أحداث الأربعاء، 05 أيلول، 2012
دمشق تستدعي الاحتياط والتعبئة العامة عند الحاجة
نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن، دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، ا ب، أ ف ب
تستدعي سورية أعداداً متزايدة من الجنود السابقين من الاحتياط للخدمة في الجيش، ما يؤشر إلى الحاجة المتزايدة للجنود بعد تنامي الانتفاضة وتوسعها وزيادة اعداد المنشقين عن النظام. ويؤكد بعض جنود الاحتياط، وضابط في الجيش أن آلاف الجنود استدعوا خلال الشهرين الماضيين لتعزيز الجيش وإن كثيراً منهم لا يلبون نداء الخدمة العسكرية. وقال احد العسكريين في دمشق: «لدينا خياران، اما البقاء وقتل سوريين أو الانشقاق والفرار من المحاكم العسكرية». ونقلت وكالة «رويترز» عن ضابط في حمص قوله: «لسنا في حاجة بعد إلى تعبئة كاملة لكن إذا تدهور الوضع في الشهور المقبلة قد نحتاج إليها، البلاد في حال حرب ونحتاج إلى مساعدة الجميع».
ويتزامن الحديث عن استدعاء الاحتياط مع ارتفاع الهاربين من الخدمة او عدد الذين هجروا البلاد. وقدرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة عدد من غادروا وطلبوا اللجوء خارج سورية في آب (اغسطس) الماضي وحده بحوالى 100 الف شخص.
وبدا ملفتاً أمس ما نقلته وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء عن مصدر عسكري قوله «ان روسيا فكرت في اجلاء عسكرييها من سورية هذا الصيف، لكنها رأت ان الوضع لا يزال مستقراً بما يكفي بشكل «لا يبرر هذه الخطوة».
ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة اركان القوات المسلحة الروسية قوله: «كان المستهدف ان يتم تنفيذ خطط الاجلاء اذا اصبح الوضع في سورية خطيراً. لكن محللين في الهيئة قرروا ان الوضع مستقر… بما يكفي وان القاعدة البحرية لا تواجه تهديداً» .
وفي الجانب الأمني، سيطرت قوات المعارضة أمس على مقر أمني في مدينة دير الزور إثر اشتباكات عنيفة ليل الاثنين – الثلثاء مع القوات النظامية أسفرت عن قتلى، في مقابل استعاد الجيش منطقة استراتيجية في حلب، بعدما اصبحت مبانيها هياكل من الباطون فقط اثر تدمير كل حياة فيها.
وقال عقيد في الجيش رافق الصحافيين في زيارة الى المدينة: «كانت معركة قاسية جداً لأن الإرهابيين كانوا يسيطرون على مركزين تجاريين عاليين على طرفي الشارع» حيث حصلت المعركة. ومن احد المركزين التجاريين اللذين يتحكمان بالشارع (برجان يتألف كل منهما من عشر طبقات) لم يبق سوى الهيكل. وشوهدت ثياب أطفال في احد طوابق البرج، ومعدات إلكترونية في طابق آخر وبقايا مطعم في طابق ثالث.
وفي القاهرة، يجتمع وزراء الخارجية العرب اليوم في الدورة العادية بمشاركة الرئيس محمد مرسي الذي يفتتح الدورة، بعدما رفع المندوبون الدائمون توصيات بمشاريع القرارات من دون تقديم مشروع قرار خاص بسورية.
وأكد نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي لـ «الحياة» أن الموضوع السوري مطروح على الاجتماعات على مستويين: الأول هو مجلس الجامعة والآخر اللجنة الوزارية المعنية برئاسة قطر التي ستستعرض تقريرين للأمين العام للجامعة نبيل العربي ورئيس اللجنة وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم في شأن التحركات والمساعي لحل الأزمة. وتوقع أن يخرج الوزراء ببيان يؤيد مهمة الممثل الأممي والعربي المشترك لسورية الأخضر الابراهيمي واتخاذ قرار مهم يتناول النازحين داخل سورية والمهجرين الى دول الجوار.
وفي نيويورك، بدأ الإبراهيمي مهمته عملياً أمس في أول انخراط له مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد جلسة مشتركة كان مقرراً أن تجمعه مع سلفه المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وشكل اللقاء الثلاثي مقدمة لاستماع الجمعية العامة للابراهيمي للمرة الأولى خصوصاً أنها المرجعية الفعلية لولاية الممثل الخاص بعدما كان كوفي أنان عين بموجب قرار صدر عنها في شباط (فبراير) الماضي.
وشدد رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر في كلمة أعدها للجلسة على أهمية تصدي الجمعية لمسؤولياتها في شأن الأزمة السورية داعياً الى الوقف الفوري للعنف ومحاسبة مرتكبي الجرائم ومنتهكي حقوق الإنسان في سورية. وقال النصر أن «حكومة الرئيس بشار الأسد فشلت فى توفير الحماية لمواطنيها وفي تنفيذ إلتزاماتها أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ووجهت بنادقها إلى صدور أبناء شعبها في تجاهل تام للأعراف والالتزامات الدولية». ودعا الى «محاكمة مرتكبي المجازر وأعمال القتل وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وتقديمهم الى العدالة».
وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن الإبراهيمي «لن يقدم خطة متكاملة الى الجمعية العامة في هذه المرحلة بانتظار إجراء مشاورات مع العربي في القاهرة الأحد المقبل، إضافة الى أنه سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق في الجولة نفسها التي سيبدأها انطلاقاً من نيويورك». وأشارت مصادر أخرى الى أن العملية الانتقالية في سورية «ستستند الى خطة النقاط الست كمرجعية لكن طبيعة الانتقال وآلياته لم تحدد بعد».
وكان من المقرر أن يتحدث في جلسة الجمعية العامة الأمين العام الذي حذر المتحدث باسمه مارتن نيسركي من «حدة الأزمة الإنسانية والافتقار الى التمويل اللازم لدعم برامج الإغاثة في عجز يفوق ٥٠ في المئة».
وفي برلين، دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الى برنامج اعمار ضخم يُشبه «خطة مارشال» اثر سقوط النظام لاعادة بناء ما دمرته المعارك. وقال، أمام الاجتماع الثاني لمجموعة العمل الدولية حول المستقبل الاقتصادي لسورية في حضور ممثلين عن 60 دولة، «في غياب هذا البرنامج سيُفتح الباب امام المتطرفين للسيطرة على البلاد واشاعة الفوضى فيها».
قائد عملية اختراق إيميل الأسد لـ«الحياة»: لديّ 7500 رسالة والكثير من الأسرار
الدوحة – محمد المكي أحمد
قال قائد الفريق الذي قام بعملية اختراق «إيميل» الرئيس السوري بشار الأسد عبدالله حاجم الشمري: «إن لديه نحو 7500 رسالة إلكترونية للأسد تضم كنزاً من الأسرار والفضائح»، و «رسائل مثيرة من الحلقة الضيقة له».
درس الشمري (45 عاماً) الطب في بلغاريا. وعمل في شركة خاصة في السعودية، وأنشأ مع «فريق» أول شبكة معلومات عربية على الإنترنت وتولى إدارتها.
وشرح الشمري لـ «الحياة» في الدوحة، فكرة «الاختراق»، فقال أنه كتب مقالات عن الوضع السوري أرسلها عبر «الإيميل» إلى «قوائم» لديه، و «وثقتها في مدونة، وأرسلتها أيضاً إلى مكتب وزير شؤون الرئاسة ومسؤولين سوريين. وتلقيت اتصالاً من شخص في مكتب الرئاسة، وقال لي: كنا نحقد عليك، واكتشفنا أن كلامك صحيح، لكنه قاس، ولا أستطيع إيصاله إلى الرئيس، لكنني سأعطيك إيميل الرئيس الخاص والسري، وأرسل إليه مقالاتك بطريقتك».
وتابع أعطاني عنوان «إيميل» الرئيس في 28 آذار (مارس) 2010، فأرسلت إليه مقالات بتوقيعي، ومضمونها يحمل تحذيراً، ومطالبة بالإصلاح قبل فوات الأوان، وزاد: «بعدما انطلقت التظاهرات في ريف دمشق اقترحت على أصدقائي أن نفكر بطريقة لدعمها… وقررنا أن نخترق إيميل بشار بالبحث عن كلمة السر التي تفتح بريده الإلكتروني».
وقال: «في 18 آذار (مارس) 2011 أحضرنا أجهزة وبرامج لفك كلمة السر، وأنشأنا قاعدة بيانات لنزود بها برامج الاختراق ولنركب حروفاً وأرقاماً لكشف كلمة السر، ولم ننجح». في تلك الفترة كتبت مقالة عنوانها: «غباء أنظمة أم عدالة إلهية»، فقال صديقي: «أنت تعمل بطريقة خاطئة دعنا نعمل بطريقة غبية، خصوصاً أننا بعد أسبوع لم ننجح في كشف كلمة السر، وأنت تصفهم بالغباء»، وباقتراح صديقي وبطريقة غبية، فاجأني الصديق، قائلاً «مبروك اخترقنا إيميل الرئيس»، وتم ذلك في 16 نيسان (ابريل) 2011، إذ كشفنا كلمة السر وهي 1234».
وأضاف: «انتابنا عقب ذلك خوف وقلق شديدان، إذ كنا في دمشق، وخشينا أن يبطش بنا النظام وأن يقدم على إعدامنا، فطلبنا من الإخوة وقف عملية الاختراق حتى نتوصل إلى طريقة آمنة، فاشتركنا في خدمة تقدمها شركة أجنبية (في دولة كبرى)، ووفرت لنا حماية (إلكترونية)، وإمكانات تمويه، وإمكان الدخول على إيميل الرئيس من لوس انجليس».
ولاحظ الشمري أن الرئيس السوري «كان يلغي أي رسالة فور قراءتها. وكنا لا نستطيع فتح الرسائل غير المقروءة حتى لا يُكشف أمرنا، ولهذا قررنا السفر إلى الخارج من أجل اختراق السيرفر. فغادرت إلى لبنان في الرابع من آيار (مايو) 2011 وبعدها اخترت الإقامة في دولة لا تربطها علاقات مع سورية كي لا تسلمنا للنظام، فوصلت إلى المكسيك في التاسع من (آيار) مايو 2011».
وقال: «هناك اخترقنا السيرفر كله في 16 و18 (آيار) مايو 2011، وحصلنا على إيمي أسماء زوجة الرئيس وكانت لا تمسح الرسائل، وعثرنا على كنز من المعلومات، وكنا نقرأ رسائل بشار وهو نائم بسبب فارق التوقيت بين دمشق والمكسيك».
وقال: «ساعدنا كشف السيرفر في تحذير شخصيات» سورية، اذ «ان الأجهزة كانت تضخ معلومات كثيرة إلى بشار عندما تريد أن تفعل شيئاً ضد شخص مهم أو يعرفه الرئيس بشكل شخصي… كما أبلغت أصدقاء في الجيش الحر أن هناك اختراقاً لبعض مجموعاتهم».
وأكد الشمري أنه اطلع على «معلومات تدور في كواليس الاستخبارات، ومواقف دول غير معلنة، واجتماعات سرية مع شخصيات عربية ودولية، وما كتبه جواسيس النظام السوري إلى الرئيس وما نصحوه به»، وذكر أن هناك «رسالة من مستشارة إعلامية طلبت فيها من الرئيس فتح مكتب لها في القصر، وهناك رسائل عن تحويلات مالية ضخمة إلى الخارج، وخطط النظام في شأن الاعتقال واستخدام القمع».
وذكر الشمري أنه تعرض لمحاولة اغتيال في المكسيك بعد كشف «قصة الاختراق»، مؤكداً «لا علاقة لي بنشر خبر الاختراق، إنها مجموعة أخرى… وما تم تسريبه من إيميلات لا يتجاوز الـ 1000 رسالة، و «الغارديان» ذكرت أنها تملك 3000 وأنا لديّ 7500 إيميل فيها الكثير من الأسرار والفضائح وسأوثقها للتاريخ».
الإبرهيمي “ينتظر تحديد موعد” مع الأسد لزيارة سوريا
بان يندّد بـ”مورّدي الأسلحة” وبوتين يحذّر من العناصر المتطرّفة
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات:
علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ان الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابرهيمي “لا يزال ينتظر تحديد الموعد” مع الرئيس بشار الاسد كي يزور سوريا، بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن موردي السلاح الى سوريا يزيدون المعاناة في هذا البلد.
وأفاد ديبلوماسي مقرب من الابرهيمي أن الممثل الخاص المشترك “لا يزال ينتظر تحديد موعد” مع الرئيس الأسد، ولذلك تقرر ارجاء الزيارة التي “ستحصل للإجتماع مع الأسد” بعدما أشيع أن “موعدها الأولي” كان السبت المقبل. لكن “عدم تحديد موعد فرض تأجيلها ربما الى 13 أو 14 أيلول أو حتى بعد ذلك تبعا لجدول مواعيد الأسد”. وسيرافق الابرهيمي الى دمشق رئيس مكتب الأمم المتحدة في سوريا الديبلوماسي الكندي المغربي الأصل مختار لماني. ويستبعد أن يرافقه نائب الممثل الخاص المشترك ناصر القدوة.
ويجتمع الابرهيمي الأحد 9 ايلول مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، على أن يبقى في القاهرة حتى 12 منه.
وأكد أن الابرهيمي “مهتم جدا ايضا بعقد لقاءات مع العاهل السعودي والمسؤولين الأتراك والايرانيين”. ولفت الى أن الابرهيمي شأن سلفه كوفي أنان “يؤمن بوجود وسيط واحد للتفاوض لا أكثر، لذلك سيعمل على حشد كل أصحاب النفوذ والتأثير وراء خطته العتيدة لايجاد تسوية للأزمة السورية”.
وفي كلمة هي الأولى له أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بصفة كونه ممثلاً خاصاً مشتركاً في سوريا، وصف الابرهيمي مهمته بأنها “صعبة”. وأشار الى أنه سيتوجه الى القاهرة للإجتماع مع العربي. وتحدث عن “الوضع الخطير الذي يسود سوريا اليوم”، موضحاً أن الوضع “يتدهور باطراد. وحصيلة الموت مذهلة، والدمار يصل الى أبعاد كارثية، والمعاناة هائلة”. وقال: “أتطلع الى زيارتي لدمشق في غضون أيام قليلة، وأيضاً عندما يكون الوقت ملائماً وممكناً، وكل الدول التي يمكنها أن تساعد في تحقيق العملية السياسية بقيادة سورية”. وشدد على أن “مستقبل سوريا يبنى بواسطة شعبها ولا أحد غيره”، مضيفاً أن “دعم المجتمع الدولي ملح ولا غنى عنه. سيكون فاعلاً إذا دفع الجميع في الإتجاه نفسه”.
بان
وعقدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة برئاسة ناصر عبد العزيز النصر جلسة غير رسمية تحت عنوان “النزاع المسلح”، وقدم خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون إحاطة عن التقدم الذي أحرز في تطبيق قرار الجمعية العمومية في 3 آب الماضي في شأن الوضع في سوريا.
وقال: “اتخذ هذا الصراع منعطفا وحشيا بشكل واضح. استمرار عسكرة الصراع أمر مأسوي بشدة وخطير للغاية”. وأضاف: “من يزودون أيا من الطرفين الاسلحة يساهمون في زيادة المعاناة وزيادة خطر حدوث عواقب غير مرغوب فيها مع احتدام المعارك واتساعها”.
ودعا مجلس الامن والجمعية العمومية الى “ايجاد ارضية مشتركة كي نتمكن من مساعدة الشعب السوري للشروع في عملية سياسية انتقالية ديموقراطية وسلمية يقررها السوريون بأنفسهم”. وأشار الى “عدد من المبادرات لحل النزاع وضعت في طهران. وهناك مبادرات واجتماعات في الافق. غير أنها جميعا تفتقر الى وحدة الجهد الذي سيكون له أثر على الارض”.
ولفت الى أن “الوضع الإنساني خطير ويتدهور، في كل من سوريا وعند الجيران المتأثرين بالأزمة”. وأن المساعدات الإنسانية قاصرة بنسبة 50 في المئة عن مبلغ الـ180 مليون دولار التي تحتاج اليها المنظمات الإنسانية في الوقت الحاضر، موضحاً أن 2,5 مليوني نسمة في سوريا يحتاجون الى مساعدة، وبينهم لاجئون فلسطينيون وعراقيون. وهناك أكثر من 2٫1 مليون نسمة من النازحين داخل البلاد”.
وأفاد ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا والأردن ولبنان والعراق يبلغ الآن أكثر من 225 ألفاً وهو يزيد”. وبعدما لاحظ أن هذه “الحرب تتصاعد”، خلص الى أن “الابرهيمي، كي ينجح، يحتاج الى دعمكم الموحد والفاعل لمساعدة الأطراف المتحاربين على ادراك أن الحل لن يأتي عبر السلاح، بل من طريق الحوار الذي يحترم الحقوق والحريات العامة لجميع السوريين”.
الجعفري
وتحدث المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري فأكد أن الحكومة السورية “تجاوبت مع المطالب الشعبية الاصلاحية المحقة، وتعاملت بانفتاح وايجابية مع جميع المبادرات الهادفة الى حل الازمة الداخلية سلميا وسياسيا بما في ذلك تطبيق خطة كوفي أنان ذات النقاط الست”. وقال: “انني أرحب مجددا باسم بلادي بتعيين السيد الاخضر الابرهيمي ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، وأؤكد ان سوريا منفتحة وملتزمة التزاما كاملا مهمة السيد الابرهيمي في سعيه للتوصل الى وضع حد للعنف وايجاد حل سياسي بقيادة سورية للأزمة الجارية في سوريا. وأدعو في هذه المناسبة جميع الدول، وخصوصا تلك المؤثرة على الاطراف الرافضين للحوار السياسي ووقف العف، الى ان تحذو حذو الحكومة السورية وتمد يد العون الجدي الى السيد الابرهيمي”.
بوتين
ومع استمرار القتال في سوريا، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” التي تبث بالانكليزية، من خطورة محاولات بعض الاطراف استخدام عناصر متطرفة على غرار تنظيم “القاعدة” لتحقيق أهدافها في سوريا. وقال في المقابلة التي تبث كاملة غدا، ان موسكو متمسكة بمبدأ عدم التدخل الاجنبي لمعالجة الازمات الداخلية في أي بلد. وأشار في هذا السياق الى تداعيات التدخل الاميركي في أفغانستان. وأضاف ان “الولايات المتحدة وحلفاءها تدخلوا في أفغانستان، أما الان فانهم جميعا يفكرون كيف يمكنهم الفرار”.
حشود عسكرية تركية
¶ في أنقرة، أوردت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية ان حشودا عسكرية كبيرة توجهت الى الحدود التركية – السورية عند نقطة مرشد بينار التابعة لمركز سروتش بمحافظة شانلي أورفة في جنوب شرق تركيا.
وقالت ان آليات نقل تحمل عددا من الدبابات والمركبات العسكرية التابعة للواء 20 مدرع وصلت الى المنطقة في شانلي أورفة.
وتمركزت الدبابات عند نقطة التماس مع الحدود السورية، ويأتي ذلك استكمالا للتحركات العسكرية التي لوحظت زيادتها اخيرا في الوحدات التابعة للكتيبة الحدودية الثانية الموجودة في قرية مرشد بينار.
برلين
¶ في برلين، شدد وزير الخارجية الالماني غيدوفيسترفيله في افتتاح الاجتماع الثاني لمجموعة عمل دولية حول المستقبل الاقتصادي لسوريا، على ان تأليف حكومة انتقالية ديموقراطية تمثل كل مكونات المعارضة في سوريا هو أمر “ملح”. وتشارك نحو 60 دولة في اجتماعات مجموعة العمل التي تألفت بمبادرة من “مجموعة أصدقاء الشعب السوري وتتولى المانيا والامارات رئاستها. وكانت عقدت اجتماعها الاول في أبوظبي في نهاية ايار.
هولاند
¶ في روما، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي بأن فرنسا تأمل في تأليف “حكومة بديلة” في سوريا، مشددا على ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يهتم بـ”مسائل المساعدة الانسانية” للمدنيين السوريين المتأثرين بالنزاع.
واعرب مونتي عن “القلق البالغ” للحكومتين من الازمة في سوريا “التي توقع كل يوم ضحايا جديدة ومئات اللاجئين”، معتبرا ان “وضع الاسد يزداد هشاشة يوما بعد يوم”.
هجوم على السفارة في القاهرة
¶ في القاهرة قال صحافي من “رويترز” ان الشرطة المصرية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 100 ناشط حاولوا اقتحام مبنى السفارة السورية في العاصمة المصرية لرفع علم المعارضة عليه بدل العلم الوطني الحالي.
وقال مصدر أمني إن الناشطين والشرطة تبادلوا الرشق بالحجار مما أوقع اصابات طفيفة في الجانبين. واعتقلت قوى الامن نحو خمسة متظاهرين.
اجتماع للجنة الوزارية العربية اليوم .. والأسد يقدّم تعهدات «إيجابية» للصليب الأحمر
روسـيا تصعّد تحذيـرها من المتشـددين في سـوريا
حذرت روسيا امس، من خطورة استخدام بعض الاطراف عناصر متشددة مثل مناصري «القاعدة» لتحقيق مآربها في سوريا. وكانت موسكو في الفترة الأخيرة قد صعدت لهجة انتقادها للمعارضة السورية المسلحة، بعد تهديدات مسلحي «الجيش الحر» باستهداف المطارات المدنية، بينما رجّح أحد قيادييه الميدانيين خلال مؤتمر صحافي نظم له في اسطنبول أن تكون المعركة على المطارات العسكرية حاسمة، وبشكل خاص في حلب.
تركيا التي بات قادة المعارضة الميدانيون يعقدون فيها مؤتمراتهم الصحافية، عززت هي أيضا حشودها العسكرية على الحدود، بينما تنطلق اليوم في القاهرة اجتماعات الدورة الـ138 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري. وتفتتح الاجتماعات بخطاب للرئيس المصري محمد مرسي، بينما تشمل اجتماعا للجنة الوزارية العربية حول سوريا برئاسة قطر.
أما دمشق، فرحبت بعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر «ما دامت تعمل بشكل مستقل ومحايد»، بحسب ما قال الرئيس بشار الأسد خلال استقباله رئيس اللجنة الجديد بيتر مورر، مقدما تعهدات «ايجابية» للمنظمة الدولية، بينما جدد وزير الخارجية وليد المعلم الدعوة إلى حوار شامل «يؤدي إلى مشاركة فاعلة في بناء سوريا المستقبل»، مشددا على ضرورة عدم التدخل الخارجي ووقف العنف من كافة الأطراف.
إلى ذلك، أعلن المبعوث الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «حصيلة الخسائر البشرية هائلة، وأن الدمار وصل إلى نسب كارثية وأن الآلام كبيرة جداً»، مضيفاً ان «دعم الأسرة الدولية أمر لا بد منه وملح جداً»، محذراً من أن الوضع «لم يكف عن التدهور».
وأشار الإبراهيمي إلى أنه سيتوجه «خلال بضعة أيام» إلى القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. كما لفت إلى نيته إجراء أولى زياراته منذ تسلمه مهامه إلى دمشق «خلال أيام، وزيارة كل البلدان القادرة على المساعدة في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم» لحل الأزمة. وأكد أن «مستقبل سوريا سيحدده الشعب السوري وليس أي طرف آخر».
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من «خطورة محاولات بعض الأطراف استخدام عناصر متطرفة على غرار تنظيم «القاعدة» لتحقيق أهدافها في سوريا». وفي لقاء مع قناة «روسيا اليوم» أكد بوتين «تمسك موسكو بمبدأ عدم التدخل الأجنبي لمعالجة الأزمات الداخلية في أي بلد».
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من إعلان «الجيش السوري الحر» أنه ينظر إلى المطارات الدولية المدنية في دمشق وحلب كأهداف عسكرية وتهديده بإسقاط الطائرات المدنية. واعتبرت الوزارة الروسية أن «إطلاق هذه التهديدات يعني اقتراب المعارضين من الخط الأحمر الذي تأتي خلفه أعمال لا تختلف عن جرائم تنظيم القاعدة». وقالت الخارجية الروسية «إن ما أعلنه الجيش السوري الحر يؤكد أن الإرهاب هو أحد أساليبه الرئيسية، إلا أن الدول التي تمول المعارضة السورية المتشددة وتحثها على رفض الحوار مع السلطة ومواصلة النضال حتى إحراز الانتصار، تفضل ألا تلاحظ هذا. وفي حالة تنفيذ تهديدات «الجيش السوري الحر» سوف يتم إلقاء كامل المسؤولية عن العواقب على عاتق المنفذين ورعاتهم على نحو سواء».
وكان قائد «لواء التوحيد» التابع لـ«الجيش السوري الحر» عبد القادر الصالح أكد السيطرة على 70 في المئة من مدينة حلب. وقال في مؤتمر صحافي عقد في اسطنبول ان المعركة الجارية بين «الجيش السوري الحر» والجيش النظامي هي في كل انحاء سوريا مضيفا ان المعركة الاكبر والفاصلة الجارية حاليا في مدينة حلب.
واكد قائد «لواء التوحيد» ان «جيش النظام السوري يحشد قواته لاستعادة مدينة حلب لكن هو بحاجة للوقت»، مشيرا الى «ان عناصر الجيش السوري الحر في المحافظات الاخرى تترصد تحركاته وقطع خطوط امداده ودعمه». وخلص الصالح الى القول «ان المعارك في الساعات المقبلة ستوسع من سيطرة الجيش الحر على مدينة حلب وانه في حال ضرب الجيش الحر للمطارات العسكرية في حلب فان المعركة ستكون حاسمة بين الطرفين خصوصا بعد انهيار معنويات الجيش النظامي».
وأفادت وكالة «انباء الاناضول» عن تحرك عسكري تركي كبير، في اتجاه الحدود التركية السورية عند نقطة مرشد بينار الحدودية التابعة لمركز سروتش في محافظة شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا. ووصلت مركبات شحن تحمل عددا من الدبابات والمركبات العسكرية، إلى ذلك المكان قادمة من اللواء مدرع 20 الموجود في شانلي أورفة.
وتمركزت الدبابات عند نقطة التماس مع الحدود السورية، ويأتي ذلك استكمالا للتحركات العسكرية التي لوحظ زيادتها في الآونة الأخيرة في الوحدات الحدودية التابعة للكتيبة الحدودية الثانية الموجودة في قرية مرشد بينار.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد «ترحيب سوريا بالعمليات الانسانية التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الاحمر على الارض في سوريا ما دامت تعمل بشكل مستقل ومحايد».
من جهته، عبر مورر عن تقديره «للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية» واشاد «بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين»، بحسب الوكالة. وقالت الوكالة ان اللقاء تناول علاقات التعاون بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق رباب الرفاعي ان لقاء مورر بالاسد كان «ايجابيا» تناولا خلاله «الامور المتعلقة بالاولويات الانسانية وحماية المدنيين خلال العمليات القتالية وضرورة تسهيل ايصال المساعدات الانسانية بما في ذلك امكان حصول المدنيين على الخدمات الطبية».
وأكد المعلم موقف بلاده الداعي الى اجراء حوار شامل «يؤدي الى مشاركة فاعلة في بناء سوريا المستقبل». وشدد المعلم خلال لقاء مع نظيره الفلبيني البرتو ديل روزاريو الذي يزور سوريا حاليا على ضرورة عدم التدخل الخارجي في شؤون سوريا ووقف العنف من كافة الأطراف.
واعتبر سفير سوريا لدى طهران حامد حسن تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي في قمة طهران تدخلا سافرا في شؤون بلاده الداخلية وانه وضع نفسه خارج اطار اي مقترح يرمي الى حلحلة الاوضاع في سوريا.
وتنطلق في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين بعد المئة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورة عادية تتضمن برنامج عمل مكثفا يتخلله اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا . ويتضمن جدول أعمال الاجتماعات جلسة افتتاحية تستمر حوالي ساعة يلقي خلالها الرئيس محمد مرسي كلمة أمام وزراء الخارجية العرب.
(«السفير»، أ ف ب،
رويترز، أ ب، أ ش ا)
إصابة 85 مصرياً بينهم عناصر أمنية في اشتباكات بمحيط السفارة السورية بالقاهرة
القاهرة- (يو بي اي): اصيب 85 مصرياً بينهم عناصر من قوات الأمن في اشتباكات وقعت ليل الثلاثاء ودامت حتى فجر الأربعاء، بمحيط السفارة السورية بوسط القاهرة.
وعقب منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، تزايد عدد المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى السفارة السورية ورفع “علم الاستقلال” فوق المبنى بدلاً من علم سوريا بعد أن كانوا احتشدوا مساءً، فتصدت لهم عناصر الأمن المُكلفة بحماية المبنى وحالت دون اقتحام المبنى، فقام المتظاهرون برشقهم بالحجارة وحطموا سيارة شرطة ما أدى إلى الاشتباك معهم حيث اتسع نطاق تلك الاشتباكات بشوارع حي “غاردن سيتي”.
وقال نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور أحمد الأنصاري، للصحافيين فجراً، إن حصيلة الاشتباكات بين عشرات المتظاهرين ضد النظام السوري وبين عناصر الأمن المصري بلغت 85 مصاباً سقطوا بمحيط السفارة السورية بحي “غاردن سيتي” بوسط القاهرة.
وأوضح الأنصاري أنه تم علاج 71 مصاباً من كدمات وجروح من خلال عربات الإسعاف المتواجدة بموقع الاشتباكات، فيما تم علاج 6 مصابين بمستشفى “المنيرة العام”، وإصابتان بمستشفى “قصر العيني”، و6 بمستشفى “الشرطة” بحي العجوزة.
وفي غضون ذلك أوقفت عناصر الأمن 8 من المتظاهرين بمحيط السفارة السورية المجاور للسفارتين الأمريكية والبريطانية، فيما تسود الحي حالة من الهدوء الحذر خشية تجدد الاشتباكات.
وكان عشرات من النشطاء المصريين والسوريين المناوئين للنظام السوري احتشدوا مساء الثلاثاء، أمام “خيمة الثورة السورية” بميدان التحرير وتوجهوا إلى مبنى السفارة السورية على شكل مسيرة مطالبين برحيل النظام السوري ومناصرة “الجيش الحُر” الذي يقوم بمحاربة الجيش السوري النظامي.
وفي السياق دفعت أعداد كبيرة من عناصر الأمن المركزي التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق المتظاهرين والحيلولة دون تفاقم الموقف.
ويُشار إلى أن محاولة الاقتحام التي تعرض لها مبنى السفارة السورية هو الرابع من نوعه منذ انتقال البعثة الدبلوماسية السورية إلى مقرها بحي غارن سيتي بعد أن تعرض المبنى القديم للسفارة بحي “الدقي” لتظاهرات معادية للنظام السوري منتصف العام 2011.
إيران استأنفت نقل التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية
نيويورك- (يو بي اي): قال مسؤولون أمريكيون رفيعون ان إيران استأنفت شحن التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية في مسعى لتعزيز وضع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن المسؤولين قولهم، ان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغطت على العراق لإغلاق الممر الجوي الذي كانت إيران تستخدمه في أوائل السنة الحالية، وطرحت الموضوع مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لكن إيران ضاعفت من دعمها للرئيس السوري بعدما حقق الثوار السوريون تقدماً واهتزت حكومة الأسد عقب تفجير أدى إلى مقتل كبار من المسؤولين العسكريين السوريين.
وأشار المسؤولون إلى أن الرحلات التي تنقل تجهيزات عسكرية من إيران استؤنفت من جديد في تموز/ يوليو، وهي مستمرة منذ ذلك الحين، في ما يشكل مصدر إزعاج للمسؤولين الأمريكيين.
وقال خبراء عسكريون ان الرحلات الجوية مكنت إيران من تقديم إمدادات للحكومة السورية بالرغم من الجهود التي بذلها الثوار للسيطرة على العديد من المعابر الحدودية.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر قوله ان “الإيرانيين لا يواجهون مشكلة في الجو والنظام السوري ما زال يسيطر على المطار”.
واعتبرت ان تزويد إيران لسوريا الأسلحة جواً، يثير أسئلة في أميركا التي ما زالت مترددة في توفير أسلحة للثوار السوريين أو فرض حظر جوي فوق سوريا خشية الغوص في النزاع السوري، إلا ان الدعم الذي توفره إيران للحكومة السورية يشير إلى حقيقة انها لا تتردد بتوفير إمدادات عسكرية ومستشارين للمساعدة في بقاء الحكومة السورية بالحكم.
ورأت ان تسامح المالكي مع استخدام إيران للأجواء العراقية يشير إلى ان تأثير الإدارة الأميركية في العراق محدود.
كما نقلت عن مسؤول أمريكي قوله انه بالإضافة إلى الإمدادات العسكرية الإيرانية، فثمة تقارير موثوقة على أن مقاتلين من الميليشيات العراقية الشيعية التي تحظى بدعم إيراني، يجدون طريقاً لهم إلى سوريا لمساعدة حكومة الأسد.
وشدد المسؤولون على ان “إيران تلعب دوراً أكبر في سوريا بطرق عدة”.
الابراهيمي يدين الحصيلة الهائلة للضحايا في سوريا ويطالب بدعم دولي
نيويورك- (ا ف ب): ندد الوسيط الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا الاخضر الابراهيمي الثلاثاء بسقوط عدد “هائل” من الضحايا طالبا “دعم الاسرة الدولية” لمهمته التي بدأت لتوها.
وقال أمام الجمعية العامة للامم المتحدة إن “حصيلة الخسائر البشرية (في سوريا) هائلة والدمار وصل إلى نسب كارثية والالام كبيرة جدا”.
وإذ حذر من أن الوضع “لم يكف عن التدهور”، شدد الابراهيمي على ان “دعم الاسرة الدولية امر لا بد منه وملح جدا” شرط ان “تصب كل الجهود في الاتجاه نفسه”.
وأكد الابراهيمي أن “مستقبل سوريا سيحدده شعبها وليس أي أحد آخر”.
واشار الوسيط الدولي الى انه سيتوجه “خلال بضعة أيام” الى القاهرة للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
كما لفت الى نيته اجراء اولى زياراته منذ تسلمه مهامه الى دمشق “خلال ايام” وزيارة “كل البلدان القادرة على المساعدة في انجاز عملية سياسية يقودها السوريون انفسهم” لحل الازمة.
ولم يعط الوسيط الدولي أي مواعيد محددة لهذه الزيارات.
واعلنت وزارة الخارجية السورية الاحد ان الابراهيمي سيزور دمشق “قريبا” للبحث في النزاع الذي اسفر عن اكثر من 26 الف قتيل خلال قرابة 18 شهرا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتولى الابراهيمي السبت مهامه خلفا لكوفي انان الذي قدم استقالته من مهمته في الثاني من اب/ اغسطس شاكيا النقص في دعم القوى الكبرى.
ومن جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الثلاثاء البلدان الاعضاء في الامم المتحدة الى تقديم دعم “موحد وفعال” للاخضر الابراهيمي مشيرا إلى أن مهمة الاخير “شاقة لكنها ليست مستحيلة”.
وقال بان كي مون إن “اولئك الذين يزودون بالسلاح أيا من الجانبين يفاقمون عذابات” السوريين.
واضاف “من اجل النجاح، هو يحتاج الى دعمكم الموحد والفعال، لمساعدة المتحاربين على ان يفهموا ان الحل لن يأتي عبر الاسلحة بل بالحوار”.
كما انتقد بان الدول التي تزود الاطراف المتحاربة في سوريا بالسلاح داعيا الى تضامن دولي لتمويل المساعدات الانسانية في هذا البلد.
واضاف “للقوى الاقليمية دور رئيسي تلعبه من تحديد الشروط” لتسوية الوضع في سوريا ومنع “استمرار عسكرة النزاع”.
ويشار إلى ان روسيا وايران، التي زارها بان الاسبوع الماضي، تزودان نظام بشار الاسد بالاسحلة في حين ان المملكة العربية السعودية وقطر اعربتا عن استعدادهما لتسليح المعارضة السورية.
ووجه بان ايضا نداء للتضامن الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين. وقال ان البلدان المجاورة “التي فتحت بسخاء حدودها” لاستقبال لاجئين سوريين “بحاجة ماسة الى مساعدة”. وقال “الوضع الانساني خطير ويتدهور، سواء في سوريا او في البلدان المجاورة التي تتاثر بالازمة”.
واعلنت تركيا انها لن تتمكن في وقت قريب من استقبال مزيد من اللاجئين على اراضيها وطلبت اقامة مناطق عازلة داخل سوريا لاستقبال اللاجئين.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة فإن اكثر من مئة الف سوري هربوا من بلدهم خلال اب/ اغسطس. وبات عدد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة 235 الفا بينهم 59 الف لاجئ سوري في لبنان و80400 في تركيا.
ولفت بان إلى أن جهود وكالات الامم المتحدة لاغاثة 2,5 مليون سوري محتاج باتت “محدودة بفعل نقص في الاموال” مذكرا بان مبلغ ال180 مليون دولار من المساعدات الانسانية التي طلبتها الامم المتحدة لم يتم توفير الا نصفه.
موالون للأسد يخترقون الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة
دبي- (رويترز): تعرض الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة التلفزيونية القطرية للاختراق على ما يبدو الثلاثاء على يد متسللين موالين للحكومة السورية بسبب ما قالوا إنه دعم القناة “لجماعات إرهابية مسلحة” ونشرها أكاذيب وأخبارا مختلقة.
ونشر على الموقع العربي للقناة علم سوريا وبيان يدين ما وصفها بمواقف الجزيرة ضد شعب وحكومة سوريا وذلك ردا على تغطية القناة التلفزيونية للانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ 17 شهرا.
وتصدرت الجزيرة تغطية أنباء الانتفاضات العربية وأيدت قطر علنا حركة المعارضة المسلحة السورية التي تهيمن عليها الأغلبية السنية ضد حكومة الأسد التي تهيمن عليها الأقلية العلوية.
وحمل نشطاء بالمعارضة على موقع تويتر موالين للأسد المسؤولية عن عملية الاختراق. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي الجزيرة.
والهجوم الالكتروني الذي أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم (الراشدون) مسؤوليتها عنه هو الأحدث ضمن موجة هجمات الكترونية على وكالات أنباء وشركات طاقة تشنها حكومات معادية أو جماعات مسلحة أو نشطاء متسللين لدوافع سياسية.
وفي الشهر الماضي اكتشفت شركة راس غاز القطرية ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم فيروسا في شبكة أجهزة الكمبيوتر الإدارية بعد نحو أسبوعين من تعرض ارامكو السعودية أكبر منتج للنفط في العالم لحادث تسلل أيضا.
كما تعرضت بوابة التدوين بموقع رويترز الاخباري للاختراق أيضا الشهر الماضي ونشر نبأ كاذب يعلن وفاة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على موقع تدوين خاص بصحفي من رويترز.
ورغم أن هوية أولئك المتسللين غير معروفة يحتدم الصراع بين مؤيدي الأسد ومعارضيه. والسعودية من أشد معارضي الرئيس السوري.
اشتباكات عنيفة بين الطرفين… وعشيرته ترفض العزاء قبل الاخذ بالثأر
الجيش الحر يغتال ‘رئيس شورى الدولة الإسلامية’ في معبر باب الهوى
رئيس البرلمان السوري يتهم نظيره العربي باستنهاض ‘مسيلمة الكذاب’
لندن ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري وكامل صقر: كشف مدير المرصد الإعلامي الإسلامي في لندن، ياسر السرّي لـ’القدس العربي’ امس الثلاثاء، ان اكثر من 15 عنصرا من عناصر الجيش الحر، وبالتحديد من كتيبة فاروق الشمال قامت باغتيال الدكتور أبو محمد الشامي العبسي’ رئيس مجلس شورى الدولة الإسلامية’ التابع للتنظيم قرب الحدود السورية التركية.
وقالت مصادر مطلعة لـ’القدس العربي’ ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين عقب الكشف عن نبأ الاغتيال، مما يشكّل أخطر صدام حتى الآن بين الثوّار السوريين والعناصر ‘الجهادية’ التي تدفّقت على سورية منذ بدء الثورة من مصر وتونس والجزائر والإمارات والسعودية والكويت وأوروبا.
وقال السري في اتصال هاتفي مع ‘القدس العربي’ ان أبو محمد الشامي كان مع كتيبته أول من قاموا بتحرير معبر حدودي في سورية وهو معبر باب الهوى (على الحدود مع تركيا) والذي ما زال تحت سيطرة المجاهدين حتى الآن’.
واضاف السري أن عشيرته، وهي من تل الكرامة بمنطقة إدلب رفضت تقبّل التعازي قبل الثأر له.
وكانت معلومات سابقة أفادت بأن ‘الإسلاميين’ الموجودين على معبر باب الهوى، والذين قدّر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عددهم بحوالى 150 عنصراً، يقيمون علاقات تنسيق حسنة مع الأمن التركي، في حين كان هنالك تأزّم في العلاقة مع الجيش الحر.
وأفاد السري أن أبو محمد الشامي العبسي قُتِل طعناً بالسكاكين على يد 15 عنصراً من كتيبة فاروق الشمال التابعة للجيش السوري الحر، ودفن الاثنين بطريقة لا تليق عبر القاء جثته في حفرة.
وسبق ان حدثت مشكلة سابقة واحتكاك بين الجيش الحر وجماعة الدكتور أبو محمد الشامي وتم احتواء الموقف وقتها والاتفاق فيما بينهما،إلا أن بعض الأشخاص في الأيام الماضية كمنوا له داخل الحدود التركية بعد ان تركته الحراسة المرافقة له وقاموا بالاعتداء عليه وخطفه، وقد قام شهود عيان بتصوير الواقعة وتدوين رقم لوحة السيارة وبالتالي تم تحديد الجناة.
وبعد الخطف، قام ياسر السرّي بالتواصل مع الشيخ أبو بصير الطرطوسي (إسمه الحقيقي عبد المنعم مصطفى حليمة) والشيخ أبو عبد الله، أمير كتائب أحرار الشام من أجل العمل على حقن الدماء والعمل على إطلاق سراحه بعد أن تم تحديد الجهة الخاطفة. ولكن ذلك لم يُجدِ نفعاً، وتم العثور عليه مقتولاً.
وناشد السري في حديثة لـ’القدس العربي’ الشباب المسلم بعدم الذهاب الى سورية للجهاد، وقال ‘الجهاد فرض عين على المسلمين ما لم تستكف البلد وسورية مستكفية برجالها، وحذر ان الدول الغربية سوف تستهدف المقاتلين المسلمين عقب انتهاء القتال في سورية.
ومن دمشق اعتبر رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام ان رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي جاهلُ يُصدّق ما يَسمعُ ويَندفعُ بلا روية، ويتقحّمُ بلا احتساب، معتبراً أنه من الذين باتوا كمن استنهض مسيلمةَ من قبرهِ ليكون دليلَهُ ومرشدَهُ في ظلامِ الليلِ الصهيوأمريكي، حسب تعبير رئيس البرلمان السوري الذي قال في بيان صحافي تلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه ان كنا نأمل ممن يرأس البرلمان العربي أن يفخر بعروبته أولاً، وأن يكون ولاؤه للوطن العربي والمواطن العربي وحقوقه، لا لأنظمة وأشخاصٍ وأمير.
وقال أيضا كنا نتمنى أيضاً أن نرى مبادرة يتيمة لجمع الأطراف لا لتعميق الصدعِ واتساع الشرخ.
وأضاف بيان رئيس مجلس الشعب السوري: كان من واجب الدقباسي أن يسمع الناس على لسانه بشارةَ الخير، لا نُذرَ الشؤم والفشل لكل فعلٍ قبل أن يبدأ، ولكلّ همة قبل أن تبرد.
وتابع: كنا نتمنى عليه أن يدعم جهود السيد الأخضر الإبراهيمي ويسهم بنجاحها، لا أن يتنبأ بما يرغب لها من فشلٍ ويعلل أحلامَه بعدم توحد الإرادة الروسية والصينية مع إرادات لم تَدَّخِر جهداً لحمايةِ إسرائيل والدفاع عن جرائمها في مجلس الأمن.
وزاد بالقول: سمعنا الدقباسي يدافع عن قوات درع الجزيرة في البحرين، لأنه تأكد أن مطلب البحرينيين بالإصلاح مؤامرة خارجية.
وتأتي تصريحات جهاد اللحام رداً على تصريحات للدقباسي قال فيها ان مهمة الأخضر الابراهيمي المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى سورية، محكوم عليها بالفشل، معتبراً ن مهمة الأخضر الابراهيمي لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد النظام السوري، وإتاحة الوقت الكافي له لاستقبال المزيد من الدعم اللوجستي من روسيا والصين وإيران، واستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والصواريخ لتدمير المنازل والتراث الثقافي والحضاري لسورية، وقتل وتشريد العديد من أبناء الشعب السوري الأبرياء وتهجير الآلاف منهم إلى دول الجوار الجغرافي والمزيد من المعاناة الإنسانية.
مئة الف سوري غادروا البلاد الشهر الماضي
مسلحون يسيطرون على مقر امني في دير الزور اثر اشتباكات عنيفة وروسيا تخلت عن فكرة اخلاء قاعدة طرطوس لأن الوضع ‘مستقر’
دمشق ـ حلب ـ وكالات: سيطرت المعارضة المسلحة الثلاثاء على مقر امني يقع شرق البلاد اثر اشتباكات عنيفة ليل الاثنين الثلاثاء مع القوات النظامية اسفرت عن قتلى، فيما قتل 58 شخصا في اعمال العنف في سورية هم 37 مدنيا بينهم 19 في حماة وثمانية في حلب (شمال)، و12 جنديا نظاميا، وتسعة مقاتلين معارضين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك غداة يوم قتل فيه 153 شخصا.
وافاد بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان ان ‘مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سيطروا على مقر قسم الامن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الاولى من الثلاثاء’.
واسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الاقل من المعارضة وما لا يقل عن ثمانية من عناصر القوات النظامية.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن ‘قصف مدفعي كثيف وعنيف على احياء المدينة بمعدل قذيفة كل دقيقتين وتصاعد اعمدة الدخان من الاحياء السكنية في عدة مناطق’ فيها.
وسقط ‘مقاتلان من الكتائب الثائرة المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية’ في ريف دير الزور، بحسب المرصد الذي لم يذكر اي تفاصيل عن طبيعة الاشتباكات ومكانها.
في هذا الوقت، قدرت السلطات السورية الخسائر والاضرار الناجمة عن ‘الاعمال الارهابية’ في مدينة حمص (وسط) وحدها بنحو تسعة مليارات دولار، بحسب ما اكد محافظ حمص احمد منير محمد لوكالة الانباء الرسمية.
ومن جهتها رحبت سورية بعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر ‘طالما انها تعمل بشكل مستقل ومحايد’ في هذا البلد الذي غادره خلال شهر آب (اغسطس) اكثر من مئة الف سوري وهو اكبر عدد يسجل خلال شهر منذ بدء النزاع.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجديد بيتر مورر الثلاثاء ترحيب بلاده بالعمليات الانسانية التي تقوم بها اللجنة على الارض ‘طالما انها تعمل بشكل مستقل ومحايد’.
من جهته عبر مورر عن تقديره ‘للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية’ واشاد ‘بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين’، بحسب الوكالة.
وتأتي زيارة مورر لسورية بالتزامن مع اعلان المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من مئة الف سوري غادروا البلاد في آب (اغسطس).
انسانيا كذلك، تعاني الاحياء المتمردة في مدينة حلب (شمال) والتي تعرضت الثلاثاء مجددا الى قصف مدفعي من ازمة حادة في المواد الغذائية التي باتت تغيب غالبا عن الاسواق، بحسب ما اكد ناشط في هذه المدينة التي تشهد عمليات عسكرية منذ بداية الشهر.
من جهة اخرى نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن مصدر عسكري قوله ان روسيا فكرت في اجلاء عسكرييها من سورية هذا الصيف ولكنها رأت ان الوضع مستقر بما يكفي بشكل لا يبرر هذه الخطوة.
وكان مثل هذا الاجلاء سيشير الى خوف الكرملين من ان الرئيس بشار الاسد يواجه خطر السقوط في مواجهة المعارضين الذين يقاتلون لعزله. وادت اعمال العنف الى قتل 20 الف شخص منذ بدء حملة على الاحتجاجات في الشوارع في اذار/ مارس 2011 .
واشار تقرير انترفاكس الى انه ليس لدى موسكو خطط فورية للتخلي عن قاعدة للامداد والصيانة في ميناء طرطورس بالبحر المتوسط وهي تعد المنشأة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفييتي السابق.
ونقلت انترفاكس عن المصدر الذي لم تذكر اسمه في هيئة اركان القوات المسلحة الروسية قوله انه كان المستهدف ان يتم تنفيذ خطط الاجلاء اذا اصبح الوضع في سوريا خطيرا . ولكن محللين في هيئة الاركان العامة قرروا ان الوضع مستقر بما يكفي وان القاعدة البحرية لا تواجه تهديدا .
وعلى الصعيد الدولي، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده تشجع على تشكيل ‘حكومة بديلة’ في سورية التي رأى ان ‘زمرة’ تحكمها وترتكب ‘مجازر’ بحق السكان المدنيين.
اطفال سوريون في المخيم يريدون الانتقام من العلويين والاباء يقولون ان لا تعايش معهم ابدا
الابراهيمي اكثر شخص مؤهل لحل الازمة السورية.. خبرة وحنكة وبعد نظر.. فقط امنحوه فرصة
لندن ـ’القدس العربي’: في مخيم الزعتري للاجئين السوريين قصص عن العنف الطائفي الدائر في سورية، فمعركة الحرية تتلون الان بحكايات فظيعة عن القتل والقتل الطائفي ويحكيها الاطفال هذه المرة. وفي مخيم الزعتري يجد السوري الذي الف الارض الخضراء والسهول نفسه منفيا في صحراء قاحلة وحياة صعبة.
وفي سورية اليوم اطفال يولدون في الجحيم وأول صوت يسمعونه هو صوت القصف والطائرات التي تقوم بطلعاتها الجوية وهناك من يولدون في جبال لبنان ومخيمات تركيا وصحراء الاردن ومنهم ابن نسيم ابو زيد الذي ينتظر مولوده الجديد بعد ثلاثة اشهر في مخيم الزعتري، اما الاخر فعمره من عمر الانتفاضة السورية سبعة عشر شهرا.
فعلى الرغم من ان الابن الاول ولد في ظل الخوف، وبين الموت والحياة الا ان الابن الثاني سيولد في ظروف امن، لكن في ظل البؤس والتشرد والاختناق الذي تسببه العواصف الرملية لسكان المخيم، وكأن السوري يفر من حرب ليواجه حربا اخرى. فمعركة ابو زيد وزوجته وابنائه الاربعة هي قتال الريح الرملية وابعادها عن خيمتهم – بيتهم. ومع كل هذا فالخيمة توفر لهم نوعا من الامن النسبي بعد ان قرروا الانضمام لقوافل اللاجئين من درعا ومدنها، فابو زيد من بلدة داعل.
وتقول مراسلة صحيفة ‘الغارديان’ هارييت شيرويد ان قوافل الراحلين تحولت الى نهر من الخائفين معظمهم من الاطفال والنساء الممسكين بايدي بعضهم البعض ولا يحملون معهم الا اكياسا بلاستيكية هي كل ما يملكونه بعد ان قرروا الرحيل تحت جنح الظلام. وفي كل يوم يكبر المخيم ويزيد عدد سكانه فعندما افتتحت الحكومة الاردنية المخيم في نهاية تموز (يوليو) الماضي كان عدد سكانه 500 والآن اصبح عدد سكانه 26 الفا غالبيتهم من الاطفال منهم خمسة الاف تحت سن الرابعة. وهناك خمسمائة منهم ممن لا اب او ام معهم حيث قطعوا الحدود مع الاردن وحدهم والان يعيشون لجوءين البعد عن الوطن والاهل. ويتوقع المسؤولون الاردنيون ان يتواصل ارتفاع عدد اللاجئين بمعدل عشرة الاف اسبوعيا فيما يتواجد اكثر من 150 الف لاجىء يتجمعون في القرى والبلدات الاردنية القريبة من الحدود وممن وجدوا اقارب او معارف او كانوا قادرين على استئجار بيوت لهم.
رمل في العيون
وتصف الصحافية الوضع في المخيم بالبائس على الرغم من المحاولات الدائمة من منظمات الاغاثة الدولية. وتقول الصحافية ان الخيم المنصوبة حديثا مغطاة بالرمال، فيما تترك العواصف الرملية اثرها على عيون السكان وصوتهم المبحوح للاجئين وشعورهم المعفرة. وبالنسبة للخدمات فالكهرباء لا تتوفر الكهرباء الا لنسبة 40 بالمئة من سكان المخيم. وفي الوقت الحالي يعاني السكان من حر الصيف الذي يضربهم 12 ساعة في اليوم وبعد شهر او شهرين سيهل عليهم ضيف جديد وهو البرد والصقيع.
ويعيش السكان في وضع شبه حصار حيث يحرس الجيش الاردني المخيم من الخارج ويشرف عليه في الداخل ولا يسمح لاي لاجىء بالخروج منه الا باذن، وكان المخيم قد شهد تظاهرة احتجاجية على سوء الاوضاع واستخدم الامن الغازات المسيلة للدموع من اجل تفريقها. ويقضي السكان الوقت وهم يهيمون على وجوههم وسط اصوات الجرافات وشاحنات المياه.
مشاكل نفسية
ومع ان منظمة اللاجئين التابعة للامم المتحدة تعترف بحجم المشكلة الا انها تقول ان الاولوية الآن هي انشاء البنية التحتية للمخيم. وتنقل عن مسؤول في منظمة الطفولة العالمية التابعة للامم المتحدة بيب لايتون قوله ان الكثير من الاطفال يصلون للاردن وهم يعانون من جراح اصابتهم اثناء اجتيازهم الحدود جراء اطلاق الجيش السوري عليهم.
وتقدم منظمات اخرى من مثل انقاذ الاطفال مساعدة نفسية للاطفال حيث تقول مسؤولة في المنظمة من ان الاطفال يحملون معهم قصصا تثير الرعب و’بعضهم يصحو في الليل ويركض في الشارع وهم يصرخون، فيما يشعر اخرون بالرعب عند سماع صوت الطائرات وهي تحلق في السماء’. ولان بعض الاباء قرروا البقاء في سورية لحماية ممتلكاتهم ومواشيهم فالاطفال يعانون من الم الفراق. ومن اجل مساعدة الاطفال انشأت المنظمة مكانا للعب وتعمل على انشاء مدرسة داخل المخيم. ومع كل المشاكل التي يواجهونها فالحياة تظل بالنسبة لابو زيد احسن من سورية ‘كنت خائفا من القصف وكل الوقت والاطفال خائفون ويرفضون الذهاب للنوم’.
ويصف الحياة في المخيم بانها ليست كما تعودوا العيش في بلدهم ولكنهم يحاولون التكيف، وقد بدأ الاطفال يخرجون للعب مرة اخرى مع انهم كانوا طوال الوقت محصورين في البيت’ قبل اللجوء. وتقول مريم (11 عاما) والتي هربت مع اخوتها الخمسة وامها تاركين الاب في القرية لكي يحرس ابقارهم انها خائفة عليه. وعادة ما تهرب العائلات في الليل وبحماية من المقاتلين، وفي احيان اخرى يوصل الاب العائلة للاردن ثم يعود الى سورية.
قصص الانتقام
ومع ان لكل طفل حكايته مع الخوف الا ان بعضهم يحمل معه قصصا عن الانتقام والانقسام الطائفي، فقد نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ من المخيم ذاته شهادات اطفال يحلمون بالعودة لسورية ولكن بدون ان يكون فيها علويون.
وتقول الصحيفة ان كان المقاتلون ضد الاسد يصورون معركتهم على انها كفاح من اجل الديمقراطية، فالاطفال في مخيم الزعتري لديهم حكايات عن العنف الطائفي، والكراهية فعندما تسألهم عما سيفعلون حالة عودتهم لسورية يجيبون انهم لن يلعبوا ابدا مع الاطفال العلويين بل اقسموا على قتلهم. وتقول الصحيفة ان الحقد الذي يحمله الاطفال وهو صورة عن حقد الاباء يفسر السبب الذي يدفع العلويين الوقوف الى جانب بشار الاسد الذي يرونه الحامي لهم. كما ان رفض الاطفال اللعب مع اقرانهم العلويين يشير الى تحديات التوصل لحل سياسي للازمة. فعندما يجد الاطفال والصبيان انفسهم وهم يتحدثون وبعفوية عن القتل والدم فهذا يعني ان الحرب تركت جراحها على نفسيات الاطفال بل وعلى جيل كامل.
وينقل التقرير عن عاملة في منظمة انقاذ الطفولة قولها ان الاطفال ليسوا وحدهم من تغذوا بالحقد بل وكذلك الاباء. ويرى باحثون في الشأن السوري ان الاحقاد التاريخية بين العلويين والسنة والتي تراكمت منذ العهد العثماني وغذاها الاستعمار الفرنسي تجعل من العلويين يؤمنون ان السنة سيقتلونهم وهذا يفسر الطريقة الوحشية التي يقوم بها الجيش ـ العلوي في غالبية قيادة – قتل السنة. ويرى جوشوا لانديز الباحث في الشؤون السورية انه لا يرى مخرجا في الوقت الحالي، ‘فنحن امام طريق طويل ونصلي من اجل ان يتجاوز السوريون الوضع’. ولكن الاطفال في المخيم يتساءلون ايضا عن السبب الذي يدفع الجيش كي يقصفهم حيث يقولون ان مطالبهم بالحرية والديمقراطية هي السبب، حسبما يقول احمد من منطقة حوران، ويتدخل والده ليضيف ان اي جنرال علوي صغير يمكنه ان يدوس على رقبة اي جنرال كبير واي ضابط علوي يمكنه ان يهين اي ضابط اعلى منه رتبة.ويبدو ان الحزازات والاحقاد ضد العلويين نابعة من تصرفات الضباط ورجال الامن من ابناء الطائفة حيث يقوم هؤلاء باهانة السنة وتجريح كرامتهم، وهناك اعتقاد عام بين السنة انه لم يعد هناك مجال للتعايش معا وفي بلد واحد.
ويحاول عمال الاغاثة العاملون مع اللاجئين تجنب الحديث عن العامل الطائفي، فهم يعتقدون ان من بينهم قد يكون عدد من العلويين والشيعة الهاربين من الحرب ويتظاهرون بانهم سنة خوفا على حياتهم. وتشير شهادات الاطفال الى ان بعضهم مستعد للانتقام من اي علوي حتى لو كان في مثل سنه، ويكرهون مع العلويين، حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي لم يدعم حزبه الانتفاضة اضافة لروسيا والصين.
مهمة شبه مستحيلة
وهذه المشاعر التي عمقتها الحرب تطرح اسئلة حول اي جهد دبلوماسي للتوصل لحل سياسي للازمة. ومن هنا يفهم من صراخ الاخضر الابراهيمي – المبعوث الدولي الجديد لسورية والذي خلف كوفي عنان – الامين العام السابق للامم المتحدة والذي استقال الشهر الماضي. فقد قال الابراهيمي الخبير بحل النزاعات ان مهمته لن تكون سهلة واي حل للازمة السورية يبدو مستحيلا.
ففي تحليل لمهمة الابراهيمي في سورية كتبه ايان بلاك في ‘الغارديان’ تحت عنوان ‘مبعوث الامم المتحدة الجديد لديه خبرة في حل النزاعات الصعبة’ اشارالى ان الابراهيمي مع هذه الخبرة يشعر ان حل الازمة يبدو مستحيلا. ولكنه يقول ان الابراهيمي الذي اعترف بثقل المهمة لم يطلب على خلاف سلفه عنان رحيل الاسد، ولكنه سيجد نفسه مضطرا للمناورة امام اعضاء مجلس الامن وامام شق يصعب رتقه بين الحكومة في دمشق والمعارضة والذي اتسع بعد 18 شهرا من الحرب وقتل فيها اكثر من 20 الفا. ويشير الكاتب الى عمل الابراهيمي في الدبلوماسية حيث بدأ عمله بتمثيل حركة التحرير الوطني الجزائرية في حرب الاستقلال ثم خدم عام 1962 كسفير في مصر وبريطانيا وعمل نائبا للامين العام للجامعة العربية حيث عين ممثلا خاصا لايقاف الحرب الاهلية وكان عليه ان يتعاون مع شخصيات ‘كريهة’ وهي تجربة يعتقد مراقبون انها ستلعب في صالحه في مهمته الجديدة، وعمل الابراهيمي وزيرا للخارجية في الفترة ما بين 1991-1993.
وفي عام 2001 عينه كوفي عنان مبعوثا خاصا لافغانستان، حيث نظم مؤتمر بون الذي جمع فيه الاطراف الافغانية واجبرها على السهر طوال الليل حتى توصلت الى اتفاق. وينقل بلاك ما قاله جيرمي غرينستوك، سفير بريطانيا في الامم المتحدة من ان ‘الابراهيمي يحظى باحترام كبير داخل اروقة الامم المتحدة لتجربته وحنكته السياسية والدبلوماسية وقدرته على التعامل مع القضايا العسيرة’.
ويضيف الى ان عنان ارسله الى العراق من اجل الاشراف على عملية التحول السياسي واثناء وجوده هاجم الامريكيون مدينة الفلوجة وحاصروها حيث انتقد الابراهيمي العملية مما ادى الى حملة عدائية ضده من الشيعة والامريكيين، ثم عمل مبعوثا في هاييتي وجنوب افريقيا مما حوله الى ‘كنز وطني’، وهو عضو في لجنة الحكماء التي تضم عنان ومانديلا. ويرى الكاتب ان قدرة الابراهيمي للتوسط في الازمات نابعة من كونه من بلد يعتبر من الدول المؤسسة لحركة دول عدم الانحياز ولعبت دورا في التوسط لاطلاق سراح الرهائن الامريكيين في ايران عام 1980. وينقل بلاك عن صحافي مصري قوله ان الابراهيمي كون صورة عن نفسه بانه يستطيع رؤية امل حتى في الاوضاع الحالكة وانه لم يكن ليقبل بالقيام بالمهمة في سورية لو لم يكن يعرف ان هناك املا.
ومن المتوقع ان يصل الابراهيمي قريبا لدمشق لكن الحكومة السورية كانت واضحة وربطت نجاح الابراهيمي بتوقف تركيا وقطر والسعودية عن دعم المعارضة عسكريا واغلاق الحدود اي الالتزام بنقاط عنان الست.
لنعطه فرصة
وفي رؤية اخرى كتب اوليفر مايلز السفير البريطاني السابق في ليبيا من ان الابراهيمي شخصية قادرة على ايجاد حل، فقد ساعد على انهاء الحرب الاهلية في لبنان والآن قد يكون قادرا على تحقيق الحل في سورية.
وقال مايلز ان الابراهيمي اكثر شخص مؤهل للقيام بالمهمة باستثناء عمره 78 عاما. ويضيف انه عندما قابل الابراهيمي قبل 30 عاما كان الدبلوماسي الجزائري قد عمل 16 سفيرا منها 8 اعوام ناجحة في لندن. ويقول مايلز ان اختيار عنان للمهمة في سورية جاء لموقعه الدولي كأمين عام سابق للامم المتحدة ولخبرته، وفي المقابل فالابراهيمي غير معروف وخبرته غير معروفة لكن ما يميزه عن عنان انه عربي من الجزائر مما لن يعرضه لاتهام انه يدعم طرفا ضد اخر. كل هذا لا ينفي ان الابراهيمي سيواجه جدارا صلبا، فطالما صمم السوريون على مواصلة القتال فلن يكون هناك حل، ولكنهما في مرحلة ما من الحرب الاهلية قد يشعران بالتعب ويشعران ان الدم لن يحقق اي شيء وان الحل السياسي هو المخرج.
المعارضة اللبنانية تطالب بطرد السفير السوري ووقف العمل بالاتفاقية الامنية
سعد الياس
بيروت – ‘القدس العربي’ تواصل التجاذب اللبناني ـ السوري وبدا أنه سائر الى مزيد من التفاعل، في ضوء ارتفاع منسوب التصعيد الداخلي ولا سيما بعد الأخذ والرد بين قوى 14 آذار من جهة والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي من جهة ثانية.
ورفعت قوى 14 آذار امس مذكرة مفصلة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضمنتها مجموعة اقتراحات رأت ضرورة الأخذ بها، نسبة لما وصلت اليه الحال بين البلدين خصوصاً بعد توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، فيما رد السفير علي سريعاً مؤكداً أهمية تحجيم هذه القوى.
فقد سلّم رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة امس رئيس الجمهورية العماد مذكرة قوى 14 آذار متضمنة عرضاً تفصيلياً للحوادث في لبنان بدءاً من الحدود الى ملف الوزير السابق ميشال سماحة الى اعمال الخطف وتطور العلاقات بين لبنان وسورية، وترتكز الى 9 نقاط علاجية سيطلع عليها سليمان باعتباره حامي الدستور والمرجعية الاولى في البلاد. واوضحت مصادر مطلعة على نص المذكرة ان ابرز نقاطها يركّز على طلب تقديم شكوى ضد سورية الى جامعة الدول العربية واخرى الى مجلس الامن على خلفية الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية، نشر الجيش اللبناني على الحدود الشمالية والشرقية، مؤازرة الجيش من قبل القوات الدولية وفقاً للبند 14 في القرار 1701 لضبط الحدود.
واكدت المصادر ان اهم البنود يكمن في الطلب من اللبنانيين عدم زيارة سورية والطلب من اللبنانيين المقيمين في سورية العودة الى لبنان، طالما انه اصبح هناك اعتداء سوري موصوف ضد لبنان فالحد الادنى يقضي باتخاذ خطوة مماثلة.
ونصت المذكرة ‘على وجوب اعتبار السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي شخصاً غير مرغوب به وطلبت احالة مخطط (سماحة والمملوك) الى المجلس العدلي لأنها جريمة تمس امن الدولة اللبنانية اضافة الى تعليق العمل بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين. كما طالبت 14 آذار الحكومة باتخاذ قرار فوري صريح يقضي بتجريد منطقتي بعل محسن وباب التبانة وبالتوازي من كل سلاح غير شرعي’.
وقد رد السفير السوري على 14 آذار، فأشار الى ‘ان بعض القوى الذي يطالب بشطب الاتفاقات بين البلدين لديه حساباته، ولكن لا تمثل الشعب اللبناني لذلك يجب ان توضع هذه القوى في حجمها’. واعتبر ‘ان الدعوات لنشر ‘اليونيفل’ على الحدود الشمالية للبنان مع سورية رد عليها الجانب الرسمي اللبناني، وما يصيب سورية من الحدود اللبنانية هو الذي يستدعي المعالجة’، مؤكداً ‘ان موقع اليونيفل هو على الحدود مع دولة عدوة وسورية هي المعتدى على حدودها’.
وبين الموقفين، بدا رئيس الجمهورية حازماً في التعاطي ومتشدداً في تطبيق القانون وفق ما تقتضيه الأصول الدستورية. وفي هذا المجال، كشفت معلومات ان الرئيس سليمان وخلال مشاركته في قمة دول عدم الانحياز في إيران واثناء الانتظار في الصالة المخصصة لرؤساء الوفد قبل انتقالهم الى قاعة المؤتمر، تقدم منه الوفد السوري الذي ضم رئيس الحكومة وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم للتحية والسلام، حيث تم تبادل الآراء والافكار في شأن العلاقات بين البلدين والوضع في سورية، فأبلغ رئيس الجمهورية الجانب السوري حرصه على العلاقة الثنائية القائمة على مستوى الدولتين وعلى المستوى الشخصي مع الرئيس بشار الاسد، الا انه شدّد في الوقت نفسه على ان الامور عندما تكون في عهدة القضاء، فهو في غير وارد التدخل في هذا الشأن، وهو موقف الرئيس الاسد نفسه عندما اتصل به الرئيس سليمان للاستفسار عن المذكرات القضائية السورية في حق وزراء ونواب وشخصيات لبنانية.
وأوضح رئيس الجمهورية أن قوله في ما يتعلق بانتظاره اتصالاّ من الرئيس الاسد يندرج في اطار العلاقة العادية والطبيعية بينهما.
في غضون ذلك، إستقبل وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس مساء امس الرئيس سعد الحريري الذي يتوقع ان يجتمع ايضاً الى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في لقاء هو الاول بينهما بعد تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، علماً ان عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية كان اجتمع في باريس اخيراً لمناسبة زفاف مستشار الرئيس الحريري الزميل هاني حمود.وعن لقاء فابيوس الحريري قال الناطق الجديد باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ‘ان فابيوس يستقبل الحريري بصفته رئيس حكومة لبنان السابق وكونه لاعباً سياسياً على الساحة اللبنانية’. واعلن لاليو ‘ان المحادثات ستركز على العلاقات الثنائية واوضاع المنطقة’، مشدداً ‘على علاقة فرنسا القوية بلبنان السيد الحر المستقل’. واوضح ‘ان اللقاء الاول بين الرجلين يأتي في اطار اللقاءات الدورية التي تعقدها الادارة الفرنسية مع المسؤولين اللبنانيين’.
زعيم المعارضة التركية يجدد إتهام حكومة بلاده بتدريب مقاتلين سوريين
أنقرة ـ يو بي آي: جدد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو، إتهام الحكومة التركية بإقامة معسكرات مخالفة للقانون الدولي تأوي لاجئين سوريين، وتستخدم لتدريب مقاتلين في ‘الجيش السوري الحرّ’.
ونقلت وكالة أنباء ‘الأناضول’ الثلاثاء عن كليتشدار أوغلو قوله إن ‘هذه المعسكرات تستخدم لتدريب مقاتلي الجيش السوري الحر على استخدام السلاح، وتجهيزهم للعودة إلى الأراضي السورية للقتال هناك’.
وبخصوص وجود اللاجئين السوريين في مخيم ‘أبايدن’، أشار كليتشدار أوغلو إلى أن ‘وجود قوات أجنبية مسلحة على الأراضي التركية، يحتاج الى قرار من البرلمان التركي’، نافياً حصول الحكومة على إذن بذلك، ومتسائلاً عن دواعي وجود هذه القوات.
وشن كليتشدار أوغلو هجوماً على الحكومة، واستنكر منع الحكومة زيارة أحد نواب البرلمان للمخيم، متسائلاً عن علاقة وزارة الخارجية بهذا الأمر، وماهية صلاحياتها بمنع النواب من زيارة أي مكان يريدونه.
وحول إمكانية زيارته لمخيمات اللاجئين، قال ‘لايوجد لدينا اعتراض على احتضان تركيا للاجئين على أراضيها، وإنما نعترض على تدريب المقاتلين’، مؤكداً على نيته زيارة كل من مخيمات ‘هاتاي’ و’كليس’ و’غازي عنتاب’.
يذكر أن الحكومة التركية تمنع دخول أي شخص إلى المخيم، بمن فيهم وسائل الإعلام، لدواعي توفير الأمن للمنشقين من الجيش السوري وعائلاتهم. غير أن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي حصلت على إذن بزيارة المخيم، وقال رئيسها أيهان أوستون عد زيارته مخيم ‘أبادين’ بمحافظة ‘هتاي’ جنوب تركيا والذي يضم عسكريين سوريين منشقين، إن هذا المخيم لا يختلف عن المخيمات الأخرى للاجئين السوريين.
وقال خلال تفقده ووفد من اللجنة المخيم، ‘نرى بوضوح أنه لا يوجد فرق بين مخيم أبادين والمخيمات الأخرى التي زرناها حتى الآن. أطفال وخيم.. الجميع هنا. إنه مكان محصور جداً ومكتظ، لذلك ليس هناك فرق بين هذا المخيم والمخيمات الأخرى في تركيا، إلا أننا مستمرون في تفقدنا المكان’.
وقال رداً على التقارير التي أشارت إلى حصول أنشطة عسكرية سرية لـ’الجيش السوري الحر’ في مخيم أبادين، إن ‘2764 شخص يقيم هنا حالياً. و300 منهم تقريباً جنود وعناصر شرطة وموظفون حكوميون.
و80 بالمئة منهم نساء وأطفال. لذلك فمن المستحيل القيام بمهمة مختلفة هنا، لأن الحالة المادية في المخيمات غير مناسبة لهذا’.
وكانت وكالة ‘الأناضول’ الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي دخلت المخيم خلال زيارة اللجنة.
وكان وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، قال الأربعاء الماضي إنه بإمكان لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي التقدم بطلب لوزارة الخارجية للحصول على تصريح بدخول مخيم ‘أبادين’ الذي كان لا يزال مغلقاً أمام العالم الخارجي، لافتاً إلى أن الوزارة ستوافق بدورها على الطلب.
هولاند يؤكد ان سورية تحكمها ‘زمرة’ ترتكب ‘مجازر’ بحق المدنيين
روما ـ ا ف ب: اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان فرنسا تشجع على تشكيل ‘حكومة بديلة’ في سورية التي اعتبر ان ‘زمرة’ تحكمها وترتكب ‘مجازر’ بحق السكان المدنيين.
وقال هولاند في مؤتر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي ان فرنسا تأمل بتشكيل ‘حكومة بديلة’ في سورية، مشددا على ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يهتم بـ’مسائل المساعدة الانسانية’ للمدنيين السوريين المتأثرين بالنزاع.
من جانبه، اعرب رئيس الوزراء الايطالي عن ‘القلق البالغ’ لدى الحكومتين حيال الازمة في سورية ‘التي توقع كل يوم ضحايا جديدة ومئات اللاجئين’، معتبرا ان ‘وضع (الرئيس بشار) الاسد يزداد هشاشة يوما بعد يوم’.
وقال ‘من الضروري تجاوز المازق في مجلس الامن’، واصفا مهمة الموفد الدولي الجديد الاخضر الابراهيمي بانها ‘ايجابية جدا’.
واضاف ‘ندعم هذه المهمة بالكامل’، لافتا الى ان ايطاليا تعمل على ‘مرحلة ما بعد الاسد’.
واوضح مونتي ان ‘نظام الاسد اصابه الضعف نتيجة انشقاقات على مستوى عال’، ملاحظا ان باريس وروما ‘تواصلان التعاون من اجل انتقال سياسي’ في سورية.
وشدد في هذا الاطار على اهمية ‘وحدة وتضامن كل قوى’ المعارضة السورية.
أصدقاء سوريا يبحثون في برلين إعادة الإعمار بعد سقوط الأسد
وزير الخارجية الألماني لا يستبعد إمكانية استقبال لاجئين في ألمانيا
بيروت: بولا أسطيح
في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها قوى المعارضة السورية وتجمع «أصدقاء سوريا» للبحث في إدارة مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عقدت «مجموعة عمل إعادة الإعمار الاقتصادي» التابعة لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» اجتماعا في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة وعدد من ممثلي المعارضة السورية في الخارج للبحث في كيفية منع انهيار الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وكيفية إحياء الاقتصاد فور سقوط الأسد. وشدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي على ضرورة الإعداد للبداية السياسية والاقتصادية في سوريا لمرحلة ما بعد نهاية حكم الأسد، داعيا المعارضة إلى أن تتجاوز خلافاتها وتصل إلى رؤية مشتركة كحد أدنى وللاستعداد لتولي السلطة. وفي كلمة أدلى بها خلال افتتاح المؤتمر الذي تترأسه ألمانيا والإمارات بشكل مشترك، قال فسترفيلي إن الشعب السوري يحتاج لـ«بديل معقول» لنظام الرئيس بشار الأسد، مذكرا بأن النزاع في سوريا خلف حتى الآن أكثر من 25 ألف قتيل أغلبهم من المدنيين، معربا عن أمله في حدوث بداية اقتصادية وسياسية جديدة في سوريا.
من جانبه، قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إن العمل على وجود خطة جاهزة لما بعد مرحلة الأسد ضروري لمنع البلاد من الانزلاق نحو مزيد من الفوضى، وكفيل بالحفاظ على ما تبقى من اللحمة الوطنية وإصلاح ما تضرر منها.
ودعا سيدا إلى وضع برنامج مساعدات ضخم للمساعدة في إعادة إعمار بلاده بعد سقوط النظام، محذرا من أن غياب التنمية الاقتصادية سيفتح الباب أمام التطرف. وقال سيدا، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشييتد برس الأميركية، إنه ستكون هناك حاجة إلى برنامج مشابه لبرنامج مارشال، والخاص بإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح سيدا أن نظام الأسد دمر الاقتصاد والمؤسسات العامة، إلى الحد الذي ستعجز معه سوريا عن الاعتماد على عائدات النفط والضرائب في الإعمار فورا.. مشيرا إلى أن النظام استخدم الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي السوري في حربه ضد شعبه.
وفي سياق الخطط التي تضعها المعارضة لإدارة البلاد بعد سقوط النظام، أكد عضو المجلس الوطني أديب الششكلي ما كان قد أشيع في وقت سابق عن توصل المعارضة السورية، وبعد اجتماعات سرية بدأت مطلع العام الجاري، للاتفاق على خطة لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد بعنوان «اليوم التالي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان يتم العمل على المشروع منذ 6 أشهر من قبل ناشطين ومعارضين وأكاديميين في الداخل السوري والخارج، وقد أنجز العمل في برلين بعد التوصل لوضع مشروع كامل متكامل عرض على المجلس الوطني وعلى قوى المعارضة السورية». ولفت الششكلي إلى أن «هذا المشروع واحد من سلسلة مشاريع يعمل عليها وبوجه خاص رجال أعمال في الداخل السوري يعون تماما الواقع الاقتصادي الحالي في سوريا»، وأضاف: «هؤلاء ناشطون ولكن ليس بالمجال العسكري والميداني، بل بمجال وضع الخطط المستقبلية لسوريا الديمقراطية وهو أمر أساسي للنهوض بالبلاد بعد سقوط النظام».
وعلى صعيد آخر وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر في برلين، أشار وزير الخارجية الألمانية إلى أنه ورغم أن استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا لا يأتي على قائمة أولويات الحكومة الألمانية حتى الآن، فإنه ليس مستبعدا من ناحية المبدأ، بحيث قال في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الألمانية الصادرة يوم الثلاثاء: «لا أستبعد ذلك لكن الأولوية الآن لتقديم المساعدة لهم في أماكنهم».
ويؤيد ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضين استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا، حيث قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكيين، غيرنوت إرلر، في تصريحات لصحيفة «دي فيلت» الألمانية: «إذا لم تتوقف موجة اللجوء القادمة من سوريا، ولا يشير شيء إلى ذلك حتى هذه اللحظة، فإن دول الاتحاد الأوروبي ستصبح ملزمة باستقبال لاجئين.(…) لذلك فإن الحكومة الألمانية مطالبة بتناول هذا الموضوع بفعالية لمنع مأساة إنسانية».
وفي الوقت نفسه، أكد إرلر ضرورة تعزيز الدعم للدول المجاورة لسوريا التي يقع على عاتقها العبء الرئيسي لموجة اللاجئين، مشيرا إلى أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري يقيمون حاليا في تركيا والأردن والعراق ولبنان، وقال: «هذا عبء ضخم على تلك الدول».
من جانبه، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، جوزيف فينكلر، في تصريحات لصحيفة «فيلت»: «المطالبة باستقبال نشط للاجئين السوريين لا يتعارض مع مبدأ (الحماية في المنطقة)، بل إنهما مترابطان. إننا كحزب الخضر نعمل على أن تستقبل ألمانيا لأسباب إنسانية لاجئين من الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا ولبنان والأردن بطريقة غير بيروقراطية». وأوضح فينكلر أن ذلك سيكون نوعا من التضامن مع الدول المجاورة لسوريا التي قدمت بالفعل الكثير من أجل اللاجئين، وقال: «مثل هذه الخطوة لألمانيا، أو من الأفضل للاتحاد الأوروبي، من شأنها أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على استمرار فتح حدودها أمام اللاجئين».
سوريا تدعي وجود تشويش وتنصت عليها من شمال لبنان
خبير: لو كان صحيحا.. لتمكنت القاعدة الروسية من تعطيله بسهولة
بيروت: يوسف دياب
أكد نواب ونشطاء لبنانيون «كذب» ما ادعته وزارة الإعلام السورية أمس من أن «مجموعة خبراء تقنيين قطريين وفرنسيين تقوم بتركيب أجهزة ومحطات متنقلة في منطقة وادي خالد وتلال أكروم في شمال لبنان للتشويش على القنوات الفضائية السورية والتنصت على الاتصالات في لبنان وسورية»، مشيرين إلى أن تلك الادعاءات تأتي كرد فعل على قضية توقيف «شبكة (الوزير السابق ميشال) سماحة».. فيما أوضح خبير عسكري أنه لو كانت تلك الادعاءات صحيحة، لتمكنت القاعدة الروسية في طرطوس من رصد وتعطيل تلك الأجهزة بسهولة.
واتهمت الوزارة السورية المخابرات القطرية بـ«الإعداد لتركيب أجهزة بث فضائي لصالح المجموعات الإرهابية المسلحة في شمال لبنان موجهة إلى سوريا ولبنان وباشرت جهات فرنسية تقنية بأعمال التنفيذ». مشيرة إلى أن «هذه المحطات تتصل بأجهزة اتصال وتقوية مرتبطة مع قواعد اتصالات قائمة في شمال فلسطين المحتلة». إلى ذلك نبّهت وزارة الإعلام السورية المواطنين السوريين إلى «ورود رسائل خليوية لا يمكن محوها قبل كتابة كلمة موافق وإلا فإن جهاز الجوال سيواجه مشكلة تقنية عند ضغط زر رفض». معتبرة أن «هذه الرسائل محاولة للاستثمار السياسي والإعلامي تقف خلفها جهات خارجية معروفة بعدائها لسوريا».
ووضع عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان هذه الاتهامات في خانة الفبركات السورية، لأنها تفتقر إلى الصحة، وأكد زهرمان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتهامات عن وجود شبكات تشويش وتنصت، شبيهة بما قيل سابقا عن وجود معسكرات تدريب للجيش السوري الحر، وهي اتهامات ليست موجهة ضدنا كمعارضة متعاطفة مع الثورة السورية، إنما موجهة بشكل أساسي إلى الأجهزة الأمنية وخاصة إلى الجيش اللبناني وللحكومة وكأنها متواطئة ضد النظام السوري».
وقال «نحن ندعو الحكومة إلى الرد على هذه الأكاذيب وأن لا تظهر بمظهر المتواطئ، وبالأحرى ندعو رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) إلى الرد عليها لأن هذه الحكومة لا حياة لمن تنادي». وردا على سؤال عن خلفيات هذه الاتهامات إذا كانت غير صحيحة، اعتبر زهرمان أن «إلقاء القبض على شبكة ميشال سماحة، واتهام اللواء (السوري) علي مملوك برعاية مباشرة من (الرئيس السوري) بشار الأسد، أصابا هذا النظام بالجنون، سواء بزيادة تعدياته على السيادة اللبنانية في الشمال، أو عبر هذه الفبركات والأكاذيب العارية من الصحة تماما».
وتعليقا على هذا الاتهام رأى الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد إلياس حنّا، أن «هناك حربا استخباراتية تخاض في سوريا تقوم على العمل السري، لا أحد يعرف من فيها ومن خارجها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ثلاثة أمور لا بد من التوقف عندها، وهي أولا أن التكنولوجيا الحديثة لا تحتاج إلى إنشاء محطات ثابتة للتشويش أو للتنصت، إذ بإمكان شخص يحمل حقيبة ويتجوّل بها أن يقوم بهذه المهمة، ثانيا أن المحطات الثابتة يمكن رصدها وتدميرها، وثالثا يمكن للدولة اللبنانية وحلفاء النظام السوري في لبنان بما لديهم من قدرات أن يراقبوا هذه المحطات في شمال لبنان ويعطلوها فيما لو كانت صحيحة».
ولفت حنّا إلى أنه «لو كان هناك تشويش أو تنصت على المحطات وشبكات الاتصالات السورية من شمال لبنان، فإن القواعد الروسية الموجودة على الساحل السوري لديها قدرات على تعطيلها أو الردّ عليها، أو بأضعف الإيمان إعطاء معلومات عنها للنظام السوري لتدميرها».
إلى ذلك أعلن الناشط في وادي خالد أحمد السيد أنه «لا صحة لهذه الروايات الغريبة العجيبة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت لدى السوريين مثل هذه المعلومات عليهم أن يطلبوا من الحكومة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية أن تحقق بالأمر». وأكد أن «شبكة الاتصالات الخليوية اللبنانية هي التي تتعرض للتشويش من الجانب السوري».
رئيس الصليب الأحمر التقى الأسد وبحث معه سبل توصيل المساعدات
100 ألف نازح في أغسطس.. وسوريا ترحب بعمل المنظمة إذا كان «محايدا»
بيروت: كارولين عاكوم
بدأ رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية، بيتر مورير، زيارته إلى سوريا التي ستستمر يومين ويعمل خلالها على محاولة تسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين وإغاثتهم، بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، على أن تشمل لقاءاته وزراء الخارجية والداخلية والصحة والمصالحة الوطنية.
وفي حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها والرئيس السوري «ناقشا سبل توصيل المزيد من المساعدات، لا سيما الإمدادات الطبية والأغذية»، قالت رباب الرفاعي، المتحدثة باسم الصليب الأحمر في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماع بين الأسد ومورير كان إيجابيا، وتركزت المحادثات على المواضيع الإنسانية لا سيما حماية المدنيين خلال القتال وضرورة حصولهم على الرعاية الصحية والاحتياجات الأساسية، كما تم التأكيد على موضوع زيارة جميع الأشخاص المحتجزين». واعتبرت الرفاعي أن الوضع المتدهور في سوريا الذي يؤدي إلى تفاقم احتياجات المدنيين يتطلب من عناصر الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري تكثيف جهودهم لإنقاذ أرواح الأشخاص».
وأشارت الرفاعي إلى أن الحوار يتم مع كل من السلطات السورية والجهات المعارضة، كما أن تقديم المساعدات الذي يتم عبر الهلال الأحمر لم يتوقّف، وقد تمت حتى الآن مساعدة أكثر من 180 ألف شخص. ولفتت الرفاعي إلى أن فريق اللجنة يواجه صعوبات خلال قيامه بعمله في ظل استمرار القتال، مشددة على أهمية تحقيق هدف الصليب الأحمر الذي كان قد طرح مع الحكومة السورية في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وهو لقاء المحتجزين في جميع السجون السورية.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنه جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون القائمة بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون. وأكد الرئيس الأسد ترحيب سوريا بالعمليات الإنسانية التي تقوم بها اللجنة على الأرض في سوريا ما دامت تعمل بشكل مستقل ومحايد.
من جهته، عبر مورير عن تقديره للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية، مشيدا بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين، بحسب «سانا». وقد حضر اللقاء نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وحسام الدين آلا مدير إدارة المنظمات في وزارة الخارجية والمغتربين، والدكتور عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
ولفتت «سانا» إلى أن المقداد بحث مع مورير نشاطات اللجنة في سوريا وسبل تعزيز آليات التعاون القائمة مع الحكومة السورية وتذليل العقبات أمام العمليات الإنسانية التي ينفذها الصليب الأحمر الدولي في سوريا، وتم الاتفاق على وضع آليات محددة للتنسيق بين الجانبين بشكل يتيح تفعيل الأنشطة الإنسانية للجنة الدولية بما يلبي الاحتياجات الإنسانية للمواطنين السوريين بشكل فعال. وفي هذا الإطار، أكد المقداد التزام الحكومة السورية بتسهيل مهمة اللجنة الدولية وتوفير سبل اضطلاعها بأنشطتها بما يتوافق مع المبادئ الناظمة لعملها وأهمها مبادئ الحياد والاستقلالية وتوخي الأهداف الإنسانية لعملها.
ومن جانبه، أكد مورير التزام منظمته بتنفيذ أنشطتها بما يخدم مصالح المواطنين السوريين المتضررين من الأحداث الراهنة بحياد كامل بعيدا عن أي مؤثرات سياسية خارجية.
ووصف هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اللقاء الذي جمع مورير والأسد بأنه «كان إيجابيا»، وقد تركزت المحادثات بينهما على سبل توسيع نطاق العمليات الإنسانية في الدولة التي تعصف بها الحرب. وقال هشام حسن «خلال الاجتماع مع الرئيس الأسد هذا الصباح ناقش رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر قضايا متعلقة بحماية المدنيين خلال القتال، مثل أهمية الحصول على الرعاية الصحية والاحتياجات الأساسية، وأيضا القيام بزيارات للأشخاص المحتجزين في سوريا».
وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق، رباب الرفاعي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن اللجنة الدولية على تواصل دائم ومستمر مع مختلف أطراف المعارضة في الداخل والخارج، إلا أن رئيس اللجنة لا يعتزم الاجتماع مع أي طرف فيها «في هذه الزيارة على الأقل». وأكدت المتحدثة على أن «زيارة المحرومين من الحرية» لا تزال تشكل «أولوية» بالنسبة للجنة الدولية، مشيرة إلى أن مورير «قد يقوم بزيارة ميدانية» بالإضافة إلى لقائه المسؤولين السوريين.
من جهة أخرى، وفي حين أعلنت مفوضية اللاجئين أن 100 ألف سوري فروا من سوريا خلال الشهر الماضي، كشف مصدر إغاثي أردني أن «عائلات سورية لاجئة، تقطن في مخيم الزعتري بمدينة المفرق شمال شرقي البلاد، فرت من المخيم، فيما أعادت السلطات الأردنية 40 عائلة أخرى إلى بلادها بناء على رغبتها».
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«يونايتد برس إنترناشيونال»، أن «نحو 40 عائلة سورية عادت خلال اليومين الأخيرين إلى بلادها بناء على رغبتها الشخصية»، مشيرا إلى أن «عددا من العائلات السورية اللاجئة فرت من مخيم الزعتري».
وكان مصدر أمني رفيع المستوى كشف في وقت سابق أن «نحو 2000 لاجئ سوري أعيدوا إلى مركز نصيب الحدودي السوري بناء على رغبتهم الشخصية».
الإعلان عن تشكيل «قيادة عامة للجيش الوطني السوري».. واللواء الركن حسين الحاج علي قائدا عاما
بعد اجتماع موسع في تركيا استمر 3 أيام لتوحيد الجيش الحر والقوى الثورية في الداخل
لندن: «الشرق الأوسط»
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر على صلة بالأحداث أن نحو 400 ضابط من مختلف الرتب من الضباط والقادة المنشقين عن النظام السوري والمنضوين تحت كتائب الجيش الحر، اجتمعوا في أنطلوس في إقليم إنطاكية بتركيا قريبا من الحدود مع شمال سوريا على مدى ثلاثة أيام، للتباحث في توحيد كلمة وصفوف الجيش الحر. موضحا أن ذلك كان نتيجة توافق «فرنسي – تركي وبدفع أميركي ومباركة عربية».
ومن الذين حضروا الاجتماع الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد الركن طيار قاسم سعد الدين، وعن الجيش الحر العقيد رياض الأسعد، وعن القيادة المشتركة للثورة السورية اللواء عدنان سلو، وعن المجلس العسكري العميد الركن مصطفى الشيخ.
وأشارت المصادر إلى أنه تم الاتفاق على وضع «استراتيجية عامة شاملة للحرب يضعها عسكريون محترفون، ويشرفون على تنفيذها».. وذلك في مواجهة التدخل «الروسي الإيراني والميليشيات الطائفية»، ووضع حد للفوضى والعبثية الناجمة عن استخدام «الوسطاء من السياسيين لأموال الدعم التي يتلقونها من الأمة السورية وأصدقاء هذه الأمة لشراء الولاءات وفرض أجنداتهم السياسية الخاصة على مستحقي هذا الدعم من المقاتلين».
وأعلن «تشكيل قيادة موحدة للجيش الحر تمثل جميع المقاتلين في الداخل وتخول وحدها بمخاطبة الجهات المانحة وبنقل المساعدات اللوجيستية إلى مستحقيها دون شروط أو أجندات خاصة»، كما تم الاتفاق على «تقاسم الأدوار، بحيث يقتصر دور الضباط الموجودين في الخارج على تأمين ونقل الدعم اللوجستي إلى الداخل، ودور الضباط الموجودين في الداخل على وضع وتنفيذ الخطة الميدانية الشاملة لتحرير البلاد بالتشاور مع زملائهم الضباط في الخارج».
وأكد المجتمعون على «ضرورة تعليق العمل السياسي ووقوف القيادة الموحدة للجيش الحر على مسافة واحدة من جميع السياسيين، باستثناء المتعاونين مع الغزاة كونهم أعداء وخونة ومحاربين»؛ بحسب تعبير الناشطين. وتعهد المجتمعون بأنه «لن تكون القيادة الموحدة للجيش الحر بعد تحرير البلاد سلطة سياسة، وسيكون دورها هو دور قوة أمنية تمنع انحدار البلاد إلى هاوية الفوضى، ونواة لتأسيس الجيش الوطني السوري».
وأهاب المجتمعون «بكل المقاتلين الاتصال بهذه القيادة الموحدة لترتيب التواصل والتعاون والتنسيق التام لوضع وتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لتحرير سوريا»، ودعوا «السياسيين الوطنيين إلى الابتعاد عن التدخل في عمل هذه القيادة الموحدة، وأن ينشغلوا فيما بينهم بالتحضير لتشكيل قيادة سياسية وطنية مقبولة جماهيريا لتتولى المرحلة المؤقتة المقبلة».
وكانت قيادات عسكرية منشقة أعلنت من تركيا عن تشكيل «القيادة العامة للجيش الوطني السوري»، وجاء في بيان الإعلان أنه منعا «لتعدد قوى الحراك الثوري داخل سوريا، ومنعا لأجندات خاصة تؤدي إلى فرقة البلد وصوملته، وأمام التآمر الدولي وخاصة الدعم اللاأخلاقي من حكومة الاتحاد الروسي والاشتراك في عمليات القتل من حكومة إيران ومن يدور في فلكهما والعجز الدولي.. اجتمعت القيادة العسكرية المشتركة للثّورة السّورية يومي 28 و29 أغسطس (آب) لعام 2012، وقرّرت تنصيب اللواء الرّكن الدّكتور محمد حسين الحاج علي قائدا عامّا للجيش الوطني السّوري، على أن تصبح تسمية الجيش الوطني السوري اعتبارا من تاريخه الاسم الرسمي؛ بدلا من القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية».
ودعت «قيادة الجيش الوطني السوري جميع أبناء الثّورة عسكريين ومدنيين، للانضواء تحت قيادته من أجل توحيد العمل الثّوري العسكري لإسقاط عصابة الأسد ومن يدور في فلكها، وحفظ الأمن والأمان في سوريا بعد سقوط عصابة الأسد المجرمة تحت مسمّى واحد، الذي يحافظ على وحدة الوطن بجميع مكوناته وكامل حدوده».
وقال البيان: «يعمل تحت قيادة الجيش الوطني السوري كلّ من يلتزم بأوامرها وينفّذ تعليماتها بكلّ ما يتعلق من أعمال ثّورية»، وطلبت قيادة الجيش الوطني السوري من «كل الدّول الشّقيقة والصّديقة وكل المنظّمات والهيئات والمؤسّسات الدّولية والإقليميّة المحبّة للشّعب السّوري والدّاعمة للثّورة السّورية الاعتراف بالجيش الوطني السوري كممثّل شرعي وحيد، وكيان موحّد للحراك الثّوري المسلّح من عسكريين ومدنيين في سوريا». وأكدت قيادة الجيش الوطني السوري على أنها «لا تخضع لأي تيار سياسي أو حزبي أو ديني أو عرقيّ» وأن هدفها «إسقاط عصابة الأسد للوصول إلى دولة حديثة تعدديّة ديمقراطيّة، تضمّ جميع التّيارات والأحزاب السّياسيّة الّتي تعمل تحت سقف الوطن وفق أطر تحدّدها صناديق الاقتراع وفق المعايير الدّولية».
حملة هدم منازل في المناطق المعارضة وتواصل الإعدامات الميدانية
ناشطون يتهمون النظام بتصفية المعتقلين.. وأحد مؤسسي «أطباء بلا حدود»: ما تشهده حلب مجزرة لا تصدق
بيروت: كارولين عاكوم
في موازاة ارتفاع عدد القتلى على أيدي قوات النظام وقصفها مختلف المناطق السورية، والذي تخطى أكثر من 126 شخصا في حصيلة أولية أمس، بحسب لجان التنسيق المحلية، يعثر السوريون يوميا على المزيد من الجثث التي تكشف سياسة الإعدامات الميدانية التي يعتمدها النظام منذ فترة لمعاقبة المعارضين والمدنيين وترهيبهم، وقد أضيف إليها أمس حملة هدم المنازل التي طالت عدد من المناطق.
وقد أكّدت الهيئة العامة للثورة السورية أمس، العثور على 10 جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في معضمية الشام بريف دمشق. كما بثت مواقع تابعة للثورة السورية صورا لثلاثة أشخاص قال ناشطون إن قوات النظام أعدمتهم ميدانيا في بلدة حزة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وبثت المواقع تسجيلا مصورا قالت إنه صور بكاميرا هاتف جندي من قوات النظام، يظهر جنديين يحرقان منزلا بسقبا في ريف دمشق بعد اقتحام قوات النظام البلدة منذ أيام. وذكر اتحاد التنسيقيات أنّه سمع صوت دوي ثلاثة انفجارات متفرقة في مدينة دوما.
وسجّل أمس قيام قوات النظام بحملة تهديم منازل في بعض المناطق السورية، إذ قال ناشطون إن جرافات تابعة لجيش النظام هدمت منازل في غرب دمشق واصفين إياها بأنها حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معارضة للرئيس الأسد بالعاصمة، كما هاجمت جرافات النظام ضاحية حرستا شمال دمشق، وبدأت هدم منازل المواطنين.
وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق بيروت السريع، وأجبرت قوات النظام السكان على إزالة الكتابات المسيئة للأسد عن الجدران وكتابة شعارات تمدحه بدلا منها. وتحدث ناشطون عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط» إنّ الأهالي قاموا أمس بدفن 17 قتيلا أعدموا ميدانيا في دوما، كما تمّ التأكّد من أنّ الجثث التي وجدت في معضمية الشام تعود إلى معتقلين في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة، لافتا إلى أن «الشهر الماضي تم العثور على 90 جثّة لمعتقلين من هذا الفرع». كذلك عثر أمس، بحسب السعيد، على 10 جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في داريا، فيما لم يتم انتشال عشرات الجثث التي سقطت بالقصف أو التي أعدمت ميدانيا في عين ترما.
مشيرا إلى أنّ منطقة غوطة الشرقية تعاني من حالة إنسانية يرثى لها، في حين أنّ القصف لم يتوقّف على الست زينب ودير العصافير والزبداني ودوما.
وفي دير الزور، قال ناشطون إن سبعة أشخاص قتلوا جراء قصف طائرات «ميغ» لمدينة دير الزور صباح أمس، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الجيش الحر استولى على مقر قسم الأمن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الأولى من يوم أمس، وأسفرت عن مقتل اثنين عناصر الجيش الحر وما لا يقل عن ثمانية من القوات النظامية.
وأفاد المرصد، عن تعرض بلدتي الشميطية ومحيميدية بريف دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية وقتل عنصر من الجيش الحر خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مبنى الأمن العسكري.
وفي دمشق، أعلن المرصد أنّ اشتباكات دارت في منتصف ليل أمس، في مخيم اليرموك بين عناصر من الجبهة الشعبية القيادة العامة ومقاتلين من الجيش الحر كما دارت اشتباكات في حي التضامن. كذلك، ذكر اتحاد التنسيقيات السورية أنّه تم العثور على 6 جثث مجهولة الهوية بالقرب من جامع الزبير في حي التضامن، مكبلة الأيدي عليها آثار التعذيب وإحداها مقطوع الرأس.
وفي درعا قال ناشطون إنهم عثروا على خمس جثث مجهولة الهوية على الطريق الزراعي قرب بلدة الشيخ مسكين، وأكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية ثائر العبدالله لـ«الجزيرة» أن الجثث التي عثر عليها لم يتم التعرف على هويتها بسبب آثار التعذيب التي غيبت ملامحها، وأشار إلى أن المدينة تعيش وضعا إنسانيا مزريا.
وفي حماه، أفاد المرصد عن تعرض بلدة قسطون للقصف من قبل القوات النظامية التي اقتحمت حي غرب المشتل في المدينة بعدد من الآليات والجنود. كما تعرضت قرية المزيرب للقصف من قبل القوات النظامية حيث سقطت عدة قذائف على القرية وقتل رجل من قرية المليحة الشرقية برصاص حاجز للقوات النظامية في منطقة الحراك وقتل طفل إثر القصف الذي تعرضت له بلدة اليادودة.
كما حاصرت قوات النظام حي الفراية بعدد كبير من العناصر وأغلقته من جميع مداخله وقطعت الطريق المؤدي للحي. وفي ريف حماه اقتحمت القوات النظامية قرية زيزون وبدأت بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات طالت المحال التجارية والمنازل، فيما ذكر اتحاد التنسيقيات أنّ قصفا بالطائرات استهدف قرى والحويز والحويجة وسهل.
في موازاة ذلك، واصل النظام قصفه على حلب، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية التي قالت إنه تمّ قصف المدينة بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، كما دارت اشتباكات بشكل عنيف في عدة مناطق أهمها منطقة سيف الدولة وحي الإذاعة حيث سعى الجيش الحر إلى توسيع عملياته كما سجّل سقوط عدد من الجرحى وتدمير عدد من المنازل. وذكرت الهيئة أن الوضع الإنساني في حلب مزرٍ للغاية وذلك بسبب غياب المساعدات الإنسانية.
بدوره، توقع لواء في جيش النظام يقود العمليات العسكرية على الأرض، استعادة السيطرة على حلب خلال عشرة أيام وفق قوله.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 62 شخصا قتلوا جراء القصف الجوي العنيف الذي تعرضت له مدينة حلب.
وأفاد المرصد، عن تعرض أحياء الشعار والميسر وهنانو وبستان القصر للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط عدد من الجرحى وتضرر بعض الأبنية في حين دارت اشتباكات الجيشين النظامي والحر في حيي صلاح الدين وسيف الدولة وأطراف حي الميدان كما تواصل القصف على بلدة دير حافر بريف حلب.
كذلك لفت المرصد إلى تعرض بلدة الأتارب للقصف من قبل مركز عسكري مجاور للبلدة حيث سمع دوي انفجار قوي. وفي إدلب أيضا، تعرضت قرى وبلدات دركوش وكنصفرة للقصف من قبل القوات النظامية في حين دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة الذين اشتبكوا مع رتل عسكري قرب بلدة سلقين، كما خرجت مظاهرة في بلدة التح بريف إدلب نادت بالحرية ودعت لإسقاط النظام ورحيل الأسد. وبحسب المرصد، كانت أيضا بلدات تفتناز وكفرنبل ودير سنبل واحسم ومنطقة سهل الروج في ريف إدلب عرضة للقصف من قبل القوات النظامية وأدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل.
كذلك، دارت اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر رتل عسكري في منطقة الفوزية قرب قرية كفرحوم، بينما تعرضت بلدات الهبيط وكفرسجنة وكفرعين لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل.
في هذا الوقت، استمرت العمليات العسكرية على حمص، إذ تعرّض حي الخالدية للقصف من قبل القوات النظامية السورية كما تعرضت مدينة الرستن للقصف مما أسفر عن سقوط جرحى. وذكر اتحاد التنسيقيات أنّ حي الخالدية تعرض للقصف بقذائف الهاون وقذائف الفوزديكا، وسمع دوي عدة انفجارات وسجل تحليق للطيران الحربي في سماء حمص.
بدوره، كشف الجراح الفرنسي جاك بيريس أحد مؤسّسي منظمة «أطباء بلا حدود» والموجود الآن في حلب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ حصيلة القتلى في سوريا بلغت 50 ألفا، لافتا إلى أنّ ما تشهده حلب حيث انتقل أخيرا لمداواة جرحى القتال الدائر هناك «مجزرة لا تصدق».. وكان بيريس قد دخل إلى سوريا مرتين في وقت سابق، الأولى كانت إلى إدلب في مايو (أيار) الماضي والثانية إلى حمص.
ورأى بيريس أنّ «الأرقام المتداولة عن أعداد القتلى في سوريا أقل بكثير من الواقع، لافتا إلى أنّ هناك عشرات آلاف القتلى ونحو مليوني مشرّد داخل سوريا، ومئات آلاف اللاجئين، وخسائر ضخمة في أعداد الجرحى». وأضاف أنّ سوريا تشهد صراعا فظيعا وغير متساوٍ تقوده «حكومة مجرمة، ويحب أن تحاكم دوليا».
وطالب بيريس بضرورة إنشاء «منطقة حظر جوّي» للحدّ من «المجزرة التي لا تصدّق»، معتبرا أن الثوار سينتصرون على الرغم من كل هذه الأهوال.. «وهم يستحقّون النصر لأنهم شجعان».
الجيش الحر: غارات حربية على ريف إدلب بعد رفض السكان التظاهر تأييدا للأسد
طائرات النظام فجرت منازل تلمنس ومعرة النعمان
القاهرة: عبد الستار حتيتة
كثف الطيران الحربي السوري التابع لنظام الرئيس بشار الأسد غاراته الحربية على ريف إدلب بعد رفض السكان الخروج في مظاهرات تأييدا للأسد، وذلك بعد انتهاء مهلة مدتها 48 ساعة منحها الجيش للسكان. وقالت مصادر من الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن رفض سكان قرى في ريف إدلب إعلان التأييد (للرئيس السوري بشار) الأسد أصاب القوات النظامية «بالجنون»، مشيرة إلى قيام طائرات النظام بتفجير منازل في تلمنس ومعرة النعمان من الجو، حتى وقت متأخر من يوم أمس، ما أدى لسقوط أعداد من القتلى والجرحى.
وأضافت المصادر أن طائرات الميغ وطوافات من نوع حديث – لم يعهده أهالي المنطقة من قبل – شنت غارات وحشية على عدد من قرى ريف إدلب وقامت بقصف عدد من المنازل، وأسقطت الكثير من القتلى والجرحى الذين لم يتم الانتهاء من إحصاء عددهم بعد.
وقال مصدر مطلع على الأحداث الميدانية هناك، يدعى «أبو الزبير» في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس عبر الإنترنت، إن طائرات الميغ قامت منذ عصر يوم أول من أمس، وطوال الليلة قبل الماضية وحتى وقت متأخر من مساء أمس بقصف قرى في محيط معر شوريب، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى و«لا نعرف ما هي الحصيلة بعد»، مشيرا إلى أن معسكرا تابعا للجيش النظامي التابع للأسد، ويقع في منطقة وادي الضيف التي تبعد نحو كيلومتر واحد من «معر شوريب»، «يقوم بقصف كل إنسان يتحرك في تلك المنطقة بمدافع الهاون والفوزليكا ورشاشات الشيلكا».
وقال أبو الزبير وعناصر أخرى من الجيش الحر، تحدثت معهم «الشرق الأوسط» في إدلب وتلمنس في ريف إدلب، إن قصف الطيران الحربي يتصاعد بشكل جنوني وغير مسبوق، خاصة في المناطق الريفية والقروية التي تعتقد السلطات أنها تؤوي مناوئين لها، أو تؤوي عناصر من الجيش الحر.
وتقع بلدة تلمنس إلى الشرق من مدينة معرة النعمان بنحو 5 كيلومترات، ويبلغ عدد السكان نحو 19 ألف نسمة. كما تنتشر مئات القرى التي يقول شهود العيان إنها تتعرض منذ يوم أول من أمس لقصف مكثف تزامن معه صدور تعليمات من الجيش للسكان بالخروج في مظاهرات مؤيدة للرئيس بشار الأسد.
وأوضح أبو الزبير أن «الجيش السوري (النظامي) كان قد أعطى مهلة مدتها 48 ساعة يوم الجمعة الماضي لكي يخرج الأهالي بمسيرة مؤيدة لبشار الأسد لكن الأهالي رفضوا فقامت قوات الجيش باستهدافهم بالطيران الحربي والمروحي وإلى الآن (مساء أمس) يتم قصف الريف الشرقي»، مشيرا إلى أن «الجيش النظامي لم يعد يستهدف عناصر ومواقع الجيش الحر فقد، بل أصبح يستهدف المدنيين». وشهدت قرى ريف إدلب هجوما عنيفا من طائرات الميغ منذ أذان عصر يوم أول من أمس بقليل. وقال مسؤول في الجيش الحر في معرة النعمان: «جاءت طائرة مروحية حديثة وقامت بغارات على قرية معر شمارين ومعرة النعمان وكانت الحصيلة عدد من الشهداء الذين لم يتم الانتهاء من إحصائهم بعد، ما بين خمسة إلى سبعة، لأن القصف كان على عدة قرى أخرى مجاورة»، وأضاف أن «الثوار قاموا باستخدام ما لديهم من أسلحة لطرد الطائرات خاصة الطائرات المروحية، باستخدام رشاشات 14.5، لكن طائرات الميغ كانت مرتفعة جدا ولا يمكن أن يصيبها هذا النوع من المدافع».
وتابع شهود من بلدة تلمنس: «حلقت فوق القرية عدة مروحيات وأسقطت عليها متفجرات في هيئة براميل ولا نعرف كم عدد القتلى والجرحى. وقام الثوار بضربها برشاشات 14.5 لكنها لم تجدِ نفعا. نعيش حالة مأساوية. ومنذ قليل (مساء أمس) قامت طائرات بالتحليق فوقنا مرة أخرى».
وقال عنصر من الجيش الحر في اتصال عبر موقع «سكايب» على الإنترنت من قرية جرجناز: «قبل أذان العصر جاءت مروحية من طراز حديث لا أعلم ما اسمها، وبدأت المروحية بالتحليق فوق جرجناز، القريبة من معر شمارين، وأنزلت برميل متفجرات. وفي نحو الساعة الثامنة مساء أول من أمس (بتوقيت دمشق) بدأ تحليق الطيران الحربي الميغ فوق بلدات معرشمارين ومعرة النعمان لأول مرة منذ بداية الثورة». وتابع قائلا إن «معسكر وادي الضيف التابع لقوات الأسد يقوم بقصف القرى القريبة منه بمدافع الهاون ما أدى أمس إلى إصابة 7 أشخاص منهم شاب اسمه عبد الحميد الأمين وقد قطعت يده اليمنى من كتفه جراء القصف المدفعي العنيف».
نظام دمشق يمارس سياسة الأرض المحروقة والثوار يسقطون طائرتي ميغ ومروحية
بان كي مون: كم من القتلى يحتاج الأسد؟
اتهم الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بقصف المدن المكتظة بالسكان بالأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات المقاتلة بطريقة عشوائية، محملاً مسؤولية استمرار العنف والقتل بالدرجة الأولى للحكومة السورية، ومؤكداً أن من يقوم بمثل هذه الانتهاكات لحقوق الانسان لا بد أن يحاسب.
وتساءل بان في اجتماع أمس للجمعية العامة للامم المتحدة، “كم من القتلى والجرحى والمشردين يحتاج الأسد ومستشاروه قبل التوقف عن هذا المسار؟”.
ميدانياً، أسقط الجيش السوري الحر أمس طائرتي ميغ في ريف إدلب شرق مطار أبو الظهور المحاصر منذ سبعة أيام، كما دمر مروحية في مطار منغ العسكري في ريف حلب وهاجم مطار الحمدان العسكري في دير الزور.
وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الصراع في سوريا اتخذ منعطفا وحشياً مع تزويد دول لطرفي الصراع بالأسلحة مما يزيد المعاناة ويهدد “بعواقب غير مرغوب فيها مع احتدام المعارك واتساعها”.
وقال بان “اتخذ هذا الصراع منعطفاً وحشياً بشكل واضح. استمرار عسكرة الصراع أمر مأسوي بشدة وخطير للغاية”، وأضاف أن “من يزودون أياً من الطرفين بالأسلحة يسهمون في زيادة المعاناة وزيادة خطر حدوث عواقب غير مرغوب فيها مع احتدام المعارك واتساعها”.
وتابع “الصراع يحتدم. وكلما طال أمده زادت صعوبة احتوائه وصعوبة التوصل لحل سياسي وصعوبة إعادة بناء البلاد والاقتصاد”، وأضاف بان “كم طفل سيحضر جنازة والديه وكم من الآباء سينتحبون في جنازات أطفالهم قبل اتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار؟”، وقال “طال انتظار الشعب السوري. والآن تبتلع المحركات المعقدة للصراع المنطقة برمتها.”
وتساءل بان في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، “كم من القتلى والجرحى والمشردين يحتاج الأسد ومستشاروه قبل التوقف عن هذا المسار؟”.
وتحدث في الجلسة وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية الجديد الأخضر الابراهيمي لفترة وجيزة، وقال الابراهيمي “عدد القتلى مذهل.. الدمار يصل إلى معدلات كارثية والمعاناة هائلة”. وأضاف “أتطلع لزيارتي إلى دمشق خلال بضعة ايام و.. إلى كل البلدان التي يمكنها المساعدة في جعل العملية السياسية بقيادة سورية تصبح حقيقة”.
وفي سوريا ومقابل تمدد المعارضة في الأرض في مختلف أنحاء سوريا يمارس نظام الأسد سياسة الأرض المحروقة في دمشق وريفها حيث سقط العشرات أمس في إعدامات ميدانية ومجازر جماعية، وفي حلب حيث تقصف طائرات نظام الأسد المدينة بخزانات الوقود والمتفجرات في جرائم إنسانية بشعة رفعت عدد لاجئي شهر آب الماضي وحده إلى أكثر من 100 ألف لاجئ، إضافة إلى أكثر من مليونين ونصف المليون مشرد ضمن سوريا.
وقالت لجان التنسيق المحلية أمس إن عدد الشهداء ارتفع أمس إلى 150 شهيداً بينهم سبعة شهداء قضوا جراء القصف الجوي وثلاث سيدات وأربعة أطفال، سبعة وسبعون شهيداً في دمشق وريفها بينهم ثمانية عشر شهيداً تم ذبحهم في دوما، عشرة شهداء أعدموا ميدانياً في معضمية الشام وعشرة شهداء تم اكتشافهم في داريا، خمسة عشر شهيداً في حماه، خمسة عشر شهيداً في حلب، اثنا عشر شهيداً في درعا، عشرة شهداء في إدلب، تسعة شهداء في حمص، ثمانية شهداء في دير الزور وأربعة شهداء في اللاذقية.
وفي ظلّ استمرار الحصار الذي يفرضه الجيش السوري الحر على مطار أبو الظهور في ريف إدلب منذ سبعة أيام، ذكرت قناة “العربية” أن الجيش السوري الحر أسقط طائرتي ميغ في ريف إدلب، وأعلنت كتائب شهداء سوريا في إدلب مسؤوليتها عن إسقاط طائرة قتل قائدها.
ودمر الجيش الحر في وقت سابق مروحية في مطار منغ العسكري في ريف حلب، وذكرت المعارضة أن قوات الجيش الحر قصفت مطار الحمدان العسكري في البوكمال في دير الزور.
وأفادت قناة “العربية” أمس، أن الجيش السوري الحر اقتحم مقر فرع المداهمة في منطقة الميدان بحلب التي يقوم بقصفها بخزانات الوقود المليئة بالمتفجرات مردية عدداً كبيرا من المدنيين. (التفاصيل ص 14)
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس ان فرنسا تشجع على تشكيل “حكومة بديلة” في سوريا التي اعتبر ان “زمرة” تحكمها وترتكب “مجازر” بحق السكان المدنيين.
وقال هولاند في مؤتر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي ان فرنسا تأمل بتشكيل “حكومة بديلة” في سوريا، مشددا على ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يهتم بـ”مسائل المساعدة الانسانية” للمدنيين السوريين المتأثرين بالنزاع.
وأعرب رئيس الوزراء الايطالي عن “القلق البالغ” لدى الحكومتين حيال الازمة في سوريا “التي توقع كل يوم ضحايا جديدة ومئات اللاجئين”، معتبرا ان “وضع (الرئيس بشار) الاسد يزداد هشاشة يوما بعد يوم”، وقال “من الضروري تجاوز المأزق في مجلس الامن”، واصفا مهمة الموفد الدولي الجديد الاخضر الابراهيمي بانها “ايجابية جدا”. واضاف “ندعم هذه المهمة بالكامل”، لافتا الى ان ايطاليا تعمل على “مرحلة ما بعد الاسد”.
واوضح مونتي ان “نظام الاسد اصابه الضعف نتيجة انشقاقات على مستوى عال”، ملاحظا ان باريس وروما “تواصلان التعاون من اجل انتقال سياسي” في سوريا. وشدد في هذا الاطار على اهمية “وحدة وتضامن كل قوى” المعارضة السورية.
(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، ا ش ا، الأمم المتحدة، العربية، لجان التنسيق المحلية)
150 قتيلا سقطوا الثلاثاء بأنحاء سوريا
قال ناشطون سوريون إن طائرات الجيش النظامي السوري قصفت خلال الساعات الماضية بعنف غالبية الأحياء السكنية في مدينة حلب مما أدى لمصرع أكثر من خمسين شخصا معظمهم في أحياء بستان الباشا والمرجة وهنانو.
وقال عبد الله الحلبي الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها للجزيرة، إن جميع أحياء المدينة تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات النظام بشتى أنواع الأسلحة مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
كما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في حلب أن مروحيات الجيش النظامي السوري قصفت حي سيف الدولة بالمدينة القديمة. ونقل المراسل عن أحد مقاتلي الجيش الحر قوله إنه ورفاقه لا يستطيعون خوض مواجهة مباشرة مع الجيش النظامي بسبب ضعف تسليحهم.
جاء ذلك بعد أن قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 150 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء في سوريا، معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور. ومن جهة أخرى التقى رئيس الصليب الأحمر الدولي الرئيس السوري بشار الأسد وطالب بتحسين توصيل المساعدات إلى المدنيين واستئناف زيارات السجون.
وقال ناشطون سوريون إن كتائب شهداء سوريا أسقطت ثلاث طائرات عسكرية بينها مروحية فوق مطار أبوالظهور في إدلب.
وفي دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مواجهات اندلعت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين الثوار السوريين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ومن جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن ضابط في الجيش السوري أن دمشق تستدعي أعدادا من جنود الاحتياط للمشاركة في العمليات العسكرية لإخماد الثورة.
وأضاف الضابط أن آلاف الجنود استدعوا في الشهرين الماضيين بعد اشتداد المعارك مع الجيش الحر في العاصمة دمشق وحلب.
وأكد الضابط أن الكثيرين يفضلون الفرار لئلا يشتركوا في قتال أبناء شعبهم وذلك بغض النظر عن موقفهم السياسي مما يجري في بلدهم.
الأوضاع الإنسانية
وعلى الصعيد الإنساني، قال الصليب الأحمر إن الاحتياجات زادت “بدرجة هائلة” في الأسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد القتال الذي عزل المدنيين عن الخدمات الأساسية والإمدادات الضرورية لاستمرار الحياة.
وفي هذا السياق، التقى رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وناقشا تحسين توصيل المساعدات إلى المدنيين واستئناف زيارات السجون المتوقفة منذ مايو/ أيار.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة إن ماورر أكد الحاجة إلى توفير الرعاية الصحية السريعة للجرحى وتسريع واردات الإمدادات الطبية والغذاء والمعدات لإصلاح أنظمة إمدادات المياه.
وقال حسن دون الخوض في تفاصيل “أعطى الرئيس الأسد التزامات إيجابية بشأن طلباتنا”.
وجاءت هذه المحادثات في حين قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مائة ألف سوري غادروا البلاد في شهر أغسطس/ آب الماضي ولجؤوا إلى الدول المجاورة، وإن عددهم هو أعلى رقم يسجل خلال شهر منذ بدء الثورة.
وقالت ميليسا فليمنج وهي متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين “إنه عدد مذهل ويشير إلى تصعيد كبير في حركة اللاجئين وطالبي اللجوء وربما يشير العدد إلى وضع متزعزع وعنيف جدا داخل البلاد”.
رئيس الجمعية العامة يندد بوحشية النظام السوري
الإبراهيمي يدعو لمساعدة دولية بمهمته
قال المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي إنه هو ونائبه ناصر القدوة لن يألوا جهدا في إحلال السلام في سوريا، وذلك في وقت وصف فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مهمة الإبراهيمي بالشاقة.
وفي كلمته، التي تلت كلمة الأمين العام أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء ناقشت الوضع في سوريا، أكد الإبراهيمي أنه سيتوجه إلى مصر لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ثم إلى سوريا “وكل البلدان التي يمكنها المساعدة في جعل العملية السياسية بقيادة سوريا تصبح حقيقة”.
وأضاف الإبراهيمي أن مستقبل سوريا سيبنيه الشعب السوري وليس طرفا آخر وكذلك دعم المجتمع الدولي الذي سيكون ناجعا فقط إذا قامت كافة الأطراف بصب جهودها في ذلك الاتجاه. وقال الإبراهيمي “عدد القتلى مذهل. الدمار يصل إلى معدلات كارثية. والمعاناة هائلة”.
وتولى الإبراهيمي مهمته يوم السبت الماضي ووصفها بأنها “شبه مستحيلة”.
وحل الدبلوماسي الجزائري المخضرم محل كوفي أنان كوسيط دولي في الصراع السوري، وقال أنان إن الجمود في مجلس الأمن عرقل محاولته التي استمرت ستة أشهر للتوسط في السلام وكان دافعا لقراره بالتنحي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن المبعوث الدولي الجديد لسوريا يقوم بمهمة “شاقة ولكن يمكن التغلب عليها” لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع الذي تشهده سوريا.
وقال بان كي مون للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك “من أجل أن ينجح، يحتاج (الإبراهيمي) إلى دعمكم الموحد والفعال لمساعدة الأطراف المتحاربة على إدراك أن الحل لن يأتي عن طريق الأسلحة، ولكن من خلال الحوار الذي يحترم الحقوق العالمية وحريات جميع السوريين”.
دعوة للحوار
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة استمرار النظام السوري في استخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعبه، وخص تحديدا أعمال القتل الجماعية.
وقال في كلمته إن الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها واحترام حقوق الإنسان، داعيا من وصفهما بطرفي الصراع هناك إلى الحوار والتخلي عن الأنشطة العسكرية.
وأضاف بان كي مون أن الصراع في سوريا اتخذ منعطفا وحشيا مع تزويد دول لطرفي الصراع بالأسلحة، مما يزيد المعاناة ويهدد بعواقب “غير مرغوب فيها” مع احتدام المعارك واتساعها.
وتساءل بان في كلمته “كم يجب أن يقتل من الناس قبل أن يقوم الرئيس السوري بشار الأسد ورفاقه بتغيير مسارهم؟ كم من الأطفال سيحضرون تشييع آبائهم وكم من الآباء سينتحبون على قبور أبنائهم قبل اتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار؟”.
وانتقد استمرار النظام في سوريا في استخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعبه، وتناول تحديدا أعمال القتل الجماعية في مدينة داريا بريف دمشق، قائلا إن ذلك انتهاك لحقوق الإنسان وللقانون الدولي.
وحذر بان من انتقال الصراع إلى دول الجوار بقوله إن “المحركات المعقدة للصراع تبتلع المنطقة برمتها”، معتبرا أن الوضع الحالي في سوريا ينهار بشكل مستمر وأن الدمار وصل إلى مستويات كارثية. ووصف وضع اللاجئين السوريين بأنه كارثي.
مواقف
من جانبه قال ممثل سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده وافقت على تعيين الإبراهيمي ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة والتعاون معه لإنجاح مساعيه.
وأكد أن استقالة المبعوث السابق كوفي أنان يجب أن لا تكون سببا في العدول عن خطة النقاط الست المعتمدة بقرار مجلس الأمن 2042.
ودعا “جميع الأطراف العربية والإقليمية والدولية التي لها تأثير ونفوذ على الجماعات المسلحة لا سيما تلك الدول التي رفضت استقبال أنان ورفضت التعاون معه” إلى العمل على إنجاح مساعي الإبراهيمي.
ووصف ما تقوم به قوات النظام بأنه حماية للمواطنين السوريين وممتلكاتهم والممتلكات العامة، مضيفا أنه أصبح “واضحا للجميع ممن كانوا يترددون صدق ما دأبت الحكومة السورية على نقله إلى عناية الدول الأعضاء من وجود جماعات مسلحة تغذيها دول عربية”.
وكان ممثل قطر في الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية- قد ندد “بأعمال العنف والقتل الوحشية”، وقال في كلمته الافتتاحية إن الجمعية العامة اختارت عدم البقاء صامتة أمام أعمال القتل والمذابح في سوريا، التي يجب أن تتوقف فورا.
وفي تحرك دولي آخر، احتضنت برلين اجتماعا لدبلوماسيين وممثلين عن المعارضة السورية دعا فيه رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إلى برنامج مساعدة ضخم يعين على إعادة بناء البلاد وتجنيبها الانهيار بعد سقوط نظام الأسد.
الجيش السوري.. استدعاءات وحالات فرار
تستدعي سوريا أعدادا متزايدة من الجنود السابقين من الاحتياطي للخدمة في الجيش في مؤشر على حشد الجهود لإخماد الثورة التي اندلعت قبل 17 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر بعض جنود الاحتياط الفارين وضابط في الجيش لرويترز، أن آلاف الجنود استدعوا خلال الشهرين المنصرمين لتعزيز الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 300 ألف جندي وإن كثيرا منهم لا يلبون نداء الخدمة العسكرية.
وقال مساعد قانوني استدعي للخدمة في دمشق “لدينا خياران: البقاء وقتل سوريين أو الانشقاق والفرار من المحاكم العسكرية”. وطلب المساعد عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية.
وقال المساعد- الذي أصبح من جنود الاحتياط بعدما أتم فترة خدمته العسكرية في القوات الخاصة السورية قبل عامين- إنه تعرض للإيقاف في نقطة تفتيش بالعاصمة ونقل إلى مركز لجيش الاحتياط خارج دمشق من أجل جلسة تدريب تستمر أسبوعين. وأوضح أنه فر من معسكر التدريب ليلا وهو الآن مختبئ.
ومن جهته قال ضابط في الجيش في حمص إنه يعتقد أن نصف من تم استدعاؤهم في الشهور القليلة الماضية لبوا نداء الخدمة العسكرية. لكن لم يتسن التحقق من هذا العدد ولم يتأكد أن وحدات أخرى بالجيش شهدت مستويات مماثلة من جنود الاحتياط الذين لم يمتثلوا لأمر الاستدعاء.
وذكر الضابط أن خسائر ثقيلة لحقت بوحدات كثيرة بالجيش تقاتل المعارضين. وأضاف عبر الهاتف “هناك نقص في الجنود، قتل الكثير من المقاتلين ولدينا حالات انشقاق”.
ومعظم السوريين ملزمون بالخدمة في الجيش عندما يبلغون من العمر 18 عاما أو بعدما يستكملون دراستهم الجامعية وبعد استكمال خدمتهم العسكرية يبقى السوريون في الاحتياط ويمكن استدعاء الجندي في وقت القتال.
وقد أسفر الصراع في سوريا عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص. وقال جنود احتياط فارون إنه بغض النظر عن موقفهم السياسي فإنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من الحرب الأهلية في بلادهم.
واستعر القتال خلال الشهرين المنصرمين وحقق المعارضون الذين كثيرا ما يقودهم جنود منشقون عن الجيش تقدما في العاصمة دمشق وفي مدينة حلب رغم تفوق جيش الأسد في الأسلحة.
نقاط تفتيش
ولم تعلن السلطات السورية التي تقول إنها تحارب “إرهابيين” مدعومين من الخارج تفاصيل كاملة لعدد القتلى في صفوف الجيش.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهو جماعة مراقبة معارضة للأسد- إن قرابة ستة آلاف من عناصر الجيش وقوات الأمن السورية قتلوا.
وقال الضابط في حمص إن جنود الاحتياط استدعوا منذ عدة أشهر لكن الطلب زاد خلال الشهرين المنصرمين خاصة منذ أن اشتد القتال في دمشق وحلب.
وأضاف “لسنا في حاجة بعد لتعبئة كاملة للجيش لكن إذا تدهور الوضع في الشهور المقبلة فقد نحتاج إليها، إن البلاد في حالة حرب ونحتاج إلى مساعدة الجميع”.
ويقول سكان في دمشق إن نقاط التفتيش في المدينة تفحص بطاقات هوية الرجال لتتأكد من أنهم لم يفروا من الخدمة العسكرية ولم يستدعوا من الاحتياط ويخشى بعض المتهربين ترك منازلهم خوفا من أن يبلغ عنهم الجيران.
مجزرة بحلب و99 قتيلاً حصيلة ساعات الصباح الأولى
الجيش الحر يسيطر على مطار الحمدان في البوكمال
العربية.نت
قالت لجان التنسيق إن 99 قتيلاً سقطوا اليوم بنيران قوات النظام معظمهم في حلب، بينهم 25 طفلاً، وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحدثت عن مجزرة في المدينة نفسها، حيث قصفت قوات الجيش بعد منتصف الليل أحياء سكنية ما أسفر عن تدمير مبان بأكملها.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في الريف الغربي لدير الزور إثر انشقاق في مستودعات السلاح.
كما أكدت كل من تنسيقية دير الزور وشبكة شام سيطرة الجيش الحر على مطار الحمدان في البوكمال. وأكدت كتائب شهداء سوريا إسقاط طائرة مروحية في ريف إدلب وطائرتي ميغ في بلدة أبو الضهور.. حيث لا تزال هذه الكتائب تحاصر المطار لليوم السابع على التوالي.
الهيئة العامة للثورة السورية تحدثت عن تعرض مدينة إعزاز بريف حلب لقصف عنيف من الطيران الحربي.
كما تعرضت عدة مناطق في ريف اللاذقية لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام المتمركزة في قريتي نباتة واستربة، حسبما أفادت شبكة سوريا مباشر.
هذا وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي في يلدا وببيلا والتضامن وبيت سحم بريف دمشق بالتزامن مع قصف عنيف على المنطقة.
وأضاف اتحاد التنسيقيات بسقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى في قصف على أحياء الحيدرية وباب الحديد ومساكن هنانو في حلب.
هدوء حول سفارة سوريا بالقاهرة بعد محاولة اقتحامها
إصابة 85 شخصا في الاشتباكات بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين
العربية.نت
خيم الهدوء على محيط السفارة السورية ومنطقة كورنيش النيل بالقاهرة، بعد اشتباكات استمرت حوالى 8 ساعات بين قوات الأمن المركزي المختصة بتأمين مقر السفارة بمنطقة “جاردن سيتي” وبين متظاهرين حاولوا اقتحامها لرفع العلم السوري الحر.
وانصرف المتظاهرون فجر الأربعاء، بعد القبض على 5 منهم عندما لاحقت القوات المتظاهرين بمدخل كوبري قصر النيل.
وعلى جانب آخر تشهد حركة المرور حالة من السير الطبيعي، فيما اصطفت قوات الأمن على جانبي طريق كورنيش النيل.
وكانت الشرطة المصرية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 100 ناشط حاولوا اقتحام السفارة السورية في القاهرة لرفع علم المعارضة السورية عليها.
وقال مصدر أمني إن النشطاء والشرطة تبادلوا الرشق بالحجارة مما أسفر عن إصابات في الجانبين، هذا واعتقلت قوات الأمن نحو 5 متظاهرين.
وصرح مصدر أمني لوكالة “أنباء الشرق الأوسط” بأن ضابطاً وأمين شرطة وسبعة مجندين أصيبوا مساء الثلاثاء إثر الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام السفارة السورية بوسط القاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أن محاولة اقتحام السفارة بالقاهرة جاءت قبل يوم من اجتماع للجامعة العربية في مقرها بالعاصمة المصرية، حيث من المتوقع أن يتم البحث في آخر التطورات السورية.
المصابون الـ85 حالتهم مستقرة
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان ارتفاع عدد المصابين إلى 85 مصابا حتى الآن، وحالتهم جميعا مستقرة ولا توجد أي حالات وفاة.
وصرح الدكتور أحمد الأنصاري نائب رئيس هيئة إسعاف مصر بأنه تم إسعاف60 مصابا من بينهم في الموقع من خلال فرق المسعفين العاملة على سيارات الإسعاف، مشيرا إلى أن إصابتهم كانت بسيطة ما بين جروح وكدمات نتيجة التراشق بالحجارة وتم تقديم الإسعافات اللازم لهم.
وأضاف أنه تم تحويل 6 حالات للمستشفيات من بينهم حالتان إلى مستشفى المنيرة العام، وحالتان لمستشفى قصر العيني، وحالتان لمستشفى الشرطة بالعجوزة، وقامت الفرق الطبية في المستشفى بتقديم كافة الإسعافات اللازمة لهم فور دخولهم.
وكان نشطاء سياسيون قد نظموا مسيرة من الخيمة السورية المتواجدة بميدان التحرير إلى مقر السفارة السورية للتنديد بارتكاب مجازر إنسانية ضد الثوار السوريين والمطالبة بطرد السفير السوري.
ونشبت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، جراء منع قوات الأمن دخولهم حرم السفارة، وإصرار بعض المتظاهرين على رفع علم الثورة السورية على مقر السفارة.
المراكز الأمنية السورية وحش مجهول يلاحق السوريين
الاستدعاء إلى واحد منها يعني التفرغ لاستدعاءات متلاحقة تنافسية بين بقية الأفرع
دمشق- جفرا بهاء
لا يتبع الأمن السوري الطريقة التقليدية في الاستدعاء، فلا يرسل خطاب استدعاء أو يزور أحد أفراد قسم شرطة المطلوب استدعاؤه، وإنما يكفي أن يرن هاتف الناشط ليسمع صوتاً عصبياً يأمره بالتواجد في الفرع المحدد في ساعة معينة.
ومع الثورة السورية، وفي البدايات كان يتم استدعاء الناشطين إلى الأمن السياسي غالباً، إذ إن بقية الأفرع الأمنية كالأمن العسكري والمخابرات الجوية تفضل أن تقوم هي بزيارة الناشط فتتوقف سيارات الأمن بحدة أمام المنزل، وتقتحم البيت بعنف مبالغ به، ويتم “شحط” المطلوب كما هو دون السماح له بتبديل ثيابه، وبالطبع فإن مدة الاعتقال ووحشية التعذيب ترتبط بالفرع المستدعي؛ فقد ذاع صيت المخابرات الجوية كأشرس تلك المراكز والأمن السياسي كأكثرها ديبلوماسية.
قبل عدة أشهر من الآن كان السؤال عن أحد المفقودين أو المعتقلين أمراً وارداً فيما لو كان لأهل المعتقل معارف، ولكن الوضع الحالي بعيد عن أي إمكانية للسؤال، إذ وبعد التسريبات والمعلومات التي رشحت من قلب النظام وتفجير مبنى الأمن القومي أصبح كل من يسأل عن معتقل موضع شبهة، ويتندر السوريون فيما بينهم عن الموضوع بقولهم “لو ماهر الأسد سأل عن معتقل فسوف يصبح موضع شك”.
أجهزة الأمن السورية
تتألف أجهزة الأمن والمخابرات السورية من أربع فروع مختلفة ومستقلة عن بعضها، كل منها له قيادته الخاصة ويَعمل بشكل مستقل عن الفروع الأخرى، وهذه الفروع هي: أمن الدولة أو المخابرات العامة، والأمن السياسي، والأمن العسكري، والمخابرات الجوية.
ووُجِّهت في الفترة الأخيرة اتهامات كثيرة إلى هذه الفروع الأربعة بمُجملها في ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بحق المواطنين والناشطين السياسيين ضد نظام بشار الأسد، حينما اتُهمت هذه الأجهزة باعتقال عشرات الآلاف من المحتجين وتعذيبهم بوسائل مختلفة، بل وارتكاب ما قد يَرقى إلى جرائم ضد الإنسانية حسب منظمة العفو الدولية.
كما قالت “هيومن رايتس ووتش” في يونيو/حزيران الماضي في تقرير رسمي إن القوات الحكومية السورية استخدمت العنف الجنسي لتعذيب الرجال والنساء والصبية المحتجزين في سياق النزاع الجاري. كما قال الشهود والضحايا لـ هيومن رايتس ووتش إن الجنود والمليشيات المسلحة الموالية للحكومة قد أساؤوا جنسياً للنساء والفتيات حتى سن 12 سنة في الغارات على المنازل والمداهمات العسكرية للمناطق السكنية.
كما أقرت هيومن رايتس ووتش بأن المدى الحقيقي للعنف الجنسي في مرافق الاحتجاز وخارجها لا يزال غير معلوم.
أسماء أرعبت السوريين
جهاز أمن الدولة أو “إدارة المخابرات العامة” ومقره الرئيسي قرب دوار كفرسوسة”، وأشهر رؤسائه محمد ناصيف، ويتبع لهذا الجهاز الفرع 295 أو فرع المداهمة والاقتحام في منطقة كفرسوسة وفرع التجسس الذي رأسه سبع سنوات اللواء بهجت سليمان، بالإضافة لعدة فروع أخرى أقل شهرة.
وهناك في هذا الفرع أسماء أساسية وبارزة لا يمكن لأي سوري عدم معرفتها، وأكثر من ذلك، إذ بقيت تلك الأسماء أشبه بأداة تعذيب بالنسبة للسوريين، وأبرز تلك الأسماء اللواء علي مملوك رئيس جهاز أمن الدولة. وهو من مؤسسي جهاز المخابرات الجوية الذي يتردد في سوريا أنه الجهاز الأول على صعيد المؤهلات والكفاءات البشرية والتقنية.
واللواء فؤاد ناصيف رئيس فرع الأمن الداخلي في جهاز أمن الدولة، بالإضافة إلى اللواء بهجت سليمان الذي يعتبر أحد أهم الضباط السوريين، ومن بين الأسماء أيضا، العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد الذي بات يعتبر منذ نحو عامين الرجل الأقوى في جهاز أمن الدولة رغم أن مسؤولياته الرسمية تقتصر على رئاسة فرع يعرف بـ “قسم دمشق” الذي يشرف على الأوضاع الأمنية في مدينة دمشق وضواحيها.
جهاز الأمن العسكري
يعتبر هذا الجهاز، الأقوى في سوريا، وأهم من تولى هذا الجهاز العماد آصف شوكت زوج أخت الرئيس، واللواء عبد الفتاح قدسية، ولدى هذا الجهاز في دمشق فروع تخصصية قائمة في مبان مستقلة بعضها عن بعض. أهمها: فرع التحقيق، سرية المداهمة “215″، فرع الدوريات، فرع فلسطين، فرع المنطقة، فرع المعلومات، وفرع شؤون الضباط “293″ الذي كان مقره في “الأركان”، ونقل أخيرا إلى بناء جديد يتبع للمخابرات العسكرية. وبعد أحداث حماه عام 1982، بات لهذا الجهاز “سرية مداهمة” في كل محافظة.
جهاز الأمن السياسي
يعتبر هذا الجهاز الأوسع انتشارا ضمن الأراضي السورية، لكنه إداري أكثر منه ميداني، فهو خزان المعلومات بالنسبة للنظام السوري. معلومات لم يجد النظام الإمكانات والوقت لمكننتها، وأهم من تسلم هذا الجهاز اللواء محمد ديب زيتون واللواء محمد منصورة واللواء غازي كنعان. ويشار إلى أن لجهاز الأمن السياسي، عدة سجون في مدينة دمشق وحدها، أهمها: سجن الشيخ حسن، سجن القلعة وسجن الجميلية.
جهاز المخابرات الجوية
ويعتبر أشرس الأجهزة الأمنية السرية، وكان الرئيس حافظ الأسد أوكل مهمة إدارته للواء محمد الخولي مهمة تأسيس هذا الجهاز، فاختار الخولي منذ البداية اللواء علي مملوك لمساعدته في هذه المهمة. وهكذا ارتبط اسم مملوك باسم المخابرات الجوية، منذ البداية.
وبداية، كانت مهمة “المخابرات الجوية” حماية سلاح الجو السوري، إضافة إلى طائرة الرئيس، وأمن الرئيس خلال تواجده خارج سوريا. ونتيجة تطور المهام التي أوكلتها المخابرات الجوية لنفسها، تحول الجهاز إلى واحدة من أهم الإدارات التابعة لرئاسة الأركان في الجيش السوري.
99 قتيلا سوريا أكثرهم بقصف على حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 99 شخصا قتلوا في سوريا الأربعاء، غالبيتهم من الأطفال في قصف للقوات السورية النظامية على مدينة الأتارب وأحياء المرجة والنيرب ومساكن هنانو فجرا في محافظة حلب.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن من بين القتلى 61 في حلب، و20 في دمشق وريفها، و13 بدير الزور، و4 في حمص.
كما استهدف قصف مدفعي الغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والجيش الحكومي في يلدا وببيلا والتضامن وبيت سحم في ريف دمشق.
وأعدمت القوات الحكومية 4 أشخاص في حي القصور بدير الزور، حيث أعلن الجيش الحر السيطرة على مطار حمدان العسكري في مدينة البوكمال.
وفي ريف اللاذقية استهدف قصف مدفعي وصاروخي مناطق كفرية وصيف سلمي وكنسبا والكرت.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 16 شخصا بينما يستمر القصف المدفعي على معظم أحياء مدينة دير الزور.
وفي حماة قال ناشطون إن 11 شخصا قتلوا بنيران القوات السورية في حي الفراية مع استمرار عمليات الاعتقال.
وكانت مصادر المعارضة السورية أفادت الثلاثاء أن الجيش السوري الحر أسقط طائرة من طراز سوخوي شرقي أبو الضهور، ودمر في وقت سابق مروحية في مطار منغ العسكري بريف حلب.
وكانت المعارضة ذكرت أن الجيش الحر قصف منطقة مطار الحمدان في البوكمال بدير الزور، وتبع ذلك اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية قرب مفرزة الجسر، كما تحدثت عن وقوع مجزرة في دوما بريف دمشق راح ضحيتها 18 شخصاً مجهولي الهوية.
وقالت شبكة شام إن شخصا واحدا على الأقل قتل في القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة دوما، وسقط 40 جريحا.
وفي مخيم اليرموك بدمشق، قتل ثلاثة أشخاص وسقط عشرات الجرحى في قصف للقوات الحكومية على شارع فلسطين وحي التضامن.
وفي دير الزور، حاصرت كتائب الجيش الحر، التابعة للمجلس العسكري، مبنى التدريب الجامعي في المدينة، بينما فرض عناصر منه سيطرتهم على حاجز مراط.
وأوضحت الشبكة أن الجيش الحر دمر دبابة وعربة بي ام بي، وأسر 8 جنود من القوات الحكومية، بعد اشتباكات انتهت بتدمير الحاجز وسقوط ضحايا من الطرفين.
المعارضة: 157 قتيلا الثلاثاء
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا أعلنت الثلاثاء عن مقتل 157 شخصا الثلاثاء برصاص قوات الأمن وجيش النظام في مدن سورية عدة، بينهم 3 أطفال، و77 في دمشق وريفها، و10 أشخاص تم إعدامهم ميدانيا في معضمية الشام بريف دمشق.
وذكر ناشطون أن من بين القتلى 15 في كل من حماه وحلب، و12 في درعا، و10 في إدلب، و8 في دير الزور، و9 في حمص، ، و4 باللاذقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة المسلحة سيطرت الثلاثاء على مقر أمني شرقي البلاد إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن قتلى.
وأفاد بيان المرصد أن “مقاتلين معارضين سيطروا على مقر قسم الأمن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الأولى من الثلاثاء”.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من المعارضة وما لا يقل عن 8 من القوات النظامية.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن “قصف مدفعي كثيف وعنيف على أحياء المدينة بمعدل قذيفة كل دقيقتين وتصاعد أعمدة الدخان من الأحياء السكنية في مناطق عدة” فيها.
100 ألف نازح بأغسطس
وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن الآلاف من السوريين غادروا البلاد في أغسطس.
وقدرت المفوضية عدد السوريين الذين غادروا بلادهم في خلال هذا الشهر هربا من العنف الدائر هناك، بأكثر من 100 ألف.
وقالت المفوضية إن “هؤلاء لجأوا إلى الدول المجاورة” موضحة أنه “أكبر عدد يسجل خلال شهر واحد منذ بدء النزاع”.
وأشارت الناطقة باسم المفوضية إلى أن وضع اللاجئين العراقيين في سوريا يثير قلقا كبيرا أيضا.
الصين تدعم مرحلة انتقالية بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي الأربعاء دعم بلاده لمرحلة انتقالية في سوريا، بهدف وقف نزيف الدم المستمر منذ 18 شهرا، لكن الوزير الصيني كرر موقف بلاده الرافض لفرض أي حل من خلال تدخل أجنبي في الأزمة المستفحلة في سوريا.
لكن يانغ بحسب وكالة “رويترز” لم يوضح ما يقصده بالمرحلة الانتقالية عندما قال في مؤتمر صحفي: “نحن ندعم فترة انتقالية سياسية في سوريا”، مضيفا: “كما أننا نعتقد بأن الحل يجب أن يأتي من الشعب السوري نفسه وأن يعبر عن تطلعاته، ولا يجب فرضه من الخارج”.
وأشار الوزير الصيني إلى أنه تحدث هاتفيا مع المبعوث الدولي الجديد الاخضر الإبراهيمي، وعبر له عن دعم الصين الكامل لمهمة الوساطة التي كلف بها، معربا عن أمله في أن تلتزم بها الأطراف كافة، سعيا إلى التوصل إلى حل ناجع وسلمي للأزمة في سوريا.
وشدد يانغ على أن الصين “لا تنحاز إلى أي شخص أو جهة محددة” في سوريا، داعيا المجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه لدفع الأطراف السورية المختلفة إلى تبني مسار واقعي وسلمي بناء، للإسراع في بدء حوار سياسي ومرحلة انتقالية.
وتسعى حكومات غربية – بما فيها الولايات المتحدة – إلى الحصول على دعم الصين وروسيا في إيجاد حل للأزمة السورية، إذ إنهما العضوان الدائمان اللذان استخدما حقهما في النقض “الفيتو” ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي، لعرقلة قرارات تتعلق بالأزمة السورية.
وتقول الصين إنها متمسكة بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن الولايات المتحدة عبرت عن خيبة أملها بلسان وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون من موقف كل من الصين وروسيا من الأزمة السورية.
كما أعربت كلينتون عن اعتقادها بأن الطريق الأمثل لأي تصرف يتعلق بسوريا هو عبر مجلس الأمن، رغم إشارتها إلى أن بلادها ستعمل مع البلدان التي تشاطر واشنطن سياستها المتعلقة بالتخطيط لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
بان: منعطف”وحشي” للصراع في سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية الثلاثاء إن الصراع في سوريا اتخذ منعطفا وحشيا مع تزويد دول لطرفي الصراع بالأسلحة، ما يزيد المعاناة ويهدد “بعواقب غير مرغوب فيها مع احتدام المعارك واتساعها”.
واتهمت الأمم المتحدة ومسؤولون غربيون إيران بتزويد قوات الحكومة السورية بالسلاح، في حين تتهم دمشق قطر والسعودية بتسليح المعارضة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال بان “اتخذ هذا الصراع منعطفا وحشيا بشكل واضح. استمرار عسكرة الصراع أمر مأساوي بشدة وخطير للغاية”.
وأضاف قوله “من يزودون أيا من الطرفين بالأسلحة يسهمون في زيادة المعاناة وزيادة خطر حدوث عواقب غير مرغوب فيها مع احتدام المعارك واتساعها”.
وكانت لجنة خبراء مستقلين تابعة لمجلس الأمن الدولي تراقب العقوبات على إيران كشفت عن عدة أمثلة على نقل إيران أسلحة إلى حكومة سوريا.
وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا إنهما تزودان المعارضة المسلحة في سوريا بمساعدات غير فتاكة مثل معدات الاتصالات.
وقال بان “الصراع يحتدم. كلما طال أمده زادت صعوبة احتوائه، وصعوبة التوصل لحل سياسي، وصعوبة إعادة بناء البلاد والاقتصاد”.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا الشهر الماضي بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم عبر عن “القلق البالغ” من تصاعد العنف في سوريا ويدين مجلس الأمن الدولي لفشله في القيام بتحرك قوي.
وقال بان “كم طفل سيحضر جنازة والديه، وكم من الآباء سينتحبون في جنازات أطفالهم قبل اتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار”.
وتحدث وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية الجديد الأخضر الإبراهيمي لفترة وجيزة أيضا أمام الجمعية العامة.
وتولى الإبراهيمي مهمته يوم السبت ووصف مهمته بأنها “شبه مستحيلة”.
وقال الإبراهيمي “عدد القتلى مذهل.. الدمار يصل إلى معدلات كارثية والمعاناة هائلة”.
وأضاف “أتطلع لزيارتي إلى دمشق خلال بضعة أيام وإلى كل البلدان التي يمكنها المساعدة في جعل العملية السياسية بقيادة سورية تصبح حقيقة”.
وأشار الإبراهيمي إلى أنه سيتوجه “خلال بضعة أيام” إلى القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وحل الدبلوماسي الجزائري المخضرم محل كوفي أنان كوسيط دولي في الصراع السوري.
وقال أنان إن الجمود في مجلس الأمن عرقل محاولته التي استمرت ستة أشهر للتوسط في السلام وكان دافعا لقراره بالتنحي.
وقال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن دمشق منفتحة وملتزمة تماما تجاه مهمة الإبراهيمي في جهوده لوضع نهاية للعنف والتوصل إلى حل سياسي بقيادة سورية للأزمة.
ودعا الجعفري كل الدول الأعضاء لاسيما تلك التي لها نفوذ مباشر على من وصفها بالأطراف الرافضة للحوار السياسي ووقف العنف إلى السير على نهج حكومة سوريا ومد يد العون بجدية للإبراهيمي.
أما رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومندوب قطر في الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز الناصر، فقد دعا المجتمع الدولي إلى العمل بكل نشاط لوقف المجازر وعمليات القتل في سوريا.
صحيفة سورية: الربيع العربي “ربيع الخراب” والأنظمة الخليجية تعيث فساداً في الأرض
روما (5 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وصفت صحيفة (البعث) الرسمية السورية الناطقة باسم حزب البعث الحاكم الربيع العربي بأنه (ربيع الخراب) وشددت على أنه نتاج (سفاح) الاستعمار والرجعية والمرتزقة، وشنت هجوماً على دول الخليج العربي دون استثناء ووصفت سياساتها في المنطقة بأنها “سياسات السيف والذهب بأبشع صورها التقليدية والموروثة من عهود الانحطاط” حسب قولها
وفي كلمة كتبها الأربعاء رئيس هيئة التحرير والمدير العام عبد اللطيف عمران، شنّ هجوماً لافتاً على أنظمة دول الخليج العربي، ورأى أن هذه الأنظمة اليوم “تتمدّد وتتورم وتهرم وتعيث فساداً ودماراً محلياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً”، كما أنها “تؤدي دوراً قاتلاً يقوم على الاستبداد والإقصاء ومصادرة الوعي واستدعاء الأجنبي بصيغته الاستعمارية القديمة لترسم ملامح واقع عربي قاتم ومستقبل مؤلم يضمر بذور الشر والانحطاط” حسب تعبيره
وأكّدت الصحيفة “الآن يقوم الخليج الجيوسياسي بسرقة وتحوير وتدمير نزوع الأجيال العربية نحو التحوّل الديمقراطي الحداثوي المشروع، وذلك بانقضاضه السريع والفتّاك على ما حققه العقل والفكر والتنظيم السياسي العربي الحديث بتياراته الدينية والقومية والليبرالية واليسارية، يساعده المال السياسي، والمراكز الاستخباراتية الغربية، وبعض اللاوطنيين الجاهزين للارتزاق والخيانة” وفق تأكيدها
وجزمت الصحيفة بأن الربيع العربي هو “كذبة العصر”، ورأت بأنه “نتاج رعاية سفاح المصالح الاستعمارية القديمة (العثمانية) والجديدة (الغرب) والرجعية ومرتزقة الداخل”، ووصفته بأنه “ربيع الخراب”، وأنه “نتاج نفاق وعمالة وتكفير وقتل على الهوية” وإختتمت بوصف المال الخليجي بأنه “مال سياسي عابر ومدّمر وموظّف إمبريالياً ضد العروبة والإسلام، وسيجعل أجيال اليوم والمستقبل تفتقد الأمان والاستقرار” على حد تعبيره
المعارضة السورية: مقتل 19 في قصف حكومي لاحياء في حلب
تتواصل المواجهات بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة في عدة مناطق، خاصة العاصمة دمشق ومدينة حلب.
وتقول مصادر المعارضة إن قتلى وجرحى من المدنيين سقطوا خلال الاشتباكات، بينما تشير المصادر الحكومية إلى أن قوات الأمن تقوم بعمليات تمشيط ضد من تصفهم بالإرهابيين.
ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن الأنباء الواردة من حلب تفيد بتحقيق القوات النظامية تقدما على الأرض، بينما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان القوات السورية قصفت فجر الاربعاء احياء يسيطر عليها مسلحو المعارضة مما اسفر عن مقتل 19 شخصا على الاقل.
وقال المرصد إن عشرة مدنيين قتلوا جراء القصف في حي بستان القصر جنوبي حلب، بينما قتل 9 آخرون بينهم اطفال في حيي المرجه وحنانو.
وبينما يقول المعارضون إن احياء حلب تتعرض لقصف متواصل وتعاني من شح المواد الاساسية، يقول مراسل لوكالة فرانس برس في المدينة إن الحياة في مركز حلب تسير بشكل طبيعي.
واعلن المرصد ايضا ان مسلحي المعارضة شنوا صباح الاربعاء هجوما على مطار عسكري في البو كمال في محافظة دير الزور شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله “إن القتال يدور منذ عدة ساعات في قاعدة حمدان الجوية بين جنود الجيش السوري والمسلحين، الذين تمكنوا من الاستيلاء على اجزاء من القاعدة”. واضاف عبدالرحمن ان ستة من المهاجمين على الاقل لقوا حتفهم.
كما قال المرصد إن قوات الجيش السوري قصفت الاربعاء عدة قرى في ريف دمشق منها قرية يلدا، كما قصفت حي التضامن في العاصمة السورية.
الصليب الاحمر
على صعيد آخر، عقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم جولة محادثات مع بيتر موريه رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر تركزت على التعاون بين الحكومة السورية والصليب الاحمر.
وكان موريه قد قال يوم أمس الثلاثاء إن الازمة في سورية تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، واضاف في تصريح خاص لبي بي سي عربي انه جاء الى سورية بهدف زيادة التعاون مع الهلال الاحمر السوري “من أجل توسيع عملياتنا لحماية المدنيين في سورية.”
واشار موريه الى أنه سيناقش التفاصيل في إدارة هذه العمليات في لقاءاته مع المسؤولين السوريين.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد استقبل موريه والوفد المرافق له صباح الثلاثاء.
وجرى خلال اللقاء حسب بيان رسمي بحث علاقات التعاون القائمة بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون، حيث أكد الرئيس الأسد ترحيب سورية بالعمليات الإنسانية التي تقوم بها اللجنة على الأرض في سورية طالما أنها تعمل بشكل مستقل ومحايد.
“قلق”
وفي العاصمة العراقية بغداد، عبر ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي عن قلقهم لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ازاء الانباء القائلة إن ايران استأنفت استخدام المجال الجوي العراقي لنقل الاسلحة والمعدات للحكومة السورية.
وقال هؤلاء، وهم جون ماكين وجو ليبرمان وليندسي غراهام، للصحفيين في بغداد إنه بينما اكدت طهران للحكومة العراقية ان الطائرات الايرانية التي تستخدم المجال الجوي العراقي في طريقها الى سوريا تحمل مواد انسانية، فإن الولايات المتحدة علمت انها تنقل معدات عسكرية.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت الاربعاء إن ايران قد استأنفت هذه الرحلات بعد ان اوقفتها في وقت سابق من العام الجاري.
وقال ليبرمان للصحفيين “لقد اثرنا قلقنا حول هذه الرحلات مع رئيس الوزراء (المالكي) ووزير الخارجية (هوشيار زيباري). وقال رئيس الوزراء العراقي إنه تلقى وعودا من الايرانيين بأن طائراتهم لا تنقل الا المساعدات الانسانية، ولكننا لا نصدق ذلك. علينا ان نعرض على المالكي كل الادلة التي جمعناها لنثبت له ان الطائرات الايرانية انما تنقل الاسلحة والمعدات التي يستخدمها (الرئيس السوري بشار) الاسد لقتل شعبه.”
واضاف ماكين من جانبه ان السماح للطائرات الايرانية التي تنقل اسلحة لسوريا بالتحليق في الاجواء العراقية يعتبر خرقا لقرارات الامم المتحدة، وقال إن المالكي قال للوفد الامريكي إن نائب الرئيس الامريكي جو بايدن كان قد وعده بتزويد الحكومة العراقية بالادلة التي تثبت قيام ايران بتزويد الحكومة السورية بالمعدات العسكرية الا انه لم يفعل الى الآن.
وقال ماكين ان الرحلات الجوية الايرانية استؤنفت في الثامن عشر من يوليو / تموز الماضي، بعد فترة قصيرة من الهجوم الذي اسفر عن مقتل اربعة من كبار مسؤولي النظام السوري في دمشق.
BBC © 2012
الرئيس المصري مخاطبا القيادة السورية: الآن هو وقت التغيير
القاهرة (رويترز) – طالب الرئيس المصري محمد مرسي القيادة السورية يوم الأربعاء باتخاذ قرار يحقن دماء السوريين قائلا “الآن هو وقت التغيير” في القيادة السورية.
وقال مرسي في كلمة في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب “لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلا.”
(تغطية صحفية للنشرة العربية محمد عبد اللاه – تحرير دينا عادل
اردوغان: سوريا أصبحت “دولة ارهابية“
انقرة (رويترز) – قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الاربعاء ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد خلقت “دولة ارهابية.”
وقال خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه “النظام في سوريا أصبح الان دولة ارهابية.”
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)
أصدقاء سوريا يبحثون في برلين إعادة الإعمار بعد سقوط الأسد
وزير الخارجية الألماني لا يستبعد إمكانية استقبال لاجئين في ألمانيا
بيروت: بولا أسطيح
في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها قوى المعارضة السورية وتجمع «أصدقاء سوريا» للبحث في إدارة مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عقدت «مجموعة عمل إعادة الإعمار الاقتصادي» التابعة لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» اجتماعا في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة وعدد من ممثلي المعارضة السورية في الخارج للبحث في كيفية منع انهيار الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وكيفية إحياء الاقتصاد فور سقوط الأسد. وشدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي على ضرورة الإعداد للبداية السياسية والاقتصادية في سوريا لمرحلة ما بعد نهاية حكم الأسد، داعيا المعارضة إلى أن تتجاوز خلافاتها وتصل إلى رؤية مشتركة كحد أدنى وللاستعداد لتولي السلطة. وفي كلمة أدلى بها خلال افتتاح المؤتمر الذي تترأسه ألمانيا والإمارات بشكل مشترك، قال فسترفيلي إن الشعب السوري يحتاج لـ«بديل معقول» لنظام الرئيس بشار الأسد، مذكرا بأن النزاع في سوريا خلف حتى الآن أكثر من 25 ألف قتيل أغلبهم من المدنيين، معربا عن أمله في حدوث بداية اقتصادية وسياسية جديدة في سوريا.
من جانبه، قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إن العمل على وجود خطة جاهزة لما بعد مرحلة الأسد ضروري لمنع البلاد من الانزلاق نحو مزيد من الفوضى، وكفيل بالحفاظ على ما تبقى من اللحمة الوطنية وإصلاح ما تضرر منها.
ودعا سيدا إلى وضع برنامج مساعدات ضخم للمساعدة في إعادة إعمار بلاده بعد سقوط النظام، محذرا من أن غياب التنمية الاقتصادية سيفتح الباب أمام التطرف. وقال سيدا، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشييتد برس الأميركية، إنه ستكون هناك حاجة إلى برنامج مشابه لبرنامج مارشال، والخاص بإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح سيدا أن نظام الأسد دمر الاقتصاد والمؤسسات العامة، إلى الحد الذي ستعجز معه سوريا عن الاعتماد على عائدات النفط والضرائب في الإعمار فورا.. مشيرا إلى أن النظام استخدم الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي السوري في حربه ضد شعبه.
وفي سياق الخطط التي تضعها المعارضة لإدارة البلاد بعد سقوط النظام، أكد عضو المجلس الوطني أديب الششكلي ما كان قد أشيع في وقت سابق عن توصل المعارضة السورية، وبعد اجتماعات سرية بدأت مطلع العام الجاري، للاتفاق على خطة لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد بعنوان «اليوم التالي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان يتم العمل على المشروع منذ 6 أشهر من قبل ناشطين ومعارضين وأكاديميين في الداخل السوري والخارج، وقد أنجز العمل في برلين بعد التوصل لوضع مشروع كامل متكامل عرض على المجلس الوطني وعلى قوى المعارضة السورية». ولفت الششكلي إلى أن «هذا المشروع واحد من سلسلة مشاريع يعمل عليها وبوجه خاص رجال أعمال في الداخل السوري يعون تماما الواقع الاقتصادي الحالي في سوريا»، وأضاف: «هؤلاء ناشطون ولكن ليس بالمجال العسكري والميداني، بل بمجال وضع الخطط المستقبلية لسوريا الديمقراطية وهو أمر أساسي للنهوض بالبلاد بعد سقوط النظام».
وعلى صعيد آخر وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر في برلين، أشار وزير الخارجية الألمانية إلى أنه ورغم أن استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا لا يأتي على قائمة أولويات الحكومة الألمانية حتى الآن، فإنه ليس مستبعدا من ناحية المبدأ، بحيث قال في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الألمانية الصادرة يوم الثلاثاء: «لا أستبعد ذلك لكن الأولوية الآن لتقديم المساعدة لهم في أماكنهم».
ويؤيد ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضين استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا، حيث قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكيين، غيرنوت إرلر، في تصريحات لصحيفة «دي فيلت» الألمانية: «إذا لم تتوقف موجة اللجوء القادمة من سوريا، ولا يشير شيء إلى ذلك حتى هذه اللحظة، فإن دول الاتحاد الأوروبي ستصبح ملزمة باستقبال لاجئين.(…) لذلك فإن الحكومة الألمانية مطالبة بتناول هذا الموضوع بفعالية لمنع مأساة إنسانية».
وفي الوقت نفسه، أكد إرلر ضرورة تعزيز الدعم للدول المجاورة لسوريا التي يقع على عاتقها العبء الرئيسي لموجة اللاجئين، مشيرا إلى أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري يقيمون حاليا في تركيا والأردن والعراق ولبنان، وقال: «هذا عبء ضخم على تلك الدول».
من جانبه، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، جوزيف فينكلر، في تصريحات لصحيفة «فيلت»: «المطالبة باستقبال نشط للاجئين السوريين لا يتعارض مع مبدأ (الحماية في المنطقة)، بل إنهما مترابطان. إننا كحزب الخضر نعمل على أن تستقبل ألمانيا لأسباب إنسانية لاجئين من الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا ولبنان والأردن بطريقة غير بيروقراطية». وأوضح فينكلر أن ذلك سيكون نوعا من التضامن مع الدول المجاورة لسوريا التي قدمت بالفعل الكثير من أجل اللاجئين، وقال: «مثل هذه الخطوة لألمانيا، أو من الأفضل للاتحاد الأوروبي، من شأنها أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على استمرار فتح حدودها أمام اللاجئين».