتعرّضوا للضرب والشتائم أمام زملائهم ثم اقتيدوا إلى مكان مجهول.

————–

هل يقبل الأردن دورا خفيا بسوريا؟

محمد النجار-عمان

تكشف النقاشات داخل مطبخ القرار الأردني عن حجم القلق الذي يساور المملكة من تطورات الأزمة السورية، لكنها تجيب كذلك عن الدور الذي يمكن أن تلعبه عمان، وهل هي مستعدة فعلا للعب دور خفي في السعي لإسقاط نظام بشار الأسد؟

ويكشف سياسيون أردنيون تحدثوا للجزيرة نت أن الأردن بات يواجه وضعا غير مسبوق جراء تطورات الوضع في سوريا، فأعداد اللاجئين العابرين للحدود سجلت خلال الأسبوع الماضي تدفقا غير مسبوق بلغ معدله 400 لاجئ يوميا، كما وصل عدد السوريين الذين دخلوا الأردن خلال عام نحو مائة ألف شخص.

ومع ذلك فقد حسم النقاش في المطبخ السياسي مؤخرا لصالح عدم إقامة مخيمات للاجئين السوريين في الأردن بناء على تقديرات أمنية ترى أن تجميعهم في مخيمات سيشكل خطرا أمنيا وأن الأفضل انتشارهم في مناطق الأردن المختلفة.

لكن النقاش استمر في الأيام الماضية بشأن تسليح المعارضة السورية انطلاقا من الأردن، بعد أن تسربت أنباء عن ضغوط سعودية على الأردن لنقل أسلحة للجيش السوري الحر عبر أراضيه.

ضغوط سعودية

وبالرغم من النفي الرسمي القاطع الذي جاء على لسان الناطق باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام راكان المجالي لهذه الأنباء، فإن سياسيين مقربين من مطبخ القرار تحدثوا مؤخرا عن أن الأردن تعرض لضغوط سعودية للقيام بدور في تسليح المعارضة السورية.

وتحدث سياسي أردني بارز اشترط عدم ذكر اسمه للجزيرة نت عن أن الأردن قد يقبل بدور خفي وغير معلن في السعي لإسقاط النظام السوري عبر تسليح الجيش الحر.

لكن المباحثات الأردنية بشأن تسليح المعارضة السورية لا تقتصر على السعودية، فقد ناقش الأردن الأمر مع الولايات المتحدة التي يعتقد سياسيون ومراقبون أن عمان -الحليف الرئيس لواشنطن- لا يمكنها اتخاذ قرار بهذا المستوى دون موافقتها.

وفي مقابلة أجرتها صحيفة الغد الأردنية الأربعاء مع توماس نايدز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الأربعاء تحدث الأخير عن اتفاق أردني أميركي على أن تسليح المعارضة السورية سيزيد الوضع سوءا.

وفي تبريره لرفض التسليح، قال المسؤول الأميركي إن هذا الأمر “لا يأتي لأسباب سياسية، لكننا لا نعرف من هي المعارضة تماما، كما أعتقد أن هذا هو رأي  الأردن، لا نريد أن نكون في موقف نسلح فيه أشخاصا ونحن غير واثقين أين سيذهب السلاح، أو من هي المعارضة الحقيقية، ومن هي الأطراف الرئيسية فيها؟”.

دور خفي

ويؤكد المحلل السياسي فهد الخيطان أن المسؤولين الأردنيين يؤكدون أنه من غير الوارد على الإطلاق أن يلعب الأردن دورا خفيا في تقديم الدعم للمعارضة السورية المسلحة.

وقال للجزيرة نت إن “القرار الأردني يرتكز على معطيات كثيرة، منها قناعة عمان بأن النظام السوري لا يزال قويا وأن تسليح الجيش الحر سيفاقم الأمور أكثر وسيفتح الباب على مصراعيه لحرب أهلية، وهذا ستكون له تبعات على الأردن مباشرة”.

وعن الحديث عن ضغوط سعودية على الأردن لتسليح المعارضة قال الخيطان “السعودية تدعم بقوة تسليح المعارضة السورية، لكنها لم تبدأ بأي خطوات عملية حتى الآن، والمسؤولون الأردنيون ينفون أي ضغوط على الأردن من قبل السعودية أو غيرها في هذا المجال”.

وزاد “ما يدعم الموقف الأردني الرافض لتسليح الجيش الحر هو عدم وجود موقف دولي أو إقليمي يدعم هذا التسليح، خاصة الموقف الأميركي الذي لا يزال يرفض ذلك”، وأضاف “لا أعتقد أن الأردن سيقبل بأي دور دون غطاء دولي أو على الأقل اتفاق مع الولايات المتحدة”.

لكن الخيطان يتحدث عن حسابات أردنية معقدة تمنعه من دعم مسلح لإسقاط نظام الأسد.

وقال إن “الأردن لا يعرف شكل اليوم التالي لسقوط النظام السوري وهل سيخلف ذلك فوضى تؤدي لتقسيم سوريا أم حربا أهلية؟ خاصة أن المعارضة لا تزال ضعيفة ومفككة وغير قادرة على إحلال بديل عن النظام القائم من وجهة النظر الأردنية”.

وحسب رأي وزير أردني سابق فإن النقاش العلني بشأن تسليح المعارضة السورية والنفي والرفض لذلك “يبدو في بعضه مفتعلا”، وأن كثرة الحديث عن هذا الأمر ربما تكشف عن قرارات تتخذ بشأنه قد لا يكون المعلن منها هو الحقيقي.

————-

عشرات القتلى بسوريا معظمهم بإدلب

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 51 شخصا، بينهم ثلاث عائلات، قتلوا الأربعاء بنيران جيش النظام أغلبهم في إدلب وحمص وريف دمشق، يأتي ذلك فيما ذكر مصدر حكومي سوري أن الجيش بدأ الانسحاب من بعض المدن التي وصفها بالهادئة والعودة إلى ثكناته.

تفتناز

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن عشرات القتلى سقطوا تحت أنقاض المنازل في قصف للجيش النظامي ببلدة تفتناز في محافظة إدلب. كما قامت قوات الأمن بإعدامات ميدانيا لعدد من الأشخاص من أهالي تفتناز وحرق أكثر من مائة منزل.

وقالت مصادر من داخل البلدة إن قوات النظام تمكنت من دخول البلدة والسيطرة عليها بعد أن هاجمتها بعشرات الدبابات وقصفتها بالمدفعية الثقيلة من عدة محاور.

وقد استخدمت قوات النظام الطائرات المروحية العسكرية الهجومية التي أقلعت من مطار تفتناز العسكري الواقع جنوب البلدة.

وجرت اشتباكات عنيفة وقتال شوارع لساعات طويلة بين تلك القوات ومجموعات من عناصر الجيش الحر المسيطرة على البلدة.

وأدت الاشتباكات إلى سقوط العشرات غالبيتهم من المدنيين وإحراق عشرات المنازل، بينما تمكن عناصر الجيش الحر من إحراق عدة دبابات.

وفي حمص بث ناشطون صورا تظهر القصف الذي تعرضت له أحياء بالمدينة صباح اليوم، وقالوا إن مدينة تلبيسة تعرضت لقصف بنحو عشر قذائف صاروخية. كما ذكر ناشطون أن ستة قتلى سقطوا في قصف للجيش النظامي استهدف مدينة الرستن بمحافظة حمص.

واستهدف القصف أيضا أحياء حمص القديمة وجورة الشياح والقصور والحميدية ودير بعلبة الذي تعرض لقصف بالصواريخ والهاون ومحاولات متكررة لاقتحامه.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مستودعات الهلال الأحمر بحي القرابيص في حمص احترقت بما فيها من معونات جراء القصف العنيف.

شاحنة جثث

من جهة ثانية بث ناشطون صوراً لشاحنة تبريد أمام مستشفى حمص الوطني وفيها جثث لعدة أشخاص قالوا إن القوات النظامية قتلتهم بعد أن عذبتهم، وذكر الناشطون أن قوات الجيش نقلت الجثث إلى الشاحنة بعد أن ضاقت ثلاجات المستشفى بهم.

وفي ريف دمشق شهدت بلدة بيت سحم انفجارا جراء سقوط قذيفتين، وأسفر ذلك عن تدمير بنائين بشكل كامل ومقتل 15 شخصا بينهم زوجة الشيخ إحسان الغوراني وولديه.

وتفيد الأنباء الواردة من ريف دمشق أن القوات السورية حشدت نحو خمسين دبابة في رنكوس مع تواصل الحملات العسكرية في الزبداني ومضايا ووادي بردى والغوطة الشرقية.

وشنت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات واسعة في كل من طفس وإنخل واليادودة بـدرعا وقامت بحرق منازل واحتجاز جثث شهداء إنخل الذين سقطوا الثلاثاء، ورفضت تسليم الجثامين لذويهم.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن خمسة أشخاص جرحوا في داعل بدرعا إثر إصابتهم بإطلاق نار من قبل قناص كان متمركزا فوق مقر مخفر المدينة.

وفي درعا أيضا وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بين بلدتي المزيريب وتل شهاب.

وتعرض كل من حي الشرقية وحي الحميدية في حماة لحملة دهم واعتقالات شنتها القوات السورية النظامية مدعومة بأعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات.

رواية الحكومة

في الأثناء، قال مصدر حكومي سوري إن الجيش بدأ الانسحاب من بعض المدن التي وصفها بالهادئة والعودة إلى ثكناته، وذلك قبل أيام من انتهاء مهلة لتطبيق خطة دولية لوقف إطلاق النار حددت في العاشر من الشهر الجاري.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن القوات بدأت بالانسحاب إلى خارج المناطق الهادئة والعودة إلى ثكناتها، فيما تراجعت إلى أطراف المناطق المتوترة.

لكن ناشطين في عدد من المناطق نفوا مغادرة القوات السورية أي مدينة أو بلدة، مشيرين إلى أنه في اليوم الذي تنسحب فيه قوات النظام فإن سوريا ستشهد مظاهرات عارمة ستسقط النظام.

ويضيف ناشطون أن النظام يسابق الزمن قبل بلوغ العاشر من الجاري، عبر تكثيف عمليات الاقتحام والقصف والاعتقال للسيطرة على المناطق التي تنشط فيها الاحتجاجات، ويوضح الناشطون أن خطة أنان متأخرة وغير كافية، كما أنها لا تنفذ مطلبهم الأول وهو رحيل نظام الأسد.

وكان الرئيس بشار الأسد وافق على المهلة التي حددت لتطبيق خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان، والتي تتضمن ست نقاط بينها سحب الجيش من البلدات والمدن ووقف إطلاق النار، على أن يتبعها وقف العنف من قبل العناصر المسلحة في المعارضة السورية.

في جانب آخر، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي جاكوب كلينبرغر إنه يفضّل الإطلاع على الواقع ميدانياً، وذلك خلال زيارة قام بها إلى مدينة درعا جنوب سوريا.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن محافظ درعا محمد خالد الهنوس قدّم لوفد الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري اللذين رافقا كلينبرغر في جولته عرضاً لما “تعرّضت له المحافظة جرّاء الأعمال الإرهابية المسلّحة التي ألحقت أضراراً كبيرة بمختلف القطاعات”، وفق تعبير سانا.

————–

سوريا.. 51 قتيلا والمعارضة تعلن تفتاز مدينة منكوبة

قوات النظام استعملت المروحيات العسكرية في قصف المدينة

بيروت – محمد زيد مستو

أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا، أن قوات النظام استعملت المروحيات العسكرية في قصف مدينة تفتناز بإدلب التي تشن فيها عملية عسكرية متواصلة منذ صباح الأمس، فيما أفيد بإعدامات ميدانية في تفتناز وأشير إلى انتشار عشرات الجثث في المدينة التي أعلنها المجلس الوطني منطقة منكوبة.

وفي الوقت نفسه أعلنت الهيئة العامة للثورة مقتل نحو 51 شخصاً غالبيتهم في إدلب وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري الحر الذي حاول صد الهجوم على المدينة.

وفي حين بث نشطاء على الإنترنت، شريط فيديو يوضح قيام مروحية عسكرية سورية بإطلاق عدة صواريخ على المدينة، أكد الأهالي الأنباء وتحدثوا عن “مجازر” ارتكبتها قوات الرئيس السوري خلال الحملة.

وشرعت قوات تابعة للنظام منذ ساعات صباح أمس الثلاثاء بالهجوم على مدينة تفتناز الواقعة على بعد نحو 17 كيلو مترا شمال شرق مدينة إدلب شمال سوريا، وسط قصف عنيف وعمليات هدم وسرقة وإحراق منازل واعتقالات.

ووفق الأهالي فقد رافق القصف وصول دبابات إلى محيط البلدة صباح اليوم الأربعاء حيث فرضت حصارا خانقا عليها مع تحليق مكثف للحوامات أعقبه قصف صاروخي منها، في وقت قام به جنود وعناصر أمن بتمشيط المنطقة وسط انقطاع كامل للكهرباء والماء والإبقاء على الاتصالات الأرضية.

وأسفر اقتحام المدينة عن سقوط العشرات من القتلى توصلت “العربية.نت” بأسماء 17 منهم وجرح عشرات آخرين أكد أهالي المدينة عدم قدرتهم على إسعافهم بسبب حظر التجول والحصار الخانق المفروض على المنطقة مؤكدين أن عدد القتلى فاق 100 شخص خلال اليومين.

كما تخلل الهجوم حملة دهم واعتقال طال العشرات من النشطاء والأهالي، وحرق مايزيد عن 250 منزل وقصف للجامع الكبير والمقبرة الغربية، واقتحام أحد الملاجئ التي تحوي أكثر من سبعين امرأة وطفل، كما تم نهب العديد من المنازل خلال اقتحامها.

وقال أحد أهالي المدينة في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إن ضابطاً أقدم على قتل حسن غزال البالغ من العمر 83 عاما أمام زوجته وأولاده لرفضه فتح خزانة داخل منزله. كما أكد صحافي من المدينة يعيش خارج البلاد حرق منزله ومنازل عديدة لأقارب له واعتقال ثلاثة منهم على الأقل.

في المقابل جرت اشتباكات عنيفة للجيش السوري والأمن مع عناصر من الجيش الحر في محاولة لصد الهجوم، أسفرت عن تفجير ثمانية دبابات وعربة، وهو ما دفع الجيش النظامي والأمن إلى التراجع واستعمال القصف المروحي.

مدينة منكوبة

وفي سياق متصل أعلن المجلس الوطني السوري تفتناز مدينة منكوبة، مطالباً المنظمات الدولية بتوفير المساعدات العاجلة لها.

وذكر المجلس في بيان له “أننا في المجلس الوطني السوري نعلن مدينة تفتناز مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى” مشدداً على أن ذلك يستدعي تحركاً دولياً فورياً لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة ضمن رده على مبادرة كوفي عنان التي تعكس استجابة النظام لها.

وطالب المجلس الوطني في بيانه منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن “الشهداء” والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال في الملاجئ.

كما طالب دول الجوار خاصة تركيا بتوفير نقاط طبية عاجلة على الحدود التركية لاستقبال الجرحى القادمين من المدينة، داعياً إلى التطبيق الفوري لما جاء في قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا لإنقاذ الشعب السوري وما تبقى من المدن السورية.

————

سوريا.. 51 قتيلا والمعارضة تعلن تفتاز مدينة منكوبة

قوات النظام استعملت المروحيات العسكرية في قصف المدينة

بيروت – محمد زيد مستو

أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا، أن قوات النظام استعملت المروحيات العسكرية في قصف مدينة تفتناز بإدلب التي تشن فيها عملية عسكرية متواصلة منذ صباح الأمس، فيما أفيد بإعدامات ميدانية في تفتناز وأشير إلى انتشار عشرات الجثث في المدينة التي أعلنها المجلس الوطني منطقة منكوبة.

وفي الوقت نفسه أعلنت الهيئة العامة للثورة مقتل نحو 51 شخصاً غالبيتهم في إدلب وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري الحر الذي حاول صد الهجوم على المدينة.

وفي حين بث نشطاء على الإنترنت، شريط فيديو يوضح قيام مروحية عسكرية سورية بإطلاق عدة صواريخ على المدينة، أكد الأهالي الأنباء وتحدثوا عن “مجازر” ارتكبتها قوات الرئيس السوري خلال الحملة.

وشرعت قوات تابعة للنظام منذ ساعات صباح أمس الثلاثاء بالهجوم على مدينة تفتناز الواقعة على بعد نحو 17 كيلو مترا شمال شرق مدينة إدلب شمال سوريا، وسط قصف عنيف وعمليات هدم وسرقة وإحراق منازل واعتقالات.

ووفق الأهالي فقد رافق القصف وصول دبابات إلى محيط البلدة صباح اليوم الأربعاء حيث فرضت حصارا خانقا عليها مع تحليق مكثف للحوامات أعقبه قصف صاروخي منها، في وقت قام به جنود وعناصر أمن بتمشيط المنطقة وسط انقطاع كامل للكهرباء والماء والإبقاء على الاتصالات الأرضية.

وأسفر اقتحام المدينة عن سقوط العشرات من القتلى توصلت “العربية.نت” بأسماء 17 منهم وجرح عشرات آخرين أكد أهالي المدينة عدم قدرتهم على إسعافهم بسبب حظر التجول والحصار الخانق المفروض على المنطقة مؤكدين أن عدد القتلى فاق 100 شخص خلال اليومين.

كما تخلل الهجوم حملة دهم واعتقال طال العشرات من النشطاء والأهالي، وحرق مايزيد عن 250 منزل وقصف للجامع الكبير والمقبرة الغربية، واقتحام أحد الملاجئ التي تحوي أكثر من سبعين امرأة وطفل، كما تم نهب العديد من المنازل خلال اقتحامها.

وقال أحد أهالي المدينة في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إن ضابطاً أقدم على قتل حسن غزال البالغ من العمر 83 عاما أمام زوجته وأولاده لرفضه فتح خزانة داخل منزله. كما أكد صحافي من المدينة يعيش خارج البلاد حرق منزله ومنازل عديدة لأقارب له واعتقال ثلاثة منهم على الأقل.

في المقابل جرت اشتباكات عنيفة للجيش السوري والأمن مع عناصر من الجيش الحر في محاولة لصد الهجوم، أسفرت عن تفجير ثمانية دبابات وعربة، وهو ما دفع الجيش النظامي والأمن إلى التراجع واستعمال القصف المروحي.

مدينة منكوبة

وفي سياق متصل أعلن المجلس الوطني السوري تفتناز مدينة منكوبة، مطالباً المنظمات الدولية بتوفير المساعدات العاجلة لها.

وذكر المجلس في بيان له “أننا في المجلس الوطني السوري نعلن مدينة تفتناز مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى” مشدداً على أن ذلك يستدعي تحركاً دولياً فورياً لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة ضمن رده على مبادرة كوفي عنان التي تعكس استجابة النظام لها.

وطالب المجلس الوطني في بيانه منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن “الشهداء” والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال في الملاجئ.

كما طالب دول الجوار خاصة تركيا بتوفير نقاط طبية عاجلة على الحدود التركية لاستقبال الجرحى القادمين من المدينة، داعياً إلى التطبيق الفوري لما جاء في قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا لإنقاذ الشعب السوري وما تبقى من المدن السورية.

—————-

الأمن السوري كتب عبارات فارسية ورقص بالجامع العمري

الشيخ الصياصنة: أجبرت على الظهور في التلفزيون السوري بعدما هددوني بعائلتي

بيروت – محمد زيد مستو

دعا الشيخ أحمد الصياصنة أحد رموز الثورة السورية إلى تسليح الجيش الحر وتنظيم صفوفه، درءاً للفوضى بعد سقوط النظام، محملاً مسؤولية تنظيمه إلى المجلس العسكري المؤسس مؤخرا وإلى المعارضة التي اتهم بعض عناصرها بخيانة الشعب السوري.

وأوضح الصياصنة الذي يعتبر أحد مفجري الثورة السورية في مدينة درعا، أن التسليح يجب أن ينحصر في الجيش الحر، وأن على المدنيين المتطوعين الانضواء تحت صفوفه، مبدياً خشيته من انتشار حالة من الانفلات والانتقام بعد سقوط النظام السوري الحاكم، وأن تتحول سوريا إلى صومال آخر في حال انتشر السلاح لدى جميع السوريين.

وفيما طالب بدعم عربي ودولي للجيش الحر وإنقاذه من أيدي “تجار السلاح” الذين يستغلون حاجته حسب قوله، دعا إلى توحيد صفوف الحر وانضواء المدنيين المتطوعين تحت رايته، محملا مسؤولية ذلك للمجلس العسكري وللمعارضة السورية.

انقسام المعارضة

وقال الصياصنة في تصريح خاص بـ”العربية.نت” إن انقسام المعارضة ساهم كثيراً في تأخير سقوط النظام السوري، متهماً معارضين بالسعي نحو السلطة وخداع الشعب الثائر في الداخل.

وعبر الصياصنة الذي عاد قبيل أيام من اجتماع المعارضة السورية في تركيا عن إحباطه الشديد تجاه بعض المعارضين لاسيما في المجلس الوطني، متهماً إياهم بعدم الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، والسعي نحو “اقتسام الكعكة التي لم تنضج بعد” حسب تعبيره.

كما عبر عن خشيته من انتقال الصراع بين المعارضين في الخارج إلى داخل سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

ودعا في الوقت نفسه السوريين في الداخل إلى عدم التعويل على المعارضة والمجتمع الدولي للخلاص من نظام بلاده، معتبراً أن المعارضة السورية منقسمة في الخارج، وأن المجتمع الدولي لم يحسم أمره في دعم ثورة الشعب السوري لإسقاط حكم الأسد بالشكل المطلوب، وهو ما سيطيل في ثورة الشعب السوري.

حقيقة تصريحات التلفزيون الرسمي

وعن قضية التصريحات التي أدلى بها الشيخ للتلفزيون السوري في مايو/أيار العام الماضي، وتحدث فيها عن وجود عصابات مسلحة في مدينة درعا، قال إن التلفزيون السوري أجرى معه مقابلتين، رفض فيهما إعطاء معلومات مغلوطة وتجريم المظاهرات السلمية، لكنهم أجبروه في مقابلة ثالثة على الإدلاء بتصريحات “كاذبة”، بعد تهديده بأفراد عائلته، الذين جلبوهم إلى فرع الأمن السياسي بريف دمشق حيث أجرى المقابلة.

وقال “خشيت على أفراد عائلتي بعد مقتل ابني أسامة في أبريل/نيسان العام الماضي، الذي قضى على أيدي السلطات السورية في المنزل، لذلك اتبعت أخف الضررين”.

وكان أحمد الصياصنة أجرى حواراً مع التلفزيون السوري الرسمي في 26 مايو/أيار، أثار ضجة إعلامية، وقال فيه إن ثمة جماعات مسلحة تقتل المدنيين في مدينة درعا، وإن دولاً خارجية لعبت دوراً في تسليحهم.

عبارات فارسية

وأكد خطيب وإمام مسجد العمري التاريخي في درعا، الذي يعتبر أحد أول المساجد التي انطلقت منها المظاهرات المطالبة بالحرية، وأول دور العبادة التي اقتحمتها قوات الأمن، أن عناصرها وضعوا أغاني صاخبة لفنانة لبنانية معروفة، وغنوا ورقصوا في المسجد بعد اقتحامه.

كما أشار إلى وجود عبارات فارسية تقول “سنعود”، على مصاحف المسجد بعد خروج الأمن منه، وهو ما يؤكد وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني أثناء اعتقاله حسب زعمه.

————

الكشف عن وفاة شبلي العيسمي بسجن المخابرات السورية

بعد مرور 12 يوماً فقط على خطفه من لبنان ونقله إلى منطقة المزة

العربية.نت

كشفت المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف) لـ”العربية” عن وفاة نائب الرئيس السوري السابق شبلي العيّسمي في سجن المخابرات الجويّة، بمنطقة المزّة بعد مرور 12 يوماً فقط على خطفه من لبنان.

وأن أسماء المتورطين في عملية الخطف والحجز أصبحت في عهدة المكتب الخارجي المعني بالتوثيق الجنائي التابع لمجالس الإدارة المدنية السورية. وقالت إنها ستوضع القوى الأمنية بكل التفاصيل.

يذكر أن العيسمي كان قد خطف من أمام منزل ابنته في عاليه، في جبل لبنان في 24 مايو/أيار عام 2011. و لم يكن قد مضى على وصوله إلى لبنان، قادماً من الولايات المتحدة أكثر من خمسة أيام. وقد توجّهت بعض أصابع الاتهام اللبنانية – على رأسها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط – إلى سوريا.

نبذة عن حياته

ولد شبلي العيسمي عام 1925. ينتمي إلى طائفة الموحدين الدروز، من منطقة السويداء السورية. تخلى عام 1992 عن منصب الأمين العام المساعد في حزب البعث العربي في العراق، بعدما شغله من العام 1966. وكان أعلى رتبة من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، إذ شغل منصب نائب رئيس الجمهورية في سوريا حتى العام 1966، حين كان الأسد الأب وزيراً للدفاع.

وفي النصف الثاني من نفس العام، ترك الأراضي السورية وانتقل إلى العراق، حيث تسلّم مسؤوليته في حزب البعث العراقي وظل مقيما هناك إلى ما بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين في العام 2003.

اعتكف بين عامي 1992 و2003 عن ممارسة أي نشاط سياسي. بعد أن بدأ العمل الحزبي في العام 1943. شغل عضوية القيادة القطرية لحزب البعث من العام 1943 إلى العام 1956، حين صار نائبا للامين العام ميشال عفلق، وتولّى ثلاث وزارات من العام 1963 إلى العام 1966.

وعلى الرغم من ظهوره للمرة الأولى إلى العلن عام 2005، حين وافق على الإدلاء بشهادة تلفزيونية عبر فضائية “العربية” فإن الرجل ليس عادياً. فقد ألف أكثر من 17 كتاباً أهمها عن “عروبة الإسلام وعالميته” و”الوحدة العربية”. كما شارك في تأسيس حزب البعث.

————

74 قتيلاً في سوريا وانفجاران بدمشق قرب مراكز أمنية

الولايات المتحدة تشكك بإيفاء النظام بوعوده

العربية.نت

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى وصل أمس إلى 74 قتيلا معظمهم في إدلب، وتحدثت عن اشتباكات بين جيش النظام والجيش الحر في حمص.

كما أفاد مجلس قيادة الثورة بسماع دوي انفجارين في دمشق الأول في منطقة ركن الدين بالقرب من فرع الأمن السياسي، والثاني انفجار سيارة قرب مخفر شرطة المرجة في ساحة المرجة بمركز المدينة.

وفي رنكوس في ريف دمشق قصفت قواتُ النظام المنازلَ بشكل عشوائي بالمدفعية الثقيلة وسط أنباء عن توجه نحو أربعين دبابة باتجاه رنكوس.

كما شهدت معضمية الشام (القريبة من دمشق) انتشاراً أمنياً وإطلاقَ نار كثيفا في ساحة العمري ومنطقة البحصا، وفي مسرابا توغلت قواتُ النظام في البلدة وقامت بعملياتِ اعتقال ومصادرة دراجات نارية من السكان.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسانى، كما نقلت فرانس برس، أن عشرين مدنياً قتلوا في قصف وإطلاق نار في أحياء عدة من مدينة حمص في وسط سوريا، وفي مدينة القصير، وبلدة الضبعة في المحافظة أيضاً.

وقتل ثلاثة جنود في اشتباكات مع منشقين عن القوات النظامية في مدينة حمص، بحسب المرصد. كما قتل مدني في حماة وثلاثة في ريف حماة.

وتعرضت مدينة الرستن في المحافظة لقصف عنيف صباح أمس الثلاثاء، بحسب ما أفاد جنود في الجيش السوري الحر وكالة فرانس برس.

وفي محافظة إدلب، في شمال غرب سوريا، قتل 20 شخصا في تفتناز وشخصان في معرة النعمان وواحد في كنصفرة وآخر في أعزاز في شمال حلب، وشهدت قرية تفتناز في محافظة إدلب اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة أسفرت كذلك عن مقتل سبعة جنود واربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى، بحسب المرصد السوري.

وفي محافظة درعا، قتل عشرة أشخاص في أنخل وأبطع وقصر الحرير وعلما وبصرى الشام.

وقتل أربعة جنود في اشتباكات في بلدة أبطع في محافظة درعا، بحسب المرصد.

واستقدم النظام الثلاثاء قوات إضافية إلى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا، بحسب المرصد، وإلى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط) وبلدة أبطع في درعا، بحسب ناشطين.

وشهدت مناطق عدة اشتباكات عنيفة بين المنشقين والجنود النظاميين، بالإضافة إلى حملات دهم واعتقال وإحراق منازل من جانب قوات النظام.

الصليب الأحمر يجري مباحثات في دمشق

في دمشق أجرى فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مباحثات مع وليد المعلم وزير الخارجية السوري، أعلن على إثرها النظام السوري أنه تم التوصل إلى اتفاق على “آلية للتعاون والتنسيق”، لتسهيل مهمة اللجنة الإنسانية في سوريا.

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة قال إن رئيس اللجنة يقوم بزيارة سوريا لأجل مراقبة تطبيق نقاط عدة على رأسها بحث الوقفِ الفوري لإطلاق النار واتخاذِ الإجراءات اللازمة لمساعدة المدنيين، فضلا عن مناقشة موضوع المحتجزين في السجون.

من جانبها أكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها “لا تملك أي دليل” حتى الآن يثبت أن النظام السوري يفي بوعده بالبدء في تطبيق خطة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان، رغم التزام دمشق بالبدء في تنفيذها “على الفور”.

————–

اتفاق وقف اطلاق النار يفشل في الحد من العنف في سوريا

بيروت (رويترز) – اتهم ناشطون معارضون سوريون القوات الموالية للرئيس بشار الاسد بقصف مناطق للمعارضة يوم الاربعاء في الوقت الذي يتوقع فيه ان يصل وفد من الامم المتحدة الى دمشق في خطوة اولى لتنفيذ خطة سلام دولية.

وقال ناشطون ان 80 شخصا على الاقل قتلوا منذ الثلاثاء رغم قرب وصول دفعة اولى من وفد ادارة قوات حفظ السلام بالامم المتحدة.

وهذه المجموعة الاولى جزء من أحدث جهود دولية لوقف اراقة الدماء التي بدأت باحتجاجات سلمية ضد حكم الاسد في مارس اذار 2011 .

وقال ناشطون ان قوات الجيش والشرطة الموالية للاسد مضت قدما في حملة المداهمات والاعتقالات في مناطق المعارضة والتي اقترنت بعمليات قصف ومعارك بالاسلحة وهجمات قناصة.

وقال هادي عبد الله بالهاتف من حمص التي يبلغ تعداد سكانها مليون نسمة وكانت الاكثر معناة في الانتفاضة المستمرة منذ 12 شهرا “منذ صباح اليوم يقومون بقصف حي الخالدية أي في اليوم السابع عشر.”

وأضاف “أيا كان ما يقصفون به المنطقة فانه يترك رائحة كبريت مروعة مثل البيض الفاسد.”

وقالت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان انها أحصت 232 حالة وفاة منذ ان قبلت سوريا اقتراحات عنان يوم 27 مارس اذار الماضي.

وأصدرت حكومة الاسد أحدث عدد رسمي للقتلى في الانتفاضة التي اندلعت قبل 12 شهرا. وأبلغت الامم المتحدة بأن 6044 شخصا قتلوا منهم 2566 من جنود الشرطة والجيش.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان قوات الاسد قتلت اكثر من 9000 شخص خلال الانتفاضة التي بدأت قبل أكثر من عام.

والوفد الذي يرأسه الضابط النرويجي الميجر جنرال روبرت مود هو جزء من جهود لتنفيذ اتفاق بين الاسد والوسيط الدولي كوفي عنان على انسحاب قوات الجيش في العاشر من ابريل نيسان يعقبه خلال 48 ساعة وقف لاطلاق النار من جانب قوات المعارضة.

واثناء الزيارة يتوقع بحث نشر نحو 250 مراقبا من الامم المتحدة للاشراف على وقف اطلاق النار. لكن قبول الاسد سحب القوات قوبل بشكوك من جانب المعارضة السورية ومؤيديها الغربيين والعرب.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في لندن “السلطات السورية قالت انها ستفعل ذلك بحلول العاشر من ابريل.”

وأضاف “لا توجد علامة على انهم يفعلون ذلك حتى الان. الهجمات على المواطنين والمدنيين في بلدهم مستمرة وعمليات الاغتيال والقمع والتعذيب من جانب النظام مستمرة …”

وقالت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس “دعوني اقول ذلك من وجهة النظر الامريكية وأعتقد انها وجهة نظر العديد من الدول الاعضاء.. ما شاهدناه منذ أول ابريل ليس مشجعا.”

وأضافت أنه اذا أقدم الاسد على تصعيد العنف خلال الايام السبعة التالية فسيتطلب الامر من مجلس الامن أن يرد بسرعة وبجدية.

غير أن روسيا حليفة سوريا انتقدت مجددا مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تضم دولا عربية وغربية والتي اجتمعت في اسطنبول في مطلع الاسبوع قائلة انها تضعف مهمة عنان للسلام.

ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “دعم الجميع خطة كوفي عنان الا أن قرارات مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تهدف الى تسليح المعارضة والى فرض عقوبات جديدة تضعف من جهود احلال السلام.”

وأضاف “حتى لو كانت المعارضة مدججة بالسلاح فانها لن تهزم الجيش السوري. ستكون هناك مذبحة لاعوام طويلة.”

ورغم اللهجة المؤيدة للاسد يقول بعض الدبلوماسيين ان موسكو تشعر باستياء متزايد ازاء دمشق وفشلها في انهاء على الانتفاضة.

وقال دبلوماسي كبير لرويترز “روسيا تعتقد ان تغيير النظام في سوريا سيؤدي الى نظام اسلامي بعد الكثير من اراقة الدماء.”

وقالت وزارة الخارجية الروسية انه من المقرر ان يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو لاجراء محادثات في العاشر من ابريل.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 58 مدنيا و18 جنديا قتلوا يوم الثلاثاء.

وأضاف ان 20 مدنيا قتلوا في محافظة حمص بينهم 15 نتيجة القصف واطلاق النار ونيران القناصة في المدينة.

وفي محافظة ادلب قتل 20 مدنيا وسبعة جنود في اشتباكات في قرية تفتناز التي تقع الى الشرق من مدينة ادلب. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين من المعارضة أصابوا اثنتين على الاقل من الدبابات التي تقصف القرية.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان عددا من “الارهابيين” وثلاثة من رجال الامن قتلوا في تفتناز. وأضافت ان “مجموعات ارهابية مسلحة” تهاجم المواطنين وترتكب اعمال قتل وخطف وتزرع عبوات ناسفة.

وقالت الوكالة “في مزرعة للدواجن بأحد بساتين دير بعلبة عمد الارهابيون الى قتل عدد من المواطنين كانوا قد اختطفوهم قبل فترة بدم بارد ومثلوا ونكلوا بجثثهم قبل ان يقوموا بحرقها. كما عمد الارهابيون الى قتل أربع نساء في منزل واحد بالحي نفسه بعد ان قاموا باقتحامه.”

ويصعب التحقق من الروايات بشأن العنف بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على دخول الصحفيين الاجانب.

ويتوقع بعض المحللين ان تملا أعداد ضخمة من السوريين الشوارع للمطالبة باستقالة الاسد اذا زال خطر القمع المسلح. وقالت رنده سليم من معهد الشرق الاوسط في واشنطن “الملايين سيبدأون التظاهر ولن يكون بمقدور الاسد ان يتحمل ذلك.”

وأظهر شريط فيديو التقط في دمشق مساء الثلاثاء خطا من النار ربما من اطارات مشتعلة يقطع ست حارات مرورية في طريق سريع بوسط المدينة.

وذكرت تقارير ناشطين انه في منطقة برزة بوسط دمشق انفجرت شحنة في سيارة تخص رجلا قريبا من السلطات وفي بيت سحم خارج العاصمة قتل ثلاثة اشخاص وجرح اكثر من 15 في انفجار.

(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

من دومينيك ايفانز

—————-

نص- ترجمة غير رسمية لنص خطة سلام كوفي عنان لسوريا

(رويترز) – من المتوقع أن يصدق مجلس الامن التابع للامم المتحدة المؤلف من 15 عضوا على خطة وافقت عليها سوريا لسحب القوات الحكومية بحلول العاشر من ابريل نيسان ووقف شامل لاطلاق النار خلال فترة لا تتجاوز 48 ساعة بعد هذا الموعد مع قوات المعارضة.

ويمثل وقف اطلاق النار عنصرا حيويا في خطة سلام كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا والمؤلفة من ست نقاط والتي قدمها الى الرئيس السوري بشار الاسد في العاشر من مارس اذار وأعلن موافقته عليها في 27 مارس اذار.

وفيما يلي ترجمة غير رسمية لنص الخطة التي تدعو السلطات السورية الى ما يلي:

(1) الالتزام بالتعاون مع المبعوث في عملية سياسية تشمل كل الاطياف السورية لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وتهدئة مخاوفه ومن أجل هذا الغرض الالتزام بتعيين وسيط له سلطات عندما يطلب المبعوث ذلك.

(2) الالتزام بوقف القتال والتوصل بشكل عاجل الى وقف فعال للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد.

ولتحقيق هذه الغاية على الحكومة السورية أن توقف على الفور تحركات القوات نحو التجمعات السكنية وانهاء استخدام الاسلحة الثقيلة داخلها وبدء سحب التركزات العسكرية داخل وحول التجمعات السكنية.

ومع اتخاذ هذه الاجراءات على الارض على الحكومة السورية أن تتعاون مع المبعوث للتوصل الى وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الاطراف مع وجود الية اشراف فعالة للامم المتحدة.

وسيسعى المبعوث الى التزامات مماثلة من المعارضة وكل العناصر المعنية لوقف القتال والتعاون معه للتوصل الى وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله ومن كل الاطراف مع وجود الية اشراف فعالة للامم المتحدة.

(3) ضمان تقديم المساعدات الانسانية في الوقت الملائم لكل المناطق المتضررة من القتال ولتحقيق هذه الغاية وكخطوات فورية قبول وتنفيذ وقف يومي للقتال لاسباب انسانية وتنسيق التوقيتات المحددة وطرق الوقف اليومي للقتال من خلال الية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.

(4) تكثيف وتيرة وحجم الافراج عن الاشخاص المحتجزين تعسفيا وبوجه خاص الفئات الضعيفة والشخصيات التي شاركت في أنشطة سياسية سلمية والتقديم الفوري دون تأخير عبر القنوات الملائمة لقائمة بكل الاماكن التي يجري فيها احتجاز هؤلاء الاشخاص والبدء الفوري في تنظيم عملية الوصول الى تلك المواقع والرد عبر القنوات الملائمة على الفور على كل الطلبات المكتوبة للحصول على معلومات عنها أو السماح بدخولها أو الافراج عن هؤلاء الاشخاص.

(5) ضمان حرية حركة الصحفيين في أنحاء البلاد وانتهاج سياسة لا تنطوي على التمييز بينهم فيما يتعلق بمنح تأشيرات الدخول.

(6) احترام حرية التجمع وحق التظاهر سلميا كما يكفل القانون.

 (اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

—————

سوريا: حريق يلتهم مخازن الهلال الاحمر في حمص

قال ناشطون سوريون ومصادر في جمعية الهلال الاحمر السوري إن مركز التوزيع التابع للجمعية في مدينة حمص قد دمر بالكامل في حريق اتى عليه كليا.

وتضاربت الروايات حول سبب الحريق، إذ قال ناشطون معارضون إن النيران اندلعت في المركز عقب قصف القوات الحكومية لحي قرابيس الذي شهد صدامات عنيفة بين قوات اجيش ومسلحي المعارضة اثناء الانتفاضة على نظام الرئيس بشار الاسد.

ولكن مصدرا مقربا من جمعية الهلال الاحمر قال إن مخربين مجهولين هم الذين اضرموا النار عمدا في المركز الذي كان في السابق مستودعا لاحدى الشركات المملوكة للدولة قبل ان تتبعة الحكومة السورية به للجمعية لاستخدامه كمركز لتوزيع المساعدات.

وقال المصدر في حديث اوردته وكالة رويترز إن “احدهم اضرم النار في المبنى، فالجميع كان يعرف الغرض منه وما كان يحتوي. انه من المحزن ان الهلال الاحمر كان سيوزع المساعدات هذا اليوم.”

وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر قد قضت اسابيع وهي تتفاوض مع الحكومة السورية والمتمردين من اجل السماح للهلال الاحمر بايصال المساعدات والمواد الطبية الى الاحياء التي تضررت بالقتال الذي شهدته حمص كحي بابا عمرو.

وكان الجيش السوري قد تمكن في الشهر الماضي من استعادة السيطرة على حي بابا عمرو بعد اسابيع من القصف والقتال.

—————-

وزير الخارجية الروسي يحذر من تسليح المعارضة السورية

وحذر لافروف من أن سوريا ستشهد “مجزرة لسنوات عديدة مقبلة. سيتعرض الطرفان للدمار” إذا تدخلت دول غربية وعربية عسكريا في الأزمة السورية وزودت المجموعات المتمردة بالسلاح.

وقال لافروف خلال زيارة لأذربيجان الأربعاء إن مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تدعم التغيير السياسي في سوريا تعرقل محاولات إنهاء إراقة الدماء في البلد.

وأضاف لافروف “كل طرف دعم خطة عنان لكن القرارات المتخذة من قبل أصدقاء سوريا التي استهدفت تسليح المعارضة والعقوبات الجديدة تقوض جهد السلام”.

الحصيلة الميدانية ليوم الاربعاء

قال المرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض إن اثنين وأربعين شخصا قتلوا اليوم فى أنحاء متعددة من سوريا بينهم اثنان وعشرون قتلوا برصاص الأمن السورى فى مدينة حمص وضواحيها، بينهم سبعة عشر سقطوا خلال قصف وإطلاق رصاص على عدة أحياء فى المدينة.

ويضيف المرصد أنه عثر على جثامين ستة مواطنين مجهولي الهوية في ريف حمص الشرقي.

كما سقط أربعة مقاتلين من المجموعات المنشقة فى اشتباكات مع القوات النظامية فى حي دير بعلبة وقتل ثمانية من القوات النظامية فى اشتباكات فى حمص أيضا.

وقال المرصد إن سبعة مدنيين – بينهم رجل وزوجته وطفلتهما – قتلوا فى انفجار وقع داخل مبنى في بلدة بيت سحم بريف دمشق.

وتأتي تصريحات لافروف بعد ثلاثة أيام من موافقة دول الخليج الأحد على دفع رواتب مقاتلي الجيش السوري الحر.

وفي غضون ذلك، حذرت الولايات المتحدة الحكومة السورية من مغبة تصعيد العنف قبيل وقف إطلاق النار المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم العاشر من هذا الشهر.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن تصرفات النظام السوري لا تشجع على الأمل في أنها ستلتزم بخطة النقاط الستة التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان.

مقاتلو الجيش الحر

حذر لافروف من تعرض سوريا لدمار في حالة تسليح المعارضة

وأضافت رايس أن واشنطن “قلقة ومتشككة إلى حد بعيد من أن الحكومة السورية لن تتقيد فجأة بالتزاماتها” وأن الأمم المتحدة “ستحتاج إلى الرد على هذا الفشل بطريقة عاجلة وجدية”.

وقالت الحكومة السورية إنها وافقت على الموعد النهائي لوقف إطلاق النار لكن ناشطين سوريين يتهمونها بمحاولة كسب الوقت حتى تتمكن من إخماد الثورة قبل أن يصل إلى دمشق مراقبو الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، مضيفين أن الهجمات الحكومية متواصلة.

نص خطة كوفي عنان

اولا

الالتزام بالتعاون مع المبعوث في عملية سياسية تشمل كل الاطياف السورية لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وتهدئة مخاوفه ومن أجل هذا الغرض الالتزام بتعيين وسيط له سلطات عندما يطلب المبعوث ذلك.

ثانيا

الالتزام بوقف القتال والتوصل بشكل عاجل الى وقف فعال للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد.

ولتحقيق هذه الغاية على الحكومة السورية أن توقف على الفور تحركات القوات نحو التجمعات السكنية وانهاء استخدام الاسلحة الثقيلة داخلها وبدء سحب التركزات العسكرية داخل وحول التجمعات السكنية.

ومع اتخاذ هذه الاجراءات على الارض على الحكومة السورية أن تتعاون مع المبعوث للتوصل الى وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الاطراف مع وجود الية اشراف فعالة للامم المتحدة.

وسيسعى المبعوث الى التزامات مماثلة من المعارضة وكل العناصر المعنية لوقف القتال والتعاون معه للتوصل الى وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله ومن كل الاطراف مع وجود الية اشراف فعالة للامم المتحدة.

ثالثا

ضمان تقديم المساعدات الانسانية في الوقت الملائم لكل المناطق المتضررة من القتال ولتحقيق هذه الغاية وكخطوات فورية قبول وتنفيذ وقف يومي للقتال لاسباب انسانية وتنسيق التوقيتات المحددة وطرق الوقف اليومي للقتال من خلال الية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.

رابعا

تكثيف وتيرة وحجم الافراج عن الاشخاص المحتجزين تعسفيا وبوجه خاص الفئات الضعيفة والشخصيات التي شاركت في أنشطة سياسية سلمية والتقديم الفوري دون تأخير عبر القنوات الملائمة لقائمة بكل الاماكن التي يجري فيها احتجاز هؤلاء الاشخاص والبدء الفوري في تنظيم عملية الوصول الى تلك المواقع والرد عبر القنوات الملائمة على الفور على كل الطلبات المكتوبة للحصول على معلومات عنها أو السماح بدخولها أو الافراج عن هؤلاء الاشخاص.

خامسا

ضمان حرية حركة الصحفيين في أنحاء البلاد وانتهاج سياسة لا تنطوي على التمييز بينهم فيما يتعلق بمنح تأشيرات الدخول.

سادسا

احترام حرية التجمع وحق التظاهر سلميا كما يكفل القانون.

وكان 58 شخصا على الأقل قتلوا الثلاثاء بمن فيهم 20 في هجمات واشتباكات عسكرية دارت بين الجيش النظامي والمتمردين في تفتناز بمحافظة إدلب شمالي سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.

وأضاف المرصد أن 18 جنديا قتلوا في محافظات حمص وإدلب ودرعا.

وتناقلت تقارير وقوع انفجارات وتبادل إطلاق النار في أجزاء عدة من سوريا الأربعاء بما في ذلك في مدينة حمص وبالقرب من الحدود التركية.

مراقبو الأمم المتحدة

ومن جهة أخرى، من المقرر أن يصل الأربعاء فريق تابع للأمم المتحدة إلى دمشق لبحث آلية تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لاحتواء الأزمة في البلاد، وفقا لما ذكره مسؤولون سوريون.

وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن الفريق المؤلف من خمسة خبراء سيبحث التفاصيل الخاصة بعمل المراقبين الدوليين الذين سيتم إرسالهم إلى سوريا.

وكان مقدسي قد أوضح في وقت سابق أن فريقاً تابعاً لإدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة سيزور دمشق الأربعاء لبحث “رؤية مشتركة للتطبيق العملي للخطوات التي تم الاتفاق عليها، ووضع التصور الذي سيتم بحثه و يتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري”.

انسحاب جزئي

في غضون ذلك، قال مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن اتفاق الخارجية السورية مع كوفي عنان على بدء عملية انسحاب القوات السورية من المدن بحلول العاشر من أبريل الجاري لا ينص على الانسحاب الكامل للجيش من هذه المدن في هذا التاريخ، وذلك نقلا عن مسؤولين سوريين.

وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة عن مسؤول سوري بارز قوله إنه ” خلافاً لما تبثه وسائل الإعلام وتصريحات عدد من المسؤولين فإن الاتفاق مع المبعوث الأممي كوفي عنان يقضي ببدء انسحاب القوات العسكرية من المدن التي تنتشر فيها وليس انسحابها بالكامل”.

وأكد المسؤول السوري أن “سوريا لن تكرر الخطأ الذي ارتكب مع بعثة جامعة الدول العربية” في إشارة إلى استغلال “مجموعات إرهابية لبعثة المراقبين لتعزيز أوكارها وتواجدها وتهريب السلاح وخطف مواطنين”.

BBC © 2012

وفد خبراء الأمم المتحدة يصل دمشق اليوم لبحث آلية تطبيق خطة عنان

يصل الأربعاء فريق تابع للأمم المتحدة إلى دمشق لبحث آلية تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لاحتواء الأزمة في البلاد، وفقا لما ذكره مسؤولون سوريون.

وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن الفريق المؤلف من خمسة خبراء سيبحث التفاصيل الخاصة بعمل المراقبين الدوليين قد يتم إرسالهم إلى سوريا.

وكان مقدسي قد أوضح في وقت سابق أن فريقاً تابعاً لإدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة سيزور دمشق الأربعاء لبحث “رؤية مشتركة للتطبيق العملي للخطوات التي تم الاتفاق عليها، ووضع التصور الذي سيتم بحثه و يتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري”.

انسحاب جزئي

في غضون ذلك، قال مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن اتفاق الخارجية السورية مع كوفي عنان على بدء عملية انسحاب القوات السورية من المدن بحلول العاشر من أبريل/ نيسان الجاري لا ينص على الانسحاب الكامل للجيش من هذه المدن في هذا التاريخ، وذلك نقلا عن مسؤولين سوريين.

وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة عن مسؤول سوري بارز قوله إنه ” خلافاً لما تبثه وسائل الإعلام وتصريحات عدد من المسؤولين فإن الاتفاق مع المبعوث الأممي كوفي عنان يقضي ببدء انسحاب القوات العسكرية من المدن التي تنتشر فيها وليس انسحابها بالكامل”.

وأكد المسؤول السوري أن “سوريا لن تكرر الخطأ الذي ارتكب مع بعثة جامعة الدول العربية” في إشارة إلى استغلال “مجموعات إرهابية لبعثة المراقبين لتعزيز أوكارها وتواجدها وتهريب السلاح وخطف مواطنين”.

ميدانيا، استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سوريا بمشاركة قوات نظامية معززة وارتفعت حصيلة القتلى في سوريا الى نحو ستين قتيلا من المدنيين في حمص وحماة وادلب ودرعا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان خلال اليومين الماضيين.

وذكر المرصد أن عشرين مدنيا قتلوا في قصف واطلاق نار في احياء عدة من مدينة حمص وفي مدينة القصير بينما قتل ثلاثة جنود في اشتباكات مع منشقين عن القوات النظامية في مدينة حمص بحسب المصدر ذاته.

وأكد ناشطون تعرض مدينة الرستن لقصف عنيف فيما شهدت قرية تفتناز في محافظة ادلب اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت كذلك عن مقتل سبعة جنود واربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى.

درعا

من ناحية أخرى يواصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر زيارته إلى سوريا، حيث يتوجه إلى مدينة درعا التي شهدت مواجهات دموية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل أكثر من عام.

وكان كلينبرغر قد بحث الثلاثاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم تفاصيل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحتياجاتها في مجال العمل الإنساني على الأراضي السورية.

وتم الاتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية من جهة اخرى بغية تذليل اي عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الانسانية المحددة.

من جهته أعرب كلينبرغر عن تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة إلى المناطق المتضررة جراء أعمال العنف لتقديم المساعدات لمحتاجيها.

كما التقى كلينبرغر مع وزير الداخلية محمد الشعار لبحث التسهيلات التي يمكن أن تقدمها الوزارة فيما يتعلق باطلاعها على بعض السجون ولقاء السجناء فيها، لاسيما سجن حلب المركزي.

مجلس الأمن

في تلك الأثناء، تسعى قوى غربية لاستصدار بيان من مجلس الأمن يدعم مهمة عنان. وقالت الولايات المتحدة إن على المجلس الردَ بسرعة وبجدية إذا لم تف سوريا بالتزامها بوقف العمليات العسكرية ضد المعارضة بحلول العاشر من الشهر الجاري.

وأكدت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن سوزان رايس أن واشنطن ودول اخرى ما زالت تشكك في رغبة الرئيس السوري بشار الاسد في انهاء العنف، داعية الى فرض مزيد من الضغط على دمشق لارغامها على تنفيذ الخطة الدولية.

وأوضحت رايس ان البيان المزمع اصداره من مجلس الامن حول سوريا يهدف الى “التركيز على الاهمية المركزية لوفاء الحكومة السورية بالتزاماتها بوقف اشكال العنف كافة بحلول العاشر من ابريل”.

وينص البيان على أن مجلس الامن “يطالب الحكومة السورية بأن تطبق فورا تدابير فك الارتباط العسكري التي وعدت بها”.

كما يؤكد المجلس “اهمية ان تبدأ الحكومة السورية على الفور وبطريقة يمكن التثبت منها في تطبيق هذه التعهدات وتفعيلها كاملة في موعد اقصاه 10 أبريل بناء على موافقتها على القيام بذلك”.

كما يدعو مشروع البيان المعارضة الى “وقف اعمال العنف في الساعات الثماني والأربعين التي تعقب التطبيق التام لهذه التدابير”.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2012

———

العمليات العسكرية مستمرة في سوريا وروسيا واثقة بتفوق النظام على المعارضة

دمشق (ا ف ب) – تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية حتى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت اكدت موسكو الاربعاء ان المعارضة السورية “لن تستطيع الحاق الهزيمة بالجيش السوري”.

ورغم ابلاغ الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان مجلس الامن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة الى وقف اطلاق النار في البلاد، لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل، فان التطورات على الارض لا توحي بحصول اي تهدئة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة فرانس برس “حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات” لقوات النظام.

واضاف ان “الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت”.

واشار الى حصول اقتحام هذا الصباح لقرية المزارب على الحدود الاردنية السورية في محافظة درعا (جنوب)، وقرية طفس في المحافظة نفسها.

قتل 22 شخصا بينهم جندي وسيدة في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.

فقد قتل رجل ونجله اثر اصابتهما برصاص عشوائي في حي القصور في مدينة حمص (وسط)، وقتل مدني واربعة منشقين في “اشتباكات مع القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام حي دير بعلبة” في المدينة.

وتتعرض احياء حمص القديمة منذ صباح الاربعاء لقصف مصدره القوات النظامية السورية.

كما قتل ثلاثة مواطنين بينهم امراة اثر سقوط قذائف على بلدة تلبيسة في محافظة حمص.

وتتعرض قرية الزعفرانة في ريف حمص، بحسب المرصد، لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف تسببت بسقوط جرحى، فيما تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في محيط القرية.

وقتل جندي في اشتباكات عنيفة في مدينة القصير وبساتينها في المحافظة بين مجموعات مسلحة منشقة وقوات نظامية تحاول السيطرة على المدينة.

وافاد المرصد في بيان آخر عن مقتل سبعة اشخاص في بلدة بيت سحم في ريف دمشق واصابة اخرين بجروح في انفجار وقع في احد مباني البلدة، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

من جهتها قالت وكالة الانباء الرسمية (سانا)،ان عبوات ناسفة انفجرت اثناء اعدادها من قبل “ارهابيين” في ريف دمشق الاربعاء ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص وجرح اخرين. وذكرت الوكالة “انفجرت عبوات ناسفة خلال قيام عدد من قيام عدد من الارهابيين بطبخها واعدادها ما أدى الى انهيار المبنى ووفاة سبعة اشخاص واصابة اربعة اخرين”.

وذكر المرصد ان عبوة ناسفة انفجرت في حي برزة و”كانت موضوعة تحت سيارة رجل مقرب من النظام، ما اسفر عن انفجار السيارة واحتراق سيارات اخرى قربها”.

وتنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في بلدتي قطنا ومعضمية الشام في ريف دمشق “بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية”.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل الاربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون اثر اصابته برصاص عشوائي.

وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في اطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان في ادلب، بحسب المرصد.

في محافظة دير الزور (شرق)، قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اطلاق الرصاص عليه خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبىء فيها.

وافاد المرصد عن قصف تتعرض له احياء حمص القديمة منذ صباح اليوم مصدره القوات النظامية السورية.

وكانت لجان التنسيق المحلية افادت فجرا عن “اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر” في مدينة حمص (وسط).

وسقط ثمانون قتيلا الثلاثاء في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.

وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 العشرة الاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

©ارشيف اف ب / كارين ميناسيان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 2 نيسان/ابريل 2012 في يريفان

سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء خلال زيارة الى اذربيجان “من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة الى اقصى حد ممكن، فانها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا”.

وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته لمؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد الاحد في اسطنبول، وقال ان “اصدقاء سوريا” يريدون ان “ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف الى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة” على دمشق.

وطالب مؤتمر اسطنبول بوضع “جدول زمني” لخطة انان، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض “ممثلا شرعيا” و”محاورا رئيسيا” عن الشعب السوري.

كما اكد مواصلة دعمه المالي والمادي لهذا الشعب، لا سيما على الصعيد الانساني.

وينتظر ان يصل خلال الساعات القادمة الى دمشق وفد من الامم المتحدة لاعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل الى وقف اطلاق النار.

واعلن المتحدث باسم موفد الجامعة العربية والامم المتحدة احمد فوزي ان الجنرال النروجي روبرت مود سيرأس الوفد “نظرا لخبرته في الشرق الاوسط”.

وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.

ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الامن دمشق الى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الثماني والاربعين ساعة اللاحقة.

وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر الاربعاء مدينة درعا السورية، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، للاطلاع ميدانيا على الواقع الانساني فيها.

وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة لوكالة فرانس برس ان كلينبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار الى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى (ريف درعا).

وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية “تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الاحمر في درعا” تمهيدا لتوزيعها، بحسب دباكة.

ووصل كلينبرغر الى دمشق مساء الاثنين والتقى امس وزير الخارجية وليد المعلم وتم اتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة ومنظمة الهلال الاحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة اخرى.

واعلنت منظمة التعاون الاسلامي الاربعاء استعدادها “للعمل عن قرب مع الحكومة السورية” من اجل تقديم المساعدات للسكان “المتضررين”، بحسب الامانة العامة. وافاد بيان للمنظمة التي تضم 57 دولة من العالمين العربي والاسلامي ومقرها جدة انها ” تؤكد استعدادها للعمل عن قرب مع الحكومة السورية ومع باقي الشركاء الانسانيين لمساعدة السكان المتضررين من خلال مدهم بالمساعدات الانسانية”.

وتابع “تهيب الامانة العامة للمنظمة بالجميع (..) قاطبة لمد يد العون للمتضررين في سوريا” مشيرة الى “الحملة الانسانية التي تنوي المنظمة اطلاقها في مختلف المجالات بما فيها الصحة وتوزيع الاغذية وسبل كسب العيش”.

————–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى