أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 28 آب 2013

مظلة دولية وعربية لـ «معاقبة الأسد»

واشنطن – جويس كرم؛ باريس – رندة تقي الدين

جدة، لندن، دمشق، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – بدا أمس أن الاستعدادات العسكرية والمبررات القانونية اكتملت، ولم يعد العالم ينتظر سوى انتهاء العد العكسي لتوجيه «ضربة موجعة» إلى النظام السوري ومحاسبة الرئيس بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي، وسط مظلة دولية وعربية واسعة.

وأمر الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس بنشر تقرير عن «الدوافع القانونية» لمعاقبة النظام السوري استناداً إلى انتهاكه اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين واتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي لم توقعها دمشق. واستند الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى مبدأ «مسؤولية حماية المدنيين» الذي أقرته الأمم المتحدة ليعلن مشاركة بلاده في العمل العسكري المتوقع، بينما شددت لندن على أن الجريمة التي ارتكبت في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق «لا يمكن أن تمر بدون عقاب».

وبدورها أعلنت جامعة الدول العربية بعد اجتماع طارئ لمجلسها على مستوى المندوبين أمس، أن النظام السوري «يتحمل المسؤولية التامة» عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ودعت إلى «تقديم المتورطين في هذه الجريمة النكراء كافة إلى محاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب»، فيما اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن «النظام السوري فقد هويته العربية».

وقال الأمير سعود الفيصل في كلمة أمام المشاركين في المجلس السعودي – المغربي في جدة بحضور وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني: «إن رفض النظام السوري لكل المحاولات العربية المخلصة والجادة ورفضه التعاون مع المبادرات كافة وإصراره على المضي قدماً في غِيّه وارتكابه المجازر المروعة في حق شعبه وأبناء جلدته، خصوصاً بعد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً في مجزرة ريف دمشق الأخيرة، إن هذا الأمر بات يتطلب موقفاً دولياً حازماً وجاداً لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري، خصوصاً أن النظام السوري فقد هويته العربية ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائماً قلب العروبة».

وأكد مجلس الجامعة العربية «ضرورة تقديم كل أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته». وأعرب عن «إدانته واستنكاره الشديدين للجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً في تحدٍّ صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية».

ودعا المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن إلى «الاضطلاع بمسؤولياته وتجاوز الخلافات بين أعضائه عبر القيام بالإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري، ووضع حد للانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ أكثر من عامين». وأعلن بقاء المجلس في حال انعقاد دائم لمتابعة التطورات في الأوضاع السورية والإعداد لمجلس الجامعة الوزاري المقرر الثلثاء المقبل.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي في دمشق «في حال صارت الضربة امامنا خيارين: اما ان نستسلم، واو ان ندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة، وهذا هو الخيار الافضل». اضاف «سندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة»، مؤكدا ان «سورية ليست لقمة سائغة، لدينا ادوات الدفاع عن النفس. سنفاجىء الآخرين بها».

وكثفت واشنطن حراكها الديبلوماسي والعسكري لتنفيذ «ضربات جراحية محدود الرقعة والفترة الزمنية»، والتي توقع مسؤولون أميركيون أن تبدأ في غضون 24 ساعة وان تستهدف القدرات الجوية للنظام والتي تعتبر حيوية في حربه على المعارضة. وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالات متسارعة لتعزيز التحالف الديبلوماسي واستقطاب دعم أقطاب الكونغرس رغم العطلة الصيفية، شملت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الدول الحليفة والصديقة، بريطانيا وفرنسا وكندا وتركيا والسعودية والإمارات والأردن وقطر، كما تحدث مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن ومسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون.

واتصل كيري مع لافروف للمرة الثالثة خلال اقل من اسبوع.

واكد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان مسؤولية نظام الرئيس بشار الاسد في الهجوم الكيمياوي «لا شك فيها»، مشددا على ان اي تحرك دولي لن يرمي الى «اسقاط» النظام، بل الى «محاسبة» الاسد. وقال ان الشعب السوري لم يعد يقبل بوجود الاسد في الحكم.

واعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن القوات المسلحة الأميركية مستعدة للتحرك ضد سورية في أي لحظة، وقال هيغل في مقابلة مع «بي بي سي» أمس: «نحن مستعدون، وقد جهزنا إمكاناتنا لنتمكن من تنفيذ أي خيار يرغب فيه الرئيس (اوباما)، ونحن على أهبة الاستعداد للتحرك بسرعة».

وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستكشف قريباً عن الأدلة التي تملكها عن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد شعبه، وأن تقريراً بهذا الخصوص سيصدر خلال الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أن اوباما لا يزال يفكر في الرد المناسب.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أن أي تحرك عسكري يجب أن يكون محدداً ولا يؤدي إلى التورط في صراع أوسع في الشرق الأوسط. وقال للصحافيين في أول تعليقات علنية له عن المسألة: «الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب في الشرق الأوسط أو تغيير موقفنا في سورية أو التدخل أكثر في ذلك الصراع». وأضاف أن «الأمر يتعلق بالأسلحة الكيماوية. استخدامها خطأ ويجب أن لا يقف العالم مكتوف الأيدي».

بينما قال نائبه نيك كليغ: «اذا وقفنا مكتوفي الأيدي سيتكون لدى ديكتاتوريين ورؤساء دول فظيعين الشعور بأنهم يمكن أن يفلتوا من العقاب في المستقبل حتى ولو استخدموا الأسلحة الكيماوية بشكل أوسع. ما ننوي القيام به هو رد كبير على هذا الأمر. نحن لا ننوي تغيير النظام، ولا ننوي السعي لقلب نظام الأسد».

أما فرنسا، فأعلنت امس على لسان رئيسها أنها «جاهزة» للتدخل عسكرياً في سورية إلى جانب الأميركيين «لمعاقبة» نظام الأسد «على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الأبرياء». وقال هولاند في خطاب عن السياسة الخارجية أمام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس، إن فرنسا «مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الأبرياء… مسؤوليتنا اليوم هي البحث عن الرد الأنسب على تجاوزات النظام السوري»، مشدداً على أنه «لا يمكن البقاء مكتوفي الأيدي بعد مجزرة دمشق»، وأن القرار سيتخذ خلال أيام.

وانضمت إيطاليا إلى مؤيدي التدخل العسكري، وقال رئيس الوزراء إنريكو ليتا إنه اتفق في اتصال هاتفي مع كامرون على أن استخدام سورية أسلحة كيماوية «غير مقبول». وقال في بيان: «اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا على حقيقة أن سورية تجاوزت نقطة اللاعودة»، معتبراً أن الهجمات «جريمة غير مقبولة ولا يمكن أن يتهاون المجتمع الدولي بشأنها».

وكانت الزيارة الثانية المقررة أمس لمفتشي الأمم المتحدة إلى مناطق قريبة من دمشق أرجئت، وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن عدم حصولها. كما قالت المعارضة إنها تتوقع حصول ضربة عسكرية ضد النظام في غضون أيام. أما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فأكد أن الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية في منطقة دمشق ستستمر ولن تتأثر بأي ضربة عسكرية غربية.

وكررت روسيا وإيران أمس تحذيراتهما من «عواقب وخيمة» لأي تدخل عسكري غربي على منطقة الشرق الأوسط كلها، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين إن الدول الغربية تتصرف تجاه العالم الإسلامي «كقرد يحمل قنبلة».

وفي نيويورك بدأ عدد من الدول العربية وتركيا تحركاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف الى تحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية خصوصاً في الغوطة وحشد التأييد العالمي لدعم التحقيق الدولي في استخدام أسلحة كيماوية في سورية وإجراء المحاسبة الدولية لمرتكبيها، ورفع الحصانة عن كل مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سورية.

لبنان قلق من تداعيات الضربة المحتملة لسورية

بيروت – «الحياة»

واصلت مدينة طرابلس شمال لبنان لملمة جراحها بعد التفجيرين اللذين ضرباها الجمعة الماضي، فيما باشرت الهيئة العليا للإغاثة دفع تعويضات أولية لأصحاب المساكن التي تتعذر الإقامة فيها قبل ترميمها وعددها 222 مسكناً، فيما بقيت الاتصالات من أجل بلورة مبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودعوته الى تشكيل حكومة جامعة والالتقاء حول طاولة الحوار الوطني، مكانها.

وإذ قفز الى اهتمامات كبار المسؤولين اللبنانيين تتبّع التطورات الخارجية، لا سيما الحديث عن استعداد الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية لتوجيه ضربة عسكرية ما للنظام في سورية بعد اتهامه مباشرة من عواصم هذه الدول باستخدام السلاح الكيماوي ضد قوات المعارضة والمدنيين في ريف دمشق، فإن المخاوف من استمرار مسلسل التفجيرات التي ضربت منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية وطرابلس بقيت تشغل الأجهزة الأمنية والمواطنين من زاوية ضرورة اتخاذ تدابير احترازية وتعزيز قدرات الأجهزة لمواجهة الاحتمالات السيئة.

وبينما عممت قوى الأمن الداخلي رسمين تشبيهيين لمشتبه فيه بوضع السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مسجد التقوى في طرابلس، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة على التحقيقات الأمنية أن بعض من استمعت الأجهزة الأمنية إليهم أو من اشتبهت فيهم، سيحالون الى قاضي التحقيق العسكري قريباً، ومنهم الشيخ أحمد الغريب الذي ظهر في إحدى كاميرات المراقبة أمام مسجد السلام بُعيد الانفجار يتحدث هاتفياً فيما المصلون يفرون من المكان، وأن استجوابه كشف تناقضاً في أقواله، وأن تتبّع اتصالاته الهاتفية دفع المحققين الى التوسع في الاستماع لأقواله.

وانخرطت هيئات المجتمع المدني أكثر فأكثر في التدابير الاحترازية المطلوبة، فعُقد اجتماع في دار الافتاء في طرابلس صدرت عنه قرارات وتوجيهات في شأن حماية محيط المساجد، وحضره رجال دين مسيحيون ومسلمون استنكروا «تصرفات غير مسؤولة حصلت تجاه الأجهزة الأمنية» ودعوا الى التعاون معها.

وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً تنسيقياً بين الأجهزة المولجة مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية، حضره ممثلون عن وزارة الصحة والصليب الأحمر والدفاع المدني وفوج الإطفاء والجيش وقوى الأمن الداخلي، وتقرر إنشاء غرفة عمليات مركزية.

أما على صعيد الاتصالات لتأليف الحكومة، التي اعتبرت مصادر رسمية أن الحال التضامنية الشعبية والروحية والوطنية التي ظهرت حول ضحايا تفجيري الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية وتفجيري طرابلس، شكلت دفعاً نحو استعجال ولادتها، نظراً الى استشعار عامة الناس بالحاجة الى ملء الفراغ الحكومي لمواجهة مخاطر المرحلة المقبلة، فإن مصادر سياسية اعتبرت أن الأجواء الإقليمية الناشئة في الساعات الماضية حول احتمال توجيه ضربة عسكرية غربية وأميركية للنظام السوري قد تحتم انتظار التطورات على هذا الصعيد، على رغم أن التفجيرات التي ضربت الضاحية وطرابلس أخذت ترجح الاتجاه نحو حكومة سياسية بدلاً من خيار الحكومة الحيادية، لضمان مواجهة انعكاسات أي تطورات أمنية.

وبينما أخذت أوساط رسمية وسياسية تترقب التقارير عن احتمال الضربة الأميركية وانعكاسات رد النظام السوري وحلفائه عليها على الساحة اللبنانية، قالت مصادر وزارية إن هذه الانعكاسات تتوقف على نوعية الضربة وعلى حجمها ورقعة اتساعها والمدة التي ستستغرقها وبالتالي يصعب التكهن بتداعياتها على لبنان، مع أنه لا بد من أن تحصل تداعيات أمنية لا يمكن تحديدها منذ الآن.

وفي مقابل ترجيح أوساط أن يقود كل ذلك الى مزيد من الانتظار في شأن تأليف الحكومة، فإن زوار الرئيس سليمان نقلوا عنه أمس أن مبادرته السبت الماضي الى الدعوة لحكومة جامعة، ناجمة عن اقتناعه بأن لبنان لا يستطيع انتظار الوضع الإقليمي الدولي بعد الآن. وقال الزوار «الرئيس سليمان يعتقد أن الوضع الإقليمي المتأزم لا يبدو ذاهباً نحو تسوية ولا إلى حسم عسكري وبالتالي لا يمكن للبنان أن يستمر متفرجاً على ما يجرى من دون حكومة». وتابع الزوار أن سليمان يرى ضرورة تأليف حكومة يتوجه بها الرئيس المكلف تمام سلام الى المجلس النيابي حتى لو لم تنل الثقة. لينسحب منها من يريد الانسحاب فيتحمل المسؤولية عندها.

وذكر مصدر مقرب من سليمان لـ «الحياة» أن ما قاله عن حكومة جامعة السبت الماضي بدا غامضاً للبعض، لكن المقصود به أن يتمثل جميع الفرقاء فيها على أساس صيغة الرئيس سلام السابقة، أي 8+8+8 تتوزع على قوى 14 آذار و8 آذار والوسطيين، بحيث لا يحصل أي فريق على الثلث المعطل. وأكد المصدر أن رئيس الجمهورية قصد أيضاً بدعوته الى النأي عن المصالح الخارجية والإقليمية ليس تغيير الفرقاء انحيازهم الى هذا الفريق أو ذاك من الأزمة السورية، لأن هذا لم يعد ممكناً، وتحديداً لم يعد في استطاعة «حزب الله» الانسحاب من المعارك في سورية، إنما ألاّ يُبحث الخلاف على الأزمة السورية في الحكومة. وشدد المصدر على أن سليمان لا يرى أنه ستكون مشكلة على بيان الحكومة الوزاري طالما أنها ستتشكل على قاعدة التسليم باختلاف الموقف بين الفرقاء حول الأزمة السورية ويتركز عملها على الاهتمام بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وتطويق الانعكاسات السياسية والأمنية في الشارع لأي تفجيرات أمنية متوقعة في لبنان. فيما يستمر رئيسا الجمهورية والحكومة ومن معهما بالتمسك بإعلان بعبدا.

وأوضح المصدر المقرب من سليمان أن تشكيل الحكومة يتطلب قراراً جريئاً وحكيماً، والكرة في هذا المجال في ملعب قوى 14 آذار، التي ما زالت ترفض المشاركة مع «حزب الله» في حكومة طالما هو متورط في القتال في سورية، فيما الوضع الأمني بات يتطلب صيغة غير الحكومة الحيادية التي اقترحتها. وذكّر المصدر بأن الإقدام على الحكومة الجامعة يتطلب بالتالي تساهلاً من حلفاء الرئيس سلام.

الابراهيمي: اي تدخل عسكري أميركي يحتاج الى موافقة مجلس الأمن

جنيف – رويترز

قال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إن “أي تدخل عسكري أميركي رداً على الهجمات المزعومة بأسلحة كيماوية في سورية سيكون بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن”.

وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف “أعتقد أن القانون الدولي واضح بخصوص هذا الأمر. القانون الدولي ينص على أن العمل العسكري يتخذ بعد قرار من مجلس الأمن. هذا ما ينص عليه القانون الدولي”.

وقال “لزاماً علي أن أقول إنني أعلم أن الرئيس أوباما والإدارة الأميركية ليسا سعداء. لا أعلم ما سيقررونه ولكن القانون الدولي بالتأكيد واضح للغاية”.

خامنئي: التهديدات الأميركية لسورية “كارثة

طهران – محمد صالح صدقيان

وصف مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي التدخلات الاميركية والتهديدات التي تطلقها على سورية بأنها “كارثة تحل على المنطقة بالتأكيد”، مشدداً على ان “الاميركيين اصيبوا بالاضرار جراء تدخلاتهم في العراق وافغانستان وفي هذه المرة سيلحق بهم الضرر”.

ووصف في كلمة القاها خلال استقباله الرئيس روحاني واعضاء الحكومة اليوم الاربعاء  التدخلات الاجنبية في المنطقة بانها ستعمل كشرارة تضرب على برميل ممتليء بالبارود ان “تدخل القوى الاجنبية في سورية او اي بلد آخر ليس له معنى سوى تأجيج نيران الحرب والنزاع ويزيد من سخط الشعوب عليها”.

واعتبر ان “المنطقة تعيش اوضاعاً حساسة ومتأزمة”، وقال ان “ايران لا ترغب مطلقاً بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، الا ان ارتكاب المجازر واطلاق الرصاص على الناس العاديين ممن لايحمل السلاح يعتبر عملاً مداناً مهما كان فاعله”.

واضاف ان “الهدف ينبغي ان يتمثل بالعودة الى الديمقراطية واصوات المواطنين”، لافتاً الى انه بعد فترة طويلة من سيادة الاستكبار والاستبداد، نال الشعب على السيادة بفضل الصحوة الاسلامية ولا ينبغي ان تتوقف هذه العملية او تعود الى الوراء.

سلاح الجو الإسرائيلي يحلق في اجواء حدود لبنان وسورية لجمع معلومات استخبارية

القدس المحتلة – آمال شحادة

اعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية ان “سلاح الجو يكثف طيرانه على طول اجواء المناطق الحدودية في الشمال، مستخدماً مختلف انواع الطائرات الحديثة، ضمن ما اعتبرته المصادر نشاطات استخبارية ضرورية استعدادا لاي طارئ”.

وفي اجتماع المجلس الامني الوزاري المصغر للحكومة الاسرائيلية، تباحث الوزراء مع رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، الضربة على سورية والسيناريوهات المتوقعة. واطلعوا على مختلف الاحتمالات والتصورات للضربة وابعادها على اسرائيل. وفيما القيادة الاسرائيلية تشدد على موقفها باستبعاد قيام الجيش السوري بتوجيه ضربة انتقامية على اسرائيل، الا ان وزراء المجلس ناقشوا احتمالات الرد السوري وكيفية التعامل معه.

ويأتي الاجتماع بعد حصول تل ابيب على ضوء اخضر من اميركا للرد على اية ضربة سورية تتعرض لها، فيما الجيش نشر قوات معززة له على طول الحدود الشمالية.

وقال مسؤول عسكري اسرائيلي ان “القوات العسكرية مضطرة ان تكون مستعدة لجميع السيناريوهات”، على الرغم  من ان “طبيعة الضربة غير معروفة بعد”، وان الغرب لن “يتخذ خطوات تؤدي الى اسقاط الاسد”.

كاميرون: سنطرح مشروعاً لحماية المدنيين في سورية عبر “الأمم المتحدة

بريطانيا – ا ف ب

اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان “لندن ستقدم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يدين الهجوم الكيماوي”، الذي وقع في 21 آب/اغسطس في سورية، و”يسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين”.

وقال كاميرون على حسابه على تويتر “قلنا دائما اننا نريد ان يكون مجلس الامن الدولي بمستوى مسؤولياته. اليوم لدينا فرصة لنفعل ذلك. بريطانيا قامت بصياغة مشروع قرار يدين الهجوم بالسلاح الكيميائي (الذي شنه الرئيس السوري بشار) الاسد ويسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين”.

واوضح ان “النص سيعرض على مجلس الامن اليوم الاربعاء”.

بان كي مون: مفتشو “الامم المتحدة” في سورية يحتاجون وقتاً لإتمام عملهم

لاهاي – رويترز

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يجب منح مفتشي المنظمة الدولية وقتاً، لتحديد ما إذا كانت القوات استخدمت أسلحة كيماوية في الصراع السوري.

وقال بان ان “صور الصراع المندلع منذ أكثر من عامين ونصف العام مختلفة تماما عن أي شيء رأيناه في القرن الواحد والعشرين”.

وأضاف أثناء وجوده في لاهاي “من الضروري معرفة الحقائق. فريق مفتشي الأمم المتحدة على الأرض هناك الآن لكي يفعل ذلك. بعد أيام فقط من الهجوم جمعوا عينات قيمة وسألوا الضحايا والشهود. الفريق بحاجة إلى وقت للقيام بمهمته”.

هل تنضم سورية إلى لائحة التدخلات العسكرية الاميركية؟

بيروت – منى حمدان*

مع وقوع مجزرة الغوطتين في 21 أب (اغسطس) الاربعاء، توجهّت الانظار إلى رد الفعل العالمي على مثل هذه المجزرة، بخاصة في ظلّ تبادل اتهامات بين النظام السوري ومعارضته في ارتكاب المجزرة.

وبعد نحو أسبوع على وقوع المجزرة، تنحسر التساؤلات حول ما اذا «ستسير الامور نحو التدخل من خارج مجلس الامن وتصاعد المواجهة الروسية – الاميركية، ام ان الضربات تشكل ضغطاً للإبقاء على التعاون بين الدولتين الكبرييين؟»، أو هل يتم تشكيل تحالف دولي من خارج مجلس الامن لتوجيه ضربة جوية للنظام، بعدما أبدت اكثر من 35 دولة كبرى واقليمية «استعداداً» للدخول في تحالف كهذا عبر تشكيل «تحالف الراغبين» انطلاقاً من مبدأ «المسؤولية في حماية» المدنيين، الذي اعتمد في الامم المتحدة في العام 2005.

وفي حين ان القرار النهائي لا يزال غير واضح، إلاّ أن التحليلات تصب في خانة أن أمر توجيه الضربة العسكرية تمّ حسمه، ولا يزال الجميع في انتظار تحديد التوقيت.

وفيما يلي جردة عن موقف الولايات المتحدة الاميركية، التي كانت تدخّلت تحت عناوين مختلفة وأسباب عدة، موجّهة ضربات عسكرية لعدد من الدول العربية والغربية منذ الحرب العالمية الأولى، معتمدة على خطاب يرتكز على “حماية أمنها وأمن مواطنيه” و”الحرية”، و”حماية المدنيين”، ومن أبرز محطات التدخل العسكري الأميركي في الدول العربية:

ليبيا- نيسان (ابريل) 1986

قصفت الولايات المتحدة الأميركية ليبيا في 15 نيسان (أبريل) 1986  في عملية سميت “عملية الدورادو”، عبر عمليات جوية مشتركة بين القوات الجوية والبحرية وقوات المارينز الأميركية.

وبدأت الخلافات بين البلدين عام 1973،عندما أعلنت ليبيا رسميّا أن كامل خليج سرت جزء من مياها الإقليمية، ورفضت أميركا هذا الإعلان، متذّرعة بأن “ليبيا لا تملك مقوّمات السيطرة على هذا الخليج الكبير”، ما تسبب في حدوث مناوشات بين البلدين عام 1981، انتهت بأحداث “سرت” في 15 نيسان 1986، إذ قامت 66 طائرة أميركية انطلق بعضها من قواعد بريطانية بشن غارة وقصف أهداف في العاصمة الليبية طرابلس، ومنطقة بنغازي.

وبرر الرئيس الأميركي رونالد ريغان الهجوم في ذلك الحين باتهام ليبيا بـ”المسؤولية المباشرة عن الإرهاب الموجّه إلى الولايات المتحدة الأميركية والشعب الأميركي”. وقال في خطابه التلفزيوني الذي أذيع بعد الهجوم بساعتين: “عندما تعرّض مواطنونا لهجوم أو لسوء المعاملة في أي مكان في العالم، بناءً على أوامر مباشرة من أنظمة معادية، فإننا سنرد طالما أنا في هذا المنصب”.

“عاصفة الصحراء”-  آب (أغسطس) 1990

شاركت الولايات المتحدة كذلك في حرب الخليج الثانية، المعروفة باسم “عاصفة الصحراء” التي امتدت من كانون الثاني (يناير) إلى 28 شباط (فبراير) 1991. وهي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق، بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لـ”تحرير الكويت من الاحتلال العسكري”.

“منطقة الحظر الجوي في العراق”-  منذ عام 1991

بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 ، فرضت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا حظراً جوياً داخل العراق، فيما عرف بمناطق الحظر الجوي شمالي العراق وجنوبه، بحجة حماية الأكراد والشيعة.  وانسحبت فرنسا عام 1996 لأنها اعتقدت أن “منطقة الحظر أخذت منحى أهداف أخرى غير الأهداف الأنسانية”. إلا أن الولايات المتحدة أصرّت على أن الطلعات الجوية لمراقبة المنطقة تعتبر شرعية، مستندة على قانون مجلس الأمن الدولي رقم 688 في 5 نيسان (ابريل) 1991، والذي يشجب فيه مجلس الأمن “عمليات الاضطهاد” التي تمارسها الحكومة العراقية ضد المدنيين في بعض مناطق العراق.

“غزو العراق”-  آذار (مارس) 2003

على رغم تصريح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس أن فريقه “لم يعثر على أسلحة نووية وكيمياوية وبيولوجية”، وأن الاسلحة التي تم العثور عليها هي عبارة عن صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة 687 عام 1991، وافق الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومحاولة منه لتفادي الصراع، على تدميرها من قبل فريق هانز بليكس. بدأت عملية غزو العراق في 20 آذار (مارس) عام 2003، من قبل قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ومساعدة دول عدة منها بريطانيا. وشكلت القوات العسكرية الأميركية والبريطانية نسبة 98 في المئة من هذا الائتلاف.

وكان الدافع الأساسي لعملية غزو العراق، بحسب المسؤولين الأميركيين هو “امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل”، و”عدم تطبيق العراق لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة، بمزاولة أعمالها في العراق، بالإضافة إلى أسباب أخرى اعتبرت حينها “ثانوية” بالنسبة إلى السبب الرئيسي الأول.  واسفرت الحرب الأميركية على العراق عن الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، وإعلان القوات الأميركية بسط سيطرتها على معظم المناطق في 9 نيسان (أبريل) 2003.

“سورية… التالية على اللائحة؟”-  آب (أغسطس) 2013

منذ بداية الأزمة السورية وقفت الولايات المتحدة إلى جانب المعارضة وهاجمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهمته بممارسة العنف تجاه شعبه. وبدأت بعد مرور نحو 14 شهراً على الأزمة بالتهديد بالتدخل في سورية، خارج إطار الأمم المتحدة، إذا لم يوقف النظام حملته العسكرية، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ تهديداتها حينها.

بعد آذار (مارس) 2013، تزايد الحديث الغربي عن تدخل عسكري في سورية، بسبب أنباء عن استخدام السلاح الكيماوي في منطقة خان العسل في حلب. حينها تبادل النظام والمعارضة الاتهمات في شأن استخدام صاروخ مزوّد بمواد كيماوية. فحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من “أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية”، مهدداً بـ”عواقب لذلك”. وفي شهر آب (أغسطس) الجاري، قتل نحو 1300 شخص في الغوطتين الشرقية والغربية اختناقاً لتنشقهم مواداً سمية، تبادلت المعارضة والنظام في سورية أيضاً، مسؤولية ضرب المنطقة بأسلحة كيماوية.

وأرسلت الأمم المتحدة فريقاً من المفتشين إلى سورية في الخامس والعشرين من آب الجاري، للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.

وعلى أثر الهجوم الأخير بالكيماوي، بدأت تعلو أصوات الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، مهددة بتدخل عسكري وشيك في سورية. وأكدت أن هذه الضربة ستكون بهدف منع الحكومة السورية من استخدام الأسلحة الكيماوية.

الهجوم على سوريا ينتظر قرار أوباما ضربات صاروخية يومين لـ 35 هدفاً محتملاً

برز اكثر من مؤشر أمس لاقتراب الضربة العسكرية الاميركية لسوريا رداً على التقارير التي تحدثت عن استخدام القوات السورية النظامية السلاح الكيميائي في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق في 21 آب الجاري. وفي ظل تكهنات بأن الضربة ستكون محدودة المدة والنطاق وبانها ستنفذ في الايام المقبلة، قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان الجيش الاميركي مستعد للتحرك فور صدور الامر من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لا يزال، بحسب البيت الابيض، يدرس الخيارات التي سيرد بها على الهجوم الكيميائي، مستبعداً منها أي عمل لاطاحة الرئيس السوري بشار الاسد.

وفيما لم يتمكن مفتشو الامم المتحدة امس من زيارة احد المواقع التي أفادت التقارير انها كانت مسرحاً لهجوم بسلاح كيميائي، تحدى وزير الخارجية السوري وليد المعلم العالم ان يأتيه بدليل على استخدام القوات السورية هذا النوع من الاسلحة، واكد ان سوريا ستدافع عن نفسها اذا ما هوجمت وأن لديها من ادوات الدفاع ما تفاجئ به الاخرين. وطالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل المجتمع الدولي باتخاذ موقف “حازم وجاد” ضد النظام السوري الذي رأى انه “فقد هويته العربية”، فيما حذرت موسكو من “عواقب كارثية” في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في حال شن الغرب عملية عسكرية ضد سوريا، ونبهت طهران الى ان أي عمل عسكري ضد سوريا سيهدد امن المنطقة واستقرارها. أما اسرائيل فاعلنت انها “سترد بقوة” اذا ما هاجمتها سوريا رداً على العملية العسكرية الغربية المحتملة. وأسفت صحيفة “لوسرفاتوري رومانو” الناطقة باسم الفاتيكان لاستعداد قوى عدة لعمل عسكري في سوريا من دون انتظار نتائج تحقيق الامم المتحدة في شأن استخدام محتمل للاسلحة الكيميائية. ص11

الوضع الميداني

ونقلت شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن أربع مدمرات تابعة للبحرية الأميركية موجودة في البحر الأبيض المتوسط على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية أوامر خاصة بسوريا توجه إليها خلال الساعات المقبلة.

وقال انه، ومن باب الحفاظ على الخيارات مفتوحة جدول زمنياً لعودة المدمرة “يو اس اس ماهان” الى الوطن، إلاّ ان أوامر قائد الأسطول السادس أبقتها في البحر الأبيض المتوسط الى ما بعد وصول المدمرة “يو اس اس راماغ”، التي من المفترض أن تحل محلها. كما ان في المتوسط المدمرتين “يو اس اسى غرايفلي” و”يو اس اس باري”.

وصرح هيغل في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” خلال زيارة لبروناي: “حركنا قطعاً كي تتمكن من التنفيذ والامتثال لأي خيار يود الرئيس (اوباما) اتخاذه”. وسئل هل الجيش الأميركي مستعد لرد كهذا، فأجاب: “نحن مستعدون للتحرك”.

وأوردت صحيفة “الواشنطن بوست” ان اوباما يدرس سبل شن ضربة على سوريا تكون قصيرة ومحدودة. ونقلت عن مسؤولين كبار في ادارة اوباما ان هذا التحرك يرجح الا يستغرق سوى يومين وقد يشمل صواريخ بعيدة المدى تستهدف مواقع عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية.

ونسبت شبكة “أن بي سي” الأميركية للتلفزيون الى مسؤولين إن الضربة الصاروخية قد توجه إلى سوريا “بحلول الخميس كأقرب موعد” وانها ستكون محدودة وتستمر “ثلاثة أيام”، وهي تهدف إلى توجيه رسالة إلى الأسد وليس لتدمير قدراته العسكرية.

ونشرت مجلة “فورين بوليسي” خريطة لـ35 موقعاً يشتبه في أنها لمواقع أسلحة كيميائية حددتها مبادرة التهديد النووي، اضافة الى مواقع قواعد سلاح الجو، ورجحت أن تشملها الضربة الاميركية. ص10

واعلن الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان الولايات المتحدة ستنشر قبل نهاية الاسبوع الجاري تقريرا صادرا عن اجهزة استخباراتها يثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية. وقال: “اعتقد انه في امكانكم توقع الحصول (على هذا التقرير) خلال الاسبوع الجاري”، مشيرا الى ان الرئيس اوباما لا يزال يفكر في الرد المناسب للهجوم الكيميائي. واوضح ان “الخيارات التي نبحثها لا تتعلق بتغيير النظام”. انها تتعلق بالرد على انتهاك واضح للعرف الدولي الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية”. واشار الى ان امام الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من الخيارات لاستخدامها وليس الخيارات العسكرية وحدها. وأكد أن اوباما لم يتخذ بعد قرارا في شأن سبل الرد.

ومع مضي واشنطن في التحضيرات العسكرية، طلب النائب الجمهوري سكوت ريجيل من زملائه في مجلس النواب توقيع رسالة تطالب اوباما بعقد جلسة للكونغرس من اجل الحصول على موافقته على عمل عسكري ضد سوريا. وفي مجلس الشيوخ، انضم عدداً من مؤيدي معاقبة الحكومة السورية الى المطالبين بحصول الادارة الاميركية على موافقة الكونغرس قبل توجيه الضربة العسكرية.

اجتماع رؤساء الاركان

وفي عمان، لا يزال اجتماع رؤساء أركان عرب وأجانب ملتئماً وسط سرية تامة، لكن التقديرات تفيد أن الانهماك الرئيسي منصب على تقويم متجدد للأهداف التي ستقصف داخل الأراضي السورية.

وجاء في التقديرات أنه إلى جانب تقويم الأهداف، يجري تقويم معمق لطبيعة الرد السوري المحتمل، في حال الضربة المحدودة أو الواسعة، والاهداف التي يحتمل أن يختارها النظام السوري لقصفها للرد الانتقامي، وما إذا كان الرد سيكون كبيرا أم محدودا أم يتجنب الرد، فضلا عن تقويم الموقف الإيراني وموقف “حزب الله” في جنوب لبنان.

وتفيد التسريبات القليلة من مصادر قريبة من الاجتماعات أن المجتمعين من رؤساء الأركان يقتربون من قرار أن تكون الضربات فقط من البوارج والسفن الحربية الأميركية الراسية في ساحل شرق البحر المتوسط، وأن يتفادى استخدام الأراضي الأردنية لعمليات عسكرية في المرحلة الحالية لتجنيبه رداً سورياً انتقامياً محتملاً.

وعلمت “النهار” أن الأردن حرص في اجتماع رؤساء الأركان وعلى المستوى السياسي على ألا تستخدم أراضيه في المرحلة الحالية، على الأقل لعمليات عسكرية، لتجنب أزمة داخلية بعد تنامي ردود الفعل من قوى سياسية وشعبية معارضة لتورط المملكة في عمل عسكري في سوريا.

وتقول التقديرات ان عمليات التقويم المستمرة، عسكريا وسياسيا، أدت إلى إبقاء توقيت تنفيذ الضربات مفتوحا بما لا يتجاوز مطلع الأسبوع المقبل.

اتصالات

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزير جون كيري اتصل هاتفياً بوزراء خارجية بريطانيا والاردن وتركيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر. وتحدث ايضا من جديد مع الامناء العامين للامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي وجامعة الدول العربية والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امام السفراء الفرنسيين في الخارج ان قرار التدخل العسكري في سوريا سيتخذ “خلال الايام المقبلة”. وقال ان “النزاع يتسع الى كل المنطقة،الى لبنان عبر تفجيرات، والى الاردن وتركيا من خلال تدفق اللاجئين السوريين، والى العراق من خلال اعمال العنف الدامية”.

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان هدف القيام بتدخل عسكري محتمل في سوريا هو “تقليص قدرات استخدام” الاسلحة الكيميائية، مشيراً الى ان “هذا لا يعني تدخلا في حرب بالشرق الاوسط… المقصود استخدام الاسلحة الكيميائية وضرورة منع استخدامها”. وقال ان رئيس مجلس العموم وافق على استدعاء المجلس اليوم لاجراء تصويت على اقتراح حكومي حول سبل الرد على الهجوم الكيميائي.

وأكد نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ ان بريطانيا التي يستعد جيشها لاحتمال القيام بتدخل في سوريا، “لا تسعى الى قلب” نظام الاسد.

المعلم

وفي دمشق، صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي بان أمام سوريا خيارين في حال مواجهتها ضربة “اما ان نستسلم، واما ان ندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة، وهذا هو الخيار الافضل”. و اضاف: “سندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة… سوريا ليست لقمة سائغة، لدينا ادوات الدفاع عن النفس. سنفاجئ الآخرين بها”. وقال: “اؤكد انه ليس هناك تخل روسي عن سوريا. علاقتنا مستمرة في مختلف المجالات ونحن نشكر لروسيا وقوفها الى جانب سوريا ليس دفاعا عن سوريا بل دفاعا ايضا عن روسيا”. ونفى استخدام بلاده الأسلحة الكيميائية، متحديا من لديه أدلة على استخدام النظام الكيميائي ان يظهره .

في غضون ذلك، اعلنت الامم المتحدة ان الزيارة التي كان من مقرراً ان يقوم بها افراد فريقها للتفتيش على الاسلحة لموقع قرب دمشق تأجلت من امس الى اليوم بسبب مخاوف “على امنهم”.

ايران

* في طهران، رأى وزير الدفاع الايراني حسين دهقان انه “في حال حصول هجوم عسكري على سوريا، فإن امن المنطقة واستقرارها سيكونان مهددين”. وقال ان اي تدخل عسكري “لن يكون البتة لمصلحة اولئك الذين يحرضون على العنف”، لافتاً الى ان “تجربة الهجمات والوجود العسكري في العراق وافغانستان تمنع الولايات المتحدة من ارتكاب خطأ آخر والوقوع في مستنقع جديد”.

مصدر عسكري روسي: الورشة العائمة الروسية ستغادر ميناء طرطوس في حال تفاقم الأوضاع

نقلت وكالة الأنباء “إنترفاكس” الروسية عن مصدر في البحرية الروسية أن الورشة العائمة التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي الموجودة في ميناء طرطوس السوري في حال تفاقم الأوضاع ستغادره لتكون تحت حماية مجموعة السفن الروسية في البحر الأبيض المتوسط. وقال المصدر الذي لم تذكر الوكالة اسمه: “إن طاقم الورشة بقيادة ألكسندر كاشالابا ينفذ مهامه في أجواء خطيرة جدا. نحن على اتصال دائم معه ومستعدون للرد السريع على جميع المخاطر. ولا يوجد أي تهديد مباشر لها حاليا”. وأضاف المصدر أن طاقم الورشة يواصل تنفيذ مهامه الطبيعية. يذكر أن الورشة من طراز “PM-138” بدأت في تنفيذ مهامها المتعلقة بصيانة السفن الروسية الموجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط اعتبارا من مايو/أيار الماضي.

http://arabic.rt.com/news/625456/ :روسيا اليوم

«الجبهة» من الغوطة إلى واشنطن مروراً بالرياض وأنقرة .. حتى موسكو

هي الحرب الأميركية على سوريا .. وليست ضربة لنظامها

إذا صدقت تسريبات البنتاغون الأميركي، سنستيقظ صباح غد، على وقع الصواريخ الأميركية العملاقة تعبر سماء لبنان والأردن وفلسطين باتجاه الأراضي السورية. «بنك الأهداف» شارك في تحديده الأميركيون، الإسرائيليون، الأردنيون، الأتراك وبعض المعارضة السورية.

ستنطلق صواريخ «توماهوك» أو «كروز» من منصات عملاقة فوق متن المدمّرات الأميركية الأربع «راميج»، «ماهان»، «غرافيلي» و«باري» المتمركزة في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. يقول الأميركيون إنهم اختاروا «أهدافاً محددة وموضعية» و«ليس على جدول أعمالهم إسقاط النظام».

بطبيعة الحال لن يكون بين أهدافهم المتوخاة لا مستودعات الأسلحة الكيميائية ولا المنصات الصاروخية الكيميائية. هم يريدون استهداف بعض مواقع السيطرة والتحكم بهذه الصواريخ. بعد ذلك، بساعات قليلة، سيعلنون رسمياً انتهاء «الموجة الصاروخية الأولى»، تاركين لدوائر البنتاغون والجيش الإسرائيلي مهمة تقييم الأضرار حتى يقرروا ما إذا كانوا سيقدمون على «موجة ثانية» ومن ثم ثالثة…

طلبوا من الدول العربية التغطية، فكان لهم ما أرادوا من السعودية ومن الجامعة العربية التي تلعثمت بسبب اضطرار أمينها العام نبيل العربي إلى مسايرة الموقف المصري الرافض لأية عملية عسكرية ضد سوريا.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعد «استخدام السلاح الكيميائي المحرم بات الأمر يتطلب موقفاً دولياً حازماً وجاداً لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري»، معتبراً أن «النظام السوري فقد هويته العربية، ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائماً قلب العروبة».

كذلك طلب الأميركيون من «هيئة التنسيق» وبعض رموز المعارضة السورية في الخارج، عدم توجيه انتقادات للعملية العسكرية، مع وعد جازم بأن العملية «ستكون قصيرة وسريعة.. لأن كل معطيات الميدان باتت جاهزة عملياً ولا ننتظر سوى الضوء الأخضر».

طلب الأميركيون من رعاياهم في المنطقة توخي الحذر. شمل التحذير بعض عملاء الـ«سي آي ايه» ممن طلب منهم مغادرة بعض الدول، مثل لبنان، قبل صباح يوم غد الخميس.

وقال المسؤول الإعلامي لشؤون الشرق الأوسط في البنتاغون بيل سبيكس لـ«السفير» إن «مهمتنا في وزارة الدفاع تزويد الرئيس بخيارات، ونحن جاهزون تماماً لتنفيذ أي إجراءات يقررها». ونقلت محطة «أن بي سي» الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين ترجيحهم أن تنطلق هذه الهجمات غداً، وقد تستمر لثلاثة أيام وربما إلى بداية الأسبوع المقبل، وهو ما يتماهى مع تقرير لشبكة «سي ان ان».

في المقابل، انتقل الجيش السوري في الساعات الأربع والعشرين الماضية، من وضعية عسكرية إلى وضعية مختلفة ميدانياً. التموضع العسكري للألوية والفرق العسكرية، وخاصة في دمشق ومحيطها، صار متصلاً باحتمالات مواجهة عدوان عسكري خارجي متدحرج، من دون الإخلال بتموضع بعض الفرق والألوية في مناطق تشهد مواجهات عسكرية في مناطق حساسة، وخاصة في محيط دمشق وريفها، كما في حلب.

واللافت للانتباه، في الساعات الأخيرة، أن الجيش السوري، وغداة إنهاء الأمم المتحدة مهمة للخبراء الدوليين لم تستغرق سوى يوم واحد، في الغوطة الشرقية، للتأكد من استخدام السلاح الكيميائي، قرر اعتباراً من صباح أمس، استئناف عملية «درع المدينة»، التي كانت قد توقفت عملياً منذ صباح يوم الأربعاء الماضي، أي بعد ساعات من بدئها، بسبب إثارة قضية استخدام السلاح الكيميائي.

وفيما كانت واشنطن تعلن عن تأجيل اجتماع كان من المقرر عقده اليوم في لاهاي بين ديبلوماسيين أميركيين وروس في إطار التحضير لمؤتمر «جنيف 2»، تعمد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحافي، أمس، الإشارة علناً لاستئناف العملية العسكرية التي كانت فرضت انهياراً دراماتيكياً سريعاً للمسلحين، قبل أسبوع، عند مدخل جوبر الاستراتيجي المؤدي الى قلب دمشق، وهو المدخل الذي كان يأمل الامير بندر بن سلطان ونائبه الأمير سلمان بن سلطان أن يكون بوابة «المعركة الكبرى» للمقاتلين الآتين من الأردن عبر درعا، بعد أن تدرّبوا نحو سنتين بإدارة ضباط أميركيين وأردنيين على المعركة التي موّلها السعوديون من ألفها الى يائها.

بإعلان المعلم، وصلت الرسالة السورية الى السعوديين والأميركيين: «المعركة لن تتوقف». عند هذا الحد، صار اجتماع قادة أركان جيوش عشر دول أجنبية وعربية في الأردن، برئاسة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، بمثابة غرفة عمليات مخصصة لمناقشة سيناريوهات الحرب. طمأن الأميركيون الملك الأردني عبدالله الثاني أن بلاده لن تكون قاعدة لانطلاق الموجات الصاروخية في اتجاه الأراضي السورية. جرى تبادل برقيات ورسائل سريعة مع خلية طوارئ أنشأها الجيش الاسرائيلي في تل أبيب لمواكبة التطورات. وضع الجيش الإسرائيلي على كل «الجبهات»، في حالة استنفار، وفي الوقت ذاته، كان عدد من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي يتنقلون في الساعات الأخيرة ذهاباً واياباً بين الجناح الغربي في البيت الأبيض ومقر البنتاغون، في اطار المشاركة في رسم السيناريوهات وتقدير النتائج والاحتمالات.

شمل الاستنفار الجيش الأردني. وصلت برقيات طمأنة للجيش اللبناني عبر الأميركيين بأن «الضربة محدودة ومحددة وسريعة وليس على جدول أعمالنا لا القيام بعملية عسكرية برية ولا بحرية ولا إسقاط النظام السوري. نحن نقوم بردة فعل على فعل محدد»، وهو المضمون نفسه تقريباً الذي أشار إليه، أمس، بيان البيت الأبيض الأميركي.

وُضع الجيش التركي في حالة استنفار، وتم استدعاء طواقم بطاريات «باتريوت» على الأراضي التركية. واللافت للانتباه أن بعض ألوية «الجيش السوري الحر» طلب منها تجميد عملياتها وانتشارها في بعض «المناطق الحساسة» التي يمكن أن تكون على تماس مباشر مع «بنك الأهداف» المحتمل.

صارت العملية العسكرية وفق حسابات وتسريبات الدوائر العسكرية الغربية، بمثابة «تحصيل حاصل» و«وراء ظهر المعارضة السورية»، غير أن النقاشات في دوائر القرار المعنية، في بيروت ودمشق وطهران، تمحورت حول المستجدّ الذي جعل بعض العواصم الغربية وخاصة واشنطن تندفع في اتجاه الضربة الحتمية، بعد تردّد دام أكثر من عامين؟

ــ أولاً، ثمة معطى ميداني مؤثر كان يرتسم في محيط دمشق، لو استكمله الجيش السوري، في الأسبوع الماضي، لكانت كل معادلات «جنيف 2» قد تبدّلت، لمصلحة النظام السوري. وهذه نقطة جوهرية جعلت السعوديين والأتراك يستخدمون كل نفوذهم أميركياً، من أجل وقف الانهيار في صفوف مقاتلي المعارضة السورية، فكان «اتفاق التحقيق» بين الحكومة السورية والأمم المتحدة بعد اتصال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ـ المعلم، هدنة وقف النار والتفتيش، ثم تجميد مهمة الخبراء، أمس، بذريعة الخوف «على أمنهم» علناً، ولكن ضمناً صدر قرار أميركي يقضى بسحب المراقبين فوراً «لأننا تأكدنا من استخدام السلاح الكيميائي، ولا حاجة لأي مراقبين بعد الآن» على حد تعبير مصادر ديبلوماسية في جنيف.

ــ ثانياً، بدت حاجة الأميركيين كبيرة لـ«تحقيق إنجاز» ما، يصب في خانة إعادة تدعيم أوراق المعارضة، حتى يُصار إلى تحديد موعد «جنيف 2»، تحت طائلة أنه من دون ذلك «الإنجاز» لن ينعقد المؤتمر وسيُلغى، كما ألغيت قمة الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بطرسبورغ واجتماع نائبي وزيري الخارجية الروسي والأميركي في لاهاي المقرر اليوم.

ــ ثالثاً، حمل السلطان قابوس رسالة أميركية إلى الإيرانيين، مفادها الاستعداد لمناقشة كل الملفات مع القيادة الإيرانية الجديدة، شرط الأخذ والردّ في الملف السوري. أبرم الزائر الخليجي اتفاقاً مفاجئاً من خارج جدول العقوبات الدولية مع طهران بشأن تسويق النفط والغاز الإيراني عن طريق سلطنة عمان، فضلاً عن تسهيلات أخرى للإيرانيين في مجالات مختلفة. كانت الرسالة الإيرانية واضحة بأننا لن نفاوض على بديل للنظام السوري ولسنا معنيين بتحسين موازين القوى لمصلحة أعداء الرئيس بشار الأسد، وعلى حماة بعض المجموعات التكفيرية المحمية من بعض دول المنطقة (الخليج) أن تعلم «أن هذه النار ستطالهم أيضاً»، على حد تعبير آية الله علي خامنئي.

تزامنت زيارة سلطان عمان قابوس بن سعيد، مع زيارة جيفري فيلتمان الموفد الأممي ـ الأميركي. قال فيلتمان كلاماً واضحاً و«بلا كفوف» مفاده أن شرط انعقاد مؤتمر «جنيف 2» هو عودة التوازن المفقود إلى الميدان العسكري. رد الإيرانيون عليه بشكل سلبي، غير أنه خرج من وزارة الخارجية وهو يشيد أمام فريقه بدور إيران الإقليمي «الايجابي جداً»!

ــ رابعاً، ثمة معطى لا يتوقف عنده كثيرون. ما يحصل في مصر اليوم متصل بما يجري في سوريا مباشرة. أين تكمن العلاقة؟ يجيب ديبلوماسي عربي مقيم في عاصمة دولة كبرى بأن كل عمارة الأممية الإسلامية «الأخوانية» التي راهن عليها الأميركيون من زاوية حفظ أمنهم القومي بعد هجمات 11 أيلول، من تركيا الى مصر، مروراً بتونس وليبيا وغزة وسوريا، قد أصبحت مهددة في ضوء ما يصرون على تسميته «الانقلاب العسكري في مصر»، وبالتالي، تقاطعت الشخصية الوطنية المصرية (المؤسسة العسكرية والائتلاف المدني العريض ضد «الإخوان») مع وجود توجه سعودي لإنهاء حقبة «الإخوان» لأن تثبيتها خاصة في مصر، سيرتب تداعيات على دول الخليج، لن تكون السعودية بمنأى عنها.

ــ خامساً، أصيب «حزب العدالة والتنمية» في تركيا وزعيمه رجب طيب أردوغان بصدمة كبيرة. الراعي السياسي الإقليمي للتجربة «الإخوانية» في مصر يُهزم والراعي العسكري الإقليمي للمعارضة السورية، وتحديداً «الإخوان»، يهزم في الميدان السوري.

كان لا بد من استنقاذ الوضع في المنطقة وليس في سوريا وحسب. ذهب بندر إلى موسكو والتقى سيد الكرملين، واعتبر أنه قام بـ«خرق ما» في الملفين المصري والسوري، رافضاً الخوض في تفاصيله أمام موفدي الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إلى جدة. كانت العين مفتوحة على سوريا وإمكان تعويض الخسارة المصرية لدى الأميركيين والأتراك بعدما نجح السعوديون في تصويب البنية القيادية للمعارضة لمصلحتهم، وعلى حساب «الإخوان» والقطريين والأتراك.

واللافت للانتباه، أنه قبيل بدء المؤتمر الصحافي لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أمس الأول، تلقى اتصالاً من الأمير بندر، لم يكشف عن مضمونه، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة ربطاً بالموقف الذي أعلنه الوزير الروسي رداً على أسئلة الصحافيين بأن روسيا «لا تعتزم الدخول في أي حرب مع أي كان» من أجل سوريا.

لم يفهم كثيرون الموقف الروسي، إلا أنه عبارة عن «إدارة وجه» روسية الى الجهة الأخرى بحيث يمكن للأميركيين تنفيذ الضربة العسكرية العتيدة، بأمل أن تقود جميع أطراف الصراع في سوريا إلى طاولة «جنيف 2»، على قاعدة قناعتهم بأن أية تسوية سيكون الرئيس بشار الأسد من ضمنها في بدايتها، ولكنه لن يكون جزءاً منها في نهايتها، وهي «العبارة السحرية» التي كان يرددها الخبراء الأميركيون في جنيف مؤخراً، أمام نظرائهم الروس.

اكتفى وليد المعلم، أمس، بعبارات سريعة في معرض توصيفه للموقف الروسي. ما لم يقله ردّده ديبلوماسيون سوريون حضروا المؤتمر الصحافي ومفاده أن «الروس قاموا بواجباتهم، ليس فقط التزاماً بالعقود العسكرية، بل وأيضاً في عدم سحب أي خبير أو ضابط روسي يتولى تشغيل أنظمة صاروخية جوية ومنظومات اتصالات وغيرها من المهام الحساسة التي تقع على عاتقهم وحدهم، وبالتالي لن يسمحوا لا بهزيمتها ولا بانكشافها ولننتظر مجريات الساعات المقبلة، قبل أن نرتجل من هنا أو هناك». (تفاصيل صفحة 14)

وقال أحد الخبراء إن عبارة لافروف تحمل في طياتها أكثر من رسالة للأميركيين، لعل أخطرها أن «الأميركيين هُزموا في العراق وأفغانستان وفي حرب تموز العام 2006 في لبنان من دون حاجة خصومهم لأية مساندة روسية، ونعتقد أن الأمر نفسه، سيكون حليف أية مغامرة عسكرية يمكن أن يقدموا عليها في سوريا».

ــ سادساً، لا يجوز إغفال المعطى الإسرائيلي. طلبت تل أبيب من الأميركيين تدمير منظومات الأسلحة الكيميائية عند النظام والمعارضة على حد سواء، وبلغ الأمر بهم حدّ تلويحهم بأن يأخذوا هذه العملية على عاتقهم إذا تردد الأميركيون.. مهما كانت تداعياتها سلبية على صورة المعارضة السورية.

ــ سابعاً، هل لاحظ أحد ان شهر آب قد انقضى ولم يف الاوروبيون بوعدهم بتسليح المعارضة السورية؟

ــ ثامناً، كيف سيتصرف النظام السوري أولاً، وماذا سيكون موقف «حزب الله» وإيران في حال حصول الضربة العسكرية؟

يكتفي أهل النظام السوري بالقول «لكل فعل ردة فعل.. وتبعاً لحجم الضربة ونتائجها، سيكون هناك رد». أما «حزب الله» الذي يضع يده على الزناد، منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة، فلا يريد أن يكشف أوراقه.

هل ثمة فرصة لوقف العملية العسكرية والذهاب إلى «جنيف 2» تبعاً لموازين القوى الحالية؟

لننتظر نتائج الرسائل المتبادلة بين أكثر من عاصمة وجهة إقليمية ودولية.. حتى يبنى على الشيء مقتضاه.

المعلم: الضربة العسكرية أفضل من الابتزاز السياسي الجيش استبق مخططات المسلحين لغزو دمشق

زياد حيدر

حصر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، الضربة العسكرية المحتملة لتحالف غربي تقوده واشنطن ضد سوريا، بإطار الابتزاز السياسي، مفضلا «ضربة تأتي وتذهب» على تنفيذ الشروط السياسية الغربية.

المعلم الذي قال إن غاية المؤتمر الصحافي الذي عقده في دمشق كانت لفت انتباه الرأي العام الغربي، لما يتم التحضير له لسوريا، حذر من أن التحالف الذي تقوده واشنطن هو تحالف مع «جبهة النصرة»، متسائلا إن كان هدف ضربة محتملة هو تقوية ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا.

وبدأ كبير الديبلوماسيين السوريين حديثه باستعراض مختصر للاتصال الهاتفي بينه وبين نظيره الأميركي جون كيري، واصفا الحديث الذي استمر لمدة عشر دقائق بـ«الودي».

ورفض المعلم التكهن بوجود ضربة عسكرية، وإن وضعها كاحتمال وارد، محذرا من أن سوريا سترد على الضربة «بالوسائل المتاحة»، مذكرا بأن سوريا وإيران «في خندق واحد». وأكد أن العلاقات بين سوريا وروسيا ما زالت على مستواها القوي والمباشر، مذكراً بالمساعدات الروسية لسوريا وصفقات التسليح والتنسيق السياسي.

ورغم أن الأردن استبق مؤتمر المعلم بالإعلان عن أن أرضه لن تكون مسرحا لعمليات عسكرية ضد سوريا، علق الوزير بالقول إن هذا هو «الموقف الصحيح»، لكن دون أن ينسى التذكير بأن «الكثير من البلاوي (الويلات) جاءتنا عبر الحدود الأردنية». ونفى أن تكون دمشق قد تلقت أية معلومات عبر الأقمار الاصطناعية من موسكو حول المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ المشبوهة بالكيميائي، منوهاً بأن سوريا «تمتلك أدلة خاصة» تحتفظ بها للوقت المناسب، مشيراً إلى أن من بينها المعدات التي تم اكتشافها في جوبر وعينات من دماء جنود سوريين أصيبوا بغازات كيميائية في المنطقة ذاتها.

وربما تكون عبارات المعلم الأخيرة في مؤتمره الصحافي، الذي استمر لساعة وربع الساعة في مقر وزارة الخارجية في دمشق، تلخص السيكولوجية النفسية التي تنظر بها القيادة السورية لتطورات الأيام الأخيرة. الوزير السوري أكد بلهجة لا تخلو من سخرية «هذه الطريقة بالابتزاز معروفة. نفضل الضربة العسكرية على محاولات الابتزاز. لأنه حينها سيعيش شعبنا في ظل أي شيء يفرض علينا. الضربة بتجي وبتروح (تأتي وتذهب) ونحنا كل يوم نتلقى كذا (قذيفة) هاون ومتعايشين معها».

ولاحقا، نشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ملخصا لمؤتمر المعلم، حذفت منه الإشارة إلى الرد المحتمل لسوريا على ضربة عسكرية، والذي قال إنه سيكون «بالوسائل المتاحة عسكريا»، كما إشارته إلى أن دمشق وطهران «في خندق واحد»، والتي سبقها بالاستنتاج أن جزءا كبيرا مما يجري في سوريا والعراق الآن «غايته إيران».

وكان المعلم قد قلل من إمكانية حصول ضربة عسكرية قائلا «ما زلت لليوم غير مقتنع بأن الضربة ستحدث. لا يوجد منطق تحليلي سليم يرجح حصولها، وأربأ بدولة كالولايات المتحدة أن تقوم بذلك خدمة لجبهة النصرة بسوريا، وإلا فإن كل ادعاءاتهم، منذ 11 أيلول وما قبل وحتى الآن، ستنهار».

وبرغم هذا، شدد المعلم، من بداية مؤتمره الصحافي، على اعتبار الاتهام بـ«الكيمائي» ذريعة واهية، مشددا على تعاون سوريا مع اللجنة الأممية للتحقيق في استخدامه. ورفض الاتهام بمحاولة تخريب الأدلة كون المنطقة المصابة تقع تحت سيطرة المسلحين، مذكراً بأن دمشق دعت، منذ 19 آذار الماضي، إلى التحقيق بالهجوم بأسلحة كيميائية على خان العسل في ريف حلب، إلا أن فرنسا وبريطانيا حالتا دون ذلك.

وطالب المعلم الدول التي تتهم سوريا بإظهار «ما لديهم من أدلة». وتساءل «ما هي أهدافهم من هذه الحملة العسكرية؟»، مؤكدا أن هذا لن يؤثر على «التماسك بين الشعب العربي السوري وقواته المسلحة وقيادته»، وأن «الواضح أن مثل هذا العدوان يجب أن يخدم أولا مصالح إسرائيل والجهد العسكري الذي تقوم به جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا».

وأكد المعلم أن أية ضربة عسكرية لن «تؤثر على الجهد العسكري للجيش العربي السوري الجاري حاليا في الغوطة». وقال إن إنجازات الجيش السوري «تستهدف شيئين، الأول ضربة استباقية لمخططاتهم في غزو مدينة دمشق، والثاني وهو الأهم تجنيب السكان الآمنين في أحياء دمشق إرهاب القذائف التي تسقط على مناطق مختلفة منها».

وحول الاتصال الذي تلقاه من كيري الخميس الماضي بعد قطيعة عامين ونصف العام، قال المعلم إنهما اتفقا على أن لسوريا «مصلحة وطنية في الكشف عن حقيقة ما حصل في الغوطة»، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق لم تطلب في البداية التوجه إلى الغوطة الشرقية و«الائتلاف المعارض» حدد المواقع الأربعة التي طلبت الأمم المتحدة تفتيشها.

وأكد المعلم «أن سوريا وافقت فوراً على طلبات الأمم المتحدة، ولا تأخير من قبلنا، وأقول لوزير الخارجية الأميركي لسنا من يعرقل عمل لجنة الأمم المتحدة». وقال «اتفقنا على تقديم كل التسهيلات وضمان أمن بعثة التحقيق إلى سوريا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، وأكدنا أننا ملتزمون بأمن البعثة في المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية، وهم طلبوا التوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، وعندما أرادوا الدخول إليها جوبهوا بإطلاق نار على سياراتهم ولم يستطيعوا متابعة جولاتهم في مناطق المسلحين، لأن المجموعات المسلحة لم تتفق على ضمان أمنهم، وهذا يؤكد أننا ملتزمون بأمنهم فيما لم يلتزم المسلحون، وتم تأجيل الزيارة إلى الغد (اليوم)».

وحول الموقف التركي وتصريحات وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو، قال المعلم «إذا كان توازن القيادة التركية قد اختل بسبب ما جرى في مصر، فسيزداد عمقا تجاه سوريا».

وأكد أنه لا مصلحة للأردن ولا لشعبه بضرب سوريا، لكن الذي يتابع ما يجري يرى أنه منذ عامين ونصف العام عانت سوريا الكثير من الحدود الأردنية، ومع ذلك لم تتصرف تجاه الاردن بأي سوء لأنها تحرص على شعبها فيه، مطالبا «الأشقاء في الأردن بعدم السماح للآخرين بابتزاز علاقات الجوار والأخوة القائمة بين البلدين، فمصلحة الأردن أن يكون مع سوريا وأمنه مرتبط بأمن سوريا».

وحول الحديث عن ضربة عسكرية تمهد لمؤتمر «جنيف 2»، قال المعلم «نحن منذ البداية نشكك في النيات الأميركية تجاه مؤتمر جنيف، وقلنا للأصدقاء الروس نثق بكم لكن لا نثق بالولايات المتحدة لأنها لا تريد حلا سياسيا، والسبب بسيط، فإسرائيل لا تريد هذا الحل بل تريد استمرار العنف والإرهاب».

إسرائيل تتحضّر وتراقب موعد الحرب .. وحجمها

حلمي موسى

التوتر في إسرائيل بسبب سوريا ليس شأناً سياسياً وأمنياً فقط، بل هو أيضاً شأن اقتصادي. وبرغم تركيز الكثيرين على موقف الجمهور الإسرائيلي واندفاعه لتجديد الكمامات الواقية في المناطق الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان وسوريا، إلا أن الحركة نفسها لوحظت أيضاً في منطقة تل أبيب. فالقناعة واسعة بأنه لا مكان آمناً في إسرائيل إذا ما وقعت الواقعة وهاجمت القوى الغربية سوريا، واحتمالات الردّ ضد إسرائيل ليست مستبعدة.

وبرغم التقديرات الشائعة بتدني احتمالات الرد السوري المباشر على إسرائيل، فإن الخبراء يعتقدون أن مثل هذا الرد يرتبط أساساً بشدة بالهجوم الأميركي. فإن كان الهجوم الأميركي رمزياً وموضعياً، فاحتمالات مهاجمة إسرائيل ضئيلة جداً. ولكن ضربة أميركية وغربية واسعة قد تجرّ خلفها رد فعل سوري ضد إسرائيل. ولهذا تطلب إسرائيل من الإدارة الأميركية إبلاغها مسبقاً بأي غارات حتى تتخذ الاستعدادات اللازمة.

وأجرت القيادة الإسرائيلية أمس، مداولات خاصة بشأن الهجوم الأميركي الوشيك على سوريا شارك فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشي يعلون ووزير الجبهة الداخلية جلعاد أردان ووزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس ورئيس الأركان الجنرال بني غانتس وعدد كبير من كبار ضباط الجيش والمؤسسة الأمنية.

وتركزت المداولات حول الموضوع السوري وجاهزية إسرائيل للتعامل مع مختلف السيناريوهات. وفي ختام المداولات التي جرت في «هكرياه» في تل أبيب، أعلن نتنياهو أن «دولة إسرائيل مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات. نحن لسنا جزءاً من الحرب الأهلية في سوريا. ولكن إذا لاحظنا أي محاولة للمساس بنا، فسوف نردّ، ونردّ بشدة».

وتلاحظ القيادة السياسية أن الحكومات في كل من بريطانيا وفرنسا وتركيا تجهد الآن لنيل المصادقات السياسية اللازمة للمشاركة في الخطوات الأميركية ضد سوريا، ما يعني توفر القناعة بأن قرار الهجوم اتخذ، وأن المتغير الوحيد هو موعد الهجوم وربما حجمه.

وكان اجتماع للمجلس الوزاري المصغر قد تقرر أمس، للبحث في الشأن السوري ولكن تم إلغاؤه من دون إعلان أسباب. ويبدو أن سبب الإلغاء يعود إلى الخشية من تسريب بعض ما يدور فيه، لذلك تم الاكتفاء باجتماع أصغر للبحث في المسألة.

وفي كل الأحوال نقلت «هآرتس» عن مصدر رفيع المستوى قوله إن خلاصة النقاش هي أنه على إسرائيل البقاء بعيدة قدر الإمكان عما يجري في سوريا. وشدد هذا المسؤول على أن المداولات تركزت على سيناريوهات محتملة بينها اضطرار إسرائيل للردّ على هجمات سورية بالغوص في المستنقع السوري.

وقد أحس الجمهور الإسرائيلي، مثل الساسة الإسرائيليين، بأثر التوتر في أكثر من سياق. فقد ارتفع سعر الوقود في إسرائيل، حتى الآن بنسبة غير كبيرة، ولكن بشكل مثقل وبات ليتر البنزين يقترب من دولارين وربع دولار. كما أن بورصة تل أبيب شهدت خسائر بحوالي اثنين في المئة بسبب الحديث عن غارات أميركية على سوريا. وارتفع الدولار مقابل الشيكل بحوالي 1,5 في المئة خلال يومين من أنباء التوتر.

وكانت صحيفة «فوكوس» الألمانية قد كتبت أن وحدة التنصت الإلكتروني في سلاح الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة برقم «8200» قد وفرت للأميركيين شهادات قاطعة باتصالات عسكرية سورية تثبت وقوف النظام السوري خلف الهجمات الكيميائية الأخيرة في الغوطة. واعتبرت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية وفرت «الدليل القاطع» للغرب على مسؤولية النظام عن استخدام السلاح الكيميائي.

وقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية وصول وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى واشنطن لتنسيق الأدوار وتبادل المعلومات بشأن ما يجري في سوريا.

وبرغم أن قادة الجيش الإسرائيلي لم يحضروا اجتماع القيادات العسكرية في الأردن قبل يومين، إلا أن حضورهم النظري كان مهيمناً.

ويضم الطاقم الإسرائيلي إلى واشنطن رئيس الدائرة السياسية ــ العسكرية في وزارة الدفاع الجنرال عاموس جلعاد ورئيس شعبة التخطيط في الأركان العامة الجنرال نمرود شيفر، بالإضافة إلى رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية العميد إيتي بارون.

وترمي الزيارة إلى تحديث المعلومات لدى الطرفين تمهيداً للهجوم على سوريا. وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور ورئيس شعبة الاستخبارات الجنرال أفيف كوخافي قد أنهيا زيارات لواشنطن وعدد من العواصم الأوروبية لشرح المعلومات والمواقف الإسرائيلية بشأن سوريا. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الهجوم الغربي على سوريا سيستند بشكل أساسي إلى معلومات استخبارية إسرائيلية.

وقد رفع الجيش الإسرائيلي من حالة التأهب في صفوفه تحسباً للهجوم الأميركي ولردود فعل محتملة. ويجري وزير الدفاع ورئيس الأركان اتصالات مكثفة حول ما يجري في سوريا وبقصد بلورة الردود على كل خطوة محتملة بما في ذلك ميل بعض الجهات لصرف الأنظار عن سوريا إلى إسرائيل.

وفي كل حال تتعامل إسرائيل مع الحرب ضد سوريا بوصفها حقيقة قائمة، خصوصاً بعد خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخير الذي قال فيه بمعاقبة سوريا.

هلع يسيطر على مؤيدي الأسد.. والشبيحة تخلي مناطقها بدمشق

نقص في عدد الحواجز وصفحات مؤيدة للنظام السوري تحاول رفع المعنويات

دمشق – جفرا بهاء

تسيطر حالة من الارتباك على شوارع العاصمة دمشق، وبدأت من ليل أمس الأول حركة نزوح جماعية من المناطق المعروفة بتأييدها للأسد.

وبحسب شهود عيان من منطقة المزة لـ”العربية.نت” فإن الحواجز المقامة على مدخلي منطقة المزة الـ86 – والمعروفة بأنها مخزن للشبيحة – ساعدت سيارات من نوع “بيك آب” محملة بعوائل ساكنة المنطقة على الخروج من المزة 86.

وبحسب “م.أ” فإن حركة تلك السيارات التي تحمل الناس وبعض الأغراض لم تتوقف طوال الليلتين الماضيتين، وقال “م.أ” إن الحواجز في تلك المنطقة سهّلت عملية الخروج.

وفي منطقة “عش الورو” المعروفة بتأييدها للأسد والمليئة بالشبيحة شهدت حركة نزوح اعتبرها بعض النشطاء أنها ضخمة، إذ إن “عش الورو” وبحسب شهود عيان تكاد تخلو من الناس، باستثناء بعض عناصر الشبيحة المسلحين الذي بقوا في المنطقة.

وفي مدينة المعضمة في ريف دمشق والملاصقة للعاصمة من جهة الجنوب فإن الحي الشرقي فيها هو الحي الذي يضم عدداً كبيراً من الشبيحة والذي نجا دائماً من قصف قوات الأسد، الحي الشرقي أيضاً شهد حركة نزوح واضحة.

الحواجز تخلي بعض مواقعها

وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي السورية جداول بأسماء ومواقع وعدد عناصر حواجز المخابرات الجوية في المحافظات السورية، وكان لدمشق النصيب الأكبر من عدد تلك الحواجز، إذ وصل عددها إلى 52 في العاصمة ومداخلها ونقاط تماسها مع الريف الدمشقي.

وبحسب ناشطين فإن حواجز المخابرات الجوية هي الأعنف من جهة التفتيش والاعتقال وطريقة التعامل، وهي الأكثر انتشاراً في العاصمة وريفها.

وتبدو حالة الهلع والارتباك واضحة على مؤيدي الأسد، والتي بدت واضحة في حركة النزوح الكبيرة والتي يرجح ناشطون أنها متجهة لمناطق الساحل، وكذلك تأكيد شهود عيان لحالة الازدحام الخفيف على الأوتوستراد السريع ما بين دمشق وبقية المحافظات خصوصاً الطريق الذاهب باتجاه محافظات الساحل.

كما أخلى عدد من الحواجز أماكنه، فعلى الطريق الذي يسمى “طريق بيروت” نقص عدد الحواجز من 11 حاجزاً إلى 3 حواجز.

وداخل دمشق وبعد أن شهد الأسبوع الماضي حالة من التشدد المبالغ فيها بطريقة تفتيش الناس على الحواجز، بدأت تلك الحواجز بإهمال التفتيش وإنقاص عدد الشبيحة وعناصر الأمن والجيش المسؤولين عن الحاجز.

وكان الأسبوع الماضي شهد تذمراً واضحاً من قبل حتى المؤيدين للأسد، لأن التفتيش عليها بات يشمل الماشين على أقدامهم دون التفريق ما بين مواطن مؤيد ومواطن مشكوك بتأييده للأسد ونظامه.

صفحات مؤيدة ترفع المعنويات

ومن ناحية أخرى تقوم الصفحات المؤيدة لنظام الأسد بمحاولة رفع معنويات المؤيدين، ومن أهم تلك الصفحات صفحة باسم “الإعلامي رفيق لطف” وهي صفحة تشبيحية بامتياز لطالما أثرت بالرأي العام لمؤيدي النظام، وصاحب الصفحة صحافي يظهر بشكل دوري على التلفزيون السوري وقناة “الدنيا” المؤيدة للنظام.

وكتب رفيق لطف على صفحته أمس: “هل تذكرون كم مرة احتفظنا بحق الرد؟ الآن آن أوان الرد”.

وكتب في وقت سابق أمس الأول: “تحذير هام: وصلتني معلومات مؤكدة عن وجود أعداد كبيرة من المنتسبين للجيش السوري بينهم ضباط برتب عالية سيقومون بتمثيل عملية (الهرب)، وذلك لإثارة الرعب بين البقية وعمل بلبلة إعلامية, وهذا يتم بالتنسيق مع غرفة العمليات العسكرية الخاصة بضرب سوريا”.

وكتبت صفحة “شبكة أخبار المزة 86 M86.n.n”: “نتوقع في الساعات القادمة بدء العدو بحملة إعلامية شرسة جداً تتحدث عن انشقاق ألوية وكتائب وقطعات عسكرية كاملة من الجيش العربي السوري لضرب الحالة المعنوية للشعب وللقوات المسلحة قبل البدء بعملية عسكريّة “متوقعة جداً” ضد سوريا قريباً.. نتمنى من الشعب السوري أن يكون واعياً تماماً وعلى قدر المسؤولية التاريخية، وأن يضع ثقته كاملة بإخوته في الجيش العربي السوري، نحن جاهزون وعلى أهبة الاستعداد لصد أي هجوم غربي – صهيوني – عربي على سوريا.. أي أخبار لم تصدر عن مصدر عسكري رسمي وعلى شاشة التلفزيون السوري لا تصدقوها، وأي محاولة قرصنة للقنوات الإعلامية لا تعني ضياع الأمور على الأرض، تذكروا كلمة السيد الرئيس: هم أقوى منا في الفضاء ونحن أقوى منهم على الأرض.. كونوا على قدر المسؤولية، وسوريا أمانـة في أعناقكم”.

وكتبت نفس الصفحة في محاولة لرفع المعنويات نقلاً عن عضو مجلس الشعب خالد عبود: “بلسان حال الرئيس بشار الأسد أقول لكم: لا تكون الشام إلا لأهلها.. ولا تكون الشام إلا لمن كان لها.. ولا تكون الشام إلا للشام”.

وإن كان السوريون يتحضرون جميعهم لاحتمال ضربة عسكرية من أميركا لبعض المواقع الاستراتيجية للنظام السوي، فإنه من الواضح أن حالة الارتباك والهلع هي المسيطرة على مؤيدي الأسد، دون أن تنفع محاولات رفع المعنويات نفعاً.

الحلقي: سوريا ستكون مقبرة للغزاة

دمشق- (ا ف ب): حذر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الأربعاء من أن بلاده ستكون “مقبرة للغزاة”، في تصريحات تأتي وسط تصاعد التلويح الغربي بشن ضربة عسكرية ضد النظام السوري ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق.

وقال الحلقي، بحسب ما جاء في شريط اخباري عاجل بثه التلفزيون الرسمي، ان “سوريا (…) ستفاجىء المعتدين كما فاجأتهم في حرب تشرين/ اكتوبر (1973)، وستكون مقبرة للغزاة ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية بفضل إرادة وتصميم شعبها الذي لا يرضى الذل والهوان”.

استعدادات غربية لضرب سوريا ومشروع قرار بريطاني إلى مجلس الأمن

دمشق- (ا ف ب): اعلنت لندن انها ستطرح الاربعاء مشروع قرار “لحماية المدنيين” في سوريا على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، في وقت تبدو بلدان غربية من بينها بريطانيا والولايات المتحدة على وشك توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ردا على تجاوزه، بحسب ما تتهمه، “الخط الاحمر” المتمثل باستخدام السلاح الكيميائي.

وفيما يحذر حلفاء دمشق من تداعيات “كارثية” تزعزع استقرار المنطقة في حال شن الغرب عملا عسكريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد، اكد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ان اي ضربة عسكرية تستدعي بموجب القانون الدولي “ضوءا اخضر” من مجلس الامن.

في هذا الوقت، دخل محققو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية الأربعاء الغوطة الشرقية (شرق العاصمة) التي شهدت مع مدينة معضمية الشام الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب/ اغسطس، بهدف متابعة التحقيق في الهجوم الذي تسبب، بحسب المعارضة السورية، بمقتل المئات.

وكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على حسابه الخاص على موقع (تويتر) الالكتروني ان “بريطانيا قامت بصياغة مشروع قرار يدين الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي شنه الاسد ويسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين”، مشيرا إلى ان النص “سيعرض خلال اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في وقت لاحق اليوم في نيويورك”.

واتى ذلك بعد ساعات من اعلان رئاسة الحكومة البريطانية في بيان ان كاميرون والرئيس الامريكي باراك اوباما “ليس لديهما اي شك حول مسؤولية نظام الاسد في هجوم كيميائي”.

واشار البيان الى ان الحكومة “لم تتخذ حتى الآن اي قرار حول طبيعة الرد”، علما ان كاميرون سيترأس اليوم اجتماعا لمجلس الامن القومي يتناول هذا الموضوع.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعضاء مجلس الامن الى “التحرك من اجل السلام في سوريا”، مضيفا “وصلنا الى اللحظة الاكثر خطورة في هذا النزاع″.

وفشل مجلس الامن خلال النزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين، في الاتفاق على مقاربة مشتركة للازمة، لا سيما مع استخدام موسكو والصين حق النقض “الفيتو” ثلاث مرات لمنع صدور اي قرار يدين النظام.

على الخط الامريكي، ارسى نائب الرئيس جو بايدن اسس تدخل عسكري محتمل للمرة الاولى الثلاثاء، فيما وعد البيت الابيض بتقديم ادلة يرفع عنها السرية هذا الاسبوع لاثبات ان النظام يقف وراء الهجوم.

واضاف ان “الرئيس يعتقد وكذلك انا، ان هؤلاء الذين استخدموا اسلحة كيميائية ضد رجال ونساء واطفال عزل يجب ان يحاسبوا”.

ويتوقع محللون اطلاق صواريخ كروز من غواصات اميركية واخرى تابعة للحلفاء او من سفن ويحتمل من طائرات، على سوريا من خارج مياهها الاقليمية او اجوائها.

في جنيف، صرح الموفد الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي الاربعاء ان ضوءا اخضر لمجلس الامن الدولي ضروري للتدخل عسكريا في سوريا.

وكان حلفاء دمشق صعدوا وتيرة تحذيرهم من احتمال اللجوء الى القوة العسكرية ضد نظام الاسد.

واكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي ان “التدخل الاميركي سيكون كارثة للمنطقة”، معتبرا ان “المنطقة برميل بارود ولا يمكننا التكهن بالمستقبل” في حال توجيه ضربة الى سوريا.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية اجراها الثلاثاء مع الابراهيمي على “محاولات الحل العسكري لن تقود سوى الى زعزعة الاستقرار اكثر في البلد والمنطقة”.

واعلنت موسكو انها اجلت منذ الامس 116 روسيا ومن مواطني جمهوريات سوفياتية سابقة من سوريا على متن طائرتين لوزارة الحالات الطارئة.

وكانت دمشق اكدت الثلاثاء على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، انها “ستدافع عن نفسها” في حال شن هجوم، وانها تملك وسائل دفاع “ستفاجىء الآخرين”.

على صعيد التحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض، وصل محققو الامم المتحدة الأربعاء إلى الغوطة الشرقية التي استهدفت في “الهجوم الكيميائي” مع معضمية الشام جنوب غرب العاصمة التي زارها المحققون الاثنين.

واعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” الناشطة على الارض “وصول اللجنة الاممية الى الغوطة الشرقية” الواقعة بمعظمها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، مشيرة الى ان اعضاءها باتوا في عهدة “المجلس الثوري العسكري في الغوطة الشرقية”.

وبث ناشطون شريط فيديو على موقع (يوتيوب) الالكتروني يظهر السيارات الرباعية الدفع البيضاء التي يستخدمها الفريق الاممي وهي تدخل الى بلدة المليحة في الغوطة، بمواكبة آليات لمقاتلي المعارضة، نصب على احداها رشاش ثقيل.

وكان مصور في فرانس برس افاد في وقت سابق ان المفتشين غادروا فندق “فور سيزنز″ الذي ينزلون فيه في دمشق قرابة الساعة العاشرة صباحا (07,00 ت غ) في موكب مؤلف من ست سيارات تحمل شعار الامم المتحدة.

واتهم المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري في لقاء مع تلفزيون “الاخبارية” السورية نشرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) مقتطفات منه الاربعاء المعارضة بتنفيذ الهجوم الكيميائي.

وقال ان “كثير من المعطيات تصب في صالح تثبيت براءة الحكومة السورية من هذه التهمة الملفقة وتحميل المجموعات المسلحة مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي بهدف استجرار التدخل العسكري الخارجي والعدوان على سوريا”.

على الارض، استهدف مقاتلو المعارضة الاربعاء مبنى المخابرات الجوية في ساحة العباسيين في شرق دمشق بقذائف الهاون، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، وذلك بعد ساعات من سقوط صاروخي ارض ارض من مواقع قوات النظام على حيي جوبر (شرق) والقدم (جنوب) من العاصمة.

وتسجل اشتباكات وقصف في جوبر وعدد من مناطق ريف دمشق.

مقاتلو المعارضة يستهدفون مبنى المخابرات الجوية في شرق دمشق والقاعدة تتوعد بعملية ‘بركان الثأر’ ردا على الكيماوي

دبي- بيروت- (رويترز)- (ا ف ب): ذكر موقع سايت الذي يتابع مواقع الاسلاميين على الانترنت ان تنظيما تابعا للقاعدة هدد بتنفيذ عملية (بركان الثأر) ضد أهداف عسكرية وأمنية تابعة للحكومة السورية ردا على هجوم مشتبه به بالغاز السام قرب دمشق.

وقال تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام التابع للقاعدة في بيان انه سيعاقب سوريا على سلسلة المذابح التي شملت هجوما مزعوما بالاسلحة الكيماوية الاسبوع الماضي بعد اجتماعه مع ثمانية فصائل سورية.

ونقل موقع سايت عن البيان الذي يحمل تاريخ 26 اغسطس اب قوله ان اجتماع الفصائل قرر تنفيذ “غزوة بركان الثأر” ردا على مذابح النظام ضد الشعب في الغوطة الشرقية وكان آخرها “مذبحة الاسلحة الكيماوية”.

وأضاف البيان ان الاجتماع قرر ضرب المفاصل الرئيسية للنظام في دمشق السجينة واستهداف الفروع الامنية ونقاط الدعم والامداد ومراكز التدريب والبنية الاساسية.

وكثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها استعداداتهم لتوجيه ضربة عسكرية محتملة الى سوريا لاعتقادهم بأن قوات الرئيس بشار الاسد نفذت أسوأ هجوم بالاسلحة الكيماوية منذ ان قتل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الاف الاكراد بالغازات السامة في عام 1988.

ومن جهة أخرى، استهدف مقاتلو المعارضة الأربعاء مبنى المخابرات الجوية في شرق دمشق بقذائف الهاون، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، وذلك بعد ساعات من سقوط صاروخي ارض ارض من مواقع قوات النظام على حيي جوبر (شرق) والقدم (جنوب) من العاصمة.

وقال المرصد في بيان “استهدفت اليوم الكتائب المقاتلة بقذائف الهاون مبنى المخابرات الجوية في منطقة العباسيين، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية”.

وبث ناشطون شريط فيديو على موقع يوتيوب تبدو فيه قذائف هاون وهي تنطلق من مدفع صغير، مع تعليق مكتوب “استهداف فرع جوية العباسيين”.

ويتصاعد بعد اطلاق القذائف الدخان في منطقة بعيدة نسبيا لا يمكن تحديدها. ويحمل الشريط شعار “لواء ابي ذر الغفاري”.

ويمكن في شريط آخر رؤية صاروخين ينطلقان من منصة مع تعليق مكتوب جاء فيه “ردا على مجزرة سلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية استهداف مركز العاصمة بصواريخ كاتيوشا محلية الصنع″، مع شعار “لواء ابي ذر الغفاري”.

وكان المرصد افاد فجرا عن استهداف حي جوبر بصاروخ أرض – أرض من القوات النظامية، ثم سقوط صاروخ آخر من النوع نفسه على القدم، مشيرا الى اشتباكات في جوبر بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وسيطرت كتائب مقاتلة قبل اشهر على اجزاء كبيرة من حي جوبر الذي تحاول القوات النظامية استرداده.

كما يسجل منذ الصباح قصف على مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام واطراف مدينة النبك في ريف دمشق مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد الذي كان اشار الى قصف ليلي على حرستا وعربين ومسرابا وقرى اخرى في الغوطة الشرقية التي تقول المعارضة انها تعرضت في 21 آب/اغسطس لـ”هجوم كيميائي” نفذته قوات النظام، والتي دخلها اليوم فريق من الامم المتحدة للتحقيق.

واشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى “قصف مدفعي على طريق المتحلق الجنوبي في دمشق على اطراف مدينة عربين” في الريف، مع “رصد تحرك لشاحنات ضخمة يرجح انها تنقل اسلحة و ذخائر من مستوعات اللواء 105 حرس جمهوري المتموضع على قمة جبل قاسيون”.

كما افادت عن قصف على حيي القابون (شمال شرق) واليرموك (جنوب).

القوات الخاصة البريطانية تعمل على تحديد مواقع الصواريخ السورية تمهيداً لاصطيادها

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (ديلي ميرور) الأربعاء، أن القوات الخاصة البريطانية تعمل على تحديد مواقع الصواريخ السورية، تمهيداً لـ”اصطيادها”، مع استعداد الحلفاء للهجوم الذي يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من ليلة الغد.

وقالت الصحيفة، إن وحدات بريطانية من القوات الخاصة، وخدمة القوارب الخاصة، وفوج الاستطلاع الخاص، وجواسيس جهاز الأمن الخارجي (إم آي 6)، ستشارك في عملية “اصطياد” الصوايخ السورية بالتعاون مع بعض العناصر السورية المتمردة في واحدة من أكثر العمليات العسكرية خطورة في العصر الحديث ضد قوات الرئيس بشار الأسد.

واشارت إلى أن تحديد مواقع بطاريات الصواريخ المتطورة المتحركة بعيدة المدى لدى نظام الرئيس الأسد هو على رأس الأهداف المطلوبة، التي ستتعرض للقصف بصواريخ كروز وغارات سلاح الجو الملكي البريطاني.

واضافت الصحيفة أن القوات الخاصة البريطانية ستستخدم أشعة الليزر وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية لتحديد الأماكن الدقيقة للمواقع الرئيسية لهذه الصواريخ، بحيث يمكن ضربها بطريقة تقلل من الخطر على المدنيين.

ونقلت عن مصدر عسكري قوله “إن تحديد مواقع الصواريخ السورية التي يمكن أن تهدد السفن البريطانية أو طائرت سلاح الجو الملكي البريطاني أمر في غاية الأهمية لتدميرها بصواريخ يتم اطلاقها من البحر”.

واشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك يأتي بعد الهجوم بالأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي في ريف دمشق والذي أودى بحياة ما يصل إلى 1300 مدني واتُهم النظام السوري بالوقوف وراءه، واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “أن هذا النظام لديه مخزونات هائلة من الأسلحة الكيميائية، ونحن نعلم أنه استخدمها في 10 مناسبات على الأقل قبل الهجوم الأخير الموسّع في الأسبوع الماضي”.

وقالت إن الجواسيس البريطانيين العاملين على الأرض في سوريا تمكنوا من تحديد العشرات من مواقع المنشآت العسكرية الرئيسية ومخازن الذخيرة، وينتظر الجيش البريطاني الآن الضوء الأخضر من السياسيين مع استعداده للتحرك.

واضافت (ديلي ميرور)، أن قوة هائلة من السفن الحربية في البحرية الملكية البريطانية وطائرت سلاح الجو الملكي البريطاني يمكن اشراكها في العمل العسكري المتوقع ضد النظام السوري، في حال صوّت النواب البريطانيون لصالح الضربات الجوية والبحرية، بعد استدعائهم من عطلتهم الصيفية لعقد جلسة طارئة يوم غد الخميس حول سوريا.

دمشق تتهم مقاتلي المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي لاستجرار ضربة غربية

دمشق- (ا ف ب): اتهم مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري مقاتلي المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي “لاستجرار” تدخل عسكري غربي، في وقت يتصاعد الحديث عن احتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية للنظام ردا على هجوم كيميائي مفترض في محيط دمشق.

وقال الجعفري في لقاء مع (الاخبارية) السورية نشرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) مقتطفات منه الاربعاء ان “كثير من المعطيات تصب في صالح تثبيت براءة الحكومة السورية من هذه التهمة الملفقة وتحميل المجموعات المسلحة مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي بهدف استجرار التدخل العسكري الخارجي والعدوان على سوريا”.

واعتبر الجعفري ان “الدول الغربية والحكومة التركية تنتهك بشكل صارخ قرار مجلس الامن المتعلق بمنع الارهابيين من حيازة اسلحة الدمار الشامل من خلال السماح للمجموعات الارهابية المسلحة في الاراضي التركية بإنشاء مخبر لتصنيع السلاح الكيماوي بمواد تركية وسعودية وقطرية (…) وادخال هذا السلاح الكيماوي الى داخل سوريا واستخدامه”.

وتتهم المعارضة السورية ودول غربية عدة نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/ اغسطس الجاري، ما أدى إلى مقتل المئات.

وصعدت دول غربية عدة ابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في الايام الاخيرة من وتيرة التلويح برد عسكري على هذا الهجوم.

الاستخبارات الأمريكية تنصتت على مكالمات مسؤولين عسكريين سوريين تحدثوا فيها عن هجمات كيميائية

واشنطن- (ا ف ب): افادت مجلة (فورين بوليسي) الثلاثاء ان اجهزة الاستخبارات الامريكية تنصتت على مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري “مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيميائي” وهو “مصاب بالذعر” بعد هجوم الاسبوع الماضي.

وقالت المجلة “الاربعاء الماضي وفي الساعات التي تلت الهجوم الكيميائي الرهيب في شرق دمشق، اجرى مسؤول في وزارة الدفاع مكالمات هاتفية وهو مصاب بالذعر مع رئيس وحدة الاسلحة الكيميائية وطلب منه تفسيرات حول الضربة بغاز الاعصاب التي ادت الى مقتل اكثر من الف شخص”.

واضافت المجلة في بيان “ان هذه الاتصالات تنصتت عليها اجهزة الاستخبارات الامريكية”. وقالت “انها السبب الرئيسي الذي يجعل المسؤولين الامريكيين يؤكدون على ان هذه الهجمات يقف وراءها نظام بشار الاسد ولهذا السبب ايضا يستعد الجيش الامريكي لشن هجوم ضد هذا النظام في الأيام المقبلة”.

وكشفت هذه المعلومات فيما تحضر القوات الامريكية لضربة عسكرية ضد سوريا رغم ان الحلفاء الغربيين اكدوا ان الهدف ليس اطاحة النظام الحالي وانما معاقبة نظام بشار الاسد لانه استخدم اسلحة كيميائية ضد المدنيين.

وقدم نائب الرئيس الامريكي جو بايدن اسس التدخل العسكري معلنا في بادىء الامر ان الهجمات الكيميائية التي وقعت الاسبوع الماضي وأدت إلى مقتل المئات لا يمكن أن تكون نفذتها غير قوات الرئيس السوري.

انباء عن تحديد يوم الخميس.. طهران تحذر من تهديد الاستقرار بالمنطقة.. والمعلم ينفي وجود اتفاق دفاع معها

امريكا على اهبة الاستعداد لتوجيه ضربة محدودة.. وسورية تتعهد ‘ردا مفاجئا’

روسيا ترحل رعاياها.. واسرائيليون يحضرون الملاجئ

دمشق ـ بيروت ـ واشنطن ـ موسكو ـ عمان ـ وكالات: اكدت سورية الثلاثاء عزمها الدفاع عن نفسها، فيما تتجه الولايات المتحدة وحلفاؤها الى توجيه ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد المتهم بتنفيذ هجوم فتاك بالسلاح الكيميائي.

وفيما اعلن وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل ان الولايات المتحدة على ‘اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة’، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا ‘مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الابرياء’ في سورية.

وكانت شبكة (أن بي سي) الأمريكية نقلت عن مسؤولين في الولايات المتحدة أن ضربة صاروخية محدودة قد توجه إلى سورية ‘بحلول الخميس كأقرب موعد’.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الثلاثاء إن الخيارات التي تتم دراستها حول سورية لا تتعلق بتغيير النظام.

وأضاف كارني رداً على سؤال أن ‘الخيارات التي ندرسها لا تتعلق بتغيير النظام’.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ بعد القرار بضرب سورية وهو ‘مستمر في العمل مع فريق الأمن القومي لمراجعة الخيارات’.

وأضاف ‘لا يوجد شكّ بأن الاسلحة الكيميائية استخدمت على نطاق واسع في 21 آب (أغسطس) قرب دمشق’ وقال ‘يجب أن يكون هناك رد’.

ونقلت شبكة (سي أن أن) عن مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة قد تنشر تقريراً استخباراتياً في وقت لاحق يحتوي على أدلة عن الهجوم المزعوم في منطقة الغوطة بريف دمشق ويضم ادلة جنائية واتصالات تم اعتراضها بين قادة عسكريين سوريين.

وفي دمشق اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان دمشق ستدافع عن نفسها امام اي هجوم.

وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة بدمشق ‘سندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة’، مؤكدا ان ‘سورية ليست لقمة سائغة، لدينا ادوات الدفاع عن النفس. سنفاجىء الآخرين بها’.

وانتقد المعلم السعودية بقوله انه ‘لا يوجد تحليل علمي ينطبق على السعودية’.

وقال في مؤتمره الصحافي ‘لماذا يقفون مع مصر ضد نظام الإخوان الإرهابي ثم يضخون السلاح والأموال لمساعدة الإرهابيين في سورية؟’.

ورد عليه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بقوله إن النظام السوري فقد هويته العربية داعيا إلى اتخاذ موقف دولي حازم خصوصا بعد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا في ريف دمشق .’

على خط المعارضة السورية قال احمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ان الضربة العسكرية التي يحتمل ان يشنها الغرب ضد نظام الرئيس بشار الاسد هي مسألة ‘أيام وليس اسابيع′، مشيرا الى ان المعارضة ناقشت مع ‘الدول الحليفة’ لائحة بأهداف محتملة.

في هذا الوقت يبدو ان الولايات المتحدة وحلفاءها اقتربوا من التحرك ضد سورية، حيث افادت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يدرس سبل شن ضربة على سورية ستكون قصيرة ومحدودة.

وصرح وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الثلاثاء في بروناي ان القوات الامريكية مستعدة للتحرك ضد سورية في اية لحظة.

وقال هيغل في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ ‘نحن مستعدون، وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الامريكي باراك اوباما) .. ونحن على اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة’. واكد هيغل ان الولايات المتحدة ستكشف قريبا عن الادلة بان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد شعبه.

وواصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري مشاوراته الدبلوماسية مع ثلاثين من نظرائه من اجل الاتفاق على ‘رد ملائم’ على الهجوم الكيميائي في سورية، كما اعلن الثلاثاء مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية.

كذلك اعلن الرئيس الفرنسي ان القرار بالتدخل العسكري في سورية سيتخذ ‘خلال الايام المقبلة’، وذلك في خطاب القاه في باريس حول السياسة الفرنسية الخارجية. وقال هولاند امام السفراء الفرنسيين في الخارج ‘تدخل او عدم تدخل فرنسا، التحرك او عدم التحرك، اتخاذ قرار او عدم اتخاذ قرار، التدخل او ترك الامور على ما هي، هذه المسألة ستطرح خلال الايام المقبلة’.

واضاف ان فرنسا ‘مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الابرياء’ في سورية، مضيفا ان ‘مسؤوليتنا اليوم هي البحث عن الرد الانسب على تجاوزات النظام السوري’ مشددا على انه ‘لا يمكن البقاء مكتوفي الايدي بعد مجزرة دمشق التي استخدمت فيها الاسلحة الكيميائية’.

وقبيل خطاب هولاند اعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية ان فرنسا ‘لن تتهرب من مسؤولياتها’ في سورية. من جانبه اجرى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في ابوظبي محادثات تناولت خصوصا الازمة السورية في وقت ترتسم فيه ملامح ضربة غربية لسورية، بحسبما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وفر للنظام السوري دعما ثابتا بعرقلة اي قرار يدينها في مجلس الامن الدولي بدا غير مقتنع بوجود اثباتات على وقوع مجزرة.

وقال لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين ان لا اثبات على استخدام دمشق اسلحة كيميائية على ما اعلن مكتب كاميرون.

واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا لن تتورط في اي نزاع مسلح لكن موسكو حذرت من ان اي تدخل عسكري ستكون له ‘عواقب كارثية’ على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا. من جهته صرح نائب لرئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين ان الدول الغربية تتصرف في العالم الاسلامي ‘كقرد يحمل قنبلة’. وارسلت روسيا امس طائرة نقلت مساعدات الى سورية وعادت محملة برعاياها.

واكد الثلاثاء مصدر حكومي اردني ان الاردن لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سورية، فيما اختتم 10 رؤساء هيئات اركان لجيوش عربية واجنبية اجتماعا في المملكة حول تداعيات النزاع في سورية.

وفي الجانب الاسرائيلي، بدأ الاسرائيليون يعدون الملاجئ والاقنعة الواقية، فيما هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان اسرائيل ‘سترد بقوة’ في حال مهاجمة سورية لها.

ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله ‘دولة اسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات. نحن لسنا طرفا في الحرب الاهلية في سورية. ولكن اذا حصلت اي محاولة للاعتداء علينا فاننا سنرد وسنرد بقوة’.

كما زار وفد اسرائيلي رفيع البيت الابيض لعقد محادثات على مستوى عال حول الازمة والخلاف حول ملف ايران النووي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني انه سيستدعي البرلمان من عطلته الصيفية لمناقشة الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سورية.

وقال كاميرون ان رئيس البرلمان وافق على استدعاء البرلمان الخميس، وسيجري تصويت على مقترح حكومي حول كيفية الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية على ريف دمشق والذي تتهم كل من لندن وباريس وواشنطن النظام السوري بشنه.

ورفضت ايطاليا الثلاثاء اي تدخل عسكري في سورية من دون موافقة مجلس الامن الدولي معتبرة ان لا بديل عن ‘حل سياسي تفاوضي’.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الثلاثاء ان الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سورية هو ‘جريمة ضد الانسانية يجب الا تمر دون عقاب’. وكان الوزير قال في تصريحات نشرت الاثنين ان تركيا ستنضم الى التحالف الدولي ضد النظام السوري حتى لو لم يتم الحصول على موافقة مجلس الامن.

وفي طهران اكد وزير الدفاع الايراني حسين دهقان الثلاثاء ان اي عمل عسكري ضد النظام السوري سيهدد امن المنطقة واستقرارها. وقال دهقان في تصريحات لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ‘في حال حصول هجوم عسكري ضد سورية، فإن امن المنطقة واستقرارها سيكونان مهددين’. واضاف ان اي تدخل عسكري ‘لن يكون البتة لصالح اولئك الذين يحرضون على العنف’، معتبرا ان ‘تجربة الهجمات والوجود العسكري في العراق وافغانستان تمنع الولايات المتحدة من ارتكاب خطأ اخر والوقوع في مستنقع جديد’. لكن مصادر عربية استبعدت اي تدخل ايراني، وكان وزير الخارجية وليد المعلم نفى وجود اتفاق دفاع مشترك بين البلدين.

الضربة الامريكية يجب أن تكون مؤلمة بقدر كاف

صحف عبرية

وضَع وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاثنين الأساس الفكري لعملية عسكرية امريكية يبدو أنها أخذت تقترب في سورية، وليست هي ايضا ردا على قتل أبرياء، بل هي منع انتشار سلاح الابادة الجماعية وعقاب شديد لمن يتجرأ على تنفيذ جريمة في البشر باستعماله.

إن هذا الهدف مثل خيط ثانٍ في تصريحات الرئيس اوباما، منذ اليوم الذي انتُخب فيه. فقد خصص لذلك خطبته الشهيرة في براغ في نيسان/ابريل 2009، وكرر ذلك منذ ذلك الحين في كل خطبه الكبيرة، ‘لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بأن يتم اظلام القرن الواحد والعشرين بأفظع اسلحة القرن العشرين’، قال في محاضرة في واشنطن في كانون الاول/ديسمبر الأخير حذر الاسد فيها من ‘الخطأ المأساوي’ وهو استعمال سلاح كيميائي على مدنيين. وأضاف قائلا: ‘ستكون لذلك آثار’.

يأمل كيري واوباما أن يصوغا على هذا الأساس الضيق تأييدا دوليا لعملية عقاب للرئيس السوري بشار الاسد مع تسكين جأش روسيا وايران بها ايضا. سيكون الهجوم على الاسد بمثابة ‘كي يروا ويُروا’ لا لاحداث تحول أساسي في الحرب الأهلية في سورية أو المس المفرط بزبون موسكو وطهران. ولهذا، يقول كيري، لن يكون لروسيا سبب يدفعها الى أن ترى الهجوم المتوقع سببا لرد شديد قد يدفع المنطقة كلها الى هاوية.

لكن كيري وجه كلامه ايضا الى الرأي العام الامريكي، الذي ما زال بحسب جميع الدلائل رغم أنه لم يُجرَ استطلاع للرأي كامل منذ حدث القتل الجماعي في ريف دمشق يتحفظ من تدخل عسكري امريكي في ميدان قتال ليس فيه للولايات المتحدة، في ظاهر الامر، مصالح مباشرة. إن الجُهد لمنع انتشار السلاح الكيميائي وعقاب المخالفين الذين يستعملونه، كما قال كيري، مصلحة قومية رفيعة، في حين أن مشاعر ‘الألم’ ازاء أفلام الفيديو للعمل الفظيع بالقرب من دمشق، يفترض أن تُخرج الامريكيين غير المكترثين من سكينتهم.

تجاهل كيري بكلامه شديد اللهجة النصيحة المعروفة للرئيس تيدي روزفلت وهي ‘تحدث بلين وسِر مع عصا كبيرة’. فقد تحدث بصوت واضح وحازم، وينتظر العالم الآن أن يرى مبلغ كِبر وإيلام العصا التي يحملها. يمكن أن نستنتج من كلام كيري المصاغ بدقة أمس أن الضربة الامريكية مع كل ذلك يجب أن تكون مؤلمة بقدر كافٍ، كي يدرك الاسد وكل من يحلمون بالسير في طريقه، أن ضرر العقاب بسبب الاستعمال أكبر كثيرا من الفائدة التي قد يجنونها. وستُقاس قوة الضربة بالطبع بدقة في طهران التي تُقدر خطواتها الآن في المجال الذري.

حيمي شليف

هآرتس 27/8/ 2013

محللون: رد محدود لدمشق في حال شن الغرب ضربة عسكرية موضعية

بيروت ـ ا ف ب: يرى محللون ان دمشق وحلفاءها سيعمدون الى رد فعل محدود في حال وجه الغرب ضربة عسكرية موضعية الى سورية، الا ان اي هجوم شامل بهدف اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد قد يؤدي الى اشعال المنطقة.

ويقول الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس جوزف باحوط لوكالة فرانس برس ان ‘الامر يعتمد على طبيعة ومدى وهدف الضربة الغربية، وفي الوقت الراهن اميل الى الاعتقاد انها ستكون ضربة تحذيرية، لا اكثر’.

ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الاوسط وسورية ‘في هذه الحال، لن يذهب حزب الله او ايران بعيدا (في الرد). يمكننا ان نتخيل اضرارا جانبية وغير مباشرة، كهجمات ضد قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) او اطلاق صواريخ مجهولة المصدر على اسرائيل’.

ويتابع ‘في المحصلة، لن يكون ثمة خطوات غير مسبوقة’.

وتعد روسيا وايران ابرز حليفين لنظام الرئيس السوري، كما يشارك حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي المعارضة.

الا ان المحللين يرون ان كل هذه المعايير قابلة للتبدل في حال اختار الغرب الركون الى ضربة عسكرية قاصمة للنظام.

ويقول باحوط ‘في حال مماثلة، لا يمكننا استبعاد رد فعل قاس لا سيما من ايران، كما ان معطى اضافيا يبقى مجهولا: ماذا سيكون عليه رد الفعل الروسي’.

وحذرت موسكو الثلاثاء من ‘عواقب كارثية’ على الشرق الاوسط وشمال افريقيا لاي تدخل عسكري في سورية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.

واتى هذا الموقف غداة تحذير وزير الخارجية سيرغي لافروف من التدخل العسكري في سورية من دون موافقة مجلس الامن الدولي، مؤكدا في الوقت نفسه ان روسيا ‘لا تعتزم خوض قتال مع أحد’.

وتخوض عواصم غربية عدة في مشاورات معمقة على مستوى عال حول ‘الرد الجدي’ على الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية الذي وقع الاربعاء الماضي في محيط دمشق، والذي تتهم المعارضة السورية والدول الغربية نظام الرئيس الاسد بالوقوف خلفه.

كذلك انطلق في العاصمة الاردنية عمان الاثنين اجتماع ليومين يشارك فيه رؤساء أركان عدد من الجيوش العربية والغربية للبحث في تداعيات النزاع السوري، بحسب ما افاد مصدر حكومي اردني فرانس برس.

اما ايران، فحذرت على لسان مساعد رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزائري من ‘تداعيات شديدة على البيت الابيض’ في حال شن هجمات ضد سورية، بحسب ما نقلت عنه وكالة ‘فارس′ للانباء الاحد.

ويقول المحلل والصحافي المقيم في طهران امير موهبيان ‘في الوقت الراهن، تطلق ايران تحذيرات. لكن في حال قرر الاميركيون التدخل، سيقعون في فخ نصبوه لانفسهم، وستبقى ايران على الهامش لتراقب الاميركيين وحلفاءهم يغرقون في هذا المستنقع′.

من جهته، يعتقد مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتجية بسام ابو عبد الله ان اي ضربة، وان كانت محدودة، قد تتسع لتشمل المنطقة برمتها.

ويقول لفرانس برس ‘الامريكيون يريدون الآن اولا حفظ ماء وجههم واعادة هيبة الولايات المتحدة لان حلفاءها يشعرون انها لا تحمي احدا، وثانيا، المجيء الى التفاوض (حول حل الازمة) بقوة (…) ويريدون من الجماعات الارهابية (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) ان تحقق لهم تقدما على الارض للتفاوض من منطلق اقوى’.

ويعتقد ابو عبد الله انه في حال حصول الضربة العسكرية ‘فالأمر لن يتوقف لان الطرف الآخر سيرد بالمطلق (…) بالتأكيد ستكون المعركة اقليمية’. يضيف ‘ثمة محوران يتصارعان (…) وفي حالة العدوان، لا احد يكشف اوراقه’.

من جهته، كتب ابراهيم الامين، رئيس تحرير صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية القريبة من دمشق وحزب الله، في مقالة الثلاثاء ‘ما الذي يضمن توقف الأمور عند هذا الحد؟ ومن الذي يضمن أن مواجهة من هذا النوع لن تتدحرج الى حرب واسعة؟’.

اضاف ‘من بمقدوره الجزم، من الآن، بأن الرد على الضربة لن يفتح باب جهنم على الجميع؟’.

وكان الرئيس الاسد حذر الولايات المتحدة الاثنين من شن هجمات ضد بلاده، من دون ان يشير علنا الى احتمال الرد.

وقال لصحيفة روسية ان اي تدخل عسكري ضد بلاده سيكون مصيره ‘الفشل’، متوجها الى الاميركيين بالقول ‘هل تعلموا دروسا من الخمسين عاما الماضية على الاقل؟ هل قرأوا فيما فعله السياسيون الذين كانوا قبلهم ان جميع حروبهم فشلت منذ حرب فيتنام حتى اليوم؟’.

وتمثل الضربة العسكرية الهادفة الى اسقاط النظام ‘خطا أحمر’ بالنسبة الى حلفاء دمشق.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله واضحا في تحذيره من هذا الامر في نيسان (ابريل) الماضي، اذ قال ‘لسورية في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسورية ان تسقط بيد امريكا او اسرائيل او الجماعات التكفيرية’.

وحذر في حينه من ‘تدحرج الامور في المستقبل الى ما هو اخطر، مما قد يضطر دولا او وقوى وحركات مقاومة الى تدخل فعلي في المواجهة الميدانية في سورية’.

وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وهي فصيل فلسطيني موال للنظام السوري، من استهداف مصالح من يشاركون في ‘العدوان’ على سورية.

وقال المتحدث باسم الجبهة في دمشق انور رجا لفرانس برس ‘كل من يشترك في العدوان على سورية ستصبح مصالحه في المنطقة هدفا مشروعا’.

محللون: رد محدود لدمشق في حال شن الغرب ضربة عسكرية موضعية

بيروت ـ ا ف ب: يرى محللون ان دمشق وحلفاءها سيعمدون الى رد فعل محدود في حال وجه الغرب ضربة عسكرية موضعية الى سورية، الا ان اي هجوم شامل بهدف اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد قد يؤدي الى اشعال المنطقة.

ويقول الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس جوزف باحوط لوكالة فرانس برس ان ‘الامر يعتمد على طبيعة ومدى وهدف الضربة الغربية، وفي الوقت الراهن اميل الى الاعتقاد انها ستكون ضربة تحذيرية، لا اكثر’.

ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الاوسط وسورية ‘في هذه الحال، لن يذهب حزب الله او ايران بعيدا (في الرد). يمكننا ان نتخيل اضرارا جانبية وغير مباشرة، كهجمات ضد قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) او اطلاق صواريخ مجهولة المصدر على اسرائيل’.

ويتابع ‘في المحصلة، لن يكون ثمة خطوات غير مسبوقة’.

وتعد روسيا وايران ابرز حليفين لنظام الرئيس السوري، كما يشارك حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي المعارضة.

الا ان المحللين يرون ان كل هذه المعايير قابلة للتبدل في حال اختار الغرب الركون الى ضربة عسكرية قاصمة للنظام.

ويقول باحوط ‘في حال مماثلة، لا يمكننا استبعاد رد فعل قاس لا سيما من ايران، كما ان معطى اضافيا يبقى مجهولا: ماذا سيكون عليه رد الفعل الروسي’.

وحذرت موسكو الثلاثاء من ‘عواقب كارثية’ على الشرق الاوسط وشمال افريقيا لاي تدخل عسكري في سورية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.

واتى هذا الموقف غداة تحذير وزير الخارجية سيرغي لافروف من التدخل العسكري في سورية من دون موافقة مجلس الامن الدولي، مؤكدا في الوقت نفسه ان روسيا ‘لا تعتزم خوض قتال مع أحد’.

وتخوض عواصم غربية عدة في مشاورات معمقة على مستوى عال حول ‘الرد الجدي’ على الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية الذي وقع الاربعاء الماضي في محيط دمشق، والذي تتهم المعارضة السورية والدول الغربية نظام الرئيس الاسد بالوقوف خلفه.

كذلك انطلق في العاصمة الاردنية عمان الاثنين اجتماع ليومين يشارك فيه رؤساء أركان عدد من الجيوش العربية والغربية للبحث في تداعيات النزاع السوري، بحسب ما افاد مصدر حكومي اردني فرانس برس.

اما ايران، فحذرت على لسان مساعد رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزائري من ‘تداعيات شديدة على البيت الابيض’ في حال شن هجمات ضد سورية، بحسب ما نقلت عنه وكالة ‘فارس′ للانباء الاحد.

ويقول المحلل والصحافي المقيم في طهران امير موهبيان ‘في الوقت الراهن، تطلق ايران تحذيرات. لكن في حال قرر الاميركيون التدخل، سيقعون في فخ نصبوه لانفسهم، وستبقى ايران على الهامش لتراقب الاميركيين وحلفاءهم يغرقون في هذا المستنقع′.

من جهته، يعتقد مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتجية بسام ابو عبد الله ان اي ضربة، وان كانت محدودة، قد تتسع لتشمل المنطقة برمتها.

ويقول لفرانس برس ‘الامريكيون يريدون الآن اولا حفظ ماء وجههم واعادة هيبة الولايات المتحدة لان حلفاءها يشعرون انها لا تحمي احدا، وثانيا، المجيء الى التفاوض (حول حل الازمة) بقوة (…) ويريدون من الجماعات الارهابية (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) ان تحقق لهم تقدما على الارض للتفاوض من منطلق اقوى’.

ويعتقد ابو عبد الله انه في حال حصول الضربة العسكرية ‘فالأمر لن يتوقف لان الطرف الآخر سيرد بالمطلق (…) بالتأكيد ستكون المعركة اقليمية’. يضيف ‘ثمة محوران يتصارعان (…) وفي حالة العدوان، لا احد يكشف اوراقه’.

من جهته، كتب ابراهيم الامين، رئيس تحرير صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية القريبة من دمشق وحزب الله، في مقالة الثلاثاء ‘ما الذي يضمن توقف الأمور عند هذا الحد؟ ومن الذي يضمن أن مواجهة من هذا النوع لن تتدحرج الى حرب واسعة؟’.

اضاف ‘من بمقدوره الجزم، من الآن، بأن الرد على الضربة لن يفتح باب جهنم على الجميع؟’.

وكان الرئيس الاسد حذر الولايات المتحدة الاثنين من شن هجمات ضد بلاده، من دون ان يشير علنا الى احتمال الرد.

وقال لصحيفة روسية ان اي تدخل عسكري ضد بلاده سيكون مصيره ‘الفشل’، متوجها الى الاميركيين بالقول ‘هل تعلموا دروسا من الخمسين عاما الماضية على الاقل؟ هل قرأوا فيما فعله السياسيون الذين كانوا قبلهم ان جميع حروبهم فشلت منذ حرب فيتنام حتى اليوم؟’.

وتمثل الضربة العسكرية الهادفة الى اسقاط النظام ‘خطا أحمر’ بالنسبة الى حلفاء دمشق.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله واضحا في تحذيره من هذا الامر في نيسان (ابريل) الماضي، اذ قال ‘لسورية في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسورية ان تسقط بيد امريكا او اسرائيل او الجماعات التكفيرية’.

وحذر في حينه من ‘تدحرج الامور في المستقبل الى ما هو اخطر، مما قد يضطر دولا او وقوى وحركات مقاومة الى تدخل فعلي في المواجهة الميدانية في سورية’.

وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وهي فصيل فلسطيني موال للنظام السوري، من استهداف مصالح من يشاركون في ‘العدوان’ على سورية.

وقال المتحدث باسم الجبهة في دمشق انور رجا لفرانس برس ‘كل من يشترك في العدوان على سورية ستصبح مصالحه في المنطقة هدفا مشروعا’.

الصحف الغربية تستعرض سيناريوهات شن ضربة عسكرية في سورية.. وتوني بلير يضع ثقله خلف كاميرون لمعاقبة الاسد

جلال حجاز

لندن ـ ‘اس ا’ لا يزال الشأن السوري يحتل الصفحات الأولى في الصحافة البريطانية، والعالمية، ويبحث امكانية اتخاذ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إجراءاً عسكريا ضد النظام السوري إثر استخدام الأسلحة الكيميائية.

و نبدأ من صحيفة الغارديان التي خصصت صفحتها الأولى لصورة يظهر فيها مدنيين وهم يقومون بانتشال ضحايا الضربة الجوية التي نفذها النظام السوري على مدينة حلب شمالي سورية البارحة.

بالإضافة إلى عنوان رئيسي وهو تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: الولايات المتحدة سوف ترد على الأسد.

ونقلت الصحيفة قول كيري’لم يعد لدينا أدنى شك أن السلاح الكيميائي قد استخدم في سورية’ وتعهد بالرد على هذا العمل وأضاف قائلا ‘يجب أن تكون هناك مساءلة ومحاسبة لأولئك الذين يستخدمون أبشع أنواع السلاح ضد أضعف الناس في العالم، اليوم يعدّ هذا الموضوع الأكثر خطورة وأولوية، نشعر بمهانة انسانية وليس فقط من هذا الهجوم الجبان وانما من المحاولات السافرة لتغطيته والتعتيم عليه’.

وأكد كيري: ‘انه بغض النظر عن نتائج تحقيق المفتشين الدوليين، الولايات المتحدة متاكدة من استخدام السلاح الكيميائي والطرف الوحيد القادر على استخدامه هو النظام، حيث أنه الوحيد المسيطر على مخزوناته في سورية’.

وتطرقت الصحيفة إلى المباحثات التي تجري بين الرئيس أوباما وبعض القادة الغربيين حول الرد المناسب على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، إلا أنه لم يتحدد شكل الرد أو توقيته حتى اللحظة.

وأشارت الصحيفة إلى أن فريق التحقيق الدولي الموجود في سورية قد تمكن من زيارة بعض الأماكن التي تم استهدافها بالسلاح الكيميائي الا أنها لم تستطع اكمال مهامها واضطرت إلى قطع مهمتها بسبب تحذير النظام السوري لها من عدم قدرته على ضمان أمنها.

كما قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني قد قطع اجازته القصيرة وعاد إلى لندن، وإن البرلمان البريطاني سيعقد جلسة في نهاية الأسبوع لضمان دعمه للعمل العسكري المرتقب ضد نظام بشار الأسد.

ونطالع وعلى الصفحة الأولى في صحيفة ‘ذي تلغراف’ و تحت عنوان: تخوف في بريطانيا من المشاركة في الحرب.

تشير الصحيفة إلى أن موقف رئيس الوزراء السابق توني بلير والسياسة البريطانية إبان حرب العراق ليست بالضرورة هي نفس المشاعر التي تتقاسمها غالبية البريطانيين اليوم، بل أن هناك مخاوفا جديّة من تورط جديد في سورية، وهناك مطالبات رئيس الحكومة بأن يكون صريحا و يوضح الأهداف من التدخل العسكري، وطالبوه بضمانات حول شرعية التدخل العسكري، والتكلفة المادية، كما المدة الزمنية المتوقعة.

و في مقال لتوني بلير نقرأه على صفحات ‘التايمز′ يدعو فيه الحكومة البريطانية للتحرك وقبل فوات الأوان لانقاذ الديمقراطية في مصر والتحرك العسكري في سورية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه كان على صواب عند اتخاذه قرار الحرب على العراق إلى جانب بوش الأبن عام 2003.

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن تأييده لشن عملية عسكرية لشن هجوم عسكري ضد النظام السوري كعقاب لاستخدامه اسلحة كيماوية ضد شعبه. وذلك في مقال له في صحيفة ‘تايمز′.

وكتب بلير في عدد الثلاثاء في الصحيفة المحافظة:”عقب المشاركة العسكرية الطويلة والمؤلمة في العراق وأفغانستان، أتفهم كل محاولة للابتعاد عن الاضطرابات ومراقبتها وعدم التدخل فيها وتصعيد حدة اللهجة وعدم المشاركة في عمل قاس أو تغيير الواقع في المنطقة’.

وقال بلير:”لكن يتعين علينا جميعا أن نستوعب العواقب التي ستحدث إذا وقفنا مكتوفي الايدي ولم نفعل شيئا’.

وتحدثت الصحيفة عن المكالمة التليفونية التي جرت بين كاميرون و بوتين ومحاولة كاميرون شرح أسباب ضرورة التدخل العسكري ضد نظام بشار الأسد، فيما أصرّ بوتين على أن لا دليل على مسؤولية بشار الأسد في استخدام السلاح الكيميائي في سورية.

ونقرأ في صحيفة ‘الإندبندنت’ تقريرا أعدّه ديفيد اوزبورن بعنوان الرابطة السعودية: أمير سعودي وثيق الصلة بواشنطن في قلب الدعوة للحرب على سورية.

ويقول اوزبورن إنه على الرغم من مغادرة الأمير بندر بن سلطان العاصمة الأمريكية منذ ثماني سنوات، فإن الأمير، الذي كان له تأثير على ما لا يقل عن خمسة رؤساء أمريكيين، عاود الظهور كشخصية محورية في محاولة الولايات المتحدة وحلفائها لتغيير توازن ساحة القتال في سورية.

وتقول الصحيفة إن الأمير بندر، رئيسس المخابرات السعودية، كان يعمل وعلى مدى شهور لحشد التأييد الدولي للمعارضة المسلحة السورية، بما في ذلك تسليحها وتدريبها سعيا لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وإن المخابرات السعودية برئاسة الأمير بندر بن سلطان كانت أول من نبه حلفاءها الغربيين إلى استخدام النظام السوري المزعوم لغاز السارين في فبراير/شباط الماضي.

وتضيف الصحيفة إنه على الرغم من فشل الأمير بندر، في إقناع الرئيس فلادمير بوتن بسحب تأييده للرئيس السوري في الرحلة التي قام بها إلى روسيا، فإنه يحظى بنفوذ كبير في الغرب، ويعود جزء من ذلك إلى الصداقات التي كونها أثناء إقامته في واشنطن.

وترى الصحيفة أن شهورا من الضغط على البيت الأبيض والكونغرس بدأت تحدث تأثيرا. وتضيف أنه توجد تقارير عن أن الأمير بندر كان يعمل بصورة مباشرة مع المخابرات المركزية الأمريكية منذ العام الماضي لتدريب مسلحي المعارضة في الأردن بالقرب مع الحدود السورية.

وننتقل إلى صفحة الرأي من صحيفة ‘فايننشال تايمز′ ومقال أعده غيديون راخمان بعنوان ‘صدوع في تحالفات أمريكا في الشرق الأوسط’.

ويقول راخمان إن وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط تسارعت مرة أخرى، فبعد أكثر من عامين على الربيع العربي، تتسارع الوقائع على أرض المنطقة بشكل يصعب على الحكومات الغربية مجاراته.

ففي الأسبوع الماضي عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا طارئا لمناقشة الحملة العنيفة على الإخوان المسلمين في مصر، ليواجه تحديا أضخم يتمثل في هجوم كيميائي في سورية.

وإن الحدثين يمثلان تحديين واضحين وفوريين للسياسة الأمريكية، فهل يجب قطع المعونة الأمريكية لمصر؟ وهل تشن أمريكا ضربات جوية على سورية؟

ويقول راخمان إن الرد الأمريكي سيحكمه بصورة جزئية مدى التزام أوباما باستراتيجية سياسته الخارجية، التي تتمثل بتقليص تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما يسمح له بالتركيز على الإصلاح الداخلي.

ويقول راخمان إن هذه الاستراتيجية تتضمن مشكلة كبيرة. ويضيف أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة كانت تستند على علاقات قوية مع خمسة أطراف أساسية: إسرائيل، والسعودية، ومصر، وتركيا ودول الخليج.

لكن الوضع الذي كان قائما في الشرق الأوسط قد انتهى، وأصبح حلفاء الولايات المتحدة التقليديون يضغطون من اتجاهات مغايرة. ونتيجة لذلك ستجد الولايات المتحدة أن من الصعب أن تضع توجها واحدا للاضطرابات في المنطقة.

ونقرأ في الصحف الفرنسية وتحديدا في افتتاحية صحيفة ‘لاكروا’ أن المتجمع الدولي يقف أمام تحدي التدخل قبل فوات الأوان، لعدم تكرار الخذلان الدولي التي أدى إلى فظاعة المجازر في رواندا وشمال كيفو وأفريقيا الوسطى وكوسوفو. ولكن في الوقت نفسه فإن العمل العسكري ضد سورية هو بمثابة الفظاعة التي تضاف على الفظاعة ولكنها تبقى أقل الخيارات سوءا.

أما صحيفة ‘لوفيغارو’ وتحت عنوان أخطار التدخل العسكري في سورية، فيعلق رونو جيرار بالقول إن أي تدخل عسكري لدواع انسانية إن صح التعبير، يمر بثلاث مراحل: الضربة العسكرية، تأمين الاستقرار، وأخيرا إعادة البناء. وعلى فرنسا ألا تحيد عن هذه الخطوات وأن تتفادى أن تساق إلى مستنقع شرق أوسطي محفوف بالتعقيدات والمتاهات. ويقول الكاتب إن الحل لا بد أن يكون سياسيا لإجبار آل الأسد على الخروج حقنا للدماء ولكن فرنسا التي سارعت إلى إغلاق سفارتها العام الماضي يبدو أنها نسيت أو تناست أن الدبلوماسية لا تموت.

و أخيرا وفي الصحيفة الأميريكية ‘واشنطن بوست’ نقرأ وتحت عنوان أوباما يعتزم شن ضربة عسكرية خاطفة على النظام السوري، أن موقف الإدارة الأمريكية ينطلق من قناعة هي أن من يعبث بالشرعية الدولية لا يجب أن يمضي من دون عقاب. الإدارة الأمريكية حسمت أمرها وبقي فقط أن يحدد أوباما الطريقة والتوقيت والمدة التي سينفذ فيها العقاب باسم الشرعية الدولية وستكون الضربة على الأرجح خاطفة وبأقل التكاليف.

استنفار أقصى في دول الجوار تحسبًا لضرب سوريا

نصر المجالي

تجري استعدادات على قدم وساق ووضعت خطط طوارئ قصوى في دول الجوار السوري كالأردن وإسرائيل جنوبًا وتركيا شمالًا والعراق شرقًا تحسبًا لتداعيات أية ضربة عسكرية لسوريا قد تتم يوم الخميس من ست حاملات طائرات أميركية تتمركز راهنًا في المتوسط وقاعدة أنجرلينك التركية وقاعدة أركتيري البريطانية في قبرص.

نصر المجالي: علم أن قوات “كوماندوز” أميركية – بريطانية ستشارك في العمليات العسكرية عبر إنزال على الأرض خلال العمليات الجوية لتشارك قوات الجيش السوري الحر في اقتحام عدد من مفاصل القوات السورية البرية ومخابئ الأسلحة الصاروخية والكيميائية.

وحسب مصدر أردني، فقد وصلت طائرات حربية ومضادات صواريخ حديثة إلى الحدود الأردنية دعمًا من المملكة العربية السعودية للأردن، فضلًا عن الطائرات الحربية والاستطلاعية الأميركية.

ونشر الأردن بطاريات الباترويت على طول حدوده المحاذية لسوريا، كما وضعت قوات الجيش الأردنية العديد من السيناريوهات المحتملة، بما فيها احتمالية استخدام النطاق الجوي للجهة الشمالية من الأردن، ولكن لم يصدر أي أمر عسكري أو رسمي في خصوص حالة الاستنفار.

العراق يستنفر

في بغداد، أعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي أننا كحكومة اتخذنا كل الإجراءلات اللازمة التي تقينا قدر الإمكان من أي تطورات خطيرة قد تنتج من الأزمة السورية وما يجري الحديث حول ضربة متوقعة.

وأعلن المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة الأربعاء حالة الاستنفار القصوى للعراق تحسبًا من تداعيات الضربة العسكرية الغربية على سوريا. وقال المالكي “إننا نعلن اليوم لكل القوى الأمنية والسياسية حالة استنفار قصوى وحالة إنذار شديدة على مستوى التحديات الأمنية والإجراءات، لتخفيف ما يترتب على الحرب السورية من أزمات داخلية على مستوى الخدمات والاقتصاد”.

وكانت إسرائيل أعلنت حالة الإنذار القصوى “في ضوء الأحداث الأخيرة في المنطقة، حيث يقوم الجيش باتخاذ التدابير الدفاعية اللازمة لتأمين دولة إسرائيل”. وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش ينقل بطاريات منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في الشمال، إضافة إلى بطارية واحدة من نظام باتريوت للدفاع الصاروخي في الجليل الغربي.

خطط طارئة

وكان مسؤول أميركي كبير صرّح اليوم الأربعاء بأن نواب الرئيس باراك أوباما يجرون مناقشات مع تركيا والأردن وغيرهم من الشركاء لوضع خطط طارئة لأي عمل انتقامي يمكن أن يقوم به النظام السوري في حال تعرّضه لضربة بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف إن واشنطن تدرس “ما يمكن أن يكون عليه رد الفعل المرجّح والعواقب”، وتستبعد الولايات المتحدة تحركًا أحادي الجانب ضد سوريا، وتناقش مع حلفائها احتمال توجيه ضربات عسكرية يمكن أن تستمر لأكثر من يوم واحد. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لصحافيين، إن “أي تحرك عسكري لن يكون أحادي الجانب، ويجب أن يشمل حلفاءنا الدوليين”.

وقال إنه إذا صدر الأمر بشنّ تلك الضربات على سوريا، فإنها ستستمر أكثر من يوم، موضحًا أن “الخيارات ليست محصورة في يوم واحد فقط”.

الأردن ينفي

وفي عمّان، نقل موقع “عمون” عن مصدر عسكري قوله: “بكل أسف لا أعلم من أين يأتون بمصادر عن إعلان حالة التأهب في صفوف القوات المسلحة”، مشددًا على أنه “لا يوجد أي شيء من هذا القبيل، وعند إعلان الطوارئ تحدد القوات المسلحة ذلك وفق ما تراه مناسبًا، بما يحفظ أمن الوطن والمواطن”.

وأكد المصدر أن القوات المسلحة همّها الأول الحفاظ على الوطن والمواطن، بغضّ النظر عن أي جهات، كما إن وظيفتها الحفاظ على الروح المعنوية للشعب في المراحل كافة.

وطالب المصدر وسائل الإعلام بتغليب مصلحة الوطن، وعدم البحث عن سبق صحافي، يكون في معظمه “شائعات”، على حساب أمن البلد.

لا استخدام للأراضي الأردنية

وأعلن وزير الإعلام الأردني محمد المومني، الأربعاء، أن الملك عبدالله الثاني لن يسمح أن تستخدم الأراضي الأردنية من أجل تدخل عسكري في سوريا، وأكد أن الأردن لا يزال مع الحل السلمي للأزمة السورية.

وكان مصدر أردني رفيع المستوى قال لشبكة “سكاي نيوز عربية” إن الأردن لن يستخدم أراضيه لتوجيه أي ضربة عسكرية لسوريا، لافتًا إلى أن ضرب بعض المواقع العسكرية سيكون عبر راجمات الصواريخ والبوارج والطائرات. وزاد المصدر أن الضربات العسكرية سوف تشمل عددًا من مواقع “الجماعات الإرهابية” المتواجدة على الأراضي السورية أيضًا.

وذكر المصدر، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، أن مجموعات من القوات العسكرية الخاصة تتواجد حاليًا على الحدود الأردنية السورية لدخولها إلى بعض المواقع الحسّاسة للسيطرة على الأسلحة الكيميائية بعد تأمين الطريق الآمن لها، وأنه تم تدريب هذه القوات على تضاريس مشابهة للأراضي السورية لضمان وصولها إلى أهدافها بأقل الخسائر.

منطقة عازلة

ولفت المصدر إلى أن الضربة العسكرية ستعمل على تأمين منطقة عازلة في جنوب سوريا لوضع اللاجئين السوريين الجدد فيها، مؤكدًا أن مقاتلات حربية غربية وعربية وصلت إلى الحدود الأردنية السورية، ووضعت في حالة التأهب تحسبًا لوقوع أي رد فعل من قبل النظام السوري على الأراضي الأردنية.

وأكد المصدر أن الأردن قام كذلك بنشر بطاريات الباترويت على طول حدوده المحاذية لسوريا، كما إن قوات الجيش الأردنية وضعت العديد من السيناريوهات المحتملة، بما فيها احتمالية استخدام النطاق الجوي للجهة الشمالية من الأردن.

ختامًا، اكتفى المصدر الأردني بقوله إنه في حالة إنشاء المنطقة العازلة في الجهة الجنوبية من سوريا، فإن حمايتها ستقع على كاهل القوات العسكرية المتواجدة على الحدود الأردنية السورية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832753.html

إنستاغرام الأسد: لا حرب في سوريا إنما برد وسلام!

إيلاف

يبدو لمن يدخل حساب بشار الأسد على إنستاغرام أن سوريا تنعم بهدوء ما بعده هدوء، حيث الصور السعيدة للرئيس وزوجته، مبتسمين في مناسبات مختلفة.

إيلاف من بيروت، الوكالات: سوريا في حرب أهلية، أودت بحياة أكثر من 100 ألف سوري حتى الآن، وهي على شفير تلقي ضربة عسكرية غربية موجعة، بعدما استخدم النظام السوري سلاحًا كيميائيًا ضد شعبه في ريف العاصمة دمشق، لكن يبدو حساب الرئيس السوري بشار الأسد في موقع أنستغرام وكأنه على كوكب آخر، إذ يخلو الحساب من أي صور لميادين القتال الدموي، ويحفل بصور الأسد وزوجته في لقطات تملؤها الابتسامات والحب الشعبيين، بحسب تقرير عن “سي أن أن العربية”.

حساب بعيد عن الحرب

على هذا الحساب، لا يأتي ذكر الحرب الأهلية الدامية، التي قد تأخذ شكلًا مختلفًا خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا من خلال عناوين لبعض الصور تظهر الرئيس وهو يصافح الجنود، أو “حماة المدنيين الذي يعملون لاستعادة الأمن والاستقرار في داريا”، والذين يبدون في صورة يعود تاريخها إلى الأول من آب (أغسطس) الجاري، متحمسون، وكأنهم ليسوا في أجواء حرب.

كما يعرض الحساب صورًا للنقيب الأسد، وهو يساعد مع عدد من رفاقه على بناء مخيم في سوريا في العام 1994، أي قبل قرابة 6 سنوات من توليه السلطة خلفًا لوالده حافظ الأسد. ويتبع الأسد على إنستاغرام 34 ألف معجب، تتفاوت تعليقاتهم من مستغرب لتمكن سيدة سوريا الأولى من إيجاد الوقت للتبضع وشراء الأحذية، إلى مطالب بنشر صور لأحذيتها من تصميم كريستيان لوبوتان، التي لا يقلّ ثمن الزوج منها عن ألف دولار!.

كما حفل الحساب بالعديد من الفعاليات الدبلوماسية، وتقديم الجوائز، وظهر الأسد بجانب زوجته أسماء،  يشاركان في الإعداد للإفطار خلال شهر رمضان الماضي، إلى جانب تمنيات طيبة من معجبيه، منها “فليباركك الله” و”نحن نحبك” و”نريدك أن تنتصر في هذه الحرب”.

اشمئزاز أميركي

وكان الأسد أعلن في 24 تموز (يوليو) الماضي، عبر تغريدة على تويتر، عن إطلاق حسابه على إنستغرام، علمًا أن للأسد حسابًا على موقع فايسبوك وآخر على يوتيوب. وحينها، اعتبرت الولايات المتحدة أن إنشاء الأسد صفحة له على إنستاغرام، ناشرًا صوره وهو يحيّي أنصاره وأخرى لزوجته، خطوة مثيرة للاشمئزاز، لا تعكس أبدًا حقيقة الحرب الدائرة في سوريا.

وقالت ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: “هذه ليست سوى مناورة علاقات عامة خسيسة، وهو لأمر مثير للاشمئزاز أن يقوم نظام الأسد باستخدام هذا الحساب للتعمية على الوحشية والمعاناة اللتين يتسبب بهما، متجاهلًا الفظائع التي ارتكبت في حمص وفي مناطق سورية أخرى”. أضافت: “ندعو الناس إلى مشاهدة الصور التي لم تتم تصفيتها، والتي تصوّر حقيقة ما يجري على الأرض”.

 http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832748.html

مجلس الأمن يجتمع بشكل طارئ للبتّ في الهجوم على سوريا

وكالات

تجتمع في هذه الأثناء وبشكل طارئ الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الأزمة السورية. واعتبر “الناتو” أنه لا يمكن السكوت بعد استخدام الكيميائي في سوريا في وقت سمحت الحكومة الإسرائيلية باستدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط استعدادًا لأي مواجهات محتملة.

وكالات: بدأ سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اجتماعا الاربعاء في مقر الامم المتحدة لمناقشة مسودة قرار تقدمت به بريطانيا الى مجلس الامن بشأن سوريا، بحسب ما افاد دبلوماسيون. وتجري المشاورات بين سفراء بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة في جلسة مغلقة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعلن في وقت سابق الاربعاء ان لندن ستقدم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي “يدين الهجوم الكيميائي”، الذي وقع في 21 آب/اغسطس في سوريا، و”يسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين”. واوضح مكتب كاميرون ان مشروع القرار “سيسمح بكل الاجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الامم المتحدة لحماية المدنيين من الاسلحة الكيميائية” في سوريا. والفصل السابع مخصص لاي “عمل في حال حصول تهديد للسلام وخرق للسلام وعمل عدواني”.

وترغب بريطانيا في ان يسمح القرار باتخاذ “جميع الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين”، الا انه من المتوقع ان تعارض روسيا بشدة اي خطوات غربية باتجاه توجيه ضربات عسكرية ضد اهداف سورية ردا على استخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق في الاسبوع الماضي. وقال دبلوماسي ان “اجتماع الدول الخمس جار”، موضحا ان “الاقتراح البريطاني سيقدم خلاله”. وفي حال اقر النص، فانه سيضفي شرعية اكبر على ضربة عسكرية محتملة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

تل أبيب تعلن الاستنفار

سمحت الحكومة الاسرائيلية الاربعاء باستدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط، بينما تتحضر الدولة العبرية لاحتمال توجيه ضربة عسكرية غربية الى سوريا، بحسب ما اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي. وقالت مراسلة الاذاعة ان الجنود الذين سيتم استدعاؤهم سينضمون “الى وحدات عدة متمركزة في الشمال”.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان عقب اجرائه مشاورات مع المجلس الامني المصغر المؤلف من ثمانية وزراء “بعد تقويم للوضع الامني جرى اليوم، لا يوجد اي سبب لتغيير مجرى الحياة الطبيعية”. واضاف “في الوقت نفسه نحن مستعدون لاي سيناريو”، موضحا ان “الجيش جاهز للدفاع ضد اي تهديد، وسيرد بقوة على اي محاولة للاعتداء على مواطني اسرائيل”.

حلف الأطلسي: الرد آت

صرح الامين العام لحلف شمال الاطاسي اندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع لسفراء دول الحلف مخصص لسوريا ان استخدام اسلحة كيميائية امر “غير مقبول” و”لا يمكن ان يمر بلا رد”، مضيفا ان الحلف العسكري الذي يضم 28 عضوا سيواصل مشاوراته حول هذه المسالة.

وقال راسموسن في بيان عقب اجتماع لسفراء الحلف ان “المعلومات المتوافرة الاتية من عدد كبير من المصادر تشير الى ان النظام السوري هو المسؤول عن استخدام اسلحة كيميائية في هذه الهجمات” التي وقعت بالقرب من دمشق في 21 آب/اغسطس. وذكر مصدر دبلوماسي ان الاجتماع العادي للسفراء ناقش المسالة السورية بالخطوط العريضة، مشيرًا الى ان التدخل المباشر للحلف “لم يكن على الاجندة”.

وقال راسموسن الذي اكد في السابق ضرورة ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا ان الحلف يدين “باشد العبارات” هجوم 21 اب/اغسطس على ريف دمشق والذي اسفر عن مقتل المئات. وقال ان “النظام السوري يحتفظ بمخزونات من الاسلحة الكيميائية”.واضاف ان “اي استخدام لمثل هذه الاسلحة غير مقبول ولا يمكن ان يمر دون رد. ويجب محاسبة المسؤولية عنه”.

واكد ان الحلف “سيواصل التشاور، كما سيبقي الوضع في سوريا تحت المراجعة الدقيقة”، وسيواصل مساعدة الدولة العضو تركيا التي لها حدود مشتركة مع سوريا. وفي وقت سابق من هذا العام قام الحلف بقيادة الولايات المتحدة بنشر صواريخ باتريوت في تركيا بعد تعرّض عدد من القرى الحدودية لنيران المدفعية السورية.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان مفتشي الامم المتحدة الموجودين في سوريا يحتاجون اربعة ايام للانتهاء من تحقيقاتهم في استخدام اسلحة كيميائية في هذا البلد.

وصرح بان للصحافيين في لاهاي ان “صلاحياتي ومسؤولياتي في هذا الوقت هي اجراء تحقيق دقيق وكامل”. واضاف “دعوهم (المفتشين) ينتهون من عملهم خلال اربعة ايام”، مشيرًا الى ان النتائج التي سيتوصلون اليها سيتم تحليلها وارسال النتائج الى مجلس الامن الدولي.

وزيرا الدفاع الالماني والاميركي يبحثان الرد المحتمل

في السياق، اجرى وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اتصالا هاتفيا بنظيره الالماني توماس دي ميزيير الاربعاء لبحث الرد المحتمل على استخدام سوريا المفترض لاسلحة كيميائية بحسب مسؤولين. وصرح المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان هيغل الموجود في بروناي للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع الاقليميين تحادث مع دي ميزيير حول “حاجة المجتمع الدولي الى بحث الردود على هذا التطور الماساوي في سوريا”.

وتحدث الرجلان وسط تزايد المؤشرات الى اتجاه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا نحو تنفيذ عمل عسكري عقابي ضد النظام السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض. كما “لفتا الى ان استخدام الاسلحة الكيميائية ينتهك اسس القانون الدولي” بحسب ليتل.

“التعاون الإسلامي”: لاتخاذ إجراء حاسم

يأتي ذلك في وقت دعت منظمة التعاون الاسلامي التي تضم 57 عضوًا الاربعاء، الى اتخاذ “اجراء حاسم” حيال الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، محملة النظام السوري مسؤولية هذا الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس.

واكدت المنظمة في بيان “ضرورة تحميل الحكومة السورية المسؤولية القانونية والأخلاقية لهذه الجريمة البشعة”، ودعت مجلس الامن الى “اتخاذ موقف موحد إزاء هذه الجريمة النكراء ومرتكبيها”.

إسلاميو الأردن يرفضون الحل العسكري

الى ذلك عبّرت الحركة الاسلامية في الاردن في بيان الاربعاء عن رفضها لأي تدخل عسكري دولي في سوريا محذرة من “تداعيات خطيرة على المنطقة”. وعبّر حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن واكبر احزاب المعارضة، عن “رفضه التدخل العسكري الدولي في سوريا، بغضّ النظر عن الدوافع والمبررات”، محذرا من “تداعيات خطيرة على المنطقة”.

واكد ان “التحالف العسكري الذي يعد لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لن يكون تدخله في مصلحة الشعب السوري، وإنما يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق المصالح الصهيونية والأميركية، وذلك بإضعاف سوريا وتمزيقها”. واضاف الحزب ان تدخل واشنطن وحلفائها “لا سيما في العراق وأفغانستان كان دومًا لتدمير مقدرات الأمة وإضعاف قدراتها، وتمزيق نسيجها المجتمعي. فهي تستهدف على الدوام إضعاف الدول العربية والإسلامية لضمان تفوق دولة الاغتصاب الصهيوني”.

وطالب “الحكومة الأردنية بالتمسك بحل سياسي يجنب سوريا والمنطقة اخطارًا محققة، والا تكون طرفا في اي حل عسكري دولي والا تكون الاراضي والاجواء الاردنية منطلقا لاي عمل عسكري دولي، وذلك لتجنيب الاردن نتائج كارثية”. من جانبه، اعاد وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني التأكيد لفرانس برس ما صرح به مصدر مسؤول الثلاثاء بان “الاردن لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا”.

واضاف ان “موقف الأردن ثابت وهو يدعو لإيجاد حل سياسي للازمة في سوريا بما يحفظ وحدة الدولة السورية أرضا وشعبا”،

وطالب المومني المجتمع الدولي “بتكثيف الجهود في هذا المجال”. وتاتي هذه التأكيدات بعد ان اختتم عشر رؤساء هيئات اركان لجيوش عربية واجنبية الثلاثاء اجتماعا في المملكة حول تداعيات النزاع في سوريا. وجاء الاجتماع في وقت تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها على ما يبدو لشن عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعدما اتهمته بشن هجمات باسلحة كيميائية رغم اعتراضات روسيا القوية.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء من ان اي حل عسكري للازمة في سوريا سيزعزع الاستقرار في هذا البلد وفي منطقة الشرق الاوسط. واعلنت الولايات المتحدة انها تستبعد تحركا احادي الجانب ضد سوريا. وكانت دمشق اكدت الثلاثاء على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، انها “ستدافع عن نفسها” في حال شن هجوم، وانها تملك وسائل دفاع “ستفاجئ الآخرين”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832735.html

الضربات الغربية على سوريا لن تقتصر على يوم واحد

أ. ف. ب.

 يعتقد مسؤول اميركي كبير أن الضربات المتوقع تنفيذها ضد النظام السوري سوف تستمر أكثر من يوم، ولن تشارك فيها الولايات المتحدة وحيدة، وسيكون معها الحلفاء.

واشنطن: صرح مسؤول اميركي كبير اليوم الاربعاء ان الولايات المتحدة تستبعد تحركا احادي الجانب ضد سوريا وتناقش مع حلفائها احتمال توجيه ضربات عسكرية يمكن ان تستمر اكثر من يوم واحد.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لصحافيين ان “اي تحرك عسكري لن يكون احادي الجانب ويجب ان يشمل حلفاءنا الدوليين”.

 وقال انه اذا صدر الامر بشن تلك الضربات ضد سوريا فانها ستستمر اكثر من يوم، موضحا ان “الخيارات ليست محصورة في يوم واحد فقط”.

ووسط تكهنات بان بريطانيا وفرنسا ستنضمان الى الولايات المتحدة في حال تم اتخاذ قرار بشن تلك الضربات، رفض مسؤولون اميركيون الكشف عن ما اذا كانت الضربات التي تجري دراستها ستتجاوز استخدام صواريخ كروز وستتطلب دخول طائرات مقاتلة المجال الجوي السوري.

 وقال المسؤول “نحن ندرس كل الخيارات”.

وتاتي هذه التصريحات في مؤشر جديد على ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفاءه يتحركون باتجاه شن عمل عسكري ضد سوريا بعد اتهامها بشن هجوم باسلحة كيميائية.

 وقال المسؤول ان نواب اوباما يجرون مناقشات مع تركيا والاردن وغيرهم من الشركاء لوضع خطط طارئة لاي عمل انتقامي يمكن ان يقوم به النظام السوري في حال تعرض لضربة بقيادة الولايات المتحدة.

واضاف ان واشنطن تدرس “ما يمكن ان يكون عليه رد الفعل المرجح والعواقب”.

 واضاف “هناك احتمال ان تستخدم الحكومة السورية اسلحة كيميائية مرة اخرى. لا يمكننا استبعاد ذلك”.

ولكن اذا لم تقم الولايات المتحدة باي عمل عسكري ضد سوريا، فان ذلك سيكون رسالة خطيرة للانظمة الاخرى التي تملك مخزونات من الاسلحة الكيميائية ومن بينها كوريا الشمالية، بحسب المسؤول.

 واضاف في اشارة الى كوريا الشمالية “ما الذي يضمن ان الكوريين الشماليين الذين يراقبون ما يجري في سوريا لن يستخدموا اسلحة مثل هذه؟”.

وقال مسؤول اخر في الادارة الاميركية ان مساعدي اوباما لا زالوا يعملون على تحديد هدف دقيق لاي تدخل عسكري محتمل.

 واوضح ان الهدف من تلك الهجمات سيكون على الارجح ردع نظام بشار الاسد من استخدام اسلحة كيميائية مرة اخرى وضرب قدراته على القيام بذلك.

وحذر النظام السوري واشنطن من اي تدخل، الا ان المسؤول قال ان الولايات المتحدة مستعدة لاي عمل انتقامي محتمل تقوم به سوريا او حلفائها.

وقال “اعتقد اننا نستطيع ان نتعامل مع اي اعمال انتقامية سورية” او رد فعل “من لاعبين خارجيين” بمن فيهم ايران او حزب الله اللبناني.

 موسكو ترى انه على الامم المتحدة انتظار تقرير المفتشين قبل مناقشة اي مشروع قرار

من جهة ثانية صرح نائب لوزير الخارجية الروسي اليوم الاربعاء ان موسكو تعتبر انه “من السابق لاوانه” مناقشة اي تحرك لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا قبل ان يقدم مفتشو الامم المتحدة تقريرهم عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا.

ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن فلاديمير تيتوف قوله ان “مناقشة اي رد فعل من مجلس الامن الدولي قبل ان يقدم مفتشو الامم المتحدة العاملين في سوريا تقريرهم هو في الحد الادنى سابق لاوانه”.

 واضاف ان روسيا تؤيد دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لايجاد حل دبلوماسي للنزاع في سوريا.

وتستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها على ما يبدو لشن عمل عسكري ضد النظام السوري بعد ان اتهمته بشن هجمات باسلحة كيمياوية رغم اعتراضات روسيا القوية.

 وفي وقت سابق من الاربعاء دعا بان كي مون مجلس الامن الدولي المنقسم الى التوحد.

وقال في خطاب القاه في قصر السلام في لاهاي “على مجلس الامن الاتحاد للتحرك من اجل السلام”، مشددا على انه “وصلنا الى اللحظة الاكثر خطورة في هذا النزاع”.

 واضاف ان على المجلس ان “يستخدم سلطته من اجل السلام” وان “السوريين يستحقون حلولا وليس صمتا” مؤكدا ان “سوريا هي اكبر تحد في عالم اليوم

مفتشو الامم المتحدة يحتاجون لاربعة ايام لانهاء عملهم في سوريا

من جهة ثانية قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان مفتشي الامم المتحدة الذين يحققون حول هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في سوريا في حاجة الى اربعة ايام للانتهاء من عملهم.

وصرح بان كي مون في مؤتمر صحافي في لاهاي “دعوهم ينهوا عملهم في اربعة ايام”.

واوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام في وقت لاحق ان بان كي مون كان يتحدث عن اجمالي اربعة ايام، وهو ما يشير الى ان المتفتشين الذين بدأوا التحقيق في موقع الهجوم يوم الاثنين يحتاجون حتى يوم الجمعة لاكمال عملهم.

ورغم تعرضهم الى عيارات نارية الاثنين توجه المفتشون الى احد مواقع الهجوم المفترض قرب دمشق حيث قاموا بعملية جمع “وافرة” للادلة وكان يفترض ان يواصلوا العمل الثلاثاء لكنه ارجئ الى الاربعاء لانعدام ضمانات من المعارضة حول امنهم كما قالت دمشق، في حين نفى مقاتلو المعارضة ذلك.

وعاد المفتشون الى فندقهم في وسط دمشق الاربعاء، منهين زيارة تحقيق للغوطة الشرقية التي شهدت في 21 آب/اغسطس “هجوما كيميائيا” تتهم المعارضة ودول غربية النظام السوري بتنفيذه، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.

واضاف الامين العام للامم المتحدة “بعد ذلك سيقوم المفتشون بتحاليل علمية ثم يجب ان نعد تقريرا الى مجلس الامن الدولي كي يتخذ الاجراءات التي يراها ضرورية”.

اما بشان شرعية تدخل عسكري محتمل يشكل موضع تجاذب بين روسيا والغرب فقال بان كي مون بحذر ان “شرعة الامم المتحدة هي التي تحدد اطار العمليات التي يمكن القيام بها من اجل صيانة السلام والامن الدوليين”.

وفاقم الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية في 21 اب/اغسطس قرب العاصمة السورية واسفر عن مقتل مئات الاشخاص، الخلافات بين روسيا والغربيين حول النزاع السوري، فاتهم الغربيون النظام السوري بينما اتهمت موسكو مقاتلي المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية.

واعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن استعدادهم لعملية عسكرية ضد سوريا التي يتهمونها بارتكاب مجزرة بالاسلحة الكيميائية.

وترى روسيا ان الحل العسكري في سوريا سيزعزع استقرار الشرق الاوسط برمته ولا تزال ترفض اي مبادرة في مجلس الامن الدولي من اجل الرد على النظام السوري.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832729.html

نظام الأسد يخلي مبانيه الحكومية والقيادية وضباطه يهربون إلى لبنان

لوانا خوري

تؤكد التقارير الواردة من دمشق اخلاء النظام السوري مقراته الأمنية والحكومية المهمة، وأكثر من 200 مخفر حدودي مع العراق، وتتوالى التحليلات حول سقف الرد الذي تهدد به دمشق وطهران وحزب الله في حال تم تنفيذ الضربة المتوقعة.

 بيروت: في ظل تتالي التقارير الدولية التي تؤكد ان الضربات الأميركية الغربية لسوريا وشيكة الحدوث،  وتلويح موسكو بمغادرة قواعدها في طرطوس، أشار ناشطون سوريون إلى أن النظام السوري يخلي مقراته الأمنية والحكومية المهمة، التي قد تكون على لائحة أهداف الضربة الجوية المتوقعة بين لحظة وأخرى.

إخلاء داخلي وحدودي

وأكد المركز الإعلامي السوري قيام شاحنات تابعة للجيش السوري بإخلاء مقرات الفرقة الرابعة خلف جبل قاسيون في دمشق، مع إطفاء الأنوار المحيطة بها. وأشارت مصادر معارضة إلى قيام النظام بإخلاء موظفي فروع المخابرات السورية، ونقلهم إلى مراكز سرية بديلة يقع بعضها في حي الصبورة بضواحي دمشق، وبعضها الآخر على مسافة قريبة من المقرات والإدارات الأمنية الأصلية، ضمن المدارس، مبقيًا آلاف المعتقلين في السجون. كما ذكر ناشطون أن النظام أخلى الحي الشرقي بشكل شبه كامل من ساكنيه المعروفين بجيش الدفاع الوطني، وذلك في ‏معضمية الشام‏ بريف دمشق،‏ حيث توجهوا إلى العاصمة دمشق. وأكدوا أن أعدادًا كبيرة من الشبيحة سلموا أسلحتهم وبطاقاتهم الأمنية للفروع الأمنية، وطالب غالبيتهم القيادة العسكرية بتأمين منازل ومأوى آمن لعائلاتهم. في سياق متصل، أفادت تقارير صحافية خلو أكثر من 200 مخفر حدودي تابع لنظام بشار الأسد، على طول الحدود العراقية- السورية من فش خابور شمالًا حتى منفذ الوليد في الأنبار جنوبًا، من أي قوات نظامية. ونقلت هذه التقارير عن الفريق الركن حسن كريم، قائد عمليات الجزيرة والبادية، قوله إن قوات الأمن العراقية مسؤولة عن حفظ أمن العراق وسوريا أيضًا، بسبب خلو المخافر الحدودية من القطعات السورية. أضاف: “تتولى قطعاتنا، وهي قوات مشتركة من الجيش والشرطة وحرس الحدود والبيشمركة والتشكيلات الأمنية الأخرى، منع تسلل المهربين والمسلحين إلى العمق العراقي قدومًا من سوريا، ومنع تسلل أي من المهربين والمسلحين من الجانب العراقي إلى العمق السوري”.

إلى ذلك، نقلت بعض التقارير الصحفية اللبنانية عن مصادر في لبنان تأكيدها أن ضباطًا سوريين هربوا عائلاتهم إلى لبنان، لوقايتهم من الضربات العسكرية المتوقعة، وشوهد العديد منهم في مطار رفيق الحريري الدولي، متجهًا إلى جهات مجهولة. وأعلنت تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان أن بعض هؤلاء الضباط نجح بالهروب عن طريق بيروت، وسيلحقهم البعض الآخر. ومن المتوقع أن يظهروا إعلاميًا ليعلنوا انشقاقهم عن نظام الأسد، بعد تأمينهم.

تدحرج الأمور

هذا الاخلاء تدبير استباقي سوري. لكن التساؤل يدور حول رد دمشق على الضربات الأميركية والغربية إن حصلت. وكان الرئيس السوري بشار الاسد حذر الولايات المتحدة من شن هجمات ضد بلاده، من دون ان يشير علنًا إلى احتمالات الرد. وقال لصحيفة روسية إن أي تدخل عسكري ضد بلاده سيكون مصيره الفشل، متوجهًا الى الاميركيين بالقول: “هل تعلموا دروسًا من الخمسين عامًا الماضية؟ هل قرأوا ما فعله السياسيون حين فشلت حروبهم منذ فيتنام حتى اليوم؟”.

من جانب آخر، كان امين عام حزب الله حسن نصرالله واضحًا في تحذيره من تدخل عسكري في سوريا، في خطاب  ألقاه في نيسان (ابريل) الماضي، حين قال: “لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون، لن يسمحوا لسوريا أن تسقط بيد أميركا أو اسرائيل أو الجماعات التكفيرية”، محذرًا من تدحرج الامور في المستقبل إلى ما هو اخطر، ما قد يضطر دولًا أو وقوى وحركات مقاومة إلى تدخل فعلي في المواجهة الميدانية في سوريا. وكذلك هددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، الموالية للنظام السوري، من استهداف مصالح من يشاركون في العدوان على سوريا. وكتب ابراهيم الامين، رئيس تحرير صحيفة الاخبار اللبنانية الموالية لدمشق وحزب الله، الثلاثاء: “ما الذي يضمن توقف الأمور عند هذا الحد؟ ومن الذي يضمن أن مواجهة من هذا النوع لن تتدحرج إلى حرب واسعة؟ ومن بمقدوره الجزم، من الآن، بأن الرد على الضربة لن يفتح باب جهنم على الجميع؟”. ويعتقد بسام ابو عبد الله، مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتجية، إنه في حال حصول الضربة العسكرية، “لن يتوقف الأمر لأن الطرف الآخر سيرد بالمطلق، وبالتأكيد ستكون المعركة اقليمية، فثمة محوران يتصارعان، وفي حالة العدوان، لا أحد يكشف أوراقه”

المستنقع السوري

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محللين تأكيدهم أن دمشق وحلفاءها سيعمدون إلى رد فعل محدود، في حال وجه الغرب ضربة عسكرية موضعية اسوريا، لكن هجومًا شاملًا لاسقاط النظام السوري قد يشعل المنطقة. فجوزيف باحوط، الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس، قال للوكالة إن الأمر يعتمد على طبيعة ومدى وهدف الضربة الغربية، وهويميل إلى الاعتقاد بأنها ستكون ضربة تحذيرية، لا اكثر. ويضيف: “في هذه الحال، لن يذهب حزب الله أو إيران بعيدًا في الرد، ويمكننا أن نتخيل اضرارًا جانبية غير مباشرة، كهجمات ضد قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان، أو اطلاق صواريخ مجهولة المصدر على اسرائيل”. وفي السيناريو الثاني، لا يستبعد باحوط رد فعل قاس من إيران، متسائلًا: “ماذا سيكون عليه رد الفعل الروسي؟”، بعدما حذرت موسكو الثلاثاء من عواقب كارثية على الشرق الاوسط وشمال افريقيا لأي تدخل عسكري في سوريا، مع تأكيد خارجيتها أنها لا تعتزم خوض قتال مع أحد. أما ايران، فأتى التحذير على لسان العميد مسعود جزائري، مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية، من تداعيات شديدة على البيت الابيض في حال شن هجمات ضد سوريا. ويرى امير موهبيان، المحلل والصحافي المقيم في طهران: “في حال قرر الاميركيون التدخل، سيقعون في فخ نصبوه لانفسهم، وستبقى ايران على الهامش لتراقب الاميركيين وحلفاءهم يغرقون في المستنقع السوري”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832725.html

قبيل الضربة… واشنطن تهدّىء “نرفزة” موسكو

نصر المجالي

أجلت روسيا الأربعاء عددًا من مواطنيها المقيمين في سوريا على وقع التجهيز لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا قد تتم الخميس. وتزامناً، تواترت تقارير عن أن واشنطن طمأنت موسكو خلال اتصالات كثيفة في اليومين الماضيين أن الضربة المحتملة لن تكون لها عواقب كارثية أو تزعزع مصالحها.

حملت طائرتان تابعتان لوزارة الطوارئ الروسية من طراز “إيل-62″، 102 شخص من الرعايا الروس من مدينة اللاذقية السورية إلى مطار “دوموديدوفو” في موسكو صباح الأربعاء.

وأبلغت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع المدني والطوارئ الروسية، إيرينا روسيوس، صحافيين أن هذه الطائرة حملت 27 شخصًا معظمهم نساء وأطفال، من حاملي الجنسية الروسية الذين أبدوا الرغبة في مغادرة سوريا.

وكانت طائرة أخرى تابعة لوزارة الطوارئ الروسية من طراز “إيل-76”  حملت 89 شخصًا 75 منهم ذوو الجنسية الروسية، إلى موسكو من سوريا أمس. وتوجهت تلك الطائرة إلى سوريا محمّلة بـ20 طنّاً من المساعدات الإنسانية معظمها معلبات وسكر.

وكانت أعداد من الرعايا الروس غادرت سوريا مستقلةً طائرات وزارة الطوارئ الروسية التي حملت المساعدات الإنسانية إلى السوريين في أوقات سابقة.

تهدئة مخاوف موسكو

وإلى ذلك، قالت تقارير إن الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري سعيا في اليومين الأخيرين إلى طمأنة روسيا من مخاوفها من أن أي ضربة عسكرية متوقعة لسوريا “لن تكون سبباً لرد شديد قد يدفع المنطقة كلها الى هاوية”.

واضافت التقارير أن واشنطن طمأنت موسكو على سلامة مصالحها في سوريا ايضاً، وكانت وزارة الخارجية الروسية نوهت إلى أن “محاولات افتعال الذرائع للعملية العسكرية تنذر بمفاقمة معاناة سوريا وبعواقب كارثية على غيرها من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الشمالية”.

ولمحت التقارير إلى أنه في مجمل كل التجهيزات الاميركية مع الحلفاء الغربيين لتوجيه الضربة العسكرية فإن الحرص كان متوفراً لدى الجميع للعمل على تهدئة “خواطر” موسكو وطهران حليفتي بشّار الأسد، وأن الهجوم على الاسد لن يكون لإحداث تحوّل أساسي في الحرب الأهلية في سوريا أو المس المفرط بزبون “العاصمتين” وحليفهما.

محادثة كيري – لافروف

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ناقش في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري آخر تطورات الوضع المتفاقم حول سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن كيري أورد معلومات قال إنها مأخوذة من مصادر موثوق بها تشير إلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن استخدام محتمل للسلاح الكيميائي. من جانبه أورد لافروف حججاً ترفض هذا الرأي.

وجاء في بيان للخارجية الروسية، حسب ما نقلته (أنباء موسكو) أن لافروف أكد أن بلاده تدعو إلى تبادل المعلومات المتوفرة عن استخدام ممكن للسلاح الكيميائي في سوريا، وترى ضرورة تأييد وتأمين عمل فريق الخبراء في سوريا.

وقالت الخارجية الروسية إن “سعي بعض الدول إلى تقويض مقدمات الحل السياسي – الدبلوماسي للنزاع يبقى أكثر ما يثير قلق موسكو”، وتم في ختام المكالمة تأكيد ضرورة مواصلة التشاور بشأن سوريا.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، لفت إلى “أن محاولات افتعال الذرائع للتدخل العسكري (في الصراع الدائر في سوريا) تنذر بمفاقمة معاناة سوريا وبعواقب كارثية على غيرها من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية”.

وأكد المتحدث أن روسيا ترفض إجراء عملية عسكرية في سوريا ولا ترى مبررًا لها، حيث قال: “ندعو الزملاء الأميركيين وكل أعضاء المجتمع الدولي إلى تحكيم العقل والتقيد بالقانون الدولي، وعلى الأخص مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832717.html

حصر الضربة المرتقبة في منع الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية وإضعافه عسكريا

«تغيير النظام» ليس من بين الأهداف المدرجة

لندن: مينا العريبي

باتت ضربة عسكرية بقيادة غربية في سوريا أمرا شبه مؤكد بينما تسعى واشنطن ولندن إلى غطاء قانوني لاتخاذ القرار النهائي. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الهدف من احتمال (القيام بعمل عسكري في سوريا) هو فقط للرد على استخدام أسلحة كيماوية، ولا يوجد أي تصور لخيار تغيير النظام».

ومنذ أشهر والقيادة العسكرية الأميركية تؤكد أنها قادرة على القيام بضربة عسكرية في سوريا في حال طلب منها ذلك، ولكن شرط أن تكون الأهداف لمثل هذه الضربة معروفة.

ومنذ أن كشف عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا الأربعاء الماضي ويزداد الترقب حول تحرك عسكري بقيادة أميركية وضمن تحالف دولي حتى وإن لم يصدر تصريحا من الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين لمثل هذا التحرك. وبعد أن باتت ضربة عسكرية شبه مؤكدة بناء على الإصرار الأميركي والبريطاني والفرنسي على أن تكون هناك «محاسبة» لاستخدام السلاح الكيماوي، أجمع خبراء ومحللون عسكريون على أن الأهداف ستكون محدودة لأهداف عسكرية ولتقليص قدرة الحركة الجوية في سوريا. ولكن الأهداف الاستراتيجية أقل وضوحا، وهذا ما سيكون على الدول المعنية تحديده قبل إطلاق أي عملية عسكرية. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي قال في رسالة إلى الكونغرس الأسبوع الماضي: «استخدام القوة (العسكرية) الأميركي يمكن أن يغير ميزان القوى العسكرية، ولكنه لا يمكن أن يحل القضايا التاريخية والعميقة التي تدفع هذا النزاع». وأضاف: «يمكن تدمير القوة الجوية السورية وفقدان الأسد للقوة الجوية سيمنع قدرته على استهداف المعارضة من الجو، ولكنه أيضا سيصعد الأمر، وقد تلزم الولايات المتحدة للتدخل في النزاع».

ولفت مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» دانيال ليفي إلى أنه «يبدو حفظ سمعة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد أن قال إن استخدام السلاح النووي خط أحمر جعل واشنطن مجبورة على التحرك، بالإضافة إلى حماية تقليد دولي بمنع استخدام الأسلحة النووية». ولكنه أضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو انه لا توجد استراتيجية أوسع لتغيير السياسة الأميركية والأوروبية تجاه سوريا وكسر دوامة القتل المستمرة فيها».

وأكدت مصادر في واشنطن ولندن وبروكسل لـ«الشرق الأوسط» أمس أن التركيز حاليا على الأسلحة الكيماوية ومنع النظام السوري من استخدامها، بالإضافة إلى إضعاف الرئيس السوري بشار الأسد إلى درجة تدفعه للتفاوض، ولكن من دون تغيير النظام من خلال الهجوم العسكري. وأكد مصدر رسمي في واشنطن: «لم يتخذ قرار تحرك عسكري بعد، وفي حال اتخذ فلن يكن القرار تغيير النظام»، مضيفا: «القرار في يد الرئيس الآن». ورغم أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون لا يخفون رغبتهم في إزالة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، فإن الموقف الدولي المعلن ما زال يرفض تحركا عسكريا خارجيا لتحقيق هذا الهدف.

وهناك سعي لإعطاء أي عمل عسكري غطاء قانونيا، ولذلك من المرتقب أن يحصل أوباما على تفويض من الكونغرس الأميركي، بينما طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من البرلمان قطع إجازته والاجتماع غدا لمناقشة الملف السوري. وأفاد رئيس الوزراء البريطاني أمس بأن «أي رد يجب أن يكون قانونيا، متناسبا ومحددا لردع استخدام الأسلحة الكيماوية».

وكان تركيز وزير الخارجية الأميركي جون كيري في خطابه أول من أمس على استخدام السلاح الكيماوي وتداعياته على الصعيد الدولي إشارة واضحة إلى أن الهدف هو ردع استخدام السلاح الكيماوي. وكرر رئيس الوزراء البريطاني الفكرة نفسها في تصريحات أمس، قائلا: «قبل قرابة مائة عام اجتمع العالم كله وقال إن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر مرفوض أخلاقيا ولا يمكن الدفاع عنه.. ما رأيناه في سوريا من قتل ومعاناة جاء بسبب استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي ولا يمكن أن نسمح بذلك». وأضاف أن أي تحرك «يجب أن يكون تحديدا لردع ومنع استخدام مستقبلي لسلاح كيماوي.. الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب في الشرق الأوسط وتغيير نهجنا في سوريا أو التورط بشكل أكبر في هذا النزاع.. الأمر يتعلق بالسلاح النووي وأن استخدامه غلط ولا يمكن للعالم أن يقف من دون تحرك». وأوضح دبلوماسي أوروبي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا سمحنا باستخدام سلاح كيماوي مرة من دون محاسبة جهة ما، فسيحدث ذلك مجددا، لذلك الهدف الاستراتيجي هو لردع النظام السوري وآخرين من استخدام أسلحة كيماوية».

وبينما تعتبر واشنطن أن بيان قمة الدول الصناعية الثامنة الذي حذر من استخدام الأسلحة الكيماوية يلزم التحرك الآن، فإن البيان الصادر في يونيو (حزيران) الماضي نص على «إدانة في أشد العبارات لأي استخدام للأسلحة الكيماوية وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا»، من دون تحديد آلية الرد على مثل هذا التحرك.

ولم تتضح حتى مساء أمس الآلية العسكرية للقيام بالضربة على سوريا، ولكن أكدت مصادر دبلوماسية عدم وجود خطط لجعل العملية تحت مظلة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، رغم توقع مشاورات بين الدول الأعضاء في مقر الحلف حول سوريا خلال الأيام المقبلة.

وتتمسك واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون بخيار «الحل السياسي» للأزمة السورية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: «الحل السياسي الحل الوحيد في النهاية». وتؤكد مصادر أميركية أن «هناك مساعي لتغيير التوازن على الأرض في سوريا ولدفع النظام السوري للجلوس على طاولة المفاوضات». وهذا هو الموقف الذي دعمه عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري جون ماكين الذي طالب منذ أشهر بتدخل عسكري «لقلب موازين القوى» لصالح المعارضة من أجل حل سياسي. ولكن نبه الباحث ليفي إلى أن «هناك حاجة إلى جهود دبلوماسية جادة، ولكن التطورات الأخيرة لا تدل على إمكانية ذلك، خاصة أن الإيرانيين والروس سيشددون موقفهم بعد أي ضربة عسكرية لحفظ ماء الوجه». وأضاف: «العمل على حل دبلوماسي حقيقي في سوريا بحاجة إلى تهدئة الأوضاع، لا تصعيدها».

وتيرة الأحداث تنبئ بضربة «وشيكة» في سوريا.. والمعلم: لسنا لقمة سائغة

كاميرون يدعو البرلمان البريطاني للالتئام غدا > هولاند: القرار خلال أيام > روسيا تجلي رعاياها

لندن: «الشرق الأوسط»

تسارعت وتيرة الأحداث أمس باتجاه ضربة عسكري «وشيكة» في سوريا، ردا على هجوم بالأسلحة الكيماوية الأربعاء الماضي في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1300 سوري.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أمس، إن الرئاسة الأميركية تتوقع نشر تقرير رسمي من المخابرات الأميركية عن الهجوم بأسلحة كيماوية الأسبوع الماضي في سوريا. وأكد كارني أن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ قرارا بشأن كيفية رد الولايات المتحدة على ما تعتقد أنه كان هجوما من الحكومة السورية على مدنيين. وأضاف «حين يكون لدى الرئيس إعلان فسوف يعلنه».

وأجرى أوباما سلسلة من الاتصالات مع عدد من الزعماء، بينهم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، ورئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد. وقال راد إن أوباما يدرس «مجموعة كاملة» من الخيارات ضد سوريا. وأضاف راد، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، أنه أجرى محادثات مع أوباما من أجل «رسم الطريق الواجب اتباعه» بعد هجوم الكيماوي.

وبدأت معالم الضربة العسكرية التي يزمع الغرب توجيهها إلى نظام بشار الأسد تتضح. وفي هذا الإطار نقلت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية لم تكشفا أسماءهم أن الضربة لن تدوم على الأرجح أكثر من يومين، وستجري بشكل يجنب الولايات المتحدة التدخل بشكل أكبر في النزاع المستمر في سوريا، وأن العملية على الأرجح ستكون محدودة، وتتضمن إطلاق صواريخ «كروز» من بوارج أميركية منتشرة في البحر المتوسط على أهداف عسكرية سورية. ولن يكون التحرك العسكري حملة طويلة تهدف إلى الإطاحة بالأسد أو تغيير موازين القوى في النزاع.

وبينما كرر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك إذا أمر الرئيس أوباما بذلك، حث أعضاء في الكونغرس الرئيس أوباما على التشاور معهم لدى اتخاذ قرار حول كيفية الرد على هجوم الكيماوي. ودعا أعضاء وموظفون في الكونغرس خاصة من الجمهوريين الإدارة الديمقراطية إلى التواصل بشكل أكبر مع الكونغرس حتى مع تعبير الكثيرين عن دعمهم القوي لتحرك «حاسم» ضد الأسد. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» ومؤسسة «ابسوس»، السبت الماضي، أن نحو 60 في المائة من الأميركيين المشاركين فيه يرون أن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل في الحرب الأهلية السورية.

وبدورها، قطعت بريطانيا شوطا كبيرا أمس في التحضير لتلك الضربة، إذ دعا رئيس الوزراء البريطاني البرلمان إلى قطع إجازته الصيفية والالتئام غدا لبحث الأزمة. كما أعلن في لندن عن إعداد خطط طوارئ للتدخل العسكري.

في السياق ذاته، تحدثت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن بدء وصول طائرات عسكرية إلى قاعدة اكروتيري الجوية في قبرص. وأفادت بأن سكانا يقيمون قرب اكروتيري لاحظوا ازديادا للحركة في محيط المدرج في الساعات الـ48 الفائتة. بيد أن وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليدس قال لاحقا للإذاعة الرسمية إنه يعتقد أن القواعد البريطانية في قبرص لن تلعب «دورا أساسيا» في أي تحرك دولي محتمل ضد سوريا، وإن الحكومة لا تملك «أي معلومات رسمية على الإطلاق بشأن أي استخدام محتمل للقواعد العسكرية». وأضاف أن قبرص على اتصال مع عدد من الدول لم يسمها، وأنه تلقى «ضمانات أنه لن تكون هناك مفاجآت لقبرص» في هذا الموضوع.

وفي تلك الأثناء، أجرى وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أمس في أبوظبي، محادثات تناولت خصوصا الأزمة السورية، وأجرى «لقاء مطولا» مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبحث معه «خصوصا الوضع في سوريا وفي مصر». وقال مصدر من محيط لودريان إنه «نظرا إلى تسارع الأزمة في سوريا فإن الرئيس فرنسوا هولاند أراد أن يجري وزير الدفاع محادثات سياسية مكرسة للأزمة السورية والأزمة الإقليمية مع قطر والإمارات، إذ إنه من المهم أن تكون لنا مع الدولتين رؤى متقاربة».

وسارع النظام في دمشق أمس وعلى لسان وزير خارجيته وليد المعلم إلى نفي مسؤوليته عن الهجوم. وقال المعلم إن بلاده ستدافع عن نفسها إذا تعرضت إلى أي ضربة. وأضاف «سندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة»، مؤكدا أن «سوريا ليست لقمة سائغة، لدينا أدوات للدفاع عن النفس. سنفاجئ الآخرين بها». وأعلن المعلم أن قوات النظام ستواصل مهامها في قتال قوات المعارضة المسلحة. وأعلن المعلم أن اليوم الثاني (أمس) لعمل فريق مفتشي الأمم المتحدة في سوريا تأجل حتى اليوم (الأربعاء) بسبب خلافات بين مقاتلي المعارضة حول الترتيبات الأمنية، رافضا اتهامات وجهها وزير الخارجية الأميركية جون كيري لسوريا بعرقلة عمل فريق الأمم المتحدة.

وردا على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده في حال التدخل العسكري «لن تقاتل مع أي طرف» في تلويح إلى أنها لن تقاتل إلى صف الأسد، زعم المعلم أن روسيا لن تتخلى عن حليفتها دمشق. وقال «أؤكد أنه ليس هناك تخل روسي عن سوريا. علاقتنا مستمرة في مختلف المجالات ونحن نشكر لروسيا وقوفها إلى جانب سوريا، ليس دفاعا عن سوريا بل دفاعا أيضا عن روسيا». وأضاف «عماد قواتنا المسلحة يعتمد على العقود التي نبرمها معهم (الروس)، وهناك التزام من الطرفين بتنفيذ هذه العقود. روسيا جزء من صمودنا». وأكد أن «التنسيق على المستوى السياسي يكاد يكون شبه يومي عبر اتصالات هاتفية أو لقاءات مع الدبلوماسيين المقيمين».

وبينما كان المعلم يدلي بتصريحاته، هبطت طائرة نقل روسية تحمل مساعدات غذائية في مدينة اللاذقية أمس على أن تقوم بإجلاء رعايا روس من سوريا. وكانت روسيا عبرت عن أسفها لقرار واشنطن تأجيل اجتماع كان من المقرر عقده اليوم (الأربعاء) في لاهاي مع دبلوماسيين كبار من الولايات المتحدة لبحث عقد مؤتمر دولي لإحلال السلام في سوريا. وأعلنت الخارجية الأميركية مساء أول من أمس تأجيل الاجتماع بسبب «المشاورات الجارية» بخصوص هجوم الكيماوي. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، في بيان مسجل نشر على موقع الوزارة على الإنترنت «قرار واشنطن تأجيل الاجتماع عشية الموعد المتفق عليه استقبل في موسكو بخيبة أمل شديدة. يتعين أن نذكر أن وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة اتفقا يوم التاسع من أغسطس (آب) على عقد هذا الاجتماع من أجل الإسراع بالدعوة لمؤتمر دولي للسلام في سوريا لوقف أي أعمال عنف وشيكة وبدء عملية حل الصراع الدائر في سوريا. ونحن واثقون أنه وسط الوضع المأساوي المحيط بسوريا حاليا والذي تؤججه بعض الدول بشكل مفتعل تزيد بدرجة كبيرة أهمية اتخاذ موقف منسق بين روسيا والولايات المتحدة». وأضاف «محاولات الالتفاف حول مجلس الأمن واختلاق ذرائع مصطنعة مرة أخرى للتدخل العسكري في المنطقة قد تؤدي إلى مزيد من المعاناة في سوريا وعواقب كارثية على دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نحن نناشد زملاءنا الأميركيين وجميع أعضاء المجتمع الدولي التعقل ومراعاة القانون الدولي بحرص وأولا مراعاة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة».

ودعمت بكين موقف موسكو، وقالت أمس إن شن هجوم على سوريا سيكون خطيرا وغير مسؤول، وإنه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بـ«ادعاءات أميركية زائفة» حول وجود أسلحة دمار شامل فيه. كما حذرت إيران من أن تدخلا عسكريا ضد دمشق قد تكون له «عواقب وخيمة» على سوريا والمنطقة برمتها، وفق ما أعلن أمس الثلاثاء الناطق باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي.

الأردن يعلن أنه لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا

اجتماعات قادة 10 جيوش ناقشت تقديم الدعم لـ«الحر»

عمان: محمد الدعمة

اختتم رؤساء هيئات أركان جيوش 10 دول عربية وأجنبية اجتماعاتهم في إحدى القواعد العسكرية غرب العاصمة الأردنية عمان التي استغرقت يومين في ظل تكتم شديد.

وقال مصدر حكومي أردني لـ«الشرق الأوسط»، إن الجميع اتفق على أن يبقى ما خرج به القادة سرا بعيدا عن وسائل الإعلام، وإن كل الخطط والخطط البديلة التي تم الاتفاق عليها بشأن الوضع في سوريا «ستبقى طي الكتمان وتدخل في باب الأسرار العسكرية، ولا يمكن حسب القانون الأردني التصريح بها أو نشرها إلا بموافقة قيادة القوات المسلحة الأردنية».

وأشار المصدر إلى أن المجتمعين ناقشوا القضايا الإدارية واللوجيستية فيما يخص قواتهم وكيفية استمرار التواصل بين الجيوش المجتمعة والتركيز على التدريب ووضع البرامج التدريبية المستقبلية حتى يتسنى لدول أخرى مثل مصر والعراق وقوات المعارضة السورية من الدخول والمشاركة في هذه البرامج والاجتماعات الدورية التي سيتحدد موعدها في المستقبل.

ولمح المصدر إلى أن المجتمعين ناقشوا سبل تقديم الدعم اللوجيستي للجيش السوري الحر وتنظيمه.

وأكد المصدر أن الأردن «لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا.. وأنه لم يغير موقفه من الأزمة هناك، ولن تكون أراضيه منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا، خاصة أن الأردن دعا أكثر من مرة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».

وشارك في الاجتماعات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الأركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، إضافة إلى الأردن.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي الأحد في عمان، إنه «لا شك في أن اجتماعا لقادة عسكريين حتى وإن كان مبرمجا منذ مدة، لا بد أن يتعامل مع تطورات الموقف على الأرض والسيناريوهات وأن يكون هناك حديث شامل للعسكريين عن كل السيناريوهات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على أمن واستقرار الدول المعنية».

بين الخوف والتهليل.. السوريون «يتحضرون» للضربة ويتخوفون من رد النظام

أجواء الحرب تخيم على العاصمة.. والموالون للنظام يرحلون عائلاتهم إلى الساحل

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

أسئلة كثيرة تشغل بال السوريين هذه الفترة، والأهم هي تلك الضربة العسكرية الأميركية المنتظرة وكل ما يدور حولها من تغيرات عسكرية وسياسية واجتماعية، وهذا ما تجسده بشكل واضح النقاشات والتعليقات التي يتم التداول بها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «على الجبهتين»، الموالية والمعارضة.

ومع ارتفاع أصوات طبول الحرب، وتصاعد الحديث عن توجيه ضربة عسكرية وثيقة للنظام في سوريا، خيمت أجواء من الوجوم الثقيل على العاصمة دمشق، لا سيما وسط دمشق الواقع في قبضة النظام، ولغاية يوم أمس كان السوريون غير مصدقين حصول ضربة عسكرية، إلى أن ظهر وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمر صحافي فتأكد لديهم أن الضربة وشيكة، كما قال شاب رفض ذكر اسمه. فيما راحت الصفحات الموالية للنظام تدعو الشباب والأهالي للخروج في مسيرات تأييدا لبشار الأسد والجيش في مواجهة «الحرب الكونية» إلا أنه لم تظهر أي استجابة بعد لتلك الدعوات.

وبينما ركدت حركة الأسواق عموما، ما عدا أسواق الغذائيات والخضار، لوحظ إقبال شبه عادي على شراء المواد الأساسية كالخبز والمعلبات وزجاجات المياه والبنزين والغاز، إلا أن الإقبال الكبير والذي يتم بشكل سري، لا سيما في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام، كان على الأدوية اللازمة لمعالجة الإصابة بالسلاح الكيماوي مثل الأتروبين، والمواد اللازمة لصناعة أقنعة واقية من الغاز يدويا، مثل الفحم والقطن، كما قامت مؤسسات الدولة بصرف رواتب الموظفين على الصرافات الآلية لأغلب الوزارات ومؤسسات الدولة أمس وبشكل مبكر، قبل نهاية الشهر تحسبا لأي طارئ في اليومين القادمين.

وحول مشاعر الناس في المناطق المحاصرة قال رامي: «الجميع يأمل أن تخفف الضربة الأميركية للنظام من شراسة القصف ومن إجرام النظام، لكنهم لا يملكون أوهاما حول عدم جدية المجتمع الدولي في إسقاط النظام»، وأضاف: «ليضعفوه ونحن نتولى إسقاطه» في المقابل يبدو الذعر واضحا في صفوف الموالين للنظام وبدأ الشبيحة يرسلون أطفالهم وعائلاتهم إلى القرى في الساحل، بعيدا مواقع الأهداف المحتمل أن تتلقى ضربة عسكرية خارجية، في حين يتخوف سكان وسط العاصمة من الذين التزموا منازلهم من احتمال ضرب المقرات الأمنية المتغلغلة وسط الأحياء السكنية. وأبدى أبو خالد من سكان الصالحية انزعاجه من المعارضين الذين يدعون إلى تدخل عسكري خارجي وضرب المقرات الأمنية وقال: «أنا ضد النظام وأتمنى سقوطه اليوم قبل الغد، ولكن منزلي يجاور مقر أمني ماذا أفعل وأين أذهب بعائلتي؟». إلا أن الناشط رامي يبدو مطمئنا ويقول إنه «ليس خائفا من أي ضربة وعلى العكس أيا كانت الضربة الأميركية ستكون أرحم من ضربات النظام الوحشية». ويضيف ساخرا: «الصواريخ الأميركية ستكون دقيقة وتشبه العمل الجراحي مع هامش خطأ واحد سنتيمتر بينما صواريخ وبراميل النظام لا تزال تنهمر خبط عشواء بهامش خطأ واحد كيلومتر».

وبين التحذير والتهليل والترحيب بها واعتبار أن الوضع المقبل لن يكون أسوأ من الحالي، لم يتوان بعض الشباب على وضع خطط للاحتفال بهذا «الحدث المنتظر» كما يحلو لهم وصفه وإن كانوا في الوقت عينه لا يعتبرونه على قدر آمالهم، فيما لا يخفي البعض الآخر تخوفه من أن تكون ردة فعل النظام على هذه الخطوة أعنف من كل ما سبقه، لجهة اعتماد «الخطة العراقية»، وفق ما تردد، من خلال أخذ المواطنين دروع بشرية ووضعهم في المراكز والثكنات حيث من المتوقع أن تكون هدفا لهذه الضربات، أو الاعتماد على الأسلحة الكيماوية بشكل أكبر وأوسع، وهذا ما أشار إليه أحد المعارضين بالقول وأخيرا اتخذ القرار، على أمل أن تكون هذه الضربة كبيرة، لكن في الوقت عينه نتمنى أن تقدم المساعدات العسكرية للجيش الحر للدفاع عن المدنيين، لا سيما في ظل توقعات بأن يلجأ النظام إلى الكيماوي كسلاح أساسي له ويرتكب المزيد من المجازر.

واقترح الروائي وكاتب السيناريست فادي قوشقجي عبر صفحته على موقع «فيس بوك» على أجهزة الدولة والمؤسسة العسكرية تنظيم «اعتصامات كبرى حول المراكز والمؤسسات المتوقع استهدافها.. وتشكيل طوق بشري حول كل منها لحمايتها من أي ضربة محتملة وفتح باب التطوع للمشاركة بهذه الاعتصامات وتسجيل الأسماء وتحديد المكان الذي على كل متطوع الذهاب إليه وتحديد تاريخ وساعة بدء تلك الاعتصامات بما يتناسب مع المعطيات المتوفرة حول التحركات العسكرية» وأضاف: «مع أنه ما زال احتمالا ضئيلا» – توجيه ضربة عسكرية .. إلا أنه دعا إلى تنظيم هذه العملية بدءا من الآن «تحسبا لأي احتمالات طارئة».

وعلى الجبهة المعارضة، هناك من يشكك أيضا بأهداف هذه الضربات الحقيقية، سائلا: «كيف يمكن لبلد تنوي ضرب بلد آخر، أن تحدد له عبر تسريبات صحافية، الأهداف مسبقا وتصل إلى حد تنبيهه إلى الوقت الذي سيتم البدء بهذه الضربات، وكأنها تقول له «هذا السيناريو لمسرحية لا تعدو كونها رسالة تهديدية ليس أكثر».

المعارضة السورية تضع خطط ما بعد الضربة العسكرية

ذكّر مدير المكتب الإعلامي في “الإئتلاف الوطني السوري” المُعارض خالد الصالح في حديث لموقع “NOW” بأن المعارضة السورية “طالبت منذ وقت طويل بحماية الشعب السوري، وحماية المدنيين تحديداً، من نظام متوحّش لا يتردد في قتلهم بكل الوسائل”.

وتعليقاً على الحديث عن ضربة عسكرية وشيكة من الغرب بحق النظام السوري بعد استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة، قال الصالح: “لا نطالب بضربة عقابية ولا بعمل استعراضي ولا بصفعة تدوم يوماً أو يومين، بل نريد حماية دائمة للشعب السوري، واعترافاً بحقه في الحياة، وهذا يتم بالدرجة الأولى عبر تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، ثم بمنع تسلّح النظام، وبفرض خروج قوات الغزو الأجنبية من سوريا، من إيرانية ولبنانية وعراقية”.

وأضاف الصالح: “إن قتل المدنيين بالسلاح الكيماوي عمل خطير وبشع جداً، ويستفزّ الضمير العالمي، لكن قتلهم بالسكاكين والرصاص والقذائف المدفعية والصواريخ وبراميل الفيول ليس عملاً جميلاً، ولا يقل بشاعة”، مشيراً إلى أن “الضربة عند حصولها ستضعف النظام القاتل، وستحرمه من امكانية استخدام السلاح الكيماوي، لكنها لن تنهي معاناة الشعب السوري، ولن تحمي بشكل نهائي حقّه في الحياة إذا لم تترافق مع موقف حاسم بتسليح الجيش السوري الحر، وقطع كل سبل إمداد النظام بالمال والسلاح والمرتزقة”.

وفي ما يتعلق بتواصل الائتلاف مع المجتمع الدولي بخصوص قرار الضربة العسكرية على النظام السوري، علّق الصالح بالقول: “هناك تواصل دائم مع دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وحصل اجتماع للمجموعة في تركيا على مستوى السفراء، لكنه لم تحصل اجتماعات لتحديد أهداف الضربة المتوقعة وتفاصيل تنفيذها، وبكل حال فإن المسؤولين الغربيين والعرب، وخاصة المسؤولين في الدول المشاركة في العمل العسكري المنتظر، لا يخفون نيتهم القيام بعمل عسكري، عبر ضربات صاروخية، تطال الجهاز العصبي للنظام، وقدراته الصاروخية والجوية والكيماوية”.

وعن دور الإئتلاف في التحضير للضربة العسكرية على سوريا، قال الصالح: “لا دور للائتلاف الوطني السوري في الضربة، ولا يتعاون مع أحد بشأنها، ولا يتحمل مسؤوليتها بأي شكل، النظام هو الذي يتحمل كامل المسؤولية بارتكابه جرائم تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين وانتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وللقانون الدولي الإنساني، ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ٢٠٠٥ حول حق الدول بالتدخل لأسباب إنسانية ولحماية المدنيين”.

وتابع الصالح: “بعد كل ذلك هل يحق للجيش السوري الحر الاستفادة من أوضاع صعبة يضع النظام المجرم نفسه فيها بسبب حماقاته؟ بالتأكيد يحقّ له إسقاط النظام وهذا من مهمة وواجب الشعب السوري، فهو ثار أصلاً لإسقاط النظام وسيواصل ثورته حتى إسقاطه، بغض النظر عن أفعال الآخرين، وبغض النظر عن أهداف وطموحات الآخرين”.

سيناريوات عدة مطروحة لنتائج الضربة العسكرية على سورية، يضيف الصالح: “لدينا خطط، يتم مراجعتها الآن بالتنسيق مع قوى الثورة والجيش السوري الحر، لترتيب الأوضاع في حال سقوط النظام. وبكل حال النظام سقط فعلاً في ٦٠٪ من الأراضي السورية، ولم يبقَ إلا ٤٠٪ من الأراضي السورية تحت سيطرة النظام بدرجات مختلفة”.

حراك دبلوماسي واستعدادات لضرب سوريا

                                            بدت سوريا اليوم الأربعاء في مواجهة عملية عسكرية غربية وشيكة مع تسارع الاستعدادات العسكرية والدبلوماسية في المنطقة وخارجها. وبينما تتواتر الأنباء عن بدء العملية خلال ساعات أو بضعة أيام على أقصى تقدير ردا على استخدام السلاح الكيمياوي بغوطة دمشق, يبحث مجلس الأمن مشروعا بريطانيا لحماية المدنيين بسوريا, في حين حذرت إيران وروسيا من تداعيات كارثية للتدخل العسكري المحتمل.

وبينما تزايد نزوح السوريين إلى لبنان هربا من الضربة الوشيكة تحدث ناشطون عن توتر يسود دمشق بسبب ما يتردد عن عملية عسكرية غربية وشيكة.

وكان ناشطون قالوا إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد أخلت بعض المواقع في محيط دمشق ومنها مساكن مليشيا الدفاع الوطني في معضمية الشام, وتحدثوا عن إعادة انتشار للقوات بمواقع مهمة بينها مطار دمشق الدولي.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إن دمشق ستتصدى للضربات الغربية المحتملة بالوسائل المتاحة, نافيا استخدام السلاح الكيمياوي بريف دمشق. وكان أنباء ترددت مساء أمس عن مغادرة الأسد إلى طهران, لكن السلطات الإيرانية نفتها اليوم ووصفتها بالمضحكة.

عملية وشيكة

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بوضوح أن القوات السورية استخدمت سلاحا كيمياويا فجر الأربعاء الماضي, وأن ذلك يستدعي ردا, دون أن تحدد بعد موعدا للعملية العسكرية المحتملة. وقالت مجلة تايم الأميركية اليوم إنه تم رصد اتصالات هاتفية بوزارة الدفاع السورية يؤكد مسؤولية نظام الأسد عن استخدام السلاح الكيمياوي، فيما قالت واشنطن إنها ستنشر بنهاية الأسبوع تقريرا استخباريا يتضمن أدلة على ذلك.

ونقل مراسل الجزيرة بواشنطن ناصر الحسيني، في وقت سابق، عن مصادر أميركية، أن الضربات المتوقعة ضد سوريا ستبدأ مساء غد الخميس.

وكانت محطة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأميركية قالت من جهتها إن العملية ستستغرق على الأرجح ثلاثة أيام. وكشفت تقارير صحفية أمس أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بأن العملية ستنفذ خلال أيام.

ورفعت واشنطن عدد المدمرات المجهزة بصواريخ كروز بالبحر المتوسط إلى أربع. وفي الوقت نفسه, نشرت إسرائيل صواريخ تحسبا لضربات من سوريا ردا على هجوم محتمل, بينما أشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتماع للطاقم الوزاري الأمني.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن الجيش الإسرائيلي استنفر وحدات برية بالجولان المحتل وأخرى للدفاع الجوي تشمل أنظمة باتريوت وحيتس والقبة الحديدية تحسبا لهجمات صاروخية سورية.

وفي باريس, قال مراسل الجزيرة إن هناك معلومات عن تحرك قوات فرنسية من جيبوتي, بالإضافة إلى حاملة طائرات فرنسية. وأضاف أن الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين سيجتمعان اليوم لبحث المشاركة في عملية محتملة ضد سوريا, مشيرا إلى اجتماع الرئيس فرانسوا هولاند صباح اليوم بمجلس الدفاع الوطني.

وكان رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون دعا مجلس العموم إلى الاجتماع غدا الخميس، وسط تقارير عن مشاركة سلاح الجو في غارات جوية على أهداف سورية ضمن العملية المحتملة.

وقد أعلن كاميرون اليوم أن بلاده قدمت إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدين الهجوم الكيمياوي بريف دمشق, ويطلب اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين بسوريا من الأسلحة الكيمياوية، وقد بدأ مجلس الامن بمناقشة المشروع البريطاني فيما طلبت روسيا انتظار تقرير المفتشين الدوليين الخاص بنتاج تحقيقاتهم الحالية في الغوطة الشرقية قبل اتخاذ أي قرار في المجلس.

وفي مقابل التصريحات الغربية عن عمل عسكري ضد سوريا, دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إلى التحرك في نطاق مجلس الأمن, كما دعا الأخير إلى التوحد من أجل السلام في سوريا.

وفي جنيف, قال المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن استخدام القوة يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي.

وزار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم السعودية, بينما يلتقي رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا غدا الرئيس الفرنسي في باريس في إطار حراك دبلوماسي يسبق عملية عسكرية محتملة ضد سوريا.

وكانت تركيا قالت أمس إنها ستشارك في التحالف الدولي الذي قد يوجه ضربات لسوريا.

روسيا وإيران

في موسكو, حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم من أن مهاجمة سوريا ستؤدي لضرب الاستقرار بالمنطقة, داعيا إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.

وكان المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش قد حذر في وقت سابق من تجاوز مجلس الأمن للتدخل العسكري في سوريا. وقد وصل موسكو عشرات المواطنين الذي تقرر ترحيلهم خشية تفجر الوضع في سوريا.

وفي طهران, حذر مرشد الجمهورية علي خامنئي من تداعيات تدخل عسكري بسوريا, قائلا إن تدخل أميركا سيكون “كارثة على المنطقة مثل مخزن بارود ولا يمكن التكهن بالمستقبل”.

من جهته, حذر لبنان الذي يستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين من أن ضرب سوريا سيؤثر عليه سلبا.

الناتو :هجوم الغوطة لا يمكن أن يمر دون رد

مشروع قرار دولي لحماية المدنيين بسوريا

                                            بدأ مبعوثو كل من بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية اليوم الأربعاء محادثات بشأن مسودة القرار الذي تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن والذي يمكن أن يسمح بشن عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين  أكد حلف الشمال الأطلسي (ناتو) أن استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا “لا يمكن أن يمر بدون رد”.

ويجتمع ممثلو الدول الكبرى في مجلس الأمن وسط تباين في الآراء بشان العمل العسكري المحتمل في سوريا، إذ ترغب بريطانيا في أن يسمح القرار باتخاذ “جميع الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين”، إلا أنه من المتوقع أن تعارض روسيا بشدة أي خطوات غربية باتجاه توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف سورية ردا على استخدام اسلحة كيمياوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي ما أدى إلى سقوط المئات بين قتلى وجرحى.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن هذا الاجتماع المغلق دام قرابة ساعة قبل أن يغادره ممثل كل من روسيا والصين، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع ناقش مسودة المشروع البريطاني.

مشروع بريطانيا

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أعلن في وقت سابق الأربعاء أن لندن ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي “يدين الهجوم الكيمياوي” الذي وقع في 21 أغسطس/ آب في سوريا و”يسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين”.

وأوضح مكتب كاميرون أن مشروع القرار “سيسمح بكل الإجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الأمم المتحدة لحماية المدنيين من الأسلحة الكيمياوية” في سوريا، إذ أن الفصل السابع مخصص لأي “عمل في حال حصول تهديد للسلام وخرق للسلام وعمل عدواني”.

وقد أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بوضوح أن القوات السورية استخدمت سلاحا كيمياويا فجر الأربعاء الماضي, وأن ذلك يستدعي ردا, دون أن تحدد بعد موعدا للعملية العسكرية المحتملة.

ونقل مراسل الجزيرة بواشنطن ناصر الحسيني، في وقت سابق، عن مصادر أميركية، أن الضربات المتوقعة ضد سوريا ستبدأ مساء غد الخميس.

يأتي هذا في حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق من اليوم أن مناقشة رد فعل مجلس الأمن الدولي بشأن الضربة العسكرية المحتملة على سوريا، قبل إكمال تحقيق اللجنة الأممية في استخدام السلاح الكيمياوي “أمر غير مناسب”.

معارضة روسية

وقالت مصادر دبلوماسية إنه من المتوقع أن تعارض روسيا بشدة أي خطوات غربية باتجاه توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف سورية ردا على استخدام أسلحة كيمياوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي.

من جهته أكد مراسل الجزيرة مراد هاشم أن مشروع القرار البريطاني للتدخل العسكري المحتمل في سوريا واجه معارضة صينية وروسية.

وكان كاميرون قد قال إن مجلس الأمن القومي في بريطانيا أيد اليوم بالإجماع اتخاذ إجراء ضد سوريا ردا على هجوم مشتبه به بالأسلحة الكيماوية.

ونقلت وكالة رويترز عن كاميرون قوله على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “وافق مجلس الأمن القومي بالإجماع على أن استخدام أسلحة كيماوية من جانب الأسد غير مقبول وأن العالم يجب ألا يلزم الصمت”.

في السياق ذاته أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الوضع في سوريا مختلف عما هو في العراق، مؤكدا على أن لا يوجد أي دليل على استخدام المعارضة السورية للأسلحة الكيماوية.

وبيّن أن ما حدث في سوريا يعد جريمة ضد الإنسانية، وأن الرد يجب أن يحول دون تكراراها، مضيفا أن النظام السوري يقر بامتلاكه للأسلحة الكيماوية.

تهديد للسلام

وبالتزامن مع هذه التطورات اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندريس فوغ راسموسن أن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا تهديد للسلام والأمن الدوليين “ولا يمكن ان يمرّ من دون ردّ” وعلى المسؤولين عنه أن يحاسبوا، معتبرا أن استخدام هذه الأسلحة يعد “تهديداً للسلام والأمن الدوليين”.

وأوضح أن النظام السوري يحتفظ بترسانة من الأسلحة الكيمياوية، لافتا إلى أن المعلومات المتوفرة من مصادر متعددة تشير إلى النظام السوري مسؤول عن استخدام الأسلحة الكيمياوية في هذه الهجمات.

وأصدر راسموسن بياناً قال فيه إن مجلس الناتو أجرى مشاورات بشأن الوضع في سوريا وعلى الأخص موضوع استخدام السلاح الكيمياوي قرب دمشق، مضيفا “ندين بأشد لهجة هذه الهجمات الشائنة التي أدت إلى فقدان الكثير من الأرواح”.

ونقلت وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو.بي.آي) عن راسموسن قوله “لقد أعرب الحلفاء في الناتو عن دعمهم الكامل للتحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة ونددوا بفشل النظام السوري في ضمان وصول فوري وآمن لمحققي الأمم المتحدة إلى مواقع الهجمات”.

كما أشار الأمين العام إلى أن الناتو سيستمر في مساعدة تركيا وحماية الحدود الجنوبية الشرقية له.

إسرائيل تنشر دفاعاتها الصاروخية بمواجهة سوريا

                                            ازدحمت مراكز توزيع الأقنعة الواقية من الغازات والأسلحة الكيمياوية في إسرائيل، في حين رفع الجيش درجة التأهب بجميع قطاعاته ونشر دفاعاته الصاروخية ضد أي هجوم انتقامي من دمشق إذا وجه لها الغرب ضربات عسكرية.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن الجيش الإسرائيلي رفع درجة التأهب في جميع قطاعاته وخاصة سلاح الجو، ونشر بطاريات صواريخ في مناطق جبل الكرمل وحيفا وصفد وطبريا.

وأشار المراسل إلى أن الإسرائيليين يقفون في طوابير طويلة لاستبدال أقنعة الغاز القديمة تحسبا لرد سوري محتمل.

وتتضمن الأنظمة التي ينشرها سلاح الجو الاسرائيلي نظام القبة الحديدية للصواريخ القصيرة المدى وصواريخ باتريوت المتوسطة المدى وصواريخ أرو 2 الطويلة المدى.

وأعلن الناطق العسكري العميد يواف مردخاي اليوم أن الجيش “يتابع ويشاهد التطورات ساعة بساعة، ولا يوجد ما يستدعي تغيير مجرى الحياة”.

وكان جيش الاحتلال بدأ أمس مناورات عسكرية تمتد يومين بالجولان السوري المحتل. وتشمل المناورات عمليات إنقاذ وحماية طبقا للناطق العسكري.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال، مساء أمس، في ختام اجتماع تشاوري مع كبار مستشاريه، إن اسرائيل ليست طرفا في النزاع السوري لكنها سترد بقوة على أي هجوم تتعرض له.

تعزيز وترجيح

وتأتي التصريحات والمناورات الإسرائيلية، بينما عززت الولايات المتحدة قواتها البحرية في البحر المتوسط بنشر مدمرة رابعة تمهيدا على ما يبدو لضربات صاروخية تستهدف مواقع عسكرية وقيادية للنظام داخل سوريا.

وفي واشنطن, قال مراسل الجزيرة ناصر الحسيني إن مصادر وصفها بالمجهولة رجحت أن تكون الضربة العسكرية المحتملة لسوريا غدا الخميس.

وأشار بهذا السياق إلى الاتصالات الجارية على أعلى مستوى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفائه الغربيين, وفي مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون. يُشار إلى أن تقارير إعلامية تتحدث عن تحديد ما لا يقل عن 35 هدفا داخل سوريا لقصفها.

وهناك توقعات بأن يصل القصف المحتمل لمراكز القيادة العسكرية, وقواعد صواريخ، للحد من قدرة القوات السورية على شن مزيد من الهجمات الكيمياوية وفق بعض التقارير.

وتقول واشنطن ولندن وباريس إنه لا شك في أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم فجر الأربعاء الماضي سلاحا كيمياويا ضد المدنيين في غوطة دمشق, وإن ذلك يستدعي ردا دوليا.

وفي مقابل تهديد الائتلاف الدولي الذي يتشكل بضربات “عقابية” قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إن بلاده ستدافع عن نفسها بالوسائل المتاحة لديها, نافيا استخدام الكيمياوي ضد المدنيين.

روسيا: يجب انتظار تحقيق المفتشين بالغوطة

                                            أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء أن مناقشة رد فعل مجلس الأمن الدولي بشأن الضربة العسكرية المحتملة على سوريا، قبل إكمال تحقيق اللجنة الأممية في استخدام السلاح الكيمياوي “أمر غير مناسب”، يأتي ذلك بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونأن المفتشين الدوليين يحتاجون إلى أربعة أيام إضافية لاستكمال مهمتهم.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس عن فلاديمير تيتوف -أحد نواب وزير الخارجية الروسي- قوله إن “مناقشة أي رد فعل من مجلس الأمن الدولي قبل أن يقدم مفتشو الأمم المتحدة تقريرهم هو في الحد الأدنى غير مناسب”.

ويشير تصريح تيتوف إلى معارضة روسيا لاقتراح بريطانيا تقديم مسودة قرار إلى مجلس الأمن اليوم الأربعاء يصرّح باتخاذ “الإجراءات اللازمة” لحماية المدنيين السوريين.

وكان رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون دعا مجلس العموم إلى الاجتماع غدا الخميس، وسط تقارير عن مشاركة سلاح الجو في غارات جوية على أهداف سورية ضمن العملية المحتملة.

وقد أعلن كاميرون اليوم أن بلاده قدمت إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدين الهجوم الكيمياوي في ريف دمشق, ويطلب اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين بسوريا من الأسلحة الكيمياوية.

استئناف التحقيق

وجاءت مطالبة روسيا بعد أن استأنفت بعثة الأمم المتحدة إلى سوريا عملها للتحقيق في استخدام أسلحة كيمياوية في غوطة دمشق، بعد تعليقه لأسباب أمنية.

وكانت البعثة تعرضت لإطلاق نار الاثنين الماضي، أثناء زيارتها عددا من المناطق في الغوطة الشرقية وذلك لأخذ عينات من هجوم الحادي والعشرين من أغسطس، وجمع شهادات الأهالي.

وقد تبادل النظام السوري والمعارضة التهم عن الجهة التي استهدفت البعثة أثناء تحقيقاتها.

وواصل المفتشون مهمتهم بعد الحادث وتمكنوا من جمع ما وصفته الأمم المتحدة بأدلة “قيِّمة” من أحد المواقع التي تعرضت للهجوم في ريف دمشق والذي أودى بحياة المئات من الناس جلهم من الأطفال.

وكان من المقرر أن يستأنف مفتشو الأمم المتحدة أمس الثلاثاء عملهم بعد أن جمعوا عينات وشهادات من الأطباء وضحايا الهجوم بالغاز السام.

وقد واصل المفتشون مهمتهم بعد تعرض قافلتهم المكونة من ست سيارات لإطلاق رصاص قناصة مجهولين أثناء وجودهم في معضمية الشام بريف دمشق.

وعاد المفتشون بعدها إلى مقر إقامتهم في دمشق بعد انتهاء اليوم الأول من مهمتهم رافضين الإدلاء بأي تصريح بشأن زيارتهم إلى معضمية الشام التي استمرت نحو ثلاث ساعات.

نزوح آلاف السوريين إلى لبنان تحسبا لضربة محتملة

                                             قال مراسل الجزيرة في لبنان إن أكثر من عشرة آلاف سوري عبروا نقطة المصنع الحدودية إلى لبنان خلال 24 ساعة وذلك تحسبا لضربة محتملة على سوريا.

وأضاف أنه وفقا لمعلومات السلطات الرسمية في المعبر فإن معظم الفارين هم من منطقة العاصمة دمشق ومن بين الميسورين كما توضح لوحات سياراتهم ونوعياتها.

ويأتي النزوح الجديد في وقت ذكر فيه تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاثنين، أن إجمالي النازحين السوريين إلى لبنان بلغ حتى الأسبوع الماضي 703 آلاف نازح، مضيفا أنه تم تسجيل أكثر من 11 ألف شخص لدى المفوضية خلال الأسبوع نفسه.

وأوضح التقرير أن حوالي 600 ألف شخص تم تسجيلهم لدى المفوضية بلبنان، بينهم 300 ألف طفل أغلبهم دون الـ11 عاما، ما يجعل لبنان يستضيف أكبر عدد من الأطفال السوريين النازحين في المنطقة، كما أكد أن أكثر من مائة ألف شخص ينتظرون التسجيل.

وغير بعيد عن لبنان،  يتواجد في الأردن نحو 560 ألف لاجئ سوري، بينهم حوالي 150 ألفا في مخيم الزعتري للاجئين السوريين.

ويقول مسؤولون أردنيون إن تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين إلى الأردن شكل “عبئا كبيرا” على مصادر المياه “الشحيحة” كما شكل ضغطا على مصادر الطاقة وتسبب في ارتفاع أسعار وأجور السكن والتعليم.

غازات سامة على دمشق ونابالم على حلب

                                            قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت بالغازات السامة حي جوبر بدمشق، وذلك في أعقاب قصف آخر بمادة “النابالم” الحارقة وقنابل فوسفورية استهدف بلدة “أورم الكبرى” في ريف حلب أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة خمسين آخرين، لتصل حصيلة قتلى الثلاثاء إلى 65 شخصا.

فقد أفاد ناشطون سوريون برصد عشرين حالة اختناق في حي جوبر بدمشق، بعد قصف بغازات سامة، على حد قولهم.

وفي وقت سابق، قال ناشطون إن 12 شخصا قتلوا وأصيب خمسون آخرون في قصف استهدف بلدة “أورم الكبرى” في ريف حلب. وقال الأطباء إنهم يعتقدون أن طائرات قصفت البلدة بمادة “النابالم” الحارقة وبقنابل فوسفورية.

وأظهرت صور بثها ناشطون أشخاصا مصابين بحروق شديدة وتشوهات جلدية وصعوبة في التنفس, وقال المركز الإعلامي السوري إن جميع الضحايا طلاب معهد تعليمي استهدفته الغارات الجوية.

وذكر ائتلاف المعارضة السورية أن أكثر من أربعين جريحا سوريا وصلوا إلى تركيا مصابين بحروق خطيرة جراء قصف طائرة حربية لمنطقة أورم الكبرى بريف حلب بقذائف فوسفورية وقنابل نابالم.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 65 شخصا قتلوا الثلاثاء، معظمهم في حلب ودمشق وريفها.

وعلى صعيد التطورات الميدانية أيضا تبنت حركة “أحرار الشام الإسلامية” تفجير حاجز تابع لقوات النظام في مدينة بنش بمحافظة إدلب.

وقال ناشطون إن شبيحة قاموا بإخلاء الحي الشرقي من معضمية الشام بريف دمشق.

قصف ودهم

وفي مدينة حلب قصف النظام بالمدفعية الثقيلة أحياء الأشرفية والراشدين والشيخ مقصود، كما شنت قوات النظام حملة دهم للمنازل في حي الزهراء. وذكرت مصادر أن كتائب الثوار سيطرت على حاجز “الحمام” العسكري جنوب بلدة خناصر.

وفي بلدة حيان سقط قتلى وجرحى في قصف لقوات النظام، كما قصفت بلدات السفيرة وحميمية وبستان الباشا والشيخ مقصود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي قصف الغوطة بريف دمشق، حيث استهدف منطقة السقي بمدينة النبك, وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ووقعت اشتباكات عنيفة في بلدة السبينة.

أما في دمشق فقال المرصد إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء مخيم اليرموك وبرزة والقابون، وسقطت عدة قذائف هاون في محيط ملعب الفيحاء بحي ركن الدين وأحياء العباسيين والقصاع, كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في أحياء الزاهرة القديمة والميدان والعمارة.

وقصفت قوات النظام مجمل أحياء حمص المحاصرة، واستهدفت تلبيسة والرستن والقصور والغوطة بالمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وستة جرحى, كما قصفت مدينة كفرزيتا وقرية لحايا بريف حماة.

وفي درعا نفذت قوات النظام حملة دهم واعتقال في حي القصور, وتعرضت أحياء درعا البلد وبصرى الشام لقصف عنيف. وفي ريف إدلب قصف الجيش السوري بالطيران الحربي والمروحي وبالمدفعية مدينة أريحا وجبل الأربعين وبلدة قميناس.

عمليات للثوار

من جانبها، أعلنت كتائب الثوار عن استهداف مراكز لقوات الأسد في برزة والقابون، كما فجرت حافلة لقوات النظام، مما أدى إلى مقتل أربعين عنصرا في حي العدوي، حسب الكتائب.

وفي حمص قال الثوار إنهم غنموا عددا من الأسلحة الثقيلة في اشتباكات دارت مع القوات الحكومية, بينما انفجرت عبوة ناسفة في إحدى حافلات قوات النظام بحي القصور، مما أدى إلى مقتل جميع طاقمها.

كما تصدت كتائب الثوار لرتل عسكري كان متجها نحو مورك بريف حماة، وفجرت حاجزا عسكريا في بلدة الزلاقيات ودمرت عربة عسكرية وقتلت عددا من العناصر. فيما استهدف الثوار مراكز للقوات النظامية في بلدة السقيليبة.

وفي ريف القنيطرة تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام قرية الرفيد. أما في محافظة الحسكة ففجر الثوار عددا من الحواجز العسكرية التابعة لحزب العمال الكردستاني في اليعربية.

مصدر روسي: قواتنا المسلحة لن تتدخل في حال ضربت سوريا

هيئة الأركان الروسية تؤكد أنها ستسحب أسطولها الحربي من طرطوس عند تفاقم الوضع

العربية.نت

أكد مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الاربعاء 28 أغسطس/آب، أن هيئة الأركان تتابع وتحلل باستمرار تطور الأوضاع العسكرية حول سوريا.

وأشار المصدر الى أن القوات المسلحة الروسية ليست مكلفة بالحيلولة دون وقوع نزاع مسلح أو التدخل في الأحداث حول سوريا.

وقال المصدر لوكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء: “منذ بداية تصعيد النزاع تتابع هيئة الأركان الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط وتقوم بتقييمه”.

وأضاف المصدر، وفقاً لموقع “روسيا اليوم”، أن “هذا الوضع يتطلب متابعة دقيقة لتطور الأحداث ومراقبة تحركات القوى المتنازعة في المنطقة. ولهذا الغرض نستخدم منظومة الرصد من الأقمار الصناعية، وتشارك في المراقبة سفننا من مجموعة السفن الحربية في البحر الابيض المتوسط، ونستند أيضاً الى مصادر أخرى للمعلومات”.

وأضاف أن هيئة الأركان تتابع الأوضاع من أجل الحصول على أكبر حجم ممكن من المعلومات التي ستستخدم في خدمة مصالح الأمن القومي الروسي. وقال المصدر: “هذا وضع طبيعي بالنسبة الينا. وإن الأزمان التي كنا نحارب فيها في سبيل أحد، قد مضت. ونحن ننوي الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات لخدمة مصالح الأمن القومي الروسي، وتحليل تكتيكات المشاركين في النزاع المحتمل بدقة، واستخلاص النتائج للمستقبل”.

استعدادات لضرب سوريا

هذا وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن عدداً من السفن الحربية الأميركية المجهزة بالصواريخ المجنحة “توما هوك” والغواصات الذرية الأميركية انتشرت بالقرب من السواحل السورية.

وأعلن عدد من الدول، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وتركيا، عن استعدادها لدعم الولايات المتحدة في حال بدأت التدخل العسكري في سوريا.

وأكد المصدر أخيراً أن ورشة العمل العائمة التابعة لأسطول البحر الأسود التي تنفذ المهام المنوطة بها في ميناء طرطوس السوري سيتم سحبها ووضعها تحت حماية السفن المتواجدة في المتوسط في حال تفاقم الوضع.

الأطلسي”: لا يمكن السكوت بعد استخدام الكيماوي في سوريا

سفراء الناتو أكدوا أن هناك أدلة تشير إلى استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية

بروكسل – رويترز

قال أندرس فو راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأربعاء، إن معلومات من عدد من المصادر تشير إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في سوريا.

وأضاف متحدثاً بعد اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل أن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة “غير مقبول ويجب الرد عليه”، غير أنه لم يقترح أي ردّ.

وتابع في بيان: “هذا خرق واضح للمعايير والممارسات الدولية القائمة منذ فترة طويلة.. المسؤولون يجب أن يحاسبوا”.

وذكر مصدر دبلوماسي أن الاجتماع العادي للسفراء ناقش المسألة السورية بالخطوط العريضة، مشيراً إلى أن التدخل المباشر للحلف “لم يكن على الأجندة”.

وقال راسموسن الذي أكد في السابق ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا إن الحلف يدين “بأشد العبارات” الهجوم على ريف دمشق والذي أسفر عن مقتل المئات. وأضاف أن “النظام السوري يحتفظ بمخزونات من الأسلحة الكيماوية”.

وأكد أن “أي استخدام لمثل هذه الأسلحة غير مقبول ولا يمكن أن يمر دون رد. ويجب محاسبة المسؤولية عنه”.

وبيّن أن الحلف “سيواصل التشاور، كما سيبقي الوضع في سوريا تحت المراجعة الدقيقة”، وسيواصل مساعدة الدولة العضو تركيا التي لها حدود مشتركة مع سوريا.

وفي وقت سابق من هذا العام قام الحلف بقيادة الولايات المتحدة بنشر صواريخ باتريوت في تركيا بعد تعرض عدد من القرى الحدودية لنيران المدفعية السورية.

يُذكر أن مبعوثي كل من بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة قد بدأوا محادثات، الأربعاء، حول مسوّدة القرار الذي تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن والذي يمكن أن يسمح بشنّ عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

وترغب بريطانيا في أن يسمح القرار باتخاذ “جميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين”، إلا أنه من المتوقع أن تعارض روسيا بشدة أي خطوات غربية باتجاه توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف سورية رداً على استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي.

فريق الأمم المتحدة حول الكيماوي يستأنف مهمته بسوريا

كاميرون وأوباما ليس لديهما أي شك حول مسؤولية النظام السوري في الهجوم

دمشق، لندن – فرانس برس، بيروت – رويترز

استأنف مفتشو الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية في سوريا مهمتهم، اليوم الأربعاء، بحسب ما أفاد مصور في وكالة “فرانس برس”، وذلك غداة تعليقها بسبب مخاوف أمنية.

وقال المصور إن المفتشين غادروا الفندق قرابة الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي في موكب مؤلف من ست سيارات تحمل شعار الأمم المتحدة، من دون أن يكون بالإمكان التحقق من وجهتهم.

ومن جهته أكد النشط السوري سلام محمد أن فريق المفتشين وصل إلى بلدة المليحة، الواقع تحت سيطرة المعارضة، ويرافقه الآن مقاتلون من الجيش الحر وسيتجهون إلى بلدات وقع بها الهجوم لبدء مهمتهم.

وقام المفتشون الاثنين، بزيارة أولى الى معضمية الشام، حيث التقوا مصابين في الهجوم وجمعوا عينات، على رغم تعرض إحدى سياراتهم لإطلاق نار من قناصة مجهولين.

وكان من المقرر أن يستأنف المفتشون مهمتهم أمس، إلا أنها أرجئت الى اليوم بسبب “مخاوف” أمنية، بحسب الأمم المتحدة.

الإبراهيمي: هجوم الغوطة يحتم نجاح جنيف 2

وفي سياق متصل، أكد المبعوث الدولي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنه “لا شك أن مواد معينة تم استخدامها في الغوطة الشرقية”، معتبراً أن “ما حدث في الغوطة يحتم انجاح مؤتمر جنيف 2”.

وأوضح أن “الأسلحة الكيماوية محرمة واستخدامها جريمة بغض النظر عن عدد القتلى”.

واعتبر الإبراهيمي أنه “يجب أن يتم دفع المسار السياسي لحل الأزمة السورية.. كل ما يجري من تطورات في سوريا يشير إلى ضرورة حل سياسي”.

وأكد أن “القانون الدولي واضح وعلى مجلس الأمن أن يكون معنياً بأي تطور عسكري”، نافياً علمه إذا ما تم اتخاذ قرار أميركي بالتدخل في سوريا.

لا شكوك عند كاميرون وأوباما عن تورّط الأسد

وفي سياق متصل، أعلنت لندن، الأربعاء، أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، “ليس لديهما أي شك حول مسؤولية نظام الأسد” في الهجوم الكيماوي.

وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة البريطانية أن كاميرون وأوباما، اللذين تحادثا هاتفيا مساء أمس الثلاثاء، وبحثا الوضع في سوريا “اتفقا على أن كل المعلومات المتوافرة تؤكد وقوع هجوم كيماوي.. ولفتا الى أن حتى الرئيس الإيراني والنظام السوري أقرّا بذلك”.

وتابع البيان أن المسؤولين “اتفقا على أنه ليس هناك أي شك حول مسؤولية نظام الأسد”.

وأفاد مكتب رئيس الوزراء أن الأدلة تشير بوضوح الى أن قوات السد نفذت الهجوم بالأسلحة الكيماوية الأربعاء الماضي في ريف دمشق.

وجاء في البيان أن “قوات النظام كانت في تلك الفترة تنفذ عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة من المعارضة وليس هناك ما يدل على أن المعارضة لها القدرة على شن مثل هذا الهجوم بالأسلحة الكيماوية”.

وتابع البيان أن “رئيس الوزراء أكد أن الحكومة لم تتخذ حتى الآن أي قرار حول طبيعة ردنا تحديدا، لكنه سيكون منسجما مع القانون ومتناسبا مع الهجوم الكيماوي”.

الناتو: دمشق مسؤولة عن استخدام الكيماوي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حذر سفراء الحلف الأطلسي (الناتو) من استخدام دمشق السلاح الكيماوي ويعتبرون ذلك أمرا غير مقبولا ولا يمكن السكوت عنه، مشيرين إلى أن دمشق مسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي.

وقال أمين عام حلف الناتو، أندريه فوغ راسموسن، إن استخدام الكيماوي يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

وأضاف أن “استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لا يمكن أن يمر دون رد، وأن الأوضاع في سوريا يجب أن تبقى قيد المراقبة”.

من جانبه اعتبر مجلس الأمن أن استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبولا.

بان: التحقيقات بحاجة إلى 4 أيام

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، إن فريق المحققين الدوليين بحاجة إلى 4 أيام داخل سوريا لإجراء تحقيقاتهم ثم لتحليل العينات التي حصلوا عليها.

وأضاف بان أن الشعب السوري يستحق حلا سلميا للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 3 سنوات، وأن العالم يجب أن يجتمع لإيجاد حل.

من جهة أخرى، قال المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الأربعاء، إن القانون الدولي واضح، ويتطلب موافقة مجلس الأمن تجاه أي تحرك عسكري ضد سوريا.

وأدان الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف استخدام “مادة” أدت إلى مقتل المئات في ريف دمشق.

يأتي ذلك في حين تستعد بريطانيا لتقدم، في وقت متأخر الأربعاء، مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين “الهجوم الكيماوي” الذي وقع ريف دمشق، وينص على “السماح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين” وفقا لما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موقعه على تويتر.

ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى دعم مشروع القرار الذي ستتقدم به بريطانيا.

وتتواصل في هذه الأثناء مهمة المفتشين الدوليين للتحقق من استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق في الحادي والعشرين من شهر أغسطس، حيث وصل فريق المحققين إلى منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة خارج دمشق وفقا لما أكد ناشطون.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن محققي الأمم المتحدة بحاجة إلى وقت لكي يؤدوا عملهم، وأضاف بأن الشعب السوري يستحق حلا سلميا للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 3 سنوات.

هيغ: القوات الحكومية استخدمت الكيماوي

ومن جهته، استبعد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن تكون المعارضة السورية هي من استخدمت الكيماوي، قائلا “إنها غير قادرة على استخدام الأسلحة الكيماوية”.

وقال هيغ إن الأدلة تشير إلى تورط جهة واحدة باستخدام الكيماوي في إشارة إلى القوات السورية الحكومية.

وأضاف أن الأوان قد آن لمجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته تجاه سوريا.

القوات التركية على أهبة الاستعداد

أما وزير الخارجية التركي، فقال إن القوات المسلحة التركية على أهبة الاستعداد وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمن مواطنيها.

وأضاف أن جميع الخيارات متاحة بشأن الأزمة السورية.

فرنسا تعوض بسوريا ما فاتها بالعراق

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يبدو أن فرنسا قد وعت درس حرب العراق الذي كلفها خسارة كبيرة فتبنت موقفا مناقضا تماما، وسارعت بالانحياز إلى واشنطن في ضرورة توجيه ضربة “عقابية” لسوريا” إثر “الهجوم الكيماوي” على منطقة الغوطة، الذي راح ضحيته مئات الأشخاص.

فقد تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمعاقبة من قتلوا الأبرياء في سوريا، مؤكدا أن “كل الأدلة تشير إلى أن الحكومة السورية هي من استخدم الكيماوي”.

وأكد هولاند على أن الحل الدبلوماسي “لا يلغي الخيار العسكري”، واعتبر أن الحرب “الأهلية” السورية تهدد السلام العالمي، وشدد على ضرورة الرد على “المجزرة الكيماوية” في سوريا، وقال إن بلاده ستعزز المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة.

ويقول المحللون السياسيون الفرنسيون أن ما دفع هولاند إلى هذا التأييد هو خرق حكومة بشار الأسد، إذا ما أثبت التحقيق الدولي مسؤوليتها عن الغارة، ما يعتبر من “المحرمات” في الحروب، وهو استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا منذ استخدام غاز الخردل الفتاك أثناء الحرب العالمية الأولى.

لكن، فريق أخر يؤكد أن باريس دفعت ثمنا ماديا وسياسيا باهظا لموقفها “الأخلاقي”، كما وصف وقتها، المناهض للحرب على العراق، ورفضها المشاركة في التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي قام بغزو العراق عام 2003، وذلك بعد اتهامات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأبن لبغداد بحيازة أسلحة دمار شامل، ومساندة تنظيم القاعدة، التي ثبتت عدم صحتها فيما بعد.

فقد استبعدت الشركات الفرنسية تماما من تقسيم كعكة مردود حرب العراق، وحصلت الشركات الأميركية وشركات حليفتها الأولى بريطانيا، ومن ساند الغزو، على نصيب الأسد من عقود إعادة إعمار العراق الذي دمرته الحرب.

وقدرت قيمة عقود المرحلة الأولى وحدها بنحو 5 مليارات دولار، استحوذت على جزء كبير منها شركة “هاليبرتون” التي ظل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني على صلة بها على الرغم من استقالته من رئاستها مع بدء حملته الانتخابية عام 2000.

وساهمت عقود إعادة إعمار العراق بعد دمار الحرب والهجمات الانتحارية التي تلت الغزو في إثراء العديد من الشركات في وقت كانت تعاني فيه مثيلاتها الفرنسية من الانكماش الاقتصادي المحلي، وانغلاق أفق المزيد من التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة التي لم تغفر لباريس رفضها الانضمام إلى صفوف المباركين للغزو.

وكانت حكومة الرئيس الفرنسي آنذاك، جاك شيراك، قد وصفت الغزو بأنه “غير أخلاقي”، وأعلنت عدم اقتناعها بما قدمته واشنطن على أنه “أدلة دامغة” على امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل.

وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول قد عرض، خلال جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 5 فبراير 2003، صورا لسيارات نقل في منطقة صحراوية، مؤكدا أنها “معامل متنقلة لإنتاج أسلحة بيولوجية”، كما لوح بزجاجة صغيرة قال إنها تحتوي على عينة من “الأنثراكس” مأخوذة من العراق.

وفي مداخلة جريئة، شكك وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في صحة أقوال باول و”الأدلة” الأميركية، وطالب بمنح بعثة التفتيش الدولية التي كان يقودها هانز بليكس ومحمد البرادعي المزيد من الوقت للتحقيق في صحة هذه الاتهامات.

لكن واشنطن لم تؤخذ هذا الطلب في الاعتبار. وانقسم العالم إلى حلف الحرب وحلف السلام. الأول مكون من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، والدانمارك، وبولندا ، والمجر، والتشيك وعدة دول أخرى من أوروبا الشرقية. والثاني تقف فيه فرنسا مع ألمانيا.

وأمام تهديد فرنسا وروسيا والصين، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، باللجوء إلى حق الفيتو لمنع الأمم المتحدة من الموافقة المطلوبة لشن حرب على العراق، ونظرا لأن عدد كبير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن كان يرفض السير خلف واشنطن ولندن في هذا الأمر، قررت الأخيرتان غزو العراق دون الحصول على موافقة مجلس الأمن.

وتعرضت فرنسا، التي قادت جبهة السلام، لحملة إعلامية وشعبية أميركية ضروس ضدها، وإلى جفاف سياسي امتد عدة سنوات.

واليوم، وبعد مرور عشر سنوات على غزو العراق، سارعت فرنسا للعمل يدا بيد مع إدارة الرئيس أوباما، والحكومة البريطانية لتكون من أول المنادين بضرورة “معاقبة” سوريا.

صحف عربية: سوريا “عراق جديد

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

توافقت صحف عربية صدرت الأربعاء، وخاصة العراقية، على أوج التشابه بين التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة لسوريا وبين الحرب الدولية بعد الاتهامات التي وجهت لنظام صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل، والتي ثبت عدم صحتها بعد احتلال العراق.

وترى صحيفة الصباح العراقية أن “منطقة الشرق الأوسط ستكون مجددا على موعد قريب مع ضربة عسكرية واسعة أو محدودة من قبل الدول الغربية بقيادة أميركية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأنه المتهم الرئيس أخيرا في الهجوم بالسلاح الكيماوي على مناطق الغوطة بريف العاصمة دمشق”.

وتؤكد الجريدة أنه “بالمقارنة بين تجربة حكم صدام حسين في العراق، وتجربة حكم الأسد في سوريا، فإن نظام الأسد غير بعيد عن احتمال تكرار بعض التفاصيل الخاصة بالسيناريو الذي جرى تنفيذه واستهدف نظام صدام، ويتضمن شن غارات جوية وصاروخية لتدمير مواقع عسكرية حيوية في سوريا”.

مما يعني، حسب “الصباح”، “أن التدخل العسكري الغربي قريب المنال، كما أن الغرب ربما يذهب إلى خيار آخر، وهو إبرام اتفاق دولي مع نظام الأسد لنزع الأسلحة المحظورة التي بحوزة الجيش السوري النظامي بذريعة أن النظام فقد السيطرة على هذه الأسلحة، وهذا أمر فعال لأنه يشكل ضمانة لأمن إسرائيل، وأمن حلفاء الولايات المتحدة من العرب”.

وتتطرق جريدة “المشرق” إلى المردود الاقتصادي لهذه لضربة المحتملة مؤكدة أنها “ستعود بالفائدة على العراق وموازنته كونه يعتمد بالدرجة الأولى على النفط في إعدادها”.

أما جريدة المدى العراقية فتتنبأ بأنه “بعد التفتيش في الغوطة، ستتغير الصورة مجددا، فإن ثبت استخدام النظام لأسلحته الكيماوية، فإن المطالبة بتفتيش كامل الأراضي السورية، ستكون واحدة من النتائج، وسيكون على روسيا حينها، الخضوع لإرادة المجتمع الدولي”.

“وفي حال لم يتم التدخل العسكري خلال أيام، فإن المجتمع الدولي سيكون قد وضع يده على ملف الكيماوي السوري، وستكون العقوبات جاهزة، وأشدها تأثيرا على نظام الأسد، إجباره على حضور مؤتمر جنيف الثاني ليقدم فيه تنازلات جوهرية بمباركة روسيا، التي لن تعادي العالم لسواد عيون الأسد”، حسب الصحيفة.

وترى “الصباح” التونسية أنه “مع بعض الفوارق الطفيفة، يبدو أن نفس السيناريو الذي تم اعتماده من قبل الدول الغربية التي شاركت في غزو العراق بصدد التكرار الآن في سوريا”.

وتضيف أن “ذات الحملة وذات الأسلوب والمنطق نراها اليوم تعاود الظهور من خلال نفس اللاعبين الذين تسببوا في المأساة التي عرفها وما زال يعاني من ذيولها وتبعاتها الشعب العراقي، والتي كان من نتائجها المباشرة إدخال كامل منطقة الخليج والشرق الأوسط في مرحلة من اللاستقرار والاضطرابات وانتشار التطرف والإرهاب”.

أما “الوطن” الجزائرية فقالت “لا لتكرار سيناريو العراق”.

“الوطن” الليبية من جانبها ترى أن الأسد انتهز فرصة “انشغال الإعلام بالثورة المصرية الثانية وما تلاها من تغير موازين القوى الدولية” حتى يبدأ “عمليات ما اسموها التطهير (…) واستمر بشار الأسد وجيشه بملاحقة الثوار وقتلهم وآخرها استخدام الكيماوي ضدهم”.

ومن جهتها قالت صحيفة “المصري اليوم” أن “العالم يترقب الجزء الثاني من فيلم العراق” متسائلة “هل سيتكرر سيناريو صدام مع الأسد؟”

وتقول الصحيفة المصرية “تستعد الولايات المتحدة لحرب جديدة ضد سوريا بعد تلويحها بتوجيه ضربة عسكرية، على خلفية هجوم كيماوي يعتقد أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قامت بتوجيه منه بشنه ضد شعبه”.

وتوصف الصحيفة هذا السيناريو بأنه “إطلاق للجزء الثاني من فيلم العراق”، في إشارة إلى الاحتلال الأميركي للعراق، الذى شكل، في رأي الصحيفة “أكبر عملية برية أميركية بهدف إسقاط نظام صدام حسين، حيث ادعت أميركا وبريطانيا امتلاك العراق أسلحة دمار شامل تشكل تهديدا لها، وللدول الحليفة”.

قوات خاصة جاهزة لدخول سوريا من الأردن

إياد الجغبير- عمان- سكاي نيوز عربية

قال مصدر رفيع المستوى لـ”سكاي نيوز عربية” إن الأردن لن يستخدم أراضيه لتوجيه أي ضربة عسكرية لسوريا، لافتا إلى أن ضرب بعض المواقع العسكرية سيكون عبر راجمات الصواريخ والبوارج والطائرات.

وزاد المصدر أن الضربات العسكرية سوف تشمل عددا من مواقع “الجماعات الإرهابية” المتواجدة على الأراضي السورية أيضا.

وذكر المصدر، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، أن مجموعات من القوات العسكرية الخاصة تتواجد حاليا على الحدود الأردنية السورية لدخولها إلى بعض المواقع الحساسة للسيطرة على الأسلحة الكيماوية بعد تأمين الطريق الآمن لها وأنه تم تدريب هذه القوات على تضاريس مشابهة للأراضي السورية لضمان وصولها إلى أهدافها بأقل الخسائر.

ولفت المصدر إلى أن الضربة العسكرية ستعمل على تأمين منطقة عازلة في جنوب سوريا لوضع اللاجئين السوريين الجدد فيها، مؤكدا أن مقاتلات حربية غربية وعربية وصلت إلى الحدود الأردنية السورية ووضعت في حالة التأهب تحسبا من وقوع أي ردة فعل من قبل النظام السوري على الأراضي الأردنية.

وأكد المصدر أن الأردن قام كذلك بنشر بطاريات الباترويت على طول حدوده المحاذية لسوريا .

وبين المصدر أن قوات الجيش الأردنية وضعت العديد من السيناريوهات المحتملة بما فيها احتمالية استخدام النطاق الجوي للجهة الشمالية من الأردن .

واكتفى المصدر بقوله إنه في حالة إنشاء المنطقة العازلة بالجهة الجنوبية من سوريا فإن حمايتها ستقع على كاهل القوات العسكرية المتواجدة على الحدود الأردنية السورية.

ولفت المصدر إلى “وصول طائرات حربية ومضادات صواريخ حديثة إلى الحدود الأردنية دعما من الأشقاء السعوديين”، على حد قوله فضلا عن الطائرات الحربية والاستطلاعية الأميركية.

تقرير أميركي يقدم أدلة إدانة لسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بانتظار قرار توجيه ضربة عسكرية عقابية لسوريا على استخدام الحكومة “أسلحة كيماوية” ضد شعبها، تصدر الولايات المتحدة في غضون ساعات تقريرا يقدم الأدلة على مسؤولية الحكومة السورية وليس مقاتلي المعارضة عن تلك الهجمات.

ويهدف التقرير إلى تعزيز السند القانوني لتوجيه ضربة لسوريا، حتى بدون اجماع في مجلس الأمن، وكذلك الرد على مواقف روسية وغيرها تتهم المعارضة السورية باستخدام “أسلحة كيماوية” لتوفير مبرر لتدخل عسكري أجنبي.

من شأن التقرير أيضا تبرير أي عمل عسكري على أساس أنه لا يستهدف “تغيير النظام بالقوة الخارجية” وإنما هو رد من أجل حماية المدنيين و “شل قدرة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية”.

وكانت أكبر صحيفة صينية شبه رسمية كتبت اليوم في افتتاحيتها أن “الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في سوريا”.

وتشير تسريبات صحفية إلى أن التقرير الأميركي ـ الذي يصدر الأربعاء أو الخميس ـ سيتضمن أدلة استخباراتية على أن الحكومة السورية هي التي قصفت مناطق بريف دمشق بالأسلحة المشار إليها، خاصة وأن فريق التحقيق الموجود في سوريا الآن ليس من مهامه تحديد من استخدم تلك الأسلحة وإنما فقط تقديم أدلة على استخدامها.

وبدأت التسريبات الصحفية لما قد يتضمنه التقرير، إذ نشرت “فورين بوليسي” أن الاستخبارات الأميركية التقط محادثة هاتفية تؤكد أن الجيش السوري هو من أطلق تلك الأسلحة.

وقالت المجلة الأميركية إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تنصتت على مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري “مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيماوي” وهو “مصاب بالذعر” بعد هجوم الأسبوع الماضي.

وهناك تسريبات أيضا بأن الأقمار الصناعية التقطت صورا لقذائف “أسلحة كيماوية” تنقل من مخازنها السورية قبل الهجوم بوقت قصير.

ويبدو أن واشنطن تسعى لتفادي ما حدث بشأن أدلة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي عرضها الجنرال كولن باول (وزير الخارجية الأميركي آنذاك) في الأمم المتحدة قبل عقد من الزمان، وثبت بعد ذلك أنها مفبركة.

هيغ: “الفيتو” لن يمنعنا من وقف جرائم الأسد

لندن، بريطانيا (CNN)– جدد وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، تأكيده على أن جميع الأدلة تدين نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، باستخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، ويجب على العالم أن يمنعه من مواصلة ما وصفها بـ”الجرائم ضد الإنسانية.”

وقال الوزير البريطاني، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن بلاده تواصل جهودها للدفع باتجاه تحرك دولي في سوريا، حتى إذا ما واصلت كل من روسيا والصين لجوئهما لاستخدام حق النقض “الفيتو”، لإجهاض أي قرار محتمل بهذا الشأن، في مجلس الأمن الدولي.

هيغ رداً على انتقادات الأسد: إنه يعيش في الأوهام

وتابع هيغ قائلاً: “لقد حان الوقت الذي يجب فيه أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته في سوريا، بعدما فشل في ذلك على مدار العامين ونصف الماضيين”، في إشارة إلى بدء الاضطرابات في الدولة العربية، منذ ربيع العام 2011، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى.

وأضاف الوزير البريطاني أنه حتى لو لجأت روسيا والصين إلى الفيتو، “فإننا وعدد من الدول الأخرى، لدينا التزام”، في ضوء ما يُعد أول استخدام من نوعه للأسلحة الكيميائية في القرن الحادي والعشرين.

كي مون يطلب غطاءً أممياً لأي هجوم على سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، إنه لا يدعم أي تحرك عسكري تجاه سوريا بعيدا عن الغطاء الأممي، وذلك على خلفية التوقعات بقيام الولايات المتحدة وعدد من الدول بتوجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا.

المعلم: لا أجزم بهجوم وإذا وقع سنفاجئ العالم بدفاعنا

وقال كي مون في مؤتمر صحفي: “لا يمكننا التكهن بقرب التحرك العسكري، وأنا لا أدعم التحرك العسكري بعيداً عن مجلس الأمن.”

واضاف: “وصلنا لأكثر اللحظات صعوبة في الأزمة السورية، فهناك شكوك في استخدام اسلحة كيميائية بالبلاد.”

تأجيل زيارة ثانية للمفتشين لموقع الهجوم للأربعاء

وألقى الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على أن “فريق المفتشين الأمميين في سوريا يقوم بعمل جيد، وقد أنهى عمله لليوم الثاني،” مؤكدا على أن “استخدام السلاح الكيماوي في سوريا من قبل أي طرف غير مقبول.”

خيارات واشنطن في سوريا.. كوسوفو لحل “مشكل من جهنم”

وبين كي مون أهمية الدبلوماسية في الوقت الراهن، حيث قال: “يجب أن نمنح الدبلوماسية فرصة لحل الأزمة في سوريا.”

مصدر بالجيش السوري الحر: لم نشارك الامريكيين بوضع أي بنوك أهداف ولم نُستشَر

روما (28 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى مصدر مسؤول في الجيش السوري الحر مشاركته بوضع أي “بنك معلومات” قالت وسائل إعلام إن الولايات المتحدة وضعته لتحديد المواقع والمراكز التي تنوي قصفها فيما لو اتّخذ الرئيس الأمريكي قراراً بضرب قوات النظام السوري رداً على استخدامه أسلحة كيماوية ضد المدنيين

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يشارك قادة الجيش السوري الحر القوات الأمريكية بوضع أي بنوك أهداف أو تحديد المواقع التي يجب ضربها، ولم تطلب الولايات المتحدة أي استشارة أو مساعدة في ذلك، ربما لأن قدرتها التقنية الهائلة تجعلها تمتلك معلومات أكثر من تلك التي يمكن أن نقدمها لها” وفق قوله

وأضاف المصدر “كل ما يتم نشره عن بنك الأهداف توقعات وتحليلات، ولا معلومات عسكرية حول الأهداف التي تنوي الولايات المتحدة والتحالف الدولي استهدافها في سورية، وأساساً هي معلومات عسكرية لا يتم تسريبها من هذا التحالف لأي جهة بهذه السهولة”، وأضاف “المؤشرات والمعلومات العامة التي وصلتنا من مصادر غربية وأمريكية تشير إلى أن الضربة العسكرية ستكون جراحية ودقيقة، وستستهدف مفاصل هامة للنظام وقواته العسكرية والأمنية، لكنها ستكون موجعة له بشكل كبير” على حد تعبيره.

وأضاف “لا نعرف توقيت هذه الضربة ولا تفاصيلها، لكن وفق التحركات الدولية المتسارعة، نرجّح أن تكون في غضون أيام” وفق تعبيره

ورجّح المصدر أن لا يردّ النظام على الضربة العسكرية الأمريكية، وقال “نرجّح أن يميل النظام مع العاصفة، إن لم تقض عليه، فهو لا يجرؤ على الرد أو على فتح أي حرب أوسع من حدود سورية، وكل تهديدات مسؤولي النظام ليست إلا تهديدات كلامية فارغة”، على حد تعبيره

الجيش الحر يوجّه نداءً للسوريين للابتعاد عن المراكز الأمنية والعسكرية بالبلاد

روما (28 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وجّه الجيش السوري الحر الأربعاء نداءً للسوريين لـ”الابتعاد الفوري عن كافة المراكز الأمنية والعسكرية التابعة للنظام من أجل حماية أنفسهم”، ونبّه من احتمال استهداف هذه المراكز بالقصف الجوي والعسكري للائتلاف الدولي العسكري، الذي قال إنه سيتم الإعلان عنه خارج مجلس الأمن الدولي

وقال فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري في سورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أتوجه بالنداء إلى شعبنا الصابر الصامد في كل أنحاء سورية الثائر للابتعاد عن كل المراكز والفروع والمواقع سواء كانت عسكرية أو أمنية تابعة للنظام السوري، لحماية أنفسهم وحماية أطفالهم وعائلاتهم، لأن أغلب هذه المواقع العسكرية والأمنية للنظام مهددة بأن يشملها القصف الجوي والعسكري الذي ينوي الائتلاف الدولي العسكري الذي سيتم الإعلان عنه خارج مجلس الأمن الدولي” حسب تأكيدهه

وأضاف المصري “لذلك، وحتى لا يقعوا ضحايا هذا القصف على هذه المواقع، وللحافظ على حياتهم، لا سيما وأن هناك العديد من المواقع العسكرية والأمنية محاطة بأحياء السكنية، نتمنى عليهم ونرجو منهم الابتعاد فور سماعهم هذا النداء عن أي موقع أمني أو عسكري، وكذلك الابتعاد عن جميع المطارات”. وتابع “إن ابتعادهم عن هذه المناطق ضرورة ملحة للغاية للحفاظ على حياتهم حتى لا يقعوا ضحايا للقصف الذي سيستهدف لنظام السوري وكافة مفاصله الأمنية والعسكرية التي يستهدف منها المدنيين ويقتلهم”

وترجح الأوساط الدولية والمعارضة السورية أن توجّه الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى ضربات عسكرية بعيدة المدى للنظام السوري خاصة بعد أن حمّلته مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق في قصف أودى بحياة أكثر من ألف من السكان

ناشطة انسانية ايرلندية: التدخل العسكري في سورية سيزعزع استقرار الشرق الأوسط

الفاتيكان (28 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قالت ناشطة ايرلندية في مجال حقوق الانسان إن “التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة أو قوات حلف شمال الأطلسي لن يحل مشكلة سورية”، بل “من شأنه أن يؤدي إلى موت آلاف السوريين وتدمير البلاد” فقط

وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الأربعاء، حذّرت الناشطة ميريد مغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام1976، من أن ما سلف ذكره “يعني هروب مزيد من السوريين إلى الدول المجاورة، وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وترك المنطقة في براثن العنف وخارج نطاق السيطرة”، موضحة أن “شعب سوريا يصرخ مطالبا بالسلام والمصالحة والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد”، والتي “لا تزال تُغذيها قوى خارجية، تقوم بتمويل آلاف المقاتلين الأجانب لأجل مصالح سياسية خاصة” وفق ذكرها

وأضافت مغواير التي كانت في مهمة سلام بسورية في أيار/مايو الماضي، أنه “حتى في ظل الحرب الأهلية الدائرة، التقيت العديد من الأشخاص والجماعات التي تعمل على بناء السلام والمصالحة في البلاد”، مطالبة في ظل السيناريو الحالي، وحول مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية، أن “يتم تسليط الضوء على مجريات الأمور بشكل يتيح لمفتشي الامم المتحدة التأكد من الحقيقة من خلال أدلة دامغة”، وناشدت وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا بـ”احترام رغبة الشعب السوري بالسير على طريق الحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاع” حسب قولها

وإذ ذكّرت بفشل العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان وليبيا، خلصت الناشطة الايرلندية إلى القول إن “العنف ليس هو الحل، فدعونا نمنح فرصة للسلام” على حد تعبيرها

الصراع في سوريا: الإبراهيمي يطلب موافقة مجلس الأمن على أي عمل عسكري

قال المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمى إن أي عمل عسكري يتخذ ردا على ما يظهر أنه استخدام لأسلحة كيماوية في سوريا لا يمكن اتخاذه إلا بموافقة مجلس الأمن الدولي.

وأضاف الإبراهيمي، الذي كان يتحدث في جنيف، أنه إن كان لدى الولايات المتحدة وروسيا أدلة بشأن الجهة التي وراء الهجوم المفترض، فينبغي عليهما منحها للأمم المتحدة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا – إذا ثبت – سيكون انتهاكا فظيعا للقانون الدولي.

لكنه ذكر بأن مفتشي الأسلحة الدوليين مازالوا بحاجة إلى بعض الوقت لاستكمال مهمتهم.

وكان المفتشون قد غادروا الفندق الذي يقيمون فيه في دمشق الأربعاء لاستكمال تحقيقاتهم.

وقد تعثرت مهمتهم بسبب بعض المخاوف الأمنية، في أعقاب إطلاق بعض القناصة المجهولين النار على قافلتهم الاثنين، وهم في طريقهم إلى الموقع الذي قيل إن الهجوم قد وقع فيه.

مشروع قرار

وكانت بريطانيا قد قالت إنها بصدد طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يحمل الحكومة السورية مسؤولية الهجوم الكيماوي، الذي قيل إنه وقع الأسبوع الماضي في ضواحي العاصمة دمشق، ويدعو لاتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين.

وعبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن رغبته في منح المجلس الفرصة لتحمل مسؤولياته.

وكانت روسيا – أحد حلفاء سوريا الرئيسيين – قد ردت بالقول إن تقرير مفتشي الأسلحة الدوليين في سوريا ينبغي استكماله قبل اتخاذ المنظمة الدولية أي قرار.

وتقول الإدارة الأمريكية إن الخيارات العسكرية ضد سوريا – التي لاتزال قيد الدراسة – لن تكون محدودة بيوم واحد.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الدول التي تدرس اتخاذ عمل عسكري، تبحث أيضا عواقب أي عملية.

لكن المسؤول أضاف أن عدم اتخاذ أي إجراء سيكون له أيضا عواقب.

ويتوقع أن تنشر الولايات المتحدة الأربعاء تقارير استخباراتية بشأن الهجوم الكيماوي لدعم موقفها من اتخاذ إجراء عسكري على الحكومة السورية.

BBC © 2013

أين تقف الدول المختلفة من الأزمة في سوريا

تعرض مفتشو الأمم المتحدة إلى إطلاق نار من قناصة مجهولي الهوية

تناقش الولايات المتحدة وحلفاؤها إمكانية تنفيذ عملية عسكرية على أهداف في سوريا، فما هو موقف الدول المختلفة في المنطقة وخارجها؟

جيران سوريا

تركيا

كانت تركيا من أشد منتقدي نظام الرئيس بشار الأسد منذ بداية اندلاع الانتفاضة في سوريا.

وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الاثنين لصحيفة “مليات” التركية بأن بلاده مستعدة للانضمام لتحالف دولي من أجل توجيه ضربة لسوريا، حتى في غياب تفويض من مجلس الأمن الدولي.

السعودية والخليج

ويعتقد أن دول الخليج تقدم دعما ماليا للمعارضة المسلحة ضد الحكومة السورية. وكانت هناك خصومة سياسية بين السعودية والنظام السوري لسنوات، وقد أبدت السعودية نشاطا في تشجيع اتخاذ خطوات ضد سوريا.

وأفادت تقارير أن السفير السعودي السابق للولايات المتحدة، بندر بن سلطان، كان في الفترة الأخيرة يحاول تعبئة دعم دولي للمعارضة المسلحة.

إسرائيل

بالرغم من تجنب إسرائيل في البداية أي ضلوع في النزاع السوري، فإنها نفذت لاحقا ثلاث ضربات عسكرية على أهداف في سوريا.

وكان الهدف الذي تناقلته التقارير هو الحيلولة دون وصول أسلحة من سوريا إلى حزب الله اللبناني.

وقد سقطت قذائف سورية في مرتفعات الجولان الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، وردت إسرائيل على النار.

وأدان مسؤولون إسرائيليون مؤخرا استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، ولمحوا إلى دعمهم لأي عمل عسكري ضد النظام.

لكن إسرائيل واعية لاحتمال انعكاس أي عملية عسكرية غربية ضد سوريا عليها، كما حصل في حرب الخليج عام 1991، حين أطلق العراق صواريخ في اتجاه إسرائيل بعدما تعرضت للهجوم.

وتفيد التقارير أن المواطنين في إسرائيل بدؤوا بشراء أقنعة الغاز، تحسبا لعمل عسكري.

لبنان

صرح وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور للإذاعة اللبنانية الاثنين أنه لا يدعم ضرب سوريا، وأضاف “لا أعتقد أن هذا سيخدم السلام والاستقرار في المنطقة”.

ويعتقد أن انفجارين وقعا في لبنان مؤخرا وأوديا بحياة 60 شخصا على صلة بالأحداث في سوريا.

وقد شارك مقاتلون من حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قوات الحكومة السورية، كما أفادت تقارير بمشاركة مقاتلين من الطائفة السنية في لبنان إلى جانب مسلحي المعارضة.

وكذلك يستضيف لبنان على أراضيه عددا من اللاجئين السوريين.

إيران

كانت إيران الحليف الرئيسي لسوريا منذ ما قبل اندلاع النزاع فيها، وهي تنتقد بشدة أي تدخل خارجي.

وحذرت إيران الثلاثاء مسؤولا أمميا كان في زيارتها من أن أي عمل عسكري في سوريا سيكون له “عواقب وخيمة”.

وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عرقجي ادعاءات أن المعارضة كانت وراء الهجوم الكيماوي المفترض.

خارج المنطقة

الولايات المتحدة

كان رد الفعل الأمريكي الأولي لتقارير حول هجوم كيماوي في سوريا متحفظا، ثم بدأ الخطاب ينحو في اتجاه التشدد في الأيام الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن “استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، لا يمكن إنكاره، وهو عمل بشع”.

وقد عززت واشنطن وجودها العسكري شرقي البحر المتوسط، مما يؤكد التخمينات بأنها تعد لضربة عسكرية وشيكة.

ويعتقد المراقبون أن الضربة ستكون عبارة عن صواريخ كروز تنطلق من قطع بحرية أمريكية في عرض البحر في اتجاه أهداف ومنشآت عسكرية سورية.

بريطانيا

تعد بريطانيا خطط طوارئ لعمل عسكري، كما قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي أكد أن أي عمل لا بد أن يكون “محسوبا، وقانونيا، ومبنيا على اتفاق مع الحلفاء الدوليين”.

وقد صرح وزير الخارجية ويليام هيغ لبي بي سي الاثنين بأن الضغوط الدبلوماسية على سوريا قد فشلت، وأن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا لا يمكن أن تسمح بفكرة استخدام سلاح كيماوي في القرن الواحد والعشرين، دون عقوبة.

فرنسا

بعد مضي يوم على ورود أخبار هجوم كيماوي في الغوطة طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “برد فعل باستخدام القوة”، في حال إثبات الهجوم الكيماوي.

وقال إنه يمكن تجاوز مجلس الأمن الدولي في بعض الحالات.

وتعد فرنسا من أكثر الدول تشددا فيما يتعلق بسوريا، وكانت أول دولة أوروبية اعترفت بائتلاف المعارضة الرئيسي ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وقد قادت فرنسا وبريطانيا حملة في الاتحاد الأوروبي لرفع حظر إرسال أسلحة إلى سوريا، تمهيدا لتسليح المعارضة.

روسيا

روسيا هي أحد أهم الحلفاء الدوليين للأسد، وتتبنى الحل السياسي للأزمة.

وانتقدت روسيا بشدة فكرة تدخل عسكري غربي، وقالت إن أي تدخل خارج نطاق مجلس الأمن يهدد بنتائج وخيمة على دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الصين

انضمت الصين إلى روسيا في معارضة القرارات الدولية المضادة للنظام السوري، وانتقدت احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.

وقالت وكالة أنباء شينخوا الرسمية إن الدول الغربية تقفز إلى استنتاجات بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية قبل أن ينهي مفتشو الأمم المتحدة تحقيقاتهم.

BBC © 2013

وزير الخارجية التركي: كل الخيارات ما زالت مطروحة فيما يخص سوريا

أنقرة (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب لحماية البلاد من أي تهديدات من جانب سوريا في الوقت الذي تبحث فيه القوى الغربية احتمال القيام بعمل عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال داود أوغلو “نحن الآن في حالة تأهب قصوى … تركيا ستتخذ ما يلزم من اجراءات في إطار مصالحها الاستراتيجية.” وأضاف إن كل الخيارات ما زالت مفتوحة فيما يتعلق باحتمالات القيام بعمل دولي.

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

تقرير من دمشق

راديو هولندا : النظام يوزع الأقنعة الواقية على الموالين في دمشق .. و الشبيحة يتوعدون الناس بالانتقام منهم بعد الضربة المتوقعة !

يتجول “الشبيحة” في سياراتهم منذ الأمس في أحياء دمشق، يرددون الأغاني الدينية التي دخلت حديثاً إلى السوق السورية. ويربطون شرائط حول رؤوسهم وأيديهم. ويشتمون المارة الصامتين ويتوعدون الجميع. لكني أعتقد أنهم خائفون. إنهم يتصرفون بطريقة غريبة منذ الأمس، يقول أحد الدمشقيين في حديثه مع هنا أمستردام.

هجرة العلويين إلى الساحل

يعيش السوريون اليوم “في انتظار التوماهوك”. لقد فرغت الكثير من الأحياء التي تسكنها الطائفة العلوية في العاصمة السورية دمشق. البيوت شبه فارغة. لقد حملوا أغراضهم في سيارات وعادوا في اليومين الماضيين إلى قرى الساحل السوري، بعد توقعهم أن سوريا ستتعرض إلى سلسلة من الضربات الجوية، قد تؤدي إلى سقوط النظام السوري، وبداية موجة من الانتقامات بحقهم، بسبب موقفهم من الأزمة السورية. هذا ما يقوله الناشط عبد الغني لإذاعة هنا أمستردام مضيف: “لقد عجزت عن إقناع أمي وإخوتي بالمغادرة إلى القرية، لأننا لا نملك في القرية شيئاً. ولا نعرف فيها أحد. وبقاؤنا في منزلنا القريب من أحد التلال الدمشقية، قد يحمينا، وقد يكون آمناً”.

الساحل السوري غير آمن أيضاً

يؤكد الناشط عبد الفتاح من مدينة اللاذقية الساحلية، أن النظام السوري في الفترة السابقة، نقل كل مخزونات أسلحته الكيماوية من مناطق حلب ودمشق ومدن أخرى إلى المناطق التي مازال يسيطر عليها سيطرة كاملة، أي إلى مناطق الساحل السوري.

ويعتبر الناشط أن مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين، أكثر المدن أماناً واستقراراً في سوريا اليوم.

“إن الكثير من مخزونات الأسلحة الكيميائية، تم تخبئتها في المناطق العسكرية والكليات والمناطق التي لا يمكن الاقتراب منها، في الساحل السوري. وحتما وبوجود الأقمار الصناعية وبوجود جيش كامل من المخبرين والجواسيس، فإن الأماكن الجديدة تلك أصبحت واضحة للطائرات الغربية، وستكون من المواقع المستهدفة بالقصف. وبالتالي ستكون المنطقة كلها معرضة للغازات السامة”. يقول عبد الفتاح.

ويضيف أن أهالي اللاذقية وطرطوس سيكونون معرضين للغازات السامة، في حال تم قصفهما.

الأقنعة الواقية للأحياء الموالية

“وزعت الأجهزة الأمنية السورية الأقنعة الواقية على من تبقى من السكان، في المناطق التي تعتبر موالية للنظام السوري في دمشق. وذلك خلق ردات فعل سيئة في المناطق الأخرى من العاصمة السورية” يقول ناشط رفض الكشف عن هويته.

ويضيف أن وجود الأقنعة بيد الموالين يعني أنه سيتم استخدام السلاح الكيماوي في المعركة القادمة. أو أن النظام السوري يتوقع أن يتم تفجير الكثير من مستودعات السلاح الكيماوي بالقصف، وقد تتسرب الغازات الكيماوية، وهو يريد أن يحمي الموالين له.

وقد وجد على الأنترنت منذ فترة طويلة فيديو يوضح كيف يمكن صناعة قناع واقي من مواد بدائية وبسيطة. وهو سيحضّر قناع لكل واحد من أفراد أسرته.

الوعد بالانتقام علني الآن

“حتى الآن لا شيء خارج المألوف، مدفع هنا ومدفع هناك، صوت رشاش هنا ورشاش هناك. وبين الفينة والأخرى صرخات متقطعة أو متواصلة. لكن أصبح علنياً التوعد بالانتقام بعد نهاية الضربة العسكرية.

لا نعرف متى “تجن” البلد، ولا نعرف متى يبدأ الذبح على الهوية. لكن الناس الذين تعرضوا لقمع الأمن ورصاص العسكر وجرائم “الشبيحة” يتمنون أن تضرب دمشق الآن. إذا سألتهم يقولون لك “الحامي الله” لكنهم يتمنون أن تقوم الضربة العسكرية بالانتقام لهم من كل المجرمين الذين استباحوا كل شيء. والآن تكثر المحاضرات الوطنية التي يلقيها “الشبيحة” على الناس. الآن فقط أصبح للوطنية معنى في نظر “الشبيحة”. لكن محاضرات الوطنية تكشف عن الخوف الجديد الذي اجتاحهم. يقول أحد الصحفيين السوريين في حديثه مع هنا أمستردام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى