أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 18 تموز 2012


المعارضة تعلن بدء «تحرير دمشق»

موسكو – رائد جبر؛ دمشق، بيروت، باريس، نيويورك – «الحياة»، ا ب، ا ف ب

اتسع نطاق المواجهات التي شهدتها احياء العاصمة السورية امس، لليوم الثالث على التوالي، ووقعت معارك بين القوات النظامية و «الجيش السوري الحر» في احياء كفرسوسة ونهر عيشة والميادين والقدم، فيما شهدت ساحة السبع بحرات وشارع بغداد وساحة عرنوس في وسط العاصمة معارك متقطعة. وقالت قيادة «الجيش الحر» في الداخل ان «معركة تحرير دمشق بدأت»، معلنة اسقاط مروحية تابعة للجيش النظامي في حي القابون، كانت «تقصف القابون وبرزة وحرستا في ريف دمشق» بحسب ناطق باسم تنسيقيات دمشق.

واعلنت قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل ان «معركة تحرير دمشق» بدأت، مؤكدة ان هناك خطة للسيطرة على العاصمة وان «النصر آت». واطلقت القيادة على المعركة اسم «بركان دمشق زلزال سورية». وقال الناطق باسمها العقيد قاسم سعد الدين ان «معركة تحرير دمشق بدأت والمعارك لن تتوقف».

واعلن العميد مناف طلاس امس في بيان تلقته وكالة «فرانس برس» عن أمله بقيام «مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها واستقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة». واضاف: «لا يسعني الا ان اعبر عن غضبي والمي في زج الجيش في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه».

في هذا الوقت استمرت الجهود الديبلوماسية بهدف التوصل الى موقف دولي موحد حيال اتخاذ قرار جديد في مجلس الامن يتيح التمديد لمهمة المراقبين الدوليين التي تنتهي الجمعة المقبل. وفي انتظار نتائج الاتصالات الجارية، تم تأجيل موعد جلسة المجلس التي كانت مقررة اليوم للتصويت على قرار جديد الى نهار غد، في ضوء الخلاف المستمر بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة اخرى حول الاشارة الى اللجوء الى الفصل السابع في القرار الجديد لفرض تنفيذ خطة المبعوث الدولي – العربي كوفي انان.

وفي اطار هذه الجهود، يزور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بكين حيث يلتقي اليوم المسؤولين الصينيين، بعدما دعا الحكومة الروسية الى زيادة الضغط على سورية، وذلك في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان بان دعا روسيا الى استخدام نفوذها للتحقق من تطبيق تام وفوري لخطة انان. وكان بان تحادث هاتفيا الاثنين مع لافروف، بعدما تحادث الاحد مع وزير الخارجية الصيني يانغ جياشي.

والتقى انان امس في موسكو الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته. وأكد بوتين أن بلاده «ستعمل كل ما في وسعها لدعم جهود أنان لتسوية الأزمة في سورية بالطرق السياسية». وقال إن روسيا منذ البداية أيدت جهود المبعوث الدولي الذي وصفه بأنه «يحظى بتقدير واحترام كبيرين في روسيا». ووصف أنان الاوضاع في سورية بانها «مأسوية»، وقال إنها وصلت إلى «نقطة تحول حاسمة»، وأن الأزمة باتت «على مفترق طرق… انها لحظة تحول».

وكان الكرملين مهد للقاء أنان بتأكيد رفض موسكو أي محاولات لوضع الملف السوري تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح فرض تنفيذ قرارات مجلس الامن بالقوة. وجاء في بيان عن الكرملين أن موسكو تعتبر خطة أنان الطريق الوحيد الممكن للتسوية.

وأعرب لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع أنان بعد المحادثات، عن الأمل في التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن حول صيفة مشروع قرار جديد، لكنه ربط ذلك بالتزام الأطراف بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف. وقال إن اللاعبين الدوليين «تمكنوا من الاتفاق في جنيف ولا أرى ما يمنعنا من الاتفاق في مجلس الأمن على الأساس ذاته».

من جانبه أعرب انان عن أمله في أن يتمكن أعضاء المجلس من التوصل إلى اتفاق بشأن قرار حول سورية. وقال إن المطلوب من المجلس أن يخرج برسالة واضحة أن ما يجري في هذا البلد لا يمكن القبول به.

من جهة اخرى، دعت الحكومة العراقية رعاياها المقيمين في سورية ومعظمهم من اللاجئين الى مغادرتها والعودة الى العراق بعد تزايد حوادث القتل والاعتداء عليهم. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان مجلس الوزراء العراقي ناقش «تزايد حوادث القتل والاعتداء على العراقيين المقيمين في سورية». واضاف ان «العراقيين ضيوف يقيمون بصورة موقتة في سورية والحكومة العراقية تدعوهم للعودة الى الوطن حيث سيتم تأمين كل الوسائل اللازمة لعودتهم».

ومع تزايد حدة المعارك في مختلف انحاء سورية يتزايد القلق الدولي على مصير الاسلحة الكيماوية لدى النظام السوري وذلك في ضوء ما اعلنه السفير السوري المنشق نواف الفارس عن استعداد النظام لاستخدام هذه الاسلحة ضد المعارضة اذا شعر ان نظامه بات مهدداً بالسقوط.

وحذر البيت الابيض الحكومة السورية امس من انها ستحاسب على اسلوب التعامل مع اي أسلحة كيماوية في حيازتها وطريقة تخزينها. كما قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان باريس «تشعر بالقلق الشديد» من الانباء التي تشير الى تحرك لاسلحة كيمياوية في سورية من قبل النظام وانها «تسعى الى معرفة الحقيقة».

وفي نيويورك، خيمت أجواء حبس الأنفاس على مجلس الأمن مع استعداد الدول الغربية وروسيا لمواجهة صدامية اليوم بعدما أعلن سفيرا بريطانيا مارك ليال غرانت وفرنسا جيرار آرو الاتجاه الى طرح مشروع القرار الغربي على التصويت اليوم «ما لم تكن هناك مناقشات جدية»، فيما أكد نائب السفير الروسي ألكسندر بانكين أن روسيا «لا تزال على موقفها في رفض قرار تحت الفصل السابع».

وعلى غرار الدول الغربية وضعت روسيا مشروع قرارها باللون الأزرق، وهي الخطوة الإجرائية الأخيرة قبل طرحه على التصويت في المجلس، رغم أن السفيرة الأميركية سوزان رايس أكدت إن «المشروع الروسي لا يحظى بتأييد تسعة أصوات من أعضاء المجلس الخمسة عشر» وهو الحد الأدنى المطلوب لتبني أي قرار بالتصويت.

ولا يزال مشروع القرار الغربي بصيغته المعدلة الأخيرة ينص على أن مجلس الأمن وعملاً بالفصل السابع «يقرر أنه في حال عدم تقيد السلطات السورية بشكل كامل مع نص القرار (في حال تبنيه) خلال عشرة أيام فإن المجلس سيفرض فوراً إجراءات بموجب الفقرة ٤١ من ميثاق الأمم المتحدة» (عقوبات لا تتضمن استخدام القوة).

أما مشروع القرار الروسي فلا يزال ينص على أن مجلس الأمن «يعبر عن نيته تقويم تطبيق هذا القرار (في حال تبنيه) ودراسة خطوات إضافية مناسبة» من دون تحديد طبيعة الخطوات أو المدة الزمنية لدراستها.

وينص مشروع القرار الغربي على تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية – أنسميس مدة ٤٥ يوماً فيما ينص المشروع الروسي على ٩٠ يوماً. ويعبر المشروع الذي انضمت الى رعايته الى جانب بريطانيا كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرتغال عن «القلق البالغ حيال فشل الأطراف وخصوصاً السلطات السورية في تطبيق خطة كوفي أنان» ويقر بالكامل «البيان الختامي لمجموعة العمل من أجل سورية الصادر في جنيف» ويطلب بشكل عاجل التطبيق الكامل والفوري لكل عناصر خطة النقاط الست» كما يطالب «كل الأطراف السوريين بوقف كل أشكال العنف المسلح فوراً، والبدء في تطبيق خطة الانتقال المقرة في البيان الختامي لمجموعة العمل من أجل سورية في جنيف» ويذكر بضرورة محاسبة أولئلك المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان». ويطلب من السلطات السورية ضمان فعالية عمل بعثة المراقبين الدوليين.

ويعبر مشروع القرار الغربي عن عزمه على «تقويم تطبيق القرار واتخاذ المزيد من الإجراءات وفق ما هو مناسب».

هيغ يؤكد ضرورة عدم استبعاد أي خيار

عمان – نبيل غيشان

أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه يجب عدم استبعاد أي خيار في سورية، مؤكداً الحاجة لقرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع. وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان إن «الوضع خطير جداً ولا يمكن التنبؤ به لدرجة انني اعتقد انه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل». واضاف: «من الواضح اننا فشلنا حتى الآن. العملية التي اطلقها (مبعوث السلام) للأمم المتحدة كوفي انان فشلت حتى الآن في تحقيق عملية سياسية سلمية ولهذا نحن الآن بحاجة لأن يعزز مجلس الأمن بشكل كبير الضغط من أجل تحقيق ذلك».

واعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال انه آن الاوان لتصعيد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وفرض عقوبات ان لم يوقف استخدام الأسلحة الثقيلة امتثالا لخطة سلام ذات ستة نقاط تدعمها الامم المتحدة.

وقال هيغ: «ليس هناك سبب الآن لعدم التوافق على قرار من هذا القبيل».

واضاف: «نحن نتجادل بهذا الخصوص مع غيرنا من الدول الغربية والعربية في مجلس الامن وسنستمر في الجدال في هذا الشأن خلال الساعات المقبلة، بالطبع هناك خلافات مستمرة في المجلس».

واكد هيغ ان «ما رأيناه اليوم يجب الا يدع لنا اي مجال للشك بأن المطلوب هو قرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت البند السابع».

ورأى ان ذلك يدعم «تنفيذ خطة انان وتشكيل حكومة انتقالية في سورية مع عملية سياسية سلمية وفرض عقوبات متفق عليها عالمياً على من يعرقل تنفيذ تلك الخطة».

وكان هيغ زار لاجئين سوريين في مدينة الرمثا الحدودية شمال الاردن فروا الى المملكة هرباً من العنف في بلدهم.

وبحسب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك اكثر من 27 الف لاجىء سوري مسجلين في الاردن. وحضّ لاجئون هيغ، خلال زيارته على «الخلاص» من الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال لاجئون تجمهروا لدى زيارة هيغ لمخيم البشابشة، الذي يؤوي حوالي الف لاجئ سوري، برفقة نظيره الاردني: «لا نريد منكم لا ماء ولا غذاء، لسنا بحاجة لمن يتصدق علينا. كل ما نريده هو الخلاص من بشار».

وسأل احد اللاجئين هيغ «لماذا لم تتدخلوا عسكرياً حتى الآن لانقاذ الشعب السوري؟»، فيسأله هيغ: «اهذا ما توصون به جميعا؟»، فأجابه: «نعم كل السوريين يطلبون ذلك لان بلدنا يتعرض للدمار».

وأقترب لاجىء مصاب في قدمه وقال لهيغ: «ان كنتم لا ترغبون بالتدخل عسكرياً اعطونا السلاح ونحن مستعدون للجهاد فالاطفال والنساء يقتلون يوميا». ووصف هيغ العنف في سورية، بأنه «مروع»، مشيراً الى استخدام «الدبابات والقصف الجوي، وكل انواع الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين». وقال اثناء تجواله في المكان الذي يخضع لحراسة مشددة انه «امر مروع ان نسمع عما يحدث من الناس هنا، فالكثير منهم قادمون من مناطق قريبة من الحدود» السورية الاردنية.

وأكد وزير الخارجية أن الأردن لن يسمح لأي جماعات بالتأثير على امنه، وهذا هو السبب وراء تشديد الرقابة على دخول بعض اللاجئين السوريين إلى المملكة.

وقال جودة رداً على سؤال يتعلق بتهديدات سورية محتملة لدول الجوار باستخدام الأسلحة الكيماوية وبدخول جماعات إرهابية إلى أراضيه إن «ما يخبئه النظام السوري من أسلحة شأن يعود له»، و»ما يهددنا هو شأننا»، وإن الأجهزة الأمنية وغيرها في المملكة تتابع هذا الموضوع.

ونفى جودة أن يكون رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة اقترح حلاً عسكرياً للأوضاع في سورية لأن الأردن مؤمن بالحل السياسي لإنهاء العنف في الدولة الجارة، ملقياً اللوم في ذلك على «بعض التقارير الإعلامية التي لم تنقل ما تحدث به الرئيس تجاه سورية بشكل صحيح».

سورية: اتساع الاشتباكات و«الجيش الحر» يعلن بدء «تحرير دمشق»

دمشق، بيروت -»الحياة»، أ ف ب، رويترز

تواصلت عمليات القصف والاشتباكات العنيفة في أحياء العاصمة السورية دمشق، وبلغت من العنف حد استهداف حي القابون في العاصمة بالمروحيات. وقالت مصادر المعارضة إنها ردت بإسقاط هليكوبتر للجيش في القابون.

وقال ضابط كبير في المعارضة السورية لرويترز: «طائرات الهليكوبتر تحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية. من السهل استهدافها باستخدام أسلحة مضادة للطائرات».

وأكد الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين لوكالة فرانس برس عبر سكايب «أسقطنا مروحية للجيش فوق حي القابون». ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن شهود انهم رأوا المروحية تسقط بعد إصابتها.

وقال في بيان إن الشهود «رأوا طائرة حوامة تسقط بعد إصابتها من الثوار في حي القابون».

وذكر الناطق باسم تنسيقيات دمشق أبو عمر أن «المروحية التي كانت تقصف القابون وبرزة وحرستا في الريف الدمشقي أصيبت بقذيفة في خزان وقودها، ما تسبب بسقوطها في مزارع القابون».

في المقابل، قال الناشط عمر القابوني من حي القابون إن «الجيش الحر يخوض اشتباكات في القابون ضد القوات النظامية، إلا أن خبر إسقاط المروحية غير صحيح».

وجاء التصعيد متزامناً مع إعلان قيادة «الجيش السوري الحر في الداخل» أمس أن «معركة تحرير دمشق بدأت والمعارك لن تتوقف»، مؤكداً أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة وأن «النصر آت». في هذا الوقت، تمكن المقاتلون المعارضون من الاستيلاء على كل مواقع القوات النظامية عند أطراف ومداخل مدينة تلبيسة في محافظة حمص في وسط البلاد، ليسيطروا بشكل كامل على المدينة التي تتعرض لحملات قصف من قوات النظام منذ اشهر طويلة والتي تتحصن داخلها مجموعات من «الجيش الحر».

وعن الأوضاع في دمشق، قال ناشطون وشهود انه سمعت أصوات طلقات رشاشة ظهر امس في وسط دمشق، في حين تتواصل في أحياء أخرى من العاصمة عمليات القصف والاشتباكات العنيفة التي استخدمت فيها المروحيات للمرة الأولى.

وذكر شهود لفرانس برس أن «أصوات رشقات رشاشة سمعت في ساحة السبع بحرات وسط دمشق، وشوهد عدد من عناصر الأمن المسلحين يركضون في الساحة» حيث يوجد مقر المصرف المركزي السوري. وأضاف الشهود أن «أصوات إطلاق نار سمعت أيضاً في شارع بغداد» العريض القريب من الساحة. وتم إقفال طريقين يؤديان إلى الساحة لوقت قصير قبل فتحهما من جديد أمام حركة السير.

كما تواصلت الاشتباكات بين «الجيش السوري الحر» والقوات النظامية في أحياء أخرى من العاصمة. وشوهدت سحابة دخان اسود امس فوق حي الميدان القريب من وسط العاصمة الذي يتعرض لقصف من القوات النظامية منذ أول من امس.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أصوات انفجارات وإطلاق نار» تسمع في الحي، وأن «قذائف هاون سقطت كذلك على منطقتي الزاهرة القديمة والقاعة في الميدان». كما وقعت اشتباكات فجراً بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في أحياء الحجر الأسود والقابون حيث استخدمت قوات النظام «الطائرات الحوامة في القصف»، بحسب المرصد.

وأشار بيان للمرصد إلى أن «مركز الشرطة في حي القدم تعرض للهجوم وسمعت أصوات انفجارات في حيي نهر عيشة وكفرسوسة. كما يتعرض حي العسالي للقصف وتدور فيه اشتباكات».

وتقع هذه الأحياء في جنوب وشرق وغرب العاصمة، فيما حي الميدان هو الأقرب إلى الوسط. وأفاد الناشط أبو مصعب الذي قال انه موجود في حي الميدان لفرانس برس بأن الجيش النظامي حاول «دخول الحي، إلا أن الجيش الحر منعهم من ذلك».

وأكد أن قوات النظام «تطلق النار على كل شيء وقد دمرت مسجد غزوة بدر»، مشيراً إلى سقوط عدد كبير من الجرحى ونقص في الأطباء».

وذكر الناشط عمر القابوني من حي القابون لفرانس برس في اتصال هاتفي أن «الجيش النظامي حاول الساعة الثامنة والنصف من مساء امس (5.30 ت غ) اقتحام الحي فتصدت له عناصر من الجيش الحر». وأضاف أن الحي شهد اثر هذه المحاولة «قصفاً عنيفاً بقذائف الهاون والدبابات»، بالإضافة إلى «إطلاق نار عشوائي من رشاشات المروحيات التي حلقت على علو منخفض فوق الحي».

وأشار إلى أن «القوات النظامية استهدفت محطات التحويل الكهربائي في الحي بعيد منتصف ليل الاثنين- الثلثاء ما جعل التغذية بالتيار الكهربائي تنخفض بنسبة 75 بالمئة تقريباً».

وأشار إلى سقوط جرحى «لم يكن في الإمكان إجلاؤهم بسبب انتشار القناصة».

ولفت إلى أن هدوءاً حذراً ساد أحياء دمشق منذ نحو الخامسة فجراً (2 ت غ)، مشيراً إلى أن «معظم المحال التجارية في القابون مقفلة، ولا يخرج السكان إلى الشوارع إلا لشراء الحاجات الضرورية».

وذكرت شاهدة من شارع بغداد أن «الطيران المروحي ما زال يحلق في سماء المنطقة على طول الشارع منذ مساء الاثنين»، مضيفة أنها لم تغادر المنزل منذ امس بسبب «الوضع الأمني المتوتر». ولا يمكن التأكد من صحة كل هذه المعلومات، بسبب عدم تمكن الصحافيين من الوصول إلى هذه الأحياء.

وأظهر شريط فيديو حمله ناشطو المعارضة رجالاً يرتدون الجينز يختبئون وراء أجولة رملية في الأزقة ويطلقون مقذوفات صاروخية ورشاشات وسط سحب من الأتربة ودوي النيران. وأحرق مقاتلو المعارضة إطارات السيارات وسدوا بعض الشوارع لتخفيف الضغط على المقاتلين. وتصاعدت أعمدة من الدخان فوق العاصمة السورية.

وذكر ناشطون أن المدفعية ونيران الصواريخ ضربت منطقة التضامن المعارضة على مشارف العاصمة السورية.

وذكر سكان في حي الميدان انهم شاهدوا قناصة يتخذون مواقعهم فوق الأسطح.

وقال أحد السكان قرب حي الميدان «القوات في كل مكان أسمع صفارات عربات الإسعاف. أشعر أنها حرب حقيقية في دمشق».

ولم تذكر الحكومة السورية الكثير عن وصول الاضطرابات إلى العاصمة. وقال التلفزيون السوري أول من امس إن قوات الأمن تلاحق «جماعات إرهابية» فرت إلى بعض أحياء دمشق.

وقال مقاتل لرويترز إن مقاتلي المعارضة يواصلون القتال لأنهم لا يستطيعون الانسحاب إلى مناطق آمنة بعد بضع ساعات من القتال كما كانوا يفعلون في توغلات سابقة في العاصمة السورية لأنهم محاصرون من جانب قوات الحكومة.

وقال مشيراً إلى مقاتلي المعارضة «انهم يريدون الرحيل. لو استطاعوا أن يرحلوا لرحلوا. لكن كل المنطقة محاصرة».

وقال عماد معاذ وهو ناشط من دمشق «حين تصوب سلاحك إلى قلب دمشق إلى الميدان فقد خسرت المدينة. مقاتلو المعارضة في الشارع يتمتعون بتأييد الأسر في أنحاء دمشق».

ونشر ناشطون لقطات فيديو لعربات مدرعة وجنود بالزي العسكري وهم ينتشرون على طريق عمان السريع الذي يربط بين دمشق والعاصمة الأردنية عمان ويفتحون الطرق المؤدية إلى الطريق الدولي. وكان محتجون قد سدوا مدخل الطريق بإشعال النار في إطارات السيارات لتخفيف الضغط عن المقاتلين في حي الميدان.

وكانت قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل أعلنت امس أن «معركة تحرير دمشق» بدأت، مؤكداً أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة وأن «النصر آت».

وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب إن «معركة تحرير دمشق بدأت والمعارك لن تتوقف».

وقال «لدينا خطة واضحة للسيطرة على كل دمشق»، رافضاً كشف أي تفاصيل عنها. وأشار إلى أن «الجيش الحر يقاتل بالسلاح الخفيف لكنه كاف».

وقال سعد الدين إن الجيش الحر «قرر نقل المعركة إلى العاصمة رداً على مجزرة التريمسة والقصف العنيف الذي تتعرض له حمص». وأضاف أن «النظام هو من جنى على نفسه. ومنذ اليوم، كل مدينة سورية ستحاصر وأي مجزرة سترتكب سنرد عليها في كل أنحاء سورية».

ورداً على سؤال عن سير المعارك في العاصمة، قال إن عناصر الجيش الحر «منتشرون في كل الأحياء» الدمشقية وإن كانوا لا يسيطرون تماماً على أي حي بشكل كامل.

ولفت إلى أن الاشتباكات وصلت إلى حيي المرجة والعباسيين في وسط العاصمة، مضيفاً أن الجيش النظامي «اضطر لاستخدام المصفحات في حي الميدان». ووعد سعد الدين بمفاجآت كثيرة» في دمشق.

وكانت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل» أعلنت بدء عملية «بركان دمشق ـ زلزال سورية نصرة حمص والميدان»، اعتباراً من الساعة 20 (17 تغ) في كل المدن والمحافظات السورية.

وأوضح البيان أن هذه العملية «بدأت عند الساعة الثامنة مساء امس بتوقيت العاصمة السورية (17 ت غ) بقطع كل الطرق الدولية والرئيسية من حلب إلى درعا ومن دير الزور إلى اللاذقية وشل حركة المواصلات ومنع وصول الإمدادات والاستيلاء عليها في كل أرجاء سورية … ومحاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة … والهجوم على كل المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات». وذكر أن العملية ستشمل «الهجوم على كل المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات» و»محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة المنتشرة في سورية والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها».

أما في محافظة حمص، فأفاد المرصد بأن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سيطروا ليلة أول من امس على كل حواجز بلدة تلبيسة» في الريف. ولفت إلى تعرض حيي القرابيص وجورة الشياح للقصف امس من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على أحياء عدة في مدينة حمص. وقتل أول من امس 149 شخصاً بينهم 82 مدنياً، بالإضافة إلى 41 عنصراً من القوات النظامية و26 مقاتلاً معارضاً ومنشقين.

استمرار الخلافات في مجلس الأمن حول مشروع قرار ضد دمشق

نيويورك – أ ف ب

يتجه أعضاء مجلس الامن الدولي الى مواجهة جديدة حول مشروع قرار مدعوم من الغرب يهدد بعقوبات على سورية إذا تواصل العنف في البلاد، وتعهدت روسيا باستخدام حق النقض ضد المشروع على أساس انه «غير متوازن».

وأعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال أنه آن الأوان لتصعيد الضغط على الأسد. إلا أن موسكو أكدت أنها لن تصوت على قرار يهدد بفرض عقوبات.

وصرح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين ليلة أول من أمس: «قلت بوضوح أننا سنصوت ضد مشروع القرار هذا» وذلك بعد المحادثات المتوترة التي جرت بين سفراء المجلس.

وسبق أن استخدمت الصين وروسيا مرتين حق النقض لوقف مشروعي قرار ضد النظام السوري. وقد عرضت موسكو مشروع قرار يمدد مهمة بعثة المراقبين، لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس اعتبرت أن ليس لديه أية حظوظ بأن يعتمد.

وفيما تنتهي مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سورية الجمعة، قال ديبلوماسيون أنه إذا لم يتم اعتماد قرار حتى ذلك الحين فانه سيتم إنهاء المهمة في نهاية الأسبوع.

وقالت رايس انه سيكون «من غير الأخلاقي» ترك حوالى 300 مراقب غير مسلحين في سورية إذا لم يكن مجلس الأمن ينوي الضغط على الأسد لكي يطبق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

ودعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال إلى تصويت على مشروع القرار الذي أعدوه والذي يقترح فرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويهدد مشروع القرار دمشق بعقوبات اقتصادية إذا لم يتوقف النظام السوري عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المعارضة، مجدداً في الوقت عينه مهمة المراقبين الدوليين 45 يوماً، في حين أن مشروع القرار الروسي ينص على تمديد المهمة لثلاثة اشهر.

وقال تشوركين أن على المجلس التركيز على تمديد مهمة المراقبين، مضيفاً: «إذا كان هناك أشخاص يريدون تمرير أجندتهم السياسية الخاصة، فذلك يعني أنهم لا يريدون لهذه المهمة أن تستمر».

وردت رايس بالقول إن مشروع القرار الروسي لن ينال الأصوات اللازمة لكي يتم اعتماده. وأضافت: «لا أعتقد أن هناك تسعة أصوات تؤيد النص الروسي».

والدول الغربية واثقة من أنها قادرة على حمل دولة أخرى على الأقل على الامتناع عن التصويت ما قد يجنبها استخدام الفيتو.

ورايس التي أعلنت سابقاً أن الولايات المتحدة يمكنها وقف تمديد مهمة الأمم المتحدة، قالت إن مواصلة هذه المهمة «موضع شكوك» طالما لم يتم وقف إطلاق النار في سورية ولم تبدأ عملية سياسية.

وقالت السفيرة الأميركية: «من الواضح أن مواصلة القيام بالأمر نفسه، لا ينجح. منطق مشروع القرار الذي وضعه البريطانيون والذي ندعمه بقوة ينص على ضرورة القيام بشيء جديد. يجب ممارسة ضغط بموجب الفصل السابع».

وقد طلبت روسيا أن يبلغ رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود المجلس بخلاصات التحقيق الميداني الذي أجراه المراقبون قبل بحث مشروع القرار، وهو الطلب الذي رفضه السفير الكولومبي نيستور اوزوريو الذي ترأس بلاده مجلس الأمن لشهر تموز (يوليو)، وآثر أن يجري المجلس «تشاوراً» حيال مصير المراقبين.

وكان من المقرر أن يعقد السفراء اجتماعاً جديداً ليلة أمس. وقال السفير الصيني لي باودونغ إنه يحاول إقناع الطرفين بعدم طرح النصين على التصويت لإفساح المجال أمام القيام بمفاوضات إضافية.

وقال السفير البريطاني ليال غرانت الذي تولى صياغة النص في شكل أساسي «من الواضح أن النص يحظى بدعم كبير». وأضاف إن «روسيا والصين أبدتا اعتراضاً على الفصل السابع لكن حين تمت مواجهتهما لم تتمكنا من تقديم أي سبب مقنع لذلك».

وتابع: «يبدو أن الباقين راضون عن النص الحالي. وبالتالي فإننا نرحب بإجراء مفاوضات إضافية». وقال ليال غرانت إن «اتصالات رفيعة المستوى» تجري بين القوى الكبرى حول الخلاف المتعلق بالعقوبات.

وفي تكرار لموقف الصين، أعربت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني عن معارضتها لأي تدخل أجنبي في سورية وذلك قبيل وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي طلب من بكين «استخدام نفوذها» لدى النظام السوري. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن «مصير القادة الحاليين لسورية لا يمكن أن يحدده سوى الشعب السوري. إنه شأن داخلي ويجب على الأسرة الدولية احترامه».

ووصل بان كي مون إلى العاصمة الصينية ليلة أمس لإجراء محادثات مع الرئيس هو جينتاو وقادة صينيين آخرين يفترض أن تهيمن عليها الأزمة السورية.

وقالت صحيفة الشعب إن «تدخلاً خارجياً للتوصل إلى تغيير في النظام وتجنب كارثة إنسانية قد يبدوان سبباً وجيهاً ومسؤولاً للتحرك». وأضافت: «لكن الكثير من الحروب منذ بداية هذا القرن أثبتت أن نشر الديموقراطية والنزعة الإنسانية ليست سوى ذرائع تستخدمها القوى الأجنبية لتحقيق مكاسب شخصية».

البنتاغون: سورية «أولوية» لأمن الولايات المتحدة

واشنطن – أ ف ب

أعلنت الخارجية الأميركية خشيتها من ان يمتد النزاع السوري الى المنطقة، في حين اعتبر البنتاغون ان سورية تمثل «أولوية لأمن الولايات المتحدة».

وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل للصحافيين «اننا نخشى السيناريو الأسوأ: ان يتحول ذلك الى نزاع يمتد في شكل كبير الى خارج الحدود ويتجاوز حدود التقاتل الطائفي. نحن قلقون جداً».

وتابع ان الوضع السوري «امر هام جداً بالنسبة الينا».

وأعلن الناطق باسم البنتاغون ان البحرية الاميركية ستسرع نشر حاملة طائرات والقطع المرافقة لها في الشرق الاوسط لمواجهة التوترات الاقليمية خصوصاً في ايران وسورية.

وقال ليتل للصحافيين ان وزير الدفاع ليون بانيتا «وافق في نهاية الاسبوع الماضي على طلب القيادة الوسطى من اجل تسريع نشر يو اس اس جون ستينيس بأربعة اشهر».

وأوضح ليتل انه «ليس سراً على احد ان الولايات المتحدة تواجه مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة يواجهون تحديات كبيرة متعددة المصادر. سورية هي بالطبع اولى الاولويات بالنسبة لأمن الولايات المتحدة».

والقيادة الاميركية الوسطى مسؤولة عن منطقة الشرق الاوسط التي تمتد من البحر الاحمر الى الخليج والقسم الغربي من المحيط الهندي.

وكانت حاملتا الطائرات ابراهام لينكولن ويو اس اس انتربرايز منتشرتين في المنطقة خلال الاسابيع الاخيرة.

وأعلنت البحرية الاميركية ان ابراهام لينكولن عبرت اول من امس قناة السويس على ان تحل محلها حاملة الطائرات دوايت ايزنهاور خلال ايام.

وأوضح جورج ليتل انه كان من المفترض ان تبقى دوايت ايزنهاور الموجودة حالياً غرب البحر المتوسط وحيدة في المنطقة بعد رحيل انتربرايز غير انه تقرر في نهاية المطاف ان تحل جون ستينيس محل انتربرايز «في نهاية الصيف».

إلى ذلك، جددت الخارجية الاميركية التأكيد على ان قوات النظام السوري قتلت مدنيين في قصفها بالاسلحة الثقيلة بلدة التريمسة بمحافظة ريف حماة. وشدد الناطق باسم الخارجية الاميركية على وجود «ادلة اولية واضحة على ان النظام استخدم اسلحة ثقيلة لقتل مدنيين، ولقتل سكان في هذه القرية».

معركة دمشق اقتربت من مجلس الشعب

مناف طلاس يؤيّد “مرحلة انتقالية بنّاءة”

    (“النهار” ، و ص ف، رويترز، أ ب)

تستمر الاشتباكات العنيفة في عدد من احياء دمشق وتستخدم فيها المروحيات التابعة للجيش النظامي، فيما أعلن “الجيش السوري الحر” بدء “معركة تحرير دمشق” رداً على مجزرة التريمسة في ريف حماه والقصف الذي تتعرض له مدينة حمص، فيما أفاد مصدر امني سوري ان القوات النظامية دخلت حيي التضامن والميدان اللذين شهدا اشتباكات وعمليات عسكرية خلال اليومين الاخيرين، وانها تلاحق “الارهابيين”.

وقال ناشطون وسكان ان القتال يتركز في أحياء كفرسوسة ونهر عيشة والميدان والقدم والقابون التي يقطنها مزيج من الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية. وقال الناشط عمرالقابوني ان نحو 300 مقاتل يشاركون في القتال، وان الشوراع خالية تماما والمحال مقفلة.

وتحدث سكان عن قتال  اندلع لفترة قصيرة في ساحة السبع بحرات وشارع بغداد وساحة عرنوس في وسط دمشق على مسافة نحو 400 متر من مبنى مجلس الشعب.

   وأحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، 86 قتيلا في أعمال العنف في سوريا بينهم 19 في دمشق.

وصرح المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان الذي التقى أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بأن الوضع في سوريا “غير مقبول”، داعياً مجلس الامن الى توجيه رسالة واضحة بوجوب توقف جرائم القتل. أما بوتين فأكد دعم بلاده لجهود انان “الرامية الى اعادة السلم الاهلي” الى الاراضي السورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان “لا سبب” يحول دون التوصل الى توافق على مشروع قرار عن سوريا في مجلس الامن، وقت تراوح المشاورات في المجلس في شأن اصدار قرار جديد لتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا مكانها، نظرا الى اصرار الغربيين على تضمين اي قرار تلويحا بعقوبات على دمشق، في مقابل تحذير روسيا من انها ستستخدم حق النقض “الفيتو” اذا عرض النص الغربي على التصويت اليوم.

ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “المجازر” اليومية في سوريا بأنها “لا تحتمل ولا يمكن السكوت عنها”. واكد ان العميد في الحرس الرئاسي السوري المنشق مناف طلاس موجود في باريس بعدما كان فر من سوريا الاسبوع الماضي.

مناف طلاس

وفي اول موقف له منذ اعلان خروجه من سوريا في 6 تموز الجاري، أكد مناف طلاس في بيان انه في باريس ويأمل في قيام “مرحلة انتقالية بناءة” في سوريا. وحمل البيان توقيع “العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز 2012”.

واعتبر في هذا البيان “ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل أياً كانت الاسباب”. واضاف: “بما ان الاضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن، اتمنى وقف اراقة الدماء والخروج من الازمة من طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة”.

واوضح “انا هنا اليوم من دون أجندة، وجاهز كأي فرد سوري عادي دون اي طموح آخر لتأدية كامل واجب المواطن في المساهمة بما في وسعي، كسائر الذين يبحثون عن حل يتناسب مع قناعات وتطلعات هذا الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات للوصول الى مستقبل افضل… بكل اخلاصي لوطني ولقناعاتي، حاولت مراراً وتكراراً خلال العام ونصف العام الماضي ان اقوم بواجبي دون ان اصل الى نتيجة، فلم انافق النظام ولم اشارك او اقبل بحل يوصل البلاد الى الوضع المأسوي الذي تتخبط فيه… عندما اتخذت موقفي، ورفضت المشاركة في الحل الامني، عزلت واتهمت وخونت لكن ضميري وايماني المطلق دفعاني الى التنديد بهذه الحلول المدمرة والابتعاد عنها والمثابرة مع العديد من الاطراف الوطنيين على الارض لايجاد مخارج منصفة تتفادى العنف وهدر الدماء لأي عذر من الاعذار او شكل من الاشكال”.

ثم قال: “ان الظروف المعقدة لخروجي (من سوريا) ادت الى التأخر بادلائي بهذا التصريح”. وتوجه بالشكر “لكل من قدم المساعدة” له “مدركاً شجاعتهم والخطورة التي تضمنتها هذه الخطوة في سوريا”. وختم: “اتحدث اليوم وانا اعلم جيدا ان كلامي هذا لن يرضي اي متطرف في العقل والمنطق… ولو اردت ارضاء اي قطب من قطبي التطرف لكان من السهل جداً ان اكون كبعض ابطال هذه الازمة الذين اتخذوا مواقف اقصائية والغائية تجاه الطرف الاخر”.

واشنطن

وفي واشنطن صرّح الناطق باسم وزارة الدفاع جورج ليتل بان المعارضة السورية، التي افلحت في ايصال القتال الى دمشق، “تحرز تقدماً”. واشار الى “التصدّع الاخير” في النظام بعد الانشقاقات الاخيرة، وكرر تحميل النظام السوري مسؤولية “حماية ترسانته الحساسة من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية”.

وشدد الناطق الذي كان يجيب عن سؤال يتعلق بوضع هذه الترسانة وامكان استخدامها او ما يمكن ان تفعله الولايات المتحدة في حال حدوث انهيار سريع للنظام في دمشق، على ضرورة تحمل سوريا لالتزاماتها في هذا المجال، قائلاً: نتوقع منهم ان ينفّذوا التزاماتهم، وهذه مسألة بالغة الاهمية وقت نراقب اشكالية الوضع في سوريا”.

وابرز الناطق اهمية وصول القتال الى دمشق، لكنه امتنع عن اعطاء تقويم أشمل للوضع، ورأى انه على رغم بقاء نظام الاسد في السلطة، “فإننا نتوقع في نهاية المطاف ان تنتهي الازمة بقائد جديد لسوريا وان يتحرر الشعب السوري من العنف وان يستطيع ان يقرر مستقبله”.

مهمـة مسـتحيلة لأردوغـان فـي موسـكو اليـوم

محمد نور الدين

يصل اليوم إلى موسكو رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، في زيارة ليوم واحد، يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط خلاف مستحكم بين البلدين بسبب الوضع في سوريا.

ومع أن الصحف التركية رأت أن اردوغان سيحاول أن «يقنع» بوتين بالسير في حل في سوريا من دون الرئيس بشار الأسد، فإن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول التمسك بوجود الأسد وعدم تنحيه، وجّهت ضربة استباقية إلى آمال اردوغان من الزيارة بحيث لا يتوقع احد أن تنتهي الزيارة إلى أية مفاجأة.

وتطورت العلاقات بين أنقرة وموسكو إلى شراكة إستراتيجية في الأعوام القليلة الماضية، إذ تحولت روسيا حتى العام 2009 إلى الشريك التجاري الأول لتركيا، ولا تزال حتى الآن بين الأوائل. ورفعت أنقرة تأشيرات الدخول للروس للبقاء شهرا في تركيا، بحيث احتل السياح الروس مراتب متقدمة في عدد الداخلين إلى تركيا. وبلغت العلاقات الذروة مع منح تركيا لروسيا مناقصة لبناء أول مفاعل نووي تركي، لكن مواضيع الخلاف بين البلدين كانت في المقابل كثيرة، من بينها الوضع في جنوب القوقاز، حيث تقف روسيا إلى جانب أرمينيا في الخلاف مع أذربيجان التي تحولت إلى قاعدة أميركية – إسرائيلية، وهي مدعومة من جانب تركيا.

كذلك، تسود منافسة عميقة بن أنقرة وموسكو بتشجيع غربي وعربي لتهميش دور روسيا على صعيد الطاقة وخطوط النفط والغاز الطبيعي، عبر مد خطوط نقل عبر تركيا ومنها إلى أوروبا.

لكن «كعب أخيل» الخلاف بين موسكو وأنقرة كان الموقف من الأزمة السورية. ولم تكن تركيا تتوقع أن يستمر الموقف الروسي صلبا في الوقوف إلى جانب الأسد، بل إن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو توقع في نهاية العام الماضي تحولا في الموقف الروسي، كما الصيني، من سوريا. لكن توقعات الوزير التركي لم تحصل، بل ازداد الموقف الروسي ومعه الصيني تشبثا بالأسد.

ويقع جانب مهم من الموقف الروسي والصيني من سوريا، ومعارضة أي حل تقترحه تركيا من دون الأسد، إلى التخوف من أن أي بديل أصولي في سوريا سيفاقم من تنامي التيارات الدينية، كما داخل روسيا كذلك داخل الصين، خصوصا أن تركيا تظهر من وقت إلى آخر كحامية للمسلمين، وخصوصا من أصل تركي، وتندد بالقمع الذي يتعرضون له.

غير أن ذروة الخلاف الروسي – التركي تمثلت في موافقة تركيا على نصب شبكة رادارات الدرع الصاروخي الأميركي الأطلسي على أراضيها، وهو موجه في الأساس ضد روسيا وإيران. وقد تسبب ذلك في حملة انتقادات بل تهديدات روسية إلى تركيا، من أن أول صاروخ روسي سيستهدف قاعدة ملاطية للدرع الصاروخي.

إلى ذلك فإن واحدا من أهداف زيارة اردوغان إلى موسكو هو الاطلاع على ما يملكه الروس من معلومات حول ظروف إسقاط الطائرة التركية من قبل المدفعية السورية، في ظل اتهام تركي ضمني بدور روسي في إسقاط الطائرة، سواء بقذيفة مدفعية أو بصاروخ.

لم تعد الشراكة الإستراتيجية بين تركيا وروسيا قائمة. ولا يتوقع من زيارة اردوغان لروسيا نتائج إيجابية. لكن قدرة موسكو على التواصل مع جميع أفرقاء الأزمة السورية من نظام ومعارضات تبقي دورا لتركيا كونها تحتضن «المجلس الوطني السوري» و«الجيش السوري الحر» وفي أن يكون الطرفان مظلة مشتركة لحل مستقبلي في حال تغيرت الظروف والمواقف.

محمد نور الدين

المواجهات تشتد في أحياء دمشق .. ومناف طلاس يأمل بمرحلة انتقالية بناءة

موسكو تحرّك «مجموعة العمل السورية» .. بعد تعديل مهمة المراقبين

دعت روسيا «مجموعة العمل حول سوريا» أمس، إلى اجتماع يعقد في موسكو أواخر تموز الحالي على مستوى كبار المسؤولين، ما أوحى ببوادر تسوية ممكنة اليوم في مجلس الأمن الدولي الذي يصوّت على قرار جديد بشأن التمديد لبعثة المراقبين الدوليين مدة ثلاثة اشهر بعد تحويل مهمتهم الى مهمة مدنية من دون احالة الازمة الى الفصل السابع تفاديا للفيتو الروسي.

وتدور مداولات مجلس الامن على وقع تصاعد ملحوظ لمستوى المواجهات داخل العاصمة السورية دمشق، التي شهدت استخدام مروحيات قتالية ومدرعات عسكرية، بينما لمّح العميد المنشق مناف طلاس إلى أنه ينوي اداء دور سياسي، عندما عبر في بيان حمل توقيع «العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز 2012»، عن امله في «الخروج من الازمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة». واضاف طلاس: «لا يسعني الا ان اعبر عن غضبي وألمي من زج الجيش السوري في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه».

روسيا

واقترحت روسيا تنظيم لقاء لـ«مجموعة العمل» حول سوريا في موسكو نهاية شهر تموز الحالي. وقال ذلك نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بعد يوم من اجتماع لافروف بأنان. واوضح غاتيلوف ان «الطرفين اشارا الى عدم قبول الوضع في سوريا.. وضرورة تأييد آلية جنيف. ولهذا

الغرض اقترحنا عقد لقاء لمجموعة العمل حول سوريا في نهاية تموز، ليس على المستوى الوزاري بل على مستوى مسؤولين كبار».

وأوضح المسؤول الروسي ان الحديث بين لافروف وأنان جرى في جو بناء، قائلا «تمت الاشارة الى ضرورة اتخاذ جهود لتطبيق اتفاقات جنيف.. حاولنا حث كوفي أنان على العمل بنشاط مع اللاعبين الخارجيين والمعارضة». واكد غاتيلوف «طبعا هناك حاجة لاستشارات مستقبلية». واضاف المسؤول الروسي ان اللقاء تطرق الى «مسألة تمديد وجود الامم المتحدة في سوريا… نعتقد ان البعثة تلعب دورا عاما وبناء في استقرار الوضع». وتابع القول ان «كوفي أنان يعتقد ذلك ايضا.. وهو يؤيدنا». وأكد غاتيلوف ان موضوع مصير الرئيس السوري بشار الاسد لم يتم ذكره خلال اللقاء، قائلا «كما تعلمون نحن لم نناقشها مع احد».

وقال لافروف للصحافيين في اعقاب لقاء أنان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ان «روسيا على استعداد للعمل على هذا الاتجاه. فقد توصلنا الى حل وسط في جنيف يوم 30 حزيران الماضي، وانا لا ارى ما يحول دون ان نتمكن من الاتفاق بناء على الاساس ذاته في مجلس الامن الدولي».

من جانبه، قال أنان: «نحن ناقشنا المشاورات الجارية حاليا في مجلس الامن حول سوريا. ونأمل ان يجد اعضاء المجلس صيغا مقبولة بالنسبة الى الجميع». ووصف المبعوث الدولي المباحثات التي اجراها في موسكو بانها «لقاء جيد جدا». وقال ان الحديث خلال المباحثات دار حول «الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل وضع حد للقتل والعنف كي يكون من الممكن تحقيق تسوية سلمية». واضاف أنان قوله: «يجب ان نفعل ما بوسعنا لوقف العنف. وآمل أن يبعث مجلس الامن الدولي باشارة واضحة مفادها ان ما يجري في سوريا غير مقبول».

واعتبر أنان أن «الأحداث في سوريا وصلت إلى مفترق طرق. إنها نقطة تحول»، داعيا إلى تدارك تفاقم الأزمة في سوريا.

وقال بوتين لانان عند بدء اجتماعهما في الكرملين «منذ البداية، ومنذ الخطوات الاولى دعمنا ونواصل دعم جهودكم الهادفة لاعادة السلم الاهلي». واضاف الرئيس الروسي «سنقوم بكل شيء يتعلق بنا لدعم جهودك».

وفي تلك الأثناء، تتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش السوري الحر» في دمشق متنقلة بين احياء العاصمة، وتترافق مع عمليات قصف تستخدم فيها المروحيات، بحسب ناشطين و«المرصد السوري لحقوق الانسان».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

ولايتي يتهم المسلحين السوريين باستهداف خط المقاومة

طهران: الحل في سوريا بحوار السلطة والمعارضة

أعلنت طهران، أمس، أن حل الأزمة في سوريا يكمن في إجراء حوار بين السلطة والمعارضة، في إطار خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي انان، معتبرة أن «المجموعات المسلحة في سوريا تعمل لإسقاط النظام السوري، وذلك في إطار تنفيذ المخططات والسياسات الأميركية والدول الأوروبية والكيان الصهيوني الرامية إلى ضرب خط المقاومة».

وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، على هامش افتتاح المؤتمر العلمي الأول لحركة عدم الانحياز في طهران، حول دعوة المعارضة السورية، «أعلنا استعدادنا لاستضافة معارضين سوريين في طهران لإجراء حوار مع الحكومة السورية». وأضاف إن «المعارضين يشكلون طيفا واسعا، وسابقا أعلنا أننا على اتصال مع قسم واسع مع المعارضين».

واعتبر صالحي أن «حل الأزمة السورية يكمن في إجراء حوار بين المعارضة والحكومة في إطار خطة انان المكونة من 6 بنود، واقتراحه التكميلي للخروج من الأزمة في سوريا».

وشدد صالحي، في افتتاح المؤتمر العلمي لدول عدم الانحياز، على «ضرورة إجراء تغيير أساسي في إدارة العالم»، مشيرا إلى أن «شعار مؤتمر القمة السادسة عشرة لحركة الانحياز بطهران هو الإدارة المشتركة للعالم». يذكر ان مؤتمر دول عدم الانحياز سيعقد في طهران أواخر آب المقبل.

واعتبر أن «التعاون مع الدول المستقلة بالعالم احدى السياسات الإستراتيجية لإيران»، مؤكدا أن «الإمكانيات الواسعة لحركة عدم الانحياز يجب أن تستخدم لتحقيق العدالة والمساواة بين الشعوب وتسوية النزاعات الدولية».

وقال مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، أمام المؤتمر، إن «الحكومة السورية حكومة شرعية، كما أنها وضعت خططا إصلاحية، وهي ماضية في طريق الإصلاح»، مضيفا إن «المجموعات المسلحة في سوريا تعمل لإسقاط النظام السوري، وذلك في إطار تنفيذ المخططات والسياسات الأميركية والدول الأوروبية والكيان الصهيوني الرامية إلى ضرب خط المقاومة».

واعتبر أن «المجموعات المسلحة لا تهدف إلى إيجاد الديموقراطية في سوريا، كما أن إيران تدافع عن سوريا لان سوريا تعد حلقة مهمة في سلسلة المقاومة ضد الكيان الصهيوني».

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست، أن «امن سوريا واستقرارها هما امن واستقرار المنطقة»، مضيفا أن «زعزعة الأمن وعدم الاستقرار في سوريا سيفضيان إلى انعدام الأمن والاستقرار في كل المنطقة». وتابع إن «هدف الدول الغربية بالتمهيد للتدخل العسكري في سوريا هو خشيتهم من زعزعة امن الكيان الصهيوني».

من جهة ثانية، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، خلال مراسم تدشين مصنع لصناعة أول قاطرة وطنية في محافظة البرز شمال طهران، إن «ظن الأعداء سيخيب في وقف تقدم إيران إلى الأمام».

وأعلن نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي، في مؤتمر القادة وكبار المسؤولين للقوات البحرية للحرس الثوري في مدينة مشهد شمال شرق إيران، أن «الحرس الثوري يقف في الجبهة الأمامية لمواجهة التهديدات العسكرية والاجتماعية والثقافية الصادرة عن أعداء إيران».

(«السفير»، «مهر»، «ارنا»، ا ش ا)

إسرائيل تتوقع أن يصبح الجولان مثل سيناء: سوريا تشهد عملية عرقنة متسارعة

كتب حلمي موسى:

أبلغ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس، أن سوريا تسير بسرعة نحو العرقنة، ورأى أن «الجولان قد يتحوّل إلى ميدان عمل ضد إسرائيل، على شاكلة سيناء»، حيث أحبطت اسرائيل محاولات من عشرة تنظيمات وصفها بالإرهابية بهدف تنفيذ هجمات.

وشدد كوخافي على تقديره بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يصمد «حتى لو تطلب الأمر مزيداً من الوقت» يتراوح بين شهور وعامين، موضحاً أن إيران و«حزب الله» يخططان لفترة ما بعد الأسد في سوريا، وقال إن لدى الحزب ما بين 70 و80 ألف صاروخ موجه الى اسرائيل.

وقال كوخافي إن هناك تزايداً في محاولات ما أسماها بالتنظيمات الإرهابية للعمل من سيناء بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر. وأعلن أنه تم مؤخراً إحباط فعل ما لا يقلّ عن عشرة تنظيمات لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من سيناء، من دون الإشارة إلى الجهة التي أحبطت هذه العمليات. وهذا ما دفع موقع «ديبكا» الذي يتعامل في الجوانب الاستخباراتية للقول إن إسرائيل باتت تعمل في سيناء.

غير أن بين أخطر ما قاله كوخافي في هذا السياق هو تحذيره من أن العمليات من سيناء يمكنها أن «تحاول خلق أزمات سياسية» بين إسرائيل ومصر. وقال إن في مصر صراعاً مكشوفاً بين الجيش والإسلاميين، وإنه «في نهاية المطاف ينبغي رؤية الصورة الكاملة لنتائج الانتخابات التي صوّت فيها حوالى نصف الناخبين ضد الإسلاميين».

وحسب كلامه فإن واقع كون مرسي الرجل الثاني في تنظيم الإخوان المسلمين تضرّ بثقته بنفسه في اتخاذ القرارات وتلزمه بالتشاور مع قيادة الحركة خارج الرئاسة. وأوضح أن مصر تقاد في هذه المرحلة برأسين متوازيين: الإسلامي والعسكري، وأنه منذ «نشوب الهزة تحاول إيران التدخل والتأثير في مصر، ولكنها حتى الآن تستقبل ببرود».

وأشار كوخافي، في استعراضه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه «كجزء من صعود الإخوان المسلمين للحكم في مصر، حدث تقارب جوهري مع حماس، على حساب السلطة الفلسطينية». وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد أشارت إلى أن موضوع العمليات من سيناء ضد إسرائيل أثير في لقاءات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع القيادة الإسرائيلية.

وتناول كوخافي أيضاً ما يجري في سوريا، مبدياً تقديره أن الأسد «لن يصمد أمام الانتفاضة، حتى لو تطلب الأمر مزيداً من الوقت». وقال «وأنا لا أريد تحديد موعد، فالأمر يقع بين شهور وعامين، لكنه قد يصل إلى عامين ونصف العام». وأشار إلى أن

«هناك خطراً متزايداً على السلاح الاستراتيجي الذي تمتلكه سوريا التي تمرّ بعملية عرقنة».

وعرض كوخافي أمام أعضاء اللجنة صوراً جوية تشهد على استخدام الجيش السوري لبطاريات المدفعية الثقيلة في قصف المناطق السكنية داخل المدن كجزء من الصراع اليومي. وقال إن «سوريا تشهد عملية عرقنة متسارعة. وكل أسبوع يلقى مصرعه 500 إلى 700 شخص. والجيش السوري يتعامل (مع الأمر) بأشد الأشكال وحشية، الأمر الذي يشهد على يأس من عدم عثورهم على أي سبيل آخر لقمع الاحتجاجات».

وأضاف إن «هناك تزايداً لجماعات متباينة في الأيديولوجيا والأهداف، ويمكن ملاحظة شروخ في المحيط القريب للأسد». ومع ذلك برر كوخافي صمود الأسد بالقول إن «القيادة القريبة منه لا تزال موحدة، وإن معظم الجيش لا يزال مخلصاً له، وهناك ضعف من جانب الغرب في العمل، كما أنه ينال الدعم من المحور الراديكالي الإيراني. وهو يتلقى الدعم أيضاً من روسيا والصين».

وحذر كوخافي من أن «منطقة الجولان قد تتحوّل إلى ميدان عمليات ضد إسرائيل على شاكلة سيناء، وذلك نتيجة الزيادة المتصاعدة لترسخ الجهاد العالمي في سوريا». وقال «إننا نلحظ تدفقاً يومياً لرجال القاعدة والجهاد إلى سوريا من اليمن، العراق ونتوقع أن حلف الاطلسي أو الولايات المتحدة غير معنيين بالتدخل في ما يجري في سوريا». وأضاف «نحن نواصل مراقبة وثيقة لاحتمال تسرب أسلحة متقدمة أو غير تقليدية من سوريا إلى المنظمات الإرهابية».

وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية لاحظت «ما بين 60 إلى 70 عملية اغتيال لكبار الضباط السوريين. وقد انشق عن الجيش السوري 13 ألف جندي، لكننا لا نلاحظ وجود معارضة منظمة تحاول قيادة الانتفاضة».

وأشار كوخافي إلى أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن «نصر الله وإيران يستعدان ليوم ما بعد سقوط الأسد»، لكنه لم يشرح قوله هذا. وقال إن لدى «حزب الله» اليوم ما بين 70 و80 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل، وإن هناك توجهاً مستمراً لزيادة تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان.

وشدد على أن احتمال نشوب مواجهة بين إسرائيل وسوريا، كدولة، هو احتمال ضعيف «ولا حتى كملاذ أخير للأسد. لقد أخرج الأسد الكثير من قواته في الجولان نحو منطقة دمشق لأنه لا يخشى من مواجهة مع إسرائيل».

وبشأن إيران، قال كوخافي إن «ليس هناك أحد يخطر بباله أن عملاً هجومياً في إيران، وليس فقط من إسرائيل، لن يتطوّر إلى مواجهة إقليمية. والسؤال هو بأي حجم، ولذلك هناك تغيرات يمكن أن تكون مؤثرة».

مناف طلاس في جنوب فرنسا والمعارضة بين القلق والاهتمام

محمد بلوط

العميد مناف طلاس منشق رسمياً وفي فرنسا. القائد السابق للواء ١٠٥ في الحرس الجمهوري، لم يحذُ حذو الانشقاق السوري. لم يخرج في شريط مسجل يسري على الـ«يوتيوب» او قنوات الثورة السورية، معلناً اسماً ورتبة وتعليلاً لخروجه من دمشق، كما كان أفضى أحد افراد اسرته في باريس.

العميد طلاس، الذي ينزل مع والده العماد مصطفى طلاس، لدى شقيقته ناهد طلاس العجة في منتجع سان بول دو فنس، بالقرب من نيس، جنوبي فرنسا. طلاس كان قد خرج عبر مطار بيروت الى نيس يوم السادس من تموز. واجتاز الأمن العام اللبناني بجواز سفر، يرجح ان يكون أوروبياً. وعثرت الاجهزة الامنية اللبنانية لاحقاً على سيارته في العاصمة بيروت.

اختار العميد طلاس أن يراسل وكالة الصحافة الفرنسية، ليشرح مقتضباً أهداف خروجه، مؤكداً وجوده على الاراضي الفرنسية. وكان متوقعاً منذ ايام ان يجعل العميد طلاس ظهوره الاعلامي الاول اكثر كرماً، ليشمل بضع وسائل إعلامية وعربية، بحسب مقربين منه.

وقال العميد في بيانه «إن سوريا لن تخرج من الأزمة الا عبر مرحلة انتقالية بناءة، تضمن وحدتها وأمنها، والتطلعات المشروعة لشعبها». طلاس لم يخف «غضبه من زجّ الجيش السوري في معارك تناقض المبادئ التي قام عليها».

والحال أن الإعلان على زهده في الكلمات لم يفاجئ المعارضة في باريس، وكان بليغاً في التعبير عن اختطاط العميد طلاس طريقاً ثالثاً في معارضة النظام، بين هيئة التنسيق ومعارضي التسلح والعسكرة والتدخل الخارجي، وبين خط المجلس الوطني وأحزابه وكتله التي تدعم العمل العسكري والجيش السوري الحر.

وكان مقربون من العميد طلاس قالوا الاسبوع الماضي، «إنه لن يمدّ يده الى المعارضة السورية، لأنها فقدت مصداقيتها».

صيغة «المرحلة الانتقالية البناءة» استحوذت على انتباه المعارضين وأثارت قلق بعضهم. وقال معارض سوري بارز في باريس إن البيان جاء موافقاً تماماً لما كانت تتوقعه المعارضة من تصور للدور الذي يطمح طلاس للعبه. ويفهم المعارضون من اقتراح مرحلة انتقالية بناءة إشراك حلقات من النظام في قيادتها، من دون أن يتبين السقف الذي يمكن أن تذهب اليه تلك المشاركة.

بعض المعارضة السورية يرى أن الرجل لا يكتفي بطرح خطط لما يسميه «الأزمة» الا انه يقدم نفسه بصفة من يستعد للعب دور سياسي منافس، لا تزال ملامحه غير واضحة، فضلاً عن عدم اتضاح حجم الدعم الذي يتلقاه من العسكريين السوريين الذين ابتعد عن دائرة القرار فيهم منذ عام. ويثير طلاس لدى المعارضة السورية، مواقف متضاربة.

من المعارضة السورية في باريس، من يذهب ابعد في الريبة في العميد المنشق، الى حد القول إنه «قد يكون إحدى محاولات النظام لشقها، واجتذاب العسكريين المنشقين في الجيش السوري». الا أن ردة فعل قيادة الداخل والعسكريين المنشقين، اغلقت الباب امام اي دور لطلاس في صفوفها، عندما طالبه بيان صادر من الرستن مسقط رأس أسرته، بالاعتذار من الشعب السوري. ولكن العميد طلاس يثير لدى أطراف «واقعية» في المعارضة الآمال بالخروج من المأزق. وقال قطب بارز إنه سيحاول فتح قناة اتصال معه في الجنوب الفرنسي، خصوصاً ان طلاس لم يتورط في عمليات القمع والقتل وان يديه غير ملوثة بالدماء.

ويبدو طلاس رهاناً محتملاً لـ«اصدقاء سوريا»، ويمكن لكثيرين منهم أن ينقلوا رهانهم او بعضه من «المجلس الوطني السوري»، الذي لم ينجح في القيام بدوره في قيادة المعارضة السورية.

الرئيس الفرنسي يؤكد وجود المنشق السوري مناف طلاس في فرنسا

باريس- (ا ف ب): أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الثلاثاء أن العميد السوري المنشق مناف طلاس، وهو اعلى مسؤول عسكري سوري انشق عن نظام بشار الاسد، موجود في باريس.

وردا على سؤال في هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في الاليزيه، اجاب هولاند “بشأن وجود طلاس، اعتقد اننا احطنا علما اليوم بهذا الوضع. انه هنا”.

وفي بيان سلم الى وكالة فرانس برس الثلاثاء، أعلن العميد المنشق مناف طلاس الذي كان مقربا من الرئيس السوري بشار الاسد انه موجود في باريس ودعا الى انتقال للسلطة في بلاده.

واعتبر طلاس في هذا البيان الصحافي الاول له منذ اعلان انشقاقه في السادس من تموز/ يوليو “ان المسؤولية الكبرى” في الازمة السورية الحالية “تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الاسباب”.

المجلس الوطني السوري: العقوبات تشكل الفرصة الأخيرة لانقاذ خطة انان

نيويورك- (ا ف ب): حذر المجلس الوطني السوري، ابرز ائتلاف للمعارضة، من انه يعتزم البحث عن “حلول اخرى مع اصدقائه الاقليميين والدوليين” لحماية المدنيين اذا لم يتبن مجلس الامن الدولي قرارا يهدد دمشق بعقوبات.

وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني للصحافيين ان قرارا مماثلا اقترحه الغربيون وترفضه موسكو يمثل “الفرصة الاخيرة لاحياء” خطة السلام التي قدمها المبعوث الدولي والعربي كوفي انان.

والتقى ممثلون عن المجلس الوطني السوري الثلاثاء في نيويورك بشكل منفصل السفير الروسي في الامم المتحدة وممثلي الدول الاربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن.

ومن المتوقع ان يشهد مجلس الامن الاربعاء تصويتا على مشروع القرار المقدم من الاوروبيين (فرنسا، المانيا، بريطانيا والبرتغال) والولايات المتحدة الا ان روسيا هددت باستخدام حقها في النقض (الفيتو) ضده.

واضافت قضماني “اذا ما فشلت المحاولات الحالية، يعتزم المجلس الوطني السوري البحث عن حلول اخرى مع اصدقائه الاقليميين والدوليين لتقديم حماية انسانية للشعب السوري”.

واعتبرت ان استخدام روسيا للفيتو في مجلس الامن يعني اعطاء دمشق “الاذن بمواصلة سحق الشعب”، مضيفة “اعتقد ان الروس يفهمون الرسالة جيدا”.

وتابعت “قلنا بوضوح لمحاورينا الروس، في موسكو الاسبوع الماضي واليوم، ان لديهم مصلحة كبيرة في طي صفحة نظام الاسد والوقوف الى جانب الشعب السوري”.

كما اشار مسؤولو المجلس الوطني السوري الى ان اكثر من 400 جريح مدني عالقون في المدينة القديمة في حمص وسط سوريا التي تحاصرها القوات السورية النظامية.

نزوح السكان من احياء في العاصمة واخلاء مبنى جريدة ‘تشرين

احتدام معركة دمشق والاشتباكات تصل الحميدية.. وطلاس ينتقد الزج بالجيش في القتال

اسرائيل: الاسد نقل قوات من الجيش من الجولان باتجاه العاصمة

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر ـ وكالات: اشتدت حدة العنف والمواجهات المسلحة على مشارف العاصمة دمشق وفي بعض شوارعها الرئيسية يوم أمس الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي، فيما كان كوفي عنان المبعوث الأممي يجري مباحثات في موسكو مع كبار المسؤولين الروس.

وفي وقت لاحق اعلن الجيش السوري الحر انه اسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في حي القابون في دمشق.

واكد المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين لوكالة فرانس برس عبر سكايب ‘أسقطنا مروحية للجيش فوق حي القابون’.

ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن شهود انهم رأوا المروحية تسقط بعد اصابتها.

وقال في بيان ان الشهود ‘رأوا طائرة حوامة تسقط بعد اصابتها من الثوار في حي القابون’.

في المقابل، قال الناشط عمر القابوني من حي القابون لفرانس برس ان ‘الجيش الحر يخوض اشتباكات في القابون ضد القوات النظامية، الا ان خبر اسقاط المروحية غير صحيح’.

وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق ابو عمر ان ‘المروحية التي كانت تقصف القابون وبرزة وحرستا في الريف الدمشقي اصيبت بقذيفة في خزان وقودها، ما تسبب بسقوطها في مزارع القابون’.

وأعنف الاشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي الجيش الحر كان مسرحها حي الميدان الدمشقي، استُخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة، كما استخدمت السلطات السورية المروحيات فوق سوق أبو حبل معقل الجيش الحر بحي الميدان، وترددت عصر الأحد أنباء عن هدنة ‘هشة’ قادها وجهاء الميدان لإيقاف المواجهات العسكرية وتهديدات السلطات السورية باقتحام الأزقة الضيقة في حال لم يستسلم المسلحون الموجودون بداخلها.

ودوى انفجار ضخم يوم الثلاثاء في منطقة الميدان بمكان يسيطر عليه مسلحو ‘الجيش الحر’ بشكل كامل، وأخلت السلطات السورية مبنى جريدة ‘تشرين’ في حي الميدان من موظفيه بعد احتدام الاشتباكات في الحي.

وطلبت القوات السورية عبر مكبرات الصوت من الأهالي اخلاء الأبنية بالقرب من جامع زين العابدين بالميدان وطالبت المسلحين بتسليم انفسهم.

وشوهدت أرتال عسكرية صباح الثلاثاء على طريق المزة بدمشق التي تدور على أطرافها اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري، ومسلحي ‘الجيش الحر’.

وشهدت منطقة بساتين الرازي الواقعة على أطراف المزة، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري ومسلحي ‘الجيش الحر’.

وتواردت أنباء عن اندلاع اشتباكات في سوق الحميدية والأسواق المجاورة له، من دون ورود معلومات حول ما سببته من خسائر.

واحتُجز عشرات المواطنين داخل مبنى مديرية تربية دمشق في شارع بغداد وسط حالة من الذعر التي سببتها الاشتباكات الدائرة في المنطقة.

وعلمت ‘القدس العربي’ أن عدة حافلات تعرضت لإطلاق نار على الطريق الدولي بين دمشق ـ حمص اللاذقية من دون أنباء عن ضحايا.

ومن جهته قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لرويترز الثلاثاء إن قوات الأمن تصدت لمقاتلين تسللوا إلى دمشق وأجبرت كثيرين منهم على الفرار ونفى تقارير إعلامية وقال إنها لا تعرض الحقائق على الأرض.

إلى ذلك أكد مصدر عسكري لـ ‘القدس العربي’ عدم تعرض السفارة الروسية بدمشق لأي إطلاق نار أو أي خطر مشابه، ونفى المصدر أن تكون قد دارت أية اشتباكات مسلحة أو إطلاق نار بالقرب من مبنى السفارة الكائن بحي الخطيب بدمشق، وكانت ترددت أنباء عن أن منطقة الخطيب قد شهدت إطلاق نار.

جاء ذلك فيما قال قائد وحدة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي ان الرئيس السوري بشار الاسد نقل قوات من الجيش من هضبة الجولان باتجاه دمشق ومناطق اخرى.

وقال الجنرال افيف كوخافي لاعضاء الكنيست (البرلمان) الثلاثاء انه بينما يحتدم القتال بين قوات الاسد والمعارضة في محاولة للاطاحة بنظامه قام الاسد بنقل قواته من خط فك الارتباط الذي يقسم الجولان المحتل.

واشار كوخافي الى ان ‘الاسد نقل العديد من قواته التي كانت في هضبة الجولان الى مناطق النزاع (الداخلي)’.

وتابع كوخافي في تصريحات نقلها متحدث باسم البرلمان الاسرائيلي ‘انه ليس خائفا من اسرائيل في هذه النقطة لكنه يريد تعزيز قواته حول دمشق’.

وفي نيويورك يتجه اعضاء مجلس الامن الى مواجهة جديدة حول مشروع قرار مدعوم من الغرب يهدد بعقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد، فيما تعهدت روسيا باستخدام حق النقض ضده حين يطرح على التصويت الاربعاء.

واعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال انه آن الاوان لتصعيد الضغط على الاسد. واعتبرت روسيا محاولة ربط تمديد مهمة المراقبين في سورية بعقوبات بانها ‘ابتزاز’.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون موسكو الى زيادة الضغط على حليفتها سورية، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حسبما اعلن متحدث الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان ‘(بان) دعا روسيا الى استخدام نفوذها للتحقق من تطبيق تام وفوري’ لخطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية لسورية كوفي عنان.

وقال المتحدث انه في حين كان عنان في موسكو الثلاثاء حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد عنان على ‘اهمية هذه المحادثات نظرا الى تصاعد (العنف) والوضع المقلق في سورية’.

الى ذلك اعلن العميد مناف طلاس، وهو مقرب من الرئيس السوري بشار الاسد واعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، الثلاثاء انه في باريس ويأمل بقيام ‘مرحلة انتقالية بناءة’ في سورية، وذلك في بيان سلم لوكالة فرانس برس.

ويحمل البيان، وهو اول تصريح مباشر للصحافيين منذ اعلان انشقاقه في السادس من تموز (يوليو)، توقيع ‘العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز (يوليو) 2012’.

وانتقد طلاس في بيانه الزج بالجيش في المعارك، وقال ‘لا يسعني الا ان اعبر عن غضبي والمي في زج الجيش في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه، معركة كان الامن سيدها وقرارات ظلم بها شعبا وجنودا’.

واعتبر مناف طلاس في هذا النص ‘ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الاسباب’.

واضاف ‘بما ان الاضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن اتمنى وقف اراقة الدماء والخروج من الازمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسورية وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة’.

واكد ‘انا هنا اليوم من دون أجندة، وجاهز كاي فرد سوري عادي دون اي طموح اخر على تأدية كامل واجب المواطن في المساهمة بما في وسعي، كسائر الذين يبحثون عن حل يتناسب مع قناعات وتطلعات هذا الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات للوصول الى مستقبل افضل’.

واضاف ‘بكل اخلاصي لوطني ولقناعاتي، حاولت مرارا وتكرارا خلال العام والنصف الماضي ان اقوم بواجبي دون ان اصل الى نتيجة، فلم انافق النظام ولم اشارك او اقبل بحل يوصل البلاد الى الوضع المأسوي الذي يتخبط فيه’.

وقال ايضا ‘عندما اتخذت موقفي، ورفضت المشاركة في الحل الامني، عزلت واتهمت وخونت ولكن ضميري وايماني المطلق دفعاني الى التنديد بهذه الحلول المدمرة والابتعاد عنها والمثابرة مع العديد من الاطراف الوطنية على الارض لايجاد مخارج منصفة تتفادى العنف وهدر الدماء لاي عذر من الاعذار او شكل من الاشكال’.

وبحسب مصدر قريب من النظام فان العميد مناف طلاس اقصي من مسؤولياته بعد ان فقد النظام الثقة به منذ اكثر من سنة.

واوضح مناف طلاس في بيانه ‘ان الظروف المعقدة لخروجي (من سورية) ادت الى التأخر بادلائي بهذا التصريح’ وتوجه بالشكر ‘لكل من قدم المساعدة’ له ‘مدركا شجاعتهم والخطورة التي تضمنتها هذه الخطوة في سورية’.

واضاف ‘اتحدث اليوم وانا اعلم جيدا ان كلامي هذا لن يرضي اي متطرف في العقل والمنطق… ولو اردت ارضاء اي قطب من قطبي التطرف لكان من السهل جدا ان اكون كبعض +ابطال+ هذه الازمة الذين اتخذوا مواقف اقصائية والغائية تجاه الطرف الاخر’.

وكان مناف طلاس (48 عاما)، ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق وصديق الرئيس الراحل حافظ الاسد، محسوبا على الطبقة السورية الحاكمة، وصديق طفولة الرئيس الحالي بشار الاسد.

وكان الجيش السوري الحر في الداخل انتقد الجمعة صمت العميد مناف طلاس، معتبرا ان خروجه من سورية يندرج في اطار ‘توليفة دولية’ لحل ما.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في 12 الجاري من جهته حصول اتصالات بين العميد مناف طلاس والمعارضة السورية، بدون ان يؤكد وجوده في باريس.

ومناف طلاس هو نجل العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الاسبق الذي كان صديقا قديما للرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي. كما كان مناف طلاس صديق الطفولة لبشار الاسد. وكان عميدا في الحرس الجمهوري، وحدة النخبة المكلفة حماية النظام. واستبعد قبل عام من مسؤولياته بحسب مصدر قريب من السلطة. واعتبرت باريس وواشنطن انشقاقه بمثابة ضربة كبيرة للنظام.

اليوم التالي للاسد

صحف عبرية

ان نظام الاسد يشبه كوخا متعفنا تقرضه الأرضة. وقد أصبح الخشب أجوف مأكولا لكنه ما يزال واقفا. فمتى سينهار؟ لا أحد يتجرأ على التخمين، بل ان الامريكيين يتحدثون بحذر عن مسار طويل ويشمل ذلك وزيرة الخارجية التي تقضي هذه الايام في اسرائيل.

لم يعد الخطاب الاستخباري يشتغل بسؤال هل سيمضي الاسد بل بسؤال ماذا سيحدث في اليوم التالي. ويقول تقدير الوضع ان الحرب في سوريا لن تتوقف حتى بعد الاسد، فالعلويون لن يستسلموا بل سيستمرون في الحرب عن حياتهم. وفي الاثناء كلما مر الزمن زاد الصراع بين العلويين والسنيين في سوريا حدة. ان الانشقاق الكبير من الجيش هو في الأساس لضباط وجنود سنيين، وقد أصبح خطاب الضباط المنشقين أكثر اسلامية وليس ذلك صدفة. والضباط غير المتدينين يتحدثون عن القضاء على الهيمنة العلوية وهو ما يدل على أن هاتين الطائفتين ستستمران بعد الاسد يسفك بعضهما دم بعض.

يمكن ان نحصل على شهادة على ذلك ايضا الآن اذا حددنا على الخريطة ميادين القتال الرئيسية. فليس صدفة ان أصبحت حمص وأريافها مركز قتال شديد، فهناك يسكن العلويون والسنة جنبا الى جنب. وحمص هي الباب الى المنطقة العلوية من سوريا منطقة الساحل من اللاذقية وطرطوس الى منطقة السويداء حيث يحارب العلويون بلا هوادة للحفاظ على بيوتهم، فقد أصبحوا في مرحلة انشاء عصابات مسلحة مستقلة تعمل في المنطقة العلوية لقمع كل علامة على هبة شعبية، وهم لا يعتمدون على ان يقف الجيش الى جانبهم الى الأبد، فهم يرون ان هذه حرب بقاء.

يستطيع الاسد ان يعزي نفسه بحقيقة ان سائر الأقليات الدروز والاكراد والنصارى لم تنضم الى الآن الى صفوف المتمردين. والدروز الذين فقدوا الى الآن نحوا من 150 جنديا في قتال المتمردين يخافون السنيين المتطرفين. يوجد في الحقيقة تأييد من الدروز الشباب والمثقفين للتمرد، لكن الكتلة الكبرى تخشى الرسالة التي تأتي بها الكتائب السلفية بين المتمردين والتي تؤيدها جهات اسلامية متطرفة. وما يزال الاكراد السوريون ايضا والنصارى بيقين يرون نظام الاسد حاميا لهم.

أصبح تآكل قواعد النظام ينفذ من الأرياف الى المدن الكبيرة كحلب ودمشق، ويوجد في الحقيقة بين الفينة والاخرى اطلاق نار في أحياء أكثر مركزية لكن معظم القتال لا يزال في الضواحي الفقيرة التي هي أبعد. وتحصر البرجوازية السنية في حلب نفسها في البيوت أو تترك الى خارج البلاد، لكنها لا تثور على النظام.

في دمشق ظاهرة جديدة هي القتال في أحياء الطبقة الوسطى التي هي أقرب الى المركز. وتنشب في الايام الاخيرة معارك شديدة في أحياء أبعد وأفقر كحي تدمون وجزء كبير من سكانه لاجئون من هضبة الجولان. ان الحديث عن ناس عاملهم النظام كمعاملته مواطنين من الدرجة الثانية سنين طويلة، وهم يثورون عليه الآن.

يستعد الروس لاجلاء عام لناسهم عن سوريا في الاسابيع القريبة حقا، فربما يعلمون شيئا ما يزال الرئيس الاسد لا يعلمه. فهو ما يزال يتمتع بقدر كاف من القوة العسكرية وبعدد كاف من قوات العصابات كي يستمر في سفك الدم، لكن هذا وضع مؤقت. ويتحدث التكهن عن اليوم الذي يلي الاسد عن امكانية وجود فوضى وحرب أهلية بين الطوائف. وقد أخذ العلويون يتحدثون الآن عن خيار الانطواء في منطقة حكم ذاتي لهم.

اليكس فيشمان

يديعوت – 17/7/2012

معركة دمشق بدأت

صحف عبرية

اعترف بشار الاسد قبل ثلاثة اسابيع في مقابلة تلفازية بأن ‘سوريا في حرب’. ‘يجب علينا ان نستعمل جميع الوسائل المتاحة’، قال آنذاك. ولم تعد سوريا في الـ 48 ساعة الاخيرة في حرب بل العاصمة دمشق التي هي رمز السلطة العلوية.

يرفض سائقو سيارات الأجرة منذ يوم أول أمس نقل المسافرين الى جنوب المدينة الذي أصبح ميدان قتال. ويزعم المتمردون ان هذه المعارك تدل على بدء نهاية الاسد، ويزعم النظام عكس ذلك بالضبط. ومهما يكن الامر فانه يبدو ان مرحلة الحسم قد بدأت.

يزعم الطرفان المتحاربان اليوم في سوريا بأنهما بادرا الى المعارك الاخيرة التي هي الأشد منذ نشبت الأحداث في منتصف آذار 2011. ففي أحياء كفر سوسة والميدان تجري حرب حقيقية.

حتى لو أراد جيش سوريا الحر بواسطة متحدثيه المفرقين في مواقع مختلفة في العالم، ان يؤكد ان ‘المعركة على دمشق قد بدأت’ أي الحرب على سوريا فان قوات الاسد هي التي بادرت الى هذا الاجراء لأن التصعيد الأخير وبصورة متناقضة منطقيا، هو في مصلحة الاسد الذي لا يشمئز من الوسائل التي يتبعها للقضاء على الهبة الشعبية حتى لو كان ذلك مقرونا بذبح مواطنيه.

ان القوات المسلحة السورية التي شجعتها التدريبات العسكرية الناجحة الاخيرة وبعثات السلاح الروسية، تريد في واقع الامر ان تُطهر ضواحي دمشق من قوات المتمردين الذين تحصنوا هناك قبل بضعة اشهر، ويتمتع جيش سوريا الحر بتأييد لوجستي من السكان في أحياء دمشق الشعبية.

ان الوضع في سوريا وايران قابل للاشتعال بقدر كاف كي يتعجل البنتاغون ارسال حاملة الطائرات جون ستينس الى الشرق الاوسط، لكن الى ان تصل ستصل بعثات سلاح روسي كثيرة الى دمشق وحمص.

وفي اثناء ذلك ما تزال الجبهة السياسية متلعثمة. يخطط الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لزيارة بكين كي يقنع الصينيين بوقف تأييد نظام بشار الاسد.

وقد زار مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان موسكو وسمع هناك من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان الاسد يجب ان يبقى ‘لا لأن موسكو تريد ذلك بل لأن أكثر الشعب السوري يرغب في ذلك’.

وقد أصبح بشار الاسد يسمع من نافذة قصره المعارك الدائرة في دمشق، وهو لا يستطيع الهرب بخلاف ابن علي في تونس ومبارك في مصر، فالعلويون الذين يخشون على حياتهم في حال انهيار النظام، لا يُتيحون له هذا الخيار.

ونقول بالمناسبة ان الصليب الاحمر قد أعلن هذا الاسبوع بأنه تجري في سوريا حرب أهلية. ‘صح النوم’.

بوعز بسموت

اسرائيل اليوم – 17/7/2012

مسار المعركة في سورية انحرف ووقت الحل السياسي انقضى وبدلا من اقناع موسكو يجب اقناع الاسد

واشنطن رفضت طلبا من الجيش الحر تزويده بصواريخ سام و ار بي جي ودروع وعليه الانتظار لما بعد الانتخابات

لندن ـ ‘القدس العربي’: هل وصلت المعركة الى دمشق ام ان المعركة الآن في الحقيقة على العاصمة، بعد اكثر من 16 شهرا على الحراك الشعبي، فقد ظلت دمشق ومعها حلب مدينتان بعيدتان عن العنف، وظل سكانهما غائبين عن المعارك في حمص وحماة وادلب على الرغم من الاف اللاجئين الذين تدفقوا عليهما.

وينظر الى المعارك التي دارت في احياء العاصمة المهمة مثل الميدان والتضامن واحياء اخرى قريبة من المؤسسات الحساسة على انها اشارة على زيادة فاعلية قوات المعارضة حيث يعتقد ان اكثر من الف مقاتل يشاركون في المواجهات مع الجيش النظامي، مع ان مدينة دمشق تظل محصنة بكتيبتين مواليتين للنظام وقوات نظامية وقوات تابعة للاجهزة الامنية.

ويقول تقرير في صحيفة ‘الغارديان’ ان الهجوم الذي بدأ يوم الاحد ربما جاء لاستعراض قوة المعارضة واظهار جاهزية مقاتليها اكثر من كونه محاولة للسيطرة على مدينة دمشق. ومع ذلك فان جرأة المعارضة ونوعية الهجمات التي تقوم بها ادت بالصليب الاحمر للاعلان عن ان سورية اصبحت ميدانا لحرب اهلية، وان الطرفين يتحملان الان مسؤولية حماية المدنيين بموجب ميثاق جنيف، فالتظاهرات السلمية التي شهدتها مدن سورية بشكل عام تحولت تدريجيا الى مظاهر مسلحة، ومع ان التظاهرات السلمية لا تزال تخرج في بعض المدن الا انها تتقزم امام الفصائل المسلحة التي تفرض الان سيطرتها على ميدان المعركة.

وتقول الصحيفة ان الوضع العسكري للمعارضة الذي اظهر قوة جديدة سينعكس على الوضع السياسي لها، خاصة انها ظلت تتناحر فيما بينها وفشلت في تقديم رؤية واضحة حول مستقبل سورية ما بعد الاسد، وقد كان هذا سببا في تردد الدول الغربية تقديم الدعم العسكري.

انتظروا خطاب طلاس

ووجه التطور في وضعيتها سينبع من موقف مناف طلاس، اعلى عسكري في النظام السوري ينشق عنه، حيث يتوقع منه ان يقدم رؤيته العسكرية والسياسية والاجتماعية لسورية ما بعد الثورة وذلك حسبما نقلت الصحيفة عن مقرب من العائلة والذي قال ايضا ان الخطاب الذي سيلقيه مناف سيعطي انطباعا عن وضع الجيش الحر، والنظام والوضع الاقليمي والدولي، واضاف ان الخطاب قيد الاعداد ويشارك في كتابته عدد من الاشخاص.

النظام يحاول اقناع آل طلاس

واشار المقرب من عائلة طلاس انها تقوم باستشارة الحكومات الغربية والمجلس الوطني حول الخطاب. واضاف ايضا انه منذ خروج طلاس من سورية قبل عشرة ايام قام الجيش السوري بارسال وسطاء في محاولة لاقناع مناف ووالده مصطفى العودة الى سورية حيث قال ان ‘النظام قام بارسال مبعوثين من كل الجوانب، عارضا على الاب الكثير من الصفقات المغرية، مثل منحه منصب نائب الرئيس ومنح مناف وزارة الدفاع’.

وقال ان اعلان دمشق عن رحيل مناف ما هو الا اشارة الى انه لن يعود مرة اخرى حيث توقع الصديق المقرب من آل طلاس انه في اللحظة التي يخرج فيها مناف للعلن فالمتوقع ان يقوم النظام بحملة تشويه للعائلة. ويقول نواف الفارس الذي انشق عن النظام وترك منصبه كسفير لها في العاصمة العراقية بغداد ان النظام السوري كان قلقا من امكانية رحيله ولهذا حاول اغراءه حيث صرح للجزيرة ان الرئيس طلب منه العودة ووعده بمنصب كبير ـ لكن ما يحدث في شوارع سورية اكبر ‘من منصبي’ كما قال. وقال الفارس ان مكتب الرئيس اتصل به وعرض عليه منصبا كبيرا قبل انشقاقه بأسبوع.

وفي حديثه لصحيفة ‘صندي تلغراف’ يوم الاحد قال انه ابقى على خطته سرية وظل يمارس مهامه حتى آخر لحظة من اجل ان لا يلفت اليه العيون. وبالنسبة لمناف قالت ‘الغارديان’ انه قرر الانشقاق بعد ان ظهر له ان النظام لم يعد مهتما بالحوار، حيث وصف المقرب من العائلة كيف انشق مناف عن النظام، وقال انه بعد بداية الازمة عين النظام مناف للتحاور مع اشخاص رشحوا من الانتفاضة في دوما ودرعا، ولكن الاجهزة الامنية قامت باعتقال من قابلهم مناف. وعندما اشتكى للرئيس وسأله عما يحدث، اجاب الرئيس ‘غيرنا استراتيجيتنا ولا نريد حوارا بل مواجهة’. ويضيف المقرب من العائلة ان مناف قال انه لن يكون جزءا في عملية القمع فقال له الرئيس ‘حسنا، بامكانك العودة لبيتك وسندعوك عندما نحتاج اليك، ولهذا بقي في البيت مراقبا’، وعندما سألت الصحيفة كيف تأتى لمناف الهرب وهو تحت هذه المراقبة الشديدة اجاب ‘هذا موضوع معقد ومن الاحسن عدم الخوض فيه. ولا يعرف ما هو الاثر الذي سيتركه كل من انشقاق الفارس وطلاس حيث كثرت الشائعات حول انشقاق عدد من المسؤولين السوريين المقربين من الاسد، لكن مصادر نقل عنها جوليان بورغر في ‘الغارديان’ قالت ان وصول المعارك لدمشق وهروب الفارس تعني دخول الثورة مرحلة جديدة، مشيرا الى ان الفارس قبل هروبه قام بتسليح عشيرته ‘العقيدات’ التي تمتد مضاربها على طول الحدود العراقية. واضافت ان موقع الفارس اصبح في موقف حرج عندما هاجم الجيش السوري مدينته، دير الزور وقتل 350 شخصا، ونقلت ما كتبه حسن الحسن وهو معلق سوري يعمل في الجريدة الاماراتية ‘ناشونال’ والذي قال ان القبائل بدأت تشعر ان سمعتها ستتأثر لاجيال قادمة، فالفارس كزعيم للقبيلة يعتبر ولاءه لها اولا وللنظام ثانيا.

القبائل رحبت

ويواصل القول ان انشقاق الفارس لقي حفاوة من بعض القبائل السنية مشيرا ان النظام يعرف الآن انه فقد ولاء عدد منها وانه فشل في ضرب القبائل ببعضها البعض للحفاظ على سلطته. واشار بورغر ان الدول الخليجية المحافظة المصممة على الاطاحة بالاسد والتي تدعم الجيش الحر بالسلاح قد التفتت الى اهمية هذه القبائل وقامت بمحاولات للتقرب منها، واشارت الصحيفة ان ذهاب الفارس الى قطر لم يكن مصادفة، وليس مصادفة ان يقول الفارس للجزيرة ان النظام يشعر باليأس على كافة المحاور ويعرف انه ميت والمسألة مسألة وقت لانهياره. الجميع يعرف ان النظام راحل لا محالة ولكن متى وكم من الثمن سيدفعه الشعب السوري كي يطيح به. وفي المقابل تؤكد روسيا حليف سورية المعاند ان الاسد لن يرحل، وتتهم الغرب بمحاولة ابتزازه كما جاء في تصريحات سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي يوم الاثنين.

انحراف ميزان المعركة

ويبدو ان الروس لا يريدون الاعتراف ان المعركة وصلت لدمشق ام ان لديهم تقييماتهم الخاصة، فـ ‘اندبندنت’ البريطانية تقول ان الاسد بدأ يفقد سيطرته على العاصمة. مشيرة في افتتاحية لها ان ‘ميزان القوة بدأ بالانحراف في سورية’، وكتبت الصحيفة الافتتاحية في ظل ما اعلنته منظمة الصليب الاحمر الدولية عن الوضع في سورية وزيارة كوفي عنان لموسكو ومحاولاته لاقناع روسيا وانقاذ خطته ذات النقاط الست والتي يعرف الجميع انها على الرف الآن. وتحدثت الصحيفة عن انعكاسات اعلان الصليب الاحمر تحميل المسؤولية لطرفي الصراع المعارضة والنظام اللذين سيصبحان محل مساءلة امام المحاكم الدولية لجرائم الحرب، مسؤولين سياسيين ووزراء وجنرالات. وتعتقد انه من الواقعية الاعتراف، على المدى القصير، ان الخطوط العريضة للصراع لم تعد تصب في صالح الحل بل في المواجهة فمن المتوقع ان يتواصل القتال، خاصة ان روسيا لم تغير موقفها ووقعت صفقة سلاح مع النظام في دمشق. وتعتقد الصحيفة ان الموقف الروسي الرافض للتنازل يعكس محاولتها الحفاظ على مصالحها او براغماتيتها او كلا الامرين.

يجب الاستماع للروس

ولكن الواضح في الموقف الروسي ان التغيير وان تم في سورية يجب ان يكون سوريا، والعملية الانتقالية يجب ان تكون بيد السوريين. ومن هنا ترى الصحيفة ان اي حل يجب ان يأخذ بعين الاعتبار هذا الموقف، ليس لانه نابع من روسيا ولكن من الخوف لما سيحدث بعد الاسد والفراغ الذي سيخلفه الاسد وراءه، او امكانية تحول سورية الى ساحة حرب في منطقة متفجرة. وتقول انه بدون حل سياسي يجمع كل الاطراف الدولية فان مخاطر استمرار العنف كبيرة وتحول الحرب في سورية الى حرب بالوكالة اكبر. وتعود للقول ان الحقيقة الواضحة تؤشر ان الوقت ينفد للتوصل الى عملية انتقالية مدعومة دوليا، خاصة ان العنف مستمر في المدن المتنازع عليها وتتوسع دائرته حيث وصلت الى دمشق، وقد تكون سورية في حالة حرب، وقد يكون القتل الذي حدث في تريمسة بيد الشبيحة ام نتيجة مواجهات بين الجيش والمتمردين فكل الادلة تشير الى ان خطة عنان، قد فشلت. لان جوهرها قام على مبدأ احترام الطرفين وقف اطلاق النار، ومنذ الاعلان عنها يتهم كل طرف باختراق الاتفاق. وتختم بالقول ان الاسد عليه الاعتراف بان ميزان القوى لم يعد في صالحه، وما يجب على الغرب عمله الان هو اقناعه بان ميزان القوى قد تحول وان ايامه في السلطة اصبحت معدودة بدلا من تضييع الوقت في محاولة اقناع روسيا التخلي عن رجلها في دمشق.

واشنطن وتسليح المعارضة

واذا كان ميزان القوى لم يعد في صالح الاسد فلماذا لا زالت الولايات المتحدة مترددة في دعم المعارضة وتسليحها. واحسن طريقة يمكن فهم الموقف الامريكي ليس نابعا من مخاوفه على الترسانة من الاسلحة الكيماوية التي يملكها لانه قادر على تأمينها ان اراد بعملية عسكرية مع اسرائيل، لكن السبب الحقيقي للتردد الامريكي، هو حملة الرئيس باراك اوباما لانتخابات الرئاسة. وتقول صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان جماعات اللوبي المعادية للنظام السوري والتي كانت تأمل حتى الاسبوع الماضي تغيير ادارة اوباما موقفها ودعم المعارضة السورية عسكريا يعترفون الآن بالواقع واجبروا على ‘الاعتراف بالواقع’. وقالت الصحيفة ان جماعة دعم السوريين، التي تصفها بالجناح السياسي لجيش سورية الحر، تقدمت في الفترة الاخيرة للمسؤولين الامريكيين بوثيقة طلبت فيها الف ار بي جي-29 المضادة للدبابات، 500 صاروخ من نوع سام -7 و 750 رشاش، ودروع واجهزة اتصال فضائية ورفضت الادارة الامريكية الاستجابة لكل هذه المطالب. ونقلت عن لوبي يعمل نيابة عن المجموعة في واشنطن ان ‘الرسالة كانت واضحة فلن يحدث اي شيء قبل الانتخابات الامريكية’.

إسرائيل تخشى تحوّل الجولان «ساحة عمليات»… وواشنطن تحذر من الكيميائي

علي حيدر

فيما لا تزال حالة الحذر مسيطرة على الموقف في اسرائيل، حيث تتجنب الاستخبارات الوقوع في فخ تحديد فترات زمنية لسقوط النظام السوري، أعطت هذه الاستخبارات لنفسها هامشاً يصل الى سنتين ونصف السنة، قبل أن تتحقق «النبوءة»، فيما حذر البيت الأبيض الحكومة السورية أمس من أنها ستُحاسب على اسلوب التعامل مع اي أسلحة كيميائية في حيازتها وطريقة تخزينها. الموقف نفسه صدر عن باريس التي قالت إنها «تشعر بالقلق» من «الأنباء التي تشير الى تحرك لأسلحة كيميائية في سوريا على أيدي نظام دمشق.

في هذا الوقت، استبعد رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (امان)، اللواء افيف كوخافي، تدخل «الحلف الأطلسي أو الولايات المتحدة في سوريا»، عازياً ذلك الى «انعدام الحافز لديهم» على خطوة من هذا النوع. وأعرب كوخافي عن تخوفه من «تحول هضبة الجولان الى ساحة عمليات ضد اسرائيل، بشكل يشبه ما يجري في صحراء سيناء، نتيجة تزايد تمركز الجهاد العالمي في سوريا»، ومشدداً في الوقت نفسه على استبعاد حصول صدام بين اسرائيل وسوريا، «ولو في مخرج أخير للرئيس الأسد».

واضاف كوخافي، خلال تقرير قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، ان الاستخبارات تقدر بأن «الأسد لن يتمكن من تجاوز التمرد، حتى لو اخذ الأمر مزيداً من الوقت»، قائلاً «لا اريد ان احدد رقماً محدداً، هذا سيأخذ بين شهرين وسنتين، لكن يمكن أن يأخذ ايضاً سنتين ونصف السنة».

في المقابل، حذَّر رئيس «امان»، من وجود خطر متزايد على السلاح الاستراتيجي الموجود في سوريا ومن مسار عرقنة سوريا، مشدداً على وجود «متابعة متواصلة لإمكانية ان تنزلق الأسلحة المتقدمة وغير التقليدية، من سوريا الى المنظمات الإرهابية». ولفت كوخافي الى ان عدد الذين فروا من الجيش السوري بلغوا حتى الآن نحو 13 الف جندي وضابط، وانه تم اغتيال ما بين 60 و70 ضابطاً كبيرا قُتلوا على أيدي المعارضة السورية. ورأى ان الاستخبارات الاسرائيلية تشخّص «عدم وجود معارضة منظمة تحاول ان تقود حالة التمرد، بل تكاثر في عدد المجموعات المختلفة فيما بينها من الناحية الايديولوجية». وتابع أنه وفقاً لتقديرات شعبة الاستخبارات فإن هجمات المعارضة طالت منشآت إستراتيجية في سوريا ومن ضمنها قوات الجيش والشرطة ومبان حكومية وشخصيات سياسية.

اما لجهة تطورات الساحة المصرية، فقد اعتبر كوخافي أن هناك «صراعاً علنياً وواضحا بين الجيش والتيارات الإسلامية»، داعيا الى ضرورة رؤية الصورة الشاملة لجهة ان نتائج الانتخابات أظهرت أن ما يقرب من 50 في المئة من المصريين لا يريدون الاسلاميين. ورأى كوخافي ان الرئيس المصري، محمد مرسي، يعتبر الشخصية رقم اثنين في منظمة الإخوان المسلمين، الامر الذي يمس بثقته وقدرته على اتخاذ القرار ويفرض عليه ان يسأل القيادة التي بقيت خارج الرئاسة. ورأى كوخافي ان مصر تدار الآن، برأسين، اسلامي وعسكري، وأنه منذ نشوب الهزة في مصر، ايران تحاول التقارب والتأثير على ما يجري، ولكن حتى هذه اللحظة لا تحظى بأي اهتمام يُذكر. وتطرق رئيس امان الى الوضع في سيناء، مشيراً الى ان المنطقة موجودة في مرتبة هامشية على جدول أعمال النظام المصري، ومضيفاً أن «المنظمات الارهابية في سيناء يمكن ان تحاول انتاج ازمات سياسية عبر تنفيذ عمليات». واكد كوخافي انه «تم في الفترة الأخيرة إحباط أكثر من 10 مخططات لهجمات دموية»، وأنه في هذه الأيام أيضا تجري مراقبة استعدادات لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية من سيناء.

من جهة ثانية (رويترز، أ ف ب)، أكد مسؤولون غربيون واسرائيليون أن حكومة الرئيس السوري تقوم فيما يبدو بنقل بعض الأسلحة الكيميائية في الخفاء من مواقع تخزينها، لكن لم يتضح ما اذا كانت العملية إجراءً أمنياً محضاً وسط الفوضى التي يشهدها الصراع السوري أم أنها تنطوي على أمور أخرى. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست، على متن طائرة الرئاسة الأميركية المتجهة الى تكساس عندما سئل بشأن تقارير اخبارية عن مخزون الاسلحة الكيميائية «توجد مسؤوليات معينة تقترن باسلوب التعامل وتخزين وأمن هذه الأاسلحة الكيميائية». وأضاف «نعتقد ان الافراد المسؤولين عن الالتزام بمثل هذه التحديات يجب ان يفعلوا ذلك، وانهم سيحاسبون على عمل ذلك». لكنه قال انه لا يمكنه التعليق على أي تقارير استخبارية محددة بشأن الاسلحة الكيميائية التي لدى سوريا. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: «تلقينا بقلق معلومات تشير الى تحركات لأسلحة كيميائية على أيدي نظام دمشق. وسواء كانت شائعات أو معلومات، فإننا نسعى الى معرفة الحقيقة. وهذا امر يدعو للقلق الشديد».

مخطوفان في سوريا الى الحرية والمطالبة بتحرير الجميع

ريما زهار

مع بث قناة الجزيرة لبيان عن الجهة التي تخطف لبنانيين في سوريا، تحركت الآمال باطلاق مخطوفين اثنين، وترجح الاوساط اللبنانية ذلك الى اسباب صحية صرفة، كما يطالب اهالي المخطوفين بضرورة اطلاق سراح الجميع.

بيروت: بثت قناة الجزيرة مباشرة مساء امس شريطًا مصورًا جديدًا يظهر فيه بعض المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، واكدت الجهة الخاطفة في بيان رقم 3 انها ستفرج عن اثنين من المخطوفين استجابة لمساعي هيئة العلماء المسلمين في لبنان.

وقال البيان “استجابة لمناشدة هيئة العلماء المسلمين في لبنان سنقوم بايصال 2 من الضيوف الموجودين لدينا الى اهاليهم تحت اشراف هيئة علماء المسلمين في لبنان ودولة قطر”.

واضاف البيان: “لقد تم اعلام الحكومة التركية بالامر لنؤكد على حسن نوايانا لكن مع عدم نسيان ما جاء في البيان الاول وهو طلب الاعتذار من امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي كان يبرر للرئيس السوري بشار الاسد افعاله في الوقت الذي كانت حرائرنا تنتهك اعراضها في حمص ومدعيًا ان ما يحدث في سوريا مجرد فبركات اعلامية.

وختم البيان: “لا بد من التأكيد على ما جاء في البيان الاول من انه لا مشكلة لا مع أية طائفة من الطوائف ولكننا نسعى الى حرية شعبنا وكرامته”.

وارفق بث الشريط بمقابلة مع المخطوف عباس شعيب اشار فيها الى ان تاريخ تسجيل الشريط هو في 15 تموز/يوليو الحالي، وان المخطوفين في صحة جيدة ونحن ضيوف عند ثوار سوريا الذين وجه لهم الشكر.

يقول النائب قاسم هاشم (عضو كتلة التنمية والتحرير) ل”إيلاف” لو لم يكن هناك امل باطلاق سراح بعض المخطوفين كما ورد بالامس، من خلال التسريبات لما كان مثل هذا الكلام الذي أعلن على قناة الجزيرة، والكلام الكثير الذي دار حول تلك القضية، في اليومين الاخيرين نتيجة الاتصالات التي قامت بها بعض المجموعات الاسلامية، والقيادات القطرية، طبعًا هناك جدية بالموضوع ولكن اطلاق اثنين لا يكفي، لان هنالك رسالة لا تؤدي غايتها، ويجب اطلاق سراح الجميع، ولا يكفي اطلاق سراح اثنين فقط.

ويضيف هاشم:” هذا يزيد من الريبة والشك حول مجمل عملية الخطف والاهداف من ورائها، لم تكن ابدًا ايجابية او في اطار عملية عابرة الا هادفة باطار معين، وهو امر غير طبيعي ويجب متابعته لآخر لحظة حتى اطلاق سراح الجميع.

عن لعب دولة قطر دورًا محوريًا في عملية اطلاق المخطوفين يقول هاشم:” لان قطر لها الدور الاساسي مع مجموعة المعارضة السورية، وهي راعية لتلك المجموعات والامر ليس سرًا، وهي مع الحكومة التركية يعتبران الراعيان الاساسيان والحاضنان لتلك المجموعات المعارضة، وبطبيعة الامور يكون هنالك علاقة معروفة بهذا المستوى وتأثير كذلك على الامور كونهما بشكل اساسي يموِّلان ويحضنان عسكريًا وسياسيًا تلك المجموعات، من هنا التأثير وقد يكون اكثر من ذلك، ولكن السؤال لماذا تبقى هذه القضية في هذا الاطار.

ماذا لو لم يطلق سراح بقية المخطوفين ما هي الاجراءات التي سيقوم بها الاهالي برأيك؟ يجيب هاشم:” من حق الاهالي ان تحركهم عواطفهم، وهذا موضوع انساني بالدرجة الاولى ولا يجوز التعاطي معه بخفة، على امل ان يكون الاهالي متفهِّمين ويتابعون القضية حتى اطلاق سراح المخطوفين، هذا حقهم وواجب الدولة، لانهم في النهاية مواطنين لبنانيين، والدولة اللبنانية مسؤولة عن مواطنيها، ومن حق الاهالي ان يتحركوا وان يعلو صوتهم كي يصل الى كل معني في هذا الوطن وخارجه.

لماذا اصرار الخاطفين في البيان المصور على اعتذار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله؟ يقول هاشم:” لان لهؤلاء اهدافًا سياسية، والموضوع يدخل في اطار ما يجري اليوم في سوريا، لم تكن الرسالة الاولى في هذا الخصوص، ولهم اهداف من وراء هذا الطلب، وابعد من امكانياتهم، ولكن يبدو ان البعض يريد اخذ قضية هؤلاء المخطوفين إلى البازار السياسي الذي يتجاوز قدرة هؤلاء وامكانيتهم الى التجارة السياسية الاوسع مدى.

هل يتم تسليم المخطوفين الاثنين، قبل رمضان ام يتأخر الامر؟ يجيب هاشم:” بعد ما حصل في الايام الاخيرة لا يستطيع احد ان يؤكد حول امكانية اطلاق سراحهما لكن المؤشرات تقول انه خلال الساعات القليلة المقبلة سيكون هناك اطلاق سراح اثنين، وهذا وان كان خطوة ايجابية باطار معين لكنها لا تكفي ابدًا، ويشير هاشم انه لم يُعرف اسما اللذان سيطلق سراحهما رغم التسريبات الاعلامية، ويبدو ان هناك تأكيد من منطلق انساني قد يكون الوضع الصحي لبعضهم وعمرهم لا يسمح لمن يخطفهم بتحمل اعباء مسؤوليتهم حول الموضوع، لذلك يقوم الخاطفون بتلك الخطوة لا اكثر ولا اقل.

لماذا قناة الجزيرة تملك دائمًا حصرية بث مثل تلك الاشرطة؟ يجيب هاشم:” كونها تملك التأثير السياسي، وهذا تأكيد على طبيعة العلاقة القطرية مع مجموعات المعارضة.

أهالي التريمسة: أحداث البلدة هدفها إثارة حرب طائفية في سوريا

أ. ف. ب.

التريمسة: يؤكد سكان بلدة التريمسة السنة أن “المجزرة” التي وقعت بحسب قولهم في 12 تموز (يوليو) ارتكبها الجيش السوري بدعم من “الشبيحة” العلويين من اجل التسبب بحرب طائفية في سوريا.

وكان الحقد يسود في شوارع هذه المدينة التي تعد عشرة الاف شخص في وسط سوريا ويبدو من غير المرجح ان يسامح السكان في احد الايام عن هذه التجاوزات التي تعرضوا لها.  وقال السكان الذين تم سؤالهم عن ذلك بدون اي تردد “ابدا”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان القصف والمعارك اوقعت الخميس اكثر من 150 قتيلا في التريمسة بينهم عشرات المقاتلين. وقال ان بعضهم “اعدم” او قتل لدى محاولته الفرار، فيما تم احراق ثلاثين جثة.

ونددت المجموعة الدولية بهذه “المجزرة” لكن النظام نفى ذلك قائلا انه قاتل “ارهابيين” وهو التعبير الذي يستخدمه منذ بدء حركة الاحتجاج ضده قبل 16 شهرا والتي اتخذت طابعا عسكريا على مر الوقت في مواجهة القمع الدموي.

واعتبر مراقبو الامم المتحدة الذين زاروا المكان عدة مرات ان الهجوم “يبدو انه استهدف مجموعات ومنازل محددة غالبيتهم من المنشقين او الناشطين” وقالوا ان الحصيلة “لا تزال غير اكيدة”. واكدوا ان “عدة انواع اسلحة” استخدمت بينها اسلحة ثقيلة وهو ما نفاه النظام مجددا لكنه يتطابق مع ما لاحظه مراسل وكالة فرانس في المكان.

وقال طبيب في التريمسة طلب عدم الكشف عن اسمه حفاظا على امنه ان اعمال القتل هذه تفسر “بدون شك بوقوع المدينة قرب منطقة علوية”.

وقال ابو عمر القائد المحلي الذي يخضع لامرته حوالى 1200 مقاتل ان “جيش الاسد يقصف منذ 15 يوما كل القرى والمدن (السنية) الواقعة على تخوم المنطقة العلوية” الواقعة بين محافظتي حماة واللاذقية (وسط وغرب).واضاف ابو عمر ان “خان شيخون وكفر زيتا واللطامنة والتريمسة وعمورية (…) القصف لا يتوقف على 33 قرية ومدينة سنية”.

يشار الى ان الرئيس السوري بشار الاسد وابرز قيادات النظام من الطائفة العلوية التي تشكل 10 بالمئة من الشعب في حين ان غالبية المعارضين من السنة (80 بالمئة) وال10 بالمئة الباقون هم من الشيعة والدروز والاسماعيليين او مسيحيين. وفي جبل شحشبو (اكرر شحشبو) الصغير المطل على السهل الزراعي حيث تقع التريمسة، تتباحث مجموعة من الثوار في ما بينها حول جلسة الشاي التقليدي.

والجو يلخص ما يشعر به السنة في المنطقة “التريمسة محاطة بعلويين، وهذا هو السبب” كما يقول احدهم. ويضيف اخر “كل العلويين هم من الشبيحة”. ويقول ثالث “الاسد يريد تصفية كل السنة” فيما يقول اخر “انه يريد اثارة حرب طائفية”.

وفي مدينة كرناز السنية التي تعد 22 الف نسمة قرب التريمسة يقول الزعيم السياسي للثورة عبد الرزاق الحمدو بلهجة اقل حدة “النظام يريد تحويل الثورة الى حرب اهلية. لكننا نرفض ذلك، منذ عقود كانت لدينا علاقات ودية مع العلويين ولا تزال حتى الان (…) يمكننا مسامحة العلويين غير الضالعين في المجزرة”.

لكن تيسير شعبان الزعيم العسكري في البلدة يضيف قائلا ان “القرويين العلويين هنا هم جميعا من الشبيحة”.

مجلس الأمن يتجه إلى مواجهة حول مشروع قرار بشأن سوريا

أ. ف. ب.

نيويورك: يتجه أعضاء مجلس الأمن إلى مواجهة جديدة حول مشروع قرار مدعوم من الغرب يهدد بعقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تعهدت روسيا باستخدام حق النقض ضده حين يطرح على التصويت الاربعاء.

واعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال أنه آن الاوان لتصعيد الضغط على الاسد. واعتبرت روسيا محاولة ربط تمديد مهمة المراقبين في سوريا بعقوبات بأنها “ابتزاز”. وصرح السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين: “قلت بوضوح إننا سنصوت ضد مشروع القرار هذا”، وذلك بعد المحادثات المتوترة التي جرت بين سفراء المجلس.

 وتصويت روسيا حليفة النظام السوري ضد المشروع يعني استخدام حق النقض. وسبق أن استخدمت الصين وروسيا مرتين حق النقض لوقف مشروعي قرار ضد النظام السوري. وقد عرضت موسكو مشروع قرار يمدد مهمة بعثة المراقبين، لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس اعتبرت أن ليست لديه اية حظوظ بأن يعتمد.

 وفيما تنتهي مهمة مراقبي الامم المتحدة في سوريا الجمعة، قال دبلوماسيون إنه اذا لم يتم اعتماد قرار حتى ذلك الحين فإنه سيتم انهاء المهمة في نهاية الاسبوع.

وقالت رايس إنه سيكون “من غير الاخلاقي” ترك حوالي 300 مراقب غير مسلحين في سوريا اذا لم يكن مجلس الامن ينوي الضغط على الاسد لكي يطبق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.

 وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم الغرب باستخدام “عناصر ابتزاز” عبر محاولة حمل موسكو على الموافقة على ربط العقوبات بتمديد مهمة المراقبين. ودعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال الى تصويت الاربعاء على مشروع القرار الذي اعدوه، والذي يقترح فرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

 ويهدد مشروع القرار دمشق بعقوبات اقتصادية اذا لم يتوقف النظام السوري عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة، مجددًا في الوقت عينه مهمة المراقبين الدوليين 45 يومًا، في حين أن مشروع القرار الروسي ينص على تمديد المهمة لثلاثة أشهر.

 وقال تشوركين إنه على المجلس التركيز على تمديد مهمة المراقبين مضيفًا “اذا كان هناك اشخاص يريدون تمرير اجندتهم السياسية الخاصة، فذلك يعني أنهم لا يريدون لهذه المهمة أن تستمر”. وردت رايس بالقول إن مشروع القرار الروسي لن ينال الاصوات اللازمة لكي يتم اعتماده. واضافت: “لا اعتقد أن هناك تسعة اصوات تؤيد النص الروسي”.

والدول الغربية واثقة من أنها قادرة على حمل دولة أخرى على الاقل على الامتناع عن التصويت ما قد يجنبها استخدام الفيتو. ورايس التي اعلنت سابقًا أن الولايات المتحدة يمكنها وقف تمديد مهمة الامم المتحدة، قالت إن مواصلة هذه المهمة “موضع شكوك” طالما لم يتم وقف اطلاق النار في سوريا ولم تبدأ عملية سياسية.

 وقالت السفيرة الاميركية “من الواضح أن مواصلة القيام بالامر نفسه، لا تنجح. منطق مشروع القرار الذي وضعه البريطانيون، والذي ندعمه بقوة ينص على ضرورة القيام بشيء جديد. يجب ممارسة ضغط بموجب الفصل السابع”.

وقال السفير الصيني لي باودونغ إنه يحاول اقناع الطرفين بعدم طرح النصين على التصويت لافساح المجال امام القيام بمفاوضات اضافية، لكن القوى الغربية تبدو مصممة على طرح النص على التصويت الاربعاء.

وقال السفير البريطاني ليال غرانت الذي تولى صياغة النص بشكل اساسي: “من الواضح أن النص يحظى بدعم كبير”. واضاف أن “روسيا والصين ابدتا اعتراضًا على الفصل السابع لكن حين تمت مواجهتهما لم تتمكنا من تقديم أي سبب مقنع لذلك”.

 وتابع: “يبدو أن الباقين راضون عن النص الحالي. وبالتالي فإننا نرحب باجراء مفاوضات اضافية وقد قررنا عرض النص على التصويت بعد ظهر الاربعاء”. وقال ليال غرانت إن “اتصالات رفيعة المستوى” تجري بين القوى الكبرى حول الخلاف المتعلق بالعقوبات.

تساؤلات حول قدرة إيران على تسوية الأزمة المشتعلة في سوريا

أشرف أبو جلالة

تدور تساؤلات في فلك السياسة الدولية حول الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في حل الأزمة السورية، المستمرة في البلاد منذ أشهر والتي سقط جراءها عدد كبير من القتلى، وسط تشكيك غربي بمدى قدرة إيران على القيام بهذه المهمة.

القاهرة: مع تصاعد الأزمة في سوريا، بدأ يتزايد الحديث بخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران لحل تلك الوضعية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ستة عشر شهراً.

ولفتت في هذا الصدد مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى ذلك التصريح الذي قال فيه المبعوث الأممي، كوفي أنان، خلال زيارة كان يقوم بها إلى طهران الأسبوع الماضي :” بمقدور إيران أن تلعب دوراً ايجابياً في سوريا”. وقبلها بأسبوعين، قام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بممارسة ضغوط من أجل توجيه الدعوة لإيران، لحضور اجتماع أنان الخاص بـ “مجموعة العمل” بشأن سوريا في جنيف، متحدثاً عن الحاجة لدعوة كل من يحظى بنفوذ وتأثير على جميع الأطراف السورية.

وقد ضغط الإيرانيون أنفسهم لإدراج سوريا على جدول الأعمال الخاص بمحادثات 5 + 1 الأخيرة، وعرضوا أول أمس استضافة محادثات بين النظام السوري والمعارضة.

ومع هذا، أشارت المجلة إلى حالة الشك التي تنتاب الغرب إزاء تلك الفرضية التي تتحدث عن إمكانية الاستعانة بإيران في تقديم مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، وأعقبت بقولها إنه ولكي يتمكن الساسة الغربيون من فهم وجهة النظر الصحيحة (بخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في سوريا ) فإنه يتعين عليهم أن يعرفوا حقيقة المصالح الإيرانية في سوريا، وكذلك الطريقة التي سيؤثر من خلالها إدراج إيران على ديناميات الدبلوماسية الدولية، وهو ما يبين ضرورة استبعاد إيران.

وأعقبت المجلة بقولها إن أول تساؤل لابد أن يوجه بخصوص المصالح الإيرانية في سوريا هو : ما الذي ترغب طهران أن تحققه في سوريا ؟ – وانتقلت بعدها لتقول إنه ووفقاً لتقرير صادر حديثاً عن وزارة الدفاع الأميركية، فإن إيران تسعى من الناحية الإستراتيجية لتعزيز وضعيتها من خلال مواجهة النفوذ الأميركي ومد العلاقات مع الأطراف الإقليمية. وأنها تستعين في سبيل ذلك بأدوات من بينها رعاية الإرهابيين والجماعات المسلحة على نحو نشط لزيادة نفوذها ودورها في المنطقة.

وأوضح مؤيدو إشراك إيران في الجهود الدبلوماسية المبذولة بشأن سوريا أن طهران لعبت دوراً مؤثراً في أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وأن الولايات المتحدة تواصلت دبلوماسياً مع إيران بخصوص العراق خلال العقد الماضي.

وكما تفعل مع سوريا اليوم، أكدت المجلة أن إيران أبدت رغبتها في تحقيق السلام والاستقرار في العراق وأفغانستان، ولم تغفل المجلة الإشارة إلى أن إيران لا تواجه تضارباً في المصالح في سوريا، مثلما كان الوضع معها في العراق، حتى بعد انسحاب أميركا.

ولحماية مصالحها الواضحة، أشارت فورين بوليسي إلى أنه يتعين على إيران أن تبقي على الرئيس بشار الأسد أو أي عميل متعاون مثله، أو يتعين عليها إشعال مضي سوريا صوب موجة الاضطرابات والفوضى التي ينشط فيها العملاء الإيرانيون.

كما لفتت المجلة إلى أن إشراك إيران في جهود تسوية الأزمة السورية في ذلك التوقيت تحديداً سوف يدعم نفوذها الإقليمي ويبعث برسالة، ترد على تأكيدات أميركا ودول أخرى، بأنها غير منعزلة دولياً، وأنها تعتبر لاعباً أساسياً في واقع الأمر في تشكيل وصياغة المشهد الأمني والسياسي الناشئ في منطقة الشرق الأوسط.

أما السؤال الثاني الذي رأت المجلة أنه من الواجب أن يتم طرحه في تلك الأثناء أيضاً فهو : كيف سيؤثر إدراج إيران على ديناميات الدبلوماسية بخصوص سوريا؟ وهنا تابعت المجلة بقولها إن مشاركة إيران ستخفف على الأرجح من عزلة روسيا في المنتديات متعددة الأطراف التي تنظم بشأن سوريا، وبالتالي ستخفف من الضغوط الملقاة على كاهل موسكو من أجل إعادة النظر في الدعم الذي تقدمه للأسد.

العقوبات القديمة درّبت السوريين على الاستعداد للعقوبات الجديدة

عبدالاله مجيد

يلجأ السوريون بصورة متزايدة إلى مواردهم الذاتية للصمود في وجه ضائقة اقتصادية تشتد وطأتها عليهم وعلى نظام الرئيس بشار الأسد مع اتساع رقعة النزاع وتزايد العقوبات الدولية.

إعداد عبد الإله مجيد: تحاول الشركات السورية والسوريون عمومًا، الذين اعتادوا منذ زمن طويل على التقشف وما يقرب من العزلة الدولية، تخفيف الآثار الاجتماعية، واستثمار ما بوسعهم استثماره من فرص متناقصة، وهم يصارعون التضخم، وهبوط قيمة العملة وانخفاض الإنتاج الصناعي بمعدلات خطرة.

 ورغم الآثار الكارثية للأزمة المستمرة منذ 16 شهرًا على الاقتصاد، فإن الحكومة والمواطنين على السواء أبدوا صلابة ليست مستغرَبة بالنسبة إلى السوريين، بقدر ما هي مستغربة بنظر العالم الخارجي، كما أفادت صحيفة فايننشيال تايمز في تقرير من دمشق، ناقلة عن مسؤول إداري في مؤسسة صناعية، قوله إن الأجانب “لا يفهمون العقلية السورية”، متذكرًا كيف كان السوريون يقطعون 80 كلم لشراء سجائر مهرّبة من لبنان. وقال المسؤول الصناعي “إن هذه أمّة نشأت وتطورت، بحيث لا تؤثر فيها العقوبات”.

وفي حين إن مثل هذا الإدعاء ينطوي على مبالغة تشير إلى قدرة كثير من السوريين على التحمّل وشعورهم بالعزة القومية، فإن المعنى نفسه يردده مواطنون آخرون وسط مؤشرات اقتصادية سلبية أوسع. إذ تسببت المقاطعة الدولية للنفط السوري في هبوط إيرادات الدولة بحدة، وزاد معدل التضخم السنوي على 30 في المئة في نيسان/إبريل، ومن المتوقع أن ينخفض إجمالي الناتج الوطني بنسبة تزيد على 8 في المئة هذا العام، ولكن نظام الأسد تمكن في الوقت الحاضر من وقف هبوط الليرة السورية، وحال دون نشوء أزمات حادة في توافر البضائع الأساسية في مدينتي دمشق وحلب.

وقالت الدكتورة سلوى عبد الله، التي تحدثت لصحيفة فايننشيال تايمز في عيادتها وسط دمشق، إنه لا توجد أزمة في الإمدادات الطبية، لأن غالبيتها تتوافر من معامل محلية، والباقي من بلدان لا تطبّق عقوبات مثل الهند. وتابعت الدكتورة، مشيرة إلى النظام “إنهم يجدون طريقة، وحتى الآن ليس لدينا أي مشاكل”. ولكنها أضافت أن الحصول على أجهزة طبية غربية يزداد صعوبة.

وكان لسوريا، التي تحكمها أسرة الأسد منذ أربعة عقود، ارتباط اقتصادي محدود بالعالم الخارجي حتى وفاة حافظ الأسد والد بشار في عام 2000. وفي حين إن بشار الأسد قاد فترة من الإلغاء المحدود للضوابط المفروضة على التعامل الاقتصادي مع الخارج، وقدْر من الانفتاح، فإن سوريا ظلت مشمولة بعقوبات أميركية، كما هي الآن منذ ما يربو على 25 عامًا.

 وقال ديفيد باتر المحلل الاقتصادي والرئيس السابق لقسم أبحاث الشرق الأوسط في وحدة معلومات الإيكونومست إن الأزمة والعقوبات الجديدة ألحقت ضررًا بالغًا بالاقتصاد السوري، ولكن سوريا لم تتأثر تأثرًا خطرًا مثلما كان سيتأثر بلد أكثر اندماجًا بالتجارة العالمية وبالنظام المالي العالمي.

 ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن باتر “إن الوضع صعب للغاية على كثيرين في سوريا، وصعب على الحكومة بطبيعة الحال، ولكنه وضع يمكن التعامل معه في الوقت الحاضر”. وأشار باتر إلى تمكن السلطات السورية من تثبيت الوضع، كما يتضح من سعر صرف الليرة السورية، ولكنه أضاف “إن ما لا نعرفه هو إلى متى يمكن أن يستمر ذلك”.

 وفي حين أن النشاط الاقتصادي سجل هبوطًا في سائر القطاعات منذ اندلاع الانتفاضة في آذار/مارس من العام الماضي، فان حجم الآثار التي تركها النزاع والعقوبات على قطاع الأعمال يتفاوت تفاوتًا واسعًا. وفي ساحات مواجهة، مثل حمص، ثالث المدن السورية، تعطلت الحياة الاقتصادية بعد قصف قوات النظام ونزوح السكان.

وفي حين أن المدينتين الرئيستين، دمشق وحلب، لم تتأثرا بالقدر نفسه، فإنهما تعانيان من انقطاع الكهرباء ونقص المحروقات ومشاكل في توفير المواد الأولية والبضائع المصنعة، لأن النزاع والعقوبات قطعت خطوط الإمداد.

ويبدو أن المصالح التي تتعامل بالسلع غير الضرورية أو المستوردة في السوق المحلية كانت الأشد تضررًا. وقال صاحب شركة لمستلزمات الإنارة الداخلية في دمشق إن الطلب على بضاعته انخفض بنسبة 90 في المئة، “لأنها سلع كمالية، والناس يقبلون الآن على شراء المواد الغذائية والسلع الأساسية”.

وقال صاحب شركة منسوجات في حلب لصحيفة فايننشيال تايمز إن مبيعات إنتاجه، الذي كان معدًا للتصدير في السابق، سجلت هبوطًا بلغ 20 إلى 30 في المئة، ولكن صديقًا له يستورد اللعب الصينية شهد هبوط إيراداته بنسبة 80 في المئة.

وتسبب هبوط النشاط الاقتصادي هذا في تسريحات بين عمال بعض الشركات، ولكن أصحاب شركات أخرى قالوا إنهم أبقوا على عمالهم، لأنهم يعرفون أن فرص العثور على فرصة عمل أخرى معدومة خلال الأزمة. وأكد مدير مكتب سفريات في دمشق الاحتفاظ بموظفيه الخمسة، رغم انهيار السياحة، الذي حصر عمل مكتبه الآن على الحجوزات وبيع التذاكر للسوريين المسافرين إلى الخارج والداخل.

وقال رجل الأعمال عبد الرحمن العطار، الذي تمتد مصالحه من قطاع الإنشاء إلى صناعة الأدوية، إنه يمنح عماله وموظفيه إجازات استثنائية مدفوعة الأجر لمدة 10 أيام “لأنهم إذا جاءوا لم يفعلوا شيئًا، وحين تفرض عقوبات على أصحاب الأعمال، فإنك تجبرهم على تسريح عمالهم، وحين تسرحهم تخلق مشكلة إنسانية”.

 وفي نظام سلطوي، حيث يقول سوريون إن الموز كان أحيانًا بعيد المنال في عهد حافظ الأسد، فإن مثل هذه القصص والمعاناة الاقتصادية الأوسع التي تسلط عليها الضوء ليست غريبة تمامًا، ولا حيلة بيد المواطنين أمامها. وكما قال المسؤول الصناعي في دمشق فإن “سوريا كانت تحت العقوبات منذ فتحتُ عيني على هذه الدنيا”.

علمانيو تركيا هل يؤيدون الأسد‏?‏

الأهرام المصرية

أنقرة ـ سيد عبدالمجيد‏

 كم هي المرات التي زارت فيها هيلاري كلينتون تركيا ليس فقط بصفتها وزيرة للخارجية الأمريكية بل كسيدة أولي لبلادها كزوجة للرئيس الأسبق بيل كلينتون‏,‏

 ولكن يبدو أن زيارتها الأخيرة لإسطنبول, قبل أسابيع ثلاثة مضت بدت مغايرة ومختلفة, فقد كادت تطير فرحا, تعبر عن إنبهارها وهي تشاهد من شرفة أحد الفنادق الكبري بضاحية بيشكتاش جانبا من البوسفور وسحره الأخاذ.

ما انبهرت به كلينتون تلك المرة لم يبادلها الشعور ذاته, فمياه البوسفور وعلي غير العادة بدت صفحاتها صاخبة هادرة وكأنها تشاطر صرخات إنطلقت من ميدان تقسيم القريب منددة بالامبريالية الامريكية, وجرائمها ضد المدنيين السوريين, وأمام نصب للاستقلال الذي يتصدره كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة, تعالت الاحتجاجات ساخرة من الدول الإسلامية وصمتها المخزي علي نزيف الدم الذي تقف وراءه المخابرات المركزية الامريكية, وصنيعتها ما يصفونه بالجيش السوري الحر!

الأكثر إثارة في هذا المشهد الاحتجاجي, أن شخوصه, ومعظمهم من العلمانيين, أعادوا إلي الأذهان مشروع الشرق الأوسط الكبير, وفي قلبه, أردوغان النموذج الذي أراد البيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن تعميمه في العالم الإسلامي, خصوصا الدول العربية! ولم ينسول بطبيعة الحال أن ينددوا به وبصناعه وبمروجيه.

هنا وللوهلة الاولي, ربما يقع المراقب في حيرة من أمره, لسريالية الحاصل وغموضه, فهل علمانيوا تركيا مع بشار الاسد؟, أو علي الاقل متعاطفون معه ؟, وإمعانا في التناقض, ومع إختلاف المنطلقات التقت رؤاهم مع ما تتبناه إسرائيل دون أن تعلنه, فهي لا تريد سقوط الاسد ولا ترغب في تنحيه, هذا ما قاله, يشار يقيش, وزير الخارجية الاسبق, والعضو المتواري عن الانظار في حزب العدالة بعد أن شارك في تأسيسه قبل اكثر من عشر سنوات, ومضي معددا الاسباب, واضعا في مقدمتها ان الدولة العبرية, والإخوان المسلمين الحكم في مصر, والذين بدأوا يولون أهمية قصوي إلي منطقة سيناء والغبن الذي تتعرض له, ومن ثم فزوال الاسد ووصول الإخوان المسلمين إلي السلطة في سوريا سيتجهون بدورهم إلي الجولان المحتل وهو ما لا يرغبه الاسرائيليون, ولتدعيم رأيه قال يقيش أنه لو كانت هناك مصلحة لاسرائيل في إبعاد الاسد لأطاحت بنظامه منذ فترة طويلة. إذن إنها المفارقة, ويمكن القول أن الضبابية السائدة الآن, تعود في جزء منها إلي خلل أصاب الدبلوماسية التركية, التي سارعت بتبني مواقف الآخرين بل وحذت حذوها, دون توخي الحذر, إذا راحت, تتخيل أنها ستكون في صدارة المشهد الاقليمي لمرحلة ما بعد سقوط الاسد الذي بات وشيكا, مستندة لتقارير إستخباراتية, قالت ان خمس الجيش النظامي, أي ما يقارب من60 إلي65 الف عسكري وضابط سوري انشق بل وأعلن انضمامه إلي صفوف الجيش الحر, وهو ما يعني أن الاسد في طريقه إلي الجحيم بسابقيه من الديكتاتوريين العرب.

ولم ينتبه القائمون علي الأداء الدبلوماسي إلي مصالح الدولة وتركيبتها وتكويناتها, وهذا ما تبنته المعارضة خصوصا العلمانية منها, ولم يكن غريبا أن يتقدم نائب معارض بمذكرة إستجواب برلماني طالب فيها بسحب الثقة من أحمد داود أوغلو وزير الخارجية, صحيح رفض البرلمان إلا أنه مؤشر علي حالة غليان في صفوف قطاعات من الشعب التركي التي صارت تخشي من تمدد منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية, وزيادة أنشطتها الارهابية مدعومة الآن من البعث السوري الذي عقد بالفعل جملة اتصالات مع قياديي المنظمة في جبال قنديل, وبضوء أخضر من الحكومة المركزية ببغداد نكاية في اردوغان, وحتي إسقاط سوريا لطائرة التدريب التابعة لسلاح الجو التركي يوم22 يونيه, حمل المعارضون أردوغان المسئولية معتبرين الحادث انتقام سوري من السياسات الخاطئة لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وفي عددها الصادر يوم26 يونيو, عددت صحيفة أيدلنك مساوئ السياسة الخارجية التي باتت عبئا علي بلادهم, وفي مقدمتها أنها أدت إلي أن تفقد البلاد عدد من مواطنيها في إشارة إلي الطيارين المفقودين, مرورا بعداوة الدول المجاورة وأخيرا العزلة, ولم تجد الصحيفة سوي أن تطلب صراحة من وزير الخارجية داود اوغلو بتحمل هذه الفاتورة.

بعد هذا العرض ربما نخلص إلي أن أنقرة في مفترق, فما كانت تخشي منه, ألا وهو حرب مذهبية سنية شيعية أصبح قريبا فهناك تسليح يتم بالفعل يشمل المناطق السنية, بينما تأخد إيران علي عاتقها مهمة تدريب العلويين في سوريا بدعم من حزب الله اللبناني كل هذه التطورات ستكون ضد مصلحة تركيا.

لكن تبق هناك علامات إستفهام علي المعارضة التركية خصوصا حزب الشعب الجمهوري, فخصومته للحزب الحاكم أمر يمكن استيعابها لكن موقفه تجاه حاكم سوريا يشوبه قدر من الالتباس خاصة إذا علمنا أن زعيمه كمال كيلتش دار أوغلو, ينتمي إلي الطائفة العلوية والتي تشكل15% من الشعب التركي!!

                      معارك دمشق تتسع.. ولندن: كل الخيارات مطروحة

بيروت: ليال أبو رحال وكارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

توسعت المعارك الدائرة في دمشق منذ 3 أيام لتشمل عددا أكبر من الأحياء في شمال وشرق وجنوب العاصمة، في وقت أكد فيه الجيش السوري الحر، بدء معركة تحرير دمشق، مطلقا عليها اسم ««بركان دمشق- زلزال سوريا»، مؤكدا ايضا ان قواته استطاعت اسقاط مروحية كانت تقصف بعض احياء دمشق، واكد الجيش الحر ايضا ان معارك دمشق لم تتوقف. ودعت جماعة «الإخوان المسلمين» السوريين إلى مساندة «معركة دمشق الفاصلة».

في غضون ذلك أعلن قائد وحدة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أمس ان الرئيس السوري بشار الأسد نقل قواته من هضبة الجولان باتجاه دمشق ومناطق أخرى تجري فيها نزاعات. وقال الجنرال افيف كوخافي لأعضاء الكنيست (البرلمان) أمس إن الأسد فقد السيطرة على العاصمة. ويشهد جلسة مجلس الأمن اليوم مواجهة ساخنة بين الدول الغربية وروسيا حول الوضع في سوريا. وفيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أنه «لا سبب» يحول دون التوصل إلى توافق حول مشروع قرار بخصوص سوريا في المجلس، أعلنت لندن أن كل الخيارات مطروحة في مجلس الأمن.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أنه يجب عدم استبعاد أي خيار في سوريا، مؤكدا الحاجة لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع. وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان إن «الوضع (في سوريا) خطير جدا ولا يمكن التنبؤ به، لدرجة أنني أعتقد أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل».

إلى ذلك حذر المبعوث الدولي كوفي أنان خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي جرت في موسكو أمس من خطورة الوضع في سوريا مشيرا إلى انه بلغ «مرحلة حرجة». وفي باريس أعلن العميد مناف طلاس، وهو أعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، أمس أنه يأمل قيام «مرحلة انتقالية بناءة» في سوريا، وذلك في بيان سلم لوكالة الصحافة الفرنسية.

«الجيش الحر» يعلن عن بدء عملية «بركان دمشق ـ زلزال سوريا».. والنظام يقصف أحياء في العاصمة بالطيران

جماعة الإخوان المسلمين في سوريا دعت إلى «مساندة معركة دمشق» واصفة إياها بـ«اللحظة التاريخية والمعركة الفاصلة»

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

صعد النظام السوري من وتيرة عملياته العسكرية في العاصمة السورية دمشق، مستهدفا عددا من أحيائها وضواحيها، حيث تصاعدت أعمدة الدخان منها، في وقت أعلنت فيه القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها، عن بدء عملية «بركان دمشق – زلزال سوريا»، نصرة لحمص وحي الميدان في كل المدن والمحافظات السورية.

و قالت المعارضة السورية إنها أسقطت طائرة هليكوبتر للجيش بحي القابون بدمشق أمس في ثالث أيام القتال العنيف الدائر في العاصمة السورية بين القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وخصومه.

وقال ضابط كبير في المعارضة السورية لـ«رويترز»: «طائرات الهليكوبتر تحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية. من السهل استهدافها باستخدام أسلحة مضادة للطائرات». وأضاف ناشط وعضو آخر في المعارضة المسلحة إن الطائرة الهليكوبتر أسقطت في حي القابون بشمال شرقي دمشق.

وقالت مصادر عسكرية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إن «معارك ومواجهات بين عناصرها والجيش النظامي وقعت في أكثر من مكان في دمشق وتخومها»، متحدثة عن «اندفاع وحماس كبيرين لدى الجنود المنشقين رغم الإمكانيات الضعيفة المتوفرة لديهم».

وأكدت أن «الطيران النظامي قصف عددا من الأحياء وتحديدا في برزة والقابون، وكذلك في ريف دمشق، بينما حلق الطيران الحربي في سماء دمشق منذ ساعات الصباح»، لافتة إلى أن «عربات قتالية ومدرعات ودبابات باشرت الانتشار أمس في الشوارع الرئيسية في دمشق، في حين أعلن (الجيش الحر) عن إسقاط مروحية كانت تقصف أحياء القابون وحرستا».

وفي حين قالت مصادر «الجيش الحر»، إن «حي الميدان بات محاصرا بالكامل»، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن «قوات النظام أعطت بمكبرات الصوت مهلة للسكان بالقرب من مسجد زين العابدين في حي الميدان لإخلاء الأبنية»، مشيرة إلى «قصف عنيف على أحياء نهر عيشة والميدان وسط العاصمة وتحليق للطيران الحربي واشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وجيش النظام».

وقال ناشطون إن «اشتباكات عنيفة وقعت في دمشق استخدمت فيها المروحيات للمرة الأولى، في حين سمعت أصوات رشقات سمعت في ساحة السبع بحرات في وسط دمشق، حيث مقر المصرف المركزي السوري».

وجاء ذلك في ظل مواصلة قوات الجيش النظامي القصف على عدة أحياء في العاصمة الميدان والقابون وبرزة مع استمرار الاشتباكات بين الجيش النظامي وكتائب «الجيش الحر» في أحياء الميدان والتضامن والعباسيين والمناطق المحيطة جنوب شرقي المدنية، وسط تحليق كثيف للطيران الحربي في سماء العاصمة، التي شهد وسطها التجاري إطلاق رصاص قوي ظهر يوم أمس (الثلاثاء) في ساحة السبع بحرات، وفي منطقة الطلياني وفي شارع النصر قريبا من القصر العدلي، كما سمع دوي انفجار صوتي في شارع 29 أيار. بحسب إفادات شهود عيان وناشطين في العاصمة. كما سمعت أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء طيلة يوم أمس (الثلاثاء) وسط العاصمة، وقامت السلطات بقطع عدة الطرقات الرئيسية في الوسط التجاري والمؤدية لساحة السبع بحرات والطلياني، لا سيما شارع بغداد الذي يصل شمال المدينة بجنوبها، وبث ناشطون مقطع فيديو تم تصويره من المهاجرين على جبل قاسيون ويظهر صورة بانورامية للمدينة وتحليق المروحيات في سماءها، بينما يتصاعد دخان أسود كثيف من جهة حي الميدان. كما أكد شهود عيان في العاصمة مشاهداتهم للطيران الحربي يقصف حي القابون. كما سمع صوت تحليق طيران حربي كثيف في حيي العباسيين والتجارة، مع أصوات إطلاق نار. وقتل شخص في شارع خالد بن الوليد بنار قوات الأمن لدى قيامه بقطع الشارع، كما شوهدت جثتان لجنديين من الجيش النظامي على أوتوستراد حرستا. وبحسب ناشطين قتل في سوريا يوم أمس أكثر من 25 شخصا معظمهم في دمشق وريفها، حيث تعرضت مدينة الزبداني للقصف العنيف بالتزامن مع توتر الأوضاع في العاصمة.

وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش النظامي حاولت مساء الاثنين الماضي اقتحام حي القابون، وجرت اشتباكات عنيفة لصد الاقتحام، أعقبها قصف عنيف على الحي بقذائف الهاون والمدفعيات مع إطلاق نار عشوائي من رشاشات المروحيات التي حلقت على علو منخفض هناك طوال ليل الاثنين – الثلاثاء وطيلة يوم أمس.

وفي حي الميدان تجددت الاشتباكات ليل الاثنين – الثلاثاء، وسمع دوي انفجارات ضخمة، مع انقطاع التيار الكهربائي، وتم إغلاق كافة منافذ الحي، وأكد شهود عيان تساقط قذائف الهاون على منطقتي الزاهرة القديمة والقاعة في حي الميدان، وذلك عقب الاشتباكات العنيفة التي استمرت حتى فجر أمس بين قوات الجيش النظامي وكتائب من «الجيش الحر» في أحياء الحجر الأسود والميدان والعسالي والصناعة وكفر سوسة.

من جانب آخر، قالت مصادر معارضة في ريف دمشق، إن كتائب «الجيش الحر» هاجمت ثكنة عسكرية في منطقة ببيلا في الغوطة الشرقية. وأوقعت خسائر فادحة فيها، وهو الهجوم الثاني من نوعه على هذه الثكنة خلال أقل من أسبوع.

وأعلن «الجيش الحر» فجر أمس (الثلاثاء) بدء عملية «بركان دمشق وزلزال سوريا» في كل المدن والمحافظات السورية، وأعلنت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها، عن بدء العملية عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلى في كل المدن والمحافظات السورية، وذلك ردا على المجازر والجرائم الوحشية لنظام بشار الأسد. وقال «الجيش السوري الحر» إنه سيتم الهجوم على كافة المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات والدخول في اشتباكات ضارية معها ودعوتها للاستسلام أو القضاء عليها.

ودعا البيان إلى محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة المنتشرة في سوريا، والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها.

كما دعا «الجيش السوري الحر» إلى قطع كل الطرقات الدولية والرئيسية من حلب شمالا إلى درعا جنوبا، ومن دير الزور شرقا إلى اللاذقية غربا، وشل حركة المواصلات، ومنع وصول الإمدادات.

وجدد «الجيش السوري الحر» دعوته إلى تأمين انشقاق الضباط والجنود والمدنيين الراغبين بالانضمام للثورة ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري، والعمل على تحرير الأسرى والمعتقلين لدى الأجهزة الأمنية. واختتم «الجيش السوري الحر» بيانه قائلا، إن «بركان دمشق وزلزال سوريا» يعتبر الخطوة الاستراتيجية الأولى على صعيد التكتيك لإدخال البلاد في حالة العصيان المدني الكامل والشامل.

وخرجت مظاهرات في عدة أحياء بالعاصمة مثل المزة والمجتهد وباب سريجة وقبر عاتكة وجوبر ووسط العاصمة أمام القصر العدلي، وردد المتظاهرون شعارات لنصرة حيي الميدان ونهر عيشة، وطالبوا بوقف الحملة العسكرية ودخول المراقبين الدوليين إلى الحيين. وقام متظاهرون في أكثر من حي بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، في كفر سوسة ونهر عيشة وركن الدين.

وفي مناطق أخرى من البلاد واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية الشرسة، وتعرضت مدينة تلبيسة في ريف حمص لقصف عنيف بالمروحيات والدبابات، كما بث ناشطون فيديو يظهر قيام طائرات مروحية بإلقاء قذائف على المناطق السكنية وارتفاع دخان أبيض هائل، وقال ناشطون في تلبيسة إن هذا نوع جديد من القذائف ويحدث أضرارا كبيرة.

وأكدت الهيئة العامة للثورة أن قتلى وجرحى سقطوا بقصف عنيف ومركز بالدبابات والمروحيات للجيش النظامي على مدينة تلبيسة بريف حمص التي سيطر عليها «الجيش الحر».

كما أفاد ناشطون بسقوط جرحى أيضا بقصف للجيش على بلدة حوش عرب في القلمون في ريف دمشق.

وتعرض حيا القرابيص وجورة الشياح للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على مدينة حمص. وفي اللاذقية أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي على منطقتي ربيعة وجبل التركمان في ريف المحافظة.

من ناحيتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا السوريين إلى «مساندة معركة دمشق»، واصفة إياها بـ«اللحظة التاريخية والمعركة الفاصلة». وقالت في بيان وجهته إلى السوريين بعنوان «لتكن دمشق بوابة النصر»: «إن أهم واجب بالنسبة لثورتكم المباركة التقاط هذه اللحظة التاريخية، والمبادرة السريعة لمساندة محور المعركة الأساسي في دمشق الفيحاء»، لافتة إلى أن «معركة الشعب التي تدور حاليا في قلب العاصمة السورية وقريبا من معقل الطاغية تدعو الجميع إلى صب كل الطاقات في تعزيز هذا الجهد وتمكينه ونصرته».

ورأت الجماعة أن معركة دمشق «رد مباشر على تخاذل المجتمع الدولي والتآمر الروسي والإيراني»، في إشارة إلى دعم طهران وموسكو لنظام الأسد، داعية «جميع السوريين من كل المذاهب وكل الطبقات الاجتماعية وكل القطاعات المهنية إلى الخروج جميعا للتظاهر السلمي في كل وقت من الليل والنهار، وفي المدن والبلدات والقرى والأحياء وإعلان العصيان المدني والإضراب العام».

إلى ذلك، وصفت الخارجية السورية القرارات التي اعتمدتها الهيئات الدولية ومجلس حقوق الإنسان ضدها بـ«المسيسة» وقالت إنها «أعطت الضوء الأخضر للمجموعات الإرهابية المسلحة، للمضي قدما في ممارسة القتل ضد أبناء الشعب السوري بعد أن وجدت أن هناك من يحميها من المحاسبة الدولية ويغطي جرائمها». وأوضحت الخارجية السورية، في تقرير موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن قرارات مجلس حقوق الإنسان «لا تسهم في تحقيق حل سلمي للأزمة، بل تهدف إلى تعقيد الأوضاع والتغطية على الدعم الذي تقدمه دول عربية وإقليمية وغربية للمجموعات الإرهابية المسلحة، بينما تمارس تلك الدول نفسها الرياء السياسي بحديثها عن الحرص على حقوق الإنسان في سوريا والعمل على تمرير قرارات مسيسة في مجلس حقوق الإنسان».

حركة الانشقاقات بين ضباط وعناصر الجيش السوري في تزايد مستمر

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: النظام السوري عمد إلى رفع رتب ورواتب الضباط المعروفين بولائهم له

بيروت: كارولين عاكوم

أكد نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، انشقاق ضابط برتبة عميد ووصوله ليل أمس إلى تركيا مع 5 ضباط آخرين وعدد كبير من العناصر برتب مختلفة، وكان مسؤول تركي قد أفاد بأن لواء سوريًّا أعلن انشقاقه وفر إلى تركيا خلال الساعات الأخيرة، إضافة إلى أكثر من 1200 لاجئ. كذلك أعلن المجلس العسكري لمدينة السويداء السورية في بيان له «انشقاق الملازم أول مهند العيسمي، من مدينة السويداء، وانضمامه إلى المجلس العسكري»، كما أعلن عن انشقاق 19 عسكريا من سرية المداهمة التابعة لحفظ النظام في الحسكة.

وأوضح الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن التباسا حصل في رتبة الضابط، وذلك نتيجة الترجمة «من اللغة التركية إلى العربية»، مؤكدا أن حركة الانشقاقات في الفترة الأخيرة هي في تزايد مستمر يوميا. وفي حين أكد الكردي أنه لغاية الآن هناك لواء واحد أعلن انشقاقه وانضم إلى الجيش الحر، وهو اللواء عدنان سلو الذي عين قائد القيادة المشتركة للجيش الحر، مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري يضم في صفوفه نحو 4000 ضابط، بينهم نحو 150 لواء وما يقارب 2000 عقيد، فقد لفت إلى أنه خلال الثورة عمد النظام السوري إلى ترقية عدد كبير منهم بشكل عشوائي من دون أي شروط، إضافة إلى أنه استدعى عددا من المتقاعدين المعروفين بولائهم له ورفع رتبهم ورواتبهم.

وعن أهمية انشقاق ضابط برتبة لواء، يقول الكردي: «هذا دليل على انهيار الدائرة الضيقة المحيطة بالنظام، لا سيما أن عدد هؤلاء ليس كبيرا، ومن هم بهذه الرتبة هم من القيادات»، موضحا: «مع العلم أن الأهم ليس الرتبة، وإنما أهمية هذا الشخص وقدرته على اتخاذ القرار، وهذا ما يبدو واضحا من خلال وضع الضباط من الطائفة السنية الذين ليسوا أكثر من أرقام إضافية لا يحق لها اتخاذ القرارات المحصورة بأيدي الضباط العلويين».

وعما إذا كان هناك تواصل بين ضباط الجيش الحر والجيش النظامي، قال الكردي: «من الطبيعي أن نكون على تواصل مع زملائنا الذين قضينا معهم سنوات طويلة، لكن يبدو لنا واضحا أن هؤلاء، ولا سيما من ذوي الرتب العالية، أصبحوا متأكدين أن النظام زائل، لكن الطمع والخوف من خسارة المكاسب هو الذي يحول دون إعلان انشقاقهم». وهنا يرى الكردي أن هناك عددا من الضباط لم تتلوث أيديهم بالدماء، ولكن وجودهم لغاية الآن لا يزال يشكل غطاء لهذا النظام، وبالتالي فإن انشقاقهم سيلعب دورا أساسيا في ظهور الواقع الذي وصل إليه هذا النظام، مضيفا: «لكن بالتأكيد لم ولن نسامح من تلوثت أيديهم بالدماء، أو من كانت له اليد الطولى في إصدار الأوامر لقتل الشعب السوري، وسيحاكمون على جرائمهم».

وأعلن العميد مناف طلاس، وهو مقرب من الرئيس السوري بشار الأسد وأعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، أمس أنه في باريس وأنه يأمل قيام «مرحلة انتقالية بناءة» في سوريا، وذلك في بيان سلم لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي هذا النص الذي يحمل توقيع «العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز (يوليو) 2012» عبر هذا الضابط عن الأمل في «الخروج من الأزمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها.. استقرارها وأمنها، وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة»، وأضاف: «لا يسعني إلا أن أعبر عن غضبي وألمي من زج الجيش لخوض معركة لا تعبر عن مبادئه».

من جهته، حذر السفير السوري السابق لدى العراق، الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري، نواف الفارس، في حديث لقناة «بي بي سي» البريطانية أول من أمس، من أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستخدم أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة المسلحة، وأنه قد يكون استخدمها فعلا. وأضاف الفارس الذي أعلن انشقاقه في 11 يوليو (تموز) أن «أيام الأسد في الحكم باتت معدودة»، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد «لإبادة الشعب السوري بأكمله» للبقاء في السلطة. وردا على سؤال لصحافي «بي بي سي»، فرانك غاردنر عما إذا كان ذلك يعني استخدام أسلحة كيماوية، قال الفارس: «أنا مقتنع بأنه إذا حشر الشعب نظام بشار الأسد أكثر من ذلك، فسيستخدم أسلحة كهذه». وتابع أن «هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بأن أسلحة كيماوية استخدمت في حمص». ورأى الفارس أن سقوط النظام «بات حتميا» الآن. وقال لـ«بي بي سي» من قطر التي لجأ إليها: «إنني واثق تماما أن هذه الحكومة ستسقط خلال فترة قصيرة». وأضاف: «نأمل أن تكون هذه الفترة قصيرة لتكون التضحيات أقل».

المعارضة السورية: لا حوار مع الأسد وكل من تلوثت أياديهم بدماء الشعب

ردا على المحادثات بين الروس وأنان حول الوضع في سوريا

بيروت: يوسف دياب

ردا على المباحثات الروسية مع المبعوث الدولي أنان، شدد عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان الموجود في نيويورك لمتابعة مناقشات مجلس الأمن لمشروع قرار فرنسي أميركي لإدراج خطة أنان تحت الفصل السابع، على أن «ثوابت المعارضة السورية تتمثل بحل سياسي من ضمن مبادرة جامعة الدول العربية ومبادرة أنان، وهي وقف القتل والقمع وسحب الجيش والمدرعات من المدن والمناطق السكنية، وتسليم (الرئيس السوري) بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه وتشكيل حكومة انتقالية». وقال الغضبان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يريد الروس منا أن نتحاور مع الأسد، لكننا لن نتحاور مع قاتل الشعب السوري، وإن كان هناك من عملية تفاوضية فيجب أن تنطلق من البحث عن حكومة انتقالية تقود إلى صناديق الاقتراع وأن لا يكون للأسد أي دور في هذه العملية». أضاف: «يريد الروس أن يظهرونا أننا متشددون وهذا خطأ، نحن ننطلق من مبادئ ومطالب تقول: إنه لا حوار مع بشار الأسد ولا عائلته ومجموعة القتلة، فنحن لسنا مسؤولين عن إفشال خطة أنان ولسنا من قتل هذه الخطة بل الأسد وعصابته». وردا على سؤال عن أجواء مجلس الأمن عشية بحث مشروع القرار، أوضح أنه «لا قيمة لمبادرة أنان أو أي مبادرة أخرى إن لم تتقيد بمهلة زمنية وبقوة تحمي تطبيقها، والآن يهدد الروس باستخدام ضد وضع هذه الخطة تحت الفصل السابع وبالتالي فإن من يفشل خطة أنان هو النظام السوري والروس وأنان نفسه الذي يتحمل مسؤولية كبرى في ذلك لأنه لم يظهر نجاحا في فرضها». ورأى أن «فشل مجلس الأمن في إدراج مبادرة المبعوث العربي والدولي تحت البند السابع قد تدفع إلى فعل شيء من خارج مجلس الأمن». وتابع: «نحن كمجلس وطني سنطرق كل الأبواب، وربما نعود إلى مجلس الجامعة من ضمن ميثاق الجامعة واتفاقية الأمن العربي المشترك ونسعى لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، بعد أن نكون استنفدنا كل الوسائل السياسية». وردا على سؤال عن الهدف من وجود وفد المعارضة في نيويورك، أجاب الغضبان «وجودنا هنا لإعطاء انطباع بأننا نحرص على حماية المدنيين بكل الطرق، ونريد حلولا سياسية ولا نتحمل في الوقت نفسه فشل مهمة أنان». أما عضو المجلس التنفيذي في «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مأمون خليفة، فأكد أنه «لا حوار مع هذا النظام، وأي تفاوض يجب أن يكون على انتقال سلمي للسلطة». وشدد على أن «التفاوض يكون مع من لم تلوث أياديهم بدماء السوريين وأموالهم». وأشار خليفة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام الذي على رأسه بشار الأسد لا يقبل أن تحاوره معارضة وطنية، فهناك معارضة صنعها هذا النظام وهو يتحاور معها، في حين أن المعارضة الوطنية في الداخل والخارج قطعت الحوار معه نهائيا». وقال «في الأيام الأولى من الثورة كان يمكن أن يكون بشار الأسد جزءا من الحل، أما الآن فإنه بات جزءا أساسيا من المشكلة ولا حل إلا برحيله وانتصار الثورة». أضاف أن «الشعب السوري مدرك أنه إذا تمكن بشار الأسد من كسر الثورة وتكريس حكمه سيحول كل الشعب إلى عبيد، غير أن الشعب السوري هو شعب حر ويريد مجتمعا حرا ديمقراطيا يعيش فيه بكرامة». ورأى خليفة أن كوفي أنان «لم يقدم أي شيء للشعب السوري، فهو يلعب في الوقت الضائع لأن الدول الكبرى غير متفقة حتى الآن على إسقاط النظام في سوريا وهناك مساهمة دولية على تأجيل إسقاطه، لأن روسيا تحسبها خطأ وتعتبر أن مصلحتها الدولية مرتبطة ببقاء هذا النظام وهي تراهن على جواد خاسر، أما أميركا فهي غير قادرة على التحرك قبل الانتخابات الرئاسية القريبة أولا، وثانيا وهذا الأهم تنسق مع إسرائيل بحيث إن الولايات المتحدة تتكفل بإسقاط النظام عندما تضمن حماية حدود إسرائيل، لكن ليس في المعارضة الوطنية السورية شخص واحد يقبل إعطاء ضمانات لإسرائيل بعدم استعادة الجولان».

وزير خارجية بريطانيا: هناك حاجة لقرار قوي في مجلس الأمن لوقف إراقة الدماء

الدبلوماسيون البريطانيون سيضاعفون جهودهم لإيجاد الحلول المناسبة للعنف في سوريا

عمان: محمد الدعمة

قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إن هناك حاجة لقرار قوي في مجلس الأمن الدولي يزيد الضغط على النظام السوري لوقف إراقة الدماء في سوريا.

وأكد هيغ أنه يجب عدم استبعاد أي خيار في سوريا التي تشهد أزمة مستمرة منذ 17 شهرا، مؤكدا الحاجة لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع. وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان إن «الوضع (في سوريا) خطير جدا ولا يمكن التنبؤ به، لدرجة أنني أعتقد أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل». وأضاف «من الواضح أننا فشلنا حتى الآن. العملية التي أطلقها (مبعوث السلام للأمم المتحدة) كوفي أنان فشلت حتى الآن في تحقيق عملية سياسية سلمية، ولهذا نحن الآن بحاجة لأن يعزز مجلس الأمن بشكل كبير الضغط من أجل تحقيق ذلك».

وأعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال أنه آن الأوان لتصعيد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وفرض عقوبات إن لم يوقف استخدام الأسلحة الثقيلة امتثالا لخطة سلام ذات ست نقاط تدعمها الأمم المتحدة. وقال هيغ «ليس هناك سبب الآن لعدم التوافق على قرار من هذا القبيل». وأضاف «نحن نتجادل بهذا الخصوص مع غيرنا من الدول الغربية والعربية في مجلس الأمن، وسنستمر في الجدل في هذا الشأن خلال الساعات المقبلة، بالطبع هناك خلافات مستمرة في المجلس»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد هيغ أن «ما رأيناه اليوم يجب ألا يدع لنا أي مجال للشك في أن المطلوب هو قرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع».

واكد: «نريد توافقا في مجلس الأمن الدولي وليس اختلافا، ولا نرى عودة للحرب الباردة على الإطلاق»، مشيرا إلى أن هناك اختلافا بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول سبل معالجة الملف السوري في الوقت الذي نشهد فيه اتفاقا بين جميع الأعضاء على خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وبنودها وضرورة تشكيل حكومة انتقالية.

وأشار هيغ إلى أن الأوضاع غير مطمئنة في سوريا، واصفا الوضع على الأرض السورية بأنه مرعب، لافتا إلى أنه لمس ذلك أثناء مقابلته عددا من المدنيين السوريين الذين فروا إلى الأردن بسبب تعرض منازلهم للقصف والسرقة، وأن البعض منهم استغرقت رحلته أربعة أشهر. وتابع هيغ: «لقد ضاعفنا مساعداتنا للشعب السوري المقدرة بنحو 17.5 مليون جنيه إسترليني لتقديم المساعدات الإنسانية لثمانين ألف سوري».

وأوضح أن هناك تعاونا وتنسيقا وتشاورا وثيقا ومستمرا بين الأردن وبريطانيا فيما يتعلق بعملية السلام وقضايا المنطقة والقضايا الدولية، لافتا إلى أن هذه القضايا كانت محور لقائه مع وزير الخارجية البريطاني، حيث تم بحث تطورات الوضع في سوريا وأهمية إيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة هناك ووقف نزيف الدم وأهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الأزمة على دول المنطقة، وتحديدا الأردن.

وقال جودة «إنه بحث مع نظيره البريطاني عملية السلام وضرورة إحياء الجهود المبذولة لهذه الغاية»، مستعرضا الجهود الأردنية المستمرة بقيادة الملك عبد الله الثاني في هذا الإطار. وأشار إلى أنه عرض خلال اللقاء الخطوات التي قام بها الأردن على مسار عملية الإصلاح والإنجازات التي تحققت في هذا الإطار. وكان وزير الخارجية الأردني ونظيره البريطاني قد بحثا خلال لقائهما العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما سوريا وعملية السلام. وأكد الجانبان خلال اللقاء عمق وتميز العلاقات القائمة بين البلدين وضرورة استمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة والتي تهم الطرفين.

على صعيد متصل، زار الوزير هيغ أمس (الثلاثاء) سكن البشابشة للاجئين السوريين في الرمثا (شمال الأردن) يرافقه الوزير جودة، واستمعا من نائب الممثل المقيم لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في المخيم إلى إيجاز عن أوضاعهم والخدمات المقدمة لهم.

والتقى هيغ عددا من اللاجئين السورين واستمع إلى معاناتهم، حيث عرضوا له عملية انتقالهم من سوريا إلى الأردن الذي قدم لهم العون والمساعدة.

وقال هيغ «سنضاعف جهودنا لإجراء دبلوماسي حاسم للوضع السوري والضغط على النظام السوري لتنفيذ التزاماته»، مشيرا إلى أن الدبلوماسيين البريطانيين سيضاعفون جهودهم لإيجاد الحلول المناسبة للعنف في سوريا.

من جانبه، قال جودة «إن هذه الزيارة تأتي للاطلاع على سكن السوريين والاطلاع على الأعداد المتزايدة من اللاجئين وفي إطار استمرار الحوار مع بريطانيا الذي بدأه الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لبريطانيا الشهر الماضي».

وأضاف «إنه على الرغم مما يعانيه الأردن من شح الموارد، فإنه يستقبل الأشقاء السوريين لأننا نفصل بين المساق السياسي، حيث إننا نؤمن بالحل السياسي، وهناك الوضع الإنساني الذي يجب علينا التعامل معه لتقديم العون للأشقاء السوريين». وأشار إلى أن «أعداد اللاجئين في ازدياد، حيث عبر الحدود الأردنية السورية مساء أمس 700 لاجئ سوري ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 130 ألف لاجئ»، مشيرا إلى أن الأردن يأمل أن تنتهي الأحداث في سوريا من خلال حلول سياسية تضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. وأوضح أن هناك أكثر من سبعة آلاف طفل سوري يتلقون الدراسة في مدارس أردنية، مشيرا إلى أن هناك عددا من المنظمات الدولية بدأت بتقديم الدعم للسوريين في الأردن.

وكان عدد من أبناء الرمثا قد اشتكوا من تردي الوضع في الرمثا لما تتحمله من عبء وجود آلاف اللاجئين السوريين في الرمثا وتزايد عددهم يوميا، مطالبين بضرورة توجيه الدعم للمدينة ومؤسساتها المدنية لتقوم بمسؤولياتها تجاه المواطنين.

اللاجئون الذين فروا خوفا على حياتهم لم يتخيلوا أنهم سيبقون كل هذا الوقت في المنفى

تستضيف تركيا ما يقرب من 42.680 لاجئا سوريا ويتزايد الرقم بمعدل 300 يوميا

كيليس (تركيا): ليز سلاي*

في مخيم المنازل المعدنية المحاط بسياج من الأسلاك الشائكة، يقضي 11.500 سوري أيامهم في الانتظار يتساءلون متى سيتمكنون من العودة إلى منازلهم؟ السواد الأعظم من هؤلاء اللاجئين فروا خوفا على حياتهم ولم يتخيلوا أنهم سيبقون كل هذا الوقت في المنفى.

ويقول وليد حسن (50 عاما)، وكان قد فر من القصف الذي تعرضت له مدينة جسر الشغور في مايو (أيار) 2011 إلى تركيا: «لم أصحب معي أي شيء. لم أحضر معي سوى الأولاد والملابس التي نرتديها. كنا نعتقد أن النظام سيسقط سريعا، وأن إقامتنا هنا ستدوم لشهر على الأكثر».

بعد مضي أكثر من عام لا يزال حسن وعائلته في تركيا، ضمن أكثر من 11.200 آخرين سعوا للحصول على ملاذ آمن في الدول المجاورة، بما في ذلك لبنان والأردن والعراق. تستضيف تركيا ما يقرب من 42.680 لاجئا سوريا، بحسب إحصاءات الحكومة التركية التي نشرتها يوم الثلاثاء، ويتزايد الرقم بمعدل 300 لاجئ يوميا على الأقل، نظرا لنزول أكثر ثورات الربيع العربي دموية واستعصاء على الحل إلى مستنقع الفوضى دون حل في الأفق.

المخيم، الذي يعانق الحدود التركية خارج مدينة كيليس التركية الصغيرة، يقدم نافذة صغيرة على الأهوال التي حلت بسوريا منذ اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد قبل 16 شهرا. وهو قريب من سوريا بما يكفي لسماع دوي دانات المدافع هناك، لكنهم أبعد من أن يشعروا بأنهم في بيوتهم. الجميع هنا إما فقدوا أحد ذويهم أو متاعا لهم: أبا أو أخا أو ابنا أو زوجا أو منزلا أو عملا تجاريا أو أحد أطرافه.

وتقول جنى، ابنة الخمس سنوات، وهي تلعب خارج بيت عائلتها الأشبه بحاوية بضائع: «لقد قتل صديقاتي». وعندما سئلت عمن تعنيه، قالت وهي تبصق على اسم الرئيس السوري «بشار».

أضافت: «سرق منا مدرستنا». وتتدخل صديقتها نديرة، سبع سنوات: «كان يخيفنا في الليل. كنا نستيقظ نصرخ».

ومر رجل قال إنه فقد أسنانه جميعا تحت التعذيب، ووصف كيف تم صعقه بالكهرباء والضرب على يد سجانيه لمدة خمسة أشهر قضاها في السجن العام الماضي، وقال إنه تعرض للتعذيب لأنه أحرق صورة لبشار الأسد خلال مظاهرة، لكنه يجد صعوبة في تذكر كيفية وصوله إلى المعسكر، وجهود الحديث تسبب ألما لفكه المصاب.

وقال فايز مغلاج، جار الرجل ذي الفك المكسور، هامسا: «لقد أفقده الرعب صوابه». ومضى مغلاج في وصف كيف نجا من المذبحة التي قتل خلالها أكثر من 100 شخص في بلدة كفر عويد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

في أحد هذه الأكواخ المعدنية، التي كانت أشبه بقدر يغلي في حر الظهيرة، رقد مقاتل من الجيش السوري الحر على فراش مصابا برصاصة في بطنه، وإلى جواره رقد أحمد الحابي (17 عاما)، الذي أصيب بشظايا صاروخ أطلق من مروحية خلال مساعدته في نقل المصابين عبر الحدود، ليفقد معها يده التي تحوطها الضمادات.

بين هؤلاء أيضا يوجد رجل يعتقد أنه في الثانية أو الثالثة والسبعين فقد كل أسرته، وقال: «كان الرصاص ينهال علينا من كل اتجاه. لم يكن أمامي سوى الهرب». وهو لا يعلم ما حدث لأبنائه وأحفاده، وهو يعتقد أنهم لا يزالون في سوريا.

على مدى شهور عدة كان الفارون من جحيم المعارك يقيمون في مخيمات أصغر نطاقا مزودة بالخيام، لكن استمرار الصراع وتزايد أعداد اللاجئين دفعا الحكومة التركية إلى نقلهم لمعسكرات أكبر حجما وأقل عددا، ويعد مخيم كيليس أكبرها، لكنه ممتلئ الآن، وتقوم الحكومة التركية الآن ببناء مخيم أكبر حجما بسعة 20.000 لاجئ.

تم ترتيب المنازل المعدنية التي يبلغ عددها 2.050 في صفوف تبدو مثل الشوارع، لتضفي جوا من ديمومة استيطان يأمل الجميع ألا يطول.. تنتشر أطباق الأقمار الصناعية على أسطح المنازل، وزرعت إحدى العائلات العشب، فيما تحتفظ أخرى بقفص طيور، أما غالبية السكان فينشرون أغطيتهم المجانية التي لا يستخدمونها بسبب حرارة الصيف على أبواب المنازل لتوفير بعض الظل. وفرت الحكومة التركية ثلاثة محال تجارية ومسجدين ومدرسة.

تحتوي وحدات المنازل المعدنية، الشبيهة بتلك التي يستخدمها الجنود في أفغانستان والعراق، على غرفتين ودورة مياه. ويفترض أن تكون هذه المنازل أكثر تطورا عن الخيام، لكنها واهية وغير مصممة لاستقبال العائلات الكبيرة، وتوشك على التداعي. ناهيك عن أنها لا تطاق من شدة الحرارة في فصل الصيف، حيث تصل درجة الحرارة في شهر يوليو (تموز) إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت.

وفي أحد الأيام الأخيرة، زادت حدة التوتر بصورة غير عادية في المخيم، حيث اشتكى الجميع من انقطاع المياه لعدة أيام بسبب خلل فني، فضلا عن عدم جمع القمامة طوال أسبوع كامل نظرا لوجود خلاف بين الحكومة والبلدية.

تقول ميرفت ياسين (33 عاما)، التي وضعت طفلها الذي يبلغ من العمر 10 أشهر في تركيا: «انهار السقف علينا في إحدى الليالي»، مضيفة: «إذا قمت بشراء الحليب، فإنه يفسد بعد ساعة واحدة».

من الواضح أن الحكومة التركية باتت تشعر بالإجهاد هي الأخرى، حيث يقول صوفي أتان، المتحدث باسم المخيم: «لم تكن لدينا أي مشاكل منذ أسبوع واحد فقط. ولكن كل شيء تهاوى خلال هذا الأسبوع».

هز أتان كتفيه تعبيرا عن الاستهجان عندما سئل عن المدة المتوقعة لبقاء اللاجئين في هذا المخيم، حيث يبدو أن أحدا لا يعرف إجابة واضحة على هذا السؤال.

يقول جمال مصري (29 عاما)، وهو أحد مقاتلي الجيش السوري الحر الذي يتردد بين المخيم وساحة القتال داخل سوريا: «ربما حتى نهاية العام الجاري!». ولكنه لم يبدو واثقا من إجابته.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

مناف طلاس: عندما رفضت المشاركة بالحل الأمني، عُزِلت واتُهمت وخُونت

مناف طلاس يعرب عن أمله فى “مرحلة انتقالية بناءة” فى سوريا

أعرب العميد مناف طلاس، والذي كان مقربا من الرئيس السوري بشار الأسد وأعلن انشقاقه، عن أمله فى البدء بـ “مرحلة انتقالية بناءة ” في سوريا، وعبر طلاس فى بيان صحفى تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه عن أمله فى “الخروج من الأزمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، واستقرارها وأمنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة”.

وأضاف طلاس فى البيان الذى يحمل توقيعه والمؤرخ بتاريخ اليوم “لا يسعني إلا أن أعبر عن غضبي وألمي في زج الجيش في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه.

واعتبر مناف طلاس “أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد إلى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الأسباب”.

وأضاف “بما أن الأضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن، أتمنى وقف إراقة الدماء والخروج من الأزمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة، تضمن لسوريا وحدتها، واستقرارها وأمنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته”.

وقال العميد مناف طلاس ” لا يسعني إلا أن أعبر عن غضبي وألمي في زج الجيش في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه، معركة كان الأمن سيدها وقرارات ظلم بها شعبا وجنودا”.

وأكد مناف “أنا هنا اليوم من دون أجندة، وجاهز كأي فرد سوري عادي دون أي طموح آخر على تأدية كامل واجب المواطن في المساهمة بما في وسعي، كسائر الذين يبحثون عن حل يتناسب مع قناعات وتطلعات هذا الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات للوصول إلى مستقبل أفضل”.

وقال مناف “بكل إخلاصي لوطني ولقناعاتي، حاولت مرارا وتكرارا خلال العام والنصف الماضي أن أقوم بواجبي دون أن أصل إلى نتيجة، فلم أنافق النظام ولم أشارك أو أقبل بحل يوصل البلاد إلى الوضع المأسوي الذي يتخبط فيه”.

وأضاف “عندما اتخذت موقفي، ورفضت المشاركة في الحل الأمني، عزلت واتهمت وخونت، ولكن ضميري وإيماني المطلق دفعاني إلى التنديد بهذه الحلول المدمرة، والابتعاد عنها والمثابرة مع العديد من الأطراف الوطنية على الأرض، لإيجاد مخارج منصفة تتفادى العنف وهدر الدماء لأي عذر من الأعذار أو شكل من الأشكال”.

90 قتيلا والمواجهات متواصلة بدمشق

                                            قالت مصادر الثورة السورية إن معارك ضارية تدور في قلب العاصمة  دمشق بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي، فيما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 90 قتلوا برصاص قوات الأمن أمس الثلاثاء معظمهم في دمشق وريفها إضافة إلى حلب وحمص.

وأوضحت مصادر الثورة السورية أن الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي تتركز في أحياء الميدان والقابون ونهر عيشة والتضامن مع لجوء القوات النظامية للمروحيات في قصف مناطق يسيطر عليها الجيش الحر.

وقال ناشطون سوريون إن الجيش الحر تمكن من إسقاط مروحية للجيش النظامي فوق حي القابون بالعاصمة دمشق. وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر مروحية تابعة لجيش النظام تقصف أحياء في دمشق، وقالوا إن الجيش الحر تمكن من إسقاط إحدى المروحيات في حي القابون أثناء استهدافها منازل هذا الحي وحيّيْ حرستا وبرزة.

وقالت كتيبة جيش الميدان إن الجيش الحر سيطر بالكامل على حي الميدان، رغم وصول تعزيزات عسكرية تتضمن دبابات وأسلحة ثقيلة. لكن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال إن قوات الأمن تصدت لمقاتلين تسللوا إلى دمشق وأجبرت كثيرين منهم على الفرار.

وأحصى مجلس قيادة الثورة في دمشق سقوط سبعة قتلى في العاصمة، مع توسع الاشتباكات في أحياء الميدان والتضامن ونهر عيشة والقدم، ووصولها إلى شارع بغداد وساحة السبع بحرات.

واقتحم الأمن والشبيحة حي جوبر في حملة اعتقالات واسعة، كما استهدف الجيش مآذن جامع القيصري في نهر عيشة ومسجد عثمان بن عفان في حي التضامن ومسجد زيد خطاب في الميدان.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن عناصر الجيش الحر قتلوا شخصين في إطلاق نار على مبنى حزب البعث بحي السبع بحرات في العاصمة، كما سمع صوت إطلاق الرصاص في كفرسوسة والقصور، وشوهد الشبيحة وهم يطلقون النار عشوائيا أثناء مرور حافلتهم بجانب سوق الحميدية في قلب دمشق.

وفي المقابل، ذكرت وكالة سانا الرسمية أن قوى الأمن تلاحق “فلول مجموعة إرهابية” في أطراف حي الميدان وتوقع خسائر كبيرة في صفوفها، كما تلاحق ثلاثة مسلحين في حي الميسات وقبضت على اثنين منهم، بينما عمد “الإرهابيون” إلى تفجير سيارة في كورنيش الميدان وأطلقوا النار عشوائيا في باب سريجة قبل أن تقضي عليهم قوى الأمن.

بركان وزلازل

وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر بالداخل قد أعلنت في بيان مساء الاثنين بدء عملية “بركان دمشق وزلازل سوريا”، وتتضمن قطع الطرقات ومنع وصول الإمدادات والاستيلاء عليها ومحاصرة الحواجز العسكرية والهجوم على كافة الفروع الأمنية في المدن والمحافظات.

وقد سجل مجلس قيادة الثورة إضرابا عاما للأسواق في أحياء ركن الدين والشاغور وسوق الكهرباء ومدحت باشا والحميدية.

وبث ناشطون أمس الثلاثاء صورا لمظاهرات في عدة أحياء بالعاصمة رفعت فيها شعارات تضامنية مع حيي الميدان ونهر عيشة، وطالبوا بوقف الحملة العسكرية ودخول المراقبين الدوليين إلى الحيين.

خارج دمشق

وخارج دمشق جددت القوات النظامية القصف على أحياء مدينة حمص في جورة الشياح والخالدية إضافة إلى الرستن وتلبيسة والقصير في ريف المدينة.

كما تعرضت أحياء عدة في دير الزور بينها الجبيلة لقصف مدفعي. وشهدت درعا سقوط قذائف هاون على المدينة، كما سقط قتلى وجرحى في قصف على بلدة اللجاة بريف المدينة.

كما جرت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في ريف حلب وريف حماة. وشهدت اللاذقية إطلاق نار كثيفاً من قبل حاجز أوبين حيث تتمركز قوات الأمن وجيش النظام.

وفي تطورات أخرى قالت شبكة شام إن الجيش الحر سيطر على كل الحواجز العسكرية في مدينة تلبيسة بريف حمص، بعد معارك عنيفة استخدم فيها الجيش النظامي القذائف المدفعية والمروحيات. كما تتعرض مدن الرستن والغنطو وحيا القرابيص وجورة الشياح في حمص للقصف.

وأضافت الشبكة أن مدينة البوكمال (شرق) ما تزال تتعرض للقصف وسط حركة نزوح للأهالي، كما يستهدف الجيش مدينة الشحيل في دير الزور وبلدة الصورة في درعا.

وأكد ناشطون سقوط جرحى في قصف للجيش على بلدة حوش عرب في القلمون بريف دمشق، كما سقط قتلى وجرحى في قصف على منطقتي ربيعة وجبل التركمان في ريف اللاذقية.

وقد حذر البيت الأبيض النظام السوري من أنه سيحاسب على أسلوب التعامل مع أي أسلحة كيماوية في حيازتها وطريقة تخزينها، حيث أكد مسؤولون غربيون وإسرائيليون أن النظام -في ما يبدو- ينقل بعض هذه الأسلحة في الخفاء من مواقع تخزينها، لكن لم يتضح هل كانت العملية إجراء أمنيا محضا في ظل الأزمة أم أنها تنطوي على نوايا أخرى.

بوتين يعد بدعم خطة أنان بسوريا

                                            وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفعل “كل ما هو لازم” لإنجاح خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان بشأن سوريا. يأتي ذلك بينما يتجدد الشد والجذب بنيويورك بشأن قرار دولي مرتقب تأمل المعارضة وقوى غربية أن يدين النظام السوري، وهو ما ترفضه موسكو. في الأثناء أكدت فرنسا رسميا وجود العميد السوري المنشق مناف طلاس على أراضيها.

وقال بوتين لأنان أثناء لقائهما في موسكو “نحن ندعم ونواصل دعم جهودكم الرامية إلى إعادة السلم الأهلي” في سوريا.

من جانبه، طالب أنان بتوجيه رسالة قوية لوقف العنف في سوريا، معبرا عن أمله بأن يتمكن مجلس الأمن من الوصول إلى “حل مرض للجميع”.

وقال أنان “أنتظر أن يبعث المجلس رسالة واضحة بأن جرائم القتل يجب أن تتوقف وأن الوضع على الأرض غير مقبول”، وأضاف أن “الأزمة السورية بلغت مرحلة حرجة”.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه “لا سبب” يحول دون التوصل إلى توافق حول مشروع قرار بخصوص سوريا في مجلس الأمن الدولي، معبرا عن استعداد بلاده لذلك.

ومن المتوقع أن يشهد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء تصويتا على مشروع قرار مقدم من الأوروبيين (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال) والولايات المتحدة، يدعو لفرض لعقوبات على النظام السوري تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكن روسيا هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده.

وحذر المجلس الوطني السوري المعارض من نيويورك من أنه يعتزم البحث عن “حلول أخرى” مع أصدقائه الإقليميين والدوليين لحماية المدنيين إذا لم يتبن مجلس الأمن قرارا من ذلك القبيل.

والتقى ممثلون عن المجلس أمس الثلاثاء في نيويورك بشكل منفصل مع السفير الروسي في الأمم المتحدة وممثلي الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

وقالت المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني إن استخدام روسيا للفيتو في مجلس الأمن يعني إعطاء دمشق “الإذن بمواصلة سحق الشعب”، وأضافت “أعتقد أن الروس يفهمون الرسالة جيدا”.

مناف في فرنسا

في هذه الأثناء أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الثلاثاء أن العميد السوري المنشق مناف طلاس موجود في باريس.

وردا على سؤال في هذا الموضوع في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في الإليزيه، أجاب هولاند “بشأن وجود طلاس، أعتقد أننا أحطنا علما اليوم بهذا الوضع، إنه هنا”.

وفي بيان له أمس أعلن مناف طلاس، الذي كان مقربا من الرئيس السوري بشار الأسد، أنه موجود في باريس، ودعا إلى انتقال للسلطة في بلاده.

واعتبر طلاس في هذا البيان الصحفي الأول له منذ إعلان انشقاقه في 6 يوليو/تموز “أن المسؤولية الكبرى” في الأزمة السورية “تقع على عاتق السلطة” بسبب مواجهتها الانتفاضة الشعبية ضدها “بعنف لم نشهده من قبل”.

وفي موضوع ذي صلة أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من إمكانية امتداد النزاع السوري إلى خارج حدود سوريا، وقال المتحدث باسم الوزارة باتريك فانتريل إن بلاده تخشى أيضا من تجاوز هذا النزاع حدود القتال الطائفي.

من جانبه وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ما يحدث في سوريا بأنه “رهيب”، وذلك بعد زيارته مخيما للاجئين السوريين في الأردن.

الجيش الحر.. قتال ومهام أخرى

                                            سلمان المجدد-حلب

بغياب سلطة النظام السوري عن الكثير من مناطق ريف حلب، أضيفت أعباء جديدة غير القتال على كاهل المعارضة وعناصر الجيش الحر تتمثل -إضافة إلى التصدي لأعوان النظام وعيونه- في حفظ الأمن وفرض القانون وحل المنازعات وتسيير حياة السكان اليومية.

وينشط عدد من أفراد الجيش الحر في جمع المعلومات عن المخبرين وأتباع النظام في مناطق الريف، وتتمكن مجموعاتهم بين الحين والآخر من القبض على عدد من الشبيحة والمجرمين, ويتعرضون في الغالب إلى مقاومة من المعتقلين، أما عن مهماتهم فيخبرنا أنهم يطبقون ما يؤمرون به من القيادة المسؤولة عن المنطقة.

فعلى أطراف إحدى القرى أقيم سجن تم تجهيزه على عجل, وينتشر أمامه أفراد الجيش الحر بشكل مكثف على مدار اليوم، ويتوجس الجميع ويظهر الحذر على وجوههم من أي غريب قادم، وبعد السماح لنا بالدخول قادنا أحد الأفراد إلى داخل المبنى.

ويقول نائب آمر السجن -وهو مجند منشق يدعى أبو العباس ويعرف بـ”جامبو”- إن وحداته تذهب في مهمات سرية لأسر عناصر الشبيحة, أو لتوقيف المخالفين للقانون، وإن ذلك يتم بعد التأكد من المعلومات الواردة من عدة مصادر منعا للوقوع في الخطأ.

ويضيف أبو العباس أن الموقوفين -وأكثرهم من الشبيحة- يبدون عادة بعض المقاومة قبل أن يعترفوا بما ارتكبوه من جرائم، خاصة بعد مواجهتهم بالشهود والوقائع المقرونة بالأدلة، وذلك قبل تحويل القضية إلى لجنة شرعية مكونة من ثلاثة أشخاص للبت في القضايا المختلفة.

سجناء في مهجع تحت سيطرة الجيش الحر

مع السجناء

وفي غرفة كبيرة يقيم نحو عشرين سجينا, يتم تزويدهم بثلاث وجبات يوميا, وشرب الشاي مرتين, وقليل من السجائر للمدخنين، ويرى أبو العباس أنه يدير مركز “إصلاح وتطهير من الذنوب”، وأن السجناء أمانة لديه حيث يضطر في بعض الأحيان إلى نقلهم تجنبا للقصف المتكرر على المنطقة.

ويقول السجين (أ.ك) إنه طالب في جامعة حلب وإنه وشى بزملائه من المتظاهرين وقام باعتقالهم برفقة قوات الأمن، وإن دافعه كان ماديا حيث كان يتقاضى خمسمائة ليرة في اليوم، وأعرب عن ندمه قائلا إنه سيسافر إلى الخارج حال إطلاق سراحه.

أما (أ.أ) فتم اعتقاله قبل شهر تقريبا في قضية مالية كما يقول، ويؤكد أن التعامل مع السجناء لم يكن قاسيا حيث يأكلون كما يأكل أفراد الجيش الحر, ويتلقون معاملة إنسانية.

يذكر أن الجيش الحر يقوم كذلك بعدد من المهام الأخرى في المناطق التي يسيطر عليها على غرار الإشراف على عمليات توزيع الخبز والمحروقات, وإطفاء الحرائق ونقل الجرحى وحل النزاعات اليومية بين الناس فضلا عن مساعدة وحماية النازحين من المدنيين، وحراسة الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية.

العقيد الطيار المنشق زيد طلاس يصل إلى الأردن

الجيش السوري الحر يعلن بدء معركة تحرير دمشق

العربية.نت

أكد مصدر أردني لـ”العربية” وصول العقيد الطيار المنشق زيد طلاس للأردن، وبهذا يصبح عدد المنشقين عن الجيش السوري الذين لجؤوا إلى الأردن حوالي 700.

ولم يتضح إلى الآن إن كان من صلة قرابة ما بين العقيد زيد طلاس والعميد مناف طلاس.

وقالت قيادة الجيش السوري الحر في الداخل، الثلاثاء، إن “معركة تحرير دمشق” بدأت، مؤكدة أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة وأن “النصر آتٍ”.

وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين في اتصال مع وكالة “فرانس برس” عبر سكايب إن “معركة تحرير دمشق بدأت والمعارك لن تتوقف”.

وتعيش العاصمة السورية دمشق منذ يومين على الأقل مواجهات عسكرية شديدة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، حيث أطلق هذا الأخير عملية واسعة النطاق تحت اسم “بركان دمشق وزلزال سوريا ـ نصرة لحمص والميدان”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي من حي الميدان شهادات لمواطنين يتحدثون عن الأمن في العاصمة، بينما كانت أصوات الرصاص تخترق الآذان، وهو دليل قوي على وصول حرب الإطاحة بنظام الأسد إلى العاصمة.

وتواصلت الاشتباكات بدمشق، وقالت الهيئة العامة للثورة إن قتيلين سقطا على الأقل في حي الميدان أمس بعد أن سيطرت مدرعات الجيش النظامي على الطرق الرئيسية في الحي، بينما أعاد الجيش الحر انتشاره في الأزقة وتبادل الطرفان إطلاق النار.

وكانت “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها” قد أعلنت في بيان نشر مساء الاثنين، عن بدء العملية عند الساعة الثامنة مساء (17,00 ت غ) في كل المدن والمحافظات السورية، وذلك “رداً على المجازر والجرائم الوحشية” لنظام الرئيس بشار الأسد.

الجيش الحر يسيطر

وأكد الجيش السوري الحر “الهجوم على كافة المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات والدخول في اشتباكات ضارية معها ودعوتها للاستسلام أو القضاء عليها”، داعياً إلى “محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة المنتشرة في سوريا والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها”.

كما دعا الجيش السوري الحر إلى “قطع كل الطرقات الدولية والرئيسية من حلب (شمالا) إلى درعا (جنوبا) ومن دير الزور (شرق) إلى اللاذقية (غرب) وشل حركة المواصلات ومنع وصول الإمدادات”، مجدداً الدعوة إلى “تأمين انشقاق الضباط والجنود والمدنيين الراغبين بالانضمام إلى الثورة ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري” و”العمل على تحرير الأسرى والمعتقلين لدى الأجهزة الأمنية”.

وأعلن الجيش السوري الحر التعامل مع العناصر والضباط من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية و”المنظمات الفلسطينية الموالية للعصابة الأسدية كأهداف مشروعة يجب القضاء عليها أينما وجدت على التراب السوري”.

وأضاف: “يُعتبر بركان دمشق وزلزال سوريا الخطوة الاستراتيجية الأولى على صعيد التكتيك لإدخال البلاد في حالة العصيان المدني الكامل والشامل والذي سيطبق على كامل التراب الوطني ويدخل حيز التنفيذ فور صدور البلاغ العسكري الأول”.

معارك داخل دمشق

ميدانيا، قال سكان إن عربات مدرعة انتشرت في حي الميدان بجنوب دمشق واتخذ قناصة مواقعهم فوق الأسطح. وسمع دوي عنيف للرشاشات في لقطات فيديو حملها نشطاء في المنطقة على الانترنت. وقال أحد سكان حي الميدان “دخلت قوات الأمن الحي وهناك حرب حقيقية تدور الآن”.

وقال ناشط لرويترز، طلب عدم ذكر اسمه، إن السكان يتأهبون لمزيد من المصاعب في العاصمة بعدما قمع الجيش جيوبا للمعارضة في ضواح خارج دمشق مثل ضاحية دوما.

وأضاف “يوجد آلاف المقاتلين في بعض من هذه الضواحي. قتل بعضهم لكن فر الكثيرون ويتجهون إلى العاصمة نفسها”.

وقال نشطاء إن محتجين غاضبين أغلقوا الطريق السريع الدولي المؤدي إلى الأردن تضامنا مع سكان حيي الميدان والزاهرة مع تواصل الاشتباكات فيهما.

وقال ناشط يدعى سمير الشامي عبر سكايب “يتصاعد الدخان من المنطقة. يغلق الناس هذا الطريق بالحجارة ويحرقون الإطارات على أمل تخفيف الضغط على الميدان”.

مواطن سوري لـ”مرسي”: أرفع عنا بطش الطاغية

حمل لافتة فيها صورة للمجازر في بلاده مطالباً الشعب المصري بالوقوف مع سوريا

العربية.نت

أرفع عنا بطش الطاغية بشار”.. بهذه الكلمات بدأ المواطن السوري، أحمد كبيسي، رسالته للدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، مطالبا إياه بالوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه، ومن بينها تأكيده العمل على إنهاء معاناة الشعب السوري، الذي يخوض منذ ما يزيد على 16 شهراً مواجهات عنيفة مع قوات نظام الأسد، لا لسبب إلا المطالبة بالحرية والعدالة حسبما جاء في جريدة “اليوم” السابع.

كبيسي الذي اصطحب نجله للاعتصام أمام قصر العروبة الرئاسي، وسط عشرات المحتجين من أشقائه المصريين أصحاب المطالب الفئوية، طالب مرسي وكل أبناء الشعب المصري، بنصرة أهله في سوريا، حاملاً لافتة بها صور للمجازر في بلاده، مدون أسفلها: “مرابطون لأجلك يا سوريا.. نناشد الشعب المصري العظيم الوقوف بجانب الشعب السوري”، “تستنجد سوريا الحزينة بأختها مصر العظيمة”.

وقال كبيسي “: السوريون في أمسّ الحاجة لدعم أشقائهم المصريين ماديا ومعنويا، موضحا أن الدعم المادي الذي تريده الثورة السورية ليس المقصود به أموال، وإنما نريد مساعدات إنسانية مثل الدواء والطعام، لمساعدة الشعب السوري في مواجهة الطاغية بشار.

بان غي مون “لا ينام” بسبب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون إنه لا يستطيع النوم بسبب القتلى الذين يتساقطون يوميا في سوريا، مشددا على أنه يجب وضع حد للمأساة الإنسانية هناك بأي ثمن.

وقال بان في مقابلة مع التلفزيون الصيني الحكومي:”أنا قلق للغاية وأحيانا لا أستطيع النوم حينما أفكر في عدد من يقتلون كل يوم، حتى اليوم والبارحة مائة ومائتان قتلوا”.

وتابع:” يجب أن يتوقف ذلك بأي ثمن، حتى يتمكن الشعب السوري من البدء فورا في حوار لإيجاد حل سياسي للقضية، يعكس التطلعات والاحتياجات الحقيقية للشعب السوري”.

وفشل مجلس الأمن الدولي حتى الآن في تبني قرار ملزم لسوريا بوقف العنف وسط خلاف بين الدول الغربية من ناحية، وروسيا والصين من ناحية أخرى، حول مشروع قرار غربي ينص على فرض عقوبات على دمشق إذا لم تنفذ النقاط الست الورادة في خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، كما ينص على عودة بعثة المراقبين الدوليين ولكن بتعزيزات أكبر.

الأسعد: معركة دمشق ستحسم الثورة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد الأربعاء إن معركة دمشق ستحسم مصير الثورة في سوريا، مشيرا إلى أن الاشتباكات المسلحة طالت 90 بالمائة من أحياء العاصمة.

وأوضح الأسعد في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن ” المعركة في دمشق ستحسم مصير الثورة .. لا نقول إنها سهلة.. وبغض النظر عن الانتصار فيها.. فإن مجرد اشتراك دمشق في المعارك تعني لنا الكثير وتعني للعالم الكثير”.

 وأضاف الأسعد أن “تسعين في المائة من أحياء العاصمة السورية تشهد اشتباكات مسلحة”، على حد قوله.

وفي المقابل، قال قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن عددا من المسلحين الذين كانوا يقاتلون القوات النظامية في عدد من أحياء دمشق استسلموا. وأضاف الوزير أن بعض المسلحين لاذوْا بالفرار بعد أن تعاملت معهم قوات الجيش، على حد قوله.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن 94 شخصا قد قتلوا بنيران القوات النظامية السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه لليوم الثالث على التوالي المعارك في العاصمة السورية.

وأفاد ناشطون أن أحياء العسالي والزاهرة والميدان بالعاصمة دمشق شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي.

وأضاف الناشطون أن ريف دمشق شهد أيضا قصفا عنيفا على مدينتي زملكا والزبداني، كما سمعت أصوات انفجارات في مدينتي الكسوة والسيدة زينب.

وسجل سقوط صاروخ على مدينة أعزاز بمحافظة حلب، كما حاولت قوات النظام اقتحام حي صلاح الدين مع حدوث اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي.

 أما مدينة القصير بمحافظة حمص فشهدت إطلاق نار كثيفا من رشاشات الدوشكا، وشهدت المنطقة الشرقية بمحافظة درعا انفجارات ناتجة عن قصف الحراك وداعل واللجاه بالصواريخ، حسب ما أفاد الناشطون.

إسقاط مروحية في “معركة تحرير دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أسقط الجيش الحر مروحية تابعة للجيش السوري النظامي في حي القابون بالعاصمة دمشق، وجاء ذلك عقب إعلان “الحر” في الداخل الثلاثاء أن “معركة تحرير دمشق” بدأت، مؤكدا وجود خطة للسيطرة على العاصمة وأن “النصر آت”.

ومن جهة أخرى، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن ارتفاع عدد القتلى برصاص الأمن الثلاثاء إلى 94 قتيلا في محافظات عدة.

وأكد المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين: “أسقطنا مروحية للجيش فوق حي القابون”، حسب وكالة فرانس برس.

كما أعلن الجيش الحر عن تفجير سيارة مفخخة وسط “تجمع للجيش السوري في منطقة الميدان بدمشق ما أدى إلى تدمير آليات ومقتل عدد من الجنود”، حسب مراسل سكاي نيوز عربية.

وكان سعد الدين أعلن أن “معركة تحرير دمشق بدأت وأن المعارك لن تتوقف”، في الوقت الذي قال فيه المجلس العسكري بدمشق على تويتر إن “حزب الله والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية والمنظمات الفلسطينية الموالية أهداف مشروعة يجب القضاء عليها”.

وتستمر منذ مساء الأحد الاشتباكات العنيفة في دمشق التي وصفها ناشطون بأنها “منعطف حاسم” في المواجهة بين النظام السوري ومعارضيه، متنقلة بين أحياء الميدان، الأقرب إلى وسط العاصمة، والقابون شرقي العاصمة وكفرسوسة غربا و

والتضامن والعسالي والحجر الأسود جنوبا.

وقال ناشطون إن ما يقارب 80% من المحلات في دمشق العاصمة بدأت بالإغلاق وحالة إضراب في المدينة بسبب إبلاغ الجيش الحر لهم ببدء عملية تحرير دمشق.

أما الجهات الأمنية فقد بلغت الأهالي في منطقة الميدان ونهر عيشة والزاهرة والتضامن بإخلاء البيوت استعدادا لضربها والقضاء على العصابات الإرهابية كما يقولون.

وقال سعد الدين “لدينا خطة واضحة للسيطرة على كل دمشق”، رافضا كشف أي تفاصيل عنها، وأشار إلى أن “الجيش الحر يقاتل بالسلاح الخفيف لكنه كاف”، مؤكدا أن “النصر آت”.

وقال سعد الدين إن الجيش الحر “قرر نقل المعركة إلى العاصمة ردا على مجزرة التريمسة والقصف العنيف الذي تتعرض له حمص”.

وأضاف أن “النظام هو من جنى على نفسه. ومنذ اليوم، كل مدينة سورية ستحاصر وأي مجزرة سترتكب سنرد عليها في كل أنحاء سوريا”.

وردا على سؤال عن سير المعارك في العاصمة، قال إن أفراد الجيش الحر “منتشرون في كل الأحياء” الدمشقية وإن كانوا لا يسيطرون تماما على أي حي بشكل كامل.

ولفت إلى أن الاشتباكات وصلت إلى حيي المرجة والعباسيين في وسط العاصمة، مضيفا أن الجيش النظامي “اضطر لاستخدام المصفحات في حي الميدان”.

وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أعلنت بدء عملية “بركان دمشق ـ زلزال سوريا نصرة لحمص والميدان” في كل المدن والمحافظات السورية.

قرر الجيش السوري نقل المعركة إلى العاصمة ردا على مجزرة التريمسة والقصف العنيف الذي تتعرض له حمص

وذكرت أن العملية ستشمل “الهجوم على كافة المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات” و”محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة المنتشرة في سورية والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها”.

سير الاشتباكات

وخارج العاصمة، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن 94 شخصا قد قتلوا بنيران القوات النظامية السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأفاد ناشطون أن أحياء العسالي والزاهرة والميدان بالعاصمة دمشق شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي.

وأضاف الناشطون أن ريف دمشق شهد أيضا قصفا عنيفا على مدينتي زملكا والزبداني، كما سمعت أصوات انفجارات في مدينتي الكسوة والسيدة زينب.

وسجل سقوط صاروخ على مدينة أعزاز بمحافظة حلب، كما حاولت قوات النظام اقتحام حي صلاح الدين مع حدوث اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي.

 أما مدينة القصير بمحافظة حمص فشهدت إطلاق نار كثيفا من رشاشات الدوشكا، وشهدت المنطقة الشرقية بمحافظة درعا انفجارات ناتجة عن قصف الحراك وداعل واللجاه بالصواريخ، حسب ما أفاد الناشطون.

الجولان السوري.. الجبهة الهادئة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

منذ اندلاع الأحداث في سوريا، والجيش السوري في مواقعه على “خط المواجهة” في الجولان، ما أثار استغراب البعض، وتساؤلاتهم من انسحاب القوات السورية من خط المواجهة مع إسرائيل الأربعاء، وتوجهها إلى دمشق لدعم القوات النظامية في حربها ضد المعارضة.

تقع هضبة الجولان في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وتتبع إداريا لمحافظة القنيطرة السورية بشكل كلي في السابق، وبشكل جزئي اليوم بسبب الاحتلال الإسرائيلي لها في ما يسمى بحرب النكسة عام 1967 ، وتطالب سوريا منذ ذاك الحين باستعادتها.

وأعلنت الحكومة السورية أنها في حالة حرب مع إسرائيل، وهذا ما تضمنته المناهج الدراسية في المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية.

كما حرص الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على إدراج الجولان المحتل ضمن الأغاني المدرسية التي يتم ترديدها في الحلقات الدراسية، للتذكير بحالة الحرب مع إسرائيل وحالة ما أسماه “اغتصابا للأراضي السورية”.

ومن اللافت حينها ومن خلال نشرات حال الطقس اليومية على التلفزيون السوري، والذي كان المحطة الوحيدة المتوفرة في البلاد بقناتيها الأولى والثانية، غياب الجولان من خارطة سوريا، الأمر الذي تداركه المسؤولون منذ سنوات قليلة.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا منتصف مارس 2011، وبعد مجابهة الاحتجاجات المدنية بمدينة درعا، حيث انطلقت الشرارة الأولى للحراك في البلاد بالرصاص، انطلقت مظاهرات تندد بهدوء جبهة الجولان على مدى سنوات طويلة، وبشكل أدق منذ احتلالها وحتى يومنا، ويقول معارضون سوريون إنه لم تطلق رصاصة واحدة على الجبهة في حين تم استخدام الرصاص على السوريين.

وهذا ما غناه المغني سميح شقير في أغنيته الشهيرة “يا حيف” التي أطلقها مع بداية الحراك في سوريا واتخاذ الحكومة الحل الأمني في قمعها للاحتجاجات.

والحقيقة أن جبهة الجولان لم تشهد أي اشتباكات أو مواجهات أو حتى مناوشات مع الجيش الإسرائيلي، واعتبرها معارضون “أهدأ جبهة في المنطقة”.

ولم يكن الجولان المحتل بعيدا عن الحراك في الداخل السوري، بل كان شريكا ومعارضا، من خلال التنسيقيات الموجودة على فيسبوك، والمظاهرات المنددة بالنظام السوري، كما ذكر بعض الناشطين لسكاي نيوز عربية وجود معتقلين من الجولان في السجون السورية.

فيما أكد محمد، من الجولان، لسكاي نيوز عربية انقسام سكان الجولان وقراها ما بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين، حاله كحال أي مدينة سورية أخرى.

وبلغ عدد قرى الجولان قبل الاحتلال 164 قرية و146 مزرعة، أما عدد القرى التي وقعت تحت الاحتلال فهو 137 قرية و112 مزرعة إضافة إلى القنيطرة.

وبلغ عدد القرى التي بقيت بسكانها 6 قرى هي: مجدل شمس، ومسعدة، وبقعاتا، وعين قنية، والغجر، وسحيتا التي تم ترحيل سكانها في ما بعد إلى قرية مسعدة لتبقى 5 قرى فقط.

ودمر الاحتلال الإسرائيلي 131 قرية و112 مزرعة ومدينتين.

وفي عام 1974 أعادت إسرائيل مدينة القنيطرة لسوريا في إطار اتفاقية الهدنة، ولكن حتى الآن لم يتم ترميم المدينة، حيث أعلنت الحكومة السورية رفضها لترميم المدينة إن لم تنسحب إسرائيل إلى خط 4 يونيو، رغم التزامها بترميم المدينة وإعادة النازحين إليها في اتفاقية الهدنة.

وخط 4 يونيو 1967 تعتبر فيه الحكومة السورية أن بعض الأراضي الواقعة بين الحدود الدولية ووادي نهر الأردن أراضي سورية، كما تطالب بالجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية.

ولا تزال الأمم المتحدة تشير إلى هضبة الجولان باعتبارها “أرضا سورية محتلة”.

ناشطون: اشتباكات متقطعة في أحياء بدمشق واستئناف قصف بعضها

روما (17 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال ناشطون سوريون إن القوات العسكرية والأمنية الحكومية استأنفت صباح اليوم قصف بعض أحياء العاصمة دمشق، حيث قصفت دبابات حي الميدان وبلدة المعضمية، في الوقت الذي تغطي سماء المنطقة سحب من الدخان وتُرى من أغلب أحياء دمشق

وقال شهود عيان لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن القوات الأمنية والعسكرية منعت اليوم (الثلاثاء) أهالي القرى والبلدات المحيطة بدمشق من دخول العاصمة، كما منعت أهالي درعا من التوجه إلى دمشق، وقامت الحواجز بعزل ريف العاصمة عن المدينة

كما أشار آخرون من منطقة برزة في دمشق إلى أن الاشتباكات العنيفة استمرت طوال الليل دون أن يستطيعوا تحديد الجهات المشتبكة أو سبب إطلاق النار من الرشاشات الخفيفة والمتوسطة بين الأحياء السكنية

وعاش سكان العاصمة السورية ليلة مضطربة، واستمر سماع أصوات الانفجارات والقصف طوال الليل وحتى ساعات الفجر الأولى، وقال الناشطون إنها ناتجة عن قصف لحيي القابون والميدان

وتشهد دمشق بين الوقت والآخر تحليق للطائرات المروحية فوق المزة وكفرسوسة والميدان ونهر عيشة وغيرها من المناطق

وأعادت السلطات السورية افتتاح طريق مطار دمشق الدولي بعد أن أغلقته لساعات الاثنين، كما أن حركة الطيران المدني في المطار طبيعية، وعادت حركة المرور طبيعية في الطريق الدولي المؤدي إلى الأردن بعد أن أغلقه المحتجون لساعات ظهر أمس أيضاً

وقال سكان في أبو رمانة أنهم سمعوا ظهر اليوم رشقات إطلاق نار في المنطقة التي تعتبر من أرقى مناطق دمشق وفيها مؤسسات حكومية ومنازل ومكاتب عدد كبير من المسؤولين السوريين. كما قال ناشطون إن رشقات رصاص سُمِعت في ساحة العباسيين في دمشق أيضاً

وتحدث مواطنون من بلدة سبينة وبلدة الديابية عن “كتائب ثورية مقاتلة اشتبكت مع عناصر في مخافر البلدتين واحتلتها واستولت على أسلحة منها وأسرت العناصر” المتواجدين فيها

إلى ذلك أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر المناهض للنظام وكتائب وسرايا تابعة لها عن بدء عملية “بركان دمشق” في كافة المناطق السورية، وتوعّدوا أن بـ “زلزلة” أركان النظام وأجهزته الأمنية والعسكرية

تصاعد المعارك في أطراف دمشق

أكد ناشطون تواصل المعارك الليلية مساء الثلاثاء على أطراف العاصمة السورية دمشق بالتزامن مع إعلان الجيش السوري الحر بدء المعركة النهائية للسيطرة عليها.

وقال شهود عيان ان بعض الحواجز الامنية المحيطة بالقصر الرئاسي قد اشتعلت فيها النيران كما نشروا صورا لها على شبكة الانترنت مؤكدين ان النظام السوري دفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية والعربات المدرعة الى عدد من احياء العاصمة.

فيتو روسي صيني متوقع

في هذه الاثناء يتوقع دبلوماسيون في الامم المتحدة استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتوعند التصويت المتوقع بعد ظهر الاربعاء على مشروع القرار الذي تقدم به الاوروبيون والولايات المتحدة ويتضمن تهديدات لدمشق بعقوبات.

وقال دبلوماسي غربي “نتجه الى فيتو مزدوج روسي وصيني” كما توقع الا تجمع روسيا اكثرية تسعة اصوات من اصل الدول ال15 الاعضاء والتي تسمح بتبني مشروع القرار الذي تقدمت به موسكو.

مشروع قرار اوروبي امريكي

مشروع القرار الذي تقدمت به دول فرنسا المانيا بريطانيا والبرتغال اضافة الى الولايات المتحدة يهدد النظام السوري بعقوبات اقتصادية في حال استمرارة في

استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة كما يمدد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا 45 يوما.

واعلنت روسيا صراحة انها ستستخدم حق النقض على هذا النص فيما يتوقع دبلوماسيون عدة ان تحذو الصين حذوها.

ومنذ اندلاع الازمة السورية في اذار/مارس 2011 اعاق البلدان مرتين اصدار مجلس الامن قرارا يندد بالقمع في سوريا وذلك لحماية النظام السوري المتحالف معهما.

خطة عنان

والتقى المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان الثلاثاء في موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اكد له دعمه الا انه لم يعط اي اشارة ملموسة الى استعداد روسيا للتراجع عن موقفها في الازمة السورية.

وتقدمت روسيا بمشروع قرار منافس يمدد مهمة بعثة المراقبين ثلاثة اشهر لكن بلا اشارة الى عقوبات كما اجرى الروس تعديلا طفيفا على مشروع قرارهم الثلاثاء دون ان يؤدي ذلك الى اخراج المفاوضات من المأزق.

ويتعين على مجلس الامن البت بمصير بعثة المراقبين في سوريا قبل 20 تموز/يوليو الجاري وهو تاريخ انتهاء مهمتها واذا لم يتم تمديد المهمة على المراقبين ال300 مغادرة سوريا ما سيمثل فشلا لجهود الوساطة التي قادها كوفي انان.

ولتفادي ذلك, يمكن لمجلس الامن ان يقرر تجديدا تقنيا لمدة 30 يوما في طريقة للقول “اننا لم نقتل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا” وفق احد الدبلوماسيين.

ووصل المراقبون ال300 الى سوريا منتصف نيسان/ابريل لمراقبة وقف لاطلاق النار لم تحترمه دمشق يوما كما علقوا دورياتهم منتصف حزيران/يونيو بسبب ارتفاع وتيرة اعمال العنف. واوصى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتقليص عدد المراقبين واعطائهم دورا سياسيا اكثر.

والتقت بعثة من المجلس الوطني السوري, ابرز ائتلاف للمعارضة, الثلاثاء سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. وأكدت المتحدثة باسم المجلس الوطني بسمة قضماني بعد اللقاء ان القرار الغربي يمثل “الفرصة الاخيرة لاحياء” خطة انان.

BBC © 2012

المعارضة السورية تبدأ عملية “تحرير دمشق

بيروت (رويترز) – قال قائد في المعارضة السورية المسلحة يوم الثلاثاء إن المعارضة ستكثف هجماتها داخل العاصمة وتستهدف منشآت أمنية حساسة فيما وصفتها بعملية “لتحرير دمشق” وذلك بعد معارك عنيفة على مدى ثلاثة أيام في المدينة.

وقال العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر داخل سوريا لرويترز من خلال خدمة سكايب إن كثيرا من المقاتلين وصلوا إلى دمشق من عدة محافظات قبل نحو عشرة أيام للمشاركة في العملية وسيتم إرسال المزيد قريبا.

وتعهد سعد الدين بعدم التراجع قائلا إن معركة دمشق لها أولوية بالنسبة للمعارضة التي قال إنها بدأت عملية “لتحرير دمشق”. وأضاف أن المعارضة أطلقت على العملية اسم “بركان دمشق زلزال سوريا”.

ودارت اشتباكات على مدى ثلاثة أيام في شوارع دمشق بين قوات المعارضة والقوات الحكومية في أعنف قتال بالعاصمة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد العام الماضي لكن لا يبدو أن أيا من الطرفين قادر على توجيه ضربة حاسمة.

وقال سعد الدين إن هذه العملية يجري التخطيط لها منذ فترة وإن المعارضة أرسلت كثيرا من المقاتلين إلى دمشق وضواحيها قبل نحو عشرة أيام حيث تم إرسال نحو 50 مجموعة تضم كل منها حوالي 50 مقاتلا.

وأضاف أن المعارضة ستستهدف مقار أجهزة الأمن مشيرا إلى وجود تنسيق كبير بين جميع المجالس العسكرية للمعارضة في هذا الصدد.

ووصف ضابط بالجبش السوري الحر شارك في القتال في حي الميدان – الذي شهد بعض أعنف الاشتباكات في الأيام الثلاثة الماضية – الوضع بأنه ممتاز.

وأضاف الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه أن المقاتلين يسيطرون على الحي ونجحوا في التصدي لمحاولات الجيش لاقتحامه.

وظهر في شريط فيديو بثه نشطاء من المعارضة على الانترنت وأذاعه تلفزيون الجزيرة يوم الاثنين رجال يرتدون ملابس جينز ويختبئون في أزقة مغلقة بأكياس من الرمال ويطلقون قذائف صاروخية ونيران مدافع رشاشة.

وقال المعارضون إنهم يستعدون لصراع قد يستمر شهرا. وبالرغم من نقص الذخيرة قالوا إن لديهم أسلحة كافية للسيطرة على أرضهم وإنهم يستولون على مزيد من الأسلحة من قوات الأسد في شتى أنحاء البلاد.

وأظهرت لقطات فيديو بثها نشطاء على الانترنت مسلحين يسيطرون على دبابات وعربات مدرعة في مدينة تلبيسة شمالي حمص يوم الثلاثاء.

وقال الضابط الذي ينتمي للجيش السوري الحر “انتشر مقاتلونا بالفعل في مناطق حساسة في دمشق. ذهبوا إلى هناك وهم يعرفون أنهم لن يتركوها أحياء. هذه هي المعركة. هذه معركتنا.”

وأضاف “نحن في قلب دمشق .. لدينا خططنا بل ولدينا كذلك خطوط الانسحاب وخطوط إجلاء الجرحى.”

وقال ضابط ثالث “لا يمكنني إعطاء تفاصيل لكن الوضع جيد بشكل عام .. النظام بدأ هذه المعركة ونحن سننهيها.”

من مريم قرعوني

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

واشنطن ترفض مساعدة المعارضة السورية إلا بعد الانتخابات الأميركية

تنشغل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حاليا في الإعداد للانتخابات الرئاسية القادمة التي يخوضها أوباما وسط منافسة قوية مع الجمهوري ميت رومني، الأمر الذي أثر في دعم واشنطن المعارضة السورية، حيث يعطي البيت الأبيض حاليا الأولوية للانتخابات.

حذرت ادارة الرئيس باراك اوباما حلفاءها الغربيين وفصائل المعارضة السورية بأنها لا تستطيع التدخل في الأزمة السورية إلا بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر ، كما علمت صحيفة الديلي تلغراف.

ورغم الغضب المتعاظم بين الثوار السوريين الذين يطلبون الدعم لجهودهم من أجل اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد فإن البيت الأبيض رفض كل الطلبات التي تلقاها لدعم المعارضة بأسلحة ثقيلة ومعلومات استخباراتية.

وكانت جماعات ضغط تدعم المعارضة السورية في واشنطن متفائلة حتى أسابيع قليلة بأن ادارة اوباما ستعطي الضوء الأخضر لمد المقاتلين بقذائف مضادة للدبابات والطائرات لكنها تقول الآن إن الحكومة الأميركية أجبرتها على “تناول حبة واقعية”.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف إن مجموعة دعم سوريا ، الجناح السياسي للجيش السوري الحر ، قدمت الى مسؤولين أميركيين مؤخرا وثيقة تطلب فيها 1000 قذيفة آر بي جي ـ 29 مضادة للدبابات و500 صاروخ سام ـ 7 و750 مدفعا رشاشا عيار 23 ملم وكمية من الستر الواقية وهواتف فضائية امينة.  كما طلبت المجموعة 6 ملايين دولار لدفع رواتب الى المقاتلين.  ولكن جميع الطلبات رُفضت.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في اللوبي الذي يدعم المعارضة السورية في واشنطن “ان الرسالة واضحة من حيث الأساس وهي ان لا شيء سيحدث حتى ما بعد الانتخابات ، بل لا شيء سيحدث حتى ما بعد مراسم التنصيب [في كانون الثاني/يناير 2013] وإن الرسالة نفسها يوجّهها الجميع ، بمن فيهم الأتراك والقطريون” ، على حد تعبير المصدر.

كما أوضحت إدارة اوباما لحلفائها أنها لن تتدخل في رسالة حملها الى لندن الأسبوع الماضي توم دونيلون مستشار الأمن القومي الاميركي الذي توقف في العاصمة البريطانية متوجها الى إسرائيل.

وقالت مصادر مطلعة في واشنطن إن دونيلون “جعل من الواضح بلا لبس” أن لا مجال لدور أميركي أكبر في سوريا.

وامتنعت جماعات الضغط التي تدعم المعارضة السورية في واشنطن ، حتى الآن ، عن التصريحات العلنية بشأن إحباطاتها الناجمة عن موقف الحكومة الاميركية خشية إغضاب البيت الأبيض وايضا إعطاء نظام الأسد سببا للشماتة.

ولكن مجموعة لوبي ثالثة طلبت عدم الكشف عن اسمها قالت لصحيفة الديلي تلغراف إنها هي ايضا اصطدمت “بخط احمر” رسمه البيت الأبيض رغم التجاوب الذي أبدته وزارة الخارجية الاميركية في وقت سابق.

وقال ممثل هذه المجموعة “ان لا أحد يريد ان يلامس هذه القضية ، لا البيت الأبيض ولا لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.  ومن الواضح ان علينا ان نلعب لعبة أطول امدا”.

ويرى مراقبون ان المخاوف من اختراق تنظيم القاعدة لفصائل المعارضة السورية المشتتة أسهمت في سدّ شهية الولايات المتحدة لتقديم دعم أكبر الى المعارضة المسلحة ، مباشرة او بمساعدة بلدان ثالثة مثل ليبيا أو دول خليجية مثل قطر.

ويعني الموقف الاميركي ان الأمل ضئيل بحل الأزمة السورية في وقت قريب بعد هذه الممهدات لحرب أهلية مديدة.  واكدت روسيا مجددا يوم الاثنين أن من غير الواقعي أن ينتظر الغرب منها إقناع الأسد بالتنحي.

وناشد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الولايات المتحدة ألا تتخلى عن الثوار من أجل حسابات سياسية داخلية في أعقاب مجزرة التريمسة الأسبوع الماضي.

وقال سيدا إن المعارضة السورية تريد أن تتحمل اميركا والدول الغربية مسؤولياتها وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة تحديدا “نود ان نقول للرئيس اوباما إن الانتظار حتى يوم الانتخابات لاتخاذ القرار الصحيح ليس مقبولا للسوريين”.  واشار الى ان المعارضة السورية لا تفهم تجاهل قوة عظمى قتل عشرات الآلاف من المدنيين السوريين بسبب حملة انتخابية قد يربحها الرئيس او يخسرها.  ودعا سيدا الى العمل في مجلس الأمن الدولي.

وفي محاولة هدفها بناء مصداقية لدى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تعتزم مجموعة دعم سوريا التي شُكلت لتمثيل الجيش السوري الحر ، إصدار “اعلان” يحمل تواقيع تسعة قادة عسكريين كبار من قادة المعارضة المسلحة.

وتتعهد الوثيقة التي اطلعت عليها صحيفة الديلي تلغراف بعد أن بدأ تداولها فعلا في سوريا، أن يعمل الجيش السوري الحر في ظل حكومة مدنية ويلتزم بمبادئ الديمقراطية وحماية الأقليات.

ولكن محللين قالوا إن تضافر رأي عام أميركي أنهكته الحروب وحملة انتخابية وشبح وقوع أسلحة بأيدي اسلاميين متطرفين ما زال يثني الولايات المتحدة عن زيادة دورها لحسم النزاع السوري.

وقال جونثان شانزر نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن التي دعت الى التدخل في سوريا ، ان انقسام الجمهوريين أيضا أسهم في منح ادارة اوباما “ورقة مجانية” سياسيا.

واوضح شانزر “ان اليمن منقسم بين من يقول إن على الولايات المتحدة واجبا اخلاقيا للتدخل ومن يقول ان لا مصلحة وطنية في التدخل ، والنتيجة ان لا أحد يريد الاقتراب من هذا الأمر”.

واضاف شانزر انه لا يبدو ان للولايات المتحدة سياسة خارجية متماسكة منذ الربيع العربي.  “إذ لا يُعرف لماذا ساعدنا في الاطاحة بالقذافي وتركنا مبارك يسقط ولكننا نُبقي الأسد في السلطة”.

وقال نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن الحقيقة المرة تتمثل في انه “في الوقت الذي يتحرك كوفي انان في اطار الأمم المتحدة فان هناك تفاهما ضمنيا مع الأسد الذي يعرف اين “خطوطه الحمراء”.  فهو إذا أبقى مجازره تحت مستوى معين يعرف ان الولايات المتحدة لن تفعل شيئا للتدخل”.

مقتل وزير الدفاع السوري ونائبه بتفجير مقر الأمن القومي بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد، ومساعد نائب رئيس الجمهورية رئيس خلية الأزمة حسن توركماني، إثر تفجير استهدف الأربعاء مبنى للأمن القومي في العاصمة السورية دمشق خلال اجتماع وزراء ومسؤولين أمنيين.

وأصيب في الانفجار وزير الداخلية محمد الشعار، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار لكن حالته مستقرة حسب التلفزيون السوري.

وقال التلفزيون السوري في خبر عاجل: “التفجير الإرهابي الانتحاري الذي استهدف مبنى الأمن القومي بدمشق وقع في أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة المختصة”.

وأشار ناشطون عبر الهاتف إلى تزايد وجود قوات الأمن حول المستشفى الشامي في الموقع الذي حدث فيه التفجير في منطقة الروضة بالعاصمة السورية.

وقرر الرئيس السوري تعيين العماد فهد الجاسم الفريج وزيرا جديدا للدفاع في سوريا.

الجيش يتوعد

وتوعد الجيش السوري بمعاقبة “العصابات المجرمة” المسؤولة عن تفجير دمشق، مؤكدا أن الحادث يزيده إصرارا على “تطهير الوطن من الفلول الإرهابية”.

وأضاف الجيش في بيان بثه التلفزيون الرسمي: “نحن مصرون على القضاء على عصابات القتل والإجرام وملاحقتهم وقطع يد أي من يضر بالأمن القومي”.

وفي السياق ذاته، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن “المعركة الحاسمة” في سوريا بدأت.

وأضاف أن “سوريا شعبا وجيشا وقيادة أكثر تصميما للتصدي على الإرهاب”.

6وحمّل الزعبي مسؤولية تفجير دمشق وكل التفجيرات “الإرهابية” السابقة على “حكومات عربية وغربية”، مؤكدا أن “كل دولة أرسلت رصاصة واحدة لسوريا هي المسؤولة عن التفجيرات”.

الجيش السوري الحر يتبنى تفجير خلية الأزمة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الجيش السوري الحر تبنيه تفجير دمشق الأربعاء الذي أسفر عن مقتل مسؤولين سوريين كبار.

وقالت جماعة لواء الإسلام المعارضة في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك إنه تم “استهداف مكتب الأمن القومي والذي يضم مكتب مايسمى خلية إدارة الازمة في العاصمة دمشق.”

وقال مصطفى عبد الكريم المتحدث باسم الجيش الحر في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” إن الجيش هو الذي نفذ الهجوم.

وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد إن عملية التفجير في دمشق هي جزء من حراك الشعب السوري وأضاف الأسعد لسكاي نيوز عربية أن ما سيأتي في الأيام المقبلة أعظم معبراً أن ماجرى “عملية التفجير” هو بداية النهاية.

فيما أفادت وكالة أنباء “رويترز” أن منفذ تفجير دمشق كان حارسا لمقربين من الأسد.

وأعلن قاسم سعد الدين المتحدث بسم الجيش السوري الحر مسؤوليةجماعته أيضا عن الهجوم مضيفا أن هذا هو البركان الذي كانوا تحدثواعنه وأنه بدأ للتو.

آصف شوكت تحدى باسل ونال حظوة حافظ الأسد

متهم بعمليات اغتيال خارج سوريا وعلاقته بماهر الأسد كره لا يزول

العربية.نت

لعل اللواء آصف شوكت الذي قتل اليوم مع وزير الدفاع داوود راجحة الأربعاء في التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق والذي تزامن مع اجتماع لوزراء وقادة أمنيين في المبنى، من أهم الشخصيات القريبة من الرئيس بشار الأسد والمقرب من النظام السوري إلى أبعد حد.

من هو آصف شوكت؟

ولد آصف شوكت عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، وهو شخص غامض، ويقال عن عائلته إنهم من “الرحل” وقد استوطنت في قرية “المدحلة” في محافظة طرطوس، وإن معظم أهالي هذه القرية من “الطائفة العلوية”.

انتقل سنة 1968 إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق، ولكنه عاد للالتحاق بجامعة دمشق من جديد لدراسة التاريخ، ومن المفارقات أن أطروحته كانت على الثورة السورية الكبرى عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط.

تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط “اختصاص مشاة” سنة 1979، والتحق في الوحدات الخاصة شارك في حوادث الصدام المسلح بين السلطة آنذاك والإخوان المسلمين، وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماة الشهيرة، وقد شاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي “الحاضر” وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء!!

آصف شوكت متهم بعمليات خارج سوريا أثناء خدمته في سرية المداهمة، منها إصابة سفيري الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية عام 1983، وانفجار قنبلة خارج فندق عمان الدولي في مارس/آذار 1984، والعديد من محاولات الاغتيال لشخصيات أردنية وقتل شخصيات أخرى في تلك الفترة.

حماية بشرى الأسد

بعد سلسلة من العمليات التي نفذها شوكت، وأظهر إخلاصاً للأسد نقله الرئيس حافظ الأسد إلى القصر الجمهوري “الحماية الأمنية – المرافقة الخاصة”، فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة للدكتورة “بشرى حافظ الأسد”.

وفي منتصف الثمانينيات وانطلاقاً من طموحه وذكائه وبعد لقائه ببشرى الأسد (شقيقة الرئيس بشار) وكانت تدرس الصيدلة في جامعة دمشق وأصغر منه بعشر سنوات، تحولت العلاقة معها إلى حب جارف من جانبها دفعها لترك خطيبها الدكتور محسن بلال، وزير الإعلام السابق وذي السمعة العائلية المرموقة، رغم أن الخطبة كانت بمراحلها الأخيرة قبل الزواج، إذ وبحسب ما روي وقتها فإن بشرى وخلال زيارتها إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور محسن بلال إنه زير النساء، ما دعاها للعودة بنفس اليوم بالطائرة التي أتت بها من دمشق وفسخ الخطوبة، متجاهلة علاقة أبيها بخطيبها القوية والوثيقة كونه طبيبه الخاص، ولكن حافظ الأسد حل هذه الإشكالية عندما اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيبا.

واختارت بشرى الأسد آصف شوكت، الذي كان وقتها ضابطاً صغيراً ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد.

ولكن شقيقها الأصغر باسل عارض هذه العلاقة بقوة، واعتبر شوكت رجلاً غير مناسب، ولكن آصف أصر على موقفه، ما جعل باسل يأمر باعتقاله، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة، نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته، ولم تنته عمليات مراقبة آصف وبشرى إلا بموت باسل عام 1994 بحادث سيارة مفاجئ، وبعد سنة واحدة من مقتل باسل نفد صبر آصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع آصف للزواج منه، وفعلا غادرت بشرى الأسد مع آصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى إيطاليا ليعلما من هناك الرئيس حافظ الأسد وعائلته بزواجهما السري.

هيأ بشار للرئاسة

لآصف شوكت دور كبير في تهيئة بشار الأسد ليخلف حافظ بمساعدة اللواء بهجت سليمان، وفي عام 1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سوريا وأنه يتدخل بكل كبيرة وصغيرة وخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات شخصية، كما تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني.

الثورة السورية

آصف شوكت واحد من أعضاء خلية الأزمة، وواحد من مؤيدي قرار استخدام العنف الشديد في قمع المظاهرات السورية ضد النظام، ومن تهديداته الشهيرة خلال الثورة قيامه بتحذير حماة باجتياح مدينتهم إذا لم يوقفوا تظاهراتهم ضد النظام قبل اجتياحها وقصفها.

ما دعا أهالي حماة إلى إصدار بيان حينها يشرح التهديد الذي تلقوه، وفي محاولة لوضع العالم أمام مسؤولياته، دون أن يجدي ذلك البيان نفعاً حينها إذ تم اجتياح حماة فعلاً وقصفها وقتِل الكثيرون.

من هو وزير الدفاع السوري داود راجحة؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة في تفجير انتحاري استهدف الأربعاء مبنى الأمن القومي في دمشق، وكان راجحة عين وزيرا للدفاع في 8 أغسطس 2011 في حكومة عادل سفر وتم التجديد له في حكومة رياض حجاب في يونيو الماضي.

ولد في دمشق، لعائلة مسيحية من عربين في ريف دمشق. وتخرج من الكلية الحربية في حمص عام 1968 باختصاص مدفعية ميدان، واتبع دورات تأهيلية عسكرية مختلفة بما فيها دورة القيادة والأركان ودورة الأركان العليا.

تدرج راجحة بالرتب العسكرية إلى رتبة لواء عام 1998 وإلى رتبة عماد عام 2005، وشغل مختلف الوظائف العسكرية من قائد كتيبة إلى قائد لواء وشغل منصب مدير ورئيس لعدد من الإدارات والهيئات في القوات المسلحة ونائبا لرئيس هيئة الأركان عام 2004.

خلال الانتفاضة الشعبية المندلعة في سوريا أعتبر أن بلاده تتعرض لمؤامرة كبرى وحرب حقيقية تستهدف كيانها، واتهم الغرب باختلاق الأحداث. وخلال توليه مسؤولية وزارة الدفاع قام الجيش السوري باجتياح عدد من المدن السورية في محاولة لقمع الانتفاضة، وهو ما جعل اسم راجحة يندرج في قائمة العقوبات الأوروبية والأميركية والعربية مع 12 وزير آخر، واعتبره الغرب أحد أبرز المسؤولين عن عمليات القتل والقمع في البلاد.

ويقال إنه قام بزيارة روسيا سرا كما نقلت تقارير صحفية، بهدف إبرام عقود جديدة للسلاح وتوسيع عقود قديمة، كما قام بزيارة الأسطول الروسي عند زيارته مرفأ طرطوس. وهو أول مسيحي يصل إلى رتبة وزير الدفاع منذ وصول حزب البعث إلى الحكم في سوريا.

محمد الشعار.. وزير داخلية الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شغل محمد الشعار الذي منصب وزير الداخلية السوري منذ 14 أبريل 2011 في حكومة عادل سفر التي تم تشكيلها عقب الاحتجاجات التي انطلقت في سوريا منتصف مارس 2011 ضمن حملة إصلاحات قادها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقتل الشعار في انفجار تبناه الجيش السوري الحر في مبنى الأمن القومي، بمنطقة الروضة في العاصمة السورية دمشق الأربعاء.

وهو من مواليد اللاذقية عام 1950.

انتسب الشعار للقوات المسلحة السورية عام 1971 وشغل عدة مناصب أمنية كان آخرها رئيس الشرطة العسكرية السورية، وقبلها رئيس الاستخبارات العسكرية في حلب.

تم اختياره وزيرا للداخلية خلفا للوزير السابق سعيد سمور الذي شغل المنصب منذ 2003.

ويقال أنه من المشاركين في مجزرة سجن صيدنايا.

تم إدراجه على القائمة الأوروبية والأميركية والعربية للعقوبات التي تشمل منع السفر وحظر الأموال أو التعامل معه مع 12 وزيرا سوريا آخر.

انطلقت إشاعة حول مقتله متسمما بعملية نوعية للجيش الحر بداية العام لكنه خرج على التلفزيون السوري نافيا ذلك.

فهد الجاسم الفريج وزيرا للدفاع بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء مرسوما بتعيين العماد فهد جاسم الفريج نائباً للقائد العام للجيش والقوات المسلحة اعتبارا من تاريخ 18 يوليو 2012.

كما أصدر الأسد مرسوما آخر بتعيين العماد الفريج وزيراً للدفاع، خلفا للعماد داود راجحة الذي قتل في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي بدمشق.

ويصف معارضون العماد الفريج بأنه القائد الفعلي لعمليات قمع الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا منذ مارس 2011، وقد كان يشغل منصب رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري.

موسكو: التفجير “إرهابي” ويستوجب المحاسبة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

وصفت موسكو التفجير الذي استهدف الأربعاء مقر الأمن القومي بدمشق بـ”الإرهابي”، وطالبت بمحاسبة مرتكبي الهجوم الذي أسفر عن مقتل وزير الدفاع السوري داود راجحة ونائبه آصف شوكت ومساعد نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني، ووزير الداخلية محمد الشعار.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الأربعاء إن الوضع في سوريا “يخرج عن السيطرة” على ما يبدو وأبدى قلقه إزاء تزايد العنف وجدد الدعوات لزيادة الضغط العالمي على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى.

واستطرد “هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة” مضيفا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى “ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي” للسلطة.

ميركل تدعو لقرار عاجل من مجلس الأمن

وشددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سوريا عن مجلس الأمن الدولي بعد الإعلان عن تفجير دمشق.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا: “هذا يثبت أن تبني الأمم المتحدة قرارا جديدا ضرورة عاجلة”، وأتى تصريحها ردا على سؤال حول التفجير.

وأفادت ميركل أنها “قرأت معلومات” حول الهجوم دون تأكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحفي في برلين.

وقالت: “أدعو جميع الأطراف في مجلس الأمن الدولي إلى الاتفاق على قرار مشترك”.

هيغ: تفجير دمشق يظهر الحاجة لتحرك دولي

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فأكد أن مقتل كبار مسؤولي الدفاع والداخلية السوريين في انفجار الأربعاء في دمشق يظهر أنه هناك “حاجة لتحرك قوي من الأمم المتحدة لإنهاء النزاع”.

وقال هيغ خلال زيارة لليتوانيا: “كل هذه الأحداث تزيد من الدعاوي إلى قرار قوي وحاسم من الأمم المتحدة”.

وأضاف: “أعتقد أنه من الواضح أن الوضع يسوء بسرعة كبيرة”.

وقال: “هذا الاعتداء الذي ندينه يؤكد على الحاجة العاجلة لقرار من الأمم المتحدة تحت البند السابع. من الواضح أن الوضع يتدهور في سوريا. كل أعضاء مجلس الأمن عليهم مسؤولية أن يضعوا ثقلهم خلف تطبيق خطة المبعوث الأممي-العربي كوفي أنان لإنهاء العنف”.

وتابع: “ندعو كل الأطراف إلى نبذ العنف وندعو مجل الأمن إلى تحمل مسؤولياته”.

فابيوس: التفجير يظهر الحاجة لحل سياسي

ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن هجوم الأربعاء “أظهر الحاجة إلى حل سياسي للأزمة في سوريا”.

وقال فابيوس: “هذا فعل في غاية الأهمية. ويعني أنه من الضروري والعاجل أن نوجد انتقالا سياسيا تسمح للشعب السوري أن يكون لديه حكومة تعبر عن طموحاته”.

وأضاف فابيوس أن فرنسا “ستواصل الدفع من أجل ذلك في مجلس الأمن”، الذي من المقرر أن يصوت على قرار بشأن سوريا في وقت متاخر الأربعاء.

العربي: تفجير دمشق تطور مهم

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التفجير الذى وقع فى وسط دمشق الأربعاء، مستهدفاً مبنى الأمن القومى، يشكل تطورا مؤثرا فى مسار الأحداث التى تشهدها سوريا، وأكد على أن الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات.

وأضاف العربي أن جامعة الدول العربية حذرت مرارا من أن العنف يولد دائما عنفا مضادا ويؤدى الى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية، تؤدي إلى انفجار الأوضاع، ليس فى سوريا فحسب وإنما فى المنطقة بأكملها.

وشدد الأمين العام على موقف الجامعة المؤكد على أن المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثل فى التجاوب الفوري مع المطالب المشروعة للشعب السوري فى الانتقال السلمي إلى نظام ديمقراطى سليم، يحقق للشعب السورى الحرية والعزة والكرامة.

تسلسل الأحداث بعد تفجير مقر الأمن بدمشق

                                            تحدث الصحفي السوري براء البوشي من دمشق عن التسلسل الزمني للأحداث التي أعقبت الانفجار الذي هز اليوم مقر الأمن القومي في دمشق، وأدى إلى مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، ووزير الداخلية محمد الشعار، ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني، وقد جاء التسلسل كالآتي:

– الساعة 11 و10 صباحا: نقل التلفزيون السوري وقوع انفجار في منطقة الروضة القريبة من مقر الأمن القومي في دمشق على طريق يصل بين منطقة الروضة والجسر الأبيض، وتلا ذلك حدوث تخبط قرب مستشفى الشامي القريب من مقر التفجير.

– الساعة 1200: قطعت الطرقات المحيطة بمستشفى الشامي، ومنها الطريق القادم من جسر تشرين والساحة الواقعة أمام المستشفى، والطريق الرابط بين هذا الأخير وساحة الأمويين، كما قدم الكثير من السيارات الأمنية والمدنية إلى أمام المستشفى.

– الساعة 12 و10 دقائق: وصل عدد كبير من الأطباء بسيارات دفع رباعي إلى المستشفى تحت حراسة مشددة من لدن الشرطة العسكرية.

– الساعة 12 و25 دقيقة: استمرار إغلاق مستشفى الشامي ومحاصرته بسيارات أمنية ومدنية، وسط حالة من الترقب تسود المكان.

– الساعة 12 و30 دقيقة: تم تشديد الإجراءات الأمنية حول منطقة المستشفى ووصول عناصر من الحرس الجمهوري إليه، وإغلاق منطقة المالكي بالقرب من منزل أنيس مخلوف ومنطقة الروضة، وتم إغلاق العديد من الطرقات ومنع دخول السكان إليها.

– الساعة 12 و40 دقيقة: وصلت سيارات أمنية ومدنية إلى المستشفى تحت حراسة أمنية شديدة.

– الساعة الواحدة و22: التلفزيون السوري يعلن مقتل وزير الدفاع، ثم توالت الأحداث ليتم إعلان مقتل آصف شوكت والتركماني ثم الشعار.

وأضاف الصحفي السوري أنه على إثر تفجير مبنى الأمن القومي أصبحت قوات الجيش السوري النظامي تقصف بشكل جنوني المناطق المنتفضة داخل دمشق، وتركز القصف على مناطق السيدة زينب والتضامن والقدم والقابون، حيث أصبحت قذائف الهاون تنهال على هذه المناطق التي عرفت خلال الأيام الثلاثة الماضية اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر.

انفجارات بمقر الفرقة الرابعة بدمشق

                                            قالت مصادر للجزيرة إن دوي انفجارات سمع في مقر الفرقة الرابعة في العاصمة السورية دمشق بعد فترة وجيزة من التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي وأدى إلى مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت ووزير الداخلية محمد الشعار ورئيس خلية الأزمة حسن تركماني.

وقال عضو مجلس قيادة الثروة محمد الشامي في اتصال مع الجزيرة إن الانفجارات وقعت داخل مبنى الفرقة, لكنه من الصعب تحديد مكانها بالضبط أو الطريقة التي نفذت بها.

وأضاف أن عناصر الفرقة الرابعة المستهدفة في حالة استنفار قصوى, وقاموا بعمليات انتشار واسعة في محيط مقر الفرقة وعلى الطرق حيث نصبوا حواجز ضخمة ويقومون بتفتيش جميع السيارات المارة دون استثناء.

وقال الشامي إن المروحيات تحلق في سماء دمشق وتطلق نيران رشاشاتها خاصة على أطراف منطقة القابون, إضافة إلى عدد من الاشتباكات المتقطعة في منطقة الميدان.

وأضاف أن مظاهر الحياة اليومية قد تعطلت تماما في العاصمة دمشق التي أغلقت فيها جميع المحال والأسواق, وبدأ عدد من الأسر يحاولون الفرار إلى خارج العاصمة.

يذكر أن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد هي أكثر فرق الجيش السوري كفاءة وتدريبا, وهي تتولى الإشراف على حراسة المصالح الحيوية في دمشق على غرار رئاسة الجمهورية والإذاعة والتلفزيون وغيرها.

مسؤول تركي: ضابطان سوريان كبيران يفران إلى تركيا ليلا

أنقرة (رويترز) – قال مسؤول تركي يوم الأربعاء إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة عميد بين نحو 600 سوري فروا من سوريا إلى تركيا ليلا ليرتفع عدد الضباط السوريين الكبار الذين فروا لتركيا إلى نحو 20 بينهم لواء متقاعد.

ولم يتمكن المسؤول على الفور من تأكيد ما إذا كان ضباط منشقون آخرون وصلوا أيضا إلى تركيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلا أن عددا من الجنود أصحاب الرتب الأصغر عادة ما يرافقون الضباط الكبار المنشقين.

وتابع أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ارتفع إلى 43200 بعد وصول 600 آخرين أثناء الليل.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

أسلحة الثوار ومصيرها بعد الأسد

                                            نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلها سي جي شيفرس من الحدود التركية السورية عن الأسلحة التي تتوفر لدى المعارضة في سوريا وأسعارها وأنواعها ومصيرها بعد نجاح الثورة الشعبية ضد الأسد.

 يقول شيفرس إن أكثر الشكاوى التي يعبر عنها الثوار السوريون هي قلة الأسلحة وحاجتهم لأي سلاح.

 ونسب شيفرس إلى أحد قادة كتائب الثوار المرابطة بالقرب من مدينة حلب قوله إن الحاجة للأسلحة في كتيبته عالية جدا وإن العرض قليل للغاية إلى درجة أنه يضطر لشراء خرطوشة بندقية بأربعة دولارات للواحدة، كما أن قطعة الكلاشنكوف الهجومية تكلف ألفي دولار أو أكثر.

تراكم الأسلحة

ويعلق شيفرس بأن هذه الأسعار عالية جدا في تاريخ الصراعات وأنها تشير إلى الكثير من الحقائق: أولها أنه وبسبب تصاعد الصراع في سوريا واتساع صفوف المعارضة خلال الأشهر القليلة الأخيرة، فإن هناك الكثير من الرجال الذين يتطلعون للحصول على أسلحة. “وإذا كان للتاريخ أن يكون مرشدا، فهؤلاء الناس سيجدون بالتأكيد ما يتطلعون له”.

ويستمر شيفرس قائلا إن تجار السوق السوداء والرمادية لن يفرطوا في هذه الفرصة وإن الثوار المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد باستطاعتهم أيضا الحصول على مزيد من الأسلحة من جنود الأسد المهزومين ومن القوات شبه النظامية. وبالتالي سيكون هناك المزيد من المقاتلين، ثم المزيد من الحاجة للسلاح.. وهكذا.

ويشير المراسل إلى الكثير من التفصيلات المثيرة للاهتمام إزاء مختلف الأسلحة والعوامل المؤثرة على أسعارها وأعدادها واستخدامها وما إلى ذلك.

يقول إن بندقية إم16 الأميركية مع منظارها المقرّب موجودة بسوريا وإن أسعارها عالية جدا -ما بين خمسة وسبعة آلاف دولار للقطعة الواحدة- وإنها أكثر دقة من الكلاشنكوف، ورغم ذلك لا يُعتبر هذا النوع من البنادق سلاحا مهما في الحرب السورية ليس بسبب أدائه، بل لعدم توفر ذخيرته.

يقول أحد المقاتلين “لدينا بندقية إم16 لكن لدينا فقط مائة رصاصة لها، لذلك أصبحت إم16 غير مفيدة لنا، إننا نستخدمها كعصاة”.

وبندقية القنص دراغونوف نصف الآلية متوفرة بكثرة وسط الثوار الذين يقولون إنهم يفضلونها نظرا لتوفرها كما أن ذخيرتها متوافقة مع بندقية بي كي الآلية.

وكان خبراء الأسلحة شاهدوا الحركة التصاعدية من الندرة الشديدة للأسلحة في ليبيا إلى الوفرة الزائدة على الحاجة وسط مقاتلي المعارضة. وفي فترة الندرة كانت قطعة الكلاشنكوف تكلف ألفي دولار أو أكثر مثلما هو الحال في سوريا الآن.

ليبيا مصدر للأسلحة

أواخر الخريف الماضي وبعد أن انتهت الحرب في ليبيا، كان الكثير من المقاتلين يمتلكون أكثر من بندقية واحدة وقاذفة صواريخ. وانخفضت أسعار الأسلحة حيث وصل سعر الكلاشنكوف إلى 500 دولار. وأصبحت ليبيا ما بعد القذافي التي ابتلعت عددا كبيرا من الأسلحة سوقا سوداء لتصدير الأسلحة مع ورود تقارير عن مغادرة مختلف الأسلحة إلى الخارج.

مع الأخذ في الاعتبار هذه الحقيقة، قال أحد قادة الثوار السوريين من إدلب واسمه أبو حمزة إنه قلق من مصير كل هذه الأسلحة التي تدخل لسوريا الآن، وأضاف “بعد الحرب يجب علينا جمع هذه الأسلحة”.

أبو حمزة على يقين من نتيجة الثورة ومن سقوط الأسد، لكنه قلق من نتائج وجود هذا الكم الكثيف من الأسلحة على سوريا ما بعد الحرب. قال “نحن نراقب، لا نريد لسوريا أن تصبح مثل أفغانستان أو الصومال أو ليبيا”.

المصدر:نيويورك تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى