أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 18 كانون الثاني 2012

 سورية توافق على زيادة المراقبين وترفض قوات عربية

القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن، دمشق، الرياض، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اعلنت الحكومة السورية امس استعدادها للموافقة على زيادة عدد المراقبين العرب من دون توسيع تفويضهم او السماح لهم بدخول مناطق عسكرية لا يشملها البوتوكول الموقع مع الجامعة، فيما ذكر رئيس غرفة بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير أن الجامعة قررت إرسال عشرة مراقبين غداً الخميس من مصر والسعودية والصومال، تعويضاً عن عودة مراقبين من سورية إلى بلادهم لأسباب شخصية. وتنتهي يوم غد مهمة البعثة رسمياً، بحسب البروتوكول الذي حددها بشهر واحد. وقال الخضير إن وجود البعثة في سورية بعد يوم غد وإلى يوم 22 كانون الثاني (يناير) (موعد اجتماع مجلس الجامعة) سينظمه البروتوكول الموقع بين الجامعة وسورية.

وكانت السعودية نفت امس اغلاق سفارتها في دمشق. وقال مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود لـ»الحياة» أنه «لا توجد نية خلال الفترة الحالية لإغلاق السفارة في العاصمة السورية. وما يتم الآن هو خفض أعداد الديبلوماسيين السعوديين العاملين في سورية».

ورغم عدم إرسال قطر التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب أي اقتراح يتضمن إرسال قوات عربية إلى سورية، كما سبق ان اقترح الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن هذا الاقتراح سيكون على جدول اعمال الاجتماع المقبل للوزراء العرب المقرر يوم الاحد النقبل. فيما اعتبر وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ان هذا الاجتماع سيكون «في غاية الاهمية».

واستبقت سورية الاجتماع برفض استقبال قوات عربية على اراضيها، واعتبرت ان هذه الخطوة «تفتح الباب امام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية».

من جهة اخرى، أشارت مصادر في الجامعة إلى أن اللجنة الوزارية ستدرس السبت التقرير النهائي لرئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد أحمد الدابي، ثم ترفع توصياتها إلى الوزراء في اليوم التالي. وتوقعت المصادر أن يتضمن التقرير مدى التزام الحكومة السورية ببنود البروتوكول وأسباب انسحاب المراقبين الأربعة. وأكدت أن التوجه العام لدى الأمانة العامة للجامعة والأمين العام شخصياً هو استمرار عمل المراقبين في غياب بدائل أخرى والطلب من الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج العمل على إنجاح المهمة.

وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن خبراء من مجلس حقوق الإنسان وصلوا الى القاهرة وهم مستعدون للبدء في تدريب بعثة المراقبين العرب، حالما يتضح مصير البعثة وما إذا كانت ستبقى في سورية أم لا، أو ما إذ كانت ستعزز بمراقبين جدد. وأوضحت المصادر أن الجامعة طلبت المساعدة رسمياً من مجلس حقوق الإنسان في جنيف «وبناء على طلبها استجابت الأمم المتحدة بشكل فوري». وعن سبب تقديم المساعدة الآن بعد نحو شهر على بداية بعثة المراقبين أعمالها في سورية، أوضحت المصادر أن «جامعة الدول العربية هي التي اختارت التوقيت وما كان على الأمم المتحدة إلا أن تستجيب بناء على التوقيت نفسه».

وفي هذا الصدد ذكرت مصادر في الجامعة العربية إن موعد بدء التدريب لم يحدد وأكدت أن المدربين لن يسافروا إلى سورية، وإنما سيتم التدريب سواء في القاهرة أو جنيف أو عاصمة أخرى، وأن كل هذه الأمور ستكون أكثر تحديداً إذا قرر وزراء الخارجية تمديد مهمة المراقبين شهوراً أخرى.

من جهة اخرى أكد الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي أن إرسال قوات عربية إلى سورية غير قابل للتحقيق. وحول قرار العفو العام عن المعتقلين، قال شلبي إن هذا القرار تطور مهم إذا كان المفرج عنهم من المشاركين في الثورة والذين أبلغت عن اعتقالهم منظمات حقوق الإنسان السورية. وأوضح أن المراقبين لم يتمكنوا بعد من الإفراج عن 8 آلاف معتقل كما أعلنت السلطات. وأشار إلى أن المصادر متضاربة في شأن العدد الإجمالي للمعتقلين والذي يراوح بين 19 و 32 ألفاً. وشدد على أن على بعثة المراقبين أن تتحقق عما إذا كان المفرج عنهم من المعتقلين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات أو على ذمة مسائل متعلقة بسجناء الحق العام وغيرها.

وعلى الصعيد الميداني ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان 30 قتيلاً على الاقل سقطوا امس في انحاء مختلفة من سورية فيما بقيت حمص تعاني من حالة حصار شبه كامل. وقتل فيها سبعة مدنيين برصاص قوات الامن. واستمرت المواجهات في المدينة الجامعية في حلب لليوم الثالث على التوالي. وشنت قوات الامن هجوماً على المبنى الجامعي حيث سبق ان نظم الطلاب تظاهرات تطالب بسقوط النظام. وقامت هذه القوات بحملة اعتقالات في صفوف الطلاب سقط خلالها 17 جريحاً على الاقل، كما قامت بتخريب اماكن سكنهم ونهب ممتلكاتهم. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية مواطنين على الاقل قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب – حلب.

وأعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط ضابط وخمسة عناصر وجرح سبعة اخرين بـ قذائف صاروخية قالت ان «مجموعة إرهابية مسلحة» اطلقتها على حاجز لقوات الامن قرب صحنايا بريف دمشق.

وبالنسبة الى مشروع القرار الروسي المقدم الى مجلس الامن قلل ديبلوماسيون غربيون من أهمية المشروع الجديد. واعتبرت مصادر غربية أن البعثة الروسية استثنت تعديلات أساسية من الاقتراحات الغربية على نص مشروع القرار الروسي الأول، رغم أنها استخدمت بعضها في النص الجديد.

وقال ديبلوماسي غربي إن «ما أردنا أن نراه في مشروع القرار غير موجود في هذ النص الذي هو تجميع لبعض اقتراحات الدول الأعضاء في المجلس. لكنه لا يزال أقل من أن يعد نصاً يمكن أخذه في الاعتبار، لكننا سنرى كيف تسير المناقشات في شأنه».

وخففت التعديلات الروسية اللغة والفقرات المتعلقة بـ «مسؤولية الحكومة السورية عن حماية شعبها» واستبدلتها بـ «دعوة الحكومة السورية الى حماية شعبها». كما تضمن النص «مطالبة الحكومة السورية التقيد الكامل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي»، ودعوة «المجموعات المسلحة في المعارضة السورية الى وقف العنف والتوقف عن استهداف مؤسسات الدولة».

أوباما: سنضغط لدفع الأسد إلى التنحي

و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

قبل أيام من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة تقرير بعثة المراقبين العرب عن الأزمة في سوريا، رفضت دمشق رفضاً قاطعاً الاقتراح القطري ارسال قوات عربية الى سوريا، معتبرة انه مقدمة لاستدعاء التدخل الخارجي، كما رفضت توسيع مهمات بعثة المراقبة. وتلقت دمشق دعماً لموقفها من موسكو وطهران اللتين اعلنتا رفضهما التدخل العربي او الدولي في شؤونها، فيما كرر الرئيس الاميركي باراك اوباما دعوته النظام السوري الى التنحي.

وبعدما كان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب السبت عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد،  قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”.  ولاحظ انه “سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة ولاسيما بعدما باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم”.

وفي المقابل، قال مصدر عربي إن سوريا لن تعترض على تمديد مهمة المراقبة التي تقوم بها الجامعة العربية للتحقق من تنفيذها مبادرة السلام العربية، لكنها لن تقبل بتوسيع نطاق تفويضها. وأضاف ان “نتيجة الاتصالات التي أجريت مدى الاسبوع الأخير بين الجامعة العربية وسوريا، أكدت أن سوريا لن ترفض تمديد تفويض مهمة المراقبة العربية لشهر آخر… إذا دعا وزراء الخارجية العرب الى ذلك في الاجتماع المقبل”. واوضح ان الصين وروسيا حضتا الرئيس السوري بشار الاسد على القبول بتمديد مهمة المراقبة وسيلة لتجنب تصعيد على المستوى الدولي.

واشار الى إن سوريا ستوافق على زيادة عدد المراقبين الذي يقل حالياً عن 200، ولكن لن تسمح بتكليفهم مهمات تقصي حقائق رسمية أو بدخولهم “مناطق عسكرية” لم يتفق عليها.

ومن المقرر ان ينعقد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الاحد، غداة اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الوضع السوري. واكد نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إن الجامعة لم تتلق بصفة رسمية أي اقتراح لإرسال قوات عربية لوقف العنف في سوريا.

وأعلن رئيس غرفة بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير أن الجامعة قررت إرسال 10 مراقبين جدد إلى سوريا من كل من السعودية ومصر والصومال.

وقال وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون في كيفية متابعة عمل الجامعة العربية. واضاف: “لا احد يريد ان يستمر الشعب السوري في دفع ثمن ذلك من دمه… لكن الامر ليس سهلا”.

اطلاق معارض بارز

في غضون ذلك، اكد ناشط حقوقي ان السلطات السورية افرجت عن المعارض البارز والناشط الحقوقي نجاتي طيارة المعتقل منذ 12 ايار 2011.

وتحدثت “لجان التنسيق المحلية” المعارضة عن مقتل 28 شخصاً  برصاص قوى الامن السوري في حمص وادلب وريف دمشق ودرعا وحماه.

هدنة في الزبداني

واعلن المعارض السوري البارز كمال اللبواني ان القوات التي تقاتل المتمردين في بلدة الزبداني قرب الحدود اللبنانية وافقت على وقف للنار ينسحب بموجبه الجيش ويغادر المتمردون الشوارع.

واضاف ان قصف الدبابات توقف وان ائمة المساجد يعلنون الاتفاق عبر مآذن المدينة.

روسيا

* في موسكو، أبدى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف استعداد موسكو لمواصلة العمل مع الغرب على قرار من مجلس الامن في شأن سوريا شرط أن يستثني الحل العسكري، معربا عن رفض بلاده ارسال قوات عسكرية دولية الى هذا البلد.

وأسف لمحاولة الدول الغربية خلال مناقشة مشروع القرار الروسي عن سوريا ادخال سلسلة من التعديلات والاضافات والاقتراحات “التي تشوه المضمون الايجابي”. وقال: “نحن لا نستطيع أن نساند هذا الاسلوب ونعتبر أن النص يجب ان يكون متوازنا وموجها الى الطرفين، لأن القول ان السلطات السورية تتحمل مسؤولية كل شيء أمر غير صحيح”. وكشف أن الدول الغربية “حذفت” دعوة الى وقف العنف من الطرفين، وعدم جواز حل النزاع بالقوة “الأمر الذي يدفعنا الى التفكير في الطرق التي يبحث عنها الشركاء الغربيون لحل المعضلة”.

وجدد تأييد روسيا لاستمرار عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا. وشكك في ان يكون لجامعة الدول العربية الحق في ارسال قوات عربية لحفظ السلام الى سوريا، قائلا: “على حد علمي أن الجامعة العربية لا تملك مثل هذه الصلاحيات. فهذه مهمة لا تدخل في بنود تفويضها”.

واشنطن

* في واشنطن، صرح الرئيس الاميركي باراك أوباما في ختام لقاء والعاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين: “نواصل رؤية مستويات غير مقبولة من العنف داخل هذا البلد (سوريا)”. وأشاد بالعاهل الاردني مذكرا بأنه كان الزعيم العربي الاول الذي دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي عن السلطة. وقال: “أريد أن أشكره لأنه كان حازما” في هذا المجال. وأضاف: “سنواصل مشاوراتنا الوثيقة مع الاردن لايجاد نوع من ضغط دولي يدفع النظام السوري الحالي الى التنحي، بما يسمح بقيام مرحلة انتقالية في سوريا وعملية أكثر ديموقراطية”.

وقبل ذلك، قال مستشار بارز للرئيس الاميركي طلب عدم ذكر اسمه، ان زيارة قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني “الباسدران” قاسم سليماني لسوريا هي أحدث اشارة الى ان ايران تزود سوريا أسلحة.

كما صرح الناطق باسم مجلس الامن القومي في البيت الأبيض تومي فيتور بأن “الاسد لم تعد لديه مصادر لتمويل أعمال القمع وطلب مساعدة حليفه الوحيد”.

وعن مشروع القرار الروسي، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: “من الواضح أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود وفقا لما رأيناه حتى الان… سنعمل بهدف التوصل الى قرار يلقي المسؤولية على نظام الاسد ويدعم بالتأكيد جهود جامعة الدول العربية ايضا”.

ايران

* في طهران، علق الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست على الوضع السوري قائلا: “نحن نعارض قطعا التدخل في شؤون دول أخرى. نعتقد أنه لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا”. وأضاف: “الاصلاحات الجيدة التي أعلنها مسؤولون سوريون تدفع المناخ العام نحو الحوار وحل المشاكل وان كانت بعض الدول لا يعجبها هذا”.

أوباما يدعو الأسد للتنحي … والمشروع الروسي يواجه تحدياً غربياً في مجلس الأمن

دمشـق تديـن المسـعى القطري لإجـهاض الحـل العربي: القبول بتمديد مهمـة المراقبين شـهراً … من دون تعديل

رفضت دمشق، أمس، اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إرسال قوات عربية الى سوريا، ورأت أن من شأنه «تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية»، وابلغت الجامعة العربية أنها لن تعترض على تمديد مهمة المراقبين العرب شهراً آخر، ما دامت تحول دون التدخل الدولي، وأبدت استعدادها لزيادة عدد المراقبين شرط عدم توسيع تفويضهم الحالي المنصوص عليه في البروتوكول الموقع من الجانبين.

وتلقت دمشق دعماً من موسكو وطهران اللتين حذرتا من إرسال قوات عربية أو غيرها إلى سوريا، وشددتا على ضرورة التمسك بالمبادرة العربية بصيغتها الراهنة، فيما تابع مجلس الأمن الدولي مشاوراته حول مشروع القرار الروسي الجديد الذي رفضته الدول الغربية واعتبرته غير كافٍ.

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائه ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض، استمرار أعمال «العنف» في سوريا أمراً «غير مقبول». وأشاد بالملك الأردني مذكراً بأنه كان الزعيم العربي الأول الذي يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة. وقال «ما زلنا نرى مستويات غير مقبولة من العنف داخل البلاد، ولذا فسنستمر في التشاور الوثيق مع الأردن لخلق الضغوط الدولية والظروف الدولية التي تشجع النظام السوري الحالي على التنحي».

وكان عبد الله الثاني قال، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نشرت أمس، «سنبقى نشاهد العنف والتظاهرات والنزاع في سوريا حالياً. لا أرى أي شيء سيغير ما نراه منذ شهرين إلا في حال تغير الوضع بشكل غير متوقع، حيث يتدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر». وأضاف «هنا لدي اسبابي للقلق. الأردن اولاً يدعم الإجماع العربي، لكننا في الوقت عينه نقول دائماً إن لدينا سياسة عدم التدخل. وإذا استخدم الناس السلاح بشكل أكبر، فاعتقد أن هذا الامر خطير جداً».

الاقتراح القطري

وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أعرب السبت الماضي عن تأييده لإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي. وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في أبو ظبي أمس الأول، أن اقتراح أمير قطر «سيكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 كانون الثاني في القاهرة».

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن «سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها، وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية».

وأكد المصدر أن «الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت أي مسمى كان، وسيتصدّى لأي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها»، معتبراً أنه «سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة، لا سيما بعد أن باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم».

وأضاف إن «سوريا، في الوقت الذي تفي بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية، فإنها تجدّد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الإعلامي الهادفة إلى تأجيج الوضع في سوريا، والمساعدة في منع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة إلى الأراضي السورية، تحقيقاً للأمن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».

وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، في مقابلة مع صحيفة «الشروق» الجزائرية، إن «الجامعة لم تتلق بصفة رسمية أي اقتراح حول إرسال قوات عربية لوقف العنف في سوريا». وأضاف إن «الجامعة لم تتلق أي طلب رسمي أو اقتراح بإرسال قوات عربـــية إلى سوريا، وليست هناك مقـــترحات لإرسال قوات عربــية إلى ســـوريا في الوقت الحالي، لكنــها مستــعدة لدراسة أي مقترح تتقدم به أي دولة».

وكشف مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، في حديث مع وكالة «فارس» الإيرانية، عن وعد قطعته له القيادة السورية منذ عامين للتحاور مع المعارضة. وقال «أنا واحد ممن دعوا بعض المعارضة وبعض الإخوان المسلمين إلى العودة وأن يكون لهم دور في بناء الوطن، ولكنهم رفضوا المجيء». وأضاف «أقول لهم لا زال الباب مفتوحاً لكل صادق شريف نزيه يريد أن يبني الوطن مع إخوانه، الحكومة تتغير، الدستور يتغير، أما الأمة فباقية».

مراقبون

ونقلت «رويترز» عن مصدر في الجامعة العربية «نتيجة الاتصالات التي أجريت على مدى الأسبوع الأخير بين الجامعة العربية وسوريا، أكدت أن سوريا لن ترفض تمديد تفويض مهمة المراقبة العربية لشهر آخر، إذا دعا وزراء الخارجية العرب لذلك في الاجتماع المقبل».

وأضاف «في الاتصالات التي جرت بين الجامعة العربية وروسيا والصين أكد البلدان أنهما نصحا سوريا بقبول وجود مراقبين عرب لفترة إضافية (تنتهي فترة مهمتهم الخميس) إذا دعا إلى ذلك وزراء الخارجية العرب، ما دام وجودهم سيجنب فرص تدخل دولي».

وتابع إن سوريا ستوافق على زيادة عدد المراقبين، لكن لن تسمح بتكليفهم بمهام تقصي حقائق رسمية أو دخولهم «مناطق عسكرية» لم يتم الاتفاق عليها. وأشار إلى أن أي تغيير في مجال عمل البعثة، سواء كان ذلك يعني إضفاء الصفة العسكرية عليها أو منحها تفويضاً للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان واحتمال توجيه اللوم، سيحتاج إلى اتفاق جديد مع سوريا.

وقال وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني «هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب في 22 (كانون الثاني) في القاهرة سيقدم خلاله منسق وفد المراقبين العرب إلى سوريا تقريراً مفصلاً. وستقرر كل الدول العربية المجتمعة بشأن متابعة هذه المهمة والشكل الذي ستتخذه». وأضاف «لا أحد يريد أن يستمر الشعب السوري في دفع ثمن ذلك من دمه، لكن الأمر ليس سهلاً». وتابع «سنرى كيف سيعرض المنسق الأمور. سيكون لكل دولة عربية، بما فيها المغرب الذي يشارك بمراقبين اثنين، تقرير من ممثليها».

وأعلن رئيس غرفة بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا عدنان الخضير أن «الجامعة قررت إرسال 10 مراقبين جدد إلى سوريا من كل من السعودية ومصر والصومال». وقال إن «عدد المراقبين في سوريا يبلغ الآن 155 مراقباً بعد عودة 10 مراقبين إلى دولهم بسبب أعمالهم الخاصة»، مؤكداً أن «رجوعهم لأسباب شخصية بحتة وليس لأي أسباب أخرى».

وذكرت «سانا» «التقى فريق من المراقبين في دمشق عدداً من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، بينما زار فريق آخر محافظة حلب». وأضافت «تم في محافظة درعا الإفراج عن موقوفين بحضور فريق من المراقبين. كما زارت وفود قرى في محافظة السويداء والرقة».

روسيا وإيران

وقال وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في موسكو، إن «روسيا لن تقبل اقتراح إرسال قوات إلى سوريا، في حال تمّ رفع القرار إلى مجلس الأمن الدولي».

وحول احتمال صدور قرار إرسال قوات عربية إلى سوريا، قال غاتيلوف إن «جامعة الدول العربية لا تملك صلاحيات إصدار قرار كهذا، فهذه مهمة لا تدخل في بنود تفويضها». ودعا جميع من يفكر في إرسال قوات إلى سوريا «للتفكير جيداً بما سيؤدي إليه إرسال قوات، عربية أو غير عربية» إلى سوريا. وأضاف «اعتقد انه أمر لن يؤدي إلى أمر جيد، ولن يؤدي بالتأكيد إلى تسوية المشاكل العالقة في البلاد».

وأضاف إن «روسيا مستعدة لاستمرار مناقشة مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا، لكن يجب ألا يحتوي القرار أي تفسير لإمكانية حل الأزمة بالقوة». وتابع إن «روسيا تؤيد استمرار مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا، لأن وجود المراقبين يساعد على إطلاق العملية السياسية التفاوضية، وهي العملية التي لا يجوز للمعارضة أن ترفضها».

وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، رداً على سؤال حول الدعوة لإرسال قوات عربية إلى سوريا، «نحن نعارض قطعياً التدخل في شؤون دول أخرى. نعتقد أنه لا يحل المشكلات، بل يزيدها تعقيداً». وأضاف «لدينا شكوك حول نوايا الدول التي تدعو إلى التدخل، حيث تستهدف دولة ما وتركز جهودها عليها، ولكنها تنسى الدول الأخرى في المنطقة التي تواجه أزمات أيضاً». وتابع «الإصلاحات الجيدة التي أعلنها مسؤولون سوريون تدفع المناخ العام نحو الحوار وحل المشكلات وإن كانت دول لا يعجبها هذا».

واعتبر مهمانبرست أن الاتهامات الفرنسية لطهران بتزويد سوريا بالأسلحة «لا تستند إلى دليل ولا أساس لها».

واتهمت واشنطن طهران بدعم سوريا بالسلاح. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن زيارة قائد «فيلق القدس» إلى دمشق أوضح إشارة إلى أن طهران ترسل أسلحة إلى دمشق.

فرنسا وألمانيا وبريطانيا

وتعليقاً على مشروع القرار الجديد الذي قدّمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي أمس الأول، قال دبلوماسي في نيويورك إن مشروع القرار هو «مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الأعضاء الآخرون للمجلس»، من دون تقدم في الجوهر. وترفض البلدان الغربية رغبة موسكو في أن تضع النظام والمعارضة على قدم المساواة على صعيد إدانة العنف.

وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن مشروع القرار «بعيد جداً عن الاستجابة لواقع الوضع في سوريا». وأضاف «أذكركم بروح ما ترغب فرنسا في أن يعتمده مجلس الأمن للتعبير عن موقفه، وهي مطالبة النظام بوقف قمعه المتصلب والتمييز بوضوح بين هذا القمع وتعبير الشعب السوري عن المطالبة بحقوقه الأساسية، ودعم خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة». وتابع أن «على مجلس الأمن الإسراع في اتخاذ موقف وسنعمل على ذلك بكثافة».

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن «مشروع القرار الروسي الجديد لا يصل إلى حيث يجب أن يصل، ألا أنني أرحب بحصول بداية تغيير ولو بسيط لبعض شركائنا مثل روسيا في مواقفهم». وأضاف «المهم بنظرنا هو إدانة واضحة وغير مبهمة من قبل مجلس الأمن للعنف الذي يقوم به نظام بشار الأسد. وسنواصل الضغط بهذا الاتجاه».

وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «اعتقد انه كان على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ قراراً بشأن سوريا منذ زمن»، مضيفاً «لست متفائلا إزاء تطور موقف روسيا في الوقت الحالي». وتابع «لكننا سنواصل نقاشاتنا مع روسيا واعتقد أنه في حال توجهت الجامعة (العربية) مباشرة إلى مجلس الأمن سيساعد ذلك».

ودعا وزير الخارجية الهولندي اوري روزينتال خلال اجتماعه مع رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون، المعارضة إلى الاتحاد، فيما وصف غليون الاقتراح القطري بإرسال قوات عربية إلى سوريا «بالمبادرة المهمة التي يجب دراستها بدقة».

وكرّر «قائد الجيش السوري الحر» رياض الأسعد، في مقابلة مع «رويترز» في تركيا، دعوته إلى تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن، معتبراً أن «بعثة المراقبين العرب لم تتمكّن من الحد من القمع».

ميدانياً

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن السلطات السورية أفرجت عن المعارض والناشط الحقوقي نجاتي طيارة المعتقل منذ 12 أيار الماضي.

وأضاف إن «16 شخصاً قتلوا، هم ثمانية مدنيين اثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين قرب ادلب، وثمانية بنيران القوات السورية في ريف ادلب وحمص»، فيما أشارت «لجان التنسيق المحلية» الى «سقوط 24 قتيلا، 17 منهم في حمص».

وذكرت «سانا» «استشهد أربعة مواطنين وأصيب سبعة بانفجار عبوة زرعتها مجموعة إرهابية بباص على الطريق بين إدلب وسراقب». وتابعت «أصيب ثلاثة من عناصر حفظ النظام جراء إطلاق مجموعة إرهابية مسلحة قذائف ار بي جي على القسم الخارجي لشرطة محافظة حمص. واستشهد عنصران من قوات حفظ النظام وأصيبت موظفتان مدنيتان في سجن إدلب المركزي جراء إطلاق مجموعة إرهابية النار على السيارة التي تقلهم عند دوار الملعب في إدلب».

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

«لوموند»: صحافيان يتهمان

دمشق بمحاولة قتلهما في حمص

ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أمس، أن صحافيين كانا في حمص خلال مقتل مراسل «فرانس 2» جيل جاكييه الأسبوع الماضي قررا رفع دعوى قضائية يتهمان فيها السلطات السورية «بمحاصرتهم في حمص ومحاولة القتل».

وأوضحت الصحيفة أن «الصحافيين جاك دوبليسي وألكسندر وينسلي كانا بصحبة المراسل الفرنسي الذي قتل في أثناء تغطيته الأحداث التي تدور في حمص، وأعربا عن اقتناعهما بانهما نقلا عمدا من قبل الأمن السوري إلى مكان كان من المخطط استهدافه».

ونقلت عن احد محامي الصحافيين قوله إن «طبيعة الوسائل العسكرية التي استخدمت في الهجوم على الوفد الإعلامي الأجنبي، وأيضا المكان الذي نقلته إليهم قوات الأمن النظامي، خير دليل على أن استهدافهم كان ممنهجا وأن النية كانت مبيتة».

وأضاف المحامي إنه «سيرفع قضية أمام القضاء الفرنسي في هذا الشأن ضد مجهول بتهمة القتل، حيث أصيب دوبليسي خلال القصف».

(ا ش ا)

وفد من المجلس الوطني السوري اليوم في القاهرة لمتابعة تطورات المبادرة العربية

أعلن المجلس الوطني السوري أن وفدا من مكتبه التنفيذي سيزور القاهرة اليوم الأربعاء لمتابعة تطورات المبادرة العربية ولبحث المطلب الذي تقدم به لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن.

وقال المجلس في بيان، “إن وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري توجه إلى القاهرة لمتابعة تطورات المبادرة العربية والتقرير المرتقب لبعثة المراقبين العرب غدا واجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري”.

وأضاف البيان، “سيطالب الوفد الجامعة العربية بتبني التوصيات الصادرة عن لجنة التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي اعتبرت ما يقوم به النظام السوري جرائم ابادة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي”.

وكشف البيان عن “اتصالات مكثفة يجريها مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني مع مسؤولين ودبلوماسيين في الدول المعنية بالملف السوري لبحث الخطوات التي ستلي إصدار تقرير المراقبين العرب والمطلب الخاص الذي تقدم به المجلس لنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي”.

(اف ب)

جنبلاط يخشى من نشوب حرب أهلية في سوريا

اعرب رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط عن خشيته بأن تنزلق سوريا لمزيد من العنف بل وربما الى حرب أهلية لأن الرئيس السوري بشار الأسد “لا يصغي لأحد” يدعو للتغيير سواء داخل البلاد أو خارجها، نافياً أن يكون هناك اتصال بينه وبين الرئيس السوري منذ أن التقى به في دمشق قبل سبعة أشهر.

وقال جنبلاط لـ”رويترز”: “أشعر بقلق متزايد بشأن من ان تنزلق سوريا لمزيد من العنف… بل وربما حرب أهلية”.

وأضاف أنه “كلما زادت وتيرة العنف كلما زاد خطر الانقسامات بين الأغلبية السنية في سوريا والأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد”، مشيرا الى “ما تردد من أنباء عن عمليات قتل طائفية في مدينة حمص”.

وتابع جنبلاط “منذ مستهل الأزمة في اذار تجاهل الأسد

مطالباً من الولايات المتحدة والصين وروسيا وحليفه السابق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لنزع فتيل التوتر بالتعجيل بإجراء الإصلاحات السياسية… وبدلا من ذلك ألقى الأسد باللوم على مؤامرة تحاك ضد سوريا وحاول القضاء على الانتفاضة الشعبية بالقوة”.

واضاف جنبلاط “كانت هناك صلة سياسية وعائلية وثيقة جدا بين بشار واردوغان. لكنه لا يصغي لأحد. حتى الآن يرفض الإصغاء للمطالب المشروعة للشعب السوري من اجل قيام سوريا جديدة”.

وراى جنبلاط أن المبادرة العربية هي الأمل الوحيد للحل لكن المستقبل قاتم “ما لم تحدث معجزة”. وااشار الى وجود “تآكل بطيء وإن كان مؤكد للوضع السوري”.

وقال جنبلاط “علينا أن نصر على مسعى عزل لبنان عن المشكلة السورية.. هناك حاجة إلى أن يتفاهم اللبنانيون مع بعضهم البعض خاصة زعماء الطائفتين السنية والشيعية”.

وانتقد جنبلاط موقف النائب سعد الحريري لرفضه الحوار السياسي ما لم يسلم حزب الله أسلحته للدولة، قائلاً إن موقف الحريري “لا يؤدي لأي نتيجة”.

وتابع “على الرغم من ان وجهة نظر كل منا حول سوريا مختلفة فأنا ضد حدوث استقطاب في السياسة الداخلية”.

واشار جنبلاط انه دعا دروز سوريا وعددهم نحو 400 ألف نسمة الى أن “ينأوا بأنفسهم عن حملة قمع الاحتجاجات كلما

أمكن”.

وأضاف أن نحو 100 درزي من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أثناء “قمع الشعب… ما الذي يمكن أن يفعلوه؟ هل أنا أطلب منهم أن ينشقوا؟ لا.. أطلب أن يلزموا منازلهم إذا أمكن”.

( رويترز)

ميشيل كيلو: الجيش السوري الحر يجازف بجر سوريا الى فوضى لا نهاية لها

اعتبر المعارض السوري ميشيل كيلو ان “الجيش السوري الحر” يجازف بجر سوريا الى “فوضى لا نهاية لها”.

وقال كيلو لصحيفة “لو فيغارو”: “يريد مصطفى احمد الشيخ (الذي اسس مجلسا عسكريا

لتنسيق هجمات الجيش السوري الحر) مهاجمة 400 الف شخص ببضع آلاف من الجنود الذين

لا يشكلون جيشا… سيسقط البلاد في فوضى بلا نهاية. هذا جنون”.

وتابع كيلو “إن الوضع في سوريا وصل الى أزمة لا يستطيع المحتجون او الحكومة

التراجع في مواجهتها”، مضيفاً “ان تعهد (الرئيس السوري بشار) الأسد باستخدام

قبضة حديدية من جهة لسحق الإرهابيين وإصداره من جهة أخرى عفوا عن الأعمال

الإجرامية التي ارتكبت خلال الانتفاضة يظهر أنه بات رجلا يائسا”.

وقال كيلو “كل ما يعد به هو حرب ضد الإرهاب يعتقد أنه سيحصل خلالها على دعم

الغرب او يخيفه لكن هذا افتراض خاطىء”. وأضاف “في حمص في قلب التمرد لا يوجد

إسلاميون في لجان التنسيق. أعتقد أن الأسد يريد تحويل الصراع الى صراع إقليمي

ويضم له ايران وحزب الله والعراق وتهديد دول الخليج بحرب طويلة”.

(لو فيغارو)

كاميرون: هناك أدلة متزايدة على دعم إيران وحزب الله للنظام السوري

لندن- (يو بي اي): أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء أن هناك أدلة متزايد على قيام إيران وحزب الله بدعم النظام السوري، وأكد أن بلاده ستقود الطريق في تشديد العقوبات ضده.

وقال كاميرون في جلسته البرلمانية الأسبوعية رداً على سؤال “إن بريطانيا تحتاج لأن تقود الطريق لتشديد العقوبات وتجميد الأصول وحظر السفر ضد نظام الرئيس بشار الأسد”، والذي وصفه بـ(الطاغية البائس).

وأضاف “في ما يتعلق بالجهات التي تساعد الحكومة السورية على قمع شعبها، هناك الآن أدلة متزايد على أن إيران توفر كميات هائلة من الدعم”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني “يجب أن يعلم الناس أيضاً أن حزب الله يقف هو الآخر وراء دعم هذا الطاغية البائس الذي قتل الكثير من شعبه”، على حد تعبيره.

وكان كاميرون دعا الرئيس الأسد إلى التنحي والسماح بعملية انتقال سلمية للسلطة في سوريا.

زعيم قبلي سوري: اشدت بالأسد تحت تهديد السلاح

اسطنبول- (رويترز): اعتذر زعيم قبلي سوري الثلاثاء عن مساندة الرئيس بشار الأسد في التلفزيون الحكومي وقال إن بندقية كانت مصوبة إلى رأسه حين ظهر على الشاشة العام الماضي.

وقال الشيخ نواف البشير الذي فر بعد ذلك إلى تركيا انه في الواقع يريد الاطاحة بالحكومة السورية التي استخدمت العنف في قمع المحتجين المناهضين للاسد.

وتبرأ البشير الذي يتزعم قبيلة البقارة الرئيسية في محافظة دير الزور من تصريحاته التي تدعم الحكومة السورية وادلى بها قسرا في اكتوبر تشرين الاول بعد فترة في السجن.

وقال في مؤتمر صحفي في اسطنبول انه يعتذر للشعب السوري عن الكلمات التي قالها. واضاف انه يعلن الان انه لا يريد شيئا سوى الاطاحة بالنظام.

وظهر البشير اثناء المقابلة التي بثها التلفزيون السوري جالسا على مقعد ولم يظهر أي سلاح في اطار الصورة.

وقال البشير انه بعد اعتقاله في نهاية يوليو تموز امضى 72 يوما في السجن حيث ضغط عليه رجال الأمن ليتعاون معهم بعدما هددوا بالحاق الاذى بعائلته.

واضاف انهم هددوا بأن يهدموا بالدبابات المنزل الذي تعيش فيه اسرته. وقال انه اشاد بعملية الاصلاح لكن حين كان يدلي بتعليقاته كانت بندقية مصوبة إلى رأسه.

وقال الزعيم القبلي الذي يدين له بالولاء حوالي 1.2 مليون من ابناء البقارة انه بعد اطلاق سراحه فر إلى تركيا عبر الحدود الجبلية.

ويقول مسؤولو الامم المتحدة إن اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا في العنف في انحاء سوريا في حين تقول الحكومة إن 2000 من قواتها الامنية قتلوا.

وأعلن البشير المنتمي لشرق سوريا المنتج للنفط تأييده للجيش السوري الحر المعارض. وقال ان مجلس الامن الدولي يجب ان يفرض منطقة عازلة ومنطقة حظر للطيران لحماية المدنيين.

واضاف انه لم يحسم امره بشأن الانضمام الى المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة الرئيسية لكنه عبر عن عدائه لعائلة الاسد التي تحكم سوريا منذ اكثر من اربعة عقود.

وقال انهم ليسوا سوى مافيا وطغاة وخطاة وقتلة. وانتقد روسيا وايران الحليفتين التقليديتين لسوريا. وقال ان النظام السوري مدعوم من قوى دولية. واضاف انهم يشترون اسلحة من روسيا وايران.

اسرائيل قلقة من مخزون الاسلحة بحال سقوط النظام وسورية تعلن رفضها القاطع لإرسال قوات عربية اليها

دمشق ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ وكالات: قال مسؤول عسكري الثلاثاء ان اسرائيل قلقة جدا مما قد يؤول اليه ‘مخزون الاسلحة’ الكيميائية والبيولوجية في سورية في حال انهيار نظام الرئيس بشار الاسد الذي تعتبر انه قادم لا محالة.

وقال الجنرال امير اشيل قائد فوج التخطيط في الجيش الاسرائيلي ان ‘المخزون الهائل للاسلحة الكيميائية والبيولوجية ومعظمها من شرق اوروبا، يثير قلقنا مباشرة’ موضحا ان ‘السؤال هو متى ‘يسقط نظام الاسد’ وليس اذا (…)’ سقط.

واوضح ‘انه قلق كبير لانني لا اعلم من سيسيطر على الاسلحة غداة ( سقوط الاسد)’.

وتساءل الجنرال ‘ما هو الجزء الذي سينقل الى حزب الله والى الفصائل السورية؟’

ويمارس النظام السوري قمعا شديدا على الناشطين المطالبين برحيل الرئيس الاسد اسفر عن سقوط خمسة الاف قتيل حسب الامم المتحدة.

واعلن قائد الاركان الاسرائيلي بيني غانتز الاسبوع الماضي انه في حال سقوط النظام السوري يجب على اسرائيل ان تكون ‘مستعدة’ لاحتضان لاجئين من هضبة الجولان السورية المحتلة.

جاء ذلك فيما استبقت سورية اي نقاش محتمل داخل الجامعة العربية حول ارسال قوات عربية الى اراضيها لوقف اعمال العنف، فأعلنت رفضها ‘القاطع’ للفكرة، معتبرة انها ‘تفتح الباب امام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية’.

وقال مصدر عربي الثلاثاء إن سورية لن تعترض على تمديد مهمة المراقبة التي تقوم بها الجامعة العربية للتحقق من تنفيذها لمبادرة السلام العربية لكنها لن تقبل توسيع نطاق تفويضها.

كما اعلن وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني الثلاثاء ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في 22 كانون الثاني (يناير) في القاهرة لبحث تقرير بعثة المراقبين الى سورية الذي سيحدد كيفية متابعة عمل الجامعة العربية.

وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب السبت عن تأييده لارسال قوات عربية الى سورية لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وجاء الرد على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين اعتبر فيه أن ‘سورية تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية’.

واضاف المصدر السوري نفسه ‘ان الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت اي مسمى كان وسيتصدى لاي محاولة للمساس بسيادة سورية وسلامة اراضيها’.

ولفت هذا المصدر في تصريحه الذي بثته وكالة الانباء السورية (سانا) الى انه ‘سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة لاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم’.

كما دعا الجامعة الى ‘المساعدة في منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة الى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للأزمة في سورية’.

ومن جهته أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء أن الأوضاع في سورية ‘تتعقد’.

وقال العربي، في تصريحات لدى عودته إلى القاهرة قادما من زيارة للبحرين وسلطنة عمان، إن ‘الصورة تتعقد والهدف الأساسي لآلية المراقبين هو أن تكون الأمور هادئة، وأن اللجنة العربية المعنية بالوضع في سورية ستجتمع السبت المقبل لتقرير الخطوات التالية في المستقبل في ضوء التقرير الذي سيقدمه الفريق الأول محمد مصطفى الدابي رئيس البعثة’.

وتعليقا على مشروع القرار الجديد الذي قدمته روسيا الى مجلس الامن اعتبر رومان نادال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان مشروع القرار الجديد ‘بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع في سورية’.

وقال دبلوماسي في نيويورك ان مشروع القرار الجديد هو ‘مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الاعضاء الاخرون للمجلس’، من دون تقدم في الجوهر. كما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء انه كان على مجلس الامن الدولي ان يصدر قرارا حول سورية منذ زمن طويل، محملا روسيا مسؤولية عرقلة اصدار قرار من هذا النوع.

دمشق محاصرة وسكانها يؤمنون بقرب النهاية.. مؤسسات تنهار .. والبلاد في الطريق لحرب اهلية مفتوحة

لندن ـ ‘القدس العربي’: على الرغم من تأكيد الحكومة السورية انها تسيطر على الامور فان الجميع يعرفون ان التغيير في سورية قادم لا محالة. هذا ما تشير اليه تقارير صحافية بريطانية، فقد كتب ايان بلاك مراسل صحيفة ‘الغارديان’ في الشرق الاوسط تقريرا من داخل سورية، فيما كتب مراسل صحيفة ‘التايمز’ تقريرا من داخل صفوف المقاتلين السوريين.

وما يؤكد ما ورد في التقارير بداية مجموعة انشقاقات داخل النظام السوري سواء كانوا برلمانيين ام ضباطا وجنودا في الجيش السوري. والتقى ايان بلاك عددا من الناشطين في دمشق، في المقاهي والاماكن العامة، حيث يعملون في خلايا سرية ضد النظام.

ويعلق الصحافي قائلا ان الرئيس السوري بشار الاسد اظهر تصميما خلال الاشهر العشرة الماضية للمضي بقمع الانتفاضة، وقتل من اجل البقاء في المنصب اكثر من خمسة الاف سوري، وبالمقابل فان معارضي نظامه مصممون على المواصلة حتى يحصل التغيير.

ونقل عن مهندس كمبيوتر وزوجته التقاهما في مقهى دمشقي قولهما ان ما ادت اليه الثورة انها كسرت جدار الخوف حيث قال الزوج عدنان انه كان يخاف في البداية من المخابرات لكن ملاحقاتها اصبحت عادية. ويقول ان الاساتذة في المدرسة لقنوهم حب الرئيس حافظ الاسد ولكن الامور لم تتغير عندما وصل ابنه للسلطة، و ‘الآن كل شيء تغير، فصورة بشار تمزقت، ومتأكدون اننا في نقطة معينة سنطيح بالنظام’.

مظهر خادع

ويشير حديث عدنان ان مظهر الحياة الاعتيادية في العاصمة خادع ويخفي تحته خوفا وغضبا، على خلاف جبهات المواجهة مع النظام في حمص وحماة ودير الزور ودرعا التي تواجه القمع اليومي. وتظل العاصمة مهمة للنظام لانها ان سقطت سقط حسب معارض بارز قال ان ‘النظام لن يسمح بساحة تحرير هنا لان سقوط دمشق يعني النهاية’. ولا يعني هدوء دمشق انها بعيدة عن التظاهرات فالتنسيقيات تقوم بتنظيم تظاهرات ليلية في نواحي العاصمة خاصة يوم الجمعة، وحتى في المركز حيث تظهر تجمعات لدقائق قبل ان يحضر الامن والشبيحة. ويشير ان المراقبة الامنية الشديدة جعلت من المتظاهرين يبحثون عن وسائل ابداعية، من مثل اخفاء مكبرات الصوت في ساحات عامة حيث كانت تنطلق منها اغنية ‘ارحل ارحل يا بشار’ التي غناها ابراهيم قاشوش الذي ذبح من حنجرته. ويقول مواطن في دمشق ان الناس عندما سمعوا الاغنية خافوا اولا ثم تقبلوها بارتياح في المرة.

وعلى الرغم من نجاح التكتيك الا ان فيه مخاطرة فقد ادار احد السائقين مسجل سيارته على اغنية قاشوش، ليكتشف ان الراكب معه هو رجل مخابرات. ويقول ناشط اخر في مجال حقوق الانسان ان ما يفعله مواطنون في دمشق فيه مخاطرة لكنها لا تقارن مع ما يحدث في ادلب وحماة حيث يتعلق الامر هناك ‘بحياة او موت’. وعلى الرغم من ذلك فان مواطنين في العاصمة يشعرون بالنشوة بما يقوموا بعمله وان جدار الخوف قد انهار.

عاصمة محصنة

كل الترقب في سورية بقرب نهاية النظام لا يعني انها ستكون نهاية سعيدة خاصة ان الاسد في خطابه الاسبوع الماضي هدد بسحق ‘الارهابيين’. فدمشق تحاصرها الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الاسد ماهر، ووضعت امام البنايات الحكومية السواتر الاسمنتية لحمايتها، فيما تم اغلاق الشوارع المؤدية للقصر الرئاسي ووزارة الدفاع، ويقف امام مركز المخابرات في كفر سوسة حرس يحملون الرشاشات وعلى اهبة الاستعداد. وينقل تعليقات بعض المواطنين على الهجوم الانتحاري الذي استهدف المركز بداية الشهر الحالي حيث قالوا ان العملية ما هي الا ‘مسرحية ‘ نظمها النظام. ولديهم نفس الموقف من مقتل الصحافي الفرنسي الاسبوع الماضي في حمص، حيث يروى ان النظام قادر على فعل اي شيء، ولا احد يصدق ما يقوله.

معسكر الموالاة

على الرغم من شكوك المعارضة فمؤيدو النظام يرون الامور بمنظار اخر وهو ان سورية تتعرض لمؤامرة اسرائيلية امريكية عربية تقودها قطر، ومن يقوم بالترويج لهذه النظرية التآمرية هي القناة المؤيدة للنظام ‘الدنيا’، ويؤمن معسكر الاسد بالشائعات حيث ينقل عن سائق تاكسي علوي قوله ان ‘امير قطر يهودي بل اسوأ من اليهود’، واكد السائق عدم وجود تظاهرات. ويشير التقرير ان مؤيدي النظام ممن يتحدثون للاعلام الدولي من مثل بثينة شعبان وجهاد مقدسي، مدير دائرة الاعلام في وزارة الخارجية يدعون للحوار ويحذر مقدسي من ان الاطاحة بنظام الاسد سيفتح باب المشاكل ‘صندوق باندورا’.

وبالنسبة لاجهزة الامن فان السلفيين الجهاديين الذين ساعدتهم سابقا في دخول العراق، هم من يقفون وراء القتل والتشويه للجثث. وفي المقابل تحمل المعارضة النظام المسؤولية، ويرى رجل اعمال له صلات قوية مع النظام ان ‘اجهزة الامن لا ترى حلا الا بمواصلة القتل والانتظار حتى يتغير موقف الغرب’. كما يتهم معسكر الموالاة المعارضة بالسذاجة وانها تنسى قدرة الامن على سحق الانتفاضة كما فعلت في حماة في عام 1982.

البعد الطائفي

ويشير الكاتب الى البعد الطائفي، وشبحه الذي بدأ يطل برأسه، حيث يقول ان امرأة علوية كانت في زيارة لصديقة سنية في منطقة قريبة من الجامع الاموي قالت انها تخشى من اخذ سيارة تاكسي يقودها سني خشية خطفها. وهناك مخاوف في داخل الطائفة العلوية حيث طالبت مجموعة مؤثرة من العلويين الرئيس الاسد الاعتذار عن القمع وتقديم اصلاحات حقيقية وليست تجميلية. ويتعرض اي علوي ينتقد النظام الى النبذ كما فعل اخوة الممثلة فدوى سليمان التي خرجت ودعمت الانتفاضة. فيما تعيش اقليات اخرى خوفا اخر، فالمسيحيون المؤيدون للنظام بشكل تقليدي يخشون من العناصر السلفية في الانتفاضة. وبعيدا عن هذه المخاوف فان ما يعمق الازمة السورية ان مؤسسات الدولة لم تعد قادرة على ممارسة مهامها ‘وتنهار ببطء’ حسب خبير، وما يقلق بال مسؤولي المخابرات هي الرشاوى التي تدفع لاطلاق سراح المعتقلين، والمال الذي يدفع لشراء السلاح وتزويده للمقاتلين، فيما يغض مسؤولو الجمارك عن شحنات الاسلحة القادمة من لبنان للمقاومة. ومن مظاهر الازمة غياب الخدمات الرئيسية وانقطاع الكهرباء وارتفاع الاسعار مما يعني ان العقوبات الدولية على سورية جعلت من مناورة النظام محدودة، واثر الازمة الاقتصادية على حياة السكان الصحية، حيث يقول الاطباء ان هناك ارتفاعا في امراض القلب وضغط الدم والكآبة.

طهران عام 2009

ويقول الكاتب ان دمشق تبدو مثل طهران عام 2009 بعد الانتخابات المزورة ذلك ان الكل يعرف ان الخبراء الامنيين الايرانيين يساعدون السوريين على قمع الانتفاضة. وفي ظل هذه الاوضاع فان احدا لا يعرف متى تنتهي الانتفاضة، فعلى الرغم من تفاؤل المعارضة الا ان لؤي حسين يقول ان الانتفاضة وصلت نهاية مغلقة وكل الاشارات تقترح ان البلاد تسير نحو حرب اهلية مفتوحة.

مع المقاتلين في عين البيضا

في تقرير انتوني لويد ‘التايمز’ من عين البيضا التقى عددا من مقاتلي جيش سورية الحر الذين يتمركزون قرب هذه البلدة الحدودية مع تركيا، ونقل عن معاناتهم وتعرضهم الدائم لرصاص القناصة. وتنبع اهمية البلدة انها بوابة الخروج من والى تركيا، حيث تصل منها المواد الغذائية والتعزيزات ويرسل عبرها الجرحى، ونقل عن ياسين قائد المجموعة التي لا تزيد عن المئة حديثه عن تأخر التعزيزات اللوجيستية والمناوشات اليومية.

وقال عملية الهروب من الجيش السوري النظامي بطيئة فاخر مجموعة وصلت الى المنطقة كانت تتكون من عقيد وسبعة جنود وصلوا قبل اربعة ايام. وتحدث ياسين عن صعوبة الحركة داخل سورية خاصة بهذا العدد القليل من المقاتلين، واضاف ان الرحلة التي كانت تستغرق ساعات اصبحت الان تستغرق كل الليل، ومن يصل اليهم من الجرحى هم ممن اصيبوا باصابات طفيفة ومن يصاب بحروح بخطيرة يموت قبل ان يصل الى المعسكر. ومثل كل مقاتلي جيش سورية الحر يرى ان اقامة منطقة عازلة يعمل منها الجيش ستعجل في نهاية النظام، و في الوقت الحالي لا توجد لدى المجتمع الدولي شهية للاستجابة لهذا الطلب. ومع ان جيش سورية الحر يقول ان لديه ما بين 15 ـ 20 الف مقاتل الا ان ياسين يرى ان العناصر ليست مشكلة ولكن في كيفية تسليحهم. وينفي ياسين اي دعم من تركيا التي تدعم المعارضة بشكل ضيق وتقيد حركتهم، مما يضطرهم للبحث عن طرق جانبية لتجنب حرس الحدود الاتراك، ويقول ياسين ان الاسلحة التي بحوزتهم اما غنموها من الجيش السوري او اشتروها من المهربين.

واضاف ان ما لديهم من اسلحة اشتروه من اموال جمعها اللاجئون في تركيا وانهم لا يملكون الا اربي جي واحد، وتحدث عن اسعار الاسلحة الباهظة التي يتجاوز بعضها خمسة الاف دولار. وتظل المساعدات المالية التي يتلقاها جيش سورية الحر قليلة،حيث نقل عن مصدر في انطاكية قوله ان ما تلقاه اللاجئون وجيش سورية الحر من المهاجرين السوريين في الخارج لا يتعدى 150 الف دولار وهو مبلغ لا يكفي الا لتوفير الاحتياجات الاساسية وشراء اجهزة اتصال وكمبيوترات للجيش. ونقل عن ياسين قوله ان مقاتلا ليبيا زار معسكره قبل شهرين، واعتقد ياسين انه سينضم اليهم لكنه رحل بعد نصف يوم وقال له ان الثورة السورية ستحتاج الى خمسة اعوام لتصل ما وصلته الليبية. طبعا لم يقل المقاتل ان الناتو كان وراء هذه الثورة.

عقوبات أوروبيّة جديدة على سوريا

خاص بالموقع – قررت دول الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على 22 شخصاً وثماني منظمات سورية اضافية بسبب «تواصل اعمال القمع»، حسبما افادت مصادر دبلوماسية اليوم.

واتخذ القرار على مستوى دبلوماسيين يمثلون دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل ومن المفترض تبنّيه رسميا الاثنين المقبل خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل.

واشار احد الدبلوماسيين الى انه «ما دام القمع متواصلاً فسنقوم بتشديد اجراءاتنا».

وستشمل الاجراءات الجديدة تجميد الودائع ومنع السفر الى اوروبا، مما يوسع اللوائح السوداء الموجودة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه هي السلسلة الحادية عشرة من العقوبات الاوروبية ضد سوريا، وكانت آخرها قد فرضت بالتشاور مع الولايات المتحدة، وتهدف إلى «قطع التمويل عن نظام الرئيس بشار الأسد».

بدوره، أكد مسؤول رفيع في «الإخوان المسلمين» أن الجماعة رفضت عرضاً سورياً نقلته إيران يقضي ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة، مقابل تولي الجماعة الحكومة، داعياً الجامعة العربية الى استصدار تقرير وإحالته على مجلس الأمن.

وقال مساعد المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا، محمد فاروق طيفور، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «الحياة»، الصادرة اليوم، إن وسطاء إيرانيين قدموا عرضاً «بأنهم مستعدون للمفاوضة على كل الحكومة شرط بقاء بشار (الأسد) رئيساً، فأبلغناهم أننا لا يمكن أن نقبل بقاءه».

ودعا طيفور الجامعة العربية «إلى إصدار قرار وتحويله الى مجلس الأمن»، مضيفاً إن «هناك مسؤولية على المجتمع الدولي، تتمثل في ضرورة حماية المدنيين (…) عبر الممرات الآمنة وإيجاد منافذ للإغاثة».

وفي رد على سؤال عن إدانة الجماعة باستدراج تدخل عسكري أجنبي في البلاد، أجاب نائب المراقب العام «يدان النظام لا نحن، لن ندان بسبب التدخل الدولي»، مضيفا إن «المسؤول الأول عن التدخل الدولي هو النظام، لا المعارضة، ولا المواطن السوري أيضاً».

وبالتزامن مع ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، أن روسيا، سترفض نشر أية قوات في سوريا أو فرض أية عقوبات عليها.

وقال لافروف «بالنسبة إلينا فإن الخط الأحمر واضح. لن ندعم فرض أي عقوبات»، مضيفاً إن أيّ دولة ترغب في أيّ تدخل عسكري في سوريا «لن تحصل على أيّ تفويض من مجلس الأمن الدولي».

وأشار لافروف الى أن روسيا «ستستخدم حق النقض لمنع أية اقتراحات للتدخل العسكري في سوريا، بعدما أعرب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السبت عن تأييده إرسال قوات عربية الى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عرب».

وأشار لافروف إلى أنه «لن نستطيع منع إرسال أيّ (قوات) اذا أراد طرف ما حقاً أن يفعل شيئاً مثل هذا، لكنّ ذلك سيكون بمبادرة خاصة منهم، وسيتحمل ضميرهم تبعاته .. ولن يحصلوا على أي تفويض من مجلس الأمن الدولي».

ووصف لافروف موقف الدول الغربية تجاه سوريا بأنه «منحاز الى طرف واحد»، مشيراً إلى أن الانتقادات الغربية لمشروع القرار الروسي لا يأخذ في الحسبان الأعمال «التي تقوم بها المعارضة المتطرفة المسلحة ضد المباني الحكومية والمستشفيات والمدارس، وأعمال الإرهاب التي تجري».

وكانت دمشق قد ردت، أمس، برفض نشر قوات عربية، مؤكدة أن الشعب السوري «سيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها».

وفي سياق منفصل، اتهمت صحيفة «تشرين» السورية، اليوم، قطر بتمويل وتسليح المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد.

وتناولت الصحيفة دعوة امير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا معتبرةً أن «هذا الذي لا يمانع بإرسال قوات عربية الى سوريا هو نفسه منخرط حتى العظم في تسليح وتمويل وتدريب والتغطية على الارهابيين الذين يقتلون مدنيين سوريين، وهو نفسه من يدافع عن سفاكي الدماء من حملة البلطات والسواطير والسيوف (…) الذين يسميهم ثواراً»، مضيفةً أن حمد «احد ابرز هذه الرؤوس المتآمرة ليس على سوريا فحسب بل على امارته قطر، لم يستطع اخفاء غيظه وكيده وحقده على سوريا فكشف عن كل ما تحت عباءته من فصول التآمر على سوريا»..

وحملت «تشرين» على قناة الجزيرة الفضائية القطرية، مشددةً على أنها «تبث السموم ليل نهار في كلماتها وصورها ونبرة مذيعيها ومقدمي برامجها وشهود عيان (…) دمروا المدن والقرى وشكلوا جيوشاً ممن يسمونهم منشقين يزيد تعدادها على عديد الجيش العربي السوري».

ورأت «تشرين» ان «هؤلاء يحاولون اختلاق مسوغات للاساءة الى سوريا وحمل مشكلتها الى مجلس الامن الدولي كما سبق ان وعدوا وهددوا اكثر من مرة بعدما فقدوا الأمل ببعثة المراقبين العرب وامكانية الاستفادة منها على هذا الصعيد».

(أ ف ب، يو بي آي)

وفد من المجلس الوطني السوري يتابع المبادرة العربية

أ. ف. ب.

نيقوسيا: أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية في بيان ان وفدا من مكتبه التنفيذي يزور القاهرة اليوم الاربعاء لمتابعة تطورات المبادرة العربية ولبحث المطلب الذي تقدم به لنقل الملف السوري الى مجلس الامن.

وقال المجلس ان “وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري توجه إلى القاهرة لمتابعة تطورات المبادرة العربية والتقرير المرتقب لبعثة المراقبين العرب يوم التاسع عشر من الشهر الجاري واجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري”.

واضاف البيان ان الوفد “سيطالب الجامعة العربية بتبني التوصيات الصادر عن لجنة التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي اعتبرت من يقوم به النظام السوري +جرائم ابادة+ ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي”.

ومن المقرر ان ينضم الى الوفد اعضاء المكتب التنفيذي والامانة العامة المقيمين في القاهرة. وسيجتمع الوفد مع الامين العام لجامعة الدول العربية وعدد من مسؤولي الأمانة العامة للجامعة، كما يلتقي وزراء الخارجية العرب المشاركين في اجتماع اللجنة الوزارية، بحسب البيان.

كما يجري مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني “اتصالات مكثفة مع مسؤولين ودبلوماسيين في الدول المعنية بالملف السوري لبحث الخطوات التي ستلي إصدار تقرير المراقبين العرب والمطلب الخاص الذي تقدم به المجلس لنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي” بحسب البيان.

واشار البيان الى ان الوفد “يحمل التصور العام الذي جرى نقاشه بشأن المرحلة المقبلة في ضوء ما انتهت إليه المبادرة العربية ورفض النظام السوري التعامل معها ومحاولة إعاقة عمل المراقبين”. واكد البيان ان “ضعف المبادرة العربية مرده افتقارها إلى قوة دفع دولية ممثلة في قرار صادر عن مجلس الأمن يلزم النظام السوري بوقف عمليات القتل والتنكيل والجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين السوريين”.

كما اشار الى ان ضعف المبادرة يعود الى “عدم وجود آلية واضحة يتم التحرك من خلالها وهو ما ظهر من خلال عمل بعثة المراقبين التي لم يتوفر لها الحد المطلوب من الإمكانات المادية والبشرية”.

وقتل 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الازمة في 26 كانون الاول/ديسمبر، بحسب مسؤول في الامم المتحدة. وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس الماضي حركة احتجاجية تقمعها السلطات بقسوة ما اسفر عن مقتل اكثر من خمسة آلاف شخص بحسب الامم المتحدة.

خمسة قتلى واشتباكات في شمال غرب سوريا

أ. ف. ب.

نيقوسيا: أفاد مصدر حقوقي ان خمسة اشخاص بينهم سيدة قتلوا وجرح اخرون برصاص القوات السورية الاربعاء بينهم اثنان في حمص (وسط) وثلاثة في محافظة ادلب (شمال غرب) التي شهدت عدة مناطق فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين.

في محافظة ادلب ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنا استشهد اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل عناصر موالية للنظام على الطريق بين ادلب ومعرة مصرين، كما استشهد مواطن اثر اصابته بالرصاص في راسه من قبل قوات الجيش السوري على طريق سراقب”.

واضاف المرصد ان “ثلاثة مواطنين اصيبوا بجروح بينهم طفل اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية في مدينة خان شيخون” في محافظة ادلب. وفي المحافظة نفسها، “وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين شمال معرة النعمان حيث جرى قصف من رشاشات ثقيلة باتجاه المعرة من جهة مدينة اريحا من قبل الجيش السوري ما ادى الى سقوط شهيدة وثمانية جرحى” بحسب المرصد.

وكان المرصد افاد صباح الاربعاء “ان قافلة عسكرية تضم عشر اليات عسكرية ثقيلة وشاحنة تنقل جنودا وصلت الى مداخل معرة النعمان وتمركزت عند مدخل المدينة من جهة اريحا”. كما اشار الى اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة في كفرتخاريم “اثر اصابة اربعة متظاهرين برصاص قوات الامن السورية في البلدة كما جرى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في قريتي حنتوتين وبنين في جبل الزاوية وذلك اثر انشقاق مجموعة من الجنود مازال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة”.

وفي محافظة ادلب ايضا، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش والامن النظامي السوري ومجموعات منشقة في مدينة خان شيخون استخدم فيها الجيش النظامي الرشاشات الثقيلة، بحسب المرصد. واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “الاليات العسكرية من ناقلات جند ودبابات لا تزال منتشرة في معظم المراكز التي كانت متواجدة فيها منذ ستة ايام في الزبداني (ريف دمشق)”.

الا انه اشار الى ان “اليوم الاربعاء لم يشهد قصفا خلافا لما حدث خلال الايام الماضية” في هذه المدينة حيث “تكبد الجيش خسائر بالعتاد والارواح”، على حد قوله. ولم يتمكن المرصد من ان يؤكد ما اذا كان ذلك يعود الى اتفاق جرى بين الجيش ومنشقين ينص على “انسحاب الدبابات من محيط الزبداني والافراج عن الاسرى على الا يقوم المنشقون بضرب الحواجز التي اقامها الجيش في الزبداني”.

وفي حمص (وسط)، اكد المرصد “مقتل مواطن برصاص الامن في حي الوعر واخر من حي دير بعلبة” مشيرا الى ان ذوي شاب اعتقلته الاجهزة الامنية في 5 ايار/مايو تسلموا جثمان ولدهم بعد ان قضى تحت التعذيب”.

من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) انه تم العثور على جثمان طبيب في حي البياضة في حمص “كانت اختطفته مجموعة ارهابية مسلحة قبل ايام”، مشيرة الى وجود “اثار للتنكيل والتعذيب وانه توفى خنقا على ايدى الارهابيين الذين اختطفوه”.

كما اشارت الوكالة الى مقتل مهندسة في محردة التابعة لريف حماة (وسط) “متأثرة بجروحها التي اصيبت بها امس جراء تعرضها لطلق ناري في الرأس من قبل مجموعة ارهابية مسلحة امس”.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس الماضي حركة احتجاجية تقمعها السلطات بقسوة مما اسفر عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل، حسبما ذكرت الامم المتحدة. وتتهم السلطات “عصابات مسلحة” بزرع الفوضى وارتكاب اعمال عنف كما تتهم عددا من الدول الغربية بالتآمر على سوريا.

المعارض كيلو: الجيش السوري الحر يدخل البلد في فوضى

بي. بي. سي.

باريس: انتقد المعارض السوري ميشيل كيلو الأربعاء ما يعرف بـ”الجيش السوري الحر” قائلا إنه يخاطر بسوريا ويدخلها في فوضى لا نهاية لها.

ويعكس انتقاد عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، الانقسام المستمر بين جماعات المعارضة السورية بشأن اللجوء إلى استخدام القوة لإسقاط النظام، أو مواصلة الاحتجاجات السلمية.

ولعل هذا الانقسام، كما تقول التقارير الصحفية، هو الدافع الأساسي وراء قلق القوى الغربية، وعدم دعمها علنيا للمعارضة السورية.

وأعرب ميشيل كيلو في التصريحات التي أدلى بها إلى صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية خلال زيارته لباريس، عن اعتقاده بأن الرئيس الأسد يريد توسيع نطاق الصراع ليكون إقليميا، ويدخل فيه إيران وحزب الله والعراق، ويريد تهديد دول الخليج بحرب طويلة الأمد”.

وتساءل كيلو كيف يريد اللواء مصطفى أحمد الشيخ، احد أرفع الضباط المنشقين عن الجيش السوري رتبة، وأحد المؤسسين للمجلس العسكري لتنسيق هجمات الجيش السوري الحر، “مهاجمة 400 ألف شخص بقوة لا تتجاوز عدة آلاف ولا توصف بأنها جيش”.

وأضاف كيلو أن “اللواء الشيخ يدخل البلاد إلى فوضى لا نهاية لها، وهذا جنون”.

وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا” قد نقلت الثلاثاء أن من تصفهم بالإرهابيين أطلقوا عدة صواريخ على نقطة تفتيش سورية بالقرب من دمشق وقتلت ضابطا وخمسة جنود، وأصيب سبعة آخرون بجروح في الحادث.

وقد وقع هذا الهجوم بعد يوم واحد من اغتيال ضابط برتبة عميد بالقرب من العاصمة السورية على يد أحد المسلحين.

وقال كيلو إن الوضع على الأرض دخل طريقا مسدودا، فلا تستطيع المعارضة ولا الحكومة التراجع عن مواقفها.

واعتبر إن تعهد الرئيس الأسد باستخدام قبضة حديدية في سحق من وصفهم بالإرهابيين، وإصداره من جانب آخر عفوا عاما عمن ارتكبوا أعمالا جنائية خلال الانتفاضة، يبين أنه أصبح فاقدا للأمل.

وقال كيلو “إن كل ما يعد به الرئيس السوري هو الحرب على “الإرهاب” التي يظن إما أنه سيحصل فيها على دعم الغرب وإما إفزاعه”.

الإخوان المسلمون يرفضون عرضاً إيرانياً ببقاء الأسد

أ. ف. ب.

نيقوسيا: أكد مسؤول كبير في الاخوان المسلمين أن الجماعة رفضت عرضاً سورياً نقلته إيران يقضي ببقاء الرئيس بشار الاسد على راس السلطة مقابل تولي الجماعة الحكومة، داعيا الجامعة العربية الى استصدار تقرير واحالته الى مجلس الامن.

وقال مساعد المراقب العام للجماعة محمد فاروق طيفور في مقابلة اجرتها نشرتها صحيفة الحياة الاربعاء ان وسطاء إيرانيين قدموا عرضا “بانهم مستعدون للمفاوضة على كل الحكومة شرط بقاء بشار (الاسد) رئيسا فابلغناهم باننا لا يمكن ان نقبل ببقائه”.

واوضح طيفور ان إيران قدمت عرضا خلال المرحلة الاولى من الوساطة يتمثل بحصول الجماعة على “اربع وزارات مقابل اسقاط مطلب تغيير بشار من شعارنا”.

ودعا القيادي في الجماعة الجامعة العربية الى “اصدار تقرير (اكرر.. تقرير) وتحويله الى مجلس الامن”، مشددا على ان “هناك مسؤولية على المجتمع الدولي تتمثل بضرورة حماية المدنيين (…) عبر الممرات الامنة وايجاد منافذ للاغاثة”.

وردا على سؤال عن اتهام الجماعة باستدراج تدخل عسكري اجنبي في البلاد، قال نائب المراقب العام “يدان النظام وليس نحن. لن ندان بسبب التدخل الدولي”.

واضاف ان “المسؤول الاول عن التدخل الدولي هو النظام وليست المعارضة وليس ايضا المواطن السوري”.

وحول استجابة “الثورة السورية” لمساعي التسلح، اكد طيفور ان “الثورة السورية ما زالت سلمية. هناك نقطتان يصر عليهما المتظاهرون سلمية الثورة ووطنيتها”، مؤكدا ان “الوطنية تعني عدم الانجرار الى اي زاروب طائفي”.

واتهم النظام السوري “بحرف المسيرة باتجاه السلاح وباتجاه طائفي لكنه لن يتمكن” من ذلك، مشيرا الى ان “الاستجابات (لمساعي التسلح) ما زالت متواضعة فالسلاح وطائفية الشارع مازالا محدودين”.

واضاف طيفور ان “الشعب ليس امامه سوى امرين استمرار التظاهر مهما كان القمع قويا ثم العمل على المستوى الاقليمي والدولي للوصول الى التدخل لحماية المدنيين بطريقة او باخرى”.

واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا اتلتي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، سترفض نشر اي قوات في سوريا او فرض اي عقوبات عليها.

وجاءت تصريحات لافروف غداة مفاوضات جديدة في مجلس الامن الدولي حول مشروع قرار روسي معدل لم تسمح ليل الثلاثاء الاربعاء بالاقتراب من اتفاق على القيام باي تحرك دولي لوقف الاضطرابات في هذا البلد.

وقتل 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الازمة في 26 كانون الاول/ديسمبر، كما قال مسؤول في الامم المتحدة الثلاثاء.

كما اسفر القمع في سوريا عن مقتل 5400 شخص منذ اذار/مارس بحسب ارقام الامم المتحدة ايضا.

روسيا تتحدى الغرب بشأن إيران والازمة السورية

أ. ف. ب.

موسكو: رفضت روسيا الاربعاء استراتيجية العقوبات التي يتبعها الغرب ضد سوريا وإيران، فانتقدت فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، واكدت انها لن توافق على اي تدخل عسكري في سوريا في اطار الامم المتحدة.

وفي مؤتمر صحافي في موسكو، حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف من ان روسيا التي تعارض فرض اي عقوبات او اي تدخل خارجي في سوريا، مستعدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي. وقال “بالنسبة لنا فان الخط الاحمر واضح. لن ندعم فرض اي عقوبات”. واضاف ان اي دولة ترغب في اي تدخل عسكري في سوريا “لن تحصل على اي تفويض من مجلس الامن الدولي”.

واشار لافروف الى ان روسيا ستستخدم حق النقض لمنع تبني اي مقترحات للتدخل العسكري في سوريا، بينما تصبح السياسة الخارجية الروسية اكثر تصلبا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في آذار/مارس المقبل والعودة المتوقعة لفلاديمير بوتين الى الكرملين.

وقال الوزير الروسي انه اذا ارادت دول “اللجوء الى القوة باي ثمن فاحتمال ان نتمكن من معارضة ذلك ضئيل. لكن هذا يبقى مبادرة خاصة بها وتعود الى ضمائرها (…) لكنهم لن يحصلوا على اي تفويض من مجلس الامن الدولي”.

وتأتي هذه التصريحات بعدما اعرب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السبت عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وحتى الان عرقلت روسيا الحليفة التقليدية لدمشق كل مشاريع قرارات مجلس الامن الدولي للتنديد بالقمع الذي يمارسه نظام بشار الاسد. وقد تقدمت بمشروع قرار خاص بها يدين الطرفين في الاضطرابات السورية. الا ان الدول الغربية قالت ان هذا المشروع لا يضع الاسد موضع مساءلة وهو يساوي بين النظام وبين المحتجين عليه.

من جهة اخرى، انتقد لافروف العقوبات الجديدة التي ينوي الغرب فرضها على إيران واكد ان اي هجوم عسكري على إيران سيشكل “كارثة تؤدي الى اخطر العواقب” يمكنها خصوصا ان تؤجج التوتر الحالي بين المسلمين السنة والشيعة. وقال الوزير الروسي ان “فرض مزيد من العقوبات الاحادية على إيران لا علاقة له بالرغبة في ضمان التزام النظام بالحد من الانتشار النووي”.

واضاف ان “فرض عقوبات اضافية احادية ضد إيران ليس له اية علاقة بالرغبة في ضمان التزام النظام بوقف الانتشار النووي. ويهدف بشكل كبير الى خنق الاقتصاد الإيراني وارادة الشعب الإيراني، ربما على امل اثارة حالة من الاستياء” الشعبي.

وتأتي تصريحات لافروف بينما اتفق دبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي على تحديد تموز/يوليو موعدا لفرض حظر كامل على النفط الإيراني وهو الموعد الذي يناسب دولا مثل ايطاليا التي تعتمد بشكل كبير على امدادات النفط الإيرانية. ورأى ان اوروبا والولايات المتحدة تفرضان عقوبات ضد إيران بهدف محدد وهو نسف اية جولات جديدة من المحادثات.

وقال ان إيران “تنتظر الان وفد الوكالة الدولية حتى تتمكن من مناقشة قضايا جدية. لذلك لن تسهم العقوبات التي سيتبناها الاتحاد الاوروبي في تحسين الاجواء او جعل المحادثات مثمرة اكثر”. واضاف لافروف ان “جميع العقوبات المحتملة التي يمكن ان تؤثر على سلوك إيران بخصوص الملف النووي او على تعاونها مع الوكالة الدولية قد استنفدت”.

من جهة اخرى، اكد لافروف ردا على سؤال حول احتمالات شن اي عمل عسكري ضد إيران “بالنسبة لاحتمال حدوث مثل هذه الكارثة يجب طرح السؤال على الذين يؤكدون باستمرار ان هذا الخيار يبقى مطروحا على الطاولة”. وحذر لافروف من “اخطر” العواقب” لمثل هذا الهجوم، وقال انه قد يؤدي الى ازمة لاجئين وتأجيج التوتر بين الطوائف في المنطقة.

وقال “لا شك لدي في ان (العمل العسكري) لن يؤدي سوى الى صب الزيت على النار في النزاع الذي لا يزال قائما بين السنة والشيعة. ولا اعلم اين ستنتهي التفاعلات الناجمة عن ذلك”. واخيرا، دافع لافروف عن التجارة الروسية مع سوريا وسط تزايد الجدل حول الشحنة الغامضة التي تردد انها تحمل اسلحة الى دمشق.

وردا على سؤال حول انتقادات المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس عقب انباء بان الشحنة تحمل اسلحة وذخائر للقوات السورية وسط حملة القمع التي يشنها النظام السوري، قال لافروف “لقد سمعت ان سوزان رايس تطلب حتى بعض التوضيحات”.

واضاف “لا نشعر بان علينا ان نوضح او ان نبرر اي شيء لاننا لا ننتهك اية اتفاقيات دولية ام قرارات لمجلس الامن الدولي”. وتابع “نحن فقط نتبادل سلعا مع سوريا لا يحظرها القانون الدولي” بدون ان يؤكد صراحة ان سفينة تشاريوت كانت تحمل اسلحة روسية.

وكانت السفينة قد رست في ميناء طرطوس الذي تستاجره روسيا الاسبوع الماضي بعد توقف قصير في قبرص، بعد ان تعهدت للحكومة القبرصية بان تتوجه السفينة الى تركيا. وغادرت السفينة الميناء القبرصي بعد ذلك لتتوجه الى ميناء طرطوس الذي زارته سفينة تابعة للبحرية الروسية هذا الشهر.

الجيش السوري الحر يدافع عن متظاهري البلدة

الزبداني واحة هشة للحرية ضد حكومة تقاتل من أجل بقائها

لميس فرحات من بيروت

تعتبر منطقة الزبداني السورية منطقة  «محررة» بفضل وجود الجيش السوري الحر داخلها، غير أن هذه الحرية تبقى نسبية تحت حصار مستمر من قوات الأمن. وينظم أهالي الزبداني تظاهراتهم الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد تحت أعين الجيش السوري الحرة.

على الرغم من أن الجيش السوري الحر يتمركز في الزبداني بعد أن أعلن “تحرير” البلدة، إلا ان هذه الحرية تبقى نسبية وتحت حصار مستمر من قوات الأمن السورية.

في ساحة البلدة التي تبعد 20 ميلاً عن العاصمة دمشق، تقف شجرة بلاستيكية طويلة تنيرها أضواء زرقاء، وبدلاً من الزينة الملونة، تحمل الشجرة صوراً وقطعاً من الورق المقوى تحمل أسماء قتلى الانتفاضة السورية. ويطلق سكان الزبداني على الشجرة “شجرة الحرية”.

وإضافة إلى أنها تحمل ذكرى قتلى الثورة السورية التي اندلعت منذ شهر آذار/مارس، تعتبر “شجرة الحرية” نقطة انطلاق للمئات من سكان البلدة الذين يجتمعون بعد الصلاة للانطلاق في مسيرة عبر المدينة، ملوحين بلافتات ومرددين هتافات ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وعلى الرغم من أن هذه التحركات تشكل خطورة كبيرة على حياة المتظاهرين الذين يتعرضون لأعمال القمع العنيفة من قبل النظام، إلا أن أهل الزبداني ينظمون مسيراتهم تحت أعين الجيش السوري الحر، وهو المدافع الوحيد عن متظاهري الزبداني ضد حكومة تقاتل من أجل بقائها.

“لا نريد بشار ولا ماهر ولا عصابتهما”، صرخ أهالي الزبداني بصوت واحد في ليلة باردة الاسبوع الماضي، وهم يرفعون أيديهم ويصفقون في الهواء هاتفين “الشعب يريد إسقاط النظام”. تجمع الآباء والأمهات والأطفال امام الكاميرات التي يعتبرونها بمثابة شريان حياة للعالم الخارجي. وقفت النساء في مكان بعيد في البداية لكن سرعان ما انضممن إلى إلى المسيرة.

ورفع صبي صغير أثناء مشاركته في التظاهرة لافتة تقول: “الجيش السوري الحر حمايتنا من عصابات الأسد”، فيما قال أمجد الخوصي، طالب يشارك في المسيرة إن “يوتيوب هو أهم سلاح لثورتنا، فالناس يعتقدون ان الصور والمقاطع المصورة تحميهم”.

وتبعد الزبداني 20 ميلاً عن دمشق، لكنها تبدو وكأنها على كوكب آخر. فمنذ شهر تقريباً، تعتبر هذه البلدة التي تقطنها اغلبية سنية من 40000 سوري، منطقة محررة على الرغم من أنها تحت الحصار. فالزبداني حرة من الداخل بفضل وجود الجيش السوري الحر، لكنها محاصرة بشكل مستمر من قبل القوات الحكومية التي شنت يوم الجمعة الماضي هجوماً واسع النطاق مدعوم بالمدفعية ونحو 50 دبابابة.

ومن غير المحتمل أن يكون هذا الهجوم هو الأخير، فأفادت التقارير بأن بلدة الزبداني تعرضت للقصف مرة أخرى يوم الثلاثاء، كما أن الأحياء بالقرب من بلدة مضايا تعرضت للهجوم حيث ظهرت ظلال كثيفة من الدخان فوق المنطقة وقطعت المياه والكهرباء بعد أن فر العديد من السكان.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الـ “غارديان” عن علي عبد الرحمن، أستاذ مدرسي، يشارك في مراسم الحداد لتشييع رجل قتل برصاص الامن السوري، قوله: “الزبداني بلدة محررة بنسبة 90 ٪  لكن نسبة الـ 10% المتبقية لا تزال تحت امرة أقوى جيش في الشرق الأوسط”.

وأشار عبد الرحمن إلى أن 14 شخصاً قُتلوا في البلدة منذ بدء الانتفاضة، مضيفاً ان “كلما ارتفع عدد الشهداء سنصبح أقوى وأكبر، وسيزداد عدد المتطوعين للدفاع عن البلدة”.

وقتل علي مصطفى برقان على يد قناص اثناء عودته الى منزله من التسوق مع زوجته في 8 كانون الثاني. لا تزال بقع الدم ظاهرة في المكان الذي نزف واحتضر فيه على جانب الطريق الذي يؤدي إلى خارج المدينة. ويجلس محمد، نجل عي برقان، بصمت وقد احمرت عيناه من البكاء. يحاول رجل مسن يشارك في التشييع مواساة الشاب ويقول: “في بعض الاحيان، يتلقى الجيش أوامر باطلاق النار على أي شيء يتحرك”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدافعين عن بلدة الزبداني يتحلون بالانتظام، على الرغم من أنهم عمال بسطاء. أبو نضال، عضواً رئيسياً في لجنة التنسيق المحلية في بلدة الزبداني، وهو رجل في منتصف العمر يعمل في مجال البناء، وهو من نظّم وقاد أول مظاهرة ضد الرئيس الأسد في مارس/آذار الماضي. أما أعضاء اللجنة الآخرين فهم من المزارعين والعمال المطلوبين من قبل المخابرات السرية، لكنهم يفتخرون بذلك.

ويتحلق النشطاء حول موقد لشرب القهوة بعد المسيرة، فيبدأ الحديث عن مراقبي الجامعة العربية الذين زاروا  البلدة منذ وقت قصير. ويتحدث أحدهم عن رئيس بعثة المراقبين فيقول إن “محمد الدابي، هو نفسه مجرم حرب”.

وعلى الرغم من أن نظام الأسد يتهم الجيش السوري الحر بأنه “عصابة ارهابية مسلحة”، لكن من الواضح ان هؤلاء المقاتلين هم الذين حموا الزبداني وحولوها إلى بلدة آمنة نسبياً بعد أن كانت مرتعاً للشبيحة والدبابات وناقلات الجند المدرعة.

ونقلت “الغارديان” عن أحمد، طالب هندسة تحول إلى صناعة الأفلام ويوثق أحداث الثورة، قوله: “إنه أمر لا يصدق كيف يعاملونا. حتى الإسرائيليين يستخدمون الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد الفلسطينيين، لكن نحن نتلقى الرصاص في صدورنا”.

وفي الأوقات العادية، كان سامي يمضي وقته في أعمال البناء بين الحجار والاسمنت، أما اليوم، فيرتدي الجينز وقبعة بيسبول، حاملاً بندقية آلية روسية. يقول: “حصلت عليها بسعر 4000$ عن طريق بيع قطعة أرض”.

ومن جهته، يقول محمود، ناشط من بلدة الزبداني تعرض منزله للقصف، ، ناشط من بلدة الزبداني تعرض منزله للقصف، إن “الجيش السوري الحر في الزبداني ليس منظمة ارهابية. انه مجموعة من الناس المسالمين الذين يحاولون حماية اولادنا وعائلاتنا. انه رد فعل على العمل الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد”.

نائب منشق يتوقع سقوط النظام في دمشق خلال 3 أشهر

عبدالاله مجيد

 في وقت اعتبر عضو مجلس الشعب السوري المنسق، عماد غليون، أن الرئيس السوري بشار الأسد، سيسقط في غضون ثلاثة أشهر، بين استطلاع جديد للرأي ان نحو 55% من السوريين يؤيدون بقاء الأسد في السلطة ليس لشيء وانما بسبب خوفهم من المستقبل.

توقع عضو مجلس الشعب السوري المنشق عماد غليون سقوط الرئيس بشار الأسد في غضون ثلاثة اشهر. وقال غليون الذي وصل إلى القاهرة يوم الأحد إن الوضع في مدينة حمص التي كان نائبها “أصعب مما يمكن أن يتصوره أحد”.  ولكنه أضاف في حديث لصحيفة الديلي تلغراف أن الأزمة تدمر النظام من داخله.

وأكد غليون انه “من الناحية الاقتصادية لا يمكن للنظام أن يتحمل فترة أطول من شهرين وسياسيا لا يمكن أن يبقى أطول من شهرين.  وتقديري أن النظام سينهار في غضون ثلاثة اشهر كحد أقصى”.

ويأتي حديث النائب غليون بعد أيام على توعّد الأسد بالضرب بيد من حديد في التعامل مع خصومه الذين اتهمهم بالإرهاب.

ويعترف دبلوماسيون وحتى ناشطون معارضون بأن ميزان القوى في الداخل ما زال لصالح الأسد وان العسكريين الذين ينشقون وينتقلون إلى صفوف الجيش السوري الحر يشكلون نسبة ضئيلة من قوة النظام العسكرية.

ودعا الجيش السوري الحر يوم الاثنين إلى تدخل الأمم المتحدة بموجب الفصل السابع فيما يقول مراقبون انه دليل على قدراته المحدودة. ويجري الجيش السوري الحر الآن اتصالات منتظمة بالمجلس الوطني السوري لغرض التنسيق معه.

ولكن الواضح بالقدر نفسه أن قدرات النظام أيضا تتآكل ببطء.  وتتبدى آثار الأزمة الاقتصادية بعد رحيل رؤوس الأموال بالاقتران مع العقوبات في انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار.

في هذه الأثناء، تمكن المنتفضون في بعض المدن من السيطرة على مواقع والاحتفاظ بها طيلة أيام في مواجهة قصف الجيش وخاصة في حمص والزبداني التي تبعد عن دمشق نحو 30 كيلومترا.

كما تزداد عمليات المنتفضين جرأة في استهداف قوات النظام.  ففي يوم الاثنين، قُتل العميد محمد عبد الحميد العواد فيما قُتل ضابط وخمسة جنود في هجوم صاروخي استهدف حاجز تفتيش قرب دمشق، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وقدمت روسيا التي رفضت كل أشكال التدخل في سوريا مشروع قرار في مجلس الأمن يدين أعمال العنف سواء كانت من جانب النظام أو المعارضة.

ويرى مراقبون أن الكثير يتوقف على ما ستقرره الجامعة العربية بعد الاستماع يوم السبت إلى تقرير بعثة المراقبين التي تنهي المرحلة الأولى من عملها هذا الأسبوع وما إذا كانت الجامعة العربية ستحيل الملف السوري إلى الأمم المتحدة أو تكتفي بتمديد مهمة المراقبين.

وكانت الدول الغربية أوضحت أنها حتى إذا تدخلت فهي لن تتخذ مثل هذه الخطوة إلا بدعم من الجامعة العربية والأمم المتحدة.

وكان ثمانية أشخاص قُتلوا يوم الثلاثاء في حمص التي استأنف النظام حملته ضدها في مؤشر إلى إصراره على الحل الأمني وفي الوقت نفسه استمرار المقاومة ضده.

وقال النائب المنشق عماد غليون في حديثه لصحيفة الديلي تلغراف إن الوضع في مدينة حمص أصعب مما يمكن أن يتصوره أي شخص.  وأكد أن إطلاق النار مستمر ولا احد يستطيع حتى أن يغادر بيته لشراء احتياجاته واصفا الوضع بأنه “لا إنساني”.

وأوضح غليون انه قرر الانتقال إلى القاهرة لأنه لا يستطيع أن يمثل ناخبيه إلا من خارج سوريا.  وقال “نحن لا نستطيع أن نعبر عن موقفنا في سوريا ولا نستطيع حتى أن نساعد المواطنين، وهذا هو دوري كما يُفترض كنائب في البرلمان”.

استطلاع يخالف الطابع السائد: أكثر من نصف السوريين يريدون الأسد

لكن شركة يوغوف سراج أجرت استطلاعًا حول سوريا بتكليف من منتدى قطر لدعم حرية التعبير المعروف باسم “حوارات الدوحة”. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي نشره المنتدى على موقعه أن غالبية العرب يؤيدون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد بعد حملة البطش التي شنها ضد المحتجين، ولكن نسبة أقل من السوريين يؤيدون إحداث تغيير فوري في القيادة.

وتبين نتائج الاستطلاع أن 55 في المئة من السوريين لا يريدون أن يستقيل الأسد.  وأحد الأسباب الرئيسة التي يسوقها من يريدون بقاء الأسد في السلطة هو الخوف على مستقبل البلد.

ولكن هذا المستوى من التأييد لا ينعكس في بلدان المنطقة الأخرى حيث قال 81 في المئة من العرب إنهم يريدون تنحي الأسد. ويعتقد هؤلاء أن سوريا ستكون في وضع أفضل إذا جرت انتخابات ديمقراطية بإشراف حكومة انتقالية.

وتؤكد نتائج الاستطلاع ما توصل إليه المشاركون في ندوة نظمها المنتدى القطري في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حيث دعا 91 في المئة من جمهور الحاضرين إلى استقالة الأسد.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن من المتوقع أن تتحسن علاقات سوريا مع تركيا ولبنان والولايات المتحدة إذا استقال الرئيس الأسد ولكنها ستتردّى مع إيران وإسرائيل.

وأُجري الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 1000 شخص في العالم العربي خلال الفترة الواقعة بين 14 و19 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

ومرت نتائج الاستطلاع دون أن تحظى باهتمام من وسائل الإعلام رغم نشرها على موقع “حوارات الدوحة” منذ 2 كانون الثاني/يناير هذا العام.

دمشق: القوات العربية «تدويل».. والمعارضة: الحل مجلس الأمن

20 قتيلا.. ووضع مأساوي في حمص واشتباكات في الزبداني * أوباما: استمرار العنف غير مقبول وعلى الأسد التنحي * نائب قائد «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: نظام الأسد لا يفهم إلا لغة القوة * الغرب يستبعد تبني مشروع القرار الروسي

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

رفضت السلطات السورية امس اقتراح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، إرسال قوات عربية إلى سوريا، واعتبرت أن الخطوة «تفتح الباب امام التدخلات الخارجية». وفي السياق نفسه أبدت المعارضة السورية تحفظها على الخطوة العربية قائلة انها «لن توقف سفك دماء السوريين»، مجددة مطلبها بـ«إرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي صاحب القدرة على استصدار قرار حاسم بوقف آلة القتل التي تفتك بالسوريين».

وتأزم الوضع في ريف دمشق أمس, بينما تجددت الاشتباكات في مدينة الزبداني وبلدة مضايا القريبة منها، بين الجيش السوري، وعناصر «الجيش الحر» المنشق عنه، والذي يسيطر على منطقة الزبداني. وقال ناشطون إن قوات الجيش السوري النظامي قامت بإرسال تعزيزات عسكرية وحاولت اقتحام الزبداني عدة مرات.

وتحولت الأزمة إلى «كارثة» إنسانية في مدن سورية عدة، لا سيما في حمص التي تشهد وضعا مأسويا وحصارا «خانقا»، تحولت على اثره إلى منطقة «معزولة». من جهته، أعلن نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي أن «النظام السوري هو من يدفع نحو المواجهة المسلحة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قبلنا بأن تعمل الجامعة العربية على دفع النظام السوري باتجاه وقف القتل، لكن، وبما أن هذا النظام لم يوقف جرائمه، كان لا بد للجيش الحر من أن يقوم بالدفاع عن هذا الشعب الذي تخلى عنه العالم بأسره، وهذه مسؤولية كبيرة سنتحملها مهما بلغت التضحيات، فقد علمتنا التجارب أن هذا النظام لا يفهم إلا لغة القوة».

من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن استمرار أعمال العنف في سوريا أمر «غير مقبول»، وعلى الأسد التنحي. وفي نيويورك استبعدت دول غربية تبني مشروع قرار اقترحته روسيا لحل الازمة في سوريا. وأفاد مسؤول في الخارجية الأميركية أمس «الشرق الأوسط» بأن بلاده تعتقد أن «التحرك في مجلس الأمن تأخر كثيرا، وسننظر إلى المقترحات المطروحة لنتخذ قرارا حولها».

اشتباكات عنيفة في الزبداني بين الجيشين النظامي و«الحر»

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: وضع حمص مأساوي.. وانشقاق عدد كبير من الجيش دفع النظام إلى الاستنفار

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب لندن: «الشرق الأوسط»

تأزم الوضع في ريف دمشق يوم أمس، فبعد خمسة أيام من محاصرة وقصف مدينة الزبداني وبلدة مضايا القريبة منها، قال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على منطقة الزبداني، في حين قالت مصادر محلية إن الأوضاع تأزمت في الزبداني منذ يوم الجمعة على خلفية انشقاق عشرات الجنود من السرية الرابعة في منطقة سرغايا وانضمامهم للجيش الحر في منطقتي الزبداني ومضايا، وإنه على الفور قامت قوات الجيش السوري النظامي بإرسال تعزيزات عسكرية وحاولت اقتحام الزبداني عدة مرات، وجرت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش الحر وقوات الجيش النظامي، والتي تمركزت على مشارف المنطقة على بعد 2- 3 كلم، حيث يتم قصف أطراف المنطقة وتدور اشتباكات عنيفة، وقد تمكن الجيش الحر يوم أمس من إحراق مدفعية للجيش النظامي الذي نشر قواته بكثافة على الطريق الواصل إلى الزبداني، كما نصب حواجز على الطرق والمفارق على طريق دمشق الزبداني.

من جانبهم قال ناشطون يوم أمس إن القصف استمر على أطراف مدينة الزبداني لليوم الخامس على التوالي وقد دمرت إحدى القذائف منزل أبو صلاح خزعة في المدينة وإن حركة نزوح كبيرة جرت للسكان باتجاه منطقة بلودان. وبعد ظهر يوم أمس حاولت قوات الجيش النظامي اقتحام المدينة عن طريق شارع بردى منطقة فرنسيس إلا أن الجيش الحر تصدى لها وقام بتفجير دبابة ما دفع قوات الجيش النظامي إلى التمركز على مشارف المدينة. في تلك الأثناء سمع في دمشق تحليق لحوامات عسكرية فوق مناطق «مزة – داريا – معضمية – كفرسوسة» وسمعت أصوات سيارات إسعاف ولم تتوفر معلومات حول ما جرى.

يشار إلى أنه منذ يوم الجمعة تم نشر تعزيزات عسكرية ونصب مزيد من الحواجز عند مداخل مدينة دمشق الجنوبية وعلى كافة الطرق المؤدية إلى وادي بردى، والجسور لا سيما طريق ضاحية قدسيا الجسر الجديد حيث وجد يوم أمس جنود بالعتاد الكامل.

وفي المقابل قال ناشطون إن «تعزيزات من سلاح ورجال داعمة للجيش الحرّ في الزبداني ومضايا بالإضافة لعدد من الجنود المنشقين من كافة المناطق المحيطة بالزبداني».

وخرجت يوم أمس مظاهرة في مدينة داريا لنصرة الزبداني ومضايا، فيما خرجت مظاهرة في منطقة المزة عند جامع الأكرم والتي تعد أحد أرقى أحياء المزة.

وفي مدينة حلب وصل في وقت متأخر من ليل أول من أمس إلى مشفى حلب الجامعي عدة مصابين من طلاب الجامعة من القاطنين في المدينة الجامعية، وتم وضعهم في قسم الإسعاف وهم يعانون من أذيات وكسور في الوجه، بينها عدة حالات خطيرة، وذلك بعد مداهمة قوات الأمن والشبيحة للمدينة الجامعية مساء أول من أمس، لاعتقال طلاب من محافظة إدلب من الضالعين في المظاهرات التي تخرج في جامعة حلب والمدينة الجامعية.

وتتفاعل الأزمة السورية مع تفاقم حدة الصراع بين قوات الأمن السورية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة، رغم كل الضغوط الدولية والعربية لـ«ضبط الوضع ووقف أعمال العنف»، كما تطالب جهات أممية وعربية وعلى رأسها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي يجدد نداءه لـ«وقف القتل» في سوريا. وعلى الرغم من كل هذه الضغوط، لا تزال محاولات القمع للمحتجين السوريين على «أشدها»، حيث تحولت الأزمة إلى «كارثة» إنسانية في مدن سوريا عدّة لا سيما في حمص، التي تشهد حصارا «خانقا» وتحولت إلى منطقة «معزولة» بعد أن استوطنها جنود من «الجيش الحر» المنشق عن الجيش السوري النظامي في مواجهة قوات الأمن السورية، التي تعمل وفق ناشطين على «قتل السكان وتأديبهم عقابا على وقوفهم بوجه النظام، ومطالبتهم الرئيس بشار الأسد بالتنحي، وخيارهم في اتجاه بناء دولة ديمقراطية».

وقد شهدت حمص منذ صباح أمس، حسب ناشطين «قصفا عنيفا بالدبابات»، وواصلت قوات الأمن «تمشيطها لأحياء داخلية تؤوي منشقين جددا عن الجيش». حيث أكد رامي احد أعضاء «تنسيقية حمص» في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «أحياء الخالدية والبياضة والقصور تشهد هجوما عنيفا من قبل قوات الأمن السورية»، مشددا على أن «حمص لم تعد مضطربة إنسانيا وأمنيا فقط، بل أصبحت في حالة مأساوية». مشيرا إلى أن «قوات الأمن تقوم بقصف المنازل وهدمها على رؤوس السكان، حيث قتلت عائلات بأكملها في حي القصور بعد أن غزتها قوات الأمن وقصفت بالدبابات الأبنية والبيوت، وتركت السكان يموتون تحت الأنقاض».

وقد أطلق سكان حي البياضة نداء استغاثة طالبوا فيه «الجامعة العربية» بـ«تدخل مباشر» لوقف أعمال العنف والقتل التي يواجهونها. حيث أكد رامي أن «السكان نزلوا إلى الشوارع والأحياء رغم دخول قوات الأمن وانتشار القناصة على الأسطح وكبروا بأصوات عالية حيث نددوا بالحصار الخانق وبقتل الشبان وملاحقتهم»، وقال رامي إن هناك «انتشارا لعدد كبير من القناصة على أسطح البنايات في الحي وتشبيح ممنهج يقوم به شبيحة النظام، ويطلقون النار على أي شيء يتحرك». وأوضح رامي، الذي يسكن في حي «باب ادريب» القريب من حي الإنشاءات أن «الأمن السوري أطلق النار من حاجز الزير على طفل في حي البياضة، وقد شهد حاجز الزير انشقاق عدد من الجنود، وتلاه قصف مدفعي عنيف على الحي»، وأضاف رامي أن «الأمن اجتاح شوارع الخالدية والبياضة، والأهالي يواجهون القصف بالتكبيرات، وحصل انهيار لمنزل كامل بالبياضة حيث جرح 15 شخصا، والجرحى تركوا في الأرض ولم يستطع السكان إسعافهم». وأكد رامي أن الأمن السوري استقدم تعزيزات كبيرة من الجنود والمدرعات والمصفحات لـ«اقتحام البياضة والقصور والخالدية، حيث قام بتوزيع أكثر من 260 جنديا على الأحياء كإضافة على الجنود الموجودين». وقد أفاد رامي عن «سقوط 4 شهداء جراء إطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن في حي البياضة والأهالي قاموا بصد الإجرام بالتكبيرات».

الوضع الميداني في حمص «يتحول من سيئ إلى أسوأ» على ما يؤكد فادي الحر الناشط في «تنسيقية حمص» في اتصال مع «الشرق الأوسط»، مضيفا أن «النظام حوّل المدينة ومحيطها الريفي إلى منطقة أشباح»، معتبرا أن «محاولات النظام فاشلة في قمع الحالة الشعبية المنتفضة، فالسكان لن يقبلوا العودة إلى الوراء». حال حمص لم يتغير كثيرا منذ مدة ولا تزال أحياء منها تشهد قصفا عنيفا طوال النهار، وتشدد فيها الإجراءات الأمنية من أجل «معاقبة السكان» وفق فادي، الذي يعمل مع مجموعة من الناشطين على مساعدة السكان في إسعاف الجرحى بعد أن «أطلق الأمن النار عشوائيا على الأحياء بعد انشقاق عدد من عناصر الجيش وانضمامهم للجيش السوري الحر في حي البياضة وبعد أن استقبلهم المدنيون بفرح». وأكد فادي لـ«الشرق الأوسط» استمرار «قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن حي البياضة حيث شهد الحي انفجارا عنيفا قويا»، وأوضح أن «قوات الأمن قامت باقتحام شارع القاهرة بالدبابات والمصفحات ووقوع شهداء و17 جريحا، وفي حي الإنشاءات استهدف الأمن الفرن الآلي مع عدد من الشبيحة الموجودين في برج الهنداي بقذيفة آر بي جي وأصابت منه قسم العجانة بهدف إيقاف الفرن ومنع الخبز عن أهالي بابا عمرو والإنشاءات، وتم إطلاق نار كثيف في حي القصور، وتم استهداف مئذنة جامع عبد الرحمن بن عوف بشارع الزير بحمص»، وأفاد ناشطون عن «انتشار الجيش والأمن مع وضع متاريس على كل أسطح الأبنية الموجودة داخل المشفى الوطني في حمص والقناصة تستهدف الناس».

معلومات عن توقيف «الجيش الحر» عنصر أمن متهما بالتنكيل بالمتظاهرين

انتشرت تسجيلات لأكثم عباس وهو يدوس على رؤوس المتظاهرين

جريدة الشرق الاوسط

أشارت مصادر مقربة من «الجيش السوري الحر»، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المنشقين تمكنوا، أمس، من اعتقال المدعو أكثم عباس، الذي ظهر في فيديو قرية البيضة وهو يدوس بقدميه على أجساد المتظاهرين ويشتم أعراضهم، ويضربهم بعنف، مناديا إياهم: «بدكن حرية.. هاي الحرية». وأضافت المصادر أن عباس تم إلقاء القبض عليه في منطقة جبل الزاوية، شمال مدينة حلب.

وفي الوقت الذي لم يصدر فيه «الجيش السوري الحر» بيانا يؤكد فيه صحة الخبر، فإن الكثير من الناشطين المعارضين على «فيس بوك» أعربوا عن سعادتهم، معتبرين، عبر تعليقات مختلفة، أن أكثم عباس مجرم لا بد أن ينال عقابه. فكتب لؤي: «اليوم سيسترد أهالي قرية البيضة الشرفاء كرامتهم، التي أهدرها مجموعة من الرجال التافهين على رأسهم هذا الأكثم اللئيم». أما الناشط بهاء المولى، فقال عبر صفحته: «يجب ألا نتشفى ونشمت، الثورة ليست للانتقام، لا بد أن نعرف أي مصير سينال أكثم بين يدي (الجيش السوري الحر)». وأضاف: «أقترح تسليمه للمحكمة الجنائية لينال عقابه بشكل قانوني بعيدا عن الثأر». وقد كان أكثم سليمان واحدا من مجموعة من عناصر الأمن والشبيحة اقتحمت في 29 أبريل (نيسان) الماضي قرية البيضة التي تبعد عن مدينة بانياس زهاء 10 كم، بعد تمهيد من آليات الجيش السوري، وقاموا بإهانة أهلها وإذلالهم؛ حيث نشر ناشطون سوريون الكثير من الفيديوهات التي توثق هذه الحادثة المأساوية؛ حيث ظهر أكثم عباس في أحدها بشكل واضح.

وفي شهادة لأحد الأهالي، الذي كان شاهدا على هذه الحادثة وتم نشر شهادته عبر أكثر من منبر حقوقي، قال: «بدأ رجال الأمن والشبيحة باعتقال الرجال عشوائيا وضربهم وشتمهم، واستمرت هذه الأعمال ساعات، انتهت بجمع زهاء 300 رجل في ساحة البلدة». وأضاف: «استمر احتجاز الرجال في ساحة البيضة ليلة كاملة منطرحين أرضا، مقيدي الأيدي والأرجل، بينما رجال الأمن والشبيحة ينهالون عليهم ركلا بأقدامهم، وضربا بالعصي وبأعقاب البنادق، شاتمين أمهاتهم ونساءهم وبناتهم وأخواتهم بأقذع الشتائم. كان رجال الأمن يعتلون ظهور الرجال المنطرحين أرضا، متقاذفين عليها، هاتفين: «الله، سوريا، بشار وبس»، ثم يقومون بجر الرجال من أرجلهم، مسددين إلى رؤوسهم ركلات من أقدامهم على وقع صرخاتهم «بدكن حرية.. هاي حرية». ويختم الشاهد كلامه: «مع انبلاج الفجر أنهى رجال الأمن والشبيحة أفعالهم هذه، بإحضار عدد من الباصات إلى ساحة البيضة. وبعدما أفرغوا من مثاناتهم البول على أجسام الرجال ورؤوسهم وفي أفواههم، فكوا أيديهم وأرجلهم المقيدة، وأدخلوهم إلى الباصات، ثم ساروا بهم».

كان الإعلام الرسمي السوري قد نفى حصول هذه الحادثة، معتبرا أن الفيديوهات التي توثق تفاصيلها قد صُورت في العراق وتعود لعناصر من البيشمركة الكردية وليس للأمن السوري، مما دفع المعارضة السورية إلى الرد بنشر فيديوهات توضح معالم الساحة التي حصلت فيها عمليات الإذلال، كما ظهر شاب يدعى أحمد بياسي من سكان القرية وهو أحد الذين تعرضوا للضرب والتنكيل وأدلى بشهادته، الأمر الذي دفع الأمن السوري إلى اعتقاله لاحقا.

زيباري: الاجتماع الوزاري سيناقش فكرة قطر بإرسال قوات عربية لسوريا

اقتراح أمير قطر بإرسال قوات عربية إلى سوريا يواجه برفض النظام وتحفظ المعارضة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بيروت: يوسف دياب

قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أمس، إن فكرة قطر إرسال قوات عربية إلى سوريا سوف تطرح، وستتم مناقشتها في اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بسوريا وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب يومي السبت والأحد المقبلين.

وأكد زيباري في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أنه من المتوقع تمديد عمل بعثة الجامعة العربية باعتبارها خطوة شجاعة وجريئة ومهمة من الجامعة. وأشار إلى أنه سيتم دعم البعثة لتطوير عمل المراقبين. وقال إن المبادرة العربية هي المتاحة.

وحول ما يتردد عن تأجيل القمة العربية أوضح زيباري أن هناك قرارا من الأمانة العامة لإرسال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، يوم 23 من الشهر الحالي إلى العراق للاطلاع على التحضير الذي قام به العراق لعقد القمة.

وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية أكدت أن القمة العربية ستعقد في موعدها من دون أي تأجيل. وقال إن الوفد الأمني للجامعة العربية سوف يزور العراق للاطلاع على آخر المنشآت والاستعدادات التي انتهت منه القيادة العراقية لعقد القمة العربية.

ويبدو أن اقتراح أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بإرسال قوات عربية إلى سوريا، يأخذ طريقه إلى البحث الجدي والنقاش الواسع في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد في القاهرة خلال اليومين المقبلين، ومع مسارعة النظام السوري إلى رفض هذا الاقتراح، واعتباره أنه «يفتح الباب على التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية»، أبدت المعارضة السورية تحفظها عليه «لأنه لن يوقف سفك دماء السوريين»، مجددة مطلبها بـ«إرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي صاحب القدرة على استصدار قرار حاسم بوقف آلة القتل التي تفتك بالشعب السوري».

واعتبر عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير النشار، أن «تجارب قوات الردع العربية أثبتت فشلها، وخصوصا في لبنان، كما أن تجربة بعثة المراقبين العرب بعد مرور شهر على وجودها في سوريا جاءت فاشلة، بدليل سقوط مئات الشهداء منذ أن بدأت هذه البعثة مهمتها».

وعما إذا كان هذا الاقتراح مجرد مبادرة فردية من أمير قطر، أم أنه نتاج تشاور عربي واسع، أعلن النشار أن «هذا الموضوع مطروح للنقاش، ولكون قطر هي رئيسة لجنة المبادرة العربية فإنها ستطرح هذا الاقتراح على مجلس وزراء الخارجية العرب خلال الساعات المقبلة»، كاشفا عن أن «وفدا من المجلس الوطني سيتوجه غدا أو بعد غد (اليوم أو غدا) إلى القاهرة لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب لبحث هذه المسألة وشرح وجهة نظرنا حيالها». وختم بالقول «نحن إذ نرحب بكل المساعي الخيرة الهادفة إلى وقف القتل، نؤكد أن تجاربنا وخبرتنا بهذا النظام تقول عكس ذلك، وخير مثال بعثة المراقبين التي لم توقف آلة القتل وتقف عاجزة عن مساعدة الشعب السوري الذي يسفك دمه يوميا».

ومن جانبه، أكد مؤمن كويفاتية، رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية الثورة السورية في مصر تأييد الثورة السورية لمبادرة دولة قطر بإرسال قوات عسكرية عربية إلى سوريا، مطالبا الجامعة العربية بأن ترسل هذه القوات إلى سوريا تحت الغطاء الدولي.

التيارات الإسلامية تجتمع في «الملتقى الإسلامي السوري الأول» لتأييد الثورة وإسقاط النظام

مراقب عام «الإخوان»: لسنا إقصائيين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، اجتمعت التيارات الإسلامية السورية على اختلاف أطيافها لنصرة الشعب والثورة السورية، في «الملتقى الإسلامي السوري الأول» الذي عقد في اسطنبول.

وفي خطوة تبدو واضحة وكأنها رد فعل على ما يمكن اعتباره «خطاب السلطة الديني» الذي يتولاه شيوخ ورجال دين داعمين للنظام، أكد المجتمعون في ختام لقائهم على تأييد الثورة السورية، وتبني مطالبها المشروعة، وعلى رأسها إسقاط النظام بكل رموزه، ورفض الحوار معه.

وحول هذا الملتقى الذي حضره إضافة إلى ممثلين من تيارات إسلامية مختلفة، ممثلون من المجلس الوطني السوري، قال رياض الشقفة، مراقب عام «الإخوان المسلمين» في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من هذا اللقاء الجامع كان التحضير لما بعد سقوط النظام، بعدما صار سقوطه واقعا، ورسم خطوط المرحلة القادمة بعيدا عن أي خلافات، إضافة إلى توحيد الرؤية بين التيارات الإسلامية على اختلاف توجهاتها والانفتاح على الآخرين والتعاون معهم، إضافة إلى دعم المجلس الوطني السوري». وفي حين اعتبر الشقفة أن الأصوات التي ترفع محذرة من وصول الإسلاميين إلى السلطة هي محاولات من النظام لتخويف الأقليات، أشار إلى أن «الملتقى الإسلامي الأول أتى ليطمئن الشعب السوري، لا سيما الأقليات منهم، أننا لسنا إقصائيين، ومنفتحون للتعاون مع كل أطياف المجتمع». وعما إذا كان هناك توسيع لدائرة اللقاءات لتشمل طوائف أخرى في سوريا، لفت إلى أن «الفكرة مطروحة، ونعمل للتواصل مع كل الأطراف».

أما في ما يتعلق بالتواصل مع العلماء والشيوخ الذين يعلنون انشقاقهم، أكد الشقفة أن «من يتمكن من الخروج من سوريا يتواصل معنا مباشرة، وكان عدد منهم مشاركا في الملتقى، أما من لا يزال في الداخل فيبقى التواصل معه صعبا».

وكان الملتقى الذي عقد في اسطنبول قد جمع معظم التيارات الإسلامية في سوريا، وأهمها «الإخوان المسلمون» والتيارات السلفية والصوفية والإسلامية الوسطية، ممثلين بشيوخ ورجال دين، أبرزهم مراقب عام «الإخوان المسلمين» رياض الشقفة، والشيخ زين العابدين سرور، وعدنان العرعور، ومحمد علي الصابوني، والشيخ عصام العطار، إضافة إلى أسماء رجال دين لهم وقعهم في المجتمع السوري.

وقد صدر في نهاية الملتقى الذي امتد على مدى يومين في اسطنبول، بيان تطرق إلى الأهداف التي عقد من أجلها، وأهمها، توحيد الرؤى وتنسيق المواقف والجهود تجاه القضايا الكبرى والتحديات التي تواجه الأمة. إضافة إلى إقامة المؤسسات والمشروعات والبرامج النهضوية التي تساعد على تحقيق رسالة الملتقى وتعزيز القواسم المشتركة، وإبراز جوانب الاتفاق، واحتواء الخلافات وحل الإشكالات. كذلك، الحفاظ على هوية الأمة، وحماية استقلالها وحريتها، والتعاون على بناء المجتمع المؤمن الصالح.

أما أهم القرارات التي صدرت عن هذا الملتقى والتي تسلم المجلس الوطني نسخة منها، فكانت تأييد الثورة السورية، وتبني مطالبها المشروعة، وعلى رأسها إسقاط النظام بكل رموزه، وعدم الحوار معه، والتأكيد على دور العلماء وأثرهم الحيوي والضروري في نهضة الأمة ودفع الظلم عنها.

وطالب المجتمعون المجتمع الدولي بالعمل على حماية المدنيين السوريين بشتى الطرق الممكنة والمشروعة. كما كانت هناك دعوة إلى جميع شعوب العالم وحكوماته وبخاصة الشعوب العربية والإسلامية وحكوماتها إلى التضامن مع الشعب السوري ودعمه في ثورته ومناصرته لوقف حمام الدم واستباحة الأموال والأعراض من قبل النظام الظالم الفاجر. وكانت هناك دعوة للجامعة العربية للتطبيق الكامل لمبادرتها، وتحويل القضية السورية إلى مجلس الأمن الدولي، والعمل على رعاية أسر الشهداء والأسرى والمفقودين والمهجرين والجرحى، ودعمهم ماديا ومعنويا.

«المجلس الوطني السوري»: تجارب قوات الردع العربية أثبتت فشلها

النشار لـ«الشرق الأوسط» : تجارب قوات الردع العربية أثبتت فشلها والحل بإحالة الملف إلى مجلس الأمن

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

يبدو أن اقتراح أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بإرسال قوات عربية إلى سوريا، يأخذ طريقه إلى البحث الجدي والنقاش الواسع في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد في القاهرة خلال اليومين المقبلين، ومع مسارعة النظام السوري إلى رفض هذا الاقتراح، واعتباره أنه «يفتح الباب على التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية». أبدت المعارضة السورية تحفظها عليه «لأنه لن يوقف سفك دماء السوريين». مجددة مطلبها بـ«إرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي صاحب القدرة على استصدار قرار حاسم بوقف آلة القتل التي تفتك بالشعب السوري».

واعتبر عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير النشار، أن «تجارب قوات الردع العربية أثبتت فشلها، وخصوصا في لبنان، كما أن تجربة بعثة المراقبين العرب بعد مرور شهر على تواجدها في سوريا جاءت فاشلة بدليل سقوط مئات الشهداء منذ أن بدأت هذه البعثة مهمتها». وقال النشار لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن دولة قطر مشكورة تبذل جهودا جبارة من أجل وقف سفك دماء الشعب السوري على يد نظام (الرئيس) بشار الأسد، ونحن نرحب بأي جهد لوقف القتل لكن التجارب السابقة للجامعة العربية أثبتت عقمها، وبغض النظر عن نوع المبادرة، ومع تقديرنا لجهود قطر وأميرها، فإننا نرى أن الحل هو بإرسال الملف (السوري) إلى مجلس الأمن الدولي، لكونه صاحب الولاية والاختصاص في استصدار قرار حاسم، ويملك القدرة على وقف إزهاق أرواح السوريين، وهذا هو موقف المجلس الوطني السوري». مذكرا بأن «كل مبادرات الجامعة العربية منذ 5 أشهر وحتى الآن لم تغير شيئا على الأرض، لأن سياسة القتل التي ينتهجها الأسد ما زالت مستمرة». وعما إذا كان هذا الاقتراح مجرد مبادرة فردية من أمير قطر، أم أنه نتاج تشاور عربي واسع، أعلن النشار أن «هذا الموضوع مطروح للنقاش، ولكون قطر هي رئيسة لجنة المبادرة العربية فإنها ستطرح هذا الاقتراح على مجلس وزراء الخارجية العرب خلال الساعات المقبلة». كاشفا أن «وفدا من المجلس الوطني سيتوجه غدا أو بعد غد (اليوم أو غدا) إلى القاهرة لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ووزراء الخارجية العرب لبحث هذه المسألة وشرح وجهة نظرنا حيالها». وختم بالقول «نحن إذ نرحب بكل المساعي الخيرة الهادفة إلى وقف القتل، نؤكد أن تجاربنا وخبرتنا بهذا النظام تقول عكس ذلك، وخير مثال بعثة المراقبين التي لم توقف آلة القتل وتقف عاجزة عن مساعدة الشعب السوري الذي يسفك دمه يوميا».

ومن جانبه أكد مؤمن كويفاتية رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية الثورة السورية في مصر تأييد الثورة السورية لمبادرة دولة قطر بإرسال قوات عسكرية عربية إلى سوريا، مطالبا الجامعة العربية بأن ترسل هذه القوات إلى سوريا تحت الغطاء الدولي.

وقال في تصريح له أمس تعقيبا على مبادرة دولة قطر بإرسال قوات عربية لسوريا إن هذه المبادرة طرحت بالتوافق مع دول الخليج العربي الذي نثق به وأعطينا له التأييد الكامل وأكدنا لهم أن المبادرة لن تكتمل فاعليتها إلا تحت الغطاء الدولي، لأن النظام يستقوي بإيران وأدواته الإرهابية.

الغرب يستبعد تبني المشروع الروسي ويرى أنه سيكون كسابقه

استمرار الجدل بين باريس وطهران بشأن شحنات أسلحة إيرانية إلى سوريا

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

اجتمع أعضاء مجلس الأمن أمس لبحث الوضع السوري مع التركيز على النسخة المعدلة لمشروع القرار التي تقترحه روسيا حول سوريا. وأفاد مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية أمس لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده تعتقد أن «التحرك في مجلس الأمن تأخر كثيرا وسننظر إلى المقترحات المطروحة لنتخذ قرارا حولها». إلا أن مصادر دبلوماسية عدة أفادت أمس أن الموقف الأميركي والبريطاني والفرنسي مختلف ومتطور أكثر من الموقف الروسي المبلور في مشروع القرار الذي تم تداوله في نيويورك خلال اليومين الماضيين. ومن غير المرجح أن تقبل واشنطن ولندن وباريس بمشروع القرار الجديد؛ إذ لا يشمل بنودا واضحة حول تداعيات عدم استجابة النظام السوري للدعوات الدولية لوقف العنف وحماية المدنيين. وتشدد الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة على أهمية وضع مشروع قرار يتضمن نتائج ملموسة وعواقب ضد النظام السوري، حتى وإن كانت لا تشمل تحركا عسكريا. والمطلب الرئيسي الغربي حاليا هو أن يكون هناك موقف موحد من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لضرورة إلزام سورية فعليا بحماية المدنيين وعدم الاعتماد فقط على إدانة في البيان، مما جعل مصادر عدة في نيويورك تستبعد تبني المشروع الروسي بشكله الحالي.

وعما إذا كان التحرك في مجلس الأمن سيكون منفصلا عن نتائج التقرير المتوقع أن يصدر يوم الجمعة عن بعثة المراقبين العرب، قال المسؤول الأميركي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعة العربية قامت بدور قيادي في هذا الملف وسننتظر إصدار الملف.. قرارنا سيكون مبنيا على فحوى الملف، ولكن أيضا على عوامل متعددة» على واقع الأرض في سوريا. وأضاف: «المشاورات متواصلة بين لاعبين دوليين عدة والجامعة العربية» حول بعثة المراقبين والموقف من التطورات في سوريا.

ولا تبدو حظوظ مشروع القرار الجديد عن سوريا الذي وزعته البعثة الروسية أول من أمس على أعضاء مجلس الأمن الدولي أكبر من حظوظ المشروع السابق الذي تم تداوله الشهر الماضي وبقيت المناقشات بشأنه عقيمة بسبب البعد الهائل بين ما يقترحه النص وما تريده الدول الغربية. وكما في المرة الأولى، ترى باريس أن النص الروسي غير كاف وأنه «ما زال بعيدا عن الاستجابة لواقع الأمور».

وترى المصادر الفرنسية أن روسيا «ما زالت تناور لكسب الوقت» مثلما دأبت على فعله منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا قبل أكثر من عشرة أشهر؛ حيث تصدت باستمرار لصدور قرار قوي عن مجلس الأمن يدين القمع كما فعلت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما استخدمت حق النقض (مع الصين) لإجهاض مشروع قرار غربي، أو عندما تقدمت في شهر ديسمبر (كانون الأول) بمسودة مشروع طرحتها للتداول لكنها رفضت عمليا إدخال أي تعديل ذي معنى عليها مما أدى عمليا إلى دفنها. وتتوقع باريس أن يكون مصير المشروع الجديد كسابقه، خصوصا إذا استمرت موسكو في تجاهل المطالب الغربية.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن ما تريده باريس من قرار في مجلس الأمن هو ثلاثة أمور: إلزام النظام السوري بوضع حد لقمعه الوحشي، والتمييز بوضوح بين قمع السلطة من جهة، و«تعبير» الشعب السوري عن مطالبته بحقوقه الأساسية، وأخيرا دعم الخطة العربية لوضع حد للأزمة في سوريا. والحال أن العقبة الأساسية تكمن في أن المشروع الروسي الحالي كما الأول «يساوي»، وفق باريس، بين القمع الواسع والمنهجي الذي تلجأ إليه السلطات، وبين ما تعتبره أعمالا دفاعية لحماية المتظاهرين السلميين، وهو ما تلخصه عبارة «إدانة العنف من أي جهة أتى». وتريد باريس أن يتخذ مجلس الأمن موقفا واضحا من التطورات في سوريا «سريعا جدا». وسبق لفرنسا أن اعتبرت أن «صمت المجلس» يساوي «فضيحة لا يمكن السكوت عليها». وأكدت الخارجية أمس أنها «مستمرة» في العمل من أجل أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته.

وبالمقابل، رحبت باريس ببداية التعاون الذي أعلن عنه أول من أمس بين الجامعة العربية والأمم المتحدة في موضوع تدريب وتأهيل المراقبين العرب في سوريا، وهو ما سيتم في مصر. وقال الناطق المساعد باسم الخارجية رومان نادال إن فرنسا «تعرب عن ارتياحها لهذا التعاون» وترى أن عملية التأهيل «يمكن أن توفر المصداقية للمراقبين» الموجودين في سوريا منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي. وسيرفع تقرير إلى اللجنة الوزارية العربية وإلى مجلس الجامعة في الأيام القليلة المقبلة ليقرر المجلس ما ستؤول إليه البعثة.

وتريد باريس، كما أكدت ذلك مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن تقدم أمانة الجامعة تقييما واضحا ودقيقا عن مهمة البعثة وعما حققته. وبحسب هذه المصادر، فإن باريس «لا تريد أن تبقى البعثة العربية كما هي عليه في سوريا إلى الأبد» بالنظر للعوائق الموضوعة أمامها ولعجزها حتى الآن عن القيام بالمهمة المنوطة بها وهي أساسا وقف العنف والتمهيد لتطبيق الخطة العربية. كذلك تحبذ باريس أن يقوم الأمين العام للجامعة نبيل العربي بعرض ما حققته البعثة على أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة خاصة يدعى إليها.

واستمر أمس الجدل بين باريس وطهران بشأن نقل السلاح من إيران إلى سوريا وفق تقرير صادر عن خبراء تابعين للأمم المتحدة ارتكزت عليه الخارجية الفرنسية للتنديد بإيران وبانتهاكاتها قرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي يمنعان نقل السلاح منها وإليها. ورد الناطق باسم الخارجية الإيرانية أمس على الاتهامات الفرنسية معتبرا أنها «لا تستند إلى دليل ولا أساس لها» وواصفا إياها بأنها «مواقف سياسية» تصدر عن بعض الدول الأوروبية وكان مصدرها هذه المرة فرنسا. وحث الناطق باسم الخارجية الإيرانية هذه الجهات على «تجنب» الإدلاء بمثل هذه التصريحات، مشددا على التزام إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.

وأمس تمسكت الخارجية الفرنسية بما صدر عنها، مستندة في ذلك إلى المعلومات الواردة في تقرير لخبراء الأمم المتحدة. لكن لم يعرف بالضبط تاريخ صدور هذا التقرير، علما بأن الإدانة الفرنسية جاءت بعد إدانة مماثلة صدرت عن واشنطن ووفقا لمعلومات أميركية. وذكرت الخارجية الفرنسية بوجود قرار أوروبي يفرض حظرا على نقل السلاح إلى سوريا بقرارين صادرين عن الأمم المتحدة (القرار 1747 والقرار 1929). وينص الأول على حظر تصدير الأسلحة الإيرانية، فيما ينص الثاني على إجراءات إضافية لنقل السلاح إلى طهران.

غير أن الإدانة الفرنسية تذهب أبعد من طهران، وهي تشمل كذلك شحنات الأسلحة الروسية إلى سوريا. وقالت الخارجية أمس إن توفير السلاح لنظام يقوم بالقمع «يشكل صدمة» وهو «موضع إدانة» وهذه الإدانة «تتناول أيضا السلاح الروسي».

وفي الأيام الأخيرة، تم تداول معلومات عن شحنة أسلحة روسية «خطيرة» إلى سوريا نقلت إليها بحرا بعد توقف الباخرة في أحد الموانئ القبرصية. وبعكس إيران، ليس ثمة ما يمنع سوريا من الحصول على أسلحة، ولم يصدر أي قرار من هذا النوع عن مجلس الأمن الدولي.

سوريا: الجميع يعلم أن التغيير قادم.. ولكن كم ستكون تكلفته؟

رجل أعمال ذو علاقات واسعة: الأمن يرى أن الحل هو القتل حتى ينتهي الموضوع ثم انتظار تغير موقف الغرب

جريدة الشرق الاوسط

دمشق: أيان بلاك*

بدا عدنان وزوجته ريما وهما يحتسيان الشاي في مقهى دمشق الذي يمتلئ بدخان الأرجيلة، شخصيتين عاديتين، فقد بدا الزوجان اللذان يوشكان على إكمال عامهما الثلاثين، غير منزعجين في نهاية يوم عمل في واحدة من أكثر المدن توترا في العالم.

لكن كحال الكثير في العاصمة السورية، ليس الأمر كما يبدو للوهلة الأولى، ففي حياتهما الطبيعية هو مهندس برمجيات وهي محامية، لكنهما في الليل ناشطان سريان يساعدان في تنظيم الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

إنه عمل محفوف بالمخاطر. فعلى مدار الأشهر العشرة الماضية، قتل الآلاف من السوريين – ربما ضعف العدد الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة والذي بلغ 5,000 سوري – حيث واصل الأسد حملة قمعية ضارية لم تظهر أي إشارة على الانتهاء، لكن خصومه عازمون بالمثل على مواصلة حملتهم.

لم يتمكن عدنان وريما من العمل أو الاتصال بعائلتيهما، فهما يحملان هوية مزيفة. يغير عدنان من مظهره بصورة منتظمة، فقد حلق للتو لحيته، ومن الواضح أنه عمل مجدٍ، فقد فشل صديق له على طاولة مجاورة في التعرف عليه.

يخضع غالبية أصدقائه للرقابة من الشرطة السرية، فيقول عدنان: «كانت مخيفة، لكننا اعتدنا عليها. لقد دمرت الثورة حاجز الخوف. فقد تعلمنا في المدرسة أن نحب الرئيس – حافظ – أولا، ولم تتحسن الأوضاع بعد أن تولى بشار السلطة. والآن تغير كل شيء. صورة الأسد مشوهة في كل مكان، ونحن على يقين من أننا سنسقط النظام في مرحلة ما».

في الظاهر تبدو دمشق هادئة. ربما تكون خطوط المواجهة الأكثر للثورة هي حمص وحماه وإدلب ودرعا، لكن مظهر «الطبيعية» في العاصمة مخادع فالمؤامرات والخوف والغضب كلها راكدة تحت السطح.

يقول أحد أقطاب المعارضة السورية لصحيفة «الغارديان»: «دمشق محورية لحياة نظام الأسد، فلن يسمحوا بوجود ميدان تحرير آخر هنا، فإذا ما سقطت دمشق سقط الجميع».

تقام المظاهرات الحاشدة التي تنظمها تنسيقيات الثورة السورية كل ليلة في العديد من الأحياء ودائما ما تكون يوم الجمعة، وحتى في المراكز في وضح النهار تستمر المظاهرات البسيطة لبضع دقائق وتختفي قبل أن تتعرض لهجوم من قوات الأمن، وأسوأ منهم الشبيحة الذين يرتدون سراويل الجيش والسترات الجلدية الذين يقفون في التقاطعات والميادين.

المتظاهرون أذكياء، ففي إحدى الحالات قام سائقون متطوعون بعمل ازدحام مروري في كل أنحاء محطة سكة حديد الحجاز القديمة لخلق مساحة يمكن خلالها إقامة مظاهرة قصيرة لكنها تجذب الانتباه.

الإبداع والسرية عاملان غاية في الأهمية بالنسبة للثورة. ففي اليوم الأول من رمضان صدحت مكبرات الصوت التي تم إخفاؤها في ميدان عرنوس منطقة التسوق المزدحمة بأغنية «ارحل، ارحل يا بشار» والتي كتبها وغناها إبراهيم قاشوش الذي قتل في يوليو (تموز) الماضي بعد غنائها في حماه، حيث قطع قاتلوه حنجرته وأزالوا أحباله الصوتية.

وقال أحد قاطني دمشق الذي سمع الأغنية: «في البداية كان الناس خائفين، لكنها عندما عزفت للمرة الثانية شعرنا بالارتياح، وفي المرة الثالثة بدأنا في الضحك».

كانت مكبرات الصوت مثبتة على سقف والمنطقة حولها ممسوحة بالزيت كي يصعب إسكاتها.

كانت هذه التكتيكات فاعلة لكنها خطرة. ففي إحدى المرات قام ناشط بتشغيل شريط لأغنية في تاكسي، لكن السائق اتضح أنه عميل للمخابرات، وقام باعتقاله. جواد خبير الكومبيوتر المشترك في واحدة من هذه المجموعات اعتقل لمدة شهرين وتعرض للضرب في محاولة لإرغامه على البوح بأسماء أصدقائه.

الأعمال السلمية الأخرى، كانت رمزية بشكل مذهل، ففي أغسطس (آب) كانت صبغة حمراء بلون الدم تقطر من نافورة خارج مصرف سوريا المركزي في ميدان سبع بحرات، حيث تقام المظاهرات الصاخبة المؤيدة للأسد. وتم توزيع الشموع التي لفت بقطع من القماش الأسود لإحياء ذكرى غياث مطر، الذي اشتهر بتوزيع الورود على الجنود والذي عذب وقتل في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتقول سلمى، الناشطة الحقوقية: «الناس هنا يجازفون، لكن في إدلب وحمص الوضع يختلف فهي بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت. وهذا ليس صحيحا في دمشق».

بيد أن البعض لا يمكنه تصديق ما يمكنهم القيام به. فيقول بسام، وهو صناعي في العشرينات من العمر، ضاحكا: «انظر إلينا، نستخدم أسماء زائفة ونراوغ الشرطة لتفادي نقاط التفتيش. في المرة الأولى التي شاركت فيها في المظاهرات كانت مخيفة، لكنها الآن مبهجة».

بيد أن أحدا لا يعتقد أن الثورة سيكون لها نهاية سعيدة في أي وقت قريب. فقد اعتبرت كلمة بشار الأسد التي وجهها إلى حشد من مؤيديه بمثابة إعلان حرب. ففي بث حي على شاشة التلفزيون الرسمي للدولة، بدا الحشد كبيرا، لكن التسريبات غير الرسمية للقطة أظهرت عددا لا يتجاوز ألف شخص في الميدان الأموي.

جدير بالذكر أن دمشق تخضع لحصار من الفرقة الرابعة بالجيش السوري التي يرأسها ماهر الأسد، شقيق الرئيس، وتخضع المباني الحكومية للحماية بالحواجز المضادة للانفجارات. أما الطرق القريبة من القصر الرئاسي ووزارة الدفاع فمغلقة. وفي مقر القيادة الأمنية في كفرسوسة يطل الحراس المدججون بالأسلحة الرشاشة من مواقعهم خلف أكياس الرمال.

في هذه المنطقة قبل يومين من الكريسماس (أعياد الميلاد المسيحية)، الذي مر دون فرحة، وقع تفجيران انتحاريان قتل خلالهما 44 شخصا، وألقيت مسؤولية الانفجار (بعد 20 دقيقة من التفجيرين) على «القاعدة» – في محاولة لتأكيد الرواية الرسمية بأن السلطات في سوريا تواجه عصابات إرهابية مسلحة لا مظاهرات شعبية حاشدة باتت حدثا رمزيا للربيع العربي.

وفي السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي ضرب الإرهابيون مرة أخرى، ففي الميدان القريب، معقل المعارضة، كان هناك ما بدا، منذ الوهلة الأولى على الأقل، كتفجير انتحاري، والذي قيل إنه أودى بحياة 26 شخصا، لكن التفاصيل الرئيسة للحادث لا تزال مثيرة للشكوك.

ويقول سكان المنطقة إنهم تعرضوا لحصار غامض من قبل رجال الشرطة في تلك الليلة. وأشار العديد منهم إلى الرد السريع من قبل وسائل الإعلام السورية وخدمات الطوارئ. وتجمع حشد كبير من المتظاهرين على نحو سريع، ليسوا من أهل الحي، يهتفون بشعارات مؤيدة للأسد أمام الصحافيين الذين احتشدوا بالقرب من وزير الإعلام. وتبدو الشكوك بأن الحادث مفتعل أكثر قبولا من كونه عملا مدبرا.

يقول أبو محمد، سائق سيارة أجرة سني، إنه على يقين من ذلك، فيقول: «كان ذلك كله عملا مسرحيا، ومختلقا بأكمله. الهدف من ذلك هو تخويف أهل دمشق»، فيما يرى نادر، صاحب متجر، والذي كان أكثر جرأة أن «الحكومة تعرف أن السوريين لا يثقون بها، لكنهم يعتمدون على خوف الأفراد من كسر حاجز الصمت».

يشير حسن عبد العظيم، رئيس لجنة التنسيق الوطنية المعارضة، الذي عادة ما يتعرض للانتقادات بأنه وثيق الصلة بالنظام عن شكوكه الكبيرة أيضا بشأن الرواية الرسمية.

وفي الحادي عشر من يناير الحالي ترك مقتل مراسل التلفزيون الفرنسي غيلز جاكي بقذيفة هاون، خلال رحلة نظمتها الحكومة إلى حمص أسئلة أكثر حيرة دون إجابة. فهل كانت رسالة تحذير إلى وسائل الإعلام الدولية؟ الغريب بشأن كل هذه الحوادث هو اعتقاد الكثير من السوريين أن النظام سيعمل بهذه الازدواجية المميتة.

فيقول شخصية أخرى مناوئة للأسد: «ما من أحد لديه شك، الناس تعتقد أن النظام يمكن أن يفعل أي شيء، فلا توقفه خطوط حمراء».

يرى مؤيدو الرئيس الأمور من منظور مختلف للغاية. فنظرية المؤامرة الكبرى التي يتحدث عنها النظام، والتي تتآمر فيها الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل ومن يصفونهم بـ«العملاء الرجعيين العرب تقودهم في ذلك قطر»، تذاع بصورة يومية في الإعلام الموالي للدولة. وتعتبر قناة «الدنيا»، المملوكة لشقيق زوجة ماهر الأسد، أكثر المحطات الفضائية شراسة. وعلاوة على سخريتها من قناة «الجزيرة»، اتهمتها بعقد مظاهرات مزيفة في استوديو كبير مشابه للمدن السورية. وقد أشار الرئيس في كلمته إلى 60 محطة تلفزيونية كجزء من هذه المؤامرة الكبيرة. ويبدو أن الأكاذيب الكبيرة مجدية، فيهاجم سائق تاكسي علوي أمير قطر ليؤكد: «لا توجد مظاهرات في سوريا، وإن وجدت فهي من أفراد تلقوا تمويلا وعصابات إرهابية». ولا عجب في أن العديد من السوريين يوبخون الصحافيين الأجانب القليلين الذين يسمح لهم بالدخول إلى البلاد وحثهم «على نقل الحقيقة كما هي».

يزعم الموالون للنظام الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام العالمية بدعم الإصلاح السياسي والحوار مع المعارضة السلمية. هؤلاء الأشخاص مثل بثينة شعبان مستشارة الأسد وجهاد مقدسي مدير الإعلام في وزارة الخارجية الذي يدخل في نقاشات على «تويتر» مع مؤيدي الانتفاضة. فحذر مقدسي من أن «الإطاحة بالرئيس ستجلب أخطارا لا حصر لها».

مع ذلك يؤكد قادة الأمن السوري النافذون، الذين تعذر الوصول إليهم للتعليق، وجود خطر كبير متمثل في المتطرفين السلفيين أو أفراد تنظيم القاعدة وهم نفس «المقاتلين الأجانب» الذين استخدمتهم المخابرات في العبور إلى العراق لمقاومة الأميركيين. وتقدم الصور التي تثير الغثيان والتي يظهر بها جثث مقطوعة الرأس أو مقتلعة العيون كدليل على وحشية هؤلاء الإرهابيين. ولا يزعم مؤيدو المعارضة أن هذه الصور مزيفة، لكنهم يصرون على أن النظام يتحمل المسؤولية كاملة عن العنف الذي تشهده البلاد. وقال رجل أعمال متشائم لكن لديه معارف كثيرون: بالنسبة إلى الأمن السوري فإن الحل الآن هو مواصلة القتل حتى ينتهي الوضع ثم انتظار حدوث بعض التغيير في موقف الغرب.

ويتهم مؤيدو الأسد المعارضة بالسذاجة ونسيان ما حدث في الثمانينيات التي شهدت الاغتيالات والتفجيرات التي نفذها الإخوان المسلمون والتي وصلت إلى الذروة بانتفاضة حماه التي قضى فيها 20 ألف شخص على الأقل على يد القوات التابعة للنظام، لكن هذا كان قبل 30 عاما، فمن الصعب أن يجدي هذا الحل الوحشي الأمني نفعا في عصر «يوتيوب» ومن غير المرجح أن يساعد في قمع الثورة. كذلك تطل الطائفية برأسها في الوقت الذي تحمل فيه المعارضة النظام مسؤولية إثارة التوتر بين العلويين، الذين يسيطرون على قوات الأمن، والأغلبية السنة. ومن السهل القيام بذلك في ظل المناخ العام الحالي. ويحكي مضر، وهو شاب ينتمي إلى العلويين ولديه علاقات مع أطراف رفيعة المستوى، عن ابن عمه الجندي الذي قُتل وتم التمثيل بجثته، ثم يضغط على مقطع مصور لرجل ذي لحية كثة يقطع رأس الضحية وهو يصرخ. وفي منطقة قريبة من الجامع الأموي، قالت امرأة تزور صديقا من المسلمين السنة إنها لم تجرؤ على العودة إلى منزلها بسيارة أجرة لخوفها من الاختطاف على يد سائق سني وتسليمها إلى من يقتلها مقابل المال. وهناك الكثير من المخاوف، ففي الربيع الماضي حثت مجموعة من العلويين البارزين الأسد على الاعتذار عن أعمال القمع وإجراء إصلاحات حقيقية لا شكلية. وحذر أحد القادة المعارضين القدامى قائلا: «يشعر العلويون بأن مصيرهم مرتبط بالأسد وهذا خطر». ومن الواضح أن الضغوط تتزايد، حيث يقال إن رجال الأعمال العلويين يقدمون رشى إلى المخابرات حتى لا يتم استخدام موظفيهم في المظاهرات المؤيدة لنظام الأسد. وحازت فدوى سليمان، وهي ممثلة تنتمي إلى الطائفة العلوية، على الإعجاب عندما أعلنت عن دعمها للثورة، لكنها تعرضت للتشهير من قبل أخيها على شاشة التلفزيون. كذلك يشعر المسيحيون، وهم عادة من مؤيدي النظام، بالقلق، خاصة من مشاركة السلفيين في الثورة وتحرص الكنائس على تأكيد الدعم الشعبي للأسد. ويرى البعض جانبا إيجابيا في الأمر، حيث تم تعيين داود راجح، المسيحي اليوناني الأرثوذكسي، رئيس أركان للجيش ربما في محاولة لضمان دعم المسيحيين.

من المؤشرات الأخرى على زيادة الأزمة السورية تعقيدا عدم قيام الدولة بمهامها على كما ينبغي. ويقول أحد الخبراء: «الانهيار بطيء». ويشعر قادة قوات الأمن بالقلق أيضا بسبب الرشى التي تُطلب في مقابل إطلاق سراح المحتجزين. ويقال إن الثوار اشتروا نصف الأسلحة من أفراد في الجيش، بينما يغض موظفو الجمارك الطرف عن شحنات الأسلحة القادمة من لبنان. وتستمر الشائعات عن تبادل إطلاق النار بين أفراد البوليس السري في عمليات سرية. كذلك يقال إن المسؤولين أتلفوا وثائق تكشف عن أموال جاءت بطريق غير شرعي بمكالمة من القصر الرئاسي. وازدادت أزمة سوريا الاقتصادية سوءا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبات انقطاع التيار الكهربائي لساعات يوميا أمرا معتادا. وتعتمد المتاجر في أكبر شوارع دمشق على مولدات كهرباء على الرصيف. وهناك نقص في البنزين نتيجة زيادة استهلاك قوات الأمن وكذلك زادت أسعار زيت التدفئة والطهي بشكل كبير.

النكتة التي توضح هذا تحكي عن شراء أبو فلان لدجاجة لطهيها على الغداء، فيطلب من زوجته طهيها، لكن تخبره زوجته بعدم وجود غاز، فيقترح وضعها في الميكرويف، فتخبره بانقطاع التيار الكهربائي، وهنا تصيح الدجاجة: «الله، سوريا، بشار وبس».

ولا يختلف الوضع كثيرا عن الوضع في ليبيا قبل إسقاط نظام القذافي وقتله، حيث تنتشر الدعاية بأن الشعب لا يحتاج بعد الله سوى معمر القذافي، فهل يمكن أن يمثل هذا فألا سيئا بالنسبة للأسد. لقد تمت السخرية من الرئيس لثنائه على جودة زيت الزيتون والقمح السوري، في إشارة إلى أوهام النظام عن الاكتفاء الذاتي. مع ذلك يتذمر المواطن العادي، ويبدو وضع الاقتصاد الكلي قاتما، حيث انهارت الاستثمارات الأجنبية والسياحة، فالفنادق شاغرة، وتحظر العقوبات الأميركية تقريبا التعاملات المالية الدولية مع سوريا. كذلك توقفت الأمم المتحدة عن شراء النفط من سوريا. ولم تعد بطاقات الائتمان تستخدم، وقيمة الجنيه السوري في تراجع مستمر. يدرك النظام المخاطر، لكن مساحة المناورات تنحسر شيئا فشيئا، حيث اعترض رجال الأعمال السنة على قراره بحظر استيراد السلع الفاخرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتم التراجع عن القرار منذ بضعة أيام.

من المتوقع أن يؤثر ذلك على صحة المواطنين، حيث زادت إصابتهم بالأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم وأعراض التوتر الأخرى. ويجني الصيادلة الأرباح من بيع العقاقير المضادة للاكتئاب. منذ عامين حظرت الحكومة التدخين، مع ذلك ما زال الدخان يعبق الهيئات الحكومية والمقاهي والمطاعم، وزاد تناول الناس للمشروبات الكحولية. قال أحد الأصدقاء وهو يضحك: «ينصحك الأطباء بمشاهدة بعض الأفلام المصرية السخيفة.. كل شيء ما عدا الأخبار». ويعايش الكثيرون قمع أجهزة الدولة ويصفون تفاصيل عن الخلايا السرية والضرب والتعذيب. وبات من المعروف تعاون مستشاري الأمن الإيرانيين بخبرتهم الخبيثة في مراقبة الاتصالات وشرطة مكافحة الشغب. وتبدو دمشق مثل طهران عام 2009 خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئيسية المطعون على نزاهتها. وقال خبير الاقتصاد راجا عبد الكريم: «ليس لدى من يتم اعتقالهم حساب على موقع فيس بوك. إنهم لا يهتمون بالممثلين والصحافيين والكتاب. إن تأثير صور المظاهرات والقتل أكبر من أي تعليق من أي شخص مثلي». وبكى أبو أحمد، وهو رجل في منتصف العمر فصل من وظيفته الحكومية وهو يروي أنه كان في جنازة مع زوجته وأبنائه في الميدان الذي شهد انفجارين انتحاريين عندما بدأ الشبيحة في إطلاق النار.

لا ينقل إعلام الدولة إلا أخبارا عن «شهداء» أفراد الأمن أو مؤيدي النظام، بينما يتم تسليم الجثث إلى الأهالي وعليها آثار التعذيب بوضوح. وكتبت رزان غزاوي على موقع «تويتر»: «ربما يعد أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبه النظام ضد الشعب السوري هو عدم منحهم الوقت الكافي للحداد على كل شهيد والحزن عليه».

ولا يشعر معارضون للأسد بارتياح من اتجاه الثورة التي بدأت سلمية نحو طريق الثورة المسلحة. من المتوقع أن تزداد وتيرة العنف في ظل تزايد عدد أفراد الجيش السوري الحر، الذي يتكون من ضباط منشقين عن الجيش السوري. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: «إذا استمر إطلاق النار على الناس لأشهر، لا تفاجأ إذا بدأوا يردون بإطلاق النيران».

بوجه عام، تبدو الانشقاقات في سوريا في ازدياد. ويقول بدر، المعلم: «خلال الأشهر العشرة الأخيرة، اتخذ الملايين موقفا وسطا، لكن الأسد لا يترك لنا خيارا». وهناك نكتة أخرى عن مواطنين منعوا من ارتداء ملابس رمادية اللون، بل فقط الملابس السوداء أو البيضاء. لا يمكن لأحد أن يتوقع إلى متى ستستمر الانتفاضة.

من جانب المعارضة، تخفت قوة التفاؤل بإدراكهم أن ميزان القوى ليس في صالحهم على المدى القصير، ومن غير المرجح أن يتغير سريعا إلا إذا حدث تدخل عسكري أجنبي مثلما حدث في ليبيا وهو ما يستبعده الكثيرون. وكتب أحد مؤيدي الثورة على «تويتر»: «مستقبلنا في أيدينا وإلا فلن يكون لنا أي مستقبل».

قال لؤي حسين، وهو كاتب مستقل ومفكر ينتمي للطائفة العلوية: «لقد وصلت الأزمة إلى طريق مسدود، فكل المؤشرات تتجه نحو نشوب حرب أهلية نهايتها مفتوحة. ما زال الأسد يحظى بقدر كبير من الدعم. إن الأمر لا يتعلق فقط بالقمع».

ويتبنى الخبير الاقتصادي عبد الكريم رؤية، حيث يقول: «لا يساورني أي شك في سقوط النظام. وتكمن المشكلة في أنه كلما طالت مدة بقائه، زادت قوة الإسلاميين. سوف يحصل هؤلاء الذين يدعمون العنف على الأرضية. إنها مسألة وقت وتكلفة، إن الوقت يقل، لكن الثمن يرتفع».

وتتفق منى غانم من «حركة بناء الدولة السورية»، وهي واحدة من المؤسسات القليلة التي لا تهدف للربح، تماما مع هذا التحليل المتشائم. وتقول: «نحن سعداء بالتغيير، حيث كنا نعتقد أن التغيير لن يأتي أبدا إلى سوريا. مع ذلك نخشى من ثمنه».

* بالاتفاق مع «الغارديان» البريطانية

روايات المنشقين تسلط الضوء على تفاصيل التوتر الداخلي بسوريا

مسؤول عسكري إسرائيلي: انهيار النظام قادم لا محالة.. وقلقون من المخزون الهائل للأسلحة الكيماوية والبيولوجية

جريدة الشرق الاوسط

بينما تسارع مسلسل الانشقاقات في سوريا في الأيام الأخيرة من قبل مسؤولين وعلماء، إضافة إلى انشقاقات الجيش، بدأت صورة الداخل السوري بما في ذلك التصدع داخل النظام والأساليب المستخدمة في الحرب الدعائية تظهر للعالم الخارجي من خلال تصريحات المنشقين وتقارير بعض المراسلين الغربيين الذين سمح لهم بالدخول والمعارضة السورية.

فبعد الجدل والأخذ والرد عقب تصريحات المراقب الجزائري الذي كان ضمن بعثة الجامعة العربية، والذي أعلن انسحابه من المهمة احتجاجا على ما يراه في الداخل، أكد إبراهيم سليمان، عضو مجلس الشورى السعودي والذي كان أحد المراقبين لـ«الشرق الأوسط»، صعوبة الوضع الإنساني ووجود نحو 1500 من المفقودين والسجناء في حماه. بينما عكست تصريحات الشيخ نواف البشير، شيخ قبائل البكارة، لـ«الشرق الأوسط»، أساليب الحرب الدعائية من خلال ما قاله من أنه أجبر على إجراء مقابلة مع الفضائية السورية والمسدس مصوب إلى رأسه، متوقعا أن يفر 70 في المائة من الشعب السوري إذا أقيمت منطقة عازلة.

وتكمل هذه التصريحات الصورة التي قدمها مدير إعلام مفتي سوريا، الشيخ عبد الجليل السعيد، لـ«الشرق الأوسط» الأحد الماضي من إسطنبول، عن أن عشرات العلماء انشقوا، وأن هناك الكثيرين الذين يريدون الفرار لكنهم يحتاجون إلى تأمين عائلاتهم. وفي الاتجاه نفسه، أعطى الشيخ أنس السويد، أبرز شيوخ باب السباع، هو أيضا صورة عن الداخل والكيفية التي يفكر بها النظام، من خلال كشفه أسرار 3 لقاءات جرت بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، أحدها شارك فيه علماء حمص وكان فيه الرئيس يبدي استغرابه من كل ما ذكروه له عن ممارسات الشبيحة والأمن.

وتكمل الصورة التقارير الإخبارية التي تتحدث عن هدوء مصطنع في دمشق، بينما هي تموج من تحت السطح بنشاط النشطاء الذي يبتكرون أساليب الاحتجاجات، ويسود الخوف من المستقبل والتكلفة التي سيتطلبها التغيير مع تواصل حملة القمع وإصرار المحتجين على مواصلة احتجاجاتهم بعدما انكسر حاجز الخوف.

وقبل تقديم تقرير المراقبين العرب والمناورات في مجلس الأمن، كان لافتا أمس ما أعلنه مسؤول عسكري إسرائيلي من أن إسرائيل قلقة جدا مما قد يؤول إليه «مخزون الأسلحة» الكيماوية والبيولوجية في سوريا في حال انهيار نظام الرئيس بشار الأسد الذي تعتبر أنه قادم لا محالة. وقال الجنرال أمير اشيل، قائد فوج التخطيط في الجيش الإسرائيلي، إن «المخزون الهائل للأسلحة الكيماوية والبيولوجية، ومعظمها من شرق أوروبا، يثير قلقنا مباشرة»، موضحا أن «السؤال هو متى (يسقط نظام الأسد) وليس إذا سقط». وأوضح «إنه قلق كبير لأنني لا أعلم من سيسيطر على الأسلحة غداة (سقوط الأسد)»، مضيفا «ما هو الجزء الذي سينقل إلى حزب الله وإلى الفصائل السورية؟».

كتائب الأسد تقصف حمص براجمات الصواريخ والغرب ينتقد المشروع الروسي إلى مجلس الأمن

“الجيش السوري الحر”: العرب فشلوا ويجب تحويل الملف إلى مجلس الأمن

طالب “الجيش السوري الحر” الذي يعتبر الجناح العسكري للمعارضة، بتحويل ملف الأزمة في سوريا إلى مجلس الأمن لأن بعثة المراقبين العرب فشلت في الحد من حملات القتل التي تمارسها قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين المطالبين بإسقاطه.

وفي انتظار ما سيسفر عنه اجتماعا اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ووزراء الخارجية العرب يومي السبت والأحد المقبلين حين يعرض تقرير بعثة المراقبين العرب بعد شهر من توقيع البروتوكول بين جامعة الدول العربية وسلطات دمشق، تستمر حمامات الدم التي تمطر بها القوات السورية المدن المنتفضة ضد نظام الأسد حيث استعملت أمس راجمات الصواريخ لقصف بيوت المدنيين العزل في مناطق من حمص والبياضة والقصير.

دولياً ندد الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس بحملة القمع السورية المستمرة ضد التظاهرات الاحتجاجية، واصفاً إياها بأنها “غير مقبولة”، مؤكداً زيادة الضغوط الدولية على نظام الأسد لحمله على التنحي.

وفيما اعتبرت واشنطن أنه يستدعي “المزيد من الجهود” للتوصل الى نص يدين نظام الاسد، انتقدت فرنسا وألمانيا وبريطانيا أمس مشروع القرار الروسي الجديد الذي قدمته موسكو إلى مجلس الأمن أول من أمس بشأن سوريا لأنه “بعيد جداً من الواقع” كما قالت باريس، و”لا يصل إلى حيث يجب أن يصل” كما عبرت برلين، اما لندن فأظهرت عدم تفاؤلها بسبب الفيتو الروسي الصيني الذي منع صدور أي قرار عن مجلس الأمن لإدانة عنف النظام السوري كان ينبغي أن يصدر منذ زمن بعيد.

قائد “الجيش السوري الحر” رياض الأسعد أعلن في مقابلة من مقره في تركيا أن “لجنة المراقبين فشلت في مهمتها”، مضيفاً “ومع اننا نحترم ونقدر عمل الإخوة العرب.. ولكنهم غير قادرين على ضبط الأمور أو مقاومة النظام” السوري، وأوضح أنه “لهذا نطلب تحويل الملف إلى مجلس الأمن الدولي، ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لأنه أجدر من الإخوة العرب بحماية السوريين خلال هذه المرحلة”.

غربياً ندد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال استقباله العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في المكتب البيضاوي في البيت الابيض أمس، باستمرار “مستويات غير مقبولة من العنف” في سوريا.

وقال اوباما امام الصحافيين في ختام لقائه مع العاهل الاردني “نواصل رؤية مستويات غير مقبولة من العنف داخل هذا البلد”، كما اشاد اوباما بالعاهل الاردني مذكرا بأنه كان الزعيم العربي الاول الذي يدعو الرئيس السوري الى التنحي عن السلطة. وقال “اريد ان اشكره لأنه كان حازما” في هذا الملف.

وأضاف اوباما ان بلاده ستواصل مشاوراتها الوثيقة مع الاردن لدفع النظام السوري الحالي الى التنحي “بما يسمح بقيام مرحلة انتقالية في سوريا وعملية اكثر ديموقراطية”.

كذلك اعتبرت الولايات المتحدة أمس ان مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا الذي وزع امس في الامم المتحدة يستدعي “المزيد من الجهود” للتوصل الى نص يدين نظام الاسد.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر بشأن مشروع القرار الروسي “من الواضح انه يتعين بذل المزيد من الجهود وفقا لما رأيناه حتى الآن”. وأضاف “سنعمل بهدف التوصل الى قرار يلقي المسؤولية على نظام الاسد، ويدعم بالتأكيد جهود جامعة الدول العربية ايضا”. واضاف “اننا مسرورون لأن الروس ابدوا رغبتهم في بحث ذلك، والعمل معنا”.

واعتبرت فرنسا أمس ان مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الامن حول سوريا “بعيد جدا عن الاستجابة لحقيقة الوضع” القائم في هذا البلد، على ما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة رومان نادال غداة توزيع موسكو مشروع قرارها الجديد حول سوريا في الامم المتحدة، ان مشروع القرار الجديد “يبقى بعيداً جداً عن الاستجابة لحقيقة الوضع في سوريا”.

واضاف نادال ان فرنسا تريد من مجلس الامن “ان يفرض على النظام وقف قمعه الشديد، والتمييز بوضوح بين هذا القمع وحق الشعب السوري في التعبير عن حقوقه الاساسية، ودعم خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة”.

وقال ان “على مجلس الامن الاسراع في اتخاذ موقف وسنعمل على ذلك بشكل مكثف مع شركائنا في نيويورك”.

وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان “مشروع القرار الروسي الجديد لا يصل الى حيث يجب ان يصل، الا انني ارحب بحصول بداية تغيير ولو بسيط لبعض شركائنا مثل روسيا في مواقفهم”. وأضاف الوزير في تصريح صحافي “المهم بنظرنا هو ادانة واضحة وغير مبهمة من قبل مجلس الامن للعنف الذي يقوم به نظام بشار الاسد. وسنواصل الضغط بهذا الاتجاه”.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس انه كان على مجلس الامن الدولي ان يصدر قرارا حول سوريا منذ زمن طويل. وأضاف امام النواب “اعتقد انه كان على مجلس الامن الدولي ان يتخذ قرارا بشأن سوريا منذ زمن”، مضيفا “عندما حاولنا في الرابع من تشرين الاول (اكتوبر الماضي)، اصطدم قرارنا بفيتو روسي وصيني. لست متفائلا ازاء تطور موقف روسيا في الوقت الحالي”، وتابع “لكننا سنواصل نقاشاتنا مع روسيا، واعتقد انه في حال توجهت الجامعة مباشرة الى مجلس الامن سيساعد ذلك”.

وقال ديبلوماسي في نيويورك ان مشروع القرار الجديد هو “مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الاعضاء الاخرون للمجلس” من دون تغيير في الجوهر.

ولكن أشارت روسيا أمس إلى أنها لن تقدم تنازلات كبيرة بشأن مسودة قرار لمجلس الأمن طرحتها وتهدف لإنهاء العنف في سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن التعديلات الغربية المقترحة على مسودة القرار التي طرحتها روسيا في 15 كانون الأول (ديسمبر) الماضي “أضعفت جوهر” المسودة حيث تزيل نصاً يؤكد على سيادة سوريا ومبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأضاف في مؤتمر صحافي “حذف شركاؤنا الغربيون تلك الفقرات الأهم بكل بساطة. لا يمكن أن نقبل هذا النهج”. وتابع “سيكون من الخطأ القول إن السلطات السورية فقط هي المسؤولة عن كل شيء”. وأضاف أن روسيا في الوقت نفسه “لا تغلق الباب أمام المفاوضات بشأن المسودة. نحن مستعدون لبحث كل التساؤلات مع شركائنا الغربيين.”

وإلى جانب التأكيد على معارضة موسكو لأي تدخل بدعم غربي في سوريا على غرار حملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا حذر جاتيلوف أيضا من المشاركة العربية مثلما اقترحت قطر. وقال إن اي شخص يفكر في إرسال قوات ينبغي أن “يفكر ملياً في ما يمكن أن يؤدي إليه استخدام قوات من الخارج.. عربية أو غيرها”.

وأضاف “لا أعتقد أن هذا سيؤدي إلى أي شيء طيب، وبالتأكيد لن يؤدي إلى حل المشكلات القائمة”.

عربياً، قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني أمس ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري في القاهرة لبحث تقرير بعثة المراقبين الى سوريا الذي سيحدد كيفية متابعة عمل الجامعة العربية.

وأوضح عثماني أن “منسق وفد المراقبين العرب الى سوريا سيقدم في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة تقريراً مفصلاً. وستقرر كل الدول العربية المجتمعة بشأن متابعة هذه المهمة والشكل الذي ستتخذه”.

وهذا اللقاء لوزراء الخارجية العرب سيسبقه السبت اجتماع اللجنة الوزارية العربية حيث قد تتم دراسة فكرة ارسال قوات عربية الى سوريا في محاولة لاحتواء العنف.

واضاف وزير الخارجية المغربي الجديد “لا احد يريد ان يستمر الشعب السوري في دفع ثمن ذلك من دمه(..)، لكن الامر ليس سهلا”. وقال “سنرى كيف سيعرض المنسق الامور. سيكون لكل دولة عربية بما فيها المغرب الذي يشارك بمراقبين اثنين، تقرير من ممثليه”.

وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب عن تأييده إرسال قوات عربية لوقف العنف في سوريا، لكن الاقتراح رفضته سلطات دمشق مستبقة اي نقاش محتمل داخل الجامعة العربية حول ارسال قوات عربية الى اراضيها لوقف اعمال العنف، معلنة رفضها “القاطع” للفكرة، ومعتبرة انها “تفتح الباب امام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية”.

وجاء الرد السوري على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين اعتبر فيه أن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”، ولكنها تقبل تمديد مهمة المراقبين من غير تغيير في شروط عملهم.

وفي سوريا الآن نحو 160 مراقبا عربيا يعملون منذ 26 كانون الاول (ديسمبر) للسهر على تطبيق خطة خروج من الازمة في هذا البلد، لكن عدداً منهم اصيب بالرصاص كما غادر اثنان تعبيراً عن احتجاجهما.

وأكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا السفير عدنان عيسى الخضير أن الجامعة العربية قررت إرسال 10 مراقبين جدد إلى سوريا غداً الخميس من ثلاث دول عربية هي المملكة العربية السعودية ومصر والصومال.

ودانت طهران أمس ما أسمته تدخلاً خارجياً في شؤون سوريا، وأشادت بالإصلاحات التي تعهد بإجرائها الرئيس السوري باعتبار انها ستساعد في حل المشكلات. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست “نحن نعارض قطعياً التدخل في شؤون دول أخرى. نعتقد أنه لا يحل المشكلات بل يزيدها تعقيدا”.

وفي القاهرة، ناشدت وزارة الخارجية المصرية “المواطنين المصريين عدم محاولة دخول الأراضي السورية بشكل غير شرعي حتى لا يتعرضوا للاحتجاز من جانب السلطات السورية”.

وقال نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية وإرشادات السفر السفير طارق أبو سنة في سفارة مصر في دمشق أمس: “لاحظت تزايداً في أعداد المصريين الذين يدخلون سوريا بطريقة غير شرعية خاصة عبر الحدود مع لبنان والأردن مما يعرضهم للاحتجاز من جانب جهات الأمن السورية”.

ميدانياً، قال الناشط السوري عثمان الحمصي إن القوات السورية تقصف منازل المدنيين براجمات الصواريخ حيث تسقط القذائف على المواطنين في كل من أحياء باب عمرو والقصير والبياضة والخالدية”.

وأضاف الحمصي في تصريح خاص لقناة “الجزيرة” الفضائية مساء أمس، إن “السلطات السورية مستمرة في سياسة التصعيد ضد الشعب السوري المسالم من خلال استهداف قوات الأمن للمارة، موضحا أن القوات السورية تطلق النار بكثافة على الأحياء التي تخرج فيها تظاهرات.

وأعلنت “لجان التنسيق المحلية” في موقعها على الإنترنت أمس ارتفاع عدد الذين سقطوا برصاص قوات النظام السوري إلى 34 شهيداً، بينهم اربع جنود منشقين منهم عقيد وسيدتان وشاب معاق وطفلان، وتسعة عشر شهيدا في حمص، سبعة في ادلب، شهيدان في كل من حماه وريف دمشق قطنا ومضايا، وشهيد في كل من خان شيخون في ادلب ودرعا.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان”: “استشهد ثمانية مواطنين على الاقل اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب – حلب”. ولم يرد في بيان المرصد اي تفاصيل حول ملابسات الحادث او عن مرتكبيه.

وفي المنطقة نفسها، اضاف المرصد “استشهد ناشط في مدينة خان شيخون اثر اصابته برصاص قناصة عندما كان يقف امام احد المتاجر”.

وفي حمص (وسط)، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الاسد، اكد المصدر ان ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في مدينة حمص “واطلقت النار بشكل عشوائي مما ادى الى استشهاد مواطن واصابة تسعة اخرين في حي الخالدية”. أضاف “كما استشهد مواطن على الاقل في حي البياضة اثر اطلاق النار والقصف”.

واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” في بيان انه “علم من محامي الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان السلطات السورية افرجت عن طيارة(…) وانه تحدث معه هاتفيا ليتأكد من خبر الافراج عنه”.

وذكر المرصد ان طيارة (66 عاما) “اعتقل في مدينة حمص في 12 ايار (مايو الماضي) اثر تصريحات ادلى بها الى وسائل الاعلام وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة الى ان اخلي سبيله في 31 اب (اغسطس الماضي) ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية”.

وطيارة معتقل سياسي سابق ولعب دورا بارزا في الحركة المطالبة بالحريات السياسية المعروفة باسم “ربيع دمشق” التي سحقت عام 2001 بعد عام من تولي الأسد الرئاسة خلفا لوالده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

وطالب المرصد الذي هنأ طيارة بخروجه الى الحرية السلطات “بالافراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية”.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” ان “ضابطاً و5 عناصر استشهدوا بقذائف صاروخية أطلقتها مجموعة إرهابية مسلحة على حاجز لقوات حفظ النظام قرب بلدة صحنايا بريف دمشق”. وأضافت أن “7 عناصر أصيبوا بجروح نتيجة الإعتداء الإرهابي”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “لجان التنسيق المحلية”)

دمشق: دعوة أمير قطر الى إرسال قوات عربية تفتح الباب أمام التدخل الخارجي

ملك الأردن يستبعد تغييراً في الوضع السوري ما لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر

استبعد الملك الأردني عبد الله الثاني تغييرا في الوضع السوري الراهن إلا في حال تدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر. فيما رفضت دمشق الدعوات التي اطلقتها قطر بشان ارسال قوات عربية لوقف اعمال العنف واعتبرت ان ذلك يفتح الباب امام التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

وقال العاهل الأردني، الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية نشرت أمس: “سنبقى نشاهد العنف والتظاهرات والنزاع في سوريا حالياً. لا أرى أي شيء سيغّير ما نراه منذ شهرين إلا في حال تغيّر الوضع بشكل غير متوقع حيث يتدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر”.

أضاف إن الأردن يدعم إجماعاً عربياً، “لكننا في الوقت عينه نقول دائماً إن لدينا سياسة عدم التدخل”.

الى ذلك، افادت صحيفة “فايننشال تايمز” أمس بأن بعض المراقبين يعتقدون أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تخلى عن الجامعة العربية بشأن سوريا، ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى قد تشمل دعم “الجيش السوري الحر” الذي يقاتل قوات النظام.

وقالت الصحيفة إن مثل هذا التحرك سيكون تكراراً لاستراتيجية قطر في ليبيا، حيث قدمت الدوحة الدعم الدعم المالي والعسكري للثوار، لكن الرهان في سوريا هو أعلى بكثير، كما أن انتهاج الدوحة استراتيجية شاملة حولها هو أخطر بكثير أيضاً.

واضافت أن التصريحات الأخيرة لأمير قطر حول نشر قوات عربية في سوريا ربما قصد من ورائها اثارة الجدل حول التدخل العسكري، المستبعد حالياً بالغرب وضمن العالم العربي نفسه، على الرغم من معرفة الجميع بأنه يمكن أن يصبح حتمياً بنهاية المطاف.

وكان امير قطر الشيخ اعرب السبت الماضي عن تأييده ارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وفي دمشق، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله إن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شانها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”.

أضاف المصدر السوري: “ان الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت اي مسمى كان وسيتصدى لاي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة اراضيها”.

ولفت المصدر الى انه “سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة لاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم.. ان سوريا التي في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فانها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا”.

كما دعا الجامعة الى “المساعدة فى منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة الى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا”.

(يو بي أي، أ ف ب)

منتجع الزبداني معقل لمعارضي الأسد

يطوف مسلحون ملثمون شوارع تكسوها مياه الامطار في بلدة الزبداني التي كانت منتجعا للاسترخاء وتحولت إلى مركز للانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وسيطر معارضو الاسد على الزبداني التي تقع على سفح تل على الحدود السورية اللبنانية، ويقولون إنهم يقاتلون ضد قمع الحكومة لاحتجاجات خرجت منذ عشرة أشهر للمطالبة بإنهاء حكم عائلة الاسد الممتد منذ 42 عاما.

وتصور لقطات فيديو صورها هواة وحصلت عليها “رويترز” حياة المسلحين وسكان البلدة التي يعيش فيها 40 ألفا قبل ان تهاجم قوات تدعمها الدبابات الزبداني يوم الجمعة ما أسفر عن إصابة نحو 40 شخصا لكن الهجوم فشل في استعادة السيطرة على البلدة.

وقال معارض ملثم كان يعلق رشاشا نصف آلي على كتفه “لن نسمح لهم إن شاء الله بدخول هذه البلدة. لن يدخلوا إن شاء الله طالما بقينا على قيد الحياة”. أضاف بينما كان مقاتلون يصوبون أسلحتهم من فوق أسطح المنازل ويراقبون المنازل المنتشرة بين التلال التي يعلوها الجليد: “كل يوم تخرج جنازة.. وكل يوم تطلق دباباتهم النار علينا”.

وتلقي حركة تمرد ناشئة تضم متمردين مسلحين ومنشقين عن الجيش يطلقون على أنفسهم اسم الجيش السوري الحر بظلالها على الاحتجاجات السورية التي كانت سلمية في أول المطاف.

ويقول سكان في الزبداني إنهم يتعرضون لهجمات في الليل من الجيش. وتظهر اللقطات ومضات ضوئية كما يمكن سماع أصوات انفجارات.

وكان هجوم الجمعة الماضي على الزبداني هو الاكبر ضد معارضي الاسد منذ وصول بعثة مراقبين تابعة لجامعة الدول العربية إلى سوريا لمراقبة اتفاق سلام يقول منتقدون إنه فشل في انهاء العنف.

وأوقف الجيش العمليات الاحد الماضي أثناء زيارة قصيرة قام بها المراقبون للبلدة. وقال نشطاء إن نحو 200 أسرة فرت من البلدة منذ ذلك الحين بعد قصف مستمر من 50 دبابة قالوا إنها شاركت في الهجوم.

وكانت الزبداني منتجعا صيفيا يقصده سكان العاصمة هربا من الحر الشديد وطلبا لعطلة أسبوعية في أجواء ألطف بالبلدة الريفية الواقعة على بعد 30 كيلومترا فقط عن دمشق. ويقصد سائحون خليجيون أثرياء البلدة للاسترخاء في فيلاتهم في أيام العطلات.

لكن أضرارا لحقت ببعض منازل البلدة كما انهارت منها اجزاء وسويت بالارض.

وقال نشط وهو يشير إلى درج منهار في أحد المنازل: “لدينا خمس نساء في المستشفى وفي وحدة العناية المركزة بسبب نيران الصواريخ هنا. أين مراقبي الجامعة العربية؟”.

ويظهر المقاتلون الملثمون في الزبداني والذين تصدوا لهجوم أولي للجيش وساعدهم في ذلك برودة الطقس في اللقطات وهم يقومون بدوريات في الشوارع الخالية بالبلدة ويتبادلون الحديث مع سائقي سيارات قليلة مرت بجانبهم.

وجاب مسلحون آخرون من الجيش السوري الحر شوارع البلدة وقاموا بتشغيل أغان احتجاجية في مكبرات صوت من سياراتهم وكانوا يتحدثون مع بعضهم البعض من خلال اللاسلكي.

وأوقف مسلح آخر سيارته للكتابة فوق عبارات موالية للاسد كتبت على جدار. وهز المسلح علبة طلاء في يده وغير الشعار المكتوب ليصبح “بشار إرحل”.

وأظهرت اللقطات سكانا في الزبداني يتفاخرون بانتفاضتهم ويلونون الجدران بألوان علم الاستقلال السوري ويعلقون لافتات تحمل رسالة واضحة للاسد تقول “ارحل”.

وتوقع البعض هجوما قويا من قبل الجيش على الزبداني.

ووقفت ناشطة شابة في شرفتها وأشارت إلى تلال يعلوها الجليد وتؤدي إلى دمشق وقالت: “إنهم بحاجة إلى 30 دقيقة ليأتوا إلى هنا وإذا رصدهم الشبان قادمين سيطلقون الالعاب النارية وسنعرف بالامر على الفور”.

(رويترز)

عضو “الوطني السوري”: عنف النظام طوال الأشهر الماضية أدّى إلى الدفاع عن النفس

رأت عضو “المجلس الوطني السوري” ريما فليحان أنّ “النظام السوري مضطر للاعتراف بوجود “الجيش السوري الحر” و”الثورة السورية”، مشيرة الى أن “مدينة الزبداني تتعرض للقصف منذ اكثر من ثلاثة ايام، وقد دافع “الجيش الحر” واهلها عن المنطقة ما إضطر الجيش للانسحاب”، معتبرةً أن “العنف الذي مارسه النظام طوال الأشهر الماضية واستخدام القوة المفرط ادى إلى خلق آليات الدفاع عن النفس من بعض الجنود المنشقين انطلاقاً من مبدأ الدفاع عن النفس وهذا ما حصل في الزبداني”.

فليحان، وفي حديث لقناة “العربية”، أكّدت أنّ “النظام لا يؤمن له جانب فهو شرس ولا يتوانى عن قتل المدنيين طوال العشرة اشهر الماضية، وهو لم يقدم على أي تصرف حكيم أو يعبر عن طيب نوايا وهو من الممكن أن يقوم بمثل هذه العملية ليس فقط في الزبداني بل في كل سوريا حيث القوات العسكرية تتحرك في أي مكان وتقصف أي مكان ينادي باسقاط النظام”.

وإذ لفتت إلى أنّ “الشارع السوري يشعر بخيبة امل وفقدان الثقة بالمجتمع الدولي و”جامعة الدول العربيّة” وكل الناس”، قالت فليحان: “يبدو أنّ على السوريين الاستمرار بثورتهم واجبار العالم على الوقوف إلى جانبهم، ولا اعرف لماذا يدفع العالم الشعب السوري إلى الهاوية ولماذا كل هذا التكتم والسكوت عن جرائم النظام”.

فليحان التي اعتبرت أنّ “الموقف قابل للتغيير”، أشارت إلى أنّه “عندما يتحدّث الروس عن ان النظام السوري خط أحمر وأن التدخل الدولي ممنوع في سوريا فيجب عليهم هنا أن يمنعوا التدخل الإيراني في الشأن السوري من دعم وشحنات الأسلحة من ايران”، وأضافت: “في حين أنّ تدخّل الأمم المتحدة ومجلس الامن هو إحقاق للحق وهو حق مشروع لشعب يتعرض لكل تلك المذابح”، ودعت إلى صدور “قرار بحماية المدنيين واحالة الملف السوري على المحكمة الجنائيّة وادانة النظام”.

(رصد NOW Lebanon)

الليرة السورية تفقّد 51 بالمئة من قيمتها نتيجة الأزمة في البلاد

ذكرت وكالة “فرانس برس” أن “الليرة السورية فقدت نحو 51 بالمئة من قيمتها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف آذار الماضي”، لافتة إلى ان “سعر قيمة الليرة السورية التداولية بلغت الأربعاء في السوق الموازية مقابل الدولار الاميركي 71 ليرة سورية، ما يفاقم الصعوبات الاقتصادية في البلاد”.

وأضافت الوكالة أن “سعر صرف الليرة السورية بقي مستقراً مقابل الدولار بسعر 46 ليرة منذ 2006 لغاية آذار 2011، ثم تراوح صرفها في تموز بين 58 و 60 ليرة، قبل الهبوط خلال الأسبوعين الماضيين، ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق”.

(أ.ف.ب.)

أشكال مبتكرة لمعاقبة العصاة بسوريا

الجزيرة نت-خاص

لا تقتصر الانتهاكات على البشر فحسب بل تتجاوزهم لتشمل الحجر والشجر أيضا، فمعارضو النظام السوري تنالهم شتى أساليب الضغط والانتقام لإجبارهم على التراجع عن مواقفهم، ويتكتم كثير منهم عن حوادث وانتهاكات لحقت بهم جراء مواقفهم السياسية خوفا من جرعات أقوى من الانتقام.

لكن المحامي والناشط الحقوقي عبد الله الخليل رفع صوته مطلقا نداءً لحماية أشجار الزيتون في مزرعته إثر تلقيه تهديدات باقتلاعها، بعد أن هُدم منزله قبل عشرين يوما أثناء وجوده رهن الاعتقال.

وقد أعلن الخليل، الذي كان رشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية عام 2007 وتولى الدفاع عن معتقلي محافظته الرقة دون مقابل، بوضوح عن مواقفه المؤيدة للثورة.

وذكر أن منزله هدم بالجرافات دون أي سابق إنذار أو إبلاغ حين كان يقبع في المعتقل، واعتبر ذلك محاولة بائسة لكسر الإرادة، وهو في نظره لا يمت لسلوك الدولة بصلة وإنما ينم عن شريعة الغاب السائدة، وفق تعبيره.

وأضاف أنه تلقى مؤخرا رسائل صريحة تطالبه بالكف عن مساندة المعتقلين والدفاع عنهم، إلى أن وصل الأمر إلى إبلاغه عن طريق موظفين في هيئة الزراعة أن محافظ الرقة عدنان السخني ينوي اقتلاع أشجار الزيتون في مزرعته.

وتحدث الخليل عن إشكالية في استملاك الأراضي بتلك المحافظة منذ أيام العثمانيين ولم يتم حل المشكلة قانونيا حتى الآن، وهذا الوضع يشمل الآلاف من الأهالي، ومزرعته ليست استثناء، مشيرا إلى أن السلطات اتخذت ذلك ذريعة للضغط عليه بسبب موقفه من الثورة.

وبيّن أن أشجار الزيتون المهددة بالاقتلاع في طور الإنتاج الكامل وقد تجاوز عمرها 15 عاما، قائلا “لا توجد شجرة إلا وقد مررت بيدي عليها، إنها عزيزة عليّ وقيمتها لا تقدر”.

وناشد الحقوقيين في العالم من أجل ثني محافظ الرقة عن عزمه اقتلاع الأشجار، معتبرا أن قطع تلك الأشجار لا يقل ضررا عن قتل الإنسان.

قررت حنان لحام الالتزام بإضراب الكرامة وأعلنت إيقاف الدوام في إشعار أرسلته إلى الأولياء مع تعهد بتدارك الدروس

المدرسة

“نادي الطفولة” هو الاسم الذي تحمله مدرسة ابتدائية خاصة أسستها المفكرة حنان لحام وكانت تشرف عليها إلى وقت قريب.

ولأن المدرسة، في نظرها، يجب أن تعلم تلاميذها دروسا عملية وواقعية في الحياة ولا تكتفي بالكلام النظري، اتخذت لحام قرار الالتزام بإضراب الكرامة، وأعلنت إيقاف الدوام في إشعار أرسلته إلى الأولياء مع تعهد بتدارك الدروس.

وحيال هذه الخطوة، أقدمت السلطات على وضع يدها على المدرسة والاستيلاء على المفاتيح وتغيير أقفال الأبواب وإجبار التلاميذ والموظفين على العودة ومتابعة الدوام، واستبعاد السيدة لحام صاحبة المدرسة.

وقبلها تعرض محترف النحت الخاص بالفنان فارس حلو لهدم أجزاء منه بعد مشاركته في مظاهرة المثقفين بالميدان، ووقع الاعتداء على والديّ الموسيقار مالك جندلي وتكسير الأثاث في منزلهما وسرقة مبالغ مالية، وتكرر الأسلوب ذاته عندما داهمت قوات الأمن منزل الكاتب علي العبد الله.

ولا يخفى الخراب الذي لحق ببيوت وسيارات ناشطين ومعارضين وسكان فروا من مساكنهم ليجدوها محتلة من قبل “الشبيحة”، وفي غياب الدولة وأجهزتها الأمنية التي يفترض أن تسهر على حماية المواطنين يُخشى إذكاء الفوضى ونهب الممتلكات.

إياد شربجي يلجأ إلى الأردن

هربا من قمع النظام السوري

الجزيرة نت-خاص

بعد أن أصبح مطلوبا من قبل المخابرات الجوية والعسكرية وتصاعد التهديدات التي وصلت حد القتل والتصفية والتي تجاوزته شخصيا لتشمل زوجته وطفلته، تمكن الصحفي السوري إياد شربجي من مغادرة الحدود الجنوبية ليصل إلى الأردن سيرا على الأقدام، وكانت أسرته قد سافرت قبله بأسبوع.

وقد اتخذ شربجي موقفا مؤيدا للثورة السورية منذ بدايتها وكان مواكبا لتفاصيلها وجزء منها وشارك في مظاهراتها وتم اعتقاله في إحداها لشهور.

وفي حديث للجزيرة نت أوضح أن الضغوط أصبحت خطيرة خلال الأسابيع الأخيرة إثر تتبعه على خلفية بيان نُسب إلى الإخوان المسلمين على أنهم من تبنوا تفجيرات دمشق.

تفجيرات دمشق

وبيّن أنه بعد تفجيرات الفروع الأمنية بدمشق في أول يوم جمعة تلا وصول فريق المراقبين العرب، ظهر بيان صحفي على شبكة الإنترنت يتبنى هذه التفجيرات منسوبا إلى مجموعة تسمى “الغالبون السنة” باعتبارهم فصيلاً تابعاً للإخوان المسلمين.

ولوحظ أن البيان حمل جملة من المتناقضات والأخطاء التي جعلت الشكوك تحوم حوله، علاوة على تقاطع هذا الحدث الخطير مع عدة أحداث زمانية ومكانية لم يكن اجتماعها عفوياً.

ويضيف شربجي أنه قام وبمساعدة بعض من أصدقائه المتخصصين في المجالات التقنية بتتبع الموقع الذي أصدر البيان المذكور فتبين أنه أنشئ قبل عشرين يوماً فقط من التفجيرات مما يشير إلى “نية مبيتة”.

كما أمكن التوصل إلى الشخص الذي وقف وراء افتعال الموقع والبيان، وهو نجل مستشار مفتي الجمهورية أحمد بدر حسون، حسب قول الصحفي السوري.

ويؤكد أن هذا الشخص مرتبط بعمار إسماعيل الذي يشرف على صفحة “الجيش الإلكتروني السوري” و”شبكة دمشق الإخبارية” وحيدرة سليمان المشرف على الصفحة الرسمية للرئيس السوري بشار الأسد، وللاثنين علاقات معروفة ومؤكدة مع القيادة السورية وقد سبق لبشار الأسد أن امتدحهما صراحة في أحد خطاباته.

حرب شعواء

ويتابع شربجي مشيرا إلى أن صفحات الموالاة شنت إثر ذلك “حربا شعواء” عليه و”لفقت الكثير من القصص والحكايات ضده وتم التحريض عليه وعلى عائلته، وبدأت التهديدات تصله من كل حدب وصوب”.

واعتبر أن صدور البيان بعد ساعة واحدة من حدوث التفجير، وتأسيس الموقع قبل ذلك بعشرين يوما فقط، يقود إلى الاستنتاج بأن الواقفين وراء التفجير هم أنفسهم من تبنوه وكانوا على علم مسبق به، مضيفا أن وصول كاميرات الإعلام السوري بسرعة فائقة إلى مكان التفجير أمر مثير للريبة.

وتحدث إياد شربجي عن نيته رفع دعوى قضائية ضد هؤلاء الأشخاص أمام إحدى محاكم أميركا كون ذلك يعتبر من “جرائم الإرهاب الدولي”، دون أن يستبعد المسعى إلى مقاضاتهم في محاكم سورية رغم تردي الجهاز القضائي هناك وارتهانه بيد الأجهزة الأمنية، حسب تعبيره.

من جهة ثانية لفت شربجي إلى تلقيه تهديدات أصبحت في الآونة الأخيرة “أكثر كثافة وفظاعة”، وأكد أن نشاطه أصبح يؤثر على عائلته وأهله، واتهمت مواقع موالية للنظام آل شربجي بالوقوف وراء تفجيرات الميدان، بالإضافة إلى منعه هو شخصيا من السفر بعدما بات مطلوبا من قبل المخابرات، حسب ما يقول.

قرار المغادرة

وقد دفعه هذا التصعيد إلى التخفي بعيدا عن الأنظار، ومن ثمة إلى مغادرة سوريا بعد ثلاثة أيام قضاها في درعا متنقلا من بيت إلى آخر، وأثناء محاولته العبور إلى الأردن تم إلقاء القبض على مرافقه، وقال إنه وصل إلى هناك في حالة يرثى لها بعد أن قطع الأسلاك الشائكة والوحل والتراب.

وذكر شربجي أنه كان من المفترض أن يقدم نفسه لاجئا للأردنيين، وتابع القول “عندما كنت أقول لهم لاجئ.. لاجئ.. كنت أجهش بالبكاء، وكانت لحظات قاسية وصعبة جدا”.

ويشير إلى أنه كان طوال الوقت يحاول تحقيق المعادلة الصعبة في أن يتحدث وينشر رسائل موجعة للنظام لكن بطريقة التفافية، “وهذا ما يجب أن يتقنه الصحفي في بلد مثل سوريا”، في نظر الصحفي اللاجئ.

ويقول إنه استطاع أن يحقق تلك المعادلة التي كان أحد مداخلها عدم رغبة النظام في إثارة ضجة حول اعتقاله كونه رئيس تحرير مجلة، وأيضا في أن يظهر للعلن تسامحه إزاء الآراء المعارضة ووجود هامش من الحريات.

ويرى أن من الصعب داخل سوريا الإشارة إلى شخص الأسد أو أي من عائلته بالنقد صراحة، موضحا أن “المخاطر لا تتأتى من أجهزة الأمن والمخابرات فحسب، وإنما أيضاً من قبل المجموعات المدنية المسلحة (الشبيحة) التي بناها النظام على الولاء الأعمى لشخص الرئيس وعائلته، وهؤلاء ينظرون إلى بشار الأسد كإله، وهم مستعدون لفعل كل شيء لأجل إلههم المزعوم”، وفق تعبيره.

وكان الصحفي إياد شربجي أعلن تعليق إصدار مجلة “شبابلك” التي يرأس تحريرها بسبب منع صدور آخر عددين منها، وقال إن رسائل واضحة وصلته تفيد بأنه لن يُسمح له بنشرها في ظل قانون الإعلام الجديد، متحدثا عن عرض قدم له كي يكتب بطريقة تتناسب مع مزاج النظام وحصوله على دعم وامتيازات مقابل ذلك.

ويخلص إلى أنه صار قادرا على الكتابة والتحدث بحرية دون مخاوف إزاء أمنه الشخصي وأمن أسرته بعدما أصبح خارج سطوة النظام الأمنية، لكنه سيفقد إمكانية تقصيه وتوثيقه لتفاصيل الثورة بشكل شخصي كما كان يفعل أثناء وجوده في الداخل.

وصرح للجزيرة نت أنه لن ينضم إلى أي جهة سياسية معارضة خارج أو داخل سوريا، وسيبقى يعمل من أجل دعم الثورة حتى تنتصر.

قصف متواصل بحمص وتعزيزات بدرعا

قالت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم الأربعاء إن أحياء حمص لا تزال تتعرض لقصف وإطلاق نار كثيف من قوات الأمن والجيش السوري.

وأضافت الهيئة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن القصف تركز على أحياء دير بعلبة والبياضة والخالدية والقصور وباب هود وطال المنازل بشكل عشوائي، مما أسفر عن إصابة عدد منها بالقذائف.

كما شهدت درعا وصول تعزيزات أمنية جديدة دخلت المدينة وسط إطلاق نار كثيف مع تمشيط كامل للمنطقة. وقصفت قوات الجيش مدينة القورية ودارت مواجهات بين القوات النظامية والمنشقين عنها. كما شهدت المدينة تحليق مكثف للطيران الحربي اخترق جدار الصوت.

وفي إدلب، أفادت الهيئة بأن قوات الأمن أعدمت المواطن زكيرا أحمد زهرة رميا بالرصاص الحي عند الحاجز العسكري الواصل بين مدينه إدلب وقرية معرة مصرين.

كما أطلقت قوات الأمن النار بشكل كثيف في مدينة سراقب على الأوتوستراد بين حلب ودمشق.

لجنة الجامعة

وفي اللاذقية، شوهد انتشار كثيف لقوات الأمن والشبيحة في حي الرمل الجنوبي بعدما توافدوا على الحي بحافلات كبيرة لانتظار قدوم لجنة الجامعة العربية التي يفترض أن تزور الحي اليوم. وتكرر هذا المشهد في جميع المدن والقرى والمحافظات السورية.

ورغم الحملة الأمنية الشديدة لمنع الاحتجاجات، فقد تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري. وبث ناشطون صورا لمظاهرة انطلقت صباح اليوم في بلدة كرناز بمحافظة حماة لتجديد المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد.

وعبر المتظاهرون عن تضامنهم مع محافظات حمص ودير الزور وإدلب التي تتعرض لحملات قمع من الجيش السوري والشبيحة.

كما بث ناشطون صورا لمظاهرة في بلدة الهبيط بمحافظة إدلب حيث ردد المشاركون فيها هتافات تؤكد استمرار الثورة حتى تحقيق هدفها بإسقاط النظام.

وفي سياق آخر، قالت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إن المراقبين العرب الذين غادروا سوريا خلال اليومين الماضيين خضعوا لتفتيش دقيق من قبل المخابرات السورية في مطار دمشق.

وأضافت الرابطة أن السلطات السورية صادرت أوراق المراقبين وعمدت إلى محو كافة البيانات والصور الموجودة على أجهزة الحواسيب والكاميرات والهواتف الشخصية الخاصة بهم.

مليونية كاذبة

من ناحية أخرى، قالت الهيئة إنه تأكد لديها نبأ اعتقال القوات السورية للمهندس التلفزيوني سعيد الديركي (كردي الأصل) الذي صوّر مقطع فيديو يكذب به الإعلام السوري عندما كان الرئيس الأسد يخطب في ساحة الأمويين يوم 11 من الشهر الجاري.

وأوضحت أن الديركي صوّر الفيلم من شرفة أحد مكاتب مبنى الإذاعة والتلفزيون المطل على الساحة، ليكذب ما ذكره الإعلام السوري من أن مليونية متواجدة في ساحة الأمويين خلال خطاب الأسد.

وأضافت أن المخابرات السورية تمكنت -تحت التهديد- من انتزاع الاعتراف من الديركي، وحملت الهيئة النظام السوري مسؤوليته، مطالبة لجنة جامعة الدول العربية المتواجدة في دمشق حاليا، بالطلب من السلطات السورية أن تكشف عن مصيره.

ومن جانبه، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن 37 مدنياً قتلوا أمس الثلاثاء برصاص الأمن, أغلبهم في مدينة حمص.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت لأسر فرت من مضايا والزبداني في ريف دمشق بسبب القصف المتواصل لقوات الجيش.

هدنة بالزبداني

في غضون ذلك، قال المعارض السوري كمال اللبواني إنه جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري ومنشقين عنه في بلدة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية, وترافق ذلك مع نزوح للسكان باتجاه منطقة بلودان.

وقال ناشطون إنه تم توثيق نزوح أكثر من 250 عائلة من مدينتي الزبداني ومضايا بسبب القصف.

وشهدت مدينة حماة انفجارات هائلة وإطلاق نار كثيفا من قبل قوات الجيش والأمن على أحياء الجراجمة والحميدية وحرش الصابونية وحاجز الضاهرية وجنوب الملعب.

كما شهدت دير الزور وإدلب مساء أمس إطلاق نار كثيف قرب حواجز الأمن والجيش المحيطة بالمنطقة.

وفي حي القابون بدمشق اقتحمت نحو عشرين سيارة تابعة لقوات الأمن الحي وكسرت المحلات التجارية.

من ناحية أخرى، نفت كتيبة حمزة بن عبد المطلب التابعة للجيش السوري الحر في منطقة الزبداني بشكل قاطع كل ما تم تداوله في وسائل الإعلام وبعض صفحات الفيسبوك عن نيتهم تسليم أسلحتهم للقوات السورية، وشددوا على أن فكرة تسليم السلاح غير واردة على الإطلاق في أي مفاوضات قائمة أو مستقبلية.

طهران عرضت الحكومة على الإخوان

روسيا تدافع عن دمشق وتلوح بالفيتو

جددت روسيا رفضها إرسال أي قوات أجنبية إلى سوريا أو فرض عقوبات عليها معتبرة ذلك خطا أحمر، بينما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما سعي بلاده لتنحية النظام السوري الحالي، وبدورهم كشف الإخوان المسلمون عن عرض من النظام السوري قدم لهم بواسطة إيران.

وردا على المساعي الغربية التي تحاول زحزحة الموقف الروسي باتجاه فرض عقوبات على سوريا أو السماح بإرسال قوات لها، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “بالنسبة لنا فإن الخط الأحمر واضح، لن ندعم فرض أي عقوبات”.

وأضاف الوزير الذي تملك بلاده حق النقض (فيتو) “أي دولة ترغب في أي تدخل عسكري في سوريا، لن تحصل على أي تفويض من مجلس الأمن الدولي”.

وكرر الوزير دعوة بلاده السابقة لوقف العنف فورا في سوريا “أيا كان مصدره” كما دعا للدخول فورا في حوار شامل، مؤكدا أن هذا ما يهدف إليه مشروع القرار الروسي الذي تجري مناقشته حاليا بمجلس الأمن الدولي، كما شدد على دعمه لمبادرة الجامعة العربية والجهود التي تبذلها بعثة مراقي الجامعة من أجل استقرار الأوضاع بسوريا.

توريد السلاح

ورفض لافروف أي اتهامات لبلاده بخرق القوانين الدولية في مجال التعاون العسكري التقني مع سوريا، كما رفض طلب السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة للحصول على توضيحات بشأن السفينة شاريوت التي أفرغت حمولتها في ميناء روسي، وقال “نحن لا نرى هناك ضرورة للتوضيحات والتبريرات، لأننا لم نخرق أيا من الاتفاقيات الدولية، وأيا من قرارات مجلس الأمن، وأن تجارتنا مع سوريا تقتصر على ما لا يحظره القانون الدولي”.

ووصف العقوبات الانفرادية التي فرضتها الولايات والمتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول على سوريا بأنها غير قانونية.

كما أبدى المسؤول الروسي اعتراضه على توريد السلاح للمسلحين و”المتطرفين” في سوريا، وأضاف “من المعروف، ولم يقدم أي فرد على دحض ذلك، أن سلاحا يورد إلى المسلحين والمتطرفين في سوريا، الذين يحاولون استغلال الاحتجاجات للاستيلاء على السلطة بالقوة كحد أدنى، ابتداء من بعض الأقضية والمدن السورية”.

ويأتي الموقف الروسي في ظل محاولات القوى الغربية لدفع روسيا للقبول بتعديلات على مشروع القرار الذي قدمته لمجلس الأمن فيما يتعلق بالأوضاع بسوريا، من أبرزها تخلي روسيا عن رفضها فرض عقوبات على سوريا أو السماح لتدخل قوات أجنبية.

ويدين القرار الروسي العنف الواسع وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات، لكنه يطالب جميع الأطراف -بما فيها جماعات المعارضة المسلحة- بوقف العنف فورا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اعتبر أن ما يجري في سوريا قد وصل إلى حد غير مقبول, ودعا مجلس الأمن للتعامل بجدية مع الأوضاع هناك. وللتحدث “بصوت واحد في هذا الإطار” وهو ما اعتبر رسالة ضمنية لروسيا والصين.

يُذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار أممي حول سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

الموقف الأميركي

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، أكد الرئيس باراك أوباما أن بلاده تتطلع لزيادة الضغوط الدولية على سوريا.

وقال أوباما في أعقاب اجتماع له مع الملك الأردني عبد الله الثاني “ما زلنا نرى مستويات غير مقبولة من العنف داخل ذلك البلد، ولهذا نحن سنستمر في التشاور الوثيق مع الأردن لإيجاد الضغوط الدولية والظروف التي تشجع النظام السوري على التنحي”.

في الأثناء نقلت وكالة رويترز عن مصدر عربي أن سوريا لن تعترض على تمديد مهمة المراقبين العرب، لكنها لن تقبل بتوسيع تفويضها.

وأضاف المصدر أن سوريا ستوافق على زيادة عدد المراقبين, لكنها لن تسمح بإعطائهم مهام تقصي حقائق رسمية, أو بدخولهم مناطق عسكرية لم يتم الاتفاق عليها.

وفي السياق ذاته نقل مراسل الجزيرة عن المتحدث باسم المفوضية الدولية العليا لحقوق الإنسان روبرت كولفيل قوله إن جامعة الدول العربية طلبت من الأمم المتحدة تدريب البعثة الثانية من المراقبين العرب إلى سوريا.

وأضاف أن التدريب كان مقررا أن يتم بالقاهرة الأسبوع الجاري، لكن الجامعة العربية طلبت تأجيله إلى ما بعد عقد اجتماعها الأحد المقبل. وأكد كولفيل أن المفوضية جاهزة للقيام بالمهمة فور تحديد الجامعة موعداً لها.

ومن المتوقع أن يقدم فريق المراقبين العرب تقريرا جديدا حول الأوضاع في سوريا أمام المجلس الوزاري العربي مطلع الأسبوع المقبل.

عرض للإخوان

وفي تطور جديد كشف محمد فاروق طيفور مساعد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، أن الإيرانيين نقلوا لهم عرضا من قبل النظام السوري يقوم على منح الإخوان الحكومة مقابل بقاء نظام بشار الأسد في السلطة.

وأكد طيفور أن الإخوان رفضوا العرض أو التفاوض مع النظام، وكشف أن العرض بدأ من أربع وزارات بالبداية وصولا إلى الحكومة بأكملها، كما نفى أن تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد لعبت دورا بالتوسط بين النظام والإخوان، واصفا العلاقة مع الحركة بأنها شبه منقطعة وأن وضعها لا يرشحها إلى الوساطة.

وفيما يتعلق بالدعوة الغربية لتوحيد المعارضة السورية، قال إن هذه الدعوة “أقرب إلى الزواج بالإكراه” كما اتهم حزب الله وإيران بتقديم دعم بشري ولوجستي للنظام في سوريا، مشددا على أن هناك فارقا بين موقفي كل من حماس وحزب الله من النظام.

روسيا: سوريا “خط أحمر” ونرفض نشر قوات بها

العربية.نت

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء أن بلاده سترفض نشر قوات في سوريا وفرض عقوبات عليها.

واعتبر لافروف أن هذه المسألة هي خط أحمر، وأن روسيا لن تدعم فرض أي عقوبات، وأن أي دولة ترغب في القيام بتدخل عسكري في سوريا لن تحصل على أي تفويض من مجلس الأمن الدولي.

من جهتها، اعتبرت باريس أن مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الأمن حول سوريا بعيد جدا عن الاستجابة لحقيقة الوضع القائم في هذا البلد.

هذا وأعلن دبلوماسيون أن محادثات مجلس الأمن بشأن مشروع روسيا استمرت أكثر من أربع ساعات، لكنها لم تتناول إلا فقرات مقدمة النص، ومن دون أن يقترب أعضاء المجلس من أي اتفاق.

وفي واشنطن ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالحملة السورية المستمرة على المحتجين، واصفا إياها بأنها غير مقبولة، وكرر دعوته لخروج حكومة الرئيس بشار الأسد من السلطة.

وقال أوباما بعد محادثات في البيت الأبيض مع العاهل الأردني الملك عبدالله إن مستويات العنف في سوريا غير مقبولة، ولذا فسنستمر في التشاور الوثيق مع الأردن لخلق الضغوط الدولية والظروف الدولية التي تشجع النظام السوري الحالي على التنحي.

وإلى التطورات الميدانية في سوريا، فقد أعلنت لجان التنسيق المحلية أن سبعة انفجارات هزت دير بعلبة، وآخر وقع في حي البياضة ترافق مع إطلاق نار كثيف في المنطقتين، إضافة إلى حيي الخالدية وباب الدريب في حمص، كما شهدت منطقة الطيانة قصفاً.

وفي حماة هز انفجار منطقة الحميدية وسط اشتباكات بين الأمن والجيش الحر بالإضافة لإطلاق نار متواصل في كل من الحاضر والسوق.

عميد سوري: شبيحة “الأسد” يختطفون النساء

العربية.نت

بث ناشطون لقطات فيديو على الإنترنيت لما قيل إنها اعترافات للعميد السوري عبدالكريم النبهان، أكد فيها أن الشبيحة الذين يستعين بهم النظام السوري يقومون باختطاف النساء السوريات، داعيا الجيش السوري إلى الكف عن قتل المتظاهرين.

وقال النبهان في تلك اللقطات إن الشبيحة يأخذون هؤلاء الفتيات لضيعة المزرعة لأنهم يعرفون أن الشعب السوري يخاف على أعراضه، ويحاولون الضغط على المواطنين من خلال خطف البنات.

وتسببت الظروف التي تعيشها سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في مارس/آذار الماضي في حالة إخلال شديدة بالأمن، وأثرت بشدة على مناحي الحياة، خاصة النساء والفتيات.

وتناولت العديد من وسائل الإعلام، ومنها صحيفة الحياة اللندنية أخيرا وقائع كثيرة لحالات انعدام الأمن وتأثيره على النساء، وكتبت أنه يفرض الطوق على النساء كأول إجراء احترازي، وتمنع الفتيات من الذهاب إلى الجامعة، ومن مزاولة العمل أو الخروج وحدهن بدافع الخوف عليهن، فالنساء والأطفال هم أكثر الفئات المعرضة للأعمال الانتقامية في مثل هذه الظروف.

الخطف والاغتصاب، وحتى القتل، هي أكثر ما يتهدد النساء في المناطق التي تشهد أعمالاً عدائية وانعداما للأمن، عندها لن تجد من يتذكر الحاجات الأخرى النفسية والاجتماعية والاقتصادية، فالأولوية هنا تأتي للأمان الشخصي.

وكتبت “الحياة” أن أرقاما غير رسمية أشارت إلى أن أكثر من 60 طفلة قتلن منذ اندلاع الأحداث في سوريا من بين 120 امرأة سورية قضين نحبهنّ، كما لا يمكن الحديث عن أعداد دقيقة للمعتقلات أو المختطفات أو المغتصبات أو المفقودات.

وفي الواقع، لا يمكن الفصل بين ما تعانيه النساء السوريات في هذه الظروف من محاولات للإخضاع والترويع، وبين سائر أشكال القهر الأخرى التي تطال السوريين عموماً، لكن ما يخشى منه هو أن تفضي مرحلة التحول التي تعيشها سوريا اليوم إلى المزيد من سياسات العنف وانتهاك حقوق النساء التي لا يبدو أن هناك من يعطيها الاهتمام الكافي في ظل حال الانفلات الأمني التي تعيشها بعض المناطق في سوريا.

“الوطني” الكردي يعلق عضويته في المعارضة السورية

دمشق – عامر عبدالسلام

اجتمع الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، مع الدكتور حكيم بشار في أربيل، وتناول اللقاء موضوع انضمام الكرد إلى المجلس الوطني السوري، ووصف اللقاء بالإيجابي، حيث تواعدا على الاستمرار بعد أن يعود حكيم إلى سوريا ويعرض على المجلس الوطني الكردي نتائج اللقاء، ومن ثم يعقد جولة ثانية من المباحثات.

وكان وفد من المجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور غليون قد التقى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني يوم الأربعاء الماضي، في خطوة هدفت إلى تعزيز التواصل بين المجلس الوطني وسلطات إقليم كردستان.

“العربية.نت” تحدثت إلى عضوين من المجلس الوطني الكردي بعد قرارهما تعليق عضوية الكتل الكردية من مكونات المعارضة السورية في المجلس الوطني، وهيئة التنسيق أو أطراف أخرى، والتعامل مع المعارضة ككتلة موحدة وبموقف واحد بما ينسجم مع قرارات المؤتمر الوطني الكردي.

اعتراف دستوري بالأكراد

وقال فؤاد عليكو سكرتير حزب (يكيتي) لـ”العربية.نت” إن المجلس الكردي بات أكثر قدرة على لعب دوره الوطني في التأثير على توحيد قوى المعارضة كونه يملك قوة موجودة على الأرض، ويمتلك خبرة سياسية منذ أكثر من 50 عاما، وبعد توحيد صفوف الحركة الكردية في سوريا، وتأطيرها ضمن المجلس الوطني الكردي وفق رؤية سياسية قومية ووطنية واضحة المعالم، حيث حددت بصراحة وقوفها إلى جانب الثورة السورية، وعدم التحاور مع النظام بشكل منفرد، وبالتالي يفترض أن يقوم المجلس الكردي بتكثيف اتصالاته مع المعارضة السورية، وعملياً دخل الحوار مع المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية في القاهرة منذ الشهر المنصرم بغية توحيد قوى المعارضة السورية، ولا يزال الحوار مستمراً، متأملاً أن تتوج جهودهم بالنجاح.

وأشار عليكو إلى رؤية المجلس على المستويين القومي الكردي والوطني السوري، معتبراً أن المجلس على المستوى القومي يعتمد على العمل من أجل تحقيق الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كقومية أصيلة، وإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية وفق مبدأ حق تقرير المصير وفي إطار وحدة البلاد، أما على المستوى الوطني فإن الأكراد يعملون من أجل سوريا تعددية ديمقراطية علمانية لا مركزية يكون فيها الاقتصاد حر وأن توزع الثروة فيها بشكل متساو بين أبناء الوطن الواحد دون تمييز، وأن يكون الجيش والأمن والقضاء مستقلاً بعيداً عن الأطر الحزبية.

واعتبر عليكو أن قرار الانسحاب من كتل المعارضة جاء للتخلص من الازدواجية القائمة في انتماءات الأحزاب سواء للمجلس أو هيئة التنسيق، معتبراً وجود الكرد فيها كان بشكل مبعثر، مما يقلل من قوة وأهمية المجلس الوطني الكردي وتأثيره على الأحداث، وكذلك تخلصا من الازدواجية القائمة، لافتاً إلى أن القرار كان سليماً ومنطقياً.

وعند سؤاله عن مدى إمكانية تأجيل المطالب الكردية إلى حين تحقيق هدف الثورة الأساسي، قال عليكو إن المطالبة بالحقوق القومية لشعب مضطهد لا تؤجل يوماً، خاصة وأن الشعب الكردي قدم الكثير من التضحيات للدفاع عن حقوقه في أقسى الظروف وأكثرها سوداوية من تاريخ سوريا منذ نصف قرن، وعلى المعارضة السورية أن تدرك هذه الحقيقة وتتعامل مع المطالب الكردية بإيجابية وبنظرة علمية وواقعية، وذلك عبر حوار بناء بعيداً عن عقلية الاستعلاء القومي الممارس من قبل نظام البعث للوصول معاً إلى صيغة تشاركية لبناء سورية الجديدة بكل أطيافها، معتبراً أن سوريا وطن يتسع للجميع، ولا ينبغي أن تتم مطالبة الكرد بترحيل قضاياه إلى مراحل أخرى لا تفسير لها سوى التهرب من القضية تحت ذرائع واهية وتخفي وراءها أسئلة كثيرة.

مخاوف من القرار

واختلف زرادشت محمد عضو المجلس الوطني الكردي مع المعارض عليكو مبدياً تخوفه من قرار تعليق عضوية الأكراد في هيئات المعارضة السورية، خاصةً أنه لم يوفق المجلس الوطني الكردي بعقد مؤتمر وطني من أجل توحيد المعارضة السورية من المجلس الوطني وهيئة التنسيق، معتبراً أن القرار كان متسرعاً وكان من الأجدى أن يتعامل الكرد مع جهة واحدة تكون الأكثر استجابة مع مطالب الأكراد السياسية.

وأشار زرادشت إلى أنه كان ينبغي على المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق أن ينظروا إلى المجلس الوطني الكردي باعتباره كتلة مستقلة، لافتاً إلى أن الأكراد كانوا يصطدمون بمواقف المعارضة، سواء المجلس الوطني أو هيئة التنسيق، واعتبار الكتل الكردية جزءا منها، وبالتالي يتجاوزون مسألة محاورتهم.

ولفت زرادشت محمد إلى أن المجلس الكردي جزء أساسي من المعارضة الوطنية في سوريا، وبحكم تواجد أعضائه في باقي كتل المعارضة فإنه يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في توحيد المعارضة السورية، ولكن هذه الميزة انعكست سلباً على المجلس الوطني الكردي، وتم الاتفاق على قرار تعليق العضوية من الجبهتين لتأطير المعارضة الوطنية السورية العامة.

وأضاف زرادشت أن الربط بين حل المسألة الكردية حلاً ديمقراطياً في إطار وحدة سوريا وبين حل المسألة الديمقراطية في البلاد من خلال عملية إسقاط النظام وتغيير بنيته وتفكيكها يصب في مصلحة الحركة الكردية، باعتبارها جزءا من القوى الوطنية الديمقراطية في سوريا، ولها انتماء قومي عاش أكثر من 50 عاماً في ظل الحرمان والقمع والاستبداد والفقر.

واعتبر زرادشت بأن حل المسألة الكردية جزء من عملية التغيير ومساهمة عملية في حل جميع معضلات المجتمع السوري، مشيراً إلى أن الكرد يهتمون بتغير النظام والتوافق ما بين باقي القوى الوطنية الديمقراطية السورية حول برنامج سياسي يحدد معالم وأفق الدولة السورية المنشودة، دولة الحق والقانون والتنوع والتعدد الثقافي والديني، مؤكداً على تثبيت حقوق الشعب الكردي الطبيعي بشكل قانوني عن طريق الاعتراف الدستوري بالقومية الكردية في البلاد، وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة التي اغتصبتها سلطة البعث الحاكمة عبر اختزال الدولة بمفهوم قومي واحد، معبراً عن أمله بالدولة السورية المنشودة أن تكون دولة الكل الاجتماعي، منوهاً إلى أن أي رسم لدولة سورية لا تعترف بأكثريتها القومية والدينية لا تعتبر دولة حديثة ومدنية علمانية وإنما دولة الإقصاء.

وأكد زرادشت على أنه يجب مراعاة وجهة نظر الأكراد في مفهوم الهوية الوطنية كونها هوية مركبة، وأن أية هوية لا تعبر عن القومية الكردية كجزء أساسي من النسيج السوري الاجتماعي المعترف به دستورياً ستعتبر تلك الهوية ناقصة وإقصائية، معتبراً بأن كردية لا تنفي سوريتهم أو العكس، وبالتالي فإن الهوية المنشودة يجب أن تنطلق من هذه الأرضية.

الجيش السوري ينسحب من الزبداني بعد هدنة مع منشقين

بيروت – محمد زيد مستو

أكدت مصادر من مدينة الزبداني بريف دمشق، أن الجيش السوري انسحب من المدينة بعد حملة عسكرية ضخمة على المدينة، انتهت بمفاوضات مع عناصر الجيش الحر وعدم تمكن القوات العسكرية من اقتحامها بعد قصف دام أربعة أيام على التوالي.

وأفاد ناشط من المدينة لـ”العربية.نت”، أن الجيش السوري أعلن انسحابه منها بعد تعهدات من عناصر الجيش الحر بوقف العمليات الهجومية على جيش النظام السوري.

وذكر بيان لعناصر مسلحة يرتدون زياً عسكرياً في شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، أنه وبعد انتهاء المهلة التي حددتها “كتائب حمزة بن عبد المطلب” لانسحاب قوات الجيش، تم تعطيل أحد أبراج الاتصالات، وسط تهديد بضرب أهداف استراتيجية في المدينة.

وأضاف البيان، أن حصيلة المعارك أسفرت عن تدمير دبابتين ومدرعتين وحاملة جند وسيارة دفع رباعي وقتل أكثر من 35 شبيحاً، كما قام عناصر منشقون بضرب سرية إشارة في سرغايا ما أسفر عن انشقاق خمس عناصر وقتل ضابط وتقييد البقية، والسيطرة على أسلحة خفيفة ومتوسطة وثلاث مركبات إحداها مصفحة وذخيرة، حسب البيان الذي لم يتسن لـ”العربية.نت” التأكد من صحته.

كما أظهر شريط فيديو آخر، اشتعال دبابة عسكرية قيل إنها احترقت أثناء محاولة اقتحام الجيش للمدينة، بعد قصفها من قبل عناصر الجيش السوري الحر.

وأوضحت مصادر أخرى، أن قوات عسكرية حاصرت الزبداني بعد ظهر الجمعة الماضي، وشرعت بقصف المدينة بالرشاشات وقذائف الدبابات، ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة خمسة منازل سكنية ومسجد جراء القصف.

وأضافت المصادر، أن الحملة ترافقت مع قطع الماء والكهرباء وكافة الاتصالات الأرضية واللاسلكية عن المدينة حتى صباح الاثنين الماضي، حيث هدد الأهالي بقطع تيار كهربائي يصل إلى لبنان.

وبحسب لجان تنسيق محلية، فإن العملية العسكرية أدت إلى نزوح العديد من العائلات إلى مناطق عدة بعد القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة، والذي خلف سقوط العديد من الجرحى.

وكان مراقبون عرب زاروا المدينة الأحد الماضي بعد أنباء عن قصفها من الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة.

يأتي ذلك فيما تشهد المدن السورية تصاعداً في وتيرة المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري وتأسيس دولة ديمقراطية، فيما يعزو نشطاء سوريون تزايد عدد نقاط التظاهر في مناطق عدة في سوريا التي بلغت حوالي 500 نقطة يوم الجمعة الماضي، إلى فقدان السيطرة الأمنية على تلك المناطق، وقال بعضهم لـ”العربية.نت”، إن مدن إدلب وبعض أحياء حمص ومدينة الزبداني في ريف دمشق، تشهد مظاهرات حاشدة وعدد أقل من القتلى بعد سيطرة الجيش الحر ومسلحين مدنيين على تلك المناطق، وحماية المتظاهرين من هجمات قوى الأمن

وزير الخارجية الايطالي: على مجلس الأمن أن يقول كلمته إزاء الوضع في سورية

روما (18 كانون الثاني/ يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن “القلق العميق” لحكومة بلاده إزاء الوضع في سورية، وأعرب عن الاعتقاد بأن “على مجلس الأمن الدولي أن يقول كلمته” حسب تعبيره

وأوضح تيرسي في عرض أمام لجنتي الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ في روما ”إننا نشعر بالقلق إزاء الأزمة في سورية” و”الوضع لا يمكن أن يستمر كذلك” وأضاف “قمنا بإدانة القمع الوحشي مرارا وتكرارا، ونعتقد أنه ينبغي على مجلس الامن أن يقول كلمته” على حد قوله

وشدد رئيس الدبلوماسية الايطالية على “حقيقة وجود الجامعة العربية الجديدة الأكثر نشاطاً والتي أرسلت مراقبيها إلى سورية” وأضاف “نحن ننتظر تقريرهم الذي سوف تتمخض عنه نتائج هامة” حسب تعبيره

وختم وزير الخارجية الايطالي بالاشارة أخيراً إلى أن بلاده “تقيم علاقات مع المعارضة السورية في

رجل أعمال ذو علاقات واسعة: الأمن يرى أن الحل هو القتل حتى ينتهي الموضوع ثم انتظار تغير موقف الغرب

لندن ـ ‘القدس العربي’:

على الرغم من تأكيد الحكومة السورية انها تسيطر على الامور فان الجميع يعرفون ان التغيير في سورية قادم لا محالة. هذا ما تشير اليه تقارير صحافية بريطانية، فقد كتب ايان بلاك مراسل صحيفة ‘الغارديان’ في الشرق الاوسط تقريرا من داخل سورية، فيما كتب مراسل صحيفة ‘التايمز’ تقريرا من داخل صفوف المقاتلين السوريين.

وما يؤكد ما ورد في التقارير بداية مجموعة انشقاقات داخل النظام السوري سواء كانوا برلمانيين ام ضباطا وجنودا في الجيش السوري. والتقى ايان بلاك عددا من الناشطين في دمشق، في المقاهي والاماكن العامة، حيث يعملون في خلايا سرية ضد النظام.

ويعلق الصحافي قائلا ان الرئيس السوري بشار الاسد اظهر تصميما خلال الاشهر العشرة الماضية للمضي بقمع الانتفاضة، وقتل من اجل البقاء في المنصب اكثر من خمسة الاف سوري، وبالمقابل فان معارضي نظامه مصممون على المواصلة حتى يحصل التغيير.

ونقل عن مهندس كمبيوتر وزوجته التقاهما في مقهى دمشقي قولهما ان ما ادت اليه الثورة انها كسرت جدار الخوف حيث قال الزوج عدنان انه كان يخاف في البداية من المخابرات لكن ملاحقاتها اصبحت عادية. ويقول ان الاساتذة في المدرسة لقنوهم حب الرئيس حافظ الاسد ولكن الامور لم تتغير عندما وصل ابنه للسلطة، و ‘الآن كل شيء تغير، فصورة بشار تمزقت، ومتأكدون اننا في نقطة معينة سنطيح بالنظام’.

مظهر خادع

ويشير حديث عدنان ان مظهر الحياة الاعتيادية في العاصمة خادع ويخفي تحته خوفا وغضبا، على خلاف جبهات المواجهة مع النظام في حمص وحماة ودير الزور ودرعا التي تواجه القمع اليومي. وتظل العاصمة مهمة للنظام لانها ان سقطت سقط حسب معارض بارز قال ان ‘النظام لن يسمح بساحة تحرير هنا لان سقوط دمشق يعني النهاية’. ولا يعني هدوء دمشق انها بعيدة عن التظاهرات فالتنسيقيات تقوم بتنظيم تظاهرات ليلية في نواحي العاصمة خاصة يوم الجمعة، وحتى في المركز حيث تظهر تجمعات لدقائق قبل ان يحضر الامن والشبيحة. ويشير ان المراقبة الامنية الشديدة جعلت من المتظاهرين يبحثون عن وسائل ابداعية، من مثل اخفاء مكبرات الصوت في ساحات عامة حيث كانت تنطلق منها اغنية ‘ارحل ارحل يا بشار’ التي غناها ابراهيم قاشوش الذي ذبح من حنجرته. ويقول مواطن في دمشق ان الناس عندما سمعوا الاغنية خافوا اولا ثم تقبلوها بارتياح في المرة.

وعلى الرغم من نجاح التكتيك الا ان فيه مخاطرة فقد ادار احد السائقين مسجل سيارته على اغنية قاشوش، ليكتشف ان الراكب معه هو رجل مخابرات. ويقول ناشط اخر في مجال حقوق الانسان ان ما يفعله مواطنون في دمشق فيه مخاطرة لكنها لا تقارن مع ما يحدث في ادلب وحماة حيث يتعلق الامر هناك ‘بحياة او موت’. وعلى الرغم من ذلك فان مواطنين في العاصمة يشعرون بالنشوة بما يقوموا بعمله وان جدار الخوف قد انهار.

عاصمة محصنة

كل الترقب في سورية بقرب نهاية النظام لا يعني انها ستكون نهاية سعيدة خاصة ان الاسد في خطابه الاسبوع الماضي هدد بسحق ‘الارهابيين’. فدمشق تحاصرها الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الاسد ماهر، ووضعت امام البنايات الحكومية السواتر الاسمنتية لحمايتها، فيما تم اغلاق الشوارع المؤدية للقصر الرئاسي ووزارة الدفاع، ويقف امام مركز المخابرات في كفر سوسة حرس يحملون الرشاشات وعلى اهبة الاستعداد. وينقل تعليقات بعض المواطنين على الهجوم الانتحاري الذي استهدف المركز بداية الشهر الحالي حيث قالوا ان العملية ما هي الا ‘مسرحية ‘ نظمها النظام. ولديهم نفس الموقف من مقتل الصحافي الفرنسي الاسبوع الماضي في حمص، حيث يروى ان النظام قادر على فعل اي شيء، ولا احد يصدق ما يقوله.

معسكر الموالاة

على الرغم من شكوك المعارضة فمؤيدو النظام يرون الامور بمنظار اخر وهو ان سورية تتعرض لمؤامرة اسرائيلية امريكية عربية تقودها قطر، ومن يقوم بالترويج لهذه النظرية التآمرية هي القناة المؤيدة للنظام ‘الدنيا’، ويؤمن معسكر الاسد بالشائعات حيث ينقل عن سائق تاكسي علوي قوله ان ‘امير قطر يهودي بل اسوأ من اليهود’، واكد السائق عدم وجود تظاهرات. ويشير التقرير ان مؤيدي النظام ممن يتحدثون للاعلام الدولي من مثل بثينة شعبان وجهاد مقدسي، مدير دائرة الاعلام في وزارة الخارجية يدعون للحوار ويحذر مقدسي من ان الاطاحة بنظام الاسد سيفتح باب المشاكل ‘صندوق باندورا’.

وبالنسبة لاجهزة الامن فان السلفيين الجهاديين الذين ساعدتهم سابقا في دخول العراق، هم من يقفون وراء القتل والتشويه للجثث. وفي المقابل تحمل المعارضة النظام المسؤولية، ويرى رجل اعمال له صلات قوية مع النظام ان ‘اجهزة الامن لا ترى حلا الا بمواصلة القتل والانتظار حتى يتغير موقف الغرب’. كما يتهم معسكر الموالاة المعارضة بالسذاجة وانها تنسى قدرة الامن على سحق الانتفاضة كما فعلت في حماة في عام 1982.

البعد الطائفي

ويشير الكاتب الى البعد الطائفي، وشبحه الذي بدأ يطل برأسه، حيث يقول ان امرأة علوية كانت في زيارة لصديقة سنية في منطقة قريبة من الجامع الاموي قالت انها تخشى من اخذ سيارة تاكسي يقودها سني خشية خطفها. وهناك مخاوف في داخل الطائفة العلوية حيث طالبت مجموعة مؤثرة من العلويين الرئيس الاسد الاعتذار عن القمع وتقديم اصلاحات حقيقية وليست تجميلية. ويتعرض اي علوي ينتقد النظام الى النبذ كما فعل اخوة الممثلة فدوى سليمان التي خرجت ودعمت الانتفاضة. فيما تعيش اقليات اخرى خوفا اخر، فالمسيحيون المؤيدون للنظام بشكل تقليدي يخشون من العناصر السلفية في الانتفاضة. وبعيدا عن هذه المخاوف فان ما يعمق الازمة السورية ان مؤسسات الدولة لم تعد قادرة على ممارسة مهامها ‘وتنهار ببطء’ حسب خبير، وما يقلق بال مسؤولي المخابرات هي الرشاوى التي تدفع لاطلاق سراح المعتقلين، والمال الذي يدفع لشراء السلاح وتزويده للمقاتلين، فيما يغض مسؤولو الجمارك عن شحنات الاسلحة القادمة من لبنان للمقاومة. ومن مظاهر الازمة غياب الخدمات الرئيسية وانقطاع الكهرباء وارتفاع الاسعار مما يعني ان العقوبات الدولية على سورية جعلت من مناورة النظام محدودة، واثر الازمة الاقتصادية على حياة السكان الصحية، حيث يقول الاطباء ان هناك ارتفاعا في امراض القلب وضغط الدم والكآبة.

طهران عام 2009

ويقول الكاتب ان دمشق تبدو مثل طهران عام 2009 بعد الانتخابات المزورة ذلك ان الكل يعرف ان الخبراء الامنيين الايرانيين يساعدون السوريين على قمع الانتفاضة. وفي ظل هذه الاوضاع فان احدا لا يعرف متى تنتهي الانتفاضة، فعلى الرغم من تفاؤل المعارضة الا ان لؤي حسين يقول ان الانتفاضة وصلت نهاية مغلقة وكل الاشارات تقترح ان البلاد تسير نحو حرب اهلية مفتوحة.

مع المقاتلين في عين البيضا

في تقرير انتوني لويد ‘التايمز’ من عين البيضا التقى عددا من مقاتلي جيش سورية الحر الذين يتمركزون قرب هذه البلدة الحدودية مع تركيا، ونقل عن معاناتهم وتعرضهم الدائم لرصاص القناصة. وتنبع اهمية البلدة انها بوابة الخروج من والى تركيا، حيث تصل منها المواد الغذائية والتعزيزات ويرسل عبرها الجرحى، ونقل عن ياسين قائد المجموعة التي لا تزيد عن المئة حديثه عن تأخر التعزيزات اللوجيستية والمناوشات اليومية.

وقال عملية الهروب من الجيش السوري النظامي بطيئة فاخر مجموعة وصلت الى المنطقة كانت تتكون من عقيد وسبعة جنود وصلوا قبل اربعة ايام. وتحدث ياسين عن صعوبة الحركة داخل سورية خاصة بهذا العدد القليل من المقاتلين، واضاف ان الرحلة التي كانت تستغرق ساعات اصبحت الان تستغرق كل الليل، ومن يصل اليهم من الجرحى هم ممن اصيبوا باصابات طفيفة ومن يصاب بحروح بخطيرة يموت قبل ان يصل الى المعسكر. ومثل كل مقاتلي جيش سورية الحر يرى ان اقامة منطقة عازلة يعمل منها الجيش ستعجل في نهاية النظام، و في الوقت الحالي لا توجد لدى المجتمع الدولي شهية للاستجابة لهذا الطلب. ومع ان جيش سورية الحر يقول ان لديه ما بين 15 ـ 20 الف مقاتل الا ان ياسين يرى ان العناصر ليست مشكلة ولكن في كيفية تسليحهم. وينفي ياسين اي دعم من تركيا التي تدعم المعارضة بشكل ضيق وتقيد حركتهم، مما يضطرهم للبحث عن طرق جانبية لتجنب حرس الحدود الاتراك، ويقول ياسين ان الاسلحة التي بحوزتهم اما غنموها من الجيش السوري او اشتروها من المهربين.

واضاف ان ما لديهم من اسلحة اشتروه من اموال جمعها اللاجئون في تركيا وانهم لا يملكون الا اربي جي واحد، وتحدث عن اسعار الاسلحة الباهظة التي يتجاوز بعضها خمسة الاف دولار. وتظل المساعدات المالية التي يتلقاها جيش سورية الحر قليلة،حيث نقل عن مصدر في انطاكية قوله ان ما تلقاه اللاجئون وجيش سورية الحر من المهاجرين السوريين في الخارج لا يتعدى 150 الف دولار وهو مبلغ لا يكفي الا لتوفير الاحتياجات الاساسية وشراء اجهزة اتصال وكمبيوترات للجيش. ونقل عن ياسين قوله ان مقاتلا ليبيا زار معسكره قبل شهرين، واعتقد ياسين انه سينضم اليهم لكنه رحل بعد نصف يوم وقال له ان الثورة السورية ستحتاج الى خمسة اعوام لتصل ما وصلته الليبية. طبعا لم يقل المقاتل ان الناتو كان وراء هذه الثورة.

العقوبات تدفع سوريا لوضع حرج

توقعت دراسة نشرت حديثا تأثيرا عميقا للعقوبات الغربية والعربية والتركية على الاقتصاد السوري الذي قد يبلغ هذا العام مرحلة حرجة, وهو ما من شأنه أن يفاقم الضغوط الداخلية عليه في ظل الاحتجاجات التي تستهدف نظام الرئيس بشار الأسد.

ويقول الباحث جمال باروت في الدراسة التي تحمل عنوان “آثار العقوبات في الاقتصاد الكلي السوري خلال عام 2012” إن تأثير العقوبات التي فرضت حديثا على سوريا ردا على قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية مع التأثير التراكمي للعقوبات التي فرضت عليها عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري سيفضيان إلى تداعيات عميقة على الاقتصاد السوري.

ويلاحظ باروت في الوثيقة الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن العقوبات الأميركية والأوروبية بدأت في أبريل/ نيسان 2011 لتبلغ ذروتها في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه, مشيرا إلى أن تلك العقوبات -التي ينعتها في مجملها بالموجهة والمطورة- تدرجت لتصل إلى خنق قطاع الطاقة السوري.

ولاحظ أن العقوبات الغربية باتت تسير في خط متواز مع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية, وكذلك مع العقوبات التركية والسورية المتبادلة التي تضر باقتصاد سوريا أكثر مما تضر باقتصاد تركيا.

إضعاف النظام

ويرى الباحث جمال باروت أن العقوبات في مجملها باتت عبارة عن حزمة سياسات متضافرة تقوم على محاولة إضعاف نظام الأسد، وتقليص قدراته سياسيا في الحد الأدنى، وفتح الباب أمام انهياره كحد أقصى.

وقال باروت إن سياسة العقوبات على سوريا تراهن على أثر سياسي يقلص قدرة النظام على التحكم في الوضع, ويرفع وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضده, واستمالة رجال الأعمال الداعمين للنظام, أو على الأقل تحييدهم.

ووفقا للباحث ذاته, فإن الهدف من العقوبات القائمة إحداث اختلال في بنية الاقتصاد الكلي السوري, وهو ما من شأنه أن يؤدي نهاية المطاف إلى ضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية برمّتها.

ويخلص معد الدراسة إلى أن الاقتصاد السوري سيدخل هذا العام في وضع حرج بعد طول استقرار ظاهري.

ويقول في هذا الإطار إن بلوغ الاقتصاد السوري مرحلة حرجة سيؤثر كثيرا في موازين القوى السياسية لمنظومات التحكم والسيطرة دون أن يعني ذلك تلقائيا انهيار النظام السياسي.

ويرى أن هذا كله سيكون ضمن المعادلة القائمة، وجوهرها أنه لا النظام يستطيع إخماد الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف مارس /آذار 2011, ولا الحركة الاحتجاجية يمكنها إسقاط النظام مع أنها ستضعفه وتحد كثيرا من قدرته على التحكم في الوضع العام بما قد يفضي إلى خلق توازنات داخلية جديدة, أو إلى مرحلة جديدة مفتوحة على كل السيناريوهات.

وطبقا لرأي الباحث جمال باروت, فإن هذا المآل هو جوهر الرهان الإستراتيجي للعقوبات الموجهة التي فرضت, أو التي ستفرض على سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى