أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 09 أيار 2012

انان: الفشل سيكون مرعباً ودمشق تتحمل المسؤولية الكبرى

نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب

حذر المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان من أن عواقب فشل خطته في سورية ستكون «مرعبة للمنطقة بكاملها» وأنها ستؤدي الى «حرب أهلية» في سورية.

وأشار أنان امس، أمام مجلس الأمن، للمرة الأولى الى احتمال فشل خطته، لكنه شدد على ضرورة إنجاحها بكامل نقاطها الست. وأضاف «إن كان لأحد أفكار أفضل فسأكون أول من يقفز لتلقفها، وفي حال وصلنا الى استنتاج بأن خطة النقاط الست فشلت فسيكون يوماً تعيساً وصعباً لسورية والمنطقة بكاملها». واعتبر إن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الكبرى عن استمرار القصف والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، مشدداً على أن «مستوى الانتهاكات وكثافتها غير مقبولين».

وكانت الانتخابات التشريعية التي جرت اول من امس في سورية مرت وكأنها لم تحصل، اذ لم تترك اي اثر على وتيرة العنف والمواجهات في مختلف المناطق، ولا على المواقف الخارجية وطريقة تعاطي مختلف الاطراف مع الازمة السورية.

فعلى الصعيد الامني تواصلت اعمال العنف في عدد من المناطق، فيما كانت السلطات تشيد بالعملية الانتخابية وتعلن بدء فرز الاصوات تمهيداً لاعلان النتائج. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن 20 شخصاً على الاقل سقطوا بنيران قوات النظام في إدلب وحمص ودرعا وحماة وريف دمشق.

ونقل ديبلوماسيون من مجلس الأمن عن أنان، خلال كلمته الى مجلس الامن عبر دائرة مغلقة من جنيف، أنه حمّل أيضاً المعارضة السورية المسؤولية حيال «ضرورة وضع السلاح جانباً والتوجه الى طاولة الحوار». وقال أن الخلاف لا يزال قائماً حول من يوقف العنف أولاً، مذكراً باليوم الأول لوقف العنف في 12 نيسان (أبريل) حين أوقفت جميع الاطراف العنف ليوم واحد رغم عدم تطبيق الحكومة السورية تعهداتها بسحب قواتها ووقف تحرك جنودها ووقف استخدام السلاح الثقيل. وقال «إذا تمكنتم من ذلك ليوم واحد فلمَ ليس لشهر؟».

وشدد أنان على ضرورة وقف العنف والانتهاكات للبدء في عملية سياسية ذات صدقية. وعن الانتخابات النيابية، قال إنها «تمت بمبادرة من الحكومة لكننا تحدثنا عن عملية سياسية تكون نتيجة لحوار بين الحكومة والمعارضة». وأضاف: «هذه الانتخابات ليست هي ما تحدثنا عنه والسلطات السورية تفهم أنه نتيجة للحوار السياسي ستكون هناك انتخابات أخرى».

وعقد أنان الذي يتوجه قريبا الى سورية مؤتمراً صحافياً في جنيف بعد انتهاء إحاطته الى مجلس الأمن. وقال في ختام حديثه مع الصحافيين ان «الكثير من الأسئلة تطرح عن احتمال فشل الخطة، وربما نصل الى استنتاج في المستقبل بأن الخطة لم تنجح وعندها سنتجه الى خيارات أخرى ولكن أناشد من يحمل السلام بالتفكير بسورية أولاً، والتوجه الى طاولة التفاوض».

وقالت السفيرة الأميركية سوزان رايس إن الولايات المتحدة «تركز على زيادة الضغوط على نظام الأسد وعلى (الرئيس بشار) الأسد نفسه ليتنحى». وأشارت الى أن واشنطن «تريد لمهمة أنان أن تنجح ولكن العبء يقع في إنجاحها على النظام السوري». وأضافت: «قلنا إن الأسد فقد الشرعية وعليه أن يتنحى والنتيجة المنطقية لخطة أنان إن تم تنفيذها هي إحداث تغيير في الحكم». وعن احتمال فشل خطة أنان، قالت: «لا نضع جميع البيض في سلة واحدة، وفي حال عدم تنفيذ الخطة سننظر في الخيارات المتاحة بما فيها العودة الى مجلس الأمن طلباً لإجراءات إضافية». وشددت على تأييد الولايات المتحدة وحدة المعارضة السورية وتقويتها.

وقالت مصادر مطلعة إن فرنسا تباحثت مع دول عربية وغربية في شأن استصدار قرار عن مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الحالي انطلاقاً من دعوة وزير الخارجية آلان جوبيه الى إصدار قرار تحت الفصل السابع. وأوضحت المصادر أن ردود الفعل تفاوتت «بين من تساءل عما إذا كان الهدف الدفع بمشروع قرار حتى لو قوبل بفيتو روسي، وبين من استبعد إمكان إجراء كهذا في مجلس الأمن نظراً الى عدم توافر الإجماع على مواجهة فيتو جديد، رغبة من الأكثرية في مجلس الأمن بالحفاط على وحدة صفوف المجلس ودعم خطة أنان».

وقالت مصادر مجلس الأمن إن السفير الروسي كان «شبه معزول داخل الجلسة المغلقة أثناء الاستماع الى أنان وأن الأكثرية في المجلس عبرت عن إدانة استمرار الخروقات من جانب الحكومة السورية». وأشارت مصادر أخرى الى أن السفيرين الصيني والهندي حاولا الإشارة الى الانتخابات النيابية في سورية على انها مؤشر إيجابي، لكن المحاولة «سقطت في ردود فعل الأكثرية في المجلس ومن كوفي أنان أيضاً بأن الانتخابات تفتقر الى الصدقية».

وقال السفير المغربي لـ»الحياة» إنه قدم الموقف العربي بحذافيره وعرضه أمام مجلس الأمن وأنه تلا القرار الذي اتخه المجلس الوزاري العربي أمام المجلس. وقالت مصادر المجلس إن السفير المغربي لم يطلب أي إجراء معين من المجلس أو من أنان، سوى التشديد على أهمية وقف النار وإطلاق الموقوفين والبدء في العملية السياسية، طبقاً لما جاء في قرار المجلس الوزاري العربي. وشدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر على الحاجة الى تحقيق تقدم في تطبيق خطة النقاط الست بناء على قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن. وأكد، خلال لقائه انان في جنيف، ضرورة «تعاون السلطات السورية والأطراف الأخرى مع أنان وفريقه بهدف التطبيق الكامل لخطة النقاط الست للتوصل الى حل الأزمة ومساعدة السوريين على إعادة السلام والاستقرار والوحدة الى البلاد».

من جهة اخرى حذر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس خلال زيارة لبكين من ان تصاعد العنف في سورية قد يدفع الصراع الى حرب اهلية، وكرر تأييد خطة انان. وحذر من ان الازمة السورية قد تستفحل ليصل الى بلدان مجاورة.

في موازاة ذلك، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى الذين سقطوا جراء اعمال العنف في سورية وصل الى 11925 من بينهم 831 سقطوا بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار في 12 نيسان (ابريل) الماضي. في حين قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمرجاكوب كيلينبرغر ان الانتفاضة السورية يمكن ان توصف بأنها حرب اهلية محدودة واضاف ان المواقع الساخنة مثل حمص وبلدة إدلب تنطبق عليهما ثلاثة معايير تضعها اللجنة لتعريف الصراع المسلح غير الدولي وهي الشدة والفترة الزمنية ومستوى تنظيم المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية.

وعلى الصعيد الامني استمرت المواجهات امس على وتيرتها السابقة. ففي حماة قطعت قوات النظام الطريق الرئيسي من جهة باب البلد وقصفت بالمدافع والرشاشات قلعة المضيق، كما تم قصف تلكلخ في حمص، وطال القصف العنيف قلعة الحصن القريبة من الحدود اللبنانية. وفي حلب سجل اعتصام للمحامين أمام مكتب المحامي العام الأول للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن إطلاق نار عشوائياً سُجِّل في منطقة الكتيبة في درعا ما أدى الى إصابة طفل، كما سُمِع دوّي انفجارين في خربة غزالة على المدخل الشمالي للبلدة، واندلعت اشتباكات في بلدة عتمان، بين جنود منشقين وجيش النظام، ما أدى الى سقوط قتلى من الطرفين.

وتواصَل الإضراب العام والعصيان المدني لليوم الثاني على التوالي في مدينة درعا وقرى وبلدات المحافظة كافة احتجاجا على تنظيم الانتخابات في ظل اعمال العنف كما خرجت تظاهرة حاشدة في طفس بريف درعا رفعت فيها لافتات «الشعب السوري واحد والطائفية لا تعنينا»، وردد المتظاهرون هتافات للمدن المحاصرة. أما في ريف دمشق وتحديداً في التل، فقد حاصرت قوات النظام المدينة كما شنت حملة دهم واعتقال في دوما واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم الى مكان مجهول. وشنّ الجيش في الزبداني في ريف دمشق مداهمات وقام بحملة تفتيش في عدد من أحياء المدينة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اطلاق نار وقذائف من قبل قوات النظام في قرية التمانعة في محافظة ادلب فيما قتل شخص في حي القصور بحمص بعد تعرضه لرصاص قناص من احد الحواجز العسكرية. وفي ريف حمص اشتبكت قوات النظام مع منشقين ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى.

أنان يعتبر خطته الفرصة الأخيرة لتجنّب الحرب الأهلية في سوريا

رايس تؤكد أن الهدف في النهاية التوصل إلى تنحّي الأسد

    نيويورك – علي بردى

أشاع المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان ووكيل الأمين العام للمنظمة الدولية لشؤون عمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس، بين أعضاء مجلس الأمن أجواء لا تبعث على التفاؤل بامكانات التوصل الى تهدئة سريعة للأزمة السورية، على رغم استمرار الجهود لنشر كامل أفراد مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس”، والبالغ عددهم 300 من العسكريين غير المسلحين وعشرات الموظفين المدنيين.

وعقب إحاطة أنان التي أوضح ديبلوماسي غربي أن “أجواءها لا تبعث على التفاؤل”، أبلغ ديبلوماسي عربي “النهار” أن ما قاله أنان “اتسم بطابع تقني ولا يبشر بحصول انفراج قريب. غير أن اعضاء مجلس يتريثون في اتخاذ أي خطوات جديدة قبل انجاز النشر الكامل للمراقبين العسكريين الـ300 وعشرات المراقبين المدنيين في نهاية الشهر الجاري”.

وعقد أنان مؤتمراً صحافياً أمل فيه أن يؤدي نشر المراقبين الى “احداث فارق” في اتجاه احلال الإستقرار في سوريا. وإذ لاحظ أن “ثمة انخفاضاً في النشاطات العسكرية”، أكد أنه “لا تزال ثمة انتهاكات خطيرة لوقف أعمال العنف”، وأن “مستوى العنف والإنتهاكات غير مقبول”. وأوضح أن “قوات الحكومة وأسلحتها لا تزال موجودة، وإن بتشكيلات أصغر”. وتحدث عن “فصول مقلقة من العنف الذي تمارسه الحكومة، بيد أننا رأينا أيضاً هجمات على القوات والمنشآت الحكومية والجنود، الى سلسلة من التفجيرات المقلقة حقاً”.

وشدد على أن “ثمة حاجة الى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان”، داعياً الى تنفيذ “كل أوجه النقاط الست لايجاد جو مساعد للتحرك الى الحوار السياسي” لأنه سيكون “من الصعب جدا احراز تقدم في الحوار إذا استمرت الأوضاع الراهنة على حالها”. ونبه الى أن مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا هي “الفرصة الوحيدة المتبقية لاحلال الإستقرار في البلاد، وأنا واثق من أني لا أذيع سراً إن قلت لكم إن هناك قلقاً عميقاً من امكان انظلاق البلاد الى حرب أهلية كاملة”. وحذر من أن عواقب ذلك مفزعة جدا”. وأكد أنه “ليست ثمة فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية”.

وسئل عن الإنتخابات النيابية التي أجريت أول من أمس في سوريا، فأجاب: “عندما أتحدث عن عملية سياسية، تكون نتيجة للحوار والمناقشات الوطنية بين السوريين والحكومة، ويمكن أن تؤدي أيضاً الى انتخابات. نحن لا نتحدث عن تلك الإنتخابات” التي أجريت أول من أمس. ولاحظ أن “هذه انتخابات مختلفة واعتقد أن السلطات السورية تدرك أن الإنتخابات التي أتحدث عنها تستند الى نتيجة الحوار، أي أن اجراء انتخابات أخرى سيكون ضرورياً”.

وسئل عن أولوياته، فأجاب أن “ثمة ضرورة لوقف القتل… ونحتاج أيضاً الى ايصال المساعدات الإنسانية… النقاط الست يجب أن تطبق بكليتها”. وشدد على أن الحكومة السورية “لديها مسؤولية أكبر من حيث وقف العنف المسلح… غير أن ذلك يشمل أيضاً الجماعات المسلحة الأخرى”. وتساءل: “إذا كان يمكن وقف العنف ليوم واحد كما حصل في 12 نيسان الماضي… لماذا لا يمكن وقفه لأسبوع، لشهر، لاعطاء الناس فرصة”.

وتعليقاً على كلام أنان وإيرفيه لادسوس، أفاد المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت أن أعضاء مجلس الأمن “استمعوا الى احاطتين كئيبتين” عن الوضع في سوريا. ونقل عن لادسوس أن عدد المراقبين على الأرض بلغ 60 من العسكريين غير المسلحين و37 من الموظفين المدنيين وأنه يتوقع نشر المراقبين الـ300 في نهاية أيار الجاري. ولاحظ أن “الحكومة السورية لم تنفذ بصورة كاملة أياً من الإلتزامات التي تعهدتها بموجب النقاط الست”. وأشار الى ان أنان أبلغ مجلس الامن أنه ينوي التوجه الى دمشق خلال الأيام المقبلة.

وصرحت نظيرته الأميركية سوزان رايس بأن “الوضع في سوريا لا يزال خطيراً”. وقالت إنه في ظل انخفاض بعض مظاهر العنف في بعض الأماكن “رأينا زيادة في أشكال أخرى من العنف”، لافتة الى أن بلادها “لا تزال تركز على زيادة الضغط على نظام  الأسد وعلى الأسد نفسه كي يتنحى” لأنه “فقد شرعيته … وهذه هي النتيجة المنطقية للتنفيذ المخلص لخطة أنان”.

وحض نظيرها الألماني بيتر فيتيغ الرئيس الأسد على “الاستجابة للمتطلبات الضرورية للوقف المستدام للعنف”، مشيرا الى أن “الوضع على الأرض لا يزال مقلقاً جدا”.

وعلى نقيض نظرائه الغربيين، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين إن “الأمور تتحرك في الاتجاه الايجابي. هناك عقبات عدة، إلا أنني أعتقد أن في الامكان تذليلها”.

أما المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري، فاعتبر أن عمل المراقبين “يسير في الاتجاه الصحيح لكن نوعية جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة باتت أسوأ”. وأكد أن حكومته “تنفذ كل ما يترتب عليها من خطة أنان، لكن الأطراف الداعمين للإرهابيين بالمال والسلاح من السعودية وقطر وتركيا لا ينفذون ما يترتب عليهم وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة”. ولفت الى أن لديه “اعترافات من 26 شخصاً من جنسيات عربية قبض عليهم في سوريا، وقد اعترفوا بأنهم أتوا من ليبيا وتونس وبلدان أخرى عبر تركيا ولبنان ليرتكبوا أعمالا إرهابية في سوريا”. وأكد أن “قوى الأمن السورية قتلت 15 عنصرا من تلك المجموعات المسلحة السلفية والتكفيرية… لذلك نحن نتحدث هنا عن حقائق لا يمكن رفضها عن تورط مقاتلين أجانب في سوريا وهذا أمر خطير جدا”. وأكد أن “الشيوخ الذين يفتون بالقتل والإجرام في سوريا يعيشون في السعودية وقطر”.

وفيما كان مجلس الأمن يستمع الى إحاطة أنان، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن عدد القتلى الذين سقطوا من جراء أعمال العنف في سوريا وصل الى 11925 بينهم 831 سقطوا بعد اعلان وقف النار في 12 نيسان.

أردوغان

¶ في روما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عقب لقائه رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي إن الأزمة السورية الراهنة تتطلب نشر ثلاثة آلاف مراقب أممي، فيما أعلن رئيس الوزراء إرسال 15 مراقباً إيطالياً.

“المجلس الوطني السوري”

¶ في بيجينغ،  قال رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون إن المجلس يتبنى حل الأزمة السورية بالحلول السياسية ويدعم خطة أنان المكونة من ست نقاط ويعارض التدخل الخارجي ويقدر دور الصين المهم في دفع حل القضية السورية.

وجاء ذلك خلال اجتماع وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي مع وفد المجلس الذي يزور الصين حاليا.

وقال وزير الخارجية الصيني إن موقف الصين من القضية السورية ثابت وواضح، وأن جهود أنان وفرت حلاً عملياً وفرصة مهمة للأزمة الراهنة، مشيراً الى أن على جميع الأطراف في سوريا احترام التزاماتهم لوقف النار ودعم ومساعدة بعثة مراقبي الأمم المتحدة وتوفير بيئة لإطلاق عملية سياسية شاملة. وأضاف أن “الصين تدعم أي حل يحفظ المصالح الأساسية للشعب السوري ويقبله جميع الأطراف”، مشيراً إلى أن “الصين تعتزم مواصلة أداء دور إيجابي وبناء في حل القضية السورية بطريقة نزيهة وسلمية وملائمة”.

أنـان في دمشـق خـلال أيـام: فرصـة أخيـرة لتفـادي حـرب أهليـة

دافع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الذي يزور دمشق خلال الايام القليلة المقبلة، عن خطته لحل الأزمة السورية، مشدداً على انها «تشكل الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية قد تؤثر على المنطقة بأكملها»، لكنه حذر من أن مهمته «ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية»، مشيراً إلى انه ربما يأتي يوم يتعين فيه تبني «منهج مختلف» عن خطته، على الرغم من تحميله القوات الحكومية والمعارضة مسؤولية تواصل العنف.

وأعلنت دمشق أن «عمل بعثة المراقبين يسير بالاتجاه الصحيح»، مؤكدة أن «سوريا تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة انان، ولكن الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح من السعودية وقطر وتركيا لا تنفذ ما يترتب عليها، وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة». وفي حين أعلنت موسكو أن «الأمور تتحرك في الاتجاه الإيجابي»، واصلت واشنطن التشكيك في فاعلية الخطة، مشيرة إلى أنها ستزيد من مساعداتها «غير القاتلة» الى المعارضة وأنها متمسّكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم.

واعتبر أنان، خلال إطلاعه مجلس الأمن الدولي على ما آلت إليه وساطته عبر دائرة مغلقة من جنيف، أن خطته تشكل «من دون شك الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية» في سوريا، وذلك رغم الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، لكنه حذّر من أن مهمته «ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية».

وأكد أنان، في مؤتمر صحافي في جنيف بعد مداخلته في نيويورك، أن «هذه الخطة تبقى الفرصة الوحيدة المتبقية لاستقرار البلاد»، معبراً عن «قلقه العميق من أن تغرق البلاد في حرب أهلية شاملة». وقال «علينا أن نوقف عمليات القتل».

وأعلن أنان أن «العالم لا يمكن أن يسمح بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية شاملة، ربما يأتي يوم يتعيّن فيه تبني منهج مختلف» عن خطته. وقال «إذا فشلت وأدّى ذلك إلى حرب أهلية فلن يؤثر هذا على سوريا وحدها وإنما على المنطقة بأكملها»، مضيفاً «قد نصل إلى نقطة نستنتج فيها أنها لا تعمل (الخطة) ويجب تبني منهج مختلف، وهو يوم سيكون حزيناً جداً للمنطقة».

وأشار انان إلى أن «التحرك العسكري الميداني تراجع في شكل طفيف، ولكن ثمّة انتهاكات خطيرة مستمرة» لوقف إطلاق النار. وأضاف «هناك انتهاكات ترتكبها قوات الأمن السورية وأيضاً أعمال ترتكب ضد هذه القوات الحكومية». وتابع «أوجه نداء الى جميع من يحملون السلاح، أدعوهم الى التفكير في السكان والى إلقاء السلاح والجلوس معنا الى الطاولة»، لكنه أقرّ بأنه «من الصعوبة بمكان إقناع الاطراف المعنيين بإلقاء السلاح».

وحول الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد الماضي، اعتبر انان ان على الحكومة السورية ان تفهم «ان ثمة حاجة ربما الى انتخابات جديدة»، موضحاً ان الانتخابات التي جرت ليست مدرجة في خطته التي تدعو الى «حوار» بين النظام السوري والمعارضة. وأمل في ان يتمكن المراقبون الدوليون الـ300 من الانتشار في سوريا بحلول نهاية ايار الحالي، مضيفاً «سيكون لهم عندها تأثير أكبر».

ونقل دبلوماسيون، في نيويورك، عن انان تعبيره لمجلس الامن عن خشيته إزاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في سوريا، مشيراً الى ان السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف. ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من أهداف خطته.

وقال المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت إن انان ينوي التوجه الى دمشق خلال الايام المقبلة.

ولفت مسؤول عمليات حفظ الامن في الامم المتحدة ايرفيه لادسو، في مداخلة امام مجلس الامن، الى «تراجع ملحوظ» في استخدام الاسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية. لكنه اكد بحسب الدبلوماسيين، استمرار العمليات العسكرية وإن في شكل أكثر محدودية وكذلك حملات الاعتقال على نطاق واسع.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل ستة أشخاص في برزة في دمشق وريف ادلب وحمص وريفها».

رايس

وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس إن «السلطات السورية لم تطبق بشكل كامل أي نقطة من خطة انان. ان الوضع في سوريا لا يزال رهيباً، خصوصاً بالنسبة الى الملايين الذين لا يزالون يتحملون الهجمات يومياً ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة». وتابعت «نزيد من تأييدنا لتوحيد المعارضة ودعمها من خلال المساعدات غير المميتة».

وكررت رايس أن واشنطن مستعدة لدراسة إجراءات أخرى في مجلس الامن. وشددت على ان «الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على نظام الأسد وعلى الأسد نفسه حتى يرحل عن السلطة».

الجعفري

واعرب المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري عن تفاؤله. وقال إن «عمل بعثة المراقبين يسير بالاتجاه الصحيح، ولكن نوعية جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة باتت أسوأ».

وأكد أن «سوريا تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة انان، ولكن الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح من السعودية وقطر وتركيا لا تنفذ ما يترتب عليها، وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة». وأعلن أن «المجموعات الإرهابية المسلحة ترتكب جرائم ضد المدنيين والعسكريين»، مشيراً إلى «وجود اعترافات لـ 26 شخصاً من جنسيات عربية تم إلقاء القبض عليهم في سوريا، وقد اعترفوا أنهم أتوا من ليبيا وتونس وبلدان أخرى عبر تركيا ولبنان ليرتكبوا أعمالاً إرهابية في سوريا».

واعتبر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن المشاكل لا تزال قائمة في سوريا، لكن الوضع في طريقه للتحسن بصورة عامة. وقال «الأمور تتحرك في الاتجاه الإيجابي. هناك عقبات إلا أنني اعتقد أن بالإمكان تذليلها».

العربي

وحذر الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بكين، من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع الصراع الذي يعصف بالبلاد الى حرب اهلية، مكرراً تأييده خطة انان.

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر قال، في جنيف، إن القتال كان شديداً للغاية في بعض المناطق السورية، وانه يمكن في بعض الاحيان توصيف الاشتباكات بأنها «حرب أهلية محدودة»، لكنه أشار الى ان طبيعة العنف تحولت الآن بشكل أكبر الى «حرب عصابات».

وأضاف العربي، في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة العربية في بكين، إن تصاعد العنف في سوريا قد يستفحل ليصل الى بلدان مجاورة.

وتابع العربي، الذي التقى نائب الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية يانغ جيتشي، «سيفضي تصاعد العمل العسكري في سوريا الى حرب أهلية في البلاد، وهو الأمر الذي لا يريد أحد أن يراه. لا أظن أن السوريين يستحقون شيئاً مثل ذلك». وقال إن احتمال تصاعد العنف «يمنح زخماً لتأييد خطة أنان للتيقن من أن القتال سيتوقف».

والتقى العربي، على هامش زيارته إلى بكين رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون.

وذكرت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن يانغ جيتشي التقى وفد «المجلس الوطني» برئاسة غليون. وقال يانغ «يتعين على كل الأطراف في سوريا احترام التزاماتها بوقف إطلاق النار ودعم بعثة مراقبي الأمم المتحدة ومساعدتها وتوفير بيئة لإطلاق عملية سياسية شاملة».

ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في روما لزيادة عدد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وقال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايطالي ماريو مونتي، «نحن بحاجة الى الف او الفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها». وأضاف «نحن ندعم خطة انان لكن إذا سألني احدهم عن آمالي فإني سأجيب اني فقدت كل امل» تجاه سلطات سوريا.

(«السفير»، سانا،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

صعوبــات فــي اســتيراد الحبــوب وتصديرهــا

سوريا: خسائر بـ3 مليارات دولار بسبب العقوبات الدولية على قطاع النفط

تجد السلطات السورية صعوبة متزايدة في شراء الحبوب من السوق العالمية بسبب العقوبات التي تعطل قدرتها على الحصول على تمويل للتجارة، وهو أمر سيؤثر كثيرا على مواطنيها، فيما كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو، أمس، أن دمشق تكبدت خسائر نتيجة العقوبات على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار أميركي.

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على الحكومة السورية. وأضرّت الإجراءات التي تشمل تجميد أصول وقيود على التمويل بتجارة الحبوب الحيوية بالنسبة لسوريا، التي تعتمد على الواردات الغذائية في تأمين نحو نصف احتياجاتها الإجمالية، حيث يستخدم القمح كغذاء والذرة والشعير كعلف حيواني.

وقال مصدر تجاري لوكالة «رويترز» في لندن أمس، «سوريا لديها مشكلات كبيرة في الوقت الراهن، تتمثل في إيجاد شركات مستعدة لبيع حبوب مثل الشعير. لا يمكنك فتح خطاب اعتماد، ويبدو أن مخاطر إبرام أي صفقة تتزايد باستمرار».

وطرحت هيئة حكومية سورية مناقصة دولية الأسبوع الماضي لشراء 150 ألف طن من علف الشعير. وفي العام الماضي كانت قد طرحت مناقصة لشراء 500 ألف طن من الشعير، لكنها لم تتمكن من ذلك. وقال المصدر «بسبب المشكلات التي يواجهونها أصبح يتعين عليهم الآن طرح مناقصات على شحنات أقل».

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة توقعت، في نيسان الماضي، أن ترتفع احتياجات سوريا من الحبوب في السنة التسويقية2011 -2012 إلى أربعة ملايين طن، بزيادة مليون طن عن العام الماضي. وتوقع مجلس الحبوب العالمي أن تحتاج سوريا لاستيراد 900 ألف طن من القمح في 2011-2012 ارتفاعا من 500 ألف طن في 2010-2011.

وقال مدير المعلومات والتحليل في المجموعة الاستشارية لتقييم المخاطر هنري ولكنسون «سوريا تواجه مشكلات تجارية، وبناء على تقارير، فانه يبدو أن ما يحدث الآن هو أن الشركات تخرج من البلاد بسبب الأوضاع الأمنية ومخاطر التشغيل، ويمثل ذلك تحديا للحكومة في ما يتعلق بالواردات». وأضاف «في سوريا الخبز مدعوم، لذلك فإن التحكم في أسعار الخبز سيكون من استراتيجيات الحكومة المهمة».

وقالت مصادر تجارية، إن سوريا قد تحتاج لتمرير وارداتها عبر دول مجاورة، مثل الأردن ولبنان، وتهريبها إلى الداخل باستخدام شاحنات وعربات قطارات. وأضافت إن إيران ورغم أنها تواجه عقوبات من الغرب فمن المتوقع أن يطلب منها المساعدة في إيصال واردات الحبوب لسوريا. ويمكن نقل هذه الشحنات عبر العراق أو شراؤها نيابة عن سوريا باستخدام شبكات أقامتها طهران. وقال مصدر تجاري «إيران تمكنت من التحايل على القيود المالية وتستورد الحبوب، وسنرى سوريا تستخدم الإيرانيين في شراء الحبوب لكن ذلك يحتاج لبعض الوقت».

إلى ذلك، قال علاو، في بيان تلقت «فرانس برس» نسخة منه، إن «قطاع النفط تعرض بسبب العقوبات لخسائر كبيرة تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار». وأوضح أن سوريا «كانت تصدر نحو 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام من أصل 380 ألف برميل، وقامت الوزارة بخفض الإنتاج وإغلاق بعض الآبار المنتجة، ما أدى إلى نقص في الإنتاج وصل إلى 35 مليون برميل تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار منذ تطبيق قرارات وقف التصدير» في نيسان العام 2011.

وأشار إلى أن قطاع النفط يعاني «من الأعمال التخريبية الشرسة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة، والتي أدت إلى استشهاد 25 مهندسا وفنيا وعاملا وسرقة وعطب أكثر من 100 آلية وحدوث 40 حادثة تفجير وثقب وتخريب للأنابيب التي تنقل النفط الخام في أنحاء سوريا».

وقال مصدر ملاحي في لندن لـ«رويترز» إن سوريا تواجه توقفا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا. وأظهرت بيانات قدمها المصدر أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز الذي يمكن تسويقه كوقود ديزل خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

(رويترز، ا ف ب)

انفجار لدى مرور موكب للمراقبين في ردعا وتواصل العنف في مناطق عدة بسوريا

درعا- (ا ف ب): وقع انفجار صباح الأربعاء لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين في درعا ومن بينهم رئيس الفريق الجنرال روبروت مود، غداة احاطة المبعوث الدولي كوفي انان مجلس الأمن بما آلت خطته في سوريا.

وسارع المجلس الوطني السوري المعارض إلى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه “لابعاد المراقبين عن الساحة” ولتثبيت “مزاعمه بوجود اصولية وارهاب في سوريا”.

وندد الجنرال مود في أول تعليق على الحادث بالانفجار واصفا اياه بانه “مثال حي على أعمال العنف التي لا يحاجها السورين”.

كما دانت باريس “بحزم” التفجير، محملة السلطات السورية مسؤولية امن المراقبين” كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بيرنار فاليرو.

وانفجرت عبوة صباح الاربعاء لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين من بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود، ما اسفر عن اصابة ستة جنود سوريين بجروح فيما لم يصب مود بأذى، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وانفجرت العبوة لدى مرور موكب المراقبين المؤلف من ست سيارات عند مدخل مدينة درعا جنوب البلاد. وكان ضمن الموكب ايضا المتحدث باسم فريق المراقبين نيراج سينغ.

وهو الهجوم الاول من نوعه الذي يقع لدى مرور دورية تابعة للمراقبين الدوليين في سوريا.

ولم يتسن معرفة ما اذا كان الهجوم يستهدف المراقبين بالتحديد او الجنود السوريين المرافقين للموكب.

ويعمل على مراقبة وقف اطلاق النار في سوريا حوالى ستين مراقبا على ان يرتفع عددهم الى 300 في الاسابيع المقبلة.

واتهم عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار في اتصال مع وكالة فرانس برس السلطات السورية بالوقوف وراء هذا التفجير قائلا “نعتقد ان سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات ابعاد المراقبين عن الساحة وسط المطالبات الشعبية بزيادة اعدادهم”.

واعتبر نشار أن هذا الانفجار “يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدنا عليها لتثبيت مزاعمه ان هناك ارهابا واصولية في سوريا”.

وقال “المتظاهرون هم من يريدون المراقبين لانهم يشكلون عنصر امان لهم. وفي وجودهم الشعب يستطيع ان يعبر عن مواقفه خلال تظاهراته السلمية”، متوقعا ان يقدم المراقبون “شهادات عن الاساليب الدموية التي تنتهجها السلطات في قمع الاحتجاجات”.

الى ذلك، تعرضت مدينة دوما (13 كلم شمال شرق العاصمة)، التي تعد احدى معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي، لقصف واطلاق نار منذ الليل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد ناشطون في المدينة بتوقف القصف واطلاق النار قبيل الظهر.

وتشهد هذه المدينة منذ اشهر عمليات عسكرية وامنية متواصلة للقوات النظامية، وقد زارها المراقبون الدوليون في الاسابيع الماضية اكثر من مرة.

وفي العاصمة نفسها، وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للامن ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة دون وقوع ضحايا، بحسب المصدر نفسه.

وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا اسفرت عن اعتقال عشرات الاشخاص.

وفي مدينة حلب (شمال) دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حي الاشرفية، وقتل احد عناصر “الشبيحة”، بحسب المرصد.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني واصيب ثلاثة اخرون بجروح في نيران من رشاشات للقوات النظامية في بلدة تل عين الحمراء.

واستهدف حاجز للجيش في بلدة احسم بتفجير تلاه اطلاق نار كثيف من حواجز عدة في المنطقة، بحسب المرصد الذي لم يعط تفاصيل اضافية حول طبيعة الانفجار.

ودارت اشتباكات عنيفة فجرا في كفرنبل بين القوات النظامية ومنشقين تلاها انشقاق عدد من عناصر حواجز الجيش في البلدة، كما دارت اشتباكات في قرية معراتة “ادت الى فرار بعض العناصر من القوات النظامية واستشهد احدهم اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية”.

واشار المرصد إلى سماع اطلاق نار وانفجارات في مناطق عدة في ريف ادلب.

وفي دير الزور (شرق)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا أمن في حي الجورة في دير الزور في انفجار، وفقا للمرصد.

وفي درعا (جنوب)، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة للقوات النظامية.

يأتي ذلك غداة تقديم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الثلاثاء تقريرا عما آلت اليه خطته للسلام، معتبرا انها “الفرصة الاخيرة لتجنب حرب اهلية”.

وقتل قرابة 12 الف شخص غالبيتهم من المدنيين بايدي قوات الامن منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في اذار/ مارس 2011 ضد نظام بشار الاسد بحسب المرصد.

الجيش السوري الحر يطالب المجتمع الدولي بضربات نوعية ضد القوات النظامية

بيروت- (ا ف ب): دعا الجيش السوري الحر الاربعاء المجتمع الدولي إلى تنفيذ “ضربات نوعية” ضد قوات الرئيس بشار الأسد على غرار العمليات التني نفذها حلف شمال الاطلسي في ليبيا.

وقال العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في اتصال مع وكالة فرانس برس “نريد ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الامنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا”.

واعتبر العميد الشيخ الموجود في تركيا ان عمليات من هذا النوع “ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد الى حرب اهلية”.

واكد الشيخ في المقابل رفضه “اجتياحا بريا لسوريا” مضيفا “نحن مع اسقاط النظام ولسنا مع اسقاط الدولة” السورية.

واتهم الشيخ النظام السوري بانشاء مجموعات مسلحة لضرب عمل المعارضة وتشويه صورتها امام الرأي العام.

عنان يعتبر خطته فرصة اخيرة.. وأردوغان يدعو لنشر 3 آلاف مراقب

تحذيرات دولية من حرب اهلية في سورية واشنطن: الاسد فقد شرعيته وعليه التنحي

الامم المتحدة ـ جنيف ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: أعرب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية كوفي عنان عن خشيته من اندلاع حرب أهلية شاملة في سورية، في الوقت الذي حذرت فيه اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجامعة الدول العربية من تحول الانتفاضة السورية الى حرب أهلية، فيما اكدت المندوبة الامريكية بالامم المتحدة موقف بلادها الداعي لضرورة تنحي الاسد مع زيادة التأييد للمعارضة السورية بعد فشل حكومته في تنفيذ الخطة المؤلفة من ست نقاط والتي ترمي إلى إنهاء العنف في بلاده.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس الثلاثاء إن واشنطن تركز على تغيير النظام في دمشق رغم أنها تدعم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان وخطته التي لا تطالب الاسد بالتنحي.

وقالت رايس للصحافيين إن ‘السياسة الأمريكية ما زالت هي أن نظام الأسد فقد شرعيته، ويتعين عليه أن يتنحى’.

وجاء ذلك في الوقت الذي استمرت فيه اعمال العنف حيث قتل عشرة مدنيين الثلاثاء على الاقل برصاص القوات الامنية واستخدمت الصواريخ والرشاشات الثقيلة في قرية الحسن بوسط محافظة حمص في اطار سعيها لاستعادة سيطرتها على المنطقة من أيدي المعارضين، كما تم قصف شمال محافظة، وذلك غداة انتخابات تشريعية وصفتها الدول الغربية والمعارضة بأنها ‘مهزلة’.

وقال مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان الثلاثاء امام مجلس الامن الدولي ان خطته بشأن سورية قد تكون ‘الفرصة الاخيرة لتجنب الحرب الاهلية’ في هذا البلد، كما نقل عنه دبلوماسيون.

لكن عنان، الذي ادلى بهذا التصريح خلال احاطته مجلس الامن بما آلت اليه وساطته في سورية، حذر من ان مهمته ‘ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية’.

وبحسب دبلوماسيين تابعوا الكلمة، فإن عنان عبر عن خشيته ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في هذا البلد. ولفت خصوصا الى ان السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف.

واشار عنان الى ‘تقدم محدود’ في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكدا في الوقت نفسه ان القوات الحكومية تستمر في ‘ممارسة الضغط على الشعب بشكل اكثر تحفظا’.

ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سورية، وهو من اهداف خطته. واضاف ان وجود مراقبين من الامم المتحدة في سورية يهدف الى ‘توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي’.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ندد عشية هذا الاجتماع بـ’وحشية’ قوات الرئيس بشار الاسد، مشيرا كذلك الى ان الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد ‘تكثفت’.

ورغم الهدنة الهشة لم تتوقف المجازر في سورية حتى مع اجراء الحكومة لانتخابات برلمانية الاثنين. ووصفت دمشق الانتخابات بأنها خطوة هائلة في طريق الاصلاح لكن المعارضة انتقدتها ووصفتها بالعار وقاطعت التصويت.

ومع قيام مسؤولي الانتخابات بفرز الاصوات الثلاثاء قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن القتال احتدم في بعض مناطق سورية وفي بعض الاحيان يصل الصراع بتلك الاماكن الى ما يوصف بحرب اهلية محدودة.

وقال جاكوب كيلينبرغر انه قلق للغاية بشأن الاوضاع في سورية حيث ينتشر مراقبو الامم المتحدة للاشراف على اتفاق هدنة انتهك بشكل مستمر من جانب قوات حكومية ومعارضين.

ومن جهته دعا نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الى استمرار الدعم لخطة عنان. واعرب عن مخاوف مماثلة بشأن اندلاع حرب أهلية في سورية.

وقال للصحافيين اثناء زيارة الى بكين ‘سيفضي تصاعد العمل العسكري في سورية الى حرب أهلية في البلاد وهو الأمر الذي لا يريد أحد ان يراه’.

ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء في روما لزيادة عدد مراقبي الامم المتحدة في سورية.

وقال خلال لقاء صحافي مع نظيره الايطالي ماريو مونتي ‘نحن بحاجة الى الف او الفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، اي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها’.

واضاف ‘نحن ندعم خطة عنان لكن اذا سألني احدهم عن آمالي فإني ساجيب اني فقدت كل امل’ تجاه سلطات سورية.

ويعمل على مراقبة وقف اطلاق النار في سورية حوالى ستين مراقبا، على ان يرتفع عددهم في الاسابيع المقبلة الى ثلاثمائة.

وقال فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدى الامم المتحدة الثلاثاء إن المشاكل لا تزال قائمة في سورية الا ان مهمة مراقبين تابعة للمنظمة الدولية يجري نشرها، مشيرا الى ان الوضع في طريقه للتحسن بصورة عامة.

هيئة التنسيق: مناع تلقى دعوة عاجلة من المرزوقي

لندن ـ يو بي آي: أعلنت اللجنة الإعلامية لـ’هيئة التنسيق الوطنية في المهجر’ السورية المعارضة، الثلاثاء، أن هيثم مناع رئيس الهيئة في المهجر، من المقرر ان يكون قد التقى الرئيس منصف المرزوقي في تونس الثلاثاء بعد تلقيه دعوة رسمية عاجلة منه.

وقالت اللجنة في بيان تقلت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه، إن اللقاء ‘سيبحث في العديد من القضايا والملفات الهامة في الشأن السوري، ويتم خلاله تسليط الأضواء على آخر المستجدات وتطورات الأوضاع على الساحة السورية’.

ويُعد هذا اللقاء الرابع من نوعه بين مناع والرئيس المرزوقي منذ أن تسلّم الأخير مهامه في موقع الرئاسة العام الماضي.

ويرتبط مناع والمرزوقي بصداقة قوية منذ أكثر من ربع قرن خلال عملهما في اللجنة العربية لحقوق الإنسان.

الاسد على طريق تشارلز تايلر

صحف عبرية

في الشهر الماضي أدانت المحكمة الخاصة لسيراليون تشارلز تايلر رئيس ليبيريا السابق بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبت في سيراليون. في التقرير عن ذلك شدد على أن هذه هي المرة الاولى التي يدان فيها رئيس دولة بهذه الجرائم. ولكن توجد في القرار رسالة اخرى موجهة لمن يدعم ويساعد مجموعات مسلحة ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دولة اخرى: إعلم بانك قد تتحمل المسؤولية عن الجرائم التي ترتكب بمساعدتك.

دارت المحكمة حول العلاقة بين تايلر ومجموعتين من الثوار قاتلت ضد الحكومة المنتخبة في سيراليون. محامو تايلر لم ينفوا ارتكاب فظائع في سيراليون، ولكنهم نفوا مسؤولية تايلر عن ارتكابها. الادعاء حاول ادانة المتهم على أساس المسؤولية القيادية، بدعوى أنه قاد عمليا الثور في سيراليون. ردت المحكمة هذا الادعاء. واعترفت بذلك بان تايلر كان له تأثير هام على الثوار، ولكن تأثيره لم يصل الى درجة القيادة والتحكم اللذين يجران مسؤولية عن أعمال مرؤوسيه.

فلماذا إذن ادين تايلر؟ لانه تقرر بانه ارتكب سلسلة من الاعمال كي يساعد ويشجع الثوار حين كان يعلم بارتكابهم الجرائم بحق المدنيين بشكل منهاجي. فقد وفر تايلر للثوار في سيراليون السلاح والذخيرة، نقل اليهم مساعدات عملياتية ووفر لهم البضائع. اضافة الى ذلك، سمح تايل للثوار بالتجارة بالماس لتمويل نشاطهم العسكري، خلافا للحظر الدولي. ومن هنا استخلصت المحكمة بان المتهم ساعد بشكل عملي وهام على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

كما أدانت المحكمة الخاصة المتهم أيضا بالتخطيط لجرائم حرب. في أثناء التخطيط لمعركة معينة شدد المتهم بان على الهجوم ان يكون ‘مرعبا’. وفي مناسبة اخرى شدد على أنه يجب اتخاذ ‘كل الوسائل’. هذه التصريحات الغامضة والمتملصة لم تكن كافية لانقاذه من المسؤولية عن الفظائع التي وقعت في أثناء تلك المعرفة في سيراليون. ومع ذلك، من المهم التشديد على أنه ليس فقط انعدمت أدلة على جرائم ارتكبها المتهم بيديه، بل لم تتوفر في اثناء المحكمة حتى تعليمات مباشرة من المتهم لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية ومع ذلك فقد ادين استنادا الى المساعدة التي وفرها لمجموعات مسلحة بعلمه انها ترتكب جرائم حرب بشكل منهاجي.

قرار المحكمة في قضية تايلر بدا كخطوة في اتجاه توسيع مسؤولية الداعمين للمجموعات المسلحة الاجنبية عن افعالها. من ناحية اسرائيل يبدو أن هذه انباء طيبة. فدول مثل ايران وسوريا عملت وتعمل بشكل منهاجي على دعم منظمات مسلحة، حزب الله في لبنان وحماس في غزة، ممن يخرقون قوانين القتال في اعمالهم ضد اسرائيل. هكذا مثلا اطلقت المنظمتات الصواريخ بشكل موجه نحو التجمعات السكانية المدنية في اسرائيل بل وتفاخرتا بذلك. ايران وسوريا الاسد دربتا حماس وحزب الله، دعمتاهما ماليا ومعنويا، سلحتاهما وسمحتا لهما باقامة قيادات في اراضيهما.

على أساس تعليل المحكمة الخاصة في قضية تشارلز تايلر، يمكن أن نرسم وضعا يدان فيه زعماء ايران وسوريا بجرائم حرب حماس وحزب الله، حتى دون أن يكون ممكنا الاثبات بان سيطرتهم على هاتين المنظمتين كاملة ومطلقة، ودون أن يكون ممكنا الاثبات بانه صدرت عن طهران أو دمشق تعليمات صريحة لخرق قوانين القتال. حتى لو لم يكن هناك في الحاضر هيئة قضائية دولية ذات صلاحية ورغبة في معالجة هذه الجرائم، فهل هذا الخطر سيردع زعماء ايران، سوريا وآخرين من دعم منظمات الارهاب؟ الايام ستقول.

ليرون ليبمن

معاريف 8/5/2012

أنان: نخشى حربا أهلية سورية.. وواشنطن: نزيد دعمنا للمعارضة

واشنطن: هبة القدسي بيروت: ثائر عباس وكارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، أمس، عن خشيته من تدهور الأوضاع في سوريا بما يؤدي إلى حالة من الحرب الأهلية، مؤكدا أن ذلك سيكون أمرا مرعبا للمنطقة, بينما قالت واشنطن إن سوريا لم تلتزم بخطة المنظمة الدولية للسلام، وإنها ستزيد التأييد والدعم «غير المميت» لجماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أنان في مؤتمر صحافي بجنيف أمس «أعلم أن كثيرا من الأسئلة تثار حول ماذا لو فشلت خطة السلام، وأنا أنتظر مقترحات عما يمكن القيام به، وإذا كانت هناك أفكار أفضل فسأكون أول من يأخذ بها», بينما قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، في نيويورك، إن الحكومة السورية لم تلتزم بأي من النقاط الست الواردة في خطة أنان، مشيرة إلى دعم المجتمع الدولي للمعارضة, وكررت موقف بلادها من فقدان الرئيس الأسد لشرعيته وضرورة تنحيه عن السلطة.

من جانبه، أشار جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن القتال كان شديدا للغاية في بعض المناطق السورية؛ وفي بعض الأحيان يمكن توصيفه بأنه «حرب أهلية محدودة».

                      وحذر نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع الصراع الذي يعصف بالبلاد إلى حرب أهلية، مشيرا إلى أن العنف قد يستفحل ليصل إلى بلدان مجاورة. من جانبه شكك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في دور المراقبين وقال إنه، شخصيا، فقد «كل أمل» حيال نظام الرئيس الاسد، داعيا الأمم المتحدة لزيادة «ملموسة» في عدد مراقبيها في سوريا، وقال في روما أمس «نحن بحاجة إلى ألف أو ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها».

ميدانيا، لم يؤثر انشغال النظام السوري بفرز أصوات من شاركوا في الانتخابات النيابية التي نظمها أول من أمس على وتيرة عملياته الأمنية التي طالت أمس مناطق إدلب ودرعا وحمص وحماه، موقعة وبحسب لجان التنسيق المحلية ما لا يقل عن 20 قتيلا.

العقيد رياض الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: الدفاع عن النفس والشعب أصبح مشروعا

قال إن المرحلة القادمة ستشهد تغييرا منهجيا في العمل العسكري ولا تهريب للأسلحة من لبنان

بيروت: كارولين عاكوم

اعتبر قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أنّ الدفاع عن النفس وعن الشعب السوري أصبح مشروعا بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال الأسعد لـ«الشرق الأوسط» «وصلنا إلى مرحلة الذروة، مهما كان قرار مجلس الأمن، لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لم نعد قادرين على التحمّل والانتظار، في وقت لا تزال فيه عمليات القتل والاعتقال والقصف مستمرة رغم وجود المراقبين الذين تحوّلوا إلى شهود زور».

وأضاف الأسعد: «كما أنّ شعبنا يطالبنا بالدفاع عنه في ظلّ عدم اتخاذ مجلس الأمن أي خطوات جدية وإعطائه فرصة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم.. ووصلنا اليوم، والحمد لله، إلى مرحلة ممتازة بعدما عمدنا إلى ترتيب الأوراق والصفوف وتقويم جدي للمرحلة السابقة، وعمدنا إلى وضع خطة عمل جديدة للمرحلة القادمة التي ستشهد تغييرا منهجيا في عملنا العسكري».

وعما إذا كانت هذه الخطّة ستعتمد على التفجيرات وستستهدف المراكز الأمنية، أجاب الأسعد «التفجيرات ليست من أخلاقنا ولسنا بحاجة إليها. هدفنا هو استهداف الآليات العسكرية ونعتمد فقط على العبوات الناسفة». وفي حين أكّد الأسعد أنّ الجيش الحرّ لم يتلقّ أي مساعدات مالية أو عسكرية من دول محدّدة، وما يحصل عليه حتى اليوم ليس إلا مساعدات من مواطنين سوريين، لفت إلى أنّ «هناك تطورا في إمكانات الجيش الحر العسكرية وذلك من خلال استثمارنا الصحيح للأموال، والقيام بتصنيع بعض أنواع الأسلحة محليا، وهذا ما سينعكس في عمل الجيش الحر في المرحلة اللاحقة، ورغم أننا لا نملك الإمكانات العسكرية الكبيرة لكن لدينا العناصر القادرة على تنفيذ العمليات النوعية».

وأكّد الأسعد أنّ «الجيش الحرّ لا يزال موجودا على الأرض في معظم المناطق السورية، وخروجه من المدن كان فقط بهدف تجنيب الأهالي العمليات العسكرية وعدم إعطاء ذريعة للنظام السوري للقول إننا لا نتقيّد بوقف إطلاق النار».

وعلّق الأسعد على الانتخابات النيابية التي شهدتها سوريا، واصفا إياها «بالمهزلة التي ستؤدي في النهاية إلى تكريس الواقع الذي نعيشه منذ أكثر من 40 عاما، وهذا النظام يقول للعالم أنا قادر على قتل الشعب من جهة، وإجراء انتخابات من جهة أخرى. انتخابات معروفة فيها الأسماء مسبقا».

من جهة أخرى، نفى الأسعد أي وجود للجيش السوري الحر في لبنان، معتبرا أنّه ليس هناك أي سبب لهذا الوجود، مضيفا «قضيتنا وعملنا في الداخل السوري. قد يكون هناك خروج لبعض العناصر غير المسلحّة إلى لبنان ضمن حالات إنسانية بحتة، لكن الأمر لا علاقة له بأي عمليات عسكرية».

وعن تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، قال «كلنا يعرف من يمسك زمام الأمور في لبنان، هذه الحكومة الموالية للنظام السوري اتخذت إجراءات أمنية مشدّدة منعت من خلالها أي تهريب، ولا يمكنها اتهامنا بهذا الأمر»، مضيفا «مع العلم، أنّ هذه الحدود لطالما كانت محطّة لتهريب الأسلحة المحدودة والفردية بين البلدين.. لكن بالنسبة إلينا، هذا النوع من العمليات لا يفي بالغرض المطلوب».

كتيبة «المعتصم بالله» تعلن عن أسر ضابط وعدد من الجنود النظاميين في درعا

مصادر «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: قمنا بهذه العملية ردا على حملة الاعتقالات في اليومين الأخيرين

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت «كتيبة المعتصم بالله»، التابعة لـ«الجيش السوري الحر» في مدينة درعا، أمس، عن قيامها بأسر ضابط وستة جنود نظاميين، وذلك بعد «اقتحامها بإشراف وتنظيم المقدم الركن ياسر العبود، قائد العمليات في القطاع الجنوبي، مقر اللواء 132 ميكا التابع للفرقة الخامسة». وأشارت، في شريط فيديو تم تحميله على موقع «يوتيوب»، إلى أنه «تم حرق 7 عربات (بي إم بي) وقتل وجرح عدد من جنود الأسد»، موضحة أن «عناصر الكتيبة انسحبوا وعادوا جميعهم وتم الاستيلاء على بعض القطع العسكرية».

وأظهر شريط الفيديو المصور ليلا عددا من الآليات وهي تحترق، على وقع تكبير عناصر الكتيبة الذين وصفوا ما قاموا به بأنه «عملية نوعية». وأكدت مصادر قيادية في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» صحة العملية، مشيرة إلى أن «أكثر من ضابط تم أسرهم، إضافة إلى عدد من الجنود». وقالت إن «تنفيذ هذه العملية جاء ردا على حملة الاعتقالات التي طالت في اليومين الأخيرين مدنيين في درعا، مما اضطرنا للرد بهذه العملية، ولإثبات أننا قادرون على تنفيذ عمليات مماثلة في درعا».

وقود دبابات الأسد على وشك النفاد

بيانات أظهرت توقف شحنات الديزل منذ 4 أسابيع

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت مصادر إن سوريا تواجه انقطاعا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش، مع توقف تدفق شحنات من روسيا ومصادر أخرى خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

وأظهرت بيانات قدمها مصدر ملاحي أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز، الذي يمكن تسويقه على أنه وقود ديزل، خلال الأسابيع الأربعة الماضية. ويبلغ متوسط حجم الشحنات نحو 30 ألف طن من الوقود.

وجرى تسليم تسع شحنات من زيت الغاز في مارس (آذار) الماضي، بحسب وكالة «رويترز»، بينما وصلت آخر شحنتين في أوائل أبريل (نيسان) الماضي. وأتى أغلب هذه الشحنات من موانئ روسية، كما جاءت شحنات من زيت الغاز من إيران أيضا.

وتقول مصادر في صناعة النفط إنه لم يلاحظ وصول أي شحنات أخرى من النفط المكرر إلى سوريا منذ وصول الناقلة «كيب بينات» في 11 أبريل الماضي. ولدى سوريا – المنتجة للنفط – مصفاتان، لكنها تحتاج أيضا إلى استيراد كميات كبيرة من زيت الغاز وأنواع أخرى من الوقود للوفاء بالطلب المحلي من أجل التدفئة والنقل.

وسلمت شركة شحن مقرها موناكو آخر شحنة لسوريا، وقالت الشركة إن تشديد الاتحاد الأوروبي العقوبات في مارس الماضي أجبرها على وقف تعاملاتها مع شركة المحروقات السورية لتوزيع الوقود. ويمكن أن تعمل الشركات غير الأوروبية وسيطا، لكن لم تنتهز أي منها حتى الآن الفرصة للقيام بهذا الدور؛ في ما يبدو.

ومن غير الواضح سبب توقف الشحنات الإيرانية أيضا. ووصلت ناقلة إيرانية في أواخر مارس الماضي إلى سوريا بشحنة من زيت الغاز وغادرت في أبريل بشحنة من البنزين السوري؛ في مقايضة – على ما يبدو – للمنتجات النفطية المكررة بين الحليفين.

أنان: الوضع قد يتدهور.. وإذا كانت هناك أفكار أفضل سأكون أول من يأخذ بها

رايس: سنبحث وسائل أخرى للضغط على النظام السوري من أجل الامتثال للخطة

واشنطن: هبة القدسي

حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان من تدهور الأوضاع في سوريا بما يؤدي إلى حالة من الحرب الأهلية، مؤكدا أن ذلك سيكون أمرا مرعبا. وقال أنان إن استكمال إنزال المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة سيشكل فارقا، وسيؤدي إلى نتائج إيجابية، مشيرا إلى انخفاض في الأنشطة العسكرية بسبب وجود العدد الحالي من المراقبين، بما أدى إلى تأثير مهدئ وانخفاض أعمال القصف.

ولمح أنان في المؤتمر الصحافي بجنيف أمس – الذي تأخر لأكثر من ساعة عن موعده – إلى احتمالات أن يأخذ المجتمع الدولي منحى آخر إذا فشلت الخطة، وقال: «أنا لا أحمل في جعبتي تهديدات وتحذيرات، وأعلم أن كثيرا من الأسئلة تثار حول ماذا لو فشلت خطة السلام، وأنا أنتظر مقترحات عما يمكن القيام به، وإذا كانت هناك أفكار أفضل سأكون أول من يأخذ بها». وأضاف: «مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والجامعة العربية يسعون جميعا لإنجاح الخطة؛ وربما نصل إلى نتيجة أن الخطة لم تعد ناجحة، وعلينا أن نأخذ منحى آخر، وسيكون ذلك محزنا للمنطقة. وأناشد الجميع أن يفكروا في سوريا والشعب السوري، وأن يأتوا لمائدة التفاوض».

ورفض أنان إعطاء موعد نهائي لخطته، وقال: «نفعل قصارى جهدنا، وإذا فشلنا فإننا نحذر كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من وقوع حرب أهلية، وسيكون لذلك تأثيرات جيوسياسية على المنطقة، وعلينا القلق على سوريا».

وقال أنان: «رأينا أعمال عنف من جانب السلطات الحكومية تبعث على القلق، ورأينا أيضا هجمات من الجماعات المسلحة ضد المنشآت والشخصيات الحكومية، إضافة إلى سلسلة تفجيرات تثير قلق السكان»، وأضاف: «على الحكومة مسؤولية أكبر لتقوم بكل ما في وسعها لتخفيف حدة العنف، وعلى المعارضة والجماعات المسلحة أن يفكروا في الشعب السوري الذي وقع ضحية بين الطرفين، وأن تعطي المعارضة فرصة للسلام وتستجيب من أجل أن يتوقف العنف ويبدأ الحوار، والاستجابة لتطلعات الشعب السوري الذي عانى كثيرا». وأشار إلى نجاح المجتمع الدولي في تحقيق وقف لإطلاق النار في 12 أبريل (نيسان) مما أعطى فرصة للسلام، مطالبا كافة الأطراف بتنفيذ الخطة وإتاحة الفرصة لحل الأزمة سلميا وتحقيق السلام. وتابع أنان أن «الأولوية الآن هي الحاجة لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان وإيصال المساعدات الإنسانية وقوات الإغاثة وتطبيق الخطة بنقاطها الست بشكل كامل، وإرسال رسالة قوية تنم عن الاستعداد لحل الأزمة بشكل سلمي»، وأضاف: «عند نشر كافة المراقبين سنستطيع التأثير بشكل أكبر، وعلي أن أقول: إن كل نقاط الخطة الست يجب تطبيقها لخلق المناخ المناسب الذي ينقلنا إلى مرحلة إجراء الحوار السياسي، لأن بعثة المراقبين هي الفرصة الأخيرة لتحقيق استقرار في هذا البلد»، و«استمرار الوضع الحالي يصعب من القيام بذلك».

ووجه أنان انتقادات لإجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا في ظل الأجواء الحالية، وقال: إنها «جاءت بمبادرة من جانب الحكومة، لكن الحديث عن عملية سياسية يجب أن يكون من خلال حوار سياسي يؤدي إلى إجراء انتخابات، وعلى السلطات السورية أن تفهم أنه قد يكون هناك ضرورة لإجراء انتخابات برلمانية أخرى».

وتحدث أنان صباح أمس إلى مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، وأجاب على عدد من أسئلة مندوبي الدول الخمس عشرة بالمجلس. وقال دبلوماسيون إنه أكد استمرار العنف في سوريا بشكل غير مقبول، وأن القوات الحكومية لا تزال موجودة داخل وحول المدن السورية والبلدات، مشيرا خلال إفادته إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق تقوم بها القوات السورية وإلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان واعتقالات وتعذيب جماعي، وإلى تقدم ضئيل في تقديم المساعدات الإنسانية.

من جانبها، قالت مندوبة الولايات المتحدة للأمم المتحدة سوزان رايس إن الحكومة السورية لم تلتزم بأي من النقاط الست الواردة في خطة أنان، مشيرة إلى دعم المجتمع الدولي للمعارضة.. وكررت موقف بلادها من فقدان الرئيس بشار الأسد لشرعيته وضرورة تنحيه عن السلطة.

وقالت رايس في مؤتمر صحافي في نيويورك: «على الحكومة السورية أن تفي بالتزاماتها بتنفيذ النقاط الست لخطة أنان، وقد رأينا بعض التحسن في الوضع الأمني بعد إنزال المراقبين، وبالفعل تم إيقاف القصف المتواصل من الآليات العسكرية، لكن الحقيقة أن هناك لجوءا إلى أشكال أخرى من العنف».

وأكدت رايس أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن مستعدة للنظر في وسائل أخرى لزيادة الضغوط على الحكومة السورية لتنفيذ التزاماتها، بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن لإصدار قرارات أخرى. وقالت: إن «إصدار قرارات أخرى قد يكون غدا أو بعد شهر، والأمر يعتمد على الأوضاع في سوريا. وإذا رأينا أن الوضع لا يتحسن والعنف مستمر، فإن عددا من الأعضاء (في مجلس الأمن) يعتقدون بضرورة التفكير في خطوات إضافية».

وقالت رايس: «لا يمكن إنكار احتمال وجود مقاتلين أجانب قادمين من العراق أو فارين من سوريا إلى العراق، لكن هذا ابتعاد عن القضية الأساسية، وهي أن الحكومة السورية تقتل شعبها، وخلقت وضعا أجبر المتظاهرين السلميين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، والبعض من الجماعات المتطرفة يستغل الوضع ويستغل الفوضى، ولديه طموحات متطرفة وهذا أمر ممكن».

شيوخ القبائل السورية يوجهون أبناءهم العسكر برفض أوامر إطلاق النار والانضمام للثورة

أعلنوا عن دعمهم لتوفير السلاح للجيش الحر

جدة: محمد القشيري

أعلن مجلس القبائل العربية السورية في اجتماعهم المقام في القاهرة عن إسقاط النظام والعمل على قيام دولة مدنية بدستور يكرس سيادة الشعب عن طريق الدعم المادي والبشري للجيش الحر لمقاومة جيش النظام، من خلال إقناع أبناء العشائر الموجودين في الجيش النظامي بأن يرفضوا أوامر إطلاق النار على إخوتهم في الوطن، والانشقاق فورا عن هذا الجيش الذي يحاول النظام تحويله لأداة لقمع الثورة ونصرة الضعيف وإغاثة الملهوف، دون تمييز بين عرق ودين، وعلى كون أبناء القبائل العربية السورية يشكلون نصف عدد سكان الوطن، وانتشارهم في جميع أنحاء المدن والبلدات والقرى في سوريا وما يجاورها.

وأوضح محمد المزيد التركاوي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس وحد كلمة القبائل من خلال التنسيق بين المعارضة في الداخل والخارج من أبناء العشائر الذين يشكلون 50 في المائة من مجموع التركيبة السكانية في سوريا، عبر القيام بدورهم السياسي القيادي، وحمل المسؤوليات التي تلقيها على عاتقهم في الظروف التي يمر بها الوطن في هذا الوقت العصيب، الذي يتطلب من جميع أطياف الشعب السوري بذل كل غال ورخيص لإنقاذ الوطن وتخليصه من شرور النظام القائم.

وقال التركاوي: «من أهم بنود الملتقى هو كيفية دعم ووصول السلاح للجيش الحر وانشقاق أبناء العشائر عن الجيش النظامي، والانضمام إلى دعم الثورة ومساعدة الشعب السوري، وخاصة في المدن التي تشهد مقاومة كحمص وحماه من أعمال قتل وتشريد واعتقال وتهجير، على يد نظام لم يشهد تاريخ الأمم والشعوب مثيلا له في وحشيته وهمجيته».

وعقد الاجتماع والذي حضره ممثلو القبائل العربية السورية مع لجان ممثلة في القبائل الدرزية والكردية بعد دراسة الأوضاع الراهنة في الوطن، وما وصلت إليه تلك الأوضاع من تدهور خطير، وما يتعرض له الشعب السوري من جرائم ضد الإنسانية. واستعرض المجتمعون أوضاع اللاجئين السوريين، الذين هجرهم النظام إلى دول الجوار، والأوضاع المأساوية التي يعيشونها، والمصاعب التي يلاقونها في حياتهم اليومية. كما تدارسوا أوضاع الجرحى والذين تعرضوا لإصابات جسيمة أدت إلى عاهات مستديمة.

وخرج عن الاجتماع توصيات بإنشاء مجلس سياسي يضم ممثلين عن جميع القبائل العربية السورية، بهدف جمع كلمتهم، والقيام بدورهم السياسي القيادي. وأشار البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، في بنوده إلى وضع وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات اللازمة، للمساهمة في إسقاط النظام من خلال دعم الثوار في الداخل، ماديا وسياسيا وبكل ما تتطلبه الثورة في سوريا، للوصول إلى الخلاص من نظام الأسد، والذي وصف في بيانهم بـ«الاحتلال الأسدي»، وإقامة دولة سوريا الجديدة.

وأضاف البيان «تقديم الدعم للجيش السوري الحر، لتمكينه من الاستمرار في الدفاع عن المدنيين وتأييد مطالبات الدول العربية الشقيقة، بتقديم العون والدعم العسكري للجيش السوري الحر. ومطالبة جميع عناصر الجيش العربي السوري من أبناء القبائل وغيرهم، أن يرفضوا أوامر إطلاق النار على إخوتهم في الوطن، والانشقاق فورا عن هذا الجيش الذي يحاول النظام تحويله لأداة لقمع الثورة».

شذرات الصراع السوري تتطاير عبر الحدود مع إسرائيل

مراقبون: سقوط الأسد قد يحول الجولان المحتلة إلى ساحة حرب

جبل بنتال (مرتفعات الجولان): كارين بروليارد*

ينظر السياح، الذين يزورون نقطة المراقبة العسكرية القديمة الواقعة في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، إلى الأسفل على السهول الخصبة التي تقع جنوب سوريا، بينما يتم إخبارهم بأنهم ينظرون إلى ما كان يعتبر أكثر حدود إسرائيل هدوءا في العقود الأربعة الماضية.

تلقي الاضطرابات الدموية المتزايدة التي تحدث في المدن السورية القريبة بظلالها على القرى الجبلية الواقعة على هذا الجانب من الحدود، وعلى الثكنات العسكرية الإسرائيلية المجاورة، والقاعات الحكومية التي تبعد ثلاث ساعات عن القدس.

تردد المسؤولون الإسرائيليون لعدة شهور في مناقشة مصير النظام السوري المعادي الذي جمعتهم به هدنة طويلة، بينما تزداد مطالباتهم بالإطاحة بالنظام السوري في الوقت الراهن. ينطبق هذا الأمر نفسه على المدن الواقعة على الجبل الذي تكسوه الثلوج والذي يمكن رؤيته من هذا الموقع، والتي تتكون غالبية سكانها من الطائفة الدرزية التي يعرف أفرادها أنفسهم بالسوريين، حيث يؤدي هذا الصراع إلى حدوث انقسامات جديدة عميقة وتأليب أبناء العمومة على بعضهم بعضا.

تراقب إسرائيل بحذر التحولات السياسية الهائلة التي تحدث في العالم العربي منذ أكثر من عام، حيث تعتقد أنه من غير المرجح أن يؤدي صعود التيار الإسلامي إلى إحداث تغييرات في صالح الدولة اليهودية. يقول بعض المراقبين الإسرائيليين إن سقوط سوريا قد يؤدي إلى تحويل مرتفعات الجولان – التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 – من أراض متنازع عليها إلى ساحة حرب، مما يحمل معه احتمال حدوث تدفقات كبيرة من اللاجئين أو يحيل سوريا إلى قاعدة جديدة للمنظمات الإرهابية التي تعتزم مهاجمة إسرائيل.

وعلى طول الحدود السورية الإسرائيلية، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة التحولات الدقيقة التي تحدث على الجانب الآخر، بينما يقوم القرويون الدروز بتجميع بعض المعلومات عن طريق أقربائهم المقيمين في سوريا من خلال «سكايب» و«فيس بوك»، هناك اتفاق عام يتمثل في استمرار حكومة الأسد في هذه الحرب لبضعة شهور أخرى وسفك المزيد من الدماء لوضع حد للثورة التي لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها.

يقول وهيب أيوب، رجل أعمال يعيش في قرية مجدل شمس الدرزية ويعد من المؤيدين البارزين للمعارضة السورية «أستطيع القول من الطريقة التي تحدث بها الأشياء اليوم إن الأسد لن يسقط قبل أن يدمر الأمة بأكملها».

ومنذ عدة أشهر، قال بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، الذين يتمركزون على طول الحدود التي تحيطها السياج، إنه يبدو أن نظام الأسد بدأ في التصدع. ويقول أحد المسؤولين العسكريين إن السوريين على الجانب الآخر يتحركون بصورة أكثر حرية، ويظهرون تحديا «غير مسبوق» للشرطة، مؤكدا حدوث حالات سرقة متزايدة في مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الذين يقومون بدوريات على طول خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل منذ عام 1974.

ويقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إنه بينما تتركز الاعتداءات التي يقوم بها الجيش السوري في الأشهر الماضية في المدن الرئيسية، أقامت الشرطة السورية المزيد من نقاط التفتيش في الجنوب، وقلت إشارات تراجع السيطرة على الوضع الأمني. ويضيف هؤلاء المسؤولين أنهم يعتقدون أن هناك فرصا ضئيلة لحدوث علميات تدفق للاجئين في الوقت الراهن، بينما لا يرون مؤشرات على دعم الطائفة الدرزية الصغيرة للثوار في سوريا.

يقول أحد المسؤولين العسكريين، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه طبقا للقواعد الأساسية للجيش «يعتبر الدروز أقلية في سوريا، ويعتمد بقاؤهم على علاقاتهم مع النظام. إذا رأينا هؤلاء الدروز يغيرون ولاءهم فسوف نعلم أن نهاية نظام الأسد باتت قريبة، لكنهم لم يقوموا بهذا حتى الآن».

وتجنب الكثير من المسؤولين الإسرائيليين التعليق على نظام الأسد حتى فترة وجيزة، بسبب خوفهم من البديل المجهول ومن اتهامهم بالتدبير لهذه الثورة. دفعت كثرة الدماء التي سالت في الثورة السورية المسؤولين الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن الأسد قد لا يستطيع السيطرة مجددا على الوضع في سوريا، لكنهم يخشون من أن يؤدي الانهيار الفوضوي للنظام إلى سقوط ترسانة الأسلحة السورية في أيدي حزب الله اللبناني.

يقول محلل في الحكومة الإسرائيلية، لم يكن مخولا بالحديث علنا عن هذا الموضوع، إن المزيد من القتال قد يؤدي إلى حدوث انقسام طائفي، مما سيثير امتعاض قوات المعارضة السورية من المجتمع الدولي لعدم وقف حملات القمع التي تمارسها الحكومة. وأضاف المحلل الإسرائيلي «وفي نهاية المطاف، سيكون هناك شعب أكثر تحفظا وعدوانية تجاه جيرانه من الدول العربية والغرب. إنها أرض خصبة للغاية للتطرف».

ومع ذلك، ترى إسرائيل أن الثورة السورية جيدة من زاوية أخرى، فعلى الرغم من أن الرؤية لا تزال غير واضحة في ما يتعلق بالنظام القادم، فإن سقوط الأسد سوف يطيح بنظام حاول امتلاك أسلحة نووية ولديه مخزون كبير من الأسلحة الكيماوية، علاوة على أن ذلك سوف يضعف من الحليف الرئيسي لسوريا وهو إيران، حسب تعبير يوفال شتاينيتز، وهو أحد أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل.

وأضاف شتاينيتز في مقابلة شخصية «يولي العالم اهتماما بالإطاحة بهذا المستبد». وفي حالة حدوث ذلك «فسيكون ذلك بمثابة ضربة قوية لمحور الشر الذي يضم كوريا الشمالية وإيران وسوريا وحزب الله اللبناني».

وفي حوار مع مراسلين أجانب يوم الاثنين الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود بارك، الذي كان من أوائل المنتقدين للحملة التي يشنها النظام السوري على شعبه «مهما كان النظام الذي سيخلف نظام الأسد الملطخ بالدماء فستمد إسرائيل إليه يدها بالسلام».

وفي بلدة مجدل شمس الجبلية، يدين عدد كبير من السكان الحملة القمعية التي يشنها النظام على الشعب السوري، حتى ولو كان ذلك على استحياء. وعلى مدار سنوات، كان الانقسام الرئيسي بين الدروز البالغ عددهم 20.000 شخص يتجلى بوضوح بين هؤلاء الذي ظلوا موالين لسوريا وبين أقل من 10 في المائة ممن حصلوا على الجنسية الإسرائيلية.

وقال بعض السكان إن ذلك الخلاف قد أصبح هامشيا خلال العام الماضي، بعدما انقسم السكان إلى فئتين، إحداهما مؤيدة للأسد والأخرى مناهضة له، وقاموا بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات في إطار من المبارزة بينهما. ووصف أيوب، الذي قال إن القيادات الدينية الدرزية الموالية للنظام السوري قد أصدرت قرارا يأمر الناس بتجنبه، الانشقاقات الجديدة بأنها «شبه عدائية». ويدعي أعضاء الجانبين أنهم يشكلون الأغلبية.

ويقوم العديد من الدروز بتصدير التفاح إلى سوريا، كما يقوم المئات من سكان الجولان بالدراسة في الجامعات السورية، ويقوم رجال الدين الدروز بزيارة الأماكن الدينية هناك. وقال بعض السكان هنا إن انتقاد الأسد، الذي ينتمي للطائفة العلوية، قد يعرض أقاربهم في سوريا للخطر.

وقال وئام عماشة (30 عاما)، وهو مؤيد للمعارضة السورية ويعيش في قرية بقعاتا في مرتفعات الجولان «يعتقد الناس أن أي نظام تسيطر عليه أغلبية سنية سوف ينتقم من الأقليات، وسوف يعاني الدروز من ذلك».

وعلى الجانب الآخر من أحد الجدران التي توجد عليها رسوم مؤيدة للأسد في قرية مجدل شمس، جلس حسن فخر الدين في محل الجزارة التابع له وأدان الثورة السورية، وقال إنها مؤامرة من جانب الدول الغربية التي ترى أن الأسد معاد لإسرائيل، ومن جانب الدول العربية التي ترغب في دعم الإسلاميين. وأضاف فخر الدين (64 عاما) «في حالة تغير النظام، لا قدر الله، فلن تعود الجولان إلى سوريا»، وأضاف أنه يعتقد أن المعارضة ليست كما تدعي، وأن «جزءا كبيرا من المعارضين يتلقون الأوامر من إسرائيل».

وعلى الجانب الآخر، يعد سلمان فخر الدين، وهو ابن عم حسن فخر الدين وناشط حقوقي، أحد أبرز المؤيدين للمعارضة السورية في تلك القرية. ومع ذلك، يعتقد حسن فخر الدين أن أفكار أيوب – الذي يعتقد أن الإسلاميين في سوريا سيقومون بتشكيل حكومة تعددية – هي أفكار «شيطانية». وقال عماشة، وهو طالب ونجار في الوقت نفسه، إن الموالين للنظام السوري قد قاموا في الآونة الأخيرة بوضع سماعات كبيرة خارج منزله وأذاعوا أغنيات مؤيدة للأسد. وأضاف عماشة أن عصابة موالية للأسد قامت منذ أسبوعين بضرب والده وصدمته بسيارة. واستطرد عماشة قائلا «الخوف هنا في الجولان أكبر من الخوف الموجود في سوريا في ما يتعلق بالتعبير عن المعارضة للأسد».

وقال عماشة إنه رفض نداءات من أقاربه في سوريا بأن يتراجع عن انتقاده للأسد. ومع ذلك، أعرب عماشة عن قلقه على مستقبل سوريا، لا سيما بعدما بدأ المعارضون في حمل السلاح. وأضاف «لو انتصر السلاح، ستصبح هذه هي طبيعة النظام في المستقبل».

* أسهم في كتابة التقرير صامويل سوكول من مجدل شمس

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

عمليات عسكرية موسعة في إدلب ودرعا وحمص وحماه

المراقبون تفقدوا حمص وريف دمشق ولجان التنسيق تتحدث عن مقتل 1122 طفلا منذ اندلاع الثورة

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم يؤثر انشغال النظام السوري بفرز أصوات من شاركوا بالانتخابات النيابية التي نظمها يوم أول من أمس الاثنين على وتيرة عملياته الأمنية التي طالت أمس مناطق إدلب ودرعا وحمص وحماه، موقعة وبحسب لجان التنسيق المحلية ما لا يقل عن 20 قتيلا.

وقال ناشطون: إن الجيش السوري قصف أحياء في الرستن وحماه، في وقت تحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن القتلى سقطوا في كل من إدلب ودرعا وحمص وحماه. ونفذت قوات الأمن، وبحسب الناشطين، حملات دهم واعتقال في مدينة دوما بريف دمشق واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان غير معلوم.

بدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توثيق مقتل 7 أشخاص في أنحاء سوريا، لافتا إلى أن 3 سقطوا في محافظة إدلب، بينهم رجل وسيدة في قرية التمانعة إثر إطلاق نار وقذائف من قبل القوات النظامية، وقتيل في مدينة أريحا متأثرا بجراح أصيب بها يوم الأحد الماضي.

وأوضح المرصد أنه في محافظة حمص، قتل مواطنان اثنان بينهما قتيل برصاص قناصة من حاجز للقوات النظامية في حي القصور، وقتيل من قرية جوسية في ريف حمص متأثرا بجراح أصيب بها بوقت سابق برصاص القوات النظامية السورية التي كانت تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة. وقال المرصد إن شخصا قتل في مدينة حماه، فيما تم العثور في نهر الفرات على جثمان مواطن قرب مدينة الميادين كان قد اعتقل قبل يومين.

وفي مدينة دوما في ريف دمشق، لفت المرصد السوري إلى أن قوات الأمن السورية نفذت أمس حملة مداهمات واعتقالات في المدينة واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان مجهول.

بدورها تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن تعرض بلدة الحصن بريف حمص لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف الهاون من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة، مشيرة في ذات الوقت إلى أن قصفا عنيفا طال قلعة الحصن بقذائف الهاون وقذائف الدبابات والشيلكا، تصاعدت نتيجته أعمدة الدخان في المنطقة.

وفيما أفاد ناشطون عن نزوح معظم أهالي قرية حيالين في حماه إلى القرى المجاورة تخوفا من اقتحام القرية، قالت لجان التنسيق المحلية إن 6 شبان قتلوا فيما سقط عدد كبير من الجرحى إثر إطلاق نار كثيف عليهم من أسلحة ثقيلة في إدلب وبالتحديد في منطقة خان شيخون.

وفي ريف دمشق، أفيد عن أن قوات الأمن شنت حملة مداهمات في سهل مضايا، فيما أطلقت النار الكثيف في حرستا وبالتحديد في منطقة الكوع والبيدر وحي السيل والبستان وقرب الطريق الدولي.

أما في اللاذقية، فتحدثت لجان التنسيق المحلية عن حملة اعتقالات عشوائية قرب معسكر الطلائع بالرمل الجنوبي، كاشفة كذلك عن انشقاق 5 جنود انضموا للجيش السوري الحر في دير الزور وبالتحديد في البصيرة.

وبالتزامن مع العمليات العسكرية، استمر الإضراب العام سيد الموقف في مناطق درعا، وبخاصة في الطيبة والمسيفرة وعلنا والحارة، فيما خرجت مظاهرات كبيرة في معظم المدن السورية مطالبة بإسقاط النظام وشاجبة للانتخابات النيابية وما سيترتب عنها من نتائج.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن وفدا من المراقبين الدوليين زار منطقة المليحة بمحافظة ريف دمشق والتقى عددا من الأهالي فيها، كما زار منطقة البساتين بين قريتي دير العصافير والمليحة، شملت الجولة كذلك المتحلق الجنوبي وجرمانا وبزينة. وتحدثت «سانا» عن أن وفدا آخر زار حي الخالدية بحمص.

ونقل عن المتحدث باسم بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا نيراج سينغ أن المراقبين يستعدون لزيارة مشارف دمشق وحمص. وأطلع المتحدث باسم البعثة نيراج سينغ الصحافيين على خطة تحرك المراقبين خارج مكاتب الأمم المتحدة في دمشق. وأضاف أنهم سيبدأون من هنا حيث سيقومون بجولة قصيرة في بعض المناطق في مشارف دمشق، ويستكملون في حمص، ثم ينتقلون إلى مواقع أخرى. وكشف سينغ أن هناك 9 مراقبين في حمص بالفعل و4 في كل من إدلب وحماه ودرعا.

ودعا سينغ الجميع إلى الالتزام بوقف العنف، مبينا أن أعضاء البعثة يقومون بزيارة الأحياء والبلدات والمدن والقرى، والتواصل مع الأهالي والتفاعل معهم لتأسيس صورة حقيقية لما يجري على الأرض، ومن ثم إرسال التقارير اليومية التي تصف الواقع تماما.

بدورها، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن دخول لجنة المراقبين الدوليين إلى مدينة دير العصافير في ريف دمشق لمدة قصيرة رفضت خلالها التحدث إلى المواطنين، في وقت زار مراقبون آخرون الرستن ودرعا.

وفي تقرير أعدته لجان التنسيق وتم تعميمه يوم أمس، قالت: إن عدد القتلى من الأطفال السوريين منذ اندلاع الثورة بلغ 1122 طفلا، من بينهم 524 طفلا في حمص، و147 طفلا في حماه، و103 أطفال في إدلب، و103 أطفال في درعا، و103 أطفال في ريف دمشق، و46 طفلا في دير الزور، و26 طفلا في دمشق، و15 طفلا في حلب، و8 أطفال في اللاذقية.

ووصل عدد المعتقلين حتى مارس (آذار) الماضي 20561 معتقلا، منهم 2365 معتقلا في دمشق، و5751 معتقلا في ريف دمشق، و3726 معتقلا في درعا، و1286 معتقلا في حماه، و1120 معتقلا في حمص، و1016 معتقلا في حلب. وعدد المعتقلين الرجال وصل إلى 18979 معتقلا، وعدد المعتقلات 211 معتقلة، بالإضافة إلى 453 طفلا معتقلا.

أردوغان مشككا في دور المراقبين: فقدت كل أمل في النظام السوري

كبير مستشاري غل لـ«الشرق الأوسط»: الانتخابات لتعيين «برلمان تصفيق»

بيروت: ثائر عباس

شككت تركيا في جدية الانتخابات النيابية السورية، كما شككت في نجاح خطة المبعوث العربي – الدولي كوفي أنان، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه، شخصيا، فقد «كل أمل» حيال السلطات السورية، داعيا الأمم المتحدة لزيادة «ملموسة» في عدد مراقبيها في سوريا.. فيما قال إرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي لـ«الشرق الأوسط» إن الانتخابات السورية «مهزلة»، معتبرا أن الهدف منها «تعيين برلمان تصفيق».

وأوضح رئيس الوزراء التركي، خلال لقاء صحافي مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي في روما أمس: «نحن بحاجة إلى ألف أو ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها»، وأضاف: «نحن ندعم خطة أنان، لكن إذا سألني أحدهم عن آمالي، فإني سأجيب بأني فقدت كل أمل» تجاه سلطات سوريا. مضيفا: «ماذا يمكن أن يفعله 50 مراقبا؟ إنهم لا يستطيعون حتى مراقبة قسم صغير من منطقة في البلاد». وقال: «لم نتمكن من الحصول على الحل الذي نريد، وربما يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات أخرى».

وعلق أردوغان على انتخابات سوريا قائلا: «نحن لا نعتبر أن الأمر يتعلق بانتخابات حقيقية».

بدوره، قال إرشاد هورموزلو إن الانتخابات السورية «لم تكن مقنعة»، معتبرا أن النظام أراد من خلالها «تعيين مجلس تصفيق»، مشيرا إلى أن بلاده «أيدت خطة أنان.. وتنتظر النتائج»، ومشددا على ضرورة التطبيق الكامل لهذه الخطة ببنودها الستة، وفي مقدمتها السماح بالتظاهر السلمي والانسحاب من المدن، و«هو ما لم يحدث حتى الساعة».

وأكد كبير مستشاري الرئيس التركي «ضرورة عدم السماح بتحول هذه الخطة إلى غطاء لاستمرار القتل للسماح بمزيد من القمع».

وكان الرئيس التركي عبد الله غل، قال إن «أنقرة قلقة من حالة عدم الاستقرار على الحدود الجنوبية (لبلاده) وما قد تؤدي إليه من نتائج لا يمكن التكهن بها»، وأضاف في حديث لمحطة «سكاي نيوز»: «السوريون جميعا يعرفون أننا نقف إلى جانب استقرارهم وأمنهم، ولكن عندما يبطش النظام بشعبه بهذا الشكل، فإننا نقف إلى جانب الشعب، لا يمكننا أن نقف متفرجين على ما يحدث، لأن مطالب الشعب السوري مشروعة ومحقة، ولو كانت مطالبهم غير مشروعة لوقفنا موقفا مغايرا»، رافضا مزاعم السلطات بوجود «عصابات مسلحة إرهابية».

وحول الانتخابات في سوريا، قال: «لا أعرف كيف يمكننا أن نحكم على هذه الانتخابات وهي تجري في هذه الظروف؟ إلى أي مدى هي حرة ونزيهة وفي أي أجواء سياسية وأمنية تجري؟ الانتخابات التي أعرفها تجرى عادة في جو من البهجة والمنافسة النزيهة، وتكون البلاد كأنها في عيد»، مضيفا: «لا أعتقد أن هذه هي أجواء الانتخابات في سوريا الآن؛ فظلال الأزمة السورية تغطي عليها».

ضبط 60 ألف طلقة رشاش في مرفأ طرابلس مهربة داخل سيارتين مستوردتين من الخارج

الجيش اللبناني: الذخيرة للتجارة ولا علاقة لأي طرف سوري بها

بيروت: يوسف دياب

ضبطت استخبارات الجيش اللبناني في مرفأ طرابلس (شمال لبنان)، أول من أمس، كمية من الذخيرة كانت مخبأة في سيارتين لدى إخراجهما من المرفأ ومحاولة إدخالهما إلى طرابلس، وأفادت المعلومات الأولية بأن المضبوطات عبارة عن طلقات تعود لرشاشات حربية خفيفة ومتوسطة، تقدر ما بين 40 و60 ألف طلقة، وأفاد بيان لمديرية التوجيه في الجيش بأن «مديرية المخابرات تمكنت بعد ظهر أمس (أول من أمس) في مرفأ طرابلس من ضبط كمية من الذخائر الخاصة بالأسلحة الحربية الخفيفة، كانت موضبة (مخبأة) داخل إحدى السيارات المستوردة إلى لبنان، لا تزال التحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص».

وفي وقت أعلن مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الملف لا يزال في طور التحقيق الأولي لمعرفة كل تفاصيله»، أوضح مصدر في الجيش اللبناني أن «هذه الكمية كانت موضبة في سيارتين كانتا مشحونتين على متن باخرة إيطالية محملة بالسيارات المستوردة من ألمانيا رست في مرفأ طرابلس». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «الذخيرة المضبوطة تعود لأشخاص لبنانيين استوردوها بهدف التجارة، وليس ثمة طرف سوري في الموضوع؛ وهي غير معدة للتهريب إلى سوريا بحسب المعلومات المتوافرة للتحقيق»، مشيرا إلى أنه «تم التعرف على صاحب هذه الطلقات وهو يخضع الآن للتحقيق».

ولفت المصدر إلى أن «الجهات القضائية المختصة (النيابة العامة العسكرية) وضعت يدها على التحقيق مع أصحاب العلاقة، وبالنتيجة القضاء هو من يقرر في هذه القضية». وردا على سؤال عن كمية الذخائر المصادرة ونوعها، أجاب المصدر «كل ما يمكننا إعلانه هو أننا ضبطنا كمية تقدر بآلاف الطلقات، ونترك للتحقيق أن يأخذ مجراه والقضاء هو من يقرر». وقال «إن ضبط هذه الذخيرة يأتي في سياق الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية على كل المرافئ والمعابر، بهدف ضبط الوضع ومنع أي محاولة تهريب للأسلحة والممنوعات من وإلى لبنان».

أما الأمين العام لـ«الحزب العربي الديمقراطي» (الموالي للنظام السوري) رفعت عيد، فرأى أن «هذه الشحنة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من يأتي بهذه الأسلحة والذخائر هو الفريق الذي يهرب السلاح إلى سوريا، والذين يسلحون الإرهابيين السوريين الموجودين في لبنان من أجل افتعال المشاكل». وذكّر بأن «أرضية مرفأ طرابلس هي بيد فريق معين»، معتبرا أن «الوضع الأمني في طرابلس والشمال سيئ جدا، ولولا وجود الجيش اللبناني لكانت الأمور كارثية وربما وصلت إلى ما لا تحمد عقباه، وأملنا أن توفر الحكومة الغطاء السياسي للجيش ليقوم بتنظيف هذه المظاهر المسلحة».

وسأل عيد «ماذا تفعل الأجهزة الأمنية الأخرى في مرفأ طرابلس؟ وكيف مرت هذه الأسلحة والذخائر قبل أن يضبطها الجيش؟». وأضاف «إما أن هذه الأجهزة مقصرة وهذه مشكلة، وإما أنها متواطئة مع من يهرب السلاح وهذه مصيبة كبرى». وأشار إلى أن «المثير للسخرية أنهم (فريق 14 آذار) يقولون نحن ضد السلاح، بينما ينشطون في استيراده وتخزينه، والدليل على ذلك مستودع الأسلحة الذي انفجر في منطقة أبو سمراء قبل أشهر».

الأمين العام للجامعة العربية يحذر من حرب أهلية في سوريا

العربي: لا يمكن لأحد الضغط على بكين > وزير الخارجية الصيني أبلغ غليون أن موقف بلاده ثابت

لندن: «الشرق الأوسط»

حذر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع الصراع الذي يعصف بالبلاد إلى حرب أهلية، مؤكدا تأييده خطة السلام التي طرحها المبعوث المشترك للجامعة والأمم المتحدة كوفي أنان. وأضاف العربي أن تصاعد العنف في سوريا – المستمر منذ 14 شهرا وأوقع أكثر من تسعة آلاف قتيل – قد يستفحل ليصل إلى بلدان مجاورة.

وقال العربي للصحافيين بمكتب الجامعة في بكين: «سيفضي تصاعد العمل العسكري في سوريا إلى حرب أهلية في البلاد، وهو الأمر الذي لا يريد أحد أن يراه»، وأضاف: «لا أظن أن السوريين يستحقون شيئا مثل ذلك».

وقال العربي إن احتمال تصاعد العنف «يمنح زخما لتأييد خطة أنان؛ للتيقن من أن القتال سيتوقف». وتتألف خطة أنان من ست نقاط؛ منها وقف إطلاق النار، ونشر المراقبين، والسماح بحرية دخول الصحافيين والمعونات الإنسانية.

واجتمع العربي أمس مع شي جين بينغ نائب الرئيس الصيني، المتوقع على نطاق واسع أن يكون الرئيس المقبل للبلاد، ووزير الخارجية يانغ جيه تشي. ومضى العربي يقول إنه لن يسعى إلى دفع الصين كي تمارس مزيدا من الضغط على الأسد، إلا أنه دعا بكين إلى مواصلة تأييد خطة أنان. وقال: «الصين بلد لا يمكن أن يضغط عليه أحد»، وأضاف: «لن تحاول جامعة الدول العربية الإقدام على ذلك، لأنه يخالف الأعراف».

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون، الموجود في بكين منذ الأحد في زيارة تستغرق 4 أيام، أجرى محادثات مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أمس.

وقال تلفزيون الصين المركزي إن يانغ أبلغ غليون بأن بلاده تتبنى موقفا ثابتا في ما يتعلق بسوريا، وإنها ستدعم أي قرار يتفق مع المصالح الأساسية للشعب السوري وتقبله كل الأطراف المعنية في سوريا. وأضاف التلفزيون أن يانغ حث الأطراف المعنية في سوريا أيضا على الالتزام بوقف إطلاق النار، والتعاون مع المراقبين التابعين للأمم المتحدة من أجل تهيئة الظروف الملائمة لوقف العنف وبدء حوار سياسي.

وتعلن بكين معارضتها التدخل الخارجي والعسكري في سوريا، لكنها أيدت خطة أنان للسلام، وحثت الحكومة السورية والمعارضين على الالتزام بوقف إطلاق النار.

واعترضت الصين وروسيا على خطوات داخل الأمم المتحدة لمعاقبة الأسد، وهو الموقف الذي قوبل بغضب من جانب دول عربية وغربية. ورحبت بكين وموسكو أيضا بتعهدات الأسد بإجراء إصلاحات في البلاد.

«السلمية».. مدينة «الفقر والفكر»

تستضيف آلاف النازحين من حمص وحماه.. وتتمسك بالسلمية لإسقاط النظام

بيروت: بولا أسطيح

يقول معارضون سوريون إن مدينة السلمية السورية الواقعة على بعد ثلاثين كيلومترا إلى الشرق من مدينة حماه لم تتأخر عن تلبية نداء «الثورة» والمشاركة في كل مظاهرها السلمية، إذ إنه ومنذ 25 مارس (آذار) 2011 خرج أهلها في أول مظاهرة من نوعها في مدينتهم دعما لمطالب المعارضة السورية، محطمين بذلك ما يقول أحد الناشطين من المدينة إنها «قيود وأغلال زرعها النظام؛ بدءا من الطائفية، لتنتهي بالتقسيم الشعبي لسوريا بين أقليات وأكثرية».

هذه المدينة التي يسميها البعض مدينة «الماغوط»، نسبة للشاعر الكبير محمد الماغوط، أو مدينة «الفقر والفكر» كما يسميها آخرون، حاولت إضافة طابع فكري ثقافي على المظاهرات، كما يقول محمد تيسير الناشط من المدينة، الذي يتحدث أيضا عن أن «المدينة بانتفاضتها المبكرة منعت النظام من التعامل معها بقسوة، لأن واقعها وتركيبتها التي يعرفها الجميع ما كانت لتتوافق ورواياته عن مجموعات سلفية وإرهابية، فحاول التحايل بخلق معارك داخلية بين أبناء المدينة، انجر إليها بعض أفراد المدينة التابعين للنظام والمستفيدين منه، كما بعض البسطاء الذين أعطاهم النظام (كارت أخضر) لفض المظاهرات بكل الوسائل، فكانوا يهاجمون المظاهرات ويقومون بصدامات، مستخدمين وسائل بسيطة كالسكاكين والحجارة لتتطور وتصل للأسلحة».

ويضيف الناشط لـ«الشرق الأوسط»: «ثم بدأ النظام بالتحايل على المدينة، فدعا قبل جمعة أزادي إلى حوار مع ناشطي المدينة تعهدت خلاله قوات الأمن والشرطة بالسماح بحرية التظاهر، شريطة أن يتم ذلك في مكان محدد.. ليتفاجأ المواطنون بأن النظام قد حشد الشبيحة من داخل المدينة وخارجها وحصّنهم بأحد الأبنية العالية المطلة على موقع التظاهر المتفق عليه، ليتم رشق المظاهرة بالحجارة».

ويقول الناشط محمد تيسير إنه «وعند هذه النقطة، انتهى ما تبقى من ثقة بين أهل المدينة والنظام، ليبدأوا للمرة الأولى بالمطالبة بإسقاط النظام في جمعة أزادي»، مذكرا بأنه – وعند اقتحام الجيش السوري لمدينة حماه – خرج «أحرار مدينة السلمية نصرة لحماه، وأقاموا اعتصامات وسط ساحة الحرية، ثم خرجوا للساحة العامة وأحرقوا كل صور بشار الأسد»، لافتا كذلك إلى أن «أهالي السلمية استضافوا أكثر من 25 ألفا من أهل حماه المهجّرين منها بفعل قمع النظام واجتياحه للمدينة».

ويتحدث الناشطون في المدينة عن أكثر من أسلوب استخدمه النظام للتحايل على أبنائها، وفي هذا الإطار يقول تيسير إن النظام «حاول خلق فتنة طائفية في السلمية حين اتهم أبناء من الطائفة السنية بمحاولة تمزيق الصورة التي تظهر إمام الطائفة الإسماعيلية كريم آغا خان بجانب صورة بشار الأسد.. لكن خبرة أهالي المدينة ووعيهم حالا دون ذلك»، ويضيف «بعد فشل النظام في إنهاء المظاهرات ومع تعاظم المد الشعبي المعادي للنظام بدأت الحملة الأمنية، فحاصرت قوات الأمن والشبيحة الساحة التي يتظاهر فيها أبناء المدينة، وسدوا جميع المداخل، فما كان من السكان إلا أن تظاهروا في مناطق أخرى متحدين التشديد الأمني، ليتصاعد الحل الأمني بعملية اعتقال شرسة شنتها السلطات والقوات الأمنية مقتحمة بيوت الناشطين في 19 أغسطس (آب) 2011».

وتستضيف السلمية اليوم آلاف اللاجئين من مدينة حمص بعدما كانت قد قدمت كل المساعدات اللازمة لأكثر من 25 ألف نازح من حماه. ويلفت ناشطو المدينة إلى أن أهاليها يرسلون كذلك المساعدات لمن تبقى في حمص والرستن وأحيانا تحت القصف. وتطالب مدينة السلمية المنظمات الإنسانية والحقوقية بمعرفة مصير كل أبنائها الذين اعتقلوا منذ أكثر من سبعة أشهر، والذين تخطى عددهم السبعين.

يذكر أن نشطاء السلمية شاركوا في مظاهرات خارج منطقتهم، وبالتحديد في الخالدية وبرزة والبلد وكفرسوسة والميدان وقدسيا، فاعتقلت قوات الأمن على أثرها الناشطين تمام طهماز وغيفار سعيد، والطبيبين أحمد خنسة وأحمد طالب الكردي، والكاتب حسان محمد محمود.

البرلمان السوري المؤقت يواصل مشاوراته مع المعارضة في الداخل والخارج

مصادر قريبة من البرلمان: أكثر من 90 تنسيقية انضمت إليه

لندن: «الشرق الأوسط»

لم تصدر في الداخل السوري أي ردود فعل على إعلان «ثوار» في الداخل تشكيل برلمان مؤقت لإدارة المرحلة المقبلة، فيما قالت مصادر قريبة من البرلمان «إن ردود أفعال عديدة وصلتهم من أفراد ومجموعات في الداخل» وإن أكثر من «تسعين تنسيقية انضمت للمبادرة» وقالت المصادر «البرلمان هو للثوار وللحراك الثوري، وليس لعامة الشعب» وحول موقف المعارضة السورية التقليدية في الداخل قالت المصادر إن «البرلمان معني بالحراك الثوري، والمبادرة لا تتعارض مع أي توجه أو تنظيم سياسي موجود الآن على الساحة» مع الإشارة إلى أنه تم «التواصل مع معارضين داخل وخارج سوريا».

وكانت قيادات من المعارضة السورية في الداخل، أعلنت عن تشكيل برلمان مؤقت لإدارة المرحلة المقبلة وبناء مؤسسات الدولة بعد إسقاط نظام الأسد، بالتزامن مع انطلاق الانتخابات التشريعية لانتخاب مجلس الشعب السوري وسط مقاطعة شعبية واسعة.

ويتكون البرلمان المؤقت من 120 عضوا غالبيتهم من الداخل. ويسعى، وفقا لبيان تأسيسه، إلى إنشاء مظلة سياسية تقود الحراك سياسيا وعسكريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وتنظيم «الحراك الثوري»، وتشكيل جيش تحرير وطني لتحرير سوريا، وبناء مؤسسات الدولة المدنية.

وأعلن البيان التأسيسي أنه لن يتم إقصاء المجلس الوطني المعارض، وإنما سيتعاون معه لإسقاط نظام الأسد. وقالت المصادر إنه تم التواصل مع «أعضاء المكتب التنفيذي وإبلاغهم بالمشروع، وتمت للمشاركة في مشروع يضم ثوارا فاعلين على الأرض كما تم عرض المشروع على غالبية القوى الثورية في الداخل والخارج»، وأشارت المصادر إلى أن هذا المشروع ليس وليد اللحظة «لقد بدأ العمل والتشاور حوله منذ عدة أشهر».

ووفقا لبيان التأسيس، فإن مبادرة تشكيل هذا البرلمان تهدف إلى تنظيم العمل الثوري في إطار عمل مؤسسي يشمل الجانب السياسي، إضافة إلى تشكيل جيش تحرير وطني (مؤسسة عسكرية) يقوم بتحرير سوريا من نظام الرئيس بشار الأسد، وبناء مؤسسات الدولة المدنية بشكل عملي. وبلغ عدد أعضائه 120 شخصا رشحتهم القوى الثورية ويرأسه نايف أيوب شعبان ولديه نائبان، أحدهما كردي والآخر مسيحي. وتستعيد المبادرة برلمان عام 1943 قبيل الاستقلال عن فرنسا وبرلمان الاستقلال عام 1946. ويتبنى دستور عام 1950 وإلغاء الدستور الحالي.

وأكد أيوب شعبان، أن مبادرة تشكيل البرلمان المؤقت تهدف لبناء دولة مدنية ودولة المؤسسات، وردا على هدم الدولة من قبل النظام، وستقوم مجالس الثورة والتنسيقيات بترشيح الأعضاء، وأكد على أن الطائفة العلوية، التي ينتمي لها الأسد، ستكون ممثلة في البرلمان. وقال شعبان إن بعض التكتلات السياسية، مثل الهيئة العامة للثورة السورية والتجمع السوري الحر واتحاد التنسيقيات، شاركوا في عضوية البرلمان المؤقت وأيّدته بعض القيادات المنشقة من المجلس الوطني. وأوضح أن الجيش الحر سيكون مكونا من مكونات جيش التحرير الوطني ولكنه ليس بديلا له، كما سيضم جيش التحرير الوطني جميع المجموعات المسلحة الأخرى والتشكيلات العسكرية والكتائب التي تنضوي تحت الجيش الحر.

إلا أن الهيئة العامة للثورة السورية، استنكرت «إقحام» مؤسسي البرلمان لاسمها في البيان التأسيسي، مؤكدة أنه «لا صحة للأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام من خلال بعض البيانات المصورة والمكتوبة حول مشاركتها بشكل مباشر أو غير مباشر بالتحضير والإعداد لمبادرة ما يسمى بالبرلمان المؤقت، فضلا عن أنها تؤكد أنه لم يسبق وأن تمت دعوتها للمشاركة في ذلك».

بالتوازي مع ذلك كشفت الناشطة السورية فرح أتاسي عن قرب الإعلان عن «تشكيل مظلة سياسية عسكرية وطنية داخل سوريا لقيادة الثورة بجناحيها السلمي والدفاعي المقاوم» وكتبت أتاسي على صفحتها في موقع «فيس بوك» أن «دولة قطر ستعلن في 15 من الشهر الجاري عن مبادرة ضخمة نصرة للشعب السوري الصامد البطل» دون ذكر مزيد من التفاصيل. وعما إذا كان المقصود بتلك المظلة البرلمان المؤقت ذاته.

ويواجه الإعلان عن البرلمان المؤقت صعوبات كثيرة من جهة التكتم على أسماء الأعضاء، وسرية العمل والتواصل بسبب القمع الشديد الذي يمارسه النظام وسعيه لإجهاض أي مبادرة لتوحيد المعارضة أو تنظيم الحراك الثوري.

11925 شهداء الثورة بينهم 1122 طفلاً والخسائر النفطية 3 مليارات دولار

أنان يحذر من تفويت “الفرصة الأخيرة” لتجنّب حرب أهلية مروّعة

                                            أرخت التصريحات المتشائمة أمس بثقلها على الوضع في سوريا حيث قارب عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الأسد منذ آذار (مارس) من العام الماضي 12 ألف شهيد بينهم 1122 طفلاً، وبدأ يظهر تأثير العقوبات الدولية على النظام السوري الذي تكبد خسائر في قطاع النفط تفوق 3 مليارات دولار.

فقد حذر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أمام مجلس الأمن أمس، من أن خطته بشأن سوريا قد تكون “الفرصة الاخيرة لتجنب حرب أهلية مروعة” في هذا البلد، مبدياً قلقه ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان في سوريا.

وقالت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس أمس كذلك، إن واشنطن لا تزال مصرة على تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد كي يرحل عن السلطة، معتبرة ان “الوضع في سوريا لا يزال صعباً للغاية”.

فقد اعتبر المبعوث الدولي كوفي انان خلال احاطته مجلس الامن امس بما آلت اليه وساطته في سوريا، ان خطته بشأن هذا البلد قد تكون “الفرصة الاخيرة لتجنب حرب اهلية مروّعة”، كما صرح للصحافيين في جنيف، محذراً من ان مهمته “ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية”.

وبحسب ديبلوماسيين تابعوا كلمة أنان، فإن الأخير عبّر عن خشيته ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في سوريا، ولفت خصوصاً الى ان السلطات تعتقل شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف. وأشار الى “تقدم محدود” في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكدا في الوقت نفسه ان القوات الحكومية تستمر في “ممارسة الضغط على الشعب بشكل اكثر تحفظا”.

ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من اهداف خطته. واضاف ان وجود مراقبين من الامم المتحدة في سوريا يهدف الى “توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي”.

وقالت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس بعد اجتماع مجلس الامن، ان الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على الرئيس السوري كي يرحل عن السلطة.

وأوضحت رايس امام الصحافيين ان “الوضع في سوريا لا يزال صعباً للغاية وخاصة بالنسبة للملايين الذي يتعرضون كل يوم للهجمات والذين يحتاجون الى مساعدة انسانية عاجلة”. وشددت على ان “الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على نظام الاسد وعلى الاسد نفسه حتى يرحل عن السلطة”.

وأوضحت رايس ان واشنطن تدعم الجهود الدولية الرامية الى تسوية “تضع حدا لاعمال العنف وتسهل عملية انتقال سياسي حقيقية”، وأشارت الى انه توجد حالياً رؤية “متباينة قليلاً” بشأن سوريا مع وجود بوادر على تراجع في لجوء دمشق الى استخدام الاسلحة الثقيلة في الايام الاخيرة، لكنها اضافت “رأينا تصعيداً للعنف تحت اشكال اخرى وكل يوم يموت اشخاص جدد”.

وقالت ايضا ان الولايات المتحدة تتمنى برغم شكوكها، نجاح خطة انان، مشيرة مع ذلك الى ان نظام الاسد “لم ينفذ كلياً اياً من النقاط الست” لخطة المبعوث الدولي. واوضحت انه في حال فشل هذه الخطة وفشل مهمة انان فإن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للبحث في “اجراءات اخرى” ضد النظام السوري مثل العقوبات.

وخلال زيارة إلى روما، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس، ان على الامم المتحدة ان تزيد عدد مراقبيها في سوريا بشكل واضح. واوضح خلال لقاء صحافي مع نظيره الايطالي ماريو مونتي “نحن في حاجة الى الف او الفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، اي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد باكملها ورؤية ما يجري فيها”.

اضاف “نحن ندعم خطة انان لكن اذا سألني احدهم عن آمالي فإنني سأجيب اني فقدت كل امل” تجاه سلطات سوريا. وتساءل “ماذا يمكن ان يفعله 50 مراقباً؟، انهم لا يستطيعون حتى مراقبة قسم صغير من منطقة في البلاد”. وقال “لم نتمكن من الحصول على الحل الذي نريد. ربما يتعين على مجلس الامن الدولي اتخاذ اجراءات اخرى”.

ووصف مونتي الوضع في سوريا بأنه “مثير جدا للقلق”، مشيرا الى ان حكومته على وشك تأييد ارسال 15 جندياً ايطالياً غير مسلح الى سوريا للمشاركة في مهمة مراقبي الامم المتحدة.

وعلق اردوغان على انتخابات سوريا قائلا “نحن لا نعتبر ان الامر يتعلق بانتخابات حقيقية”.

وفي بكين، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إن المجلس يتبنى حل الأزمة السورية بالحلول السياسية ويدعم خطة أنان المكونة من ست نقاط ويعارض التدخل الخارجي ويقدر بشدة دور الصين المهم في دفع حل القضية السورية.

جاء ذلك خلال اجتماع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي مع وفد المجلس برئاسة غليون.

واكد وزير الخارجية الصيني ان موقف الصين بشأن القضية السورية ثابت وواضح، مشيراً الى أن جهود أنان قدمت حلاً عملياً وفرصة مهمة للأزمة الراهنة، موضحاً أن كافة الأطراف في سوريا يتعين عليها احترام التزاماتها بوقف إطلاق النار ودعم ومساعدة بعثة مراقبي الأمم المتحدة وتوفير بيئة لإطلاق عملية سياسية شاملة.

وفي ظل استمرار اعمال العنف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر امس الى زيادة تمويل عمليات اللجنة في سوريا وتحسين امكانات تدخلها في هذا النزاع.

اقتصادياً، أعلن وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تفوق 3 مليارات دولار.

وقال الوزير في بيان “ان سوريا “كانت تصدر نحو 150 الف برميل يومياً من النفط الخام من اصل 380 الف برميل وقامت الوزارة بخفض الانتاج واغلاق بعض الابار المنتجة ما ادى الى نقص في الانتاج وصل الى 35 مليون برميل تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار منذ تطبيق قرارات وقف التصدير” في نيسان (ابريل) 2011.

ونقلت “رويترز” عن مصادر قولها إن سوريا تواجه توقفاً في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، بما في ذلك دبابات الجيش مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، كما تجد سوريا صعوبة متزايدة في شراء الحبوب من السوق العالمية بسبب العقوبات التي تعطل قدرتها في الحصول على تمويل للتجارة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس ان عدد القتلى الذين سقطوا جراء اعمال العنف في سوريا وصل الى 11925 من بينهم 1122 طفلا اضافة الى 831 سقطوا بعد الاعلان عن وقف النار في الثاني عشر من نيسان (ابريل) الماضي.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن عدد القتلى من الأطفال السوريين منذ اندلاع الثورة وصل إلى 1122 طفلاً من بينهم 524 طفلاً في حمص و147 طفلاً في حماة وأكثر من 100 طفل في كل من إدلب ودرعا وريف دمشق و46 طفلاً في دير الزور و26 طفلاً في دمشق و15 طفلاً في حلب و8 أطفال في اللاذقية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن من بريطانيا ان عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف اذار (مارس) من العام الفائت وصل الى 11925 شخصاً من بينهم 8515 مدنياً. واوضح عبد الرحمن ان عدد القتلى الذين سقطوا منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وصل الى 831 شخصاً من بينهم 589 مدنياً. وأشار عبدالرحمن الى ان عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات يناهز الخمسة والعشرين الف معتقل.

ميدانياً، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية والامنية في عدد من المناطق امس.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية ارتفاع عدد الشهداء أمس إلى ثلاثة وعشرين بينهم طفلة وثلاثة سيدات، ثمانية شهداء في ادلب، سبعة شهداء في حمص، اربعة شهداء في درعا، شهيدان في حماه وشهيد في كل من دمشق وبيت جن في ريف دمشق.

وقتل فلسطيني برصاص طائش من القوات النظامية في برزة في دمشق، وثلاثة اشخاص من بينهم امرأة في ريف ادلب (شمال غرب) وشخص في حمص (وسط)، بنيران قوات النظام بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي ريف دمشق، نفذت قوات الامن امس حملات دهم واعتقالات في مدينة دوما “واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم الى مكان مجهول” بحسب المرصد. وأفادت لجان التنسيق المحلية ان قوات الامن مدعومة بالدبابات والاليات العسكرية شنت حملات دهم في الزبداني.وفي حماة وسط البلاد، افادت الناطقة باسم المكتب الاعلامي للثورة في حماة مريم الحموية بأن قوات النظام “قصفت بالمدافع والرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق التي تشهد احتجاجات مستمرة والواقعة على مقربة من ريف ادلب الذي يعد أكثر المناطق سخونة في سوريا”.

(اف ب، رويترز، يو بي اي، اب، لجان التنسيق المحلية)

انفجار يستهدف المراقبين الدوليين بدرعا

أفاد ناشطون سوريون بسقوط جرحى في انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور وفد للمراقبين الدوليين في درعا، في الوقت الذي دعا الجيش السوري الحر الأربعاء المجتمع الدولي إلى تنفيذ “ضربات نوعية” ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.

فقد أكد المتحدث باسم بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا نيراج سينغ الأربعاء انفجار قنبلة بالقرب من موكب الفريق، قائلا إن الانفجار وقع بعد مرور الموكب من نقطة تفتيش عسكرية بمحافظة درعا جنوبي البلاد.

وقال سينغ إن الموكب الأممي كان يضم رئيس فريق المراقبين الجنرال روبروت مود. وأضاف “أصيب عدد من أفراد الأمن السوري الذين كانوا يرافقون الموكب بسبب الانفجار”. وندد مود في أول تعليق له بالانفجار، واصفا إياه بأنه “مثال حي على أعمال العنف في سوريا”.

وكان نشطاء من المعارضة قالوا في وقت سابق اليوم إن ستة جنود سوريين أصيبوا اليوم في الانفجار. وقال النشطاء لوكالة الأنباء الألمانية إن الانفجار استهدف موكبا عسكريا.

لكن المجلس الوطني السوري المعارض سارع إلى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه “لإبعاد المراقبين عن الساحة” ولتثبيت “مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا”.

كما أدانت باريس “بحزم” التفجير، محملة السلطات السورية مسؤولية أمن المراقبين، كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بيرنار فاليرو.

قصف ومواجهات

من جانب آخر قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من الشبيحة الموالين للرئيس بشار الأسد أثناء هجوم على حافلة في ضاحية بدمشق.

وقال نشطاء إن الهجوم الذي استخدمت فيه قذائف صاروخية دمر الحافلة على أطراف عربين بالقرب من ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة.

وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن ناشطين أن قصفا مدفعيا عنيفا استمر منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم على منطقة سهل الروج وعين الحمراء في إدلب، مما أسفر عن مقتل شخص وجرح أربعة آخرين باستهداف سيارتهم.

في غضون ذلك قالت مصادر بالجيش السوري الحر في المنطقة إن عشرة جنود انشقوا عن الجيش النظامي وأعلنوا انضمامهم إلى الجيش الحر.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها اليوم قتل أربعة أشخاص في مدن مختلفة من سوريا هي دمشق وريفها وحمص وإدلب. وقالت أيضا إن القتلى سقطوا بالقصف العشوائي أو برصاص قوات الجيش النظامي. كما أكدت لجان التنسيق المحلية سقوط قتلى في تلك المدن.

كما تعرضت مدينة دوما بريف دمشق لقصف وإطلاق نار منذ الليل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد ناشطون في المدينة بتوقف القصف وإطلاق النار قبيل الظهر.

وفي العاصمة دمشق وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للأمن ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة دون وقوع قتلى. وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص.

وفي حي الأشرفية بمدينة حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، وقتل أحد عناصر “الشبيحة”، طبقا للمرصد.

واستهدف حاجز للجيش في بلدة احسم بتفجير تلاه إطلاق نار كثيف من حواجز عدة في المنطقة، وفق المرصد الذي لم يعط تفاصيل إضافية حول طبيعة الانفجار.

ودارت اشتباكات عنيفة فجرا في كفرنبل بين القوات النظامية ومنشقين تلاها انشقاق عدد من عناصر حواجز الجيش في البلدة، كما دارت اشتباكات في قرية معراتة.

وفي دير الزور نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا أمن في حي الجورة بالمدينة في انفجار.

وقال سكان وطبيب في بلدة القاع اللبنانية إن القوات السورية أطلقت النار عبر الحدود اللبنانية صباح الأربعاء مما أسفر عن مقتل لبنانية عمرها 75 عاما وإصابة ابنتها.

ضربات نوعية

من ناحية أخرى دعا الجيش السوري الحر المجتمع الدولي إلى تنفيذ “ضربات نوعية” ضد قوات الأسد على غرار العمليات التني نفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا.

وقال رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية “نريد ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا”.

واعتبر العميد الشيخ الموجود في تركيا أن عمليات من هذا النوع “ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية”. وأكد في المقابل رفضه اجتياحا بريا لسوريا، مضيفا “نحن مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة”.

واتهم الشيخ النظام السوري بإنشاء مجموعات مسلحة لضرب عمل المعارضة وتشويه صورتها أمام الرأي العام.

وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد قد هدد باستئناف العمليات العسكرية ضد الجيش النظامي، لافتا إلى أن قواته لن تقف متراخية في حين تستمر قوات الأسد في قتل المتظاهرين وتنفيذ حملتها العسكرية، في إشارة إلى عدم التزام الجيش النظامي بوقف إطلاق النار.

وقال العقيد الأسعد في حديث صحفي “لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لن نحتمل وننتظر بينما تستمر عمليات القتل والقصف والاعتقالات على الرغم من وجود المراقبين (الدوليين) الذين تحولوا إلى شهود زور”.

وقال الأسعد إن الجيش الحرّ لا يزال موجودا على الأرض في معظم المناطق السورية، وإن خروجه من المدن كان فقط بهدف تجنيب الأهالي العمليات العسكرية و”عدم إعطاء ذريعة للنظام السوري للقول إننا لا نتقيّد بوقف إطلاق النار”.

الأمن السوري يختطف جثث 12 قتيلا من برزة في دمشق

النظام السوري يمنع الصلاة على الميت ولا يترك مجالاً للدفن

دمشق – جفرا بهاء

برز اسم حي برزة كأول أحياء دمشق المنضمة للثورة السورية، ويبدو الحي منكوباً بسبب الاقتحامات المتكررة والحصار الدائم من قبل الأمن والجيش السوري.

يبدو أسلوب النظام السوري غير مسبوق لجهة خطف جثامين القتلى، حيث تم اختطاف 12 جثة تعود لشباب قتلتهم قوات النظام يوم السبت الماضي 5 مايو/ أيار، بعد أن باغتت تلك القوات سكان برزة وحاصرت بساتين الحي، مستعينة بعدد كبير من الرجال كنوع من الدرس الذي كان واضحاً أن النظام ينوي تلقينه لأهل الحي المنتفض.

بالإضافة لاختفاء عدد من شباب الحي دون أن يعلم أحد من أهلهم وذويهم ما إن كان تم اعتقالهم أو قتلهم.

وتبدو صورة أمهات القتلى المخطوفين بأسوأ الحالات الإنسانية، خصوصاً أن الأمن السوري لم يترك لهن مجالاً لتوديع أولادهن، عدا عن أن هذه الأفعال عادة تنتهي باختفاء الجثث ودفنها في مقابر جماعية، كما حدث سابقاً في درعا وحماة.

واحدة من أمهات أحد القتلى المفقودين، قالت لـ”العربية نت”: “إكرام الميت دفنه، وهاهم يحرقون قلبي وقلوب كل الأمهات، ولا يتركون لنا متسعاً لوداع أبنائنا ودفنهم، ستبقى تلك الحرقة في قلبي ما دمت حية، وأنا فخورة بولدي لأنه استشهد لرفضه الخنوع، وسنبقى نتظاهر يومياً إلى أن يسقط النظام”.

لا تزال دمشق محاصرة، ولا تزال الأحياء المنتفضة تتعرض لعقوبات جماعية بشكل يومي مثل برزة والميدان والقدم.

وبرزة الآن تمتلئ بالقناصة المنتشرة على أسطح أبنيتها.

منسق قوى التغيير الديمقراطي بسورية: هناك مساع روسية وتركية لتوحيد المعارضة لكننا نفضّل العربية

روما (9 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المنسق العام لقوى التغيير الديمقراطي في سورية وجود جهود روسية وتركية لتوحيد المعارضة السورية، وشدد على أن الهيئة ترحّب بأن يُعقد مؤتمر توحيد المعارضة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة باعتبارها “بيت العرب”، وأشار إلى أن الهيئة ستشارك في المؤتمر إن تم التوافق على مقترحات سلمتها للأمين العام للجامعة الأسبوع الماضي

وحول المؤتمر برعاية الجامعة العربية لتوحيد المعارضة المزمع عقده في القاهرة في السادس عشر من الشهر الجري، قال حسن عبد العظيم، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تحاول الجامعة العربية مرة ثانية بحث إمكانية توحيد المعارضة، ونحن نريد الاستجابة للدعوات، وأرسلنا رسالة للأمين العام للجامعة العربية تضمنت تصوّر الهيئة لكيفية المشاركة وآليتها، وآلية تمثيل أطياف المعارضة إن كان من الهيئة أو من المجلس الوطني أو من المجلس الوطني الكردي أو من المستقلين العرب والأكراد أو من شباب الحراك الشعبي” في الداخل

وكان نبيل العربي قد استقبل الأسبوع الماضي في القاهرة وفد من هيئة التنسيق واستلم منه مذكرة تشرح موقف الهيئة من وحدة المعارضة، تشير إلى ضرورة دعوة جميع أطياف المعارضة للمؤتمر، وتشكيل لجنة تحضيرية مشتركة من الجميع، وأن يقدّم كل طرف ورقة سياسية للنقاش يكون حاصل التوافق فيما بينها برنامج سياسي مشترك شامل

وعن ما يُقال بأن موسكو وتركيا تسعيان لنفس الهدف، قال القيادي السوري المعارض “نعم، تحاول روسيا توحيد المعارضة، ولديها فكرة ورغبة بدعوتها كلها إلى موسكو، وكذلك أيضاً تحاول تركيا توحيد المعارضة ودعوتها إلى استانبول لبحث سبل التوحد وآلياته، ورغم أننا نفضّل أن يُعقد أي اجتماع توحيدي للمعارضة في داخل سورية من خلال مؤتمر دولي، إلا أنه ومع تعذّر ذلك حالياً، فإننا نرحّب بأن يُعقد مثل هذا المؤتمر في القاهرة وتحديداُ في مقر الجامعة العربية، على اعتبار أن الجامعة العربية هي بيت العرب، ولا نمانع في نفس الوقت أن يكون هناك دور وجهود دولية أخرى مساعدة إلى جانب الجامعة” في هذا الصدد

وتتفق كافة قوى المعارضة السورية الأساسية على ضرورة إسقاط النظام بكامل رموزه وتأسيس نظام ديمقراطي تعددي تداولي، واختلفت على الوسائل والآليات، فشددت هيئة التنسيق على سلمية الثورة ورفضت تسليح الثوار كما رفضت التدخل العسكري الخارجي، فيما لم ير المجلس الوطني السوري المعارض، الطرف الأبرز في المعارضة خارج سورية، مانعاً من اللجوء لهذه الوسائل في وقت من الأوقات لإسقاط النظام

وحول فشل المحاولات السابقة في هذا المجال، قال عبد العظيم “لقد جرت محاولة سابقة من قِبل الأمانة العامة للجامعة العربية بنهاية عام 2011 لتوحيد المعارضة، وقدّمنا بهيئة التنسيق تصوراً وبرنامجاً، واتفقنا مع المجلس الوطني على وثيقة سياسية ورؤية سياسية مشتركة وعلى آلية تنظيمية هي عبارة عن مؤتمر سوري عام تتمثل فيه الهيئة والمجلس والمستقلين والحركة الوطنية الكردية والحراك الشعبي، لكن المجلس الوطني تراجع عنها”، وأضاف “هذه المرة إن تم التوافق على مقترحاتنا فسنحضر للمؤتمر وسنشارك بوفد قيادي كبير عن الهيئة”

وكانت جهود الجامعة العربية تكللت في الأيام الأخيرة من العام الماضي بالنجاح واتفقت هيئة التنسيق والمجلس الوطني على وثيقة سياسية مشتركة، لكن سرعان ما فشل هذا الاتفاق حين رفضه قياديون في المجلس واعتبروه اجتهاد شخصي من رئيس المجلس، ونص الاتفاق على رفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس بسيادة واستقلال سورية، وأشار إلى أن التدخل العربي لا يعتبر تدخلاً أجنبياً، كما نص على ضرورة حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة في إطار القانون الدولي، ورفض الطائفية، واعتز بمواقف الجنود المنشقين عن الجيش النظامي وطالب بحمايتهم وليس تسليحهم

ومازالت قوى المعارضة السورية حذرة من طريقة تمثيلها في مؤتمر القاهرة، ولن يقبل أي طرف أن يكون تحت جناح أي طرف آخر، بما يُشبه الضم القسري، ويرى مراقبون أن فشل مؤتمر القاهرة سيُترجم انتكاسات في صفوف المعارضة وإطالة لعمر الأزمة السورية

تأمل قوى المعارضة السورية أن ينجح مؤتمر القاهرة المقبل الذي ترعاه الجامعة العربية في تشكيل لجنة مشتركة تمثّل كل أطيافها تقوم بتنسيق مواقف المعارضة وتوحد نشاطاتها السياسية والحقوقية والإعلامية والدبلوماسية والإغاثية

وزير الخارجية الإيطالي: على السلطات السورية ضمان أمن وسلامة المراقبين

روما (9 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي مساء الاربعاء الهجوم الذي طال قافلة المراقبين الدوليين في مدينة درعا بأنه حادثة “بالغة الخطورة”

ورأى رئيس الدبلوماسية الإيطالية في تصريح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أن “على سلطات دمشق ضمان أمن وسلامة المراقبين الدوليين” داخل الأراضي السورية

وكان رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية الجنرال روبرت مود أعلن أن وفد المراقبين الدوليين الذي يضم مراقبين ورجال أمن وصحفيين “تعرض اليوم لانفجار عبوة ناسفة وضعت في طريق الوفد وكان هناك جرحى من رجال الحماية وأحد الصحفيين”، حسبما نسبت إليه وكالة الأنباء السورية الرسمية

ونقلت الوكالة عن مود قوله في مؤتمر صحفي بدرعا “إن هذا الانفجار يدل على وجود العنف ويعكس صورة العنف والتحدي للأحداث في سورية

غليون: طلبنا من الصينيين الضغط على النظام وأبلغناهم أن خياراتنا مفتوحة

روما (9 أيار/مايو ) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن يكون قد أدلى “بأي تصريح لاي وكالة انباء حول زيارته ووفد من المجلس إلى الصين الشعبية

وكانت بعض المواقع الاخبارية قد نسبت لغليون القول “إن المجلس يتبنى حل الأزمة السورية بالحلول السياسية ويدعم خطة كوفي أنان المكونة من ست نقاط ويعارض التدخل الخارجي” على حد قولها

وقال رئيس المجلس الوطني في تصريح لوكالة الأنباء الايطالية (آكي) أنه “ووفد المجلس الوطني الذي قابل المسؤولين الصينيين كان مكونا من سبعة اعضاء حضروا جميع الاجتماعات، وما طلبناه من الصينيين هو الضغط على النظام ليوقف القتل والقمع والاعتقال ويلتزم بخطة انان كاملة وقلنا لهم ان خيارات المجلس مفتوحة وان فشل خطة انان سيفضي حتما الى استدعاء التدخل الدولي” حسب تعبيره

وتابع “كما ذكرنا بان من المفروض وضع سقف للخطة وعدم السماح للنطام باستخدامها لتنفيذ خطته في ضرب الثورة” و “اكدنا ان النظام لا يزال يرفض الالتزام بالخطة ولا يمكن ضمان تنفيذها من دون وجود خيار قوة يفرض على النطام الانصياع لارادة الشعب والالتزام بالخطة الدولية” على حد قوله

وخلص إلى القول “وكانت اخر جملة لفظها وزير الخارجية الصينية وركزنا عليها هي ان من واجب السلطات الحاكمة في اي بلد ان تلبي مطالب شعبها، كما قدمنا طلبا بفتح مكتب رسمي للمجلس في بيجينغ ووعدوا بدراسة الطلب بشكل جدي” مشيراً إلى أنه “سيكون للزيارة اثر في تغيير رؤية الصين للوضع في سورية” حسب تعبيره

الحكومة الألمانية عرضت المساعدة لبعثة المراقبين الأممين في سورية

برلين (9 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت الحكومة الألمانية الاتحادية أنها تجري محادثات مع الأمم المتحدة بشأن دعم يمكن تقديمه لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين اليوم الاربعاء أن “القوات المسلحة الاتحادية عرضت تقديم المساعدة التقنية واللوجستية والمادية” للبعثة في برلين

وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله، أجرى محادثات في هذا الخصوص مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون

ولم يوضح المتحدث فيما لو كان بالوسع ارسال موظفين ألمان إلى سورية لينضموا إلى صفوف البعثة الأممية

كانت مجلة دير شبيغل”ذكرت امس الثلاثاء ان عشرة من جنود الجيش الألماني يمكنهم المشاركة في بعثة المراقبة، حيث علق المتحدث بأن الحكومة الاتحادية لم تتوصل بعد إلى قرار بشأن دعم البعثة على مستوى الأفراد

صحيفة سورية رسمية: الإرهابيون على موعد بمقعد في الأمم المتحدة

روما (9 أيار/ مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

سخرت صحيفة البعث الرسمية السورية من موقف الأمم المتحدة وبعض دول العالم ومسؤوليها من الأزمة في سورية، وانتقدت بشدة تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة والمندوبة الأمريكية في المنظمة الأممية، واعتبرتها منحازة لطرف الإرهاب، كما رأت أن ما قدّمه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في تقريره أمس هو دعم للعنف، وسخرت من المنظمة الدولية ورأت أن الإرهابيين على موعد قريب بمقعد في الأمم المتحدة

وفي سياق حديثها عن تباين المواقف الإقليمية والدولية تجاه ما يجري في سورية، أشارت في افتتاحيتها بقلم رئيس هيئة التحرير إلى وجود “تأويل وتزوير”، وأشارت في سياق ذلك إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتصريحات سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وغيرهما من مواقف وتصريحات المسؤولين والدول

ورأت أن حديث رايس أمس في مجلس الأمن “يؤكد الانحياز إلى طرف واحد، ودعمه في المجتمع الدولي من خلال التهديد بتكتل دولي لدعم المعارضة”، وأنه “لا يهدف إلى حل سياسي، ولا إلى إقامة حوار وطني، بل إلى دعم الاقتتال والاحتكام إلى الإرهاب من خلال منظومة علاقات دولية تلعب فيها قطر وتركيا والسعودية دوراً أساسياً بإملاء أمريكي صهيوني رجعي، وبموقف معلن منحاز إلى طرف واحد هو الإرهاب” وفق الصحيفة

جزمت أن النظام السوري لم ينفذ النقاط الست لخطة كوفي أنان، وأن الأسد قد شرعيته وعليه أن يتنحى، وستعمل بلدها على تشكيل تكتل دولي لتأمين نقل السلطة في سورية

كما اعتبرت الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث أن ما قاله كوفي أنان الثلاثاء في تقريره الذي قدّمه لمجلس الأمن هو “دعم مبرمج للعنف” حسب تعبيرها

وكان أن قد نبّه في تقريره أمس إلى “استمرار تواجد الآليات الثقيلة في المدن السورية وإن بأعداد قليلة”، وقال إن “السلطة السورية خففت من استخدام الأسلحة الثقيلة وكثّفت حملة الاعتقالات”، ولفت إلى أن خطته بشأن سورية “قد تشكّل الفرصة الأخيرة لتجنب الحرب الأهلية” على حد قوله

وأشارت الصحيفة إلى أن “أطراف المؤامرة تعمل على رفع مستويات العنف، في سياق عملها على الاعتراف بواقع المعارضة المسلحة” في سورية، وأن المجتمع الدولي وحلف الناتو يتجاهلان “الطبيعة الإرهابية لعمل المعارضة المسلّحة في سورية” حسب تعبيرها

وسخرت من هذه المواقف واعتبرت أن “استمرار التجاهل الدولي لما تقوم به مجموعات المعارضة المسلحة من انتهاكات منهجية لخطة أنان، ومن محاولات لزعزعة الاستقرار والإصلاح في سورية، فإن الإرهابيين على موعد قريب بمقعد بارز في الأمم المتحدة” على حد قولها

ودأبت السلطات السورية والمسؤولين على اتهام “عصابات إرهابية مسلحة”، بتوتير الأوضاع في سورية واستهداف الجيش ومؤسسات الدولة، فيما تؤكد المعارضة السورية على أن ما يجري في سورية هو ثورة هدفها إسقاط النظام الأمني الاستبدادي للانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي

ايطاليا ترسل مستشفي متنقل على الحدود بين سوريا والأردن

روما (9 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن وزير الخارجية الإيطالية جوليو تيرسي ان بلاده بصدد إرسال “مستشفي ميدانى” للعمل على الحدود بين سوريا والأردن لتوفير العلاج للنازحين السوريين

وأضاف الوزير الذى إستقبل السفراء العرب لدي بلاده الاربعاء بمقر الخارجية بروما ” لقد اعربوا ( السفراء) عن تقديرهم لالتزام الحكومة الإيطالية بدعم مسار تسوية سياسية في سوريا، والذي أعلنا عنه مرارا ونعمل من أجله في بروكسل، في إطار مجلس الشؤون الخارجية” بالإتحاد الاوروبي

وقال وزير الخارجية الإيطالية ” سنقوم بارسال مستشفى ميداني سيعمل بطاقم اردنى-ايطالي بالقرب من الحدود بين سورية والأردن”، ولفت إلى أنه لمس “تقديرا من الجانب العربي، لما قمنا به للمساعدة في نقل المواد عبر طائراتنا الى الحدود السورية، لمساعدة اللاجئين، بشكل عام أيضا للالتزام السياسي المتمثل في مشاركة خمسة عشر مراقبا ايطاليا فى بعثة الأمم المتحدة” في سوريا

ونوه رئيس الدبلوماسية الايطالية الى ان بلاده ” تتوقع من بعثة المراقبين، دورا نشطا للضغط، عبر منظار المجتمع الدولي، على نظام الأسد لضمان انسحاب القوات المسلحة من المراكز المأهولة بالسكان واختفاء الدبابات عن الانظار ووقف المجازر الوحشية المرتكبة من قبل قوات الأمن ” السورية

معارضون سوريون يقتلون 7 وتفجير قرب موكب المراقبين

عمان (رويترز) – قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من أفراد ميليشيا موالية للحكومة في إحدى ضواحي دمشق يوم الأربعاء في حين استهدف انفجار كبير موكبا مرافقا لمراقبي وقف إطلاق النار الدوليين في محافظة درعا الجنوبية فأصاب ثمانية جنود.

وقال الناشط محمد سعيد إن الهجوم الذي وقع في دمشق بالقذائف الصاروخية مُستهدفا حافلة تقل أفراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها.

وأدى استمرار العنف بعد نحو أربعة أسابيع من توصل الوسيط الدولي كوفي عنان إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلى تحذيرات هذا الأسبوع من الصليب الاحمر وجامعة الدول العربية وعنان نفسه من ان سوريا تنزلق إلى حرب أهلية.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار جزءا من خطة أكبر تهدف إلى إنهاء الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 14 شهرا والتي بدأت بمظاهرات سلمية ضد الرئيس بشار الأسد قمعتها قواته بعنف. وتتحول هذه الاحتجاجات الان الى صراع مسلح تقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه يطابق في بعض المناطق تعريفها للحرب الاهلية.

وأثارت إراقة الدماء في سوريا انقساما حادا بين القوى الكبرى. فقد اعلنت مبعوثة الولايات المتحدة في الامم المتحدة امس الثلاثاء ان حكومة الاسد لم تنفذ بشكل كامل اي جزء من خطة عنان في حين قال السفير الروسي الذي كان اكثر دعما لدمشق ان “الامور تتحرك في اتجاه ايجابي”.

في غضون ذلك انفجرت قنبلة اليوم في درعا قرب موكب مراقبي الامم المتحدة بقيادة الميجر جنرال روبرت مود المكلف بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصل عليه عنان ودخل حيز التنفيذ في 12 ابريل.

وقالت قناة الدنيا الموالية للحكومة إن ثمانية من أعضاء قوات الأمن المرافقة للمراقبين أصيبوا في الانفجار. وأضافت أن الانفجار وقع امام مراقبي الأمم المتحدة لكن لم ترد أنباء عن إصابة أي منهم.

وقال مود بعد الانفجار “ليس مهما التكهن بمن كان الهدف أو ماذا كان الهدف بل توضيح ان هذا هو ما يشهده السوريون كل يوم وان ذلك ينبغي ان يتوقف.”

وعلى الرغم من توقف القتال في البداية يوم 12 ابريل نيسان عندما بدأ تنفيذ وقف اطلاق النار إلا أنه لم يصمد طويلا. ولم يتوقف القتال في سوريا على الرغم من انتخابات برلمانية أجريت يوم الاثنين روجت لها الحكومة باعتبارها ركيزة أساسية في مسار الإصلاح لكن المعارضة رفضتها ووصفتها بأنها زائفة وقاطعتها.

وإلى جانب مهمة وقف إطلاق النار والمراقبة تدعو خطة عنان أيضا إلى السماح بدخول الصحفيين بلا قيود وتوصيل المساعدات الإنسانية وإجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة. ووصل حتى الآن 60 من بين نحو 300 مراقب ومن المتوقع أن يكتمل الفريق بحلول نهاية مايو ايار.

وقال سكان لبنانيون في بلدة القاع الحدودية إن القوات السورية أطلقت النار عبر الحدود على لبنان اليوم مما أسفر عن مقتل عجوز عمرها 75 عاما وإصابة ابنتها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن رجلا قتل وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات عنيفة في محافظة إدلب بشمال البلاد. وسمع مراسل لرويترز في محافظة إدلب دوي إطلاق نار طوال الليل.

ووردت أنباء أيضا عن اشتباكات عنيفة في مدينتي حماة ودير الزور حيث يقول سكان إن القوات الحكومية قامت بمداهمات وعمليات اعتقال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فردين من الأمن قتلا كما قتل مسلحون مجهولون رجلا آخر.

وذكرت مصادر المعارضة في الرستن على بعد نحو 30 كيلومترا شمالي مدينة حمص ان مراقبي الامم المتحدة لم يتمكنوا من زيارة البلدة بسبب استمرار القصف واطلاق النار لليوم الثالث على التوالي هناك. وقتل شخصان واصيب سبعة اليوم.

وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت تسعة الاف شخص منذ بداية الانتفاضة في مارس آذار 2011. وتنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على اسلاميين متشددين مدعومين من الخارج تقول انهم قتلوا 2600 من قوات الجيش والشرطة.

وتقول بعثة للامم المتحدة زارت البلاد في مارس ان مليون سوري يحتاجون الى المساعدة الانسانية الان بسبب الصراع. وتجهز الامم المتحدة عملية مساعدات كبرى مدعومة بنحو 180 مليون دولار حصلت عليها من دول مانحة بعد مناشدة للمجتمع الدولي لكنها لم تتوصل حتى الان الى اتفاق مع دمشق بشأن كيفية تسليم هذه المساعدات.

وقال السفير السوري في جنيف فيصل خباز الحموي ان المحادثات مستمرة لكنه احتياجات بلاده ليست ضخمة.

واضاف لرويترز ان سوريا ليست الصومال ولا هايتي.

وفي نيويورك عرض المبعوث السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري بوم الثلاثاء قرصا مدمجا قال إنه يحتوي على اعترافات من 26 مقاتلا عربيا ضبطوا في سوريا وجاءوا من ليبيا وتونس ودول أخرى عبر تركيا ولبنان للإعداد لأعمال “إرهابية” في سوريا.

وأضاف أن القوات السورية قتلت 15 مقاتلا أجنبيا آخرين وحث السعودية وقطر وتركيا على التوقف عن دعم الجماعات المسلحة.

وهدد العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر باستئناف الهجمات على القوات الحكومية قائلا إنه لم يعد بإمكانه التزام الصمت بينما يستمر قمع الحكومة للاحتجاجات.

وقالت صحيفة الشرق الأوسط نقلا عنه “لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لم نعد قادرين على التحمل والانتظار.. في وقت لا تزال فيه عمليات القتل والاعتقال والقصف مستمرة رغم وجود المراقبين الذين تحولوا إلى شهود زور.”

وأضاف قائلا للصحيفة “كما أن شعبنا يطالبنا بالدفاع عنه في ظل عدم اتخاذ مجلس الأمن أي خطوات جدية وإعطائه فرصة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى