أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 23 ايار 2012

 

الجيش السوري الحر ينفي مسؤوليته عن خطف لبنانيين في سورية

بيروت- ا ف ب -نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته في خطف مجموعة من الحجاج الشيعة اللبنانيين في سورية، حسبما اعلن قيادي في هذه القوة المؤلفة من منشقين عن الجيش النظامي

واعلن مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش الحر الذي يتخذ مقرا له في تركيا ان “الجيش السوري الحر غير مسؤول ابدا. نحن لا نؤمن بذه الطريقة. هذه محاولة لتشويه الجيش الحر”.

واضاف “هذه ليست من اخلاقيات الثورة وانا ارجح ان يكون من فعل النظام” مضيفا ان النظام السوري “يريد ان تحترق المنطقة”.

وكانت الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان اعلنت عن خطف 13 لبنانيا شيعيا في حلب شمال سورية بينما كانوا في طريق عودتهم من زيارة لاماكن شيعية مقدسة، ونسبت الوكالة واقرباء لهم عملية الخطف الى الجيش السوري الحر.

وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اعلن انه سيتم الافراج عن هؤلاء اللبنانيين “في الساعات المقبلة”.

سورية: «أنسميس» تقدم تقريرها الخميس ومعلومات عن الانتقال إلى المرحلة التالية

نيويورك – راغدة درغام؛دمشق، بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

تعرضت بلدة البصيرة في دير الزور التي يتمركز فيها المئات من معارضي النظام إلى قصف بالمدافع المضادة للطائرات ومداهمات وذلك بعد قليل من زيارة قام بها المراقبون الدوليون للبلدة حيث خرج المئات لاستقبالهم. وأفاد ناشطون وشهود أن قوات النظام أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين لمنعهم من استقبال المراقبين، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين. وتقدم بعثة المراقبين في سورية (أنسميس) تقريرها الخطي الأول عن عملها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غداً الخميس، عملاً بقرار مجلس الأمن ٢٠٤٣ على أن يناقش المجلس التقرير، المتوقع أن يكون في نحو ٦ صفحات، الأربعاء المقبل ويستمع في اليوم نفسه الى إحاطة من المبعوث الخاص كوفي أنان، بحسب مصادر مجلس الأمن.

وواصل المراقبون زيارتهم لمناطق عدة في سورية، بينها بلدة نوي في درعا وخان شيخون في إدلب.

وأفاد ناشطون أن المراقبين نجحوا في خان شيخون في التوسط بين المعارضين والسلطات السورية لإطلاق سراح ثلاثة معتقلين من المدينة احتجزوا منذ نحو أسبوعين، مقابل تسليم المعارضين دبابة تابعة للنظام تم الإستيلاء منتصف الشهر الحالي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخاص قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحي القابون في دمشق، كما سمعت فجراً أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة دوما بريف العاصمة قبل أن تدخل القوات النظامية إلى أحيائها وتنتشر في محيطها.

من جانبها افادت الهيئة العامة للثورة السورية أن أربعة أشخاص قتلوا في كل من درعا وحماة وإدلب وحمص. وأوضحت أن حي القصور بحمص استهدف بقصف عنيف بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة.

في موازاة ذلك، وفي شريط فيديو بث أمس على موقع «اوغاريت» المعارض أعلن العميد حيدر حسن ناصر من وزارة الداخلية انشقاقه وانضمامه إلى المعارضة. وقال العميد ناصر الذي أظهر بطاقة هويته خلال التسجيل انه ينشق «لما حدث في سورية من جرائم… خاصة حيي القصور والخالدية في حمص».

وفي نيويورك، أكدت مصادر وثيقة الصلة بقيادة «أنسميس» أن البعثة «أصبحت مستعدة للبدء في المرحلة الثانية من عملها بعدما شارفت على استكمال انتشارها بكامل قدراتها». وقالت إن في سورية اليوم ٢٦٦ مراقباً عسكرياً من أصل ٣٠٠، إضافة الى ٨١ موظفاً مدنياً، وإن «البعثة ستكون قد أنجزت انتشارها الكامل بحلول الأربعاء المقبل»، موعد جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة تقرير البعثة والاستماع الى أنان.

وعلقت مصادر غربية على الكلام عن «الانتقال الى المرحلة الثانية» بالقول ان «الانتقال الى العملية السياسية في سورية لن يكون مهمة سهلة على الإطلاق مع استمرار النظام السوري في أعمال العنف وعدم تقيده بالتزاماته». لكنها شددت على «أن إمكان تحقيق تقدم لا يزال قائما وألا لما كنا أرسلنا المراقبين الدوليين الى سورية». وقال قائد بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود «إنه لمن المشجع أن نرى مدنيين ومراقبين عسكريين يؤكدون أن إرادة الحوار تزداد باضطراد»، في سورية. وأضاف ان النقاش الآن هو حول «كيفية بناء الثقة على الأرض من خلال إجراءات وخطوات، والانتقال من هناك الى السير في الاتجاه الإيجابي».

الكاتب الفلسطيني سلامة كيلة تعرض «لتعذيب شديد» خلال اعتقاله

دمشق، لندن – «الحياة»، أ ب – ندد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ «الوحشية الشديدة» التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية السورية مع المعتقلين لديها، وبينهم المفكر الفلسطيني سلامة كيلة الذي تعرض «لتعذيب شديد» قبل إبعاده من سورية. ووزع المرصد صوراً لكيلة تبدو فيها آثار رضوض قوية وآثار حروق على ذراعي كيلة وساقيه.

وكان كيلة اعتقل في نهاية نيسان (أبريل)، وقامت السلطات السورية بإبعاده أخيراً عن الأراضي السورية، وفق المرصد السوري.

وجاء في بيان المرصد: «تتعامل السلطات السورية من خلال أجهزتها الأمنية مع المعتقلين لديها بوحشية شديدة بغية ترهيبهم وكسر إرادتهم ومعنوياتهم. ولا يهم إن كان المعتقل مثقفاً أو طبيباً أو عاملاً أو حتى مفكراً فكل من يعارض النظام هو مجرم يجب قمعه وتعذيبه».

وأضاف: «إن سياسة التعذيب الممنهجة التي تقوم الأجهزة الأمنية… باتباعها أدت حتى الآن إلى مقتل الكثير من المعتقلين بسبب التعذيب الشديد، ومن كان محظوظاً منهم يخرج بعاهات مستديمة أو بآثار جسدية ونفسية لا تحصى».

وتابع أن حالة المفكر الفلسطيني المقيم في سورية سلامة كيلة هي «نموذج لما يحدث في سجون النظام»، مشيراً إلى أن كيلة تعرض «عقب اعتقاله الأخير في 23 نيسان، إلى تعذيب شديد أدى إلى نقله إلى مستشفى تشرين وتحديداً إلى الطبقة السادسة التي تعتبر عملياً فرعاً طبياً للأجهزة الأمنية يتم نقل ضحايا التعذيب إليه عندما يصلون إلى مرحلة ما قبل الموت ولا يكون النظام راغباً في موتهم». وذكر أن «السلطات أبعدت» كيلة عن سورية «على رغم أنه يعيش فيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً». كما أن زوجته سورية وهي الناشطة ناهد بدوية.

وأشار المرصد إلى أن «التعذيب الشديد في السجون والمعتقلات السورية أصبح من السياسات البالغة الخطورة التي يجب التوقف عندها مطولاً وتشكيل لجان تحقيق مستقلة فيها»، وأن أعداد ضحاياه وصلت إلى «أرقام مفزعة».

وسلامة كيلة من مواليد مدينة بيرزيت في فلسطين سنة 1955، حائز على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد سنة 1979.

وهو ناشط في المجتمع المدني، وسبق أن أوقف مرات عدة في سورية سجن في إحداها لمدة ثماني سنوات، وهو يكتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية.

وقد نددت منظمات عدة للدفاع عن حقوق الإنسان بممارسات التعذيب في حق المعتقلين في السجون السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011.

معارض سوري: الشارع «غير طائفي» ومن مصلحة العلويين تغيير النظام

عمان – رويترز – حض المعارض السوري معن عاقل أبناء طائفته العلوية على عدم الخوف على مصيرهم في حالة سقوط النظام الحالي، قائلاً إن نهاية الشمولية هي أفضل ضمان لاستمرار بقاء طائفته في البلاد.

ويرى عاقل أن عدم ربط مصير العلويين بمصير النظام الحالي أمر في غاية الأهمية بالنسبة اليهم.

وعاقل كاتب يجوب سورية ويوثق للانتفاضة القائمة منذ 14 شهراً بالتصوير والكتابة والمقابلات.

وأقر بالخوف الذي تولد لدى العلويين تجاه مستقبلهم لكنه يقول إن الديموقراطية هي أفضل ما يمكنه أن ينزع فتيل الغضب إزاء ربط العلويين ككل بنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال: «العلويون خائفون من المستقبل ولكن الكثير من السوريين أيضاً خائفون… إذا انتصرت الثورة السورية وجاءت الديموقراطية فالموضوع الطائفي هو أهون الشؤون لأنه سيحل».

وفر عاقل (46 سنة) من سورية الشهر الماضي وجرى تهريبه إلى الأردن مع مجموعة من الأسر السنية من حمص لم تكترث بوجود علوي بين أفرادها رغم معاناتها من قمع النظام.

وقال: «الشارع غير طائفي… لم يسألني أحد عن طائفتي إلا عند حواجز الجيش».

وقال عاقل إن تركز الثروات في ايدي المقربين من النظام عزز اعتقاد السنة بأن العلويين كطائفة مميزون في ظل حكم الأسد في حين أن حال أغلبهم في واقع الأمر ليسوا أفضل كثيراً من باقي السكان.

وبعد أن سجن تسع سنوات خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد احتجز عاقل لمدة ثلاثة أشهر بعد كتابة سلسلة من التقارير عن الفساد. وأفرج عنه قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) من العام الماضي.

وناشد عاقل النظام معالجة الفساد والحد من القمع وإلا واجه مصير انظمة عربية أطيح بها.

لكنه أبدى تشككه في اتخاذ مثل هذه الخطوات ويرى أن أفضل فرصة للانتقال إلى الديموقراطية بأقل قدر من إراقة الدماء تكمن في تحرك أعضاء من النخبة الحاكمة ضد رأس النظام، لكنه أقر بأن دائرة الرئيس المقربة لا تبدي أي مؤشرات على تغيير موقفها.

وقال عاقل «النظام غير مستعد للاعتراف بتداول السلطة وحقوق الناس. لم يحاسب أياً من عناصره على القتل وهو لا يستطيع ذلك». ومضى يقول إن الأسد يكرر الاستراتيجية التي انتهجها والده خلال الثمانينات عندما قضى على تمرد لجماعة الاخوان المسلمين.

وقال عاقل في المقابلة التي أجريت بمقهى في العاصمة الأردنية عمان «هو سلّح الشبيحة. يحاول أن يعيد سيناريو الثمانينات. ولكن لم يكن هناك آنذاك ثورة شعبية مسلحة ضدهم. وهو لا يدرك الفارق. في ظل ثورة شعبية إعادة السيناريو هو حماقة».

وتابع «النظام حريص على تفسير الوضع طائفياً كاتهاماته للثورة بالسلفية والإرهاب والعصابات المسلحة وما إلى ذلك. ولكن الجوهر… هو ثورة وطنية وصراع مع الاستبداد».

وقال الكاتب اليساري إن على السوريين العلمانيين والعلويين تقبل فكرة صعود الإسلاميين في الانتفاضة.

وأضاف: «أين المشكلة إذا كانت الديموقراطية ستأتي بإسلاميين؟ ليأتوا وليواجهوا الواقع طالما أنهم سيقرون بتداول السلطة والديمقراطية».

وتابع: «المهم ألا تتحول الثورة السورية كالإيرانية إلى استبداد ديني».

وأردف قائلاً «ليس المطلوب من العلويين أكثر من أن يلتزموا الحياد. هذا نظام انتهى. هو ميت سريرياً. حتى إذا رجع المتظاهرون إلى بيوتهم وألقى الثوار أسلحتهم فالمواطن سينظر إلى الجيش على أنه جيش احتلال».

الجدار الدمشقي «المشقوق» لا يلائمه سوى الهدم

أبوظبي – الشيماء خالد

على خشبة مسرح «كاسر الأمواج» في أبوظبي، استضاف مركز الشيخ سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مسرحية «سوناتا الربيع» على مدار ليلتين متتاليتين، غص المسرح خلالهما بحضور واسع لجمهور سوري وإماراتي وعربي بدا متفاعلاً مع أحداث العالم العربي، وبخاصة الحدث السوري. والمسرحية ستواصل جولة على عواصم عربية وغربية.

< حول فكرة «سوناتا الربيع»، التقى الكاتب جمال آدم والمخرج ماهر صليبي والممثل مازن الناطور، يحركهم الشوق الى دمشق وذكريات ياسمينها، واتفقوا على إنجاز عرض مسرحي يعالج رؤيتهم لما يحدث في سورية. خلال هذا العمل المونودرامي، يطل الناطور على خشبة المسرح في شخصية أستاذ التاريخ «أبو حسن»، الذي فقد تقريباً كل ما يملك مادياً ومعنوياً، ويسرد حكاياته مرتدياً زي العامل، بين عبوات الدهان وأدواته، في بيت يحاول إصلاح شق في جداره.

هنا يستدعي هذا العامل الذاكرة في محاولة لتجاوز الألم، فنذهب معه إلى ذكرياته في فرنسا حين فضل دراسة التاريخ على الطب، وبداية أزماته بعد عودته الى بلاده ليعمل مدرّساً في الجامعة، حين يرفض بيع ضميره وإنجاح طالبة فاشلة لمجرد أن والدها مسؤول مهم في الدولة، فيعتقل ويعذب، ويموت والده بعد استجوابه بدروه، وتضطر زوجته ماريا إلى تركه، آخذة ابنتهما «سوناتا» معها إلى فرنسا. يحكي «أبو حسن»، في حال بين الأسى والانكسار والصراخ، مستمراً في عمله كدهّان الذي لجأ إليه حتى لا يهان، كما يبرر في المسرحية، محاولاً باستماتة إصلاح الشق العنيد الذي يجده يزداد عمقاً يوماً بعد آخر.

سورية معذبة اليوم، حاضرة بقوة، بل لا حضور لغيرها في الرموز والمعاني، وعلى لسان «أبوحسن» كذلك: «الكل بيحب الشام… أي بلد بالعالم إلو حضارة وإلو تاريخ هيك بيصير فيه». ويغرق في موجة من الضحك متراقصاً أحياناً على أغنيات يدندنها لصباح وفيروز وشادية وعبد الوهاب، ثم ينتفض قائلاً: «كل اللي إجو ع هالبلاد ما خلدوا فيها. هي البلاد لأهلها. كل مين بيطمع فيها بتطردو». وفي موجة الأمل والإيمان يقول: «ما حدا قدر يروضها. على طول هي بتروض الكل وما بتستسلم لحدا مين ما كان يكون، الكل بيستسلم عندها وهي لا تستسلم لحدا».

النكسة والنكبة

وبين الركض في أرجاء الذاكرة والاستراحة على أطلال اليوم يجلس «أبو حسن» أحياناً ليتحدث هو الآخر، في لعبة إخراجية لماهر صليبي استطاع عبرها أن يدفع المشاهد لحل الرموز بين حوار الشخصيتين أو الذاتين في «أبو حسن». يقترب المشاهد من معاناته أكثر في عرض على شاشة ظهرت محل النافذة كشريط ذكريات عزيزة ولحظات إنسانية مؤثرة، تظهر فيها صور تعني لأبي حسن الكثير، كصورة ابنته وزوجته وصورة والده ومعذبيه. وبالعودة الى ما قبلها يتصاعد الأثر والزخم الإنساني وتندفق المشاعر حين كان يتقمص شخوصاً مروا في حياته، كجده الذي جاء ذكره كنوع من الترحم على الماضي ومقارنة الأمس باليوم. يتذكر قهوة الجد وسيجارته وتعنيفه له حين سرق مرة واحدة منه في صغره: «ياعيب الشوم! ليش تدخن ولي! بدك تصير متلي؟ شو مر عليك لتدخن! نحنا مر علينا النكسة والنكبة والبلاوي كلها». حينها يعود أبو حسن الى الواقع ويعبث بفرشاة الدهان والدلاء أمامه ويجيب جده أخيراً فيقول: «يا جدي اليوم أرد عليك، نحنا يمر علينا كل يوم النكسة والنكبة».

خلال العرض المسرحي يضج الجمهور ضاحكاً حيناً ويصفق بحماسة حيناً، وعندما ارتقى أبو حسن السلم باحثاً عن سقف لم يجده نظرالى الشق البشع في الجدار قائلاً: « بالسيف بالكيف بدك تتصلح، الناس بدها فعل مو حكي، بتفكر إصلاحاتي متل إصلاحاتن». ويسود الصمت ويشيع جو من الشعور بالأسف لديه حين يتلمس الحائط قلقاً، فيتمتم أنه يجب أن يُعاد بناء كل ما في البيت.

ويستمر أبو حسن بين تلك الشخوص متكئاً على ثنائية ذاته في الصورة المسرحية نفسها، مسقطاً كل ذلك على سورية بلاده الحبيبة والبريق الحقيقي في حياته الذي جعله صامداً رغم الويلات، ويهجم على الحائط ليهدمه، وليختم العمل بقصيدة محمد الماغوط الشهيرة: «تركوا لنا بقايا الشمس لندفأ – بقايا الموائد لنأكل (…).

وفي حديث خص به «الحياة» يقول جمال آدم: «نحن لا نملك مدافع ولا قنابل، سلاحنا الوحيد القلم وساحتنا المسرح. حاولنا وضع تصورات مفتوحة على القضية السورية، ففي منزل بأربعة أعمدة وثلاثة جدران تمثل الوضع السوري، والدهّان –الإنسان في زمن القسوة- يقوم بإصلاح صدع يعود في اليوم التالي ليكبر ويتعمق أكثر، وهذا الصدع هو وضعنا نحن. وبين الدراما وجرعات كوميدية، حاولنا وضع تصور مستقبلي بجهودنا الذاتية، وبعد هذا العرض في الإمارات، فإن «سوناتا الربيع» ستقدم في ألمانيا وواشنطن والجزائر وبيروت».

13 قتيلاً في أعمال العنف بسوريا

وأنقرة ترى الجهود الدولية “غير كافية”

    (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تواصلت الاحداث الامنية في سوريا موقعة 13 قتيلاً بينهم سبعة من القوات النظامية السورية وشخص من المنشقين وخمسة مدنيين.

وقتل خمسة أشخاص في انفجار عبوة ناسفة في حي القابون بدمشق أحد الاحياء التي تشهد احتجاجات بشكل مستمر. واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة ونفذت حملة دهم واعتقالات فيها.

وفي محافظة ادلب أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان القوات النظامية تستخدم المروحيات لقصف بلدة كفرومة والاحراج المجاورة لها مما أدى إلى مقتل مدني وسقوط عشرات الجرحى.

وفي المنطقة عينها، قال المرصد إن اربعة من أفراد القوات النظامية قتلوا في اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة والقوات النظامية السورية وأدت الى تدمير ناقلة جند مدرعة واعطاب أخرى.

وأضاف ان مدينة خان شيخون في محافظة ادلب تتعرض لاطلاق نار من الرشاشات الثقيلة، كما أصيب ستة من افراد الامن بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة في مدينة ادلب. وزار وفد من المراقبين الدوليين  بلدة معرة مصرين في ادلب.

دمج “الثورة” و”تشرين”

على صعيد آخر، صرح وزير الاعلام السوري عدنان محمود “إن مجلس الوزراء وافق على تحويل مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر إلى شركة مساهمة وفق قانون الشركات باسم الشركة السورية للاعلام والنشر تصدر عنها صحيفة مركزية جديدة تحل محل صحيفتي تشرين والثورة “. وأضاف:  “إن عملية دمج الصحيفتين ستنتج منه صحيفة واحدة تسمى “تشرين” وستكون بمواصفات ومعايير عالمية تواكب بيئة الإعلام المعاصر على المستوى التحريري والأخراجي والإعلامي وتلبي الحاجات المعرفية والإعلامية للرأي العام وتكون قادرة على المنافسة في ظل التحديات التي فرضتها الصحافة الالكترونية على الورقية”.

غول

ديبلوماسياً، رأى الرئيس التركي عبدالله غول ان الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمعالجة الازمة السورية غير كافية. وقال في خطاب القاه في شيكاغو غداة قمة حلف شمال الاطلسي: “حتى الان، بدا المجتمع الدولي ضعيفاً في جهوده للتعامل مع الازمة” في سوريا. وأكد ان تركيا “تبذل ما في وسعها لتخفيف معاناة الشعب السوري” باستقبالها نحو 23 الف لاجىء سوري، الى مسؤولي المعارضة السياسية السورية وقادة “الجيش السوري الحر” الذي يضم منشقين من الجيش النظامي.

مصر

■ في الرياض، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عقب محادثات مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل، إن مصر من أوائل الدول التي أصدرت بياناً بأنه لايمكن قبول ما يدور على الأرض السورية والعنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري، وانه لا بد من وضع حد فوري له ولا حل أمني أو عسكري للازمة وإنما بدء حوار بين النظام وجميع طوائف الشعب للاستجابة لمطالبه المشروعة.

وأشاد بمهمة وخطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان والتى تتضمن ست نقاط، مؤكداً أن “مصر تدعم هذه الخطة وتدعم دوره على أمل أن يؤدي ذلك إلى وقف إراقة الدماء وحل سياسي لانهاء الازمة التي لا نقبل باستمرارها”.

اوروبا والاردن

■ في عمان، دعا الاتحاد الاوروبي والاردن الى وقف العنف في سوريا، مؤكدين ان “طريق الاصلاح يفضي الى ضمان مستقبل أفضل لسوريا”. وأفادت وكالة الانباء الاردنية “بترا” ان وزير الخارجية الاردني ناصر جودة والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون ناقشا    “تطورات الاوضاع على الساحة السورية”، ورأى الجانبان “وجوب وقف اراقة الدماء فى سوريا والسير في طريق الاصلاح الذي يفضي الى ضمان مستقبل أفضل لسوريا”.

خطف 3 ايرانيين

■ في طهران، أفادت وكالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للانباء “إرنا” ان القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بدمشق عباس غلورو اعلن خطف ثلاثة  سائقين إيرانيين دخلوا سوريا عبر الحدود التركية. وأشار إلى أن السائقين الثلاثة خطفوا الاثنين من غير أن يذكر المكان الذي خطفوا منه. وأسف لأن السائقين، على رغم تحذير السلطات الإيرانية لمواطنيها من التوجه براً إلى سوريا، دخلوا البلاد من دون التنسيق مع المسؤولين في السفارة.

وكان مواطنون إيرانيون خطفوا في سوريا خلال الأزمة المستمرة منذ أكثر من سنة، بينهم زوار للأماكن المقدسة ومهندسون أفرج عن معظمهم في وقت لاحق.

فيلتمان قريباً في الأمم المتحدة: هل يطل

على قضايا الشرق الأوسط من البوابة الأممية؟

    ريتا صفير

“الامر يبدو اشبه بسر “بوليشنيـل”. بمعنى آخر، الكل يتحدث عن سر التعيين لكن الكل ايضاً يحتفظ به… لنفسه”. هكذا يعلق احد السياسيين اللبنانيين على الاتجاه الى تعيين سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان سابقا جيفري فيلتمان مساعدا للأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية.

بسرعة البرق، انتشر الخبر في الاوساط الديبلوماسية والسياسية محليا. وبالسرعة نفسها، توالت ردود الفعل، لبنانيا وفي نيويورك، فيما تولت المواقع الالكترونية الاممية ومراكز الدردشات نقل جانب من المناقشات التي احاطت التسمية وتداعياتها. وهي مناقشات راوحت بين مؤيد “للديبلوماسي المخضرم” الذي يلم بألاعيب السياسة الشرق الاوسطية وخفاياها، ومنتقد لما سمي “سيطرة امبريالية” ممكنة على السياسات الاممية.

في بيروت، تنأى السفارة الاميركية بنفسها عما يحكى ويشاع في هذا الصدد. وقد رفض مصدر ديبلوماسي اميركي في اتصال مع “النهار” التعليق على المسألة. في المقابل، لا يبدو احتمال تبوّؤ فيلتمان منصبه الجديد من وجهة نظر اوساط سياسية وديبلوماسية جديداً، وهو انتصار للديبلوماسية الاميركية واللبنانية على حد سواء، علماً ان القرار الاخير في هذا الشأن يبقى بين يدي الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون.

فالسفير الخبير في شؤون الشرق الاوسط وشجونه كان راكم جزءا كبيرا من خبرته في “بلاد الارز”، الى اربيل في العراق واسرائيل، ليغدو احد المتضلعين من ملفات  المنطقة. وليس خافيا ان منصب مساعد للامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية هو احد ادق المناصب الاممية، اذ يجعل شاغله ممسكا في توقيت شرق اوسطي دقيق بأكثر من ملف، في مقدمها الازمة السورية وتداعياتها المتواصلة منذ اكثر من 14 شهرا، في ظل التعويل الاممي-العربي المستمر على خطة الامين العام للامم المتحدة السابق كوفي انان للخروج من الازمة، فالنزاع العربي – الاسرائيلي، مع تكثيف الجهود الدولية لاعادة ضخ بعض الحياة على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي و”ملحقاته”، وصولا الى المفاوضات الجارية مع ايران. وتتجه الانظار في هذا الاطار الى النتائج العملية التي يمكن ان تسفر عن لقاء بغداد بين طهران ومجموعة الـ 5+1 بعد الاجواء الايجابية التي رافقت الاجتماع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اما لبنانيا، فمن الواضح ان البلاد باتت “اكثر انكشافا” حيال تطور الازمة في سوريا بدءا من الخاصرة الشمالية، وهو ما استلزم ويستلزم تحركا امميا على اكثر من جبهة. وفي حين اعرب بان كي – مون عن “قلقه” من التوتر الذي شهده لبنان داعياً الى”بذل كل الجهود لاستعادة الهدوء”، باشر المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مروحة اتصالات وزيارات للاطراف، مرفقا دعواته الى نبذ العنف مع مناشدات لمعاودة الحوار.

في اي حال، ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فإن تعيين بديل من الاميركي لين باسكو الذي امضى قرابة 5 اعوام مساعدا للامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية هو قيد البحث منذ فترة، وتعود الاتصالات في هذا المجال الى اشهر خلت، وتحديدا نهاية العام المنصرم. فمنذ كانون الاول الماضي، تكثفت المشاورات بين مسؤولين في المنظمة الدولية والدول المعنية، ولاسيما منها الولايات المتحدة وبريطانيا، لبتّ الترشيحات الممكنة لهذا المنصب، وخصوصاً ان جنسية بعض المرشحين لهذا المركز تخضع عموما لمبدأ المداورة بين الدول. وقد تردد حينها اسم السفير الاميركي في تشيلي اليخندرو وولف الذي عمل نائبا لرئيس البعثة الاميركية لدى الامم المتحدة السفير زلماي خليل زاد  كأحد المرشحين لخلافة باسكو. وكانت سبقت المشاورات المتعلقة بتعيين مساعد للشؤون السياسية، تسمية الفرنسي ايرفيه لادسو الذي زار دمشق في ايلول الماضي، مساعدا للامين العام لعمليات حفظ السلام.

ومعلوم ان باسكو خدم  سفيرا للولايات المتحدة في اندونيسيا خلال ولاية الرئيس جورج بوش بين 2004 و2007، وعين نائبا لمساعد وزير الخارجية للشؤون الاوروبية والآسيوية. وشغل في مسيرته الديبلوماسية مناصب في موسكو وبيجينغ وهونغ كونغ. وهو زار لبنان في كانون الثاني الماضي في عداد الوفد الذي رافق الامين العام للامم المتحدة الى بيروت، الى جانب الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط والمكلف تطبيق القرار1559 تيري رود – لارسن.

ويبقى هل يطل فيلتمان على شؤون الشرق الاوسط الشهر المقبل، مع انتهاء ولاية باسكو، من البوابة الاممية هذه المرة؟ وهل يعطي اي تغيير متوقع في هذا المنصب دفعا جديدا للسلام؟

مجموعة سورية مسلحة تخطف 11 لبنانياً قرب الحدود التركية .. وإجماع وطني على الإدانة

الملك عبد الله قلق لاستهداف السنّة ويشجّع الحوار .. وسليمان إلى السعودية؟ المـولـوي يعـود بسـيـارة الصـفـدي إلـى «المـيـدان» بطـلاً محـرراً .. وميقـاتـي يسـتقـبـلـه

ما كادت رياح «الفوضى المتنقلة» تهدأ قليلاً بالتزامن مع الإفراج عن الموقوف شادي المولوي، حتى هبت من حلب هذه المرة، مع خطف 11 لبنانياً على أيدي مجموعة مسلحة تردد أنها تنتمي الى الجيش السوري الحر، ما أثار ردود فعل غاضبة في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع، حيث لجأ مواطنون غاضبون الى قطع الطرق والتهديد بخطف سوريين مقيمين في لبنان، الأمر الذي استدعى تدخلاً مباشراً من الرئيس نبيه بري والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله لإقناع المحتجين بمغادرة الشارع، وترك الاتصالات السياسية تأخذ مداها، فيما كان لافتاً للانتباه ان الرئيس سعد الحريري أدان عملية الخطف واتصل ببري متضامناً في أول تواصل بين الرجلين منذ فترة طويلة.

وعلى وقع الأحداث المتنقلة، جاءت برقية الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لتعبر من جهة عن خطورة المرحلة التي يمر فيها لبنان، ولتعيد التذكير من جهة أخرى بمدى تأثير الخارج على تركيبته الهشة، وباستعداده للتدخل المباشر متى اقتضت الحاجة، من أجل إعادة تثبيت قواعد اللعبة، أو ترسيم الخطوط الحمر.

وكان واضحاً أن برقية الملك اعتمدت لغة مركبة، اتخذت في جانب منها طابعاً حازماً وحاداً عبر إبداء «القلق من استهداف إحدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني»، في موقف لافت للانتباه ويكاد يكون غير مسبوق في قاموس الأدبيات السعودية حيال لبنان، لما تضمنه من إيحاء واضح بان إحدى الطوائف اللبنانية (الطائفة السنية) تحظى بحماية المملكة، في مواجهة التهديد الذي تتعرض له (من دون تحديد واضح لطبيعة هذا التهديد).

ولكن البرقية الملكية التي حذرت من خطر الفتنة الطائفية والحرب الأهلية، عادت واستدركت نبرتها المرتفعة، وفتحت ثغرة في الأفق المسدود عبر مخاطبة الملك عبدالله للرئيس سليمان بالقول: اننا نتطلع إلى حكمة فخامتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة، وفي الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني اللبناني، وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، خصوصاً الأزمة السورية المجاورة لها.

ويمكن القول إن الملك السعودي بدا في هذا الجزء من رسالته متناغماً مع الرؤساء الثلاثة، سواء في دعمه لاستئناف الحوار ام في تأييده لسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها حكومة نجيب ميقاتي، بحيث ظهر الطرح السعودي في هذا المجال متعارضاً مع موقف حلفاء الرياض، ولاسيما

الرئيس سعد الحريري الذي يرفض معاودة الحوار ويهاجم خيار النأي بالنفس، الى حد مطالبة ميقاتي بالاستقالة.

وعلمت «السفير» ان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أبلغ سليمان خلال لقائه به أمس تشجيع القيادة السعودية على معاودة الحوار بين الأطراف اللبنانية. وفي المعلومات أن رئيس الجمهورية تداول مع عسيري في زيارة قريبة له الى الرياض، يليها على الارجح انطلاق الحوار.

بري يرحّب

وقال الرئيس نبيه بري تعليقاً على برقية الملك عبدالله إنها تنطوي على دعوة صريحة الى الحوار وتعكس تأييداً واضحاً لسياسة لبنان في النأي بالنفس عن الازمة السورية، لافتاً الانتباه الى انه لو استجاب المعنيون لدعوته الى معاودة الحوار، والتي أطلقها قبل أحداث بيروت وعكار، لكان بالإمكان تفادي المخاطر التي تحدق بلبنان.

واعتبر بري ان الاتصال، الذي أجراه الرئيس سعد الحريري به أمس، بعد خطف اللبنانيين في سوريا، يشكل مبادرة إيجابية، مضيفاً: رب ضارة نافعة.

ميقاتي: سياستنا صائبة

وقال الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» إن برقية الملك عبدالله تؤكد مرة أخرى صوابية السياسة التي تعتمدها الحكومة في النأي بالنفس عن تداعيات الازمة السورية، داعياً البعض الى أن يقرأ جيداً كلام الملك السعودي، وان يكف عن التهور.

وأكد ميقاتي أن «اتحادنا يحول دون استهداف أحد في لبنان»، معتبراً انه إذا ضعفت أي طائفة فإن لبنان كله يضعف. ودعا اللبنانيين الى أن يتواصوا بالصبر، مشيراً الى ان «البلد يمر في وقت صعب وهناك أمور خارجة عن إرادتنا، ولكن إذا خرجنا من الحسابات الانتخابية المبكرة، وتعاملنا بمسؤولية، فأنا واثق من أننا نستطيع تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة».

نص البرقية

وكان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز قد أكد في برقية أرسلها إلى الرئيس ميشال سليمان «إن المملكة العربية السعودية تتابع ببالغ القلق تطورات أحداث طرابلس، خصوصاً لجهة استهدافها لإحدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني». وأضاف: إن المملكة العربية السعودية، وانطلاقاً من العلاقات الأخوية بيننا والحرص على أمن لبنان واستقراره في ظل سيادته ووحدته الوطنية والإقليمية، لم تألُ جهداً في سبيل الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه بدءاً من اتفاق الطائف ووصولاً لاتفاق الدوحة.

واشارت البرقية الى كل ما بذلته المملكة ودول مجلس التعاون من جهود «في سبيل دعم لبنان اقتصادياً لتحقيق نمائه وازدهاره».

وشدد الملك السعودي على «أن هذه الجهود، مهما بلغ حجهما، ووصل مداها سوف تظل قاصرة إن لم تستجب كافة الأطراف اللبنانية الفاعلة لها، وتغلّب مصلحة الوطن اللبناني أولاً على ما عداه من مصالح فئوية ضيقة، أو خدمة مصالح أطراف خارجية لا تريد الخير للبنان ولا للمنطقة العربية عموماً».

وختم برقيته بالقول: نظراً لخطورة الأزمة وإمكانية تشعبها لإحداث فتنة طائفية في لبنان، وإعادته، لا قدر الله، إلى شبح الحرب الأهلية، فإننا نتطلع إلى حكمة فخامتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة، وفي الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني اللبناني، وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، خصوصاً الأزمة السورية المجاورة لها.

رئاسة الجمهورية

وفي سياق متصل، جددت مصادر رئاسة الجمهورية تمسك الرئيس سليمان بالحوار وفق العناوين التي حددها وهي الآتية:

1 – البحث في سلاح المقاومة من ناحية الاستراتيجية الوطنية للدفاع.

2 – البحث في السلاح داخل المدن وخارجها، وهذا البند أصبح ملحاً في ضوء الاحداث الامنية الاخيرة.

3 – تنفيذ مقررات الحوار الوطني السابقة بشأن نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها.

4 ـ إمكان التفاهم على أي بند يوافق الاقطاب على تناوله خلال الحوار، اضافة الى اعتماد الاولوية في مقاربة هذه المواضيع وفق ما يرتأون أنه اكثر الحاحاً.

وأوضحت المصادر «ان هناك افكاراً يجري تداولها لجهة كيفية بلورة ظروف الدعوة الى الحوار وتتمحور حول توجهين، أولهما، توجيه رئيس الجمهورية نداء او رسالة متلفزة يحدد فيها المخاطر والموجبات. وثانيهما، معاودة عقد لقاءات ثنائية مع أقطاب هيئة الحوار لبلورة مشتركات بنتيجة الحوار معهم، تنتج دعوة الى اعادة اطلاق الحوار الوطني».

المخطوفون اللبنانيون

الى ذلك، انشغل اللبنانيون أمس على مختلف المستويات بحادثة خطف 11 لبنانياً في منطقة حلب السورية، على ايدي مجموعة مسلحة قيل انها تنتمي الى «الجيش السوري الحر»، بعدما اجتازوا الحدود التركية – السورية، في طريق عودتهم من أداء مناسك زيارة العتبات المقدسة في إيران، بينما عمدت السلطات السورية إلى تأمين انتقال 51 امرأة وخمسة رجال ممن شاركوا في هذه الزيارة، من حلب إلى بيروت، بطائرة وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي قرابة الواحدة الا ربعا بعد منتصف الليل، حيث كان في استقبالها وفدان نيابيان من «حزب الله» و«حركة امل» الى جانب الاهالي وحشد اعلامي.

وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت الاتصالات ما تزال ناشطة بين رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة وقيادتي «حزب الله» و«أمل» من جهة، وبين السلطات السورية والدول الفاعلة إقليمياً، ولاسيما تركيا، من جهة أخرى، للإفراج عن المخطوفين.

وقد أجرى سليمان اتصالات مكثفة لتأمين الافراج عن المخطوفين شملت القيادتين السورية والتركية وبري وميقاتي، وتلقى اتصالا من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد شكره فيه باسم السيد حسن نصر الله، لاهتمامه الفوري بالقضية. كما اجرى بري اتصالات شملت القيادة التركية، وتلقى اتصالاً من الرئيس سعد الحريري الذي استنكر عملية الخطف واعتبر انها تطال جميع اللبنانيين.

ومن ناحيته، اتصل ميقاتي بوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي كان متواجداً في شيكاغو للمشاركة في أحد المؤتمرات، وقد أبلغه أوغلو ان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيتصل به، فيما قال ميقاتي لـ«السفير»: لقد عرفنا اين هم المخطوفون، ونحن نبذل أقصى جهودنا للإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن.

كما اتصل وزير الخارجية عدنان منصور بوزراء خارجية سوريا وتركيا والكويت.

تخلية المولوي

في هذه الأثناء، أخلى القضاء أمس سبيل الموقوف شادي المولوي بكفالة مالية، مع منعه من السفر، وهو إجراء بدا انه تم استجابة لضغوط هائلة، على حساب هيبة الدولة، من جيش وأمن عام، استناداً الى قاعدة ان ضرورات حماية الاستقرار المهدّد تبيح المحظورات، فيما كان لافتاً للانتباه ان الرئيس ميقاتي استقبل المولوي، بينما تولت احدى سيارات الوزير محمد الصفدي نقله الى طرابلس، حيث أُعد له استقبال الابطال.

وتعليقا على تخلية سبيل المولوي، قالت مصادر امنية معنية لـ«السفير» إن الاجهزة الامنية قامت بواجبها كضابطة عدلية، واوقفت من اوقفت واحالت الملف الى القضاء، الذي له وحده صلاحية البت بالملف سلبا او ايجابا، وهذا امر لا ينتقص من وضع الاجهزة الامنية في شيء، بل يكمل عملها، وليتحمل كل طرف مسؤوليته القانونية.

واضافت: ان محاولات ضرب الامن وهيبة الدولة هي قرار بيد السياسيين، وعليهم التصرف بمسؤولية وطنية ومعالجة كل الامور عبر الحوار لاعادة الفعالية الى مؤسسات الدولة كلها.

على صعيد آخر، استغربت اوساط قضائية رفيعة المستوى الدعوة الى احالة ملف حادثة الكويخات الى المجلس العدلي، ورأت انها سابقة لم تحصل ان تحيل الدولة ضباط جيشها الى المجلس العدلي كمجرمين، بينما القانون العسكري يحاسبهم اذا اخطأوا.

اللاذقـيـة «تجـمعـنـا» تعـيـش عـالمهـا الخـاص

«السفير» ترصد أحوال السوريين في محافظاتهم ومدنهم 8

طارق العبد

على إيقاعها الخاص تعيش اللاذقية كل يوم في مشهد الحياة السورية. هي التي جمعت السوريين بمختلف أطيافهم وألوانهم، وفتحت جبلها وبحرها لهمومهم وأفراحهم، فكانت حالة خاصة في أذهان السوريين.

لم يتغير فيها الكثير منذ عام تقريباً، فما زالت طيور النورس تحلق فوق شواطئها، ومازالت رمالها موطن الكثير من أبناء البلاد، لكن لأهلها رؤيتهم هم أيضاً لسوريا في خضم الرياح التي تعصف بها، رؤية قد تتفق مع أبناء باقي المدن، وقد تختلف أحياناً ضمن نسيج جمع الموالي والمعارض والمحايد كل على طريقته، فكانت النتيجة ببساطة اللاذقية تجمعنا.

أربعون دقيقة كفيلة برحلة فوق أجواء سوريا الهادئة والمشتعلة لتنقلنا من دمشق إلى اللاذقية، والتأخير كالعادة سمة لا تفارق الطيران السوري، فيعلله المضيفون بالازدحام الشديد على الرحلات الجوية بفعل الأوضاع الأمنية المتوترة، لكن الطائرة تحلق في النهاية فوق البلاد التي تبدو من السماء كلوحة ربيعية مشرقة تخفي على الأرض ما يجري من يوميات الحصرم الشامي.

نصل مطار «الباسل»، وهو الاسم الذي أطلق على مطار اللاذقية تيمناً بنجل الرئيس الراحل حافظ الأسد. تتم إجراءات المرور سريعاً، ثم حاجز أمني عند مدخل المطار، وأخيراً نحن في لاذقية العرب، أو لاذقية السوريين، كما استدرك السائق الذي اقلنا من المطار إلى قلب المدينة.

وفي الطريق يرشدنا إلى جبلة، البلدة الهادئة القريبة من المطار، وكذلك الطريق المؤدي إلى القرداحة مسقط حافظ الأسد. ومن ثم يسترسل في الحديث عن دور الجيش والقوى الأمنية في التصدي للمخربين، فيعتبر أننا لم نكن نعيش حياة الرفاهية، ولكن كنا نعيش بأمان. ويتدارك سريعاً «اللاذقية آمنة، ولكني أخشى أن يخرج أولادي بعد المساء. هناك قلق من بعض العصابات في بعض الأحياء في أطراف اللاذقية، وما عدا ذلك فكل شيء آمن. لقد خربوا كل شيء باسم الحرية».

ويتابع «لقد زرت مصر وتونس والمغرب عندما كنت أعمل في الشحن. هناك الفقر مدقع، وبطالة وغلاء مستشريان، لذا هم ثاروا على زعمائهم، أما هنا فكل السلع متوفرة والكهرباء والمياه تصل إلى الجميع، وأرسل أولادي للمدارس مجاناً. كنا نعيش بهدوء، لكنهم أرادوا ضرب البلاد لأهدافهم المزعومة».

ينتهي الحديث مع وصول السيارة إلى وسط المدينة مع ساعات بعد الظهر، حيث تبدو اللاذقية في عالمها الخاص غير آبهة بما يجري في باقي المدن السورية. سنتوقف عند الكورنيش الجنوبي للمدينة حيث يلتقي البحر مع أبنائه، بين من يتناول غداءه أو يتنزه أو يمارس رياضته المفضلة، لتبدو الحياة عادية، فيما شارع آخر يدعى شارع الأميركان، الذي لا علاقة لبلاد العم «سام» به، يضجّ بالحياة. وهذا الصخب ينسحب بدوره على شارع آخر في منطقة الثامن من آذار، وصولاً إلى الجامعة الحكومية. إذاً لا شيء يعكر صفو أهل الساحل السوري، وبالتالي السؤال: أين تقع «الثورة»؟

بحسب بعض الأهالي فإن التوتر يتركز في مناطق مثل الصليبة والأشرفية والقلعة، بالإضافة إلى الرمل الفلسطيني. وهناك، بحسب قول النشطاء، تتمثل الاحتجاجات بما يسمونه تظاهرات طيارة، أي تظاهرة لا تدوم سوى بضع دقائق وتتفرق قبل وصول الأمن إليها. ويعتبر صانعو الحدث أن اللاذقية لم تتأخر عن نصرة درعا وباقي المدن منذ آذار الماضي، ولكن الانتشار الأمني الكثيف قضى على الكثير من مقومات الحراك فيها، والعديد من أعضاء التنسيقيات هم بين معتقل ومطارد ولاجئ أو من قضى نحبه.

اللاذقية: موالون ومعارضون

أن تنجح في إجراء لقاء مع أبناء المنطقة فهو أمر سهل. الجميع يتحدث إليك بسهولة وطمأنينة، سواء أكان موالياً أم معارضاً، ربما لأن الهم الوطني وحّد الطرفين معاً، فاتفقا على الأزمة واختلفا في أسبابها، لتكون النتائج هو ما تعيشه اليوم مدينة البحر والجبل. مجد، شاب موظف في إحدى الشركات في المدينة، يعتبر أن مشكلة البلاد هي ابتعاد صوت العقل وبروز التطرف من كلا الاتجاهين. ويسرد لنا مثالاً بين جنون المطالبين بالتدخل الخارجي والعقوبات، وبين من يطالب بالتدمير لأبناء المناطق المتوترة، فيما غيّب الطرفان مفهوم الحوار.

ويعتبر راشد، زميله في الشركة، أن مفهوم الحوار معطل من الطرفين، فلا يمكن عقد حوار مع جهة تتمسك بالسلاح وترفض أي شكل من التفاهم وتصرّ على إسقاط النظام بطريقة تسقط معها المجتمع بأسره. ويوضح «حسناً، ليكن إسقاط النظام ولكن ما البديل؟ ما هي خطتهم الاقتصادية والاجتماعية؟ كيف سيكون شكل الدولة؟ هذه الأسئلة حملتها إلى أصدقاء في حي الرمل والصليبة في بداية الأحداث، فكان الجواب… لا جواب، فقط إسقاط النظام».

وتروي شذى، المدرّسة التي تعمل في بانياس عما حصل في بداية الحراك الشعبي في نيسان العام 2011، إذ قام الأهالي منذ الصباح بقطع الطرق المؤدية إلى المنطقة، وكبّرت الجوامع ودعت إلى الجهاد، و«يقصدون بالطبع الجهاد ضد الطائفة العلوية، التي لاحقوا كل من ينتمي إليها، واعملوا فيهم ذبحاً، وحين دخل الجيش والقوى الأمنية قاموا بتصويرها على أنها تعدم الناس على الهوية». وتضيف «لولا تدخل القوى الأمنية لكنا اليوم في خبر كان، فيما هم يتنافسون في التضليل وقلب الحقائق، وبالطبع التسابق على قتل رجال الأمن».

أما علي، الطالب الجامعي، فيعتبر أن كل تيار معارض يعتبر نفسه الممثل الوحيد للشارع السوري، بدءاً من هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي إلى المجلس الوطني فالجبهة الشعبية، والأخطر، بحسب قوله، هو ظاهرة «الجيش الحر». ويضيف: صحيح أنها لم تصل إلى اللاذقية بعد، ولكن كل شيء وارد، وهذا الانقسام من جهة، والتخبط في القرارات من جهة أخرى، يدفع بمن كان معارضاً في بداية الأحداث إلى الوقوف في خانة الوسط، هذا إن لم يعد ويقف في صف النظام.

ويرى عمار، الناشط الميداني، انه بعد 14 شهراً من الثورة، لم يعد هناك منطقة رمادية لدى السوريين بالنسبة للثورة، «فهم اما مع الثورة أو ضدها، ولكن ما يمكن تمييزه هم الذين مع الثورة وصامتون. وباعتقاده أن أي شخص صامت حالياً هو مؤيد للثورة، وقد يكون صمته نتيجة وضع خاص او خوف أو يدعم الثورة بشكل او بآخر، ما يجعله بصمته أكثر فائدة للثورة والثوار، وكذلك العديد من رجال الأمن والجيش الشرفاء الذين يمدوننا بمعلومات تفيد الثورة، ولن يحصلوا عليها إلا وهم على رأس عملهم مع النظام».

بدوره، يعتبر سمير، الناشط الميداني، أن اللغة المتطرفة سادت المشهد المعارض، وخاصة تجاه من ينتمي للطائفة العلوية. ويستشهد بمقاطعة العديد، من الأصدقاء في حمص وحماه ودمشق له بسبب طائفته، رغم أن الشاب يعتبر نفسه معارضاً وتعرض لعقاب أقسى من غيره، حين اعتقل ذات يوم في عاصمة الأمويين، ولكن الحذر بات سمة من يلتقي من الناشطين وغيرهم. وبحسب قوله، فقد قالوها له صراحة، بأنهم لا يؤمنون في التحدث إلى علوي.

ويعتبر الناشط أن «الثورة قبل أي شيء هي ثورة أخلاق، وأخطاء الثورة وصلت إلى حد يفرض على الناس التوقف وإجراء نقد للذات، فلم يعد من الممكن إخفاء هتافات تخرج في تظاهرات ضخمة تهاجم العلويين، ثم يقال إنها بسبب الضغط الذي يعيشه الشارع، أو أنهم يقصدون معنى آخر، ولم يعد من المقبول الإيحاء أن الثورة سلمية فيما تغرق البلاد بفوضى السلاح، لدرجة ضعف اتخاذ أي قرار عسكري من الجيش الحر الذي يعيش قادته في وادٍ ومناصروه في وادٍ آخر»، معتبراً أن خطر التقسيم غير وارد، وهذا صحيح، ولكن خطر الحرب الأهلية وارد بشدة، وفي الحقيقة فإن سوريا ليست مصر أو ليبيا أو تونس، وهذا صحيح أيضاً، لكن الصدمة أن سوريا، إن استمرت الأمور على ما هي عليه، فستكون أسوأ من ليبيا.

في موازاة هذا الرأي، يبرز اتجاه آخر يتمثل في خطأ المعارضة بالدمج بين النظام والدولة، وهو ما يعبر عنه علي، الطالب الجامعي، الذي يعتبر أن الحرق والتخريب وإضعاف العملة الوطنية يضر بالطرفين، موالين أو معارضين، وهو ما لم تتمكن قوى المعارضة من استيعابه، فتارة يقررون الامتناع عن دفع الفواتير وتارة يقررون الإضراب، أو تلك التي أسموها خطة التصعيد الثوري، والتي تتضمن تحويل العملة السورية إلى عملة صعبة، وإتلاف أنابيب الغاز واستهداف المقار الحكومية، وحتى رجال الأمن ثم يخرجون ليقولوا إنها ثورة. ويتساءل ابن جبال الساحل: عن أي ثورة يتحدثون؟

ليس بالرصاص وحده نموت

يخطئ من يعتبر أن اللاذقية تعيش اليوم حالة اقتصادية جيدة، فالعاصفة المالية قد ضربت رمال الشاطئ السوري، كما الداخل. وبعد أن نجح أبناء الساحل في اجتياز السنة الماضية بهدوء، لا يبدو أن الحال سيتكرر هذا العام، وهو ما يشرحه ناشط في «الحراك الشعبي» في المدينة، معتبراً أن اقتصاد اللاذقية قائم في الدرجة الأولى على مرتكزين، هما التجارة والسياحة، وكلا القطاعين أصيب بضرر بالغ، الأول من خلال العقوبات الاقتصادية التي طالت رجال أعمال، باعتبارهم من الداعمين للنظام في بعض الأحيان، وكذلك بسبب التردي المالي، مع انخفاض قيمة الليرة السورية، وتوقف التبادل التجاري مع العديد من الدول، وبسبب العقوبات أحجمت شركات التأمين عن التعامل مع عمليات النقل التي تجري من سوريا واليها، ما وضعنا في موقع صعب للغاية.

أما السياحة، فلا يبدو أنها ستستعيد بريقها هذا العام. صحيح أن اللاذقية مازالت هادئة، ولكن باقي المحافظات ليست كذلك، ولن يفكر الناس بالقدوم إلى شواطئ البحر في ظل العنف المتواصل، وبالتالي فإن المجال الذي كان يدرّ الذهب على المحافظة قد تراجع بشكل كبير، وبات من المؤكد أن أيام اللاذقية المقبلة لن تحمل الرخاء، ما دام الوضع الاقتصادي يسير من سيئ إلى أسوأ.

ميقاتي يعرف أين مخطوفو القافلة اللبنانيّة في حلب

مسلحون سوريون يحتجزون لبنانيين .. ونصر الله يتدخل لاستيعاب غضب الأهالي

أعاد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله المحتجين على اختطاف مواطنين لبنانيين في منطقة حلب السورية إلى منازلهم، من خلال المداخلة التي ألقاها مباشرة عبر «قناة المنار»، أمس، والتي وجهها إلى عائلات المخطوفين وأقاربهم. وكان عدد من هؤلاء، إثر تناهي خبر عملية الخطف إليهم، قطعوا الطرق في بيروت (صيدا القديمة عند كنيسة مار مخايل، الكفاءات، الطيونة، بئر حسن، وطريق المطار) والبقاع (جلالا – شتورا) بمستوعبات النفايات والاطارات المشتعلة. وقد تدخل «حزب الله» و«حركة أمل» عبر مسؤولين محليين ميدانيين للسيطرة على تحرك الأهالي ووقفه. ونجحت المساعي في جمعهم في «مجمّع الكاظم» في حي ماضي، حيث خاطبهم نصر الله عبر الهاتف، وقد سبقه النائب علي عمّار.

فتحت استجابة الأهالي الطريق للجهود السياسيّة والدبلوماسيّة. فإضافة إلى الاتصالات التي كشف نصر الله أنّه أجراها، أجرى كلٌّ من الرؤساء ميشال سليمان ونبيه برّي ونجيب ميقاتي اتصالات بالقيادتين التركيّة والسوريّة للعمل على ضمان سلامة المخطوفين وتحريرهم. وطلب ميقاتي من وزير الخارجيّة التركي أحمد داود أوغلو، بذل الجهود للإفراج عن المواطنين اللبنانيين المخطوفين. وكشف رئيس الحكومة لـ«السفير» أن لديه معلومات «أين هم المخطوفون»، وتردد أن الخاطفين هم مجموعة سورية مسلحة قالت أنها تنتمي إلى «الجيش السوري الحر».

وقد تولّت السلطات السوريّة عمليّة نقل النساء اللواتي كنَّ في القافلة وأطلق سراحهن، من حلب إلى مطار بيروت.

نصر الله

استهل نصر الله كلمته بتأكيده متابعة الموضوع، وإذ دان «الحادثة بكل المعايير»، أكد أن «الأولوية هي لمعالجة هذا الموضوع».

وتحدّث باسمه وباسم برّي وقيادتي الحزب و«أمل»، جازماً «بأننا سنتعاطى مع الموضوع بمسؤولية، وبدأنا التعاطي منذ اللحظة الأولى، قبل أن يظهر الموضوع في الإعلام، إذ نعتبر الموضوع مسؤوليتنا، كما لو أن المخطوفين أولادنا وأخوتنا».

ودعا إلى مقاربة الموضوع من زاوية كون «المخطوفين مواطنين لبنانيين»، واعتبر أن من هذا المنطلق تتحمل الدولة والحكومة مسؤوليتهما عن العمل على إطلاق سراحهم، «مثل أي دولة أو حكومة تحترم نفسها عندما يتم اختطاف المواطنين المنتمين إليها في أي بلد من البلدان».

وإذ أبدى تعاطفه مع الأهالي، مؤيّداً حقّهم «الطبيعي» في «الاعتصام في مسجد، في حسينية، في مركز، في ساحة، في باحة، أكد، باسم قيادتي «أمل» و«حزب الله»، أنه «لا يجب أن يلجأ أحد إلى قطع الطرق، وبالنسبة لقطع الطرق الذي حصل، نحن بصراحة نخاف من دخول أحد على الخط في هذا الجو المحتقن ومن أحد «يفتح مشكل» مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وأحد يأخذ البلد إلى مكان آخر».

وسأل: «قطع الطرق ماذا يفيد؟ وعلى من يضغط؟ إذا كان الهدف الضغط على القيادات السياسية والحكومة اللبنانية كي تتحمل المسؤولية، فنحن متحملون المسؤولية منذ اللحظة الأولى ونعتبر الموضوع أولوية مطلقة. هذا يُلحق الأذى بالناس والضرر بالناس ويعطّل حياة الناس».

واعتبر أن الكلام الصادر عن البعض، لا سيما التهديد بخطف سوريين على الأراضي اللبنانية، «ممنوع وحرام من الناحية القانونيّة والوطنيّة والأخلاقيّة والشرعية، فالرعايا السوريون الموجودون في البلد هم إخواننا وأهلنا وهم موجودون ضمن مسؤولية الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ولا يجوز لأحد التصرف من تلقاء نفسه بأي تصرف خاطئ من هذا النوع. قطع الطرق، الإقدام على أي اعمال عنف، القيام بأي خطوات سلبية، لا يخدم هذه القضية على الاطلاق».

الحريري و«القوات»

دان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عملية الخطف. واستنكر «خطف إخوتنا اللبنانيين في سوريا كائنة من كانت الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف»، مطالباًً بـ«الإفراج الفوري عنهم كائنة من كانت الجهة الخاطفة». أضاف: «إنها مناسبة للإعراب عن تضامننا الكامل مع أهل المخطوفين، الذين نعتبرهم أهلنا. وعلى الخاطفين أن يعلموا أن الشعب اللبناني هو واحد موحد في هذه القضية، وإننا نتعامل مع هذه القضية بصفتها قضية وطنية لبنانية لا تحتمل أي تأويل أو مساومات».

وأكد رئيس «كتلة المستقبل النيابية» الرئيس فؤاد السنيورة أن «إقدام مسلحين في سوريا على اختطاف مجموعة من الشبان اللبنانيين بحسب قول عائلاتهم، هو عمل مرفوض ولا يمكن القبول به، إذ إن مجرد احتجاز حرية عدد من الشباب اللبنانيين المدنيين المسالمين خلال عبورهم الأراضي السورية أمر مستنكر ومدان». وطالب بإطلاق سراح المحتجزين.

واستنكر «حزب القوات اللبنانية» «عملية الخطف التي تعرض لها مواطنون لبنانيون في سوريا». وأعلن «تضامنه معهم ومع أهلهم»، وطلب من المعنيين في لبنان وسوريا، «العمل على إطلاق سراحهم فوراً ومن دون أي تأخير».

كذلك دان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الحادثة، وكذلك عدد من النواب والشخصيات السياسية والروحية.

الأسد يشكّل المحكمة الدستورية .. والقاهرة تريد حواراً بين النظام وطوائف الشعب

بعـثـة المراقبـين تطالـب دمشـق بإجـراءات بنـاء الثـقـة

تابع المراقبون الدوليون، أمس، جولاتهم في عدد من المناطق السورية، ومطالبتهم السلطة السورية السماح بالتظاهرات السلمية وإطلاق المعتقلين «لترسيخ الثقة المفقودة حتى الآن» بين السلطة والمعارضة «كي تتمكن العملية السياسية من البدء والتقدم»، فيما حثّ الرئيس التركي عبد الله غول نظيره الأميركي باراك أوباما على الانخراط بشكل أكبر في الأزمة السورية، معتبراً أن خطة السلام التي وضعها الموفد الدولي كوفي انان «يمكن أن تشكل الفرصة الأخيرة لحصول انتقال (سياسي) منظم في سوريا».

في هذا الوقت، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً عين بموجبه رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية العليا. ونص المرسوم على تسمية القاضي عدنان زريق رئيساً للمحكمة الدستورية العليا. وأضاف المرسوم «يسمى أعضاء المحكمة الدستورية العليا من القضاة أحمد عبد الله عبد الله، ومصطفى عبد الحميد الحزوري، وبشير إبراهيم دباس، ورسلان علي طرابلسي مطر، ومالك كمال شرف، وجميلة مسلم الشربجي».

وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو، لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعد اجتماع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة، إن «مصر من أوائل الدول التي أصدرت بياناً بأنه لا يمكن قبول ما يدور على الأرض السورية، والعنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري لا بد من وضع حد فوري له،

ولا حل أمنياً أو عسكرياً للازمة، وإنما بدء حوار بين النظام وجميع طوائف الشعب للاستجابة لمطالبه المشروعة».

وقال غول، في خطاب ألقاه في شيكاغو غداة قمة حلف شمال الأطلسي، أن خطة السلام التي وضعها انان «يمكن أن تشكل الفرصة الأخيرة لحصول انتقال (سياسي) منظم في سوريا».

وكانت وكالة «الأناضول» نقلت عن غول قوله، خلال لقائه أوباما، إن على واشنطن أن تضطلع بدور أكثر أهمية في الشأن السوري «لإيقاف عمليات القتل التي تشهدها المدن السورية جراء الاشتباكات».

وكان معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو زار مدينة حمص أمس الأول، حيث طالب السلطات «بإجراءات ثقة» مثل إطلاق سراح معتقلين والسماح بحصول تظاهرات سلمية.

ونقلت بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا، في بيان أمس، عن لادسو قوله، خلال لقاء مع محافظ حمص غسان عبد العال، إن «الســماح بحصول تظاهرات سلمية وإطلاق سراح معتقلين من شأنه أن يساعد على ترسيخ الثقة المفقودة حتى الآن» بين السلطة والمعارضة «كي تتمكّن العملية السياسية من البدء والتقدم».

ودعا لادسو المحافظ إلى تقديم الخدمات العامة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولكن عبد العال أجاب إن الدخول إلى هذه المناطق «يؤدي إلى حصول مواجهات».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

تفاصيل تشير لمقتل آصف شوكت.. وقريته تعلن الحداد

يصفه السوريون بالقاتل ويعتبره النظام ركناً مهماً في خلية الأزمة

دمشق – جفرا بهاء

أكدت عدة مصادر وجهات مقتل آصف شوكت، نائب رئيس الأركان العامة في الجيش السوري، ورئيس المخابرات العسكرية سابقاً وصهر الرئيس الأسد، في العملية التي أعلن عنها الجيش الحر قبل يومين على لسان ناطق باسم كتائب الصحابة، ولم يتسنَّ لـ”العربية.نت” التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر رسمية أو مستقلة.

وأكد الناطق أن العملية نفذتها سرية المهام الخاصة فيها، بعد تخطيط وتحضير عاليي المستوى؛ حيث تم تسميم أعضاء خلية الأزمة، ما نجم عن ذلك مقتل ثلاثة أفراد من الخلية على الأقل، وعلى رأسهم آصف شوكت.

وعلمت “العربية.نت” أن الرئيس الأسد وزوجته زارا مشفى الشامي صباح أمس عند الساعة الثامنة صباحاً، بالإضافة إلى تأكيد إغلاق طابقين في المشفى إغلاقاً تاماً، إضافة إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية للمشفى لما يقارب الساعتين، بحيث تمت زيارة الرئيس الأسد للمشفى خلال تلك الساعتين.

كما أكد ناشطون أن قرية المدحلة (قرية شوكت)، التابعة لمدينة طرطوس رفعت الأعلام السوداء حدادا على وفاته بعد أن وصل من دمشق بحوامة إلى طرطوس، حيث تم إفراغ مشفى الباسل من المرضى بالكامل منذ مساء أمس.

وكان أبومعاذ، الناطق الرسمي باسم كتائب الصحابة، قال في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إن عناصر تابعة له تمكّنت من قتل كبار الضباط الذين يشكلون “خلية إدارة الأزمة في سوريا”.

وأوضح أنه أثناء اجتماع كبار الضباط في قصر المؤتمرات بدمشق، تمكّن بعض العناصر من قتلهم ولاذوا بالفرار، موضحاً أن أحد القادة الميدانيين سيظهر على وسائل الإعلام للحديث عن تفاصيل العملية في وقت لاحق.

كما أكد خالد الحبوس، رئيس المجلس العسكري في دمشق وريفها، الخبر لوسائل الإعلام.

وعلمت “العربية.نت” أن دمشق ومنذ ثلاثة أيام تعيش أجواء بعيدة عن الطبيعية ويسودها التوتر من جانب النظام، لجهة الرصاص المستمر في جميع أنحاء دمشق والانتشار الأمني الكثيف والمبالغ فيه إضافة لقطع الطرقات وانتشار الحواجز الطيارة بشكل عشوائي، كما أكد عبدالحليم خدام للإعلام أن أعداداً كبيرة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تنتشر في محيط القصر الجمهوري والساحات القريبة من القصر في دمشق.

من آصف شوكت؟

ولد آصف شوكت عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، وهو شخص غامض، ويقال عن عائلته إنهم من “الرحل” وقد استوطنت في قرية “المدحلة” في محافظة طرطوس، وإن معظم أهالي هذه القرية من إخواننا من “الطائفة العلوية”.

انتقل سنة 1968 إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق، ولكنه عاد للالتحاق بجامعة دمشق من جديد لدراسة التاريخ، ومن المفارقات أن أطروحته كانت على الثورة السورية الكبرى عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط.

تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط “اختصاص مشاة” سنة 1979، والتحق في الوحدات الخاصة شارك في حوادث الصدام المسلح بين السلطة آنذاك والإخوان المسلمين، وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماة الشهيرة، وقد شاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي “الحاضر” وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء!!

آصف شوكت متهم بعمليات خارج سوريا أثناء خدمته في سرية المداهمة، منها إصابة سفيري الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية عام 1983، وانفجار قنبلة خارج فندق عمان الدولي في مارس/آذار (1984)، والعديد من محاولات الاغتيال لشخصيات أردنية وقتل شخصيات أخرى في تلك الفترة.

حماية بشرى الأسد

بعد سلسلة من العمليات التي نفذها شوكت، وأظهر إخلاصاً للأسد نقله الرئيس حافظ الأسد إلى القصر الجمهوري “الحماية الأمنية – المرافقة الخاصة”، فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة للدكتورة “بشرى حافظ الأسد”.

وفي منتصف الثمانينيات وانطلاقاً من طموحه وذكائه وبعد لقائه ببشرى الأسد (شقيقة الرئيس بشار) وكانت تدرس الصيدلة في جامعة دمشق وأصغر منه بعشر سنوات، تحولت العلاقة معها إلى حب جارف من جانبها دفعها لترك خطيبها الدكتور محسن بلال، وزير الإعلام السابق وذي السمعة العائلية المرموقة، رغم أن الخطبة كانت بمراحلها الأخيرة قبل الزواج، إذ وبحسب ما روي وقتها فإن بشرى وخلال زيارتها إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور محسن بلال إنه زير النساء، ما دعاها للعودة بنفس اليوم بالطائرة التي أتت بها من دمشق وفسخ الخطوبة، متجاهلة علاقة أبيها بخطيبها القوية والوثيقة كونه طبيبه الخاص، ولكن حافظ الأسد حل هذه الإشكالية عندما اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيبا.

واختارت بشرى الأسد آصف شوكت، الذي كان وقتها ضابطاً صغيراً ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد.

ولكن شقيقها الأصغر باسل عارض هذه العلاقة بقوة، واعتبر شوكت رجلاً غير مناسب، ولكن آصف أصر على موقفه، ما جعل باسل يأمر باعتقاله، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة، نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته، ولم تنته عمليات مراقبة آصف وبشرى إلا بموت باسل عام 1994 بحادث سيارة مفاجئ، وبعد سنة واحدة من مقتل باسل نفد صبر آصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع آصف للزواج منه، وفعلا غادرت بشرى الأسد مع آصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى إيطاليا ليعلما من هناك الرئيس حافظ الأسد وعائلته بزواجهما السري.

هيأ بشار للرئاسة

لآصف شوكت دور كبير بتهيئة بشار الأسد ليخلف حافظ بمساعدة اللواء بهجت سليمان، وفي عام 1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سوريا وأنه يتدخل بكل كبيرة وصغيرة وخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات شخصية، كما تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني.

ماهر وآصف وكره لا يزول

انتقد شوكت رفعت، عم الرئيس بوجود ماهر الابن الأصغر للأسد الأب فطلب الأخير منه أن يسكت ويكف عن انتقاده، فإن ما يحدث هو شأن عائلي لا علاقة له به، فرد عليه شوكت إنه أصبح جزءا من هذه العائلة، وأصر ماهر على رأيه وأثنى على أخيه باسل وحسن تصرفه بمنعه من الزواج من بشر، فرد عليه بطريقة لم تعجبه فما كان من ماهر إلا أن شهر مسدسه وأطلق النار على صهره فأصابه في معدته.

عاد بعدها شوكت لدمشق، وتحت وساطة الأسد تمت مصالحته مع ماهر، وبعدها بفترة قصيرة عين نائباً لرئيس المخابرات العسكرية، ويقال إنه هو صاحب القرار الفعلي بينما رئيسه اللواء حسن خليل يبقى الرئيس الاسمي لشعبة المخابرات السورية.

وبعد وفاة حافظ اعتمد بشار في الفترة الأولى من حكمه بشدة على شوكت لتقوية النظام وحمايته، وقيل إنه الرجل الأقوى في سوريا من وراء الكواليس، وبعد رحيل حافظ الأسد كان يشغل آصف شوكت رئيس فرع أمن القوات وهذا الفرع مختص بشؤون الجيش وضباطه وعمل على ترتيب الأجواء داخل الجيش ونقل وعزل ضباط لإبعادهم عن أي حركة يقوم بها الجيش.

غدر واتفاقات سرية

بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول وتفجير برج التجارة العالمي سارع آصف ولرغبته بتقوية علاقاته مع الدول الغربية لتقديم التبرع باستقبال أي شخص معتقل في أي دولة بالعالم لتقوم أجهزة الاستخبارات السورية باستجوابه، “فالأجهزة الأمنية السورية تستطيع أن تنطق الحجر – وأن تجعل الحمار أرنبا”.

وبالنسبة إلى أولاد صدام “عدي وقصي” تم السماح لهما بالدخول إلى الأراضي السورية، ومن ثم تم إجراء صفقة بين اللواء آصف شوكت والأجهزة الأمنية العراقية والأمريكية وبعد مباحثات طويلة تم مصادرة الأموال وتسفير قصي وعدي إلى العراق وإبلاغ القوات الأمريكية بالتنسيق مع أحد التابعين للآصف شوكت عن مكان تواجدهما.

الثورة السورية

آصف شوكت واحد من أعضاء خلية الأزمة، وواحد من مؤيدي قرار استخدام العنف الشديد في قمع المظاهرات السورية ضد النظام، ومن تهديداته الشهيرة خلال الثورة قيامه بتحذير حماة باجتياح مدينتهم إذا لم يوقفوا تظاهراتهم ضد النظام قبل اجتياحها وقصفها.

ما دعا أهالي حماة إلى إصدار بيان حينها يشرح التهديد الذي تلقوه، وفي محاولة لوضع العالم أمام مسؤولياته، دون أن يجدي ذلك البيان نفعاً حينها إذ تم اجتياح حماة فعلاً وقصفها وقتل الكثيرين.

وزير الخارجية اللبناني يعلن الافراج قريبا عن المخطوفين في سوريا

بيروت- (ا ف ب): اعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور فجر الاربعاء انه سيتم “خلال الساعات القادمة” الافراج عن اللبنانيين الذين خطفوا الثلاثاء في منطقة حدودية في سوريا لدى عودتهم من زيارة للاماكن المقدسة، وذلك بعد وصول طائرة سورية إلى مطار بيروت تقل النساء اللواتي كن مع المخطوفين وتم الافراج عنهن.

وقال منصور في اتصال هاتفي مع تلفزيون (الجديد) بعيد الساعة الواحدة (10,00 تغ الثلاثاء)، ان المخطوفين “بخير وهم محتجزون لدى احد فصائل المعارضة السورية المسلحة”، رافضا الرد على سؤال عما اذا كان هذا الفصيل هو (الجيش السوري الحر).

واضاف ان “جهة عربية” شاركت في الاتصالات الهادفة الى الافراج عن الزوار اللبنانيين الذين كانوا في طريق عودتهم من ايران الى لبنان عبر تركيا وسوريا، ابلغته بانه “سيتم اطلاق المخطوفين خلال الساعات القادمة”.

وكانت وصلت إلى مطار بيروت بعد منتصف الليل الاربعاء طائرة سورية تقل النساء اللواتي كن مع اللبنانيين الذين خطفوا في شمال سوريا، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس في مطار رفيق الحريري الدولي.

وتحدثت بعض النساء الى محطات التلفزة اللبنانية عن الحادث الذي تعرضن له في منطقة حدودية في ريف حلب في شمال سوريا.

وقالت احداهن “اوقفنا الجيش الحر، واخذوا الرجال، وذلك بعد اجتيازنا الحدود السورية”.

واضافت “اعترضتنا سيارة بيضاء ونزل منها مسلحون وصعدوا الى الحافلة التي اجبروها على الدخول الى البساتين بحجة انهم يريدون تهريبنا من القصف”.

واشارت إلى أن المسلحين “قدموا انفسهم على انهم من الجيش الحر”، وانهم قيدوا الرجال بعد انزالهم من الحافلة.

وقالت امرأة اخرى والدموع تملأ عينيها إن الحافلتين “بقيتا في البساتين في طريق فرعية أربع أو خمس ساعات”، إلى أن “قال المسلحون انهم سيصطحبون الرجال معهم” وتركوا النساء في الحافلتين.

واشارت إلى أن المسلحين قالوا انهم يريدون “اجراء عملية تبادل” مع الجيش السوري، وانهم “شتموا اللبنانيين”.

وافاد مصور وكالة فرانس برس ان المطار عج بمندوبي وسائل الاعلام واهالي المخطوفين والزائرات العائدات.

وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان الطائرة “اقلت 37 سيدة من اللبنانيات اللواتي تعرضن للاحتجاز من عناصر الجيش السوري الحر في حلب”، وقد افرج عنهن، بينما بقي الرجال محتجزين.

وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق ان “الجيش السوري الحر اوقف باصا (…) كان يقل خمسين مواطنا لبنانيا عائدين من زيارة الى العتبات المقدسة في ايران، فانزل الرجال الذين بلغ عددهم 13 واحتجزهم وترك 43 امرأة يكملن طريقهن”.

وذكرت وكالة انباء (سانا) الرسمية السورية من جهتها أن المخطوفين هم 11 لبنانيا وسائق الحافلة السوري، مشيرة إلى أن “مجموعة ارهابية مسلحة” قامت بعملية الخطف.

وذكرت الوكالة أن العملية حصلت خلال عودة الزوار من ايران الى لبنان فى بلدة السلامة السورية في منطقة اعزاز في ريف حلب.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله دعا إلى ضبط النفس بعد خطف اللبنانيين الشيعة في حلب.

وقال نصرالله في اتصال هاتفي مع قناة (المنار) التلفزيونية التابعة لحزب الله “الكل مدعو الى انضباط حقيقي (…) لا يجوز ان يتصرف احد من تلقاء نفسه بقطع الطرق او القيام باعمال عنف او خطوات سلبية”.

واضاف “الاتصالات بدات مع السلطات في سوريا وبعض الدول الاقليمية المؤثرة (…) اهلكم وشبابكم امانة في اعناقنا”.

وسبق كلام نصرالله تجمع الاف الاشخاص الغاضبين في احياء عدة من الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجا على عملية الخطف واقدامهم على قطع عدد من الطرق بالاطارات المشتعلة والعوائق. وفتحت الطرق في وقت لاحق.

وقال نصرالله إن عملية الخطف التي قامت بها “بعض الجماعات المسلحة مدانة بكل المعايير”.

الجيش السوري الحر ينفي مسؤوليته في خطف لبنانيين في سوريا

بيروت- (ا ف ب): نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته في خطف مجموعة من الحجاج الشيعة اللبنانيين في سوريا، حسبما اعلن قيادي في هذه القوة المؤلفة من منشقين عن الجيش النظامي لوكالة فرانس برس الاربعاء.

واعلن مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش الحر الذي يتخذ مقرا له في تركيا لوكالة فرانس برس “الجيش السوري الحر غير مسؤول ابدا. نحن لا نؤمن بذه الطريقة. نحن لا نؤمن بذه الطريقة هذه محاولة لتشويه الجيش الحر”.

واضاف “هذه ليست من اخلاقيات الثورة وانا ارجح ان يكون من فعل النظام” مضيفا ان النظام السوري “يريد ان تحترق المنطقة”.

وكانت الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان اعلنت الثلاثاء خطف 13 لبنانيا شيعيا في حلب (شمال سوريا) بينما كانوا في طريق عودتهم من زيارة لاماكن شيعية مقدسة، ونسبت الوكالة واقرباء لهم عملية الخطف الى الجيش السوري الحر.

وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اعلن ليل الثلاثاء الاربعاء انه سيتم الافراج عن هؤلاء اللبنانيين “في الساعات المقبلة”.

واضاف منصور إن المخطوفين “محتجزون لدى أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة”، رافضا الرد على سؤال عما اذا كان هذا الفصيل هو “الجيش السوري الحر”.

الجيس السوري يشن هجوما بالمنطقة لتحريرهم.. واتصالات لبنانية مع دول عربية وتركيا للتوسط مع الجيش السوري الحر

غليان في الضاحية الجنوبية بعد خطف 13 شابا شيعيا في حلب ونصرالله يسارع لتهدئة الشارع محرّماً خطف رعايا سوريين

بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: خطف عناصر من الجيش السوري الحر الثلاثاء في محافظة حلب في شمال سورية عددا من اللبنانيين الشيعة اثناء عودتهم من زيارة لاماكن مقدسة في ايران، بحسب ما قال اقرباء لهم والوكالة الوطنية للاعلام.

وبعد شيوع خبر الاختطاف اقدم عدد من اهالي المخطوفين واقاربهم على الاعتصام في مناطق الطيونة وحارة حريك وطريق المطار في الضاحية الجنوبية، ووصلت الاحتجاجات الى منطقة الحدث ومحيط كنيسة مار مخايل وجلالا في البقاع. وقد شدد المعتصمون الذي ينتمي اغلبهم الى عشائر على نيتهم في حال استمرار الخطف على اختطاف عناصر تابعين للجيش السوري الحر موجودين في لبنان لمبادلتهم بهم. وناشد الاهالي الدولة اللبنانية التحرك للافراج عن ابنائهم.

وعرف من بين المخطوفين كل من عباس شعيب، علي عباس، عباس احمد، ابو علي صالح، حسين السبلاني، حسين عمر، علي الاحمر، حسن ارزوني، علي صفا، علي زغيب، ربيع زغيب، ابراهيم علي الاحمر، علي ترمس، مهدي بلوط، حسين حمود.

وكان الجيش السوري الحر أوقف قافلتين لحجاج شيعة عائدين من ايران، ولدى عبور القافلة الحدود التركية السورية أوقفها الجيش الحر وأنزل منها بعض الشباب وترك النساء. وأبلغهم بالعودة الى لبنان، لكنهم رفضوا وبقوا في حلب ونزلوا في فندق ‘أرز لبنان’ في انتظار الافراج عن رجالهم والعودة معاً على حد ما أعلنت إحدى النساء في اتصال هاتفي من الفندق.

وأوضح شقيق صاحب حملة ‘بدر الكبرى’ لزيارة المقامات الدينية في ايران، والذي اختطف مع باقي الرجال المشاركين في الحملة في منطقة عجاج في حلب أنّه ‘بينما كانت الحملة عائدة من ايران أوقفها رجال ينتمون لما يسمى ‘الجيش السوري الحر’ واحتجزوا كل الرجال الموجودين على متن الحافلة وقالوا للنساء: اذهبوا وقولوا لأول حاجز جيش سوري أننا’ نريد مقابل هؤلاء الرجال أسرى من الجيش السوري الحر’. واضاف ‘أن صاحب الحملة الشيخ عباس شعيّب ومعه 12 شاباً قيد الأسر وهناك شاب اسمه جواد موجود في الوقت الحالي مع النساء في فندق ‘أرز لبنان’ وسيتم اعادتهم من قبل الجيش السوري النظامي إلى لبنان’، مضيفاً: ‘حتى الآن لم نقم بأي خطوة، الجيش السوري يقول إنّه يتفاوض مع الخاطفين، لكن أنا ليس لدي إتصال مع الجيش السوري، وما أعرفه ان ‘حزب الله’ يحاول التدخل في الموضوع وكذلك الأخوان في حركة ‘أمل’، في حين لم يتكلم معنا أحد من الدولة حتى الآن’.

ومساء امس قالت جماعة معارضة إن القوات السورية شنت غارات بالدبابات وعربات مدرعة أخرى في منطقة بمحافظة حلب الشمالية قرب مكان خطف فيه شيعة لبنانيون.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن أناسا في بلدة أعزاز في حلب أبلغوه بأن القوات السورية تمشط بعض الأحياء.

وفي غمرة الغضب الشعبي والخوف من حدوث عمليات خطف متبادلة تؤدي الى فتنة شيعية سنية، أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر الهاتف من خلال القنوات التلفزيونية اللبنانية وقال ‘حديثي موجه للعائلات سواء كانوا في بيوتهم او على الطرقات ولكل المواطنين الذي يشعرون بتعاطف خاص مع هذه الحادثة، كلامي باسم الرئيس نبيه بري وباسمي وقيادتي حزب الله وأمل، ما اقدمت عليه مجموعات مسلحة من عملية اختطاف امر مدان، ولكن الاولوية لكيفية معالجة هذا الامر’.

واضاف ‘اؤكد للاهالي والناس ان هذه القضية انا والرئيس بري سنتعاطى مع الموضوع بمسؤولية كبيرة جداً، وبدأنا بالعمل على الملف قبل ان يصدر بالاعلام، هذا الموضوع هو مسؤوليتنا كما لو ان اولادنا هم المخطوفون، على الدولة ان تتحمل مسؤولية العمل بالدرجة الاولى للعمل على تحريرهم، الرئيس ميقاتي والرئيس بري بدءآ باتصالات بهذا الاطار ونحن ايضاً بدأنا باتصالات جانبية، المسؤولية اولاً مسؤولية الدولة ونحن ايضاً نساعد بهذا الاطار، ونحتاج الى تعاون الجميع وخصوصاً الناس للوصول الى نتائج جيدة، الناس من حقهم الاعتصام في ساحة او باحة او مسجد، لكن اؤكد باسم قيادة امل وحزب الله انه لا يجوز ان يقطع احد الطرقات، ونحن نتخوف ان يتدخل احد على الخط لافتعال مشكل مع الجيش او اخذ البلد الى مكان آخر واتمنى على كل اهالي الضاحية والمنطقة وكل المناطق ان تتعاون لعدم قطع الطرقات، نحن نتحمل المسؤولية الكاملة، نفهم الانفعال ولكن نخاف ان يدخل احد على الخط، من الممنوع الكلام عن خطف سوريين في لبنان والرعايا في البلد اخواننا واهلنا، هناك دول اقليمية مؤثرة بهذا النوع من الملفات ولن نعدم اي وسيلة واولادكم واخوانكم امانة في اعناقنا والمسؤولية مسؤولية الدولة والكل معنيون وسنعمل بالليل والنهار ليكون الاحبة بيننا’.

في غضون ذلك، باشر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إجراء سلسلة من الاتصالات الخارجيّة من أجل الإفراج عن اللبنانيين الذين تم إختطافهم في مدينة حلب في سورية امس خلال عودتهم من إيران إلى لبنان. ودعا الرئيس ميقاتي ذوي المخطوفين إلى التزام الهدوء، مؤكدا ‘متابعة هذا الأمر بشكل حثيث لضمان سلامة المخطوفين والافراج عنهم بسرعة’.

وعلم أن اتصالات جرت مع بعض الدول العربية ومع تركيا التي سبق أن قادت اتصالات في السابق للافراج عن مخطوفين ايرانيين. ومن جهته، اصدر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ونواب مواقف دانوا فيها عملية الاختطاف وطالبوا بإطلاق سراح المخطوفين.

انتشار أمني وعسكري كثيف في ‘حي المسؤولين’ بالمزة بسبب مخاوف من هجمات مسلحة محتملة

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: شهد حي الفيلات الغربية بمنطقة المزة في العاصمة دمشق انتشاراً لعناصر أمنية وعسكرية خاصة في ساعات متأخرة من ليل الاثنين، ولوحظ تواجد العناصر الأمنية بكامل عتادهم في معظم الشوارع الرئيسية والفرعية داخل هذا الحي ليلا.

والمعروف أن حي الفيلات الغربية يُعتبر من أرقى أحياء العاصمة دمشق ويقطنه كبار المسؤولين السوريين على المستوى الحكومي وعلى المستوى الأمني والعسكري، لذلك يُعتبر تأمينه بعيداً عن أية عملية قد تنفذها المعارضة المسلحة أمراً في غاية الأهمية.

ويأتي هذا الانتشار المكثف في الحي المذكور بعد النبأ الذي أشاعه المجلس العسكري السوري المعارض حول أن وحدة المهام الخاصة في كتيبة الصحابة التابعة للجيش السوري الحر نفذت عملية نوعية تمثلت باغتيال مسؤولين سوريين كبار فجر الأحد في دمشق، وهم وزير الدفاع داوود راجحة، وزير الداخلية محمد الشعار، والأمين القطري لحزب البعث محمد سعيد بخيتان، ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن توركماني، ورئيس مكتب الامن القومي هشام أختيار، ومعاون وزير رئيس الأركان اللواء آصف شوكت، وهو ما نفته السلطات السورية.

وسبق أن شهد حي الفيلات الغربية منتصف آذار (مارس) الماضي محاوَلة لمجموعة مسلحة يزيد عدد أفرادها عن عشرة مسلحين حاولت اختطاف ضابط رفيع في الجيش السوري برتبة لواء وهو من الفرقة العاشرة من منزله في الفيلات الغربية، لكن العملية حينها باءت بالفشل بسبب انكشاف أمر المجموعة للمفارز الأمنية الموجودة في الحي وتمكنها من قتل بعض أفرادها واعتقال آخرين.

مقاتلون في جبل الزاوية ينفون وجود القاعدة في مناطقهم ويشتكون من قلة السلاح

اللبنانيون لن يسمحوا بحرب اهلية لان الرابح فيها ستكون سورية

لندن ـ ‘القدس العربي’: اكد مقاتلون من جبل الزاوية انهم لا يؤون مقاتلين عربا من تونس والسعودية وغيرهما وانهم لم يتلقوا اسلحة من الخارج. وقالوا ان الاهالي لن يسمحوا بوجود اجانب بينهم خاصة انه من السهل التعرف عليهم. وفي الوقت الذي اعترف فيه مقاتلو ‘كتيبة الحرمين الشريفين’ بوصول مقاتلين من تونس وليبيا واسلحة الى غرب البلاد قرب حمص الا ان مقاتلي الشمال في ادلب وما حولها لم يتلقوا اية اسلحة.

ونقل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ الذي زار قواعدهم في جبل الزاوية حيث يتخفون في المناطق الوعرة التي تبعد عن مراقبة الجيش السوري عن احد قادة الكتيبة قوله ان النظام بات يعتمد كثيرا على الترويج لفكرة وجود القاعدة، وقال ابو احمد هو برتبة عقيد في الجيش السوري الحر ان كل مقاتل هو من الاخوان المسلمين وكل ‘اخونجي’ هو من القاعدة، مؤكدا ان هذه المزاعم غير صحيحة. ويقول فراس ابو حمزة وهو مقاتل آخر ان التلفاز السوري الرسمي لم يعد يتوقف عن استخدام اسم القاعدة في كل برامجه واخباره، حيث يزعم النظام ان هناك 3 الاف مقاتل من القاعدة دخلوا سورية. وعبر ابو حمزة عن خشيته من انتصار الالة الاعلامية الحكومية التي تستخدم القاعدة لتخويف السكان من الثورة، والحصول على الدعم الشعبي. واضاف ان الغرب الذي يخشى من القاعدة اصبح يصدق رواية النظام.

وواصل قوله نافيا وجود القاعدة ان الوضع مختلف في دير الزور في شرق البلاد، فهناك امكانية لدخول مقاتلين من العراق، خاصة ان الحدود مع سورية طويلة، اضافة الى توزع عشائر الدليم على الحدود بين البلدين ومن غير المستبعد دخول بعض من المقاتلين من ابنائها لسورية، كما انه لم يستبعد دخولهم من الاردن الى مدينة درعا التي بدأت فيها الثورة في اذار (مارس) العام الماضي. وقال انه لو تجول في كل المنطقة لن يجد واحدا منهم ـ اي القاعدة.

الرصاص عزيز

وتستقبل الكتيبة منشقين عن الجيش، الذين يهربون بأسلحتهم وبنادقهم واحيانا يصلون بزيهم العسكري الى مقر الكتيبة في مزرعة مهجورة، ومعظمهم من المجندين الذين تبلغ اعمارهم التاسعة عشرة او اكثر. ويقول المجندون ان الحصول على اجازة صعب واذا سمح لهم فيشترط ان لا يعودوا لقراهم او مدنهم خشية الانشقاق والانضمام للجيش الحر، ولهذا ينتظرون فرصة الهرب وعادة في الفجر ويسيرون مسافات طويلة حتى يصلوا للمقر، ومنهم عدنان الذي فر من بابا عمرو في حمص. ويبلغ عدد افراد الكتيبة 12 مقاتلا حيث يعترف قائدها ابو احمد انه فقد الكثير من مقاتليه اثناء المعارك، قتل بعضهم واخرون اعتقلوا. ويشير التقرير ان اسلحتهم خفيفة وقليلة معظمها من تلك التي حملها المنشقون معهم ورصاص يشترونه من السوق السوداء حيث يبلغ سعر الرصاصة اربعة دولارات، ولهذا تعتبر كل رصاصة عزيزة ولا يستخدمها المقاتلون الا في حالة الضرورة كما يقول ابو حمزة، الذي قال انه لن يستخدم الرصاص الا حالة الضرورة القصوى وان اطلقها فعليه ان يصيب الهدف حتى لا تضيع الرصاصة سدى. ويعترف المقاتلون ان الجيش يفعل ما يريد وان الجنود يدمرون البيوت والبقالات في المدن الصغيرة. ووصف احد سكان القرى القريبة كيف جاء الجيش واعتقل ابنه واطقلوا عليه الرصاص. واضاف الاب ان الجيش اعتقله لانه شاب ولخوفهم من قيام الجيش الحر بتجنيده. ويقول كاتب التقرير ان جبل الزاوية والمناطق الواسعة حوله اصبحت مركز النشاط الثوري ضد نظام الاسد الذي اعتبرها منطقة تسيطر عليها الجماعات المتطرفة. وعلى الرغم من اختفائهم في مكان بعيد لا يمكن الوصول اليه الا انهم عرضة للانتقام اما من دبابات الجيش التي تملأ المكان او من الموالين للنظام المنتشرين في المنطقة.

انهم اشرار

ووصف ابو احمد النظام وآلته العسكرية بانهم اشرار وانهم لن يتوقفوا عن القتل والحرق. ومع وحشية النظام ضد سكان القرى الا ان مقاتلي كتيبة الحرمين الشريفين يؤكدون انهم يلقون دعما من الاهالي، فعندما يحضر الجيش يهرب السكان ويختبئون في المناطق الجبلية. واشار التقرير انه لا اثار للعلم السوري او صور حزب البعث خاصة ان المقاتلين تبنوا علم الثورة السورية اثناء الاحتلال الفرنسي. لكن ليست كل قرى جبل الزاوية تؤيد الثوار فهناك قرى لا زالت موالية للنظام وتنتشر فيها قوات الجيش، وتحيط بها سلسلة من الممرات الترابية والشوارع الصغيرة التي يستخدمها المقاتلون لاسعاف الجرحى ونقلهم الى مخيمات اللاجئين في جنوب تركيا. ويسود مزاج من التفاؤل بين بعض القرويين الذين يقولون ان بشار الاسد سيرحل ولن يكون هناك نظام بعث ابدا، وهناك من يقلل من توقعات الناس حيث نقل عن مزارع في قرية كفر سجنة قوله ان شيئا لن يحدث قبل الانتخابات الامريكية مضيفا ان الفرنسيين مشغولون، اما السعودية وتركيا فلن تتحركا بدون امريكا، وعليه فـ ‘العبء هو علينا’، وقال اخر ‘شاهدت ما شاهدت، لا شيء ونحن نعرف ان المساعدة لن تأتي’. وهو حال ام خالد التي قتل النظام ابنها بداية هذا العام وقالت ان الناس يأتون اليها ويتعاطفون معها لكن ابنها وزوجها قتلا بلا داع ‘اين العالم؟’.

نفس القصة

وفي القرى الموالية للمقاتلين يقول التقرير ان القصة هي نفسها، عدد من المنشقين عن الجيش يلتقون لمناقشة وضع الانتفاضة ويتحدثون عن الشهداء والمعارك ومرحلة ما بعد الاسد التي يقولون انها لن تكون سهلة. وقال احد المقاتلين ان بعض الثوار في قرى الزبداني وضعوا اسلحتهم عندما قيل لهم ان القاعدة هي التي تقوم بالتفجيرات وعندما سلموا انفسهم قتلوا. وأشار الى ان كل المنشقين هم من السنة حيث قال احدهم ان الحرب اصبحت ‘طائفية الطابع’، واضاف انه لم يعد قادرا على التحدث مع اصدقائه من الطائفة العلوية. فيما قال اخر من مدينة جسر الشغور المحاصرة انه لا يكره العلويين واعتقد انهم لا يكرهوننا لاننا سنة، فهم خائفون من التوقف عن دعم النظام الذي يحميهم. ويقول التقرير ان الاعداد الكبيرة من الثوار الذين قابلهم هم انفسهم لاجئون في وطنهم حيث فروا من قراهم بعد دخول الجيش اليها، وفي حالة سليم فانه هرب مع عائلته من العراق بعد الحرب الطائفية، حيث عاش هناك طوال حياته وعندما رجع الى جسر الشغور بلده الاصلي، ها هو يهرب من جديد. وفي النهاية يرى المقاتلون ان الحرب حربهم وانه يجب انجاز ما بدأوه لان النظام لو انتصر فسيتصرف مثل جنكيز خان، ولكن مهمة بدون سلاح صعبة.

لا حرب اهلية في لبنان

لا احد قادرا على وقف التساؤلات الملحة ومنها هل انتقلت الثورة في سورية الى لبنان، واشار روبرت فيسك في تقرير له في الاندبندنت ان المثير للخوف انه واثناء جنازة الشيخ احمد عبد الواحد الذي قتل على الطريق الى طرابلس يوم الاثنين لم ترفع فيها الراية اللبنانية بل رايات الرابع عشر من آذار المؤيدة لسعد الحريري والرايات التي يرفعها الثوار السوريون. ويتساءل فيسك: هل يريد الاسد اشعال الرماد الذي انطفأ منذ خروجه عام 2005، ويقول ان كل الصحف اللبنانية تتحدث وبالخط العريض عن عودة الحرب الاهلية. ويعتقد فيسك ان الاحتمال ليس مطروحا الآن لان القتل لا يتوقف في لبنان، فان قتل 8 في طرابلس في المواجهات بين السنة والمؤيدين للاسد من العلويين فقد قتل الكثيرون في معارك خلال السنة الماضية، كما قتل 80 اثناء المواجهات بين حزب الله ومقاتلين تابعين لحركة الرابع عشر من اذار، وقتل 1300 اثناء حرب 2006 وقبل الحرب الاهلية كانت هناك حرب بين الحكومة وميليشيات درزية عام 1958 فلبنان قادرة على التحمل وتجاوز الازمة باستثناء الحرب الاهلية التي انتهت عمليا عام 1990.

ويقول الكاتب ان المناوشات والحروب الصغيرة التي تتركز بين الاحياء المؤيدة للنظام السوري والمعارضة له تظهر ان سورية تتسيد لبنان الآن فما عليك الا ان تحصي عدد المرات التي يذكر فيها مصطلح ‘المؤيدون لسورية والمعارضون لها في التقارير الاعلامية’. وكل هذا لا يعني ان حربا قادمة ستندلع، فكل مرة يعرض فيها على اللبنانيين حرب اهلية يرفضونها، كما يقول فيسك لان المتعلمين الذين درسوا خارج البلاد اثناء الحرب الاهلية لا يريدون حربا جديدا ويحتقرون النظام الطائفي الذي فرضته فرنسا قبل مئة عام، فلا احد ينسى ان من ربح الحرب الاهلية ليسوا اللبنانيين بل جار اسمه سورية. ولا يمكن للبنان ان يتهرب من اثار الحرب في سورية، فبالاضافة للتوتر الطائفي طرابلس وحروب الطوائف السياسية فاللاجئون السوريون يتدفقون يوميا مع توسع عمليات الجيش السوري، وقدرت الامم المتحدة اعداد اللاجئين بحوالي 20 الفا اي بزيادة خمسة الاف عن الرقم السابق. ولكن جمعيات الاغاثة تضع الرقم بحوالي 27 الف لاجىء خاصة مع تصعيد الجيش عملياته في حمص وما حولها، حيث تقول المنظمات هذه ان اللاجئين يتدفقون كل ساعة على لبنان. ويعاني الكثير منهم مشاكل في العثور على مساكن اما لعدم قدرتهم المالية او لعدم توفرها، ويحاول تحالف جمعيات خيرية توفير المساكن، فيما تستقبل مساجد بعضهم. ويرفض حزب الله اقامة مخيمات لهم على غرار المخيمات في تركيا حتى لا تتحول كما يقول الحزب الى اماكن لانطلاق المقاتلين وتخزين الاسلحة.

معارض سوري: مصلحة العلويين في الإطاحة بالأسد

عمان – من خالد يعقوب عويس: حث المعارض السوري العلوي معن عاقل أبناء طائفته على عدم الخوف على مصيرهم في حالة سقوط الزعيم السوري بشار الأسد قائلا إن نهاية الشمولية هي أفضل ضمان لاستمرار بقاء طائفته في البلاد. واحتشدت المعارضة المسلحة التي تقودها الغالبية السنية في سورية حول شعارات تقول إن العلويين هم انفسهم ‘الشبيحة’ الموالون للأسد الذين يتصدون بعنف للمحتجين مما دفع بعض العلويين للشعور بأنه لا مستقبل لهم بدون الأسد.

وعززت موجة من جرائم القتل الطائفية في مدينة حمص معقل الاحتجاجات هذه المخاوف.

ويقول العلويون إنهم مستهدفون بسبب ولائهم الطائفي المفترض للأسد. وبدأ رجال دين من السنة يشيرون للعلويين باعتبارهم خارجين عن صحيح الدين.

ويرى عاقل أن عدم ربط مصير العلويين بمصير الأسد أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم.

وعاقل كاتب يجوب سورية ويوثق للانتفاضة القائمة منذ 14 شهرا بالتصوير والكتابة والمقابلات.

وأقر بالخوف الذي تولد لدى العلويين تجاه مستقبلهم لكنه يقول إن الديمقراطية هي أفضل ما يمكنه أن ينزع فتيل الغضب إزاء ربط العلويين ككل بحكم الأسد.

وقال ‘العلويون خائفون من المستقبل ولكن الكثير من السوريين أيضا خائفون…إذا انتصرت الثورة السورية وجاءت الديمقراطية فالموضوع الطائفي هو أهون الشؤون لأنه سيحل’.

وفر عاقل (46 عاما) من سورية الشهر الماضي وجرى تهريبه إلى الأردن مع مجموعة من الأسر السنية من حمص لم تكترث بوجود علوي بين أفرادها رغم معاناتها من قمع الأسد.

وقال ‘الشارع غير طائفي… لم يسألني أحد عن طائفتي إلا عند حواجز الجيش’.

وخلال حكم بشار الذي خلف والده حافظ الأسد عام 2000 تزايد الفساد وتركزت الثروات لدى قلة قليلة مع سيطرة أقارب له مثل ابن خالته رامي مخلوف الملياردير على قطاعات رئيسية خلال فترة تحرر اقتصادي محدودة كان اكبر المستفيدين منها هم المقربون من الأسد.

وقال عاقل إن تركز الثروات عزز اعتقاد السنة بأن العلويين كطائفة مميزون في ظل حكم الأسد في حين أن حال أغلبهم في واقع الأمر ليسوا أفضل كثيرا من باقي السكان.

وبعد أن سجن تسع سنوات خلال حكم حافظ الأسد احتجز عاقل لمدة ثلاثة أشهر بعد كتابة سلسلة من التقارير عن الفساد. وأفرج عنه قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الانتفاضة في مارس اذار من العام الماضي.

وناشد عاقل الأسد معالجة الفساد والحد من القمع وإلا واجه مصير زعماء عرب آخرين أطيح بهم.

لكنه أبدى تشككه في اتخاذ مثل هذه الخطوات ويرى أن أفضل فرصة للانتقال إلى الديمقراطية بأقل قدر من إراقة الدماء تكمن في تحرك أعضاء من النخبة الحاكمة ضد الأسد لكنه أقر بأن دائرة الرئيس المقربة لا تبدي أي مؤشرات على تغيير موقفها.

وقال عاقل ‘النظام غير مستعد للاعتراف بتداول السلطة وحقوق الناس. لم يحاسب أيا من عناصره على القتل وهو لا يستطيع ذلك’.

ومضى يقول إن الأسد يكرر الاستراتيجية التي انتهجها والده خلال الثمانينات عندما قضى على تمرد لجماعة الاخوان المسلمين وسلح العلويين على أمل تكوين جبهة طائفية ضد المعاقل السنية للتمرد.

وقال عاقل في مقابلة أجريت بمقهى في العاصمة الأردنية عمان ‘هو سلح الشبيحة. يحاول أن يعيد سيناريو الثمانينات. ولكن لم يكن هناك آنذاك ثورة شعبية مسلحة ضدهم. وهو لا يدرك الفرق. في ظل ثورة شعبية إعادة السيناريو هو حماقة’.

وتابع ‘النظام حريص على تفسير الوضع طائفيا كاتهاماته للثورة بالسلفية والإرهاب والعصابات المسلحة وما إلى ذلك. ولكن الجوهر… هو ثورة وطنية وصراع مع الاستبداد’.

وقال الكاتب اليساري إن على السوريين العلمانيين والعلويين تقبل فكرة صعود الإسلاميين في الانتفاضة.

وأضاف ‘أين المشكلة إذا كانت الديمقراطية ستأتي بإسلاميين؟ ليأتوا وليواجهوا الواقع طالما أنهم سيقرون بتداول السلطة والديمقراطية’.

وتابع ‘المهم ألا تتحول الثورة السورية كالإيرانية إلى استبداد ديني’.

وأردف قائلا ‘ليس المطلوب من العلويين أكثر من أن يلتزموا الحياد. هذا نظام انتهى. هو ميت سريريا. حتى إذا رجع المتظاهرون إلى بيوتهم وألقى الثوار أسلحتهم فالمواطن سينظر إلى الجيش على أنه جيش احتلال’.

الجيش السوري الحر ينفي مسؤوليته في خطف لبنانيين في سوريا

ملهم الحمصي

بيروت، الوكالات: نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته في خطف مجموعة من الحجاج الشيعة اللبنانيين في سوريا، حسبما اعلن قيادي في هذه القوة المؤلفة من منشقين عن الجيش النظامي لوكالة الانباء الفرنسية الاربعاء.

واعلن مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش الحر الذي يتخذ مقرا له في تركيا لوكالة فرانس برس “الجيش السوري الحر غير مسؤول ابدا. نحن لا نؤمن بذه الطريقة. هذه محاولة لتشويه الجيش الحر”. واضاف “هذه ليست من اخلاقيات الثورة وانا ارجح ان يكون من فعل النظام” مضيفا ان النظام السوري “يريد ان تحترق المنطقة”.

من جانبه، دان المجلس الوطني السوري اكبر تحالف للمعارضة السورية الاربعاء خطف مجموعة من الحجاج اللبنانيين الشيعة في سوريا ولم يستبعد تورط نظام الرئيس بشار الاسد فيه. وقال المجلس إن “المجلس الوطني السوري يدين التعرض لاشقاء لبنانيين بالخطف او الاعتداء او الترهيب ويطالب بالافراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط”.

واضاف البيان ان “المجلس الوطني الذي لا يستبعد تورط النظام السوري المخابراتي في هذه العملية لاثارة الاضطرابات في لبنان الشقيق الحاضن للنازحين والجرحى والمضطهدين من ابناء الشعب السوري”.

ودعا المجلس في بيانه “ابطالنا الشرفاء ضباط الجيش الحر وجنوده الذين انتفضوا بوجه عسف النظام واجرامه الى ان يبذلوا كل ما في وسعهم للعمل على تحرير الاخوة اللبنانيين المخطوفين بأسرع وقت”.

وكانت الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان اعلنت الثلاثاء خطف 13 لبنانيًا شيعيًا في حلب (شمال سوريا) بينما كانوا في طريق عودتهم من زيارة لاماكن شيعية مقدسة، ونسبت الوكالة واقرباء لهم عملية الخطف الى الجيش السوري الحر.

ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء الى ضبط النفس بعد خطف اللبنانيين. وقال نصرالله في اتصال هاتفي مع قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله “الكل مدعو الى انضباط حقيقي (…) لا يجوز ان يتصرف احد من تلقاء نفسه بقطع الطرق او القيام باعمال عنف او خطوات سلبية”.

واضاف “الاتصالات بدأت مع السلطات في سوريا وبعض الدول الاقليمية المؤثرة (…) في هذا النوع من الملفات لن نعدم اي وسيلة. اهلكم وشبابكم امانة في اعناقنا”. ودعا نصرالله الى عدم القيام بأي ردود فعل سلبية تجاه المواطنين السوريين في لبنان.

وقال “الرعايا السوريون في البلد اخواننا وهم موجودون هنا ضمن مسؤولية الدولة والشعب”. ودعا الى التعبير عن الموقف “بشكل حضاري وسلمي، وسنعمل ليلا ونهارا ليكون هؤلاء الاحبة في ما بيننا. بتعاون الجميع، سنصل الى خاتمة سعيدة”.

وكان بعض المحتشدين الغاضبين في الضاحية الجنوبية لبيروت تحدثوا عبر شاشات التلفزة الى إمكانية استهداف معارضين سوريين موجودين في لبنان ردا على عملية الخطف. وحاول بعضهم اعتراض سيارات وحافلات تحمل لوحات سورية لدى مرورها قرب المحتجين، الا ان عناصر حزبية منعتهم من ذلك، بحسب ما افاد مصورو وكالة فرانس برس.

وقال نصرالله ان عملية الخطف التي قامت بها “بعض الجماعات المسلحة مدانة بكل المعايير”. واشار الى انه يتكلم باسمه وباسم رئيس حركة امل الشيعية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، مضيفا ان الجانبين قاما باتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشأن هذه المسألة. وقال نصرالله ان الحكومة اللبنانية “يجب ان تتحمل مسؤولية العمل على اطلاق” المخطوفين، “مثل اي دولة او حكومة تحترم نفسها”.

وقال أحد المشاركين في الاحتجاج رافضًا الكشف عن اسمه إن زوجي شقيقتيه “اوقفا مع عائلتيهما خلال عودتهم من إيران في حلب، وتم الافراج عن النساء اللواتي كن في الحافلة، بينما احتجز الرجال”، مشيرا الى ان عناصر الجيش الحر قاموا بعملية الخطف.

وقال شاب آخر يدعى حسين العبد إن المخطوفين كانوا من ضمن “حملة بدر الكبرى” التي تنظم رحلات حج الى إيران، وانه نزل الى الشارع ليحتج مع “اقربائه واهله” ويطالب الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها في “إعادة حقنا”.

وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان عدد المخطوفين بلغ 13. وتجمع مئات الاشخاص في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال مصور وكالة فرانس برس ان بعض النساء والاطفال في التجمع كانوا يبكون.

وقال شقيق منظم “حملة بدر الكبرى” عباس شعيب لتلفزيون “الجديد” إن عددا من المشاركين في الرحلة “كانوا عائدين من إيران عبر تركيا. ما ان دخلوا سوريا، اعتقلهم الجيش الحر وترك الفتيات والنساء، وطلبوا منهن تبليغ اول حاجز للجيش النظامي بوجود الشباب معهم”.

واشار الى ان الجيش الحر “يريد ان يبادل المخطوفين بعناصر من الجيش الحر محتجزين لدى الجيش النظامي”. واوضح أن شقيقه بين المخطوفين، وأن النساء هن الآن مع الجيش النظامي في فندق “ارز لبنان” في حلب.

وقال “لنرَ اصدقاء الجيش السوري الحر في لبنان ماذا سيفعلون”، في اشارة الى المعارضة في لبنان المؤيدة للمعارضة السورية. واقفل محتجون طرق الطيونة ومار مخايل والمطار القديمة في الضاحية الجنوبية بالاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات.

إلى ذلك، قالت هيئة التنسيق الوطنية إن فور سريان خبر خطف اللبنانيين، بدأت أعمال مضايقات وخطف تنتشر في لبنان ضد العمال السوريين. في بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أدانت هيئة التنسيق الوطنية عمليات الخطف والتضييق التي يتعرض لها العمال السوريون.

نشر موقع هيئة التنسيق الوطنية أسماء المخطوفين الذين أعلن الجيش السوري الحر اختطافهم. وأسماء الرجال المخطوفين هم:

1- عوض ابراهيم

2- محمد منذر

3-حسين منذر

4- علي أرزوني

5- علي ترمس

6- علي زغيب

7- عباس شعيب

8- علي عباس

9- عباس حمود

10-ابو علي صالح

11- حسين حمود

12- مهدي بلوط

13- حسين سبليني

وتجدر الاشارة أيضاً الى أنباء وردت عن اختطاف قافلة شيعية أخرى تحمل اسم “الإمام الصدر” برجالها والنساء أيضاً في حلب”.

لبنان يصبح “رهينة” النزاع السوري

أ. ف. ب

يرى مراقبون أن تفجر الوضع في لبنان أمر ممكن في أي لحظة، كما أن بيروت أصبحت رهينة الأزمة” القائمة في سوريا منذ 14 شهرًا، ويرى محللون أن هناك رابطًا مباشرًا بين هذه الحوادث التي تشهدها لبنان والاتهامات التي وجهتها سوريا بأن “بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية اصبحت حاضنة لعناصر ارهابية.

بيروت: يرى محللون أن لبنان بات رهينة النزاع في سوريا بعد سلسلة مواجهات امنية دامية وقعت فيه اخيرًا بين مناهضين ومؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد، وفي ضوء اتهامات دمشق حول تحول بعض المناطق الحدودية اللبنانية الى مقر لدعم المعارضة السورية المسلحة.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي لوكالة فرانس برس إن “هذه الحوادث نقلت رسالة لا تحتمل التأويل مفادها أن تفجير لبنان أمر ممكن في أي لحظة. والرسالة وصلت”.

ويضيف: “لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومناهضين له، اصبح رهينة الازمة” القائمة في سوريا منذ 14 شهرًا.

في 12 ايار/مايو، تم توقيف الشاب اللبناني الاسلامي شادي المولوي الداعم للحركة السورية المناهضة لبشار الاسد في طرابلس في شمال لبنان، ما اثار توترًا شديدًا تحول سريعًا الى اشتباكات مسلحة في المدينة بين سنة مؤيدين “للثورة السورية” وعلويين مؤيدين للنظام السوري اوقعت عشرة قتلى وعشرات الجرحى.

وفي 20 ايار/مايو، وفي ظل استمرار اجواء الضغط والتوتر، قتل رجل الدين السني الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد المرعب برصاص الجيش اللبناني بسبب عدم امتثاله لامر بالتوقف، بحسب مصدر أمني، بينما اتهم مقربون من الشيخ المعروف بمواقفه المؤيدة للمعارضة السورية “عناصر مندسة داخل الجيش” باستهداف السيارة.

وعلى الاثر، وقعت اشتباكات في احد احياء بيروت بين انصار تيار المستقبل (معارضة مناهضة للنظام السوري) وتنظيم صغير موالٍ لدمشق أسفرت عن مقتل شخصين.

ويقول محللون إن هناك رابطًا مباشرًا بين هذه الحوادث والاتهامات الاخيرة التي وجهها مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري وفيها أن “بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية اصبحت حاضنة لعناصر ارهابية من تنظيمي القاعدة والاخوان المسلمين ممن يعبثون بأمن سوريا ومواطنيها”.

وتحدث الجعفري في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن “معلومات حول تزويد الجماعات الارهابية في سوريا بالسلاح وتهريب الارهابيين عبر الحدود اللبنانية السورية”.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان إن دمشق “باتت تنظر الى جزء من لبنان على أنه معادٍ لها”.

وكانت الامم المتحدة اشارت الى تقارير عن حصول عمليات تهريب سلاح بين لبنان وسوريا. واوقفت الاجهزة الامنية اللبنانية عددًا من الاشخاص بتهمة تهريب السلاح الى سوريا. كما ضبطت أخيرا باخرة محملة بالسلاح قادمة من ليبيا وموجهة الى المعارضة السورية.

ويقول مدير مركز “كارنيجي” للابحاث في الشرق الاوسط بول سالم: “لن تسمح سوريا بتحول شمال لبنان الى قاعدة دعم مهمة للمعارضين السوريين”.

ويضيف: “من الواضح أن سوريا تضغط على اصدقائها وحلفائها في لبنان من اجل القيام بشيء ما ازاء هذا الوضع، وهذا ما أدى الى التوتر”.

ولوحظ أن حزب الله، أبرز حلفاء سوريا في لبنان، بقي في منأى عن الاحداث الاخيرة، حتى أنه لم يعلق عليها بشكل مباشر. واكتفى مسؤول في الحزب الشيخ نبيل قاووق الاثنين بتحذير قوى 14 آذار (المعارضة) من ادخال لبنان في “المخاطر الكبرى” ومن تحويله الى ممر ومقر للمسلحين السوريين.

في المقابل، اتهمت المعارضة المناهضة للنظام السوري سوريا بمحاولة زعزعة استقرار لبنان ونقل “الشرارة الامنية” اليه.

ويرى سالم أن الرسالة واضحة ومفادها ، سواء من كان وراء الحوادث الاخيرة، “اذا اراد الشمال أن يدعم المعارضة السورية، فسيدفع الثمن”.

وبدأ القضاء العسكري يحقق في حادثة مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه.

ويرى محللون استحالة أن يكون امر اطلاق النار اتخذ على مستوى عال في قيادة الجيش، الا انهم يتوقفون عند محاولة اقحام الجيش اكثر في محاولة منع انشطة دعم المعارضة السورية انطلاقًا من لبنان.

ويقول خشان “الهدف دفع الجيش الى التحرك للحؤول دون استخدام الشمال ضد النظام السوري”.

وترتدي اعمال العنف بسرعة طابعًا طائفيًا في لبنان ذي التركيبة الامنية والطائفية والسياسية الهشة، ما يجعل أي هزة امنية تطورًا خطيرًا يثير الخشية من انفجار اوسع في البلاد.

ويتخوف المحللون من الدعوات التي وجهتها اخيرًا اربع دول خليجية الى رعاياها لمغادرة لبنان.

ويقول العزي: “حتى الآن، الحوادث هي مجرد هزات صغيرة… وفي مرحلة لاحقة قد يتبعها الزلزال”.

سوريا: قصف وانفجارات.. وغموض حول اختطاف 12 لبنانيا في حلب

مروحيات النظام تقصف قرى جبل الزاوية واشتباكات في ريف إدلب * رئيس عمليات حفظ السلام الدولية: نرفض عسكرة الأزمة

صورة مأخوذة من موقع للمعارضة السورية على الانترنت لعناصر من الجيش السوري الحر أمام دبابة تحترق تابعة للنظام في كفر كرمين بمحافظة ادلب أمس

بيروت: ليال أبو رحال وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت مناطق في سوريا أمس انفجارات وعمليات قصف، فيما وقع انفجار في حي القابون في دمشق، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات شملت سيدة وشبانا حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر، لـ«الشرق الأوسط»، أن مروحيات النظام قصفت أمس قرى في جبل الزاوية، لافتة إلى اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري والجيش الحر في منطقة سرمدا في ريف إدلب. إلى ذلك قالت مصادر سورية إن مجموعة مسلحة قامت بخطف 12 لبنانيا شيعيا في محافظة حلب، أثناء عودتهم من زيارة لإيران عبر سوريا. وتضاربت الأنباء حول الجهة التي يتبع لها المجموعة المسلحة، وبينما اتهمت مصادر سورية الجيش السوري الحر المعارض بالوقوف وراء الحادث نفى الجيش الحر تلك الأنباء.

وقالت مصادر المعارضة السورية إن القوات السورية شنت غارات بالدبابات وعربات مدرعة في منطقة بمحافظة حلب يعتقد وجود المختطفين فيها. وأحرق أقارب المختطفين في لبنان إطارات سيارات وسدوا عدة شوارع في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وموطن كثير من المخطوفين. وفيما استنكر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الاختطاف, دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله المتظاهرين إلى الهدوء. إلى ذلك، قال رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة هيرفيه لادوسو، خلال مؤتمر صحافي أمس «أعلنت الأمم المتحدة منذ البداية أنها ضد أي عسكرة للأزمة (السورية)، ونحن نعلم أنه كانت هناك هجمات إرهابية وتفجيرات، وهذا شيء يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأي محاولات لعسكرة الأزمة ليست مقبولة».

المعارضة السورية تتهم النظام بقصف قرى جبل الزاوية بالطائرات واستهداف مسيرة في دير الزور

انفجار في دمشق ومداهمات واعتقالات في حلب ومعارك عنيفة في ريف إدلب

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 5 أشخاص نتيجة انفجار عبوة ناسفة بحي القابون في دمشق ليل الاثنين/ الثلاثاء، فيما أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن مروحيات النظام قصفت بالأمس قرى في جبل الزاوية، وبالتحديد كفروما وحاس وكفرنبل، لافتة إلى اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري والجيش الحر في منطقة سرمدا في ريف إدلب.

وكان المرصد السوري تحدث عن مواجهات تدور بين منشقين وقوات الأمن في بلدة الأتارب في ريف حلب في شمال سوريا، في وقت قالت فيه مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في المنطقة، وبالتحديد في سرمدا بعدما أحكم لواءان من الجيش الحر السيطرة عليها قبل 3 أيام، وأضافت: «النظام استقدم تعزيزات من إدلب، وقواته تتمركز حاليا في ساحة باب الهوا حيث تندلع اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر نتيجة مساعي قوات النظام لدخول المنطقة».

وتحدث ناشطون عن إصابة متظاهرين في محافظة دير الزور بجروح إثر إطلاق النار من القوات النظامية السورية لتفريق مظاهرة في بلدة البصيرة، لافتين إلى أن إطلاق النار وقع بعد مغادرة فريق من المراقبين الدوليين البلدة.

وقال الناشط السوري راتب سليمان، وهو مقيم بلندن وعلى اطلاع بالأوضاع الداخلية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المراقبين كانوا على طريق دير الزور مرورا ببلدة البصيرة، فخرج الناس بالمئات لمقابلتهم ولعرض أوضاعهم.. لكن المراقبين لم يتوقفوا إلا لدقائق قليلة التقوا فيها مدير المنطقة ثم انصرفوا. وبعدها توجه المواطنون إلى منطقة السوق في مسيرة، فقامت قوات الأمن بقصف المدينة وفتح النار على المسيرة والمتظاهرين ليسقط نحو 6 قتلى و12 جريحا، كما قام الأمن بحرق نحو 40 سيارة خاصة بالمواطنين».

وفي إدلب، أصيب مواطنون بجروح إثر إطلاق نار من القوات النظامية السورية في بلدة كفروما، بحسب المرصد الذي أفاد بأن الجيش يحاول اقتحام البلدة ويشتبك مع عناصر من الجيش الحر. كما أفادت مصادر الجيش الحر بأن طائرات النظام تقصف منذ صباح يوم أمس قرى في جبل الزاوية، وبالتحديد كفروما وحاس وكفرنبل، حيث توجد العناصر المنشقة بأعداد كبيرة.

وفي دمشق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن خمسة مواطنين قتلوا إثر انفجار عبوة ناسفة في حي القابون، فيما اقتحمت القوات النظامية منطقة برزة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات فيها، مشيرا إلى أن القوات النظامية اعتقلت خمسة مواطنين على الأقل أثناء حملة مداهمات واعتقالات في منطقة سابر، في ريف دمشق.

وقال ناشطون إن أصوات انفجارات وإطلاق رصاص سمعت فجر يوم أمس في مدينة دوما قبل أن تدخل القوات النظامية إلى أحيائها وتنتشر في محيطها. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في مدينة حرستا ومحيطها بحثا عن مطلوبين، إثر الاشتباكات التي دارت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء في المنطقة.

وفي ريف درعا، قُتل مواطن في بلدة النعيمة بإطلاق رصاص، على حد تعبير المرصد السوري الذي تحدث عن عدد من الانفجارات الشديدة في عدة أحياء في مدن إدلب، وحماه، وبانياس، واللاذقية، وحلب، ودمشق، إلا أنه لم يورد تفاصيل عن طبيعتها، مشيرا إلى أن قوات الأمن السوري نفذت حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء وفجر الثلاثاء في عدد من أحياء مدينة حلب.

وفي محافظة حماه، وأيضا بحسب المرصد السوري، فإن «أصوات انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة سُمعت بالأمس بالتزامن مع اقتحام القوات النظامية للبلدة»، مشيرا إلى اقتحام القوات النظامية قرية كوكب في ريف حماه، حيث «بدأت حملة مداهمات»، كما أفاد بسقوط جرحى في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في بلدة اللطامنة في ريف حماه.

وقال ناشطون في المكتب الإعلامي للثورة في حماه إن «القوات النظامية معززة بالآليات تحاول اقتحام البلدة وتشتبك مع العناصر المنشقين عنها والموجودين في البلدة»، لافتين إلى أن «عناصر الجيش الحر يتوارون في أحياء المدينة من دون أن تكون لهم سيطرة على مناطق بعينها. أما القوات النظامية فتسيطر على المداخل والشوارع الرئيسية وتتجنب دخول الأحياء، لا سيما في الليل».

وفي ريف درعا، أفادت الهيئة العامة للثورة بمقتل مواطن في بلدة النعيمة في إطلاق رصاص، في وقت تحدثت فيه وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن أن وحدات الهندسة فككت يوم أمس عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة على طريق عام أريحا – اللاذقية، بالقرب من بلدة اورم الجوز التابعة لمنطقة أريحا.

وكان المراقبون الدوليون، ودائما بحسب «سانا»، زاروا مناطق من محافظتي ريف دمشق ودير الزور، وتحديدا مدينتي المليحة والكسوة، فيما زار وفد آخر منهم أحياء هرابش والموظفين والجبيلة والانطلاق القديم بمدينة دير الزور، إضافة لبلدتي البصيرة والشحيل في ريف المحافظة، والتقى الكثير من الأهالي فيها.

وقالت الوكالة إن وفودا أخرى زارت عددا من المناطق بمدينة حماه وريفها والمشفيين العسكري والرازي بحلب، كما زار مراقبون آخرون مدينة مصياف بريف حماه.

اختطاف 12 لبنانيا في حلب قادمين من إيران يشعل ضاحية بيروت الجنوبية

رئيس المجلس العسكري للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: لا علاقة لنا بالعملية ولا يمكن أن نرضى بها

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

قالت أسر شيعية لبنانية أمس: إن معارضين سوريين مسلحين خطفوا ما لا يقل عن 12 من أبنائها في حلب بشمال سوريا بينما كانوا عائدين من زيارة لإيران عبر سوريا، كما أعلن مصدر رسمي إيراني أمس عن اختطاف 3 سائقين إيرانيين في سوريا، بينما أكد مسؤول إيراني وقوف بلاده إلى جانب سوريا فيما تتعرض له من «مؤامرة تريد النيل من دورها في المنطقة».

وقالت جماعة معارضة في وقت لاحق إن القوات السورية شنت غارات بالدبابات وعربات مدرعة أخرى أمس على منطقة بمحافظة حلب الشمالية، قرب المكان الذي خطف فيه اللبنانيون في وقت سابق، وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا: إن أناسا في بلدة أعزاز في حلب أبلغوه بأن القوات السورية تمشط بعض الأحياء.

وأوضح مسؤولون أمنيون لبنانيون أن اثني عشر لبنانيا شيعيا خطفوا أمس الثلاثاء في مدينة حلب شمال سوريا. ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن المسؤولين، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن المختطفين كانوا في طريق العودة إلى لبنان عن طريق سوريا بعد زيارة دينية في العراق. وتجمع أهالي المخطوفين في الضاحية الجنوبية في بيروت مطالبين بالإفراج عنهم. وتسبب الاحتجاج في قطع عدد من الطرق، بينها طريق المطار، بالإطارات المحترقة وحاويات القمامة.

وأثار توقيف الحافلتين اللبنانيتين اللتين تقلان الشباب اللبناني، وخطف 12 شابا لبنانيا منها، غضب عائلاتهم «الشيعية» في لبنان، بعد تأكيد تقارير إخبارية في بيروت أن عناصر من «الجيش السوري الحر» تقف وراء عملية الخطف التي حصلت تحديدا في قرية عزاز. وسارع أقرباء المخطوفين اللبنانيين فور شيوع الخبر إلى قطع طرقات عدة في بيروت، وتحديدا في مناطق الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله الذي سارع إلى دعوة الأهالي للاجتماع في أحد أحياء الضاحية للتباحث في الموضوع، فيما دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأهالي إلى عدم قطع الطرقات. وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات مع دول وجهات معنية للعمل على الإفراج عن المخطوفين في حلب لم يسمها بيان صادر عن مكتبه.

وبينما هدد أقرباء المخطوفين بالقيام «بأعمال غير محمودة على الأمن في لبنان»، مؤكدين «أنهم يعرفون أماكن تواجد الجيش السوري الحر في لبنان»، إذا لم يتم الإفراج عن أفراد عائلاتهم، نفى رئيس المجلس العسكري في «الجيش الحر» العميد مصطفى الشيخ لـ«الشرق الأوسط» أي علاقة «للجيش الحر» بعملية الاختطاف، مؤكدا معرفته بالأمر من خلال اتصال ورده من لبنان طالبه القيام بوساطة للإفراج عن المخطوفين.

وأوضح الشيخ «أننا وصلنا إلى مرحلة فوضى كبيرة، ومجموعات مسلحة تدعي انتماءها للجيش الحر من دون أن يكون لها علاقة به»، مؤكدا أنه «لا يمكن لنا أن نقبل بأي شكل من الأشكال القيام بعمليات خطف مماثلة».

وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع متوتر شهدته منطقة الشمال اللبنانية، طالت تداعياته العاصمة بيروت ومناطق «سنية» عدة في لبنان تخللها قطع طرقات وسقوط قتلى وجرحى، على خلفية توقيف شادي المولوي وإطلاق حاجز للجيش اللبناني النار على الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في عكار.

وقالت قريبة أحد منظمي الرحلة الدينية لـ«الشرق الأوسط» إنها «ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها رحلات من بيروت (تحديدا الضاحية الجنوبية) إلى إيران برا عبر سوريا، بعد اندلاع الأزمة السورية». وأشارت إلى أن «بين الشبان الاثني عشر المخطوفين شابين إيرانيين»، موضحة أنه «تم خطف الشبان فقط فيما لم يتم احتجاز السيدات المشاركات في الرحلة».

وكانت مجموعة من الشبان الغاضبين بادرت فور انتشار الخبر إلى قطع طرق عدة كطريق المطار والشويفات والطيونة والمشرفية وبئر العبد. وأفاد أقارب المختطفين في بيروت أن هواتف المشاركين في الرحلة جميعها مقفلة، وعرف من المختطفين مساء كلا من: جميل صالح، عوض إبراهيم، عباس شعيب، حسن عباس، أبو علي أرزوني.

وفي المعلومات المتداولة في بيروت أمس، فإن تنظيم هذه الرحلة يأتي في إطار حملة دينية تحمل اسم «بدر الكبرى» لصاحبها الشيخ عباس شعيب. وذكرت قناة «الجديد» التلفزيونية في بيروت أن «معظم المخطوفين ينتمون إلى عشائر وعائلات تؤمن بمنطق الثأر، وهم يهددون بفعل شيء خطير، لم يفصحوا عنه، متحدثين عن اختطاف مماثل لجنود من (الجيش السوري الحر) المتواجدين في منطقة معينة من بيروت».

وأوضح شقيق صاحب حملة «بدر الكبرى» لزيارة المزارات في إيران، والذي اختطف مع باقي الرجال المشاركين في الحملة في منطقة عجاج في حلب أنه «بينما كانت الحملة عائدة من إيران أوقفها رجال ينتمون لما يسمى (الجيش السوري الحر) واحتجزوا كل الرجال الموجودين على متن الحافلة وقالوا للنساء: اذهبوا وقولوا لأول حاجز جيش سوري إننا نريد مقابل هؤلاء الرجال أسرى من الجيش السوري الحر».

ودان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما أقدمت عليه مجموعات مسلحة من عملية اختطاف للبنانيين في حلب، معتبرا أن الأولوية لكيفية معالجة هذا الأمر.

من جانبه، استنكر رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري خطف المواطنين اللبنانيين في سوريا، معربا عن تضامنه الكامل مع أهلهم، ومطالبا بالإفراج الفوري عنهم. وقال الرئيس الحريري: «إننا نستنكر خطف إخوتنا اللبنانيين في سوريا كائنة من كانت الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم كائنة من كانت الجهة الخاطفة».

وأضاف: «إنها مناسبة للإعراب عن تضامننا الكامل مع أهل المخطوفين، الذين نعتبرهم أهلنا، وعلى الخاطفين أن يعلموا أن الشعب اللبناني هو واحد موحد في هذه القضية، وأننا نتعامل مع هذه القضية بصفتها قضية وطنية لبنانية لا تحتمل أي تأويل أو مساومات».

وعلى صعيد ذي صلة، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بدمشق عباس غلورو «أكد اختطاف 3 سائقين إيرانيين دخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية»، وأشار إلى أن السائقين الثلاثة اختطفوا أول من أمس الاثنين من دون أن يذكر المكان الذي اختطفوا منه، وأعرب غلورو عن أسفه لأن السائقين ورغم تحذير السلطات الإيرانية لمواطنيها من التوجه برا إلى سوريا، «دخلوا البلاد من دون التنسيق مع المسؤولين في السفارة».

ويتهم ناشطون إيران بإرسال خبراء عسكريين ومقاتلين إلى سوريا لمساعدة النظام على قمع التظاهر ضده، كما يتهمون التيار الصدري بالتحالف مع النظام السوري، وبث ناشطون فيديو يظهر احتجاز 3 أشخاص قالوا: إنهم من ميليشيا مقتدى الصدر وجاءوا إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام.

من جانب آخر أعلن ناشطون عن منع وزير الإعلام الأسبق محمد سليمان من السفر إلى القاهرة، وذلك بعدما قامت المخابرات السورية وسلطات الهجرة في دمشق بمنعه من مغادرة سوريا أثناء تواجده في مطار دمشق الدولي متجها إلى القاهرة.

وكان وزير الإعلام السوري الأسبق محمد سليمان، وهو إحدى الشخصيات السورية العلوية البارزة ضمن ما يعرف بالحرس القديم (القيادات التي كانت تحيط بنظام الأسد الأب)، قد أطلق مبادرة وطنية ديمقراطية، تهدف للتوصل إلى حل للأزمة عبر الحوار والعمل السياسي، إلا أنه تلقى تحذيرات بعدم متابعة العمل في المبادرة. ما دفعه لإعلان وقف نشاط المبادرة الوطنية الديمقراطية، التي أنشئت منذ ما يقرب من 8 أشهر، دون تحقيق أي أهداف.

لادوسو: نرفض عسكرة الأزمة.. ونهدف لبناء ثقة بين الحكومة والمعارضة لبدء حوار سياسي

معارضون سوريون ينتقدون لـ «الشرق الأوسط» الحديث الأممي عن طرف ثالث في سوريا

واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال

حذر رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة هيرفيه لادوسو، من مخاطر وجود جماعات إرهابية في سوريا تحاول الاستفادة من الاضطرابات الحالية لتحقيق مكاسب معينة. وقال لادوسو، خلال مؤتمر صحافي أمس «إننا نعرف أن هناك طرفا ثالثا وجماعات إرهابية تسعى لتحقيق مكاسب لنفسها، لكن علينا أن ننظر إلى هذه القضية على أنها قضية داخلية بين السوريين»، وهي التصريحات التي انتقدتها المعارضة السورية، واصفة إياها بـ«الأحجية».

وحول مطالبات بعض القوى الدولية بتزويد المعارضة بالسلاح، قال لادوسو «أعلنت الأمم المتحدة منذ البداية أنها ضد أي عسكرة للأزمة، ونحن نعلم أنه كانت هناك هجمات إرهابية وتفجيرات، وهذا شيء يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأي محاولات لعسكرة الأزمة ليست مقبولة، فهي أزمة بين السوريين، وليس هناك أي مبرر لتأجيج النيران، والسوريون أنفسهم هم المسؤولون عن حل هذه الأزمة».

واتهم لادوسو تلك الجماعات بأنها تعمل لتحقيق أجندة خاصة بها، ولا تعمل لصالح تحقيق مصالح الشعب السوري، وقال «لذلك علينا البقاء وأعيننا يقظة مع ما نتعامل معه، وماذا يجب أن نفعله في هذا الأمر بين السوريين أنفسهم». وقال لادوسو في لقائه بأعضاء فريق المراقبين الدوليين «إن التركيز الآن لا بد أن ينصب على المرحلة الثانية من عمل البعثة، فلدينا مهمة هامة جدا للمساعدة في بناء مساحة للبدء في عملية سياسية على أساس خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان، المكونة من ست نقاط، وتحقيقا لذلك فإن الهدف الأول هو تخفيض مستوى العنف، وهذا ما تم بوضوح هنا في حمص». وأضاف «الآن هناك حاجة لإقامة جسور للمساعدة على تنفيذ المهام العملية للحياة اليومية، وإنشاء درجة من الثقة تدريجيا بين الحكومة والمعارضة».

وأبدى لادوسو ارتياحه وسعادته للسرعة التي تم بها نشر بعثة حفظ السلام، مشيرا إلى أن وجودهم قد أدى إلى تراجع العنف وأعمال القتل بشكل واضح. وأوضح لادوسو أن هناك 270 من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة منتشرين في ست مدن، ستتزايد إلى أكثر من عشر مدن مع اكتمال وصول بقية المراقبين، مطالبا بتوفير الخدمات للمناطق المدمرة والمناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة.

وقال لادوسو «هذه عملية ليست سهلة، عندما يكون هناك الكثير من علميات القتل والتدمير وتتطلب اتخاذ خطوات لبناء الثقة والسماح للمظاهرات السلمية، وإطلاق سراح المعتقلين بما يؤدي إلى تعزيز الثقة – والذي لا يزال حتى الآن مفتقدا – بحيث يمكن البدء في عملية سياسية تكتسب قوة دفع».

وحول مفاوضاته مع مسؤولي الحكومة السورية حول إطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمساعدات الإنسانية، أوضح لادوسو أن هناك بعض النقاط التي لا تزال محل تفاوض مع الحكومة السورية، ومنها إمكانية زيارة المراقبين لمراكز الاعتقال، موضحا أن الحكومة السورية سمحت للجنة الصليب الأحمر بالوصول إلى السجناء في حلب ودمشق.

من جانبه، كشف مكتب كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، أن هيرفيه لادوسو رئيس عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة اجتمع خلال يومي الاثنين والثلاثاء مع مسؤولي الحكومة السورية وممثلي المعارضة في مدينة حمص، في زيارة قام بها لتقييم التقدم الذي تحرزه بعثة حفظ السلام من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة، على أرض الواقع في سوريا. وأشار مكتب أنان إلى زيارات لادوسو للجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبة الأمم المتحدة وفريقه، إضافة إلى زيارات قام بها للأحزاب السورية، ومقابلات مع مسؤولي الحكومة السورية. وقال في بيان إن لادوسو نقل إلى المسؤولين في الحكومة وجماعات المعارضة الحاجة إلى تهيئة المناخ للبدء في عملية سياسية وضمان سلامة المراقبين وتوفير كل الفرص للمراقبين التي تمكنهم من التنقل، وأداء عملهم وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2043.

وأوضح البيان أن كلا من مسؤولي الحكومة وجماعات المعارضة أكدوا على تناقص أعمال العنف منذ وصول المراقبين إلى سوريا. وفي لقاء لادوسو بالمعارضة السورية، أكدت قوات المعارضة على دعمها لوجود المراقبين الدوليين، ودعت الأمم المتحدة للمساعدة في وضع حد لدوامة العنف في سوريا.

وفي لقائه بمحافظ حمص غسان عبد العال، أبدى لادوسو حزنه على الدمار الواسع الذي لحق بالمدينة، وشدد على ضرورة العودة إلى الحياة الطبيعية وإعادة إعمار المدينة. وحث لادوسو محافظ حمص على توفير الخدمات للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما أوضح المحافظ أن الدخول إلى تلك المناطق سيؤدي إلى وقوع اشتباكات.

من جانبه، قال الجنرال روبرت مود «من المشجع أن نري المراقبين المدنيين والعسكريين يقولون لنا إن الاستعداد لإقامة حوار يتزايد على نحو كبير، والمناقشات الآن هي كيف يمكننا العمل على أرض الواقع لبناء الثقة وبناء الجسور والمضي في اتجاه إيجابي».

من جهة أخرى، أبدى معارضون سوريون استغرابهم أمس للمواقف التي جاءت على لسان لادوسو، خلال وجوده في سوريا أول من أمس، لناحية حديثه عن «وجود عنصر ثالث لا يلتزم بمسار الشعب السوري، لأنه ملزم بأجنداته الخاصة»، وإشارته إلى «اننا نعلم أن هناك هجمات إرهابية وتفجيرات، وهذا يجب أن يؤخذ على محمل الجد».

وانتقد المعارض السوري وليد البني، لـ«الشرق الأوسط»، حديث المسؤول الأممي عن «وجود طرف ثالث، مما يعني أننا أمام أحجية، إذ إنه لم يسم تنظيم القاعدة»، مستنتجا أنه «باتهامه طرفا ثالثا من دون أن يفصح عن هويته، يعني إما أن التحقيق لم ينته بعد، وإما أن هناك ما منعه من قول الحقيقة كاملة، وإما سنكون أمام مفاجآت غير متوقعة عند تسمية هذا الطرف الثالث».

وقال عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «استنتاجات مسؤولي الأمم المتحدة المتسرعة هي موضع انتقاد وتساؤل»، متسائلا «ألم يكن أجدى أن ترسل الأمم المتحدة لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الموضوع، عوضا عن اختلاق جهة ثالثة أو رابعة أو عاشرة»، مشددا على أنه «ليس من مصلحة أي طرف زيادة تعقيد الوضع السوري».

وانتقد الشيشكلي «الأمم المتحدة، العاجزة عن اتخاذ قرار حاسم بشأن سوريا، على الرغم من وجود بعثتها منذ شهر ونصف تقريبا في سوريا في ظل استمرار القتل والعنف والقصف على مرأى من بعثة المراقبين الدوليين»، معتبرا أن «مبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان ماتت سريريا، ولم يعد يبقى إلا قطع الأكسجين عنها والإعلان رسميا عن وفاتها».

ورأى البني في هذا السياق أن «ثمة تخبطا واضحا اليوم في عمل بعثة الأمم المتحدة في سوريا»، وقال «تدرك الأمم المتحدة جيدا أن النظام السوري أفشل تطبيق خطة أنان، وتعلم جيدا أن عائلة الأسد لن تسمح بتنفيذ بنودها، لكنها لا تقوم بخطوات إضافية، لأنه ليس لدى المجتمع الدولي بديل عن خطة أنان». وأعرب عن اعتقاده أن «المجتمع الدولي لا يزال متريثا ويحاول ممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري وإقناع روسيا والصين بالضغط أكثر عليه»، لافتا إلى «اننا لم نعد نشعر بأن النجاح حليف المبادرة العربية، ولكن للأسف لا تزال المحاولات مستمرة لإنجاحها».

في جبل الزاوية.. الرصاصات والأمل أثمن ممتلكات الثوار

جنود وضباط سوريون منشقون يروون قصص انضمامهم إلى الجيش الحر

جبل الزاوية: مارتن شولوف *

وسط ظلال الكتلة الصخرية الضخمة التي يطلقون عليها «جبل الزاوية»، وقف فارس أبو حمزة يحصي بعناية أثمن ما لديه من ممتلكات، حيث أخرج علبة متسخة من صدريته المموهة وقام بصب محتوياتها، وهي عبارة عن 13 رصاصة قديمة، على الكتلة الخرسانية المحروقة الموجودة أمامه.

وقال: «سوف أستعملها إذا اضطررت إلى ذلك، لكن لا بد أن أكون دقيقا، ولا بد أن يكون هناك سبب قوي لإطلاق النار».

وتعتبر الرصاصة الواحدة، التي يصل ثمنها إلى 4 دولارات، أغلى من إجمالي المبلغ الذي ينفقه أبو حمزة والثوار الاثنا عشر الجالسون حوله في الأسبوع لشراء الطعام، وتزيد قيمة ثلاث رصاصات على الراتب الشهري لكثير من مقاتلي الثوار الشباب مثله ممن يعيشون الآن داخل هذه الحجرة الخرسانية المهلهلة في شمال سوريا.

وتساوي البنادق الثمينة التي فروا بها من الجيش السوري، على الأقل 4 آلاف دولار لكل بندقية منها في السوق السوداء، وقد قاموا بتعليقها على مسامير مثبتة في حائط أبيض متسخ، ويوجد صندوقان خشبيان أخضرا اللون في الركن، يحتويان على كميات إضافية من الذخيرة وثلاثة رؤوس متفجرة يتم إدخالها في قاذفات صاروخية محمولة على الأكتاف (آر بي جي).

وخطا أحد الضباط، واسمه أبو أحمد، داخل الحجرة وطلب من أحدث المنشقين انضماما إلى صفوف الثوار، وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره يدعى عدنان من حي بابا عمرو المنكوب في حمص، أن يرينا رؤوس الـ«آر بي جي». وأوضح أبو أحمد: «الواحدة منها تساوي 1000 دولار، وهو ثمن أعلى من أبعد أحلام أي أحد هنا وأكثرها تطرفا».

والشيء الآخر الذي لا يصدق بنفس القدر بالنسبة لكثير من الرجال الذين يعيشون في هذا المركز الحدودي المؤقت، هو أنهم قد عثروا أخيرا على وسيلة لكسر القيود التي كانت تربطهم بالجيش السوري ونظام بشار الأسد المتصلب.

ويقول محمد رزاق، شاب من الثوار فر من القاعدة القريبة في يناير (كانون الثاني) الماضي وانضم إلى جماعة الثوار هذه: «لم أكن أظن في يوم من الأيام أن هذا ممكن الحدوث. لكن الثورة استمرت، وببطء وجدنا بداخلنا القوة لاتخاذ هذا القرار». وهو، على غرار نظيره عدنان، ليس من هذه المنطقة، التي تتكون من سلسلة جبلية طولها 40 كم تقع بالقرب من إدلب وتعرف باسم «جبل الزاوية». ويقول كلا الشابين، اللذان أصبحا عضوين عاملين في قوات الثوار المسماة «الجيش السوري الحر»، إنهما لم يتمكنا من الهرب من وحدتيهما سوى بعد حصولهما على إذن بالانصراف، وحتى مع ذلك، فقد كان ممنوعا عليهما زيارة قريتيهما، تحسبا لانشقاقهما عن الجيش.

لذا، فقد غادر كل من عدنان ومحمد قاعدته خلسة في برد السحر، وانطلقا يبحثان عن أقرب معقل للثوار. ويقول أبو أحمد عن عدنان، وهو يشير إلى طريق أخدودي يمتد عبر منعطف الجبل الرمادي: «لقد جاء سيرا على الأقدام من هذا الطريق منذ 19 يوما وهو ما زال يرتدي زيه العسكري. كان يحمل سلاح الخدمة الخاص به وكان مذعورا، فرحبنا به وأدخلناه إلى القاعدة».

وقد اتخذ كل هؤلاء الرجال مأوى لهم داخل منزل ريفي مهجور، تشاركهم في فنائه الخلفي بطة مشاكسة وصغارها، إلى جانب ثلاث قطط ضالة. وبالخارج، تقوم مجموعة من النساء بحرث حقل خيار مواجه للقاعدة، التي تنحدر باتجاه ضفاف أحد السدود، الذي تلمع مياهه الفضية الساكنة وسط الطقس الدافئ في نهاية فصل الربيع.

ويلعب عدنان دور المجند المستجد، حيث يقوم بأعمال الغسل والطهي وتلبية أوامر الضباط. وفي المقابل، فهو يحصل على امتيازات أكبر في مشاهدة التلفزيون.

ومن خلال نظارة معظمة عتيقة، يستطيع عدنان بالكاد أن يرى قاعدته القديمة على الطرف البعيد من البحيرة. وفي ركن آخر من البحيرة، تقع القاعدة التابعة للنظام التي قادت في شهر مارس (آذار) الماضي عملية غزو هذه القرية الصغيرة، التي تسمى اللج، وإخراج الثوار منها لفترة قصيرة. ويقول حسام شمسي، وهو مقاتل من بلدة جسر الشغور القريبة: «لقد ألقوا علينا قنبلة حارقة».

وتهب رياح البحيرة أحيانا لتحرك الرماد من الحجرة كئيبة المظهر، فيطير إلى الخارج ويكسو أوراق شجرة التوت القريبة. وفي الحجرة الأمامية من منزل متواضع أعلى التل، يصف رجل من الأهالي، يدعى أبو خالد، كيف جاء الجيش واعتقل ابنه في ذلك اليوم من شهر مارس، ثم أطلقوا عليه النار في صدغه داخل أحد الأزقة المهجورة القريبة.

وقال الكهل بعينين دامعتين: «كل ذلك لمجرد أنه شاب وخوفا من أن يجنده الثوار».

وهذه الذكريات ليست الشاهد الوحيد على بطش النظام، فحينما انتهى الجنود من القاعدة، انتقلوا إلى الجانب الآخر من الطريق حيث منزل أبو أحمد ومتجره، ثم قاموا بتفجيرهما وإجبار أسرته على الفرار إلى الهضبة التي تعلو قرية اللج.

وخلال 16 شهرا من الثورة، أصبحت هذه المساحة الشاسعة من الأرض المرتفعة واحدة من أربعة مراكز رئيسية للثورة على مستوى البلاد – أما في نظر النظام في دمشق، فهي مرتع لميليشيات الإسلاميين ومركز للتمرد يتمتع بدعم أجنبي ويريد إسقاط بشار الأسد وإضعاف حليفته الرئيسية إيران.

وقد احتشد المنشقون من شمال البلاد المضطرب هنا، وهم يستغلون من حين لآخر ذلك الغطاء الذي توفره لهم الوديان الصخرية والقرى المؤيدة لهم من أجل شن هجمات موسعة وقوية ضد وحدات الجيش.

لكن الثأر منهم لا يتأخر كثيرا، فمواقع النظام تملأ الآفاق، ويمكن أن تظهر الدبابات من أي مكان – من وراء بساتين التفاح أو الخوخ المورقة، أو من البلدات الموالية التي ما زالت تتعرض للقصف في أرجاء الهضبة الواسعة – وتتكرر باستمرار الغارات الدموية على مناطق الثوار، وتكثر الاعتقالات لمن يجرؤون على مواجهة إحدى نقاط التفتيش التابعة للنظام.

ويقول أبو أحمد إنه فقد أعدادا كبيرة من الرجال في الكمائن والاعتقالات. وقد عاد أبو أحمد، الذي كان رجل أعمال يعيش في السعودية حتى اندلعت الثورة، ليتولى دورا قياديا في قوة حرب العصابات الوليدة، وهو يحمل حاليا رتبة مقدم، ضمن خمسة تقريبا يحملون رتبة كبيرة كهذه في القرى الاثنتي عشرة أو نحوها الواقعة ما بين هنا ومدينة إدلب المطوقة، التي استعادتها قوات الموالاة في شهر مارس الماضي.

ويقول أبو أحمد عن أعدائه: «إنهم وحشيون وأشرار، ولن يتوقفوا أبدا عن القتل والكذب. نحن بالنسبة لهم ولمن يدعمونهم على نحو أعمى ننتمي إلى الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون هم تنظيم القاعدة. وكلا هذين الادعاءين كذب وخداع».

وفي هذه القاعدة وكل القواعد الأخرى التي زارتها صحيفة «غارديان» على مدار خمسة أيام في سوريا، كان هناك جهاز تلفزيون يعمل في الخلفية، وكانت كل مجموعة من المضيفين تصر على مشاهدة قنوات التلفزيون الرسمي السوري، ثم الانتقال إلى المحطات التلفزيونية العربية والمؤيدة للثوار.

وكان التلفزيون الحكومي لا يكف عن الحديث عن تدخل تنظيم القاعدة، وهي حجة أساسية من الحجج التي يتذرع بها النظام من أجل البقاء في السلطة، حيث إن حشد التأييد للقمع الذي تمارسه الدولة يكون أسهل حينما يؤمن الشعب بأنه ضروري للتصدي لمخطط «إرهابي» جهادي عالمي ضد دولة قومية عربية علمانية.

ويقول أبو حمزة عن التغطية الإعلامية الحكومية: «إنهم يتحدثون دوما عن تنظيم القاعدة، ولا يتورعون عن فعل أي شيء يجعلنا نبدو في صورة شياطين، في حين أنهم يعلمون جيدا جدا أن (الجيش السوري الحر) ليس أكثر من مجموعة من الرجال الذين رأوا النور. هل رأيت ادعاءهم بأن هناك 3 آلاف من العرب الأجانب يقاتلون هنا إلى جانبنا؟ لا يوجد أحد منهم».

وتشعر جماعات الثوار في أنحاء جبل الزاوية بأن رواية النظام عن وجود جماعات مدعومة من تنظيم القاعدة هي التي تقود التمرد قد بدأت تسود، وعلى وجه الخصوص في العقلية الغربية.

ويبدي الثوار انزعاجهم من هذا الادعاء وما قد يسفر عنه. وعلى الرغم من وصول المقاتلين الأجانب والأسلحة من ليبيا وتونس إلى معقل الثوار غرب سوريا بالقرب من حمص، لا يزال الثوار في المناطق المحيطة بإدلب يصرون على أنهم لم تصلهم أي من إمدادات السلاح أو الرجال.

ويقول العقيد أبو حازم: «إنهم يعلمون أنهم ليسوا موضع ترحيب، ولذا لم يحاولوا الوصول إلى هنا. أنت بحاجة إلى فهم هذا المجتمع لتعرف أنه من المستحيل بالنسبة لمجموعات مثل هذه الحضور إلى هذه المناطق. فسرعان ما سيعلم الجميع، لأنهم سيكونون بحاجة لمن يستقبلهم داخل سوريا، وليس هناك سبيل غير ذلك.

ربما يكون ذلك صعبا في دير الزور (منطقة شرق سوريا تجاور محافظة الأنبار العراقية)، لأن أفراد قبيلة الدليمي يعيشون في كلا الجانبين في سوريا والعراق، وربما يعبر بعض الرجال من الأردن إلى درعا السورية، لكنك إن تجولت في أي مكان تشاء هنا لن تجد أيا ممن يطلق عليه مقاتلو (القاعدة)».

كان الطريق إلى بقية المناطق المحيطة بجبل الزاوية حول حافة السد، يتشح بلون أخضر لامع بعد تشربها بمياه الأمطار.

يمتد هذا الطريق باتجاه الهضبة مارا بعدد من القرى الصخرية الصغيرة، التي يعيش سكانها في عزلة بعيدا عن الأرض. والقليل من السيارات التي تتحرك هنا تفسح الطرق للأبقار المرقطة بالأبيض والأسود.

في هذه المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لا يظهر العلم السوري أو اللافتات المؤيدة للأسد. ويقول دليل لـ«الجيش السوري الحر» من السكان المحليين: «إنهم معنا، لكن الجيش قد يأتي إلى هنا في أي وقت، لذا فالناس تضطر إلى الاختباء الآن».

وتمتد القرى الموالية للثوار لمسافة 30 كيلومترا أو نحو ذلك والتي تنحدر تدريجيا نحو مزارع القمح والمحاصيل على الجانب الآخر. والطريق عبر الحقول ومواقع الجيش السوري والمدن الموالية للثوار، متاهة مرتجلة من الدروب التي تسير عليها الماعز والطرق الترابية الفرعية والطرق المختصرة الموحلة عبر مزارع الزيتون وبساتين الكرز.

تلك المسارات التي يستخدمها الثوار لنقل الإمدادات الضئيلة ولإخلاء الجرحى إلى تركيا تشكل رحلة مضنية تمتد نحو 90 كيلومترا. وقالت راعية غنم على سفوح الوادي التي كستها الشمس لونا بنيا: «حماكم الله، عما قريب سيسقط الأسد، وسيسقط معه كل نظامه».

تجمعت مجموعة كبيرة من الأغنام والماعز عبر الطريق، مما تسبب في نوع من التأخير، فقد تسلقت الحيوانات الجبل من المراعي في سهول حماه الموجودة بالأسفل. يبدو الهدوء الريفي البسيط وكأنه لم يتغير لقرون. هذا المشهد الذي لا يستطيع المرء نسيانه، يختلف كل الاختلاف عن التهديد الوشيك بالعنف الذي يقع على حافة جبل قريب.

في مدينة سنجا، على بعد 20 كيلومتر أو نحو ذلك، لا يشارك الثوار والسكان المحليون نفس تفاؤل الراعية، فسأل أحدهم من أرضية غرفته: «لن يحدث شيء قبل الانتخابات الأميركية، أليس كذلك؟ والفرنسيون منشغلون في شؤونهم الداخلية، وتركيا والسعودية لن تقدما شيئا من دون أميركا، ومن ثم فإن الأمر يعود إلينا في النهاية».

كان الرجال من حوله يدخنون ويجلسون القرفصاء على الوسائد وعيونهم مغشية من سحابة النيكوتين الرمادية التي كانت تلفهم بمساعدة مروحة السقف التي تئن.

وقال أحد الرجال: «لقد رأيت ما نحن عليه، نحن نعلم أن المساعدة لن تأتي».

في منزل قريب، تعيش أم خالد، أم سورية، حالة من الحداد على ابنها الذي قتلته قوات نظام الأسد على مشارف المدينة أوائل هذا العام. وهو الفرد في عائلتها الذي تقتله قوات النظام، فقد قتل زوجها قبل 25 عاما، وتقول أم خالد: «الناس تأتي إلى هنا لزيارتنا ومواساتنا، لكن أحدا لا يقوم بشيء. لن أقبل مقتل زوجي وابني من دون مقابل، أين العالم؟». تتكرر القصة ذاتها في كل قرية، يتجمع عشرات من الرجال، غالبيتهم من المنشقين عن الجيش، لمناقشة الثورة، يتحدثون فيها عن الشهداء وعائلاتهم والمعارك الأخيرة، ويقول ملازم انشق عن الجيش في مارس: «الحياة بعد الأسد لن تكون سهلة. كنت في الزبداني عندما استولى الثوار على المدينة. كانوا يقولون لنا إن (القاعدة) هي من فعل ذلك، وكنا كلنا جميعا نعلم أن ذلك غير صحيح. اتفق الجانبان على وقف إطلاق النار ووضع بعض الثوار أسلحتهم بعدما وعدهم الضباط بألا يصيبهم سوء، لكنهم قتلوا على أيدي قوات النظام فقد تعرضوا للخيانة، وهو ما دفعني للانشقاق».

كان الموضوع الرئيس الذي يطل برأسه على كل المناقشات بين لحظة وأخرى هنا، ما ذكره محمد فيصل، منشق من حماه: «كل المنشقين في الغرفة هم من السنة».

وقال: «لا مفر من اتخاذ الثورة طبيعة طائفية، لكننا لا نريد ذلك، فهذا هو ما يريده النظام. لي أصدقاء من العلويين، ولكني لا أستطيع الحديث إليهم منذ أن انشققت عن الجيش، على الرغم من أنني ما زلت أعتقد أن بإمكاني الوثوق بهم. يجب أن أكون حذرا الآن. فهناك واد بيننا وليس هناك ما يمكننا القيام به».

تأتي الغالبية العظمى لقاعدة دعم الأسد من العلويين، الذين يسيطرون على المناصب القيادية في البلاد، ويحظون بدعم واسع من إيران التي تستخدم سوريا لتعزيز مصالحها في العالم العربي.

وفي تجمع في قرية أخرى قريبة، يقول سالم، (31 عاما)، من مدينة جسر الشغور المحاصرة القريبة من الحدود: «أنا لا أكره العلويين، إنهم يحتلون هذه المناصب لحماية أنفسهم، وهم لا يكرهوننا لأننا سنة، فهم يخشون من الانفصال عن النظام الذي يدعمهم».

يقع المنزل الثاني لعائلة سالم في ضاحية العامرية في بغداد، وعاش هناك أغلب حياته حتى ترك العراق إلى منزله الأصلي في سوريا في أواخر عام 2006. لم يكن هناك حي في العالم أخطر مما كان في العراق خلال الحرب الأهلية، ويقول سالم: «كانت القاعدة تدير الحي وكان هناك الآلاف من العرب من دول أخرى، وفي كل يوم كانت هناك جثث في الشوارع.

مع غروب الشمس على الوادي القريب من مدينة سالم ذات مساء، اتصل بي وعرض علي تناول كوب من القهوة المرة على الطريقة العراقية، وقال لي: «أنا حقا أخشى تنظيم القاعدة، فقد رأيت ما تعنيه الحياة بالنسبة لهم (في العراق) وإذا ما حضروا إلى هنا، فسوف تتغير». لا يستطيع سالم في الوقت الراهن العودة إلى جسر الشغور، وكذلك المئات من مقاتلي الثوار الآخرين ممن التقيناهم المنفيين داخل بلادهم. ويقول أبو حمزة: «هذه حربنا، لكن هل سنتمكن من إنهاء ما بدأناه؟»، نظر بوجهه إلى الأرض وقال: «إن شاء الله»، «لن يستطيع النظام الفوز لأنهم يتصرفون مثل جنكيز خان. لكن من دون السلاح سيكون الأمر صعبا».

* باتفاق خاص مع الـ«غارديان»

نقيب في الحرس الجمهوري يختطف سيدة ومجموعة شبان من حي برزة الدمشقي

ناشطون: نخشى أن تتحول الحادثة إلى فتنة طائفية

بيروت: «الشرق الأوسط»

يسود مناخ من التوتر بين سكان حي برزة شمال شرقي العاصمة دمشق، حيث أشار ناشطون معارضون إلى أن «النقيب في الحرس الجمهوري بشار الدكر قام منذ أيام باختطاف سيدة من داخل منزلها واقتادها إلى جهة مجهولة»، كما عمد مع مجموعة من المسلحين إلى «نصب حاجز عند مدخل الحي مختطفا عدد من الشبان».

وقال أحد أعضاء تنسيقية منطقة برزة للثورة السورية إن «النقيب الدكر الذي يخدم في الحرس الجمهوري دخل الحي منذ ما يزيد عن الأسبوع، ومعه عناصر مسلحة غير معروفة وقام بتهديد أهالي الحي متهما إياهم باختطاف ابن أخته المفقود منذ مدة». وأضاف الناشط «قام الضابط بتهديد أهالي الحي بأن أهالي عش الورور (الحي المجاور لبرزة) سوف ينتقمون من الحي في حال لم يتم الإفراج عن الشاب علي دلا ابن أخته».

ويؤكد الناشط أنه «في صباح الأربعاء الماضي قام النقيب الدكر مع مجموعة من المسلحين باقتحام منزل السيدة (عائشة) في برزة وهي أم لستة أولاد، وبعد تحطيم المنزل والدكاكين المحيطة به تم اقتيادها إلى جهة مجهولة». وتابع «في اليوم الثاني قام بنصب حاجز في مدخل برزة مع عناصر شبيحة منفذا عمليات اختطاف ضد عدد من شبان برزة حيث وصل العدد إلى سبعة حتى هذه اللحظة، ومنهم وائل قندوزة، بلال مبروكة»، كما أشار إلى «أن النقيب قال لأهالي المخطوفين عبر اتصاله بهم أعيدوا ابن أختي.. أعِد لكم عائشة وبقية الشبان المختطفين».

ويخشى الناشطون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد من تحوّل الأمر إلى فتنة طائفية، لا سيما أن النقيب الدكر الذي نفذّ عمليات الاختطاف ينتمي إلى الطائفة العلوية التي يعيش عدد كبير من أبنائها في الأحياء المجاورة.

ويعد حي برزة الدمشقي واحدا من أقدم الأحياء وأكثرها عراقة في العاصمة السورية دمشق، فهو امتداد لمناطق الشام القديمة الواقعة خارج السور التاريخي للمدينة، التي كانت تعرف سابقا باسم «بساتين الصالحية».

ويقع الحي بين منطقتي القابون وركن الدين، ويمتد على سفح جبل قاسيون باتجاه الشرق بمحاذاة حي المهاجرين. واكتسب خصوصية منذ بدايات الثورة السورية المندلعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث خرج أهله في مظاهرات تنادي تطالب بإسقاط النظام السوري.

وبعد تصعيد الحملة الأمنية من قبل الجيش الموالي للأسد بحق المتظاهرين في حمص ودرعا وريف دمشق ومدن سوريا أخرى، صار أهالي الحي يصلون الليل بالنهار ويخرجون في مظاهرات يومية، منددين بالقمع الجاري استخدامه بحق المناطق الثائرة. كما يوجد في الحي وفقا لناشطين معارضين عدد لا يستهان به من الجيش السوري الحر، يقومون أحيانا بحماية المظاهرات المعارضة المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

يذكر أن الحي تعرض للكثير من الاقتحامات ونفذت سلسلة اعتقالات طالت ناشطين شبابا قامت تنسيقية حي برزة للثورة السورية بنشر أسمائهم في صفحتها على «فيس بوك»، كما شهد الحي في 26 أبريل (نيسان) من العام الجاري تفجيرات متفرقة.

مسؤول كبير في الأمم المتحدة في حمص يطالب بإجراءات ثقة

غول: نودّ أن تضطلع أميركا بدور أكثر أهمية في سوريا

                                            ذكرت صحيفة “صباح” التركية الصادرة امس أن الرئيس التركي عبدالله غول، طلب خلال لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش اجتماع قمة الناتو في مدينة شيكاغو الأميركية، بأن تضطلع الولايات المتحدة بدور أكثر أهمية في الشأن السوري.

وقالت الصحيفة “تركزت المباحثات الثنائية حول العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، التطورات الجارية في سوريا، قبرص وأرمينيا، كما أكد جول بمحادثاته مع نظيره الأميركي ضرورة تولي الولايات المتحدة دورا أكثر أهمية في الشأن السوري لإيقاف عمليات القتل التي تشهدها المدن السورية جراء الاشتباكات”.

وبشأن سوريا، أكد غول خلال اللقاء أن “الوضع بها يقلقنا للغاية وأن المشكلة السورية هى ليست قضية ثنائية وإنما قضية تهم كافة المجتمع الدولي”.

أما أوباما فقال: “لا يمكن أن تكون مسألة سوريا مسألة ثنائية وإنما مسألة دولية وأن البعض يحاول إظهارها بهذا الشكل ولكنهم مخطئون”.

وأكد الرئيس الأميركي أهمية علاقات بلاده بكل من تركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن “العلاقات الجيدة بين البلدين ستساهم بالاستقرار الإقليمي وإزالة كافة العقبات خاصة من بعد دخول المنطقة بمرحلة جديدة مع موجة الربيع العربي”.

وقال غول: “إن إسرائيل تعلم جيدا بمطالبنا وهى تعرف ما يجب القيام به وننتظر من إسرائيل اتخاذ الخطوات اللازمة لتلبية مطالبنا المحقة”.

في سوريا، زار مساعد الامين العام لعمليات حفظ النظام هيرفيه لادسو مدينة حمص وطالب السلطات ب”اجراءات ثقة” مثل اطلاق سراح معتقلين والسماح بحصول تظاهرات سلمية، حسب ما اعلنت الامم المتحدة.

وقال لادسو خلال لقاء مع محافظ حمص غسان عبد العال ان “السماح بحصول تظاهرات سلمية واطلاق سراح معتقلين من شأنه ان يساعد على ترسيخ الثقة المفقودة حتى الان” بين السلطة والمعارضة “كي تتمكن العملية السياسية من البدء والتقدم”.

وبحسب ما جاء في بيان لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا، فان لادسو دعا ايضا المحافظ الى تقديم الخدمات العامة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ولكن عبد العال اجاب بان الدخول الى هذه المناطق “يؤدي الى حصول مواجهات”.

وفي حديثه الى مراقبي الامم المتحدة المتواجدين في حمص التي تعتبر معقلا للتمرد، اعتبر لادسو انهم توصلوا الى “تخفيف مستوى العنف”. وقال “يجب من الان وصاعدا اجراء اتصالات للمساعدة على حل المشاكل اليومية واشاعة مستوى معين من الثقة بشكل تدريجي بين الحكومة والمعارضة”.

(أ ش أ، أ ف ب)

قوات الأسد تقتل محتجين أمام مراقبي الأمم المتحدة

أكد مسؤول في “الجيش السوري الحر” إن الشرطة السورية قتلت محتجين أمس عندما فتحت النيران على حشد خرج لاستقبال مراقبي الأمم المتحدة في محافظة دير الزور بشرق البلاد.

وقال أبو ليلى المسؤول بالجيش السوري الحر في حديث هاتفي من دير الزور “بمجرد أن دخلت قافلة الأمم المتحدة البصيرة خرج المئات لاستقبالها. ولم تمر دقائق حتى تعرضوا لاطلاق النيران”.

وتابع: “غادر المراقبون البصيرة على الفور. دعوناهم للعودة لكنهم رفضوا”. واضاف ان قتالا اندلع بعد ذلك بين قوات الاسد والمعارضين المسلحين المتمركزين في البلدة.

وقال مصدر اخر من المعارضة في محافظة دير الزور ان القوات الحكومية التي تحاصر البصيرة بدأت في اطلاق مدافع مضادة للطائرات باتجاه البلدة.

والبصيرة واحدة من بلدات وقرى كثيرة تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة في دير الزور وهي محافظة كبيرة تنتج النفط متاخمة لحدود العراق، هاجمتها قوات حكومية مرات عديدة في الاشهر الاربعة الماضية لاستعادة السيطرة عليها.

وهناك 257 مراقبا غير مسلح من الامم المتحدة في سوريا ارسلوا لتطبيق هدنة ابرمت بوساطة دولية لكنها انتهكت بشكل متكرر من جانب قوات الاسد والمعارضة المسلحة على السواء.

(رويترز)

انفجار بدمشق ومظاهرات وقصف بسوريا

                      قتل اليوم أربعة أشخاص برصاص القوات السورية، وتحدث ناشطون عن سماع دوي انفجار في دمشق وسط قصف استهدف مناطق في حلب وحمص وإدلب وريف حماة، واستمرار خروج المظاهرات المناوئة للنظام، يأتي هذا بعد يوم من مقتل 16 شخصا بنيران الأمن السوري معظمهم في حمص.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن قتيليْن سقطا بدرعا وقتيلا في كل من حلب وحمص.

وأشارت الهيئة إلى تصاعد أعمدة الدخان في منطقة بساتين برزة والقابون في دمشق بالقرب من فرع الاستخبارات الجوية، في ظل سماع لصوت القذائف.

بدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دوي انفجار سمع صباح اليوم في العاصمة السورية دمشق، إلا أنه لم ترد بعد معلومات عن مكان وقوع الانفجار تحديدا.

وكان ناشطون أفادوا باقتحام حي برزة بالمدرعات وسط إطلاق نار وحملة اعتقالات ومداهمات واسعة، وأضافوا أن انتشارا أمنيا كثيفا سجل في جوبر ودمر والقدم بدمشق.

قصف واقتحامات

أما وكالة رويترز فبثت صورا لما قالت إنه قصف ليلي تعرضت له مدينة اعزاز في محافظة حلب. ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا، في وقت اعتبر ناشطون القصف ردا من النظام السوري على اختطاف 11 لبنانيا في المدينة أمس.

كما بث ناشطون سوريون صورا تظهر قصف الجيش النظامي حي القصور في مدينة حمص. وظهرت ألسنة اللهب تتصاعد من أحد المنازل بعدما قصفه الجيش النظامي، حسب ما قال ناشطون. ويتزامن القصف مع وجود المراقبين الدوليين في المدينة.

وفي حمص أيضا أفاد المرصد بقصف القوات النظامية صباح اليوم لمدينة الرستن.

وفي درعا اقتحم الأمن والجيش مدينة الشيخ مسكين بالدبابات والمدرعات، وشنوا حملة مداهمات واعتقالات واسعة بحق المدنيين مع تحطيم للمنازل وسرقة محتوياتها والاعتداء على الأهالي بالضرب، بحسب الهيئة العامة.

وكانت مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب شهدت عملية تفاوض نادرة بين الجيش النظامي والجيش الحر عبر فريق المراقبين، تم على إثرها إطلاق سراح اثنين من المعتقلين لدى قوات الأمن مقابل تسلم الأخيرة دبابة أعطبها الجيش الحر.

مظاهرات مستمرة

هذه التطورات الميدانية لم تحجب استمرار خروج المظاهرات، حيث سجل في حي العوينة باللاذقية خروج مظاهرة صباحية وصفت بالحاشدة، التي قامت قوات الأمن بتفريقها، بحسب الهيئة العامة.

وفي العاصمة دمشق وريفها خرجت مظاهرات ليلية تطالب بإسقاط النظام السوري.

وقد بث ناشطون صورا لمظاهرات في حييْ كفر سوسة وجوبر، طالب خلالها المتظاهرون برحيل النظام، وذكر ناشطون أن المظاهرات خرجت أيضا في مناطق العسالي وقبر عاتكة والقدم وغيرها.

أما في محافظة ريف دمشق فقد خرجت مظاهرات ليلية في دوما وداريا ويبرود وزملكا والضمير.

كما خرجت بمدينة حمص مظاهرات ليلية على الرغم من الحصار الذي يفرضه جيش النظام على المدينة.

فقد خرجت مظاهرتان في حييْ الوعر وجورة الشياح، وردد المتظاهرون شعارات تندد بالنظام والحصار الأمني.

يذكر أن اشتباكات عنيفة جرت بين جيش النظام والجيش الحر على الحدود مع تركيا وفي أكثر من منطقة بسوريا، وسط موجة انشقاقات متتالية في صفوف القوات النظامية.

“الأخبار”: لبنان رهينة ثورة سوريا

                                            نقلت شهادات لبنانيات أفرج عنهن بحلب

نقلت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم أجواء التوتر القائم بلبنان على خلفية اختطاف لبنانيين شيعة من قبل مسلحين شمالي سوريا أثناء قدومهم من إيران, وأعمال الاحتجاج التي تلت عملية الخطف, والتي تزامنت مع إطلاق الموقوف السلفي شادي المولوي وتحذير ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز في رسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان من “حدوث فتنة طائفية” في هذا البلد.

صحيفة “الأخبار” كرست صفحتها الأولى لموضوع الاختطاف وعنونته بـ”لبنان رهينة الثورة”. وأبرزت صورة لاثنتين من اللبنانيات المفرج عنهن لدى وصولهن إلى مطار بيروت, إلى جانب مقتطفات من نص رسالة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الصوتية التي اعتبر فيها المخطوفين “أمانة في أعناقنا” وأن “اتصالات مع قوى إقليمية مؤثرة” انطلقت للإفراج عنهم.

وتنقل الأخبار عن سيدة تدعى حياة قولها عبر الهاتف أثناء وجودها في فندق بحلب “ظهر المسلحون فجأة أمامنا بكامل جهوزيتهم، ففهمنا أن كميناً أعد لنا. وجهوا أسلحتهم إلى سائق الباص، وأخبرونا أنهم من الجيش السوري الحر، وأنهم يريدون خطف الرجال بهدف مبادلتهم برجال لهم معتقلين لدى السلطات السورية”.

وتمضي الأخبار قائلة: تضيف حياة “لم نتعرض لأي عنف جسدي من قبل الخاطفين، ولكننا لا نعلم ماذا حصل لرجالنا بعد مغادرتنا، كما لم يتعرضوا لنا بأي إهانات شخصية، لكنهم كانوا يوجهون السباب إلى حزب الله ورموزه”.

واقع شارعي

من جهتها أبرزت “النهار” في سياق خبرها الرئيسي رسالة الملك السعودي واحتجاجات الضاحية الجنوبية على خطف اللبنانيين، وربطتهما بتردي الوضع السياسي الداخلي “في ظل انكفاء إضافي لأجهزة الدولة، وتسخير المسؤولين إمكاناتهم لتعزيز واقع شارعي”.

وأبرزت الصحيفة القراءات المتباينة للرسالة والتي تراوحت بين اعتبارها عدم رضا عن حكومة نجيب ميقاتي من قبل قوى 14 آذار, وتصنيف زعيم حركة أمل ورئيس البرلمان نبيه بري لها “كدعوة صريحة ومباشرة إلى معاودة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين”.

وعن التطورات الأخيرة، كتب إلياس الديري في عموده بالنهار “في هذه المرحلة الحرجة التي تتداخل خلالها العوامل الخارجيّة مع الرواسب والحسابات والثأرات الداخلية، انكشف لبنان من الجهات الأربع. وانقسم واقعياً فئات مسلحة، وفئات لا يختلف حالها عن حال الرهينة”.

ويضيف الديري “ليس في الوقت متّسع للأخذ والرد والانتظار. وليس أمام الرؤساء الثلاثة سوى أن يبادروا إلى الخطوة الأولى التي لا بد منها: جمع الفرقاء حول طاولة الحوار، وطرح قضية السلاح، أولاً وأخيراً وبين بين”.

من جهتها أبرزت “السفير” موضوع اختطاف اللبنانيين في حلب ورسالة الملك عبد الله والإفراج عن المولوي، واختارت له عنوان “الملك عبد الله قلق لاستهداف السنة ويشجع الحوار.. وسليمان إلى السعودية”.

لغة مركبة

وتقول السفير “كان واضحاً أن برقية الملك اعتمدت لغة مركبة، اتخذت في جانب منها طابعاً حازماً وحاداً عبر إبداء “القلق من استهداف إحدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني”، في موقف لافت للانتباه ويكاد يكون غير مسبوق في قاموس الأدبيات السعودية حيال لبنان، لما تضمنه من إيحاء واضح بأن إحدى الطوائف اللبنانية (الطائفة السنية) تحظى بحماية المملكة، في مواجهة التهديد الذي تتعرض له (من دون تحديد واضح لطبيعة هذا التهديد)”.

وتنفرد السفير بالإشارة إلى أن السفير السعودي علي عواض العسيري أبلغ الرئيس ميشال سليمان أثناء لقائهما أمس بتشجيع القيادة السعودية معاودة الحوار بين الأطراف اللبنانية وتداوله معه في” زيارة قريبة له إلى الرياض، يليها على الأرجح انطلاق الحوار”.

النظام السوري يعترف ضمنياً بالجيش الحر

حي شيخون يشهد أول عملية وصفت عربياً بغير المسبوقة

العربية – راشد العيد

في خطوة هي الأولى من نوعها، رضخ الجيش السوري لمطلب الجيش الحر بالإفراج عن اثنين من المعتقلين في سجونه مقابل تسليم دبابة مدمرة في حي شيخون بإدلب.

وبعد اضطرار الجيش السوري إلى إجراء صفقة تبادل مع الجيش الحر، وبرعاية المراقبين الدوليين، يبدو واضحاً أن النظام السوري اعترف بالجيش الحر ولو ضمناً.

تم توثيق الخطوة من قبل الأمم المتحدة إعلامياً، ووصفت بغير المسبوقة عربياً، وعرضت فيها مشاهد لأول عملية تبادل أسرى بين النظام والجيش الحر.

الاعتراف والتحول النوعي الذي بات يلعبه الجيش الحر من مدافع عن المدن والبلدات التي يستهدفها جيش النظام إلى مبادر في التفاوض للإفراج عن الأسرى والمعتقلين في سجون النظام، يعطي مؤشراً جديداً على سير العمليات الميدانية في المشهد السوري.

وكان لافتاً أن الدبابة لم تكن صالحة للعمل، بل عادت للجيش حطاماً بعد أن دمرها الجيش الحر في عملية سابقة في نفس المكان.

اختطاف 13 لبنانيا في حلب عائدين من إيران عبر سوريا

نصرالله دعا إلى ضبط النفس بعد أن احتج أهالي المختطفين بقطع طرقات في بيروت

العربية.نت

تم اختطاف 13 لبنانياً شيعياً في محافظة حلب السورية أثناء عودتهم في حافلات من زيارة لأماكن مقدسة في إيران. وفي حين اتهم أقرباؤهم الجيش السوري الحر بهذه العملية، نفى هذا الأخير أي علاقة له بالاختطاف.

وتجمع أقرباء المختطفين ومعهم مئات الأشخاص للاحتجاج في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أغلقوا بعض الطرقات بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات.

ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في اتصال هاتفي مع قناة “المنار” المعتصمين إلى ضبط النفس، قائلاً: “الكل مدعو إلى انضباط حقيقي (…) لا يجوز أن يتصرف أحد من تلقاء نفسه بقطع الطرق أو القيام بأعمال عنف أو خطوات سلبية”.

وأضاف أنه “على الأهالي ألا يقطعوا الطرق لأنه لا يفيد هذا أحدا”، مذكراً أن “المخطوفين هم لبنانيون وهم من مسؤولية الدولة والحكومة اللبنانية أولا (…) ونحن أي حزب الله وحركة أمل علينا المساعدة”.

واعتبر أنه “ممنوع وحرام منطق خطف رعايا في لبنان في مقابل اختطاف الزوار في حلب”، مشيراً إلى بدء اتصالات مع “السلطات السورية وبعض الدول الإقليمية المؤثرة” لإطلاق سراح المختطفين.

احتجاج أهالي المخطوفين

ومن جانبه أكد أحد المشاركين في الاحتجاج، رافضاً الكشف عن اسمه أن زوجي شقيقتيه “أوقفا مع عائلتيهما خلال عودتهم من إيران في حلب، وتم الإفراج عن النساء اللواتي كن في الحافلة، بينما احتجز الرجال”، مشيراً إلى أن عناصر الجيش السوري الحر قاموا بعملية الخطف.

وقال شاب آخر يدعى حسين العبد إن المخطوفين كانوا من ضمن “حملة بدر الكبرى”، التي تنظم رحلات حج إلى إيران، وإنه نزل إلى الشارع ليحتج مع “أقربائه وأهله”، مطالباً الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها في “إعادة حقنا”.

ومن جهته كشف شقيق منظم “حملة بدر الكبرى” عباس شعيب أن عددا من المشاركين في الرحلة “كانوا عائدين من إيران عبر تركيا، وما إن دخلوا سوريا، اعتقلهم الجيش الحر وترك الفتيات والنساء، وطلبوا منهن تبليغ أول حاجز للجيش النظامي بوجود الشباب معهم.

وأوضح أن شقيقه بين المخطوفين، وأن النساء الآن في عهدة الجيش النظامي في فندق “أرز لبنان” في حلب.

لبنان: الإفراج عن مختطفينا خلال ساعات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حددت السلطات اللبنانية الأربعاء مكان اللبنانيين الشيعة الـ 14 الذين اختطفوا الثلاثاء في سوريا، وتوقعت إطلاق سراحهم “خلال ساعات”، حسب وكالة “أسوشييتد برس”.

وقال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إنه “تواصل مع عدد من المسؤولين العرب ونظيره التركي لمحاولة تأمين عودة المختطفين إلى لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة”.

وكان بيان للمجلس الوطني السوري أدان كل عملية خطف أو اعتداء أو ترويع “للإخوة اللبنانيين” وطالب بالإفراج الفوري عنهم، حسب وكالة رويترز.

وأضاف أن المجلس يدعو ضباط الجيش السوري الحر “الذين ثاروا على قمع النظام” إلى بذل قصارى الجهد للإفراج عن المختطفين.

فيما قال نشطاء للمعارضة شمالي سوريا إن “الوحدات الرئيسية للمقاتلين السنة المعروف أنها تنشط في المنطقة لم تتورط فيما يبدو في الخطف”.

وقالت أسر المختطفين إنهم “كانوا بين عشرات من الزوار الشيعة الذين كانوا يستقلون حافلة أوقفها منشقون مسلحون بينما كانت تعبر حدود تركيا إلى سوريا الثلاثاء في طريق العودة من إيران”.

وجاء حادث الخطف بعد يومين من القتال في العاصمة اللبنانية بيروت بين أنصار “الثورة السورية” وبين “موالين” للنظام السوري، بعد أن امتدت الاضطرابات في سوريا إلى جارتها الصغيرة.

وقطعت الثلاثاء أسر المخطوفين الطرق، بما في ذلك الطريق السريع المؤدي إلى المطار في الضواحي الجنوبية لبيروت، والتي تسكنها أغلبية من الشيعة، وهي معقل لحزب الله أقوى حلفاء الأسد في لبنان للمطالبة بالإفراج عن ذويهم.

وفي سياق متصل، قالت قناة “برس تي في” الإيرانية، التي تبث بالإنجليزية إن “دبلوماسيا إيرانيا في دمشق قال الأربعاء إن 3 من سائقي الشاحنات الإيرانيين اختطفوا يوم الاثنين عقب عبور الحدود من تركيا إلى سوريا لتوصيل شحنة بضائع”.

ونقلت عن القائم بالأعمال عباس جولرو قوله إن “جماعات سورية مسلحة هاجمت الثلاثة وخطفتهم”.

يذكر أن إيران هي الحليف الرئيسي للأسد في الشرق الأوسط.

وشكل الجيش السوري الحر ضباط سابقون في الجيش السوري في الخارج، ويحاولون إخضاع المقاتلين في الداخل لقيادة مركزية، لكن أغلب المقاتلين يعملون خارج سيطرة الجيش السوري الحر، كما أن العلاقة بين الجيش الحر والمجلس الوطني السوري غير قوية.

مبادلة دبابة معطلة بمعتقلين سوريين

لحظة سحب القوات السورية للدبابة المعطلة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال فريق تابع للأمم المتحدة في سوريا إنه توسط في عملية تبادل بين قوات موالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلين معارضين يسعون للإطاحة بنظامه.

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها الثلاثاء إن قوات حكومية أطلقت سراح معتقلين اثنين من بلدة خان شيخون شمال غربي سوريا مقابل السماح باستعادة دبابة مدمرة.

وأظهر تسجيل مصور بث على شبكة الإنترنت أفراد فريق الأمم المتحدة يتعاملون مع كلا الجانبين وقاطرة كبيرة ترفع دبابة معطلة من البلدة.

ويتواجد ما يربو على 250 مراقبا تابعا للأمم المتحدة في سوريا في محاولة لإنقاذ خطة سلام لإنهاء الأزمة في البلاد المستمرة منذ أربعة عشر شهرا، والتي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة ما يربو على تسعة آلاف شخص.

لكن وقف إطلاق نار كان من المقرر أن يبدأ الشهر الماضي لم يطبق مطلقا بشكل كامل، ما يقوض باقي بنود الخطة.

الحر يتهم النظام بخطف اللبنانيين بحلب

أمين سر الجيش السوري الحر عمار الواوي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اتهم الجيش السوري الحر “النظام السوري” بالوقوف وراء عملية خطف “زوّار شيعة لبنانيين” في منطقة أعزاز بالقرب من مدينة حلب، كاشفا أن المنطقة تعرضت لعملية قصف عنيف من جانب الجيش النظامي بعد حادثة الخطف.

وفي اتصال مع سكاي نيوز عربية، قال أمين السر في الجيش السوري الحر، النقيب عمار الواوي، إن “النظام السوري قاتل يقوم بالتفجير والقتل والاعتقال والاختطاف”، وحث المجتمع الدولي على التدخل لوقف إراقة الدم في سوريا.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت أن الجيش السوري الحر أوقف باص “بدر الكبرى” الذي كان يقل 50 مواطنا لبنانيا كانوا عائدين من زيارة إلى من إيران، فأنزلوا الرجال واحتجزوهم، فيما تركوا النساء يكملون طريقهم الى لبنان.

وأكد الواوي عدم مسؤولية الجيش الحر عن عملية الخطف، لافتا إلى أن النظام السوري قام بخطفهم لـ”زرع الفتنة بين لبنان وسوريا وتصديرها إلى الدول المجاورة.”

من جانبها، ذكرت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن عملية الخطف تأتي “في سياق تصعيد الحساسيات المذهبية لإشعال المنطقة بنار نزاعات أهلية تتيح له فرصة تقديم نفسه مرة أخرى اطفائيا لحرائقها”.

ودانت اللجان في بيان تلقت سكاي نيوز نسخة منه “العمل الدنيء”، مؤكدة “بعده عن أخلاق ثورتنا وروحها الوطنية والإنسانية”.

ونبهت إلى “ضرورة محاصرة تداعيات هذا العمل المكشوف في أساليبه وأهدافه من قبل العقلاء في لبنان الشقيق أولا، وإغلاق باب الاستثمار في رغبات الانتقام من قبل أهالي المخطوفين التي يسعى النظام المجرم إلى تحريضها”.

في المقابل، قال رئيس الدائرة السياسية للمغتربين العرب في دمشق محمد ضرار جمو إن ما يسمى بالجيش الحر ينفذ عمليات إرهابية في سوريا بـ”التنسيق مع بعض الدول الحاضنة للإرهاب”.

واتهم الجيش السوري الحر باختطاف اللبنانيين، محذرا الدول “الحاضنة للقاعدة كلبنان وتركيا من أن هذا التنظيم سينقلب عليها”.

وكانت وكالة رويترز أشارت إلى أن القوات السورية اقتحمت منطقة قريبة من مكان خطف اللبنانيين الـ14، كما قامت بتمشيط بعض الأحياء في منطقة أعزاز شمالي محافظة حلب.

وفي بيروت، أفاد مراسل سكاي نيوز عربية أن الهدوء عاد إلى شوارع بيروت عقب كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على قناة “المنار”.

وكان نصرالله دعا إلى ضبط النفس بعد عملية خطف الـ14، وقال في اتصال هاتفي مع قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله: “الكل مدعو إلى ضبط النفس، ولا يجوز أن يتصرف أحد من تلقاء نفسه بقطع الطرق أو القيام بأعمال عنف أو خطوات سلبية” مشيرا إلى بدء اتصالات مع السلطات السورية وبعض الدول الإقليمية المؤثرة.

وتحدث مصدر لسكاي نيوز عربية عن تشكيل ما أسماه “خلية أزمة” في منطقة الشياح، من حزب الله وحركة أمل، لتدارك الوضع والتواصل مع الأهالي.

وكانت مجموعة من اللبنانيين قطعت طريق صيدا القديمة بالإطارات المشتعلة، وطريق المطار الدولي في بيروت احتجاجا على خطف البنانيين في حلب.

وقال أحد المشاركين في الاحتجاج، رفض الكشف عن اسمه إن “زوجي شقيقتيه أوقفا مع عائلتيهما خلال عودتهم من إيران في منطقة أعزاز بالقرب من مدينة حلب السورية أثناء عودتهم في حافلات من زيارة لأماكن مقدسة في إيران، وتم الإفراج عن النساء اللواتي كن في الحافلة، بينما احتجز الرجال”.

المعارضة السورية تحث على الإفراج عن لبنانيين مخطوفين

عمان (رويترز) – ناشد المجلس الوطني السوري ممثل المعارضة خارج البلاد مقاتلي المعارضة داخل سوريا يوم الأربعاء المساعدة على ضمان الإفراج عن 13 لبنانيا شيعيا خطفوا قرب مدينة حلب بشمال سوريا.

وقالت أسر الرجال المخطوفين إنهم كانوا بين عشرات من الزوار الشيعة الذين كانوا يستقلون حافلة أوقفها منشقون مسلحون بينما كانت تعبر حدود تركيا إلى سوريا يوم الثلاثاء في طريق العودة من إيران.

وجاء حادث الخطف بعد يومين من القتال في العاصمة اللبنانية بين انصار الانتفاضة السورية وبين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد بعد ان امتدت الاضطرابات في سوريا الى جارتها الصغيرة.

وقال بيان من المجلس الوطني السوري إن المجلس يدين أي خطف او اعتداء أو ترويع “للأخوة اللبنانيين” وطالب بالإفراج الفوري عنهم.

وأضاف أن المجلس يدعو ضباط الجيش السوري الحر الذين “ثاروا على قمع النظام” إلى بذل قصارى الجهد للإفراج عن المخطوفين.

وشكل الجيش السوري الحر ضباط سابقون في الجيش السوري في الخارج ويحاولون إخضاع المقاتلين في الداخل لقيادة مركزية. لكن أغلب المقاتلين يعملون خارج سيطرة الجيش السوري الحر كما أن العلاقة بين الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري فاترة.

وقال نشطاء للمعارضة في شمال سوريا إن الوحدات الرئيسية للمقاتلين السنة المعروف انها تنشط في المنطقة لم تتورط فيما يبدو في الخطف.

وقطعت يوم الثلاثاء أسر المخطوفين الطرق بما في ذلك الطريق السريع المؤدي الى المطار في الضواحي الجنوبية لبيروت التي تسكنها أغلبية من الشيعة وهي معقل لحزب الله أقوى حلفاء الأسد في لبنان للمطالبة بالإفراج عن ذويهم.

وقالت قناة برس تي.في الإيرانية التي تبث بالانجليزية إن دبلوماسيا إيرانيا في دمشق قال اليوم إن ثلاثة من سائقي الشاحنات الإيرانيين خطفوا يوم الاثنين عقب عبور الحدود من تركيا إلى سوريا لتوصيل شحنة بضائع.

ونقلت عن القائم بالأعمال عباس جولرو قوله إن “جماعات سورية مسلحة هاجمت الثلاثة وخطفتهم”. وإيران هي الحليف الرئيسي للأسد في الشرق الأوسط.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى