أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 05 خزيران 2013

فرنسا تؤكد استخدام «السارين» وبوتين يتمسك بتسليم «أس-300»

باريس – رندة تقي الدين، جنيف – نور الدين الفريضي، موسكو – رائد جبر ؛ الدوحة – محمد المكي أحمد؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن، نيويورك – «الحياة»

الأربعاء ٥ يونيو ٢٠١٣

أعلنت فرنسا امس أن اختبارات أجرتها على عينات استقدمت من سورية اظهرت استخدام غاز السارين المحظور، وقالت إنها سلمت نسخة من النتائج الى الامم المتحدة، داعية الى ضرورة معاقبة مستخدمي هذا السلاح الكيماوي. وتزامن ذلك مع تأكيد محققي الامم المتحدة ان لديهم «دوافع معقولة» للاعتقاد بأن السلاح الكيماوي استخدم في سورية على نطاق محدود.

في موازاة ذلك، قال البيت الابيض إن الولايات المتحدة ترغب في جمع ومراجعة مزيد من الأدلة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سورية. وصرح الناطق باسم الادارة جاي كارني ان الولايات المتحدة تعتقد بأن معظم الأسلحة الكيماوية لا تزال تحت سيطرة الحكومة وتشعر «بشكوك قوية» بشأن مزاعم استخدام المعارضة اسلحة كيماوية. وقال: «نحتاج المزيد من المعلومات».

وحث الناطق الحكومة السورية على انهاء حصار القصير والسماح بدخول امدادات الاغاثة من دون عائق. وقال: «نشعر بقلق عميق بشأن استمرار القتال في القصير»، مشيرا الى ان الحصار تسبب في وضع قاس هناك.

في هذا الوقت، حذر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من وجود اتجاه لدى الإدارة الأميركية لطرح حلول سياسية للأزمة في سورية بـ «سقف منخفض» وحملها مسؤولية «المساهمة في تدهور» الاوضاع، فيما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نية بلاده في تزويد نظام الرئيس بشار الأسد صواريخ «اس 300»، مشدداً على أن اية محاولات لتدخل عسكري خارجي «محكوم عليها بالفشل».

ومن المقرر ان يبحث المجلس الوزاري العربي في القاهرة اليوم دخول «حزب الله» الى جانب قوات النظام في معركة مدينة القصير وغيرها في سورية واتخاذ موقف عربي موحد من مؤتمر «جنيف-2» الذي توقع ديبلوماسي غربي رفيع المستوى في الامم المتحدة تأجيل عقده الى الشهر المقبل.

وقال وزير الخارجية الفرنسي رولان فابيوس في بيان ان التحاليل التي اجراها مختبر فرنسي على عينات في حوزة باريس «تثبت وجود السارين» و «فرنسا باتت متأكدة من ان غاز السارين استخدم في سورية مراراً وفي شكل محصور».

وأوضح مصدر ديبلوماسي ان مصدر العينات هو حي جوبر في جنوب دمشق حيث شهد مراسلان لصحيفة «لوموند» في منتصف نيسان (أبريل) استخدام غازات سامة ونقلا عينات الى السلطات الفرنسية، اضافة الى مدينة سراقب في جنوب حمص (وسط) التي شهدت هجوماً مماثلاً في نهاية نيسان.

ولفت فابيوس الى انه سلم نتائج التحاليل صباح امس الى البروفسور اكي سيلستروم، رئيس بعثة التحقيق التي شكلها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وكلفها تحديد الوقائع في شأن المزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية.

وأجرى التحاليل مختبر فرنسي بتكليف من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية. وتابع فابيوس في البيان «قررنا ان نسلم فوراً بعثة الامم المتحدة المعنية العناصر التي في حوزتنا. سيكون من غير المقبول ان يفلت المسؤولون عن هذه الجرائم من العقاب».

وأوضحت مصادر فرنسية مطلعة على الملف ان بيان وزير الخارجية امتنع عن ذكر الجهة التي استخدمت غاز السارين لأن فرنسا ترى من الضروري ان تزور بعثة الامم المتحدة سورية لتحديد هذه الجهة وتقدم البراهين على ذلك، رغم تأكدها تماماً ان قوات النظام هي التي استخدمت السلاح الكيماوي.

وفي تقرير نشرته الثلثاء، قالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة ان «هناك دوافع معقولة للاعتقاد باستخدام كميات محدودة من منتجات كيماوية». وأشار المحققون الى اربعة حوادث تم خلالها استخدام هذه المواد لكن تحقيقاتهم لم تتح حتى الآن تحديد طبيعة هذه العناصر الكيماوية وانظمة الاسلحة المستخدمة ولا الجهة التي استخدمتها.

وقالت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق: «فوجئت كثيراً بالعنف وبقساوة الأعمال الإجرامية، لا سيما أعمال التعذيب. وهناك عامل آخر أثار قلقي أيضاً هو استخدام أطفال في المعارك وهم يتعرضون للقتل والتعذيب». وأضافت أن «المحاسبة ستحصل في كل الأحوال».

واتهم المحققون الجيش النظامي بارتكاب جرائم وأعمال تعذيب واغتصاب وأعمال أخرى غير إنسانية، كما اتهموا مجموعات المعارضة المسلحة بتنفيذ اعدامات خارج نطاق القانون. لكن «الائتلاف الوطني» رد بأنه «يتعهد محاسبة كل من تورط في خروقات أمام قضاء عادل»، مضيفاً: «لا مجال أبداً للمقارنة بين من يلقي أطناناً من المتفجرات كل يوم على شعب أعزل منتهجاً قتل الأطفال والنساء أسلوباً منظماً لقتل الثورة الشعبية، وبين من يحمل سلاحاً خفيفاً أو متوسطاً للدفاع عن هذا الشعب».

من جهة ثانية، أعلن «الائتلاف» أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول تأخر بلاده في التدخل وتحذيره من مخاطر تفكك سورية «محاولة لتمهيد الطريق أمام طرح حلول ذات سقف منخفض على رغم أن بلاده ساهمت في تدهور الوضع السوري باعترافه»، مضيفاً: «أن وضع كل رهانات المجتمع الدولي في سلة الحل السياسي من دون ضمان وقف آلة القتل، لن يشجع نظام الأسد على متابعة القتل فحسب، بل سيساهم في إضعاف (الحل السياسي) فاتحاً بذلك المجال أمام احتمالات لن تكون في مصلحة أحد».

في المقابل، عكست نتائج القمة الروسية – الأوروبية أمس، اتساع الهوة بين الطرفين حول سورية. وأكد الرئيس بوتين في مؤتمر صحافي في اختتام اعمال القمة ان موسكو لم تبدأ بعد بتنفيذ بنود الاتفاق الموقع مع دمشق لتزويدها «صواريخ «اس-300»، لكنه تعمد التشديد على عزم بلاده مواصلة تنفيذ التزاماتها «وفقاً لعقود موقعة في وقت سابق ولا تنتهك القوانين الدولية».

وحض بوتين الأوروبيين على الامتناع عن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، ووصف القرار الأوروبي الأخير الذي يفتح المجال لتزويدها بالسلاح بأنه «يبعث على الخيبة»، معتبراً ان أية محاولات للتدخل الخارجي في سورية «محكوم عليها بالفشل».

في المقابل، اكد رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي إن «الموقف الأوروبي الثابت بأن لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية»، وشدد على عزم الاتحاد الأوروبي مواصلة التعاون مع روسيا.

وعشية الاجتماع الوزاري العربي، قال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي لـ «الحياة» أن الاولوية «تكمن حالياً في كيفية وقف مسلسل القتل بخاصة بعد دخول أطراف غير سورية على الخط ومشاركتها في العمليات العسكرية. وهذا يشكل تطوراً ومنحى لا نعرف مدى خطورته وعواقبه على سورية ودول الجوار وخصوصاً لبنان».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مقاتلاً من الكتائب المسلحة المعارضة قتل امس خلال اشتباكات مع القوات النظامية وعناصر «حزب الله» في شمال القصير التي تعرضت لقصف صاروخي عنيف.

وفي دمشق، سقطت خمس قذائف على منطقة العدوي قرب السفارة الروسية ومركز امني وأدت الى جرح عسكري وقتل آخر، وذلك بعد ساعات على إطلاق معارضين قذائف هاون على مكتب شخصية فلسطينية موالية في حي الفيلات الغربية جنوب العاصمة.

وقتل عشرة على الاقل من مقاتلي المعارضة في قصف الطيران الحربي على محيط حاجز «البرنس» في بلدة النعيمة في ريف درعا جنوب البلاد، الذي كان سيطر عليه «الجيش الحر» قبل ايام.

وفي الامم المتحدة، خيمت «التعقيدات» على جهود الإعداد لمؤتمر «جنيف-2» مما جعل ديبلوماسيين يرجحون عدم انعقاده «قبل العاشر من تموز (يوليو) المقبل» بسبب «صعوبات كبيرة» تواجهه.

ويصل الى جنيف اليوم رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان ممثلاً الأمين العام بان كي مون، الى جانب الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي لعقد «اجتماع تحضيري ثلاثي» مع نائبي وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا.

وذكر ديبلوماسيون إن الاجتماع التحضيري «سيظهر مدى التقدم في التحضير للمؤتمر» وإنه يهدف الى «البحث في تسلسل الخطوات التي ستقود اليه والأولويات التي ستسمح بانعقاده». وأشار هؤلاء الى أن «التحضيرات الجارية تتسم بالتعقيد، لكن الولايات المتحدة لا تزال مصرة على عقده».

بريطانيا: لدينا عينات “فيزيولوجية” على استخدام السارين في سورية

لندن – ا ف ب

اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية ان “المملكة المتحدة لديها عينات فيزيولوجية تؤكد استخدام غاز السارين في سورية”، على الارجح من قبل نظام بشار الاسد.

وقال المتحدث “حصلنا على عينات فيزولوجية من سورية جرى فحصها” في انكلترا و”اثبتت المواد التي تم الحصول عليها من سورية وجود غاز السارين”، مضيفاً “حسب تقديراتنا فان استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية يرجح جداً ان يكون من فعل النظام”.

ايران تهنىء بسقوط القصير

طهران – ا ف ب

هنأت ايران “الجيش والشعب السوريين” اثر “الانتصار على الارهابيين” في القصير كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.

وقال عبد اللهيان ان طهران “تهنىء الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير” وذلك رداً على اعلان سقوط هذه المدينة الاستراتيجية في شمال غرب سورية، في ايدي الجيش اثر هجوم استمر اكثر من اسبوعين بدعم من “حزب الله” اللبناني.

المعارضة السورية: سقطت القصير من أيدينا

بيروت – ا ف ب

اكد ناشطون سوريون معارضون على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت سقوط مدينة القصير وسط سورية، بعد ان اعلن الاعلام الرسمي السوري واعلام “حزب الله” اللبناني انسحاب مقاتلي المعارضة من المدينة.

وجاء في بيان للهيئة العامة للثورة السورية نشر على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، “نعم اخواني انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال. ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى”، في اشارة الى ان “مقاتلي المعارضة تمكنوا من اخراج المدنيين من المدينة التي كانت محاصرة منذ اكثر من سنة والتي شهدت معارك طاحنة على مدى اكثر من اسبوعين”.

وقال البيان “ليسوا بالفرّار ولكنهم الكرّار، لله دركم يا مجاهدي القصير، والله قد أتعبتم من خلفكم”.

واضاف ان “تحالف الجيش السوري وحزب الله صب على مدى ثلاثين يوماً جحيم حقده، راجمات وهاون وطيران ومدفعية”، ما تسبب بـ”مئات الشهداء وآلاف الجرحى وحصار خانق ونقص في كل مستلزمات الحياة”.

وتابع “في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات، وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره، هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى فتح ممرات إنسانية للمدنيين”.

واوضح ان “مطلب المقاتلين كان فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين”، مشيراً الى ان “هذا الامر تحقق”، من دون معلومات اضافية.

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “مقاتلي المعارضة صمدوا حتى الرمق الأخير”، وانهم انسحبوا من المدينة “بسبب نقص الذخيرة”.

واشار الى ان “مجموعات من المقاتلين انسحبت في اتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية في الريف الشمالي للقصير”، في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، وهي ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية.

ادريس: سنحارب “حزب الله” في لبنان رداً على القصير

بريطانيا – يو بي أي

تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم ادريس، بمحاربة “حزب الله” داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه يخسر الحرب على الرغم من الإنتكاسات الأخيرة وسيطرة الجيش السوري على مدينة القصير.

وقال اللواء ادريس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن “مقاتلي حزب الله يغزون سورية ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئاً لوقفهم”.

واعلن التلفزيون الرسمي السوري في وقت مبكر اليوم، أن “القوات الحكومية استعادت السيطرة الكاملة على مدينة القصير”، بعد نحو اسبوعين من القتال مع من وصفهم بـ”الإرهابيين”.

واضاف اللواء ادريس أن المعارضة السورية “لن تقبل بأي دور للرئيس بشار الأسد في سورية ما بعد الأزمة، وإذا كان ثمن السلام يعني بقاءه في السلطة، فنحن لا نحتاج إلى هذا النوع من السلام”.

وقال إنه “طلب من قادة الجيش السوري الحر، بمن فيهم المتواجدون بالقرب من مدينة القصير، محاربة مقاتلي حزب الله داخل سورية فقط، لكن هناك أعداداً كبيرة جداً منهم داخل سوريا في القصير وإدلب وحلب ودمشق، وفي كل مكان في البلاد”.

واضاف أن مقاتلي حزب الله “يغزون الأراضي السورية، وعندما يستمرون في القيام بذلك والسلطات اللبنانية لا تتخذ أي اجراء لمنعهم من القدوم إلى سوريا، اعتقد بأن ذلك سيسمح لنا بمحاربتهم داخل الأراضي اللبنانية”.

وفيما أبدى ثقته بأن قوات المعارضة المسلحة “ستكسب المعركة ضد النظام السوري”، أقرّ إدريس بأن المعركة “ستستمر لسنوات عديدة ستشهد سقوط المزيد من الشهداء والدمار من دون دعم أصدقائنا في الدول الغربية والولايات المتحدة”.

وكان اللواء ادريس حذّر من فشل ما وصفها بالثورة ضد نظام الرئيس الأسد ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من قبل بريطانيا ودول غربية أخرى، وقال لصحيفة “ديلي تليغراف”، الثلاثاء، إن بريطانيا “لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا”.

بنان: تحذيرات من وصول طرابلس إلى الهاوية

بيروت – «الحياة»

بلغ الوضع الأمني في طرابلس، شمال لبنان، مرحلة خطيرة مع إعلان نواب وفاعليات فيها أن المدينة «ستكون مضطرة للدفاع عن نفسها»، «بعد هدنة 48 ساعة» طالب الجيش والقوى الأمنية خلالها بردع «الحالة المسلحة الشاذة في منطقة بعل محسن»، فيما دعا زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تصريح الى «الحياة» الى حسم الوضع في طرابلس مطالباً بـ «عدم إبقاء أي حي أو منطقة مقفلة في وجه الجيش والقوى الأمنية الشرعية».

وإذ رأى الحريري أن «هذا الوضع في المدينة لن يستمر مهما كلّف الأمر وأن التساهل مع الذين يعتدون على أهلنا أوصلنا الى هذا الوضع المأسوي»، قال إن «الدولة مسؤولة عن سلامة المدينة ويجب أن تسارع الى تعطيل مرابض الفتنة وشل قدرات الأدوات التي تعمل على استيراد الحريق السوري الى لبنان».

وفي الساعات الأولى من مساء أمس، بدأت وحدات في الجيش اللبناني انتشاراً في أحياء جبل محسن وتمركز بعض الجنود على أسطح بعض الأبنية فيها للحؤول دون عمليات القنص، بحسب ما أعلن مصدر في الحزب العربي الديموقراطي، الميليشيا المتحصنة في المنطقة، بعد أن كان «اللقاء الوطني الإسلامي» الذي يضم نواباً طرابلسيين وشماليين ورجال دين من طرابلس اتهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمؤسسة العسكرية بأنهم يبدون «كأنهم متواطئون مع النظام السوري والإيراني عبر العصابة المسلحة المتحصنة في ثكنة الأسد في بعل محسن».

وفيما كانت أعمال القنص وإطلاق النار استؤنفت قبل الظهر بين منطقتي بعل محسن ذات الأكثرية العلوية وباب التبانة ذات الأكثرية السنية وطاولت أحياء أخرى في عاصمة الشمال، قال وزير الداخلية مروان شربل في المقابل إن «رغبة وزراء ونواب طرابلس في طيّ هذا الملف تعترضها صعوبات بعدما خرج المتقاتلون عن طاعة بعض الفاعليات على طريقة لما اشتد ساعده رماني».

وبينما أكد الوزير شربل أن الأحداث السورية تنعكس سلباً على لبنان، خصوصاً على طرابلس، أكد مرجع أمني رفيع لـ «الحياة» أن الوضع الأمني في طرابلس «أوشك على الانفجار وأخذ يقترب من الهاوية وهذا يستدعي اتخاذ قرارات جريئة وفوق العادة لتدارك المأساة لأن الإجراءات والتدابير الروتينية لم تعد كافية لإعادة الهدوء والاستقرار إليها».

واستأثر وضع المدينة بالمشهد السياسي الداخلي فربط بعض الأطراف التدهور الأمني فيها بمجريات الأزمة السورية فيما ربطه البعض الآخر بالطعن الذي تقدم به كل من الرئيس سليمان وكتلة «التيار الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون بقانون التمديد للبرلمان.

وناشد رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية بالإنابة جورج صبرا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «الإسهام في فتح ممرات لإخراج الجرحى من مدينة القصير السورية الى المناطق اللبنانية أو السورية وإلا تكون مجزرة تلطّخ تاريخنا وتخرّب علاقاتنا لفترة طويلة» مقدراً أن يكون «هناك أكثر من ألف جريح 400 منهم في حالة حرجة». وأضاف صبرا: «إنه نداء وطني سوري الى وطني لبناني. آمل ألا تفوتوا الفرصة ولا تسمحوا بإغلاق جميع الأبواب بيننا».

وكان العماد عون اتهم نواب طرابلس بأنهم هم من ربوا المسلحين فيها، بينما رأى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أنه «آن الأوان لبعض الساسة في المدينة وبعض الأطراف الداخلية والخارجية الأخرى للإقلاع عن عملها المتواصل في التسليح والتمويل المنظم لبعض الأحزاب والميليشيات وقادة المحاور داعياً لاحتضان الجيش اللبناني».

وكانت مصادر مطلعة على موقف الرئيس سليمان ردت على مطالبته والجيش بموقف حازم حيال ما يجري في طرابلس، بالتأكيد أنه سعى على الدوام الى تأمين الدعم المعنوي والسياسي للجيش والقوى الأمنية الأخرى سواء في مجلس الوزراء أو مجلس الدفاع الأعلى. وأضافت: «صحيح أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة لكن وضع الخطط الأمنية مناط بالقادة الأمنيين الذين هم أكثر قرباً الى الواقع على الأرض وهم يقومون بدورهم للجم التدهور الأمني في المدينة». وشددت المصادر على أن القرار السياسي بوقف الاشتباكات، والتغطية السياسية من قبل سليمان مؤكدان للجيش الذي لن يتردد في الحؤول دون سقوط ضحايا جراء الفلتان، لكن المشكلة في وجود بيئة حاضنة للمجموعات المسلحة المتنازعة من الجانبين في الدعم المعنوي والمادي لها.

من جهة أخرى، أفادت المعلومات الواردة من طرابلس مساء أن الجيش بدأ إزالة الدشم في بعض أحياء جبل محسن، وقام بمداهمات لبعض المنازل. واعترض الحزب العربي الديموقراطي على انتشار الجيش، بينما أفادت معلومات شبه رسمية أن الجيش سينتشر في مناطق باب التبانة بعد انتهاء تمركزه في جبل محسن، إلا أن رصاص القنص لم يكن توقف مساء أمس.

مدنيو القصير محاصرون بـ”لا معبر

بيروت – رويترز

تحاول القوات الحكومية سحق مقاومة مقاتلي المعارضة في بلدة القصير السورية المحاصرة، وهو أمر لا يدع للمدنيين تحت الحصار غير الاختيار بين الاحتماء من القنابل وبين التعرض للخطر مسافة 100 كيلومتر سيراً على الأقدام طلباً للسلامة.

وقالت كبيرة المتحدثين باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنغ في إفادة للأمم المتحدة في جنيف “القصير نفسها توصف بأنها مدينة أشباح فقد تعرضت لدمار شديد وتضج بدوي القنابل. الناس يختبئون في مخابيء بل وفي حفر حفروها. أبلغتنا امرأة انها قضت أسبوعاً مع أطفالها في حفرة بالأرض”.

ويشير صندوق الأمم المتحدة لرعاية الأطفال (يونيسيف) ان “عدد سكان القصير القريبة من الحدود اللبنانية كان يقدر بنحو 30 ألف نسمة قبل الحرب. وهي من النقاط التي تتركز حولها الحرب الان نظرا لوضع الاستراتيجيي إذ يحتاجها كل من الجانبين لتأمين طرق امداداته”.

وقال نشطاء ان “القوات السورية أطلقت صواريخ أرض أرض وشنت سلسلة غارات جوية على القصير اليوم الثلاثاء بعد ان طال القتال حول البلدة أسبوعين ودخل أسبوعا ثالثا”.

وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وعناصر “حزب الله” في وقت سابق تباطأت عند محاولتها السيطرة على الحي الشمالي في البلدة.

ويقول مقاتلون من الجانبين ان “التقدم تباطأ حتى بلغ بضعة مترات فقط في الأيام القليلة الماضية ويتحدثون عن أسباب متضاربة لذلك”.

والمعارضون يقولون ان “تعزيزات المعارضة اخترقت حصار القصير وأرسلت مئات المقاتلين الامر الذي منح مقاتلي المعارضة دعما معنويا”. ويضيفون انهم تمكنوا من “الاستيلاء على بعض الدبابات والذخائر”، وصدوا بضع محاولات لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

وقال مقاتل من قوات المعارضة يدعى أبو طارق عبر “سكايب” سـ”نواصل القتال بإذن الله. إن سمعتم في الأخبار ان القصير سقطت فلتعرفوا انه لم يبق فيها مقاتل واحد وان الجميع استشهدوا”.

واضاف “لن نقوم بتراجع استراتيجي كما فعلت المعارضة في معارك سابقة. سنثبت حتى آخر رجل”.

وقالت مصادر قريبة من قوات الأسد ان “الجيش ومقاتلي حزب الله أقاموا أرصفة على نهر العاصي لتسريع حركة قواتهم”.

واضافت ان “التقدم البطيء كان مخططا وليس خسارة للقوة الدافعة”. وقام مقاتلو المعارضة بتلغيم معظم المباني والشوارع في المناطق التي تحاول قوات الأسد اجتياحها.

وقال المسؤولون السوريون انهم يقاتلون ارهابيين في البلدة واتهموا نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان التي قالت قبل المعركة ان أهل البلدة يخافون ان يتعرضوا للقتل بأنها “تتخيل” مذبحة.

وعبر مقاتل معارض طلب عدم ذكر اسمه عن خوفه من “تكرار ما جرى في بابا عمرو”، وهو حي في مدينة حمص طوقته القوات الحكومية لشهور قبل ان تجتاحه وتجبر مقاتلي المعارضة على الانسحاب.

وقال “اذا نجح النظام في الدخول كما حدث في بابا عمرو فسنرى مئات القتلى وتهدم المباني. في تقديرنا سيحاول النظام اجتياح الجزء الشمالي بالقصير في نهاية الأسبوع تقريبا”.

وذكر بعض المقاتلين المعارضين انهم شاهدوا قوات الأسد توزع أقنعة واقية من الغاز لكن لم يتوفر دليل يؤكد هذا الزعم.

وقالت فليمنغ ان “لاجئين من القصير بدأوا يصلون الى بلدة عرسال اللبنانية بعد أن مشوا على أقدامهم نحو 100 كيلومتر. ووصل آخرون الى الأردن بعد 15 يوما من مغادرتهم القصير”.

واضافت فليمنغ “حدثونا عن الصعوبة البالغة لرحلتهم. يقال ان المقاتلين يستهدفون الناس أثناء فرارهم. هناك نقاط تفتيش في كل مكان. ليس هناك طريق للخروج من القصير يمكن اعتباره آمنا”.

وقالت “بوسعنا ان نؤكد ان غالبية من فروا نساء وأطفال وهذا نذير خطر اذ يقولون ان الهرب مع الرجال غير آمن لانهم أكثر عرضة للاعتقال أو القتل عند نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطريق”.

واضافت ان “آخرين لم يتجاوزوا قرى مجاورة للبلدة مثل قارا ونبق وحصية ويعتقد ان ما بين 700 و1500 مدني جريح ما زالوا في القصير”.

ودعا قادة المعارضة الى “انشاء ممر آمن للسماح للمدنيين بالفرار من القصير الى لبنان”.

وقال جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني المعارض ان “هناك ما يزيد على ألف جريح في القصير بينهم 400 حالتهم خطيرة وبعضهم ينزفون منذ أيام”.

وأضاف ان “البلدة تخلو من الامدادات الكافية للحفاظ على حياة السكان وان حياتهم عرضة لخطر شديد اذا تأخر وصول الاغاثة”.

قائد عسكري سوري: سنرفع راية الحسين في مطار منغ

لندن – «الحياة»

قدم قائد العمليات العسكرية في حلب العميد محمد خضور وعوداً وإغراءات إلى شباب بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين للمشاركة في العمليات العسكرية لفك الحصار عن مطار «منغ» العسكري في ريف حلب، شمال البلاد. وخاطبهم: «سنرفع راية الحسين في منغ، وسنقاتل تحت راية الحسين»، واعداً أن تصبح البلدتان «عاصمة للريف الحلبي» محصنتين بالدبابات والعتاد.

وبث ناشطون شريط فيديو يُظهر العميد خضور متوسطاً محافظ حلب محمد وحيد عقاد وأمين فرع حزب «البعث» هلال هلال وقادة من الجيش النظامي والحرس الجمهوري وهو يتحدث الى مئات الشبان من بلدتي نبل والزهراء اللتين تضمان نحو 30 الف مواطن شيعي وسط ريف حلب الذي تقطنه غالبية سنية.

وبدأ اللقاء بهتافات لنحو 1500 شاب، بينها «لبيك يا حسين»، وعندما رد عليهم العميد خضور «سنرفع راية الحسين في (مطار) منغ وسنقاتل تحت راية الحسين»، هتف هؤلاء: «هيهات منا الذلة».

وعُين العميد خضور الضابط في الحرس الجمهوري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي رئيساً للجنة الأمنية في حلب التي تضم قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية في المدينة.

وقال خضور في الفيديو: «يجب ألاّ تخافوا وألاّ تترددوا. المكتوب سيصير، وسنصل الى منغ»، وأن عناصر الوحدات العسكرية المحاصَرة من الكتائب المسلحة للمعارضة «يستغيثون ويريدون رجال (بلدتي) نبل والزهراء لإنقاذهم»، فرد الشباب: «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، وسُمع في الفيديو أحد الحاضرين يقول في تعليق جانبي: «ليس هناك جندي فاشل، بل قائد فاشل أو ناجح»، وتساءل آخر: «هل سيكون (خضور) قائداً معنا و(قوات) الدفاع الوطني ليست جاهزة».

وطلب خضور من الحاضرين تنظيم أنفسهم، لأن الحرب «ليست مغامرة»، بحيث ينتظمون في مجموعات تضم كل واحدة مئة شخص بقيادة ضابط من الضباط المرافقين، والبالغ عددهم نحو 300. ووعد بحل مشاكل الشباب وأهالي البلدتين، بحيث يعيَّن كل واحد منهم في مؤسسات الدولة أو يمنحه زيادة 50 في المئة على راتبه الشهري، إضافة إلى حل جميع مشاكل المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية ونقل الجرحى بطائرات مروحية من حلب إلى البلدتين. وقال: «جميع القرارات عندي»، مشيراً إلى أن بلدتي نبل والزهراء ستصبحان «عاصمة ريف حلب».

وتابع خضور: «سنكتب ملامح بطولة نبل والزهراء وسنحرر منغ وسنجلب قسماً من العتاد إلى نبل والزهراء وسنحميهما بالدبابات ثم ننتقل الى الهجوم على حلب وفتح الطريق إليها ليعم الخير على هذه البلدات».

فرنسا تأكدت من استخدام دمشق الكيميائي

إدريس يهدّد بـ”توسيع” الحرب إلى لبنان

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

عادت مسألة استخدام السلاح الكيميائي في سوريا امس الى الواجهة، إذ اعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي ألفتها الامم المتحدة في تقرير لها ان  “جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية باتت حقيقة يومية في سوريا”، مشيرة الى استخدام اسلحة كيميائية وارتكاب مجازر واللجوء الى التعذيب. وبعد صدور التقرير بساعات، اعلنت فرنسا ان التحاليل المخبرية التي اجرتها اثبتت استخدام الحكومة السورية غاز السارين قي القتال، وحذرت من    انه بعد الان “باتت الخيارات مطروحة”. بيد ان واشنطن  أبرزت الحاجة الى مزيد من الادلة للتثبت رسمياً من استخدام غاز السارين. واستبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اي تحرك دولي للتدخل العسكري في روسيا بالتحذير من ان مثل هذا التحرك محكوم عليه بالفشل، وكشف ان روسيا لم تسلم سوريا بعد صواريخ ارض-جو من طراز “اس-300”. وسبق لاسرائيل ان حذرت موسكو من الاقدام على خطوة كهذه ترى انها ستكون مخلة بالتوازن العسكري في المنطقة. (راجع العرب والعالم)

وفي مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي، صرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: “ليس لدينا ادنى شك في ان الغازات قد استعملت…  وخلاصة المختبر واضحة: غاز السارين موجود”، وذلك استناداً الى عينات حملها مراسلان لصحيفة “الموند” من منطقتين في سوريا. واضاف: “في الحالة الثانية (التي حللتها فرنسا) مما لا شك فيه ان النظام والمتعاونين معه” هم المسؤولون عن استخدام غاز السارين.

واعتبر ان “ثمة خطاً تم تجاوزه من دون ادنى شك. نبحث مع شركائنا في ما ينبغي القيام به وكل الخيارات باتت مطروحة. اما نقرر عدم التحرك واما نتحرك بما في ذلك في شكل مسلح في المكان الذي تم فيه انتاج الغاز وتخزينه، ألا أننا لم نصل بعد الى هذه المرحلة”.

لكنه اضاف: “يجب التحرك وفي الوقت عينه عدم عرقلة المؤتمر المحتمل حول السلام”، في اشارة الى مؤتمر جنيف-2 الذي دعت اليه واشنطن وموسكو لجمع اطراف النزاع السوريين الى طاولة واحدة.

وفي واشنطن، علق الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني على ما أدلى به فابيوس فقال: “علينا ان نزيد مجموعة الادلة التي لدينا … قبل اتخاذ قرار علينا ان نجري مزيدا من التحقيقات… ملاحظتي انه بحسب المعلومات الفرنسية … من الضروري القيام بمزيد من العمل لتحديد هوية المسؤول عن استخدام (هذا الغاز) والكميات المستخدمة وجمع مزيد من التفاصيل عن ظروف استخدامها”.

من جهة اخرى قال كارني ان الولايات المتحدة “قلقة جدا” من مواصلة المعارك في مدينة القصير “وتدين قتل المدنيين على أيدي قوات الاسد وحلفائها وبينهم مقاتلو حزب الله”. ودعا الحكومة السورية “الى وضع حد لحصارها ولهجماتها على مدنيين والافساح في المجال للمدنيين لمغادرة القصير بسلام والسماح بالدخول الفوري ومن دون عوائق للعاملين في المجال الانساني” الى هذه المدينة. وأضاف ان واشنطن “قلقة من اعمال العنف التي وصلت الى لبنان”، وان الامين العام لـ”حزب الله ” حسن نصر الله “يعرض استقرار لبنان وامن اللبنانيين للخطر لحماية نظام بشار الاسد”.

واكد مسؤول اميركي ان نشر صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ ومقاتلات “ف-16 ” اميركية في الاردن قد يمتد الى ما بعد المناورات المقبلة.

ويعقد اليوم في جنيف اجتماع يضم الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ومسؤولين اميركيين وروس للاعداد لمؤتمر جنيف-2.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موعد المؤتمر  لن يحدد الا بعد التوصل الى اتفاق على المشاركين فيه.

   تقدم في القصير وجوبر

على الصعيد الميداني، قال مسؤول في مكتب محافظ حمص طلب عدم ذكر اسمه لوكالة “الاسوشيتد برس” ان الجيش النظامي يدعمه مقاتلو “حزب الله”، “يقترب من النصر” في القصير بعد ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم على المدينة الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان.

وأضاف أن القوات النظامية تتقدم من شرق المدينة وجنوبها حيث تلاقي بعض جيوب المقاومة في طريقها.

ولاحقاً، بث التلفزيون السوري الرسمي ان القوات النظامية سيطرت “سيطرة كاملة” على الشطر الجنوبي الغربي من المدينة “وقضى على بقايا الارهابيين هناك”، في إشارة الى مقاتلي المعارضة.

وقال الطبيب قاسم الزين الذي ينسّق العلاجات الطبية في القصير، ان القوات النظامية تقصف الاجزاء الغربية من المدينة بالمدفعية لدى تقدمها الى وسطها. وأوضح عبر خدمة “سكايب” من داخل المدينة، أن القوات النظامية تقترب من المنطقة التي يعمل فيها داخل مستشفى ميداني. وأشار الى أن مقاتلي المعارضة يقاومون، لكنهم لا يستطيعون مجاراة القوة النارية للقوات النظامية. واضاف ان الاطباء يعالجون الجرحى في 50 منزلاً مهجوراً تحولّت مستشفيات ميدانية منذ بدء الهجوم على المدينة في 19 أيار. وقد حوّلت أربعة منازل غرف عمليات. وأشار الى ان الاطباء خزّنوا مواد طبية، لكنهم يفتقرون الآن الى المضادات الحيوية وأدوية التخدير والاوكسيجين.

واستناداً الى قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها، تمكنت القوات النظامية من الوصول الى وسط القصير والسيطرة على مبنى البلدية فيها.

وفي جبهة أخرى، أوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان القوات النظامية دفعت مقاتلي المعارضة الى الخلف في حي جوبر على الطرف الشمالي لدمشق.

لكن مسؤولاً حكومياً سوريا، قال ان أربع قذائف هاون سقطت قرب السفارة الروسية الكائنة في حي المزرعة بدمشق، مما الى مقتل شخص وجرح عدد آخر. وسقطت القذائف على مسافة 150 متراً من مبنى السفارة. وقالت وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية ان اربعة مدنيين وأربعة رجال شرطة بينهم اثنان يحرسان السفارة أصيبوا بجروح، فيما لم يصب أحد من العاملين في السفارة.

ادريس يهدد

ووجه رئيس أركان المجلس الاعلى لـ”الجيش السوري الحر” العميد سليم ادريس رسالة مؤرخة 3 حزيران 2013 الى اعضاء مجلس الامن، جاء فيها ان “حصار القصير يشتد فيما تواصل قوات حزب الله المدعومة من ايران التدفق عبر الحدود اللبنانية – السورية”. وقال في الرسالة التي حصلت “النهار” على نسخة منها، ان “المدنيين الـ 40 ألفاً محاصرون في منازلهم بينما يستمر هجوم النظام”. واذ اعتبر ان روسيا “تعرقل الجهود الدولية لتخفيف معاناة المدنيين”، طالب موسكو “بسحب عرقلتها التدخل الدولي”. وأفاد ان “حزب الله يوسّع اجتياحه لسوريا وهو موجود الآن بعدد كبير في حلب بالاضافة الى مناطق في شرق دمشق وغربها”، متخوفاً “من ان هذا التورّط غير القانوني لهذه الميليشيات الطائفية سيؤدي الى زعزعة المنطقة”. وطالب مجلس الأمن باتخاذ “موقف حازم ضد هذا العدوان”. كما طالب بممارسة “ضغط دولي على الحكومة اللبنانية لاتخاذ اجراءات تزيل حزب الله من الارض السورية والا سنكون مرغمين على القتال ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد الاجرامي في حرب موسعة عبر الحدود”.

بوتين: لم نسلم سوريا صواريخ «اس 300» أي تدخل عسكري خارجي مصيره الفشل

أنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، كل الجدل الدائر حول منظومة صواريخ «أس 300»، وأعلن أن موسكو «لم تسلم بعد» الصواريخ إلى سوريا، مؤكداً أنها لا تريد «الإخلال بميزان القوى» في المنطقة، ومحذراً في الوقت ذاته من أي تدخل أجنبي في سوريا، معتبراً أن ذلك سيكون مصيره «الفشل».

وقال بوتين، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو في ختام قمة روسيا – الاتحاد الأوروبي في مدينة ايكاتيريبورغ الروسية، «أؤكد مرة جديدة أن أية محاولة للتأثير على الوضع في سوريا بالقوة عبر تدخل عسكري مصيرها الفشل، وستؤدي إلى عواقب إنسانية كبرى».

وشدد على أن «العقود الموقعة مع سوريا كافة تتماشى مع القانون الدولي»، مضيفاً «في ما يخص صواريخ أس 300، فإنها من أفضل المنظومات المضادة للطيران في العالم. إنها سلاح متطور. نحن لا نريد الإخلال بميزان القوى في المنطقة. لقد تم التوقيع على العقد (بشأن توريد «إس 300» الى سوريا) منذ عدة سنوات ولكنه لم ينفذ بعد». وأعلن أن «توريدات الأسلحة الروسية إلى سوريا تجري وفق عقود شفافة معترف بها دولياً، ولا تنتهك أية قواعد دولية».

وبشأن قرار الاتحاد الأوروبي رفع حظر توريد الأسلحة إلى المعارضين السوريين، قال بوتين إنه «يبعث على الخيبة»، موضحاً أن «أعضاء الأمم المتحدة اتفقوا مؤخراً على مشروع بريطاني لاتفاقية دولية تنص على حظر توريد الأسلحة إلى ميليشيات غير حكومية عبر العالم. ننطلق من أن جميع أعضاء الأمم المتحدة سينضمون إلى هذه الاتفاقية، وسيبدأون منذ اليوم الالتزام بالقواعد والمبادئ التي اقترحها زملاؤنا البريطانيون». وذكر بأن «الاتحاد الأوروبي أيضاً سبق وأن اتفق على وثيقة تمنع توريد الأسلحة الى مناطق النزاعات في العالم».

وتناول بوتين بتهكم سلامة المشاركين الروس في مؤتمر حول سوريا وهم يجلسون امام مسلحين سوريين معارضين «يذبحون ويأكلون» أعداءهم. وقال ان «شبكات التلفزة اظهرت عناصر في المعارضة المسلحة يذبحون أعداءهم القتلى ويأكلون اعضاءهم. آمل ألا يحضر مثل هؤلاء الى جنيف 2، لأنه إن حصل سيصعب عليَّ تأمين سلامة المشاركين الروس، وسيكون من الصعب المشاركة في العمل معهم».

وقال رومبوي، من جهته، إن «الموقف الأوروبي الثابت أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية». وأعلن «عزم الاتحاد الأوروبي مواصلة التعاون مع روسيا بشأن التسوية في سوريا». وأضاف إن «الدول الأوروبية ترحب بالمبادرة الروسية – الأميركية لعقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة السورية في جنيف».

وقال باروسو إن «ما يحصل في سوريا اليوم هو وصمة على ضمير الانسانية».

وربط بوتين نجاح حوار الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي باستعداد الطرفين لمراعاة مصالحهما المشتركة، مشدداً على شفافية التعاملات التجارية. وشدد على ضرورة أن تبلغ دول الاتحاد الأوروبي روسيا بالإجراءات التي تتخذها لتطبيع الوضع الاقتصادي في منطقة اليورو.

من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش أن «موسكو تعارض نشر أسلحة لدول أجنبية في البلدان المجاورة لسوريا»، وذلك بعد ساعات من إعلان واشنطن إرسال منظومات «باتريوت» إلى الأردن.

وقال «نذكر أن المواصفات الفنية لهذه البطاريات التي سبق وأن نشرت في تركيا مع بداية السنة الحالية، تقارن بمواصفات منظومة أس 300. كما ترابط هناك مقاتلات تابعة لحلف شمال الأطلسي. ولقد أعلنا عن موقفنا من ذلك مرات عديدة. إن الذي يجري هو ضخ الأسلحة الأجنبية إلى هذه المنطقة المستعرة من العالم».

وأضاف «علينا أن نشير إلى أن نشر هذه البطاريات يتم بالقرب من الحدود السورية، حيث يستمر النزاع المسلح منذ سنتين، والذي تحاول روسيا بالاشتراك مع الشركاء الأميركيين وقفه وعقد المؤتمر الدولي بشأن تسويته سلمياً».

(«نوفوستي»، «روسيا اليوم»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

اجتماع أميركي ـ روسي ـ أممي: «خريطة طريق» لمؤتمر جنيف

محمد بلوط

إذا ما صدق  تقرير داخلي للأمم المتحدة في جنيف، فالأرجح أن تنعقد طاولة المفاوضات السورية الأولى في العاصمة السويسرية يوم الاثنين الثامن من تموز المقبل.

وقال مصدر ديبلوماسي غربي في جنيف  لـ«السفير» إن دوائر المقرّ الأممي في جنيف تعمل على ترتيب الاجتماع السوري، في الثامن من تموز، بعد تلقيها إشارات أولية من الدائرة السياسية في الأمم المتحدة في نيويورك، للبدء باتخاذ الترتيبات اللوجستية والأمنية الضرورية لذلك.

وجاء ذلك، فيما عزّزت القوات السورية من ضغطها على المسلحين المتحصّنين في القصير. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في محافظة حمص قوله إن «القوات السورية أعادت الأمن إلى الحيين الجنوبي الغربي والجنوبي في القصير، فيما تدور اشتباكات عنيفة مع المسلحين وسط المدينة». (تفاصيل صفحة 14)

ويبدأ عند الحادية عشرة من صباح اليوم اجتماع روسي ـــ أميركي ـــ أممي، في جنيف، يذلل العقبات الأخيرة التي لا تزال تعترض سبيل اللقاء السوري. ويضمّ الاجتماع السويسري المشرفين الروسيين على الملف السوري، نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف، احد صقور الإدارة الروسية وأكثرهم تشدداً في التعامل مع هذا الملف، وميخائيل بوغدانوف مساعد وزير الخارجية للشرق الأوسط وأحد أكثر الديبلوماسيين الروس معرفة بتطورات النزاع والمعارضة والنظام السوريين.

ويتزامن الاجتماع أميركياً، مع تغيير في الطاقم الديبلوماسي الذي يجلس قبالة الروسيين، لتحقيق انسجام حقيقي في اتجاه وزارة الخارجية الأميركية، نحو مقاربة مختلفة للأزمة في سوريا، تراهن على احتمالات الحل السياسي بالشراكة مع روسيا «بعد التأخر في مقاربة هذا الملف»، كما قال وزير الخارجية جون كيري. ويخرج مايكل بيرنز، وروبرت فورد من التحضيرات لمؤتمر جنيف، تمهيداً لانتقاله نحو مهمة أخرى، وتجلس مكانه مقرّبة من كيري لإدارة الملف مع الروس هي نائبته اليزابيت جونز، وتعضدها مديرة الشؤون السياسية في الخارجية الأميركية ويندي تشرمان، التي تمسك في الوقت ذاته بملف المفاوضات النووية مع إيران، تدليلاً على مقاربة مزدوجة، لملفين سعى الغربيون كثيراً للفصل بينهما بحجة الخوف من تسلّق طهران المناسبة السويسرية، لفرض شروطها في الملف النووي. ويحضر أميركي آخر ممثلاً الأمم المتحدة، هو جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، برفقة المبعوث الأممي العربي، رغماً عنه، الأخضر الإبراهيمي.

واستبق وزير الخارجية سيرغي لافروف لقاء جنيف بالإعلان عن اتفاق أميركي – روسي «على قائمة مدعوين تضم الأطراف السورية كافة وغيرهم من اللاعبين الدوليين، ممن لديه تأثير في الأوضاع، وبعد ذلك سيتم تحديد المواعيد». وأعلن لافروف أيضاً انه سيجري تأكيد نتائج الاجتماع عبر لقاءات أخرى سيعقدها مع كيري، لتأكيد جدية المساعي الروسية ـ الأميركية لإطلاق جنيف.

ولا يبدو اجتماع جنيف اليوم مرشحاً لحسم كل القضايا العالقة بتنظيم المؤتمر، رغم أن الوزير الروسي يعلن، من دون الدخول في التفاصيل، أن التفاهم الروسي ـ الأميركي، قد فرض على المتردّدين في المعارضة السورية، الذهاب من دون شروط إلى جنيف، كما فرض مبدأ حضور إيران المؤتمر، لكن من دون تحديد صيغة الحضور.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو قد قال إن مشاركة «إيران قد تحسم من خلال مؤتمر يسبق جنيف يضم السعودية وإيران وتركيا ومصر» أو من خلال مشاركتها «في فرق عمل» داخل المؤتمر «في مسعى لاحتواء الاختراق الديبلوماسي الإيراني، وتحجيم حضور طهران، بتهميش بند التفاهم الروسي ـ الأميركي حول هذه النقطة».

وقال مصدر ديبلوماسي  لـ«السفير»، في جنيف مساء أمس، إن الأمم المتحدة أبلغت مسؤولين غربيين إن الروس والأميركيين،  بالرغم مما يقوله لافروف، لم يتفقوا على كل شيء. وقال مسؤول أممي إن المعارضة السورية لا تزال غير متفقة في ما بينها على تسمية وفدها إلى المفاوضات مع السلطات، ولا تزال تحتاج إلى المزيد من المشاورات والوقت، لاختيار ممثليها إلى جنيف.

ومن المنتظر أن يحدّد الاجتماع صيغة المفاوضات، التي قال مصدر ديبلوماسي لـ«السفير» إنها ستكون مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة، وستتناول على الفور، ودون انتظار مسألة الحكومة الانتقالية، وستديرها وتشرف عليها الأمم المتحدة.

وكانت مسألة تشكيل الوفود قد تقدّمت في الأيام الأخيرة، بفضل الضغوط الأميركية والروسية، وتراجع العرقلة القطرية والتركية والسعودية، بعد توسعة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول، وخروج الجناح القطري منتصراً من المؤتمر. وقال مصدر لـ«السفير» إن الأميركيين أصروا، في الساعات الأخيرة، على أن يحصل «الائتلاف» على حق تمثيل المعارضة، بعد توسعته في مؤتمر اسطنبول. ويرى الأميركيون أنه لم تعد هناك من عوائق تقف دون دخول العسكريين إلى وفد المعارضة، بعد أن وافق «الائتلاف» على ضمهم إلى صفوفه، مما يضمن مقعداً للواء سليم إدريس في الوفد الائتلافي المعارض.

وطرحت أسماء من قبل الأميركيين للمشاركة في وفد المعارضة، من بينها المعارض رياض الترك. وأبلغت جماعة الإخوان المسلمين الأميركيين موافقتهم على المشاركة، ولكن الخلاف كان لا يزال قائماً حتى السبت الماضي، على من يرأس الوفد المعارض، وعدد المشاركين.

ويتعرّض الروس لضغوط قوية من الجانب الأميركي، بطلب من «الائتلاف»، لإبعاد هيثم مناع عن وفد المعارضة، والاستعاضة عنه برئيس «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم، والمناضل عبد العزيز الخير، المعتقل لدى النظام السوري، بحسب الهيئة منذ أيلول الماضي. وكان الأميركيون قد اشترطوا على مناع انضمامه إلى «الائتلاف» للقبول به في الوفد المعارض، مع علمهم مسبقاً، أنه لا مناع ولا «الائتلاف» سيقبلان الاقتراح. ويلتقي هيثم مناع، غداً في جنيف، بميخائيل بوغدانوف، بعد انقضاء الاجتماع الثلاثي، لبحث نتائج اللقاء. ويتمسّك الروس بحضور مناع مفاوضات جنيف، ومشاركته في الوفد المعارض، لتمثيله  اتجاهاً في المعارضة الداخلية، يضمّ تيارات وطنية علمانية وليبرالية مستقلة، ودوره في طمأنة الأقليات وحيازته تأييد تجمّعات تخترق قواعد النظام والمعارضة على السواء.

وأبلغت السلطات السويسرية الأمم المتحدة عدم اعتراضها على حضور شخصيات وضعت على لائحة العقوبات الأوروبية، نظراً لحضورها المؤتمر بناء على دعوة من الأمم المتحدة. وأكد مصدر ديبلوماسي أن وزير الخارجية وليد المعلم سيرأس الوفد الحكومي السوري، الذي سيضم إليه مستشارة الرئاسة بثينة شعبان، كما أكد تسمية الوزراء قدري جميل وعلي حيدر وجوزيف سويد المعارضين، في عداد الوفد الحكومي الرسمي.

الامم المتحدة ترى ان جرائم الحرب اصبحت ‘واقعا يوميا

باريس تؤكد استخدام ‘الكيماوي’ في سورية.. وتلوح بالتدخل

واشنطن تطلب أدلة اكثر.. وبوتين: لم نسلم الاسد ‘اس 300’

جنيف ـ واشنطن ـ باريس ـ بيروت ـ وكالات: اعلنت لجنة تحقيق الامم المتحدة حول سورية الثلاثاء ان الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب اصبحت ‘واقعا يوميا’ في سورية، فيما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة بين بلاده والاتحاد الاوروبي في ايكاتيرينبورغ في الاورال الروسي’ان موسكو ‘لم تسلم بعد’ صواريخ ارض- جو اس 300 الى سورية ‘لعدم الاخلال بميزان القوى’ في المنطقة، وحذر في الوقت نفسه من مغبة اي تدخل عسكري.

جاء ذلك فيما قالت فرنسا الثلاثاء انها متأكدة من ان غاز الاعصاب سارين استخدم في سورية في مرات عديدة بعدما اجرت اختبارات على عينات حصلت عليها من سورية، بينما قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض إن الولايات المتحدة ترغب في جمع ومراجعة مزيد من الأدلة بشأن استخدام أسلحة كيماوية قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.

واضاف كارني في افادة صحافية بواشنطن ان الولايات المتحدة تعتقد في أن معظم الأسلحة الكيماوية في سورية لا تزال تحت سيطرة الحكومة وتشعر ‘بشكوك قوية’ بشأن مزاعم استخدام قوات المعارضة في سورية اسلحة كيماوية.

ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان ‘تظهر هذه الاختبارات وجود السارين في عينات عديدة في حوزتنا’. واضاف ان نتائج الاختبارات سلمت الى الامم المتحدة.

وأردف ‘فرنسا على يقين من ان غاز السارين استخدم في مرات عديدة بمناطق محدودة في سورية’.

واعلن انه ‘مما لا شك فيه’ بعد تحليل عينات، ان غاز السارين استخدم من قبل ‘النظام والمتعاونين معه على الاقل’ في حالة واحدة لم يحددها.

وقال فابيوس في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي ‘ليس لدينا ادنى شك بان الغازات قد استعملت (…) وخلاصة المختبر واضحة (…) في الحالة الثانية (التي حللتها فرنسا) مما لا شك فيه ان النظام والمتعاونين معه’ هم المسؤولون عن استخدام غاز السارين

واعتبر فابيوس ان ‘كل الخيارات باتت مطروحة’ بعدما اكدت نتائج تحاليل فرنسية ان النظام السوري استخدم غاز السارين.

وقال فابيوس لقناة فرانس 2 ‘نناقش (الامر) مع شركائنا (…) وكل الخيارات باتت مطروحة’، مضيفا ‘اما نقرر عدم التحرك واما نتحرك بما في ذلك في شكل مسلح في المكان الذي تم فيه انتاج الغاز وتخزينه، (لكننا) لم نصل بعد الى هذه المرحلة’.

وقال محققو الأمم المتحدة الثلاثاء ان لديهم ‘أسباب معقولة’ للاعتقاد بأن كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية استخدمت في سورية في صراع أضحت فيه الأعمال الوحشية من خطط الحرب.

في روسيا، استقطب الموضوع السوري اهتمامات قادة دول الاتحاد الاوروبي الذين عقدوا قمة مع المسؤولين الروس. واعلن بوتين في ختام الاجتماع ان بلاده ‘لم تسلم بعد’ صواريخ ارض- جو من طراز اس 300 الى سورية.

واضاف ان ‘العقد وقع قبل سنوات، ولم يطبق حتى الان’، مضيفا ان الصواريخ ‘بالتأكيد سلاح خطير. ولا نريد ان نخل بميزان القوى في المنطقة’.

وتعترض اسرائيل والدول الغربية بشدة على حصول سورية على مثل هذه الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات والصواريخ.

وقال الرئيس الروسي من جهة ثانية، في مؤتمر صحافي عقده في ايكاتيريبورغ على بعد 1500 كلم شرق موسكو حيث انعقدت القمة، ‘اؤكد مرة جديدة ان اية محاولة للتاثير على الوضع في سورية بالقوة عبر تدخل عسكري مصيرها الفشل وستؤدي الى عواقب انسانية كبرى’.

وتناول بوتين امام الصحافيين وقادة الاتحاد الاوروبي، بتهكم سلامة المشاركين الروس في مؤتمر حول سورية وهم يجلسون امام مسلحين سوريين معارضين ‘يذبحون وياكلون’ اعداءهم.

الى ذلك صرح مصدر عسكري أمريكي بأن وزير الدفاع تشاك هاجل وافق على إرسال صواريخ باتريوت بالإضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز إف – 16 إلى الأردن للمشاركة في التدريبات العسكرية الدولية ‘الأسد المتأهب’ المزمع إجراؤها الشهر الجاري ، مشيرا إلى أن شحن هذه الأسلحة سيتم الأسبوع الجاري.

ونقلت شبكة ‘سي إن إن’ الإخبارية الأمريكية الثلاثاء عن المتحدث باسم القيادة المركزية بالجيش الأمريكي الكولونيل تي جي تايلور القول ‘من أجل تدعيم القدرات الدفاعية للأردن بعض هذه الأسلحة ستبقى على الأرض الأردنية بعد انتهاء التدريبات بموافقة من الحكومة الأردنية’.

من جانبه ، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني للشبكة أن ‘ذلك يأتي في سياق التعاون العسكري المستمر بين الولايات المتحدة والأردن في المجالات الدفاعية والعسكرية’.

على الارض، تجدد الثلاثاء سقوط قذائف على وسط دمشق بعد توقف لمدة اسابيع، فيما تستمر المعركة في مدينة القصير التي تتعرض لقصف بالصواريخ والطيران من القوات النظامية.

واعتبرت لجنة تحقيق الامم المتحدة حول سورية في اخر تقرير لها امام مجلس حقوق الانسان الثلاثاء ان الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب اصبحت ‘واقعا يوميا’ في سورية.

وقالت اللجنة ان ‘هناك دوافع معقولة للاعتقاد باستخدام كميات محدودة من منتجات كيميائية’.

وقال رئيس لجنة التحقيق ان ‘وحشية النزاع في سورية بلغت مستويات جديدة’، مضيفا ان ‘جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وكذلك انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان تتواصل بدون هوادة’.

وتتهم اللجنة من جهة اخرى مجموعات المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب وبينها اعدامات خارج اطار القضاء واعمال تعذيب او تعريض حياة سكان للخطر عبر اقامة اهداف عسكرية قرب مناطق مدنية، من دون ان تبلغ مستوى وحجم الجرائم المرتكبة من القوات الحكومية.

ورجحت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الثلاثاء ان يكون 147 شخصا على الاقل عثر على جثثهم في نهر قويق في حلب، كبرى مدن شمال سورية، خلال فترات متفاوتة مطلع السنة الجارية، قد اعدموا في مناطق خاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.

عدد كبير من الليبيين يقاتلون ضد النظام في سورية

باريس ـ ا ف ب: افادت دراسة اعدها مركز دراسات ‘فلاشبويت بارتنرز′ وشملت 280 متطوعا اجنبيا قتلوا وهم يقاتلون في سورية في صفوف المعارضة بين تموز (يوليو) 2012 و2013، ان القسم الأكبر من هؤلاء هم ليبيون.

واعد هذا التقرير بعنوان ‘قوافل الشهداء في المشرق’ خبراء من هذه المجموعة الامريكية الخاصة استنادا فقط الى ‘مصادر مفتوحة’، اي اساسا الى اعلانات الوفاة المنشورة على الانترنت بعد مقتل اولئك المقاتلين القادمين الى سورية لمساندة المعارضة التي تواجه الجيش النظامي السوري منذ اكثر من سنتين.

وبلغ عدد القتلى الليبيين 59، يليهم السعوديون (44 اي 15.7 بالمئة) والتونسيون (44 ايضا).

ويليهم بعد ذلك الاردنيون (32 قتيلا) والمصريون (27) واللبنانيون (22).

واوضح التقرير الذي وقعه ايضا الخبير المشهور في مجال الارهاب ايفان كولمان ان المقاتلين السنة الاجانب الى جانب مقاتلي المعارضة يشكلون حوالى 10 بالمئة من مجمل قوات المعارضة بينما من الارجح ان يكون ‘عدد الاجانب الذين يقاتلون الى جانب نظام بشار الاسد من عناصر حزب الله اللبناني والقوات الايرانية اكبر من ذلك’.

وقدر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مؤخرا عدد المتطوعين اللبنانيين من حزب الله في سورية بما بين ثلاثة الى اربعة الاف.

وافادت الدراسة ان 87 من اصل 280 متمردا قتلوا في سورية انضموا الى صفوف جماعة جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي اعلن قسم منها على الاقل ولاءه الى تنظيم القاعدة.

واضاف التقرير ان سورية اصبحت الآن ‘الوجهة الاولى للمتدربين على الجهاد قبل افغانستان واليمن والعراق والصومال’ وان ‘الحرب الحالية في سورية يمكن اعتبارها الثالثة من حيث حشد المقاتلين بعد افغانستان خلال الثمانينيات والعراق خلال العقد الماضي

لندن: لدينا عينات فيزيولوجية تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا

لندن- (ا ف ب): اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية الاربعاء ان المملكة المتحدة لديها عينات “فيزيولوجية” تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الارجح من قبل نظام بشار الاسد.

وقال المتحدث “حصلنا على عينات فيزيولوجية من سوريا جرى فحصها” في انكلترا و”اثبتت المواد التي تم الحصول عليها من سوريا وجود غاز السارين”.

واضاف “حسب تقديراتنا فان استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا يرجح بقوة ان يكون من فعل النظام” مشيرا الى ان بريطانيا “ليس لديها حتى الان دليل على استخدام المعارضة” السورية للاسلحة الكيميائية.

واوضح “توجد كمية متزايدة من المعلومات، المقنعة رغم كونها محدودة، تثبت ان النظام استخدم، وما زال يستخدم، اسلحة كيميائية وخاصة غاز السارين”.

واكد ان “استخدام الاسلحة الكيميائية جريمة حرب” مذكرا بان لندن طلبت من الرئيس بشار الاسد السماح “لمحققي الامم المتحدة بالوصول فورا وبلا قيود” الى الارضي السورية.

وتأتي هذه التصريحات غداة اتهام فرنسا النظام السوري باستخدام غاز السارين مؤكدة ان “جميع الخيارات” اصبحت مطروحة بالنسبة للمجتمع الدولي.

تداعيات الأسد المتأهب 2: خشونة أردنية في وجه موسكو بعد باتريوت وبطاقات للاجئين السوريين تضمن إقامة أطول

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: الإعلان عن صرف بطاقات (أردنية) للاجئين السوريين لأول مرة منذ إندلعت الأحداث مؤشر إضافي على أن عمان تؤسس خططا لإقامة قد تطول لنحو نصف مليون لاجيء سوري يتواجدون بكثافة وسط الأردنيين هذه الأيام.

الإجراء إحصائي وأمني على الأرجح والسلطات المحلية تعرف البطاقة الجديدة بأنها مخصصة للخدمات ولأهداف تنظيمية.

لكن إصدار مثل هذه البطاقات يعني ضمنيا بأن خدمات منظمة ستقدم لاحقا للاجئين السوريين وتوحي سياسيا وضمنيا بأن الكتلة الأهم من مكونات اللجوء السوري قد تمكث في المدن الأردنية أكثر من التوقعات.

يعني ذلك أن في الأردن اليوم وبموجب بطاقات مكون سكاني سوري.

يدلل  الأمرعلى أن بعض الأموال الموعودة لخدمة اللاجئين إما وصلت أو في طريقها للوصول وهو قرار إداري أردني يقود المراقبين إلى الإستنتاج بأن التسوية الدولية المقترحة لمعالجة الوضع السوري قد لا تنتهي بأي حسم من أي نوع.

بوضوح يمكن ملاحظة أن الإعلان عن بطاقات الخدمات المشار إليها حصل بعد ظهور مستجد مهم في إطار العلاقة الأردنية بحيثيات المشهد السوري وهو الإعلان أمريكيا عن تزويد الأردن ببطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت مع سلسلة دفاع جوية قيل بصراحة أنها ستوضع على الحدود الأردنية مع سوريا.

رئيس الوزراء عبدلله النسور سبق أن صرح بأن بلاده طالبت بالباتريوت لحماية اللاجئين السوريين.

لكن خبراء عسكريون وأمنيون يرون بأن هذه الخطوة قد تصنف في إطار رسالة {أمريكية} لها علاقة بتوازنات القوى في المنطقة بعد إهتمام روسيا وإيران يإنقاذ النظام السوري وتمكينه من الحسم عسكريا في الملف العسكري مع تعزيز الدفاعات السورية بمنظومة صواريخ إس 300 .

عمليا وضمنيا تقول واشنطن لموسكو ودمشق وطهران بانها ملتزمة على الأرض وفي الواقع بتعزيز حماية الأردن دفاعيا بدرجة لا تقل عن إلتزام موسكو بحماية نظام دمشق وتمكينه من البقاء وهو تطور مهم  رحبت به عمان خلف الكواليس وهي تنجح في خطف نقاط توازن دفاعي إستراتيجي على حدودها مع سوريا تحسبا لأي إحتمالات مستقبلا.

موسكو بوضوح أعلنت بأن الأمر لا يعجبها وعارضت زرع تعزيزات دفاعية أمريكية جوية  في الأراضي الأردنية تحت حجة الآثار السيئة لتحشيد السلاح الأجنبي في جوار سوريا الملتهبة.

وهي حجة ترد عليها المؤسسة الأردنية بالإشارة لتهديدات روسيا عدة مرات بالمشاركة عسكريا لصالح نظام بشار إذا ما إقتضت الضرورة.

الأهم ان ملامح الخشونة في التعليق الأردني على موقف موسكو من قصة الباتريوت تظهر بأن عمان تجد في الخطة الدفاعية الأمريكية ومناورات الأسد المتأهب تعزيزا لدورها الإقليمي ولإستقرار النظام في وجه اي مخططات إنتقامية مستقبلا من قبل النظام السوري أو من قبل جبهات القتال السلفية التي تعتمد على الأردنيين في قيادتها ودعمها اللوجستي.

وقد عبر وزير الإتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية محمد مومني عن ملامح {الخشونة} في التعليق على الموقف الروسي عندما قال بأن بلاده لا تتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى وتتوقع أن تعاملها هذه الدول بالمثل.

هذا الرد بالمواصفات الدبلوماسية يحتوي نسبة خشونة علنية لم تكن متوقعة خصوصا وتحديدا في وجه موسكو لولا وجود معلومات مسبقة لدى الحكومة الأردنية عن {تضامن أمريكي} قوي تحت عنوان السياسات الدفاعية مع وفورات مالية قد تخصص لاحقا للاجئين السوريين, الأمر الذي تطلب إصدار بطاقات خدمات حكومية بأسمائهم.

وهي بكل الأحوال خشونة لا تعكس حقيقة الرهانات التي توسعت في أروقة مؤسسات القرار الأردنية بعد الزيارة الشهيرة والأخيرة للعاهل الملك عبدلله الثاني لموسكو والتي تضمنت مصارحات في أعلى المستويات.

قوات النظام السوري تسيطر بالكامل على القصير ومقاتلو المعارضة يعلنون انسحابهم بعد مذبحة

دمشق- عمان- (ا ف ب)- (رويترز): سيطرت القوات النظامية السورية الأربعاء على “كامل” مدينة القصير في وسط سوريا التي تشهد معارك منذ أكثر من اسبوعين، بحسب ما ذكر الاعلام السوري الرسمي وقناة (المنار) اللبنانية التابعة لحزب الله.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الأمن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص”، المحافظة الاستراتيجية بالنسبة الى النظام لانها تربط بين دمشق والساحل السوري.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان “جيشنا الباسل قام بعمليات خاطفة ونوعية في مدينة القصير اسفرت عن القضاء على اعداد من الارهابيين واستسلام اعداد اخرى واعادة الامن والامان الى المدينة كاملة”.

وكان تلفزيون (الاخبارية) اورد في الصباح الباكر في شريط اخباري ان “الجيش العربي السوري يسيطر بالكامل على منطقة القصير”.

واحكمت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني خلال الايام الماضية السيطرة على المدينة التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة.

واكد تلفزيون (المنار) في اخبار عاجلة في شريطه الاخباري على الشاشة ان “مدينة القصير اصبحت خالية تماما من المسلحين بعد تقدم الجيش في احيائها الشمالية”، وان “المسلحين فروا باعداد كبيرة من القصير” في اتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية الواقعتين شمال المدينة.

وتمكنت قوات النظام وحزب الله منذ اليوم الاول من الهجوم في 19 ايار/ مايو من دخول القصير من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، وتركزت بعدها المعارك في الشمال وترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي وجوي عنيف من القوات المهاجمة.

وكان مسلحو المعارضة لا يزالون يقاتلون في اجزاء من بلدة الضبعة المحاذية للقصير والتي خسروا فيها قبل اسبوع المطار العسكري، فيما البويضة الشرقية التي تبعد بضعة كيلومترات الى الشمال هي النقطة الاخيرة المتبقية بين ايدي المعارضين في ريف القصير.

وبث تلفزيون (المنار) صورا من داخل مدينة القصير بدا فيها مراسله وهو يقف في ساحة المدينة قرب مبنى البلدية في وسط المدينة، بالاضافة الى دمار كبير ومنطقة خالية. كما امكن مشاهدة دبابة قال المراسل انها تابعة للجيش السوري.

ووصف التلفزيون ما حصل بانه “انجاز كبير واستراتيجي للجيش السوري وسط انهيار واسع في صفوف المسلحين”.

ومن جانب آخر، قال بيان لمقاتلي المعارضة السورية الأربعاء إنهم انسحبوا ليلا من بلدة القصير بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات.

وأضاف البيان “في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره.. هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى على فتح ممرات إنسانية للمدنيين.. نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى والكل همه وأمنيته أن يلحق بركب من سبقه من الشهداء.

“ولكي تكتمل الملحمة أبى بعض الفدائيين إلا إن يحموا ظهر إخوانهم فبقي العشرات منهم في إطلال المدينة ليؤمنوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء”.

وتابع “هؤلاء الفدائيون الذين تعاهدوا على الموت في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين من النساء والأطفال ما يزالون يقاتلون حتى اللحظة ضد الآلاف من مرتزقة لبنان الذين كانوا قبل سنين ضيوفا لاجئين في بيوتهم.. نعم إخواني إنها جولة خسرناها ولكن الحرب سجال ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى. ونسأل الله الثبات لأولئك الفدائيين الذين أقسموا على الموت على ثرى القصير الحبيبة”.

هيغ يطالب دمشق بالسماح للامم المتحدة بالتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي

لندن- (ا ف ب): اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الاتهام الذي وجهته باريس إلى النظام السوري الثلاثاء بانه استخدم غاز السارين على الاقل مرة واحدة في نزاعه مع مقاتلي المعارضة يستدعي من دمشق ان تسمح للامم المتحدة بالتحقيق بحرية في هذه الاتهامات.

وقال الوزير البريطاني ان ما اورده نظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة تلفزيونية عن امتلاك باريس دليلا مخبريا على استخدام غاز السارين في النزاع السوري يظهر ان “حجم الفظائع…. اصبح اكثر وضوحا اكثر من اي وقت مضى”.

واضاف ان “هذا الاعلان (الفرنسي) يزيد الحاجة الى اجراء تحقيق كامل ودون عوائق في جميع الحوادث ذات الصلة”، مشددا على “وجوب ان يحصل فريق محققي الامم المتحدة على حرية التنقل بلا اية قيود لاجراء تحقيق ميداني في سوريا، ونحن ندعو نظام الأسد إلى التعاون الكامل مع الفريق”.

وكان فابيوس اتهم الثلاثاء النظام السوري باستخدام غاز السارين على الاقل في حالة واحدة في النزاع المستمر مع المقاتلين المعارضين، مشددا على ان “كل الخيارات باتت مطروحة” حتى لو شمل ذلك عملا مسلحا، في حين طلبت واشنطن مزيدا من الادلة على استخدام هذا الغاز.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي “ليس لدينا ادنى شك بان الغازات قد استعملت (…) وخلاصة المختبر واضحة: غاز السارين موجود”، وذلك بالاستناد الى عينات حملها مراسلان لصحيفة لوموند من منطقتين في سوريا.

من جانبها وفي تقريرها الاخير الذي سلمته الثلاثاء لمجلس حقوق الانسان، نددت لجنة التحقيق في الامم المتحدة باستخدام “كميات محدودة من مواد كيميائية” في اربعة مواقع على الاقل في سوريا في اذار/مارس ونيسان/ ابريل، لكنها لم تحدد طبيعة هذه المواد ولا مستخدميها.

مهمة حزب الله في سورية قد تستمر لعام.. وهو يحتاج لانتصارات سريعة كي يحافظ على دعم قاعدته الشعبية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ قال رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس ان بريطانيا لم توافق على تزويد المعارضة السورية المسلحة بالسلاح على الرغم من انها هندست عملية رفع الحظر عن تسليح المقاتلين الاسبوع الماضي في بروكسل.

وأكد ادريس في تصريحات له لصحيفة ‘ديلي تلغراف’ البريطانية قائلا ‘لا توجد تأكيدات’، مضيفا ‘انهم ‘البريطانيون’ وعدونا بالسلاح، ولكن بعد رفع الحظر لم نتلق اية اشارة اننا سنتلقى الدعم’. وجاءت تصريحات ادريس متزامنة مع تصريحات وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي قال لصحيفة المانية ان اولوية الحكومة البريطانية هي دفع المعارضة والحكومة للجلوس على طاولة المفاوضات ‘وارسال اسلحة فتاكة يعتمد على مسار المحادثات وكذلك مواقف الدول الاخرى، لاننا لن نرسل اسلحة الا اذا قامت دول اخرى بالامر وبناء على القانون الدولي وتحت ظروف يتم التحكم بها’.

وتشكو المعارضة من قلة السلاح والدعم الدولي حيث ظلت تتلقى اسلحة خفيفة من دول عربية مثل السعودية وقطر فيما يتلقى النظام السوري اسلحة من روسيا وايران ودعما قتاليا من حزب الله ومقاتلين شيعة من العراق، وقد منح هذا الدعم الاسد لتحقيق مكاسب قتالية على الارض ووضع الجيش الحر في ‘موقع خطير’ بحيث اصبح من الصعب عليه الانتصار في المعركة، حسب ادريس، حيث قال ‘نظام الاسد يتلقى دعما كبيرا، اما الجيش الحر فيتلقى دعما قليلا، وما نتلقاها لا يكفي لانهاء القتال في سورية’.

وفي وضع كهذا فـ ‘لن ينتصر الاسد’ او يقوم باستعادة الاراضي الشاسعة التي يسيطر عليها المقاتلون، وفي المقابل لن يكون بمقدورهم تحقيق اهداف ثورتهم، وعوضا عن هذا فستدخل سورية حربا اهلية طويلة قد تمتد لعقود. وعدد اللواء ادريس قائمة الطلبيات من الغرب حيث قال ‘ما نحتاجه هو اسلحة مضادة للدبابات’ مضيفا ان القذائف الصاروخية لم تعد تنفع في مواجهة الاسلحة الروسية، خاصة الدبابات المتقدمة التي ارسلت للنظام.

واكد على حاجة مقاتليه الماسة للمعدات القتالية المضادة للطائرات والطائرات. وكان الاتحاد الاوروبي قد ناقش مسألة تسليح المعارضة حيث حذر عدد من اعضائه ان ارسال السلاح للمعارضة لن يؤدي الى اطالة امد الحرب علاوة على احتمال وقوعها في يد الجماعات الجهادية التي اصبح لها اليد العليا في عدد من مناطق سورية.

وبسبب تردد الدول الغربية بدعم المعارضة يشعر الكثير من المقاتلين بخيبة الامل ولهذا ‘غسلوا ايديهم’ من الجهود الغربية الدبلوماسية والعسكرية. وتقول الصحيفة ان الجنرال مصطفى الشيخ، قائد الجيش الحر قضى الاشهر الاخيرة متنقلا بين المدن السورية الكبرى من اجل انشاء معارضة من الداخل منظمة سياسيا وعسكريا. ونقلت عنه قوله ان ما يقوم به هو ‘رد على فشل المعارضة المدعومة من الخارج، الائتلاف الوطني السوري’.

وقد عانت المعارضة في الخارج من انقسامات جديدة حيث قررت اللجنة العامة للثورة السورية الانسحاب من الائتلاف بعد ان اتهمت اعضاءه بالفساد والحرص على المظاهر. ومع ان بريطانيا والولايات المتحدة قدمتا دعما غير قتالي، عبارة عن اجهزة ومعدات اتصالية للمقاتلين الا انها تظل على قاعدة صغيرة. ولا يصل منها الا القليل لداخل سورية بسبب الاجراءات البيروقراطية حسب ايان طبة، الناشط الذي يقوم بالتفاوض مع المسؤولين الغربيين للحصول على الدعم. ويشير الى طبيعة الاجراءات هذه قائلا ‘مثلا يشترطون الحصول على اسماء حقيقية، في الوقت الذي يستخدم فيه المقاتلون والناشطون اسماء مستعارة لحماية حياتهم’.

واضاف ‘عندما يكون الدعم قليلا يتم رفضه مما يؤدي الى الاساءة للعلاقات مع الوسطاء في الداخل’، وقال ‘تخيل ان يسافر اشخاص من درعا لتركيا، انهم يتركون بيوتهم تحت النار ثم يعودون ومعهم معدات اتصال لا غير وفي الوقت نفسه يزودون الحكومات بمعلومات كثيرة’ عن الوضع في الداخل.

وعبر ادريس عن خيبة امله من المجتمع الدولي ‘نشعر بالحزن لان المجتمع الدولي يقف متفرجا ولا يتحرك، حزب الله الجماعة الارهابية يقاتل في سورية، وما يقوم به الغرب هو التفرج على السوريين وهم يقتلون بالسكاكين، وكيف يدمر كل شيء ولا احد يقوم بالتحرك’.

حزب الله والمخاطر

ويعتبر الجيش الحر دخول حزب الله على خط الحرب في سورية بمثابة الغزو، ولاحظت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان قرار زعيم الحزب حسن نصر الله يحمل الكثير من المخاطر حيث يدفع الحزب الثمن بتزايد تدفق الجثث من سورية، بعد ان ربطت الجماعة اللبنانية مصيرها بمصير الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه.

وقالت الصحيفة ان نشر مقاتلي الحزب ولاول مرة خارج الحدود اللبنانية جاء تطبيقا لما تحدث عنه نصر الله بـ ‘الوجه الجديد’ حيث تحول الحزب من قتال عدوه التقليدي الى محاربة المسلمين في سورية. وعلى الرغم من تزايد القتلى في صفوف الحزب الا ان اتباعه متحمسون لهذه المعركة الجديدة حيث يتحدثون عن قائمة انتظار ودور للذهاب الى سورية. وعلى الرغم من الدعم الكبير الا ان محللين نقلت عنهم الصحيفة تساءلوا عن استمرارية الدعم وديمومته خاصة ان الجماعة التي تحتكر الحياة السياسية في لبنان تتورط وبشكل عميق في الاراضي اللبنانية، واثر هذا التورط على لبنان ونظامه السياسي الهش. ولا ينفي المحللون ان يكون دافع حزب الله لوضع كل ‘بيضه في سلة الاسد’ هو حماية خط الدعم اللوجيستي له من ايران، حيث ظلت سورية وخلال العقود الماضية معبرا لسلاح ايران للحزب.

وقد يكون خيار حزب الله مفهوما في الظروف العادية والنزاعات العسكرية الا ان دخوله على الحرب السورية جلب معه بعدا طائفيا، اذا وضع مقاتليه (الشيعة) وجها لوجه امام المقاتلين السوريين (السنة) الذين يريدون الاطاحة بنظام يرونه طائفيا وتسيطر عليه الطائفة العلوية. يضاف الى هذا فمنذ خطاب نصر الله في 25 من ايار (مايو) الماضي ومظاهر الحرب السورية تترك اثارها اليومية على لبنان، من محاولات اغتيال، وقصف متبادل ومعارك بين مقاتلي الحزب والمقاتلين السوريين.

وتقول الصحيفة ان شعبية حزب الله في الوقت الحالي لم تتزعزع، حيث يتم دفن القتلى القادمين من سورية في ‘روضة الشهيدين’ ببيروت الى جانب من قتلوا في حرب تموز عام 2006. ونقلت عن علي فضل الذي جلس قرب قبر شقيقه قوله ‘هذا ليس مؤلما لان كل واحد يطلب الشهادة’، ‘ومهما طلب حسن نصر الله منا ننفذه، ولا نسأل’.

يدعم الحصان الخاسر

ومع ذلك فالمغامرة الاخيرة لحزب الله تحمل مخاطر لانها تختلف عن حروبه السابقة التي خاضها منذ انشائه عام 1982 والتي كانت في معظهما ضد اسرائيل. وتنقل الصحيفة عن نديم شحادة المحلل في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن ان قرار حزب الله يحمل مخاطر عظيمة لان ‘نجاة حزب الله تعتمد على عدم دعم الحصان الخاسر، وقد ربط مصيره بمصير الاسد’. وعلق شحادة على المبرر الذي ساقه نصر الله لتبرير تورطه في سورية بانه يقاتل ‘التفكيريين’ من السنة وهو ‘سرد من الصعب بلعه’، مشيرا الى ان نصر الله يستخف من تسامح من يدعمونه’. ويبدو ان هناك اصواتا داخل الطائفة الشيعية بدأت تدق جرس الانذار من جعل الشيعة كاداة سياسية ومنع عزلتهم، مشيرة الى الاجتماع الذي نظمه محمد حاج حسن، وهو سياسي شيعي ينتقد سياسات حزب الله، وجمع فيه عدد من ‘الشيعة المستقلين’، ولكنهم كانوا واقعيين بما يمكن عمله خاصة ان الحزب يتمتع بدعم جارف في اوساط الشيعة، وبحسب شربل عيد، ممثل القوات المسيحية اللبنانية فحزب الله قد يخسر دعم حلفائه المسيحيين والدروز لكن ‘نحتاج لشهور كي يحدث التغيير في الرأي في اوساط الطائفة الشيعية’، خاصة ان قرار حزب الله هو عن مهمة طويلة الامد وبحسب مسؤول عسكري فقد اجرى الحزب حساباته ‘وانه سيظل هناك لمدة طويلة قد تستغرق عاما’. وحتى يظل الحزب محتفظا بالدعم الشعبي فهو بحاجة لتحقيق انتصارات سريعة لم تتحقق بعد حيث يقاتل في بلدة القصير منذ اسبوعين، وخسر من مقاتليه حسب المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا على الاقل 76 مقاتلا. ومن هنا نقلت عن المحلل المقرب من حزب الله محمد عبيد ‘سيتأكدون من تحقيق النصر حتى لو كلفهم الف رجل’.

باتريوت في الاردن

وقد ادى تورط حزب الله والجدل حو السلاح الروسي الى عملية سباق تسلح وتعزيز للدول الجارة لسورية، ففي الوقت الذي واصلت فيه اسرائيل اصدار تهديداتها بتدمير اي نظام صاروخي تحصل عليه سورية من روسيا. وينظر في هذا الاتجاه لقرار وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الابقاء على نظام صواريخ باتريوت في الاردن بعد الانتهاء من المناورة العسكرية الكبيرة كجزء من استراتيجية امريكية للعب دور قوي في نتائج الحرب السورية.

وجاء قرار وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل بعد ان ارسلت واشنطن مستشارين ومدربين لتدريب المقاتلين السوريين، والتنسيق مع الاردنيين في الجهود الانسانية ومواجهة تدفق اللاجئين، ودراسة الخيارات العسكرية. ويمكن استخدام صواريخ باتريوت التي تم نشرها بداية العام الحالي على طول الحدود التركية مع سورية لاقامة مناطق آمنة في داخل الاراضي السورية.

وقال مسؤول مقرب من هاغل ان الاخير وقع على قرار الابقاء على بعض بطاريات باتريوت اضافة الى مقاتلات اف – 16 في نهاية الاسبوع الماضي. ويمكن للمنظومة هذه اعتراض صواريخ سكود التي يملكها النظام السوري. فمع ان الاسد لم يظهر اية نية لضرب جيرانه الا ان مجرد وجودها يعطي اشارة عن دعم الغرب للمقاتلين السوريين.

قدرات الاسد

وفي مظهر اخر قالت مجلة ‘تايم’ ان الرئيس السوري الذي تفاخر الاسبوع الماضي بان حكومته تقوم بالتفاوض للحصول او حصلت على منظومة صواريخ اس- 300 تملك في الحقيقة ترسانة من الصواريخ التي راكمتها قبل بداية الحرب بقليل وخلال العامين الماضيين. وفي الوقت الذي يتفق فيه المحللون على ان اس -300 تعتبر اكثر دقة لكن الاسد ونظامه ابعد من ان يكونوا عاجزين ونقلت عن بيتر ويزمان من معهد السلام في ستوكهولم قوله ‘ لقد لاحظنا في الاعوام الماضية ان روسيا زودت النظام السوري بعدد من الدفاعات الجوية المختلفة’، مشيرا ان الحكومة السورية قامت ‘بزيادة قدراتها، والصواريخ هي بعيدة وقصيرة المدى’ وعليه فوصول اس- 300 سيزيد من القدرات هذه. ومن بين منظومة الصواريخ العاملة الآن في سورية هي اس-200 والتي تملك مدى 150 ميلا ولدى النظام هذا قدرة على ‘اطلاق ليس اقل من 240 صاروخا في دقائق’ وذلك حسب ايغور سوتيغين الباحث في معهد الدراسات المتحدة في لندن، والذي سجن في روسيا بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة ثم اطلق سراحه في عملية تبادل عام 2010.

حلب: دائرة النار تتّسع في انتظار سـاعـة الصفر

تنقلب موازين القوى بنحو عام في سوريا، و«ساعة الصفر» الشهيرة سيحددها الجيش السوري هذه المرة. حلب تنتظر دورها، وسكانها على أحر من الجمر لتأمين طريق دمشق، وعودة الأمان لباقي أحيائها

باسل ديوب

حلب | ساعات صفر مثيرة وكثيرة حددتها المعارضة المقيمة في فنادق العواصم للسيطرة على دمشق وحلب العاصمتين السياسية والاقتصادية، لكن الجيش السوري هذه المرة هو من سيحدد ساعة الصفر لاسترجاع الجزء «المحتل» من حلب وتأمين الطريق الأساسي إليها، الشريان الأهم في سوريا، الممتد منها إلى حمص فدمشق.

في الشهرين الأخيرين تغيّرت الموازين في حلب، تمكّن الجيش من عزل مجموعات مسلحة في بقع جغرافية ضمن المدينة. تقدّم في محاور وقطع طرق الإمداد، ويعدّ العدة لاختراق محاور أخرى، وعزل المسلحين في قطاعات أصغر لتسهيل ضربهم.

وإذا اعتبر مطار حلب الدولي نقطة الارتكاز شرقاً، فإن قوس السيطرة العسكرية للجيش يمتد منه إلى قرية النيرب ومحيط مخيمها، ومنهما إلى قرية عزيزة وجسر عسان، ليُشكّل رأس مثلث يخترق المدينة نحو حي باب النيرب الشهير القريب من المدينة القديمة والبساتين والمزارع الواقعة بين المدينة وبين الطريق المتحلق الجنوبي، ومن جسر عسان إلى الشيخ سعيد، فالراموسة المتصلة بالحمدانية غربي المدينة، وصولاً إلى خان العسل، وهو ما يشكل نصف الدائرة المحطية بحلب جنوباً.

وتم «تطهير» عدد كبير من القرى الواقعة جنوب هذا القوس وشرقه، امتداداً نحو السفيرة ومعامل الدفاع، حيث تلعب قوات الدفاع الوطني دوراً بارزاً في ضبط الأمن فيها ومساعدة الجيش في المعارك، نظراً لارتفاع نسبة التأييد للنظام في ريف حلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.

وفي الجهة الغربية من المدينة، والواقعة كلها تحت سيطرة السلطات، اندفع الجيش منها في اليومين الأخيرين ليسيطر بشكل كامل، وبعد معارك ضارية على جبل شويحنة ومعظم المنصورة والراشدين، إلى تخوم كفر داعل، وشمالاً نحو معارة الأرتيق ومزارع كفر حمرة، ليصبح الطريق مفتوحاً نحو عندان، المعقل الأبرز للتمرد المسلح بشقيه الإخواني والسلفي، والذي تتردد أنباء عن قدوم تعزيزات من الباب ومنبج وبقية الريف استعداداً لمعركتها الكبرى.

وبالانعطاف شرقاً، فالقوس الممتد من البلليرمون إلى بداية طريق المسلمية، الذي تتوسطه ضهرة عبد ربه الاستراتيجية أصبح مؤمناً بالكامل، ويسعى الجيش الذي ينتشر بقوة على الطريق المتحلق الشمالي إلى وصل هذه النقطة بوحداته الموجودة في مطار حلب والنقارين ليكتمل الطوق حول المدينة، وبات بإمكانه التقدم من البلليرمون نحو حريتان فالسيطرة على الطريق الدولي حلب ــ أعزاز، المؤدي إلى تركيا من ضمن أولوياته للمرحلة المقبلة.

التقدم الذي حققه الجيش في محيط حلب يؤذن بساعة صفر مختلفة، لا جرس إنذار فيها إنما عمليات نوعية وقضم متسارع للأراضي وحصار مطبق على جيوب المسلحين في الأحياء الباقية تحت سيطرتهم في المدينة، وفتح طريق أعزاز لفك الحصار عن مطار منغ وبلدتي الزهراء ونبل المحاصرتين منذ نحو العام.

وبتقدم الجيش شمالاً وغرباً أصبحت عندان، وهي أهم معاقل التمرد ويشبّهها مسلحوها بقصير حمص، بين فكي كماشة، حيث قوات الدفاع الشعبي متأهبة في نبل والزهراء، وقد انضم إليها متطوعون من القرى المجاورة. وقد أجرت «بروفا» للتقدم جنوباً، حيث تمكنت من الوصول إلى الجبال القريبة من عندان، وسيطرت لبعض الوقت على ضهرة القرعة ومجابل الزفت وأطراف خربة عندان. ووحدات الجيش السوري التي تقدمت عبر كفر حمرة ومعارة الأرتيق، بات الطريق مفتوحاً أمامها نحو ياقد العدس التي لم ينخرط أهلها في حمل السلاح، وتعتبر من القرى «المؤيدة»، والتي يسيطر عليها مسلحون غرباء عنها، ونحو بابيص التي تطوع الكثير من شبابها في قوات الدفاع الوطني. وإلى الشمال الشرقي مهمة لا تقل أهمية عن فتح الطريق إلى مطار منغ، حيث يقع السجن المركزي المحاصر منذ نحو شهرين، والذي يضم نحو 4000 سجين.

أما في المقلب الآخر جنوباً، فوحدات الجيش تعتزم التقدم للسيطرة على كامل خان العسل ومحيطها، فخان طومان التي أصبحت مقراً للمسلحين ونقطة إطلاق صواريخ باتجاه حيّ الحمدانية والمواقع العسكرية الواقعة بالقرب منه.

أما في الشرق، فسيسعى الجيش إلى الامتداد من المطار باتجاه النقارين شمالاً على طريق الباب القديم وصولاً إلى الشيخ نجار فقرية حيلان المجاورة للسجن المركزي لفك الحصار عنه وإكمال الطوق حول حلب ومحاصرة المسلحين والإطباق عليهم في مربعات منفصلة.

الجيش السوري في حلب، وفق مصادر مطلعة، بات ينوّع في تكتيكاته الأقرب إلى حرب العصابات مع غزارة نيران مركزة، وبعد الانتصارات التي حققها في القصير وريفها، سيتمّ نقل عدد من وحدات النخبة التي شكّلت رأس حربة الهجمات هناك إلى حلب لتوسيع دائرة النار وإكمال فصل المدينة عن الريف المحيط بها، والتعامل مع المربعات التي حصر المسلحون فيها كلاً على حدة.

وأشارت المصادر إلى أنّ الجيش بات يوزع آلياته ووحداته ضمن مربعات منتشرة بشكل متوازن في مسرح العمليات تتيح التنقل الرشيق وإدارة معارك موضعية أقل شراسة، وتقطيعه أوصال المناطق، ومحاصرة مربعات المسلحين تجعله يخوضها بكفاءة أعلى، فضلاً عن الدعم الجوي والمدفعي في حال الحاجة، وقصر خطوط الإمداد الناتجة من هذا التكتيك، مما يسهل الإمداد ونقل التعزيزات، والقضاء على تجمعات المسلحين ومقارهم. ويتيح ذلك للجيش تحديد زمان ومكان أكثر ملاءمة للمعركة، ويحرم المسلحين من ميزة شن هجمات كبيرة في أكثر من مكان في طول الريف وعرضه.

ويشير أحد المصادر لـ«الأخبار» إلى قرب إحكام الطوق على عندان في الأيام المقبلة، والتقدم في محور حلب ــ أعزاز، وعزلها بشكل كامل بالتوازي مع التقدم نحو السجن المركزي، وفق مبدأ القضم المتدرج والقضاء على المسلحين، كما جرى في القصير بريف حمص.

لكن المشهد لن يكون وردياً بكل تأكيد، فهنالك في المدينة القديمة على سبيل المثال جب ماء في كل بيت عربي قديم، موصول إلى سراديب متصلة ببعضها، وبعض مناطقها موصولة بالخارج، على عكس معظم مناطق المدينة الحديثة المشيّدة على أرض صخرية تجعل حفر الأنفاق مهمة شاقة، إضافة للمسافات الكبيرة المكشوفة والتي تفصل بين الطرقات السريعة والمربعات التي يحاصر فيها المسلحون داخل المخطط التنظيمي الحديث للمدينة، الذي يبلغ نحو ألف كيلو متر مربع، كما أنّ الجماعات المسلحة تعد العدة لمعركة طويلة الأمد في عندان.

تطورات درامية تتوقعها المصادر وانهيارات في بنية الجماعات المسلحة، خصوصاً أنّ ظهرهم التركي يعاني من توسع رقعة الاحتجاج الذي يحمل في أحد عناوينه رفضاً للتورط التركي في سوريا ودعم الجماعات المسلحة وفتح الحدود لها، الذي انعكس سلباً على استقرارها ووحدتها الوطنية.

قوات النظام السوري تسيطر بالكامل على منطقة القصير

أ. ف. ب.

 أقر معارضون سوريون بسقوط مدينة القصير بيد قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني، وقال معارضون “انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال”.

دمشق:  سيطرت القوات النظامية السورية اليوم الاربعاء على “كامل” مدينة القصير في وسط سوريا التي تشهد معارك منذ اكثر من اسبوعين، بحسب ما ذكر الاعلام السوري الرسمي وقناة “المنار” اللبنانية التابعة لحزب الله.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان “قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص”، المحافظة الاستراتيجية بالنسبة الى النظام لانها تربط بين دمشق والساحل السوري.

 ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان “جيشنا الباسل قام بعمليات خاطفة ونوعية في مدينة القصير اسفرت عن القضاء على اعداد من الارهابيين واستسلام اعداد اخرى واعادة الامن والامان الى المدينة كاملة”.

وكان تلفزيون “الاخبارية” اورد في الصباح الباكر في شريط اخباري ان “الجيش العربي السوري يسيطر بالكامل على منطقة القصير”.

واحكمت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني خلال الايام الماضية السيطرة على المدينة التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة.

واكد تلفزيون “المنار” في “اخبار عاجلة” في شريطه الاخباري على الشاشة ان “مدينة القصير اصبحت خالية تماما من المسلحين بعد تقدم الجيش في احيائها الشمالية”، وان “المسلحين فروا باعداد كبيرة من القصير” في اتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية الواقعتين شمال المدينة.

 فيما اكد ناشطون سوريون معارضون على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت سقوط مدينة القصير في وسط سوريا.

 وجاء في بيان للهيئة العامة للثورة السورية نشر على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، “نعم اخواني انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال. ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى”، في اشارة الى ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من اخراج المدنيين من المدينة التي كانت محاصرة منذ اكثر من سنة والتي شهدت معارك طاحنة على مدى اكثر من اسبوعين.

  كماكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة قوات النظام السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني اليوم الاربعاء على مدينة القصير في محاقظة حمص في وسط سوريا، بعد اكثر من اسبوعين من المعارك الطاحنة.

 وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطر مقاتلون من حزب الله اللبناني على مدينة القصير بعد غطاء كثيف من القصف نفذته القوات النظامية السورية على المدينة منذ ليل امس واستمر الى فجر اليوم”.

وتمكنت قوات النظام وحزب الله منذ اليوم الاول من الهجوم في 19 ايار/ مايو من دخول القصير من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، وتركزت بعدها المعارك في الشمال وترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي وجوي عنيف من القوات المهاجمة.

وكان مسلحو المعارضة لا يزالون يقاتلون في اجزاء من بلدة الضبعة المحاذية للقصير والتي خسروا فيها قبل اسبوع المطار العسكري، فيما البويضة الشرقية التي تبعد بضعة كيلومترات الى الشمال هي النقطة الاخيرة المتبقية بين ايدي المعارضين في ريف القصير.

 وبث تلفزيون “المنار” صورا من داخل مدينة القصير بدا فيها مراسله وهو يقف في ساحة المدينة قرب مبنى البلدية في وسط المدينة، بالاضافة الى دمار كبير ومنطقة خالية. كما امكن مشاهدة دبابة قال المراسل انها تابعة للجيش السوري.

ووصف التلفزيون ما حصل بانه “انجاز كبير واستراتيجي للجيش السوري وسط انهيار واسع في صفوف المسلحين”.

 الجيش السوري يتوعد ب “ضرب المسلحين اينما كانوا

وتوعد الجيش النظامي السوري اليوم الاربعاء بـ “ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر” في سوريا، وذلك بعد ساعات من سيطرته مدعوما من حزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، وذلك في بيان اصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.

 واورد البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، ان “قواتنا المسلحة، وعلى اثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الارهاب المنظم والممنهج، تشدد انها لن تتوانى في ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر على ارض سوريا”.

 ايران “تهنىء الجيش والشعب السوريين”

 من جهة ثانية هنأت ايران “الجيش والشعب السوريين” اثر “الانتصار على الارهابيين” في القصير كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.

 وقال عبد اللهيان ان طهران “تهنىء الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير” وذلك ردا على اعلان سقوط هذه المدينة الاستراتيجية في شمال غرب سوريا في ايدي الجيش اثر هجوم استمر اكثر من اسبوعين بدعم من حزب الله الشيعي اللبناني.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/816450.html

طرابلس تحت رحمة رصاص القناصة ودخان الإطارات لحجب الرؤية

وزير داخلية لبنان: سياسيو المدينة مسؤولون عما يجري فيها

طرابلس: سوسن الأبطح

لم تتمكن الاجتماعات والاتصالات المكثفة التي أجريت طوال نهار أمس، وشملت مسؤولين سياسيين، بدءا من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وحتى قادة المحاور المسلحين في منطقة باب التبانة، من إيقاف رصاص القنص الكثيف والقاتل الذي بقي يحصد الأرواح البريئة في مدينة طرابلس، شمال لبنان.

واستمر القناصة على نشاطهم الغادر، بعد أن أصبحوا مزودين بكواتم للصوت، بينما سمعت رشقات على بعض محاور الاقتتال بين الحين والآخر، مما أوحى بأن طرابلس تدخل في معركة باردة وطويلة، قادرة من دون اشتباكات طاحنة، على شل حياة المدينة، وإيقاع عدد كبير من الضحايا.

وقتل شخص أمس، بينما توفي آخر متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر لبناني القول: «قتل مواطن سوري اليوم (أمس) في منطقة المنكوبين ذات الغالبية السنية في طرابلس برصاص قنص، بينما توفي عنصر في قوى الأمن الداخلي متأثرا بجروح كان أصيب بها أمس نتيجة رصاص قنص لدى مروره في منطقة سنية أخرى مجاورة في سيارته».

وأتت التصريحات السياسية المتضاربة، لتؤكد لمرة جديدة عجز السلطة، وسياسي المدينة، عن إيجاد أي حل ولو مؤقت لمأساة عشرات الآلاف ممن يقطنون في حيي باب التبانة (ذي الغالبية السنية) وجبل محسن (ذي الغالبية العلوية)، حيث تحول بعضهم إلى لاجئين في المدارس، والبعض الآخر حبيس الجدران، بالكاد يتمكن من التزود بحاجاته اليومية. وبقيت مرافق الحياة في المنطقتين وجوارهما مشلولة بالكامل.

ووصف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، مروان شربل، ما يجري في طرابلس بـ«المأساة». وقال قبيل اجتماع مجلس الأمن المركزي: «أشعر بأن المقاتلين خرجوا عن أوامر بعض السياسيين، وهناك تضامن سياسي من كل النواب والوزراء من أجل إنهاء هذه الفتنة، إلا أنها لم تنته بعد، وهذا ما يدل على أن المقاتلين في طرابلس يتبعون المثال القائل: لما اشتد ساعده رماني». وأضاف: «إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في طرابلس عليك أن تعرف ماذا يجري في سوريا، والسياسيون في طرابلس مسؤولون عن الواقع في المدينة، لأن من يتقاتل هم أبناء المدينة»، مشددا على أنه «لا يمكننا أن ندمر طرابلس بالضرب بيد من حديد، والجيش يتصرف بحكمة من أجل ضبط الوضع هناك». ولفت شربل إلى أن «مشاكل سوريا تنعكس سلبا لدينا، خاصة في مدينة طرابلس»، مؤكدا أن «95% من الطرابلسيين ضد ما يحصل».

وكان الرئيس اللبناني، قد اطلع صباح أمس، من قائد الجيش، جان قهوجي، على التدابير المتخذة لضبط الوضع في مدينة طرابلس، في حين سطر القاضي صقر صقر استنابات قضائية إلى جهاز المخابرات يطلب فيها كشف هوية كل مسؤول حزبي أو مجموعة مسلحة متورطة في الأعمال العسكرية في طرابلس.

وفي موازاة الوضع الأمني المتردي، عقدت لجنة المتابعة المنبثقة من لقاء نواب طرابلس والمؤلفة من النواب: أحمد كرامي ومحمد كبارة وسمير الجسر، اجتماعا في منزل النائب كبارة، وتباحثت في «الانتكاسة الأمنية التي طاولت المدينة منذ مساء الأحد الماضي». واستغرب المجتمعون استمرار «التدهور الأمني رغم كل المناشدات التي وجهت إلى رئيسي الجمهورية والحكومة وقائد الجيش من دون أي علاج فاعل». ورأى المجتمعون أن «القناصين الذين يغدرون بالمدنيين مجرمون لا يجوز التعامل معهم بطلقات تحذيرية، وأن مجرد الرد عليهم بطلقات رادعة كفيلة وحدها بإنهاء هذه الحالة الشاذة». وناشدوا الرئيس سليمان «دعوة مجلس الدفاع الأعلى، إلى جلسة عاجلة، غير سرية، تضع حدا لمأساة طرابلس».

وحاول الأهالي درء رصاص القنص بإشعال إطارات شكلت سحبا على أكثر من محور، مما سهل حركة السكان في مناطق الاشتباكات لبعض الوقت.

وفي إطار مساعي التهدئة، عقد اجتماع لـ«اللقاء الوطني الإسلامي» جمع كلا من النواب محمد كبارة ومعين المرعبي وخالد الضاهر، والمشايخ سالم الرافعي ونبيل رحيم وكنعان ناجي وحسن الخيال ومستشار الرئيس سعد الحريري في الشمال عبد الغني كبارة وحسام الصباغ. وصدر بيان عن المجتمعين أفاد بأن «استهداف طرابلس من العصابة المجرمة المتحصنة في (ثكنة الأسد) ببعل محسن، إنما يدل على حجم الحقد الكبير الذي يكنه نظام الأسد وإيران لطرابلس، ويترجم بقتل الأبرياء بدم بارد، وهذا ما لم يعد من الممكن السكوت عنه».

وطالب المجتمعون «أهلنا في المناطق المحيطة ببعل محسن بوقف فوري لإطلاق النار، وإعطاء مهلة 48 ساعة للجيش والقوى الأمنية للرد بعنف وحزم على القناصين المجرمين وردع هذه الحالة المسلحة الشاذة». وشددوا على أن «أي تهاون من السلطة السياسية وقيادة الجيش تجاه طرابلس سيجعل الأمور بعد 48 ساعة من الآن خارجة عن سيطرة الجميع، وبالتالي فإن طرابلس ستكون مضطرة للدفاع عن نفسها، والتاريخ يشهد بأن هذه المدينة لا تسكت عن ظلم ولا تقبل بأي إذلال».

تأتي هذه التصريحات في وقت كان المسؤول الإعلامي في «الحزب العربي الديمقراطي» بجبل محسن عبد اللطيف صالح، قد أعلن «الالتزام بوقف إطلاق النار مع الجيش، بينما الطرف الآخر في باب التبانة هو الذي لم يلتزم»، وأمل «وقف حمام الدم في طرابلس».

وفي ظل التصريحات السياسية النارية المتضاربة، رأى رئيس بلدية طرابلس، نادر الغزال، أن «ما تتعرض له مدينة طرابلس من اعتداءات مؤسفة لا تمت لواقعها بأي صلة»، مستنكرا «حال الفلتان الذي حصل بعد أن كادت تتنفس الصعداء». وطالب بدور «فاعل للجيش والقوى الأمنية في استعادة هيبة الدولة وبسط سلطتها»، داعيا «المسؤولين السياسيين للنزول إلى الشوارع ليشعروا بالمآسي التي يعانيها أبناء المدينة والعمل على إخراج الوضع من البازارات والحسابات السياسية الضيقة».

في موازاة ذلك، قال رئيس «جبهة النضال الوطني»، النائب وليد جنبلاط، إنه «إذا كانت بعض الأطراف السياسية اللبنانية تظن أن باستطاعتها تغيير مجرى الصراع في سوريا من بوابة طرابلس، فإن رهاناتها في غير محلها». وسأل أمس: «ما الفائدة من إشعال النار في طرابلس والدخول في عملية تصفية الحسابات السياسية عبر الشحن المذهبي والطائفي وتغذية الغرائز وتأجيج مشاعر التوتر والفتنة؟»، معتبرا أنه «آن الأوان لبعض الساسة في طرابلس وبعض الأطراف الداخلية والخارجية الأخرى الإقلاع عن عملها المتواصل في التسليح والتمويل المنظم لبعض الأحزاب والميليشيات وقادة المحاور، وآن الأوان لاحتضان الجيش اللبناني أكثر من أي وقت مضى لأنه يمثل مرجعية الدولة التي تبقى الملاذ الوحيد لأهل طرابلس واللبنانيين عموما».

لجنة تحقيق في الأمم المتحدة تثبت استخدام النظام السوري «الكيماوي»

العقيد سعد الدين: النظام الجهة الوحيدة التي تملك هذا النوع من الأسلحة

بيروت: كارولين عاكوم

بناء على تحقيقات ميدانية شملت عددا كبيرا من المناطق، جاء تقرير لجنة تحقيق الأمم المتحدة التي لا تزال تنتظر سماح النظام لها بالدخول إلى سوريا، ليثبت مرة جديدة حجم الجرائم المرتكبة من قبل طرفي النزاع، محملة النظام الحصة الأكبر من هذه المسؤولية. وأفاد التقرير بأدلة شبه مؤكدة تشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية من دون أن تتمكن من تحديد طبيعة عناصر هذا السلاح وأنظمة الأسلحة المستخدمة ولا الجهة التي استخدمتها.

ولم تبتعد نتائج تقرير منظمة الصحة العالمية عن واقع معاناة المدنيين، إذ حذرت بدورها من ازدياد خطر الأوبئة في سوريا والدول المجاورة مع اقتراب فصل الصيف، وخصوصا الـ«تيفوئيد» والـ«كوليرا» والـ«دسنتاريا».

واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في رد له على تقرير الأمم المتحدة، أنه «لا مجال أبدا للمقارنة بين من يلقي أطنانا من المتفجرات كل يوم على شعب أعزل منتهجا قتل الأطفال والنساء، أسلوبا منظما لقتل الثورة الشعبية، وبين من يحمل سلاحا خفيفا أو متوسطا للدفاع عن هذا الشعب». وقال الائتلاف في بيان إنه «اطلع باهتمام على مضمون التقرير خصوصا لما وصف ببلوغ الصراع في سوريا مستويات جديدة من الوحشية وتصاعد شدة الانتهاكات»، مؤكدا كذلك «رفضه وإدانته لكل خرق للقوانين والعهود والمواثيق الدولية بغض النظر عن الجهة التي ارتكبته، كما تعهد بمحاسبة كل من تورط في هذه الخروقات أمام قضاء عادل».

من جهته، نفى الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا للجيش الحر العقيد قاسم سعد الدين، استخدام المعارضة العسكرية الأسلحة الكيماوية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام هو الجهة الوحيدة التي تملك هذا النوع من الأسلحة التي تحتاج إلى آلية وتقنية محددة للحفظ والاستعمال لا تملكها المعارضة، بينما يحاول النظام إلصاق التهمة بنا أمام المجتمع الدولي».

وأشار سعد الدين إلى أن «النظام بات يستعمل هذا النوع من الأسلحة في كل منطقة يعجز على استعادتها والسيطرة عليها، وذلك في محاولة منه لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات قبل مؤتمر «جنيف 2»، المزمع عقده في نهاية يونيو (حزيران) الحالي أو مطلع يوليو (تموز) المقبل.

وفي ما يتعلق باستخدام الأطفال في المعارك، قال سعد الدين: «عندنا من الرجال ما يكفي للقيام بالمهمة، ولسنا بحاجة إلى أطفال لمؤازرتنا، ما نحتاجه هو السلاح فقط»، مضيفا: «ما قد يظهر عبر مقاطع الفيديو لا يعدو كونه حالات استثنائية خارجة عن سيطرة الجيش الحر، لكن ورغم ذلك، نستنكر هذا السلوك ونؤكد على محاسبة كل المخالفين، لأن هدفنا أن نبقى محافظين قدر الإمكان على الحرية والمساواة والعدالة».

وأوضح سعد الدين، ما أشار إليه التقرير حول إقامة المعارضة لأهداف عسكرية قرب مناطق مدنية، بالقول: «نضطر في أحيان كثيرة لإقامة هذه الحواجز في مناطق سكنية، وذلك في مواجهة النظام الذي يعمد إلى تركيز قواته بين المنازل لإعاقة سير المعارك وممارسة أسوأ أعمال العنف بحق الأهالي».

وكانت لجنة الأمم المتحدة قد كشفت في تقريرها أن «هناك دوافع معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من منتجات كيميائية استخدمت»، مشيرة إلى «أربعة حوادث استخدمت خلالها هذه المواد.. لكن تحقيقاتهم لم تتح حتى الآن تحديد طبيعة هذه العناصر الكيميائية وأنظمة الأسلحة المستخدمة ولا الجهة التي استخدمتها».

ووقعت الحوادث الأربعة، وفق التقرير، في خان العسل قرب حلب في 19 مارس (آذار) والعتيبة قرب دمشق في التاريخ نفسه، وفي حي الشيخ مقصود في حلب في 13 أبريل (نيسان) وفي مدينة سراقب في 29 من نفس الشهر.

وأكد رئيس اللجنة البرازيلي باولو بنييرو أن التقرير يستند على مقابلات مع ضحايا ولاجئين وأعضاء من الطواقم الطبية. وفي حين اتهم المحققون قوات النظام بارتكاب جرائم وأعمال تعذيب واغتصاب وأعمال أخرى غير إنسانية، عبرت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي، عضو لجنة التحقيق، عن قلقها حيال العنف وقساوة الأعمال الإجرامية والتعذيب، وبشكل رئيسي استخدام أطفال في المعارك وهم يتعرضون للقتل والتعذيب.

ولفت بنييرو إلى أن «وحشية النزاع في سوريا بلغت مستويات جديدة»، مضيفا أنه للمرة الأولى «يشير التقرير إلى فرض حصار بشكل منهجي واستخدام عناصر كيمائية ونزوح قسري»، منددا بالغياب التام للعدالة.

وحذر المحققون من إرسال أسلحة إلى سوريا، لافتين إلى أنها يمكن أن تستخدم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وحذرت ديل بونتي من أنه «يمكن أن يترتب على ذلك مسؤولية مشتركة إجرامية».

واتهم التقرير أيضا الجيش السوري بقصف بعض المناطق بشكل متواصل وإطلاق صواريخ أرض – أرض وكذلك قنابل انشطارية وحرارية. وقال التقرير أيضا إن الجيش المدعوم من اللجان الشعبية يحرم المدن من وصول المواد الغذائية والأدوية بهدف منع توسع المجموعات المسلحة وإرغام السكان على النزوح.

ولم تستثن اللجنة مجموعات المعارضة المسلحة من هذه الجرائم وبينها إعدامات خارج إطار القضاء وأعمال تعذيب أو تعريض حياة سكان للخطر عبر إقامة أهداف عسكرية قرب مناطق مدنية، مشيرة في الوقت عينه إلى أنها لم تبلغ مستوى وحجم تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها.

من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد خطر الأوبئة في سوريا والدول المجاورة مع اقتراب فصل الصيف، وخصوصا الـ«تيفوئيد» والـ«كوليرا» والـ«دسنتاريا». وأعربت المنظمة، في تقرير، عن القلق العميق من «تزايد حالات الأمراض المتنقلة داخل سوريا وبين السوريين النازحين إلى الدول المجاورة في المنطقة»، محذرة من أن «غياب إجراءات الوقاية والسيطرة، من شأنه أن يؤدي إلى خطر محتمل لتفشي الأوبئة».

قذائف في محيط السفارة الروسية بدمشق.. و«الحر» يؤكد احترام المعاهدات الدولية

الائتلاف المعارض يوسط رئيس البرلمان اللبناني لإخراج 1000 جريح من القصير

بيروت: «الشرق الأوسط»

استهدفت خمس قذائف هاون، مجهولة المصدر، محيط السفارة الروسية في دمشق أمس، مما أسفر عن سقوط قتيلين سوريين، أحدهما مدني، بموازاة توجيه رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بالإنابة جورج صبرا، رسالة إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، يناشده فيها «الإسهام بفتح ممرات لإخراج ألف جريح من مدينة القصير إلى المناطق اللبنانية أو السورية».

وبعيد إعلان موسكو انضمام سفينة حربية روسية مضادة للغواصات والتابعة لأسطول الشمال، إلى السفن الحربية الروسية في المتوسط، أفادت قناة «روسيا اليوم» بأن 5 قذائف هاون سقطت في محيط مبنى السفارة الروسية في دمشق قرب منطقة الفيحاء، مشيرة إلى أن الحادثة أودت بحياة مدني سوري وعنصر من الجيش النظامي، كما تسببت بأضرار مادية.

وفي حين لم يعلن أي الفصائل السورية المعارضة مسؤوليته عن العملية، أعلن المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا الإسلامية محمد علوش لـ«الشرق الأوسط» أن السفارة الروسية في دمشق «باتت ضمن الأهداف المشروعة للمعارضة نظرا لتحولها من سفارة دولة، إلى غرفة عمليات عسكرية تقدم الاستشارات للنظام السوري».

وقال علوش، الذي تضم جبهته عددا من الكتائب الإسلامية المقاتلة، أبرزها «لواء التوحيد» و«لواء الإسلام» وألوية «صقور الشام»، إن المعارضة السورية «تعتبر السفارات مناطق محرمة، كوننا نحترم الاتفاقيات الدبلوماسية بين الدول، والاتفاقيات الدولية»، متهما السفارة الروسية في دمشق بأنها «تضم مستشارين عسكريين روسا يقدمون الدعم للنظام السوري، كما ترسل روسيا للنظام دفعات من السلاح والذخيرة التي تستخدم في قتل المدنيين».

لكن مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر فهد المصري، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «السفارة الروسية ليست من أهداف الجيش الحر»، مضيفا: «إننا نحترم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ولا يدخل استهداف السفارات ضمن سياستنا وأهدافنا ومبادئنا وأخلاقنا».

وإذ نفى المصري استهداف الجيش الحر للسفارة الروسية بدمشق، كشف عن اتصاله بالسفير الروسي في القاهرة قبل عام وأبلغه بـ«مخطط لاستهداف السفارة بدمشق من قبل النظام، يجري على أثرها اتهام الجيش الحر بالعملية». وقال: «وصلتنا معلومات عن مخطط عند النظام لتفجير مقر حزب البعث في دمشق، وفرع الأمن السياسي في الفيحاء، وناد رياضي في المنطقة نفسها، إضافة إلى السفارة الروسية، واتهام المعارضة بتفجيرها»، إضافة إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطائرات الحربية النظامية «نفذت غارتين على مناطق في مدينة عربين ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر»، مضيفا أن الكتائب المقاتلة في ريف دمشق «استهدفت تجمعات لعناصر لحزب الله اللبناني واللجان الشعبية والقوات النظامية في السيدة زينب بعدد من قذائف الهاون»، لافتا إلى سقوط عدد من القتلى.

وتزامنت تلك الاشتباكات مع تعرض مناطق في مدينة دوما لقصف من القوات النظامية. وذكر ناشطون أن القوات النظامية نفذت حملة دهم واعتقال للمواطنين، بالقرب من مسجد النور في بلدة الرحيبة، بينما سقطت عدة قذائف على ضاحية الأسد التي تقطنها أغلبية مؤيدة للنظام، فضلا عن سقوط قذائف في مدينة الزبداني التي قالت مصادر المعارضة إن حزب الله عزز من وجوده فيها، وتحديدا في منطقة سرغايا قرب الحدود اللبنانية. وفي سياق متصل، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل سبعة من عناصر قوات النظام وحزب الله في المعارك العنيفة التي تدور في الجبهة الغربية من مدينة معضمية الشام. وذكرت أن «الثوار سيطروا على حاجز لمقاتلي حزب الله على أطراف المدينة»، بالتزامن مع قصف عنيف استهدف منازل المدنيين في حي تشرين وجادة المشروح في حي برزة إضافة لحيي القابون وجوبر بالعاصمة، بحسب مجلس قيادة الثورة.

وفي القصير بريف حمص، تواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي مدعوما بمقاتلين من حزب الله، عند أطراف المدينة الشمالية. وذكر ناشطون أن الجيش الحر تصدى لهجوم وقع على مقربة من قرية الضبعة شمال القصير.

من جهة أخرى، رجحت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أمس، أن يكون 147 شخصا عثر على جثثهم في نهر بحلب، خلال فترات متفاوتة مطلع السنة الحالية، قد أعدموا في مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وأفادت المنظمة بأنها زارت مكان اكتشاف الجثث وقابلت السكان والناشطين المعارضين الذين عثروا عليها.

القمة الروسية ـ الأوروبية تتفق بشأن «جنيف ـ 2» وترفض حلولا عسكرية في سوريا

بوتين يؤكد عدم تنفيذ عقود إمداد دمشق بصواريخ «إس – 300»

موسكو: سامي عمارة

في يومها الثاني والأخير توصلت قمة روسيا – الاتحاد الأوروبي، إلى ما هو أقرب إلى الاتفاق في الرأي والرؤى حول الأزمة السورية في إطار ما سبق وأعلنه هرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي من أن «الموقف الأوروبي الثابت يتلخص في أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية».

وكان رومبوي قد أعرب عن ترحيب الدول الأوروبية بالمبادرة الروسية – الأميركية لعقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة السورية أصبح يطلق عليه «جنيف – 2»، مؤكدا عزمها على مواصلة التعاون مع روسيا بشأن التسوية في سوريا من هذا المنطلق.

من جانبه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي عقده في ختام مباحثات مع فان رومبوي وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية، ضرورة الاتفاق على عقد مؤتمر جنيف – 2 مؤكدا أن الجانب الروسي أبلغ الشركاء الآخرين بموافقة القيادة السورية على المشاركة في الحوار السياسي والجلوس إلى مائدة المباحثات مع المعارضة التي لم تعلن موقفها بعد.

وردا على سؤال حول إمداد روسيا بالأسلحة وخاصة منظومات صواريخ «إس – 300» قال بوتين إن بلاده ملتزمة بكل ما وقعته من اتفاقيات بما يتفق مع بنود القانون الدولي، في ذات الوقت أكد بوتين ما كان قد قاله وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أمس عن أن سوريا لم تتسلم أي من صواريخ «إس – 300». وقال إن روسيا لم تبدأ بعد في تنفيذ ما وقعته في السابق من عقود مع الحكومة السورية بشأن صواريخ «إس – 300»، معربا عن خيبة أمل روسيا تجاه قرار وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي حول رفع الحظر عن إمداد المعارضة السورية بالأسلحة. وأكد أن لا أحد أشار إلى جدوى مثل هذه الخطوات، موضحا أن صادرات روسيا من الأسلحة لا تتناقض مع القانون الدولي وتجرى بموجب اتفاقيات موقعة في السابق.

لاجئو القُصير يقيمون مخيّماً جديداً في عكّار: “حزب الله” هجّرنا

في إحدى مزارع عكار البعيدة يُخبر لاجئو القصير عن قصص الرعب الجديدة

متوارين عن الأنظار خلف صفوفٍ من الأشجار الخضراء القاتمة في المزرعة الخضراء التي تحيط ببلدة حلبا اللبنانية، على بعد 10 كلم تقريباً من الحدود السورية في أقصى شمال البقاع، يُقيم آخر اللاجئين السوريين إلى لبنان جرّاء الحرب الضروس المشتعلة في بلدهم سوريا. القادمون الثمانون الذين لجأوا إلى حلبا خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة- ومعظمهم من النساء والأطفال- هم من أهل القُصير الذين هربوا من الاشتباكات التي ازدادت شراسة عندما أطلقت قوات النظام السوري، مدعومة من وحدات “حزب الله” اللبناني، حملة واسعة لاجتياح البلدة في 19 أيار الماضي. وعلى غير عادة اللاجئين السوريين، الذين ينزلون ضيوفاً في منازل أصدقائهم وأقربائهم، سكنت هذه العائلات الخيام، مقيمةً بذلك مخيماً غير رسمي للاجئين.

بعدما حدّدنا موقع المخيم يوم الخميس الماضي بمساعدة متطوعين في أعمال الإغاثة، قضى NOW طيلة بعد الظهر يجري مقابلات مع اللاجئين الذين تحدّثوا عن العنف المرعب لدرجة أنّ تمكّنهم من الهرب الى لبنان كان محنة بحد ذاتها.

“أتينا بأي وسيلة توفرت: في السيارات، والشاحنات، والجرارات الزراعية. يرافقنا الجيش السوري الحر بطبيعة الحال”، قال عبدالله الشاب، وهو يجلس على فراش اسفنجي رقيق داخل خيمته بعد أن فرّ من القُصير قبل 20 يوماً. “كنّا في مرمى نيران الشبيحة و”حزب الله””.

رغم سكنهم في المنطقة المواجهة لشمال شرق الحدود اللبنانية، قال اللاجئون إنّ وجود قوّات “حزب الله” في المنطقة أجبرهم على الانعطاف 40 كلم جنوباً نحو قرية عرسال المعادية للنظام، ومنها بدأوا رحلتهم الطويلة نحو حلبا.

“استغرق الطريق حوالى سبع ساعات” قالت هند، وهي أمّ من قرية الزيته وتجلس في خيمة أخرى مع شقيقتها وأمها وأطفالها الخمسة. “قيل لنا إذا رآنا الشيعة، سوف يعتقلوننا أو يقتلوننا”.

بعد أن تحمّلوا سنتين من الحرب- متنقلّين في أغلب الأحيان من قرية الى أخرى حسبما تقتضيه الظروف- قال اللاجئون إنّ مستوى العنف المخيف وغير المسبوق خلال الأسابيع الأخيرة هو الذي أجبرهم على الهروب.

“الدمار هناك شامل”، قال عبدالله. “إنهم يقصفوننا بكل الأنواع: مدافع الهاون، والدبابات، وطائرات الميغ. هناك 100 قذيفة كل دقيقة. لديهم قنابل قادرة ان تدمّر سبعة منازل في الوقت نفسه. القُصير بلدة عادية، ماذا نستطيع ان نفعل حيال ذلك؟”. وقد كثُرت الفيديوهات التي تصوّر تعرّض أحياء القُصير السكنية لهجمات جوية والتي التقطها ناشطون في القُصير خلال الأسابيع الأخيرة.

“حتى أنّهم يستخدمون أسلحة كيميائية”، قال مالك، وهو من أقرباء عبدالله ويكبره سناً، وقد وصل الى حلبا قبل خمسة أيام. “لقد رأينا ألوانا مختلفة من الدخان- الأبيض والأصفر والأحمر – مع روائح كريهة، وشعور الناس بالاختناق”. ويُعتبر كلامه تكراراً لما زعمه المتحدّث باسم الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، في وقتٍ سابق من هذا الشهر، بالرغم من عدم وجود دليل قاطع بعد يدعم مزاعمه.

رغم استخدام النظام لأسلحة ثقيلة، قال اللاجئون لـ NOW إنّ الثوار ما زالوا يسيطرون على مناطق من البلدة ومن الريف المحيط بها.

“الأمور في مراوحة مستمرة”، قال عبد الله. “يخسر الجيش السوري الحر موقعاً ما اليوم، ثم يستعيده في اليوم التالي”. وقد أخبره أقارب له لا يزالون داخل البلدة أنّ النظام استولى مؤخراً على محطة مياه أساسية وعلى أجزاء من قاعدة الضبعة الجوية. ولكن القتال مستمر”، يؤكّد بفخر.

ولدى سؤاله عمّا يمكن أن يحصل في حال سقطت البلدة بأكملها في يد النظام، يتوقّع عبدالله “كارثة إنسانية. يوجد هناك اكثر من 30000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال. سيحصل أمر مشابه لما حصل في البيضا، وفي بانياس، والحولة”، مشيراً الى مواقع حصول مجازر شهيرة بفظاعتها للمدنيين. في الواقع، عبّر المفوّض الاعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاّي نفسه عن تخوّفه من حصول مجزرة شبيهة بمجزرة البيضا في البلدة في حال اجتاحتها قوات النظام.

غير أنّ اللاجئين حتى وهم هنا في لبنان حيث ينعمون بأمان أكثر بكثير مقارنة بسوريا، يشعرون بالخوف، ولا سيّما من قوات “حزب الله” التي يكنّون لها كراهية خاصة.

“[الرئيس السوري] بشار الأسد خنزير، ولكن حسن نصرالله [قائد “حزب الله”] خنزير أكبر منه!” تقول عايشة، شقيقة هند التي بقيت صامتة حتى الآن. بينما تتحّدث، يرتفع صوتها الى حد الصراخ، ما يدفع أمها العجوز التي تجلس الى جانبها للبكاء.

“كنّا نعيش بسلام، لماذا تدخّل حزب الشيطان؟ [في إشارة الى “حزب الله”] نحن نساء وأطفال، ماذا يريدون منّا؟ حتى النظام تركنا وحالنا في منازلنا. بشار أفضل منهم. حتى إسرائيل أكثر شفقة منهم”.

بعيداً عن موضوع الأمن، يواجه اللاجئون بطبيعة الحال صعوبات إنسانية كذلك. فبالرغم من أن البنية التحتية للمخيم تتحسّن بسرعة – حيث أضيف إليه خلال الأيام الأخيرة حمّام من الإسمنت مزوّد بالمياه ووحدة مطبخ- لا يمتلك السكان أكثر من مجرّد خيام تؤويهم، وفرش وأدوات مطبخية تمّ التبرّع بها، ويعاني الكثيرون بينهم من المرض. حتى أنّ ثمة خطراً بأن يتعرّضوا للسعات الأفاعي – حيث يبدو جرحٌ عميقٌ في ساعد طفل في الثانية من عمره بعد أن لسعته أفعى سامة.

هذا ولم يتسجّل أي لاجئ من بينهم لدى وكالة اللاجئين (UNHCR) التابعة للأمم المتحدة لعدم معرفتهم بالإجراءات اللازمة لذلك وافتقارهم للوثائق المطلوبة. ولذلك، يقوم فريق صغير من المتطوعين  يقوده طلاّب مدارس ويُسمّى (كلنا لبعض) بإدارة المخيم، بتمويل أساسي من أحد الأثرياء اللبنانيين في عاليه.

“ننظّم أحداثاً لجمع الاموال هنا في بيروت [لاستكمال الهبات التي تُقدّم من عاليه]”، قالت ديانا رفاعي وهي طالبة سورية متطوّعة مع المنظمة. “نستضيف أحداثاً ونؤمّن لقاءَ ثمنِ كل بطاقة دخول سلة طعام شهرية لعائلة واحدة، مثلاً، أو صندوقاً للاطفال مليئاً بالحفاضات وبحليب الأطفال. ونقوم كذلك بحملات لجمع الثياب حيث يمكن للناس أن يتبرعّوا بالثياب في مكان معيّن نحدّده في بيروت”.

تأمل المجموعة ان تكون لها صفحة خاصة بها على الفايسبوك ابتداءً من الأسبوع القادم. وبانتظار ذلك، قالت الرفاعي إنّه يمكن لكل من يريد التبرّع أن يتواصل معها عبر حسابها الخاص على الفايسبوك.

بعض الأسماء الواردة في المقابلات جرى تغييرها بناء على طلب أصحابها.

ساهمت يارا شحيد في جمع المعلومات لإعداد هذا المقال.

هذا المقال هو ترجمة للنص الانكليزي الاصلي

(ترجمة زينة أبو فاعور)

دمشق تعلن السيطرة ودحر المسلحين

“الحر” يخلي القصير ويتهم النظام بمجازر

                                            أعلن الجيش السوري الحر انسحابه من مدينة القصير الاستراتيجية بريف حمص  بعد ما أسماها “مذبحة” ارتكبتها قوات النظام ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات وفق ما نقلت وكالة رويترز. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان التلفزيون السوري الرسمي استعادة قوات النظام السيطرة على القصير بالكامل بعد القضاء على عدد كبير ممن وصفهم بالإرهابيين واعتقال عدد آخر.

وقال بيان للثوار أرسل لوكالة رويترز أنه “بسبب نقص الإمدادات وتدخل حزب الله الصارخ بقي عشرات المقاتلين في الصفوف الخلفية لتأمين انسحاب زملائهم والمدنيين”.

 ويأتي إعلان الثوار الانسحاب من القصير بعدما نفى في وقت سابق المتحدث باسم جبهة حمص التابعة لهيئة أركان الجيش الحر صهيب العلي صحة سيطرة جيش النظام ومقاتلي حزب الله على القصير، وأكد في اتصال مع الجزيرة عبر سكايب استمرار الجيش الحر في السيطرة على القصير مع تواصل المعارك العنيفة والقصف المكثف، مشيرا إلى أن الثوار قتلوا 15 من عناصر حزب الله في آخر المعارك إضافة إلى مقتل سبعة من الجيش الحر وجرح عدد كبير من المدنيين.

 وأعرب العلي عن تخوف الجيش الحر من أن يكون إعلان جيش النظام السيطرة على القصير مقدمة لقصف المدينة بالسلاح الكيمياوي كما فعل في مناطق أخرى. وناشد الهيئات الإنسانية التدخل لإنقاذ أكثر من ألف جريح في المدينة حياتهم مهددة بالخطر.

 وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن استعادة قوات النظام السيطرة  على  كامل مدينة القصير بريف حمص.

 ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر وصفته بالمسؤول أن الجيش قام  بعمليات وصفها بالخاطفة ونوعية في مدينة القصير أسفرت عن القضاء على أعداد من ما وصفهم بالإرهابيين واستسلام أعداد أخرى “وإعادة الأمن والأمان إلى المدينة  كاملة”.

 وأكد المصدر أن قوات الجيش السوري قامت أيضا بتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في منازل المواطنين والطرقات العامة لإعاقة تقدم الجيش، مشيرا إلى أن الجيش يقوم حاليا بعمليات التفتيش في مدينة القصير.

 من جانبه قال أحد مقاتلي حزب الله لوكالة رويترز في القصير “قمنا بهجوم مفاجئ في الساعات الاولى من الصباح ودخلنا البلدة ولاذوا هم بالفرار”.

ويأتي هذا الإعلان بعد أكثر من أسبوعين من معارك شرسة خاضتها قوات النظام مدعومة بمسلحين من حزب الله للسيطرة على هذه المدينة الواقعة على طريق حيوي للإمدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا.

دمشق وريفها

من جهة أخرى أفادت شبكة شام الإخبارية بأن اشتباكات دارت على تخوم مدينة داريا في ريف دمشق بين قوات الجيش السوري مدعومة بمسلحين من حزب الله وقوات الجيش الحر.

وحسب شبكة شام فإن الاشتباكات تركزت على الجهة الغربية من المدينة التي تسعى قوات النظام السوري لاقتحامها منذ نحو شهرين، وتفرض عليها حصارا شديدا.

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء إنه تم تسجيل سقوط خمس قذائف هاون على منطقتي العدوي والمزرعة بمدينة دمشق، بعضها قرب السفارة الروسية.

أما في معضمية الشام فقد دارت معارك عنيفة أسفرت عن سقوط سبعة قتلى من النظام وحزب الله، وفق الهيئة العامة للثورة السورية التي ذكرت أيضا أن الثوار سيطروا على حاجز لمقاتلي الحزب على أطراف معضمية الشام.

في غضون ذلك, استهدف القصف العنيف لقوات النظام منازل المدنيين في حي تشرين وجادة المشروح في حي برزة، إضافة إلى حيي القابون وجوبر بالعاصمة دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة إن قذيفة تسقط كل أربع دقائق على حي تشرين.

جبهات مشتعلة

وفي درعا أفاد المركز الإعلامي السوري بأن الجيش الحر اقتحم حاجز السنتر في بلدة النعيمة بريف درعا. وأشار إلى سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى جراء قصف طيران قوات النظام للنعيمة الثلاثاء.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تحاول السيطرة على القرية الواقعة شمال غرب مدينة حلب، سعيا لفك حصار مقاتلي المعارضة عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب. كما أفادت شبكة شام بأن الجيش الحر قتل أكثر من عشرة جنود في اشتباكات قرب مدينة السفيرة.

في غضون ذلك تحدثت شبكة شام عن قصف عنيف لمنازل المدنيين في حي الخالدية بمدينة حمص المحاصرة، وتصاعد أعمدة الدخان من المكان.

في هذه الأثناء قتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وسقط عدد من الجرحى -بينهم أطفال ونساء- جراء قصف قوات النظام منزلهم بحي الحميدية في دير الزور صباح الثلاثاء، وفق الهيئة العامة للثورة، وسط اشتباكات عنيفة بعدة أحياء من المدينة الواقعة شرق سوريا.

انسحاب الجيش الحر من القصير بعد مذبحة أودت بحياة المئات

النظام السوري يعلن سيطرته الكاملة على المدينة بعد أسابيع من الاشتباكات

دبي – قناة العربية

أعلن النظام السوري الأربعاء 5 يونيو/حزيران سيطرته الكاملة على القصير، بعد أيام من إعلانه السيطرة على 70% من المدينة وتكذيب الجيش الحر لادعاءاته آنذاك، فيما نقلت الوكالات عن مقاتلين من المعارضة انسحابهم من المدينة بعد مذبحة ارتكبتها قوات النظام وميليشيا حزب الله بالمئات.

وتستمر المعارك على أشدها في مدينة القصير بحمص بين قوات النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة والجيش الحر من جهة ثانية، حيث أعلنت وسائل إعلام النظام أن قوات الأسد سيطرت على المدينة بشكل كامل فيما لم تؤكد وتنفي أي مصادر من الجيش الحر والمعارضة صحة هذه الأنباء.

وبحسب المرصد السوري فإن طيران النظام لم يوقف غاراته على القصير، الأمر الذي دفع إلى إطلاق دعوات ومناشدات إلى المنظمات الإنسانية بالتدخل على وجه السرعة لتقديم الإغاثة والمساعدات لآلاف المحاصرين في المدينة بسبب نقص المواد الطبية بشكل شبه كامل من المستشفيات التي تغص بالجرحى.

وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق أن قصفا عنيفا بقذائف الهاون استهدف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ترافق مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من مبنى البلدية. كذلك أدى قصف عنيف بالهاون من قبل قوات النظام حي الحجر الأسود إلى دفع العديد من العائلات إلى ترك منازلهم.

أما في ريف دمشق، وتحديداً في معضمية الشام، فاستخدمت قوات النظام كافة أنواع المدفعية والصواريخ ودبابات الشيلكا ترافقاً مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بميلشيات حزب الله على الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة.

وفي دير الزور، تعرضت معظم أحيائها لقصف عنيف براجمات الصواريخ من قبل اللواء 127. وفي درعا قصفت قوات النظام مدينة بصر الحرير براجمات الصواريخ وقذائف الهاون مستهدفة الأحياء السكنية مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل.

واشنطن غير متأكدة من موعد انعقاد مؤتمر “جنيف 2

الإعلان عن اجتماع أميركي – روسي – أممي تحضيراً للمؤتمر بحضور الإبراهيمي

دبي – قناة العربية، واشنطن – فرانس برس

أعلنت واشنطن أنه لم يتم التوافق بعد على موعد عقد مؤتمر “جنيف 2” ولاعلى جدول أعماله ولا على المشاركين فيه، ومع ذلك يعقد اليوم في المدينة السويسرية مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان ونائبته لشؤون الشرق الأوسط اليزابيث جونز اجتماعاً تحضيرياً للمؤتمر مع نظيريهما الروسيين، بالإضافة إلى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا لخضر الإبراهيمي.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تحضر لمؤتمر “جنيف 2″، لكنها غير متأكدة بعد من موعد حصوله أو جدول أعماله أو حتى من قائمة المشاركين فيه.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت مساء الخميس الفائت عن هذا الاجتماع الثلاثي، موضحة أنه اجتماع تمهيدي “يتمحور حول التحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا الذي انطلق بمبادرة أميركية-روسية”.

وسيمثل الأمم المتحدة في هذا الاجتماع إضافة إلى الإبراهيمي، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون السياسية جيفري فيلتمان.

وتأمل واشنطن وموسكو في التمكن من تنظيم مؤتمر دولي ثان في جنيف حول سوريا لإيجاد تسوية سياسية تنسجم والمبادئ التي اتفق عليها في مؤتمر “جنيف 1” حول سوريا الذي عقد في 30 يونيو/حزيران 2012.

وكان مقرراً أن يعقد “جنيف-2” في يونيو/حزيران، إلا أنه أرجئ على الأرجح إلى يوليو/تموز.

وفي حين أعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد موافقته المبدئية على المشاركة في “جنيف 2″، وضعت المعارضة السورية لمشاركتها شرطين مسبقين هما تنحي الأسد، ووقف النار وانسحاب مقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني الذين استقدمهم الأسد لمؤازرة قواته في قتال مسلحي المعارضة.

ولا تزال المعارضة السورية تتخبط لتوحيد صفوفها والخروج بقيادة سياسية جديدة موحدة.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفسه أعلن الاثنين أن التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري “عملية صعبة تأخرت (واشنطن) في المشاركة فيها”.

لاجئات سوريات يحملن ذكريات الموت ويعملن لإعالة عائلاتهن

“العربية” تزور نساءً لازلن يغطين وجوههن خوفاً على مَنْ تبقى في الداخل

عمّان – ريما مكتبي

جالت كاميرا “العربية” في مخيم اللاجئين السوريين بالأردن، والتقت تلك النسوة اللواتي حملن قهر الموت في سوريا والتجأن إلى الأردن لتبقى ذكريات فقدان أولادهن هي الحديث الأكثر تداولاً.

تبدو أمُّ عماد السورية وقد أنهكتها السنواتُ الستون، تَحيك الثياب لإعالة الأبناء والأقارب، حيث دفنت أم عماد ابنها الشاب، الذي قضى في الثورة السورية، وتحولت لاجئةً في الأردن المجاور لبلدها سوريا.

وتقول أم عماد (لاجئة سورية): “إذا بيحطولي قصر من ذهب بعد استشهاد ابني ما بيهمني.. بيهمني أقعد جنبه بس”.

وتغطي السوريات اللاجئات وجوههن، ويبقى خلف هذه الوجوه المَخفية “قلقٌ ورعبٌ متراكمانِ”، فحتى هنا في الأردن يخاف السوريون على أقاربِهم الباقين داخل سوريا.

وتعمل النساءُ هنا كخلية النحل التي لا تهدأ، يباعُ بعض الطعام ليعود بمال تعتاش منه عائلاتٌ كثيرة.

في عيونِهنَّ ألفُ قصةٍ، ولكن لا وقتَ لغيرِ العمل، فهنا تعملُ أكثرُ من 20 سيدةً سورية، في إنتاج وبيع المنسوجات والطعام كي يسترن عائلاتهن.

وتقول سمارة (ناشطة سورية): “لما جينا على الأردن لقينا أنو في شي اسمو مشاريع صغيرة، يعني بتستعملي أدوات بسيطة للإنتاج.. ففتحنا هيدا المشغل، وحبينا نحنا كسوريين انو ما نكون عالة على المجتمع”.

جمعية “سيريا ريليف” الخيرية ومركزُها بريطانيا تحاول تخفيف أعباء اللجوء على السوريين، أنشأت هذا المشغل لتنعش بما تيسر من المالِ عائلاتٍ كثيرة. فمردود ما يشترى من هذهِ المنتجاتِ يذهبُ لمَنْ هم في حاجة.

حلب.. الحصاد أصبح مهمة المخاطر

حازم علي – أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تحول حصاد القمح في سوريا إلى مهمة محفوفة بالمخاطر. فقذائف أطراف الصراع تتساقط على الحقول وتشعل النيران، الأمر الذي كبد المزارعين خسائر كبيرة حالت دون توفير الغذاء لهم ولماشيتهم.

فلم تسلم حقول القمح في حلب من نيران المعارك الدائرة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، إذ نال بعض الحقول نصيبا من القذائف والصواريخ لتحولها الحرائق إلى رماد.

ويتعرض المزارعون لمخاطر عالية خلال عمليات الحصاد. ومع اشتداد وتيرة المعارك، لجأ كثير من عائلات المزارعين إلى الحصاد المبكر للقمح قبل أن تقضي عليها النيران.

وقال أحد المزارعين بحلب “في هذه السنة الناس حصدوا غلال حقولهم بسبب خوفهم من الحرائق. كل هذه الحرائق بسبب القذائف على الحقول والناس ممكن ألا يستطيعوا حصاد حقولهم العام المقبل بسبب الحرائق. ذلك يكفي.. ماذا بإمكان الواحد أن يفعل في هذا الوقت”.

وتستهلك سوريا نحو 5 ملايين طن من القمح سنويا، بينما يصل الإنتاج المحلي أحيانا إلى 4 ملايين طن في حال كان المحصول وفيرا.

وتضطر الحكومة للاستيراد من الخارج لتلبية حاجة المستهلكين. لكن الصراع أدى إلى خفض كميات القمح المنتجة محليا والمستوردة أيضا.

وتلتهم نيران القذائف الحقول الزراعية، أما نيران الغلاء فتلتهم كل ما تبقى من مدخرات السوريين التي بالكاد تكفي لسد الرمق. ولم يعد بعضهم قادرا على توفير الغذاء لماشيته نتيجة تلف كثير من المزروعات.

وفي هذا الإطار قال أحد رعاة الأغنام بلهجته المحلية “هذه السنة لا يوجد شيء تأكله الأغنام بسبب المعارك.. بتنزل صواريخ والمحاصيل تحترق، والغنم تدور على الأكل دوارة حتى تأكل.. ونصفها جوعانة وتنفق من الجوع. وكلها مرضانة ما في شيء تأكله”.

ويحلم المزارعون في حلب باليوم الذي تنتهي فيه الحرب في بلادهم، بحيث يعود المطر ليسقط على حقولهم بدلا من القذائف.

الجيش السوري يستعيد السيطرة على القصير

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكر التلفزيون الرسمي السوري الأربعاء أن الجيش النظامي تمكن من السيطرة على بلدة القصير “بالكامل”، في وقت قالت مصادر ميدانية للمعارضة إن مقاتليها انسحبوا من البلدة.

وقال التلفزيون:” قواتنا المسلحة الباسلة تعيد الأمن والاستقرار إلى كامل مدينة القصير بريف حمص.”

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد ذكرت في وقت سابق أن الجيش سيطر على الحيين الجنوبي والغربي في القصير وأحكم سيطرته على مبنى البلدية والساحة الرئيسية في المدينة.

وفي المقابل، نقتل وكالة رويترز عن مقاتلين في المعارضة قولهم إنهم انسحبوا من البلدة.

وجاء في بيان لمقاتلي المعارضة أنهم انسحبوا ليلا من بلدة القصير السورية قرب الحدود مع لبنان بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات.

وأضاف البيان أنه بسبب نقص الإمدادات وتدخل حزب الله الصارخ بقي عشرات المقاتلين في الصفوف الخلفية لتأمين انسحاب زملائهم والمدنيين.

وكانت المعارضة قد قالت في وقت سابق إنها تلقت تعزيزات وأن مقاتلين من خارج المدينة يساندونها في المعارك التي تخوضها ضد القوات السورية ومسلحي حزب الله.

وقالت منظمات حقوقية إن مئات المصابين مازالوا عالقين داخل المدينة المحاصرة. وقد قصف الطيران الحربي أحياء في القصير، كما دارت اشتباكات عنيفة عند الأطراف الشمالية للبلدة.

إيران تهنئ

وهنأت ايران “الجيش والشعب السوريين” إثر “الانتصار على الارهابيين” في القصير كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

وقال عبد اللهيان إن طهران “تهنىء الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الإرهابيين التكفيريين في مدينة القصير” وذلك ردا على إعلان سقوط هذه المدينة الاستراتيجية في شمال غرب سوريا في أيدي الجيش إثر هجوم استمر أكثر من أسبوعين بدعم من حزب الله اللبناني

من جهة أخرى، أعلنت المعارضة أن عناصرها تمكنت من قتل 25 جنديا في كمين على مدخل مدينة حرستا بريف دمشق.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من تسعين شخصا قتلوا في سوريا الثلاثاء، معظمهم في دمشق وريفها ودرعا.

وقالت شبكة شام إن عدة صواريخ سقطت على أحياء حمص المحاصرة.

وفي ريف حلب، قال ناشطون إن الجيش الحر استهدف بصواريخ محلية الصنع مطار كويرس العسكري، وسط اشتباكات عنيفة دارت في محيطه.

المعارضة السورية تقر بخسارة “القصير” وتلوم “العالم المنافق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أقرت المعارضة السورية، الأربعاء، بخسارة “القصير” وحملت فقدان المدينة الاستراتيجية على التفوق العسكري، في العدة والعتاد، للقوات النظامية و”تدخل سافر من حزب إيران اللبناني، بجانب العالم المنافق الذي وقف متفرجاً.”

وجاء في موقع أخبار ثورة حمص على “فيسبوك”: ” نعم إخواني إنها جولة خسرناها, ولكن الحرب سجال.”

ويأتي التأكيد بعد قليل من إعلان وسائل الإعلام السورية سيطرة القوات النظامية على البلدة وعمليات تمشيط جارية وإزالة المتاريس لإعادة فتح طرقات المدينة.

وتابع موقع أخبار ثورة حمص: “لله دركم يا مجاهدي القصير, والله قد أتعبتم من خلفكم, قرابة (30) يوماً والحلف الشيطاني الأسدي -الحزب اللاتي يصب عليكم جحيم حقده, راجمات وهاون وطيران ومدفعية , مئات الشهداء وآلاف الجرحى, حصار خانق ونقص في كل مستلزمات الحياة, مدنيون بقيتم وحتى اللحظات الأخيرة مؤمنين أن حمايتهم أمانة في رقابكم.”

واضاف: ” في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات, وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره, هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى على فتح ممرات إنسانية للمدنيين, نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى.”

واختتم:” نعم إخواني إنها جولة خسرناها, ولكن الحرب سجال, ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى.”

ويعتبر خسارة “القصير” ضربة قاصمة للمعارضة السورية، باعتبار المدينة المجاورة للحدود اللبنانية إحدى معاقلها القوية التي تمركزت بها منذ فترة طويلة بعمر الثورة السورية التي دخلت عامها الثالث.

سوريا تعلن استعادة بلدة “القصير” وإيران تهنيء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — نقلت وسائل إعلام سورية، الأربعاء، أن القوات النظامية تمكنت من “إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل بلدة القصير بريف حمص”، التي تشهد منذ مدة مشاركة مليشيات “حزب الله” في عمليات لاسترداد البلدة الاستراتيجية، في حين سارعت إيران لتهنئة سوريا بـ”النصر.”

وذكرت وكالة الأنباء السورية، سانا، “أعادت وحدات من قواتنا الباسلة الأمن والأمان إلى الحيين الجنوبي الغربي والجنوبي في مدينة القصير وأحكمت سيطرتها بالكامل على مبنى البلدية والساحة الرئيسية في المدينة.

في حين نقل التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل أن: جيشنا الباسل قام بعمليات خاطفة ونوعية اسفرت عن القضاء على أعداد من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى وإعادة الامن والأمان إلى القصير كاملة.”

وتابع: على مدى الأيام الماضية نفذت قواتنا الباسلة عمليات نوعية ودقيقة لتفكيك منظومات الإرهاب تكللت اليوم باستعادة الأمن والأمان للقصير.

ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق من جانب المعارضة السورية في هذا الشأن.

وكانت القوات النظامية المدعومة من “حزب الله” قد بدأت، قبل نحو شهر، هجوماً مضاداً لإسترداد البلدة الإستراتيجية، وصدرت دعوات لـ”الجهاد” والتطوع للقتال في صفوف المعارضين السوريين وذلك ردا على تدخل مليشيات الجماعة اللبنانية في المواجهات الدائرة هناك.

وفي الأثناء، نقلت قناة “برس” الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية إن الجمهورية الإسلامية تهنئ الشعب السوري والحكومة والجيش باسترداد المدينة الاستراتيجية، كما نددت بأطراف، لم تسمها، لتزويدها مقاتلي المعارضة بالأسلحة “التي يذبح بها الشعب السوري” ودعت لمحاكمته أولئك بتهم جرائم حرب، طبقاً للمصدر.

الائتلاف الوطني: حديث كيري عن مخاطر تفكك سورية محاولة لطرح حلول ذات سقف منخفض

روما (4 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية الثلاثاء من “محاولة لتمهيد الطريق نحو طرح حلول ذات سقف منخفض”، في إشارة إلى تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدثت عن تأخر بلاده في التدخل ومخاطر تفكك سورية

وقال الإئتلاف في بيان إن “وضع كل رهانات المجتمع الدولي في سلة الحل السياسي دون ضمان إيقاف آلة القتل في سورية؛ لن يشجع نظام الأسد على متابعة القتل وحسب، بل سيساهم في إضعافها فاتحاً بذلك المجال أمام احتمالات لن تكون في مصلحة أحد”

ونوه البيان بأن “مبادئ الثورة السورية قد سمت منذ انطلاقتها، فلم يساوم الشعب السوري على وحدة أراضيه ولن يفعل ذلك، فهو الذي آثر كرامته واستقلال قراره الوطني، وضحى بكل شهدائه الأبرار كي يعيش أبناؤه أحراراً متطلعين إلى التطور والبناء، دون أن يقبل تقييمه بين الشعوب إلا بما يقدمه للعالم أجمع من حضارة تليق بصموده وشجاعته

المعارضة السورية تعترف بانسحابها من القصير وسقوط المدينة في أيدي القوات الحكومية

استعادت القوات السورية النظامية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية على الحدود مع لبنان، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الحكومية الرسمية.

واعترفت المعارضة السورية في بيان بأن مسلحيها انسحبوا من البلدة ليلة الثلاثاء بعد تعرضها لهجوم مركز من جانب القوات السورية ومسلحي حزب الله.

وجاء في البيان “أمام ترسانة النظام العسكرية الهائلة وشح الإمدادات والتدخل السافر لحزب الله، أضطر مقاتلونا للإنسحاب من القصير. وقد بقي العشرات من مقاتلينا في البلدة لضمان سلامة انسحاب رفاقهم والمدنيين منها”.

وكانت المعارك احتدمت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة منذ اكثر من اسبوعين من أجل السيطرة على البلدة الواقعة بريف حمص.

وكان أحد قادة المعارضة المسلحة في سوريا قد قال لبي بي سي إن المقاتلين على استعداد لنقل المعارك الى الداخل اللبناني لمواجهة عناصر حزب الله الذين يقاتلون الى جانب قوات النظام السوري.

واضاف العميد سليم إدريس من الجيش السوري الحر أن الآلاف من عناصر حزب الله يقاتلون الى جانب النظام الآن في البلدات والمدن بمختلف أنحاء سوريا.

كانت المعارك احتدمت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة منذ اكثر من اسبوعين

وحذر ادريس من أن المعارضة السورية ستضطر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة اذا فشلت السلطات اللبنانية في التدخل لوقف حزب الله.

ونفى إدريس أن تكون المعارضة قد اندحرت في حربها ضد النظام السوري رغم الخسائر التي منيت بها مؤخرا.

وأكد أن المعارضين لن يقبلوا بأن يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في سوريا المستقبل، وقال “إذا كان ثمن السلام بقاء الأسد، فنحن لا نحتاج إلى هكذا سلام”.

“إعادة الأمان”

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلت عن مصدر مسؤول قوله إن “جيشنا الباسل نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها”.

على صعيد آخر، يجتمع اليوم الأربعاء في مدينة جنيف السويسرية مسؤولون من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بهدف الإعداد لمؤتمر سلام مقترح لبحث الأزمة السورية.

ومن المتوقع أن يحضر هذا الاجتماع المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان.

BBC © 2013

الصراع السوري يبرز الأهمية الاستراتيجية لبلدة القصير

أصبحت بلدة القصير الواقعة غربي سوريا ميدانا شرسا لمعارك محتدمة بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة.

وفي التاسع عشر من مايو/أيار وبعد أسابيع من المناوشات وقصف المدفعية والطائرات، شنت قوات الحكومة السورية بدعم من مسلحي جماعة حزب الله هجوما بريا على البلدة.

وخلال يوم ذكرت وسائل الاعلام الرسمية أنهم قد استعادوا السيطرة على وسط المدينة وأنهم قتلوا واعتقلوا العشرات ممن وصفوهم بـ”الارهابيين”.

ونفى نشطاء المعارضة ذلك. لكن اعترفوا بأن صفوف المعارضة تكبدت خسائر كبيرة وحذروا من أن استمرار الهجوم كان سيفضي إلى خسائر فادحة في الأرواح بعد أن استعد نحو 7000 مسلح معارض للقتال ولم يستطع الآلاف المدنيين الفرار.

هجوم حكومي

ويرجع إصرار المعارضة المسلحة والقوات الحكومية على السيطرة على بلدة القصير والمناطق المحيطة بها إلى ما تتمتع به من أهمية استراتيجية.

وتقع البلدة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب غرب حمص، وهي قريبة من طريق يربط بين ثالث أكبر المدن السورية والعاصمة دمشق.

وتحتاج الحكومة إلى إحكام سيطرتها على الطريق إذا كانت ترغب في طرد المعارضة من آخر معاقلهم في مدينة حمص وضمان سهولة توفير الإمدادات لقواتها في الشمال.

كما تقع القصير قريبا من دمشق وميناء طرطوس على البحر المتوسط، الذي يعد بوابة للمنطقة الساحلية الجبلية غربي البلاد – معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المهم بالنسبة للقوات الحكومية الحفاظ على السيطرة على الطريق المؤدية إلى الساحل إذا كان الأسد يعتزم، بحسب تكهنات البعض، الفرار إلى هناك حال سقوط دمشق.

ويعتقد البعض أن الأسد يركز، في الوقت الراهن، على تعزيز قبضة الحكومة على المناطق ذات الكثافة السكانية في الجنوب والغرب – من دمشق إلى اللاذقية عن طريق بلدات الزبداني وحمص والقصير وطرطوس – حتى شن هجمات لاستعادة السيطرة على الشمال والشرق.

ويقول محللون أن الحكومة ربما تسعى إلى استعادة أكبر مساحة من الأراضي لتقوية موقفها التفاوضي قبل انعقاد مؤتمر دولي دعت إليه الولايات المتحدة وروسيا بغية التوصل إلى حل سياسي للصراع.

“دور حزب الله”

وبالنسبة للمعارضة السورية، ربما يمثل قرب القصير من لبنان أهمية بالغة.

وتعتبر البلدة مركزا لوجستيا رئيسيا للمعارضة، حيث تنقل عبرها الأسلحة والامدادات بعد تهريبها من حدود سهلة التسلل تبعد نحو 10 كيلومترا إلى جنوب غرب البلاد.

غير أن قرب القصير من لبنان دفع حزب الله اللبناني إلى المعركة في بلدة القصير مما أذكى مشاعر الخوف من اندلاع صراع اقليمي.

وتفيد تقارير بأن أعضاء في الجناح العسكري لحزب الله يقاتلون منذ أشهر إلى جانب الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا موالية للحكومة، وقد استولوا تدريجيا على مجموعة من القرى المحيطة بالقصير.

وفي ابريل/نيسان اصدر المجلس العسكري للمعارضة في القصير وجبهة النصرة الاسلامية بيانا مشتركا هددا من خلاله “بتحويل معركة الدماء الى قلب لبنان” بسبب ما سموه بتحريض من حزب الله.

ونفى حزب الله ارساله أي مقاتلين الى سوريا، مؤكدا على ان الشيعة اللبنانيين الذين يعيشون في سوريا المنتمين الى الجماعة تعرضوا لهجمات وكانوا يدافعون عن انفسهم.

يذكر ان نحو 23 قرية و 12 مزرعة في غرب القصير يسكنها شيعة لبنانيون على الرغم من كون المنطقة تعتبر خاضعة للاراضي السورية.

وبحلول نهاية ابريل/نيسان بدا حسن نصر الله، زعيم حزب الله، معترفا بان مقاتليه شاركوا في معارك محلية.

وحذر في خطاب له قائلا “لم نسمح بتعرض لبنانيين لهجمات، فكل من يطلب المساعدة لن نتردد في مساعدته.”

وفي الثامن من مايو/أيار، اتهمت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة نشطاء معارضة، مقاتلي حزب الله بقتل 30 شخصا، معظمهم من النساء والاطفال، خارج القصير.

وفي الوقت عينه وجهت اتهامات للمعارضة بالهجوم على نقاط تفتيش تايعة لحزب الله، وحتى قصف معقل الهرمل في وادي البقاع في شمال لبنان.

BBC © 2013

الجيش السوري يقول إن السيطرة على القصير رسالة إلى الأعداء

بيروت (رويترز) – قال الجيش السوري يوم الأربعاء إن استعادة السيطرة على بلدة القصير من أيدي مقاتلي المعارضة توضح أن قوات الرئيس بشار الأسد ستسيطر من جديد في نهاية الأمر على البلاد بأكملها من أيدي الأعداء.

وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش وأذاعه التلفزيون السوري “رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة وأدواته على الأرض بأن قواتنا المسلحة مستعدة دائما لمواجهة أي عدوان يتعرض له وطننا الحبيب.”

وأضاف “قواتنا المسلحة وعلى إثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الإرهاب المنظم والممنهج تشدد أنها لن تتوانى في ضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر على أرض سوريا فتراب الوطن مقدس لا يدنس ومن يحاول تدنيسه فمصيره الموت أو الاستسلام.”

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

القوات السورية تسيطر على بلدة القصير الاستراتيجية

بيروت (رويترز) – سيطرت القوات السورية وحزب الله اللبناني المتحالف معها يوم الاربعاء على بلدة القصير على الحدود مع لبنان في ضربة استراتيجية لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد منذ اكثر من عامين.

وقال بيان لمقاتلي المعارضة السورية إنهم انسحبوا ليلا من بلدة القصير السورية بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات.

وتخوض القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة معركة شرسة منذ اكثر من اسبوعين للسيطرة على البلدة الواقعة على طريق حيوي للامدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا.

وقال أحد مقاتلي حزب الله لرويترز “قمنا بهجوم مفاجيء في الساعات الاولى من الصباح ودخلنا البلدة ولاذوا هم بالفرار.”

وظلت القصير في ايدي مقاتلي المعارضة منذ اكثر من عام وكشفت لقطات تلفزيونية يوم الاربعاء من داخل البلدة عن دمار واسع النطاق وتحول المباني الى انقاض وشوارع خلت من السكان.

وحاربت قوات الاسد بشراسة لاستعادة السيطرة على القصير وتشديد قبضتها على ممر يعبر محافظة حمص في وسط البلاد ويربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية على البحر المتوسط التي يتركز فيها العلويون الذي ينتمي اليهم الاسد.

وعرضت قناة الميادين التلفزيونية لقطات لجنود يضعون الاعلام السورية مع صور للاسد على أكوام من الانقاض في الشوارع.

وقال العميد السوري يحيى سليمان لقناة الميادين ومقرها بيروت ان من يسيطر على القصير يسيطر على وسط البلاد ومن يسيطر على وسط البلاد يسيطر على سوريا كلها.

وعرض تلفزيون المنار التابع لحزب الله لقطة لرجل يتسلق برج الساعة الذي يتوسط الساحة الرئيسية في البلدة وقد علته آثار المعركة ليرفع علم سوريا بينما كانت الدبابات والقوات السورية تتحرك في الشوارع.

وقال بيان اذاعه التلفزيون السوري “قواتنا المسلحة الباسلة تعيد الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص.”

ومعركة القصير من بين مكاسب حققتها قوات الاسد مؤخرا التي شنت عددا من الهجمات المضادة ضد مقاتلي المعارضة السورية وغالبيتهم سنة يسعون للاطاحة بحكم عائلة الاسد العلوية التي ظلت تحكم البلاد أكثر من أربعة عقود.

وقال بيان لمقاتلي المعارضة “في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره.. هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى على فتح ممرات إنسانية للمدنيين .. نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى والكل همه وأمنيته أن يلحق بركب من سبقه من الشهداء.”

من ناحية اخرى نقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن مصدر مسؤول قوله “جيشنا الباسل نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها.”

وقتل اكثر من 80 الفا في الحرب الاهلية السورية وفر 1.6 مليون لاجيء من الصراع الذي أذكى الصراعات الطائفية في منطقة الشرق الاوسط كلها وامتدت آثاره الى لبنان وانقسم بشأنه زعماء العالم.

وفي معقل حزب الله بجنوب العاصمة اللبنانية بيروت احتفل السكان واطلقوا الالعاب النارية بعد تردد انباء السيطرة على القصير.

واستعادة القوات السورية السيطرة على القصير سيقوي موقف الاسد قبل محادثات سلام مقررة يبحث ترتيباتها يوم الاربعاء في جنيف مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا مع الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وجاء في بيان مقاتلي المعارضة “لكي تكتمل الملحمة أبى بعض الفدائيين إلا إن يحموا ظهر إخوانهم فبقي العشرات منهم في إطلال المدينة ليؤمنوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء.”

وقال مصدر امن له صلات بالقوات السورية ان الجيش سيطر على معظم أنحاء القصير لكنه مازال يداهم المناطق الشمالية التي تمركزت فيها قوات المعارضة خلال الايام القليلة الماضية.

وقال مقاتل حزب الله ان مقاتلي المعارضة أخذوا اسلحتهم معهم وانسحبوا الى قرية الضبعة القريبة التي تسيطر قوات المعارضة على اجزاء منها.

وقال مصدر الامن ان قوات الاسد تركت ممرا للفرار الى الضبعة بلدة عرسال اللبنانية الحدودية لتشجيع مقاتلي المعارضة على ترك لقصير التي كان يقطنها نحو 30 الفا.

وقال قائد من المعارضة على اتصال بالقوات التي انسحبت من القصير ان قرار الانسحاب اتخذ بعد يوم من القصف الصاروخي من جانب الجيش السوري وحزب الله “سوى بالارض” ما بقي من القصير. وأضاف “ظل مخرج مفتوح من الشمال واتخذ المقاتلون قرار الانسحاب من هناك.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وهو جماعة معارضة للاسد تراقب الصراع السوري انه يخشى على مصير نحو 1200 شخص في القصير وطالب بالسماح فورا بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وقال أحد افراد قوات الدفاع الوطني الموالية للاسد انه بعد سقوط القصير قد يتحول تركيز الجيش الى محافظة ادلب الشمالية التي ظلت بدرجة كبيرة في ايدي مقاتلي المعارضة طوال عام.

من اريكا سولومون

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)

وكالة: روسيا لم تبدأ تدريب السوريين على استخدام صواريخ إس-300

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء يوم الاربعاء عن مصدر عسكري روسي قوله ان روسيا تدرب ضباطا من الجيش السوري على استخدام انظمة صاروخية مضادة للطائرات لكنها لم تبدأ تدريبهم على استخدام نظام إس-300 الصاروخي المتطور.

وقالت روسيا انها لن ترضخ للضغوط الغربية لالغاء صفقة لبيع سوريا نظام إس-300 لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن يوم الثلاثاء أن روسيا لم تسلم لسوريا الصواريخ بعد.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

قلة من الامريكيين بين أجانب يقاتلون في سوريا

واشنطن (رويترز) – قال مسؤولون في الحكومة الامريكية وخبراء مستقلون يراقبون الصراع السوري انه رغم تسليط وسائل الاعلام الضوء على مقتل أمريكية في سوريا الا ان عددا قليلا من المواطنين الامريكيين انضموا الى الاجانب الذين يقاتلون هناك لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.

وذكرت وسائل اعلام رسمية سورية ان نيكول مانسفيلد وهي من ولاية ميشيجان اعتنقت الاسلام قتلت الاسبوع الماضي وهي ترافق مقاتلي المعارضة في محافظة ادلب.

واعتقل الجندي الامريكي السابق اريك هارون لدى عودته الى الولايات المتحدة في مارس آذار واتهم بالتآمر لاستخدام قذيفة صاروخية في سوريا. وذكر محققون انه أقر بانه كان يقاتل في صفوف قوات المعارضة السورية بما في ذلك جبهة النصرة التي تقول واشنطن انها تابعة للقاعدة.

ويقول مسؤولون امريكيون وخبراء انه ليس هناك الكثير من المعلومات عن أمريكيين آخرين ذهبوا الى سوريا للقتال هناك.

وخلافا لذلك يتدفق مقاتلون أجانب من دول اخرى للقتال في صفوف المعارضة في سوريا التي يقول خبراء انها تحولت الى مقصد للمتشددين الاسلاميين السنة على غرار ما حدث خلال الحرب الاهلية الاسبانية حين تحولت الى مقصد نشطين يساريين في ثلاثينات القرن الماضي.

وقال أحد الخبراء الذي يتابع انشطة متشددين امريكيين ومواقعهم على الانترنت انه على أكثر تقدير قد يصل عدد الامريكيين الذين سافروا الى سوريا للقتال هناك الى 20 أمريكيا بل يميل خبراء اخرون الى خفض هذا الرقم الى النصف.

وصرح مسؤول امريكي بانه لا يوجد احصاء رسمي للحكومة الامريكية لعدد الامريكيين الذين سافروا لمحاربة قوات الاسد لكن أفضل تقدير هو انهم “حفنة” من الافراد.

وطبقا لدراسة حديثة عن المقاتلين الاجانب الذين قتلوا في الصراع السوري كان أكثرهم من دول مجاورة تشهد صراعا نتيجة “للربيع العربي.”

وحللت الدراسة التي قام بها خبراء من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني ومؤسسة فلاشبوينت جلوبال بارتنرز التي تراقب مواقع المتطرفين على الانترنت جنسيات 280 مقاتلا اجنبيا قتلوا اثناء محاربتهم في صفوف قوات المعارضة في سوريا بين يوليو تموز 2012 ومايو ايار من هذا العام.

ووجدت الدراسة ان من بين 280 مقاتلا قتلوا وشملهم التحليل كان العدد الاكبر من ليبيا 60 مقاتلا ثم تونس 47 مقاتلا وهما دولتان شملهما الربيع العربي الذي اطاح برؤساء يطبقون حكم الفرد.

وجاء السعوديون في المرتبة الثالثة 44 مقاتلا ثم الاردن 32 مقاتلا ثم مصر 27 مقاتلا ثم لبنان 20 مقاتلا ثم سبعة روس وخمسة كويتيين وخمسة من الشيشان وثلاثة عراقيين.

وقالت الدراسة ان عدد القتلى شمل فردا من دول منها الدنمرك وفرنسا واوزبكستان وايرلندا والمغرب والجزائر وكوسوفو وتركيا وبلغاريا وبريطانيا والولايات المتحدة بالاضافة الى ثلاثة من داغستان وثلاثة من دولة الامارات العربية المتحدة واثنين من استراليا.

وذكرت الدراسة ان “نصيب الاسد” من المحاربين الذين قتلوا في سوريا لقوا حتفهم وهم يحاربون في صفوف “أكثر المنظمات المشاركة في الانتفاضة تشددا” وهي جبهة النصرة.

وصرح مسؤولو امن في الولايات المتحدة واوروبا بان التقارير الرسمية الحديثة عن المشاركة الحالية لمقاتلين اجانب في سوريا تشير الى ان النظر الى عدد القتلى فقط سيقلل من حجم المشاركة الفعلية لمواطنين بريطانيين في الصراع.

وقدر مسؤولو امن اوروبيون عدد البريطانيين الموجودين في سوريا حاليا بين 70 و100 غالبيتهم يقاتلون مع جبهة النصرة وجماعات اسلامية اخرى. ولاحظ مسؤولون اوروبيون وامريكيون مؤخرا زيادة في عدد المقاتلين المتجهين الى سوريا من الشيشان وداغستان في روسيا.

من مارك هوزنبول

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)

البيت الابيض: لا نستطيع القول بأن سوريا استخدمت اسلحة كيماوية

واشنطن (رويترز) – قال البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لا تستطيع القول بعد بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة في سوريا رغم إعلان فرنسا حدوث ذلك. وتأتي تصريحات البيت الابيض في اطار اتباع سياسة التريث تجاه هذه المسألة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين “نحتاج المزيد من المعلومات” بشأن الادعاءات باستخدام مثل هذه الأسلحة.

وتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتقادات بسبب نهجه المتأني تجاه سوريا بعد تحذيره بأن حكومة الرئيس بشار الأسد ستجتاز “خطا أحمر” إذا تأكد استخدام قواتها للأسلحة الكيماوية لمحاولة الحاق الهزيمة بمقاتلي المعارضة.

واستشهد المسؤولون الأمريكيون مرارا بضرروة ان تكون واثقة تماما من أن الأسلحة الكيماوية قد استخدمت خشية ان تكرر الولايات المتحدة ما حدث في 2003 عندما شن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حربا ضد العراق بموجب تقارير عن وجود اسلحة دمار شامل لم يعثر عليها قط.

وقال كارني إن هناك حاجة لجمع المزيد من الأدلة لتحديد متى استخدمت الأسلحة الكيماوية ومن الذي استخدمها وتسلسل الحراسة عليها “ولإرساء هيكل من المعلومات يمكن طرحه ومراجعته وبموجبه يمكن اتخاذ قرارات سياسية.”

ولم يعلن عن موعد للانتهاء من هذه المراجعة.

وقال “أستطيع أن أؤكد لكم اننا نعمل بجد كإدارة مع حلفائنا والمعارضة السورية بشأن هذه المسألة.”

وعبر كارني عن غضبه من حصار الحكومة السورية لبلدة القصير وحث حكومة الأسد على السماح بدخول امدادات الاغاثة إلى البلدة التي قال انها تعاني من ازمة انسانية.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى