أحداث الأربعاء، 15 أيار 2013
الشكوك تحيط بـ«جنيف – 2»… ودمشق سلّمت الروس أسماء المفاوضين
نيويورك، عمان، استوكهولم – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب
تستمر الاستعدادات للتحضير لعقد مؤتمر «جنيف – 2» الدولي مطلع حزيران (يونيو) المقبل للبحث في تسوية للأزمة السورية بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة. وفيما ظهرت شكوك في أوساط ديبلوماسية غربية في شأن إمكان نجاح المؤتمر حتى لو عُقد، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان الحكومة السورية سلمت القيادة الروسية أسماء مسؤولين يمكن ان يشاركوا في هذا المؤتمر. وفي الوقت نفسه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان عدد القتلى في الحرب الدائرة منذ اكثر من عامين بلغ 94 ألف قتيل، وصل عدد العلويين بينهم الى حوالى النصف (41 ألفاً على الأقل). وذكر المرصد ان العدد الحقيقي للقتلى من الجانبين يمكن ان يتجاوز 120 ألفاً لأنهما يتكتمان على خسائرهما.
وشكك كيري امس امام الصحافيين في استوكهولم في احتمال مشاركة النظام السوري في مؤتمر جنيف. وقال «اذا اخطأ الأسد في حساباته في هذا الخصوص كما يخطئ في حساباته في شأن مستقبل بلاده منذ سنوات من الواضح ان المعارضة ستحظى بدعم إضافي … وللأسف لن يتوقف العنف».
وتوقع عقد المؤتمر مطلع حزيران. وأشار إلى انه تحدث صباحاً مع اللواء سليم إدريس قائد «الجيش السوري الحر» وهو ملتزم عملية التفاوض. فيما كان متوقعاً ان يلتقي في استوكهولم مساء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وكان وزراء خارجية السعودية والأردن وقطر وتركيا والإمارات ومصر عقدوا اجتماعاً طارئاً مساء اول من امس استمر حتى فجر الثلثاء في أبو ظبي، واصدروا بياناً اكدوا فيه أن لا مكان للرئيس الأسد ونظامه في أي تسوية سلمية في سورية، وحمّلوا هذا النظام مسؤولية التفجير في بلدة الريحانية التركية واستخدام أسلحة كيماوية، والمسؤولية عن القتلى السوريين وعن تشريد نحو مليون ونصف مليون لاجئ في دول الجوار.
وتعقد مجموعة اصدقاء سورية اجتماعاً في عمان الاسبوع المقبل، ينتظر ان يبحث في مصير المؤتمر الدولي.
الى ذلك ينتظر ان تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم (الأربعاء) بائتلاف المعارضة السورية «باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي» في سورية في قرار يتوقع تبنيه بأكثرية أصوات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ودعت روسيا الدول الأعضاء الى التصويت ضد القرار فيما حاولت البعثة السورية في الأمم المتحدة إقناع البعثات الديبلوماسية برفضه. وقال السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة الى الدول الأعضاء إن «ما يدعى الائتلاف (المعارض) ليس ممثلاً بأي شكل لا للشعب السوري ولا لمجموعات المعارضة المختلفة».
ويرحب مشروع القرار» بإنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي وبالالتزام الذي أعلنه بمبدأ الانتقال السياسي الى جمهورية عربية سورية مدنية ديمقراطية تعددية». كما ترحب الجمعية العامة بموجبه «بجهود جامعة الدول العربية من أجل إيجاد حل سياسي للوضع في سورية وبالقرارات ذات الصلة التي اتخذتها في هذا الصدد». و»تكرر دعوتها الى الاضطلاع بعملية انتقال سياسي شاملة للجميع بقيادة سورية الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي بطرق منها حوار سياسي جاد بين متحاورين مخولين وذوي صدقية يمثلون السلطات السورية والمعارضة ومقبولين من الطرفين».
وتطالب الجمعية العامة بموجب مشروع القرار «السلطات السورية بإتاحة الوصول بصورة تامة ودون قيود لإتمام تحقيق الأمين العام في كل حالات الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية وتهيب بجميع الأطراف بأن تتعاون لإنجاز التحقيق». و»تدين بقوة استمرار تصاعد استعمال السلطات السورية للأسلحة الثقيلة ضد مراكز التجمعات السكانية فضلاً عن استخدام الذخائر العنقودية و»انتهاكات القانون الدولي الإنساني والانتهاكات الواسعة الانتشار والممنهجة المستمرة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من جانب السلطات السورية وميليشيات الشبيحة المنتسبة الى الحكومة».
و»تدين قصف القوات السورية للبلدان المجاورة وإطلاق النار فيها مما يعد انتهاكاً للقانون الدولي وتهيب بالحكومة السورية أن تحترم سيادة الدول المجاورة».
كما تطلب الجمعية العامة في مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة الشروع في التخطيط لتقديم الدعم والمساعدة للعملية الانتقالية بتنسيق مع المؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية.
وكانت روسيا دعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى التصويت ضد القرار في رسالة وزعها سفيرها في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على البعثات الديبلوماسية. واعتبر تشوركين أن «دولاً أعدت مشروع القرار المتعلق بسورية بطريقة غير شفافة تتعارض مع الممارسات السائدة في الأمم المتحدة». وأضاف أن الطبيعة الهدامة لمشروع القرار هي دليل على العمل ضد التفاهمات التي تم التوصل إليها بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة بعد محادثاتهما في موسكو». واعتبر أن «تأييد الدول لمشروع القرار هو ضربة جدية لكل محاولات جلب الأطراف السوريين الى طاولة المفاوضات ليقرروا في شأن مستقبل سلمي لبلادهم».
من جهة اخرى شكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث اذاعي في فرص عقد المؤتمر الدولي وقال انه «صعب جداً لأنه ينبغي جمع أطراف النزاع من المعارضة وبعض مقربين من النظام الذين ايديهم غير ملطخة بالدماء». واضاف انه ينبغي ان تأخذ الحكومة الانتقالية كامل السلطات وهذا ما كان موجوداً في بيان جنيف في العام الماضي ولم ينجح تنفيذه. وأكد فابيوس انه «لا يمكن ان يحضر بشار الأسد. فنص «جنيف – ١» الذي هو قاعدة لـ «جنيف – ٢» يشدد على ان تكون هناك حكومة انتقالية يكون لها كامل الصلاحيات، اي ان بشار الأسد يجرد من صلاحياته وتكون حكومة أنشئت بتوافق الجانبين». وكشف فابيوس عن احتمال عقد لقاءات بين الوزراء في الأردن الأسبوع المقبل ثم لاحقاً في باريس.
الى ذلك سعت القيادة الروسية إلى تطمين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى أن الصواريخ التي سيتم تسليمها الى دمشق ستخضع لرقابة روسية صارمة في شأن استخدامها. وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين جلسة محادثات في منتجع سوتشي الروسي مع نتانياهو تركزت على الوضع في سورية ونيات موسكو استكمال تنفيذ عقود تتضمن صفقة صواريخ من طراز «اس 300». وأكد بوتين «المصلحة المشتركة» في استقرار الوضع في المنطقة، فيما وجّه نائب مدير الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن رسائل مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي، أكد فيها أن بلاده تقوم بتفقد الأسلحة الروسية المصدّرة إلى سورية للتأكد من عدم تسليمها إلى طرف ثالث وعدم استخدامها في أغراض تتناقض مع نص الاتفاقات الموقعة مع روسيا.
تركيا والكارثة السورية … نحو تغيير المقاربة
هوغ بوب *
في أواخر العام 2000، أملت تركيا أن تتمكن من خلال ازدهار الاقتصاد، ومكانة رئيس الوزراء المناضل رجب الطيب أردوغان، وظهور استحسان إقليمي للمزيج الناجح في البلاد بين حوكمة إسلامية وديموقراطية، أن تكتسب النفوذ والمنفعة في الشرق الأوسط.
وقد بُنيت هذه الاستراتيجية وفق علاقة وطيدة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي شكل نموذجاً لسياسة تركيا المتمثلة بـ “صفر مشاكل”. وتجدر الإشارة إلى أن البلدين وقعا اتفاقيات نموذجية بشأن إلغاء تأشيرة الدخول بينهما، والتجارة الحرة، ودمج البنى التحتية. وقد اصطحب كل من القائدين نصف أعضاء مجلس الوزراء إلى اجتماعات القمة، كما تشارك الأسد وعقيلته طعام الغداء مع آل أردوغان عشية العيد عام 2008 على الريفييرا التركية.
أما اليوم، فتقف الكارثة السورية مباشرةً عند عتبة تركيا. والحال أن عدد النازحين السوريين إلى تركيا وصل إلى 450000 نازحٍ، فيما توقعت الأمم المتحدة تضاعُف هذا العدد بحلول نهاية العام الجاري، كما بلغت تكاليف الاعتناء بهؤلاء النازحين بليون دولار وأكثر، علماً أن الواهبين الخارجيين يؤمنون فقط عشر هذا المبلغ، وقد ازدادت التوترات على الحدود. وتسببت غارة جوية سورية شُنت بالقرب من الحدود التركية بمقتل 5 سوريين، وجرح 50 شخصاً، بعد أن ضربت مخزناً للمساعدات وقاعدةً للمعارضة. إلى ذلك، أودى إطلاق نار من بعض السوريين الذين كانوا يريدون اجتياز نقطة عبور حدودية أخرى، بحياة شرطي تركي، وتسبب بجرح 11 شخصاً واحتراق عدد من المباني والسيارات.
ومنذ انتشار حال عدم الاستقرار الإقليمي عام 2010، يواجه موقع تركيا في الشرق الأوسط بعض التحديات، فالحرب في ليبيا أعاقت بشدة مصالح التعاقد التركية فيها. وتضاف خسارة الطرق السورية للنقل بالشاحنات نحو الأسواق الإقليمية إلى الخسارة السابقة للطرق العراقية. وقد شجع دعم أنقرة جماعات المعارضة السورية المسلحة على رسم صورة سلبية عن تركيا التي لا تتصرف وكأنها ستشكل إحدى القوى الإسلامية السنية الكبرى في المستقبل فحسب، بل تتخذ بعض المواقف الانحيازية داخل العالم العربي السني. وفي هذا النطاق، ينتقد بعض المعلقين العرب والإيرانيين ميل أنقرة المتعجرف إلى فرض سيطرتها الإقليمية متبعةً الأسلوب العثماني على حد قولهم.
ومن الواضح أنه لا يمكن إلقاء اللوم على تركيا بشكل أساسي بسبب التدخل في شؤون الشرق الأوسط، ولكن ما جعل الأمور تزداد سوءاً هو السياسات التي تتبعها أنقرة. وعند بلوغ الآمال التي علقتها تركيا على الشرق الأوسط ذروتها -والتي رافقها فعليًا ارتفاع كبير في حجم التجارة مع المنطقة التي تتلقى ربع الصادرات التركية- أظهرت هذه الأخيرة ازدراءً متكرراً لأكبر مستثمر وأهم شريك تجاري لها، وهو الاتحاد الأوروبي. ومن جهته، شن أردوغان هجمات انفعالية على إسرائيل، سعياً الى حصد شعبية محلية وإقليمية، الأمر الذي تسبب بخسارة تركيا موقفها الحيادي الإقليمي المهم. وكان من شأن الحدة التي اتبعها أردوغان في تغيير موقفه السياسي داعياً إلى إطاحة الأسد في آب (أغسطس) 2011 أن تضع السياسة التركية في وضع لا تحسد عليه.
وفي الوقت الراهن، تحاول أنقرة تقويم مسارها في بعض المجالات. فمع اندلاع الحرب في سورية، سعت تركيا بسرعة إلى تهدئة هلع الشعب من خلال طلب صواريخ باتريوت من حلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي. وبعد مرور سنوات على مماطلة أردوغان في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، يقوم اليوم بزيارة عدد أكبر من دول الاتحاد الأوروبي للمضي قدماً في المفاوضات بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد. وتحت الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة قبيل زيارته المرتقبة في 16 أيار (مايو) الجاري إلى واشنطن، عمد أردوغان إلى تسوية النزاع مع إسرائيل من خلال القبول بالاعتذار الذي قدمته هذه الأخيرة عن قتلها ثمانية مواطنين أتراك وأميركيين كانوا يحاولون تأمين المساعدة للفلسطينيين في غزة عام 2010.
وفي ما يتعلق بإيجاد حل لزيادة تدفُق النازحين السوريين إثر الأزمة السورية، لا يزال يتحتم على المعنيين القيام بأمور كثيرة، فعلى الجهات الغربية الرئيسية المانحة أن تكون أكثر سخاءً مع تركيا وأن تُشرك المنظمات الإنسانية التركية الفاعلة. وينبغي أن تعيد تركيا تنظيم إجراءاتها لفسح المجال أمام المنظمات غير الحكومية الدولية للعمل. كما لا يمكنها أن تتذمر من النقص في المساعدة الغربية في حين لم تسمح بتسجيل سوى ثلاث مجموعات للإغاثة -وبالتالي السماح بفتح حسابات مصرفية، وتوظيف العاملين، والحصول على تصاريح الإقامة- منذ اندلاع الأزمة قبل سنتين.
لا شك في أن تركيا دولة سنية بارزة في طور التقدم، لكن تحويل السنية إلى عنصر أساسي في السياسة أصبح عنصر استقطاب للتوترات في المنطقة، وأيضاً للعلويين الذين يشكلون 10 في المئة من سكان تركيا. إشارة إلى أن تركيا تتمتع بتاريخ طويل من المنافسة الإقليمية مع إيران، إلا أنه يجب أن تعمل جاهدةً لتفادي أي تعميق غير مبرر للنزاعات التي قد تتحول إلى نزاعات بالوكالة حول سورية أو العراق. كما يجب أن تؤسس تركيا مخيمات للاجئين بعيداً من الحدود لتفادي إعطائها الانطباع بأنها تستخدم هؤلاء اللاجئين كقواعد خلفية.
ولا بد من القول إن سورية أصبحت دولة مفككة، ومن الممكن أن يتصاعد الصراع السوري أكثر فأكثر، وقد أظهرت الأزمة حتى الآن أن ما قامت به تركيا بمفردها لا يكفي لفرض أي حل ديبلوماسي أو عسكري. وحتى لو ضاعفت الدول جهودها الرامية إلى تسليح المعارضة، من غير المرجح أن يتسبب ذلك بإطاحة نظام الأسد. لذلك، قد يكون من الجيد أن تتخلى أنقرة عن أملها بإيجاد حل سريع للكارثة السورية، وتدافع عن مصالحها الأساسية باللجوء إلى أساليب أكثر هدوءاً، وتستمر في إعادة بناء علاقاتها المتوترة مع الحلفاء الغربيين التقليديين، وتعتمد استراتيجيةً واقعية، ومتوسطة الأجل، من شأنها أن تحقق توازناً في موقفها الطبيعي بين الغرب والشرق.
* مدير مشروع «تركيا وقبرص» في «مجموعة الازمات الدولية» ، ومؤلف كتب «تركيا مكشوفة النقاب : تاريخ تركيا الحديثة»، و«أبناء المنتصرين: بروز العالم التركي»، و «عشاء مع تنظيم القاعدة: ثلاثة عقود من اكتشاف المجتمعات المختلفة في الشرق الأوسط».
لافروف: على المعارضة السورية تأييد “مؤتمر السلام“
ستوكهولم – ا ف ب
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية الى دعم مساعي موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر لانهاء سفك الدماء في سورية.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله في بلدة كيرونا السويدية “من المهم ان يعرب جميع المشاركين عن دعمهم للمبادرة الروسية الاميركية لتطبيق اعلان جنيف”.
ونقلت عنه وكالة ايتار-تاس الروسية الاخبارية قوله “نحن (والولايات المتحدة) لدينا مبادرات قوية، وعلينا ان نحشد الدعم لهذا المؤتمر، ويجب تعبئة جميع المشاركين الخارجيين في هذا الوضع وجميع الأطراف السورية”.
ومن المقرر ان يلتقي الائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول في 23 ايار/مايو لمناقشة الاقتراح الروسي الاميركي لعقد مؤتمر دولي لايجاد حل سياسي للنزاع في سورية.
ويهدف المؤتمر الذي اقترحه لافروف ونظيره الاميركي جون كيري في وقت سابق من هذا الشهر الى البناء على الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى في حزيران/يونيو الماضي في جنيف.
ويدعو اتفاق جنيف الذي لم يطبق، الى وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية. الا انه لا يتطرق الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وناقش لافروف، الذي يزور السويد للمشاركة في اجتماع مجلس القطب الشمالي الذي يضم عددا من الدول المعنية بمنطقة القطب الشمالي، مع كيري مسالة عقد مؤتمر سلام حول سوريا الثلاثاء.
وقال وزير الخارجية الاميركي انه ونظيره الروسي يعتقدان انه يجب تنظيم المؤتمر وفق خطط معينة. واضاف “لقد ناقشنا التحدي السوري، ونحن متفائلان جدا بانه يمكن تنظيمه (المؤتمر)”.
وتابع “نحن واثقان من الاتجاه الذي نتحرك فيه”.
دمشق ترفض “الاملاءات” في المؤتمر الدولي بشأن سورية
دمشق – ا ف ب
اعلنت دمشق رفضها اي “املاءات” في المؤتمر الدولي الذي اقترحته موسكو وواشنطن للتوصل الى حل للازمة السورية المستمرة منذ اكثر من عامين، وذلك بحسب تصريحات تلفزيونية لنائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وقال المقداد في حديث لقناة “الاخبارية” التلفزيونية السورية ان “سورية لن تقبل بأي املاءات، واصدقاؤها لن يقبلوا بذلك”، في اشارة الى موسكو وايران، ابرز حليفتين للنظام.
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري حضّا الاسبوع الماضي طرفي النزاع السوري على البحث عن حل سياسي، وابديا رغبتهما في عقد مؤتمر دولي للتوصل الى حل مماثل على اساس اتفاق جنيف الذي يتضمن تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، ولا يتطرق لمصير الرئيس السوري.
ورفض وزير الاعلام السوري عمران الزعبي امس اي بحث في مستقبل الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرا ان ذلك “يمس بالسيادة الوطنية”، ويعود القرار فيه الى “الشعب السوري وصناديق الاقتراع”.
وتؤكد المعارضة ان حلا سياسيا للازمة يجب ان يتضمن رحيل الاسد.
وفي حديثه الى “الاخبارية”، اعتبر المقداد ان كرة الحل في ملعب الدول التي تتهمها دمشق بتوفير دعم مادي ولوجستي للمعارضة، لا سيما منها قطر وتركيا والسعودية.
وقال “ان نجاح اي مؤتمر او جهد دولي، في الوصول الى حل سياسي للازمة الحالية متوقف على صدق نيات داعمي الارهاب في سورية”.
واضاف ان “وقف الارهاب والعنف هو عامل اساسي في انهاء الازمة”.
انقطاع الاتصالات عن سورية
بيروت – رويترز
أكدت شركة أميركية لمتابعة الانترنت ان “اتصال سورية بالعالم عن طريق الانترنت انقطع وإن الخطوط الهاتفية من سائر الدول الى دمشق لا تعمل”.
وقالت شركة “رينيسيس” على صفحتها على موقع “تويتر” انقطعت الانترنت عن سورية في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.
وهذه هي المرة السادسة، التي تنقطع فيها الاتصالات عن سورية خلال الانتفاضة التي بدأت منذ عامين ضد الرئيس بشار الاسد وتقول شركات متخصصة في متابعة الانترنت إن الحكومة هي المسؤولة على الأرجح.
وأنحت السلطات باللائمة في انقطاع الاتصالات الأسبوع الماضي على عطل في أحد الكابلات.
اثبات استخدام “السارين” في حلب السورية يحتاج وقتاً
امستردام – رويترز
في سورية مر شهران على انتشار أول مزاعم عن استخدام السارين في 19 آذار/مارس، عندما تبادل مقاتلو المعارضة وقوات الحكومة اللوم في هجوم وقع بمحافظة حلب، ويزعم أنه أسفر عن مقتل العشرات.
ولم تسمح سورية بفحص الموقع ورفضت السماح لمحققي “الأمم المتحدة” بالدخول للتأكد من استخدام السارين، وهو غاز اعصاب يشوش آلية تفاعل الموصلات العصبية مع العضلات فيمنعها من الاسترخاء. وعادة ما تحدث الوفاة لأن العضلات المختصة بالتنفس تفقد القدرة على العمل.
وكانت شرطة طوكيو في وقت سابق احتاجت إلى ثلاث ساعات فقط لتأكيد استخدام غاز السارين، في هجوم شنه أعضاء في جماعة تتنبأ بنهاية العالم على خمس عربات في قطارات الأنفاق عام 1995 مما أدى الى مقتل 13 شخصاً وتسبب في إصابة الآف الركاب.
وتدور حول غاز الأعصاب المميت نفسه مزاعم عن استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع في سورية، لكن المفتشين الذين عينتهم الأمم المتحدة للتحقيق في الأمر يواجهون تحدياً أصعب بكثير مما واجهته معامل المستشفيات في اليابان.
وفي طوكيو عثر على تركيزات عالية من السارين فوراً في مكان الهجوم حيث أطلق المهاجمون مادة كيماوية بلا لون ولا رائحة من أكياس بلاستيكية ثقبوها بأطراف مظلات مدببة.
أما
وينتظر فريق تابع للأمم المتحدة يضم أكثر من 15 خبيراً، من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومنظمة الصحة العالمية في قبرص للحصول على إذن بدخول سورية.
وقال رالف تراب، وهو استشاري مستقل في مجال التحكم في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية “الأمر يحتاج إلى جمع وتحليل عينة موثوق بها”.
وأضاف “كلما طال انتظار فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة في الخارج كلما قلت فرصة إيجاد عينة حقيقية فعلاً”.
وقالت قوى غربية من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا إن “هناك أدلة متنامية على استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، وإنها تفكر في التحرك بصرامة أكبر لوقف القتال الذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص”.
وسورية واحدة من بين ثماني دول لم تنضم إلى معاهدة الأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1997 ، لذلك فهي غير خاضعة لأنظمة التفتيش. وتعتقد وكالات مخابرات أن “سورية تملك أحد أكبر مخزونات الأسلحة الكيماوية في العالم ومن بينها غاز السارين”.
وقال أطباء يابانيون ساعدوا في علاج أكثر من 1400 مصاب بمستشفى “سانت لوك” إن “إدارة المطافئ في طوكيو اشتبهت في بادىء الامر بعد هجوم عام 1995 ان المادة المستخدمة في الهجوم هي مادة اسيتونايتريل وهي مادة سائلة عديمة اللون من المخلفات الصناعية ومتوسطة السمية”.
وكان من العوامل التي وضعتهم على المسار الصحيح لتحديد المادة، التي استخدمت بالفعل النشاط المنخفض للإنزيمات في الأجهزة العصبية لأكثر من 500 مصاب نقلوا الى غرف الطوارئ.
ومن العوامل الأخرى التي ساعدت في الأمر خبرة الاطباء الذين عالجوا ضحايا هجوم أصغر بغاز السارين في ماتسوموتو قبل أقل من عام من هجوم 1995 أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
وإحدى سبل اختبار السارين هو فحص دم او بول الأشخاص أو الحيوانات التي تعرضت له.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إن “مصابين سوريين عبروا الحدود ظهرت عليهم علامات التعرض لأسلحة كيماوية”. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في أغسطس اب إن استخدام هذه الأسلحة “خط أحمر” قد يؤدي الى التدخل.
لكن مع وضع غزو العراق عام 2003 في الاعتبار أصبحت واشنطن تخشى وضع السياسة استنادا إلى معلومات مخابرات مغلوطة وقالت إنها تسعى للتحقق بشكل أكبر في سورية.
وقد تتيح الأدلة العلمية فرصة أكبر للتدخل ضد الرئيس السوري بشار الأسد لانهاء الصراع.
معلومات إيرانية عن خطة للتأثير ميدانياً في سورية
طهران – محمد صالح صدقيان
تسعى طهران، في ضوء التطورات السورية واستباقاً للقمة الأميركية – الروسية الشهر المقبل، إلى تغيير الواقع الميداني والسياسي في سورية. وتعتقد طهران أن هذه القمة ربما تحاول رسم «وجه العالم الجديد»، لذلك فهي تتخذ خطوات للتأثير في نتائجها، بالتعاون من الأطراف المتحالفة معها، وتحديداً الحكومة السورية وقيادة «حزب الله» والحكومة العراقية.
وأكد مصدر مطلع في طهران لـ «الحياة» أن السلطات الإيرانية «استطاعت إقناع الرئيس بشار الأسد بإعطاء دور غير محدود لحزب الله، ووضع كل إمكانات الجيش السوري في متناول قيادته، إذا ما أراد فتح جبهة الجولان ضد إسرائيل، لأن المنطقة لا تتحمل سقوط الحكومة السورية. وإذا كان ذلك مفروضاً من قبل الرئيسين الأميركي (باراك أوباما) والروسي (فلاديمير بوتين) فليكن على حساب إسرائيل وليس على حساب المقاومة في المنطقة».
وقال المصدر إن إيران أقنعت دمشق أيضاً «بفتح باب الجهاد لمن يريد من العرب والمسلمين لمقاتلة إسرائيل انطلاقاً من الجولان، وتحويل هذه المنطقة إلى جبهة مواجهة مع إسرائيل بالشكل الذي يعد تحولاً في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي وتشكيل بؤر المقاومة من الجماعات المختلفة في المناطق المحاذية للجولان وجبل الشيخ».
وفي هذا الإطار، نقل المصدر «أن إيران وجهت تحذيراً إلى الأردن، حمله وزير خارجيتها علي أكبر صالحي خلال زيارته الأخيرة لعمان، من خطر الانزلاق في فخ تحيكه إسرائيل والولايات المتحدة لتوريطه في الأزمة السورية».
ونسب المصدر إلى صالحي أنه «لمس استياء الملك عبدالله الثاني من الدورين القطري والتركي في الأزمة السورية، وأن الملك أبدى قلقاً من تمدد الجماعات المسلحة المتشددة أمثال «جبهة النصرة» إلى داخل الأردن. وحمل صالحي استعداد إيران لتقديم ما يلزم للأردن من مساعدات وبالتعاون مع الحكومة العراقية لتجاوز الأزمة الاقتصادية والقبول بالانضمام إلى المحور الإيراني – السوري – العراقي».
ولفت المصدر إلى «أن إيران وجهت تحذيراً الى قطر للحد من استخدام المال السياسي للعبث بأمن وسلامة المنطقة العربية والإسلامية، في حين طرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال زيارته للمملكة العربية السعودية (حيث التقى في جدة الأحد الأمير سعود الفيصل) مشروعاً للتفاهم يستند إلى قاعدة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بعيداً عن محور الحرب على سورية».
وذكر المصدر «أن الحكومة الإيرانية عرضت على الوفد الرئاسي المصري الذي زار طهران بداية الشهر الجاري المساعدة لعودة الدور المصري الفاعل إلى الساحتين العربية والإسلامية ودعم الحكومة المصرية اقتصادياً وسياسياً، خصوصاً أن طهران تملك معلومات عن استياء الحكومة المصرية من الدورين التركي والقطري في الشأن المصري الداخلي، بعد إزاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك».
ولفت المصدر إلى «أن اتفاقاً حصل بين الجانبين الإيراني والسوري على ضرورة مواجهة أي اعتداء جديد من إسرائيل وعدم الانتظار لاتخاذ قرار بالرد، مع تأكيد على ضرورة أن يكون الواقع الميداني هو الذي يحدد سقف التسويات أو التوافقات الدولية من خلال إعادة ترتيب أوراق المواجهة مع الجماعات المسلحة واتخاذ برامج واضحة، ما انعكس على العديد من المواقع سواء في ريف دمشق أو حمص أو حلب».
كيري يحذّر الأسد من رفض المؤتمر الدولي
و”الأصدقاء” يجتمعون في عمّان لتحديد موقف
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
تواصلت الحركة الديبلوماسية امس سعياً الى بلورة الاقتراح الاميركي – الروسي عقد مؤتمر دولي سعياً الى حل للازمة السورية التي أوقعت اكثر من 94 الف قتيل بحسب آخر احصاء لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، بينما شرط نظام الرئيس بشار الاسد مشاركته في المؤتمر بالاطلاع على مزيد من “التفاصيل”. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار موسكو أملاً في اقناع الكرملين بعدم تسليم دمشق صواريخ ارض – جو من طراز “اس-300″، من اي عمل يزعزع استقرار سوريا.
ومن المقرر ان يعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” موقفه من المؤتمر اثر اجتماع يعقده في اسطنبول بدءا من 23 ايار الجاري، مع العلم ان المعارضة تشدد على رحيل الرئيس الاسد أساساً لأي حل.
واعلنت طهران ارجاء زيارة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لايران بسبب ما قالت انه خلاف على جدول الاعمال.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الصراع في سوريا سيكون على رأس جدول اعمال محادثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الابيض غداً.
وكشف وزير الخارجية الاميركي كيري على هامش مؤتر في استوكهولم، ان المعارضة السورية ستحصل على “دعم اضافي” اذا رفض الاسد المشاركة في المؤتمر. وقال: “اذا اخطأ في حساباته في هذا الشأن كما يخطىء في حساباته في شأن مستقبل بلاده منذ سنوات، من الواضح ان المعارضة ستحظى بدعم اضافي”. ونقل عن نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه تسلم من الأسد قائمة بالمسؤولين السوريين المكلفين التفاوض مع المعارضة خلال مؤتمر “جنيف – 2” المرتقب في حزيران المقبل.
وكان المؤتمر مدار بحث بين وزراء خارجية السعودية والاردن وقطر وتركيا ودولة الامارات العربية المتحدة ومصر في اجتماع في ابو ظبي، شددوا في ختامه على ان “لا مكان” للرئيس الاسد واركان نظامه الذين “تلطخت ايديهم بالدماء”.
وفي عمان، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاردنية صباح الرافعي بان “المجموعة الاساسية ضمن أصدقاء الشعب السوري والتي تضم الاردن ووزراء خارجية السعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا ستعقد اجتماعا في الاردن منتصف الاسبوع المقبل”. واضحت الى ان هذا الاجتماع يأتي “استكمالاً للاجتماعات السابقة وتحديداً اجتماعي اسطنبول وابوظبي لمتابعة الاحداث المؤسفة في سوريا بهدف تنسيق المواقف على ضوء الاحداث على الارض والاتفاق الروسي – الاميركي لاعادة احياء المسار السياسي لحل الازمة بعقد مؤتمر جنيف”.
بوتين ونتنياهو
وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي تطرقا في اجتماعهما إلى موضوع بيع روسيا سوريا منظومات “أس – 300”. وقال إن الجانب الروسي “قدم تفسيراته المعروفة، وسمعها الطرف الإسرائيلي”.
وبحث وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي في المسائل المتعلقة بالتحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا.
قطر
وفي الدوحة، قال مسؤولون ان قطر التي أخذت زمام المبادرة في تسليح المعارضة السورية تنسق مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” وأنها شددت الرقابة على تدفق الاسلحة كي تبقى بعيدة من ايدي مقاتلين اسلاميين لهم صلة بـ”القاعدة”.
وافاد مقاتلون من المعارضة في سوريا، انه في الاشهر الاخيرة بات نظام توزيع الاسلحة أكثر مركزية إذ تسلم الاسلحة من طريق القيادة العامة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” برئاسة اللواء سليم ادريس الذي يعتبر الشخصية المفضلة لدى واشنطن.
وقال عدد من قادة المعارضة ان قطر ترسل في الغالب اسلحة الى المعارضين الذين يعملون في شمال سوريا بينما ترسل السعودية أسلحة الى مقاتلين يعملون في الجنوب.
وأكد مسؤول أمني قطري كبير ان الشحنات القطرية عادت بقيود أشد صرامة تمارس من قصر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالتشاور مع “السي آي إي”. وأوضح ان شراء الاسلحة يجري بصفة رئيسية من اوروبا الشرقية من خلال سماسرة سلاح يتخذون بريطانيا وفرنسا مقراً لهم وتنقل جوا من قطر الى أنقرة ثم بالشاحنات الى سوريا.
وقال قادة من المعارضة اتصلت بهم “رويترز” انهم يقدمون قوائم بحاجاتهم الى القيادة العامة التي يرأسها ادريس وترسل بدورها الطلبات الى قطر أو السعودية.
وقال مصدر غربي يشارك في العملية ان نظام الرقابة الجديد ليس محكما تماما، ذلك انه في بعض الاحيان تصل الاسلحة والاموال التي ترسلها قطر الى جماعات متشددة.
وفي نيويورك (علي بردى( تصوت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اليوم على مشروع قرار قدمته قطر بدعم عربي وغربي “يندد بقوة” باستمرار تصاعد استخدام السلطات السورية الاسلحة الثقيلة. ويعتبر الائتلاف الوطني “المحاور الممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي”.
هجرة معاكسة للاجئين من تركيا إلى سوريااتهامات للموساد ورقابة على أخبار الريحانية
متظاهرون يمزقون العلم التركي في الريحانية وداعين لاستقالة اردوغان
محمد نور الدين
تعرض رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان للانتقاد من جانب المعارضة لعدم زيارته منطقة الريحانية التي شهدت تفجيرين دمويين السبت الماضي، أفضيا إلى أكثر من 50 قتيلا وعشرات الجرحى بعضهم لا يزال في حال الخطر الشديد.
لكن اردوغان رد قائلا انه سيزورها بعد عودته من الولايات المتحدة، التي سيزورها غدا الخميس للاجتماع بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وانتقد اردوغان المعارضة قائلا انها فرحت بعد حصول التفجيرين في الريحانية، معتبرا ان تركيا لن تقع في الفخ الذي يراد أن ينصب لها، داعيا الى التصرف بعقلانية.
ورد اردوغان، في كلمة أمام نواب كتلة «حزب العدالة والتنمية» على اتهامات المعارضة له، قائلا انه لم يقطع التواصل مع النظام السوري إلا بعد يأسه من جدوى المفاوضات. وأضاف «يراد لتركيا الفتنة عندما يحملون اللاجئين أو الجيش السوري الحر مسؤولية التفجيرات في الريحانية». وتابع «لن نسكت على الظلم في أي مكان، وستكون تركيا حاضرة دائما».
وفي اجتماع كتلة نواب «حزب الشعب الجمهوري» قال زعيم الحزب كمال كيليتشدار اوغلو إن اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو يعملان لمصالح الغرب والولايات المتحدة لذا تتعرض تركيا للأذى. وأضاف إن «الرجلين دمى بيد أميركا، وهما يتحملان مسؤولية التفجيرات في الريحانية. وما داما على مقاعد السلطة فلن تعرف تركيا الاستقرار والأمن»، موضحا انه «لا حدود بين تركيا وسوريا، بعدما حوّلتها الحكومة إلى ممر للجيش السوري الحر الذي يعلن عن وجود قيادته في تركيا علنا فيما تنفي الحكومة التركية ذلك. لقد حوّل اردوغان تركيا إلى بقاع لبناني آخر».
في هذا الوقت نفى زعيم منظمة «حزب التحرير الشعبي التركي ـ الجبهة ـ المستعجلون» ميراتش أورال اتهامات الحكومة التركية بأن منظمته تقف خلف تفجيري الريحانية. وقال أورال، في حوار مع صحيفة «جمهورييت»، إن «اعتداء الريحانية دنيء وغير انساني، وهو يهدف الى تعديل موازين القوى. وفقط يمكن لإسرائيل ورجب طيب اردوغان ان يقوما به». وأوضح انه «لا نشاط لمنظمته منذ 30 عاما، ولم تقم بأي عمل في تركيا»، معتبرا ان انقرة تريد توظيفه أداة لاتهام سوريا.
الجدير ذكره أن أورال يتواجد في سوريا منذ 33 عاما، وهو مستعد للعودة إلى تركيا في حال توفرت محاكمة عادلة له. وقال انه «يناضل ليس من أجل النظام في سوريا بل ضد القوى الاستعمارية في المنطقة».
ونقل النائب عن «حزب السلام والديموقراطية» الكردي ارطغرل كوركتشي، بعد زيارة إلى منطقة هاتاي والريحانية، ان «السكان هناك يوجهون أصابع الاتهام إلى الجيش السوري الحر كمسؤول عن تفجيري الريحانية»، مضيفا إن «تفجيري الريحانية سببهما سياسات الحكومة».
في هذا الوقت، شهدت بلدة الريحانية، التي يقارب عدد سكانها 25 ألفا ومع قضائها 80 ألفا، أحداثا خطيرة حيث شن مواطنون أتراك اعتداءات على الأماكن التي يسكنها لاجئون سوريون في البلدة والقضاء. ويقدر عدد اللاجئين السوريين في القضاء بحوالي 70 ألف لاجئ.
وتنقل مراسلة صحيفة «حرييت» من البلدة أن المئات من الأتراك تعرضوا للسوريين واحرقوا العلم التركي، واتهموا الحكومة بالتقصير ودعوا اردوغان للاستقالة. كذلك دعا السكان إلى إغلاق معسكر «آبادين» القريب من الريحانية والذي يعتبر المكان الرئيسي لقيادة «الجيش السوري الحر» والذي لا يسمح بدخوله لأحد إلا بموجب إذن مسبق.
وذكرت الصحيفة أن أصحاب المهن كانوا الأكثر غضبا، وقد اضطر السوريون للهرب والعودة بسيارات مع أغراضهم إلى سوريا، لكن إغلاق معبر جيلفيغوزي أبقى السوريين عند المعبر في ظلال شاحنات النقل الخارجي في ظروف مناخية صعبة نتيجة تساقط الأمطار والبرد. وقال احد اللاجئين للصحيفة، وهو من الذين فقدوا نصف عائلته، «حتى لو كنت أعرف أنني سأموت في سوريا فإنني أريد العودة إلى بلادي ولن أبقى هنا».
في هذا الوقت، استغربت كتابات في صحف متعددة، منها «ميللييت»، سرعة استنتاج الحكومة التركية بأن سوريا وراء التفجيرات، ولم يكن مضى ساعتان على الانفجار. وذكّرت الصحيفة إن «جمعية حقوق الإنسان» التركية كانت أجرت قبل شهرين دراسة ميدانية حذّرت فيها من الدور المتزايد للموساد الإسرائيلي في الريحانية وإقليم الاسكندرون، خصوصا أن هناك مكتبا أيضا للاستخبارات الأميركية في الريحانية.
ونقلت الجمعية عن النائب عن «الشعب الجمهوري» رفيق ايريلماز قوله إن «المجموعات المسلحة المتشددة المعارضة السورية تتحرك في تركيا بتوجيهات من الموساد، وان السكان قلقون من تعرض بلدتهم لتفجيرات تعد لها أجهزة الاستخبارات الخارجية».
على صعيد متصل، بتفجيري الريحانية فرضت الحكومة التركية رقابة على الأخبار المتعلقة بالحادثة ومنعت نشر أي خبر يتصل بالتحقيقات والتقديرات حول الضحايا، بعدما شاعت أنباء عن مقتل عدد أكبر بكثير من العدد المعلن منعا لتفاقم السخط ضد الحكومة. ولاحظت بعض الصحف أن الحكومة لم تعلن الحداد الوطني على الضحايا في محاولة لعدم تضخيمها وما ينتج عن ذلك من ردود سلبية ضد الحكومة.
إلى ذلك، أعربت دمشق، على لسان وزير الاعلام عمران الزعبي، استعدادها للقيام بتحقيق مشترك مع أنقرة حول تفجيري الريحانية، وهو ما سارع اردوغان الى رفضه.
ودانت الحكومة السورية، في بيان، «التفجيرات الإرهابية التي طالت المدنيين في منطقة الريحانية بتركيا». واعتبرت أن «مثل هذه الجرائم البشعة هي نتيجة مباشرة لانتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة، وتستهدف الإساءة المباشرة للعلاقات بين الشعبين السوري والتركي».
محمد نور الدين
لقاء بين كيري ولافروف.. وغرفة عمليات عسكرية في الديوان الأميري القطري
رسائل أميركية وعربية بشأن سوريا: تفاوض وتسليح!
سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل ساعات من اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الى استخدام سياسة العصا والجزرة، محذراً دمشق من أن واشنطن ودولا أخرى ستقدم مساعدة عسكرية للمعارضة إذا رفض النظام السوري المشاركة في المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية، بالرغم من إشارته إلى أن الروس تلقوا بالفعل أسماء الوفد السوري الذي سيشارك في المؤتمر.
وفيما أعلن عن عقد سلسلة اجتماعات تضم مجموعات مختلفة من الدول خلال الأيام المقبلة، واصلت الدول الداعمة للمعارضة السورية والمسلحين وضع العراقيل أمام قطار مؤتمر «جنيف 2» واستباق أهدافه. وأعلن وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن، بالإضافة إلى تركيا، أنه «لا مكان» للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل البلد، مجددين دعمهم «للمجلس العسكري السوري ودوره المركزي في إحداث تغييرات متطورة وإيجابية على الأرض، ودعمهم للائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري».
وبحث لافروف والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في اتصال هاتفي بينهما «القضايا المتعلقة بالتحضير للمؤتمر الدولي بشأن سوريا». وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قد شدد «على ضرورة إقناع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة خلال المؤتمر بضرورة الاتفاق على سبل تنفيذ بيان جنيف».
وقلل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قبيل سفره إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا، من التفاؤل بإمكانية نجاح مؤتمر «جنيف 2». وقال «يمكن أن يكون الأمر مثل جنيف مجدداً ولكننا نعتقد أن هذا من شأنه تأجيل الأمور فحسب. سنناقش تلك القضايا ونعمل على كيفية التوصل إلى حل سريع. ومن أجل ذلك علينا أن نتخذ قراراً بشأن خريطة طريق عندما نعود من الولايات المتحدة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني قطري رفيع المستوى قوله «هناك غرفة عمليات في الديوان الأميري (القطري) فيها ممثلون من كل وزارة يجلسون في الغرفة ويقررون حجم الأموال التي ستخصص للمساعدات السورية». وأضاف «تجري مشاورات كثيرة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وهم يساعدون قطر في شراء الأسلحة ونقلها إلى سوريا لكن كمستشارين فقط». وأشار مسلحون إلى أن الدوحة تسلّح المعارضين في شمال سوريا والسعودية في جنوبها. (تفاصيل صفحة 14)
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت في استوكهولم في السويد، قبل مشاركته ولافروف في اجتماع لثماني دول لها أراض بالقطب الشمالي، «إذا قرر الرئيس الأسد عدم الحضور إلى طاولة المفاوضات فسيكون ذلك سوء تقدير كبير آخر منه»، لكنه أضاف «لا أعتقد أن هذه هي الحال في الوقت الراهن. لافروف تلقى بالفعل أسماء من سيتفاوضون».
وهدد كيري النظام السوري بتقديم «دعم إضافي» للمعارضة السورية إذا رفض الأسد المشاركة في المؤتمر الدولي. وقال «إذا أخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطئ في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات، فمن الواضح أن المعارضة ستحظى بدعم إضافي، سيكون هناك جهود إضافية، وللأسف لن يتوقف العنف». وأعلن مسؤول أميركي أن واشنطن قد تسلّح المعارضين إذا فشل المؤتمر، لكنها ستحاول في البداية التوصل إلى حل سياسي.
وأعلن كيري أن تحديد موعد المؤتمر أمر يعود للأمم المتحدة لكنه توقع انعقاده أوائل حزيران المقبل، مشيرا إلى إنجاز قدر كبير بالفعل من العمل تجاه إجراء المفاوضات. وقال «تحدثت مع كل وزراء الخارجية تقريباً في المجموعة الأساسية التي ستلتقي الأسبوع المقبل لوضع خطط هذا التفاوض»، مشيراً إلى انه تحدث مع «رئيس أركان الجيش الحر» سالم إدريس وانه ملتزم بعملية التفاوض، متوقعاً مشاركة المعارضة في المؤتمر.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد قال، في مقابلة مع قناة «المنار»، إن دمشق تريد تفاصيل حول المؤتمر قبل أن تتخذ قرارها بشأن المشاركة فيه، رافضاً أي جهد سياسي يمس السيادة السورية».
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن وزراء خارجية السعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر وتركيا أشاروا، في بيان بعد اجتماعهم في دبي، إلى «بيان جنيف في 30 حزيران الماضي كأساس مناسب للوصول إلى الحل، إذا ما تمت تلبية التطلعات الشرعية للشعب السوري وتفهم أن الرئيس الأسد ونظامه وأعوانه ممن تلطخت أيديهم بالدماء لا مكان لهم في مستقبل سوريا».
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن اجتماعاً لمجموعة «أصدقاء سوريا»، التي تضم 11 دولة، على مستوى وزراء الخارجية، سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع المقبل.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا يجمع ممثلي المعارضة والنظام «صعب جدا»، موضحاً، لإذاعة «ار تي ال» الفرنسية، أن المؤتمر لا يدعو الأسد إلى الاستقالة، لكنه أضاف «نريد تشكيل حكومة انتقالية تتسلم السلطات من بشار الأسد وبالتالي سيتم استبعاده بحكم الأمر الواقع».
وقال ديبلوماسيون فرنسيون إن اجتماعاً لكبار مسؤولي مجموعة الثلاث، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، سيعقد في باريس غدا، فيما سيعقد لقاء آخر على مستوى مجموعة الخمس، مع روسيا والصين، الجمعة في مكان لم يحدد بعد.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال منتدى «الإعلام العربي» في دبي، إن المعارضة السورية لم تحصل بعد على مقعد سوريا في الجامعة بالرغم من جلوس ممثلين عن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في مقعد دمشق في قمة الدوحة. وأوضح «تقرر حرمان سوريا من المشاركة في الاجتماعات، لكن سوريا دولة مؤسسة في جامعة الدول العربية ومكانها محفوظ». («السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
«غرفة عمليات» في الديوان الأميري في الدوحة:قطر تسلح في شمال سوريا والسعودية في جنوبها
كشف مسؤولون ومسلحون، أمس، أن قطر تنقل شحنات الأسلحة علنا إلى تركيا ومنها إلى المسلحين داخل سوريا، وان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة أقام «غرفة عمليات داخل ديوانه» للقيام بهذا الأمر، وهو يتعاون مع وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي ايه)، لتحديد من سيتسلمها، بعد إعراب واشنطن عن تخوفها من وصول الأسلحة إلى عناصر «جبهة النصرة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين ومسلحين، على معرفة بعملية نقل الأسلحة القطرية، قولهم أن الدوحة أصبحت تتحكم بتدفق الأسلحة إلى سوريا بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وذلك تفاديا لوقوع الأسلحة بيد مقاتلي «النصرة».
وقال مسلحون للوكالة إن «عمليات توزيع السلاح خلال الأشهر الأخيرة أصبحت أكثر تنظيما ومركزية، مع حصر عملية توزيع الأسلحة بالائتلاف الوطني عبر رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس».
وأعلن عدد من قادة المسلحين أن قطر تقوم غالبا بإرسال الأسلحة إلى المقاتلين شمال سوريا، في حين تتكفل السعودية بتسليح الموجودين في الجنوب.
وقال مصدر امني قطري إن كمية شحنات الأسلحة التي كانت تصل إلى المعارضة العام الماضي كانت قد انخفضت عندما طرحت واشنطن مخاوفها من أن هذه الأسلحة كانت تصل إلى أيدي الجماعات المتشددة مثل «جبهة النصرة»، أما اليوم فقد تجددت شحنات الأسلحة القطرية، ولكن مع فرض شروط أقسى من قبل الأمير حمد بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وأضاف «هناك غرفة عمليات داخل الديوان الأميري القطري، يشارك فيها ممثلون عن مختلف الوزارات ويقررون حجم الأموال التي يجب تخصيصها لسوريا». وتابع «هناك تعاون كبير مع السي أي آيه التي تساعد قطر على شراء الأسلحة ونقلها إلى الداخل السوري».
ويقول عدد من قادة المسلحين إنهم يرفعون لائحة بما يحتاجون إليه إلى «القيادة العسكرية في الائتلاف برئاسة سليم إدريس، الذي يرفعها بدوره إلى قطر والسعودية».
أحد المصادر الغربية المطلع على هذه العمليات يقول إن نظام التسليح الجديد ليس مضمونا فغالبا ما تصل الأسلحة المرسلة من قطر إلى الجماعات المتشددة، كما أن بعض «القادة» الميدانيين يؤكدون أن أفرادا سعوديين وكويتيين يقومون أيضا بإرسال الأسلحة والأموال إلى المعارضة من خارج قنوات التوزيع الخاصة بـ«الائتلاف».
وأعلن المصدر الأمني القطري أنه يتم شراء الأسلحة غالبا من دول في أوروبا الشرقية، عبر تجار أسلحة يعملون من فرنسا وبريطانيا، ويتم شحنها من قطر إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا.
ويقول الباحث في عمليات نقل الأسلحة في «مركز استوكهولم الدولي لبحوث السلام العالمي» هوغ غريفيت أنه أحصى ما لا يقل عن 90 رحلة لطائرات شحن عسكرية قطرية نحو تركيا بين 3 كانون الثاني العام 2012 وأواخر نيسان الماضي، مشيرا إلى أن القطريين لا يبذلون أي جهد لتمويه طبيعة البضائع، مشيرا إلى أن الطائرات القطرية تنطلق من قاعدة «العيديد» الجوية، المشتركة مع القوات الأميركية.
الى ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية إن جماعات مسلحة، بينها «جبهة النصرة»، شنت هجوما مضادا شرقي دمشق لاستعادة بلدة العتيبة في الغوطة التي كانت تستخدم معبرا لنقل الأسلحة من الأردن إلى دمشق، والتي استردتها القوات السورية في نيسان الماضي.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيانات، «قتل 94 الف شخص على الاقل في سوريا في اعمال عنف منذ بدء النزاع في البلاد».
(رويترز، ا ف ب)
حوار مع وزير داخلية أسبق يحذر من تسونامي سوري ويتهم مجموعة حول الملك بالإنقلاب على الأردنيين
عمان- القدس العربي- منال الشملة: أكد وزير الداخلية الأردني الأسبق نائب رئيس الوزراء الأسبق نايف القاضي أن الجنسية عندما تمنح للاردني يحصل عليها بحق وليست هدية يمكن استردادها في اي لحظة.
واشار القاضي في حوار نشرته صحيفة “الرأي” الأربعاء أن الذين راجعوا وزارة الداخلية بعد أن غادرها لم يجدوا اي قرار بتوقيعه لاي قضية من هذا النوع باستثناء تنفيذ تعليمات فك الارتباط المقررة منذ سنوات، والتي سار عليها معظم وزراء الداخلية في السابق.
وفي غضون ذلك تضمن ملخص لحوار وطني هام جرى منذ عدة أيام بين القاضي ونخبة من المتقاعدين العسكريين رسائل مهمة وغير مسبوقة تتحدث عن {إنقلاب} على الأردنيين وعن وجود مجموعة حول الملك تحول بينه وبين المواطنين الأردنيين .
وحسب المعطيات التي أثارها التيار الوطني للمتقاعدين العسكريين على هامش لقاء تحاوري مع نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الأسبق نايف سعود القاضي برزت إشارات صريحة لإن النظام يتجاهل الأردنيين وأنه لابد من توحدهم لإثبات الوجود خصوصا في ظل وجود مجموعة تفصل بين النظام والأردنيين .
وأدار اللقاء التحاوري مع تيار المتقاعدين العسكريين الجنرال المنقاعد من دائرة المخابرات العامة محمد العتوم .
وجاء في ملخص للمحاور التي نوقشت بوجود الوزير السابق نايف القاضي دعوة الاردنيين جميعا للتوحد ، والحذر من التطورات الجارية ، لان مايجري في البلاد لايبعث على الارتياح، حيث هناك جملة من المؤامرات والتحديات التي تواجه المملكة .
وفي مقدمة هذه التحديات حسب ملخص الجلسة الذي نشر في صحيفة كل الأردن الإلكترونية ما أطلق القاضي عليه إسم ( السونامي السوري)حيث وصلت امتداداته من الرمثا الى العقبة .
ووجه القاضي انتقادا للحكومة التي فتحت الحدود على مصراعيها للقادمين، دون ان يكون لديها اية خطة لمواجهة تداعيات الازمة، وهي تقف متفرجة وكانها غير معنية وتتحف الاردنيين باعداد الالاف المؤلفة من اللاجئين المتدفقين للبلاد وتكلف الجيش الاردني بالاستعداد لاستقبال المزيد منهم في الاودية والمناطق الحدودية.
وجاء في الملخص ان المراقبين في الخارج مندهشون حقا لسير الامور في الدولة التي تتباهى باستقبال ثلاثة ملايين لاجيء، كما ان وسائل اعلامنا تروج لقيام الجيش بهذا الدور بدلا من التزامه بواجبه الوطني بحماية حدود البلاد.
وإعتبر القاضي أن قرار فك الارتباط هو قرار سيادي ، وهو لمصلحة الاردنيين والفلسطينيين على السواء ولا يجوز التراجع عنه، والوطن البديل مرفوض اردنيا وفلسطينيا.
و ثمن المتقاعدون العسكريون الدور الوطني المميز الذي قام به القاضي خلال ادارته لوزارة الداخلية حيث تعرض لحملة عاتية وظالمة استهدفت التخلص منه لتسهيل سياسة التجنيس السياسي ومشروع التوطين تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن
وناشد المتقاعدون العسكريون القاضي للمبادرة بالدعوة لمؤتمر وطني اردني عام لاتخاذ قرارات تاريخية لانقاذ الوطن الاردني مما يدبر له من مؤامرات داخلية وخارجية.
ويشار إلى أن تيار المتقاعدين يقيم بالعادة منذ أشهر حوارات إستراتيجية وصريحة في الملفات والقضايا الإشكالية .
قيادة أركان ” الحر” تحقق في حادثة تقطيع جثة جندي نظامي: سنعاقب مرتكبي المخالفات التي تضعنا في موقف دفاعي
بيروت-(ا ف ب): توعدت قيادة هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية السورية في بيان الاربعاء بان اي شخص يرتكب مخالفات سيعاقب بشدة اثر بث شريط فيديو يظهر فيه احد مقاتلي المعارضة يقطع جثة جندي نظامي ويوحي بانه يلتهم قلبه.
وجاء في بيان قيادة الجيش السوري الحر ان اي فعل يخالف القيم التي يدفع ثمنها الشعب السوري الثائر من روحه ودمه ورزقه ومأواه سوف لن يسكت عنها وسيعاقب عليها المسيء وبشدة حتى ولو كان احد العناصر المنتسبة الى الجيش السوري الحر.
ولفت التسجيل المروع الانتباه الى اتهامات للمعارضة بارتكاب جرائم حرب ووضع القيادة العسكرية للمعارضة وانصارها في موقف دفاعي.
وتابع البيان ان قيادة الاركان اوعزت الى القيادة التحقيق السريع في العملية وتقديم المرتكبين للعدالة او حجزهم ريثما يحاكموا محاكمة عادلة في حال ثبوت التهم وثبوت ادعاء المتهم انه في الجيش السوري الحر.
وافادت مجلة تايم الاميركية ان الشخص الذي يبدو في الفيديو برر عمله بانه انتقام للفظائع التي يرتكبها النظام بحسبه.
إنفجار قرب ساحة الأمويين ولافروف يستبعد مشاركة رؤساء والمقداد يعلن: لا مؤتمرات بدون الأسد
دمشق- (د ب أ): قال شهود عيان إن انفجارا وقع صباح الأربعاء قرب ساحة الأمويين بدمشق أسفر عن سقوط ضحايا وأضرار في المباني المجاورة.
ولم تكشف بعد حيثيلات وتفاصيل الإنفجار الجديد .
ومن جانبه أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن المؤتمر الدولي الذي يجري الحديث عنه لن يكون بدون الرئيس بشار الأسد، مشددا على أن أي وصفة لحل الأزمة لا تلعب القيادة السورية دورا فيها ستكون كارثة.
وقال المقداد في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية إن البرنامج السياسي الذي طرحه الرئيس الأسد هو الأساس الذي يجب أن تجري عليه الحوارات المقبلة للتوصل إلى حل سياسي في البلاد.
وأضاف أن سورية تواصل اتصالاتها مع الأصدقاء من أجل بحث قضايا تتعلق بالمشاركة والأجندة في المؤتمر الدولي الذي جرى التفاهم عليه بين روسيا والولايات المتحدة والتعرف على ما يسفر عنه التحرك الدبلوماسي في هذا الإطار من أجل تحديد موقفها من هذا المؤتمر.
وقال إن سورية منذ البداية تريد حلا سياسيا عبر إصلاحات سياسية وحوار وطني وهذا الموقف لم يتغير حتى اللحظة وهاجس الحكومة الأساسي سواء انعقدت مؤتمرات دولية أم لم تنعقد هو وصول السوريين فيما بينهم وبقيادة سورية إلى حل سياسي يعيد الأمن والاستقرار.
واتهم المقداد بعض الدول العربية بأنها “باتت حريصة على مصلحة إسرائيل أكثر من حرصها على نفسها ووصل الأمر بها إلى التنازل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وطرح مبدأ تبادل الأراضي الفلسطينية بأراض فلسطينية ولكن ليس لصالح الشعب الفلسطيني بل لصالح إسرائيل فقط.
وأكد أن أمانة الجامعة العربية ساهمت في تدمير الجامعة أو ما تبقى من مصداقيتها وأن أمينها العام نبيل العربي لعب دورا مدمرا وغير صادق في قيادة هذه الجامعة.
ومن جانبه ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاربعاء أن المؤتمر الدولي المقترح حول الازمة السورية قد يعقد في جنيف حال وافق طرفا الصراع في البلاد على المشاركة فيه.
ونقلت وكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية عن الوزير قوله عقب اجتماع مع نظيره الامريكي جون كيري على هامش اجتماع “مجلس القطب الشمالي” الذي بدأ أعماله في السويد أمس الثلاثاء : يشارك كلانا الرأي أنه يتعين عقد هذا المؤتمر في جنيف.
وقال لافروف بالنسبة للتمثيل، نتحدث عن وزراء ونواب وزراء وليس رؤساء دول.
واشنطن مصدومة : المعارض الذي أكل قلب وكبد الجندي السوري طرد بسبب تاريخه الوحشي
واشنطن- (يو بي اي): أكد نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل أن الولايات المتحدة روعت برؤية مقطع فيديو يظهر فيه أحد قادة المجموعات المسلحة السورية وهو يأكل قلب وكبد أحد الجنود السوريين.
وقال فنتريل ان ان الولايات المتحدة روعت بعد مشاهدة الفيديو : وكنا واضحين ان على كل الأطراف في هذا النزاع أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي.
وأضاف : أثرنا هذا العمل الشنيع في محادثاتنا مع قادة المجلس العسكري الأعلى، الذين أكدوا لنا انهم لا يدعمون مثل هذه الأفعال، وان ما حصل لا يمثل الغالبية العظمى من المعارضة المسلحة.
وأكد ان وحدة من المجلس العسكري الأعلى سبق وطردت هذا الشخص بسبب تاريخه الوحشي.
وشدد على ان الانتقام الطائفي يصب في مصلحة النظام السوري فلا نقترب أبداً من نهاية الصراع.
وكرر ان واشنطن واضحة بأن الرد الانتقامي وأية أفعال من هذا النوع مرفوضة بالكامل، وسنستمر في توضيح ذلك للمعارضة أيضاً.
وسئل فنتريل متى طرد هذا الشخص من الوحدة، ومن أين حصل على معلوماته، فأجاب : لا أعلم متى طرد ولكن في كل محادثاتنا مع قادة المعارضة المسلحة حثينا المجموعات المعارضة على احترام القانون الدولي بما في ذلك معاملة السجناء.
وأوضح انه علم بأمر طرد هذا الشخص من أطراف بالمعارضة.
وكان مقطع فيديو أظهر شخصاً يزعم انه أحد قادة مقاتلي المعارضة في سوريا، وهو يشق جثة جندي من الجيش السوري ويقضم قلبه وكبده.
وتردد ان الرجل هو قائد من كتيبة “عمر الفاروق المستقلة” المعارضة في سوريا
خمس دول عربية وتركيا تؤكد ان ‘لا مكان للاسد’ في المستقبل
بوتين يحذر نتنياهو من اي عمل يزعزع استقرار دمشق
‘جبهة النصرة’ تتوعد بمواجهة مقاتلي حزب الله بسورية
دمشق ـ بيروت ـ موسكو ـ وكالات: تواصلت الحركة الديبلوماسية الثلاثاء سعيا لبلورة الاقتراح الامريكي الروسي لعقد مؤتمر دولي بغية التوصل لحل للازمة السورية التي اسفرت عن اكثر من 94 الف قتيل، في حين اشترط نظام الرئيس بشار الاسد مشاركته بالاطلاع على مزيد من ‘التفاصيل’.
في غضون ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، من اي عمل يزعزع استقرار سورية، بينما اعلن الاردن انه سيستضيف الاسبوع المقبل اجتماعا جديدا لمجموعة ‘اصدقاء الشعب السوري’.
وفي مقابلة مع قناة ‘المنار’ التابعة لحزب الله اللبناني، قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان الترحيب السوري بالتقارب الروسي الامريكي حول سورية هو ‘تفاؤل حذر’ لانه ‘لا يكفي توفر الارادة فقط، بل خطوات لاحقة وبحث في التفاصيل وفهم كافة المواقف’.
وردا على سؤال عما اذا كانت دمشق اتخذت قرارا نهائيا بالمشاركة في المؤتمر، اجاب الزعبي ‘هذا رهن بتطور تفاصيل ومعرفة التفاصيل’، مشددا في الوقت نفسه على ان اي نقاش في مصير الرئيس الاسد خلال هذا المؤتمر هو امر ‘يمس السيادة الوطنية’، ويعود القرار فيه ‘للشعب السوري وصناديق الاقتراع′.
ومن المقرر ان يعلن الائتلاف السوري المعارض موقفه من المؤتمر اثر اجتماع يعقده في اسطنبول بدءا من 23 ايار (مايو) الجاري، علما ان المعارضة تشدد على رحيل الاسد كأساس لأي حل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري ابديا الثلاثاء الماضي رغبتهما بعقد مؤتمر دولي بمشاركة طرفي النزاع للتوصل الى حل على اساس اتفاق جنيف الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية، دون التطرق لمصير الاسد.
وامس، اكد كيري في ستوكهولم ان المعارضة السورية ستحصل على ادعم اضافيب اذا رفض النظام المشاركة في المؤتمر.
وقال كيري ‘اذا اخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطىء في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات من الواضح ان المعارضة ستحظى بدعم اضافي سيكون هناك جهود اضافية وللاسف لن يتوقف العنف’.
واستبعدت الخارجية الامريكية امس عقد المؤتمر قبل حزيران (يونيو)، بعدما كان الحديث يدور حول امكان عقده نهاية ايار (مايو) الجاري.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان تنظيم المؤتمر ‘صعب جدا’.
كما شكل المؤتمر محور بحث بين وزراء خارجية السعودية والاردن وقطر وتركيا والامارات ومصر في اجتماع في ابو ظبي امس، شددوا في ختامه على ان ‘لا مكان’ للرئيس الاسد واركان نظامه الذين ‘تلطخت ايديهم بالدماء’.
في موسكو، قال بوتين في ختام محادثاته مع نتنياهو امن المهم جدا في هذا الوقت الحرج تجنب اي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضعب، وذلك بعد قصف الطيران الحربي الاسرائيلي مطلع الشهر قواعد عسكرية قرب دمشق.
واتت الزيارة المفاجئة اثر ابداء موسكو عزمها على تسليم دمشق انظمة صاروخية متطورة، يعتقد ان من بينها انظمة صواريخ ارض جو من طراز اس- 300.
وقال نتنياهو انرغب في ارساء السلام مع كل دول الجوارب مؤكدا بحسب وكالة ريا نوفوستي الروسية ان مهمة الحكومة الاسرائيلية هي االدفاع عن مواطنيهاب.
في عمان، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاردنية صباح الرافعي لفرانس برس ان ‘المجموعة الاساسية ضمن أصدقاء سورية والتي تضم الاردن ووزراء خارجية السعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا ستعقد اجتماعا في الاردن منتصف الاسبوع المقبل’.
وعقدت هذه المجموعة سلسلة من الاجتماعات قدمت خلالها تعهدات بدعم المعارضة، من دون الوصول الى حد تزويدها بالسلاح الذي تطالب به لمواجهة القوات النظامية.
وامس، اوضح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في دبي ان المعارضة لم تحصل في الواقع بعد على مقعد بلادها في الجامعة بالرغم من جلوسها فيه في قمة الدوحة في آذار (مارس)، مؤكدا ان الامر رهن اتشكيل حكومةب للمعارضة.
وأعلن التيار السلفي الجهادي في الأردن، الثلاثاء، أن قراراً اتخذته اجبهة النصرة لأهل الشامب لمواجهة مقاتلي حزب الله في سورية، وأنها وضعت الأمر على رأس أولوياتها.
وقال القيادي البارز في التيار محمد الشلبي المكنى بـ’أبي سياف’ ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘جبهة النصرة لأهل الشام اتخذت قراراً واضحاً للتصدي لمقاتلي حزب الله في مختلف المحافظات السورية’.
وأضاف أن اجبهة النصرة لأهل الشام أعدّت العدة من أجل التصدي لأنصار حزب الله الذين يهدّدون أهل السُنّة والجماعة في سوريةب. وأوضح أن امقاتلي حزب الله في سورية هم الآن على رأس أولويات المجاهدينب.
كما أعلن التيار السلفي الجهادي أن مقاتلين من البحرين وباكستان وصلوا إلى سورية للإنضمام إلى أنصار حزب الله لمقاتلة الجيش الحر والكتائب التابعة له.
وقال القيادي البارز في التيار محمد الشلبي المكنى بـ ‘أبي سياف ‘ ليونايتد ‘تأكد لنا انضمام مقاتلين من البحرين وباكستان ومن دول أخرى خليجية إلى صفوف أنصار حزب الله في سورية لمقاتلة الجيش الحر والكتائب التابعة له’.
ميدانيا، حذر الائتلاف المعارض امس من اخطر محدقب بحوالى ثلاثين الف شخص مقيمين في مدينة القصير التي تتقدم نحوها القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، متحدثا عن توجه احشود عسكرية ضخمةب نحوها.
رسالة مركبة من نتنياهو لدمشق وبيروت
صحف عبرية
إن سفر بنيامين نتنياهو العاجل شيئا ما الى فلادمير بوتين هو عمل في وقته، بل قد يكون تأخر عن موعده شيئا ما. إن تسليم روسيا صواريخ حديثة الى سوريا كان اشكاليا في حد ذاته في كل سنوات حكم عائلة الاسد. وهو أخطر بأضعاف مضاعفة في هذه السنوات التي تجري فيها في سوريا حرب أهلية، وينقل فيها بشار الاسد طوعا أو بارغام ايراني هذا السلاح الحديث الى حزب الله على ارض لبنان.
وتزداد المشكلة الدولية حدة بازاء ما أصبح سبب حرب بالنسبة لاسرائيل. فقد أوضحت بلغة لا تحتمل التأويل أنها لن تسمح بنقل وسائل قتالية حديثة الى منظمة ارهابية كحزب الله. واذا لم يكن الاسد تناول التهديد الاسرائيلي بجدية فقد جاءت هجمات سلاح الجو (بحسب مصادر اجنبية) في كانون الثاني وأيار 2013 ومنحت التهديد الاسرائيلي الصدق.
ولن يكون عند الجيش الاسرائيلي مفر لتحقيق التحذير الاسرائيلي سوى منع نشر الصواريخ الروسية التي قد تصل الى الاسد وقد تقع بعد ذلك في أيدي المنظمات الارهابية أو في أيدي ورثة متطرفين، وربما يحاول الهرب معها الى حزب الله في لبنان. إن اسرائيل التي هاجمت قوافل سلاح كهذه في كانون الثاني وأيار لن تستطيع ولن تريد الكف عن ذلك لأن الحديث عن سلاح روسي حديث. لم تشأ اسرائيل قط أن تواجه الدب الروسي حتى حينما ظهر الاتحاد السوفييتي في ميدان ‘المياه الدافئة’ في البحر المتوسط قبل اربعين سنة حاميا لمصر وسوريا. وقد تعامت اسرائيل آنذاك عن عمليات سلاح الجو السوفييتي وكان موشيه ديان هو الذي واجه قيادة الجيش الاسرائيلي التي هبت لاعتراض طائرات ‘الميغ’ التي تحدت السيطرة الاسرائيلية التامة على صحراء سيناء.
‘علينا ان نلصق الآذان بالارض وننصت الى الاصوات الآتية من مسار الفيلة’، زعم ديان آنذاك، وسمح بصعوبة كبيرة فقط بالمواجهة الجوية التي انتهت الى اسقاط الطائرات الروسية.
لم يتغير المنطق الذي وجه ديان برغم ان الواقع السياسي والعسكري مختلف. إن روسيا ليست هي الاتحاد السوفييتي الذي زال من الوجود، والعلاقات السياسية والاقتصادية بين موسكو والقدس تختلف عما كانت عليه في الماضي، وليس للجيش الاسرائيلي مع كل ذلك أي اهتمام بمواجهة عسكرية. إن عمل نتنياهو الرئيس هو ان ينقل الى بوتين رسالة مزدوجة وهي ان اسرائيل تلتزم بمنع انتقال سلاح حديث جدا الى حزب الله ونشره لاعتراض طائراتها على ارض سوريا الممزقة والتي ليس فيها حكم مركزي مستقر، ولذلك فانها ستصر على تحقيق واجبها مع كل الرغبة في الامتناع عن مواجهة عسكرية مع روسيا.
وهذه رسالة مركبة وثقيلة ومعقدة ولطيفة وكثيرة التهديدات لكن ليس عند اسرائيل شيء آخر تعرضه على بوتين. ويحتاج الكرملين ايضا الى اعادة التفكير.
دان مرغليت
اسرائيل اليوم 14/5/2013
واشنطن متفقة مع انقرة على الاهداف العامة في سورية.. غير راضية من تعاملها مع العراق
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ ذهب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى واشنطن متحمسا لدعم المعارضة بالسلاح وزيادة الضغط على بشار الاسد، فسمع من باراك اوباما كلاما دعاه للالتزام بالحذر، فالرئيس الامريكي تحدث عن تعقد الحل وتحديات صعبة نتيجة تدخل لاعبين محليين، جهاديين واقليميين، ايران ومنظمات، حزب الله وقال انه حتى لو وافقت روسيا على الحل وهو ما اشار اليه كاميرون ‘بمرونة روسية’ الا ان هناك عقبات على الطريق. فمؤتمر دولي اتفقت على عقده روسيا وامريكا لن يكون كافيا لوقف النار في سورية.
وبدلا من المضي في مسعاه اعلن كاميرون عن زيادة الدعم شبه القتالي للمعارضة، وانتقد العنف الدموي الذي يرتكبه الطرفان، حيث اشار الى الفيديو الذي يظهر قائدا في المعارضة (ابو شاكر) وهو يستخرج قلب جندي سوري قتيل ويتظاهر امام الكاميرا بتمزيقه باسنانه. وقال ان الوضع لا يبدو مشجعا من الميدان، حيث تعاني الجبهة من انسداد ولا بد من تسريعها من اعلى وتحريك عملية الانتقال السياسي’.
وتقول صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان البريطانيين والفرنسيين كانوا يسعون لتقوية الجماعات المقاتلة المؤيدة للغرب وتسليحها من اجل تهميش الجماعات الجهادية، ولكن كاميرون الآن يؤمن بضرورة تعزيز قوة المعارضة بحيث لا تخسر ولمنع الاسد من تحقيق انتصار ساحق عليها، مشيرة الى ما قاله كاميرون انه ‘لن يكون هناك تقدم سياسي حتى تكون المعارضة قادرة على الصمود امام هجمات النظام وتكون قادرة على الضغط على الاسد’، مع انه قال ان الحكومة البريطانية ستواصل العمل على رفع الحظر على تصدير الاسلحة للمقاتلين السوريين الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي. لكن اوباما ومنذ بداية العام الحالي عقد سلسلة من المحادثات مع مسؤولين عرب، فقد استقبل العاهل الاردني وامير دولة قطر وحاكم دولة الامارات ووزير الخارجية السعودي، وستتوج هذه اللقاءات بلقائه الشهر القادم مع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي حيث سيكون الملف السوري على اجندة اللقاء. وضمن اللقاءات هذه ينتظر يوم غد الخميس لقاءه مع طيب رجب اردوغان، رئيس الوزراء التركي والحليف القوي لواشنطن في المنطقة.
اوباما واردوغان
ويسافر اردوغان لواشنطن بعد حادث تفجيري الريحانية يوم السبت التي تشير الى تورط بلاده في الحرب السورية والتي اثرت على وتيرة النمو الاقتصادي وغمرتها بمئات الالاف من اللاجئين السوريين. وفي تقرير عن التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء التركي اردوغان بعد تفجيري الريحانية قالت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ انهما اديا الى اشعال المعارضة المحلية ضد الحكومة ونقلت عن نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، فاروق لوغوغلو قوله ان ‘الفوضى في سورية انتقلت الى هنا’، واضاف ان ‘هذا هو نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة حول سورية’. ويقول المعارضون لاردوغان ان الهجمات هي رد فعل عكسي على سياسة الحكومة التي فتحت الباب امام المعارضة المسلحة والسياسية السورية كي تنظم نفسها وتعمل من داخل الاراضي التركية.
واشارت الصحيفة الى ان الحكومة التركية كانت سريعة في القاء اللوم على نظام الاسد وذلك في اقل من 24 ساعة. حيث يقول المسؤولون الاتراك ان الهدف من التفجيرات هي زرع الفرقة والخلاف حول دور تركيا في دعم المعارضة السورية.
وبحسب محللين نقلت عنهم قولهم ان المعارضة التي تملك خبرات في مجال تفخيخ السيارات قد تكون لها دوافع هي الاخرى، وهي دفع تركيا للانتقام وجر حلف الناتو للتورط في سورية. كل هذا على الرغم من ان الحكومة قامت باعتقال تسعة مواطنين اتراك قالت انهم مرتبطون بجماعة ارهابية موالية تعمل مع المخابرات السورية.
وبحسب نائب نقلت عنه صحيفة ‘زمان’ التركية فلا توجد ادلة واضحة تؤشر للجماعة التي تقف وراء الهجومين. واشارت ‘لوس انجليس تايمز′ الى الطريقة التي تطورت فيها العلاقات من الصداقة للعداء، ومن التعاون العسكري الى احتمال المواجهة. ففي البداية حاولت انقرة استخدام تأثيرها للتوصل لتسوية سلمية للازمة لكنها فشلت مما دعا باردوغان للهجوم على الاسد ووصفه بـ ‘السفاح والديكتاتور’ وما الى ذلك من الاوصاف.
وعلى الرغم من الجدل حول دورها في دعم المعارضة المسلحة الا ان تركيا نالت ثناء من ناحية تقديمها الدعم للاجئين وبناء مخيمات خاصة لهم وتوفير الخدمات الصحية لهم.
حليف مهم
وتشير صحيفة ‘واشنطن بوست’ الى موقع تركيا المهم في السياسة الامريكية حيث كانت اول محطة يتوقف فيها اوباما عام 2009 في اول رحلة له، واعتبر اوباما اردوغان ‘الجسر’ الذي يربط الغرب والعالم الاسلامي. كما ان زيارات كيري الثلاث لتركيا منذ توليه منصب الخارجية الامريكية تؤكد على هذه الاهمية. وقالت الصحيفة ان اردوغان كان واضحا في نقده للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين في عدم اتخاذ مواقف صلبة ضد الاسد. واشارت الى ردة فعل اردوغان على صور القتلى في مذبحة بانياس التي وجه فيها شجبا للمجتمع الدولي وغمزا للموقف الامريكي حيث تساءل الى متى سيظل المجتمع الدولي مغمضا عينيه على هذه المجازر، ولعن سياسات المجتمع الدولي.
وتقول الصحيفة ان المسؤولين الاتراك يتحدثون عن 400 الف لاجىء سوري، اضافة لاعداد اخرى تتدفق يوميا، ويقولون ان البلد خسر المليارات بسبب توقف التبادل التجاري بين البلدين، ويخشون اكثر من انتشار الحرب الى الدول الجارة لتركيا، كما اظهرت تفجيرات السبت. واشارت الصحيفة الى محادثات السلام التي اجراها اردوغان مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله اوجلان، والى الاعتذار الاسرائيلي له على عملية الكوماندوز ضد قافلة الحرية عام 2010 حيث اعتبره بعض المعلقين الاتراك انتصارا لتركيا، فبحسب جنكيز قندر ‘لم تركع اسرائيل لاحد لكنها ركعت له، على الاقل هذا هو الانطباع العام بين الاتراك’. وتقول الصحيفة ان اردوغان وسع من سلطته داخل البلاد.
بين الثورة والاقتصاد
ومن هنا يخشى ان تؤثر سياسة اردوغان في سورية على طبيعة الحلم التركي الذي يطمح بتحقيقه مع بلوغ الجمهورية قرنها الاول عام 2023. فاردوغان موزع بين دعمه للسوريين وخشيته على الانجازات التي حققتها تركيا خلال العشرة اعوام الماضية. وهذا ما يفسر الموقف الشعبي الشاك منه، ففي الوقت التي تظهر فيه الاستطلاعات شعبية واسعة له الا ان هناك شكوكا حول سياسته تجاه سورية، وانتقادات لسجل الحكومة في مجال حقوق الانسان. وبحسب استطلاع اجراه مركز ‘ميترو بول’ في انقرة اظهر ان نسبة 28 بالمئة من الاتراك يوافقون على سياسة اردوغان في سورية، وان شعبيته انخفضت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي من 71 بالمئة الى 59 بالمئة.
ويقول مسؤول مركز الاستطلاعات اوزير سينشار ان تراجع شعبيته متعلق بسياسة حكومته تجاه سورية. وبالنسبة لمؤيدي اردوغان فهو صاحب رؤية ويقف وراء المعجزة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، والتي اصبحت من اكبر الدول المصدرة للمنتجات وذلك خلال العشرة اعوام الماضية، حيث تصدر بقيمة 154 مليار دولار.
اب وجهادي
في قصة اخرى، ولكنها ليست بعيدة تركيا، وتتعلق بشاب بلجيكي سافر للقتال في سورية، حيث وصل عبر تركيا الى حلب، ومحاولة والده البحث عنه. الابن اعتنق الاسلام، والاب جندي سابق قرر السفر والعثور عليه وجلبه الى بلجيكا، لكن القصة لم تنته بعد. فالاب وهو ديمتري بونتيك يصف ما تعرض له من مشاكل واعتقاله على يد المقاتلين الاسلاميين في حلب بقوله ‘حاولت التنفس وسألت نفسي ان كانت رحلتي لانقاذ ابني تستحق كل هذا العناء؟’. ويقول ان صوتا اخر في صوته حدثه ‘اثق بابني، واحبه، وان كان هناك رب فسيطلقون سراحي وفعلا افرجوا عني’. واعتقل بونيتك من مقاتلين اسلاميين لشكهم بانه جاسوس، حيث حاول كل ما بوسعه لاقناعهم انه جاء الى سورية بحثا عن ابنه، حيث اعتقل وضرب وشعر ان حياته قاربت النهاية.
وحاول بونتيك وهو جندي سابق اقناعهم بانه والد مقاتل مسلم شاب حضر الى سورية لمساعدة الثورة السورية، وحاول نيل ثقتهم ومساعدته للعثور على ابنه جيجيون ابن الثامنة عشرة والذي اعتنق الاسلام. وقد قص بونتيك قصته على مراسلة صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية حيث قابلته في انتوريب. وقال انه ذهب من جماعة مقاتلة الى اخرى حاملا جواز جيجيون مناشدا اياهم المساعدة لكن كل جماعة كانت تطلب مني اثباتا على انني والده’. وكانت اخر مرة شاهد فيها بونيتك ولده في اذار (مارس) الماضي حيث قال حيجيون له انه مسافر لمصر كي يدرس هناك. ومع ان بونيتك لا يشارك ابنه ايمانه الا انه كان حريصا على دعمه. لكنه سمع ان شابا بلجيكيا سافر الى سورية للمشاركة في القتال وعندها شعر بالقلق، وحدثه شيء في داخله ان ابنه في سورية’ كنت متأكدا ان ابني في سورية، وعليه بدأت اتابع صور المقاتلين ممن قتلوا او جرحوا في المعارك، وفي يوم عثرت على صورته’. ومن هنا قام بونيتك بعقد مؤتمر صحافي واعلن فيه ان مسافر للبحث عن ابنه جيجيون من زوجته النيجيرية التي انفصل عنها. وبعد شهر عاد بونيتك واثار موجة اهتمام اعلامي مثلما فعل قبل سفره، وهذه المرة عاد بدون ابنه حيث زعم انه يعرف مكان وجود ابنه لكنه لم يكن قادرا على الوصول اليه.
بداية القصة
وبدأت قصة جيجيون كما يقول والده في سن الخامسة عشرة عندما احب فتاة مسلمة واعتنق الاسلام لاجلها، مع ان الاعلام البلجيكي يلمح الى ان سبب اعتناق الشاب الاسلام جاء بسبب مشاكل عائلية في البيت. ولم يثر اعتناق جيجيون الاسلام اهتمام والديه، لكنه بدأ العام الماضي بالاتصال بجماعة اسمها ‘شريعة فور بيلجوم’(شريعة من اجل بلجيكا) وهي جماعة اسلامية حاولت الحكومة البلجيكية حلها بسبب روابطها مع المتطرفين. ويقول بونيتك ان ابنه تغير بشكل كبير واطلق لحيته وبدأ بالمواظبة على الصلاة. واهتم الاعلام البلجيكي بقصة بونيتك وابنه جيجيون بسبب المخاوف الكبيرة التي باتت الحكومات الغربية تتحدث عنها من تدفق المسلمين الاوروبيين لسورية والمشاركة في القتال الى جانب جماعات جهادية، حيث يقدر الاتحاد الاوروبي عدد المقاتلين الشباب من الدول الاعضاء بحوالي 500 شاب حيث تعتقد السلطات في هذه البلاد ان معظمهم تم تجنيدهم للقتال في سورية من جماعات متشددة.
الجنرال يدلين: حيز توجيه ضربات لسورية بات ضيقًا وعلى صناع القرار في تل أبيب الأخذ بعين الاعتبار المستجدات الإستراتيجية وإمكانية اندلاع حرب شاملة وطاحنة
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ رجح محلل الشؤون العسكرية في صحيففة ‘هآرتس′ العبرية، عاموس هارئيل، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية في الدولة العبرية، رجح، نقلاً عن مصادر عسكرية في تل أبيب، وصفها بأنها رفيعة المستوى، أنه في نهاية المطاف، فإن روسيا ستقوم بتزويد سورية بصواريخ S300، لافتًا إلى أن موسكو باتت الداعم الرئيسي للرئيس السوري، د. بشار الأسد، في معركته ضد المعارضة المسلحة، ولن تسمح بأنْ يتم إسقاطه، على حد تعبيره؟
كما أشار إلى أن وزير الخارجية اروسي قال في مؤتمر صحافي في بولندا قبل عدة أيام إن هناك العديد من صفقات الأسلحة بين موسكو ودمشق لم تُخرج حتى الآن إلى حيز التنفيذ، مؤكدًا على أن هذا التصريح يزيد من ضبابية الموقف السوري بالنسبة لهذا السلاح. ولاحظ المحلل حصول ثلاثة أمور منذ الضربة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة لسورية.
فالرئيس الأسد والأمين العام لحزب الله اللبناني هددا بتجديد المقاومة في هضبة الجولان العربية السورية، كما أن نصر الله، ولأول مرة يقول إنه على استعداد لتلقي الأسلحة المخلة بالتوازن مثل الأسلحة الكيميائية، صواريخ متطورة ضد الطائرات، صواريخ أرض أرض، والصاروخ الروسي بر بحر المسمى ياخنوط، أما التطور الثالث والأكثر أهمية، بحسب المحلل الإسرائيلي، فهو إعلان روسيا عن عزمها تزويد سورية بصواريخ أرض جو من طراز أس300، وتابع قائلاً إن هذه التقارير تقُض مضاجع صناع القرار في الدولة العبرية، وهي التي دفعت برئيس الوزراء الإسرائيلي إلى اتخاذ القرار بزيارة موسكو والاجتماع إلى الرئيس الروي، فلاديمير بوتن، لإقناعه بعدم إخراج صفقة الصواريخ مع دمشق، ولفت هارئيل إلى أنه يوم الخميس الماضي نشرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الأمريكية خبرا جاء فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بفحص معلومات مخابراتية سرية زودتها بها إسرائيل، والتي تؤكد على أن صفقة الأسلحة الروسية-السورية في طريقها إلى الخروج لحيز التنفيذ، وستشمل الصفقة بحسب الصحيفة الأمريكية 144 صاروخًا، يصل مدى كل صاروخ إلى 200 كيلومتر.
وأضاف المحلل الإسرائيلي قائلاً إن هذه الأنباء تواترت على خلفية الهجوم الذي يتعرض له الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لعدم موافقته على التدخل العسكري في سورية، لافتًا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن الهجوم على سورية لم يُنفذ لأن منظومات الدفاع السورية أقوى بكثير من منظومات الدفاع في كل من ليبيا والعراق، ولكن بالمقابل فإن هذا التصريح الأمريكي حث روسيا على تزويد سورية بالصواريخ المذكورة لزيادة قوة المنظومات الدفاعية السورية ومساعدة الرئيس الأسد في لدفاع عن بلاده ومنع أي تدخل أمريكي عسكري من الجو ضد بلاد الشام، على حد قول المحلل الإسرائيلي.
ونقل هارئيل عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، قوله للصحيفة إن تزويد سورية بهذه الصواريخ لا يعني أننا أمام تهديد حقيقي، ذلك أن الاستعدادات لتفعيل مثل هذه المنظومات سيستغرق سنة على الأقل، كما أعرب عن شكوكه في أنْ تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ، زاعمًا أن روسيا تخوض حربا نفسية ضد الغرب، ذلك أنها تتحدى بصورة علنية واشنطن لثنيها وتهديدها عن القبيام بالهجوم العسكري الجوي على سورية، على حد قوله.
كما ادعى يدلين أن سورية وإيران تصبان جل اهتمامهما في الحرب الأهلية الدائرة في سورية، وللتدليل على ذلك فإن سورية لم ترُد على الهجوم الإسرائيلي، أما بالنسبة لحزب الله فقال إن التنظيم الشيعي يتعرض لانتقادات واسعة في لبنان لتورطه في الأزمة السورية، ولكن الجنرال يدلين لفت إلى أن أعضاء محور الشر، سورية وإيران وحزب الله، اتخذوا قرارًا، على ما يبدو، بإرجاء الرد على إسرائيل وبنقل الموقعة إلى خارج الحدود واستهداف مصالح إسرائيلية ويهودية في الخارج، بسبب توجس هذا المحور من الرد الإسرائيلي إذا تم الرد على الأراضي الإسرائيلية، كما قال إنه يتحتم على إسرائيل، إذا قررت توجيه ضربة أخرى لسورية أنْ تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الإستراتيجية في المنطقة، لأنها لا تعمل لصالحها، وفحص الخطر الذي يُمكن أنْ ينشأ بسبب الضربة، ذلك لأنه من غير المستبعد، قال يدلين، أن الهجوم الإسرائيلي القادم سيؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها وإدخالها في حرب طاحنة، على حد تعبيره.
وخلص إلى القول إن فرضية العمل الإسرائيلية بأنها قادرة على الضرب دون أنْ تتعرض لرد عسكري ما هو إلا وهم، ذلك أن أعضاء محور الشر يتعرضون لضغوط جماهيرية وشعبية للرد على العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي سيقود بطبيعة الحال إلى حرب إقليمية طاحنة في المنطقة، على حد تعبير يدلين.
من ناحيته اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة (يديعوت أحرونوت) أليكس فيشمان، اعتبر الغارات الإسرائيلية معمودية نار. وأشار إلى تحقيق محرج جرى هذا الأسبوع في العاصمة الأمريكية لمعرفة من قام بتسريب معلومات من دولة صديقة تفيد بأن إسرائيل هاجمت في دمشق شحنة الصواريخ الإيرانية المرسلة إلى حزب الله.
عموما، رأى فيشمان أنه عقب الهجوم الأخير بلغت علاقات إسرائيل بسورية نقطة غليان، وهو ما فرض على إسرائيل سلسلة خطوات مثل إلغاء عمليات وتقليص تدريبات عسكرية من أجل تبريد الحدود.
ويضيف فيشمان بشكل لافت أن هناك في إسرائيل من يقولون إنه فُتحت أمامنا نافذة فرص واسعة في سورية تُمكن من محاولة إصابة منظومات سلاح خطيرة قد يستعملها كل نظام معادٍ في المستقبل في سورية لتقع في أيدي منظمة إرهابية مثل حزب الله أو القاعدة، موضحاً أنه يزعم من يؤيدون نظرية نافذة الفرص أن لإسرائيل قدرة عسكرية على تدمير هذه المخازن مع دفع ثمن محتمل إزاء الضعف السوري، وكلما كان ذلك أبكر فهو أفضل. وخلص فيشمان إلى القول إن سمة السياسة الإسرائيلية الرئيسة في سورية هي السرية، فما لم يُدخلوا أصابعهم في عيني الأسد تستطيع إسرائيل الاستمرار في العمل في سورية في مواجهة وسائل قتالية إيرانية تُنقل إلى حزب الله’. ويتساءل ‘هل الهجوم المدوي على صواريخ في مخازن في وسط دمشق مرة بعد أخرى هــو بمــثابة إدخـــال أصـــابـــع فـــي العينـــين؟ أهــذه هـــي الحـــالـــة التـــي تستحــق أن تُضيـــع فيــها إسرائيل المدافـــع الثقـــيلة فــي مواجــهة الأســد؟’، على حد تعبيره.
جنيف 2: دعم إضافي للمعارضة إذا رفض النظام السوري المشاركة
وكالات
فيما تتواصل الحركة الديبلوماسية من أجل عقد مؤتمر دولي للتوصل لحل للنزاع السوري الدائر، ينتظر أن تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم بائتلاف المعارضة “باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي في سوريا”.
دمشق: تتواصل الحركة الديبلوماسية سعيًا لبلورة الاقتراح الاميركي الروسي لعقد مؤتمر دولي بغية التوصل لحل للأزمة السورية، التي أسفرت عن اكثر من 94 الف قتيل، في حين اشترط نظام الرئيس بشار الاسد مشاركته بالاطلاع على مزيد من “التفاصيل”.
في غضون ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أي عمل يزعزع استقرار سوريا، بينما أعلن الاردن أنه سيستضيف الاسبوع المقبل اجتماعًا جديدًا لمجموعة “اصدقاء الشعب السوري”.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة تلفزيونية إن الترحيب السوري بالتقارب الروسي الاميركي حول سوريا هو “تفاؤل حذر” لأنه “لا يكفي توفر الارادة فقط، بل خطوات لاحقة وبحث في التفاصيل وفهم كافة المواقف”.
وردًا على سؤال عما اذا كانت دمشق اتخذت قرارًا نهائيًا بالمشاركة في المؤتمر، اجاب الزعبي “هذا رهن بتطور تفاصيل ومعرفة التفاصيل”، مشددًا في الوقت نفسه على أن أي نقاش في مصير الرئيس الاسد خلال هذا المؤتمر هو أمر “يمس السيادة الوطنية”، ويعود القرار فيه “للشعب السوري وصناديق الاقتراع”.
ومن المقرر أن يعلن الائتلاف السوري المعارض موقفه من المؤتمر اثر اجتماع يعقده في اسطنبول بدءًا من 23 ايار (مايو) الجاري، علمًا أن المعارضة تشدد على رحيل الاسد كأساس لأي حل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري ابديا الثلاثاء الماضي رغبتهما بعقد مؤتمر دولي بمشاركة طرفي النزاع للتوصل الى حل على اساس اتفاق جنيف الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية، دون التطرق لمصير الاسد.
وأكد كيري في ستوكهولم أن المعارضة السورية ستحصل على “دعم اضافي” اذا رفض النظام المشاركة في المؤتمر. وقال كيري “اذا اخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطىء في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات، من الواضح أن المعارضة ستحظى بدعم اضافي وستكون هناك جهود اضافية وللأسف لن يتوقف العنف”.
واستبعدت الخارجية الاميركية عقد المؤتمر قبل حزيران (يونيو)، بعدما كان الحديث يدور حول امكان عقده نهاية ايار (مايو) الجاري. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء أن تنظيم المؤتمر “صعب جدًا”.
وكان وزراء خارجية السعودية والأردن وقطر وتركيا والإمارات ومصر عقدوا اجتماعاً طارئاً في أبو ظبي، واصدروا بياناً اكدوا فيه أن لا مكان للرئيس الأسد ونظامه في أي تسوية سلمية في سورية، وحمّلوا هذا النظام مسؤولية التفجير في بلدة الريحانية التركية واستخدام أسلحة كيماوية، والمسؤولية عن القتلى السوريين وعن تشريد نحو مليون ونصف مليون لاجئ في دول الجوار.
وإذ تستضيف باريس يومي الخميس والجمعة المقبلين اجتماعين على مستوى كبار الموظفين في وزارات الخارجية للمجموعة الثلاثية “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمجموعة الخماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن”، فيما تعقد مجموعة اصدقاء سورية اجتماعاً في الأردن الاسبوع المقبل، ينتظر أن يبحث في مصير المؤتمر الدولي.
الى ذلك ينتظر أن تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء بائتلاف المعارضة السورية “باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي في سوريا” في قرار يتوقع تبنيه بأكثرية أصوات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ويرحب مشروع القرار بإنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي وبالالتزام الذي أعلنه بمبدأ الانتقال السياسي الى “جمهورية عربية سورية مدنية ديمقراطية تعددية”.
ودعت روسيا الدول الأعضاء الى التصويت ضد القرار، فيما حاولت البعثة السورية في الأمم المتحدة إقناع البعثات الديبلوماسية برفضه.
من جانبه، اوضح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في دبي أن المعارضة لم تحصل في الواقع بعد على مقعد بلادها في الجامعة على الرغم من جلوسها فيه في قمة الدوحة في آذار (مارس)، مؤكدًا أن الامر رهن “تشكيل حكومة” للمعارضة.
وادى النزاع المتواصل منذ اكثر من 26 شهرًا، الى مقتل نحو 94 الف شخص على الاقل، بحسب حصيلة محدثة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن رداً على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية أن الحصيلة تستند الى معلومات جديدة حصل عليها من داخل الطائفة العلوية، وتفيد أن عدد القتلى بين عناصر القوات النظامية وبين الموالين للنظام من الطائفة العلوية اعلى بكثير من تلك التي كانت لديه، والتي دفعته قبل يومين الى اعلان أن عدد القتلى بلغ 82257.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812052.html
استقال من الثورة السورية احتجاجًا في أبريل الماضي
خالد الحمد “آكل القلب”: ثأرت لكافة ضحايا نظام بشّار!
نصر المجالي
لايزال الفيديو الذي أظهر مقاتلاً سوريًا معارضًا، وهو يقطّع جثة جندي من الجيش النظامي، ثم يحاول نهش قلبه، يثير إدانات دولية واسعة باعتبار أنه يشكل “جريمة حرب”. وتكشف (إيلاف) عن رسالة سابقة من مرتكب الجريمة أعلن عبرها استقالته من الثورة السورية.
عمّان: أثار مقطع فيديو يظهر أحد مقاتلي المعارضة في سوريا، وهو يقوم بشق جثة جندي من الجيش النظامي، وينهش قلبه، انتقادات دولية واسعة باعتبار أنه يشكل “جريمة حرب”.
يأتي ذلك في الوقت الذي ندد فيه الائتلاف الوطني للمعارضة السورية بالتسجيل المصور، في حال إذا ما تم التأكد من حقيقته. ونشرت مجلة (التايم) الأميركية الثلاثاء مقابلة مع المقاتل الذي عرف بأنه خالد الحمد (أبو صقار) حيث دافع عن قيامه بالتمثيل بجثة الجندي.
وتزامناً مع ذلك، تكشف (إيلاف) عن رسالة كان وجهها أبو صقّار الذي يعرِّف نفسه بأنه “القائد الميداني لكتيبة عمر الفاروق” بتاريخ 18 نيسان (أبريل) عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وفيها يعلن عن استقالته من صفوف الثورة السورية.
جريمة حرب
وفي التفاصيل، قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيليه، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، إن التمثيل بالجثث أثناء الصراعات هو “جريمة حرب”، وذكرت أن الفيديو الذي ظهر من سوريا، ويبدو أنه لأحد قادة مقاتلي المعارضة يشق جثة جندي، ويقضم قلبه، “يصور عملاً بشعاً للغاية.”
وفيما ذكرت المسؤولة الدولية، أن التحقق من صحة ما ورد في الفيديو غير ممكن في الوقت الحالي، فقد حثت جماعات المعارضة المسلحة في سوريا على “فعل كل ما يمكن، لوقف مثل تلك الجرائم الفظيعة”، وشددت على ضرورة أن تحقق جماعات المعارضة في تلك الحادثة.
المحاسبة ضرورية
من جهتها، قالت منظمة (هيومان رايتس وتش) أنها راجعت “أدلة مصورة” تظهر ما بدا أنه قائد من كتيبة “عمر الفاروق المستقلة” المعارضة في سوريا، بصدد تشويه جثة أحد المقاتلين المساندين للحكومة، وقام الشخص الذي يظهر في الفيديو بقطع قلب وكبد الجثة، مستخدماً “عبارات طائفية مسيئة للعلويين.”
ولفتت المنظمة الحقوقية التي مقرها نيويورك، في بيان لها إلى أن نفس الكتيبة، التي ليس من المعروف ما إذا كانت تعمل تحت قيادة “الجيش الحر”، كانت قد تورطت في “قصف عشوائي عبر الحدود لبلدات القصر وحوش السيد اللبنانيتين”، في نيسان (أبريل) الماضي.
وجددت هيومان رايتس وتش دعوة مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، لأن يحيل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، لضمان المحاسبة على جميع جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.
خالد الحمد: انتقمتُ
ونشرت مجلة التايم الأميركية مقابلة مع قيادي في صفوف المعارضة السورية المسلحة يدعى خالد الحمد دافع فيها عن قيامه بالتمثيل بجسد أحد جنود الجيش الحكومي السوري. وأقر خالد الحمد والمعروف بـ (أبو صقار) بقيامه بتقطيع جثة عسكري نظامي وانتزاع أعضاء من جسده. وقال إنه أقدم على ذلك رداً على ما وصفه بالفظائع التي ارتكبتها قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال أبوصقار: “أنتم لا ترون ماذا يفعلون بنا. ولا تعيشون ما نعيشه. أين أخوتي، أصدقائي، بنات جيراني اللواتي اغتصبن؟”. وكشف أبوصقار للمجلة عن احتفاظه بمقطع فيديو آخر يقوم فيه بتقطيع جثة “شبيح” في إشارة إلى أحد عناصر الميليشيات الموالية للحكومة السورية.
الأكثر ترويعاً
ووصف جيم موير مراسل بي بي سي في بيروت المقطع المصور بأنه الأكثر ترويعًا على مدار العامين الماضيين منذ اندلاع الصراع في سوريا. وظهر أبوصقار وهو يقول في الفيديو: “سنأكل قلوبكم وأكبادكم يا جنود بشار الكلاب”.
وانتشر من قبل مقطع مصور للشخص نفسه وهو يطلق صواريخ على مناطق للشيعة في لبنان ويلتقط صورًا مع جثامين لمسلحين في جماعة حزب الله كانوا يقاتلون بجانب القوات الحكومية السورية.
وقال بيتر بوكيرت، المسؤول في هيومان رايتس ووتش، لوكالة رويترز للانباء، إن “التمثيل بجثامين القتلى هو جريمة من جرائم الحرب لكن الاكثر ترويعًا هو الانزلاق السريع في هوة العنف الطائفي الذي تشهده سوريا”.
ويقول موير إن توقيت ظهور هذا المقطع مدمر من الناحية السياسية بالنسبة للمعارضة في سوريا في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة احتمالات تسليح المعارضة.
استقال سابقًا
كشفت (إيلاف) خلال متابعتها للحدث، بيانًا لخالد الحمد يعلن فيه استقالته من الثورة السورية، وذلك احتجاجًا على شح المال والذخيرة التي ترسلها له كتائب أخرى من الثورة.
وفي ما يلي، نص البيان الذي كانت نشرته شبكة أخبار ثورة العاصي Alaasi) Revolution News Network)
بيان من أبو صقار..
“ربما لايملك أبو صقار الكثير لكنه من أشجع فرسان هذه الثورة وأشدهم بأساً ولا نزكي على الله أحداً”
بيان استقالة من الثورة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
أنا القائد الميداني لكتيبة عمر الفاروق خالد الحمد أبو صقار
بعد محاصرة مطار الضبعة قبل شهر من الآن، ورغم كل التضحيات التي قدمناها خلال تلك الفترة، بدأنا يوم الأربعاء 17-4-2013 بالتحرك الفعلي نحو السيطرة على المطار، وخلال تلك العملية قدمنا العديد من الشهداء في معركة دامت لساعات طويلة، وقد تفاجأنا بأن أخوتنا من تشكيلات الأخرى قامت بتأمين مهرب لقوات الأسد التي قتلت 12 شهيداً وأكثر من 25 جريحاً من خيرة شباب باباعمرو.
ولأن بعض الكتائب كانت تستغلنا وتستغل نقص الذخيرة عندنا، كنا نقبل بأن نخرج معهم في عملياتهم بشروط أن لا نتبنى العملية، وأن نكون بالصفوف الأولى، وألا نحصل على أي غنيمة، باختصار هم ينظرون الينا على أن دماءنا رخيصة ودماء مقاتليهم مقدسة في نظرهم، وذلك كون شبابنا يتمنون الشهادة أكثر من أولئك المتسلقين.
نقول للمجلس العسكري وقيادة الجبهة والغرف العسكرية التي تدّعي أنها ترسل لنا المال والسلاح، نقول لهم بأننا أصبحنا قتلة مأجورين عند الكتائب الأخرى، وذلك بسبب فقرنا وقلة الذخيرة والسلاح عندنا، وذلك لأنهم يرسلون الذخيرة والمال الى الكتائب التي لا تعمل، يرسلون الذخيرة الى كتائب التخزين، يرسلون الذخيرة الى من باع آبل وغيرها من مناطق حمص .
ولله الحمد والكل يعلم بأن أبطال كتيبتنا لا يتركون معركة دون أن يشاركوا بها، وذلك على امتداد حمص وريفها من باباعمرو الى جوبر والسلطانية وكفرعايا وكل عمليات الريف الجنوبي التي كان آخرها مطار الضبعة .
وغير ذلك، فإن الداعمين يريدون منّا أن نصبح خدمًا عندهم، ننفذ أوامرهم، ونعمل تحت سقفهم، كل ذلك بسبب فقرنا بشكل عام وخصوصًا بالذخيرة، كل ذلك لأن شبابنا يركضون نحو الشهادة.
بعد كل تلك الأسباب السابقة، وبعد عجزنا من إصلاح حتى أخوتنا، ولانهم لم يستمعوا الى نصائحنا، ولأنهم نسوا الله، أقرر ترك الثورة إلى حين تحسن الامور، وحتى عودة الامور الى اصحابها ومحاسبة اللصوص والمتسلقين وطردهم خارج الثورة. لأننا لن ننتصر بهذه الحالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
– See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812015.html?entry=Syria#sthash.AhOjC0zR.dpuf
ديبلوماسيون: الجمعية العامة ستدعم مشروع قرار بشأن التغيير السياسي في سوريا
لميس فرحات
رغم أن قرارات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة غير ملزمة، إلا أن المجموعة العربية تسعى لاستصدار قرار جديد يدعو لانتقال سياسي في سوريا ويدين النظام، وتوقع دبلوماسيون أن ينجح مقدمو المشروع في تمريره لكن ليس بأغلبية ساحقة.
بيروت: قال ديبلوماسيون في الامم المتحدة انه من المتوقع أن توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تدعمه المجموعة العربية، والذي يدعو لانتقال سياسي في سوريا ويدين بشدة نظام الرئيس بشار الأسد بسبب الاستخدام المتزايد للأسلحة الثقيلة.
لكن القرار لن يحظى بالكثير من الدعم، مقارنة مع قرار الجمعية السابق في آب/ أغسطس الماضي الذي شجب القمع السوري ضد المعارضة، وفقاً لما قاله ديبلوماسي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأن المشاورات كانت سرية.
وقال المتحدث باسم الجمعية نيكولا يوفانوفيتش انه من المقرر أن تجتمع الهيئة العالمية التي تتألف من 193 عضواً للتصويت اليوم الاربعاء على القرار الذي يدين أيضاً “الانتهاكات الجسيمة” في سوريا لحقوق الإنسان.
وقررت المجموعة العربية الحصول على موافقة لقرار واسع النطاق بشأن سوريا في الجمعية العامة، حيث لا يوجد تصويت (فيتو)، بهدف عكس الاستياء الدولي تجاه عدد القتلى المتزايد الذي وصل إلى أكثر من 70 ألف مدنياً، والفشل في إنهاء أكثر من عامين من الصراع الدموي.
وخلافا لقرارات مجلس الأمن، وهي ملزمة قانوناً، لا يمكن فرض قرارات الجمعية العامة. لكن الموافقة على قرار الجمعية من شأنه أن يكسر الشلل الذي أصاب مجلس الأمن المنقسم بشدة، حيث اعترض حلفاء سوريا (روسيا والصين) على ثلاثة قرارات مدعومة من الغرب تهدف إلى الضغط على الأسد لانهاء العنف.
وبعث السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين رسائل تحث جميع اعضاء الامم المتحدة للتصويت بـ “لا” على القرار الجديد، واصفاً إياه بأنه “من جانب واحد ومنحاز” فضلاً عن انه يؤدي إلى “نتائج عكسية” نظراً للتفاهم الذي توصل إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو في وقت سابق من هذا الشهر بشأن عقد اجتماع دولي حول الانتقال السياسي في سوريا.
ماريا كريستتينا برسيفال، سفيرة الأرجنتين لدى الامم المتحدة، طلبت من قطر الحد من لغة الترحيب بإنشاء الائتلاف الوطني السوري، جماعة المعارضة الرئيسية، وأن تتوقف عن الإشارة إلى “اعتراف دولي واسع” بالمجموعة على انها الممثل الشرعي للشعب السوري.
لكن القطريين رفضوا إجراء أي من هذه التغييرات المطلوبة، مما يجعل دعم دول أميركا اللاتينية لهذه المجموعة موضع الشك.
وتوقع ديبلوماسيون أن القرار الذي سيتم التصويت عليه يوم الاربعاء سوف يحصل على ما بين 100 و 110 “نعم”، وهو رقم منخفض عن القرار السابق، بسبب مخاوف بشأن المعارضة المنقسمة.
وباستخدام لغة مماثلة لقرار آب/أغسطس، يشدد القرار الجديد المقترح على أن “التقدم سريعاً في الانتقال السياسي يمثل أفضل فرصة” لحل النزاع السوري سلمياً.
ومن شأن مشروع القرار أن يكرر دعوة الجمعية العامة “لانتقال سياسي بقيادة سورية شاملة، ونظام سياسي تعددي ديمقراطي يتمتع فيه المواطنون بالتساوي بغض النظر عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم”.
ويدعو المشروع إلى تحقيق ذلك من خلال البدء ” في حوار سياسي جاد ومقبول ويتمتع مصداقية، يمثل السلطات والمعارضة السورية”.
ويدين المشروع بشدة التصعيد المستمر في استخدام النظام السوري للأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القصف العشوائي باستخدام الدبابات والطائرات، فضلاً عن استخدام الصواريخ البالستية والذخائر العنقودية وغيرها من الأسلحة ضد المناطق المأهولة بالسكان.
ويعرب القرار أيضاً عن “قلقه البالغ إزاء التهديد من قبل السلطات السورية لاستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية، وكذلك مزاعم استخدام هذه الأسلحة”، كما يطالب سوريا بـ “التقيد الصارم” بالقوانين الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والامتناع عن نقل مثل هذه الأسلحة “إلى الجهات الفاعلة من غير دول”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812117.html
تحضيرات للمؤتمر في باريس وعمان
باريس: ميشال أبو نجم واشنطن: هبة القدسي بيروت: كارولين عاكوم
بعد اعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن انعقاد مؤتمر «جنيف 2» مطلع يونيو (حزيران) المقبل، اندلع جدل حول ممثلي دمشق في المؤتمر. وحذر كيري دمشق من التغيب. وأضاف أنه «لو قرر نظام الأسد عدم الحضور إلى مائدة المفاوضات سيكون ذلك سوء تقدير للحسابات مرة أخرى من جانبه، كما أخطأ في حساب مستقبل بلده العام الماضي».
من جهتها قالت مصادر فرنسية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو اقترحت خمسة أسماء لتمثيل نظام الأسد في مؤتمر «جنيف 2». وبينما أيّد عدد من وزراء الخارجية العرب، إضافة إلى تركيا، المعارضة في موقفها الرافض لأي حل سياسي لا ينص على تنحي الأسد، قالت دمشق، على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي إن سوريا «لن تكون طرفا في أي جهد سياسي يمس سيادتها الوطنية».
وبدأت التحضيرات للمؤتمر, إذ تستضيف باريس يومي الخميس والجمعة المقبلين اجتماعين على مستوى كبار الموظفين في وزارات الخارجية للمجموعة الثلاثية «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمجموعة الخماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن». فيما أكدت عمان أن اجتماعا للمجموعة المصغرة لأصدقاء الشعب السوري سيلتئم في العاصمة الأردنية أواسط الأسبوع المقبل.
سيناريو تسليح المعارضة السورية يتصدر لقاء أردوغان وأوباما
كاميرات المراقبة في الريحانية تعطلت قبل 4 أيام من التفجير.. والسوريون غادروا البلدة
بيروت: ثائر عباس أنقرة: «الشرق الأوسط»
سخرت أنقرة من عرض دمشق إجراء «تحقيق مشترك» في التفجيرات التي ضربت الجنوب التركي يوم السبت الماضي، فيما ارتفعت «مرتبة» الملف السوري لتتصدر عناوين الزيارة التي يبدأها اليوم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة.
ويبدأ أردوغان زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة تستغرق 4 أيام يلتقي خلالها الكثير من المسؤولين الأميركيين، أبرزهم الرئيس باراك أوباما يوم غد الخميس. ورغم أن الهدف الأساسي من الزيارة كان اقتصاديا، حيث يرافق أردوغان في رحلته 90 رجل أعمال في محاولة لإقناع واشنطن التوقيع على اتفاقية تجارة حرة مع أنقرة لتعويض الأضرار الناجمة عن الركود في التجارة مع أوروبا، فإن الملف السوري تقدم إلى الواجهة بعد الهجمات الدموية التي استهدفت تركيا.
وتحدثت مصادر تركية عن اجتماع «مهم» سوف يعقد في وزارة الدفاع الأميركية تبحث فيه سبل مقاربة الملف السوري ميدانيا. وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أنقرة ستضع «كل إمكاناتها» في تصرف الإدارة الأميركية في حال اتخذت واشنطن قرارا بالتدخل الميداني لحماية المدنيين سواء من خلال إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي. وقال المصدر: «لدينا الكثير مما يمكننا القيام به… ونحن مستعدون».
وتشير التوقعات إلى أن تفجيرات الريحانية سوف تدفع الأتراك إلى المزيد من العمل لمساعدة المعارضة السورية، على غرار ما جرى في العام الماضي عندما أسقطت سوريا طائرة تركية، إذ نقل بعدها عن أردوغان قوله أمام وفود عربية زارته: «قد يبدو أننا لم نفعل شيئا لمعاقبة دمشق على إسقاط الطائرة، لكن عندما تدققون ستجدون أنه بعد هذه الحادثة لم يعد النظام (السوري) يسيطر على معبر حدودي واحد مع تركيا».
أوضحت مصادر متابعة أن الجانب التركي يعول كثيرا على اجتماع البنتاغون الذي سيشارك فيه وزير الدفاع الأميركي وكبار القادة العسكريين الأميركيين. وأشارت إلى أن الأتراك سيقترحون خططا لتأمين الأسلحة والتدريب لـ«الجيش السوري الحر، وخططا لإنشاء ممرات آمنة ومنطقة حظر جوي». وقالت: «إن هذه الخطط سوف تدرس تفصيليا في وزارة الدفاع لتوضع موضع التنفيذ لحظة خروج القرار السياسي».
مقاتل معارض يبرر تقطيعه لجثة جندي سوري بأنه رد على «ارتكابات» النظام
الائتلاف المعارض: ما فعله الحمد عمل وحشي
بيروت: «الشرق الأوسط»
أقر مقاتل سوري معارض بقيامه بتقطيع جثة عسكري نظامي وانتزاع أعضاء من جسده والإيحاء بأنه على وشك التهامها، قائلا إنه أقدم على ذلك ردا على ارتكابات قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما قال لمجلة أميركية أمس الثلاثاء.
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس بأن مقاتلين إسلاميين قتلوا من قالوا إنهم ثلاثة ضباط من القوات النظامية في مدينة الرقة في شمال البلاد.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ندد بـ«العمل الوحشي» الذي أقدم عليه المقاتل، بينما طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعارضة بمنع عناصرها من ارتكاب أفعال كهذه. وبرر خالد الحمد، وهو أحد قادة كتيبة «عمر الفاروق» ويقاتل في منطقة القصير بمحافظة حمص، كما قدم نفسه لمجلة «تايم» الأميركية التي حاورته عبر «سكايب»، ما أقدم عليه بالقول: «أنتم لا ترون ماذا يفعلون بنا (في إشارة إلى القوات النظامية) ولا تعيشون ما نعيشه. أين إخوتي، أصدقائي، بنات جيراني اللاتي اغتصبن؟». وأوضح الحمد الذي قالت المجلة إنه سني، أنه أقدم على هذا العمل «بعدما عثرنا في هاتف الجندي الجوال على شريط مصور لامرأة وابنتيها عاريات ويتعرضن للإذلال».
وأضاف: «آمل أننا سنذبحهم جميعا»، في إشارة إلى أفراد الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. وكشف الحمد عن أنه يحتفظ بشريط آخر يقوم فيه بتقطيع جثة «شبيح» موال للنظام، مستخدما منشارا. وأضاف: «هم الذين قتلوا أولادنا واغتصبوا نساءنا في بابا عمرو» في مدينة حمص. «نحن لم نبدأ بذلك، هم بدأوا (…) شعارنا هو العين بالعين والسن بالسن». ويظهر الشريط الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، الرجل وهو يقطع جثة الجندي وينتزع أحشاءه ويوحي بأنه سيلتهم قلبه.
واعتبر الائتلاف المعارض اليوم أن ما قام به الحمد «عمل وحشي لا يمت للإنسانية بصلة»، مشددا على أنه «مرفوض ولا يمت بصلة لأخلاق الشعب السوري، وقيم ومبادئ الجيش الحر الذي دافع ويدافع عن كرامة الإنسان السوري في سعيه لنيل حريته». وأكد الائتلاف أن «الجريمة جريمة، كائنا من كان مرتكبها، وسيحاكم الجاني أمام قضاء نزيه وعادل عاجلا أو آجلا».
واشنطن ترفض شروط دمشق لحضور المؤتمر الدولي المحتمل
بعدما أعلن النظام السوري على لسان وزير إعلامه أن مشاركته رهن “بالتفاصيل”
رفضت واشنطن شروط النظام السوري لحضور المؤتمر الدولي المحتمل عقده لبحث الأزمة السورية، والذي أعلن على لسان وزير إعلامه عمران الزعبي أن المشاركة في هذا المؤتمر رهن “بالتفاصيل”، محذرة من أنه إذا رفض نظام الرئيس بشار الاسد من الحضور، ستحصل المعارضة السورية على “دعم إضافي”.
ويأتي الموقف الاميركي في وقت تواصلت الحركة الديبلوماسية سعياً لبلورة الاقتراح الاميركي الروسي لعقد مؤتمر دولي بغية التوصل لحل للأزمة السورية التي ستكون على جدول أعمال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال محادثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الابيض غداً.
فقد نفى وزير الخارجية الاميركي جون كيري على هامش مؤتمر في استوكهولم، أنباء تفيد بأن الحكومة السورية لا تعتزم الحضور، كاشفاً عن أن المعارضة السورية ستحصل على “دعم اضافي” إذا رفض بشار الاسد المشاركة في المؤتمر. وقال: “إذا أخطأ في حساباته في هذا الشأن، كما يخطئ في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات، فمن الواضح أن المعارضة ستحظى بدعم إضافي، وللأسف لن يتوقف العنف”.
وكشف كيري ايضا أمام الصحافيين في السويد عن أن بحوزة نظيره الروسي سيرغي لافروف لائحة قدمتها دمشق تضم “أسماء أشخاص قد يمكنهم التفاوض” باسم الرئيس السوري خلال هذا المؤتمر المحتمل للسلام في سوريا.
وتوقع كيري عقد المؤتمر المقترح للسلام في سوريا في أوائل حزيران. وقال إن تحديد الموعد الدقيق لمفاوضات السلام بشأن سوريا أمر يعود للأمم المتحدة، لكنه مع ذلك توقع انعقادها في أوائل حزيران، مشيرا إلى إنجاز قدر كبير بالفعل من العمل تجاه إجراء المفاوضات.
وأضاف: “تحدثت مع كل وزراء الخارجية تقريباً في المجموعة الأساسية التي ستلتقي الأسبوع المقبل (في عمان خلال مؤتمر أصدقاء سوريا) لوضع خطط هذا التفاوض. وأعضاء المعارضة على اتصال”، معرباً عن رغبة الحكومة الأميركية في التوصل لتسوية سلمية للحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين”.
وختم كيري “نعتقد أن أفضل سبيل للتسوية في سوريا هو تسوية يجري التفاوض عليها”، لافتاً إلى أنه “إذا قرر الأسد عدم المجيء، فسيلمس العالم كيف أن كلماته جوفاء وكذلك نواياه.”
ويشار إلى أن كيري الذي أجرى في الساعات الاربع والعشرين الماضية اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائه الاوروبيين والعرب في محاولة لتنظيم هذا الاجتماع الذي قد يطلق عليه اسم “جنيف 2″، التقى ليل أمس نظيره الروسي في كيرونا، في السويد حيث تناولت المحادثات الحرب في سوريا وخطط عقد مؤتمر سلام دولي.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري أحاط لافروف علما بنتائج محادثاته مع المعارضة السورية ومسؤولين من بلدان معنية بالمحادثات وخططه للمشاركة في اجتماع يعقد في الأردن الاسبوع المقبل قبل المؤتمر الدولي.
وكان الزعبي ربط مشاركة النظام السوري في المؤتمر بالاطلاع على “التفاصيل”، مشدداً في مقابلة مع قناة “المنار” على أن مصير الرئيس الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، هو مسألة “سيادة وطنية” يعود القرار فيها إلى “الشعب السوري” من خلال “صناديق الاقتراع”.
وقال الزعبي إن “الحكومة السورية رحبت بنتائج اجتماع السيد (وزير الخارحية الروسي سيرغي) لافروف و(نظيره الاميركي جون) كيري وقالت إنها متفائلة، لكن هذا التفاؤل في المحصلة حذر”، لانه “لا يكفي توفر الإرادة فقط، بل خطوات لاحقة وبحث في التفاصيل وفهم كافة المواقف”.
ورداً على سؤال عن “الخطوط الحمر” بالنسبة للنظام السوري في موضوع الحوار، شدد الزعبي على أن أي نقاش في مصير الاسد “يمس السيادة الوطنية”. وقال “الكلام عن الرئيس بشار الاسد (…) يمس بطريقة من الطرق مباشرة او غير مباشرة مفهومنا للسيادة الوطنية (…) لن نكون طرفا في مسألة تمس السيادة الوطنية على الاطلاق”.
وأشار إلى أن من يقرر في هذا الامر “هو الشعب السوري وصناديق الاقتراع”، مضيفاً “لن نقبل على الاطلاق أن يفرض علينا أحد شرطاً أو سلوكاً أو نمطاً من الحلول أو الإجراءات يمس مفهوم السيادة، شكل الحكم والرئاسة نناقشها مع بعضنا كسوريين فقط”.
المعارضة السورية في الداخل أبدت استعدادها للمشاركة في المؤتمر، وقال أمين سر المكتب التنفيذي لـ”الهيئة الوطنية للتغيير الديموقراطي” رجاء الناصر لوكالة “فرانس برس”، “تحدث معنا الاميركيون والروس حول ضرورة مشاركتنا في المؤتمر، وأبدينا استعدادنا للحضور من أجل إزالة الغموض والتفسيرات المختلفة لجنيف 1 وإيجاد توافق دولي لحل الصراع في سوريا”، مشيراً إلى أن الهيئة في صدد إعداد مذكرة لمناقشتها في المؤتمر “تعتمد محاورها على بيان جنيف الاول”.
ويشار إلى أن “الائتلاف السوري” المعارض الذي يشدد على رحيل الاسد كأساس للحل، سيعلن موقفه من المشاركة في المؤتمر، في اجتماع يعقد في اسطنبول بدءاً من 23 ايار الجاري.
على خط مواز، كانت الأزمة السورية محور محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار موسكو أملاً في اقناع الكرملين بعدم تسليم دمشق صواريخ ارض – جو من طراز “اس-300″، لكنه سمع تحذيراً روسياً من أي عمل يزعزع استقرار سوريا.
وأكد بوتين في ختام المحادثات في سوتشي (جنوب روسيا) أنه “من المهم في هذه المرحلة المهمة تفادي أي عمل قد يزعزع الوضع” في سوريا، فيما قال نتنياهو “نرغب في إرساء السلام مع كل دول الجوار” مؤكداً في الوقت نفسه أن مهمة الحكومة الإسرائيلية هي “الدفاع عن مواطنيها”.
ولفت بوتين إلى أنه اتفق مع نتنياهو على استمرار الاتصالات الشخصية وعلى مستوى الاستخباراتي من أجل حل الملف السوري بطريقة سياسية. وقال: “تحدثنا كثيراً جداً عن ملفات أمنية إقليمية. ومما يثير قلقا أكبر لدينا هو الملف السوري”. وأضاف: “اتفقنا مع السيد رئيس الوزراء (نتنياهو) على استمرار الاتصالات الشخصية وعلى مستوى الاستخباراتي”، مؤكداً أن لديه مع نتنياهو وجهة نظر مشتركة بأن “استمرار النزاع المسلح في سوريا ينذر بأخطر العواقب لسوريا وللمنطقة كلها”.
وشدد بوتين على أن “السبيل الوحيد لتفادي السيناريو السلبي هو وقف النزاع المسلح في أقرب وقت ممكن والانتقال إلى الحل السياسي”، مؤكدا ضرورة الامتناع عن الخطوات التي قد تتسبب في استفحال الأزمة”، فيما أكد نتنياهو من جانبه أنه وبوتين “ناقشا تفاصيل الأوضاع الإقليمية”، مشيراً إلى أن الطرفين “يحاولان معا إيجاد سبيل لتعزيز الاستقرار والأمن”.
انفجار بدمشق واشتباكات بسجن حلب
أفادت شبكة سانا الثورة أن انفجارا بسيارة مفخخة وقع اليوم الأربعاء في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، فيما اقتحمت قوات المعارضة فجرا سجن حلب المركزي وسيطرت على أحد المباني داخله، وجرت اشتباكات عنيفة بعد الاقتحام. يتزامن ذلك مع استمرار القوات النظامية قصفها لمناطق عدة.
وقالت الشبكة إن الانفجار وقع قرب مسجد الشافعي دون ذكر مزيد من التفاصيل، وتحدث شهود عيان أيضا عن انفجار وقع قرب ساحة الأمويين بدمشق أسفر عن سقوط ضحايا وأضرار في المباني المجاورة.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة في محافظة حلب أن قوات الجيش الحر اقتحمت فجر اليوم سجن حلب المركزي وسيطرت على أحد المباني داخله، كما ذكر المراسل أن الطيران الحربي السوري قصف محيط السجن ودوار الجندول عقب اقتحام الثوار للسجن.
وذكر المراسل أن قوات المعارضة كانت قد حاصرت السجن في وقت سابق، وأمهلت جنود النظام للاستسلام وعدم إيذاء السجناء مقابل الخروج آمنين من السجن، لكن عدم الاستجابة دفع مسلحي المعارضة إلى اقتحام السجن والسيطرة على أحد المباني داخله.
وأكد المراسل وقوع اشتباكات وقصف بالطيران عقب اقتحام قوات المعارضة السورية لسجن حلب، فيما يستمر تحليق مقاتلات النظام في محيط المنطقة.
من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية داخل سجن حلب عند أطراف المدينة. وأوضح المرصد في بيان أن الاشتباكات وقعت بعد تمكن مقاتلي المعارضة من اقتحامه إثر تفجير أسواره بسيارات مفخخة.
وأضاف أن الاشتباكات تترافق مع قصف بالمدفعية وقذائف الدبابات على محيط السجن.
خربة غزالة
كما قال الجيش الحر إن مقاتليه في محافظة درعا يتأهبون لاسترداد قرية “خربة غزالة”، بعد اقتحام الجيش النظامي لها قبل يومين. وتعد “خربة غزالة” مفتاح منطقة إستراتيجية تتيح لمن يسيطر عليها التحكم في الطريق الدولي الممتد من معبر نصيّب على الحدود السورية الأردنية ودمشق.
وتزامن ذلك مع قصف بالمدفعية الثقيلة لريف درعا، واشتباكات عنيفة في محيط الكرك الشرقي بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي دير الزور قال ناشطون إن قوات النظام جددت قصفها للأحياء السكنية في المدينة. وشمل القصف الأحياء التي تخضع لقوات المعارضة. كما أفاد ناشطون بسقوط صاروخ أرض أرض على أحد أحياء دير الزور، بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على المنطقة.
وقامت عناصر من الجيش الحر بقصف مطار دير الزور العسكري وكتائب جيش النظام، كرد على القصف الذي تتعرض له أحياء دير الزور.
قصف متواصل
وتواصل قوات النظام السوري قصفها لمناطق في إدلب وريف دمشق وحلب، وسط تحذيرات من ارتكابها مجزرة في مدينة القصير بريف حمص.
وقال المركز الإعلامي السوري إن ثمانية أشخاص بينهم أطفال قتلوا بقصف القوات النظامية لأحياء سكنية في بلدة أريحا في ريف إدلب بالمدفعية الثقيلة والدبابات.
كما شهد ريف دمشق في وقت سابق قصفا من الطيران الحربي على بلدة المليحة مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات النشابية وداريا والزبداني ومعضمية الشام وعربين وحرستا ودوما والسبينة وبيت سحم وخان الشيح وجسرين، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وبث ناشطون صوراً على مواقع الثورة للقصف الذي تعرضت له مدن وبلدات في ريف دمشق. فقد قصفت قوات النظام مدينة يبرود، بعد أن قام الجيش الحر أمس بمهاجمة رتل عسكري قادم من دمشق، ومتجه نحو مدينة حمص، ودمر عدداً من آلياته على الطريق الدولي.
وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في سوريا خلال عامين يتراوح بين تسعين ألفا ومائة وعشرين ألفا.
من جهة أخرى، أرسل جيش النظام السوري حشودا عسكرية ضخمة باتجاه مدينة القصير في ريف حمص، وسط تحذيرات أطلقها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من جريمة جديدة قد يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد بحق الأهالي في المنطقة.
لقاء بين كيري ولافروف لبحث المؤتمر الدولي
الجمعية العامة تصوت على قرار بشأن سوريا
تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ67 اليوم في نيويورك على مشروع قرار بشأن الوضع في سوريا في ظل عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار لإنهاء الأزمة. يأتي ذلك في ظل استمرار التحركات الدبلوماسية بحثا عن حل، ومن بينها لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويدين مشروع القرار المطروح على الجمعية العامة تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، واستمرار السلطات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ويرحب مشروع القرار بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه “محاورا فعالا مطلوبا في عملية التحول السياسي”.
ويعرب مشروع القرار عن القلق البالغ إزاء انتهاكات جسيمة بحق الأطفال والنساء والتعذيب والعنف الجنسي ضمن عمليات قوات النظام. كما يطالب النظام السوري بالتقيد التام بالقانون الدولي فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية.
ويدعو مشروع القرار أيضا مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الدولية واتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة الوضع في سوريا.
وترفض روسيا مشروع القرار الذي صاغته بلدان عربية وتم توزيعه بين الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وعددها 193 دولة.
ويتوقع دبلوماسيون غربيون أن يفوز المشروع بتأييد نفس العدد من الأصوات التي نالها القرار الذي صدر العام الماضي وأيده 133 عضوا، ولا تملك أي دولة حق النقض “فيتو” في الجمعية العامة.
لقاء روسي أميركي
وعلى صعيد التحركات السياسية، بحث وزير الخارجية الأميركية جون كيري في وقت متأخر من نهار أمس مع نظيره الروسي الوضع في سوريا وخطط عقد مؤتمر سلام دولي حول سوريا كانا قد أعلنا عنه خلال لقاء بينهما بموسكو في السابع من الشهر الجاري.
ووفق ما صرح مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية، فقد أحاط كيري لافروف علما بنتائج محادثاته مع المعارضة السورية ومسؤولين من بلدان معنية بالمحادثات وخططه للمشاركة في اجتماع يعقد بالأردن الأسبوع المقبل قبل المؤتمر الدولي.
وقال كيري على هامش زيارته للسويد لحضور اجتماع لمجلس القطب الشمالي بهذا الشأن “تحدثت مع كل وزراء الخارجية تقريبا في المجموعة الأساسية التي ستلتقي الأسبوع القادم لوضع خطط هذا التفاوض وأعضاء المعارضة على اتصال”.
جاء ذلك بعد أن أعلن الوزيرالأميركي أمس أن تحديد الموعد الدقيق للمؤتمر يرجع للأمم المتحدة، لكنه توقع عقده أوائل يونيو/ حزيران.
من جهة أخرى، دعا كيري -في تصريح للصحفيين أمس بالعاصمة السويدية ستوكهولم- الرئيس السوري بشار الأسد إلى عدم تفويت فرصة الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع المعارضة، وقال كيري إن الأسد سوف يرتكب خطأ جسيما في حساباته في حال قرر عدم حضور مؤتمر السلام.
وكشف الوزير الأميركي أيضا أن في حوزة نظيره الروسي لائحة قدمتها دمشق تضم “أسماء أشخاص قد يمكنهم التفاوض” باسم الأسد خلال هذا المؤتمر المحتمل للسلام في سوريا.
وعبر كيري مجددا عن رغبة حكومته في التوصل لتسوية سلمية للحرب الدائرة في سوريا منذ عامين والتي قتل فيها 82 ألف شخص على الأقل، وفق تقديرات المعارضة السورية. وقال أيضا “نعتقد أن أفضل سبيل للتسوية في سوريا هو تسوية يجري التفاوض عليها”.
وكانت محادثات جرت في السابع من مايو/أيار الجاري بين كيري ولافروف وكذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثمرت عن مشروع هذا الاجتماع الدولي.
تشكيك فرنسي
أما وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس فقد شكك في إمكانية عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا في وقت قريب، وقال إن جمع ممثلين عن حكومة دمشق والمعارضة سيكون صعباً.
وفي موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي تحرك قد يؤدي إلى ما سماه زعزعة الأوضاع في سوريا والمنطقة. وطالب بوقف الأعمال المسلحة فورا، والانتقال إلى الحل السياسي.
جاءت تصريحات بوتين في ختام مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع سوتشي.
أما موقف النظام السوري، فقد عبّر عنه وزير الإعلام عمران الزعبي بقوله إن المشاركة في المؤتمر المقترح مرهونة بمعرفة تفاصيل المقترح الروسي الأميركي، رافضا في الوقت نفسه مناقشة مستقبل الأسد خلال المؤتمر.
وأوضح الزعبي لمحطة “المنار” اللبنانية أن الحكومة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستكون جزءا من هذه المحادثات وأنها لا تزال في انتظار التفاصيل. وأضاف “لكن قرار الحكومة السياسي واضح ويتمثل في دعم التوصل إلى حل سياسي والجهود الإيجابية الدولية في هذا الصدد، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب”.
يُذكر أن الائتلاف الوطني السوري المعارض كان قد أعلن أنه سيجتمع في الـ23 من مايو/أيار الجاري في إسطنبول التركية لمناقشة الاقتراح الروسي الأميركي.
يوم عالمي للتضامن مع الثورة السورية
طارق عبد الواحد-ديترويت
تخطط “الحملة العالمية لدعم الثورة السورية” لإطلاق فعالية “يوم التضامن العالمي مع الثورة السورية” في 31 مايو/أيار الجاري، بأكثر من ثلاثين بلدا حول العالم، للتذكير بما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتشريد يومي على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي فشل حتى الآن بإيقاف المجزرة المستمرة في هذا البلد، منذ انطلاق الثورة قبل أكثر من عامين.
وكانت “الحملة العالمية” قد تأسست من قبل ناشطين سوريين وعرب وأجانب في العاصمة التونسية في نهاية شهر مارس/آذار الماضي، ضمن فعاليات “المنتدى الاجتماعي العالمي” الذي أعاد التأكيد على حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، ومقاومة الاستبداد والديكتاتورية.
تنسيق
وفي معرض التعاون والتنسيق مع نشطاء عالميين، قال أحد المشرفين على الحملة إنهم دعوا المجموعات المتنوعة في العديد من دول العالم لتنظيم احتجاجات، وإقامة أنشطة ثقافية وأعمال رمزية أخرى في الساحات العامة وأمام السفارات السورية، فضلا عن إطلاق نشاطات إلكترونية متنوعة تزيد وعي مواطني تلك الدول بتطورات الأحداث في سوريا ونتائجها الكارثية على المواطنين.
وأضاف الناشط في حديث مع الجزيرة نت أنهم تركوا هامشا مفتوحا أمام النشطاء لبناء إستراتيجياتهم بما يناسب كل بلد وثقافته، مع التأكيد على العناوين الأساسية لهذه الفعالية العالمية، والتي تتضمن مطالبات بالإيقاف الفوري لما سماها المجزرة بحق الشعب السوري، ورحيل بشار الأسد وسوقه إلى العدالة.
كما طالبوا بإيقاف المساعدات العسكرية والمالية للنظام السوري من قبل الدول والمجموعات الداعمة، وإغلاق سفارات النظام في دول العالم، وطرد ممثلي النظام السوري من الأمم المتحدة، وضرورة إرسال الدعم والمساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين والمهجرين داخل سوريا.
وما يزال التواصل -بحسب الناشط- مستمرا لتوسيع قائمة المدن التي ستشهد فعاليات “يوم التضامن العالمي مع الثورة السورية،” والتي تشمل حتى الآن أكثر من أربعين مدينة حول العالم في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وأوكرانيا، وروسيا، وسويسرا، والبرتغال، وقبرص، وبلجيكا، والبرازيل، والأرجنتين، وتشيلي، وفنزويلا، وكولومبيا، وكوستاريكا، والأوروغوي، والإكوادور، والسلفادور، وبنما، إضافة إلى دول عربية مثل فلسطين، ومصر، ولبنان، وتونس.
وكان ناشطون ومناصرون للثورة السورية قد رفعوا تعليقات مؤيدة لنضال السوريين بالإنكليزية والفرنسية والإسبانية على صفحة “اليوم العالمي للتضامن” في موقع فيسبوك، فيما كتب ناشط إيراني بالفارسية والإنجليزية أنه سيقوم بالإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام ابتداء من 31 مايو/آيار وأنه سوف يقوم بتوزيع صور تظهر إجرام النظام السوري بحق شعبه من المدنيين والأطفال.
بيان للتوقيع
وتترافق فعالية “اليوم العالمي للتضامن” مع إصدار بيان وقع عليه مثقفون وأكاديميون وفنانون ومواطنون وحركات اجتماعية من مختلف دول العالم.
وجاء في البيان الذي نشر في موقع “تشاينج. أورغ”: “لقد رفض النظام السوري كل التسويات السياسية التي لا تتضمن بقاء الأسد في السلطة، وسعى لإحداث استقطاب للمجتمع من خلال أفعال العنف وتغذية بذور الانقسام، كما سعى منذ بداية الانتفاضة إلى تدويل الثورة، ضمن صراعات جيوسياسية، إقليمية ودولية، كفيلة بتقوية النظام فعليا”.
وشدد البيان على أن ثورة السوريين هي امتداد للنضال من أجل الحرية في المنقطة وفي العالم، ولا يمكن فصلها عن نضالات البحرينيين والمصريين والتونسيين واليمنيين (..) كما أنها مرتبطة بنضال الفلسطينيين من أجل الحرية والكرامة والمساواة.
وناشد البيان الحركات الاجتماعية وأصحاب الضمائر الحرة بدعم السوريين المستمرين بالنضال، والصامدين في المعركة المفروضة عليهم، والذين رفضوا -أمام واقع إقليمي وعالمي تركت فيه الثورة السورية لوحدها عمليا- الأوهام التي حاول أعداء الحرية بيعهم إياها.
جبل الشيخ المحتل يتلقى لأول مرة “هاون” من الطرف السوري
أُطلقت بالخطأ خلال المعارك الدائرة في المنطقة الحدودية بين الجيش النظامي والمعارضة
القدس – زياد حلبي –
سقطت، الأربعاء 15 مايو/أيار، قذيفتا هاون أُطلقتا من سوريا على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من جبل الشيخ من دون التسبب في حدوث إصابات أو أضرار، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن القذيفتين أُطلقتا عن طريق الخطأ في خلال المعارك الدائرة في المنطقة الحدودية بين الجيش النظامي السوري والمعارضة المسلحة. ولم يرد الجيش، بل قدم شكوى للقوات الدولية، كما أغلق المنطقة أمام السياح والزائرين.
إلى ذلك، أكد شهود عيان سماع دويّ انفجار في ساحة الأمويين بالعاصمة السورية دمشق، وتبين أنه ناتج عن انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة.
ووقع الانفجار في المنطقة الواقعة بين دار الأوبرا ومبنى الإذاعة. وبحسب تنسيقيات دمشق لا توجد إصابات حتى الآن.
وفي تطور آخر، أشارت “سانا الثورة” إلى انفجار سيارة أخرى قرب جامع الشافي في حي المزة الدمشقي.
82 ألف أسرة سورية بلا رجل يعيلها و2300 أسرة من دون أم
الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 70 ألف أسرة في سوريا لا تعلم شيئاً عن مصير أحد أبنائها
العربية.نت –
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في اليوم العالمي للأسرة في 15 أيار/مايو: إن أعداد الضحايا السوريين تجاوز حاجز الـ84 ألف مواطن، منهم 89% من المدنيين قتلوا على يد القوات الحكومية التي تقصف البلدات والمدن السورية بشكل يومي لم يتوقف ليوم واحد منذ أكثر من سنتين، إذاً هناك 84 ألف أسرة في سوريا فقدت أحد أبنائها.
كما تجاوز عدد المختفين قسرياً حاجز الـ70 ألف مواطن، بينهم قرابة 3 آلاف طفل (لم يتجاوزوا حاجز الـ18)، أي أن هناك 70 ألف أسرة في سوريا لا تعلم شيئاً عن مصير أحد أبنائها.
وبلغ عدد المعتقلين، بحسب آخر إحصائية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 194 ألف مواطن، أي أن هناك 194 ألف أسرة في سوريا أحد أفرادها معتقل حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
آلاف الأسر فقدت معيلها
من بين الـ84 ألف قتيل هناك تقريباً 25 ألف رجل متزوج، أي هناك 25 ألف أسرة في سوريا فقدت معيلها.
ومن بين الـ70 ألف مفقود هناك تقريباً 17 ألف رجل متزوج، أي أن هناك 17 ألف أسرة من دون معيل أيضاً. ومن بين الـ194 ألف معتقل هناك ما لايقل عن 40 ألف رجل متزوج، أي هناك 40 ألف أسرة إضافيه من دون معيل. يشكل حصيلة ذلك 82 ألف أسرة من دون رجل لهذه الأسرة.
أسر فقدت الأم
بلغ عدد الضحايا من النساء 7543 بحسب آخر إحصائية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بينهن أكثر من 1800 أم، أي هناك أكثر من 1800 أسرة في سوريا من دون أم ترعاها. كما أن هناك قرابة الـ500 أم من ضمن المعتقلين، مما يعني ذلك 2300 أسرة من دون أم.
أسر فقدت أبناءها
بلغ عدد الضحايا من الأطفال 8356، أي أن هناك 8356 أسرة فقدت طفلها.
أسر قصفت منازلها ونزحت
بلغت أعداد المنازل المدمرة في سوريا قرابة 600 ألف منزل، وهذا أدى إلى نزوح آلاف الأسر، وهناك آلاف أخرى هجرت منازلها تحت وطأة القصف اليومي.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد النازحين في سوريا بـ5.8 مليون نازح (بمعدل 5 أشخاص تقريباً للأسرة الواحدة)، يصبح لدينا أكثر من مليون أسرة مشردة داخل الأراضي السورية.
أسر تحولت إلى لاجئين
في آخر إحصائية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان تجاوز أعداد اللاجئين 1.7 مليون لاجئ (وبمعدل 5 أشخاص تقريباً للأسرة الواحدة) أي بمعدل 300 ألف أسرة لاجئة خارج سوريا.وفي المقابل فإن هناك الآلاف من الأسر قد حمل أبناؤها السلاح فيما اعتبره كفاحاً مسلحاً ضد النظام السورين تاركين خلفهم أسرهم وأبناءهم، حيث تقدر أعداد تلك الأسر بأكثر من 40 ألف أسرة.
تحاليل تظهر غازات سامة لدى سوريين أصيبوا بالقصير
يكلف علاج بعض الحالات أحياناً ألف دولار يومياً للمريض الواحد
دبي – غنوة يتيم –
يقبع يحيى في أحد مستشفيات الشمال اللبناني منذ أيام بعد أن أصيب في معارك ريف القصير، علامات الإعياء واضحة على جسده الذي تناثرت فيه الشظايا. أما التحاليل المخبرية فأظهرت إصابته بغازات سامة.
أصيب لحظة حصول الانفجار وبدأ مع أصدقائه بالتقيؤ والرجفان، وبينما يتماثل يحيى للشفاء هنا، يبقى قلبه على أهله في القصير.
يقول يحيى إن المنزل الذي يحتضن أطفاله وزوجته ووالديه أصيب يوم أمس بقذيفة.
الطابق المخصص للجرحى السوريين هنا يعجُّ بحالات مماثلة، وأشرفت الدكتورة منال، اختصاصية المختبر على هذه الحالات، وتوضح الدكتورة منال متحدثة عن حالة شاب آخر “إياد”: “حال إياد كحال يحيى، ولكنه يعاني أيضاً ضعفاً شديداً بعد أن خسر عشرين كيلوغراماً من وزنه نتيجة نقص المواد الغذائية”.
يقول أبو يامن، عضو تجمع الجرحى السوريين في لبنان: “يكلفنا الدواء أحياناً ألف دولار يومياً للمريض الواحد، وإذا لم نحصل على مساعدات سننتهي”.
ويأمل القيِّمون أن تصل مساعدات إضافية مع اشتداد حدة معارك الداخل السوري.
إصابات الكبد والرئة تصل يومياً من سوريا لينضمَّ أصحابها إلى العديد من الجرحى والمرضى السوريين الذين يشتكون دائماً من صعوبة توافر العلاج اللازم.
الأزمة الإنسانية السورية في جلسة خاصة لبرلمان بريطانيا
السفير الأردني: مخيم الزعتري يعتبر ثالث أكبر المدن الأردنية من حيث عدد السكان
لندن – محمد عايش –
شارك عدد من أعضاء البرلمان البريطاني مع نشطاء في مجال الإغاثة والعمل الخيري في جلسة خاصة استمرت أكثر من ساعتين في البرلمان البريطاني لبحث الأوضاع الانسانية في سوريا والتي تتدهور بصورة متسارعة، وأجمع الحضور على أن القادم في الأزمة الانسانية السورية أسوأ من الماضي.
وحضر الجلسة ممثلون عن جمعيات ومنظمات اغاثية بريطانية في مقدمتها (mosaic) التي أسهها أمير في العائلة الملكية البريطانية عام 2007، كما حضر ممثلون عن هيئة الأعمال الخيرية (Human Appeal) التي تمثل أكبر الناشطين في أعمال إغاثة المنكوبين السوريين، سواء داخل الأراضي السورية أو في دول الجوار.
وشهدت الجلسة جدلاً واسعاً حول الخدمات التي يقدمها الأردن وتلك التي يتم تقديمها من خلال مفوضية شؤون اللاجئين. واستمع النواب البريطانيون الى شرح حول الاحتياجات الطبية والانسانية التي يعاني المنكوبون السوريون من نقصها.
مخيم الزعتري.. ثالث أكبر مدينة في الأردن
وتصدرت الجلسة التي حضرتها “العربية.نت” كلمة للسفير الأردني في لندن مازن الحمود تحدث فيها عن الوضع الكارثي للاجئين الذين يتدفقون إلى الأردن يومياً، سواء في مخيم الزعتري أو غيره.
وقال الحمود إن أعداد اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى الأردن ارتفعت بنسبة 7% خلال شهر واحد فقط، مشيراً الى أنه في حال استمرت عمليات النزوح الجماعي على حالها من سوريا الى الاردن فهذا يعني أن مليون لاجئ سوري سيكونون قد انتقلوا الى الأردن قبل نهاية العام الحالي 2013.
وبحسب الحمود فإن مليون لاجئ سوري سوف يكلفون الأردن أكثر من مليار دولار، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على الاقتصاد الذي يعاني أصلاً من مشاكل كبيرة، فضلاً عن أن “الأردن بلد فقير وضعيف الموارد”، حسب تعبيره.
وعرض الحمود خلال اللقاء البرلماني الكثير من الأرقام المتعلقة بأعداد اللاجئين السوريين، مشيراً الى أنه منذ بدأت الثورة السورية في شهر مارس/آذار 2011 وحتى الآن فإن أكثر من 529 ألف لاجئ سوري دخلوا المملكة، وهو ما يمثل 8.7% من إجمالي عدد سكان المملكة.
كما أشار السفير الأردني الى أن مخيم الزعتري الذي يضم الآن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري، ويعتبر ثالث أكبر المدن الأردنية من حيث عدد السكان لو تمت المقارنة بينه وبين المدن الرئيسية في الأردن.
الحاجة لموقف سياسي ينهي هذه الكارثة الانسانية
ومن جهتها دعت هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا خلال الاجتماع الى إرسال مساعدات عاجلة للشعب السوري قبل نهاية العام الحالي، مؤكدة أن “الكارثة الانسانية في سوريا هي الأسوأ التي يشهدها العالم منذ قرون”.
وقال المدير التنفيذي للهيئة عثمان مقبل إن “سوريا اليوم مدمرة وتنزف، بعد أن تم استهداف المستشفيات ومدارس الأطفال”، مؤكداً أنها تحتاج الى سنوات وربما لعقود من أجل أن تتعافى من كارثتها الحالية.
ودعا مقبل بريطانيا ودول العالم الى اتخاذ موقف سياسي ينهي الأزمة الانسانية في سوريا، مؤكداً أن “الشعب السوري لا يحتاج فقط الى الأغذية والأدوية والمعونات الانسانية، وإنما يحتاج لموقف سياسي ينهي هذه الكارثة الانسانية”.
يُشار الى أن هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا هي صاحبة مشروع “خبزنا لسوريا” الذي يهدف لتزويد ملايين السوريين بدقيق القمح، والذي تمكن من إرسال ثلاث دفعات من الطحين كمساعدات للمنكوبين السوريين في الداخل والخارج، وهو أحد أبرز مشروعات الإغاثة البريطانية للاجئين السوريين.
ترحيب مصري بالاتفاق الأمريكى الروسى حيال الأزمة السورية
القاهرة (15 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ترحيب بلاده “بالاتفاق الأمريكى الروسي الأخير الرامي لوضع حد للصراع الدموي الدائر في سورية منذ عامين”
وأضاف أن “مصر ترى أن الهدف الرئيسي للمؤتمر الدولي المقرر عقده قريباً بشأن الأزمة السورية هو التوصل إلى حل للأزمة القائمة والاستجابة لتطلعات الشعب السوري، وذلك من خلال عملية تفاوضية تضم ممثلين عن المعارضة السورية وممثلين للنظام السورى ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السورى ومقبولين للمعارضة السورية ولديهم صلاحيات تفاوضية كاملة”، حسبما نقل عنه بيان للخارجية في تصريحات من بروكسل
وأوضح عمرو، الذي يشارك في المؤتمر الدولي للمانحين لدعم مالي في العاصمة البلجيكية، أن “الهدف من تلك العملية التفاوضية هو تشكيل حكومة سورية كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية السورية ، بما يضمن وحدة الأراضي السورية ويحفظ للشعب السوري ترابط نسيجه المجتمعي بمختلف أطيافه”، على حد وصفه
كما شدد رئيس الدبلوماسية المصرية علي أهمية مشاركة “جميع الأطياف السورية في تحديد مستقبل بلادها دون إقصاء لأية طائفة” على حد قوله
ويحث الاتفاق المشار إليه النظام السوري ومعارضيه على إيجاد حل سياسي للنزاع المستمر منذ أكثر من سنتين على أساس اتفاق جنيف
ناشطون وقوى ثورية سورية ترفض نتائج أي مؤتمر لا يضمن رحيل الأسد وحل الأجهزة الأمنية
روما (14 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت مجموعة من القوى الثورية والناشطين الميدانيين في سورية عن رفضها “القاطع” للاتفاق الأمريكي الروسي الذي أعلن عنه وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع الماضي ما لم تكمن هناك جملة من الشروط على رأسها رحيل الأسد ورموز نظامه وحل الأجهزة الأمنية والعسكرية كاملة، وحذّرت من “خيانة الثورة”، وأكّدت على أن من يوافق على المؤتمر “سينضم إلى قائمة الخيانة والإجرام” حسب قولها
وكان الوزيران الأمريكي والروسي قد أعلنا عن عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة السورية من خلال إحياء بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/يونيو العام الماضي الذي ينصّ على التفاوض بين النظام السوري والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة
وأعلن عشرات الناشطين الميدانيين والهيئات المعارضة عن أربعة شروط للقبول بمؤتمر دولي جديد لحل الأزمة السورية سياسياً، أولها “رحيل بشار الأسد وكافة أركان حكمه”، ثم “إسقاط النظام كاملاً بكل هيئاته ومؤسساته وبالأخص على حلّ جميع الأجهزة الأمنيّة والعسكرية التي عاثت فساداً وإجراماً”، وكذلك ضمان “المحاكمة العادلة لكل من قتل أو شارك من أزلام النظام وجنوده”، وأخيراً عدم مشاركة أزلام النظام “مهما كانت الأسباب بأي منصب في النظام القادم”، وشددوا على أنهم دون ذلك لن يقبلوا بمقررات اتفاق جنيف، وحذّروا من “أي تفريط من معارض ما أو جهة ثوريّة أو تنازل أو تهاون بإحدى هذه الشروط”، تحت طائلة اعتبار من وافق دونها خائن للثورة والوطن
وتبنّى هذا الموقف ناشطون وإعلاميون ميدانيون منهم خالد أبو صلاح، هادي العبد الله، والعديد من تنسيقيات حمص، كتنسيقيات أحياء الخالدية والوعر وتلكلخ والقصور والحولة وبنش، وتنسيقيات من مدن سورية أخرى في دير الزور والرقة وإدلب وطرطوس، واتحاد تنسيقيات دمشق وريفها، فضلاً عن منظمات ومؤسسات إعلامية حقوقية، كالمؤسسة السورية للتوثيق والنشر، والمكتب الإعلامي لهيئة حماية المدنيين بمدينة حمص، مكتب شؤون اللاجئين السوريين في لبنان، والمكتب الإعلامي للواء المعتصم بالله، وهيئات دينية هيئة العلماء الأحرار في سورية، وعلماء ودعاة حمص، وغيرها من الشخصيات والتنسيقيات والهيئات المعارضة
يُشار إلى أن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية سيعقد اجتماعاً في اسطنبول في 23 أيار/مايو الجاري لاتخاذ قرار بشأن المشاركة بالمؤتمر الدولي المُقترح، على الرغم من أنه أشار في بيان أولي أعقب الإعلان عن المؤتمر بتأكيده على أن أي حل سياسي يجب أن يبدأ برحيل الأسد
أما هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة فقد رحّبت بالتوافق الأمريكي الروسي لعقد مؤتمر دولي، وقررت الاستجابة للمشاركة في المؤتمر إلى جانب قوى معارضة أخرى، لكنها أبدت تفاؤلاً حذراً حول نجاحه وأشارت إلى أن دولاً عديدة إضافة إلى المتطرفين من النظام وبعض جهات المعارضة سوف تعمل على إفشاله، وطالبت السلطات السورية خلق بيئة ملائمة لإنجاح المؤتمر مثل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح بالإغاثة الشاملة وإيقاف أعمال العنف
كيري: واثقون من جلب أطراف النزاع السوري قريبا للحوار
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأربعاء، عن ثقته في أحراز الولايات المتحدة وروسيا تقدماً في دفع الأطراف المتناحرة في سوريا إلى طاولة الحوار بالمؤتمر الذي تسعى واشنطن وموسكو من خلاله إنهاء سفك الدماء في سوريا.
وقال كيري، الذي التقى نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بالسويد، الأربعاء: “نحن واثقون بشأن الإتجاه الذي نتحرك صوبه، ونأمل بشدة أنه في خلال فترة وجيزة سيتم تجميع صورة كاملة، نأمل من خلالها أن يتاح للعالم فرصة تقديم بديل للعنف والدمار اللذن يحدثان بسوريا في هذه اللحظة.”
ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي، إن على جميع المشاركين في مؤتمر سوريا دعم المبادرة الروسية الأمريكية لتطبيق إعلان جنيف.
وشدد لافروف على ضرورة دعم المعارضة والنظام السوريين إلى مساعي موسكو وواشنطن لعقد المؤتمر الذي يهدف إلى إنهاء سفك الدماء في سوريا، مضيفاً: علينا أن نحشد الدعم لهذا المؤتمر، ويجب تعبئة جميع المشاركين الخارجيين في هذا الوضع وجميع الأطراف السورية.”
وفي وقت سابق، أكدت المعارضة السورية، أن أي حل سياسي للنزاع في سوريا يجب أن يبدأ برحيل الرئيس، بشار الأسد، عن السلطة.
كما دعا وزير الخارجية الروسي، وبحسب وكالة “ريا نوفوستي”، إلى توسيع قاعدة المشاركين في المؤتمر لتشمل الدول المجاورة لسوريا واللاعبين الأساسيين في الإقليم.
ويهدف المؤتمر الذي اقترحه وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي،، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى البناء على الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى في يونيو/حزيران الماضي في جنيف.
والاثنين، رجحت الولايات المتحدة تأجيل عقد المؤتمر إلى مطلع يونيو/حزيران المقبل.
لافروف يدعو معارضة سوريا لدعم “جنيف2“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية، الأربعاء، إلى دعم مساعي موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر دولي لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين في سوريا والمتوقع أن يعقد في مدينة جنيف السويسرية.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف المشارك في مجلس القطب الشمالي في بلدة كيرونا السويدية قوله “من المهم أن يعرب جميع المشاركين عن دعمهم للمبادرة الروسية الأميركية لتطبيق إعلان جنيف”.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت متأخر الثلاثاء، ركزت على المؤتمر الدولي بشأن سوريا.
وسبق للوزيرين أن حضا الأسبوع الماضي طرفي النزاع السوري على البحث عن حل سياسي، وأبديا رغبتهما في عقد مؤتمر دولي للتوصل إلى هذا الحل على أساس اتفاق جنيف.
وينص اتفاق جنيف الذي توصلت إليه الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وتركيا والجامعة العربية في يونيو على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة تضم أعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة من أجل تقرير المرحلة الانتقالية، ولا يتطرق لمصير الرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي شكل خلافا حول الاتفاق.
ورفض وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الثلاثاء أي بحث في مستقبل الأسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرا أن ذلك “يمس بالسيادة الوطنية”، ويعود القرار فيه إلى “الشعب السوري وصناديق الاقتراع”.
بينما تؤكد المعارضة أن حلا سياسيا للأزمة يجب أن يبدأ برحيل الأسد.
“الحر” يقتحم سجن حلب.. ومعركة باليرموك
عبد الرحيم الفارسي – خليل هملو – حلب – دمشق – سكاي نيوز عربية
اقتحم مقاتلو الجيش الحر السجن المركزي في محافظة حلب صباح الأربعاء، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي، فيما اندلعت معركة عنيفة على مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.
وقال مراسلنا إن الجيش الحر تمكن من اقتحام السجن عبر فتح ثغرات في سوره الخارجي، مضيفا أن المعركة كبيرة وقد تستمر عدة أيام نظرا لضخامة السجن الذين يضم قرابة 7 آلاف سجين.
وأوضح أن مقاتلي المعارضة سيطروا على المبنى الجديد للسجن فيما تدور اشتباكات داخل المبنى القديم.
وقال ناشط يدعى أبو مجاهد الحلبي، من المدينة لسكاي نيوز عربية إن السجن يضم معتقلين سياسيين وشبابا ممن شاركوا في المظاهرات ضد الأسد في بداية الانتفاضة.
وأضاف أن الجيش الحر يحاول السيطرة على السجن بالكامل دون وقوع خسائر في صفوف المعتقلين الذين لا توجد تفاصيل دقيقة حول عددهم.
وأوضح الحلبي في الوقت ذاته أن الاقتحام حدث بالتنسيق مع كتائب داخل قوات النظام، “تم تأمين انشقاقها قبل عملية الاقتحام”‘ على حد قوله.
واندلعت اشتباكات عنيفة في محيط السجن كما تعرضت المنطقة لقصف من الطيران الحربي.
وقال مراسل سكاي نيوز عربية إن انفجارات ضخمة هزت الأحياء الشرقية لمدينة حلب بالتزامن مع اقتحام السجن.
وأفاد ناشطون أيضا بتعرض المنطقة الممتدة بين دوار الجندول و مشفى الكندي بحلب لقصف جوي عنيف.
اشتباكات في اليرموك
وفي دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة على مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري النظامي بدعم من بعض مسلحي الفصائل الذين يحاولون منع مسلحي المعارضة من اقتحام المخيم.
وقال مراسل سكاي نيوز عربية الذي كان موجودا على مدخل المخيم لحظة وقوع الاشتباكات إن عددا من القتلى والجرحى سقط جراء الاشتباكات العنيفة.
وأوضح أن الاشتباكات بدأت بعدما توجه نحو 150 شخصا في مسيرة لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، ومنعتهم قوات الجيش النظامي من دخول المخيم.
وانقطعت خدمة الإنترنت عن العاصمة السورية بالكامل، مما يصعب متابعة الأوضاع هناك.
وفي وقت سابق، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة بساحة الأمويين، أسفرت عن إصابة السائق على الأقل.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذائف هاون على منطقة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، دون وقوع إصابات.
الصراع في سوريا: معارك عنيفة عند أبواب السجن المركزي في حلب
تشهد أرجاء حلب معارك شرسة منذ فترة.
تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين عند أبواب سجن حلب المركزي الذي اقتحمه مقاتلو المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “تدور اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية داخل أسوار سجن حلب المركزي”، الواقع عند طرف مدينة حلب الشمالي، “بعد تمكن الكتائب المقاتلة من اقتحامه إثر تفجير سوره بسيارتين مفخختين”.
وأشار إلى أن الاشتباكات تترافق “مع قصف بالمدفعية وقذائف الدبابات والطيران على محيط السجن، وأدى هذا إلى وقوع أضرار واندلاع حرائق في ممتلكات المواطنين”.
لكن مصدرا رسميا سوريا نفى سيطرة قوات المعارضة على جزء من سجن حلب المركزي في منطقة المسلمية كما أفادت بعض الأنباء.
ونقلت وكالة سانا الرسمية السورية، عن المصدر قوله إن القوات الحكومية تصدت للهجوم الذي قام به مسلحو المعارضة، وما زالت الاشتباكات جارية حتى هذه اللحظة حول محيط السجن.
ويوجد حوالى أربعة آلاف سجين، بينهم إسلاميون، ومحكوم عليهم في السجن.
وكانت وسائل إعلام سورية قد ذكرت أن شخصا لقي حتفه في انفجار عبوة ناسفة، وضعت تحت سيارة في ساحة الأمويين بالعاصمة السورية دمشق.
وقال عنصر أمني في المكان لوكالة فرانس برس إن العبوة كانت ملصقة بالسيارة قرب حاجز عسكري على مقربة من مقر هيئة الأركان، مشيرا إلى وقوع جرحى.
وأغار الطيران الحربي السوري الأربعاء عدة مرات على مناطق في ريف دمشق والرقة وحلب وحماة.
وأفادت مصادر المعارضة بمقتل مقاتلين معارضين الاربعاء في حمص في الاشتباكات المستمرة مع القوات النظامية في ريف مدينة القصير.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، عن مدير عام الشركة السورية للاتصالات المهندس بكر بكر أن “خدمة الإنترنت والاتصالات القطرية انقطعت اليوم بسبب حدوث عطل في الكابل الضوئي”.
وأضاف أن “ورشات الصيانة والإصلاح التابعة للشركة تقوم بإصلاح العطل لإعادة خدمة الإنترنت والاتصالات القطرية “في أسرع وقت ممكن”.
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 99 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب ما أورده المرصد السوري.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قذيفتي هاون سقطتا على جبل الشيخ في هضبة الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل، دون أن تسبب إصابات أو أضرارا.
وظلت الجولان المحتلة منطقة هادئة نسبيا منذ بدء الاضطرابات في سوريا، ثم تحولت إلى مواجهات عسكرية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
ولم تسجل فيها إلا حوادث بسيطة مثل سقوط قذائف سورية وإطلاق إسرائيل النار.
وتحتل إسرائيل الجولان منذ 1967، وهي هضبة تبلغ مساحتها 1860 كلم.
ولا تعترف المجموعة الدولية بسيادة إسرائيل على هذه الأرض.