أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 29 شباط 2012


نشطاء يتحدثون عن دخول الفرقة الرابعة بابا عمرو … وقصف واشتباكات عنيفة في حماة

دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»

قال ناشطون وشهود في مدينة حمص السورية إن قوات من الفرقة الرابعة بالجيش السوري وصلت حمص التي تَواصَل قصف بعض أحيائها لليوم الخامس والعشرين، بعد يوم سقط فيه نحو 130 قتيلاً، وفق ناشطين تحدثوا عن مجزرة ارتكبت بحق عشرات الشباب الفارين من حي بابا عمرو. وأوضح الناشطون أن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة – وهي قواتُ نخبة يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد- دخلت الشوارع الرئيسية من حول حي بابا عمرو الجنوبي، محذرين من أن ذلك يشير إلى اعتزام الجيش التصعيد ضد سكان المدينة وإنهاء كل أشكال المقاومة ضد السلطات. وفيما لم يتم التأكد من الخبر من مصادر مستقلة، قال ناشطون إن العشرات قتلوا امس في تصعيد كبير ضد المحتجين في حماة، إضافة إلى حمص وإدلب ودمشق.

وقال نشطاء إن قوات الأمن قتلت 20 شخصاً على الأقل عندما قصفت بلدة حلفاية في محافظة حماة، موضحين أن قوات الأمن قصفت حلفاية من جانبين. وأصبحت حلفاية مركزاً للاحتجاجات في حماة بعد أن هاجم الجيش المدينة في آب (أغسطس) الماضي. ويقول نشطاء إن ريف حماة يتعرض لقصف يومي. وكان نشطاء قالوا إن قوات الأمن قتلت يوم الجمعة 18 شخصاً في حلفاية بعد أن أطلقت عليهم الرصاص في الرأس. ولا يتسنى التحقق من أقوال النشطاء من جهة مستقلة لأن سورية تمنع دخول الصحافيين الأجانب. وقال سامر الحموي، احد سكان مدينة حلفايا في اتصال مع وكالة فرانس برس إن القوات السورية النظامية «تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائياً من ثلاث جهات».

وأضاف «القصف يتم من مواقع بعيدة»، معتبراً أن النظام يهدف من عمليته العسكرية على حلفايا «أن يسكت التظاهرات وأن يقبض على العناصر المنشقين» الموجودين في المدينة.

من جهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تعرض المدينة لقصف من القوات النظامية «لليوم الرابع على التوالي». وقال المرصد «لم نوثق حتى الآن سقوط شهداء، لكن هناك جرحى إصاباتهم خطرة في هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام على ما يبدو». ويبلغ عدد سكان مدينة حلفايا حوالى 35 ألفاً، وتكتسب أهمية لوقوعها في المناطق الشمالية الغربية المتصلة مع جبل الزاوية في ريف إدلب حيث يوجد اكبر عدد من العسكريين المنشقين عن الجيش النظامي.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية امس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في حمص وحلب وحماة والبوكمال.

واستمر القصف على أحياء حمص، بخاصة بابا عمرو وحوّمت فوق المدينة مروحيات الجيش وفق ناشطين. وقال أحدهم إن ثمانين قذيفة سقطت على أحياء الحميدية والخالدية وكرم الزيتون.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط أن  700 شخص قتلوا في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر. كما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عائلة كاملة من ستة أفراد أبيدت في حي المهاجرين في حمص.

وأفاد ناشطون عن استمرار القصف على حي بابا عمرو.

ونشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على صفحتها على موقع «فايسبوك» للتواصل الإلكتروني أشرطة فيديو قالت إنها التقطت صباح امس في بابا عمرو، يظهر فيها دوي انفجارات بعد سقوط قذائف وتصاعد سحب من الدخان.

ويقول صوت مسجل على الشريط «هذه هي نتائج استفتاء الدستور، قصف بابا عمرو وتدميره، والعالم يتفرج».

وأطلق ناشط على الصفحة ذاتها نداء إنسانياً جاء فيه «مطلوب على وجه السرعة لبابا عمرو وريف دمشق: قطن وشاش من كل الأنواع، وخيطان جراحة وأكياس دم، وجبس بلاستيكي، وسيروم وأدرينالين، ومورفين» وغيرها من الأدوية.

وتجاوز عدد القتلى الذين سقطوا أول من امس في أعمال عنف في سورية 130 شخصاً، بينهم 68 شخصاً قتلوا بالرصاص والسلاح الأبيض في ريف حمص، وقال ناشطون انهم كانوا هاربين من مدينة حمص التي تتعرض بعض أحيائها لقصف متواصل من قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة أسابيع.

وفي دمشق، خرج آلاف الأشخاص امس لتشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الأيام الماضية برصاص قوات الأمن السورية، وفق ما أفادت مصادر عدة.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي في اتصال مع وكالة فرانس برس إن «آلاف الأشخاص شاركوا في تشييع شهيدين قتل احدهما امس والثاني أول من امس برصاص الأمن في كفرسوسة».

وأضاف «حاصر الأمن تظاهرة التشييع من جهات عدة، وأطلق قنابل مسيلة للدموع» لافتاً إلى أن «التظاهرات ما زالت مستمرة» في كفرسوسة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «خمسة آلاف شخص على الأقل شاركوا في تظاهرة كفرسوسة التي ميزتها هذه المرة مشاركة واسعة من الطلاب الجامعيين». وأشار إلى تزايد أعداد المتظاهرين في دمشق في الآونة الأخيرة، معتبراً أن «أعداد المتظاهرين في دمشق تتزايد مع اشتداد القمع».

كما خرجت تظاهرة حاشدة في حي الميدان لتشييع احد قتلى الاحتجاجات، وخرجت تظاهرات من عدد من مساجد الحي شارك فيها مئات المتظاهرين وفقاً للشامي.

ووفق المصدر، فإن مناطق عربين وزملكا وبرزة شهدت هي الأخرى تظاهرات مناهضة للنظام، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية في أنحاء عديدة من العاصمة.

وذكر المرصد السوري أن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات في جامعة دمشق أسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين طالباً.

وتشهد دمشق في الأيام الأخيرة تصاعداً في التحركات الاحتجاجية وأحجام التظاهرات بعد أن كانت تقتصر في الفترة السابقة على «التظاهرات الطيارة» التي يشارك فيها العشرات أو المئات لوقت قصير جداً ثم ينفضوا قبل وصول قوات الأمن إلى مكان التظاهر.

كما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومنشقين في محافظة إدلب المحاذية لتركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال ناشطون أمس إن 31 شخصاً قتلوا في إدلب في عمليات قصف شملت مناطق يسيطر عليها منشقون.

كما قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري فجر امس في اشتباكات مع مجموعة منشقة في محافظة درعا (جنوب)، كما أفاد المرصد.

وزاد في بيان «قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري وأصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اشتباكات … بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل» في محافظة درعا. وأشار البيان إلى إصابة بعض عناصر المجموعة المنشقة بجروح، وإلى استمرار إطلاق النار حتى ساعات الصباح الأولى.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سلمت أغذية وإمدادات أخرى لمدينتي حمص وإدلب امس، ولكن هناك حاجة لتحسين الأمن قبل إمكان توزيع المساعدات على المدنيين المحتاجين.

وأضافت اللجنة أن من المهم لكل من السلطات وجماعات المعارضة السورية الاتفاق على تنفيذ وقف إطلاق نار لدواع إنسانية للسماح بدخول مساعدات لإنقاذ الحياة.

تصعيد أمني يواجه التصعيد الديبلوماسي… والفرقة الـ 4 في حمص

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، نيويورك، بروكسيل، جنيف، باريس – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

بينما يتواصل الضغط الديبلوماسي الدولي على سورية، في اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف ومن خلال اعلان الاتحاد الاوروبي اسماء ستة من الوزراء السوريين ومستشار للرئيس الاسد تمت اضافتهم الى لائحة العقوبات الجديدة، يستمر التصعيد الذي تقوم به قوات الامن السورية في الداخل. فقد اعلنت مصادر المعارضة امس ان قوات من الفرقة الرابعة في الجيش السوري دخلت الشوارع الرئيسية حول حي بابا عمرو في حمص، محذرين من ان ذلك يشير إلى اعتزام الجيش التصعيد ضد سكان المدينة وانهاء كل اشكال المقاومة.

وفي الوقت ذاته ذكرت هذه المصادر ان مجزرة ارتكبت بحق عشرات الشباب الذين كانوا يحاولون الفرار من حي بابا عمرو. وقدر عدد الذين قتلوا بالرصاص والسلاح الابيض بـ 68 شخصا. وجاءت هذه الانباء بينما كانت بلدة حلفاية في محافظة حماة تتعرض للقصف، وذكر ان 20 شخصاً على الاقل قتلوا، فيما ذكرت مصادر المعارضة ان عدد القتلى في سورية امس تجاوز المئة. وأصبحت حلفاية مركزا للاحتجاجات في حماة بعد أن هاجمها الجيش في آب (أغسطس) الماضي. ويقول نشطاء إن ريف حماة يتعرض لقصف يومي. وقال سامر الحموي، احد سكان حلفايا لوكالة «فرانس برس» ان القوات السورية «تحاصر البلدة وتقصفها عشوائيا».

وتعرضت مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية لاطلاق رصاص كثيف وقذائف، ما اسفر عن سقوط جرحى، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل خمسة جنود من الجيش النظامي فجر امس في اشتباكات مع مجموعة منشقة في مدينة داعل بمحافظة درعا.

وذكر ناشطون ان تظاهرات تطالب باسقاط النظام خرجت في جامعة حلب. وتراوح عدد المتظاهرين بين 150 والف متظاهر كانوا يهتفون للمدن المحاصرة. واطلقت قوات الامن الرصاص داخل الحرم الجامعي ونفذت حملة اعتقالات واسعة. وشهدت جامعة دمشق تظاهرات مماثلة اسفرت عن اعتقال اكثر من ثلاثين طالبا.

ديبلوماسياً، يصل موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان إلى نيويورك اليوم لاجراء محادثات مع الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون واعضاء مجلس الامن.

إلى ذلك ابلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الأمن أن «قوة النيران لدى المعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالاسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري». وقال ان عدد القتلى خلال حملة الحكومة السورية ضد الاحتجاجات «أعلى بكثير من 7500 شخص» وذكر أن العدد الاجمالي للقتلى يتجاوز 100 مدني في اليوم، بينهم كثير من النساء والأطفال.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان مجلس الامن تسلم مشروع قرار جديد يطالب بوقف لاطلاق نار انساني في سورية. وقال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو ان «النص المطروح ينص خصوصا على وقف اعمال العنف وامكان ايصال المساعدات الانسانية الى المواقع الاكثر تعرضا للتهديد والسكان الاكثر حاجة، بشكل فوري ومن دون عراقيل».

في موازاة ذلك اعلن الاتحاد الاوروبي امس اسماء ستة وزراء شملتهم العقوبات «لدورهم في الحملة الدموية على المعارضين». وفرض الاتحاد حظرا على سفر هؤلاء الى دول الاتحاد، وجمد ارصدتهم في المصارف الاوروبية. وهم وزير الصحة وائل الحلقي لدوره في حرمان المحتجين من الرعاية الطبية، ووزير الاتصالات عماد الصابوني المتهم بتقييد وصول وسائل الاعلام الى مواقع الاحداث، ووزير النقل فيصل عباس لتوفيره دعما يتعلق بالامداد لعمليات القمع، ووزير التربية صالح الراشد لسماحه باستخدام المدارس كسجون موقتة، ووزير النفط سفيان علاو ووزير الصناعة عدنان سلاخو. كما ادرج على القائمة مستشار الرئيس السوري منصور فضل الله عزام.

وفي مؤشر الى الأولوية التي تعطيها واشنطن لايجاد حل السياسي في سورية قبل فتح أبواب الملاحقات القانونية بحق المسؤولين في النظام، اعـــتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه بينما يمكن القول أن الرئيس السوري هو «مجرم حرب» فان من شأن ذلك ان يعقد عملية دفعه الى التنحي.

وقالت كلينتون، في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، أن هناك «حججا ومبررات قد تتيح ملاحقة « الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ويمكن القول بأنه يقع ضمن هذا التصنيف» (مجرم حرب)، لكنها ذكرت ان خوض هذا المسار «قد يعقد امكانات التوصل الى حل لوضع معقد أصلا في سورية وسيحد من امكانات اقناع القادة بالتخلي عن السلطة». وفيما أكدت كلينتون أن الأسد «هو في طريق الخروج” اشارت الى صعوبة وضع جدول زمني لذلك.

وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة واصل امس مناقشة «الازمة الانسانية» في ســـــورية من خلال دراسة مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت يدعو النظام السوري الى السماح بمرور الامم المتحدة والوكالات الانسانية «بحرية» خصوصا في حمص. كما يؤكد انه «يجب ايضا السماح للوكالات الانسانية بتقديم مواد الحاجات الاولية وخدمات إلى المدنيين الذين يعانون من العنف خصوصا في حمص ودرعا والزبداني وغيرها من المناطق التي تحاصرها القوات السورية».

والقت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي كلمة طالبت فيها بـ «وقف انساني فوري لاطلاق النار» في سورية لافساح المجال امام الامم المتحدة لمساعدة السكان. واضافت ان مكتبها تلقى منذ 13 شباط (فبراير) الحالي «تقارير مقلقة تشير الى تدهور سريع لوضع حقوق الانسان وللوضع الانساني» في سورية.

مفوضة حقوق الانسان تطالب «بوقف انساني لاطلاق النار» ووفد سورية ينسحب احتجاجاً على «القرارات الحاقدة»

جنيف، دمشق – «الحياة»

طالبت مفوضة الامم المتحدة العليا نافي بيلاي امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بـ «وقف انساني فوري لاطلاق النار» في سورية من أجل وضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان. وقالت بيلاي في كلمة خلال «نقاش عاجل» حول سورية امام اعضاء مجلس حقوق الانسان الـ 47 في جلسة اعلن الوفد السوري انسحابه منها، «لا بد من وقف انساني فوري لاطلاق النار لوضع حد للمعارك والقصف».

واضافت: «مع انه لا يزال من الصعب ان نحدد بدقة عدد الضحايا الا ان الحكومة اعطتنا بتاريخ 15 شباط (فبراير) 2012 ارقامها التي اشارت الى مقتل 2493 مدنياً و1345 جندياً ومسؤولاً في الشرطة بين 15 اذار (مارس) 2011 و18 كانون الثاني (يناير) 2012».

الا ان بيلاي اوضحت انه وبحسب المعلومات المتوافرة لديها فان «العدد الفعلي للضحايا يمكن ان يتجاوز هذه الارقام بشكل كبير».

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان عمليات القمع اوقعت اكثر من 7600 قتيل في غضون 11 شهراً.

وكانت بيلاي نددت في 13 شباط بالوضع في سورية امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وتابعت: «ومنذ ذلك الحين تلقى مكتبي تقارير تثير القلق حول تدهور سريع لحقوق الانسان والوضع الانساني» في سورية. وقالت: «تشير تقارير حديثة الى ان الجيش السوري وقوات الامن تنفذ حملات اعتقال تعسفية بحق آلاف المتظاهرين وناشطين واشخاص يشتبه في تورطهم بنشاطات معادية للنظام».

لكن وفي دلالة على صعوبة النقاشات داخل لجنة حقوق الانسان، انسحب الوفد السوري من الجلسة، ودعا الى الكف عن «التحريض على الطائفية وتقديم اسلحة» لقوات المعارضة.

وغادر فيصل خباز الحموي سفير سورية لدى الامم المتحدة من اجتماع مجلس حقوق الانسان بعد القاء كلمة عاجلة امام الاجتماع الطارىء للمجلس في جنيف بشأن الوضع المتدهور في بلاده.

وقال السفير السوري: «نؤكد لكل هؤلاء اصدقاء الشعب السوري المزعومين ان الخطوة البسيطة لمساعدة الشعب السوري فوراً هي الكف عن التحريض على الطائفية وتقديم اسلحة وتمويل وتأليب الشعب السوري على بعضه».

وافادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان وفد سورية انسحب من جلسة المجلس في جنيف، واصفاً المناقشات بـ»العقيمة». واعلن «عدم اعترافه بشرعية الجلسة ولا بشرعية كل ما يصدر عنها من قرارات حاقدة ومنحازة».

وكان الحموي اعتبر الدعوة الى عقد جلسة حول سورية «جزء من مخطط أُعد سلفاً هدفه ضرب الدولة السورية ومؤسساتها تحت ذريعة الاحتياجات الإنسانية». وقال ان «الدليل، أن الداعين لهذه الجلسة لم ولن ينتظروا مناقشة تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة الذي خلا من أي إشارة إلى تدهور الوضع الإنساني. كما أن التقرير اعترف صراحة بالآثار السلبية والمؤلمة للعقوبات الاقتصادية على الشعب السوري بكامله ومن يدعي أنه صديق لشعب من الشعوب لا يفرض عليه عقوبات اقتصادية قاسية وغير شرعية». واشار الى ان العقوبات الاقتصادية الأحادية هي «أبشع انتهاكات حقوق الإنسان، لأنها تستهدف بالدرجة الأولى السكان المدنيين من أطفال ونساء ومسنين»، قائلاً:»رغم هذا الواقع فإن أياً من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة لم تصدر أي نداء حول ما يسمى بالوضع الإنساني في سورية».

وعزا الحموي «انسحاب» الوفد السوري الى «إصرار المجلس على اختراق قواعده الإجرائية وتحوله إلى أداة في أيدي بعض الدول وهو ما ثبت في أكثر من مناسبة وآخرها اليوم، وأن الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو إذكاء نار الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في بلادي عبر رسالة الدعم التي ستوجهها هذه الجلسة إلى المجموعات المسلحة، اضافة إلى أن مفهوم الحماية والتدخل الإنساني يتم التلاعب بهما بشكل صارخ لأهداف سياسية».

لكن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف شدد على ان «من المهم» ان تتعاون الحكومة السورية مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي طلبت هدنة يومية مدتها ساعتين وترغب في اجلاء الجرحى. وقال غاتيلوف امام مجلس حقوق الانسان في جنيف: «ندعو الحكومة السورية والمجموعات المسلحة … الى اتخاذ اجراءات من دون تأخير لمنع أي تدهور اضافي في الوضع الانساني».

وناقش مجلس حقوق الانسان امس «الازمة الانسانية» في سورية من خلال دراسة مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت ويدعو النظام السوري الى السماح بمرور الامم المتحدة والوكالات الانسانية «بحرية» خصوصا في حمص. ويدعو النص المقترح دمشق إلى «السماح للوكالات الانسانية بحرية للبدء في تقييم شامل للحاجات في حمص وغيرها من المناطق». ويؤكد انه «يجب ايضا السماح للوكالات الانسانية بتقديم مواد الحاجات الاولية وخدمات إلى المدنيين الذين يعانون من العنف خصوصا في حمص ودرعا والزبداني وغيرها من المناطق التي تحاصرها القوات السورية». ويشدد مشروع القرار على «ضرورة تلبية الحاجات الانسانية بشكل ملح» ويندد «بنقص الغذاء والادوية الاساسية والمحروقات اضافة الى الترهيب واعمال العنف بحق الطاقم الطبي والمرضى والمنشات» الصحية. ويندد مشروع القرار «بشدة بالانتهاكات المتواصلة والشاملة والمنهجية لحقوق الانسان والحريات الاساسية من قبل السلطات السورية». ويدعو نص الحكومة السورية الى وضع حد «لكل انتهاكات حقوق الانسان وكل اعمال العنف».

وينتقد مشروع القرار «الاعمال الوحشية للنظام السوري في الاشهر الـ11 الماضية مثل اللجوء الى المدفعية الثقيلة والدبابات لمهاجمة مناطق سكنية في مدن وقرى مما أدى مقتل آلاف المدنيين الابرياء … وارغم عشرات الاف السوريين على الفرار من منازلهم … وتسبب بحدوث ازمة انسانية». والقرار ليست له سلطة قانونية، إلا انه يمكن ان يساعد كأرضية إذا ما اتفق المجتمع الدولي على إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.

بان يعيّن اليوم مدّعياً عاماً وقاضياً

وقلق من عواقب الأزمة السورية

نيويورك – علي بردى

علمت “النهار” من مصادر دولية واسعة الإطلاع أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون سيعلن اليوم اسم المدعي العام الجديد للمحكمة الخاصة بلبنان، وهو الكندي نورمان فاريل، كما أنه سيعين قاضياً جديداً في المحكمة من الجنسية الأوغندية خلفاً للإيطالي الراحل أنطونيو كاسيزي. وعبر بان عن “خيبة أمله” لأن الحوار الوطني اللبناني لم يلتئم منذ أكثر من سنة. وأبدى “قلقه الشديد” مما سماه “أعمال السلطات السورية” التي تسببت بخسائر في الأرواح وجرحى في لبنان.

وإذ رفض المصدر ذكر أي أسماء، أفاد ديبلوماسي آخر أن القاضي الذي سيخلف كاسيزي في منصبه قاضي استئناف في المحكمة، علماً أن كاسيزي كان نقل صلاحيته بصفة كونه رئيساً للمحكمة، بالإتفاق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، الى السير ديفيد باراغوانث. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره نصف السنوي الجديد عن تطبيق القرار 1701، المؤلف من 83 فقرة في 23 صفحة فولسكاب، “قلقه من أن الأطراف لم يحرزوا تقدماً إضافيا في تنفيذ الواجبات المنصوص عليها في القرار”. كما أبدى “قلقه العميق لاستمرار الازمة في سوريا وعواقبها المحتملة على لبنان والقرار 1701″، معتبراً أنه “من الأهمية بمكان المحافظة التامة على اجراءات وقف الأعمال العدائية بين لبنان واسرائيل”.

وإذ ندد بالهجمات على القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” واطلاق الصواريخ من الجنوب في اتجاه اسرائيل، عبر عن امتنانه لعدم تصعيد الوضع من أي طرف بسبب هذه الحوادث. كذلك عبر عن “القلق من التفجيرات التي حصلت في مؤسسات تجارية بمدينة صور، في اشارة الى استهداف محال لبيع الكحول، وحض السلطات اللبنانية على “بذل كل جهد لتوقيف المتورطين عن كل الهجمات وتقديمهم الى العدالة”.

وإذ كرر دعوة اسرائيل الى الإنسحاب من الشطر الشمالي لبلدة الغجر ووقف طلعاتها في أجواء لبنان، حض السلطات اللبنانية على ممارسة “سلطتها الفعلية” على كل أراضيها. وقال إن “احتفاظ حزب الله وغيره من التنظيمات الخارجة عن سيطرة الدولة بالأسلحة، يعوق تأكيد احتكار الدولة للإستخدام المشروع للقوة”، فضلاً عن أنه يهدد سيادة لبنان. وأضاف: “وحدها عملية سياسية محلية في لبنان يمكن أن تؤدي الى نزع أسلحة الجماعات المسلحة”، معبراً عن “خيبة أمله” لأن الحوار الوطني لم يلتئم منذ أكثر من سنة. ودعا كل الدول الى الإمتناع عن نقل الأسلحة الى لبنان، مبدياً “قلقه الشديد من أعمال السلطات السورية على طول الحدود مع لبنان مما أدى الى خسائر في الأرواح وجرحى في لبنان”. كذلك أسف لعدم احراز تقدم في ترسيم الحدود بين البلدين.

جنبلاط لـ”النهار”: الاحتكاكات بين السني والعلوي قد تجرّ الشيعي إليها

قلت للشيخ الأسير إن لا مصلحة لأحد بنقل التوتر السوري إلى لبنان

يمضي النائب وليد جنبلاط الجزء الأكبر من يومياته في متابعة الحدث السوري والاخبار التي تصله عن المعارك والاشتباكات وأعمال القتل في حمص بين الجيش السوري والجماعات المسلحة المعارضة فيها، ولسان حاله يقول “العالم يتفرج على هذه المأساة والمجازر اليومية”.

وفي قلبه كم من العتب والغضب على مواقف روسيا، وهو يستذكر تلك الأيام والمناسبات التي كان يشيد فيها بشخصياتها السياسية، وثمة صداقات، ربطته بالعديد منها في العقود الثلاثة الأخيرة منذ عهد الاتحاد السوفياتي السابق.

وما يزعجه في المشاهد الدامية التي يراها العالم في حمص وغيرها من المدن والبلدات السورية والمجازر التي ترتكب كل يوم وتحصد من الطرفين، هو ان “المجتمع الدولي عاجز عن حماية المدنيين، وأقله تأمين ممرات انسانية برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لانقاذ الجرحى واسعافهم، ونقل المصابين من حمص فضلاً عن الصحافيين الى مناطق آمنة”.

وتسأله “النهار” وهو في زحمة انهماكه في قراءة الصحف وجمع بعض القصاصات منها عن سياسة الروسي حيال الأزمة السورية، فيرد على الفور: “وجّه السؤال اليهم مش عارف”. ثم يضيف: “يردد الروس ويدعون الى عدم التدخل في شأن الشعب السوري الذي يذبح، وفي الوقت نفسه يمدّون النظام بالخبراء العسكريين وبالسلاح والعتاد، ويفعل الايرانيون الأمر نفسه”.

قدم جنبلاط اقصى ما يمكن فعله لنصرة السوريين، واطلق صرخاته وتصريحاته المدوية في وجه القيادة السورية، ولم يوفر الروس. ويقول “بقيت وحدي، وهذه اقتناعاتي”.

وعلى هامش مشاركته في التحرك الداعم للشعب السوري في حديقة سمير قصير واقدام البعض على احراق العلم الروسي، سألناه هل جرى أي اتصال بالسفارة الروسية في هذا الشأن؟ فأجاب بالنفي. وكرر ان “لا علاقة للحزب التقدمي الاشتراكي باحراق العلم الروسي، ونرفض هذا التصرف”. لا يمانع جنبلاط في القيام بتحركات رمزية على غرار ما قام به الحزب التقدمي لاظهار الدعم للشعب السوري في معاناته، “شرط الا تتحول اعمال احتكاك او اشتباكات مع الجمهور اللبناني الآخر المؤيد للنظام السوري”.

وعندما تبلغ بدعوة الشيخ السلفي احمد الاسير الى التظاهر في ساحة الشهداء نصرة لحمص وأهلها، اصدر حزبه بيانا أوضح فيه حقيقة اسباب استقباله الاسير في المختارة السبت الفائت، ولا سيما ان الرجلين يلتقيان للمرة الاولى.

وقيل الكثير في استقبال جنبلاط للاسير وجرى تأويل هذه الزيارة على لسان اكثر من سياسي، حتى ان صديقاً له ردد في مجلس “ماذا يفعل وليد بك”؟

ويشرح جنبلاط لـ”النهار” كيف تمت هذه الزيارة. يقول ان دارته مفتوحة للجميع “وحضر الاسير من اجل الاستماع الى مواقفي، وقلت له انه ليس من مصلحة احد نقل التوتر السوري الى لبنان، وان المعركة الاساسية في حمص وليست في باب التبانة وبعل محسن. ومن الخطيئة تسجيل مشاهد مسلحة وإحداث معارك في طرابلس، لان المشكلة بين السني والعلوي في هذه المدينة قد تجر الشيعي اليها، ونحن في غنى عن اي توتر ولا علاقة لي بدعوة الاسير، وحذار الاحتكاك في اي منطقة”. وكان جنبلاط قد استاء من مشاهدة المسلحين في باب التبانة اثناء الاشتباكات الاخيرة، وكان احدهم يحمل بندقيتين من نوع “كلاشنيكوف” الروسي “ومن يشأ القتال فليذهب الى حمص ويستشهد هناك وليس على الاراضي اللبنانية”.

وبسؤاله هل كلامك هذا يعني انك تدعو هؤلاء الى القتال في صفوف المعارضة في الاراضي السورية؟ اجاب: “اكرر للمرة المئة، ما يهمني هو عدم حدوث اي توتر او احتكاك في وسط بيروت والمناطق الاخرى”.

كذلك سأله الاسير رأيه في مطالب السوريين، فرد عليه: “انها محقة، وما يحصل في حمص لا علاقة للعلويين اللبنانيين به”.

من جهة أخرى، لم يشأ جنبلاط التعليق طويلا على عودة التئام طاولة مجلس الوزراء بعد انقطاع، ويكتفي بالقول “ليست شغلتي”، ثم يستدرك: “لا فائدة من السجالات العقيمة، والمطلوب ان يحصل المواطنون على أولوياتهم، وخصوصا تأمين الكهرباء”.

وسأل عن البواخر التي ستحضر الى لبنان لسد العجز في الكهرباء، “وسمعت أن تسع شركات تتحضر لهذا المشروع المطلوب، وقد وضع دفتر شروط مدروس له حفاظا على قواعد الشفافية المطلوبة”.

ولا يحبذ رئيس التقدمي الاسترسال في الملفات الحكومية المطروحة، وما ينتظر رئيسها الرئيس نجيب ميقاتي في هذا الخصوص. ولا يقصر في تثبيت دعائمها “رغم التمايز بين بعض افرقائها وخصوصا حيال النظرة الى الازمة في سوريا”. وفي القضية الشائكة التي تشغل جميع الافرقاء، وهي طيّ مشروع الـ8900 مليار ليرة والـ11 مليار دولار من عام 2006 فان جنبلاط يدعو الى اقفال هذا الملف”.

وماذا ستفعل كتلته في جلسة 5 آذار المقبل اذا لم تسوَّ هذه المسألة، أجاب: “انا مع إيجاد حل او مخرج سريع، وأتمنى ألا نصل الى خيار التصويت”.  وثمة أسئلة لا يحب الاجابة عنها ولو بعبارتي نعم أو لا، من نوع متى تزور المملكة العربية السعودية؟

البيت الأبيض: تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من الوضع في سوريا

المواجهة تعود إلى مجلس الأمن: مشروع فرنسي لـ«وقف نار إنساني»

لاحت في الأفق نذر مواجهة جديدة في مجلس الأمن الدولي بين روسيا والصين من جهة وبين دول عربية مدعومة من الغرب من جهة أخرى، مع إعلان باريس أمس أنها وزعت مشروع قرار جديد لصالح وقف لإطلاق نار إنساني في سوريا، فيما كرر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني دعوته إلى دخول «قوات عربية ودولية إلى سوريا لإيجاد مناطق آمنة وإدخال المساعدات ومراقبة وقف إطلاق النار».

وأعلن البيت الأبيض أن تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من الوضع في سوريا، وأقر بأن هذا الأمر هو أحد الأسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد المعارضين بالسلاح على جدول أعمال واشنطن. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «من دون التطرق إلى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فإني أقول بكل بساطة إننا نعرف أن القاعدة ومتطرفين آخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي للأسد ضد المعارضة». وأضاف إن عناصر من التنظيم «يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم المدافعون عن حرية أكبر وعن الديموقراطية لسكان المنطقة، وعن سوريا في هذه الحالة»، في ما يتناقض مع «تاريخهم وحججهم وعلة وجودهم». وأقر بأن الولايات المتحدة لم «تحدد بشكل واضح إلى أي درجة يتعاون متطرفو القاعدة مع المعارضة السورية»، موضحاً إن «موقفنا لا يعود فقط لهذا السبب، بل أيضاً لأن الوقت لم يحن بعد لزيادة عسكرة الوضع في سوريا».

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن هناك «حججا» قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة «ارتكاب جرائم حرب»، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سوريا. وأعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في حديث تنشره صحيفة «لا بريس» التونسية في عددها اليوم، ان تونس مستعدة لمنح الاسد حق اللجوء. وقال ان «تونس مستعدة لمنح الرئـيس السـوري بشار الاسد والمقربين منه حق اللجوء في اطار حل تفاوضي للنزاع السوري».

وفي حين تأكد تهريب الصحافي البريطاني بول كونروي من بابا عمرو في حمص الى لبنان، فقد تضاربت التقارير حول نقل الصحافية الفرنسية اديت بوفييه إلى الاراضي اللبنانية.

وأصدر الأسد مرسوما يقضي بجعل الدستور الذي اقره السوريون عبر استفتاء الأحد الماضي نافذا اعتبارا من 27 شباط الحالي. وأقر السوريون مشروع الدستور الجديد بنسبة 89،4 في المئة من الناخبين الذين بلغت نسبة مشاركتهم في الاستفتاء 57،4 في المئة.

مجلس الامن

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان مجلس الامن تسلم مشروع قرار جديد لصالح وقف لاطلاق نار انساني في سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، لاذاعة «ار تي ال»، ان «مجلس الامن يدرس حاليا قرارا لوقف اطلاق النار بدوافع انسانية ووصول مساعدة انسانية الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد. يمكننا ان نأمل الا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار».

ولم يستبعد جوبيه ان يلين موقف موسكو بعد الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الرابع من آذار المقبل. وقال «هذا ممكن. لا شك ان اجواء ما قبل الانتخابات في روسيا تدفع النظام الى اتخاذ مواقف قومية متطرفة الى حد ما». واضاف ان «النظام يعزل نفسه اكثر فأكثر والعالم العربي لم يعد يفهم روسيا اليوم».

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «النص المطروح يقضي خصوصا بوقف العنف والدخول الفوري للمساعدة الانسانية ومن دون عراقيل الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد والسكان الاضعف، وتجديد الدعم للجامعة العربية».

وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان القوى الغربية ربما تسعى الى حل وسط يركز على المساعدة الانسانية لتجنب فيتو جديد من موسكو او بكين. وابلغ دبلوماسي غربي وكالة «رويترز» ان بعض الحكومات الغربية تضغط بقوة من أجل أن يتضمن اي مشروع قرار جديد مطالب بإنهاء العنف وهو يستهدف إلى حد كبير الحكومة السورية. وقال «نبحث ما اذا كانت هناك ارضية مشتركة مع روسيا. من الواضح انه ينبغي أن يتضمن (مشروع القرار) عناصر قوية بشأن العنف».

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوا، امام مجلس الأمن، إن «عدد القتلى في سوريا أعلى بكثير من 7500 شخص». واعتبر أن «القوة النارية للمعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالاسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري». واضاف «للاسف المجتمع الدولي فشل في مهمته لوقف المذبحة والتحرك وعدم التحرك حتى الان يشجع النظام في ما يبدو على الاعتقاد بأن لديه حصانة ليواصل تدميره السافر لشعبه».

قطر

وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في تصريح لقناة «الجزيرة»، «انا أعتقد أنه يجب أن تكون هناك قوات عربية ـ دولية لجعل مناطق آمنة وإدخال المساعدات ومراقبة وقف إطلاق النار، المشكلة في هذا، هل الجانب السوري سيلتزم بوقف إطلاق النار؟، وأن أي قوات ستدخل حتى لو كانت عملية إنسانية يجب أن تكون معها حماية عسكرية لحماية الأفراد الذين سيقومون بعمل المساعدات الإنسانية سواء دواء أو غذاء».

وعن آليات تسليح المعارضة، قال حمد إن «الدفاع عن النفس مشروع تحت القوانين وبالذات قوانين مجلس الأمن»، مضيفا «نحن طبعا نأمل أن تحل الأمور بأن تتجنب الحكومة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد التصعيد، ولكن هناك كلاما جاريا في المجتمع الدولي عن عمل ما، سواء تسليحا أو مناطق آمنة، لكن السؤال الآن هل تكون هذه القوات عربية أم عربية دولية؟ فهناك خيارات ندرسها بشكل جدي خلال الأيام المقبلة وطبعا طريقة التسليح أيضا تدرس ولكن لابد أن تدرس أيضا من ضمن المجتمع الدولي، فهي مطروحة على الطاولة «.

وعبر عن «أمله بألا نصل إلى هذه النتيجة، لأن هذه النتيجة قد تكون عواقبها ليست جيدة، ولكن هي بسبب الإسراف في القتل، وما يجري بالذات اليوم في سوريا أصبح هناك إلحاح دولي في هذا الشأن».

وعن مخاطر تسليح المعارضة، قال حمد «ليس هناك شك أن أي عمل فيه مخاطر، ولكن هذه المخاطر هل هي بقدر ما يجري الآن، هذا هو التقييم الذي يجب أن يحصل، فهناك أيضا قتل يحصل من جانب واحد وهو من جانب الجهات الرسمية السورية، وإذا استمر بهذه الطريقة هذا غير مقبول لا عربيا ولا إسلاميا ولا دوليا، ولذلك قد يضطر المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حتى لو كان لها عواقب، ولكن عواقبها يبررها الاحتياج لإنقاذ هذا الشعب ووقف ما يجري في سوريا».

كلينتون

واعتبرت كلينتون، ردا على سؤال لسناتور في مجلس الشيوخ عما إذا كان «يتوجب في نظرها أن يعتبر المجتمع الدولي الأسد مجرم حرب»، انه «إذا استندنا إلى تعريف مجرم حرب وجرائم ضد الإنسانية هناك حجج للقول انه يمكن أن يدخل في هذه الفئة»، لكنها أضافت «استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا، لأنه سيحد من إمكانات إقناع قادة بالتخلي عن السلطة».

وعما اذا كانت تعتقد ان الاسد في طريقه للخروج من السلطة في آخر الامر، قالت كلينتون «اعتقد ذلك. لكن ما لا اعرفه هو كيف احدد آخر الأمر».

تهريب كونروي إلى لبنان

وفي شمال لبنان، كتب مراسل «السفير» غسان ريفي انه وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، بدت عملية التأكد من المعلومات حول كيفية دخول الصحافي البريطاني المصاب بول كونروي أشبه بلغز حيّر الجهات الأمنية المعنية لا سيما في شمال لبنان، والتي جهدت طيلة يوم أمس لمعرفة تفاصيل ما تناقلته وسائل الاعلام الأجنبية عن دخوله الى الأراضي اللبنانية آتيا من مدينة حمص السورية.

وإن كانت عملية خروج كونروي والفرنسية بوفييه، التي لا تزال في حمص، من لبنان الى سوريا وغيرهم من الصحافيين الأجانب قد اتضحت معالمها مؤخرا، فذلك بعد المعلومات المتداولة والتي أشارت الى سلوكهم معبرا غير شرعي يربط وادي خالد بالأراضي السورية ومنها الى حمص، (ومن المرجح أن يكون إما معبر حنيدر أو الكنيسة) وذلك بواسطة عدد من المهربين الناشطين على هذا الخط، ولقاء بدل مالي يتراوح ما بين ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف دولار أميركي على الشخص الواحد.

وما زال خروج كونروي، الذي أشارت معلومات صحافية الى أنه تسلل من حمص الى الأراضي اللبنانية، يخضع لكثير من التأويلات والتحليلات الناتجة عن تسريبات إعلامية لم يتسن حتى للأجهزة الأمنية المتابعة التأكد منها، ومن هذه التسريبات، أن مجموعة من المهربين في منطقة وادي خالد المرتبطين مباشرة «بالجيش السوري الحر» عملت بالتنسيق مع عناصر من المعارضة السورية على تأمين خروج الصحافي المصاب بول كونروي من منطقة بابا عمرو في حمص إلى بلدة حنيدر في وادي خالد عند الحدود اللبنانية ـ السورية، وذلك بواسطة دراجات نارية عادة ما تستخدم في سلوك تلك المعابر، حيث تم نقله سريعا من المنطقة الحدودية إلى سفارة بلاده، التي سارعت إلى تأمين علاج كونروي في أحد مستشفيات العاصمة بيروت.

وما يعزز تلك الفرضية ويجعلها قريبة من الواقع هو أن بلدة حنيدر تبعد كيلومترات قليلة عن حمص، وتستغرق عملية الانتقال منها وإليها عبر الطرقات الجبلية الوعرة نحو ربع ساعة على الدراجات النارية السريعة، وذلك بحسب ما أفاد لـ«السفير» بعض أبناء المنطقة الخبراء في هذا المجال، والذين أشاروا الى أن منطقة وادي خالد شهدت أمس تواجدا صحافيا استثنائيا، فضلا عن تدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني الذي أقام حواجز ثابتة وسير دوريات على مدار ساعات النهار.

وتقول المعلومات أن عمليات الخروج من منطقة بابا عمرو ما تزال متاحة، خصوصا أن مستشفيات في الشمال وفي بعض المناطق اللبنانية شهدت خلال الساعات الـ 48 الماضية وصول أكثر من 30 جريحا سوريا معظمهم من بابا عمرو.

وتضيف هذه المعلومات أنه برغم قيام الجيش السوري بتلغيم المناطق الحدودية للحؤول دون قيام أي حالات تسلل، فان المجموعات الناشطة من المهربين ما تزال قادرة على الخروج والدخول من والى الأراضي السورية عبر بعض الممرات الوعرة التي لم يشملها التلغيم، أو التي تم نزع الألغام منها أو تفجيرها بوسائل مختلفة، وأن هذه المجموعات نفسها هي التي تعمل على إدخال وإخراج من يريد ولا سيما الصحافيين الأجانب.

وتضاربت التقارير لساعات حول وصول بوفييه الى لبنان. وبعد ان اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انها اصبحت في لبنان عاد وتراجع عن تصريحه. واعلنت ادارة صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ان بوفييه التي تعمل في هذه الصحيفة لا تزال في سوريا.

ميدانيا

سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أغذية وإمدادات أخرى لمدينتي حمص وإدلب، لكنها قالت إنه ينبغي تحسين الأمن حتى يتسنى توزيعها على المدنيين المحتاجين. وأضافت اللجنة، في بيان، أن من الضروري أن تتفق السلطات وجماعات المعارضة على تنفيذ وقف لإطلاق النار بشكل يومي للسماح بدخول المساعدات.

وقال معارضون إن «القوات السورية قصفت بلدة حلفايا في محافظة حماه، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلا». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 14 شخصا بينهم خمسة عسكريين في مناطق سورية عدة».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

المعلم: لن نسمح لـ«الكردستاني» بالتسلل من سوريا الى تركيا

نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في حوار مع صحافيين أتراك، أن يكون في سوريا معتقلون أمنيون أتراك. وقال إن العقيد حسين هرموش اعتقل سابقاً في منطقة ادلب ولم يجلب من داخل الأراضي التركية.

وشدّد المعلم على أن سوريا لن تسمح لحزب العمال الكردستاني بالتسلل من الأراضي السورية للقيام بعمليات داخل تركيا، وان دمشق ملتزمة بالكامل باتفاقية أضنة الأمنية بين البلدين. وقال إن سوريا حريصة على عدم إلحاق الأذى بأي مواطن تركي ولا بانتهاك السيادة التركية.

ومقابل هذه اللهجة الإيجابية من جانب المعلم، اصدر مجلس الأمن القومي التركي بعد اجتماعه امس الاول بياناً حمل فيه على النظام في سوريا، وقال إن «على العالم ألا يواصل البقاء متفرجاً على المجازر التي تحدث في سوريا». وأشار إلى أهمية أن يتحرك المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري. وأعرب المجلس عن سروره من قرار الأمم المتحدة في 16 شباط الحالي، كما توقف عند «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عُقد في تونس الجمعة الماضي.       («السفير»)

ناشط من حمص يؤكد ان قوات النظام لم تدخل بابا عمرو

اكد ناشط معارض للنظام من حمص ان قوات النظام “لم تدخل بابا عمرو” في حمص وان كل ما يقال في هذا الاطار “شائعة لبث الرعب” بين الناس، وذلك بعد اعلان مصدر امني في دمشق دخول الجيش السوري الى حي بابا عمرو وقيامه بتنظيف كل منزل وشارع فيه.

وقال الناشط ابو عطا الحمصي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص عبر الاقمار الصناعية “الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب”، مضيفا ان الجيش السوري الحر “سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل”.

واضاف الناشط ان الجيش السوري نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية منذ عصر امس الثلاثاء، وانه وجه اليوم انذارات، عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء”. واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه “سيقتحم المدينة”.

وكان مصدر امني في دمشق افاد في وقت سابق ان الجيش السوري ينفذ عملية اقتحام لحي بابا عمرو في حمص.

وقال المصدر “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، مضيفا “ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

وافاد عضو “الهيئة العامة للثورة السورية” هادي العبد الله من حمص ان القوات السورية “تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب”.

وقال العبد الله ان “الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”.

واكد العبد الله ان “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء واخلاء الحواجز الامنية واستهداف كل الاحياء بالقصف”.

(ا ف ب)

السعودية و«فكرة التسليح الممتازة»

هل تبررها فكرة العداء التاريخي لروسيا؟

أكد تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أمس، انخراط السعودية «بشكل كبير» في تطبيق «الفكرة الممتازة» التي تحدث عنها وزير خارجيتها سعود الفيصل يوم الجمعة الماضي في بداية اجتماعه الثنائي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في العاصمة التونسية.

السعودية إذاً بدأت تسليح المعارضة السورية، حسب «تقارير إخبارية ومصادر في المعارضة السورية تؤكد أن هناك أسلحة تصل إلى السوريين عن طريق حلفاء من القبائل السنية في العراق ولبنان»، وفقاً لما جاء في تقرير المجلة الأميركية.

وقالت المجلة إن تقارير عديدة أفادت أن «التسليح جار على قدم وساق لا سيما بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في تونس»، مضيفة أنه «بعد انسحاب الفيصل من مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس الأسبوع الماضي قال إن المساعدات الإنسانية لسوريا «لا تكفي»، معتبراً أن فكرة تسليح المعارضة السورية «فكرة ممتازة»، وبعدها مباشرة قال مسؤول لم يفصح عن هويته للإعلام السعودي الرسمي إن المملكة تسعى لمد المعارضة السورية بوسائل تحقيق الاستقرار والسلام وتؤمّن لهم قرارهم باختيار ممثليهم».

وأكدت المجلة أنه «على خط مواز يدعو المشايخ السعوديون بشكل علني من على منابرهم إلى الجهاد في سوريا، ويلعنون هؤلاء الذين ينتظرون التدخل الغربي».

من ناحية ثانية، أوضحت المجلة أن دولاً خليجية أخرى، وقطر بشكل أساسي، ربما تكون مشاركة في مدّ المعارضة السورية بالأسلحة. وقد أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أمس الأول أنه «يجب أن نقوم باللازم للمساعدة، وتشمل المساعدة منح المعارضة الأسلحة للدفاع عن أنفسهم»، وأضافت قائلة «بينما يظل الغموض مسيطراً على مواقف الدول الإقليمية السنية الأخرى بشأن تسليح المعارضة السورية، إلا أنها كلها الآن باتت تريد سقوط نظام الأسد أو تعثره على الأقل لأنه حليف لإيران… الذي يزعزع استقرار المنطقة بالإرهاب والتهديدات النووية».

وعلى الرغم من المعارضة الغربية، أقله علناً، لظاهرة تسليح المعارضة التي تبدو كـ«صندوق أسود» بالنسبة لهم، إلا أن السعودية تنخرط «من دون خجل» أو «اعتبار لموقف الغرب» في هذه المهمة، حسب المجلة التي تؤكد أن المملكة «لا ينقصها شيء لتسليح المعارضة لا آليات شراء الأسلحة ونقلها، ولا السيولة اللازمة لإتمام العملية بنجاح.. وعلى الأرجح أن السلاح سيصل إلى من يحملون الفكر الوهابي الذي ولّد الحركات الإسلامية الأكثر خطراً في العالم».

وفيما تذكّر «فورين بوليسي» بخطاب الملك عبد الله الأسبوع الماضي الذي حذّر فيه من أن السعودية «لن تتخلى عن التزاماتها الدينية والأخلاقية تجاه ما يحدث من ذبح للشعب السوري»، تشير إلى أهمية أخذ «العامل الروسي» بالاعتبار في هذا الخطاب. الملك وجّه نقداً لاذعاً في خطابه للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بسبب «فشله في التنسيق مع الدول العربية قبل التصويت على قرار مجلس الأمن»، لكن ذلك ليس السبب الوحيد إذ لا يمكن تجاهل تاريخ العداء الطويل بين البلدين منذ السبعينيات.

وتعود المجلة لتفتح ملف العداء السعودي الروسي الذي يعدّ «عاملاً مهماً في معادلة تسليح المعارضة السورية»، إذ تعتبر السعودية أن «منع روسيا من تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط من خلال سوريا يصبّ في مصلحتها».

يعود تاريخ العداء بين الرياض وموسكو، بحسب المجلة، إلى السبعينيات، «منذ أن لجأت السعودية لاستخدام مصادر النفط لديها للضغط على الاتحاد السوفياتي»، كما حاربت المملكة جميع الحكومات والحركات الشيوعية والسياسية من خلال معونات أجنبية وعسكرية وصلت إلى 7.5 مليار دولار منحتها لمصر وشمالي اليمن وباكستان والسودان وغيرها، وكان للتمويل السعودي دور فعال في دعم الحركات والعمليات المعادية للسوفيات في أنغولا وأريتيريا وتشاد والصومال.

إلى جانب ذلك، أرسلت السعودية «مجاهدين» إسلاميين لمحاربة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في العام 1979، الأمر الذي كبّد السوفيات خسائر فادحة جعل الجيش الأحمر ينسحب من الحرب وأسقط الحكومة الموالية له في كابول.

منذ ذلك الوقت، تغيّر الكثير من دون شك. لم يعد السعوديون بحاجة إلى محاربة الشيوعية. الروس الجدد لا يملكون إيديولوجيا يحاربون من أجلها، إنهم مدفوعون بالمصالح السياسية البحتة. وسياسة الكرملين شهدت تغيراً ملحوظاً، إذ باتت تتجنب أي وجود عسكري لها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مقابل سعي حثيث لجني الأرباح وتوسيع النفوذ عبر بيع السلاح والمعدات العسكرية والتكنولوجية لسوريا وإيران. لكن «ظلّ العداء بين السعودية وروسيا ما زال موجوداً، وتعزّز بعد الأزمة السورية إلى حدّ كبير».

وتضيف «فورين بوليسي» قائلة «بات معروفاً أن طرطوس تشكّل الحجر الزاوية في التعاون الاستراتيجي القائم بين سوريا وروسيا منذ السبعينيات، وإذ تثير أهمية هذا الموقع قلق الغرب والسعودية، فإن الأخيرة تدرك أن سقوط النظام يعني سقوطاً حتمياً لطرطوس، وهذا ما يشكل أيضاً أحد الأسباب لتسليح المعارضة».

(«السفير»)

الجيش السوري يهاجم حي بابا عمرو

عمان- (رويترز): قالت مصادر في المعارضة السورية إن القوات السورية شنت هجوما بريا على حمص الأربعاء في محاولة فيما يبدو لإخضاع حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه قوات المعارضة والذي تحمل حصارا وقصفا عنيفا دام 25 يوما.

وقال النشط محمد الحمصي لرويترز من حمص “الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والاسلحة الآلية الثقيلة”.

وأضاف أن الجيش قصف المنطقة بضراوة أمس وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري.

وهناك عدد من الصحفيين الغربيين محاصرون في بابا عمرو لكن نشطاء سوريين هربوا المصور البريطاني بول كونروي إلى بر الأمان في لبنان امس الثلاثاء في عملية شابتها الفوضى وقتل فيها بعض منقذيه.

ولم يتسن التحقق من التقارير الواردة من بابا عمرو بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الإعلام في سوريا حيث يسعى الرئيس بشار الأسد جاهدا لإخماد الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا.

ويقول نشطاء إن مئات المدنيين قتلوا في أحياء محاصرة بحمص تسيطر عليها المعارضة منهم 20 على الأقل امس. وتسقط قذائف وصواريخ على بابا عمرو منذ الرابع من فبراير شباط. ويقتل قناصة من الجيش المدنيين الذين يجسرون على الخروج من منازلهم.

وتطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشريكته المحلية منظمة الهلال الاحمر العربي السوري بوقف لإطلاق النار ليتمكنا من إجلاء الجرحى المدنيين وتوصيل مساعدات غذائية وطبية يحتاجها السكان بشدة.

وتقول الامم المتحدة إن قوات الأمن التابعة للأسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار الماضي.

وقال لين باسكو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لمجلس الامن امس الثلاثاء “تشير تقارير جديرة بالثقة إلى ان العدد الإجمالي للقتلى حاليا يتجاوز دائما 100 مدني في اليوم بينهم كثير من النساء والأطفال. من المؤكد أن العدد الإجمالي للقتلى حتى الآن أعلى بكثير من 7500 شخص”.

وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الأول إن “إرهابيين مسلحين” قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

ومع تصاعد الاستياء الدولي من العنف قالت فرنسا إن مجلس الأمن يعكف على مسودة قرار جديد بشأن سوريا وحثت روسيا والصين على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضده كما حدث مع مسودتين سابقتين.

وقال مبعوثون غربيون إن مسودة القرار التي صاغتها واشنطن ركزت على المشكلات الإنسانية لمحاولة نيل تأييد روسيا والصين وعزل الأسد. لكنهم قالوا إن المسودة ستلمح أيضا إلى ان الأسد هو سبب الأزمة وهو موقف تعارضه روسيا بالتحديد.

وعندما سئلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عما إذا كان يمكن القول ان الأسد مجرم حرب قالت “يمكن المجادلة بانتسابه لهذه الفئة” لكنها أضافت أن استخدام مثل تلك الأوصاف “يحد من الخيارات المتاحة لإقناع الزعماء بالتنحي عن السلطة”.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مسودة قرار في الرابع من فبراير شباط كانت من شأنها تأييد دعوة الجامعة العربية الأسد إلى التنحي. وأشارت الصين إلى تحول محتمل في وقت متأخر أمس عندما أبلغت نبيل العربي الأمين العام للجامعة أنها تؤيد الجهود الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا.

وحث يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني على إجراء الحوار السياسي في سوريا وهو ما استبعده معارضو الأسد في الوقت الذي يستمر فيه العنف وحذرت روسيا من التدخل في سوريا تحت ستار إنساني.

وانسحب المبعوث السوري الى الأمم المتحدة في جنيف من اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد أن قال إن على الدول أن تتوقف عن التحريض على الطائفية وتقديم السلاح للمعارضة السورية.

وتم تهريب كونروي الذي يعمل لصالح صحيفة صنداي تايمز في لندن إلى بر الأمان في لبنان من حمص أمس. وقالت الصحيفة إن كونروي “بصحة جيدة ومعنوياته مرتفعة”.

وكان كونروي بين عدد من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو حيث قتلت ماري كولفين المراسلة الحربية المحنكة وكانت تعمل أيضا لحساب صنداي تايمز وأيضا المصور الفرنسي ريمي اوشليك في قصف يوم 22 فبراير شباط. وما زالت جثتاهما موجودتين هناك.

وأحاط الغموض بمصير المراسلة الفرنسية التي تتعاون مع صحيفة لوفيجارو اديت بوفييه التي أصيبت في نفس الهجوم. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بادئ الأمر إنه علم أن بوفييه تم إجلاؤها لكنه قال لاحقا إن هذا النبأ لم يتأكد.

وقال نشطاء إن بوفييه عادت إلى بابا عمرو مع الصحفي الاسباني خابيير اسبينوسا والمصور الفرنسي وليام دانيل بعد محاولة فاشلة لتهريبهم.

وفي سياق آخر، اعلن البيت الابيض أن تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من أعمال العنف في سوريا، وأقر بأن هذا الأمر هو أحد الأسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد معارضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح على جدول اعمال واشنطن.

وأوضح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “من دون التطرق إلى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فاني اقول بكل بساطة اننا نعرف ان القاعدة ومتطرفين اخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي للاسد ضد المعارضة”.

الخارجية السورية: دمشق طلبت توضيحات حول مهمة كوفي عنان

دمشق- (يو بي اي): كشف الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي عن اتصال أجراه المبعوث الدولي العربي إلى سوريا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي طلب منه توضيحا لطبيعة مهمته وقال “نحن بانتظار توضيح الأمم المتحدة لهذه المهمة”.

وحمل مقدسي في مؤتمر صحفي عقده في دمشق اليوم الأربعاء المجموعات المسلحة مسؤولية فشل محاولات إخلاء الصحفيين الأجانب الموجودين في حي بابا عمرو في حمص “كانت هناك ثلاث محاولات لإجلاء الصحفيين ولكنها فشلت بسبب المسلحين”، مشيرا إلى أنهم “طلبوا سيارات دبلوماسية وأمورا أخرى” لم يسمها.

وأوضح أن “المحاولات تمت بالتنسيق الهلال الأحمر السوري ومنظمة الصليب الأحمر الدولية”، مشددا على أن أي “محاولة للصليب الأحمر ستكون بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، وان سورية لم تتهرب من التزاماتها الانسانية”.

وشدداً على ان الصحفيين ” دخلوا الى الاراضي السورية متسللين وخرجوا متسللين والمؤكد على الأقل الصحفي البريطاني الذي وصل بيروت”، مضيفا” إنسانيا قمنا بواجب التعزية ولن نتهرب من مسؤولياتنا الانسانية “.

وفي رده على سؤال حول ما يشاع عن وجود ضباط فرنسيين في بابا عمرو قال مقدسي “ما لم يصدر شيئ رسمي عن الجهات السورية فهو أمر غير مؤكد، وهناك من يلعب بأمن سورية”.

وبشأن الدعوات لتقديم مساعدات إنسانية قال “هناك آلية تحكم العمل الإنساني والتوزيع يتم عبر الهلال الأحمر ويجب أن يكون تحت المظلة الرسمية وتسيس الحراك مرفوض”.

وحول الدعوات السعودية والقطرية لتسليح المعارضة السورية قال مقدسي “هناك تسليح لهذا الحراك وما قام به القطريون والخليجيون وضع الأمور في سياق جديد ونعتبر تصريحاتهم عملا عدائيا لسفك الدم السوري وعليهم المساهمة في عقلنة المعارضة السورية ودفعها لطاولة الحوار ويتحملون مسؤولية الدم السوري بتسليحهم للمعارضة”.

وفي عن مغادرة قادة حركة حماس لدمشق قال مقدسي “سواء غادرت حماس أم لم تغادر هي ليست ورقة بيد سورية بل سورية ورقة بيد القضية الفلسطينية وسوف نستمر في دعم القضية الفلسطينية”.

بيروت ـ (ا ف ب) – اعلن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم اطياف المعارضة انه قرر تشكيل مكتب عسكري لمتابعة “شؤون المقاومة المسلحة” تحت “الاشراف السياسي” للمجلس، بحسب بيان صادر عنه الاربعاء.

وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان المجلس قرر “إنشاء مكتب عسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، يكون مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني”.

واوضح البيان ان هذا الامر يأتي “في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وايمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا ودعما للجيش الحر”.

واوضح مدير مكتب الاعلام في المجلس الوطني محمد السرميني لوكالة فرانس برس ان انشاء المكتب “يأتي بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.

واشار الى ان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون سيعقد مؤتمرا صحافيا في باريس الخميس للاعلان رسميا عن تشكيل هذا المكتب والتفاصيل المتعلقة بعمله.

وقال السرميني ان المؤتمر الصحافي سيتناول كذلك بعض الاحداث التي تجري على الارض السورية، لا سيما في المناطق المنكوبة مثل بابا عمرو” في حمص.

مدرعات ودبابات ‘الفرقة الرابعة’ تقترب من حي بابا عمرو المحاصر

موقف امريكي مفاجئ: ‘تجريم’ الاسد يعرقل حل الأزمةوتونس تعرض اللجوء على الرئيس السوري وعائلته

عمان ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ وكالات: قصفت القوات السورية معاقل للمعارضة فقتلت ما لا يقل عن 90 شخصا الثلاثاء، بينما جرى تهريب مصور بريطاني مصاب من حمص الى لبنان، في الوقت الذي تباينت فيه الانتقادات الدولية لسياسة النظام القمعية حيث قالت فرنسا ان مجلس الامن الدولي بدأ امس العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سورية وايصال المساعدات الانسانية الى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، بينما اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان هناك ‘حججا’ قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الاسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الا ان هذا الخيار قد يعقد التوصل الى حل في سورية.

وقالت كلينتون في كلمة القتها امام مجلس الشيوخ ‘استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا، لانه سيحد من امكانات اقناع قادة بالتخلي عن السلطة’.

وسئلت كلينتون ايضا عما اذا كانت تعتقد ان الاسد في طريقه للخروج من السلطة في آخر الامر فقالت ‘اعتقد ذلك. لكن ما لا اعرفه هو كيف احدد آخر الأمر’.

وفاجأت تصريحات كلينتون هذه وتصريحات اخرى رفضت خلالها تسليح المعارضة وحذرت من حرب اهلية، المراقبين للأزمة السورية، واعتبروها تراجعا غير مفهوم عن مواقف حازمة سابقا.

وقال احد المحللين لـ’القدس العربي’ ان امريكا تريد تجنب الفوضى التي آل اليها الوضع في ليبيا، ورجح المحلل الذي رفض كشف اسمه ان تكون الولايات المتحدة تعمل على التوصل لتفاهم مع الرئيس الاسد على ان يترك الحكم طواعية والحفاظ على اجهزة الدولة.

وحضرت كلينتون الاسبوع الماضي مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي عقد في تونس بحضور دول غربية وعربية، ودعا الاسد الى وقف قتل المدنيين في حملته على الانتفاضة المناهضة لحكمه.

وقالت فرنسا ان مجلس الامن الدولي بدأ امس العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سورية وايصال المساعدات الانسانية الى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ‘نأمل الا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح’ في مجلس الامن.

واضاف ‘في ضوء تلك الحالة الطارئة حان الوقت لكي يوقف كل اعضاء المجلس دون استثناء هذه الوحشية’.

وقال نشطاء إن الرئيس بشار الأسد أرسل وحدات من فرقة مدرعات خاصة يقودها شقيقه ماهر إلى حمص الليلة قبل الماضية. واقتربت دبابات كتب عليها ‘الفرقة الرابعة’ من حي بابا عمرو المحاصر.

في غضون ذلك نقل المصور الصحافي البريطاني بول كونروي الذي يعمل في ‘صنداي تايمز’ التي تصدر في لندن بأمان من حمص الى لبنان. وقالت الصحيفة ‘هو بخير ومعنوياته مرتفعة’.

وكان كونروي بين عدد من الصحافيين الغربيين الذين حوصروا في حي بابا عمرو في مدينة حمص حيث قتلت المراسلة الحربية المخضرمة ماري كولفين التي كانت تعمل ايضا في ‘صنداي تايمز’ والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في قصف يوم 22 شباط (فبراير).

وفي وقت لاحق اعلنت ادارة صحيفة ‘لو فيغارو’ الفرنسية الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان الصحافية الفرنسية اديت بوفييه لا تزال في سورية، في حين تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تصريح له اكد فيه وصولها الى لبنان.

وقال ناشط في جماعة آفاز التي ساعدت بعض الصحافيين على الدخول الى حمص المحاصرة انه يعتقد ان صحافيين غربيين اثنين آخرين ما زالا في المدينة.

وانتقد زعماء غربيون وجماعات معارضة الاستفتاء الذي أجري يوم الأحد ووصفوه بأنه مهزلة وانه يصرف الأنظار عن العنف في حمص وأماكن أخرى.

وفي جنيف من المنتظر ان يدين مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة سورية لاستخدامها الاسلحة الثقيلة في هجمات على المناطق السكنية واضطهادها المعارضين في رابع انتقاد من نوعه للاسد منذ بدء الانتفاضة في آذار (مارس) الماضي.

وانسحب الوفد السوري الثلاثاء من الاجتماع، تحت ضغط الانتقادات التي وجهت الى بلاده، فيما اعتبرت روسيا انه من ‘المهم’ ان تتعاون دمشق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وصرح فيصل الحموي ممثل سورية لدى المجلس ان ‘وفد بلادي يعلن انسحابه من جلسة النقاش العقيمة هذه ‘ لان ‘الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو اذكاء نار الارهاب واطالة أمد الأزمة في بلادي عبر رسالة الدعم التي ستوجهها هذه الجلسة الى المجموعات المسلحة’.

وعقد اجتماع مجلس الحقوق الانسان بناء على طلب من تركيا وقطر والكويت والسعودية أيده الغرب.

وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن عدد القتلى خلال حملة الحكومة السورية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية ‘أعلى بكثير من 7500 شخص’ لترفع تقديراتها السابقة لعدد القتلى بنحو الثلث.

وأبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الأمن الدولي أن القوة النيرانية للمعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالاسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمام مجلس حقوق الانسان انه حان الوقت لاحالة سورية الى المحكمة الجنائية الدولية، وحذر الاسد من انه سيواجه العدالة. وانضمت قطر إلى المملكة العربية السعودية امس في المطالبة بتسليح قوات المعارضة السورية.

ومن جهته أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي استعداد بلاده لمنح اللجوء إلى الرئيس السوري بشار الأسد وأقاربه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.

وأدلى المرزوقي بهذه التصريحات خلال مقابلة مع جريدة ‘لابريس’ اليومية الرسمية الناطقة بالفرنسية والتي سوف تنشرها كاملة في عددها الصادر الأربعاء.

وفي محافظة حماة قصفت قوات الامن بلدة حلفايا. وقال نشطاء إن 35 قتيلا من سكان القرى من السنة كانوا بين 100 على الأقل قتلوا في المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين انتقاما من هجمات يشنها الجيش السوري الحر المعارض على قوات الأمن.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا في بابا عمرو امس بعد يوم من مقتل 84 في حمص من بين 122 مدنيا اجمالا قتلوا قي سورية. وأضاف المرصد أن 29 من قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع المعارضين يوم الاثنين.

العالم وسورية: صمت المنافقين

صحف عبرية

حينما زادت الولايات المتحدة في 1966 تدخلها العسكري في فيتنام، بادر الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل الى انشاء محكمة دولية تحاكم عمليات جيش الولايات المتحدة بازاء افتراض ان نقض المواثيق الدولية يُعد جريمة قابلة للمحاكمة. وبادر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الى الانضمام الى مبادرة راسل، وفي 1967 عقدت المحكمة جلستين. وفي نهايتهما أُدينت الولايات المتحدة بـ 11 مادة أخطرها تنفيذ مذبحة عرقية في الشعب الفيتنامي.

عبر نشاط المحكمة عن مزاج عام ساد في تلك السنين اليسار الاوروبي لكنه لم يترك أثرا كبيرا في الولايات المتحدة التي تابعت تلك الحرب الخاسرة. وانعقدت محكمة راسل مرة اخرى للتنديد بالانقلاب العسكري في تشيلي في 1973 ثم عادت وانعقدت في 2004 بمباركة الفيلسوف الفرنسي جاك داريده هذه المرة للتنديد بالغزو الامريكي للعراق.

لا أتذكر ان محكمة راسل انعقدت في 1988 لتأثيم صدام حسين بسبب ذبح شعب قام به جيشه حينما قتل في سنتي 1987 1988 نحوا من 100 ألف كردي منهم نحو من 5 آلاف ولد وامرأة ورجل قُتلوا بهجوم بالغاز السام في حلبجة.

ولم تنبس المحكمة الموقرة بكلمة ايضا حينما بدأوا في ايران بعد ثورة آيات الله مباشرة يرجمون النساء اللاتي تم اتهامهن بالزنا ويشنقون اللوطيين.

ولم يُسمع صوت المحكمة الموقرة المستنيرة ايضا حينما بلغ عدد ضحايا الرجم في ايران ألفا وأكثر.

لم تنعقد محكمة راسل ايضا لتأثيم حافظ الاسد، رئيس سوريا آنذاك حينما أمر جيش سوريا قبل ثلاثين سنة في الثاني من شباط 1982 بذبح السكان السنيين في مدينة حماة التي قُتل فيها نحو من 25 ألف انسان بحسب تقدير امنستي، بذبحهم بوحشية. مع ذلك فان عدد الضحايا في تلك المذبحة الفظيعة بلغ 40 ألفا بحسب المنظمة السورية لحقوق الانسان.

لهذا لا عجب من ان محكمة راسل لا تبادر الى الانعقاد في هذه الايام حينما يتابع الاسد الابن العمل بعمل أبيه وذبح أبناء شعبه من السنيين الذين لا يعتبرون في الجماعة العرقية الدينية العلوية التي هي فرع من الاسلام الشيعي.

سيتساءل القارىء البسيط وبحق لماذا أتناول فجأة محكمة راسل التي أصبح مؤسسوها وأنصارها الأوائل في جنة عدن منذ زمن.

ربما ينبغي ان نوجه الدعاوى على الامريكيين الذين كانت عندهم الجرأة لابعاد المجرم عن بغداد، أما الآن فقد أصابهم الشلل أمام المذبحة اليومية في سوريا بدل ان نوجهها الى محكمة راسل. ربما دُهشوا كثيرا من البطاقة الحمراء التي أخرجتها عليهم محكمة راسل لابعاد الجزار العراقي الكبير ولا يرغبون في ان يتلقوا تأثيما آخر من المحكمة لمحاولة ابعاد القاتل من دمشق. لكن ماذا عن الاوروبيين الذين برهنوا على شدة وطأتهم حينما أُتيحت لهم فرصة القضاء على القذافي؟ لم يتلقوا عن ذلك أي تنديد من أية محكمة فلماذا لا يحركون ساكنا؟ أربما يكون عدم دافعهم الى وقف المذبحة في سوريا نابعا من حقيقة أنه لا نفط في سوريا بخلاف ليبيا؟.

لنترك الامريكيين والاوروبيين، لكن أين محكمة راسل التي ادعت أنها ضمير عالم فقد ضميره؟ هل لفظت المحكمة أنفاسها؟.

ألم تبادر المحكمة الموقرة قبل ثلاث سنين فقط في 2009 الى تأثيم اسرائيل لبناء جدار الفصل ولا توجد الآن محكمة ولا راسل ازاء المذبحة في سوريا. يبدو ان ضمير العالم قد مات منذ زمن وليس له اليوم رسول ايضا.

اسرائيل اليوم 28/2/2012

الغرب يتدخل قانونيا ويسجل جرائم الاسد.. ملفه جاهز وسينال القصاص

حان وقت دفع الثمن… سلحوا المعارضة ودربوها

لندن ـ ‘القدس العربي’: تتزايد المطالب لتحويل ملف النظام السوري الى محكمة جرائم الحرب الدولية، فمنظمات حقوق الانسان ومحامون منشغلون بتوثيق انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان، بل تقوم حكومات غربية مثل بريطانيا بتسجيل انتهاكات النظام من خلال ارسال دبلوماسيين لجمع المعلومات من الهاربين الى دول الجوار السوري.

وعليه فان الغرب وان لم يتدخل عسكريا لكن مجرد جمعه معلومات عن ممارسات النظام السوري يعتبر نوعا من التدخل القانوني، وتساعد الغرب في جهوده هذه المعارضة السورية التي تجتهد كل يوم في الكشف عن ادلة على فظائع النظام كان اخرها ما قالت انه تم العثور على 64 جثة وجدت في مقبرة جماعية قرب حمص.

ولا تزال التفاصيل حول هذه الجثث التي اكتشفت غامضة، وفي حالة ثبوت صحة المعلومات فانها تشير الى درجة العنف الذي وصل اليه النظام السوري وسياسة القبضة الحديدية التي يمارسها النظام منذ بدايتها قبل عام تقريبا. فالجثث التي اعلن عن اكتشافها هي جزء من الحصيلة اليومية للشهداء الذين يسقطون كل يوم جراء المواجهات وعمليات القصف في انحاء عدة من سورية، في حمص وحماة وادلب وغيرها.

وتظل حمص هي المدينة التي عانت اكثر من صواريخ النظام التي لم تتوقف منذ اربعة اسابيع خاصة على حي بابا عمرو، فقد تحولت المدينة اضافة الى ذلك لنقطة توتر اخرى حيث تزايدت فيها النعرة الطائفية بين الغالبية السنة والعلويين من مؤيدي النظام، وشهدت حمص وفي الاسابيع الماضي سلسلة من عمليات القتل والاختطاف اتخذت طابعا طائفيا. ولم يستبعد الناشطون البعد الطائفي في المقبرة الجماعية الاخيرة، لكن ناشطين اخرين تحدثوا الى مراسلين اجانب عبر ‘سكايب’ قالوا ان القتلى ربما قتلوا اثناء محاولتهم الهروب من بابا عمرو بعد ان تعرضت فيه بيوتهم للقصف. ونقل عن منظمة ‘افاز’ لحقوق الانسان نفس الرواية حول المذبحة، ولكنها وضعت الرقم بـ 62 قتيلا، اما المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن فقد وضع الرقم بـ68 مع ان هوية القتلى لا تزال مجهولة. ويظل التأكد من صحة هذه التقارير امرا صعبا لان الصحافيين غير مسموح لهم العمل في سورية.

تسليح المعارضة

وفي ضوء زيادة عنف الدولة دعت اطراف عربية منها قطر لتسليح المعارضة، فيما ارتفعت اصوات في امريكا بين النواب والمحللين الصحافيين لدعم المعارضة بالسلاح. كل هذا بعد ان فشل مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي انعقد في تونس نهاية الاسبوع الماضي في التوصل لالية لحل الازمة السورية، فمع ان المشاركين فيه تعهدوا بدعم المعارضة الا انهم وفي ظل تشرذم المعارضة، تحفظوا حتى الآن على مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للسوريين، ولم يتفق المشاركون على مسأل تسليح جيش سورية الحر واستبعدوا فكرة التدخل العسكري.

وفي ضوء تواصل العنف والقتل اليومي بات الكثيرون يرون الحل في الخيار العسكري من اجل انهاء النظام الذي انتهى فعلا ولكن السؤال متى وكيف؟ فبحسب روجر كوهين الذي كتب في ‘نيويورك تايمز’ داعيا لتسليح المعارضة فالوضع في سورية لن ‘يعمر قبل ان يخرب’. ومع انه يعترف بتعقد المعادلة السورية وان شكل التغيير فيها يختلف عن اشكال اخرى مرت بها الدول التي خرجت من المنظومة الشيوعية السابقة او دول الربيع العربي، الا ان التغيير ممكن، مشيرا الى ان الحالة السورية تحتوي مثل يوغسلافيا ولبنان والعراق قبلها على عناصر الانفجار من ناحية التعددية الاثنية والدينية وان النزعة نحو التحرر من جانب كل طائفة تتغلب على نزعة الوحدة. ويضاف الى هذا الوضع عائلة الاسد نفسها الذي يصف افرادها بالعصابة ـ المافيا – وهم اقلية ضمن الغالبية ويحاولون بالاكراه والعنف البقاء في السلطة وحكم البلد الذي تعاملوا معه على انه مزرعة خاصة بهم، ومثل بقية الطغاة العرب ممن اطاح بهم الربيع اقاموا حكما وراثيا وجمعوا حولهم طائفة من المتنفذين والمنتفعين والفاسدين، اضف الى ذلك وضعية سورية كمنطقة اصبحت ساحة للحروب الباردة الاقليمية والدولية.

ويضيف الى ان الاصوات تتعالى محذرة عندما يتم الحديث عن تسليح المعارضة، لان ذلك كما يقولون لن يؤدي الا لمفاقمة الوضع وتوحيد الاقليات الخائفة حول النظام، كل هذا يجب ان لا يجعلنا متفرجين. كما انه لا توجد سياسة تجاه سورية لا تحمل مخاطر. فسورية اصبحت ساحة خطيرة ومن اجل تحقيق توازن في اللعبة ووقف اطلاق للنار، يجب تسليح المعارضة وتدريبها كما حصل في ليبيا. ويقول كوهين ان وقت دفع الثمن قد حان، مشيرا الى الولايات المتحدة حذرت الاسد اثناء غزو العراق من عدم وتسهيل دخول الجهاديين للعراق. مضيفا ان المساعدات والقوات الخاصة يمكن ان تدرب المقاتلين الذين يفتقرون للمعدات والمهارات القتالية ونقلهم من العراق ودول الجوار الى سورية، مؤكدا على اهمية ان تكون المهمة مشتركة عربية وغربية. ويجب ان يرفق هذا بجهود من الامم المتحدة لايصال المساعدات الانسانية واقامة مراكز ومعابر انسانية حيث يتواجد اللاجئون قرب الحدود التركية والاردنية. كما يدعو لجهد دبلوماسي لاقناع روسيا والصين التخلي عن دعم الاسد. ويرى انه يجب التركيز على اسقاط الاسد اكثر من ضرب ايران لان نظام دمشق من السهل اسقاطه ومع سقوطه سيتم اضعاف ايران وحليفها الوحيد الباقي في المنطقة وهو حزب الله، فهو يرى ان التركيز على ايران وضربها حماقة نظرا لمناعة النظام في طهران. هذه الاجراءات ان تمت فستؤدي فعلا الى ثمار، لانها تختلف عن السياسة المتبعة الان من قبل الاتحاد الاوروبي وامريكا والقائمة على فرض عقوبات اقتصادية وتجميد اموال واستهداف شخصيات في النظام.

التدخل القانوني

وهناك بعد اخر ومهم اشير اليه في البداية وهو ملاحقة رموز النظام من خلال المحكمة الدولية لجرائم الحرب الدولية، ففي مقال كتبه بن ماكنتير في ‘التايمز’ البريطانية، قال فيه ان الاسد لن يفلت من جرائمه، حيث اشار الى الخطوة التي ستقوم بها الامم المتحدة لفتح ارشيفها الذي يوثق 37 الف جريمة حرب ارتكبت في اثناء الحرب العالمية الثانية.

واضاف ان نشر مواد الارشيف يجب ان تزرع الخوف في قلب الاسد ومن حوله. فمع ان مدى الجرائم التي ارتكبت قبل 60 عاما ليست معروفة حتى الان الا ان ضحايا الاسد لن ينتظروا هذه المدة لتحقق العدالة. فارشيف الامم المتحدة الذي سرا يحتوي على 10 الاف حالة من الاغتصاب والعدوان والقتل وجرائم ثقافية. واهمية الكشف عنه تعني انه يعطي المدافعين عن حقوق الانسان الفرصة لملاحقة المجرمين اليوم ممن يرتكبون جرائم ضد الانسانية. ويقول الكاتب ان الشجب الدولي لما يقوم به جزار دمشق لا يكفي، فالاسد ومن معه تهمهم مصالحهم الشخصية، وعليه فان التهديد بتقديمهم للمحكمة الدولية سيكون السلاح الفعال ضد نظام يعيش حالة من الرهاب.

ويقول ان الاسد يخاف من الصحافيين الاجانب الذين سيكشفون عن جرائمه ولهذا قام بقتلهم، ولكن عليه ان يخاف من المحامين وناشطي حقوق الانسان الذين يوثقون جرائمه ويلاحقون ممارساته. ويضيف الى ان الاسد الذي اتهمته مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان في سورية يجب ان يعرف ان ملفه جاهز لتقديمه في اي وقت لمحكمة جرائم الحرب.

ويقول ان الغرب حتى وان لم يتدخل عسكريا فانه ناشط بالتدخل قانونيا وتوثيق الجرائم، مؤكدا ان ساعة الاسد قد تأتي عاجلا اما اجلا وستتحقق مهما طال الزمن، فهناك مجرمون ظلوا هاربين من العدالة لاكثر من نصف قرن والقي القبض عليهم ووقفوا في النهاية امام المحكمة ونالوا جزاء ما ارتكبوه.

رئيس الموساد الأسبق: وضع الاسد الحالي يمكن روسيا والصين الإثبات للغرب عدم قدرته على إنهاء الأزمة بدون التعاون معهما

زهير أندراوس:

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ما زال أركان دولة الاحتلال يُطلقون التصريحات غير المتناسقة بالنسبة للموقف من النظام السوري الحاكم، فبعد أنْ تنبأ وزير الأمن، إيهود باراك، في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي بأن أيام الرئيس بشار الأسد باتت معدودة، في الحكم، يُواصل الإعلام العبري ومراكز الأبحاث في الدولة العبرية نشر تقارير وأبحاث متناقضة بالنسبة لنظام البعث في بلاد الشام، وفي هذا السياق كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية، أمس النقاب عن أن تل أبيب قررت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية اعتماد سياسة سلبية حيال ما يجري في سورية، تقوم على مبدأ واضح هو عدم التدخل، رغم تأييدها الضمني لكل ما من شأنه تنحية الرئيس بشار الأسد عن الحكم.

وبحسب محلل الشؤون العسكرية والإستراتيجية في الصحيفة، اليكس فيشمان، المرتبط بالمؤسسة الأمنية في تل أبيب ويستقي منها معلوماته، فإن عدم التدخل هذا يتضمن السكوت والامتناع عن خطوات دبلوماسية، مشيراً إلى أن إسرائيل تتخذ جانب الحذر في ألا تترك ولو ظل بصمات في ما يجري في سورية، لأن النظام ومؤيديه لديهم مصلحة في تحويل الانتباه عما يجري في سورية باتجاه الدور الإسرائيلي من أجل إحراج الجامعة العربية التي تطالب برحيل الأسد، على حد تعبير المصادر الأمنية في تل أبيب.

لكن في موازاة هذا الحياد، فإن جوهر الموقف الإسرائيلي، بحسب فيشمان، هو تأييد كل خطوة تؤدي إلى تنحية الرئيس الأسد عن الحكم، وهذا ما أنتج ائتلافاً مشوقاً من المصالح، حيث إسرائيل وتركيا ودول الخليج والسعودية توجد فجأة في الجانب نفسه من المتراس، وهو ائتلاف ينطوي على قدرة كامنة للتوسع وصولاً إلى التعاون حيال عدو مشترك واحد هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أما في ما يتعلق بسيناريوهات تدهور الأوضاع في سورية، فقد أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن تقدير الوضع في تل أبيب يرى أن احتمال أن يبادر الرئيس الأسد إلى استخدام أسلحة إستراتيجية ضد إسرائيل، في حال شعوره بالحشرة، هو احتمال ضعيف، خصوصاً أن إطلاق الصواريخ الثقيلة ضد إسرائيل يستدعي سلسلة أعمال سيجد النظام السوري، الذي هو على شفا التفكك، صعوبة في تنفيذها. وبناءً على ذلك، فإن سورية كدولة، وفقاً للتقدير الإسرائيلي، لا تمثل في المرحلة الحالية تهديداً لإسرائيل. إلا أنه على الرغم من ذلك، تستعد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لاحتمال أن تُلحق الحرب الأهلية في سورية والفوضى المتصاعدة فيها ضرراً إقليميًا على طول الحدود في الجولان العربي السوري المحتل، وهو ضرر يمكن أن يتمثل في استئناف ما أسماها بالأنشطة العدائية ضد إسرائيل من جانب أطراف وسط السكان السوريين الذين يسكنون في هضبة الجولان.

ويشبه التقدير الإسرائيلي تداعيات سقوط الحكم المركزي في سورية على منطقة الجولان بما هو حاصل في سيناء اليوم، في أعقاب فقدان الحكم المصري المركزي سيطرته على شبه الجزيرة، إذ تحولت إلى مرتع لتهريب السلاح والمسلحين من دون حسيب أو رقيب، وقال أيضًا إن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بدأت تستعد لليوم الذي يخرج فيه الوضع على الحدود مع سورية عن السيطرة، وتأخذ عدداً من سيناريوهات التدهور المحتملة في الحسبان.

ومن بين هذه السيناريوهات: فقدان النظام السوري السيطرة وسط المناطق الموجودة في الجانب السوري من هضبة الجولان، الأمر الذي من شأنه بحسب تقديرات الجيش أن يؤدي إلى استئناف النشاط المسلح من الحدود، كما هي حال الفوضى العارمة اليوم في سيناء.

وفي هذا الإطار، أشار فيشمان إلى أن التقديرات الإسرائيلية باتت ترى أن انتقال أسلحة غير تقليدية أو إستراتيجية كالأسلحة الكيميائية أو الصواريخ الحديثة المضادة للطائرات أو صواريخ سكاد من سورية إلى لبنان وسقوطها في أيدي حزب الله هما مسألة وقت وفرصة فقط. وذكر المحلل، استنادًا إلى المصادر عينها، بأن إسرائيل ترى أن انتقال منظومات سلاح مثل الصواريخ المضادة للطائرات من طراز ‘اس. إي. 8’ من سورية إلى لبنان يمثل تهديداً على حرية عمل سلاح الجو في الساحة الشمالية، الأمر الذي سيلزمها باتخاذ القرارات لتعطيل هذا التهديد.

من ناحيته، قال محلل الشؤون العربية في صحيفة ‘هآرتس’، تسفي بارئيل، إن الدولة العبرية حقيقة لا تنتمي إلى الدول التي على الأقل تندد بما يجري في سورية وتطالب برحيل الأسد غريبة ومثيرة للحفيظة. وتابع قائلاً: هذه الحكومة، التي تعرف دومًا على من تلقي المسؤولية، علقت فجأة في متاهة إستراتيجية معيبة. إذا ما وبخت نظام الأسد فإنه سيزعم ليس فقط بأنها ستظهر كمن يتدخل في الشؤون الداخلية السورية بل وستتهم منه كمن تخطط لإسقاطه. وبالفعل، تعليل سياسي ثقيل الوزن يلقي بظلاله على كل موقف أخلاقي.

ولفت بارئيل إلى أن إسرائيل، وليس غنيا عن البيان، لم تتردد في العمل في سورية عندما اعتقدت بان النظام يعرضها للخطر. ولكن عندما يقتل آلاف السوريين على أيدي النظام فجأة تدخل الحسابات الإستراتيجية إلى العمل. وخلص إلى القول إن حكومة إسرائيل لا يحق لها أن تتمترس في موقف المحلل الذي يتساءل متى وإذا كان الأسد سيسقط. فهي تمثل جمهورا يسعى إلى الاستماع منها لموقف أخلاقي واضح وجلي، بل والإعراب عن الاستعداد لتقديم المساعدة الإنسانية، على حد قوله. من جانبه، حذر الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، إفرايم هاليفي، من حدوث فوضى في الشرق الأوسط إذا ما سقط نظام الأسد، وقال إن إسرائيل قد تقوم بتحرك عسكري، للحفاظ على أمنها بالمنطقة. وحذر من حدوث فراغ بالسلطة، ووقوع أسلحة الجيش السوري في يد حزب الله. وتحت عنوان الطريق إلى طهران ودمشق تمر بموسكو، في إشارة إلى تحالف الحرب الباردة المتجددة في المنطقة، قال هاليفي، متوقعا أن موسكو لن تسمح لنفسها بفشل آخر، حيث تتيح لها الأزمة السورية فرصة لإصلاح الضرر بصورة جزئية على الأقل. والموقف الحالي الذي يدعم الأسد يمكن روسيا والصين من أن تثبتا للغرب أنه لا يستطيع إنهاء الأزمة من غير تعاون معهما. فهذا الأمر يلامس الموضوع المركزي في برنامج عمل إسرائيل الإستراتيجي. في حين أن روسيا والصين انضمتا خمس مرات إلى الولايات المتحدة في الاقتراع على عقوبات على إيران، ولهما اهتمام حقيقي في منع طهران من تهديد العالم بسلاح ذري، على حد تعبيره.

سوريا: الصين تؤيد إرسال مساعدات إنسانية

خاص بالموقع – بعدما أكد ديبلوماسيون، أمس، أن الولايات المتحدة تعد مشروع قرار جديداً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، يطالب بالسماح بدخول مساعدات إنسانية إليها، أعلنت الصين، اليوم، تأييدها إرسال مساعدات إنسانية، معربة عن رغبتها في العمل مع الدول العربية لتعزيز السلام. إلى ذلك، دعت فرنسا، اليوم، سوريا إلى إقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو في حمص للسماح

بـ«إجلاء آمن وسريع» للصحافية الفرنسية اديت بوفييه، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم، أن المصور البريطاني، بول كونروي، تمكن من الوصول الى سفارة بريطانيا في بيروت وهو «في أمان».

أعلنت الصين تأييدها إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا، معربة عن رغبتها في العمل مع الدول العربية لتعزيز السلام وتسوية الأوضاع السورية.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، اليوم، أن وزير الخارجية الصيني، يانغ جيه تشي، اتصل بالأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وعدد من نظرائه العرب، وبحث معهم الوضع في سوريا، مشيرةً إلى أنه شدّد على بذل الصين جهوداً للحفاظ على السلام والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط، لافتاً إلى أن المهمة الملحة أمام أطراف الصراع في سوريا هي وقف العنف فوراً للبدء في حوار سياسي شامل، ومناقشة خطط الإصلاح في أسرع وقت ممكن.

وأكد وزير الخارجية الصيني، الذي أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه المصري محمد كامل عمرو، والسعودي سعود الفيصل، والجزائري مراد مدلسي، أن «على المجتمع الدولي خلق الظروف المؤاتية في هذا الصدد وتوفير المساعدات الإنسانية لسوريا»، موضحاً أن بلاده ترغب في العمل مع الدول العربية من أجل تعزيز التوصل إلى تسوية سلمية وملائمة للقضية السورية.

من جهتهم، عبّر المسؤولون العرب عن تقديرهم للتعاون الودي بين الصين والدول العربية، مؤكدين أنهم يريدون الحفاظ على التشاور والتنسيق مع الجانب الصيني، ويأملون التوصل إلى حل مبكر وتفاوضي للقضية السورية.

وكان دبلوماسيون أميركيون قد ذكروا، أمس، أن الولايات المتحدة تعد مشروع قرار جديداً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، يطالب بالسماح بدخول مساعدات انسانية الى المدن التي تشهد احتجاجات.

وفي حال طرح هذا النص للتصويت، فسيكون الثالث الذي تحاول الدول الغربية تمريره في مجلس الأمن الدولي خلال الأزمة المستمرة منذ أحد عشر شهراً.

وصرح دبلوماسي بأن «مشروع القرار هذا سيركز على دخول المساعدات الإنسانية الى المدن، لكنه سيقول إن الحكومة هي سبب الأزمة»، فيما أكد دبلوماسي آخر أنه «حالياً هناك مجرد اتصالات بشأن النص»، موضحاً أن المسودة «لم ترسل الى كل مجلس الامن الدولي، ولا نعرف متى سيحدث ذلك».

بدورها، دعت فرنسا، اليوم، سوريا إلى إقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو في حمص للسماح بـ«إجلاء آمن وسريع» للصحافية الفرنسية اديت بوفييه.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، في تصريح صحافي «نتوقع من حكومة دمشق أن تعمل على توفير كل الشروط لإجلاء آمن وسريع، وخصوصاً عبر وقف فوري لإطلاق نار في بابا عمرو»، مضيفاً إن «فرنسا تحشد قواها لإنجاح عملية إجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص، مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر».

وفي السياق، أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم، أن المصور البريطاني، بول كونروي، الذي نجح في الخروج من مدينة حمص السورية الى لبنان، بمساعدة معارضين للنظام، تمكن من الوصول الى سفارة بريطانيا في بيروت وهو «في أمان».

وقال رئيس الحكومة للنواب «يمكنني أن أقول لمجلس (العموم) إن بول كونروي بات في أمان. توجه الى سفارتنا في بيروت في لبنان، حيث تم الاهتمام به وأنا على قناعة من أنه يودّ العودة قريباً الى البلاد».

أما في الكويت، فقد أقر مجلس الأمة، اليوم، بأغلبية كبيرة توصية تدعو الحكومة الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري.

وصوّت 44 عضواً، بمن في ذلك جميع أعضاء الحكومة الحاضرين الذين يصوّتون في المجلس بموجب الدستور، لمصلحة التوصية غير الملزمة، فيما صوّت خمسة نواب ضد هذه التوصية.

ورأى النائب المعارض، مسلم البراك، أن النظام السوري «جزار (في سوريا) يقتل شعبه وقد فقد كل شرعية».

من ناحية ثانية، تقدم 33 نائباً بطلب لمناقشة المسألة السورية، غداً، بهدف تقديم «الدعم المعنوي والمادي» للشعب السوري.

 (أ ف ب، يو بي آي)

بابا عمرو… الساعات الحاسمة

بعد خمسة وعشرين يوماً من الاشتباكات بين قوات الجيش السوري ومسلحي «الجيش السوري الحر» المتحصنين في بابا عمرو في حمص، بدا أن الأمور في هذه المنطقة تتجه الى الحسم النهائي، وسط تأكيدات بسيطرة الجيش على المنطقة التي قد تعلن «آمنة» في الساعات المقبلة

أكدت مصادر في دمشق لـ «الأخبار» أن الجيش السوري سيطر على غالبية حي بابا عمرو في حمص، ودخل الى شوارعه الرئيسية بعد خمسة وعشرين يوماً من الحصار. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش كانت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس تنفّذ عمليات تنظيف للحي ممن بقي فيه من مسلّحين، وسط مخاوف من وجود حقول ألغام تركها هؤلاء. وتحدثت عن احتمال صدور بيان رسمي في الساعات القليلة المقبلة تعلن فيه السلطات أن المنطقة باتت آمنة.

وأضافت المصادر أن عمليات عسكرية تدور في المنطقة الجنوبية القريبة من منطقة القصير الحدودية مع لبنان، مشيرة الى «ساعات حاسمة». وأشارت الى تجمع لعدد كبير من المسلّحين، بينهم مقاتلون من ليبيا وتونس، وإلى أن الجيش السوري اعتقل أعداداً من المسلّحين من بينهم لبنانيون دخلوا من منطقة وادي خالد. وسجلت حركة نزوح كثيفة للمقاتلين في اتجاه الأراضي اللبنانية. فيما تحدثت مصادر لـ «الأخبار» عن استمرار وجود مسلّحين في الخالدية وبعض أجزاء الحميدية مع تأكيدها أن التعامل مع هذه المناطق لن يكون صعباً بسبب سقوط «مركز قيادة المسلحين» في بابا عمرو. إلا أن مصادر في «الجيش السوري الحرّ» نفت لـ «الأخبار» سقوط بابا عمرو في أيدي الجيش، قائلة إن المسلحين «تمكنوا من فتح ثغرة في الحصار على المنطقة ويعملون على إخلاء المدنيين عبر الخالدية ــ الوعر ــ القصير وصولاً إلى منطقة عرسال» اللبنانية.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عمن وصفته بـ «عضو الهيئة العامة للثورة السورية» هادي العبدالله قوله ان الجيش «استقدم الى حمص تعزيزات من الفرقة الرابعة»، مشيرا الى ان هذه التعزيزات «تزيد من مخاوفنا من حصول اقتحام». وأشار الى ان القوات النظامية أخلت «حاجزين كبيرين على اطراف الخالدية هما حاجزا المطاحن والاطفائية»، مشيراً الى انه «تم توجيه نداءات عبر المساجد الى الاهالي للنزول الى الطبقات الارضية».

وأفادت المصادر الرسمية، من جهة أخرى، أن الجيش السوري حقق كذلك «تقدّماً كبيراً» في ريف حلب وإدلب.

وأعلنت الجهات الأمنية إحباط تسلل لمجموعة «إرهابية مسلحة قادمة من لبنان تسللت من معبر عيون الشعرة ـــ حالات في ريف تلكلخ، وإن ثلاثة من عناصر المجموعة الإرهابية قتلوا وأصيب آخرون، بينما أصيب عنصر من الجهات المختصة». وقد أحبطت الجهات الأمنية السورية عدداً من محاولات التسلل من الأراضي اللبنانية خلال الأشهر الماضية.

من جهة أخرى، اعلن البيت الابيض ان تنظيم «القاعدة» يحاول الاستفادة من اعمال العنف في سوريا، مقراً بأن هذا هو احد الاسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح على جدول اعمال واشنطن. وأوضح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: «نعرف ان القاعدة ومتطرفين آخرين يحاولون الاستفادة من الوضع». وأضاف ان عناصر من التنظيم «يحاولون تقديم انفسهم على انهم المدافعون عن حرية اكبر وعن الديموقراطية لسكان المنطقة»، وهو «ما يتناقض مع تاريخهم وعلة وجودهم». وتابع ان «موقفنا لا يعود فقط لهذا السبب، بل ايضا لأن الوقت لم يحن بعد لزيادة عسكرة الوضع في سوريا».

الى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في بابا عمرو أمس، وأن 29 من قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع المعارضين أول من أمس.

في غضون ذلك، تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نقل مساعدات إلى مدينتي إدلب وحمص، حسب ما أعلنت ناطقة باسم هذه المنظمة في جنيف. وسلّمت المساعدات إلى الهلال الأحمر السوري، لكنها لم توزّع بعد بسبب المعارك.

وشهدت مدينة دمشق أمس تشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الأيام الماضية برصاص قوات الأمن السورية، بحسب ما أفادت مصادر متقاطعة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها، محمد الشامي، إن «آلاف الأشخاص شاركوا في تشييع شهيدين قتل أحدهما أمس والثاني أول من أمس برصاص الأمن في كفرسوسة».

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الجيش السوري شيّع من مشفى تشرين العسكري في دمشق جثامين 7 شهداء من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة.

إلى ذلك، أبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لين باسكو، مجلس الأمن الدولي أن عدد القتلى في سوريا «أعلى بكثير من 7500 شخص». وقال «رغم أننا لا نستطيع إعطاء أرقام محددة للقتلى والجرحى، تشير تقارير جديرة بالثقة إلى أن العدد الإجمالي للقتلى حالياً يتجاوز دائماً 100 مدني في اليوم، كثير منهم نساء وأطفال».

من جهة أخرى، شُغل العالم أمس بخبر عبور الصحافية الفرنسية إديت بوفييه وزميلها البريطاني بول كونروي من حمص إلى لبنان عبر معبر غير شرعي، قبل أن تحسم إدارة صحيفة لو فيغارو الأمر، مكذّبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومؤكدة أن بوفييه التي تعمل في هذه الصحيفة لا تزال في سوريا، ليتراجع بعدها ساركوزي عن تصريح سابق له يؤكد فيه وصولها إلى لبنان.

من جهته، قال مصدر في صحيفة «لو فيغارو» ان «من الخطأ القول إنها وصلت بسلام إلى لبنان». وكانت مصادر في المعارضة السورية قد أعلنت صباحاً أنه جرى تهريب بوفييه وكونروي إلى لبنان، ولاحقاً أكدت جريدة «صنداي تايمز» التي يعمل فيها كونري الخبر، وقالت إنه «سليم ومعافى».

وأعلنت الخارجية الروسية إن خبر نقل المسلحين للصحافيين يؤكد أنهما كانا طوال هذه الفترة في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، وغادرا الأراضي السورية مثلما وصلا إليها، من دون إبلاغ السلطات السورية بذلك. وقال ناشط في جماعة آفاز، التي ساعدت بعض الصحافيين على الدخول إلى حمص المحاصرة، إنه يعتقد أن صحافيين غربيين اثنين آخرين لا يزالان في المدينة.

(الأخبار، سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

«فورين بوليسي»: حذار التسليح السعودي للمعارضة

حذّر المحلل الاستخباري السابق في الخزانة الأميركية جوناثان شانزر من مخاطر الدور السعودي في سوريا، مشيراً إلى أن في جعبة التاريخ درساً مفاده أن «لا أحد سيكون أكثر خطورة من السعودية»

جنان جمعاوي

خلال «توبيخه» الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، قال الملك السعودي، عبد الله، إن المملكة «لن تتخلى أبداً عن واجباتها الدينية والأخلاقية حيال ما يجري» في سوريا. لكن في آخر مرة ارتأى فيها السعوديون أن لديهم واجباً لـ«إحباط» السياسات الروسية، كانوا قد مهّدوا الطريق لانبثاق «جيل من الجهاديين في أفغانستان، ينشرون الفوضى في العالم منذ ثلاثة عقود وحتى الآن». وفي السياق، نقل المحلل الاستخباري السابق في وزارة الخزانة الأميركية جوناثان شانزر، وهو مسؤول في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، عن تقارير إخبارية أن الرياض «ترسل بالفعل أسلحة ومعدات للمعارضة السورية، عبر حلفائها من العشائر السنية في العراق ولبنان»، على أن ترسل المزيد. هكذا لمّح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عندما وصف فكرة تسليح المعارضة بأنها «ممتازة». بعدها، نقلت صحيفة «سعودي غازيت» عن مسؤول لم تسمّه أن الرياض تفكر بتزويد المعارضة السورية بـ«الوسائل الكفيلة بتأمين الاستقرار والسلام»، فيما بدأ رجال الدين السعوديون يدعون على الملأ إلى الجهاد في سوريا.

هذه النزعة لتسليح المعارضة السورية تعود، حسبما كتب شانزر، في مجلة «فورين بوليسي»، إلى رغبة «الدول السنية (في الخليج) بتقويض نظام (بشار) الأسد، لأنه حليف عدوتهم الشيعية إيران». وتابع أن «حرمان الروس من موطئ قدم لهم في الشرق الأوسط يعدّ مكسباً إضافياً بالنسبة للسعوديين»، فـ«الدولتان تتشاطران عداءً مزمناً».

في سبعينيات القرن الماضي، استخدم السعوديون ثروتهم النفطية «الهائلة» لـ«تسديد ضربات موجعة للروس، أينما استطاعوا». وحاربوا الحكومات والحركات السياسية الشيوعية بأكثر من 7.5 مليارات دولار على شكل مساعدات ومعونات عسكرية لعدد من الدول.

بمكافحتهم للشيوعية، حقن السعوديون «جيلاً من المقاتلين الإسلاميين المتشددين الذين أثاروا المتاعب الكبرى أينما حلّوا». هؤلاء كانوا «مفيدين» بالنسبة للمملكة، بعدما غزا السوفيات أفغانستان في نهاية 1979. بعقيدة «وهابية صارمة»، وبأسلحة وأموال سعودية، «تدفقوا إلى أفغانستان».

تغيّر الكثير مذّاك. والسعوديون لا يحتاجون اليوم إلى محاربة الشيوعية. فالروس اليوم «لا أيديولوجية لهم، ولا تسيّرهم سوى المصالح السياسية». كما ان الكرملين يعاني من «حساسية» من نشر الجنود في الشرق الوسط وجنوب آسيا. استراتيجية موسكو الجديدة «تقتصر على جني المال والنفوذ عبر بيع الأسلحة والمعدات العسكرية والتقنيات إلى إيران وسوريا».

وبرأي شانزر فإن تسليح الأنظمة «المارقة» يبدو «عملاً طائشاً»، لكنه يُعدّ «الفرصة الأخيرة بالنسبة للروس لممارسة ثقلهم في المنطقة». وتعد طرطوس، ثاني اكبر مرفأ في سوريا، «الحجر الأساس» للتعاون البحري بين موسكو ودمشق منذ السبعينيات. والسعوديون يعلمون أنه إذا سقطت سوريا فستسقط طرطوس معها، ما يشكّل «سبباً إضافياً لتسليح المعارضة».

الإدارة الأميركية لا تزال متريثة، لكن «صبر السعوديين نفد». «بلا مواربة»، باتوا يروّجون لتسليح الجيش السوري الحر. وهذا ليس «تهديداً أجوف». وإذا أرادت الرياض أن تسلّح المعارضة فهي ستفعل ذلك، كما قال شانزر، مرجّحاً أن «ينقاد من يتلقون الأسلحة، بسهولة، وراء العقيدة الوهابية». لكن الكاتب حذّر، في ختام تقريره في «فورين بوليسي»، إدارة أوباما من «مغبة التريث لوقت أطول. عندئذ ستتفاقم الأزمة الإنسانية، وعلى الأرجح سيتدخّل لاعبون آخرون لإحداث التوازن في سوريا». في جعبة التاريخ درس مفاده أن «لا أحد سيكون أكثر خطورة من السعودية».

وصول 22 عائلة إلى لبنان بعد هروبها من حمص

أ. ف. ب.

طرابلس: وصلت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية 22 عائلة سورية الى لبنان هربا من حي بابا عمرو في حمص الذي يتعرض لعملية اقتحام اليوم الاربعاء، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان وكالة فرانس برس، مشيرا الى ان النازحين “في حال نفسية سيئة جدا”.

وقال المتحدث احمد موسى “وصلت الى لبنان خلال الساعات ال48 الماضية 22 عائلة قدمت من حي بابا عمرو في حمص عبر الحدود الرسمية وعبر معابر غير شرعية في شمال لبنان وشرقه”. واضاف انهم استقروا في منطقة وادي خالد في شمال لبنان لدى اقارب او عائلات مضيفة، لكنهم “في حال نفسية سيئة جدا، ويحتاجون الى كل شيء”.

وافاد مصدر امني في دمشق الاربعاء ان الجيش السوري يقوم بعملية اقتحام لحي بابا عمرو، وقال “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، مضيفا “ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله من حمص لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان قوات النظام “لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو”، مضيفا “انهم يطوقون الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب”.

واشار الى ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على “اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”.

وقال العبد الله “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء واخلاء الحواجز الامنية واستهداف كل الاحياء بالقصف”. واضاف “اذا لم يحصل تدخل خارجي، ستحصل كارثة ومأساة حقيقية في كل حمص”.

حمص تحت النيران ومشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي

واشنطن تستدعي القائم بالاعمال السوري للتنديد بالعنف

أ. ف. ب.

دمشق: استدعت الولايات المتحدة اليوم الاربعاء القائم بالاعمال السوري في واشنطن للاعراب له عن “استيائها الشديد” من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر.

وفي محادثات اجراها مع القائم بالاعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية، دعا مساعد وزيرة الخارجية جفري فلتمان سوريا الى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر بانهاء العنف.

وأكد ناشط معارض للنظام من حمص لوكالة فرانس برس ان قوات النظام “لم تدخل بابا عمرو” في حمص وان كل ما يقال في هذا الاطار “شائعة لبث الرعب” بين الناس، وذلك بعد اعلان مصدر امني في دمشق اقتحام الجيش السوري لحي بابا عمرو وقيامه بتنظيف كل منزل وشارع فيه.

وقال الناشط ابو عطا الحمصي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص عبر الاقمار الصناعية “الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب”، مضيفا ان الجيش السوري الحر “سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل”.

واضاف الناشط ان الجيش السوري نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية منذ عصر امس الثلاثاء، وانه وجه اليوم انذارات، عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء”. واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه “سيقتحم المدينة”.

الا انه اشار الى انها ليست المرة الاولى التي توجه فيها مثل هذه الانذارات.

وذكر ابو عطا ان القصف الصاروخي مستمر على بابا عمرو، مشيرا الى “ان اسرائيل لم تفعل بنا ما يفعله النظام”.

وكان مصدر امني في دمشق افاد في وقت سابق ان الجيش السوري ينفذ عملية اقتحام لحي بابا عمرو في حمص.

وقال المصدر “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، مضيفا “ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

وكانت تقارير قالت إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط) حيث افاد مصدر امني عن اقتحام الجيش للحي وبدء “عمليات تطهير”، في وقت اعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي لادخال مساعدات انسانية طارئة الى سوريا.

وقال مصدر امني في دمشق إن منطقة بابا عمرو “تحت السيطرة”، مضيفا “قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل”. واضاف “يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن اسلحة وارهابيين”، مشيرا الى وجود “بعض البؤر” التي يعمل الجيش على “تقليصها”.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة”.

وقال العبد الله ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على “اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”. واشار الى صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات.

وقال العبد الله “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء”. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه “لا يمكن الاتصال بأحد مطلقا في بابا عمرو، وهناك صعوبة في الحصول على معلومات (عن الضحايا) بسبب ذلك”.

واشار الى ان “طائرات استطلاع تحلق فوق المكان”. وعبر الناشط الاعلامي عمر شاكر الذي خرج من حمص قبل ايام وهو موجود في لبنان، عن اعتقاده بان “حمص مقبلة في الساعات القادمة على وضع سيء جدا”، مشيرا الى ان آخر اتصال اجراه بمدينته كان قبل 12 ساعة.

وقال “ما يحصل في حمص كبير جدا (…)، هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام لا يتخيلها عقل”. وتابع “انا مقطوع عن رفاقي في المركز الاعلامي (في بابا عمرو)… آخر ما قالوه لي ان بطاريات اجهزة الكومبيوتر تنفد وان حمص تغرق في الظلام، وطلبوا مني ان نواصل الدعاء لهم”.

من جهة ثانية، قال المرصد السوري ان مدينة الرستن في محافظة حمص “تعرضت لقصف القوات النظامية التي تحاصر المدينة، ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى”. وكانت القوات النظامية انسحبت من مدينة الرستن قبل أكثر من عشرين يوما، بحسب ناشطين.

وذكر المرصد السوري ان “قوات عسكرية ترافقها اليات عسكرية مدرعة اقتحمت الاربعاء مدينة الحراك في محافظة درعا (جنوب) وسط اطلاق رصاص كثيف”. في ريف حماة، “اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة حلفايا وبدات حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل مواطنين متوارين عن الانظار”، بحسب المرصد.

وافاد المرصد عن مقتل طفل (13 عاما) “اثر اطلاق رصاص عشوائي صباح اليوم في حي العمال في مدينة دير الزور (شرق)، وعن مقتل “شخص داخل المعتقل من قرية المغارة في محافظة ادلب” (شمال غرب).

وتواصلت اليوم التحركات الاحتجاجية الطلابية المعارضة للنظام في جامعة حلب (شمال). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “حوالى الفي طالب تظاهروا في جامعة حلب الاربعاء، في ما يؤشر الى نشاط احتجاجي مستمر في الجامعة”، مشيرا الى قمع التظاهرة و”انفضاضها دون وقوع اصابات”.

وقال فارس الحلبي العضو في تجمع الطلبة الاحرار في الجامعة في اتصال مع وكالة فرانس برس ان عناصر من الامن “اعتقلوا اربعة من الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للمدن المحاصرة والجيش السوري الحر”، مشيرا الى عزم الطلاب على تنظيم مزيد من التظاهرات اليوم.

وفي نيويورك، افاد دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الانسانية الى المدن السورية، و”سيقول ان الحكومة هي سبب الازمة”، مشيرين الى ان الاتصالات مستمرة حول النص.

وقتل اكثر من 7500 شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011، بحسب الامم المتحدة. وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز على الازمة الانسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الامن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين.

وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى سوريا. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية الاربعاء ان وزير الخارجية الصيني ذكر بموقف بلده الذي يطالب الحكومة السورية والمعارضين على حد سواء “بوقف اعمال العنف فورا” من اجل “بدء حوار سياسي مفتوح”.

تشكيل مكتب عسكري للمعارضة

اعلن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم اطياف المعارضة انه قرر تشكيل مكتب عسكري لمتابعة “شؤون المقاومة المسلحة” تحت “الاشراف السياسي” للمجلس، بحسب بيان صادر عنه الاربعاء.

وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان المجلس قرر “إنشاء مكتب عسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، يكون مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني”.

واوضح البيان ان هذا الامر يأتي “في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وايمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا ودعما للجيش الحر”.

واوضح مدير مكتب الاعلام في المجلس الوطني محمد السرميني لوكالة فرانس برس ان انشاء المكتب “يأتي بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.

واشار الى ان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون سيعقد مؤتمرا صحافيا في باريس الخميس للاعلان رسميا عن تشكيل هذا المكتب والتفاصيل المتعلقة بعمله.

وقال السرميني ان المؤتمر الصحافي سيتناول كذلك بعض الاحداث التي تجري على الارض السورية، لا سيما في المناطق المنكوبة مثل بابا عمرو” في حمص.

في هذه الاثناء، اقفلت سويسرا موقتا سفارتها في دمشق “لأسباب امنية”، كما اعلنت الاربعاء السلطات السويسرية، فيما تواصلت اعمال العنف في سوريا على رغم الضغوط الدولية المتزايدة على حكومة بشار الاسد.

واعلنت الدائرة الاتحادية للشؤون الخارجية السويسرية في بيان ان “سفارة سويسرا في دمشق قد اقفلت بصورة موقتة لأسباب امنية اليوم الاربعاء في 29 شباط/فبراير 2012”.

وقد اعلنت برن في 15 شباط/فبراير عزمها على اقفال السفارة لكنها لم تحدد موعدا.

واستدعت سويسرا سفيرها في سوريا في آب/اغسطس 2011 الى برن للتشاور ولم يعد الى دمشق. ومنذ اواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2011، دعت الدائرة الاتحادية للشؤون الخارجية السويسرية الرعايا السويسريين الى الاسراع في مغادرة الاراضي السورية.

ولا يزال 150 الى 180 سويسريا مسجلين في السفارة موجودين في سوريا. ويحمل القسم الاكبر من الرعايا السويسريين في سوريا -147 شخصا، اي حوالى 80%- الجنسيتين. ويعيش حوالى ثلثاهم في دمشق والاخرون في حلب.

باريس تدعو إلى وقف إطلاق نار في حمص

إلى ذلك، دعت فرنسا الاربعاء سوريا إلى إقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو في حمص للسماح بـ”اجلاء آمن وسريع” للصحافية الفرنسية اديت بوفييه، معلنة بذلك ضمنا ان هذه الاخيرة لا تزال في حمص. واعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي “نتوقع من حكومة دمشق ان تعمل على توافر كل الشروط لاجلاء آمن وسريع وخصوصا عبر وقف فوري لاطلاق نار في بابا عمرو”.

واضاف المتحدث ان “فرنسا تحشد قواها لانجاح عملية اجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص، مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر”، في اشارة الى الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.

واديت بوفييه الصحافية التي تعمل لحساب لوفيغارو اصيبت بجروح خطرة في 22 شباط/فبراير اثناء قصف اودى بحياة الصحافية في صحيفة صانداي تايمز ماري كالفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. واعلن مصدر لبناني الثلاثاء ان الصحافية بوفييه موجودة في لبنان واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي النبأ قبل ان يتراجع عن تصريحاته ويقدم اعتذاره.

والصحافي الاسباني خافيير اسبينوسا موجود ايضا في حمص. واكدت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية فاليري بيكريس الاربعاء ان التصريحات الاولى للرئيس ساركوزي الثلاثاء حول مصير الصحافيين جاءت كرد فعل على معلومات “قدمها الصحافيون”.

وقالت فاليري بيكريس “اليوم، نتابع ساعة بساعة مسالة اجلاء الصحافيين الفرنسيين من سوريا. لكنكم تتفهمون انه لا يمكنني الادلاء باي شيء حول هذه المسالة ولا اعطاؤكم المعلومات التي في حوزتنا”.

بول كونروي “في امان” ويريد “العودة الى البلاد”

من جانبه، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ان المصور البريطاني الذي نجح في الخروج من مدينة حمص السورية الى لبنان بمساعدة معارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، تمكن من الوصول الى سفارة بريطانيا في بيروت وهو “في امان”.

وقال رئيس الحكومة للنواب “يمكنني ان اقول لمجلس (العموم) ان بول كونروي بات في امان. توجه الى سفارتنا في بيروت في لبنان حيث تم الاهتمام به وانا على قناعة انه يود العودة قريبا الى البلاد”.

واشاد كاميرون بشجاعة كونروي والنشطاء الذين ساعدوه على مغادرة حمص حيث اصيب في هجوم بصاروخ على مركز مؤقت للاعلام اقيم في حي بابا عمرو قتلت فيه الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.

وذكرت منظمة “آفاز” غير الحكومية ان 13 ناشطا قتلوا اثناء محاولتهم مساعدة كونروي الذي يعمل لحساب صحيفة صنداي تايمز البريطانية، على الخروج من حمص. وقال كاميرون “اود ان اشيد بكونروي، وكذلك بالاشخاص الشجعان الذين ساعدوه على الخروج من سوريا والذين دفع العديد منهم ثمنا غاليا للغاية مقابل ذلك”.

سوريا تؤكد “إلتزامها الإنساني” باجلاء الصحافيين الأجانب

وأكدت سوريا الاربعاء “التزامها الانساني” باجلاء الصحافيين الغربيين من حمص، مبررة فشل محاولات الاجلاء برفض “المسلحين” تسليمهم. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الوزارة ان “سوريا لن تتهرب من التزاماتها الانسانية، وقمنا بهذا السياق بثلاث محاولات لاجلاء الجثامين باءت بالفشل”.

واضاف “فوضنا الهلال الاحمر بالتفاوض بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، لكنها (المفاوضات) باءت بالفشل لان المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة ورفضوا ايجاد حل لهذه المأساة الانسانية”.

وذكر ان “الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا”، مضيفا “نحن ملتزمون انسانيا ونريد تامين اجلائهم”، مشددا على ان “التعطيل ليس من الجانب السوري”. ولفت مقدسي الى ان الصحافيين “استعجلوا الدخول الى مناطق غير امنة وهم يتحملون مسؤولية ما حدث لهم”، الا ان بلاده “تود المساعدة بغض النظر عن هذه المغامرة السيئة”.

وردا على سؤال عما يحكى من تخوف الصحافيين من الخروج بواسطة الهلال الاحمر، اجاب مقدسي “هذه التخوفات غير مبررة”، متسائلا “مم يتخوفون، ممن يتخوفون، ليتخوفوا ممن يحمل السلاح ضد شرعية الدولة”.

واضاف “لا يتم ارسال منظمة دولية لمساعدة الناس ثم يتم الغدر بهم بعد ذلك”، مشيرا الى ان “جهود منظمة الهلال الاحمر هي بالتعاون مع لجنة الصليب الاحمر وليست جهودا منعزلة”.

 باريس وبرلين ووارسو تعارض افلات المسؤولين عن العنف في سوريا من العقاب

واعلن وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا في بيان مشترك اصدروه الاربعاء في برلين، معارضتهم افلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب، مطالبين باحالتهم على القضاء.

واكد غيدو فسترفيلي وآلان جوبيه ورادوسلاف سيكورسكي في اعلان حول سوريا اصدروه في ختام اجتماع لمثلث فيمار “لن ندخر اي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه جرائم ضد الانسانية”.

ويضم مثلث فايمار الذي انشىء في 1991 سلطات البلدان الثلاثة من اجل مناقشة مسائل التعاون والملفات الكبرى الدولية والاوروبية.

واعرب الوزراء الثلاثة ايضا عن “اسفهم الشديد للتعثر في مجلس الامن” حيال سوريا، علما ان ثمة “توافقا دوليا متزايدا” ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

ودعا آلان جوبيه الذي تحدث في مجلس حقوق الانسان الاثنين في جنيف، المجموعة الدولية الى اعداد شروط رفع شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي ارتكبها مسؤولو النظام السوري، وفي مقدمهم الرئيس بشار الاسد.

وابدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون منذ ذلك الحين تحفظات حول هذه الامكانية، مشيرة الى انها يمكن ان تزيد في بعض الحالات الوضع تعقيدا.

ووجه وزراء الخارجية الثلاثة ايضا نداء الى السلطات السورية “للسماح الفوري ومن دون عقبات بالوصول الى جميع الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة” في سوريا، مشيرين من جهة اخرى الى “مقتل اكثر من 600 طفل واختفاء عدد اكبر بكثير”.

واعربوا عن “استيائهم” من رد فعل السلطات السورية على “المطالب المشروعة” للشعب السوري الذي يتطلع الى الحرية، وقالوا انهم “لا يمكن ان يتغاضوا عن العنف والاعتقالات التعسفية والمجازر والتعذيب واجراءات الترهيب التي ترتكب في سوريا وفي الخارج”.

المخاوف الطائفية في سوريا تضع المنطقة على حافة الهاوية

لميس فرحات من بيروت

بيروت: على الرغم من استمرار حملة القمع الوحشية التي ينتهجها النظام السوري ضد المعارضين، والتي تعود بانعكاسات مميتة وخطرة على الوضع الداخلي،  يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يحتفظ ببعض الدعم على صعيد الداخلي والخارجي من حلفائه، بما في ذلك الأقليات الدينية والعرقية التي اعتمدت لعقود على دولته البوليسية لتضمن حمايتها من العدوان الطائفي.

فرّ (أبو علي)، مواطن سوري ينتمي إلى الطائفة الشيعية  من حمص، طالباً اللجوء إلى العراق لينجو من القتل والأحداث الدموية التي تشهدها بلاده. لكنه لم يهرب خوفاً من الحكومة، بل من الثوار الذين يقول انهم قتلوا ثلاثة من أبناء أعمامه في كانون الاول (ديسمبر) وألقوا جثة أحدهم في صندوق القمامة أمام منزل أسرته.

نقلت صحيفة الـ”نيويورك تايمز” عن أبو علي قوله:”لا أستطيع البقاء في مدينة حمص لأني سأقتل. ليس أنا فقط بل كل الشيعة”.

مثل الكثير من الشيعة في العراق، يعتبر أبو علي ان الثوار في سوريا هم مجموعة من الإرهابيين وليسوا مقاتلين من أجل الحرية، مشيرا إلى أن “ما تفعله الحكومة هو محاولة حماية الشعب وتستهدف الجماعات الإرهابية في المنطقة”.

التمرد في سوريا، بقيادة الغالبية السنية المعارضة للحكومة التي يسيطر عليها العلويون، يتجه إلى طريق غامض لا يمكن التنبؤ بنهاياته، لا سيما وأنه ينحدر على نحو متزايد وخطير ليصبح حرباً طائفية في منطقة تسودها الانقسامات الدينية والعرقية.

بالنسبة للكثيرين في المنطقة، الأزمة السورية ليست أحداثاً تهدف إلى تحرير البلاد من الديكتاتورية، بل هي صراع على السلطة والبحث عن المصالح الخاصة. كما ان سوريا تجتذب القوى الطائفية المجاورة، الأمر الذي يهدد بانزلاق الدول القريبة منها في صراع أوسع نطاقاً.

وبدأت بوادر هذا الإنزلاق تظهر في البلدان المجاورة، لا سيما في لبنان حيث اندلعت شرارة الأحداث الطائفية في الشمال بين السنة والعلويين.

وأشارت الصحيفة ان الأقليات لا تزال تدين بالولاء للأنظمة الديكتاتورية. وعلى الرغم من سقوط عدد من القادة الطغاة في المنطقة، بقيت الهويات الطائفية والتحالفات الدينية والعرقية متصلبة ومتشبثة بمواقعها، في حين أن مفاهيم المواطنة لا تزال بطيئة في ايجاد طريقها بين الشعوب.

أدى القتال في سوريا إلى شعور الشيعة بالقلق والخوف من أن تستولي الغالبية السنية في سوريا على الحكم، الأمر الذي يبشر بحرب طائفية جديدة.

وفي الوقت الذي تدرس فيه الحكومات الغربية والعربية اتخاذ إجراءات لوقف إراقة الدماء – من ضمنها اعتماد دبلوماسية أكثر عدوانية وتسليح الثوار أو التدخل العسكري – تبقى النقاشات مجرد كلام في ظل عدم وجود تماسك بين مجموعات المعارضة السورية، إضافة إلى الأدلة التي تشير إلى ارتباط بعض المعارضين لتنظيم القاعدة، وتقارير موثوق بها تتحدث عن عمليات اقتتال طائفي.

تنظر الأقليات في سوريا إلى العراق كمثال ومؤشر على مستقبلها، معتبرة أن التجربة العراقية ستتكرر في سوريا في حال سقوط الرئيس بشار الأسد. ويتخوف المسيحيون والشيعة وغيرههم من الأقليات أن يلاقوا مصير مشابه للمسيحيين الاشوريين واليزيديين في العراق الذين قتلوا واستهدفوا من قبل المسلحين.

وأشار أبو علي إلى أن الثوار في حمص يطلقون هتافات ضد الشيعة الذين يعتبرونهم حلفاء الأسد وايران، الأمر الذي يهدد بصراع طائفي في المدينة وقد يمتد في البلاد وربما إلى البلدان المجاورة.

واضاف: “المعارضون في سوريا يقولون للمسيحيين: إذهبوا إلى بيروت. لكنهم يكرهون الشيعة أكثر إذ يدعونهم للذهاب إلى القبور”، معتبراً أن الحكومة تحمي الأقليات.

ويقول: “صحيح ان هناك الكثير من الإصلاحات التي ينبغي القيام بها في سوريا، وأن الشعب بحاجة إلى المزيد من الحريات والحقوق، لكن الحكومة تأخذ الكثير من الخطوات الإصلاحية إلا أن لا أحد يستمع اليها”.

ستطيع أن يقاتل حتى الوصول إلى حالة من التعادل مع معارضيه

الرئيس السوري لن ينجح في سحق الثورة رغم الموت والدمار

عبدالاله مجيد من لندن

يستبعد الكثير من الأطراف أن ينجح الرئيس السوري بشار الأسد في إنهاء الثورة التي تشهدها بلاده بالقوة العسكرية، رغم الموت والدمار الذي خلفته قواته في أنحاء مختلفة من سوريا، لكن التوقعات تشير إلى أن الأسد قد ينجح في النهاية في فرض معادلة وسطية للتوصل إلى حل.

رغم الموت والدمار، الذي تجابه به قوات الرئيس السوري بشار الأسد المعارضة، فإنه من المستبعد أن ينجح في سحق الانتفاضة المستمرة منذ عام. كما إن الإدانات الدولية لحملة البطش وسعة الانتفاضة التي شهدت السوريين يحملون السلاح ويقاتلون حتى الموت تجعل من المستبعد بصورة متزايدة أن يتمكن الأسد من إعادة الوضع السابق بالقوة العسكرية.

لكن حتى إذا لم يتمكن الأسد من الانتصار على خصومه، فإنه إذ يستطلع ساحة المعركة الوطنية والدولية التي خلقها، قد يجد سببًا للاعتقاد بأنه يستطيع رغم ذلك أن يقاتل حتى الوصول إلى حالة من التعادل وسط الخراب. والفارق بين التعادل والهزيمة يتمثل عند الأسد في أنه سيكون جالسًا إلى الطاولة حين يجري التفاوض بشأن التوصل إلى حل للنزاع.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الاثنين عن فرض عقوبات جديدة ضد نظام الأسد دعمًا للمطالبة بإنهاء حملته على معاقل المعارضة وقبول خطة الجامعة العربية، التي تدعو إلى تنحّيه.

لكن إجراءات الاتحاد الأوروبي تعتبر بالأساس تشديدًا تدريجيًا لعقوبات فرضها سابقًا.  كما أكد مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي عُقد في تونس يوم الجمعة الماضي، أنه في الوقت الذي تتفق الدول الغربية والعربية على ضرورة تنحّي الأسد، وقبل ذلك وقف حملاته على مناطق الثوار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، فإن هناك اتفاقًا محدودًا على اعتماد استراتيجيات جديدة لتحقيق هذه الأهداف.

فالقوى الغربية انسدت شهيتها إلى التدخل العسكري المباشر، لا بسبب الإنهاك بعد مثل هذا التدخل في العراق وأفغانستان وليبيا فحسب، بل لأن المصالح الطائفية والسياسية الإقليمية في النزاع السوري تهدد بإشاعة فوضى في عموم المنطقة، كما أفادت مجلة تايم، مشيرة إلى أن تأييد التدخل العسكري المباشر يبدو غائبًا، حتى إذا كانت القوات المتدخلة ليست قوات غربية. وكانت قطر أخفقت في جهودها لإقناع أصدقاء سوريا بدعم تشكيل قوة عربية تدخل سوريا لفتح ممرات إنسانية إلى المدن المحاصرة.

واقتنعت قطر في النهاية بوجهة النظر السعودية القائلة إن تسليح الثوار السوريين “فكرة ممتازة”، كما وصفها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وتعزز الدعوات الخليجية الصريحة إلى تزويد المنتفضين بالسلاح الشكوك بأن دولاً خليجية تفعل ذلك أصلاً.

وقد تكون هناك حتى معدات غير فتاكة ترسلها قوى غربية، بينها أجهزة اتصالات، إلى قوى المعارضة. ولكن السعوديين، الذين أفادت أنباء بأنهم انسحبوا من مؤتمر أصدقاء سوريا غضبًا على “عدم فاعليته”، لم يتمكنوا من إقناع المؤتمر حتى بدعم فكرة تسليح المعارضة، بحسب مجلة تايم.

والمؤكد أن الولايات المتحدة تبقى متحفظة إزاء المقترح الداعي إلى إرسال أسلحة إلى المعارضة.

وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة سي بي أس إن الولايات المتحدة لا تعرف من سيتلقى السلاح، في إشارة إلى هلامية المعارضة، وحقيقة أن بعض عناصرها يناصبون أهداف السياسة الخارجية الأميركية العداء، وأكدت كلينتون أن المعارضة السورية تحظى بدعم تنظيم القاعدة وحركة حماس، متسائلة مَنْ ستدعم الولايات المتحدة إذا قدمت السلاح.

وتابعت كلينتون قائلة إنه “رغم النداءات الكبيرة التي نسمعها من أولئك الذين يهاجمهم الأسد بوحشية، فإننا لا نرى انتفاضات في عموم سوريا على النحو الذي شاهدناه في ليبيا”. ولاحظت كلينتون عدم وجود كتائب تظهر، حيث لا وجود للجيش السوري، محاولة الوصول إلى حمص لنجدة ثوارها. وخلصت وزيرة الخارجية الأميركية إلى القول “لا نرى عناصر معارضة قادرة على البقاء”.

ولعل الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يأملون بإعلان المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعيًا للشعب السوري مثلما فعلوا مع المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي، قبل التدخل في ليبيا في العام الماضي، ولكن حقيقة أن مؤتمر تونس الذي وصف المجلس بأنه “ممثل” شرعي للشعب السوري، بدلاً من “الممثل الشرعي” كان مؤشرًا له مغزاه.

إذ يبقى حجم النفوذ، الذي يتمتع به المجلس الوطني السوري على الأرض، موضع تساؤل، وحتى نفوذه على الجيش السوري الحر بعيد عن كونه نفوذًا مؤكَّدًا، كما تذهب مجلة تايم.

وجادل البعض بأن تسليح المعارضة من شأنه أن يساعد على تنظيم الثورة وبناء السلطة السياسية لقيادة المجلس الوطني السوري، التي ستزوَّد هذه الأسلحة بإشرافها.  ولكن مخاوف كلينتون ربما أكدها يوم الأحد نبأ انشقاق قياديين في المجلس، وتشكيل مجموعة العمل الوطني، متحدين فاعليته، ومعلنين موقفًا صريحًا في الدعوة إلى تسليح المعارضة.

وفي حين أن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيّدت خطة الجامعة العربية فإن الأسد ما زال يتمتع بدعم قوي من روسيا وإيران، وتصرّ دول، مثل الصين والعراق، على أن أي حل في سوريا يجب أن يستند إلى إصلاحات وطرق دبلوماسية، والحوار مع النظام بدلاً من الإلحاح على إسقاطه سلفًا.

وغني عن القول إن نظام الأسد يرحّب بمثل هذا الموقف. وحتى في وقت واصل النظام دك مدينة حمص وغيرها من معاقل المعارضة بالمدفعية يوم الأحد، فإنه تمكن من إجراء استفتاء على جملة إصلاحات دستورية.

وشجبت المعارضة الاستفتاء بوصفه مهزلة إزاء الحرب المستعرة، وتعذر اعتباره دليل توافق وطني على إصلاحات الأسد. ولكن حتى إذا كانت مزاعم النظام بمشاركة 57 في المئة من الناخبين في الاستفتاء مبالغًا فيها، فإن صحافيين غربيين في دمشق وحلب شاهدوا آلاف الناخبين الشباب يشاركون في الاستفتاء، رغم دعوات المعارضة إلى المقاطعة.

جاء ذلك تذكيرًا في أوانه بأن نظام الأسد ما زال يتمتع بقاعدة تأييد واسعة، ودعم مكونات أساسية، وخاصة طائفته العلوية، فضلاً عن المسيحيين وأقليات أخرى، تشكل في ما بينها نحو ثلث السكان، بتقدير مجلة تايم.

وأشعل الأسد بعسكرته النزاع السياسي في سوريا حربًا أهلية طائفية، تطرح على السوريين خيارات صعبة تعمل لمصلحته. فكلما تصاعد النزاع المسلح وطال أمده زاد خطر انتقال قيادة الانتفاضة إلى عناصر أشد تطرفًا وطائفية، الأمر الذي يعزز قبضة الأسد على قاعدة مؤيديه الأساسية، بحسب مجلة تايم.

لذا يبدو أن جميع الفرقاء يهيئون أنفسهم لحرب أهلية مديدة، ولنزاع من المستبعد أن ينتهي بسحق أحد طرفيه، نظرًا إلى الدعم الخارجي الذي يعتمد عليه المتحاربون.

وإذا انتهى النزاع على طاولة المفاوضات، كما انتهت حرب البلقان في التسعينات، فإن الأسد سيأمل بضمان موقعه لاعبًا أساسيًا على أقل تقدير. والحق أن المجلس الوطني السوري نفسه بدا في بيانه يوم الجمعة الماضي وكأنه تراجع عن رفضه التفاوض مع النظام قائلاً إن التفاوض، إذا وافق النظام أولاً على وقف إطلاق النار، ما زال ممكنًا، وقد يكون الطريق الأمثل لتحقيق الهدف المنشود في تغيير النظام.

كما يصرح أعضاء في المجلس وديبلوماسيون غربيون لوسائل الإعلام بأن دور روسيا يبقى بالغ الأهمية في تحقيق أي تسوية لإنهاء العنف رغم خروجها عن الإجماع الدولي.

ليس من المستغرب إزاء هذه المعطيات، أن يتخذ مسؤولو الاتحاد الأوروبي جانب الحذر بعد إقرار العقوبات الجديدة، مؤكدين أهمية الدور الذي يقوم به الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بصفته مبعوثًا أمميًا ـ عربيًا خاصًا إلى سوريا.  وستكون مهمته بالطبع التحادث مع نظام الأسد وأعدائه للتوصل إلى حل توافقي يمكن أن ينهي العنف.

دمشق تشتعل مجددا.. وكلينتون: «مجرم حرب» ينطبق على الأسد

الآلاف خرجوا في مظاهرات كفرسوسة وحي الميدان وزملكا وبرزة وقوات الأمن تقتحم جامعة دمشق * الأمير متعب بن عبد الله: ما يحصل للشعب السوري «محزن»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح وليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي

بعد يوم واحد من إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور السوري الجديد، اشتعلت أحياء دمشق بالمظاهرات المعارضة للنظام السوري. وفيما وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الرئيس بشار الأسد بأنه «مجرم حرب»، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن عدد القتلى في سوريا يفوق بكثير الـ7500 شخص، منذ بدء حملة القمع قبل نحو عام.

وقال اتحاد تنسيقيات دمشق إن آلاف الأشخاص خرجوا في كفر سوسة بدمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية في أنحاء كثيرة من العاصمة، التي قامت باقتحام جامعة دمشق واعتقال نحو 30 طالبا. وخرجت مظاهرات ايضا في عدد من احياء دمشق من بينها حي الميدان، وزملكا وبرزة. من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الاميركية في شهادتها أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، صباح أمس، أن الرئيس السوري يمكن أن ينطبق عليه وصف «مجرم حرب»، قائلة إن هناك أدلة تتيح ملاحقته بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكنها حذرت من أن استخدام هذا الخيار قد يعقد الوصول إلى حل للأزمة السورية، موضحة أنه «لن يكون هناك جدل لإثبات أنه يناسب هذه الفئة». من جهته أعرب الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي، عن بالغ الأسى والحزن لما يتعرض له الشعب السوري «الشقيق»، وما يشهده عدد من الدول العربية من عدم استقرار.

وفي السياق ذاته، جددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس, مطالبتها بإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. يأتي ذلك بينما قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن «الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي تناقش مشروع قرار جديد بشأن سوريا.. نأمل أن لا تعرقله روسيا والصين». وفي محاولة للتدخل لحل الأزمة، قال عدنان المنصر الناطق باسم الرئاسة التونسية، أمس، إن بلاده «مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء السياسي، إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء».

فرقة مدرعات ماهر الأسد تتحضر لاقتحام بابا عمرو مع توقف مفاوضات الصليب الأحمر

«الإخوان المسلمون» تكشف تفاصيل مجزرة جماعية بحق 65 مدنيا في ريف حمص

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن الجيش السوري فشل في محاولة له بالأمس لاقتحام حي بابا عمرو في حمص من الجهة الجنوبية، وذلك بعد 26 يوما من القصف المتواصل على المدينة.. فيما أفاد ناشطون سوريون أن وحدات من فرقة مدرعات خاصة توجهت إلى حمص يوم أمس وأن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، دخلت ليلا إلى الشوارع الرئيسية الواقعة حول منطقة بابا عمرو الجنوبية المحاصرة.

وأعرب الناشطون عن تخوفهم من وقوع مجزرة جديدة في حمص، باعتبار أن إرسال هذه الوحدات على مشارف بابا عمرو ينذر بنية الجيش اقتحام المنطقة. وما فاقم مخاوف الناشطين، إعلان المتحدث باسم اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا صالح دباكة، أن «فريق اللجنة الدولية غادر مدينة حمص»، لافتا إلى أن «المفاوضات توقفت»، ومشيرا إلى أن «الوضع متوتر جدا في حي بابا عمرو».

وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن سقوط أكثر من 60 قتيلا يوم أمس بينهم ثلاث نساء، (27 منهم في ريف حماه، 22 في حمص، ثلاثة في ريف حلب، ثلاثة في ريف إدلب واثنان في دير الزور)، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نظام الأسد بارتكاب «مجزرة» بحق أسر نزحت من حي بابا عمرو في حمص، مؤكدة أنّ «المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب بابا عمرو هي – في إطاريها القانوني والإنساني – جريمة حرب من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية».

وأوضحت الجماعة أن «العصابات الهمجية أقدمت يوم الأحد الماضي على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من حي بابا عمرو في مدينة حمص طلبا للنجاة من القصف الوحشي على مدار ثلاثة وعشرين يوما، ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة»، مشيرة إلى أنّها «قامت بإنزال الشباب والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح خمسة وستين شابا بالسكاكين وبدم بارد، كما تذبح الخراف».

وإذ وصفت ما حصل بـ«الجريمة النكراء»، اعتبرت الجماعة أنّها «حلقة في سياق وتعبير عن نهج ما زال هذا النظام (السوري) يتبعه مع أبناء الشعب السوري منذ ما يقارب العام»، مشيرة إلى أنّ «الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من أي إدانة ومن أي استنكار، بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية». وشددت على أنّ «بشاعة الجريمة قطعت كل الخيوط، وهدمت كل الجسور، لتؤكد أن الانتماء إلى الوطن لم يكن أبدا انتماء عضويا أو بيولوجيا، بل إنه انتماء إلى القيم والحضارة والإنسان، وهذا ما لم تدرك منه عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد شيئا».

وفي التطورات الميدانية، قال أحد الناشطين إن 700 شخص قتلوا في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر الجاري، في وقت استمر فيه يوم أمس قصف هذا الحي وأحياء أخرى في حمص، وحوّمت فوق المدينة مروحيات الجيش السوري.. بينما أعلن المركز السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق قذائف «آر بي جي» من حاجز الفارابي على منازل في باب السباع في حمص.

وبالتزامن، سُجّلت اشتباكات عنيفة في حي الحميدية بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة التي تسيطر على مناطق كبيرة من الحي، وسمعت أصوات عشرات الانفجارات في حي الخالدية.

وحمّل الناشطون عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» و«تنسيقية بابا عمرو» على موقع «فيس بوك» أشرطة فيديو التقطت يوم أمس في بابا عمرو، يظهر فيها دوي انفجارات بعد سقوط قذائف وتصاعد سحب من الدخان.. ويقول صوت مسجل على الشريط: «هذه هي نتائج استفتاء الدستور، قصف بابا عمرو وتدميره، والعالم يتفرج».

وأطلق ناشط على الصفحة نفسها نداء إنسانيا جاء فيه «مطلوب على وجه السرعة لبابا عمرو وريف دمشق: قطن وشاش من كل الأنواع، وخيوط جراحة وأكياس دم، وجبس بلاستيكي، وسيروم وأدرينالين، ومورفين وغيرها من الأدوية». وأفيد عن قصف عنيف تعرضت له مختلف قرى مدينة تلكلخ الحدودية مع لبنان، استخدمت خلاله راجمات الصواريخ، وترافق مع تحليق طيران حربي فوق قلعة الحصن وقرية العريضة الحدودية.

وفي درعا، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «خمسة جنود من الجيش النظامي السوري قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر اشتباكات فجر يوم أمس الثلاثاء بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل»، وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن الأمن اقتحم مدينة الجيزة في درعا فيما تم تطويقها بعدد من الآليات العسكرية.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات اندلعت بين الجيش ومنشقين في محافظة إدلب المحاذية لتركيا. وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن قصف مدفعي صاروخي من قبل قوات جيش النظام على منطقة الزبداني مع رصد تمركز العشرات من الدبابات وناقلات الجند في سرمين التي قتل فيها عدد من المدنيين في قصف للجيش.

في هذا الوقت، استمرت المظاهرات في مدينة حلب، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت الرصاص لتفريق مئات المتظاهرين أمام كلية العلوم بجامعة حلب. وقد ردد المتظاهرون الذين انطلقوا من ساحة كلية الطب وجالوا في كلية الزراعة وطب الأسنان هتافات «لحمص العدية والريف الحلبي الذي يتعرض للقصف بكافة أنواع الأسلحة».

وفي دمشق، قال المرصد إن قوات الأمن السورية نفّذت حملة اعتقالات في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق أسفرت عن اعتقال أكثر من 30 طالبا، فيما بثّت صفحات «الثورة السورية» عبر «فيس بوك» مقاطع فيديو لمظاهرة حاشدة في الميدان انطلقت من أمام منزل محمد خليل قطيفاني الذي قضى برصاص الأمن السوري يوم أول من أمس.

هذا وخرجت مظاهرة طلابية في حي العوينة في اللاذقية، انطلقت من مدرسة البعث هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام.

وفي سياق المفاوضات الحاصلة لإجلاء الجرحى من حمص، أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص لافتا إلى أن مجموعات الجيش الحر الموجودة على الأرض في داخل حمص «لديها حرية التفاوض» حول مسألة إجلاء الجرحى، وأن «هناك وساطات تتم معها عبر أشخاص»، مؤكدا أن «النظام (السوري) هو الذي يحول دون إتمام العملية».

وإذ شدد على أن المبدأ بالنسبة إلى الجيش الحر هو «سلامة أي إنسان مدني، ونحن مستعدون للتعاون لإيصال كل معونة للناس، لا سيما المعونات الطبية»، رأى أن «استراتيجية النظام السوري تقضي بتصفية كل الجرحى»، مشيرا إلى «حصول مجازر في عدد من المشافي».

تسليح الجيش السوري الحر الخيار البديل عن التدخل الدولي الممنوع بالفيتو الروسي

الكردي لـ«الشرق الأوسط»: نحتاج لمضادات للطيران لمواجهة العدو الذي يبيد شعبنا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

لم تجد الدول العربية والغربية المهتمة بالوضع السوري، بديلا عن التدخل العسكري الممنوع تداوله بسبب الفيتو الروسي، سوى الذهاب إلى خيار تسليح الجيش السوري الحر، ليتولى الدفاع عن المدنيين والمتظاهرين الذين يسقط منهم ضحايا بالعشرات يوميا.. غير أن هذه الفكرة لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ بعد، على الرغم من تشكيل لجنة من أعضاء المجلس الوطني السوري لتأمين الدعم العملاني واللوجيستي للجيش الحر.

وفي هذا الإطار، أوضح نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، أن «الجيش الحر لم يحصل حتى الآن سوى على إشارات لتقديم الدعم المالي له، لكن مسألة التسليح لم تأت من أي طرف ولم نتلق وعودا بذلك». وشدد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة أن يلجأ المجتمع الدولي والدول العربية إلى دعم الجيش الحر بالسلاح»، مؤكدا أن «هذا الأمر مطلوب بشكل أساسي من الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة تركيا، لأن الوضع في سوريا أصبح مأساويا، وينذر بكارثة وباتجاه الأمور إلى حرب أهلية».

وقال الكردي «إذا لم يُسلح الجيش الحر فسيصبح الشعب السوري مضطرا إلى تسليح نفسه وإنشاء مجموعات لن تبقى تحت السيطرة، وعندها سيكون لذلك انعكاسات خطيرة على المنطقة ككل، لأن لسوريا تركيبة طائفية وإثنية وعرقية دقيقة، من هنا نرى أن مسؤولية المجتمع الدولي والدول العربية كبيرة، وعليهم أن يسارعوا إلى دعم الجيش الحر القادر على العمل العسكري، وإبقاء الوضع الأمني تحت السيطرة بعد سقوط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وأضاف: «يبدو أن العالم كله ترك الشعب السوري يواجه مصيره وحده، ونحن كجيش حر سنحاول الحصول على أنواع مختلفة من الأسلحة، وخصوصا مضادات للطائرات، لنواجه طيران هذا العدو، وللأسف أصبح اليوم عدونا النظام السوري، الذي يستخدم المروحيات والطيران الحربي والدبابات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ من أجل إبادة شعبه الأعزل»، لافتا إلى أنه «كلما نجحت عمليات الجيش الحر ضد قوات النظام، زاد عدد المنشقين، ولا شك أن التسلح يمكننا من توفير الحماية الملائمة للجنود الراغبين في الانشقاق».

وردا على سؤال عما إذا كانت اللجنة التي شكلها المجلس الوطني السوري لتأمين الدعم العملاني واللوجيستي للجيش الحر بدأت في مهمتها، أشار إلى أن «هذه اللجنة تشكلت منذ بضعة أيام ومهمتها تحتاج إلى بحث وتأن، وستستغرق وقتا، وبالتأكيد تأمين الدعم المطلوب يحتاج إلى قرار الدول الفاعلة والمؤثرة بالوضع السوري والتي لها ثقل في المنطقة».

وعن كيفية تمكن ضباط وجنود الجيش الحر المقيمين في الخارج من الدخول إلى الأراضي السورية، وطريقة إدخال السلاح أيضا، ذكّر نائب قائد الجيش الحر، بأن «أكثر من 90 في المائة من الجيش الحر هم على الأراضي السورية، أما عدد المقيمين في الخارج سواء في تركيا أو الأردن فلا يشكل شيئا من العدد الإجمالي لهذا الجيش، أما عن موضوع إدخال السلاح، فعندما يتأمن هذا السلاح تتوفر الإرادة لإدخاله وتوزيعه على المقاتلين وفق خطة عمل مدروسة وموضوعة سلفا، ولن نعلن عنها من أجل سلامة العملية».

أما عضو المجلس الوطني السوري، وعضو اللجنة المكلفة بالعمل على دعم الجيش الحر، عبد الإله تامر الملحم، فلفت إلى أن «اللجنة تشكلت منذ يومين، وهي الآن بصدد إعداد خطط سريعة ومناسبة». وقال الملحم لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا نتلمس من بعض الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة الموافقة المطلقة على تسليح الجيش الحر، لأن النظام السوري يبدو مصرا على الحل الأمني.. وهو في الحقيقة يعمل على تعميم الفوضى والحرب الأهلية التي لا يعلم نتائجها إلا الله».

وأكد الملحم أنه «على المستوى الفردي لم نقف عن دعم الجيش الحر، وكل أعضاء المجلس الوطني كانوا حريصين على هذا الجناح الذي ستؤول إليه في النهاية مهمة تحرير الوطن»، مضيفا: «طالما أن المواقف الدولية ما زالت مترددة في التدخل العسكري، وطالما أن الجيش الحر هو جيش منظم وأبى الانصياع إلى قرارات النظام المجرم، وحافظ على اليمين التي أقسمها للحفاظ على الوطن وأبنائه، فإننا نرى أن في تسليحه أهمية قصوى للدفاع عن وطننا وشعبنا».

«الجيش الحر» يرصد تزايد الانشقاقات الفردية والجماعية عن الجيش السوري النظامي وآخرها في حلب

المقدم المظلي خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: النظام يقوم بتصفية كل عنصر يشتبه في تعاطفه مع الثورة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

أكد المقدم المظلي المنشق خالد الحمود، الذي يتولى عملية الإشراف على العمليات الميدانية التي يقوم بها «الجيش السوري الحر» داخل الأراضي السورية، لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «عمليات الانشقاق في صفوف الجيش النظامي آخذة في الازدياد في الفترة الأخيرة»، معلنا انشقاق «400 عنصر من القطع العسكرية كافة في ريف حلب، وهم موجودون في مكان آمن بانتظار تشكيل كتيبة خاصة بهم وتسمية الضابط المسؤول عنهم».

وأشار الحمود إلى أن «انشقاقات فردية كثيرة تحصل يوميا، حيث تتكرر مؤخرا ظاهرة إقدام عناصر الحواجز الأمنية على قتل الضابط المسؤول عنهم وإعلان انشقاقهم جميعا وانضمامهم إلى (الجيش الحر)»، موضحا أن «قيادة (الجيش الحر) تتحفظ عن الإعلان عن عمليات انشقاق لضباط أمنيين ذوي رتب عالية حتى تتأكد من أنهم أصبحوا في مكان آمن». وقال إن «مناطق إدلب ودرعا تشهد حركة انشقاقات واسعة بسبب التواصل القائم بين الأهالي وعناصر الجيش، وتسهيل عملية انشقاقهم»، موضحا أن «غالبية الكتائب التابعة (للجيش الحر) موجودة في ريف حلب وإدلب».

ويؤكد أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط» أن «انشقاقات واسعة تحصل على كامل التراب السوري وفي الوحدات كافة، وخصوصا إثر المواجهات التي تحصل بين عناصر (الجيش الحر) والجيش النظامي، حيث ينضم جنود إلى صفوف الثورة والجيش الحر عندما تسنح الفرصة لهم». وأوضح أن «غالبية الضباط في الجيش النظامي والمخولين بإعطاء الأوامر هم من الطائفة العلوية، فيما غالبية العناصر والجنود ينتمون للطائفة السنية»، وقال: «بمجرد أن يهمس عنصران برغبتهما في الانشقاق، يكون الثالث قد أبلغ عنهما، فإما أن يقتلا أو يعتقلا». وأكد أن «عناصر كثرا ينشقون بعد مغادرتهم خدمتهم في إجازات، ويلجأون إلى أقرب مجموعة لـ(الجيش الحر)»، مشددا على أن «عامل الخوف يلعب دورا كبيرا في تردد الجنود قبل اتخاذ قرارهم بالانشقاق، إذ يعتبر كل جندي نفسه مراقبا من قبل زملائه، الأمر الذي يخلق حالة عدم ثقة بين العناصر الأمنية».

وكان متحدثون باسم «الجيش الحر» أكدوا في وقت سابق، إعطاء ضباط سوريين الأوامر «بتصفية عدد من الجنود عند تلكؤهم عن إطلاق النار على المتظاهرين، أو لمجرد الشك في تخطيطهم للانشقاق». وذكر المقدم الحمود في هذا السياق أنه عند اقتحام مدينة الرستن، تم اعتقال والدة أحد الضباط المنشقين وقتلها على مرأى جميع الجنود في إحدى الثكنات العسكرية بهدف ترهيب العناصر. ولفت إلى «أننا نعثر دائما على جثث جنود قتلوا برصاص من الخلف، كما أن النظام يعمد منذ بدء التحركات الشعبية إلى تصفية كل من يشتبه بوجود ميول لديه أو بتعاطفه مع الثورة»، موضحا أن «أحد الضباط برتبة لواء ويدعى فؤاد حمودي أقدم على إعدام ثمانية جنود رميا بالرصاص في إدلب مؤخرا لمجرد شكه بتلكؤهم في إطلاق النار».

وفي حين تتفاوت التقديرات بشأن أعداد العناصر المنضوين في صفوف «الجيش الحر»، يؤكد الحمود أن «قرابة 2000 جندي برتب مختلفة معتقلون في سجن صيدنايا وسجون سورية أخرى».

كفرسوسة تشيع جنازات «المشيعين».. على مرمى حجر من مقرات الحكومة السورية

التظاهر والإضراب العام مستمران لليوم الثالث

جريدة الشرق الاوسط

لليوم الثالث على التوالي عاش حي كفرسوسة في العاصمة دمشق جنازات أشخاص قتلوا برصاص الأمن وسط حالة من الإضراب العام حدادا على أرواح القتلى.. ويشهد الحي ظاهرة فريدة منذ ذلك الحين، وهي تشييع المتظاهرين لجنازات زملائهم، والذين شيعوا زملاء آخرين بدورهم في اليوم السابق عليه.

ويوم أمس شيع حي كفرسوسة شخصين قتلا أثناء تفريق مشيعين فتحول إلى مظاهرة ضد النظام يوم أول من أمس الاثنين، لشخصين قتلا في اليوم السابق، وذلك أثناء تشييع شخص قتل يوم السبت.

ويوم الأحد حرص المشيعون على الالتزام بالهتاف والدعاء للقتلى، وبما لا يدع حجة لقوات الأمن لمهاجمة المشيعين.. أما يوم الاثنين فقال ناشطون إن «التشييع الأول شارك فيه أكثر من عشرة آلاف شخص، ومضى بسلام، على الرغم من الوجود الأمني الكثيف، وذلك بسبب التزام المشيعين بعدم الهتاف بأي شعارات مستفزة، إلا أن الأمر لم يخل من إطلاق قوات الأمن قنابل دخانية لتفريق المشيعين بعد الدفن، ولم تسجل أي حالة اعتقال».

أما التشييع الثاني «الذي تم عقب صلاة العصر، فقد احتشد للتشييع نحو ألفي شخص، إلا أنهم لم يلتزموا وهتفوا ضد النظام وحيوا الجيش الحر، مما دفع قوات الأمن إلى مهاجمة المشيعين وإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة نحو 15 شخصا بجروح»، وذلك في هجوم مباغت من قبل المخابرات الجوية على المتظاهرين.

ويوم أمس شيعت جنازة أخرى من جامع خزيمة، حيث تجمعت الحشود في ساحة كفرسوسة.. وبعد انتهاء الدفن عاد المشيعون إلى جامع خزيمة وخرجت من هناك مظاهرة بعدما قام المشيعون بمشاركة من أبناء وبنات حي الميدان بقطع المتحلق الجنوبي لمنع وصول قوات الأمن إلى المظاهرة.

وتوجهت المظاهرة نحو منزل شهيد سقط يوم الأحد، إلا أن قوات الأمن هاجمت المشيعين وقامت بتفريقهم بالقوة دون وقوع إصابات تذكر أو اعتقالات.

ويعد التظاهر في حي كفرسوسة تحديا كبيرا للنظام، قياسا إلى وجود واحد من أكبر المقرات الأمنية في سوريا، هذا عدا مبنى رئاسة الوزراء وغيرها من المقرات التابعة للأجهزة الأمنية ومقرات الحكومة. وسائر الجنازات التي خرجت في منطقة كفرسوسة منذ يوم الأحد كانت تجري وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة، الأمر الذي دفع أهالي القتلى إلى التنبيه خلال توزيع دعوات المشاركة في التشييع إلى ضرورة الالتزام بالهتاف والدعاء وتجنب استفزاز رجال الأمن حقنا للدماء، وأيضا كي لا يحرم ذوو القتلى من تشييع أبنائهم بشكل لائق، إذ جرت العادة أن تقوم الأجهزة الأمنية بالضغط عليهم للتشييع بصمت وبعد صلاة الفجر ومنع المشاركة الشعبية.

وفي الوقت الذي جرى فيه التشييع في كفرسوسة كان هناك تشييع آخر في حي الميدان وسط استنفار أمني كبير، حيث انتشرت قوات الأمن والشبيحة بالعتاد الكامل في محيط جامع الدقاق، وبينما كانت الحشود تتوافد من مختلف المناطق للمشاركة في التشييع، قال ناشطون إن ذوي أحد الضحايا «أرغموا على دفن جثمانه بصمت»، إلا أن تشييعا رمزيا خرج من جانب منزله وتمت مهاجمته من قبل قوات الأمن بعنف، حيث جرى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ثم عادت وخرجت مظاهرة أخرى من أمام جامع الدقاق هتفت لشهداء كفرسوسة وحيت حمص والمدن المنكوبة، وانطلقت مظاهرة ثالثة من جامع حسين خطاب وهتفت لحمص وبابا عمرو والمدن المحاصرة، كما خرجت مظاهرة رابعة في ساحة السخانة في حي الميدان وقام المتظاهرون برفع علم الاستقلال هناك على وقع هتاف الجموع «يا ميداني كبّري».

يوم من الدراما.. المصور البريطاني وصل إلى لبنان وتضارب حول الصحافية الفرنسية

ساركوزي يتراجع عن تصريحات بشأن الصحافية.. وصحيفتها تؤكد أنها لا تزال في حمص * أنباء عن سقوط 13 قتيلا من بين المتطوعين بالعمليتين.. و«الجيش الحر» يحاول نقل باقي الصحافيين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن:«الشرق الأوسط»

تمكنت مجموعة من الناشطين السوريين من إخراج المصور البريطاني في صحيفة «صنداي تايمز» بول كونروي من حي بابا عمرو المحاصر في مدينة حمص السورية إلى شمال لبنان، في عملية تسببت بفقدان نحو 13 متطوعا لحياتهم من أجل تنفيذها، بينما تضاربت الأنباء حول حقيقة وصول مراسلة جريدة «لو فيغارو» الفرنسية إديت بوفييه إلى الحدود اللبنانية.

وكان كونروي وبوفييه أصيبا في أقدامهما خلال قصف للجيش السوري على مدينة حمص، استهدف يوم الأربعاء الفائت منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي في حي بابا عمرو، وأدى إلى مقتل الصحافية في «صنداي تايمز» ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، اللذين لم يعرف بعد مصير جثتيهما.

وفي حين أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «كونروي قد وصل بسلام إلى لبنان، حيث يتلقى حاليا مساعدة قنصلية من خلال السفارة البريطانية في بيروت»، تباين الموقف الفرنسي بين تأكيد أو نفي وصول بوفييه إلى لبنان. وبعد أن أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصول الصحافية الفرنسية إلى لبنان، بعد تضارب في المعلومات حول بقائها في حمص محتجزة، عاد مجددا ونفى تلك الأنباء قائلا: «لم يتم التأكد بعد انها باتت اليوم بأمان في لبنان، معللا ذلك بأن الاتصالات صعبة للغاية مع حمص»، ومشيرا إلى وضع «غير واضح ومعقد».

كما قال مصدر في صحيفة لو فيغارو إنه «من الخطأ القول أنها وصلت بسلام الى لبنان»، مضيفا أن معلوماته مستقاة من مصادر دبلوماسية في بيروت وباريس.

وقال الناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الصحافيين وصلا بخير إلى شمال لبنان، لكن شخصين من المجموعة التي رافقتهما قتلا خلال الطريق بسبب تعرض المجموعة لإطلاق نار من قوات الأمن السورية، عدا عن إصابة عدد آخر من المرافقين».

فيما أفادت تقارير غربية، وبخاصة ما تناولته صحيفة «التايمز» البريطانية، أن عملية نقل كونروي الحساسة التي استغرقت نحو 26 ساعة، والتي تم خلالها حمله على نقالة عبر نحو 20 كيلومترا تفصل بين حمص والحدود اللبنانية، أسفرت عن مقتل 13 شخصا من بين المتطوعين السوريين الذين قاموا بنقله عبر الحدود.

وأكد إدلبي أن «كونروي اتصل بعائلته فور وصوله إلى لبنان وطمأنهم على صحته»، معلنا أنه «سيتم في الساعات المقبلة إجلاء الصحافيين» الذين لا يزالوا محتجزين في مدينة حمص، القريبة من الحدود الشمالية للبنان.

وترددت أنباء عن نقل كونروي إلى شمال لبنان بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في بلدة حنيدر في منطقة وادي خالد الحدودية. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن عائلة المصور البريطاني تبلغها بخروجه من سوريا، حيث أعلن والده ليس كونروي، أن ابنه الجريح نقل من حمص إلى لبنان، وقال: «علمنا بالخبر للتو عبر الهاتف»، فيما قالت زوجته كايت: «سمعت بأنه خرج، وكل ما بإمكاني قوله إننا فرحون وتغمرنا السعادة بسبب هذا الخبر، ولن أقول أكثر من ذلك في هذه المرحلة».

وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أنه «تم إخراج كونروي من بابا عمرو عن طريق (الجيش الحر) وليس (الهلال الأحمر)». وأكد نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر (الجيش الحر) يحاولون نقل الصحافيين الأجانب الباقين المحتجزين إلى خارج الأراضي السورية لكن حمص محاصرة بجيش جرار». وأشار الكردي إلى «أننا قدمنا المساعدة منذ البداية لتأمين دخول صحافيين إلى حمص وبقية المدن السورية، وبعد إصابة عدد منهم نتيجة قصف النظام الأسدي الهمجي، قدمنا لهم المساعدة وعملنا على معالجتهم في المشافي الميدانية».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في وقت سابق «فشل محاولة لإجلاء صحافيين غربيين مصابين من مدينة حمص السورية»، ونقلت تقارير عن مصادر اللجنة أن «سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو المحاصر وغادرته من دون بوفييه وكونروي».

تزايد الاحتجاجات وحملات النشطاء في القاهرة تضامنا مع الثورة السورية

«الشورى» المصري يعلن في أولى جلساته رفضه بطش الأسد ضد شعبه

جريدة الشرق الاوسط

بينما أكد مجلس الشورى المصري المنتخب في أولى جلساته أمس، تأييد المجلس للشعب السوري في ثورته «ضد النظام الظالم»، تزايدت حملات النشطاء المصريين وطلاب الجامعات المتضامنين مع الثورة ضد الأسد، من بينها مظاهرات حاشدة انطلقت من عدة جامعات أمس، وقيام مجموعات شبابية مستقلة بجمع التبرعات المادية والعينية على الأرض.

وأكد الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان)، تأييد المجلس للشعب السوري في ثورته «ضد النظام الظالم الذي يمارس كل أنواع البطش والقتل لأبناء هذا الشعب العظيم». وأضاف: «نحن على يقين من أن إرادة الشعب السوري ستنتصر بإذن الله لينال حريته ويقتص من الحكام الظالمين».

وأطلقت لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب حملة مساعدات إنسانية لمناصرة الأسر السورية المنكوبة جراء قمع السلطات السورية للثورة السورية التي تكمل عامها الأول خلال أيام. وقال الدكتور سامح ياسين، مدير إدارة تنمية الموارد بالاتحاد، إنه «يجري العمل على إغاثة النازحين على الحدود، وعلى مشروع طبي للنازحين وللمصابين بالداخل السوري، بالإضافة إلى توفير 100 ألف كيس دم فارغ للمشافي الميدانية لتسهيل التبرع بالدم». وأضاف: «نقوم بنقل المساعدات عبر مكاتبنا في الأردن ولبنان»، بالإضافة إلى التنسيق مع الجامعة العربية لإرسال فريق طبي مكون من أربع قوافل بمجموع 48 طبيبا للداخل السوري في تخصصات الجراحة والعظام.

وقال أحمد الجيار (22 عاما) الشاب المعتمد من اتحاد الأطباء لجمع التبرعات، إن هدف الحملة إرسال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية للأسر السورية المحاصرة داخل سوريا. وأضاف محمود إبراهيم (25 عاما) أحد القائمين على حملة المساعدات: «حملتنا مستمرة لأطول فترة ممكنة لتوفير المساعدات لإخواننا في سوريا». ورفعت حملة مصرية أخرى يقودها نشطاء للتضامن مع الشعب السوري، تطلق على نفسها «حازمون»، شعارات تندد بالدعم الإيراني لسوريا، وتؤيد المعارضة السورية. وقال المقداد جمال، عضو المجلس التنفيذي لحملة «حازمون»: «قررنا القيام بعدة وقفات احتجاجية في محافظات مصر المختلفة غدا الأول من مارس (آذار) لمؤازرة ثورة السوريين». وشارك طلاب جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس وغيرها أمس في حملة «المليون جنيه» التي أطلقها طلاب الجامعات المصرية لجمع التبرعات المالية لمساندة أبناء الشعب السوري. ونددت مظاهرات احتجاجية للطلاب المصريين بمواقف الصين وروسيا بالأمم المتحدة المساندة لنظام الأسد. وشهدت محافظة الجيزة، أمام المدخل الرئيسي لجامعة القاهرة، تجمع الآلاف من الطلبة والطالبات الجامعيين للمطالبة بوقف المجازر في سوريا، وذلك من خلال مسيرة انطلقت من الجامعة إلى مقر وزارة الخارجية المصرية، حاملين علما بطول عدة أمتار للثورة السورية، مرددين شعارات «شدي حيلك يا سوريا»، و«الشعب يريد إعلان الجهاد».

وانضم مئات من الرعايا السوريين بمصر لمظاهرات الطلاب. وأعرب حسان مصطفى، وهو شاب سوري، عن شعوره بالبهجة والأمل لمساندة الشباب المصري لبلاده. وأضاف أنه يرغب في قيام الشباب المصري بمزيد من التوعية للناس بما يحدث داخل سوريا.

وتختصر مطالب آلاف النشطاء من طلاب الجامعات وغيرهم في قطع العلاقات نهائيا مع نظام الأسد وتوفير الرعاية المادية للشعب السوري، وتجميد العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكل من روسيا والصين.

دليل المراسل الصحافي للدخول إلى الأراضي السورية

مغامرات عبر الحدود الدولية تنتهي بالقتل في حمص

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

«الطريق الذي استخدمته للدخول لحمص هو أصعب طريق سلكته في حياتي للوصول للحقيقة»، هكذا مالت الصحافية الأميركية ماري كولفن على أذن الناشط السوري عمر شاكر، قبل أسابيع قليلة، واصفة له الطريق الذي سلكته للدخول خلسة لحمص المحاصرة. وبعدها بأيام سقط صاروخ على مقرها في حي بابا عمرو وقتلت كولفين بعد أن كانت قد غطت في السابق نزاعات مسلحة في العديد من المناطق الملتهبة حول العالم.

المثير أن شاكر، الذي يعد لسان بابا عمرو الناطق بالإنجليزية، تذكر كلمات كولفن أثناء ارتياده نفس الطريق خارج حمص منذ أسبوع، بعدما تقرر إخلاؤه من المدينة.

ومنذ بداية الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي، حظرت السلطات السورية عمل كافة الصحافيين الأجانب على أراضيها، مما جعل التحقق والتدقيق من معلومات النشطاء السوريين الواردة للإعلام العالمي عن قمع السلطات أمرا صعبا للغاية.

وقرر عدد من الصحافيين الأجانب الدخول خلسة إلى سوريا، في رحلة إلى المجهول، قال عنها ناشط سوري، متخصص في تهريب الصحافيين إلى الداخل السوري: «رحلة على مسؤولية الصحافي الشخصية.. نحن غير مسؤولين عن أي شيء»، قبل أن يضيف خلال لقاء معه في مقهى بالقاهرة: «نجاح التهريب يتوقف فقط على العناية الإلهية».

وتمتلك سوريا حدودا مع خمس دول؛ هي: العراق وإسرائيل والأردن ولبنان وتركيا. ويقول نشطاء سوريون إن الحدود مع تركيا تعد أكثر أمنا لتسلل الصحافيين؛ لكنها تعد بوابة بعيدة للمدن المشتعلة بالأحداث مثل حمص ودمشق وحماه، وهو ما يجعل من خط الحدود السورية اللبنانية المسرح الأكبر لتهريب الصحافيين للداخل السوري.

ويقول الناشط الذي تخصص في تهريب المساعدات والصحافيين لمختلف المدن السورية منذ عدة أشهر «الحدود التركية أكثر تأمينا، لكن الحدود اللبنانية تضمن وصول المساعدات والصحافيين لمختلف المدن المشتعلة شمالا في حمص وحماه وجنوبا في ريف دمشق»، مضيفا أن «طرق التهريب للمساعدات والصحافيين واحدة غالبا».

ويضيف ناشطون سوريون أن التهريب من تركيا صعب بسبب وعورة الطبيعة وعدم وجود أماكن للاختباء أثناء التهريب، فيما قال آخر إن العبور عبر الحدود الأردنية مستحيل بسبب تشديد الجانبين لإجراءات الأمن هناك.

وقال المهرب، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: نقوم بتهريب الصحافيين مجانا بالطبع، لكنه أوضح «أحيانا نستعين بالمهربين المحترفين لإدخالهم للمدن السورية، وهو ما يكلفنا نحو 100 دولار للشخص». ويطلب بعض المهربين من الصحافيين دفع مبلغ يتراوح من 200 إلى 500 دولار لضمان تغطية علاج رجاله حال إصابتهم من قوات الأمن السورية على الطريق.

ويصف الناشط عمر شاكر، الطريق الذي يسلكه الصحافيون للدخول لحمص التي يفرض النظام السوري حصارا قاسيا عليها منذ نحو ثلاثة أسابيع، بالوعر والخطير. وقال شاكر، في اتصال عبر الإنترنت من مدينة لبنانية خرج إليها منذ أيام، «يستغرق الأمر للخروج من بابا عمرو وحدها ثلاث ساعات.. وأحيانا يفصل بيننا وبين الجيش أمتار قليلة»، متابعا «هناك أماكن لو استدار الجنود فيها، لاعتقلونا على الفور»، ويشمل الطريق أماكن يضطر فيها المهربون للغوص في الوحل والقفز فوق الحوائط، مواصلا «أحيانا يصل الوحل لرقابنا».

ووفقا لشاكر، فإن هناك 3 محطات للانتظار في الرحلة الخطرة؛ محطة خارج حي بابا عمرو مباشرة، ومحطتين في المنتصف بين حدود حمص والحدود اللبنانية، والانتظار في المحطة الأخيرة في لبنان يتوقف على وجود دوريات مراقبة الحدود من عدمه. ويتذكر شاكر كلمات صحافية إسبانية تدعى مونيكا من صحيفة «ألموندو» التي قالت له «الأهم أن تحافظ على حياتك.. لو قتلت فلن تصل الحقيقة». وعبر 11 شهرا من الثورة، استخدم النشطاء الحدود اللبنانية لتهريب كل شيء للداخل، لكن الناشط رامي جراح، أحد مؤسسي شبكة أخبار الناشطين ANA المختصة بتغطية أحداث الثورة السورية، قال إن السلطات السورية وضعت ألغاما في مناطق عدة مثل الدباسية ولكنه قال إن إغلاق الحدود بشكل كامل سيكون عسيرا للغاية.

ويقول جراح إن إصرار الصحافيين الأجانب على التسلل لسوريا رغم دموية وعنف الأحداث يعود إلى أن المشاهدات هي أهم ما في العمل الصحافي.. «الصحافيون غير قادرين على الكتابة عن الأحداث دون رؤيتها». ويحكي جراح قصة صحافية أميركية دخلت دمشق بتأشيرة رسمية لكنها هربت من مراقبة السلطات السورية التي كانت تفرض عليها الذهاب لأماكن خالية من التظاهرات، وقال جراح: «قمنا بتهريبها منهم وذهبنا بها إلى تظاهرة في حي ركن الدين بدمشق تحت رصاص الأمن»، مضيفا أنها كادت تصدق رواية حكومة الأسد لولا ذلك. ويقول ناشطون إنهم استضافوا نحو 100 صحافي في بابا عمرو خلال الحصار.

ويقول ناشط آخر عبر اتصال بالإنترنت من حمص: «نعمل على إمدادهم بكل شيء يسهل من عملهم حتى لو لم يكن موجودا بحمص كالقهوة والمشروبات الغازية»، وقال شاكر، الذي ارتبط بعلاقات قوية مع عدد كبير من الصحافيين الأجانب، إنهم يحرصون على توفير كل شيء للصحافيين من مرافقين أمنيين ومترجمين متى طلبوا ذلك.

ورغم مقتل عدة صحافيين في سوريا منذ بداية الأحداث، فإن الصحافيين الأجانب يصرون للحظة على الدخول لتغطية الواقع المشتعل على الأرض، وقال الرجل الذي أشرف على إدخال عشرين فريقا صحافيا لحمص وحدها، «رغم مقتل عدد من الصحافيين فإن غيرهم لا يزالون يدخلون مهربين بحثا عن الحقيقة على حد قولهم».

«آفاز» أول من زود المحتجين السوريين بمعدات الاتصال وتلعب دور الوسيط الإعلامي بينهم وبين العالم

برانكفورت: أحصينا 9 آلاف قتيل في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

تونس: نادية التركي

تقوم مؤسسة «آفاز» العالمية بدور الوسيط الإعلامي بين المحتجين السوريين المعارضين لنظام الأسد في الداخل والعالم، فهي توفر شهود العيان الذين «تثق بهم وتعرف عنهم كل شيء» لوسائل الإعلام العالمية. كما تقوم بنقل الوقائع الميدانية التي تشهد مواجهات ساخنة بين قوات النظام السوري والمحتجين وتقوم بتوزيعها على أكثر من خمسمائة مؤسسة إعلامية حول العالم يوميا.

وقالت ستيفاني برانكفورت، الناشطة الحقوقية والمسؤولة بمنظمة «آفاز» والتي التقتها «الشرق الأوسط» في تونس أمس «دعمنا منذ البداية الحركات الديمقراطية في سوريا، وكانوا يستعملون معدات بث فضائية وهواتف تمكنهم من اختراق أي حظر أو قطع اتصال قد يقوم به النظام، وزودناهم بها في حمص وحماه»، مشيرة إلى أنه «عند بداية الاحتجاجات كنا المنظمة الوحيدة التي تقوم بهذه الخدمات».

وأضافت برانكفورت «نرى أن الناس في سوريا شجعان جدا، والآن هم أكثر تنظيما.. هم لا يتجمعون في مكان واحد جغرافيا، لكن الناشطين داخل سوريا شجعان ومنظمون وينسقون بشكل جيد». وقالت «اليوم لم يعودوا بحاجة كبيرة لنا، لأن الكثير من الأطراف تساعد وتتعاون معهم في هذا المجال. والآن ما نقوم به هو جمع المعلومات الصحافية منهم، ونوفرها لأكثر من 500 وسيلة إعلام».

كما قالت الناشطة، إنهم لعبوا وما زالوا يقومون بدور الوسيط بين شهود العيان ووسائل الإعلام العالمية مثل الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» والـ«آي بي» وقناة «الجزيرة»، مؤكدة أن كل المصادر التي يوفرونها يكونون على علم بتفاصيلها ومكان وجودها، حيث قالت «نحن نعلم عنها كل شيء».

وأوضحت برانكفورت أن الأمم المتحدة قد توقفت الآن عن إحصاء عدد القتلى في سوريا «لكننا ما زلنا نقوم بذلك وأحصينا إلى الآن نحو 9 آلاف قتيل.. ومصادرنا موثوقة، ونعتمد لائحة أسماء وأماكن القتلى». وأضافت أن أرقامهم معتمدة من الصليب الأحمر والأمم المتحدة، التي عادت إليهم في المرحلة الأولى عندما كانت تعتمد الإحصاء. كما قالت، إن منظمتها أرسلت نحو 45 من الصحافيين منذ بداية الثورة السورية بشكل غير رسمي وسري، أغلبهم إلى حمص ثم درعا، وأنهم دخلوا في البداية بمساعدة ناشطين سوريين.. لكن مؤخرا يدخلون بمساعدة أشخاص بمقابل مادي، وأنهم هم من يدخلونهم ويساعدونهم في اعتماد «طرق آمنة» والوصول إلى الأماكن الساخنة.

وعن «آفاز» قالت برانكفورت «هي مؤسسة مقرها الرئيسي في نيويورك، لدينا أكثر من مليون منخرط في البرازيل وفرنسا ومئات الآلاف في الشرق الأوسط»، موضحة أن عملهم بدأ مع بداية ثورة مصر، وأنه «بالنسبة لنا أهم شيء أن يعلم العالم ما يحدث، وكنا نؤمن بأنه حتى بث صورة صغيرة يمكن أن تظهر للناس حقيقة ما يحدث في الميدان». وأضافت «نساعد الناس بتزويدهم بالمعدات والخدمات، مثلا في مصر زودناهم بخدمة (سيرفيس تور)، لتعويض الإنترنت إذا قطعت. وأرسلنا أجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية وهواتف إلى ليبيا منذ بداية الثورة، كما أرسلنا أجهزة إلى الجزائر لأننا توقعنا قيام ثورة فيها، خاصة بعد بداية بعض المظاهرات الصغيرة»، مشيرة إلى عملهم بالتعاون مع شركة «أكسيس». وقالت «حاولنا دعم المواطنين الصحافيين الذين كانوا جيدين في ميدان التحرير».

وعن تكلفة الدعم الذي قدموه لمختلف الدول قالت برانكفورت «بالنسبة لمصر لم يكلفنا تقديم الخدمات الكثير، أما بالنسبة لليبيا وسوريا فكلفتنا مئات الآلاف من الدولارات التي حصلنا عليها من تبرعات الأشخاص من كل مكان في العالم». وأكدت «لم نأخذ أي أموال من منظمات رسمية أو من حكومات، كل الدعم الذي قدمناه كان من أشخاص».

وعن كيفية عملهم، قالت برانكفورت، إنهم كانوا يقومون بإرسال رسائل إلكترونية إلى أكثر من 13 مليون شخص، يطلبون من خلالها مساعدات لدعم الثوار، موضحة أنهم لقوا تجاوبا كبيرا، وتبرع الناس بالأموال.

وقالت إنها بدأت عملها الميداني منذ شهر مارس (آذار) الماضي في ليبيا، حيث حملت أجهزة إرسال ومعدات وسلمتها لأطباء كانوا ذاهبين لمعالجة جرحى بنغازي. ثم انتقلت من مصر لتونس ونقلت معدات أخرى من هواتف أيضا و«موديمز» وأجهزة حاسوب محمولة أرسلتها لمصراتة، مضيفة أنهم قاموا أيضا بحملة عالمية لفرض الحظر الجوي على ليبيا، وأن سوزان رايس شكرتهم رسميا في اجتماع رسمي بالأمم المتحدة على مجهوداتهم ودورهم في دعم حملة الحظر الجوي.

وقالت برانكفورت «نعلم أن عملنا قد يعتبر غير قانوني بالنسبة لحكومات الدول، لكننا نواصل في محاولة لإسماع صوت المحتجين».

كلينتون تصف الرئيس السوري بأنه «مجرم حرب»

وزيرة الخارجية تطالب بـ51.6 مليار دولار لمهمات الولايات المتحدة الخارجية

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: هبة القدسي

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في شهادتها أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ صباح أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن ينطبق عليه وصف «مجرم حرب»، قائلة إن هناك أدلة تتيح ملاحقته بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكنها حذرت من أن استخدام هذا الخيار قد يعقد الوصول إلى حل للأزمة السورية.

وفي سؤال للسناتور ليندسي غراهام حول الأوضاع في سوريا وقدرتها على إدراج الرئيس بشار الأسد في فئة مجرمي الحرب بعد سقوط أكثر من 7500 قتيل خلال أعمال العنف في سوريا، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، قالت كلينتون: «لن يكون هناك جدل لإثبات أنه يناسب هذه الفئة».

وأوضحت كلينتون أن المجتمع الدولي يجب أن يقوم بهذا التوصيف، محذرة في الوقت نفسه أن اتخاذ هذه الخطوة وتوجيه اتهامات للأسد يجعل من الصعب دفعه إلى التنحي، وقالت: «استخدام مثل هذه التسميات تحد من الخيارات لإقناع الزعماء عن التنحي عن السلطة».

وقالت كلينتون في شهادتها: «عندما تسلمت المنصب، رأيت عالما يحتاج إلى أميركا لكنه يشكك في تركيزنا واستمرارنا. ووضعنا القيادة الأميركية على أسس راسخة للعقد القادم، بينما نقوم بالتراجع في بعض الأماكن.. وركزنا موقفنا كقوة في المحيط الباسفيكي ودمجنا الاقتصاد في دبلوماسيتنا، ومددنا اليد للانخراط مع الشعوب مع التركيز على الفتيات والنساء».

وأوضحت كلينتون أن دبلوماسية الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين تركز على التوصل لطرق أكثر ذكاء للعمل في مجالي الدبلوماسية والتنمية، كما أنشأت مكتبين لمكافحة الإرهاب والتركيز على الطاقة والتركيز على مساعدة الدول الهشة اقتصاديا. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تقوم بعملية «مقايضة»، حيث طالبت في الميزانية بـ18 في المائة أقل في ميزانية أوروبا وآسيا الوسطي حتى يتم تعزيز برامج أخرى في أماكن أخرى، كما تراجعت في مجال المشتريات وتقوم بخطوات أكبر لتقليل التكلفة.

وقالت كلينتون «إن وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الدولية للتنمية تطلبان مبلغ 51.6 مليار دولار للميزانية الخارجية للولايات المتحدة، وهي تشكل تراجعا بنحو 1 في المائة من الميزانية الفيدرالية رغم تزايد مسؤوليات الولايات المتحدة» ووضعت كلينتون أولويات لوزارتها، وهي الحفاظ على مهمات المصالحة في أفغانستان والعراق، مؤكدة أن حياة الشعب الأفغاني قد تحسنت في السنوات الأخيرة وأكدت الالتزام بالخروج من أفغانستان في نهاية 2014.. وقالت: «هذه ليست مهمة إلى ما لا نهاية، ووجودنا في أفغانستان مكننا من ملاحقة القاعدة والقضاء على زعمائها وملاحقتهم في ملاذاتهم الآمنة، ومساعدة الشعب الأفغاني ليست بالقدر الذي نأمله؛ لكن هناك تقدم ملموس بسبب تضحيات الجنود الأميركيين». وأضافت: «أقول بضمير مرتاح إن عملنا طوال السنوات الماضية خلق احتمالا كبيرا لمستقبل أفضل للأفغان».

وأوضحت كلينتون أن الإدارة الأميركية تبذل جهودا غير مسبوقة لبناء شبكة قوية من العلاقات في آسيا والمحيط الهادي وتعزيز التحالف وإطلاق حوار استراتيجي ومبادرات اقتصادية والانضمام إلى المؤسسات المتعددة الأطراف، وقالت «كل ذلك يضمن أن الولايات المتحدة سوف تظل تشكل قوة في المحيط الهادي».

وأكدت كلينتون أن من بين أولوياتها التركيز على موجة التغيير التي تجتاح العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وقالت «اقترحنا توفير 770 مليون دولار في صندوق للحوافز للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيكون دور هذا الصندوق دعم المقترحات ذات المصداقية لالتزام البلدان بالتغيير إلى الديمقراطية وبناء المؤسسات وقاعدة عريضة لنمو الاقتصاد في وقت لا يتيح لنا التنبؤ بالتطورات؛ لكنه يتيح لنا الاستجابة لجميع الاحتياجات غير المتوقعة على نحو يعكس ريادتنا في المنطقة».

وأوضحت أن طلب الميزانية يسمح بمساعدة الشعب السوري للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الهجوم الوحشي والتخطيط لمستقبل من دون الأسد، مؤكدة كذلك على أهمية المساعدة المقدمة للمجتمع المدني في الأردن وتونس.

مفوضة الأمم المتحدة: على نظام الأسد أن يعرف أن قراراته لن تمر دون عقاب

مبعوث سوريا يقاطع اجتماع مجلس حقوق الإنسان وواشنطن تقول إن الخطوة تظهر «بعده عن الواقع»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح بروكسل: عبد الله مصطفى باريس: ميشال أبو نجم جنيف – لندن: «الشرق الأوسط»

طالبت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس بـ«وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في سوريا من أجل وضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان. وجددت مطالبتها بإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية «في وقت تشهد فيه البلاد اختراقات غير معقولة في كل لحظة»، مضيفة: «أكثر من أي وقت مضى، هؤلاء الذين يقومون بالمجازر عليهم المعرفة بأن المجتمع الدولي لن يقف ويشاهد هذا القتل.. وأن القرارات التي يتخذونها اليوم لن تمر من دون عقاب».

وجاء ذلك في خطابها أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي عقد جلسة طارئة لمناقشة الأزمة السورية، حيث أوضحت أنه «لا يزال من الصعب أن نحدد بدقة عدد الضحايا إلا أن الحكومة أعطتنا بتاريخ 15 فبراير (شباط) أرقامها التي أشارت إلى مقتل 2493 مدنيا و1345 جنديا ومسؤولا في الشرطة بين 15 مارس (آذار) 2011 و18 يناير (كانون الثاني) 2012». ولكنها أردفت قائلة إنه وبحسب المعلومات المتوفرة لدى الأمم المتحدة فإن «العدد الفعلي للضحايا يمكن أن يتجاوز هذه الأرقام بشكل كبير».

وشاركت 70 دولة في الاجتماع الطارئ لبحث الأوضاع في سوريا، بينما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إن «أكثر من 7500 شخص قتلوا في سوريا»، بينما هناك مؤشرات بأن 100 مدني يقتلون يوميا.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عمليات القمع التي يمارسها نظام بشار الأسد أوقعت أكثر من 7600 قتيل في غضون 11 شهرا.

وكانت بيلاي نددت في 13 فبراير الجاري بالوضع في سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ولفتت أمس إلى أنه «منذ ذلك الحين تلقى مكتبي تقارير تثير القلق حول تدهور سريع لحقوق الإنسان والوضع الإنساني» في سوريا. وقالت «تشير تقارير حديثة إلى أن الجيش السوري وقوات الأمن تنفذ حملات اعتقال تعسفية بحق آلاف المتظاهرين وناشطين وأشخاص يشتبه في تورطهم بنشاطات معادية للنظام».

وناقش مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس «الأزمة الإنسانية» في سوريا من خلال دراسة مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت ويدعو النظام السوري إلى السماح بمرور الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية «بحرية» خصوصا في حمص.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين النظام السوري غدا في قرار جديد، في أعقاب مناقشة طارئة بشأن الاضطرابات العنيفة في سوريا بدأت أمس وتستمر اليوم. وكانت ثلاثة قرارات سابقة للمجلس المكون من 47 دولة قد قوبلت بمعارضة من روسيا والصين والإكوادور وكوبا.

وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية وتركيا هي التي صاغت مشروع القرار الذي يطالب أيضا الرئيس السوري بشار الأسد بوقف هجماته ضد المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل. وشارك وزير الخارجية الأردن ناصر جودة في الاجتماع، مشددا على موقف الأردن الرافض لاستخدام العنف ضد المدنيين والداعي إلى الوقف الفوري للعنف وإنهاء جميع المظاهر المسلحة وتنفيذ الإصلاحات المنشودة دونما إبطاء بما يحقن دماء أبناء الشعب السوري ويحول دون أي تدخل عسكري خارجي ويصون وحدة التراب السوري وسيادة واستقلال البلاد السياسي. وقال السفير التركي لدى المجلس أوغوز ديميرالب إن «العنف يتصاعد والصور التي نراها على شاشات التلفزيون تظهر لنا التحول التدريجي لهذا البلد الجميل إلى مسلخ»، مقارنا هذه الصور بـ«فيلم رعب».

وكان فيصل الحموي ممثل سوريا قد انسحب في وقت سابق من جلسة مجلس حقوق الإنسان قائلا إنه إذا كان الغرض من الجلسة هو تقديم المساعدات الإنسانية فإن مجلس حقوق الإنسان ليس هو المكان المناسب. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن نقاشا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف لن يسهم في التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

إلا أن الولايات المتحدة شددت أمس على أهمية اجتماع المجلس وقراره، معتبرة أن انسحاب الحموي من لقاء المجلس ومقاطعته له يظهر «بعد النظام السوري عن الواقع».

وقالت المندوبة الأميركية للمجلس ايلين تشيمبرلاين دوناهيو إن «أي شخص يستمع إلى السفير السوري عليه أن يعي أن تصريحاته بعيدة عن الواقع.. وهي تعكس إلى درجة ما ما يدور وسط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد نفسه».

يأتي ذلك بينما قالت مصادر إخبارية في رئاسة الأمم المتحدة في نيويورك إن دولا غربية وعربية تخطط لإعادة موضوع سوريا إلى مجلس الأمن، وإنهم هذه المرة سيركزون على تقديم مساعدات إنسانية، ويأملون أن توافق على ذلك روسيا والصين، اللتان كانتا اعترضتا على قرار سابق حول سوريا.. مشيرين إلى أن مجلس الأمن ربما سيناقش أيضا رسالة نافي بيلاي، المندوبة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي في جنيف عن تقديم الرئيس السوري بشار الأسد وكبار مستشاريه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكان مسؤولون أميركيون أشاروا إلى احتمال وجود «ثغرة قانونية دولية» في التركيز على الجمعية العامة، خاصة حول موضوع إرسال الأسد ومستشاريه إلى محكمة الجنايات الدولية.

من جهة أخرى، كشف برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي أمس، عن مشاورات بشأن مشروع قرار جديد ينحصر في تناول الأوضاع الإنسانية كان مقررا لها أن تبدأ أمس في نيويورك. وبحسب فاليرو، فإن النص المطروح للتداول يطلب وقفا لأعمال العنف و«وصولا فوريا ومن غير عوائق» للمساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.. وفي غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 7 وزراء بالحكومة السورية أمس لدورهم في الحملة الدموية على المعارضين في خطوة جديدة تستهدف الضغط على الرئيس بشار الأسد ليتنحى.

ونشر الاتحاد القائمة في جريدته الرسمية، والتي شملت فرض حظر على السفر وتجميد أصول لشخصيات من بينها وزير الصحة وائل الحلقي لدوره في حرمان المحتجين من الرعاية الطبية. وكذلك وزير الاتصالات عماد الصابوني، المتهم بتقييد وصول وسائل الإعلام إلى مواقع الأحداث، ووضع وزير النقل فيصل عباس على القائمة لتوفيره دعما يتعلق بالنقل والإمداد لعمليات القمع، إضافة إلى وزير التربية صالح الراشد، نظرا لسماحه باستخدام المدارس كسجون مؤقتة. وأدرج وزير النفط السوري سفيان علاو ووزير الصناعة عدنان سلاخو بالقائمة لاتباعهما سياسات توفر التمويل للحكومة، ومن المدرجين على القائمة أيضا مستشار الرئيس السوري منصور فضل الله عزام.

كما جمدت العقوبات التي أقرها وزراء خارجية الاتحاد أصول البنك المركزي السوري، وحظرت تجارة الذهب والمعادن النفيسة والماس مع المؤسسات الحكومية السورية.. وأوضحت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي أن العقوبات أصبحت سارية المفعول بمجرد نشرها بالتفصيل في الجريدة الرسمية للاتحاد.

إلى ذلك، نفى مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للاتحاد كاثرين أشتون، وجود توجه أوروبي جماعي حاليا لطرد السفراء السوريين المعتمدين لدى دوله، مشيرا إلى أن التعامل مع البعثات الدبلوماسية يعود إلى كل دولة على حدة، وشدد على أن المفوضية الأوروبية أبقت على رئيس وأعضاء بعثتها في دمشق.

ناشط سوري يروي لـ «الشرق الأوسط» قصة اعتقاله في مقر «أمن الدولة» بدمشق

قال إن سجون الأسد تحولت إلى «قبور من نار يعذب فيها الثوار»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عمرو أحمد

روى ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط» قصة اعتقاله في سجون دمشق، قائلا إن مقار جهاز «أمن الدولة» في نظام الرئيس بشار الأسد أصبحت مثل «قبور من نار يعذب فيها الثوار».

ويتذكر الناشط طارق الشرابي، بعد فراره أخيرا إلى مصر، الأهوال التي مر بها منذ دخوله مبنى مقر أمن الدولة بالعاصمة دمشق المكون من ثمانية طوابق، وعلى أسواره الخارجية وبواباته الحديدية الضخمة حراسة مشددة بالرشاشات. كل طابق فيه ممر خافت الإضاءة على جانبيه ما يقرب من أربعين بابا حديديا، تتعالى من خلفها أصوات صراخ، وتسمع أصوات مولدات كهرباء خلف إحدى البوابات الحديدية الموصدة.

و«في داخل المبنى، تتردد أصوات هتافات عالية مؤيدة للأسد. ومن أحد الأبواب يظهر شخص مجرد من ملابسه كما ولدته أمه وقد تم تعليقه من قدميه والدماء تسيل من جسده. وإلى جواره شخص آخر يتعرض للصعق بالكهرباء». هذه هي بعض المشاهد التي شاهدها الشرابي خلال حبسه بمقر أمن الدولة عقب مشاركته في مظاهره انطلقت من مسجد الدقاق.

ويروي الشرابي، وهو من أبناء مدينة دمشق ويبلغ من العمر 26 عاما، ما رآه وسمعه خلف قضبان أمن دولة في العاصمة. ويقول في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط»: «اعتقلت عقب مشاركتي في مظاهرة خرجت من مسجد الدقاق بدمشق ضمت 5 آلاف شخص. توجهنا بالمظاهرة إلى ساحة الحرية، وقمنا برفع علم الاستقلال، وكتبنا على جدران الشوارع عبارات تطالب برحيل بشار الأسد، ولكن بعدها بدقائق فوجئنا بمئات من قوات الأمن السوري مسلحة تسليحا كاملا، أطلقوا على أجسادنا رصاص سلاح رشاش، وبعد اختبائي في أحد المنازل بساعة ونصف ساعة وهروبي إلى مسجد الحسن، تم اعتقالي». ويضيف الشرابي أنه تم اقتياده مع آخرين إلى مقر مبنى أمن الدولة بدمشق: «كنا مائتي شخص في غرفة واسعة لا توجد فيها تهوية وجدرانها محفورة ومخيفة مثل القبور». ويقول الشرابي متذكرا وقد بدت على وجهه ملامح الحزن: «بعد مرور ساعتين من الضرب والسب اقتادونا إلى مكتب للتحقيق، ووقت خروجي من الزنزانة في طريقي إلى التحقيقات كان أمامي ممر طوله أكثر من 20 مترا وعلى جانبيه من اليمين واليسار أبواب حديدية عددها نحو 40 بابا حديديا في الطابق، ونسمع صوت المعذبين وصوت أناس يصعقون بالكهرباء». وتابع: «كانت أجسادنا تنتفض عند سماع الأصوات.. وبينما كنت أمر من أمام زنزانة لمحت رجلا عاريا تماما كما ولدته أمه معلقا من قدميه والدماء تسيل من جسده، وقد اختلط لحمه بجلده من كثرة الجروح، ويستمرون في ضربه وتعذيبه باستخدام العصي والكرابيج». ويتابع الشرابي قائلا: «أثناء سيرنا إلى غرفة التحقيقات بالطابق الثالث، سمعنا أصواتا مرتفعة من خلف إحدى البوابات تهتف لبشار الأسد، لزيادة تخويفنا مما نحن مقبلون عليه، وحينما صعدنا للطابق الثالث، كان يراودني شعور بأننا سنقتل مما نراه ونسمعه».

ومضى الشرابي قائلا: «كانوا لا يغطون أعيننا.. يريدون إخافتنا حتى نقول كل شيء، ثم دخل علينا رجل يرتدي زيا مدنيا أخبرنا بأنه نقيب.. أخبرنا بوجودنا في أمن الدولة، وقال إن التهم الموجهة إلينا هي وجودنا في منطقة المظاهرات، وإنه تم القبض علينا وقت تنظيمنا للمسيرة، وبالطبع أنكرنا كل هذا الكلام، وقلت للضابط إنني كنت أصلي في مسجد الدقاق وذاهب لبيت جدي، فنظر إلى الضابط، وأمر بوضعي في غرفة بمفردي قرابة الساعة».

وأوضح الشرابي أنه تم الإفراج عنه بعد وصلة من التعذيب، وذلك بعد أن أجبر على توقيع إقرار بعدم مشاركته مرة أخرى في المظاهرات، مشيرا إلى أن أمن الدولة «لو كان لديه معلومات مؤكدة عني لكنت حبيس سجون أمن الدولة حتى الآن». وأضاف أنه تم الإفراج عن 4 أشخاص فقط من بين المائتين الذين تم القبض عليهم معه، مضيفا أن «مقر أمن دولة بشار يشبه قبورا من نار يعذب فيها الثوار».

وعن رحلة فراره إلى القاهرة، قال الشرابي: «بعد مشاركتي في عدة مظاهرات بدمشق، أخبرني أحد الناشطين أن اسمي مدرج على القائمة الأمنية، بعد أن وصلته هذه المعلومة من مصادر أمنية تابعة تؤيد الثورة في السر، فطلب مني النشطاء الهروب خارج سوريا وأن أتابع الوضع من الخارج.. لهذا هربت أهلي أولا حتى لا تنتهك أعراضهم، وهربت في أثرهم عبر الأردن إلى مصر».

المرزوقي يبدي استعداد تونس لمنح الأسد اللجوء السياسي حقنا للدماء

محللون: الدعوة قد تكون بالون اختبار

جريدة الشرق الاوسط

تونس: المنجي السعيداني

قال عدنان المنصر الناطق باسم رئاسة الجمهورية أمس إن «تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء السياسي؛ إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر»، وأضاف المنصر: «من حيث المبدأ، تونس مستعدة لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد وأفراد عائلته إذا كان هذا الاقتراح سيساهم في وقف إراقة الدماء وإنهاء قتل السوريين المستمر منذ أشهر». وقللت أوساط سياسية تونسية من أهمية الدعوة التي قدمها المرزوقي للرئيس السوري لعلمه المسبق باستحالة قبول مثل هذا المقترح بعد يومين من التصويت على الدستور الجديد في سوريا، واعتبرت المصادر نفسها أن الوضع الأمني والاحتجاجات التي تظهر في تونس بين فترة وأخرى، لا يجعلها في موقع من يمنح رئيسا في وضع بشار اللجوء إليها. وفي هذا الإطار، قال جمال العرفاوي المحلل السياسي التونسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن التونسيين تعودوا على مواقف مفاجئة من رئيسهم، ولا يبدو هذا الاقتراح قابلا للتنفيذ؛ على الأقل في الوقت الحالي. وأضاف أن اقتراح المرزوقي قد يكون بالون اختبار يود من ورائه معرفة رد فعل النظام السوري عن الفكرة وإشاعتها على نطاق واسع. واعتبر العرفاوي أن مثل هذه الطرق تطبقها كبرى المعاهد الاستراتيجية في العالم الغربي والغاية الأساسية منها معرفة رد فعل الطرف المقابل دون السعي الجدي لتنفيذ الفكرة.

وقال عادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد المعارضة، إن المرزوقي ما زال يتعامل بتفكير من ينتمي إلى المنظمات الحقوقية، وهو يسعى لاغتنام الفرص لجذب الأضواء لأفكاره، ولا يفرق في ذلك بين موقعه الرئاسي الجديد وشخصية المثقف والحقوقي والمفكر التي تعايش معها لعقود متتالية.

واعتبر الشاوش أن المواقف التي اتخذها المرزوقي حتى الآن والتصريحات التي أدلى بها تفتقد لكثير من المراجعة، ولا يرى الشاوش أن فكرة منح الرئيس السوري حق اللجوء إلى تونس فكرة جيدة؛ «كونها ستفتح على بلادنا مشكلات إضافية هي في غنى عنها». وكان المرزوقي قد صرح خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته تونس يوم الجمعة 24 فبراير الحالي، أن روسيا يمكن أن تكون ملجأ لبشار، ودعا إلى عدم التدخل الأجنبي في سوريا في ظل دعوات متكررة للجوء إلى الحل العسكري لحسم الموقف هناك. وكانت تونس أول دولة عربية تقرر طرد السفير السوري من أراضيها على خلفية قتل أكثر من مائتي سوري في مدينة حمص السورية ليلة المولد النبوي.

خطط أميركية جاهزة للتدخل العسكري وكلينتون تعتبر الأسد مجرم حرب

الصحافيان بوفييه وكونروي يغادران حمص في عملية نظّمها الثوار

تمكن ثوار مدينة حمص من إخراج الصحافيين الجريحين البريطاني بول كونروي والفرنسية أديت بوفييه من حي بابا عمرو حيث أصيبا بجروح خلال قصف مدفعي لقوات الأسد استهدف صحافيين غربيين وسوريين الأربعاء الماضي أسفر عن مقتل المصور الفرنسي ريمي اوشليك والصحافية الاميركية ماري كولفن.

دولياً وفي ظل تأكيد الأمم المتحدة تجاوز القتلى المدنيين في سوريا 7500 قتيل بكثير، كانت الولايات المتحدة تؤكد أنه يمكن القول إن الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب، وتعلن انها أنجزت خططاً تفصيلية لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري.

ميدانياً، يصعّد النظام تحركاته العسكرية ضد مدينة حمص التي استدعيت إليها قوات كبيرة من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد لمؤازرة القوات العسكرية التي تقوم بقصفها بشكل متواصل منذ نحو شهر موقعة مئات القتلى والجرحى منهم أمس فقط 26 شهيداً في حي بابا عمرو من أصل 104 شهداء وقع منهم في مجزرة ارتكبها النظام في حلفايا من ريف حماه 35 شهيداً.

وفي دمشق خرج نحو خمسة آلاف متظاهر أمس في تشييع شهداء سقطوا برصاص قوات الأمن في أحياء محتجة من العاصمة السورية، وقطع شباب الثورة جميع الطرق المؤدية إلى ساحة الشهبندر بالاطارات المحترقة، واقتحمت قوات النظام حيي الموصلي والغواص في حملة تفتيش واعتقالات عشوائية عقب خروج تظاهرات مناهضة للأسد، كما شهدت حلب احتجاجات ضد النظام أعقبها اطلاق نار واعتقالات واسعة بين طلاب جامعة المدينة.

وتضاربت المعلومات أمس حول خروج الصحافية الفرنسية اديت بوفييه من حمص الى لبنان الذي وصل إليه زميلها البريطاني بول كونروي.

وتأكد أمس خبر نقل الصحافي البريطاني بول كونروي الذي اصيب الاسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص الى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية بالقول “باستطاعتنا أن نؤكد الآن أن الصحافي البريطاني الجريح بول كونروي وصل بسلام الى لبنان حيث يتلقى حاليا مساعدة قنصلية من خلال سفارتنا في بيروت”.

وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خبر وصول الصحافية بوفييه قبل ان يتراجع في وقت لاحق، ثم اعلنت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية التي تعمل فيها بوفييه ان هذه الاخيرة ما تزال على الاراضي السورية.

ميدانياً، ارتفع عدد شهداء سوريا أمس إلى 104 بينهم 35 شهيدا في مجزرة في حلفايا بريف حماه و26 شهيدا في مجزرة اخرى ارتكبها النظام في بابا عمرو منهم ثلاث نساء وطفلان، 50 شهيدا في حمص، ستة شهداء في ريف حلب، خمسة شهداء في ريف ادلب وثلاثة شهداء في دير الزور وشهيد في درعا.

وقتل في قصف قوات الأسد على حي بابا عمرو 26 شخصا حيث اصيب الصحافيان الغربيان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان جيش الأسد استقدم الى حمص تعزيزات من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وأن عبارة “وحوش الفرقة الرابعة” رسمت على المدرعات والدبابات. وقالت ان هذه التعزيزات “تزيد من مخاوفنا من حصول اقتحام لحيي الخالدية وبابا عمرو”.

في ريف حمص، قتل شخصان في مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية بنيران القوات السورية فيما تتعرض مدينة القصير لنيران القوات السورية التي تحاصر المدينة، بحسب صحافيين من “فرانس برس” موجودين في المكان.

وفي محافظة حماة قتل 35 مواطنا واصيب العشرات بعضهم في حال حرجة اثر قصف تعرضت له بلدة حلفايا في ريف حماة، بحسب المرصد. وقال سامر الحموي احد سكان المدينة أمس ان القوات السورية النظامية “تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائيا من ثلاث جهات”، موضحا ان “القصف يتم من مواقع بعيدة”.

وفي محافظة ادلب قتل طفلان برصاص القوات النظامية التي اشتبكت مع مجموعات من المنشقين في المدينة.

كما قتل شاب في قرية التماتعة بنيران القوات السورية، وقتل جندي نظامي اثر اشتباكات مع منشقين في جبل الزاوية. واسفرت اشتباكات في مدينة خان شيخون بين القوات النظامية ومنشقين عن سقوط قتيلين مدنيين.

وفي محافظة درعا قتل خمسة جنود من الجيش السوري فجر أمس في اشتباكات مع مجموعة منشقة في مدينة داعل.

وتواصلت التحركات الاحتجاجية في عدد من مناطق سوريا. فقد خرج الاف الاشخاص في دمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الايام الماضية برصاص الامن.

وقدر المرصد السوري عدد المتظاهرين في منطقة كفرسوسة بنحو خمسة الاف متظاهر. وافاد اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها عن تظاهرات في احياء الميدان وبرزة وعربين وزملكا وبرزة وسط انتشار امني كثيف.

واشار الناشطون الى تزايد الحركة الاحتجاجية في مدينة دمشق في الايام الاخيرة بعد ان كانت تقتصر على “التظاهرات الطيارة” الخاطفة.

وذكر المرصد السوري ان قوات الامن نفذت حملة اعتقالات في جامعة دمشق اسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين طالبا، كما شهدت جامعة حلب “ست تظاهرات يراوح عدد المشاركين فيها بين 150 متظاهرا والف متظاهر” تهتف للمدن المحاصرة، حسبما افاد ناشطون في الجامعة.

وقال عضو اتحاد الطلبة الاحرار فارس الحلبي في اتصال عبر “سكايب” ان الامن اطلق الرصاص داخل الحرم الجامعي “لترويع الطلاب وتفريق التظاهرة”، مشيرا الى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في جامعة المدينة.

وأعلنت الامم المتحدة أمس ان ضحايا القمع في سوريا بات “بالتأكيد أكثر من 7500 قتيل بكثير”.

وجددت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداءها من اجل “هدنة لاغراض انسانية”، وقالت المتحدثة باسم اللجنة ان “وقف المعارك لساعتين على الاقل يوميا ضروري لتوزيع المساعدات في المناطق الاكثر تضررا”، كما اعلنت اللجنة انها تمكنت من نقل مساعدات الى مدينتي ادلب وحمص. وسلمت المساعدات الى الهلال الاحمر السوري، لكن لم يتم توزيعها بسبب المعارك.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي عقد جلسة طارئة حول الوضع الانساني في سوريا في جنيف “من المهم ان تتعاون الحكومة السورية مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر”. واضاف “ندعو الحكومة السورية والمجموعات المسلحة(…) الى اتخاذ اجراءات بدون تأخير لمنع اي تدهور اضافي في الوضع الانساني”.

وطالبت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي بـ”وقف انساني فوري لاطلاق النار” في سوريا من اجل وضع حد لاعمال العنف والسماح للامم المتحدة بمساعدة السكان.

وخلال الاجتماع، ندد الوفد السوري بالنقاش واعلن “الانسحاب من هذا الجدل العقيم”.

في واشنطن، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان هناك معطيات تتيح ملاحقة الرئيس الاسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الا انها استطردت قائلة “استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا لأنه سيحد من امكانات اقناع قادة بالتخلي عن السلطة” في اشارة الى الرئيس السوري.

وكشفت مصادر أميركية أمس أن وزارة الدفاع الأميركية أنجزت “خططا تفصيلية” لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، وأضافت أن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك.

وقالت المصادر في واشنطن إن “هذا التطور في مجال وضع خطط للتدخل العسكري جاء بعد أسابيع من عمليات تقييم أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن “مجموعة كاملة من الخيارات.” وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة التي يمكن استخدامها ضد النظام السوري، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه.

وأعلن البيت الابيض ان تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من اعمال العنف في سوريا، وأقر بان هذا الامر هو احد الاسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد معارضة نظام الاسد بالسلاح على جدول اعمال واشنطن.

وأوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “من دون التطرق الى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فإني اقول بكل بساطة اننا نعرف ان “القاعدة” ومتطرفين اخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي للاسد ضد المعارضة”.

وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس ان فرنسا تأمل ان توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الامن الدولي حول سوريا لغايات محض انسانية. وقال لإذاعة “ار تي ال” ان “مجلس الامن يدرس حاليا قراراً لوقف اطلاق النار بدوافع انسانية ووصول مساعدة انسانية الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد. يمكننا ان نأمل في الا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار”.

ولم يستبعد الوزير الفرنسي ان يلين موقف موسكو بعد الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الرابع من آذار (مارس) المقبل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان “العمل يبدأ اليوم (أمس) في مجلس الامن بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا ولدخول مساعدات انسانية الى اكثر المناطق والاشخاص تضررا”. وأضاف ان التركيز سيكون على مدينة حمص المحاصرة.

الى ذلك اعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة أمس ان ضحايا القمع في سوريا بات بـ”التأكيد اكثر من 7500 قتيل بكثير”، الا ان لين باسكو مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية اوضح في كلمة القاها امام مجلس الامن ان الامم المتحدة غير قادرة على “تقديم ارقام محددة” بشأن ضحايا القمع في سوريا.

وقال “لا يمكننا اعطاء ارقام محددة، لكن هناك معلومات ذات صدقية تفيد ان الحصيلة باتت تزيد في اكثر الاحيان عن المئة قتيل مدني في اليوم، وبينهم الكثير من النساء والاطفال”. وأضاف ان “المجموع هو بالتأكيد اكثر بكثير من 7500” قتيل.

وفي تونس، اعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حديث صحافي ينشر اليوم، ان “تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الاسد والمقربين منه حق اللجوء في اطار حل تفاوضي للنزاع السوري”.

وفي طرابلس وعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس بتقديم مساعدات انسانية وطبية الى الشعب السوري.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، سي ان ان)

تقديرات بأكثر من 7500 قتيل في سوريا ومشروع فرنسي “إنساني” أمام مجلس الأمن

أعربت فرنسا، أمس، عن أملها أن توافق روسيا والصين على مشروع قرار يُعد في مجلس الأمن الدولي، لغايات “محض إنسانية”، فيما انسحب الوفد السوري من اجتماع عاجل عقده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تناول الأزمة في سوريا، طالب أبرز المتحدثين فيه بوقف إنساني لإطلاق النار، وقدرت الأمم المتحدة أن عدد الضحايا السوريين فاق 7500 قتيل بكثير، واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية أن ملاحقة دولية للرئيس السوري بشار الأسد، قد تعقد حل الأزمة، وتحدثت تونس عن استعدادها لاستقبال الأسد وعائلته كلاجئين في سياق إيجاد حل للأزمة، في وقت تواصلت أعمال العنف وحصدت عشرات القتلى في حمص وحماة ومناطق أخرى، وشابت الضبابية مصير الصحافية الفرنسية الجريحة أديت بوفييه بعد إعلانات متباينة عن تهريبها إلى لبنان، عقب تأكيد وصول زميلها البريطاني إلى هناك .

وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا تأمل أن توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الأمن الدولي حول سوريا لغايات “محض إنسانية” . وصرح بأن “مجلس الأمن يدرس حالياً قراراً لوقف إطلاق النار بدوافع إنسانية، ووصول مساعدة إنسانية إلى المواقع الأكثر عرضة للتهديد . يمكننا أن نأمل ألا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار” .

وطالبت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ب”وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في سوريا، لوضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان . وناقش المجلس مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت، يدعو النظام السوري إلى السماح بمرور الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية “بحرية” .

وندد الوفد السوري بانعقاد النقاش العاجل، وغادر القاعة بعد إعلانه “الانسحاب من هذا الجدل العقيم” . وقال ممثل سوريا لدى المجلس فيصل الحموي إن “الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو إذكاء نار الإرهاب وإطالة أمد الأزمة عبر رسالة الدعم التي ستوجهها إلى المجموعات المسلحة” . وقال دبلوماسيون إن مجلس حقوق الإنسان سيدين النظام السوري في قرار جديد، يدين مشروع بشدة الإعدام العشوائي وقتل المتظاهرين والتعذيب والاعتداءات الجنسية .

وأعلنت لين باسكو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن عدد ضحايا القمع في سوريا بات ب”التأكيد أكثر من 7500 قتيل بكثير” . وقالت في كلمة أمام مجلس الأمن إن الأمم المتحدة غير قادرة على “تقديم أرقام محددة” .

واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس، أن هناك “حججاً” قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سوريا .

وأعلن عدنان المنصر الناطق باسم الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أمس، أن تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء إليها، إذا كان ذلك يساعد في وقف إراقة الدماء .

وواصلت القوات السورية قصف حمص وسقط 10 قتلى في المدينة، بالتزامن مع سقوط 32 قتيلاً في قصف على حماة . فيما تواصلت التحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق .

وسادت حالة ضبابية، بعد إعلان وقف المفاوضات بين الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري، والسلطات والمعارضين في حمص، لإجلاء صحافيين غربيين قتلى وجرحى، إذ أعلن أن المصور البريطاني بول كونروي وصل إلى لبنان بعدما تم تهريبه عبر الحدود، فيما أعلن لاحقاً أن الصحافية الفرنسية أديت بوفيه وصلت إلى لبنان أيضاً، بعد أنباء متضاربة عن ذلك، وانتهت الأمور إلى تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تصريحات أكد فيها وصول الصحافية إلى لبنان . (وكالات)

هيئة الثورة السورية: نتوقع هجمة شرسة على أحياء سحب منها الجيش حواجزه بحمص

توقع الناطق الإعلامي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص أبو محمد الحمصي “أن تشن كتائب الأسد هجمة شرسة في الساعات المقبلة تشمل الأحياء التي تم سحب الحواجز العسكرية منها”.

الحمصي، وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال: “بالرغم من للأحوال الجوية السيئة فإنَّ الجيش السوري الحرّ صامد بوجه الجيش النظامي الذي يحاول إقتحام حي بابا عمرو”. وأضاف: “نعاني من قطع الاتصالات وكان هناك ممر سري لدخول الأدوية لكن كتائب الأسد قصفته اليوم”، لافتاً إلى أن “من لا يموت من القصف يقضي من البرد والجوع”.

فرنسا وألمانيا وبولندا: لا يمكن التغاضي عن العنف والإعتقالات والمجازر بسوريا

‎أعلن وزراء خارجية ألمانيا غيدو فسترفيلي وفرنسا آلان جوبيه وبولندا ورادوسلاف سيكورسكي معارضتهم إفلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب، معربين في إعلان مشترك حول سوريا عن أسفهم الشديد للتعثر في مجلس الأمن في إقرار مشروع قانون بشأن الأزمة في سوريا.

الإعلان، الذي صدر في ختام  اجتماع لمثلث فيمار في برلين، أشار إلى وجود “توافق دولي متزايد” ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقد وجّه فيه وزراء الخارجية الثلاثة نداءً إلى السلطات السورية “للسماح الفوري ومن دون عقبات بالوصول إلى جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة” في سوريا، مشيرين إلى “مقتل أكثر من 600 طفل واختفاء عدد أكبر بكثير”.

وفي هذا السياق، أعرب الوزراء الثلاثة عن “استيائهم” من رد فعل السلطات السورية على “المطالب المشروعة” للشعب السوري الذي يتطلع إلى الحرية، مشددين على أنّهم لا يمكنهم التغاضي “عن العنف والاعتقالات التعسفية والمجازر والتعذيب وإجراءات الترهيب التي ترتكب في سوريا وفي الخارج”.

(أ.ف.ب.)

إصابة عضو بالمجلس الوطني السوري في حمص أثناء توثيقه الأحداث هناك

أشار عضو المجلس الوطني السوري ملهم الجندي إلى أنّه “اصيب بنيران القوات السورية في مدينة حمص المحاصرة التي تسلل اليها لتوثيق قصف الجيش للمدينة”. وفي حديث لوكالة “رويترز” للأنباء، أوضح الجندي أنّه “كان يوزع اعلاماً في كرم الزيتون مع نشطاء آخرين استعداداً لتجمع حاشد عندما أتى جنديان في سيارة أجرة صفراء ونزلا منها وأخذا يطلقان النار على الموجودين”.

وأضاف الجندي الذي “صور نفسه في عيادة مؤقتة في المدينة” أن المعتدين “أصابوه في ساقه في حين أصيب شخصين آخرين كانا معه بجروح بالغة”، لافتاً الى أن “القصف المدفعي والصاروخي اشتد على أنحاء حمص في الأيام القليلة الماضية”، واصفاً إياه بأنّه “جنوني”. وأشار الجندي إلى أنّه “كان يبث لقطات مباشرة عبر الانترنت يوم الثلاثاء عندما سمع صوت دبابات وشاهدها في شارع وراءه، ما دفعهم للفرار من المنطقة التي يختبئون فيها ولكن لا يوجد مكان آمن في المدينة”.

(الموقع الالكتروني لـ “رويترز”)

ناشط من حمص: “السوري الحر” يسيطر على بابا عمرو.. واشتباكات بمنطقة السوق القديمة

أكد ناشط سوري من مدينة حمص الملقب بـ”أبو عمر” في حديث لقناة “العربية” أن “لا صحة للانباء التي تتحدث عن سقوط أي منطقة من حي باب عمرو من أجل زرع الهلع في نفوس أبناء حمص”، مشيراً إلى أن “مروحيات تشارك في الهجوم على الحي في حين أنّ الوحدات الخاصة (التابعة للنظام) تعجز عن دخول بابا عمرو”.

وأضاف الناشط أن “هناك حشودًا عسكرية كبيرة تتمركز عند مداخل حمص”، لافتاً إلى أن “الجيش الحر يسيطر بشكل كامل على الحي، والإشتباكات تدور الآن في منطقة السوق القديمة بحمص بينه وبين جيش النظام”.

دمشق ترفض السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية الدولية بدخول سوريا

أعلنت مسؤولة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أنَّ دمشق رفضت دخولها إلى سوريا لتقييم الأزمة المتزايدة في البلاد بسبب حملة القمع التي يشنها النظام ضد مناهضيه.

آموس، وفي بيان، قالت: “أشعر بخيبة أمل عميقة لعدم تمكني من زيارة سوريا رغم طلباتي المتكررة للقاء مسؤولين سوريين على أعلى المستويات لبحث الوضع الانساني وضرورة الوصول دون عراقيل إلى المتضررين من العنف”.

(أ.ف.ب.)

ناشطون ينفون اقتحام الجيش لبابا عمرو

أكدو استخدام القوات النظامية لدروع بشرية من السكان

نفى ناشطون سوريون للجزيرة دخول الجيش النظامي السوري حي بابا عمرو بحمص، داعين الجماهير إلى النزول إلى الشوارع والجيش الحر إلى تصعيد عملياته في أنحاء البلاد للتخفيف عن الحي.

وأكد هادي العبد الله المتحدث باسم الهيئة العامة الثورة السورية للجزيرة أن النظام السوري يقوم بأشرس عملياته ضد مدينة حمص، خاصة على بابا عمرو، حيث “استخدمت قوات بشار الأسد عددا من السكان كدروع بشرية”.

وحذر العبد الله ووائل الحمصي عضو مجلس الثورة من حرب الإبادة التي يشنها النظام على حمص بقطع المياه والكهرباء، داعين الجيش الحر إلى تكثيف عملياته، والجماهير إلى النزول للشوارع لقطع الطرق والتظاهر تخفيفا على الوضع في بابا عمرو.

كما طالب رجالات وشيوخ الشام ودول العالم بتحمل مسؤولياتهم في وقف عملية الإبادة التي تجرى ضد حمص وخاصة بابا عمرو.

ونقل عمر الإدلبي ممثل لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري عن كتيبة الفاروق التابعة للجيش الحر والمدافعة عن بابا عمرو، أن قوات النظام لم تدخل إلى بابا عمرو وإنما دخلت فقط عددا من المنازل المهجورة على خط النار تركها الجيش الحر وتمكن استعادتها.

وأكد الإدلبي استخدام الجيش النظامي لدروع بشرية، وقال إن الجيش الحر أجلى جميع الصحيين وممثلي وسائل الإعلام إلى مكان آمن.

وقال أسامة الحمصي الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص إن الجيش الحر انسحب في الصباح أثناء استخدام قوات النظام لبعض السكان كدروع بشرية، لكن بعد ساعات انشق الجنود الذين كانوا في مقدمة الجيش النظامي مع الدروع البشرية مما أدى إلى انتقام القوات النظامية بإطلاق صواريخ سكود.

يأتي ذلك بعد أن نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني سوري أن الجيش اقتحم حي بابا عمرو في حمص بعد قصف مستمر بدأ قبل 26 يوما.

وقال المصدر إن الجيش بدأ عملية تطهير للحي من منزل لآخر وإن الجنود يقومون بتفتيش دقيق لكل الأقبية والأنفاق بحثا عن أسلحة وعمن دعاهم إرهابيين.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات قوية بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب، مع تردد دوي انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة حمص التي انقطعت عنها الاتصالات.

وفي وقت سابق قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلى على الأقل سقطوا في قصف “عنيف” على مدينة الرستن بمحافظة حمص إضافة إلى عائلة كاملة لا تزال جثثهم تحت أنقاض منزلهم. وفي ريف حلب أفادت الهيئة العامة بسقوط قتلى وجرحى في قصف استهدف مدرسة ومبنى البلدية في منغ بريف حلب.

أما في إدلب فقد تعرضت قرى خان شيخون ومعرة النعمان للقصف من صباح اليوم كما أكد ناشطون أن الجيش السوري طلب من سكان عدد من القرى إخلاء منازلهم.

من جانب آخر أفاد مراسل الجزيرة بأن 37 جنديا وصف ضابط انشقوا عن الجيش السوري ووصلوا إلى الأراضي التركية.

وكان ناشطون قالوا إن 104 أشخاص على الأقل قتلوا أمس برصاص الأمن السوري معظمهم في حماة وحمص.

كما اقتحم الجيش السوري مدينتي حلفايا بريف حماة، وحرستا بريف دمشق وسط حملة دهم واعتقال واسعة، وترافق هذا مع اعتلاء قناصين للعديد من الأبنية العالية وقطع لوسائل الاتصالات. في السياق ذاته قال عضو في المجلس الوطني السوري المعارض ملهم الجندي لرويترز

اليوم إنه أصيب بنيران القوات السورية بمدينة حمص المحاصرة التي تسلل إليها لتوثيق قصف الجيش للمدينة.

وأضاف الجندي الذي صور نفسه في عيادة مؤقتة في المدينة إنهم أصابوه في ساقه وإن اثنين آخرين معه أصيبا بجروح بالغة.

ووصف القصف بأنه جنوني وقال إنه كان يبث لقطات مباشرة عبر الإنترنت أمس عندما سمع صوت دبابات وشاهدها في شارع وراءه، وقال إنهم فروا إلى منطقة أخرى لكن لا يوجد مكان آمن هناك.

ضحايا جدد

في غضون ذلك، بث ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً تظهر ما قيل إنها جثة الناطق الإعلامي باسم تنسيقية مدينة القورية في دير الزور شرق سوريا، المُكَنّى “أبو هيثم”.

وقال الناشطون إن عبد الرزاق الدرويش قتل تحت التعذيب في سجن تابع لقوات النظام السوري، وذلك بعد إلقاء القبض عليه مصابا قبل أيام.

وقد بث ناشطون صورا لمن قالوا إنه طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، أصيب في قصف للجيش السوري على حمص.

وظل الطفل عالقاً وسط ركام منزل ذويه لعدم قدرته على الحركة، إلى أن أنقذه الأهالي وحملوه إلى مستشفى ميداني.

الأزمة السورية أمام مجلس الأمن مجددا

يواصل المجتمع الدولي نقاش الأزمة السورية، وتجري مشاورات في أروقة مجلس الأمن الدولي بشأن الإغاثة الإنسانية للمدن التي دكتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد. كما يبحث مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان قرارا يدعو دمشق إلى وضع حد فوري لانتهاكات حقوق الإنسان والسماح بدخول وكالات الإغاثة. وفرضت أوروبا عقوبات جديدة على وزراء بالحكومة السورية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين قولهم إن الولايات المتحدة تصوغ مشروع قرار جديد يعرض أمام مجلس الأمن، لكنه يركز هذه المرة على توفير مداخل إنسانية آمنة لإغاثة المدن السورية المنكوبة التي شهدت مقتل الآلاف جراء الحملة الدموية التي يشنها الجيش النظامي ضد معارضي الأسد.

وقال دبلوماسي لم تكشف هويته إن مشروع القرار الجديد سيركز على الإغاثة الإنسانية، لكنه أيضا سيشير إلى أن “الحكومة (السورية) هي سبب الأزمة”.

وقال دبلوماسي آخر في مجلس الأمن إن المشاورات بشأن مشروع القرار في مرحلة الاتصالات الأولية مؤكدا العمل على الخطوط العريضة لهذا المشروع. وأضاف أن القرار لم يرسل إلى جميع أعضاء المجلس حتى الآن “ولا ندري متى يحدث ذلك”.

الصين أبلغت دمشق والمجتمع الدولي أنه ينبغي تهيئة الظروف للحوار بين الأسد والمعارضة (الأوروبية-أرشيف) في السياق، قالت فرنسا أمس إن مجلس الأمن سيبدأ العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص والمناطق المتضررة الأخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “نأمل ألا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح”.

استعداد صيني

من جهتها، بادرت الصين إلى الإعلان اليوم الأربعاء أنها تساند الجهود الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا. وقالت بكين على لسان وزير خارجيتها يانغ جيه تشي إنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يهيئ الظروف لوقف العنف وبدء الحوار وأن يقدم مساعدة إنسانية لسوريا.

وعبر الوزير الصيني عن ذلك في اتصالات هاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من نظرائه في العالم العربي. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية الأربعاء إن يانغ ذكر بموقف بلده الذي يطالب الحكومة السورية والمعارضين على حد سواء “بوقف أعمال العنف فورا” من أجل “بدء حوار سياسي مفتوح”.

في هذه الأثناء، تصاعدت الضغوط على حكومة الأسد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث يتوقع أن تدين معظم الدول الأعضاء “الجرائم ضد الإنسانية” المحتملة من قبل النظام السوري في مشروع قرار جديد من المقرر التصويت عليه غدا الخميس.

ووفقا لمسودة نوقشت الثلاثاء، سيركز مشروع القرار على ضرورة “محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الانتهاكات التي قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية”، في إشارة إلى إجراء محتمل في المستقبل من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

ونتيجة لمشكلات في تحديد موعد التصويت، لم تتم عملية التصويت على مشروع  القرار في مناقشة طارئة جرت أمس بشأن الحملة الدموية في سوريا. كما يطالب مشروع القرار الرئيس السوري بشار الأسد بوقف هجماته ضد المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل.

وكان فيصل حموي ممثل سوريا قد انسحب أمس من جلسة مجلس حقوق الإنسان قائلا إنه إذا كان الغرض من الجلسة هو تقديم المساعدات الإنسانية فإن مجلس حقوق الإنسان ليس هو المكان المناسب، كما كرر ما تردده حكومة بلاده من أن دمشق تتعرض لمؤامرة دولية تستهدف استقرار البلاد.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن نقاشا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف لن يسهم في التوصل إلى حل سلمي للأزمة. أما ممثل المجموعة العربية فطالب سوريا برفع الحصار عن الأحياء السكنية وبإدخال المساعدات للمدنيين.

من جانبها، طالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بوقف إنساني فوري لإطلاق النار في سوريا لوضع حد للمعارك والقصف، ودعت المجتمع الدولي إلى توجيه رسالة قوية للنظام السوري بهذا الشأن، كما دعت السلطات السورية للسماح بنشر مراقبين مستقلين والإفراج عن كل المعتقلين.

وكانت ثلاثة قرارات سابقة للمجلس المكون من 47 دولة قد قوبلت بمعارضة من روسيا والصين والإكوادور وكوبا.

عقوبات أوروبية

وكان الاتحاد الأوروبي قد كشف في جريدته الرسمية عن قائمة وزراء بالحكومة السورية فَرَض عليهم عقوبات واتهمهم بتقديم دعم مادي للعنف.

وشملت العقوبات قطاعات وزارية معنية بإمداد قوات النظام السوري بالدعم اللوجستي والمالي كالنفط والمالية، كما شملت الوزارات التي حرمت المواطنين من أبسط الحقوق الإنسانية أو استغلت مرافقها لقمعهم كالصحة والنقل والتربية.

بورصة تصريحات

وفي أحدث المواقف الأميركية مزدوجة التأويل، سربت وزارة الدفاع الأميركية أنها قد أعدت خططا تفصيلية للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري إذا أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بذلك.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية الثلاثاء عن مسؤول عسكري رفض كشف اسمه أن الخطط تشمل العمليات التي يمكن القيام بها وتقديرات أعداد القوات وأنواع الوحدات والمعدات العسكرية والأسلحة التي قد تستخدم في مثل هذا العمل العسكري.

وقال المسؤول إن استخدام القوات الأميركية سيكون أمرا صعبا في أي سيناريو طالما ظلت أعمال العنف مستمرة، ولكن عبارة “مجموعة كاملة من الخيارات” تعني أنه يتم التفكير في كل السيناريوهات.

وصرح العديد من المسؤولين بأن إدارة أوباما تبحث ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أو يتعين أن يقوم به الجيش الأميركي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وكانت شبكة “سي إن إن” قد أشارت إلى أن البنتاغون يبحث الإجراء الذي سوف يتعين عليه أن يقوم به لحماية مواقع الأسلحة الكيماوية السورية إذا ما تركت من دون حراسة. ويتضمن أحد السيناريوهات احتمال استخدام عشرات الآلاف من القوات لحراسة هذه المواقع.

وجاءت هذه التسريبات العسكرية بعد وقت قليل من تصريح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيه إنه يمكن القول إن الرئيس السوري “مجرم حرب”.

وردا على سؤال لأحد الأعضاء بشأن إمكان وصف الأسد بأنه مجرم حرب، قالت كلينتون في جلسة للجنة بمجلس الشيوخ “سيتم تقديم مبررات تدلل على أنه ينتسب لهذه الفئة”، لكنها قالت إن استخدام مثل تلك التوصيفات “يحد من الخيارات المتاحة لإقناع زعماء بالتنحي عن السلطة”.

العدو التاريخي

لكن أحدث التصريحات الأميركية ما قاله الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، حيث شدد على أن خوف واشنطن من تسلل القاعدة إلى سوريا يقلل من فرص تسليح المعارضة السورية. ورغم إقراره بنقص المعلومات الاستخبارية عن نشاط  القاعدة في سوريا شدد على أن ممارسة الضغط على الأسد ليتنحى هو “خيار أفضل من إرسال الأسلحة” إلى الثوار السوريين.

ويرى محللون ومراقبون أن الولايات المتحدة تنظر إلى دمشق من النافذة الإسرائيلية، حيث ترى إسرائيل أن التعايش مع “عدو تاريخي” مثل نظام الأسد لم يطلق الرصاص عليها طيلة ثلاثة عقود هو أكثر أمنا من أن تؤول السلطة إلى سياسيين أو ثوار لا يمكن التوصل معهم إلى اتفاق تهدئة، علاوة على أن حكم سوريا قد يؤول إلى إسلاميين متطرفين، وهو ما يخشاه الغرب عموما خاصة بعد النجاحات التي حققها الإسلاميون في بلدان الربيع العربي.

الأسد هل ينجو سياسيا؟

استبعدت مجلة تايم أن يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من تحقيق انتصار باستخدام القوة العسكرية، وتساءلت: هل يستطيع أن يحقق شيئا على الصعيد السياسي؟

وقالت إنه رغم الموت والدمار الذي تحدثه قوات الأسد بالأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، من المستبعد أن ينجح الأسد في سحق الثورة التي امتدت نحو عام.

فالاشمئزاز الدولي -والكلام للمجلة- إزاء الإجراءات الحكومية الصارمة وولادة انتفاضة يحمل فيها السوريون الأسلحة للقتال حتى الموت يعقدان محاولة الأسد في استعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق بالطريقة العسكرية.

أسباب

ولكن حتى لو أن الأسد لم يحقق الانتصار، فلديه من الأسباب ما تجعله يعتقد أنه يستطيع أن يقاتل حتى يحقق ما وصفته بالتعادل الفوضوي.

وتقول المجلة إن الفرق بين التعادل والهزيمة يرقى بالنسبة للأسد إلى مدى قدرته على الوصول إلى الطاولة إذا ما آلت الأمور إلى التفاوض بشأن حل سياسي.

وهنا تشير المجلة إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي الأحد ما هي إلا تشديد لعقوبات سابقة.

كما أن مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تونس أكد أن ثمة اتفاقا محدودا على الإستراتيجيات الجديدة التي ترمي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وهي وقف القوات السورية للعنف وتنحي الأسد عن السلطة.

وتلفت المجلة النظر أيضا إلى أن القوى الغربية لا تشتهي التدخل العسكري في سوريا، ليس بسبب تبعات التدخل في العراق وأفغانستان وليبيا، بل بسبب المخاطر السياسية الإقليمية والطائفية في الصراع السوري التي تهدد بفوضى عارمة في المنطقة.

فأميركا من جانبها ما زالت متشككة في اقتراح إرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية، حيث قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون “لا نعلم بالضبط هوية من يستحق التسليح”.

ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يأملون بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري -كما حدث مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي- فإن اعتراف مؤتمر تونس به كأحد ممثلي الشعب السوري وليس الممثل الشرعي كان يعني الكثير.

فمدى سلطة المجلس على الأرض ما زالت محل شك، كما أن نفوذه على الجيش السوري الحر ليس قائما، حسب تايم.

مجلة تايم

تأييد قوي

ورغم أن أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيدت مبادرة جامعة الدول العربية، فإن الأسد ما زال يحظى بدعم روسيا وإيران، وإن بعض الدول مثل الصين والعراق تصران على أن أي حل في سوريا يجب أن يبنى وفق الإصلاحات الدبلوماسية والحوار مع النظام، وليس استبداله.

وعن إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد وما وصفته بمبالغة النظام في تقدير الإقبال، قالت المجلة إن صحفيين غربيين شاهدوا الآلاف من السوريين في دمشق وحلب يتوجهون إلى مراكز الاقتراع رغم دعوات المعارضة للمقاطعة.

وهذا -والكلام للمجلة- يدل على أن نظام الأسد ما زال يحظى بقاعدة تأييد قوية في عدد من الدوائر الانتخابية، خاصة في أوساط الطائفة العلوية الحاكمة والأقليات الأخرى مثل المسيحية.

لكن الأسد -عبر عسكرة المنافسة السياسية في سوريا- خلق بفاعلية حربا أهلية تقدم للسوريين خيارات تصب في صالحه، وفق المجلة.

فكلما اشتد الصراع العسكري، زاد الخطر بأن قيادة الثورة بحكم الأمر الواقع قد تصل إلى عناصر أكثر تطرفا وطائفية، وهو ما يعزز التأييد للأسد.

وترى المجلة أن جميع الأطراف في سوريا يتمترسون استعدادا لحرب أهلية طويلة الأمد، وهو ذلك النوع من الصراع الذي لا يهزم فيه أي طرف، في ظل الدعم الخارجي للمتقاتلين.

وإذا ما بلغ الصراع طاولة المفاوضات -كما حدث في حروب البلقان في تسعينيات القرن الماضي- فإن الأسد يأمل بأن يضمن على أقل تقدير مكانه لاعبا أساسيا على الطاولة.

وتشير المجلة إلى أن مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان -الذي عين مبعوثا لسوريا عن الأمم المتحدة والجامعة العربية- تكمن في إجراء حوار مع نظام الأسد وأعدائه لتحقيق تسوية عملية تضع حدا للعنف.

المصدر:تايم

الجيش الحر يخوض حربا ضد وحدات خاصة بحي “بابا عمرو

كشفت قوات الأسد طريقاً سرياً للإمداد كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية إلى حمص

العربية.نت

أكدت مصادر من المعارضة ومصادر أمنية، أن القوات السورية بدأت اليوم هجوماً برياً كبيراً على حي بابا عمرو في حمص.

وقال نشطاء إن معارك عنيفة تدور في السوق القديمة بمحيط حي “بابا عمرو”. وذكروا أن النظام يشن حملة لترويع الأهالي، وإنه تم قطع الاتصالات عن الحي.

وأكد النشطاء أن الجيش السوري الحر المعارض يحكم سيطرته على الحي، وأنه استطاع صد هجوم وحدات خاصة من الجيش السوري.

وأضافوا أن مروحيات الجيش النظامي تشارك في الهجوم على حي “بابا عمرو”.

وقال الناشط محمد الحمصي لوكالة “رويترز” من داخل الحي، إن الجيش يحاول إدخال مشاته من اتجاه ساحة الباسل لكرة القدم، مضيفاً أن هناك مواجهات شرسة بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة، مشيراً إلى أن الجيش قصف المنطقة بضراوة أمس وخلال الليل، قبل أن يبدأ هجومه البري.

كما أكد مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن “هذه المنطقة تحت السيطرة، وقام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل.. ويقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثاً عن الأسلحة والإرهابيين”، مضيفاً أنه “مازال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

ومن ناحيته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن “اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في أحياء أخرى بالمدينة”.

أما الهيئة العامة للثورة السورية، فأفادت بتجدد القصف المدفعي والصاروخي على حي بابا عمرو، بالإضافة إلى سقوط بعض القذائف على حيي الخالدية والبياضة.

اكتشاف طريق سري

وأضافت الهيئة أن الجيش النظامي كشف طريقاً سرياً للإمداد كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية إلى بابا عمرو، وعمد إلى تفجيره بالديناميت، ما أسفر عن إصابة عدد ممن كانوا فيه.

ويعد الطريق المكتشف جزءاً من الخط الأنبوبي المعروف بخط “ساريكو”، الذي يربط نهر العاصي في حمص بحماة، وكان الناشطون يستخدمون جزءاً منه للربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة، من أجل إدخال الغذاء والأدوية وإجلاء الجرحى.

هذا وقد قصفت قوات الجيش التابعة للنظام السوري مدينة الرستن من ثلاث جهات، وقد سقطت عدة قذائف مدفعية على منزل آل فرزات الواقع بالقرب من مدرسة علي سعد الدين، ما أدى إلى مقتل العائلة بالكامل.

وفي ريف دمشق، تم اعتقال عشرات الناشطين مع تسجيل انتشار أمني كثيف حرستا، وترافق ذلك مع تمركز القناصة في العديد من الأبنية العالية، مع قطع شامل للإنترنت والاتصالات عن المنطقة.

أما في ريف حماة، فبدأت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وتفتيش للمنازل في مدينة حلفايا.

الكويت ستعترف بالمجلس الوطني السوري وتدعمه

أكد عضو مجلس الأمة الكويتي أن بلاده ستقدم المساعدة للمعارضة السورية

العربية.نت

بعد أن أوصى مجلس الأمة الكويتي حكومة بلاده بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري، أكد العضو في البرلمان، مسلم البراك، أنه سيتم دعم المعارضة السورية لتقوم بدورها بتمثيل الشعب السوري.

ويذكر أن توصية المجلس حصلت على أغلبية الأصوات وكان لافتا تصويت أعضاء من الحكومة بالإيجاب على هذا الاقتراح، ما أعتبره البراك موافقة ضمنية للحكومة على هذه الخطوة.

ووصف البراك هذه الخطوة بالممتازة، شارحاً أن “النظام السوري قد فقد شرعيته نتيجة لممارساته والمجازر التي يرتكبها ضد أبناء شعبه، ومن هنا أتت هذه التوصية (…) أنها خطوة سياسية مهمة جداً بأن يكون هناك ممثل شرعي للشعب السوري أمام كل المنظمات العالمية والعربية ويتحدث باسمه”.

كما أكد أن هذه الخطوة ستشكل ضغطا على النظام السوري ايضاً، وأنه كان لا بد منها، مضيفاً أن هذا التصويت يشكل تعبيرا صادقا وحقيقيا عن شعور أبناء الشعب الكويتي المتضامن مع الشعب السوري.

خطوات لاحقة

وأعرب البراك عن اعتقاده أن مجلس الأمة سيضغط على الحكومة للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، كما أشار الى أن البرلمان سيناقش ويقرر غدا طبيعة المساعدات والدعم الذي سيقدم الى المجلس الوطني السوري.

وأضاف: “عندما تعترف بهيكل معين، يجب عليك دعمه، سواء من خلال المنظمات العالمية العربية أو من خلال الدعم المادي حتى يستطيع بالفعل أن يقوم بمهمته التمثيلية هذه بشكل جيد”.

وتمنى البراك أن تتظافر جهود الشعوب العربية في هذا السياق، مضيفاً أن على الجامعة العربية أن تعمل ليتم إيصال صوت الشعب السوري من خلال المجلس الوطني السوري الى العالم أجمع.

مشروع قرار أمريكي فرنسي لوقف العنف بسوريا فوراً

يهدف لتوصيل المساعدات الإنسانية وتطبيق المبادرة السياسية العربية في مرحلة انتقالية

نيويورك- طلال الحاج

حصلت “العربية” حصرياً على نسخة من مسودة مشروع قرار أمريكي/فرنسي جديد حول سوريا في مجلس الأمن، يهدف بالدرجة الأولى إلى وقف جميع أنواع العنف في سوريا، وتوصيل المساعدات الانسانية وتطبيق المبادرة السياسية العربية للمرحلة الانتقالية.

مسودة مشروع القرار الأمريكي الفرنسي تحتوي على عشر بنود إجرائية يطالب أولها بالوقف الفوري لجميع أشكال أعمال العنف، بينما يشجب ثانيها ما وصفه بخروقات حقوق الإنسان الممنهجة وأعمل العنف من قبل السلطات السورية.

وفي مسودة مشروع القرار، التي حصلت العربية حصريا على نسخة منها، تطالب الحكومة السورية بتطبيق خطة العمل العربي للثاني من نوفمبر لعام الفين وأحد عشر، وتناشد العناصر المسلحة من المعارضة السورية بالنأي بنفسها عن العنف.

مشروع القرار يؤيد قرار الجامعة العربية بتسهيل العملية الانتقالية السياسية، بينما يتناول الاوضاع الانسانية للمدنيين، معددا شح الغذاء والدواء في مناطق القتال.

وتطالب المسودة السلطات السورية بالسماح الفوري للمساعدات الانسانية بالوصول دون عائق الى محتاجيها والتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات الانسانية.

أما بالنسبة للمبعوث الخاص المشترك، فيطالبه مشروع القرار بالعمل مع الحكومة السورية والأطراف الأخرى في سوريا والدول الأعضاء لتطبيق هذا القرار، كما يطالب الأمين العام برفع تقرير عن مدى التطبيق لبنوده خلال 14 يوما من صدوره.

وسيراجع مجلس الامن، وفقا للفقرة التاسعة من المسودة، تطبيق هذا القرار بعد 14 يوما، وفي حالة عدم التطبيق سوف ينظر وعلى عجل في اتخاذ إجراءات أخرى.

من جهته قال إدواردو دلبوي نائب المتحدث الرسمي للأمم المتحدة إن “القوات العسكرية والامنية السورية شنت حملة مكثفة من خروقات حقوق الانسان ومن الاعتقالات التعسفية لآلاف المحتجين، وصعدت من أعمال العنف المروعة”.

أما لن باسكو وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، فأشار إلى أن “الأمين العام أكد على الحاجة إلى حل سياسي، وعلى مسؤولية المجتمع الدولي عن المساعدة في وقف العنف. ولذا ناشد الحكومة السورية بوقف قتل شعبها، والقيام بواجبها في حمايتهم، حيث إن فشلها في القيام بذلك لن يترك للمجتمع الدولي أي خيار سوى اتخاذ إجراء آخر”.

مسودة مشروع القرار لم توزع على أعضاء مجلس الأمن بعد، وستطرح عليها تعديلات مقترحة، ولا يتوقع أن يقدم مشروع القرار للتصويت عليه، قبل تقديم بان كي مون لتقريره خلال الايام القليلة القادمة حول مدى التزام سوريا بتطبيق قرار الجمعية العامة للسادس عشر من فبراير.

الأزمة تدفع سوريا لمقايضة النفط بسلع ومواد غذائية

سيتم مع شركات أوروبية

العربية.نت

كشفت صحيفة سورية عن موافقة الحكومة على مبدأ التعامل بالمقايضة في تبادل السلع والمواد الغذائية والنفط الخام مع بعض الدول الأوروبية.

وقالت الصحيفة إنه تمت الموافقة على مقايضة النفط السوري الخام بالقمح والأرز والسكر.

وتظهر آخر الأرقام أن أزمة الاقتصاد السوري تفاقمت في الفترة الأخيرة وأن تدهور الاقتصاد سيستمر بسبب الثورة المتواصلة، حيث توفر لدى الاقتصاديين مؤشرات واضحة تدل على عمق الأزمة.

وذكرت الصحيفة “الحكومة وافقت على طلب إحدى الشركات الأوروبية مقايضة بعض السلع كالقمح الطري والشعير العلفي والرز مع القمح السوري القاسي والقطن والقطن الخام “دوكمة” والفوسفات”.

كما أشارت إلى أن “الشركة السويسرية الإيرانية بلاك هوك المحدودة، طالبت أيضاً بمقايضتها مع بعض السلع التي حددتها، بحيث شملت القمح الخبزي الطري والرز والسكر الأبيض المكرر، اليوريا، والشعير مقابل إعطائها النفط الخام السوري الخفيف”.

وأبرز مؤشرات انكماش الاقتصاد السوري نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.4% في عام الثورة 2011، وذلك بعد أن شهد نمواً بنسبة 3.2% عام 2010، وتراجع الودائع في البنوك السورية 30% الى 346.4 مليار ليرة حتى نهاية العام الماضي.

كما تراجعت العملة السورية بشكل حاد، حيث أصبح كل دولارٍ يساوي حسب البنك المركزي 48.5 ليرة حتى منتصف2011.

وكانت المؤسسة العامة للحبوب كشفت الشهر الماضي، أن اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء وافقت على اقتراح مقايضة القمح بالنفط والفوسفات، مشيرة إلى أن الموافقة جاءت لصالح شركة أوكرانية حكومية.

وكانت دول غربية عدة, إضافة إلى الجامعة العربية فرضت في الآونة الأخيرة عدة حزم من العقوبات، بحق سورية، بسبب ما أسموه استخدام السلطات “العنف في قمع الاحتجاجات”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية، حظرا على الأسلحة وحظرا على عمليات تسليم النفط ومنع الاستثمارات الجديدة في القطاع النفطي، إضافة إلى منع عدد كبير من المسؤولين السوريين من الحصول على تأشيرات دخول إلى الاتحاد الأوروبي وفرض تجميد على أرصدتهم.

وقد خرج أخيراً سعر الصرف عن السيطرة، وبلغ في السوق السوداء 73 ليرة للدولار الواحد، فقام البنك المركزي بتعويم العملة كخطوة اضطرارية.

أما التضخم فكان 4.4% عام 2010 وارتفع إلى 6.6% العام الماضي، وهو ما انعكس في ارتفاعات كبيرة شهدتها أسعار السلع الرئيسة.

وقد تراجعت غالبية القطاعات بسبب الأزمة من أبرزها السياحة التي كانت تدر 6 مليارات دولار سنوياً، وأصيب القطاع بشلل تام، أما الصادرات فيتوقع أن تتراجع من 14 مليار دولار عام 2010 إلى 7.2 مليار دولار العام الجاري.

المالح ينفي خبر انشقاقه عن المجلس الوطني السوري

الجيش السوري يشدد من قبضته على كلٍ من درعا وحماة وحمص وأكثر من 100 قتيل يوم أمس

العربية

نفى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري هيثم المالح خبر انشقاقه عن المجلس الوطني، واصفاً هذه المعلومات بالكاذبة والمغرضة التي تهدف إلى النيل من وحدة المجلس وتماسكه، على حد تعبيره.

وأكد المالح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أنه تم تشكيل لجنة مؤلفة من 25 شخصاً من المجلس الوطني الفاعلين في الداخل السوري، مهمتها توفير الدعم للجيش الحر من خلال توحيد كتائبه وإمداده بالمستلزمات، وهذه اللجنة تعمل تحت مظلة المجلس الوطني، حسب ما أفاد المالح.

ومن جانب آخر، أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بارتفاع عدد قتلى سوريا أمس الثلاثاء إلى 104، بينهم 35 قتيلا بمجزرة في حلفايا بريف حماه، و26 قتيلا في مجزرة أخرى ارتكبها النظام في حي بابا عمرو.

وذكرت لجان التنسيق أن الجيش السوري اقتحم مدينة درعا، كما أنه يشن حملة عسكرية كبيرة في دير الزور ويقصف البيوت.

وقال كبير مسؤولي الشؤون السياسية في الأمم المتحدة لين باسكو إن اجمالي القتلى المدنيين في سوريا جراء حملة الحكومة يتجاوز 7500 قتيل.

يُذكر أن لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اجتمعت يوم أمس لمناقشة الأزمة الانسانية في سوريا، وطالبت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا ووضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان.

الغنوشي: نرفض التدخل العسكري بسوريا لأن الإستعمار ما زال حاضرا بذهن العرب

روما (29 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي الأربعاء إن بلاده ترفض التدخل العسكري الأجنبي في الأزمة السورية “لأن الإستعمار ما زالا حاضرا في الذهن” بالنسبة للمواطن العربي

وفي تصريحات للصحفيين علي هامش مؤتمر “الربيع العربي – نحو ميثاق وطني جديد”، الذي نظمته في روما جماعة (سانت إيجيديو) الكاثوليكية، أوضح زعيم حزب النهضة أن “تونس تقدمت بشرطين لإستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا” الذي عقد مؤخرا في بلاده، وهما “عدم صدور توصية بالتدخل العسكري ودعوة الصين وروسيا حتي ولو علمنا مسبقا بأنهما لن تحضرا”. ونوه بشأن موقف بلاده حيال الأزمة السورية بالإشارة إلى أن “تونس كمهد الربيع العربي كانت اول من طرد السفير السوري وتبعتها دول أخرى”

وتعليقا علي عرض تونس اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد اكتفي بالرد بأن الخبر “ليس مؤكدا”، في إشارة إلى تصريح نسب إلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إزاء استعداد بلاده منح اللجوء السياسي للرئيس الاسد وتقديم الضمانات الكافية في هذا الصدد

كما أكد الغنوشي أن “الثورات العربية كانت مبادرات وطنية خالصة دون تدخل أجنبي وبل أن الانظمة الغربية كانت تدعم الديكتاتوريات العربية بل كانت تعتبر (الرئيس المصري السابق) كنزا استراتيجيا، ومن أسقطه هم المصريون دون تخطيط خارجي، كما فعل التونسيون مع بن علي” الرئيس السابق

وقال إن “الغرب الذي كان يساند بن علي يتعامل الآن مع الحكومة الجديدة لأن العلاقات الدولية لا تحكمها احيانا القيم بل المصالح”، وأضاف “فالغرب له مصالح عندنا والثورة لم تأت ضده والحكومة الجديدة لم تعلن الحرب علي العالم بل اكدت علي احترام المواثيق الدولية”

ولفت الغنوشي الي ان “نجاح الديمقراطية في تونس هو في مصلحة الجميع والغرب لديه تخوف من انهيار الديمقراطية في بلادنا لأن هذا يعني تحول تونس لصومال جديدة ومن ثم هجرة جماعية نحو شواطئ اوروبا”، وجدد زعيم النهضة “ثمة مصلحة مشتركة في نجاح الديمقراطية الوليدة” في تونس

اما بخصوص مسألة طرح الشريعة كمصدر للتشريع في الدستور التونسي الجديد، رأى زعيم حزب النهضة أن “الحديث (الجاري) عن مبادئ الشريعة بما تعنيه من قيم الحرية والعدل”، وفق تعبيره

معارض سوري: استقالة الأسد هي الحل الوحيد

روما (29 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أعرب معارض سوري عن قناعته بأن “رحيل بشار الاسد هو الحل الوحيد للأزمة في البلاد”، المستمرة منذ سنة تقريبا وقد أودت بحياة اكثر من 7500 شخص حتى الآن، حسبما أعلنت الأمم المتحدة

وفي تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر “الربيع العربي – نحو ميثاق وطني جديد”، والذي نظمته الأربعاء في روما جماعة (سانت إيجيديو) الكاثوليكية، أضاف نائب المنسق العام لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في سورية ، هيثم مناع أن “إن بقي الأسد في السلطة فلا يمكننا أن نفعل شيئا”، في حين أن “خروجه من المشهد السياسي سيكون الخطوة الأولى نحو عملية التحول”، مؤكدا أن “الأولوية في الوقت الراهن تكمن في رحيل الأسد ووضع حد لعمليات القتل”، لافتا إلى أن “المعارضة الداخلية الآن لا تفكر في إي من عرضي النفي أو الحصانة على ضوء إحتمال إجراء محاكمة”، مؤكدا “لقد قلنا له (بشار الأسد) أن يخرج مقابل حفظ حياة آلاف الناس”، معربا عن قناعة بأن “هذه هي الفرصة الأخيرة للشعب السوري” وفق تأكيده

واكد مناع أن “المعارضة السورية ليست في حاجة لمساعدات من الخارج على المستوى العسكري، أو الاقتصادي ولا حتى من وجهة النظر الإعلامية”، لأننا “نمتلك دعم جميع أفراد مجتمعنا”، وختم بالقول “إننا جميعا نسعى إلى الهدف ذاته، أي إبعاد بشار الأسد عن السلطة واسقاط الدكتاتورية وبناء دولة القانون” على حد تعبيره

وزير الخارجية الأردني: لا نريد أي تدخل بسورية يزعزع استقرار المنطقة

بروكسل (29 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نوه وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة، بموقف بلاده الرافض لأي تدخل في سورية يساهم في زعزعة الإستقرار في المنطقة، على حد وصفه

جاء ذلك في مداخلة أدلى بها الوزير الأردني اليوم أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، حيث عبر عن “قلق الأردن لما يجري في سورية من هدر للدم وعنف مفرط”، معلنا “نحن نعمل مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي لحل الأزمة هناك”، حسب تعبيره

ووصف الوضع في سورية بـ”المعقد جداً” بسبب جملة من المعطيات، مشيراً إلى أن الأردن يواصل بذل الجهود في إطار الجامعة العربية لتقريب المواقف العربية بشأن حل الأزمة السورية.

وشدد على وحدة الأراضي السورية والإستقرار في سورية” وقال الوزير الأردني “بالنسبة لنا لا نريد حرباً أهلية في سورية، ونحرص على وحدة وإستقرار سورية لأن هذا يؤثر على الوضع في الأردن”، وفق كلامه

وجدد تمسك الأردن بمخطط الجامعة العربية بكل محتواه، مشيراً إلى أن هذا المخطط يقي من التدخل الخارجي، فـ”ليس هناك أي حل سحري للأزمة ومن هنا ضرورة متابعة الجهود الدولية”، على حد وصفه

وأعرب عن أمله أن تتفهم السلطات السورية ألا أمل في الحل العسكري، موضحاً أن “تسليح المعارضة السورية ليس هو الحل الأفضل” للأزمة في البلاد

وحول مشكلة تدفق اللاجئين السوريين، أشار الوزير الأردني أن بلاده جاهزة لكل الإحتمالات بشأن الوضع السوري، “نحن على استعداد لاستقبال الجميع وليس المسيحيين فقط”، وعبر عن قناعته أن المسيحيين الأردنيين يعيشون بسلام مع المسلمين بدون مشاكل

وأشار أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً في الأردن هو أربعة آلاف شخص فقط، مؤكداً أن هناك 80 ألف شخص عبروا الحدود من سورية إلى الأردن ولكن هؤلاء غير مسجلين بصفة لاجئين

واعتبر ناصر الجودة أن وجود السوريين، كما وجود العراقيين في بلاده، يضيف أعباء إضافية على الحكومة الأردنيين

ورداً على سؤال حول المعارضة السورية، عبر عن قناعته أنها ليست منقسمة بالشكل الذي يسوق له إعلامياً،”ولكن هناك أطياف مختلفة من الشعب السوري تسعى للحصول على حريتها وكرامتها”، وفق كلامه

ومع ذلك، والكلام دائماً للوزير الأردني، فإن الأردن يعتبر المجلس الوطني السوري ممثلاً لكل السورينن الذين يريدون التغيير في بلدهم، داعياً، في الوقت نفسه، المعارضة السورية إلى رص صفوفها وبلورة رؤيتها للمستقبل

أما بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط ، أكد وزير الخارجية الأردني على استعداد بلاده العمل مجدداً من أجل دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، كما فعلت في السابق، في إشارة إلى اللقاءات الاستكشافية التي استضافتها العاصمة عمان مؤخرا

وشدد الجودة على رفض بلاده، حالياً، لفتح مكاتب لحركة حماس في الأردن

كما رد الجودة على سؤال يتعلق بإيران، فأشار إلى أن مصادر قلق الأردن تنبع من إمكانية أن يؤدي البرنامج النووي الإيراني إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وفتح الباب أمام التسلح، “ولكننا نقر بحق كل دولة في تطوير برامجها النووية”، وفق كلامه

وشدد على موقف بلاده الداعي إلى ضرورة عدم التصعيد في المنطقة

وكانت مداخلة الجودة قد تركزت أساساً على استعراض عملية الاصلاحات الجارية في بلاده وعلى العلاقات بين الأردن والإتحاد الأوروبي

اشتباكات عنيفة في حمص ومشروع قرار جديد في مجلس الامن بشأن سوريا

افادت مصادر المعارضة السورية ان اشتباكات عنيفة تدور حاليا في حي بابا عمرو في حمص والذي يتعرض للقصف منذ اكثر من 20 يوما حيث اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات اندلعت اثر محاولة اقتحام الحي من قبل قوات الامن.

الا ان مصدرا امنيا افاد ان قوات الجيش اقتحمت الحي وبدأت “عمليات تطهير”. واضاف المصدر الامني ان منطقة بابا عمرو “تحت السيطرة”.

واضاف “يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن اسلحة وارهابيين”، مشيرا الى وجود “بعض البؤر” التي يعمل الجيش على “تقليصها”.

وقالت مصادر في المعارضة السورية ان القوات السورية شنت هجوما بريا على حمص في محاولة لاخضاع حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.

ونقلت وكالة رويترز للانباء عن الناشط محمد الحمصي قوله “الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والاسلحة الآلية الثقيلة.”

وأضاف أن الجيش قصف المنطقة بضراوة يوم الثلاثاء وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت أربعة مدنيين في عدة مناطق في البلاد حيث تجري حملة اعتقالات ومداهمات.

مسودة قرار أمريكي

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي ان بلاده تؤيد الجهود الدولية لارسال مساعدات انسانية الى سوريا. جاء ذلك بعد مكالمة هاتفية اجراها الوزير الصيني مع امين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.

وذكرت وكالة رويترز إنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك يعني أن الصين ربما تدرس عدم معارضة مشروع قرار تعكف الولايات المتحدة على إعداده حاليا لتقديمه الى مجلس الامن الدولي يطالب بدخول عمال الإغاثة إلى البلدات المحاصرة بسوريا وإنهاء العنف هناك.

وتأتي أحدث محاولة لاتخاذ إجراء إزاء سوريا من مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين كان من شأنهما إدانة ممارسات الحكومة السورية للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والدعوة لانهاء العنف.

الهلال الاحمر

من جهة اخرى قال الهلال الاحمر السوري انه اوقف كافة اعمال الإغاثة في حي بابا عمرو في مدينة حمص وقرر سحب كافة المتطوعين العاملين معه من الحي.

وذكر ناشطون لوكالة فرانس برس أن القوات السورية تمكنت من قطع طريق امداد سري الى بابا عمرو كان يتم ادخال الادوية والمواد الغذائية منه.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله إن قصف حمص يشمل أيضا حيي الخالدية والبياضة.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان تجدد قصف قصف بابا عمرو مشيرا الى انقطاع الكهرباء والبنزين والاتصالات عن حمص.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن سبعين شخصا قتلوا الثلاثاء في مناطق مختلفة من سورية بنيران القوات الحكومية معظمهم في حي بابا عمرو.

كما تعرضت منطقة حلفايا في مدينة حماة لقصف عنيف وفق مصادر الهيئة مسببا سقوط قتلى وجرحى من بينهم اطفال.

ياتي ذلك في الوقت الذي اعلن فيه مسؤولون في الامم المتحدة ان عدد القتلى في سوريا منذ بدأت قوات الامن حملتها في مارس/اذار الماضي تجاوز 7500 قتيل.

وقال نائب الامين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية لين باسكو ان هناك “تقارير موثوقة” بان اعداد القتلى تتجاوز احيانا 100 قتيل في اليوم.

مظاهرات بدمشق

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن تظاهرات ليلية نظمت في دمشق وريفها تضامنا مع المدن السورية “المحاصرة.” وأضافت أن تظاهرة خرجت في شارع الثورة في حي الحجر الاسود في دمشق.

وفي واشنطن قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الرئيس السوري بشار الاسد ينطبق عليه تعريف مجرم حرب.

وقالت كلينتون في شهادة في مجلس الشيوخ الامريكي انه من الممكن الدفع باعلان الزعيم السوري مجرم حرب.

لكنها اضافت ان مثل ذلك الامر سيعقد امكانية الوصول الى حل لوقف العنف وسيجعل من الصعب اقناع الرئيس بالتخلي عن السلطة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

وحدات الجيش السوري تهاجم احياء تسيطر عليها المعارضة

عمان (رويترز) – قال نشطاء ان قتالا عنيفا وقع قرب حي بابا عمرو يوم الاربعاء بعدما هاجمت قوات سورية خاصة الحي الذي تسيطر عليه المعارضة ويواجه حصارا وقصفا عنيفا منذ 25 يوما.

وتحاول كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر صد الهجوم الذي تقوده وحدات من الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار.

وقال النشطاء في بيان “ادعوا للجيش السوري الحر. لا تبخلوا في الدعاء له.”

وذكر ناشط يدعى احمد قال انه غادر للتو بابا عمرو ان قوات المعارضة اقسمت على القتال حتى اخر رجل. واضاف ان مناطق المعارضة الاخرى في حمص تتعرض للهجوم ايضا لكنه لم يعط تفاصيل عن القتلى والجرحى.

وقال احمد عبر تقنية سكاي بي “نطالب جميع السوريين في المدن الاخرى بالتحرك وفعل شيء لرفع الضغط على بابا عمرو وحمص. عليهم ان يتحركوا سريعا.”

غير ان بعض النشطاء قالوا ان قادة كتيبة الفاروق غادرت بالفعل بابا عمرو.

وقال احمد ان حمص وهي رمز المعارضة للاسد في الانتفاضة التي مضى عليها نحو عام بدون كهرباء او اتصالات هاتفية.

وحوصر عدد من الصحفيين الغربيين في بابا عمرو لكن نشطاء سوريين هربوا المصور البريطاني بول كونروي الى لبنان يوم الثلاثاء في عملية شابتها الفوضى وقتل فيها بعض منقذيه.

وكان كونروي بين عدد من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو حيث قتلت ماري كولفين المراسلة الحربية المخضرمة وكانت تعمل أيضا لحساب صنداي تايمز وأيضا المصور الفرنسي ريمي اوشليك في قصف يوم 22 فبراير شباط. وجثتاهما لا تزالا هناك.

ولم يتضح ما اذا كانت اديت بوفييه وهي مراسلة فرنسية حرة أصيبت في نفس الهجوم والصحفي الاسباني خابيير اسبينوسا والمصور الفرنسي وليام دانيل لا يزالوا في بابا عمرو.

وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب عربات عسكرية وناقلات دبابات على طريق سريع قالوا انها متجهة الى حمص.

ولم يتسن التحقق من التقارير الواردة من بابا عمرو بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الاعلام في سوريا حيث يسعى الرئيس بشار الاسد جاهدا لاخماد الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا.

ولم يتمكن هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تأكيد الهجوم لكنه قال ان العنف يزيد صعوبة الوضع الانساني.

وقال لرويترز في جنيف “هذا يزيد أهمية ان نكرر دعوتنا لوقف القتال.”

واضاف “من الضروري ان نتمكن من نقل الناس ممن هم في حاجة الى الاجلاء -المصابون والنساء والاطفال- بالتعاون مع الهلال الاحمر العربي السوري.”

وقالت فاليري اموس مسؤولة المساعدات الانسانية في الامم المتحدة يوم الاربعاء انها تشعر “بخيبة امل شديدة” لرفض سوريا السماح لها بزيارة البلاد حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للاغاثة الطارئة في مناطق الصراع.

ويقول نشطاء ان مئات المدنيين قتلوا في أحياء محاصرة تسيطرعليها المعارضة في حمص منهم 20 على الاقل يوم الثلاثاء. ويتعرض حي بابا عمرو منذ الرابع من فبراير شباط لقصف صاروخي ومدفعي. وأضافوا ان قناصة من الجيش يستهدفون المدنيين الذين يجازفون بالخروج من منازلهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية قصفت بلدة الرستن المحاصرة على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي حمص وقتل عدة أشخاص عندما سقطت قذيفة على أحد المنازل.

وقال نشطاء أيضا ان القوات السورية وميليشيات موالية للاسد هاجمت بلدة حلفايا وهي معقل للمعارضة قرب مدينة حماة واحتجزت أشخاصا وداهمت وأحرقت منازل.

وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب حشدا من الناس في بلدة كرناز المجاورة تجمعوا تضامنا مع حلفايا. ورقص المتظاهرون ولوحوا بالاعلام السورية التي كانت موجودة قبل عهد حزب البعث.

وقال نشطاء ان الجنود وأفراد الميليشيات شنوا حملة أمنية في ضاحية حرستا بشرق دمشق حيث تم قطع خدمات الهواتف طوال الشهر المنصرم.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن التابعة للاسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار الماضي.

وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان “ارهابيين مسلحين” قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

ومع تصاعد الاستياء العالمي من العنف قالت فرنسا ان مجلس الامن يعكف على اعداد مسودة قرار جديد بشأن سوريا وحثت روسيا والصين على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضده كما حدث مع مسودتين سابقتين.

وقال مبعوثون غربيون ان مسودة القرار التي صاغتها واشنطن تركز على المشكلات الانسانية لمحاولة نيل تأييد روسيا والصين وعزل الاسد. لكنهم قالوا ان المسودة ستلمح أيضا الى ان الاسد يتحمل اللوم بشأن الازمة وهو موقف تعارضه روسيا.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مسودة قرار في الرابع من فبراير شباط كانت من شأنها تأييد دعوة الجامعة العربية الاسد الى التنحي. وأبدت الصين تحولا محتملا في وقت متأخر أمس عندما أبلغت نبيل العربي الامين العام للجامعة أنها تؤيد الجهود الدولية لارسال مساعدات انسانية الى سوريا.

لكن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي دعا ايضا لحوار سياسي في سوريا وهو ما استبعده معارضو الاسد في الوقت الذي تستمر فيه اراقة الدماء وحذرت روسيا من التدخل في سوريا تحت ستار انساني.

وفي الوقت نفسه قال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا انه سيبحث الوضع مع بان جي مون الامين العام للامم المتحدة والدول الاعضاء في نيويورك يوم الاربعاء. وسيتوجه بعد ذلك الى القاهرة لاجراء محادثات مع نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف ان موسكو وهجهت ايضا دعوة للامين العام السابق لزيارتها.

من خالد يعقوب عويس

(شارك في التغطية دومينيك ايفانز واريكا سولومون ومريم قرعوني في بيروت وستيف جوترمان في موسكو ولويس شاربونو وميشيل نيكول في الامم المتحدة وستيفاني نيبيهاي في جنيف)

ليبيا تمنح المعارضة السورية مساعدات بمئة مليون دولار

طرابلس (رويترز) – قال متحدث باسم الحكومة الليبية يوم الاربعاء ان بلاده ستمنح المعارضة السورية مساعدات انسانية بمئة مليون دولار وتسمح لها بفتح مكتب في طرابلس في علامة أخرى على دعمها القوي للقوات التي تقاتل الرئيس السوري بشار الاسد.

وزار ممثلون للمجلس الوطني السوري المعارض طرابلس هذا الاسبوع بعدما عرض مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في وقت سابق هذا الشهر استضافة مكتب للمجلس السوري في ليبيا.

وكانت الحكومة الليبية الجديدة احدى أول الحكومات التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري باعتباره السلطة الشرعية في سوريا وذلك في اكتوبر تشرين الاول في لفتة قالت انها تظهر التضامن بعد الصراع الليبي الذي أطاح بمعمر القذافي وأنهى حكمه الذي استمر 42 عاما.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت ليبيا التي تواجه احتياجات هائلة بشأن اعادة الاعمار قادرة على تحمل مثل هذه المساعدات قال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لرويترز انه لا توجد مشكلة.

غير أنه قال ان من السابق لاوانه تحديد كيفية تسليم المساعدات التي تشمل ادوية وأغذية. وكان الحريزي قال في مؤتمر صحفي سابق ان المجلس اتخذ قرارا بتقديم دعم مالي للاحتياجات الانسانية بما يعادل 100 مليون دولار.

وقال ان مكتب رئيس الوزراء سيحدد الية تقديم المساعدات بالتعاون مع هيئة المساعدات الليبية والصليب الاحمر الليبي مضيفا أنه ينبغي لليبيين أيضا التبرع ودعم الثورة السورية على الصعيد الدولي.

وطردت ليبيا القائم بالاعمال السوري والعاملين معه من طرابلس في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على الحملة ضد المعارضين للاسد.

اسماء الوزراء المعاقبون اوروبيا والغاء عقوبة غريواتي

أصدر الاتحاد الأوروبي قائمة جديدة من العقوبات شملت سبع وزراء  وهم:

– وزير الاتصالات الدكتور عماد صابوني فهو متهم بتقييد وصول وسائل الاعلام الى مواقع الاحداث.

– منصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية

– الدكتور وائل الحلقي وزير الصحة لدوره في حرمان المحتجين من الرعاية الطبية.

– وزير النفط سفيان علاو

– وزير الصناعة عدنان سلاخو

و وزير النقل فيصل العباس لتوفيره دعما يتعلق بالنقل والامداد لعمليات القمع.

وزير التربية صالح الراشد مسؤول عن السماح باستخدام المدارس كسجون مؤقتة.

واللافت في العقوبات هو شطب اسم رئيس اتحاد غرف الصناعة عماد غريواتي من المعاقبين أوروبياً والذي قام بتحريك دعوى ضد العقوبات ويبدو أنه كسبها..

كما شملت العقوبات المزيد من التضييق على مصرف سورية المركزي..

وجاء في قرار العقوبات ما يلي :

منع بيع أو شراء أو نقل من وإلى سورية الذهب أو الفضة أو البلاتينيوم أو الألماس أو المعادن الثمينة بشكل مباشر أو غير مباشر.

– يشمل هذا المنع هذه المادن سواء كانت ذات منشأ سوري أم لم تكن.

– يشمل هذا المنع أي عملية بيع وسيطة لهذه المعادن أو تمويل ذلك.

– منع التمويل ونقل الأموال عبر مصرف سورية المركزي ما عدا:

– الأموال التي كانت قيد التحويل ثم جرى تجميدها بعد صدور هذا القرار.

– الأموال ا

أحداث الأربعاء، 29 شباط 2012

نشطاء يتحدثون عن دخول الفرقة الرابعة بابا عمرو … وقصف واشتباكات عنيفة في حماة

دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»

قال ناشطون وشهود في مدينة حمص السورية إن قوات من الفرقة الرابعة بالجيش السوري وصلت حمص التي تَواصَل قصف بعض أحيائها لليوم الخامس والعشرين، بعد يوم سقط فيه نحو 130 قتيلاً، وفق ناشطين تحدثوا عن مجزرة ارتكبت بحق عشرات الشباب الفارين من حي بابا عمرو. وأوضح الناشطون أن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة – وهي قواتُ نخبة يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد- دخلت الشوارع الرئيسية من حول حي بابا عمرو الجنوبي، محذرين من أن ذلك يشير إلى اعتزام الجيش التصعيد ضد سكان المدينة وإنهاء كل أشكال المقاومة ضد السلطات. وفيما لم يتم التأكد من الخبر من مصادر مستقلة، قال ناشطون إن العشرات قتلوا امس في تصعيد كبير ضد المحتجين في حماة، إضافة إلى حمص وإدلب ودمشق.

وقال نشطاء إن قوات الأمن قتلت 20 شخصاً على الأقل عندما قصفت بلدة حلفاية في محافظة حماة، موضحين أن قوات الأمن قصفت حلفاية من جانبين. وأصبحت حلفاية مركزاً للاحتجاجات في حماة بعد أن هاجم الجيش المدينة في آب (أغسطس) الماضي. ويقول نشطاء إن ريف حماة يتعرض لقصف يومي. وكان نشطاء قالوا إن قوات الأمن قتلت يوم الجمعة 18 شخصاً في حلفاية بعد أن أطلقت عليهم الرصاص في الرأس. ولا يتسنى التحقق من أقوال النشطاء من جهة مستقلة لأن سورية تمنع دخول الصحافيين الأجانب. وقال سامر الحموي، احد سكان مدينة حلفايا في اتصال مع وكالة فرانس برس إن القوات السورية النظامية «تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائياً من ثلاث جهات».

وأضاف «القصف يتم من مواقع بعيدة»، معتبراً أن النظام يهدف من عمليته العسكرية على حلفايا «أن يسكت التظاهرات وأن يقبض على العناصر المنشقين» الموجودين في المدينة.

من جهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تعرض المدينة لقصف من القوات النظامية «لليوم الرابع على التوالي». وقال المرصد «لم نوثق حتى الآن سقوط شهداء، لكن هناك جرحى إصاباتهم خطرة في هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام على ما يبدو». ويبلغ عدد سكان مدينة حلفايا حوالى 35 ألفاً، وتكتسب أهمية لوقوعها في المناطق الشمالية الغربية المتصلة مع جبل الزاوية في ريف إدلب حيث يوجد اكبر عدد من العسكريين المنشقين عن الجيش النظامي.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية امس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في حمص وحلب وحماة والبوكمال.

واستمر القصف على أحياء حمص، بخاصة بابا عمرو وحوّمت فوق المدينة مروحيات الجيش وفق ناشطين. وقال أحدهم إن ثمانين قذيفة سقطت على أحياء الحميدية والخالدية وكرم الزيتون.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط أن  700 شخص قتلوا في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر. كما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عائلة كاملة من ستة أفراد أبيدت في حي المهاجرين في حمص.

وأفاد ناشطون عن استمرار القصف على حي بابا عمرو.

ونشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على صفحتها على موقع «فايسبوك» للتواصل الإلكتروني أشرطة فيديو قالت إنها التقطت صباح امس في بابا عمرو، يظهر فيها دوي انفجارات بعد سقوط قذائف وتصاعد سحب من الدخان.

ويقول صوت مسجل على الشريط «هذه هي نتائج استفتاء الدستور، قصف بابا عمرو وتدميره، والعالم يتفرج».

وأطلق ناشط على الصفحة ذاتها نداء إنسانياً جاء فيه «مطلوب على وجه السرعة لبابا عمرو وريف دمشق: قطن وشاش من كل الأنواع، وخيطان جراحة وأكياس دم، وجبس بلاستيكي، وسيروم وأدرينالين، ومورفين» وغيرها من الأدوية.

وتجاوز عدد القتلى الذين سقطوا أول من امس في أعمال عنف في سورية 130 شخصاً، بينهم 68 شخصاً قتلوا بالرصاص والسلاح الأبيض في ريف حمص، وقال ناشطون انهم كانوا هاربين من مدينة حمص التي تتعرض بعض أحيائها لقصف متواصل من قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة أسابيع.

وفي دمشق، خرج آلاف الأشخاص امس لتشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الأيام الماضية برصاص قوات الأمن السورية، وفق ما أفادت مصادر عدة.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي في اتصال مع وكالة فرانس برس إن «آلاف الأشخاص شاركوا في تشييع شهيدين قتل احدهما امس والثاني أول من امس برصاص الأمن في كفرسوسة».

وأضاف «حاصر الأمن تظاهرة التشييع من جهات عدة، وأطلق قنابل مسيلة للدموع» لافتاً إلى أن «التظاهرات ما زالت مستمرة» في كفرسوسة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «خمسة آلاف شخص على الأقل شاركوا في تظاهرة كفرسوسة التي ميزتها هذه المرة مشاركة واسعة من الطلاب الجامعيين». وأشار إلى تزايد أعداد المتظاهرين في دمشق في الآونة الأخيرة، معتبراً أن «أعداد المتظاهرين في دمشق تتزايد مع اشتداد القمع».

كما خرجت تظاهرة حاشدة في حي الميدان لتشييع احد قتلى الاحتجاجات، وخرجت تظاهرات من عدد من مساجد الحي شارك فيها مئات المتظاهرين وفقاً للشامي.

ووفق المصدر، فإن مناطق عربين وزملكا وبرزة شهدت هي الأخرى تظاهرات مناهضة للنظام، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية في أنحاء عديدة من العاصمة.

وذكر المرصد السوري أن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات في جامعة دمشق أسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين طالباً.

وتشهد دمشق في الأيام الأخيرة تصاعداً في التحركات الاحتجاجية وأحجام التظاهرات بعد أن كانت تقتصر في الفترة السابقة على «التظاهرات الطيارة» التي يشارك فيها العشرات أو المئات لوقت قصير جداً ثم ينفضوا قبل وصول قوات الأمن إلى مكان التظاهر.

كما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومنشقين في محافظة إدلب المحاذية لتركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال ناشطون أمس إن 31 شخصاً قتلوا في إدلب في عمليات قصف شملت مناطق يسيطر عليها منشقون.

كما قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري فجر امس في اشتباكات مع مجموعة منشقة في محافظة درعا (جنوب)، كما أفاد المرصد.

وزاد في بيان «قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري وأصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اشتباكات … بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل» في محافظة درعا. وأشار البيان إلى إصابة بعض عناصر المجموعة المنشقة بجروح، وإلى استمرار إطلاق النار حتى ساعات الصباح الأولى.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سلمت أغذية وإمدادات أخرى لمدينتي حمص وإدلب امس، ولكن هناك حاجة لتحسين الأمن قبل إمكان توزيع المساعدات على المدنيين المحتاجين.

وأضافت اللجنة أن من المهم لكل من السلطات وجماعات المعارضة السورية الاتفاق على تنفيذ وقف إطلاق نار لدواع إنسانية للسماح بدخول مساعدات لإنقاذ الحياة.

تصعيد أمني يواجه التصعيد الديبلوماسي… والفرقة الـ 4 في حمص

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، نيويورك، بروكسيل، جنيف، باريس – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

بينما يتواصل الضغط الديبلوماسي الدولي على سورية، في اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف ومن خلال اعلان الاتحاد الاوروبي اسماء ستة من الوزراء السوريين ومستشار للرئيس الاسد تمت اضافتهم الى لائحة العقوبات الجديدة، يستمر التصعيد الذي تقوم به قوات الامن السورية في الداخل. فقد اعلنت مصادر المعارضة امس ان قوات من الفرقة الرابعة في الجيش السوري دخلت الشوارع الرئيسية حول حي بابا عمرو في حمص، محذرين من ان ذلك يشير إلى اعتزام الجيش التصعيد ضد سكان المدينة وانهاء كل اشكال المقاومة.

وفي الوقت ذاته ذكرت هذه المصادر ان مجزرة ارتكبت بحق عشرات الشباب الذين كانوا يحاولون الفرار من حي بابا عمرو. وقدر عدد الذين قتلوا بالرصاص والسلاح الابيض بـ 68 شخصا. وجاءت هذه الانباء بينما كانت بلدة حلفاية في محافظة حماة تتعرض للقصف، وذكر ان 20 شخصاً على الاقل قتلوا، فيما ذكرت مصادر المعارضة ان عدد القتلى في سورية امس تجاوز المئة. وأصبحت حلفاية مركزا للاحتجاجات في حماة بعد أن هاجمها الجيش في آب (أغسطس) الماضي. ويقول نشطاء إن ريف حماة يتعرض لقصف يومي. وقال سامر الحموي، احد سكان حلفايا لوكالة «فرانس برس» ان القوات السورية «تحاصر البلدة وتقصفها عشوائيا».

وتعرضت مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية لاطلاق رصاص كثيف وقذائف، ما اسفر عن سقوط جرحى، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل خمسة جنود من الجيش النظامي فجر امس في اشتباكات مع مجموعة منشقة في مدينة داعل بمحافظة درعا.

وذكر ناشطون ان تظاهرات تطالب باسقاط النظام خرجت في جامعة حلب. وتراوح عدد المتظاهرين بين 150 والف متظاهر كانوا يهتفون للمدن المحاصرة. واطلقت قوات الامن الرصاص داخل الحرم الجامعي ونفذت حملة اعتقالات واسعة. وشهدت جامعة دمشق تظاهرات مماثلة اسفرت عن اعتقال اكثر من ثلاثين طالبا.

ديبلوماسياً، يصل موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان إلى نيويورك اليوم لاجراء محادثات مع الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون واعضاء مجلس الامن.

إلى ذلك ابلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الأمن أن «قوة النيران لدى المعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالاسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري». وقال ان عدد القتلى خلال حملة الحكومة السورية ضد الاحتجاجات «أعلى بكثير من 7500 شخص» وذكر أن العدد الاجمالي للقتلى يتجاوز 100 مدني في اليوم، بينهم كثير من النساء والأطفال.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان مجلس الامن تسلم مشروع قرار جديد يطالب بوقف لاطلاق نار انساني في سورية. وقال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو ان «النص المطروح ينص خصوصا على وقف اعمال العنف وامكان ايصال المساعدات الانسانية الى المواقع الاكثر تعرضا للتهديد والسكان الاكثر حاجة، بشكل فوري ومن دون عراقيل».

في موازاة ذلك اعلن الاتحاد الاوروبي امس اسماء ستة وزراء شملتهم العقوبات «لدورهم في الحملة الدموية على المعارضين». وفرض الاتحاد حظرا على سفر هؤلاء الى دول الاتحاد، وجمد ارصدتهم في المصارف الاوروبية. وهم وزير الصحة وائل الحلقي لدوره في حرمان المحتجين من الرعاية الطبية، ووزير الاتصالات عماد الصابوني المتهم بتقييد وصول وسائل الاعلام الى مواقع الاحداث، ووزير النقل فيصل عباس لتوفيره دعما يتعلق بالامداد لعمليات القمع، ووزير التربية صالح الراشد لسماحه باستخدام المدارس كسجون موقتة، ووزير النفط سفيان علاو ووزير الصناعة عدنان سلاخو. كما ادرج على القائمة مستشار الرئيس السوري منصور فضل الله عزام.

وفي مؤشر الى الأولوية التي تعطيها واشنطن لايجاد حل السياسي في سورية قبل فتح أبواب الملاحقات القانونية بحق المسؤولين في النظام، اعـــتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه بينما يمكن القول أن الرئيس السوري هو «مجرم حرب» فان من شأن ذلك ان يعقد عملية دفعه الى التنحي.

وقالت كلينتون، في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، أن هناك «حججا ومبررات قد تتيح ملاحقة « الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ويمكن القول بأنه يقع ضمن هذا التصنيف» (مجرم حرب)، لكنها ذكرت ان خوض هذا المسار «قد يعقد امكانات التوصل الى حل لوضع معقد أصلا في سورية وسيحد من امكانات اقناع القادة بالتخلي عن السلطة». وفيما أكدت كلينتون أن الأسد «هو في طريق الخروج” اشارت الى صعوبة وضع جدول زمني لذلك.

وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة واصل امس مناقشة «الازمة الانسانية» في ســـــورية من خلال دراسة مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت يدعو النظام السوري الى السماح بمرور الامم المتحدة والوكالات الانسانية «بحرية» خصوصا في حمص. كما يؤكد انه «يجب ايضا السماح للوكالات الانسانية بتقديم مواد الحاجات الاولية وخدمات إلى المدنيين الذين يعانون من العنف خصوصا في حمص ودرعا والزبداني وغيرها من المناطق التي تحاصرها القوات السورية».

والقت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي كلمة طالبت فيها بـ «وقف انساني فوري لاطلاق النار» في سورية لافساح المجال امام الامم المتحدة لمساعدة السكان. واضافت ان مكتبها تلقى منذ 13 شباط (فبراير) الحالي «تقارير مقلقة تشير الى تدهور سريع لوضع حقوق الانسان وللوضع الانساني» في سورية.

مفوضة حقوق الانسان تطالب «بوقف انساني لاطلاق النار» ووفد سورية ينسحب احتجاجاً على «القرارات الحاقدة»

جنيف، دمشق – «الحياة»

طالبت مفوضة الامم المتحدة العليا نافي بيلاي امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بـ «وقف انساني فوري لاطلاق النار» في سورية من أجل وضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان. وقالت بيلاي في كلمة خلال «نقاش عاجل» حول سورية امام اعضاء مجلس حقوق الانسان الـ 47 في جلسة اعلن الوفد السوري انسحابه منها، «لا بد من وقف انساني فوري لاطلاق النار لوضع حد للمعارك والقصف».

واضافت: «مع انه لا يزال من الصعب ان نحدد بدقة عدد الضحايا الا ان الحكومة اعطتنا بتاريخ 15 شباط (فبراير) 2012 ارقامها التي اشارت الى مقتل 2493 مدنياً و1345 جندياً ومسؤولاً في الشرطة بين 15 اذار (مارس) 2011 و18 كانون الثاني (يناير) 2012».

الا ان بيلاي اوضحت انه وبحسب المعلومات المتوافرة لديها فان «العدد الفعلي للضحايا يمكن ان يتجاوز هذه الارقام بشكل كبير».

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان عمليات القمع اوقعت اكثر من 7600 قتيل في غضون 11 شهراً.

وكانت بيلاي نددت في 13 شباط بالوضع في سورية امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وتابعت: «ومنذ ذلك الحين تلقى مكتبي تقارير تثير القلق حول تدهور سريع لحقوق الانسان والوضع الانساني» في سورية. وقالت: «تشير تقارير حديثة الى ان الجيش السوري وقوات الامن تنفذ حملات اعتقال تعسفية بحق آلاف المتظاهرين وناشطين واشخاص يشتبه في تورطهم بنشاطات معادية للنظام».

لكن وفي دلالة على صعوبة النقاشات داخل لجنة حقوق الانسان، انسحب الوفد السوري من الجلسة، ودعا الى الكف عن «التحريض على الطائفية وتقديم اسلحة» لقوات المعارضة.

وغادر فيصل خباز الحموي سفير سورية لدى الامم المتحدة من اجتماع مجلس حقوق الانسان بعد القاء كلمة عاجلة امام الاجتماع الطارىء للمجلس في جنيف بشأن الوضع المتدهور في بلاده.

وقال السفير السوري: «نؤكد لكل هؤلاء اصدقاء الشعب السوري المزعومين ان الخطوة البسيطة لمساعدة الشعب السوري فوراً هي الكف عن التحريض على الطائفية وتقديم اسلحة وتمويل وتأليب الشعب السوري على بعضه».

وافادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان وفد سورية انسحب من جلسة المجلس في جنيف، واصفاً المناقشات بـ»العقيمة». واعلن «عدم اعترافه بشرعية الجلسة ولا بشرعية كل ما يصدر عنها من قرارات حاقدة ومنحازة».

وكان الحموي اعتبر الدعوة الى عقد جلسة حول سورية «جزء من مخطط أُعد سلفاً هدفه ضرب الدولة السورية ومؤسساتها تحت ذريعة الاحتياجات الإنسانية». وقال ان «الدليل، أن الداعين لهذه الجلسة لم ولن ينتظروا مناقشة تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة الذي خلا من أي إشارة إلى تدهور الوضع الإنساني. كما أن التقرير اعترف صراحة بالآثار السلبية والمؤلمة للعقوبات الاقتصادية على الشعب السوري بكامله ومن يدعي أنه صديق لشعب من الشعوب لا يفرض عليه عقوبات اقتصادية قاسية وغير شرعية». واشار الى ان العقوبات الاقتصادية الأحادية هي «أبشع انتهاكات حقوق الإنسان، لأنها تستهدف بالدرجة الأولى السكان المدنيين من أطفال ونساء ومسنين»، قائلاً:»رغم هذا الواقع فإن أياً من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة لم تصدر أي نداء حول ما يسمى بالوضع الإنساني في سورية».

وعزا الحموي «انسحاب» الوفد السوري الى «إصرار المجلس على اختراق قواعده الإجرائية وتحوله إلى أداة في أيدي بعض الدول وهو ما ثبت في أكثر من مناسبة وآخرها اليوم، وأن الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو إذكاء نار الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في بلادي عبر رسالة الدعم التي ستوجهها هذه الجلسة إلى المجموعات المسلحة، اضافة إلى أن مفهوم الحماية والتدخل الإنساني يتم التلاعب بهما بشكل صارخ لأهداف سياسية».

لكن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف شدد على ان «من المهم» ان تتعاون الحكومة السورية مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي طلبت هدنة يومية مدتها ساعتين وترغب في اجلاء الجرحى. وقال غاتيلوف امام مجلس حقوق الانسان في جنيف: «ندعو الحكومة السورية والمجموعات المسلحة … الى اتخاذ اجراءات من دون تأخير لمنع أي تدهور اضافي في الوضع الانساني».

وناقش مجلس حقوق الانسان امس «الازمة الانسانية» في سورية من خلال دراسة مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت ويدعو النظام السوري الى السماح بمرور الامم المتحدة والوكالات الانسانية «بحرية» خصوصا في حمص. ويدعو النص المقترح دمشق إلى «السماح للوكالات الانسانية بحرية للبدء في تقييم شامل للحاجات في حمص وغيرها من المناطق». ويؤكد انه «يجب ايضا السماح للوكالات الانسانية بتقديم مواد الحاجات الاولية وخدمات إلى المدنيين الذين يعانون من العنف خصوصا في حمص ودرعا والزبداني وغيرها من المناطق التي تحاصرها القوات السورية». ويشدد مشروع القرار على «ضرورة تلبية الحاجات الانسانية بشكل ملح» ويندد «بنقص الغذاء والادوية الاساسية والمحروقات اضافة الى الترهيب واعمال العنف بحق الطاقم الطبي والمرضى والمنشات» الصحية. ويندد مشروع القرار «بشدة بالانتهاكات المتواصلة والشاملة والمنهجية لحقوق الانسان والحريات الاساسية من قبل السلطات السورية». ويدعو نص الحكومة السورية الى وضع حد «لكل انتهاكات حقوق الانسان وكل اعمال العنف».

وينتقد مشروع القرار «الاعمال الوحشية للنظام السوري في الاشهر الـ11 الماضية مثل اللجوء الى المدفعية الثقيلة والدبابات لمهاجمة مناطق سكنية في مدن وقرى مما أدى مقتل آلاف المدنيين الابرياء … وارغم عشرات الاف السوريين على الفرار من منازلهم … وتسبب بحدوث ازمة انسانية». والقرار ليست له سلطة قانونية، إلا انه يمكن ان يساعد كأرضية إذا ما اتفق المجتمع الدولي على إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.

بان يعيّن اليوم مدّعياً عاماً وقاضياً

وقلق من عواقب الأزمة السورية

نيويورك – علي بردى

علمت “النهار” من مصادر دولية واسعة الإطلاع أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون سيعلن اليوم اسم المدعي العام الجديد للمحكمة الخاصة بلبنان، وهو الكندي نورمان فاريل، كما أنه سيعين قاضياً جديداً في المحكمة من الجنسية الأوغندية خلفاً للإيطالي الراحل أنطونيو كاسيزي. وعبر بان عن “خيبة أمله” لأن الحوار الوطني اللبناني لم يلتئم منذ أكثر من سنة. وأبدى “قلقه الشديد” مما سماه “أعمال السلطات السورية” التي تسببت بخسائر في الأرواح وجرحى في لبنان.

وإذ رفض المصدر ذكر أي أسماء، أفاد ديبلوماسي آخر أن القاضي الذي سيخلف كاسيزي في منصبه قاضي استئناف في المحكمة، علماً أن كاسيزي كان نقل صلاحيته بصفة كونه رئيساً للمحكمة، بالإتفاق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، الى السير ديفيد باراغوانث. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره نصف السنوي الجديد عن تطبيق القرار 1701، المؤلف من 83 فقرة في 23 صفحة فولسكاب، “قلقه من أن الأطراف لم يحرزوا تقدماً إضافيا في تنفيذ الواجبات المنصوص عليها في القرار”. كما أبدى “قلقه العميق لاستمرار الازمة في سوريا وعواقبها المحتملة على لبنان والقرار 1701″، معتبراً أنه “من الأهمية بمكان المحافظة التامة على اجراءات وقف الأعمال العدائية بين لبنان واسرائيل”.

وإذ ندد بالهجمات على القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” واطلاق الصواريخ من الجنوب في اتجاه اسرائيل، عبر عن امتنانه لعدم تصعيد الوضع من أي طرف بسبب هذه الحوادث. كذلك عبر عن “القلق من التفجيرات التي حصلت في مؤسسات تجارية بمدينة صور، في اشارة الى استهداف محال لبيع الكحول، وحض السلطات اللبنانية على “بذل كل جهد لتوقيف المتورطين عن كل الهجمات وتقديمهم الى العدالة”.

وإذ كرر دعوة اسرائيل الى الإنسحاب من الشطر الشمالي لبلدة الغجر ووقف طلعاتها في أجواء لبنان، حض السلطات اللبنانية على ممارسة “سلطتها الفعلية” على كل أراضيها. وقال إن “احتفاظ حزب الله وغيره من التنظيمات الخارجة عن سيطرة الدولة بالأسلحة، يعوق تأكيد احتكار الدولة للإستخدام المشروع للقوة”، فضلاً عن أنه يهدد سيادة لبنان. وأضاف: “وحدها عملية سياسية محلية في لبنان يمكن أن تؤدي الى نزع أسلحة الجماعات المسلحة”، معبراً عن “خيبة أمله” لأن الحوار الوطني لم يلتئم منذ أكثر من سنة. ودعا كل الدول الى الإمتناع عن نقل الأسلحة الى لبنان، مبدياً “قلقه الشديد من أعمال السلطات السورية على طول الحدود مع لبنان مما أدى الى خسائر في الأرواح وجرحى في لبنان”. كذلك أسف لعدم احراز تقدم في ترسيم الحدود بين البلدين.

جنبلاط لـ”النهار”: الاحتكاكات بين السني والعلوي قد تجرّ الشيعي إليها

قلت للشيخ الأسير إن لا مصلحة لأحد بنقل التوتر السوري إلى لبنان

يمضي النائب وليد جنبلاط الجزء الأكبر من يومياته في متابعة الحدث السوري والاخبار التي تصله عن المعارك والاشتباكات وأعمال القتل في حمص بين الجيش السوري والجماعات المسلحة المعارضة فيها، ولسان حاله يقول “العالم يتفرج على هذه المأساة والمجازر اليومية”.

وفي قلبه كم من العتب والغضب على مواقف روسيا، وهو يستذكر تلك الأيام والمناسبات التي كان يشيد فيها بشخصياتها السياسية، وثمة صداقات، ربطته بالعديد منها في العقود الثلاثة الأخيرة منذ عهد الاتحاد السوفياتي السابق.

وما يزعجه في المشاهد الدامية التي يراها العالم في حمص وغيرها من المدن والبلدات السورية والمجازر التي ترتكب كل يوم وتحصد من الطرفين، هو ان “المجتمع الدولي عاجز عن حماية المدنيين، وأقله تأمين ممرات انسانية برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لانقاذ الجرحى واسعافهم، ونقل المصابين من حمص فضلاً عن الصحافيين الى مناطق آمنة”.

وتسأله “النهار” وهو في زحمة انهماكه في قراءة الصحف وجمع بعض القصاصات منها عن سياسة الروسي حيال الأزمة السورية، فيرد على الفور: “وجّه السؤال اليهم مش عارف”. ثم يضيف: “يردد الروس ويدعون الى عدم التدخل في شأن الشعب السوري الذي يذبح، وفي الوقت نفسه يمدّون النظام بالخبراء العسكريين وبالسلاح والعتاد، ويفعل الايرانيون الأمر نفسه”.

قدم جنبلاط اقصى ما يمكن فعله لنصرة السوريين، واطلق صرخاته وتصريحاته المدوية في وجه القيادة السورية، ولم يوفر الروس. ويقول “بقيت وحدي، وهذه اقتناعاتي”.

وعلى هامش مشاركته في التحرك الداعم للشعب السوري في حديقة سمير قصير واقدام البعض على احراق العلم الروسي، سألناه هل جرى أي اتصال بالسفارة الروسية في هذا الشأن؟ فأجاب بالنفي. وكرر ان “لا علاقة للحزب التقدمي الاشتراكي باحراق العلم الروسي، ونرفض هذا التصرف”. لا يمانع جنبلاط في القيام بتحركات رمزية على غرار ما قام به الحزب التقدمي لاظهار الدعم للشعب السوري في معاناته، “شرط الا تتحول اعمال احتكاك او اشتباكات مع الجمهور اللبناني الآخر المؤيد للنظام السوري”.

وعندما تبلغ بدعوة الشيخ السلفي احمد الاسير الى التظاهر في ساحة الشهداء نصرة لحمص وأهلها، اصدر حزبه بيانا أوضح فيه حقيقة اسباب استقباله الاسير في المختارة السبت الفائت، ولا سيما ان الرجلين يلتقيان للمرة الاولى.

وقيل الكثير في استقبال جنبلاط للاسير وجرى تأويل هذه الزيارة على لسان اكثر من سياسي، حتى ان صديقاً له ردد في مجلس “ماذا يفعل وليد بك”؟

ويشرح جنبلاط لـ”النهار” كيف تمت هذه الزيارة. يقول ان دارته مفتوحة للجميع “وحضر الاسير من اجل الاستماع الى مواقفي، وقلت له انه ليس من مصلحة احد نقل التوتر السوري الى لبنان، وان المعركة الاساسية في حمص وليست في باب التبانة وبعل محسن. ومن الخطيئة تسجيل مشاهد مسلحة وإحداث معارك في طرابلس، لان المشكلة بين السني والعلوي في هذه المدينة قد تجر الشيعي اليها، ونحن في غنى عن اي توتر ولا علاقة لي بدعوة الاسير، وحذار الاحتكاك في اي منطقة”. وكان جنبلاط قد استاء من مشاهدة المسلحين في باب التبانة اثناء الاشتباكات الاخيرة، وكان احدهم يحمل بندقيتين من نوع “كلاشنيكوف” الروسي “ومن يشأ القتال فليذهب الى حمص ويستشهد هناك وليس على الاراضي اللبنانية”.

وبسؤاله هل كلامك هذا يعني انك تدعو هؤلاء الى القتال في صفوف المعارضة في الاراضي السورية؟ اجاب: “اكرر للمرة المئة، ما يهمني هو عدم حدوث اي توتر او احتكاك في وسط بيروت والمناطق الاخرى”.

كذلك سأله الاسير رأيه في مطالب السوريين، فرد عليه: “انها محقة، وما يحصل في حمص لا علاقة للعلويين اللبنانيين به”.

من جهة أخرى، لم يشأ جنبلاط التعليق طويلا على عودة التئام طاولة مجلس الوزراء بعد انقطاع، ويكتفي بالقول “ليست شغلتي”، ثم يستدرك: “لا فائدة من السجالات العقيمة، والمطلوب ان يحصل المواطنون على أولوياتهم، وخصوصا تأمين الكهرباء”.

وسأل عن البواخر التي ستحضر الى لبنان لسد العجز في الكهرباء، “وسمعت أن تسع شركات تتحضر لهذا المشروع المطلوب، وقد وضع دفتر شروط مدروس له حفاظا على قواعد الشفافية المطلوبة”.

ولا يحبذ رئيس التقدمي الاسترسال في الملفات الحكومية المطروحة، وما ينتظر رئيسها الرئيس نجيب ميقاتي في هذا الخصوص. ولا يقصر في تثبيت دعائمها “رغم التمايز بين بعض افرقائها وخصوصا حيال النظرة الى الازمة في سوريا”. وفي القضية الشائكة التي تشغل جميع الافرقاء، وهي طيّ مشروع الـ8900 مليار ليرة والـ11 مليار دولار من عام 2006 فان جنبلاط يدعو الى اقفال هذا الملف”.

وماذا ستفعل كتلته في جلسة 5 آذار المقبل اذا لم تسوَّ هذه المسألة، أجاب: “انا مع إيجاد حل او مخرج سريع، وأتمنى ألا نصل الى خيار التصويت”.  وثمة أسئلة لا يحب الاجابة عنها ولو بعبارتي نعم أو لا، من نوع متى تزور المملكة العربية السعودية؟

البيت الأبيض: تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من الوضع في سوريا

المواجهة تعود إلى مجلس الأمن: مشروع فرنسي لـ«وقف نار إنساني»

لاحت في الأفق نذر مواجهة جديدة في مجلس الأمن الدولي بين روسيا والصين من جهة وبين دول عربية مدعومة من الغرب من جهة أخرى، مع إعلان باريس أمس أنها وزعت مشروع قرار جديد لصالح وقف لإطلاق نار إنساني في سوريا، فيما كرر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني دعوته إلى دخول «قوات عربية ودولية إلى سوريا لإيجاد مناطق آمنة وإدخال المساعدات ومراقبة وقف إطلاق النار».

وأعلن البيت الأبيض أن تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من الوضع في سوريا، وأقر بأن هذا الأمر هو أحد الأسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد المعارضين بالسلاح على جدول أعمال واشنطن. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «من دون التطرق إلى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فإني أقول بكل بساطة إننا نعرف أن القاعدة ومتطرفين آخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي للأسد ضد المعارضة». وأضاف إن عناصر من التنظيم «يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم المدافعون عن حرية أكبر وعن الديموقراطية لسكان المنطقة، وعن سوريا في هذه الحالة»، في ما يتناقض مع «تاريخهم وحججهم وعلة وجودهم». وأقر بأن الولايات المتحدة لم «تحدد بشكل واضح إلى أي درجة يتعاون متطرفو القاعدة مع المعارضة السورية»، موضحاً إن «موقفنا لا يعود فقط لهذا السبب، بل أيضاً لأن الوقت لم يحن بعد لزيادة عسكرة الوضع في سوريا».

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن هناك «حججا» قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة «ارتكاب جرائم حرب»، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سوريا. وأعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في حديث تنشره صحيفة «لا بريس» التونسية في عددها اليوم، ان تونس مستعدة لمنح الاسد حق اللجوء. وقال ان «تونس مستعدة لمنح الرئـيس السـوري بشار الاسد والمقربين منه حق اللجوء في اطار حل تفاوضي للنزاع السوري».

وفي حين تأكد تهريب الصحافي البريطاني بول كونروي من بابا عمرو في حمص الى لبنان، فقد تضاربت التقارير حول نقل الصحافية الفرنسية اديت بوفييه إلى الاراضي اللبنانية.

وأصدر الأسد مرسوما يقضي بجعل الدستور الذي اقره السوريون عبر استفتاء الأحد الماضي نافذا اعتبارا من 27 شباط الحالي. وأقر السوريون مشروع الدستور الجديد بنسبة 89،4 في المئة من الناخبين الذين بلغت نسبة مشاركتهم في الاستفتاء 57،4 في المئة.

مجلس الامن

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان مجلس الامن تسلم مشروع قرار جديد لصالح وقف لاطلاق نار انساني في سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، لاذاعة «ار تي ال»، ان «مجلس الامن يدرس حاليا قرارا لوقف اطلاق النار بدوافع انسانية ووصول مساعدة انسانية الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد. يمكننا ان نأمل الا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار».

ولم يستبعد جوبيه ان يلين موقف موسكو بعد الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الرابع من آذار المقبل. وقال «هذا ممكن. لا شك ان اجواء ما قبل الانتخابات في روسيا تدفع النظام الى اتخاذ مواقف قومية متطرفة الى حد ما». واضاف ان «النظام يعزل نفسه اكثر فأكثر والعالم العربي لم يعد يفهم روسيا اليوم».

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «النص المطروح يقضي خصوصا بوقف العنف والدخول الفوري للمساعدة الانسانية ومن دون عراقيل الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد والسكان الاضعف، وتجديد الدعم للجامعة العربية».

وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان القوى الغربية ربما تسعى الى حل وسط يركز على المساعدة الانسانية لتجنب فيتو جديد من موسكو او بكين. وابلغ دبلوماسي غربي وكالة «رويترز» ان بعض الحكومات الغربية تضغط بقوة من أجل أن يتضمن اي مشروع قرار جديد مطالب بإنهاء العنف وهو يستهدف إلى حد كبير الحكومة السورية. وقال «نبحث ما اذا كانت هناك ارضية مشتركة مع روسيا. من الواضح انه ينبغي أن يتضمن (مشروع القرار) عناصر قوية بشأن العنف».

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوا، امام مجلس الأمن، إن «عدد القتلى في سوريا أعلى بكثير من 7500 شخص». واعتبر أن «القوة النارية للمعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالاسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري». واضاف «للاسف المجتمع الدولي فشل في مهمته لوقف المذبحة والتحرك وعدم التحرك حتى الان يشجع النظام في ما يبدو على الاعتقاد بأن لديه حصانة ليواصل تدميره السافر لشعبه».

قطر

وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في تصريح لقناة «الجزيرة»، «انا أعتقد أنه يجب أن تكون هناك قوات عربية ـ دولية لجعل مناطق آمنة وإدخال المساعدات ومراقبة وقف إطلاق النار، المشكلة في هذا، هل الجانب السوري سيلتزم بوقف إطلاق النار؟، وأن أي قوات ستدخل حتى لو كانت عملية إنسانية يجب أن تكون معها حماية عسكرية لحماية الأفراد الذين سيقومون بعمل المساعدات الإنسانية سواء دواء أو غذاء».

وعن آليات تسليح المعارضة، قال حمد إن «الدفاع عن النفس مشروع تحت القوانين وبالذات قوانين مجلس الأمن»، مضيفا «نحن طبعا نأمل أن تحل الأمور بأن تتجنب الحكومة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد التصعيد، ولكن هناك كلاما جاريا في المجتمع الدولي عن عمل ما، سواء تسليحا أو مناطق آمنة، لكن السؤال الآن هل تكون هذه القوات عربية أم عربية دولية؟ فهناك خيارات ندرسها بشكل جدي خلال الأيام المقبلة وطبعا طريقة التسليح أيضا تدرس ولكن لابد أن تدرس أيضا من ضمن المجتمع الدولي، فهي مطروحة على الطاولة «.

وعبر عن «أمله بألا نصل إلى هذه النتيجة، لأن هذه النتيجة قد تكون عواقبها ليست جيدة، ولكن هي بسبب الإسراف في القتل، وما يجري بالذات اليوم في سوريا أصبح هناك إلحاح دولي في هذا الشأن».

وعن مخاطر تسليح المعارضة، قال حمد «ليس هناك شك أن أي عمل فيه مخاطر، ولكن هذه المخاطر هل هي بقدر ما يجري الآن، هذا هو التقييم الذي يجب أن يحصل، فهناك أيضا قتل يحصل من جانب واحد وهو من جانب الجهات الرسمية السورية، وإذا استمر بهذه الطريقة هذا غير مقبول لا عربيا ولا إسلاميا ولا دوليا، ولذلك قد يضطر المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حتى لو كان لها عواقب، ولكن عواقبها يبررها الاحتياج لإنقاذ هذا الشعب ووقف ما يجري في سوريا».

كلينتون

واعتبرت كلينتون، ردا على سؤال لسناتور في مجلس الشيوخ عما إذا كان «يتوجب في نظرها أن يعتبر المجتمع الدولي الأسد مجرم حرب»، انه «إذا استندنا إلى تعريف مجرم حرب وجرائم ضد الإنسانية هناك حجج للقول انه يمكن أن يدخل في هذه الفئة»، لكنها أضافت «استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا، لأنه سيحد من إمكانات إقناع قادة بالتخلي عن السلطة».

وعما اذا كانت تعتقد ان الاسد في طريقه للخروج من السلطة في آخر الامر، قالت كلينتون «اعتقد ذلك. لكن ما لا اعرفه هو كيف احدد آخر الأمر».

تهريب كونروي إلى لبنان

وفي شمال لبنان، كتب مراسل «السفير» غسان ريفي انه وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، بدت عملية التأكد من المعلومات حول كيفية دخول الصحافي البريطاني المصاب بول كونروي أشبه بلغز حيّر الجهات الأمنية المعنية لا سيما في شمال لبنان، والتي جهدت طيلة يوم أمس لمعرفة تفاصيل ما تناقلته وسائل الاعلام الأجنبية عن دخوله الى الأراضي اللبنانية آتيا من مدينة حمص السورية.

وإن كانت عملية خروج كونروي والفرنسية بوفييه، التي لا تزال في حمص، من لبنان الى سوريا وغيرهم من الصحافيين الأجانب قد اتضحت معالمها مؤخرا، فذلك بعد المعلومات المتداولة والتي أشارت الى سلوكهم معبرا غير شرعي يربط وادي خالد بالأراضي السورية ومنها الى حمص، (ومن المرجح أن يكون إما معبر حنيدر أو الكنيسة) وذلك بواسطة عدد من المهربين الناشطين على هذا الخط، ولقاء بدل مالي يتراوح ما بين ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف دولار أميركي على الشخص الواحد.

وما زال خروج كونروي، الذي أشارت معلومات صحافية الى أنه تسلل من حمص الى الأراضي اللبنانية، يخضع لكثير من التأويلات والتحليلات الناتجة عن تسريبات إعلامية لم يتسن حتى للأجهزة الأمنية المتابعة التأكد منها، ومن هذه التسريبات، أن مجموعة من المهربين في منطقة وادي خالد المرتبطين مباشرة «بالجيش السوري الحر» عملت بالتنسيق مع عناصر من المعارضة السورية على تأمين خروج الصحافي المصاب بول كونروي من منطقة بابا عمرو في حمص إلى بلدة حنيدر في وادي خالد عند الحدود اللبنانية ـ السورية، وذلك بواسطة دراجات نارية عادة ما تستخدم في سلوك تلك المعابر، حيث تم نقله سريعا من المنطقة الحدودية إلى سفارة بلاده، التي سارعت إلى تأمين علاج كونروي في أحد مستشفيات العاصمة بيروت.

وما يعزز تلك الفرضية ويجعلها قريبة من الواقع هو أن بلدة حنيدر تبعد كيلومترات قليلة عن حمص، وتستغرق عملية الانتقال منها وإليها عبر الطرقات الجبلية الوعرة نحو ربع ساعة على الدراجات النارية السريعة، وذلك بحسب ما أفاد لـ«السفير» بعض أبناء المنطقة الخبراء في هذا المجال، والذين أشاروا الى أن منطقة وادي خالد شهدت أمس تواجدا صحافيا استثنائيا، فضلا عن تدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني الذي أقام حواجز ثابتة وسير دوريات على مدار ساعات النهار.

وتقول المعلومات أن عمليات الخروج من منطقة بابا عمرو ما تزال متاحة، خصوصا أن مستشفيات في الشمال وفي بعض المناطق اللبنانية شهدت خلال الساعات الـ 48 الماضية وصول أكثر من 30 جريحا سوريا معظمهم من بابا عمرو.

وتضيف هذه المعلومات أنه برغم قيام الجيش السوري بتلغيم المناطق الحدودية للحؤول دون قيام أي حالات تسلل، فان المجموعات الناشطة من المهربين ما تزال قادرة على الخروج والدخول من والى الأراضي السورية عبر بعض الممرات الوعرة التي لم يشملها التلغيم، أو التي تم نزع الألغام منها أو تفجيرها بوسائل مختلفة، وأن هذه المجموعات نفسها هي التي تعمل على إدخال وإخراج من يريد ولا سيما الصحافيين الأجانب.

وتضاربت التقارير لساعات حول وصول بوفييه الى لبنان. وبعد ان اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انها اصبحت في لبنان عاد وتراجع عن تصريحه. واعلنت ادارة صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ان بوفييه التي تعمل في هذه الصحيفة لا تزال في سوريا.

ميدانيا

سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أغذية وإمدادات أخرى لمدينتي حمص وإدلب، لكنها قالت إنه ينبغي تحسين الأمن حتى يتسنى توزيعها على المدنيين المحتاجين. وأضافت اللجنة، في بيان، أن من الضروري أن تتفق السلطات وجماعات المعارضة على تنفيذ وقف لإطلاق النار بشكل يومي للسماح بدخول المساعدات.

وقال معارضون إن «القوات السورية قصفت بلدة حلفايا في محافظة حماه، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلا». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 14 شخصا بينهم خمسة عسكريين في مناطق سورية عدة».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

المعلم: لن نسمح لـ«الكردستاني» بالتسلل من سوريا الى تركيا

نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في حوار مع صحافيين أتراك، أن يكون في سوريا معتقلون أمنيون أتراك. وقال إن العقيد حسين هرموش اعتقل سابقاً في منطقة ادلب ولم يجلب من داخل الأراضي التركية.

وشدّد المعلم على أن سوريا لن تسمح لحزب العمال الكردستاني بالتسلل من الأراضي السورية للقيام بعمليات داخل تركيا، وان دمشق ملتزمة بالكامل باتفاقية أضنة الأمنية بين البلدين. وقال إن سوريا حريصة على عدم إلحاق الأذى بأي مواطن تركي ولا بانتهاك السيادة التركية.

ومقابل هذه اللهجة الإيجابية من جانب المعلم، اصدر مجلس الأمن القومي التركي بعد اجتماعه امس الاول بياناً حمل فيه على النظام في سوريا، وقال إن «على العالم ألا يواصل البقاء متفرجاً على المجازر التي تحدث في سوريا». وأشار إلى أهمية أن يتحرك المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري. وأعرب المجلس عن سروره من قرار الأمم المتحدة في 16 شباط الحالي، كما توقف عند «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عُقد في تونس الجمعة الماضي.       («السفير»)

ناشط من حمص يؤكد ان قوات النظام لم تدخل بابا عمرو

اكد ناشط معارض للنظام من حمص ان قوات النظام “لم تدخل بابا عمرو” في حمص وان كل ما يقال في هذا الاطار “شائعة لبث الرعب” بين الناس، وذلك بعد اعلان مصدر امني في دمشق دخول الجيش السوري الى حي بابا عمرو وقيامه بتنظيف كل منزل وشارع فيه.

وقال الناشط ابو عطا الحمصي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص عبر الاقمار الصناعية “الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب”، مضيفا ان الجيش السوري الحر “سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل”.

واضاف الناشط ان الجيش السوري نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية منذ عصر امس الثلاثاء، وانه وجه اليوم انذارات، عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء”. واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه “سيقتحم المدينة”.

وكان مصدر امني في دمشق افاد في وقت سابق ان الجيش السوري ينفذ عملية اقتحام لحي بابا عمرو في حمص.

وقال المصدر “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، مضيفا “ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

وافاد عضو “الهيئة العامة للثورة السورية” هادي العبد الله من حمص ان القوات السورية “تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب”.

وقال العبد الله ان “الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”.

واكد العبد الله ان “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء واخلاء الحواجز الامنية واستهداف كل الاحياء بالقصف”.

(ا ف ب)

السعودية و«فكرة التسليح الممتازة»

هل تبررها فكرة العداء التاريخي لروسيا؟

أكد تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أمس، انخراط السعودية «بشكل كبير» في تطبيق «الفكرة الممتازة» التي تحدث عنها وزير خارجيتها سعود الفيصل يوم الجمعة الماضي في بداية اجتماعه الثنائي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في العاصمة التونسية.

السعودية إذاً بدأت تسليح المعارضة السورية، حسب «تقارير إخبارية ومصادر في المعارضة السورية تؤكد أن هناك أسلحة تصل إلى السوريين عن طريق حلفاء من القبائل السنية في العراق ولبنان»، وفقاً لما جاء في تقرير المجلة الأميركية.

وقالت المجلة إن تقارير عديدة أفادت أن «التسليح جار على قدم وساق لا سيما بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في تونس»، مضيفة أنه «بعد انسحاب الفيصل من مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس الأسبوع الماضي قال إن المساعدات الإنسانية لسوريا «لا تكفي»، معتبراً أن فكرة تسليح المعارضة السورية «فكرة ممتازة»، وبعدها مباشرة قال مسؤول لم يفصح عن هويته للإعلام السعودي الرسمي إن المملكة تسعى لمد المعارضة السورية بوسائل تحقيق الاستقرار والسلام وتؤمّن لهم قرارهم باختيار ممثليهم».

وأكدت المجلة أنه «على خط مواز يدعو المشايخ السعوديون بشكل علني من على منابرهم إلى الجهاد في سوريا، ويلعنون هؤلاء الذين ينتظرون التدخل الغربي».

من ناحية ثانية، أوضحت المجلة أن دولاً خليجية أخرى، وقطر بشكل أساسي، ربما تكون مشاركة في مدّ المعارضة السورية بالأسلحة. وقد أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أمس الأول أنه «يجب أن نقوم باللازم للمساعدة، وتشمل المساعدة منح المعارضة الأسلحة للدفاع عن أنفسهم»، وأضافت قائلة «بينما يظل الغموض مسيطراً على مواقف الدول الإقليمية السنية الأخرى بشأن تسليح المعارضة السورية، إلا أنها كلها الآن باتت تريد سقوط نظام الأسد أو تعثره على الأقل لأنه حليف لإيران… الذي يزعزع استقرار المنطقة بالإرهاب والتهديدات النووية».

وعلى الرغم من المعارضة الغربية، أقله علناً، لظاهرة تسليح المعارضة التي تبدو كـ«صندوق أسود» بالنسبة لهم، إلا أن السعودية تنخرط «من دون خجل» أو «اعتبار لموقف الغرب» في هذه المهمة، حسب المجلة التي تؤكد أن المملكة «لا ينقصها شيء لتسليح المعارضة لا آليات شراء الأسلحة ونقلها، ولا السيولة اللازمة لإتمام العملية بنجاح.. وعلى الأرجح أن السلاح سيصل إلى من يحملون الفكر الوهابي الذي ولّد الحركات الإسلامية الأكثر خطراً في العالم».

وفيما تذكّر «فورين بوليسي» بخطاب الملك عبد الله الأسبوع الماضي الذي حذّر فيه من أن السعودية «لن تتخلى عن التزاماتها الدينية والأخلاقية تجاه ما يحدث من ذبح للشعب السوري»، تشير إلى أهمية أخذ «العامل الروسي» بالاعتبار في هذا الخطاب. الملك وجّه نقداً لاذعاً في خطابه للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بسبب «فشله في التنسيق مع الدول العربية قبل التصويت على قرار مجلس الأمن»، لكن ذلك ليس السبب الوحيد إذ لا يمكن تجاهل تاريخ العداء الطويل بين البلدين منذ السبعينيات.

وتعود المجلة لتفتح ملف العداء السعودي الروسي الذي يعدّ «عاملاً مهماً في معادلة تسليح المعارضة السورية»، إذ تعتبر السعودية أن «منع روسيا من تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط من خلال سوريا يصبّ في مصلحتها».

يعود تاريخ العداء بين الرياض وموسكو، بحسب المجلة، إلى السبعينيات، «منذ أن لجأت السعودية لاستخدام مصادر النفط لديها للضغط على الاتحاد السوفياتي»، كما حاربت المملكة جميع الحكومات والحركات الشيوعية والسياسية من خلال معونات أجنبية وعسكرية وصلت إلى 7.5 مليار دولار منحتها لمصر وشمالي اليمن وباكستان والسودان وغيرها، وكان للتمويل السعودي دور فعال في دعم الحركات والعمليات المعادية للسوفيات في أنغولا وأريتيريا وتشاد والصومال.

إلى جانب ذلك، أرسلت السعودية «مجاهدين» إسلاميين لمحاربة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في العام 1979، الأمر الذي كبّد السوفيات خسائر فادحة جعل الجيش الأحمر ينسحب من الحرب وأسقط الحكومة الموالية له في كابول.

منذ ذلك الوقت، تغيّر الكثير من دون شك. لم يعد السعوديون بحاجة إلى محاربة الشيوعية. الروس الجدد لا يملكون إيديولوجيا يحاربون من أجلها، إنهم مدفوعون بالمصالح السياسية البحتة. وسياسة الكرملين شهدت تغيراً ملحوظاً، إذ باتت تتجنب أي وجود عسكري لها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مقابل سعي حثيث لجني الأرباح وتوسيع النفوذ عبر بيع السلاح والمعدات العسكرية والتكنولوجية لسوريا وإيران. لكن «ظلّ العداء بين السعودية وروسيا ما زال موجوداً، وتعزّز بعد الأزمة السورية إلى حدّ كبير».

وتضيف «فورين بوليسي» قائلة «بات معروفاً أن طرطوس تشكّل الحجر الزاوية في التعاون الاستراتيجي القائم بين سوريا وروسيا منذ السبعينيات، وإذ تثير أهمية هذا الموقع قلق الغرب والسعودية، فإن الأخيرة تدرك أن سقوط النظام يعني سقوطاً حتمياً لطرطوس، وهذا ما يشكل أيضاً أحد الأسباب لتسليح المعارضة».

(«السفير»)

الجيش السوري يهاجم حي بابا عمرو

عمان- (رويترز): قالت مصادر في المعارضة السورية إن القوات السورية شنت هجوما بريا على حمص الأربعاء في محاولة فيما يبدو لإخضاع حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه قوات المعارضة والذي تحمل حصارا وقصفا عنيفا دام 25 يوما.

وقال النشط محمد الحمصي لرويترز من حمص “الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والاسلحة الآلية الثقيلة”.

وأضاف أن الجيش قصف المنطقة بضراوة أمس وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري.

وهناك عدد من الصحفيين الغربيين محاصرون في بابا عمرو لكن نشطاء سوريين هربوا المصور البريطاني بول كونروي إلى بر الأمان في لبنان امس الثلاثاء في عملية شابتها الفوضى وقتل فيها بعض منقذيه.

ولم يتسن التحقق من التقارير الواردة من بابا عمرو بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الإعلام في سوريا حيث يسعى الرئيس بشار الأسد جاهدا لإخماد الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا.

ويقول نشطاء إن مئات المدنيين قتلوا في أحياء محاصرة بحمص تسيطر عليها المعارضة منهم 20 على الأقل امس. وتسقط قذائف وصواريخ على بابا عمرو منذ الرابع من فبراير شباط. ويقتل قناصة من الجيش المدنيين الذين يجسرون على الخروج من منازلهم.

وتطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشريكته المحلية منظمة الهلال الاحمر العربي السوري بوقف لإطلاق النار ليتمكنا من إجلاء الجرحى المدنيين وتوصيل مساعدات غذائية وطبية يحتاجها السكان بشدة.

وتقول الامم المتحدة إن قوات الأمن التابعة للأسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار الماضي.

وقال لين باسكو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لمجلس الامن امس الثلاثاء “تشير تقارير جديرة بالثقة إلى ان العدد الإجمالي للقتلى حاليا يتجاوز دائما 100 مدني في اليوم بينهم كثير من النساء والأطفال. من المؤكد أن العدد الإجمالي للقتلى حتى الآن أعلى بكثير من 7500 شخص”.

وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الأول إن “إرهابيين مسلحين” قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

ومع تصاعد الاستياء الدولي من العنف قالت فرنسا إن مجلس الأمن يعكف على مسودة قرار جديد بشأن سوريا وحثت روسيا والصين على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضده كما حدث مع مسودتين سابقتين.

وقال مبعوثون غربيون إن مسودة القرار التي صاغتها واشنطن ركزت على المشكلات الإنسانية لمحاولة نيل تأييد روسيا والصين وعزل الأسد. لكنهم قالوا إن المسودة ستلمح أيضا إلى ان الأسد هو سبب الأزمة وهو موقف تعارضه روسيا بالتحديد.

وعندما سئلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عما إذا كان يمكن القول ان الأسد مجرم حرب قالت “يمكن المجادلة بانتسابه لهذه الفئة” لكنها أضافت أن استخدام مثل تلك الأوصاف “يحد من الخيارات المتاحة لإقناع الزعماء بالتنحي عن السلطة”.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مسودة قرار في الرابع من فبراير شباط كانت من شأنها تأييد دعوة الجامعة العربية الأسد إلى التنحي. وأشارت الصين إلى تحول محتمل في وقت متأخر أمس عندما أبلغت نبيل العربي الأمين العام للجامعة أنها تؤيد الجهود الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا.

وحث يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني على إجراء الحوار السياسي في سوريا وهو ما استبعده معارضو الأسد في الوقت الذي يستمر فيه العنف وحذرت روسيا من التدخل في سوريا تحت ستار إنساني.

وانسحب المبعوث السوري الى الأمم المتحدة في جنيف من اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد أن قال إن على الدول أن تتوقف عن التحريض على الطائفية وتقديم السلاح للمعارضة السورية.

وتم تهريب كونروي الذي يعمل لصالح صحيفة صنداي تايمز في لندن إلى بر الأمان في لبنان من حمص أمس. وقالت الصحيفة إن كونروي “بصحة جيدة ومعنوياته مرتفعة”.

وكان كونروي بين عدد من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو حيث قتلت ماري كولفين المراسلة الحربية المحنكة وكانت تعمل أيضا لحساب صنداي تايمز وأيضا المصور الفرنسي ريمي اوشليك في قصف يوم 22 فبراير شباط. وما زالت جثتاهما موجودتين هناك.

وأحاط الغموض بمصير المراسلة الفرنسية التي تتعاون مع صحيفة لوفيجارو اديت بوفييه التي أصيبت في نفس الهجوم. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بادئ الأمر إنه علم أن بوفييه تم إجلاؤها لكنه قال لاحقا إن هذا النبأ لم يتأكد.

وقال نشطاء إن بوفييه عادت إلى بابا عمرو مع الصحفي الاسباني خابيير اسبينوسا والمصور الفرنسي وليام دانيل بعد محاولة فاشلة لتهريبهم.

وفي سياق آخر، اعلن البيت الابيض أن تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من أعمال العنف في سوريا، وأقر بأن هذا الأمر هو أحد الأسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد معارضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح على جدول اعمال واشنطن.

وأوضح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “من دون التطرق إلى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فاني اقول بكل بساطة اننا نعرف ان القاعدة ومتطرفين اخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي للاسد ضد المعارضة”.

الخارجية السورية: دمشق طلبت توضيحات حول مهمة كوفي عنان

دمشق- (يو بي اي): كشف الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي عن اتصال أجراه المبعوث الدولي العربي إلى سوريا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي طلب منه توضيحا لطبيعة مهمته وقال “نحن بانتظار توضيح الأمم المتحدة لهذه المهمة”.

وحمل مقدسي في مؤتمر صحفي عقده في دمشق اليوم الأربعاء المجموعات المسلحة مسؤولية فشل محاولات إخلاء الصحفيين الأجانب الموجودين في حي بابا عمرو في حمص “كانت هناك ثلاث محاولات لإجلاء الصحفيين ولكنها فشلت بسبب المسلحين”، مشيرا إلى أنهم “طلبوا سيارات دبلوماسية وأمورا أخرى” لم يسمها.

وأوضح أن “المحاولات تمت بالتنسيق الهلال الأحمر السوري ومنظمة الصليب الأحمر الدولية”، مشددا على أن أي “محاولة للصليب الأحمر ستكون بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، وان سورية لم تتهرب من التزاماتها الانسانية”.

وشدداً على ان الصحفيين ” دخلوا الى الاراضي السورية متسللين وخرجوا متسللين والمؤكد على الأقل الصحفي البريطاني الذي وصل بيروت”، مضيفا” إنسانيا قمنا بواجب التعزية ولن نتهرب من مسؤولياتنا الانسانية “.

وفي رده على سؤال حول ما يشاع عن وجود ضباط فرنسيين في بابا عمرو قال مقدسي “ما لم يصدر شيئ رسمي عن الجهات السورية فهو أمر غير مؤكد، وهناك من يلعب بأمن سورية”.

وبشأن الدعوات لتقديم مساعدات إنسانية قال “هناك آلية تحكم العمل الإنساني والتوزيع يتم عبر الهلال الأحمر ويجب أن يكون تحت المظلة الرسمية وتسيس الحراك مرفوض”.

وحول الدعوات السعودية والقطرية لتسليح المعارضة السورية قال مقدسي “هناك تسليح لهذا الحراك وما قام به القطريون والخليجيون وضع الأمور في سياق جديد ونعتبر تصريحاتهم عملا عدائيا لسفك الدم السوري وعليهم المساهمة في عقلنة المعارضة السورية ودفعها لطاولة الحوار ويتحملون مسؤولية الدم السوري بتسليحهم للمعارضة”.

وفي عن مغادرة قادة حركة حماس لدمشق قال مقدسي “سواء غادرت حماس أم لم تغادر هي ليست ورقة بيد سورية بل سورية ورقة بيد القضية الفلسطينية وسوف نستمر في دعم القضية الفلسطينية”.

بيروت ـ (ا ف ب) – اعلن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم اطياف المعارضة انه قرر تشكيل مكتب عسكري لمتابعة “شؤون المقاومة المسلحة” تحت “الاشراف السياسي” للمجلس، بحسب بيان صادر عنه الاربعاء.

وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان المجلس قرر “إنشاء مكتب عسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، يكون مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني”.

واوضح البيان ان هذا الامر يأتي “في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وايمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا ودعما للجيش الحر”.

واوضح مدير مكتب الاعلام في المجلس الوطني محمد السرميني لوكالة فرانس برس ان انشاء المكتب “يأتي بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.

واشار الى ان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون سيعقد مؤتمرا صحافيا في باريس الخميس للاعلان رسميا عن تشكيل هذا المكتب والتفاصيل المتعلقة بعمله.

وقال السرميني ان المؤتمر الصحافي سيتناول كذلك بعض الاحداث التي تجري على الارض السورية، لا سيما في المناطق المنكوبة مثل بابا عمرو” في حمص.

مدرعات ودبابات ‘الفرقة الرابعة’ تقترب من حي بابا عمرو المحاصر

موقف امريكي مفاجئ: ‘تجريم’ الاسد يعرقل حل الأزمةوتونس تعرض اللجوء على الرئيس السوري وعائلته

عمان ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ وكالات: قصفت القوات السورية معاقل للمعارضة فقتلت ما لا يقل عن 90 شخصا الثلاثاء، بينما جرى تهريب مصور بريطاني مصاب من حمص الى لبنان، في الوقت الذي تباينت فيه الانتقادات الدولية لسياسة النظام القمعية حيث قالت فرنسا ان مجلس الامن الدولي بدأ امس العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سورية وايصال المساعدات الانسانية الى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، بينما اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان هناك ‘حججا’ قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الاسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الا ان هذا الخيار قد يعقد التوصل الى حل في سورية.

وقالت كلينتون في كلمة القتها امام مجلس الشيوخ ‘استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا، لانه سيحد من امكانات اقناع قادة بالتخلي عن السلطة’.

وسئلت كلينتون ايضا عما اذا كانت تعتقد ان الاسد في طريقه للخروج من السلطة في آخر الامر فقالت ‘اعتقد ذلك. لكن ما لا اعرفه هو كيف احدد آخر الأمر’.

وفاجأت تصريحات كلينتون هذه وتصريحات اخرى رفضت خلالها تسليح المعارضة وحذرت من حرب اهلية، المراقبين للأزمة السورية، واعتبروها تراجعا غير مفهوم عن مواقف حازمة سابقا.

وقال احد المحللين لـ’القدس العربي’ ان امريكا تريد تجنب الفوضى التي آل اليها الوضع في ليبيا، ورجح المحلل الذي رفض كشف اسمه ان تكون الولايات المتحدة تعمل على التوصل لتفاهم مع الرئيس الاسد على ان يترك الحكم طواعية والحفاظ على اجهزة الدولة.

وحضرت كلينتون الاسبوع الماضي مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي عقد في تونس بحضور دول غربية وعربية، ودعا الاسد الى وقف قتل المدنيين في حملته على الانتفاضة المناهضة لحكمه.

وقالت فرنسا ان مجلس الامن الدولي بدأ امس العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سورية وايصال المساعدات الانسانية الى حمص والمناطق المتضررة الأخرى، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ‘نأمل الا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح’ في مجلس الامن.

واضاف ‘في ضوء تلك الحالة الطارئة حان الوقت لكي يوقف كل اعضاء المجلس دون استثناء هذه الوحشية’.

وقال نشطاء إن الرئيس بشار الأسد أرسل وحدات من فرقة مدرعات خاصة يقودها شقيقه ماهر إلى حمص الليلة قبل الماضية. واقتربت دبابات كتب عليها ‘الفرقة الرابعة’ من حي بابا عمرو المحاصر.

في غضون ذلك نقل المصور الصحافي البريطاني بول كونروي الذي يعمل في ‘صنداي تايمز’ التي تصدر في لندن بأمان من حمص الى لبنان. وقالت الصحيفة ‘هو بخير ومعنوياته مرتفعة’.

وكان كونروي بين عدد من الصحافيين الغربيين الذين حوصروا في حي بابا عمرو في مدينة حمص حيث قتلت المراسلة الحربية المخضرمة ماري كولفين التي كانت تعمل ايضا في ‘صنداي تايمز’ والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في قصف يوم 22 شباط (فبراير).

وفي وقت لاحق اعلنت ادارة صحيفة ‘لو فيغارو’ الفرنسية الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان الصحافية الفرنسية اديت بوفييه لا تزال في سورية، في حين تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تصريح له اكد فيه وصولها الى لبنان.

وقال ناشط في جماعة آفاز التي ساعدت بعض الصحافيين على الدخول الى حمص المحاصرة انه يعتقد ان صحافيين غربيين اثنين آخرين ما زالا في المدينة.

وانتقد زعماء غربيون وجماعات معارضة الاستفتاء الذي أجري يوم الأحد ووصفوه بأنه مهزلة وانه يصرف الأنظار عن العنف في حمص وأماكن أخرى.

وفي جنيف من المنتظر ان يدين مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة سورية لاستخدامها الاسلحة الثقيلة في هجمات على المناطق السكنية واضطهادها المعارضين في رابع انتقاد من نوعه للاسد منذ بدء الانتفاضة في آذار (مارس) الماضي.

وانسحب الوفد السوري الثلاثاء من الاجتماع، تحت ضغط الانتقادات التي وجهت الى بلاده، فيما اعتبرت روسيا انه من ‘المهم’ ان تتعاون دمشق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وصرح فيصل الحموي ممثل سورية لدى المجلس ان ‘وفد بلادي يعلن انسحابه من جلسة النقاش العقيمة هذه ‘ لان ‘الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو اذكاء نار الارهاب واطالة أمد الأزمة في بلادي عبر رسالة الدعم التي ستوجهها هذه الجلسة الى المجموعات المسلحة’.

وعقد اجتماع مجلس الحقوق الانسان بناء على طلب من تركيا وقطر والكويت والسعودية أيده الغرب.

وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن عدد القتلى خلال حملة الحكومة السورية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية ‘أعلى بكثير من 7500 شخص’ لترفع تقديراتها السابقة لعدد القتلى بنحو الثلث.

وأبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو مجلس الأمن الدولي أن القوة النيرانية للمعارضة تبدو ضئيلة مقارنة بالاسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوري. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمام مجلس حقوق الانسان انه حان الوقت لاحالة سورية الى المحكمة الجنائية الدولية، وحذر الاسد من انه سيواجه العدالة. وانضمت قطر إلى المملكة العربية السعودية امس في المطالبة بتسليح قوات المعارضة السورية.

ومن جهته أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي استعداد بلاده لمنح اللجوء إلى الرئيس السوري بشار الأسد وأقاربه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.

وأدلى المرزوقي بهذه التصريحات خلال مقابلة مع جريدة ‘لابريس’ اليومية الرسمية الناطقة بالفرنسية والتي سوف تنشرها كاملة في عددها الصادر الأربعاء.

وفي محافظة حماة قصفت قوات الامن بلدة حلفايا. وقال نشطاء إن 35 قتيلا من سكان القرى من السنة كانوا بين 100 على الأقل قتلوا في المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين انتقاما من هجمات يشنها الجيش السوري الحر المعارض على قوات الأمن.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا في بابا عمرو امس بعد يوم من مقتل 84 في حمص من بين 122 مدنيا اجمالا قتلوا قي سورية. وأضاف المرصد أن 29 من قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع المعارضين يوم الاثنين.

العالم وسورية: صمت المنافقين

صحف عبرية

حينما زادت الولايات المتحدة في 1966 تدخلها العسكري في فيتنام، بادر الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل الى انشاء محكمة دولية تحاكم عمليات جيش الولايات المتحدة بازاء افتراض ان نقض المواثيق الدولية يُعد جريمة قابلة للمحاكمة. وبادر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الى الانضمام الى مبادرة راسل، وفي 1967 عقدت المحكمة جلستين. وفي نهايتهما أُدينت الولايات المتحدة بـ 11 مادة أخطرها تنفيذ مذبحة عرقية في الشعب الفيتنامي.

عبر نشاط المحكمة عن مزاج عام ساد في تلك السنين اليسار الاوروبي لكنه لم يترك أثرا كبيرا في الولايات المتحدة التي تابعت تلك الحرب الخاسرة. وانعقدت محكمة راسل مرة اخرى للتنديد بالانقلاب العسكري في تشيلي في 1973 ثم عادت وانعقدت في 2004 بمباركة الفيلسوف الفرنسي جاك داريده هذه المرة للتنديد بالغزو الامريكي للعراق.

لا أتذكر ان محكمة راسل انعقدت في 1988 لتأثيم صدام حسين بسبب ذبح شعب قام به جيشه حينما قتل في سنتي 1987 1988 نحوا من 100 ألف كردي منهم نحو من 5 آلاف ولد وامرأة ورجل قُتلوا بهجوم بالغاز السام في حلبجة.

ولم تنبس المحكمة الموقرة بكلمة ايضا حينما بدأوا في ايران بعد ثورة آيات الله مباشرة يرجمون النساء اللاتي تم اتهامهن بالزنا ويشنقون اللوطيين.

ولم يُسمع صوت المحكمة الموقرة المستنيرة ايضا حينما بلغ عدد ضحايا الرجم في ايران ألفا وأكثر.

لم تنعقد محكمة راسل ايضا لتأثيم حافظ الاسد، رئيس سوريا آنذاك حينما أمر جيش سوريا قبل ثلاثين سنة في الثاني من شباط 1982 بذبح السكان السنيين في مدينة حماة التي قُتل فيها نحو من 25 ألف انسان بحسب تقدير امنستي، بذبحهم بوحشية. مع ذلك فان عدد الضحايا في تلك المذبحة الفظيعة بلغ 40 ألفا بحسب المنظمة السورية لحقوق الانسان.

لهذا لا عجب من ان محكمة راسل لا تبادر الى الانعقاد في هذه الايام حينما يتابع الاسد الابن العمل بعمل أبيه وذبح أبناء شعبه من السنيين الذين لا يعتبرون في الجماعة العرقية الدينية العلوية التي هي فرع من الاسلام الشيعي.

سيتساءل القارىء البسيط وبحق لماذا أتناول فجأة محكمة راسل التي أصبح مؤسسوها وأنصارها الأوائل في جنة عدن منذ زمن.

ربما ينبغي ان نوجه الدعاوى على الامريكيين الذين كانت عندهم الجرأة لابعاد المجرم عن بغداد، أما الآن فقد أصابهم الشلل أمام المذبحة اليومية في سوريا بدل ان نوجهها الى محكمة راسل. ربما دُهشوا كثيرا من البطاقة الحمراء التي أخرجتها عليهم محكمة راسل لابعاد الجزار العراقي الكبير ولا يرغبون في ان يتلقوا تأثيما آخر من المحكمة لمحاولة ابعاد القاتل من دمشق. لكن ماذا عن الاوروبيين الذين برهنوا على شدة وطأتهم حينما أُتيحت لهم فرصة القضاء على القذافي؟ لم يتلقوا عن ذلك أي تنديد من أية محكمة فلماذا لا يحركون ساكنا؟ أربما يكون عدم دافعهم الى وقف المذبحة في سوريا نابعا من حقيقة أنه لا نفط في سوريا بخلاف ليبيا؟.

لنترك الامريكيين والاوروبيين، لكن أين محكمة راسل التي ادعت أنها ضمير عالم فقد ضميره؟ هل لفظت المحكمة أنفاسها؟.

ألم تبادر المحكمة الموقرة قبل ثلاث سنين فقط في 2009 الى تأثيم اسرائيل لبناء جدار الفصل ولا توجد الآن محكمة ولا راسل ازاء المذبحة في سوريا. يبدو ان ضمير العالم قد مات منذ زمن وليس له اليوم رسول ايضا.

اسرائيل اليوم 28/2/2012

الغرب يتدخل قانونيا ويسجل جرائم الاسد.. ملفه جاهز وسينال القصاص

حان وقت دفع الثمن… سلحوا المعارضة ودربوها

لندن ـ ‘القدس العربي’: تتزايد المطالب لتحويل ملف النظام السوري الى محكمة جرائم الحرب الدولية، فمنظمات حقوق الانسان ومحامون منشغلون بتوثيق انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان، بل تقوم حكومات غربية مثل بريطانيا بتسجيل انتهاكات النظام من خلال ارسال دبلوماسيين لجمع المعلومات من الهاربين الى دول الجوار السوري.

وعليه فان الغرب وان لم يتدخل عسكريا لكن مجرد جمعه معلومات عن ممارسات النظام السوري يعتبر نوعا من التدخل القانوني، وتساعد الغرب في جهوده هذه المعارضة السورية التي تجتهد كل يوم في الكشف عن ادلة على فظائع النظام كان اخرها ما قالت انه تم العثور على 64 جثة وجدت في مقبرة جماعية قرب حمص.

ولا تزال التفاصيل حول هذه الجثث التي اكتشفت غامضة، وفي حالة ثبوت صحة المعلومات فانها تشير الى درجة العنف الذي وصل اليه النظام السوري وسياسة القبضة الحديدية التي يمارسها النظام منذ بدايتها قبل عام تقريبا. فالجثث التي اعلن عن اكتشافها هي جزء من الحصيلة اليومية للشهداء الذين يسقطون كل يوم جراء المواجهات وعمليات القصف في انحاء عدة من سورية، في حمص وحماة وادلب وغيرها.

وتظل حمص هي المدينة التي عانت اكثر من صواريخ النظام التي لم تتوقف منذ اربعة اسابيع خاصة على حي بابا عمرو، فقد تحولت المدينة اضافة الى ذلك لنقطة توتر اخرى حيث تزايدت فيها النعرة الطائفية بين الغالبية السنة والعلويين من مؤيدي النظام، وشهدت حمص وفي الاسابيع الماضي سلسلة من عمليات القتل والاختطاف اتخذت طابعا طائفيا. ولم يستبعد الناشطون البعد الطائفي في المقبرة الجماعية الاخيرة، لكن ناشطين اخرين تحدثوا الى مراسلين اجانب عبر ‘سكايب’ قالوا ان القتلى ربما قتلوا اثناء محاولتهم الهروب من بابا عمرو بعد ان تعرضت فيه بيوتهم للقصف. ونقل عن منظمة ‘افاز’ لحقوق الانسان نفس الرواية حول المذبحة، ولكنها وضعت الرقم بـ 62 قتيلا، اما المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن فقد وضع الرقم بـ68 مع ان هوية القتلى لا تزال مجهولة. ويظل التأكد من صحة هذه التقارير امرا صعبا لان الصحافيين غير مسموح لهم العمل في سورية.

تسليح المعارضة

وفي ضوء زيادة عنف الدولة دعت اطراف عربية منها قطر لتسليح المعارضة، فيما ارتفعت اصوات في امريكا بين النواب والمحللين الصحافيين لدعم المعارضة بالسلاح. كل هذا بعد ان فشل مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي انعقد في تونس نهاية الاسبوع الماضي في التوصل لالية لحل الازمة السورية، فمع ان المشاركين فيه تعهدوا بدعم المعارضة الا انهم وفي ظل تشرذم المعارضة، تحفظوا حتى الآن على مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للسوريين، ولم يتفق المشاركون على مسأل تسليح جيش سورية الحر واستبعدوا فكرة التدخل العسكري.

وفي ضوء تواصل العنف والقتل اليومي بات الكثيرون يرون الحل في الخيار العسكري من اجل انهاء النظام الذي انتهى فعلا ولكن السؤال متى وكيف؟ فبحسب روجر كوهين الذي كتب في ‘نيويورك تايمز’ داعيا لتسليح المعارضة فالوضع في سورية لن ‘يعمر قبل ان يخرب’. ومع انه يعترف بتعقد المعادلة السورية وان شكل التغيير فيها يختلف عن اشكال اخرى مرت بها الدول التي خرجت من المنظومة الشيوعية السابقة او دول الربيع العربي، الا ان التغيير ممكن، مشيرا الى ان الحالة السورية تحتوي مثل يوغسلافيا ولبنان والعراق قبلها على عناصر الانفجار من ناحية التعددية الاثنية والدينية وان النزعة نحو التحرر من جانب كل طائفة تتغلب على نزعة الوحدة. ويضاف الى هذا الوضع عائلة الاسد نفسها الذي يصف افرادها بالعصابة ـ المافيا – وهم اقلية ضمن الغالبية ويحاولون بالاكراه والعنف البقاء في السلطة وحكم البلد الذي تعاملوا معه على انه مزرعة خاصة بهم، ومثل بقية الطغاة العرب ممن اطاح بهم الربيع اقاموا حكما وراثيا وجمعوا حولهم طائفة من المتنفذين والمنتفعين والفاسدين، اضف الى ذلك وضعية سورية كمنطقة اصبحت ساحة للحروب الباردة الاقليمية والدولية.

ويضيف الى ان الاصوات تتعالى محذرة عندما يتم الحديث عن تسليح المعارضة، لان ذلك كما يقولون لن يؤدي الا لمفاقمة الوضع وتوحيد الاقليات الخائفة حول النظام، كل هذا يجب ان لا يجعلنا متفرجين. كما انه لا توجد سياسة تجاه سورية لا تحمل مخاطر. فسورية اصبحت ساحة خطيرة ومن اجل تحقيق توازن في اللعبة ووقف اطلاق للنار، يجب تسليح المعارضة وتدريبها كما حصل في ليبيا. ويقول كوهين ان وقت دفع الثمن قد حان، مشيرا الى الولايات المتحدة حذرت الاسد اثناء غزو العراق من عدم وتسهيل دخول الجهاديين للعراق. مضيفا ان المساعدات والقوات الخاصة يمكن ان تدرب المقاتلين الذين يفتقرون للمعدات والمهارات القتالية ونقلهم من العراق ودول الجوار الى سورية، مؤكدا على اهمية ان تكون المهمة مشتركة عربية وغربية. ويجب ان يرفق هذا بجهود من الامم المتحدة لايصال المساعدات الانسانية واقامة مراكز ومعابر انسانية حيث يتواجد اللاجئون قرب الحدود التركية والاردنية. كما يدعو لجهد دبلوماسي لاقناع روسيا والصين التخلي عن دعم الاسد. ويرى انه يجب التركيز على اسقاط الاسد اكثر من ضرب ايران لان نظام دمشق من السهل اسقاطه ومع سقوطه سيتم اضعاف ايران وحليفها الوحيد الباقي في المنطقة وهو حزب الله، فهو يرى ان التركيز على ايران وضربها حماقة نظرا لمناعة النظام في طهران. هذه الاجراءات ان تمت فستؤدي فعلا الى ثمار، لانها تختلف عن السياسة المتبعة الان من قبل الاتحاد الاوروبي وامريكا والقائمة على فرض عقوبات اقتصادية وتجميد اموال واستهداف شخصيات في النظام.

التدخل القانوني

وهناك بعد اخر ومهم اشير اليه في البداية وهو ملاحقة رموز النظام من خلال المحكمة الدولية لجرائم الحرب الدولية، ففي مقال كتبه بن ماكنتير في ‘التايمز’ البريطانية، قال فيه ان الاسد لن يفلت من جرائمه، حيث اشار الى الخطوة التي ستقوم بها الامم المتحدة لفتح ارشيفها الذي يوثق 37 الف جريمة حرب ارتكبت في اثناء الحرب العالمية الثانية.

واضاف ان نشر مواد الارشيف يجب ان تزرع الخوف في قلب الاسد ومن حوله. فمع ان مدى الجرائم التي ارتكبت قبل 60 عاما ليست معروفة حتى الان الا ان ضحايا الاسد لن ينتظروا هذه المدة لتحقق العدالة. فارشيف الامم المتحدة الذي سرا يحتوي على 10 الاف حالة من الاغتصاب والعدوان والقتل وجرائم ثقافية. واهمية الكشف عنه تعني انه يعطي المدافعين عن حقوق الانسان الفرصة لملاحقة المجرمين اليوم ممن يرتكبون جرائم ضد الانسانية. ويقول الكاتب ان الشجب الدولي لما يقوم به جزار دمشق لا يكفي، فالاسد ومن معه تهمهم مصالحهم الشخصية، وعليه فان التهديد بتقديمهم للمحكمة الدولية سيكون السلاح الفعال ضد نظام يعيش حالة من الرهاب.

ويقول ان الاسد يخاف من الصحافيين الاجانب الذين سيكشفون عن جرائمه ولهذا قام بقتلهم، ولكن عليه ان يخاف من المحامين وناشطي حقوق الانسان الذين يوثقون جرائمه ويلاحقون ممارساته. ويضيف الى ان الاسد الذي اتهمته مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان في سورية يجب ان يعرف ان ملفه جاهز لتقديمه في اي وقت لمحكمة جرائم الحرب.

ويقول ان الغرب حتى وان لم يتدخل عسكريا فانه ناشط بالتدخل قانونيا وتوثيق الجرائم، مؤكدا ان ساعة الاسد قد تأتي عاجلا اما اجلا وستتحقق مهما طال الزمن، فهناك مجرمون ظلوا هاربين من العدالة لاكثر من نصف قرن والقي القبض عليهم ووقفوا في النهاية امام المحكمة ونالوا جزاء ما ارتكبوه.

رئيس الموساد الأسبق: وضع الاسد الحالي يمكن روسيا والصين الإثبات للغرب عدم قدرته على إنهاء الأزمة بدون التعاون معهما

زهير أندراوس:

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ما زال أركان دولة الاحتلال يُطلقون التصريحات غير المتناسقة بالنسبة للموقف من النظام السوري الحاكم، فبعد أنْ تنبأ وزير الأمن، إيهود باراك، في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي بأن أيام الرئيس بشار الأسد باتت معدودة، في الحكم، يُواصل الإعلام العبري ومراكز الأبحاث في الدولة العبرية نشر تقارير وأبحاث متناقضة بالنسبة لنظام البعث في بلاد الشام، وفي هذا السياق كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية، أمس النقاب عن أن تل أبيب قررت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية اعتماد سياسة سلبية حيال ما يجري في سورية، تقوم على مبدأ واضح هو عدم التدخل، رغم تأييدها الضمني لكل ما من شأنه تنحية الرئيس بشار الأسد عن الحكم.

وبحسب محلل الشؤون العسكرية والإستراتيجية في الصحيفة، اليكس فيشمان، المرتبط بالمؤسسة الأمنية في تل أبيب ويستقي منها معلوماته، فإن عدم التدخل هذا يتضمن السكوت والامتناع عن خطوات دبلوماسية، مشيراً إلى أن إسرائيل تتخذ جانب الحذر في ألا تترك ولو ظل بصمات في ما يجري في سورية، لأن النظام ومؤيديه لديهم مصلحة في تحويل الانتباه عما يجري في سورية باتجاه الدور الإسرائيلي من أجل إحراج الجامعة العربية التي تطالب برحيل الأسد، على حد تعبير المصادر الأمنية في تل أبيب.

لكن في موازاة هذا الحياد، فإن جوهر الموقف الإسرائيلي، بحسب فيشمان، هو تأييد كل خطوة تؤدي إلى تنحية الرئيس الأسد عن الحكم، وهذا ما أنتج ائتلافاً مشوقاً من المصالح، حيث إسرائيل وتركيا ودول الخليج والسعودية توجد فجأة في الجانب نفسه من المتراس، وهو ائتلاف ينطوي على قدرة كامنة للتوسع وصولاً إلى التعاون حيال عدو مشترك واحد هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أما في ما يتعلق بسيناريوهات تدهور الأوضاع في سورية، فقد أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن تقدير الوضع في تل أبيب يرى أن احتمال أن يبادر الرئيس الأسد إلى استخدام أسلحة إستراتيجية ضد إسرائيل، في حال شعوره بالحشرة، هو احتمال ضعيف، خصوصاً أن إطلاق الصواريخ الثقيلة ضد إسرائيل يستدعي سلسلة أعمال سيجد النظام السوري، الذي هو على شفا التفكك، صعوبة في تنفيذها. وبناءً على ذلك، فإن سورية كدولة، وفقاً للتقدير الإسرائيلي، لا تمثل في المرحلة الحالية تهديداً لإسرائيل. إلا أنه على الرغم من ذلك، تستعد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لاحتمال أن تُلحق الحرب الأهلية في سورية والفوضى المتصاعدة فيها ضرراً إقليميًا على طول الحدود في الجولان العربي السوري المحتل، وهو ضرر يمكن أن يتمثل في استئناف ما أسماها بالأنشطة العدائية ضد إسرائيل من جانب أطراف وسط السكان السوريين الذين يسكنون في هضبة الجولان.

ويشبه التقدير الإسرائيلي تداعيات سقوط الحكم المركزي في سورية على منطقة الجولان بما هو حاصل في سيناء اليوم، في أعقاب فقدان الحكم المصري المركزي سيطرته على شبه الجزيرة، إذ تحولت إلى مرتع لتهريب السلاح والمسلحين من دون حسيب أو رقيب، وقال أيضًا إن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بدأت تستعد لليوم الذي يخرج فيه الوضع على الحدود مع سورية عن السيطرة، وتأخذ عدداً من سيناريوهات التدهور المحتملة في الحسبان.

ومن بين هذه السيناريوهات: فقدان النظام السوري السيطرة وسط المناطق الموجودة في الجانب السوري من هضبة الجولان، الأمر الذي من شأنه بحسب تقديرات الجيش أن يؤدي إلى استئناف النشاط المسلح من الحدود، كما هي حال الفوضى العارمة اليوم في سيناء.

وفي هذا الإطار، أشار فيشمان إلى أن التقديرات الإسرائيلية باتت ترى أن انتقال أسلحة غير تقليدية أو إستراتيجية كالأسلحة الكيميائية أو الصواريخ الحديثة المضادة للطائرات أو صواريخ سكاد من سورية إلى لبنان وسقوطها في أيدي حزب الله هما مسألة وقت وفرصة فقط. وذكر المحلل، استنادًا إلى المصادر عينها، بأن إسرائيل ترى أن انتقال منظومات سلاح مثل الصواريخ المضادة للطائرات من طراز ‘اس. إي. 8’ من سورية إلى لبنان يمثل تهديداً على حرية عمل سلاح الجو في الساحة الشمالية، الأمر الذي سيلزمها باتخاذ القرارات لتعطيل هذا التهديد.

من ناحيته، قال محلل الشؤون العربية في صحيفة ‘هآرتس’، تسفي بارئيل، إن الدولة العبرية حقيقة لا تنتمي إلى الدول التي على الأقل تندد بما يجري في سورية وتطالب برحيل الأسد غريبة ومثيرة للحفيظة. وتابع قائلاً: هذه الحكومة، التي تعرف دومًا على من تلقي المسؤولية، علقت فجأة في متاهة إستراتيجية معيبة. إذا ما وبخت نظام الأسد فإنه سيزعم ليس فقط بأنها ستظهر كمن يتدخل في الشؤون الداخلية السورية بل وستتهم منه كمن تخطط لإسقاطه. وبالفعل، تعليل سياسي ثقيل الوزن يلقي بظلاله على كل موقف أخلاقي.

ولفت بارئيل إلى أن إسرائيل، وليس غنيا عن البيان، لم تتردد في العمل في سورية عندما اعتقدت بان النظام يعرضها للخطر. ولكن عندما يقتل آلاف السوريين على أيدي النظام فجأة تدخل الحسابات الإستراتيجية إلى العمل. وخلص إلى القول إن حكومة إسرائيل لا يحق لها أن تتمترس في موقف المحلل الذي يتساءل متى وإذا كان الأسد سيسقط. فهي تمثل جمهورا يسعى إلى الاستماع منها لموقف أخلاقي واضح وجلي، بل والإعراب عن الاستعداد لتقديم المساعدة الإنسانية، على حد قوله. من جانبه، حذر الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، إفرايم هاليفي، من حدوث فوضى في الشرق الأوسط إذا ما سقط نظام الأسد، وقال إن إسرائيل قد تقوم بتحرك عسكري، للحفاظ على أمنها بالمنطقة. وحذر من حدوث فراغ بالسلطة، ووقوع أسلحة الجيش السوري في يد حزب الله. وتحت عنوان الطريق إلى طهران ودمشق تمر بموسكو، في إشارة إلى تحالف الحرب الباردة المتجددة في المنطقة، قال هاليفي، متوقعا أن موسكو لن تسمح لنفسها بفشل آخر، حيث تتيح لها الأزمة السورية فرصة لإصلاح الضرر بصورة جزئية على الأقل. والموقف الحالي الذي يدعم الأسد يمكن روسيا والصين من أن تثبتا للغرب أنه لا يستطيع إنهاء الأزمة من غير تعاون معهما. فهذا الأمر يلامس الموضوع المركزي في برنامج عمل إسرائيل الإستراتيجي. في حين أن روسيا والصين انضمتا خمس مرات إلى الولايات المتحدة في الاقتراع على عقوبات على إيران، ولهما اهتمام حقيقي في منع طهران من تهديد العالم بسلاح ذري، على حد تعبيره.

سوريا: الصين تؤيد إرسال مساعدات إنسانية

خاص بالموقع – بعدما أكد ديبلوماسيون، أمس، أن الولايات المتحدة تعد مشروع قرار جديداً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، يطالب بالسماح بدخول مساعدات إنسانية إليها، أعلنت الصين، اليوم، تأييدها إرسال مساعدات إنسانية، معربة عن رغبتها في العمل مع الدول العربية لتعزيز السلام. إلى ذلك، دعت فرنسا، اليوم، سوريا إلى إقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو في حمص للسماح

بـ«إجلاء آمن وسريع» للصحافية الفرنسية اديت بوفييه، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم، أن المصور البريطاني، بول كونروي، تمكن من الوصول الى سفارة بريطانيا في بيروت وهو «في أمان».

أعلنت الصين تأييدها إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا، معربة عن رغبتها في العمل مع الدول العربية لتعزيز السلام وتسوية الأوضاع السورية.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، اليوم، أن وزير الخارجية الصيني، يانغ جيه تشي، اتصل بالأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وعدد من نظرائه العرب، وبحث معهم الوضع في سوريا، مشيرةً إلى أنه شدّد على بذل الصين جهوداً للحفاظ على السلام والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط، لافتاً إلى أن المهمة الملحة أمام أطراف الصراع في سوريا هي وقف العنف فوراً للبدء في حوار سياسي شامل، ومناقشة خطط الإصلاح في أسرع وقت ممكن.

وأكد وزير الخارجية الصيني، الذي أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه المصري محمد كامل عمرو، والسعودي سعود الفيصل، والجزائري مراد مدلسي، أن «على المجتمع الدولي خلق الظروف المؤاتية في هذا الصدد وتوفير المساعدات الإنسانية لسوريا»، موضحاً أن بلاده ترغب في العمل مع الدول العربية من أجل تعزيز التوصل إلى تسوية سلمية وملائمة للقضية السورية.

من جهتهم، عبّر المسؤولون العرب عن تقديرهم للتعاون الودي بين الصين والدول العربية، مؤكدين أنهم يريدون الحفاظ على التشاور والتنسيق مع الجانب الصيني، ويأملون التوصل إلى حل مبكر وتفاوضي للقضية السورية.

وكان دبلوماسيون أميركيون قد ذكروا، أمس، أن الولايات المتحدة تعد مشروع قرار جديداً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، يطالب بالسماح بدخول مساعدات انسانية الى المدن التي تشهد احتجاجات.

وفي حال طرح هذا النص للتصويت، فسيكون الثالث الذي تحاول الدول الغربية تمريره في مجلس الأمن الدولي خلال الأزمة المستمرة منذ أحد عشر شهراً.

وصرح دبلوماسي بأن «مشروع القرار هذا سيركز على دخول المساعدات الإنسانية الى المدن، لكنه سيقول إن الحكومة هي سبب الأزمة»، فيما أكد دبلوماسي آخر أنه «حالياً هناك مجرد اتصالات بشأن النص»، موضحاً أن المسودة «لم ترسل الى كل مجلس الامن الدولي، ولا نعرف متى سيحدث ذلك».

بدورها، دعت فرنسا، اليوم، سوريا إلى إقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو في حمص للسماح بـ«إجلاء آمن وسريع» للصحافية الفرنسية اديت بوفييه.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، في تصريح صحافي «نتوقع من حكومة دمشق أن تعمل على توفير كل الشروط لإجلاء آمن وسريع، وخصوصاً عبر وقف فوري لإطلاق نار في بابا عمرو»، مضيفاً إن «فرنسا تحشد قواها لإنجاح عملية إجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص، مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر».

وفي السياق، أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم، أن المصور البريطاني، بول كونروي، الذي نجح في الخروج من مدينة حمص السورية الى لبنان، بمساعدة معارضين للنظام، تمكن من الوصول الى سفارة بريطانيا في بيروت وهو «في أمان».

وقال رئيس الحكومة للنواب «يمكنني أن أقول لمجلس (العموم) إن بول كونروي بات في أمان. توجه الى سفارتنا في بيروت في لبنان، حيث تم الاهتمام به وأنا على قناعة من أنه يودّ العودة قريباً الى البلاد».

أما في الكويت، فقد أقر مجلس الأمة، اليوم، بأغلبية كبيرة توصية تدعو الحكومة الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري.

وصوّت 44 عضواً، بمن في ذلك جميع أعضاء الحكومة الحاضرين الذين يصوّتون في المجلس بموجب الدستور، لمصلحة التوصية غير الملزمة، فيما صوّت خمسة نواب ضد هذه التوصية.

ورأى النائب المعارض، مسلم البراك، أن النظام السوري «جزار (في سوريا) يقتل شعبه وقد فقد كل شرعية».

من ناحية ثانية، تقدم 33 نائباً بطلب لمناقشة المسألة السورية، غداً، بهدف تقديم «الدعم المعنوي والمادي» للشعب السوري.

 (أ ف ب، يو بي آي)

بابا عمرو… الساعات الحاسمة

بعد خمسة وعشرين يوماً من الاشتباكات بين قوات الجيش السوري ومسلحي «الجيش السوري الحر» المتحصنين في بابا عمرو في حمص، بدا أن الأمور في هذه المنطقة تتجه الى الحسم النهائي، وسط تأكيدات بسيطرة الجيش على المنطقة التي قد تعلن «آمنة» في الساعات المقبلة

أكدت مصادر في دمشق لـ «الأخبار» أن الجيش السوري سيطر على غالبية حي بابا عمرو في حمص، ودخل الى شوارعه الرئيسية بعد خمسة وعشرين يوماً من الحصار. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش كانت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس تنفّذ عمليات تنظيف للحي ممن بقي فيه من مسلّحين، وسط مخاوف من وجود حقول ألغام تركها هؤلاء. وتحدثت عن احتمال صدور بيان رسمي في الساعات القليلة المقبلة تعلن فيه السلطات أن المنطقة باتت آمنة.

وأضافت المصادر أن عمليات عسكرية تدور في المنطقة الجنوبية القريبة من منطقة القصير الحدودية مع لبنان، مشيرة الى «ساعات حاسمة». وأشارت الى تجمع لعدد كبير من المسلّحين، بينهم مقاتلون من ليبيا وتونس، وإلى أن الجيش السوري اعتقل أعداداً من المسلّحين من بينهم لبنانيون دخلوا من منطقة وادي خالد. وسجلت حركة نزوح كثيفة للمقاتلين في اتجاه الأراضي اللبنانية. فيما تحدثت مصادر لـ «الأخبار» عن استمرار وجود مسلّحين في الخالدية وبعض أجزاء الحميدية مع تأكيدها أن التعامل مع هذه المناطق لن يكون صعباً بسبب سقوط «مركز قيادة المسلحين» في بابا عمرو. إلا أن مصادر في «الجيش السوري الحرّ» نفت لـ «الأخبار» سقوط بابا عمرو في أيدي الجيش، قائلة إن المسلحين «تمكنوا من فتح ثغرة في الحصار على المنطقة ويعملون على إخلاء المدنيين عبر الخالدية ــ الوعر ــ القصير وصولاً إلى منطقة عرسال» اللبنانية.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عمن وصفته بـ «عضو الهيئة العامة للثورة السورية» هادي العبدالله قوله ان الجيش «استقدم الى حمص تعزيزات من الفرقة الرابعة»، مشيرا الى ان هذه التعزيزات «تزيد من مخاوفنا من حصول اقتحام». وأشار الى ان القوات النظامية أخلت «حاجزين كبيرين على اطراف الخالدية هما حاجزا المطاحن والاطفائية»، مشيراً الى انه «تم توجيه نداءات عبر المساجد الى الاهالي للنزول الى الطبقات الارضية».

وأفادت المصادر الرسمية، من جهة أخرى، أن الجيش السوري حقق كذلك «تقدّماً كبيراً» في ريف حلب وإدلب.

وأعلنت الجهات الأمنية إحباط تسلل لمجموعة «إرهابية مسلحة قادمة من لبنان تسللت من معبر عيون الشعرة ـــ حالات في ريف تلكلخ، وإن ثلاثة من عناصر المجموعة الإرهابية قتلوا وأصيب آخرون، بينما أصيب عنصر من الجهات المختصة». وقد أحبطت الجهات الأمنية السورية عدداً من محاولات التسلل من الأراضي اللبنانية خلال الأشهر الماضية.

من جهة أخرى، اعلن البيت الابيض ان تنظيم «القاعدة» يحاول الاستفادة من اعمال العنف في سوريا، مقراً بأن هذا هو احد الاسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح على جدول اعمال واشنطن. وأوضح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: «نعرف ان القاعدة ومتطرفين آخرين يحاولون الاستفادة من الوضع». وأضاف ان عناصر من التنظيم «يحاولون تقديم انفسهم على انهم المدافعون عن حرية اكبر وعن الديموقراطية لسكان المنطقة»، وهو «ما يتناقض مع تاريخهم وعلة وجودهم». وتابع ان «موقفنا لا يعود فقط لهذا السبب، بل ايضا لأن الوقت لم يحن بعد لزيادة عسكرة الوضع في سوريا».

الى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في بابا عمرو أمس، وأن 29 من قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع المعارضين أول من أمس.

في غضون ذلك، تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نقل مساعدات إلى مدينتي إدلب وحمص، حسب ما أعلنت ناطقة باسم هذه المنظمة في جنيف. وسلّمت المساعدات إلى الهلال الأحمر السوري، لكنها لم توزّع بعد بسبب المعارك.

وشهدت مدينة دمشق أمس تشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الأيام الماضية برصاص قوات الأمن السورية، بحسب ما أفادت مصادر متقاطعة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها، محمد الشامي، إن «آلاف الأشخاص شاركوا في تشييع شهيدين قتل أحدهما أمس والثاني أول من أمس برصاص الأمن في كفرسوسة».

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الجيش السوري شيّع من مشفى تشرين العسكري في دمشق جثامين 7 شهداء من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة.

إلى ذلك، أبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لين باسكو، مجلس الأمن الدولي أن عدد القتلى في سوريا «أعلى بكثير من 7500 شخص». وقال «رغم أننا لا نستطيع إعطاء أرقام محددة للقتلى والجرحى، تشير تقارير جديرة بالثقة إلى أن العدد الإجمالي للقتلى حالياً يتجاوز دائماً 100 مدني في اليوم، كثير منهم نساء وأطفال».

من جهة أخرى، شُغل العالم أمس بخبر عبور الصحافية الفرنسية إديت بوفييه وزميلها البريطاني بول كونروي من حمص إلى لبنان عبر معبر غير شرعي، قبل أن تحسم إدارة صحيفة لو فيغارو الأمر، مكذّبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومؤكدة أن بوفييه التي تعمل في هذه الصحيفة لا تزال في سوريا، ليتراجع بعدها ساركوزي عن تصريح سابق له يؤكد فيه وصولها إلى لبنان.

من جهته، قال مصدر في صحيفة «لو فيغارو» ان «من الخطأ القول إنها وصلت بسلام إلى لبنان». وكانت مصادر في المعارضة السورية قد أعلنت صباحاً أنه جرى تهريب بوفييه وكونروي إلى لبنان، ولاحقاً أكدت جريدة «صنداي تايمز» التي يعمل فيها كونري الخبر، وقالت إنه «سليم ومعافى».

وأعلنت الخارجية الروسية إن خبر نقل المسلحين للصحافيين يؤكد أنهما كانا طوال هذه الفترة في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، وغادرا الأراضي السورية مثلما وصلا إليها، من دون إبلاغ السلطات السورية بذلك. وقال ناشط في جماعة آفاز، التي ساعدت بعض الصحافيين على الدخول إلى حمص المحاصرة، إنه يعتقد أن صحافيين غربيين اثنين آخرين لا يزالان في المدينة.

(الأخبار، سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

«فورين بوليسي»: حذار التسليح السعودي للمعارضة

حذّر المحلل الاستخباري السابق في الخزانة الأميركية جوناثان شانزر من مخاطر الدور السعودي في سوريا، مشيراً إلى أن في جعبة التاريخ درساً مفاده أن «لا أحد سيكون أكثر خطورة من السعودية»

جنان جمعاوي

خلال «توبيخه» الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، قال الملك السعودي، عبد الله، إن المملكة «لن تتخلى أبداً عن واجباتها الدينية والأخلاقية حيال ما يجري» في سوريا. لكن في آخر مرة ارتأى فيها السعوديون أن لديهم واجباً لـ«إحباط» السياسات الروسية، كانوا قد مهّدوا الطريق لانبثاق «جيل من الجهاديين في أفغانستان، ينشرون الفوضى في العالم منذ ثلاثة عقود وحتى الآن». وفي السياق، نقل المحلل الاستخباري السابق في وزارة الخزانة الأميركية جوناثان شانزر، وهو مسؤول في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، عن تقارير إخبارية أن الرياض «ترسل بالفعل أسلحة ومعدات للمعارضة السورية، عبر حلفائها من العشائر السنية في العراق ولبنان»، على أن ترسل المزيد. هكذا لمّح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عندما وصف فكرة تسليح المعارضة بأنها «ممتازة». بعدها، نقلت صحيفة «سعودي غازيت» عن مسؤول لم تسمّه أن الرياض تفكر بتزويد المعارضة السورية بـ«الوسائل الكفيلة بتأمين الاستقرار والسلام»، فيما بدأ رجال الدين السعوديون يدعون على الملأ إلى الجهاد في سوريا.

هذه النزعة لتسليح المعارضة السورية تعود، حسبما كتب شانزر، في مجلة «فورين بوليسي»، إلى رغبة «الدول السنية (في الخليج) بتقويض نظام (بشار) الأسد، لأنه حليف عدوتهم الشيعية إيران». وتابع أن «حرمان الروس من موطئ قدم لهم في الشرق الأوسط يعدّ مكسباً إضافياً بالنسبة للسعوديين»، فـ«الدولتان تتشاطران عداءً مزمناً».

في سبعينيات القرن الماضي، استخدم السعوديون ثروتهم النفطية «الهائلة» لـ«تسديد ضربات موجعة للروس، أينما استطاعوا». وحاربوا الحكومات والحركات السياسية الشيوعية بأكثر من 7.5 مليارات دولار على شكل مساعدات ومعونات عسكرية لعدد من الدول.

بمكافحتهم للشيوعية، حقن السعوديون «جيلاً من المقاتلين الإسلاميين المتشددين الذين أثاروا المتاعب الكبرى أينما حلّوا». هؤلاء كانوا «مفيدين» بالنسبة للمملكة، بعدما غزا السوفيات أفغانستان في نهاية 1979. بعقيدة «وهابية صارمة»، وبأسلحة وأموال سعودية، «تدفقوا إلى أفغانستان».

تغيّر الكثير مذّاك. والسعوديون لا يحتاجون اليوم إلى محاربة الشيوعية. فالروس اليوم «لا أيديولوجية لهم، ولا تسيّرهم سوى المصالح السياسية». كما ان الكرملين يعاني من «حساسية» من نشر الجنود في الشرق الوسط وجنوب آسيا. استراتيجية موسكو الجديدة «تقتصر على جني المال والنفوذ عبر بيع الأسلحة والمعدات العسكرية والتقنيات إلى إيران وسوريا».

وبرأي شانزر فإن تسليح الأنظمة «المارقة» يبدو «عملاً طائشاً»، لكنه يُعدّ «الفرصة الأخيرة بالنسبة للروس لممارسة ثقلهم في المنطقة». وتعد طرطوس، ثاني اكبر مرفأ في سوريا، «الحجر الأساس» للتعاون البحري بين موسكو ودمشق منذ السبعينيات. والسعوديون يعلمون أنه إذا سقطت سوريا فستسقط طرطوس معها، ما يشكّل «سبباً إضافياً لتسليح المعارضة».

الإدارة الأميركية لا تزال متريثة، لكن «صبر السعوديين نفد». «بلا مواربة»، باتوا يروّجون لتسليح الجيش السوري الحر. وهذا ليس «تهديداً أجوف». وإذا أرادت الرياض أن تسلّح المعارضة فهي ستفعل ذلك، كما قال شانزر، مرجّحاً أن «ينقاد من يتلقون الأسلحة، بسهولة، وراء العقيدة الوهابية». لكن الكاتب حذّر، في ختام تقريره في «فورين بوليسي»، إدارة أوباما من «مغبة التريث لوقت أطول. عندئذ ستتفاقم الأزمة الإنسانية، وعلى الأرجح سيتدخّل لاعبون آخرون لإحداث التوازن في سوريا». في جعبة التاريخ درس مفاده أن «لا أحد سيكون أكثر خطورة من السعودية».

وصول 22 عائلة إلى لبنان بعد هروبها من حمص

أ. ف. ب.

طرابلس: وصلت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية 22 عائلة سورية الى لبنان هربا من حي بابا عمرو في حمص الذي يتعرض لعملية اقتحام اليوم الاربعاء، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان وكالة فرانس برس، مشيرا الى ان النازحين “في حال نفسية سيئة جدا”.

وقال المتحدث احمد موسى “وصلت الى لبنان خلال الساعات ال48 الماضية 22 عائلة قدمت من حي بابا عمرو في حمص عبر الحدود الرسمية وعبر معابر غير شرعية في شمال لبنان وشرقه”. واضاف انهم استقروا في منطقة وادي خالد في شمال لبنان لدى اقارب او عائلات مضيفة، لكنهم “في حال نفسية سيئة جدا، ويحتاجون الى كل شيء”.

وافاد مصدر امني في دمشق الاربعاء ان الجيش السوري يقوم بعملية اقتحام لحي بابا عمرو، وقال “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، مضيفا “ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله من حمص لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان قوات النظام “لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو”، مضيفا “انهم يطوقون الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب”.

واشار الى ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على “اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”.

وقال العبد الله “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء واخلاء الحواجز الامنية واستهداف كل الاحياء بالقصف”. واضاف “اذا لم يحصل تدخل خارجي، ستحصل كارثة ومأساة حقيقية في كل حمص”.

حمص تحت النيران ومشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي

واشنطن تستدعي القائم بالاعمال السوري للتنديد بالعنف

أ. ف. ب.

دمشق: استدعت الولايات المتحدة اليوم الاربعاء القائم بالاعمال السوري في واشنطن للاعراب له عن “استيائها الشديد” من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر.

وفي محادثات اجراها مع القائم بالاعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية، دعا مساعد وزيرة الخارجية جفري فلتمان سوريا الى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر بانهاء العنف.

وأكد ناشط معارض للنظام من حمص لوكالة فرانس برس ان قوات النظام “لم تدخل بابا عمرو” في حمص وان كل ما يقال في هذا الاطار “شائعة لبث الرعب” بين الناس، وذلك بعد اعلان مصدر امني في دمشق اقتحام الجيش السوري لحي بابا عمرو وقيامه بتنظيف كل منزل وشارع فيه.

وقال الناشط ابو عطا الحمصي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص عبر الاقمار الصناعية “الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب”، مضيفا ان الجيش السوري الحر “سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل”.

واضاف الناشط ان الجيش السوري نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية منذ عصر امس الثلاثاء، وانه وجه اليوم انذارات، عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء”. واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه “سيقتحم المدينة”.

الا انه اشار الى انها ليست المرة الاولى التي توجه فيها مثل هذه الانذارات.

وذكر ابو عطا ان القصف الصاروخي مستمر على بابا عمرو، مشيرا الى “ان اسرائيل لم تفعل بنا ما يفعله النظام”.

وكان مصدر امني في دمشق افاد في وقت سابق ان الجيش السوري ينفذ عملية اقتحام لحي بابا عمرو في حمص.

وقال المصدر “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، مضيفا “ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

وكانت تقارير قالت إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط) حيث افاد مصدر امني عن اقتحام الجيش للحي وبدء “عمليات تطهير”، في وقت اعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي لادخال مساعدات انسانية طارئة الى سوريا.

وقال مصدر امني في دمشق إن منطقة بابا عمرو “تحت السيطرة”، مضيفا “قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل”. واضاف “يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن اسلحة وارهابيين”، مشيرا الى وجود “بعض البؤر” التي يعمل الجيش على “تقليصها”.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة”.

وقال العبد الله ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على “اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”. واشار الى صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات.

وقال العبد الله “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء”. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه “لا يمكن الاتصال بأحد مطلقا في بابا عمرو، وهناك صعوبة في الحصول على معلومات (عن الضحايا) بسبب ذلك”.

واشار الى ان “طائرات استطلاع تحلق فوق المكان”. وعبر الناشط الاعلامي عمر شاكر الذي خرج من حمص قبل ايام وهو موجود في لبنان، عن اعتقاده بان “حمص مقبلة في الساعات القادمة على وضع سيء جدا”، مشيرا الى ان آخر اتصال اجراه بمدينته كان قبل 12 ساعة.

وقال “ما يحصل في حمص كبير جدا (…)، هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام لا يتخيلها عقل”. وتابع “انا مقطوع عن رفاقي في المركز الاعلامي (في بابا عمرو)… آخر ما قالوه لي ان بطاريات اجهزة الكومبيوتر تنفد وان حمص تغرق في الظلام، وطلبوا مني ان نواصل الدعاء لهم”.

من جهة ثانية، قال المرصد السوري ان مدينة الرستن في محافظة حمص “تعرضت لقصف القوات النظامية التي تحاصر المدينة، ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى”. وكانت القوات النظامية انسحبت من مدينة الرستن قبل أكثر من عشرين يوما، بحسب ناشطين.

وذكر المرصد السوري ان “قوات عسكرية ترافقها اليات عسكرية مدرعة اقتحمت الاربعاء مدينة الحراك في محافظة درعا (جنوب) وسط اطلاق رصاص كثيف”. في ريف حماة، “اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة حلفايا وبدات حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل مواطنين متوارين عن الانظار”، بحسب المرصد.

وافاد المرصد عن مقتل طفل (13 عاما) “اثر اطلاق رصاص عشوائي صباح اليوم في حي العمال في مدينة دير الزور (شرق)، وعن مقتل “شخص داخل المعتقل من قرية المغارة في محافظة ادلب” (شمال غرب).

وتواصلت اليوم التحركات الاحتجاجية الطلابية المعارضة للنظام في جامعة حلب (شمال). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “حوالى الفي طالب تظاهروا في جامعة حلب الاربعاء، في ما يؤشر الى نشاط احتجاجي مستمر في الجامعة”، مشيرا الى قمع التظاهرة و”انفضاضها دون وقوع اصابات”.

وقال فارس الحلبي العضو في تجمع الطلبة الاحرار في الجامعة في اتصال مع وكالة فرانس برس ان عناصر من الامن “اعتقلوا اربعة من الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للمدن المحاصرة والجيش السوري الحر”، مشيرا الى عزم الطلاب على تنظيم مزيد من التظاهرات اليوم.

وفي نيويورك، افاد دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الانسانية الى المدن السورية، و”سيقول ان الحكومة هي سبب الازمة”، مشيرين الى ان الاتصالات مستمرة حول النص.

وقتل اكثر من 7500 شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011، بحسب الامم المتحدة. وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز على الازمة الانسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الامن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين.

وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى سوريا. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية الاربعاء ان وزير الخارجية الصيني ذكر بموقف بلده الذي يطالب الحكومة السورية والمعارضين على حد سواء “بوقف اعمال العنف فورا” من اجل “بدء حوار سياسي مفتوح”.

تشكيل مكتب عسكري للمعارضة

اعلن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم اطياف المعارضة انه قرر تشكيل مكتب عسكري لمتابعة “شؤون المقاومة المسلحة” تحت “الاشراف السياسي” للمجلس، بحسب بيان صادر عنه الاربعاء.

وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان المجلس قرر “إنشاء مكتب عسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، يكون مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني”.

واوضح البيان ان هذا الامر يأتي “في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وايمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا ودعما للجيش الحر”.

واوضح مدير مكتب الاعلام في المجلس الوطني محمد السرميني لوكالة فرانس برس ان انشاء المكتب “يأتي بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.

واشار الى ان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون سيعقد مؤتمرا صحافيا في باريس الخميس للاعلان رسميا عن تشكيل هذا المكتب والتفاصيل المتعلقة بعمله.

وقال السرميني ان المؤتمر الصحافي سيتناول كذلك بعض الاحداث التي تجري على الارض السورية، لا سيما في المناطق المنكوبة مثل بابا عمرو” في حمص.

في هذه الاثناء، اقفلت سويسرا موقتا سفارتها في دمشق “لأسباب امنية”، كما اعلنت الاربعاء السلطات السويسرية، فيما تواصلت اعمال العنف في سوريا على رغم الضغوط الدولية المتزايدة على حكومة بشار الاسد.

واعلنت الدائرة الاتحادية للشؤون الخارجية السويسرية في بيان ان “سفارة سويسرا في دمشق قد اقفلت بصورة موقتة لأسباب امنية اليوم الاربعاء في 29 شباط/فبراير 2012”.

وقد اعلنت برن في 15 شباط/فبراير عزمها على اقفال السفارة لكنها لم تحدد موعدا.

واستدعت سويسرا سفيرها في سوريا في آب/اغسطس 2011 الى برن للتشاور ولم يعد الى دمشق. ومنذ اواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2011، دعت الدائرة الاتحادية للشؤون الخارجية السويسرية الرعايا السويسريين الى الاسراع في مغادرة الاراضي السورية.

ولا يزال 150 الى 180 سويسريا مسجلين في السفارة موجودين في سوريا. ويحمل القسم الاكبر من الرعايا السويسريين في سوريا -147 شخصا، اي حوالى 80%- الجنسيتين. ويعيش حوالى ثلثاهم في دمشق والاخرون في حلب.

باريس تدعو إلى وقف إطلاق نار في حمص

إلى ذلك، دعت فرنسا الاربعاء سوريا إلى إقرار وقف لإطلاق نار في حي بابا عمرو في حمص للسماح بـ”اجلاء آمن وسريع” للصحافية الفرنسية اديت بوفييه، معلنة بذلك ضمنا ان هذه الاخيرة لا تزال في حمص. واعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي “نتوقع من حكومة دمشق ان تعمل على توافر كل الشروط لاجلاء آمن وسريع وخصوصا عبر وقف فوري لاطلاق نار في بابا عمرو”.

واضاف المتحدث ان “فرنسا تحشد قواها لانجاح عملية اجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص، مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر”، في اشارة الى الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.

واديت بوفييه الصحافية التي تعمل لحساب لوفيغارو اصيبت بجروح خطرة في 22 شباط/فبراير اثناء قصف اودى بحياة الصحافية في صحيفة صانداي تايمز ماري كالفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. واعلن مصدر لبناني الثلاثاء ان الصحافية بوفييه موجودة في لبنان واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي النبأ قبل ان يتراجع عن تصريحاته ويقدم اعتذاره.

والصحافي الاسباني خافيير اسبينوسا موجود ايضا في حمص. واكدت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية فاليري بيكريس الاربعاء ان التصريحات الاولى للرئيس ساركوزي الثلاثاء حول مصير الصحافيين جاءت كرد فعل على معلومات “قدمها الصحافيون”.

وقالت فاليري بيكريس “اليوم، نتابع ساعة بساعة مسالة اجلاء الصحافيين الفرنسيين من سوريا. لكنكم تتفهمون انه لا يمكنني الادلاء باي شيء حول هذه المسالة ولا اعطاؤكم المعلومات التي في حوزتنا”.

بول كونروي “في امان” ويريد “العودة الى البلاد”

من جانبه، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ان المصور البريطاني الذي نجح في الخروج من مدينة حمص السورية الى لبنان بمساعدة معارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، تمكن من الوصول الى سفارة بريطانيا في بيروت وهو “في امان”.

وقال رئيس الحكومة للنواب “يمكنني ان اقول لمجلس (العموم) ان بول كونروي بات في امان. توجه الى سفارتنا في بيروت في لبنان حيث تم الاهتمام به وانا على قناعة انه يود العودة قريبا الى البلاد”.

واشاد كاميرون بشجاعة كونروي والنشطاء الذين ساعدوه على مغادرة حمص حيث اصيب في هجوم بصاروخ على مركز مؤقت للاعلام اقيم في حي بابا عمرو قتلت فيه الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.

وذكرت منظمة “آفاز” غير الحكومية ان 13 ناشطا قتلوا اثناء محاولتهم مساعدة كونروي الذي يعمل لحساب صحيفة صنداي تايمز البريطانية، على الخروج من حمص. وقال كاميرون “اود ان اشيد بكونروي، وكذلك بالاشخاص الشجعان الذين ساعدوه على الخروج من سوريا والذين دفع العديد منهم ثمنا غاليا للغاية مقابل ذلك”.

سوريا تؤكد “إلتزامها الإنساني” باجلاء الصحافيين الأجانب

وأكدت سوريا الاربعاء “التزامها الانساني” باجلاء الصحافيين الغربيين من حمص، مبررة فشل محاولات الاجلاء برفض “المسلحين” تسليمهم. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الوزارة ان “سوريا لن تتهرب من التزاماتها الانسانية، وقمنا بهذا السياق بثلاث محاولات لاجلاء الجثامين باءت بالفشل”.

واضاف “فوضنا الهلال الاحمر بالتفاوض بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، لكنها (المفاوضات) باءت بالفشل لان المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة ورفضوا ايجاد حل لهذه المأساة الانسانية”.

وذكر ان “الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا”، مضيفا “نحن ملتزمون انسانيا ونريد تامين اجلائهم”، مشددا على ان “التعطيل ليس من الجانب السوري”. ولفت مقدسي الى ان الصحافيين “استعجلوا الدخول الى مناطق غير امنة وهم يتحملون مسؤولية ما حدث لهم”، الا ان بلاده “تود المساعدة بغض النظر عن هذه المغامرة السيئة”.

وردا على سؤال عما يحكى من تخوف الصحافيين من الخروج بواسطة الهلال الاحمر، اجاب مقدسي “هذه التخوفات غير مبررة”، متسائلا “مم يتخوفون، ممن يتخوفون، ليتخوفوا ممن يحمل السلاح ضد شرعية الدولة”.

واضاف “لا يتم ارسال منظمة دولية لمساعدة الناس ثم يتم الغدر بهم بعد ذلك”، مشيرا الى ان “جهود منظمة الهلال الاحمر هي بالتعاون مع لجنة الصليب الاحمر وليست جهودا منعزلة”.

 باريس وبرلين ووارسو تعارض افلات المسؤولين عن العنف في سوريا من العقاب

واعلن وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا في بيان مشترك اصدروه الاربعاء في برلين، معارضتهم افلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب، مطالبين باحالتهم على القضاء.

واكد غيدو فسترفيلي وآلان جوبيه ورادوسلاف سيكورسكي في اعلان حول سوريا اصدروه في ختام اجتماع لمثلث فيمار “لن ندخر اي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه جرائم ضد الانسانية”.

ويضم مثلث فايمار الذي انشىء في 1991 سلطات البلدان الثلاثة من اجل مناقشة مسائل التعاون والملفات الكبرى الدولية والاوروبية.

واعرب الوزراء الثلاثة ايضا عن “اسفهم الشديد للتعثر في مجلس الامن” حيال سوريا، علما ان ثمة “توافقا دوليا متزايدا” ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

ودعا آلان جوبيه الذي تحدث في مجلس حقوق الانسان الاثنين في جنيف، المجموعة الدولية الى اعداد شروط رفع شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي ارتكبها مسؤولو النظام السوري، وفي مقدمهم الرئيس بشار الاسد.

وابدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون منذ ذلك الحين تحفظات حول هذه الامكانية، مشيرة الى انها يمكن ان تزيد في بعض الحالات الوضع تعقيدا.

ووجه وزراء الخارجية الثلاثة ايضا نداء الى السلطات السورية “للسماح الفوري ومن دون عقبات بالوصول الى جميع الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة” في سوريا، مشيرين من جهة اخرى الى “مقتل اكثر من 600 طفل واختفاء عدد اكبر بكثير”.

واعربوا عن “استيائهم” من رد فعل السلطات السورية على “المطالب المشروعة” للشعب السوري الذي يتطلع الى الحرية، وقالوا انهم “لا يمكن ان يتغاضوا عن العنف والاعتقالات التعسفية والمجازر والتعذيب واجراءات الترهيب التي ترتكب في سوريا وفي الخارج”.

المخاوف الطائفية في سوريا تضع المنطقة على حافة الهاوية

لميس فرحات من بيروت

بيروت: على الرغم من استمرار حملة القمع الوحشية التي ينتهجها النظام السوري ضد المعارضين، والتي تعود بانعكاسات مميتة وخطرة على الوضع الداخلي،  يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يحتفظ ببعض الدعم على صعيد الداخلي والخارجي من حلفائه، بما في ذلك الأقليات الدينية والعرقية التي اعتمدت لعقود على دولته البوليسية لتضمن حمايتها من العدوان الطائفي.

فرّ (أبو علي)، مواطن سوري ينتمي إلى الطائفة الشيعية  من حمص، طالباً اللجوء إلى العراق لينجو من القتل والأحداث الدموية التي تشهدها بلاده. لكنه لم يهرب خوفاً من الحكومة، بل من الثوار الذين يقول انهم قتلوا ثلاثة من أبناء أعمامه في كانون الاول (ديسمبر) وألقوا جثة أحدهم في صندوق القمامة أمام منزل أسرته.

نقلت صحيفة الـ”نيويورك تايمز” عن أبو علي قوله:”لا أستطيع البقاء في مدينة حمص لأني سأقتل. ليس أنا فقط بل كل الشيعة”.

مثل الكثير من الشيعة في العراق، يعتبر أبو علي ان الثوار في سوريا هم مجموعة من الإرهابيين وليسوا مقاتلين من أجل الحرية، مشيرا إلى أن “ما تفعله الحكومة هو محاولة حماية الشعب وتستهدف الجماعات الإرهابية في المنطقة”.

التمرد في سوريا، بقيادة الغالبية السنية المعارضة للحكومة التي يسيطر عليها العلويون، يتجه إلى طريق غامض لا يمكن التنبؤ بنهاياته، لا سيما وأنه ينحدر على نحو متزايد وخطير ليصبح حرباً طائفية في منطقة تسودها الانقسامات الدينية والعرقية.

بالنسبة للكثيرين في المنطقة، الأزمة السورية ليست أحداثاً تهدف إلى تحرير البلاد من الديكتاتورية، بل هي صراع على السلطة والبحث عن المصالح الخاصة. كما ان سوريا تجتذب القوى الطائفية المجاورة، الأمر الذي يهدد بانزلاق الدول القريبة منها في صراع أوسع نطاقاً.

وبدأت بوادر هذا الإنزلاق تظهر في البلدان المجاورة، لا سيما في لبنان حيث اندلعت شرارة الأحداث الطائفية في الشمال بين السنة والعلويين.

وأشارت الصحيفة ان الأقليات لا تزال تدين بالولاء للأنظمة الديكتاتورية. وعلى الرغم من سقوط عدد من القادة الطغاة في المنطقة، بقيت الهويات الطائفية والتحالفات الدينية والعرقية متصلبة ومتشبثة بمواقعها، في حين أن مفاهيم المواطنة لا تزال بطيئة في ايجاد طريقها بين الشعوب.

أدى القتال في سوريا إلى شعور الشيعة بالقلق والخوف من أن تستولي الغالبية السنية في سوريا على الحكم، الأمر الذي يبشر بحرب طائفية جديدة.

وفي الوقت الذي تدرس فيه الحكومات الغربية والعربية اتخاذ إجراءات لوقف إراقة الدماء – من ضمنها اعتماد دبلوماسية أكثر عدوانية وتسليح الثوار أو التدخل العسكري – تبقى النقاشات مجرد كلام في ظل عدم وجود تماسك بين مجموعات المعارضة السورية، إضافة إلى الأدلة التي تشير إلى ارتباط بعض المعارضين لتنظيم القاعدة، وتقارير موثوق بها تتحدث عن عمليات اقتتال طائفي.

تنظر الأقليات في سوريا إلى العراق كمثال ومؤشر على مستقبلها، معتبرة أن التجربة العراقية ستتكرر في سوريا في حال سقوط الرئيس بشار الأسد. ويتخوف المسيحيون والشيعة وغيرههم من الأقليات أن يلاقوا مصير مشابه للمسيحيين الاشوريين واليزيديين في العراق الذين قتلوا واستهدفوا من قبل المسلحين.

وأشار أبو علي إلى أن الثوار في حمص يطلقون هتافات ضد الشيعة الذين يعتبرونهم حلفاء الأسد وايران، الأمر الذي يهدد بصراع طائفي في المدينة وقد يمتد في البلاد وربما إلى البلدان المجاورة.

واضاف: “المعارضون في سوريا يقولون للمسيحيين: إذهبوا إلى بيروت. لكنهم يكرهون الشيعة أكثر إذ يدعونهم للذهاب إلى القبور”، معتبراً أن الحكومة تحمي الأقليات.

ويقول: “صحيح ان هناك الكثير من الإصلاحات التي ينبغي القيام بها في سوريا، وأن الشعب بحاجة إلى المزيد من الحريات والحقوق، لكن الحكومة تأخذ الكثير من الخطوات الإصلاحية إلا أن لا أحد يستمع اليها”.

ستطيع أن يقاتل حتى الوصول إلى حالة من التعادل مع معارضيه

الرئيس السوري لن ينجح في سحق الثورة رغم الموت والدمار

عبدالاله مجيد من لندن

يستبعد الكثير من الأطراف أن ينجح الرئيس السوري بشار الأسد في إنهاء الثورة التي تشهدها بلاده بالقوة العسكرية، رغم الموت والدمار الذي خلفته قواته في أنحاء مختلفة من سوريا، لكن التوقعات تشير إلى أن الأسد قد ينجح في النهاية في فرض معادلة وسطية للتوصل إلى حل.

رغم الموت والدمار، الذي تجابه به قوات الرئيس السوري بشار الأسد المعارضة، فإنه من المستبعد أن ينجح في سحق الانتفاضة المستمرة منذ عام. كما إن الإدانات الدولية لحملة البطش وسعة الانتفاضة التي شهدت السوريين يحملون السلاح ويقاتلون حتى الموت تجعل من المستبعد بصورة متزايدة أن يتمكن الأسد من إعادة الوضع السابق بالقوة العسكرية.

لكن حتى إذا لم يتمكن الأسد من الانتصار على خصومه، فإنه إذ يستطلع ساحة المعركة الوطنية والدولية التي خلقها، قد يجد سببًا للاعتقاد بأنه يستطيع رغم ذلك أن يقاتل حتى الوصول إلى حالة من التعادل وسط الخراب. والفارق بين التعادل والهزيمة يتمثل عند الأسد في أنه سيكون جالسًا إلى الطاولة حين يجري التفاوض بشأن التوصل إلى حل للنزاع.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الاثنين عن فرض عقوبات جديدة ضد نظام الأسد دعمًا للمطالبة بإنهاء حملته على معاقل المعارضة وقبول خطة الجامعة العربية، التي تدعو إلى تنحّيه.

لكن إجراءات الاتحاد الأوروبي تعتبر بالأساس تشديدًا تدريجيًا لعقوبات فرضها سابقًا.  كما أكد مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي عُقد في تونس يوم الجمعة الماضي، أنه في الوقت الذي تتفق الدول الغربية والعربية على ضرورة تنحّي الأسد، وقبل ذلك وقف حملاته على مناطق الثوار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، فإن هناك اتفاقًا محدودًا على اعتماد استراتيجيات جديدة لتحقيق هذه الأهداف.

فالقوى الغربية انسدت شهيتها إلى التدخل العسكري المباشر، لا بسبب الإنهاك بعد مثل هذا التدخل في العراق وأفغانستان وليبيا فحسب، بل لأن المصالح الطائفية والسياسية الإقليمية في النزاع السوري تهدد بإشاعة فوضى في عموم المنطقة، كما أفادت مجلة تايم، مشيرة إلى أن تأييد التدخل العسكري المباشر يبدو غائبًا، حتى إذا كانت القوات المتدخلة ليست قوات غربية. وكانت قطر أخفقت في جهودها لإقناع أصدقاء سوريا بدعم تشكيل قوة عربية تدخل سوريا لفتح ممرات إنسانية إلى المدن المحاصرة.

واقتنعت قطر في النهاية بوجهة النظر السعودية القائلة إن تسليح الثوار السوريين “فكرة ممتازة”، كما وصفها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وتعزز الدعوات الخليجية الصريحة إلى تزويد المنتفضين بالسلاح الشكوك بأن دولاً خليجية تفعل ذلك أصلاً.

وقد تكون هناك حتى معدات غير فتاكة ترسلها قوى غربية، بينها أجهزة اتصالات، إلى قوى المعارضة. ولكن السعوديين، الذين أفادت أنباء بأنهم انسحبوا من مؤتمر أصدقاء سوريا غضبًا على “عدم فاعليته”، لم يتمكنوا من إقناع المؤتمر حتى بدعم فكرة تسليح المعارضة، بحسب مجلة تايم.

والمؤكد أن الولايات المتحدة تبقى متحفظة إزاء المقترح الداعي إلى إرسال أسلحة إلى المعارضة.

وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة سي بي أس إن الولايات المتحدة لا تعرف من سيتلقى السلاح، في إشارة إلى هلامية المعارضة، وحقيقة أن بعض عناصرها يناصبون أهداف السياسة الخارجية الأميركية العداء، وأكدت كلينتون أن المعارضة السورية تحظى بدعم تنظيم القاعدة وحركة حماس، متسائلة مَنْ ستدعم الولايات المتحدة إذا قدمت السلاح.

وتابعت كلينتون قائلة إنه “رغم النداءات الكبيرة التي نسمعها من أولئك الذين يهاجمهم الأسد بوحشية، فإننا لا نرى انتفاضات في عموم سوريا على النحو الذي شاهدناه في ليبيا”. ولاحظت كلينتون عدم وجود كتائب تظهر، حيث لا وجود للجيش السوري، محاولة الوصول إلى حمص لنجدة ثوارها. وخلصت وزيرة الخارجية الأميركية إلى القول “لا نرى عناصر معارضة قادرة على البقاء”.

ولعل الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يأملون بإعلان المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعيًا للشعب السوري مثلما فعلوا مع المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي، قبل التدخل في ليبيا في العام الماضي، ولكن حقيقة أن مؤتمر تونس الذي وصف المجلس بأنه “ممثل” شرعي للشعب السوري، بدلاً من “الممثل الشرعي” كان مؤشرًا له مغزاه.

إذ يبقى حجم النفوذ، الذي يتمتع به المجلس الوطني السوري على الأرض، موضع تساؤل، وحتى نفوذه على الجيش السوري الحر بعيد عن كونه نفوذًا مؤكَّدًا، كما تذهب مجلة تايم.

وجادل البعض بأن تسليح المعارضة من شأنه أن يساعد على تنظيم الثورة وبناء السلطة السياسية لقيادة المجلس الوطني السوري، التي ستزوَّد هذه الأسلحة بإشرافها.  ولكن مخاوف كلينتون ربما أكدها يوم الأحد نبأ انشقاق قياديين في المجلس، وتشكيل مجموعة العمل الوطني، متحدين فاعليته، ومعلنين موقفًا صريحًا في الدعوة إلى تسليح المعارضة.

وفي حين أن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيّدت خطة الجامعة العربية فإن الأسد ما زال يتمتع بدعم قوي من روسيا وإيران، وتصرّ دول، مثل الصين والعراق، على أن أي حل في سوريا يجب أن يستند إلى إصلاحات وطرق دبلوماسية، والحوار مع النظام بدلاً من الإلحاح على إسقاطه سلفًا.

وغني عن القول إن نظام الأسد يرحّب بمثل هذا الموقف. وحتى في وقت واصل النظام دك مدينة حمص وغيرها من معاقل المعارضة بالمدفعية يوم الأحد، فإنه تمكن من إجراء استفتاء على جملة إصلاحات دستورية.

وشجبت المعارضة الاستفتاء بوصفه مهزلة إزاء الحرب المستعرة، وتعذر اعتباره دليل توافق وطني على إصلاحات الأسد. ولكن حتى إذا كانت مزاعم النظام بمشاركة 57 في المئة من الناخبين في الاستفتاء مبالغًا فيها، فإن صحافيين غربيين في دمشق وحلب شاهدوا آلاف الناخبين الشباب يشاركون في الاستفتاء، رغم دعوات المعارضة إلى المقاطعة.

جاء ذلك تذكيرًا في أوانه بأن نظام الأسد ما زال يتمتع بقاعدة تأييد واسعة، ودعم مكونات أساسية، وخاصة طائفته العلوية، فضلاً عن المسيحيين وأقليات أخرى، تشكل في ما بينها نحو ثلث السكان، بتقدير مجلة تايم.

وأشعل الأسد بعسكرته النزاع السياسي في سوريا حربًا أهلية طائفية، تطرح على السوريين خيارات صعبة تعمل لمصلحته. فكلما تصاعد النزاع المسلح وطال أمده زاد خطر انتقال قيادة الانتفاضة إلى عناصر أشد تطرفًا وطائفية، الأمر الذي يعزز قبضة الأسد على قاعدة مؤيديه الأساسية، بحسب مجلة تايم.

لذا يبدو أن جميع الفرقاء يهيئون أنفسهم لحرب أهلية مديدة، ولنزاع من المستبعد أن ينتهي بسحق أحد طرفيه، نظرًا إلى الدعم الخارجي الذي يعتمد عليه المتحاربون.

وإذا انتهى النزاع على طاولة المفاوضات، كما انتهت حرب البلقان في التسعينات، فإن الأسد سيأمل بضمان موقعه لاعبًا أساسيًا على أقل تقدير. والحق أن المجلس الوطني السوري نفسه بدا في بيانه يوم الجمعة الماضي وكأنه تراجع عن رفضه التفاوض مع النظام قائلاً إن التفاوض، إذا وافق النظام أولاً على وقف إطلاق النار، ما زال ممكنًا، وقد يكون الطريق الأمثل لتحقيق الهدف المنشود في تغيير النظام.

كما يصرح أعضاء في المجلس وديبلوماسيون غربيون لوسائل الإعلام بأن دور روسيا يبقى بالغ الأهمية في تحقيق أي تسوية لإنهاء العنف رغم خروجها عن الإجماع الدولي.

ليس من المستغرب إزاء هذه المعطيات، أن يتخذ مسؤولو الاتحاد الأوروبي جانب الحذر بعد إقرار العقوبات الجديدة، مؤكدين أهمية الدور الذي يقوم به الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بصفته مبعوثًا أمميًا ـ عربيًا خاصًا إلى سوريا.  وستكون مهمته بالطبع التحادث مع نظام الأسد وأعدائه للتوصل إلى حل توافقي يمكن أن ينهي العنف.

دمشق تشتعل مجددا.. وكلينتون: «مجرم حرب» ينطبق على الأسد

الآلاف خرجوا في مظاهرات كفرسوسة وحي الميدان وزملكا وبرزة وقوات الأمن تقتحم جامعة دمشق * الأمير متعب بن عبد الله: ما يحصل للشعب السوري «محزن»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح وليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي

بعد يوم واحد من إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور السوري الجديد، اشتعلت أحياء دمشق بالمظاهرات المعارضة للنظام السوري. وفيما وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الرئيس بشار الأسد بأنه «مجرم حرب»، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن عدد القتلى في سوريا يفوق بكثير الـ7500 شخص، منذ بدء حملة القمع قبل نحو عام.

وقال اتحاد تنسيقيات دمشق إن آلاف الأشخاص خرجوا في كفر سوسة بدمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية في أنحاء كثيرة من العاصمة، التي قامت باقتحام جامعة دمشق واعتقال نحو 30 طالبا. وخرجت مظاهرات ايضا في عدد من احياء دمشق من بينها حي الميدان، وزملكا وبرزة. من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الاميركية في شهادتها أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، صباح أمس، أن الرئيس السوري يمكن أن ينطبق عليه وصف «مجرم حرب»، قائلة إن هناك أدلة تتيح ملاحقته بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكنها حذرت من أن استخدام هذا الخيار قد يعقد الوصول إلى حل للأزمة السورية، موضحة أنه «لن يكون هناك جدل لإثبات أنه يناسب هذه الفئة». من جهته أعرب الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي، عن بالغ الأسى والحزن لما يتعرض له الشعب السوري «الشقيق»، وما يشهده عدد من الدول العربية من عدم استقرار.

وفي السياق ذاته، جددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس, مطالبتها بإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. يأتي ذلك بينما قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن «الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي تناقش مشروع قرار جديد بشأن سوريا.. نأمل أن لا تعرقله روسيا والصين». وفي محاولة للتدخل لحل الأزمة، قال عدنان المنصر الناطق باسم الرئاسة التونسية، أمس، إن بلاده «مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء السياسي، إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء».

فرقة مدرعات ماهر الأسد تتحضر لاقتحام بابا عمرو مع توقف مفاوضات الصليب الأحمر

«الإخوان المسلمون» تكشف تفاصيل مجزرة جماعية بحق 65 مدنيا في ريف حمص

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن الجيش السوري فشل في محاولة له بالأمس لاقتحام حي بابا عمرو في حمص من الجهة الجنوبية، وذلك بعد 26 يوما من القصف المتواصل على المدينة.. فيما أفاد ناشطون سوريون أن وحدات من فرقة مدرعات خاصة توجهت إلى حمص يوم أمس وأن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، دخلت ليلا إلى الشوارع الرئيسية الواقعة حول منطقة بابا عمرو الجنوبية المحاصرة.

وأعرب الناشطون عن تخوفهم من وقوع مجزرة جديدة في حمص، باعتبار أن إرسال هذه الوحدات على مشارف بابا عمرو ينذر بنية الجيش اقتحام المنطقة. وما فاقم مخاوف الناشطين، إعلان المتحدث باسم اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا صالح دباكة، أن «فريق اللجنة الدولية غادر مدينة حمص»، لافتا إلى أن «المفاوضات توقفت»، ومشيرا إلى أن «الوضع متوتر جدا في حي بابا عمرو».

وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن سقوط أكثر من 60 قتيلا يوم أمس بينهم ثلاث نساء، (27 منهم في ريف حماه، 22 في حمص، ثلاثة في ريف حلب، ثلاثة في ريف إدلب واثنان في دير الزور)، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نظام الأسد بارتكاب «مجزرة» بحق أسر نزحت من حي بابا عمرو في حمص، مؤكدة أنّ «المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب بابا عمرو هي – في إطاريها القانوني والإنساني – جريمة حرب من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية».

وأوضحت الجماعة أن «العصابات الهمجية أقدمت يوم الأحد الماضي على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من حي بابا عمرو في مدينة حمص طلبا للنجاة من القصف الوحشي على مدار ثلاثة وعشرين يوما، ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة»، مشيرة إلى أنّها «قامت بإنزال الشباب والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح خمسة وستين شابا بالسكاكين وبدم بارد، كما تذبح الخراف».

وإذ وصفت ما حصل بـ«الجريمة النكراء»، اعتبرت الجماعة أنّها «حلقة في سياق وتعبير عن نهج ما زال هذا النظام (السوري) يتبعه مع أبناء الشعب السوري منذ ما يقارب العام»، مشيرة إلى أنّ «الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من أي إدانة ومن أي استنكار، بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية». وشددت على أنّ «بشاعة الجريمة قطعت كل الخيوط، وهدمت كل الجسور، لتؤكد أن الانتماء إلى الوطن لم يكن أبدا انتماء عضويا أو بيولوجيا، بل إنه انتماء إلى القيم والحضارة والإنسان، وهذا ما لم تدرك منه عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد شيئا».

وفي التطورات الميدانية، قال أحد الناشطين إن 700 شخص قتلوا في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر الجاري، في وقت استمر فيه يوم أمس قصف هذا الحي وأحياء أخرى في حمص، وحوّمت فوق المدينة مروحيات الجيش السوري.. بينما أعلن المركز السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق قذائف «آر بي جي» من حاجز الفارابي على منازل في باب السباع في حمص.

وبالتزامن، سُجّلت اشتباكات عنيفة في حي الحميدية بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة التي تسيطر على مناطق كبيرة من الحي، وسمعت أصوات عشرات الانفجارات في حي الخالدية.

وحمّل الناشطون عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» و«تنسيقية بابا عمرو» على موقع «فيس بوك» أشرطة فيديو التقطت يوم أمس في بابا عمرو، يظهر فيها دوي انفجارات بعد سقوط قذائف وتصاعد سحب من الدخان.. ويقول صوت مسجل على الشريط: «هذه هي نتائج استفتاء الدستور، قصف بابا عمرو وتدميره، والعالم يتفرج».

وأطلق ناشط على الصفحة نفسها نداء إنسانيا جاء فيه «مطلوب على وجه السرعة لبابا عمرو وريف دمشق: قطن وشاش من كل الأنواع، وخيوط جراحة وأكياس دم، وجبس بلاستيكي، وسيروم وأدرينالين، ومورفين وغيرها من الأدوية». وأفيد عن قصف عنيف تعرضت له مختلف قرى مدينة تلكلخ الحدودية مع لبنان، استخدمت خلاله راجمات الصواريخ، وترافق مع تحليق طيران حربي فوق قلعة الحصن وقرية العريضة الحدودية.

وفي درعا، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «خمسة جنود من الجيش النظامي السوري قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر اشتباكات فجر يوم أمس الثلاثاء بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل»، وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن الأمن اقتحم مدينة الجيزة في درعا فيما تم تطويقها بعدد من الآليات العسكرية.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات اندلعت بين الجيش ومنشقين في محافظة إدلب المحاذية لتركيا. وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن قصف مدفعي صاروخي من قبل قوات جيش النظام على منطقة الزبداني مع رصد تمركز العشرات من الدبابات وناقلات الجند في سرمين التي قتل فيها عدد من المدنيين في قصف للجيش.

في هذا الوقت، استمرت المظاهرات في مدينة حلب، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت الرصاص لتفريق مئات المتظاهرين أمام كلية العلوم بجامعة حلب. وقد ردد المتظاهرون الذين انطلقوا من ساحة كلية الطب وجالوا في كلية الزراعة وطب الأسنان هتافات «لحمص العدية والريف الحلبي الذي يتعرض للقصف بكافة أنواع الأسلحة».

وفي دمشق، قال المرصد إن قوات الأمن السورية نفّذت حملة اعتقالات في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق أسفرت عن اعتقال أكثر من 30 طالبا، فيما بثّت صفحات «الثورة السورية» عبر «فيس بوك» مقاطع فيديو لمظاهرة حاشدة في الميدان انطلقت من أمام منزل محمد خليل قطيفاني الذي قضى برصاص الأمن السوري يوم أول من أمس.

هذا وخرجت مظاهرة طلابية في حي العوينة في اللاذقية، انطلقت من مدرسة البعث هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام.

وفي سياق المفاوضات الحاصلة لإجلاء الجرحى من حمص، أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص لافتا إلى أن مجموعات الجيش الحر الموجودة على الأرض في داخل حمص «لديها حرية التفاوض» حول مسألة إجلاء الجرحى، وأن «هناك وساطات تتم معها عبر أشخاص»، مؤكدا أن «النظام (السوري) هو الذي يحول دون إتمام العملية».

وإذ شدد على أن المبدأ بالنسبة إلى الجيش الحر هو «سلامة أي إنسان مدني، ونحن مستعدون للتعاون لإيصال كل معونة للناس، لا سيما المعونات الطبية»، رأى أن «استراتيجية النظام السوري تقضي بتصفية كل الجرحى»، مشيرا إلى «حصول مجازر في عدد من المشافي».

تسليح الجيش السوري الحر الخيار البديل عن التدخل الدولي الممنوع بالفيتو الروسي

الكردي لـ«الشرق الأوسط»: نحتاج لمضادات للطيران لمواجهة العدو الذي يبيد شعبنا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

لم تجد الدول العربية والغربية المهتمة بالوضع السوري، بديلا عن التدخل العسكري الممنوع تداوله بسبب الفيتو الروسي، سوى الذهاب إلى خيار تسليح الجيش السوري الحر، ليتولى الدفاع عن المدنيين والمتظاهرين الذين يسقط منهم ضحايا بالعشرات يوميا.. غير أن هذه الفكرة لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ بعد، على الرغم من تشكيل لجنة من أعضاء المجلس الوطني السوري لتأمين الدعم العملاني واللوجيستي للجيش الحر.

وفي هذا الإطار، أوضح نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، أن «الجيش الحر لم يحصل حتى الآن سوى على إشارات لتقديم الدعم المالي له، لكن مسألة التسليح لم تأت من أي طرف ولم نتلق وعودا بذلك». وشدد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة أن يلجأ المجتمع الدولي والدول العربية إلى دعم الجيش الحر بالسلاح»، مؤكدا أن «هذا الأمر مطلوب بشكل أساسي من الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة تركيا، لأن الوضع في سوريا أصبح مأساويا، وينذر بكارثة وباتجاه الأمور إلى حرب أهلية».

وقال الكردي «إذا لم يُسلح الجيش الحر فسيصبح الشعب السوري مضطرا إلى تسليح نفسه وإنشاء مجموعات لن تبقى تحت السيطرة، وعندها سيكون لذلك انعكاسات خطيرة على المنطقة ككل، لأن لسوريا تركيبة طائفية وإثنية وعرقية دقيقة، من هنا نرى أن مسؤولية المجتمع الدولي والدول العربية كبيرة، وعليهم أن يسارعوا إلى دعم الجيش الحر القادر على العمل العسكري، وإبقاء الوضع الأمني تحت السيطرة بعد سقوط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وأضاف: «يبدو أن العالم كله ترك الشعب السوري يواجه مصيره وحده، ونحن كجيش حر سنحاول الحصول على أنواع مختلفة من الأسلحة، وخصوصا مضادات للطائرات، لنواجه طيران هذا العدو، وللأسف أصبح اليوم عدونا النظام السوري، الذي يستخدم المروحيات والطيران الحربي والدبابات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ من أجل إبادة شعبه الأعزل»، لافتا إلى أنه «كلما نجحت عمليات الجيش الحر ضد قوات النظام، زاد عدد المنشقين، ولا شك أن التسلح يمكننا من توفير الحماية الملائمة للجنود الراغبين في الانشقاق».

وردا على سؤال عما إذا كانت اللجنة التي شكلها المجلس الوطني السوري لتأمين الدعم العملاني واللوجيستي للجيش الحر بدأت في مهمتها، أشار إلى أن «هذه اللجنة تشكلت منذ بضعة أيام ومهمتها تحتاج إلى بحث وتأن، وستستغرق وقتا، وبالتأكيد تأمين الدعم المطلوب يحتاج إلى قرار الدول الفاعلة والمؤثرة بالوضع السوري والتي لها ثقل في المنطقة».

وعن كيفية تمكن ضباط وجنود الجيش الحر المقيمين في الخارج من الدخول إلى الأراضي السورية، وطريقة إدخال السلاح أيضا، ذكّر نائب قائد الجيش الحر، بأن «أكثر من 90 في المائة من الجيش الحر هم على الأراضي السورية، أما عدد المقيمين في الخارج سواء في تركيا أو الأردن فلا يشكل شيئا من العدد الإجمالي لهذا الجيش، أما عن موضوع إدخال السلاح، فعندما يتأمن هذا السلاح تتوفر الإرادة لإدخاله وتوزيعه على المقاتلين وفق خطة عمل مدروسة وموضوعة سلفا، ولن نعلن عنها من أجل سلامة العملية».

أما عضو المجلس الوطني السوري، وعضو اللجنة المكلفة بالعمل على دعم الجيش الحر، عبد الإله تامر الملحم، فلفت إلى أن «اللجنة تشكلت منذ يومين، وهي الآن بصدد إعداد خطط سريعة ومناسبة». وقال الملحم لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا نتلمس من بعض الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة الموافقة المطلقة على تسليح الجيش الحر، لأن النظام السوري يبدو مصرا على الحل الأمني.. وهو في الحقيقة يعمل على تعميم الفوضى والحرب الأهلية التي لا يعلم نتائجها إلا الله».

وأكد الملحم أنه «على المستوى الفردي لم نقف عن دعم الجيش الحر، وكل أعضاء المجلس الوطني كانوا حريصين على هذا الجناح الذي ستؤول إليه في النهاية مهمة تحرير الوطن»، مضيفا: «طالما أن المواقف الدولية ما زالت مترددة في التدخل العسكري، وطالما أن الجيش الحر هو جيش منظم وأبى الانصياع إلى قرارات النظام المجرم، وحافظ على اليمين التي أقسمها للحفاظ على الوطن وأبنائه، فإننا نرى أن في تسليحه أهمية قصوى للدفاع عن وطننا وشعبنا».

«الجيش الحر» يرصد تزايد الانشقاقات الفردية والجماعية عن الجيش السوري النظامي وآخرها في حلب

المقدم المظلي خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: النظام يقوم بتصفية كل عنصر يشتبه في تعاطفه مع الثورة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

أكد المقدم المظلي المنشق خالد الحمود، الذي يتولى عملية الإشراف على العمليات الميدانية التي يقوم بها «الجيش السوري الحر» داخل الأراضي السورية، لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «عمليات الانشقاق في صفوف الجيش النظامي آخذة في الازدياد في الفترة الأخيرة»، معلنا انشقاق «400 عنصر من القطع العسكرية كافة في ريف حلب، وهم موجودون في مكان آمن بانتظار تشكيل كتيبة خاصة بهم وتسمية الضابط المسؤول عنهم».

وأشار الحمود إلى أن «انشقاقات فردية كثيرة تحصل يوميا، حيث تتكرر مؤخرا ظاهرة إقدام عناصر الحواجز الأمنية على قتل الضابط المسؤول عنهم وإعلان انشقاقهم جميعا وانضمامهم إلى (الجيش الحر)»، موضحا أن «قيادة (الجيش الحر) تتحفظ عن الإعلان عن عمليات انشقاق لضباط أمنيين ذوي رتب عالية حتى تتأكد من أنهم أصبحوا في مكان آمن». وقال إن «مناطق إدلب ودرعا تشهد حركة انشقاقات واسعة بسبب التواصل القائم بين الأهالي وعناصر الجيش، وتسهيل عملية انشقاقهم»، موضحا أن «غالبية الكتائب التابعة (للجيش الحر) موجودة في ريف حلب وإدلب».

ويؤكد أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط» أن «انشقاقات واسعة تحصل على كامل التراب السوري وفي الوحدات كافة، وخصوصا إثر المواجهات التي تحصل بين عناصر (الجيش الحر) والجيش النظامي، حيث ينضم جنود إلى صفوف الثورة والجيش الحر عندما تسنح الفرصة لهم». وأوضح أن «غالبية الضباط في الجيش النظامي والمخولين بإعطاء الأوامر هم من الطائفة العلوية، فيما غالبية العناصر والجنود ينتمون للطائفة السنية»، وقال: «بمجرد أن يهمس عنصران برغبتهما في الانشقاق، يكون الثالث قد أبلغ عنهما، فإما أن يقتلا أو يعتقلا». وأكد أن «عناصر كثرا ينشقون بعد مغادرتهم خدمتهم في إجازات، ويلجأون إلى أقرب مجموعة لـ(الجيش الحر)»، مشددا على أن «عامل الخوف يلعب دورا كبيرا في تردد الجنود قبل اتخاذ قرارهم بالانشقاق، إذ يعتبر كل جندي نفسه مراقبا من قبل زملائه، الأمر الذي يخلق حالة عدم ثقة بين العناصر الأمنية».

وكان متحدثون باسم «الجيش الحر» أكدوا في وقت سابق، إعطاء ضباط سوريين الأوامر «بتصفية عدد من الجنود عند تلكؤهم عن إطلاق النار على المتظاهرين، أو لمجرد الشك في تخطيطهم للانشقاق». وذكر المقدم الحمود في هذا السياق أنه عند اقتحام مدينة الرستن، تم اعتقال والدة أحد الضباط المنشقين وقتلها على مرأى جميع الجنود في إحدى الثكنات العسكرية بهدف ترهيب العناصر. ولفت إلى «أننا نعثر دائما على جثث جنود قتلوا برصاص من الخلف، كما أن النظام يعمد منذ بدء التحركات الشعبية إلى تصفية كل من يشتبه بوجود ميول لديه أو بتعاطفه مع الثورة»، موضحا أن «أحد الضباط برتبة لواء ويدعى فؤاد حمودي أقدم على إعدام ثمانية جنود رميا بالرصاص في إدلب مؤخرا لمجرد شكه بتلكؤهم في إطلاق النار».

وفي حين تتفاوت التقديرات بشأن أعداد العناصر المنضوين في صفوف «الجيش الحر»، يؤكد الحمود أن «قرابة 2000 جندي برتب مختلفة معتقلون في سجن صيدنايا وسجون سورية أخرى».

كفرسوسة تشيع جنازات «المشيعين».. على مرمى حجر من مقرات الحكومة السورية

التظاهر والإضراب العام مستمران لليوم الثالث

جريدة الشرق الاوسط

لليوم الثالث على التوالي عاش حي كفرسوسة في العاصمة دمشق جنازات أشخاص قتلوا برصاص الأمن وسط حالة من الإضراب العام حدادا على أرواح القتلى.. ويشهد الحي ظاهرة فريدة منذ ذلك الحين، وهي تشييع المتظاهرين لجنازات زملائهم، والذين شيعوا زملاء آخرين بدورهم في اليوم السابق عليه.

ويوم أمس شيع حي كفرسوسة شخصين قتلا أثناء تفريق مشيعين فتحول إلى مظاهرة ضد النظام يوم أول من أمس الاثنين، لشخصين قتلا في اليوم السابق، وذلك أثناء تشييع شخص قتل يوم السبت.

ويوم الأحد حرص المشيعون على الالتزام بالهتاف والدعاء للقتلى، وبما لا يدع حجة لقوات الأمن لمهاجمة المشيعين.. أما يوم الاثنين فقال ناشطون إن «التشييع الأول شارك فيه أكثر من عشرة آلاف شخص، ومضى بسلام، على الرغم من الوجود الأمني الكثيف، وذلك بسبب التزام المشيعين بعدم الهتاف بأي شعارات مستفزة، إلا أن الأمر لم يخل من إطلاق قوات الأمن قنابل دخانية لتفريق المشيعين بعد الدفن، ولم تسجل أي حالة اعتقال».

أما التشييع الثاني «الذي تم عقب صلاة العصر، فقد احتشد للتشييع نحو ألفي شخص، إلا أنهم لم يلتزموا وهتفوا ضد النظام وحيوا الجيش الحر، مما دفع قوات الأمن إلى مهاجمة المشيعين وإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة نحو 15 شخصا بجروح»، وذلك في هجوم مباغت من قبل المخابرات الجوية على المتظاهرين.

ويوم أمس شيعت جنازة أخرى من جامع خزيمة، حيث تجمعت الحشود في ساحة كفرسوسة.. وبعد انتهاء الدفن عاد المشيعون إلى جامع خزيمة وخرجت من هناك مظاهرة بعدما قام المشيعون بمشاركة من أبناء وبنات حي الميدان بقطع المتحلق الجنوبي لمنع وصول قوات الأمن إلى المظاهرة.

وتوجهت المظاهرة نحو منزل شهيد سقط يوم الأحد، إلا أن قوات الأمن هاجمت المشيعين وقامت بتفريقهم بالقوة دون وقوع إصابات تذكر أو اعتقالات.

ويعد التظاهر في حي كفرسوسة تحديا كبيرا للنظام، قياسا إلى وجود واحد من أكبر المقرات الأمنية في سوريا، هذا عدا مبنى رئاسة الوزراء وغيرها من المقرات التابعة للأجهزة الأمنية ومقرات الحكومة. وسائر الجنازات التي خرجت في منطقة كفرسوسة منذ يوم الأحد كانت تجري وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة، الأمر الذي دفع أهالي القتلى إلى التنبيه خلال توزيع دعوات المشاركة في التشييع إلى ضرورة الالتزام بالهتاف والدعاء وتجنب استفزاز رجال الأمن حقنا للدماء، وأيضا كي لا يحرم ذوو القتلى من تشييع أبنائهم بشكل لائق، إذ جرت العادة أن تقوم الأجهزة الأمنية بالضغط عليهم للتشييع بصمت وبعد صلاة الفجر ومنع المشاركة الشعبية.

وفي الوقت الذي جرى فيه التشييع في كفرسوسة كان هناك تشييع آخر في حي الميدان وسط استنفار أمني كبير، حيث انتشرت قوات الأمن والشبيحة بالعتاد الكامل في محيط جامع الدقاق، وبينما كانت الحشود تتوافد من مختلف المناطق للمشاركة في التشييع، قال ناشطون إن ذوي أحد الضحايا «أرغموا على دفن جثمانه بصمت»، إلا أن تشييعا رمزيا خرج من جانب منزله وتمت مهاجمته من قبل قوات الأمن بعنف، حيث جرى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ثم عادت وخرجت مظاهرة أخرى من أمام جامع الدقاق هتفت لشهداء كفرسوسة وحيت حمص والمدن المنكوبة، وانطلقت مظاهرة ثالثة من جامع حسين خطاب وهتفت لحمص وبابا عمرو والمدن المحاصرة، كما خرجت مظاهرة رابعة في ساحة السخانة في حي الميدان وقام المتظاهرون برفع علم الاستقلال هناك على وقع هتاف الجموع «يا ميداني كبّري».

يوم من الدراما.. المصور البريطاني وصل إلى لبنان وتضارب حول الصحافية الفرنسية

ساركوزي يتراجع عن تصريحات بشأن الصحافية.. وصحيفتها تؤكد أنها لا تزال في حمص * أنباء عن سقوط 13 قتيلا من بين المتطوعين بالعمليتين.. و«الجيش الحر» يحاول نقل باقي الصحافيين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن:«الشرق الأوسط»

تمكنت مجموعة من الناشطين السوريين من إخراج المصور البريطاني في صحيفة «صنداي تايمز» بول كونروي من حي بابا عمرو المحاصر في مدينة حمص السورية إلى شمال لبنان، في عملية تسببت بفقدان نحو 13 متطوعا لحياتهم من أجل تنفيذها، بينما تضاربت الأنباء حول حقيقة وصول مراسلة جريدة «لو فيغارو» الفرنسية إديت بوفييه إلى الحدود اللبنانية.

وكان كونروي وبوفييه أصيبا في أقدامهما خلال قصف للجيش السوري على مدينة حمص، استهدف يوم الأربعاء الفائت منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي في حي بابا عمرو، وأدى إلى مقتل الصحافية في «صنداي تايمز» ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، اللذين لم يعرف بعد مصير جثتيهما.

وفي حين أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «كونروي قد وصل بسلام إلى لبنان، حيث يتلقى حاليا مساعدة قنصلية من خلال السفارة البريطانية في بيروت»، تباين الموقف الفرنسي بين تأكيد أو نفي وصول بوفييه إلى لبنان. وبعد أن أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصول الصحافية الفرنسية إلى لبنان، بعد تضارب في المعلومات حول بقائها في حمص محتجزة، عاد مجددا ونفى تلك الأنباء قائلا: «لم يتم التأكد بعد انها باتت اليوم بأمان في لبنان، معللا ذلك بأن الاتصالات صعبة للغاية مع حمص»، ومشيرا إلى وضع «غير واضح ومعقد».

كما قال مصدر في صحيفة لو فيغارو إنه «من الخطأ القول أنها وصلت بسلام الى لبنان»، مضيفا أن معلوماته مستقاة من مصادر دبلوماسية في بيروت وباريس.

وقال الناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الصحافيين وصلا بخير إلى شمال لبنان، لكن شخصين من المجموعة التي رافقتهما قتلا خلال الطريق بسبب تعرض المجموعة لإطلاق نار من قوات الأمن السورية، عدا عن إصابة عدد آخر من المرافقين».

فيما أفادت تقارير غربية، وبخاصة ما تناولته صحيفة «التايمز» البريطانية، أن عملية نقل كونروي الحساسة التي استغرقت نحو 26 ساعة، والتي تم خلالها حمله على نقالة عبر نحو 20 كيلومترا تفصل بين حمص والحدود اللبنانية، أسفرت عن مقتل 13 شخصا من بين المتطوعين السوريين الذين قاموا بنقله عبر الحدود.

وأكد إدلبي أن «كونروي اتصل بعائلته فور وصوله إلى لبنان وطمأنهم على صحته»، معلنا أنه «سيتم في الساعات المقبلة إجلاء الصحافيين» الذين لا يزالوا محتجزين في مدينة حمص، القريبة من الحدود الشمالية للبنان.

وترددت أنباء عن نقل كونروي إلى شمال لبنان بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في بلدة حنيدر في منطقة وادي خالد الحدودية. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن عائلة المصور البريطاني تبلغها بخروجه من سوريا، حيث أعلن والده ليس كونروي، أن ابنه الجريح نقل من حمص إلى لبنان، وقال: «علمنا بالخبر للتو عبر الهاتف»، فيما قالت زوجته كايت: «سمعت بأنه خرج، وكل ما بإمكاني قوله إننا فرحون وتغمرنا السعادة بسبب هذا الخبر، ولن أقول أكثر من ذلك في هذه المرحلة».

وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أنه «تم إخراج كونروي من بابا عمرو عن طريق (الجيش الحر) وليس (الهلال الأحمر)». وأكد نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر (الجيش الحر) يحاولون نقل الصحافيين الأجانب الباقين المحتجزين إلى خارج الأراضي السورية لكن حمص محاصرة بجيش جرار». وأشار الكردي إلى «أننا قدمنا المساعدة منذ البداية لتأمين دخول صحافيين إلى حمص وبقية المدن السورية، وبعد إصابة عدد منهم نتيجة قصف النظام الأسدي الهمجي، قدمنا لهم المساعدة وعملنا على معالجتهم في المشافي الميدانية».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في وقت سابق «فشل محاولة لإجلاء صحافيين غربيين مصابين من مدينة حمص السورية»، ونقلت تقارير عن مصادر اللجنة أن «سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو المحاصر وغادرته من دون بوفييه وكونروي».

تزايد الاحتجاجات وحملات النشطاء في القاهرة تضامنا مع الثورة السورية

«الشورى» المصري يعلن في أولى جلساته رفضه بطش الأسد ضد شعبه

جريدة الشرق الاوسط

بينما أكد مجلس الشورى المصري المنتخب في أولى جلساته أمس، تأييد المجلس للشعب السوري في ثورته «ضد النظام الظالم»، تزايدت حملات النشطاء المصريين وطلاب الجامعات المتضامنين مع الثورة ضد الأسد، من بينها مظاهرات حاشدة انطلقت من عدة جامعات أمس، وقيام مجموعات شبابية مستقلة بجمع التبرعات المادية والعينية على الأرض.

وأكد الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان)، تأييد المجلس للشعب السوري في ثورته «ضد النظام الظالم الذي يمارس كل أنواع البطش والقتل لأبناء هذا الشعب العظيم». وأضاف: «نحن على يقين من أن إرادة الشعب السوري ستنتصر بإذن الله لينال حريته ويقتص من الحكام الظالمين».

وأطلقت لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب حملة مساعدات إنسانية لمناصرة الأسر السورية المنكوبة جراء قمع السلطات السورية للثورة السورية التي تكمل عامها الأول خلال أيام. وقال الدكتور سامح ياسين، مدير إدارة تنمية الموارد بالاتحاد، إنه «يجري العمل على إغاثة النازحين على الحدود، وعلى مشروع طبي للنازحين وللمصابين بالداخل السوري، بالإضافة إلى توفير 100 ألف كيس دم فارغ للمشافي الميدانية لتسهيل التبرع بالدم». وأضاف: «نقوم بنقل المساعدات عبر مكاتبنا في الأردن ولبنان»، بالإضافة إلى التنسيق مع الجامعة العربية لإرسال فريق طبي مكون من أربع قوافل بمجموع 48 طبيبا للداخل السوري في تخصصات الجراحة والعظام.

وقال أحمد الجيار (22 عاما) الشاب المعتمد من اتحاد الأطباء لجمع التبرعات، إن هدف الحملة إرسال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية للأسر السورية المحاصرة داخل سوريا. وأضاف محمود إبراهيم (25 عاما) أحد القائمين على حملة المساعدات: «حملتنا مستمرة لأطول فترة ممكنة لتوفير المساعدات لإخواننا في سوريا». ورفعت حملة مصرية أخرى يقودها نشطاء للتضامن مع الشعب السوري، تطلق على نفسها «حازمون»، شعارات تندد بالدعم الإيراني لسوريا، وتؤيد المعارضة السورية. وقال المقداد جمال، عضو المجلس التنفيذي لحملة «حازمون»: «قررنا القيام بعدة وقفات احتجاجية في محافظات مصر المختلفة غدا الأول من مارس (آذار) لمؤازرة ثورة السوريين». وشارك طلاب جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس وغيرها أمس في حملة «المليون جنيه» التي أطلقها طلاب الجامعات المصرية لجمع التبرعات المالية لمساندة أبناء الشعب السوري. ونددت مظاهرات احتجاجية للطلاب المصريين بمواقف الصين وروسيا بالأمم المتحدة المساندة لنظام الأسد. وشهدت محافظة الجيزة، أمام المدخل الرئيسي لجامعة القاهرة، تجمع الآلاف من الطلبة والطالبات الجامعيين للمطالبة بوقف المجازر في سوريا، وذلك من خلال مسيرة انطلقت من الجامعة إلى مقر وزارة الخارجية المصرية، حاملين علما بطول عدة أمتار للثورة السورية، مرددين شعارات «شدي حيلك يا سوريا»، و«الشعب يريد إعلان الجهاد».

وانضم مئات من الرعايا السوريين بمصر لمظاهرات الطلاب. وأعرب حسان مصطفى، وهو شاب سوري، عن شعوره بالبهجة والأمل لمساندة الشباب المصري لبلاده. وأضاف أنه يرغب في قيام الشباب المصري بمزيد من التوعية للناس بما يحدث داخل سوريا.

وتختصر مطالب آلاف النشطاء من طلاب الجامعات وغيرهم في قطع العلاقات نهائيا مع نظام الأسد وتوفير الرعاية المادية للشعب السوري، وتجميد العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكل من روسيا والصين.

دليل المراسل الصحافي للدخول إلى الأراضي السورية

مغامرات عبر الحدود الدولية تنتهي بالقتل في حمص

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

«الطريق الذي استخدمته للدخول لحمص هو أصعب طريق سلكته في حياتي للوصول للحقيقة»، هكذا مالت الصحافية الأميركية ماري كولفن على أذن الناشط السوري عمر شاكر، قبل أسابيع قليلة، واصفة له الطريق الذي سلكته للدخول خلسة لحمص المحاصرة. وبعدها بأيام سقط صاروخ على مقرها في حي بابا عمرو وقتلت كولفين بعد أن كانت قد غطت في السابق نزاعات مسلحة في العديد من المناطق الملتهبة حول العالم.

المثير أن شاكر، الذي يعد لسان بابا عمرو الناطق بالإنجليزية، تذكر كلمات كولفن أثناء ارتياده نفس الطريق خارج حمص منذ أسبوع، بعدما تقرر إخلاؤه من المدينة.

ومنذ بداية الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي، حظرت السلطات السورية عمل كافة الصحافيين الأجانب على أراضيها، مما جعل التحقق والتدقيق من معلومات النشطاء السوريين الواردة للإعلام العالمي عن قمع السلطات أمرا صعبا للغاية.

وقرر عدد من الصحافيين الأجانب الدخول خلسة إلى سوريا، في رحلة إلى المجهول، قال عنها ناشط سوري، متخصص في تهريب الصحافيين إلى الداخل السوري: «رحلة على مسؤولية الصحافي الشخصية.. نحن غير مسؤولين عن أي شيء»، قبل أن يضيف خلال لقاء معه في مقهى بالقاهرة: «نجاح التهريب يتوقف فقط على العناية الإلهية».

وتمتلك سوريا حدودا مع خمس دول؛ هي: العراق وإسرائيل والأردن ولبنان وتركيا. ويقول نشطاء سوريون إن الحدود مع تركيا تعد أكثر أمنا لتسلل الصحافيين؛ لكنها تعد بوابة بعيدة للمدن المشتعلة بالأحداث مثل حمص ودمشق وحماه، وهو ما يجعل من خط الحدود السورية اللبنانية المسرح الأكبر لتهريب الصحافيين للداخل السوري.

ويقول الناشط الذي تخصص في تهريب المساعدات والصحافيين لمختلف المدن السورية منذ عدة أشهر «الحدود التركية أكثر تأمينا، لكن الحدود اللبنانية تضمن وصول المساعدات والصحافيين لمختلف المدن المشتعلة شمالا في حمص وحماه وجنوبا في ريف دمشق»، مضيفا أن «طرق التهريب للمساعدات والصحافيين واحدة غالبا».

ويضيف ناشطون سوريون أن التهريب من تركيا صعب بسبب وعورة الطبيعة وعدم وجود أماكن للاختباء أثناء التهريب، فيما قال آخر إن العبور عبر الحدود الأردنية مستحيل بسبب تشديد الجانبين لإجراءات الأمن هناك.

وقال المهرب، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: نقوم بتهريب الصحافيين مجانا بالطبع، لكنه أوضح «أحيانا نستعين بالمهربين المحترفين لإدخالهم للمدن السورية، وهو ما يكلفنا نحو 100 دولار للشخص». ويطلب بعض المهربين من الصحافيين دفع مبلغ يتراوح من 200 إلى 500 دولار لضمان تغطية علاج رجاله حال إصابتهم من قوات الأمن السورية على الطريق.

ويصف الناشط عمر شاكر، الطريق الذي يسلكه الصحافيون للدخول لحمص التي يفرض النظام السوري حصارا قاسيا عليها منذ نحو ثلاثة أسابيع، بالوعر والخطير. وقال شاكر، في اتصال عبر الإنترنت من مدينة لبنانية خرج إليها منذ أيام، «يستغرق الأمر للخروج من بابا عمرو وحدها ثلاث ساعات.. وأحيانا يفصل بيننا وبين الجيش أمتار قليلة»، متابعا «هناك أماكن لو استدار الجنود فيها، لاعتقلونا على الفور»، ويشمل الطريق أماكن يضطر فيها المهربون للغوص في الوحل والقفز فوق الحوائط، مواصلا «أحيانا يصل الوحل لرقابنا».

ووفقا لشاكر، فإن هناك 3 محطات للانتظار في الرحلة الخطرة؛ محطة خارج حي بابا عمرو مباشرة، ومحطتين في المنتصف بين حدود حمص والحدود اللبنانية، والانتظار في المحطة الأخيرة في لبنان يتوقف على وجود دوريات مراقبة الحدود من عدمه. ويتذكر شاكر كلمات صحافية إسبانية تدعى مونيكا من صحيفة «ألموندو» التي قالت له «الأهم أن تحافظ على حياتك.. لو قتلت فلن تصل الحقيقة». وعبر 11 شهرا من الثورة، استخدم النشطاء الحدود اللبنانية لتهريب كل شيء للداخل، لكن الناشط رامي جراح، أحد مؤسسي شبكة أخبار الناشطين ANA المختصة بتغطية أحداث الثورة السورية، قال إن السلطات السورية وضعت ألغاما في مناطق عدة مثل الدباسية ولكنه قال إن إغلاق الحدود بشكل كامل سيكون عسيرا للغاية.

ويقول جراح إن إصرار الصحافيين الأجانب على التسلل لسوريا رغم دموية وعنف الأحداث يعود إلى أن المشاهدات هي أهم ما في العمل الصحافي.. «الصحافيون غير قادرين على الكتابة عن الأحداث دون رؤيتها». ويحكي جراح قصة صحافية أميركية دخلت دمشق بتأشيرة رسمية لكنها هربت من مراقبة السلطات السورية التي كانت تفرض عليها الذهاب لأماكن خالية من التظاهرات، وقال جراح: «قمنا بتهريبها منهم وذهبنا بها إلى تظاهرة في حي ركن الدين بدمشق تحت رصاص الأمن»، مضيفا أنها كادت تصدق رواية حكومة الأسد لولا ذلك. ويقول ناشطون إنهم استضافوا نحو 100 صحافي في بابا عمرو خلال الحصار.

ويقول ناشط آخر عبر اتصال بالإنترنت من حمص: «نعمل على إمدادهم بكل شيء يسهل من عملهم حتى لو لم يكن موجودا بحمص كالقهوة والمشروبات الغازية»، وقال شاكر، الذي ارتبط بعلاقات قوية مع عدد كبير من الصحافيين الأجانب، إنهم يحرصون على توفير كل شيء للصحافيين من مرافقين أمنيين ومترجمين متى طلبوا ذلك.

ورغم مقتل عدة صحافيين في سوريا منذ بداية الأحداث، فإن الصحافيين الأجانب يصرون للحظة على الدخول لتغطية الواقع المشتعل على الأرض، وقال الرجل الذي أشرف على إدخال عشرين فريقا صحافيا لحمص وحدها، «رغم مقتل عدد من الصحافيين فإن غيرهم لا يزالون يدخلون مهربين بحثا عن الحقيقة على حد قولهم».

«آفاز» أول من زود المحتجين السوريين بمعدات الاتصال وتلعب دور الوسيط الإعلامي بينهم وبين العالم

برانكفورت: أحصينا 9 آلاف قتيل في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

تونس: نادية التركي

تقوم مؤسسة «آفاز» العالمية بدور الوسيط الإعلامي بين المحتجين السوريين المعارضين لنظام الأسد في الداخل والعالم، فهي توفر شهود العيان الذين «تثق بهم وتعرف عنهم كل شيء» لوسائل الإعلام العالمية. كما تقوم بنقل الوقائع الميدانية التي تشهد مواجهات ساخنة بين قوات النظام السوري والمحتجين وتقوم بتوزيعها على أكثر من خمسمائة مؤسسة إعلامية حول العالم يوميا.

وقالت ستيفاني برانكفورت، الناشطة الحقوقية والمسؤولة بمنظمة «آفاز» والتي التقتها «الشرق الأوسط» في تونس أمس «دعمنا منذ البداية الحركات الديمقراطية في سوريا، وكانوا يستعملون معدات بث فضائية وهواتف تمكنهم من اختراق أي حظر أو قطع اتصال قد يقوم به النظام، وزودناهم بها في حمص وحماه»، مشيرة إلى أنه «عند بداية الاحتجاجات كنا المنظمة الوحيدة التي تقوم بهذه الخدمات».

وأضافت برانكفورت «نرى أن الناس في سوريا شجعان جدا، والآن هم أكثر تنظيما.. هم لا يتجمعون في مكان واحد جغرافيا، لكن الناشطين داخل سوريا شجعان ومنظمون وينسقون بشكل جيد». وقالت «اليوم لم يعودوا بحاجة كبيرة لنا، لأن الكثير من الأطراف تساعد وتتعاون معهم في هذا المجال. والآن ما نقوم به هو جمع المعلومات الصحافية منهم، ونوفرها لأكثر من 500 وسيلة إعلام».

كما قالت الناشطة، إنهم لعبوا وما زالوا يقومون بدور الوسيط بين شهود العيان ووسائل الإعلام العالمية مثل الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» والـ«آي بي» وقناة «الجزيرة»، مؤكدة أن كل المصادر التي يوفرونها يكونون على علم بتفاصيلها ومكان وجودها، حيث قالت «نحن نعلم عنها كل شيء».

وأوضحت برانكفورت أن الأمم المتحدة قد توقفت الآن عن إحصاء عدد القتلى في سوريا «لكننا ما زلنا نقوم بذلك وأحصينا إلى الآن نحو 9 آلاف قتيل.. ومصادرنا موثوقة، ونعتمد لائحة أسماء وأماكن القتلى». وأضافت أن أرقامهم معتمدة من الصليب الأحمر والأمم المتحدة، التي عادت إليهم في المرحلة الأولى عندما كانت تعتمد الإحصاء. كما قالت، إن منظمتها أرسلت نحو 45 من الصحافيين منذ بداية الثورة السورية بشكل غير رسمي وسري، أغلبهم إلى حمص ثم درعا، وأنهم دخلوا في البداية بمساعدة ناشطين سوريين.. لكن مؤخرا يدخلون بمساعدة أشخاص بمقابل مادي، وأنهم هم من يدخلونهم ويساعدونهم في اعتماد «طرق آمنة» والوصول إلى الأماكن الساخنة.

وعن «آفاز» قالت برانكفورت «هي مؤسسة مقرها الرئيسي في نيويورك، لدينا أكثر من مليون منخرط في البرازيل وفرنسا ومئات الآلاف في الشرق الأوسط»، موضحة أن عملهم بدأ مع بداية ثورة مصر، وأنه «بالنسبة لنا أهم شيء أن يعلم العالم ما يحدث، وكنا نؤمن بأنه حتى بث صورة صغيرة يمكن أن تظهر للناس حقيقة ما يحدث في الميدان». وأضافت «نساعد الناس بتزويدهم بالمعدات والخدمات، مثلا في مصر زودناهم بخدمة (سيرفيس تور)، لتعويض الإنترنت إذا قطعت. وأرسلنا أجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية وهواتف إلى ليبيا منذ بداية الثورة، كما أرسلنا أجهزة إلى الجزائر لأننا توقعنا قيام ثورة فيها، خاصة بعد بداية بعض المظاهرات الصغيرة»، مشيرة إلى عملهم بالتعاون مع شركة «أكسيس». وقالت «حاولنا دعم المواطنين الصحافيين الذين كانوا جيدين في ميدان التحرير».

وعن تكلفة الدعم الذي قدموه لمختلف الدول قالت برانكفورت «بالنسبة لمصر لم يكلفنا تقديم الخدمات الكثير، أما بالنسبة لليبيا وسوريا فكلفتنا مئات الآلاف من الدولارات التي حصلنا عليها من تبرعات الأشخاص من كل مكان في العالم». وأكدت «لم نأخذ أي أموال من منظمات رسمية أو من حكومات، كل الدعم الذي قدمناه كان من أشخاص».

وعن كيفية عملهم، قالت برانكفورت، إنهم كانوا يقومون بإرسال رسائل إلكترونية إلى أكثر من 13 مليون شخص، يطلبون من خلالها مساعدات لدعم الثوار، موضحة أنهم لقوا تجاوبا كبيرا، وتبرع الناس بالأموال.

وقالت إنها بدأت عملها الميداني منذ شهر مارس (آذار) الماضي في ليبيا، حيث حملت أجهزة إرسال ومعدات وسلمتها لأطباء كانوا ذاهبين لمعالجة جرحى بنغازي. ثم انتقلت من مصر لتونس ونقلت معدات أخرى من هواتف أيضا و«موديمز» وأجهزة حاسوب محمولة أرسلتها لمصراتة، مضيفة أنهم قاموا أيضا بحملة عالمية لفرض الحظر الجوي على ليبيا، وأن سوزان رايس شكرتهم رسميا في اجتماع رسمي بالأمم المتحدة على مجهوداتهم ودورهم في دعم حملة الحظر الجوي.

وقالت برانكفورت «نعلم أن عملنا قد يعتبر غير قانوني بالنسبة لحكومات الدول، لكننا نواصل في محاولة لإسماع صوت المحتجين».

كلينتون تصف الرئيس السوري بأنه «مجرم حرب»

وزيرة الخارجية تطالب بـ51.6 مليار دولار لمهمات الولايات المتحدة الخارجية

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: هبة القدسي

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في شهادتها أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ صباح أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن ينطبق عليه وصف «مجرم حرب»، قائلة إن هناك أدلة تتيح ملاحقته بتهم ارتكاب جرائم حرب، لكنها حذرت من أن استخدام هذا الخيار قد يعقد الوصول إلى حل للأزمة السورية.

وفي سؤال للسناتور ليندسي غراهام حول الأوضاع في سوريا وقدرتها على إدراج الرئيس بشار الأسد في فئة مجرمي الحرب بعد سقوط أكثر من 7500 قتيل خلال أعمال العنف في سوريا، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، قالت كلينتون: «لن يكون هناك جدل لإثبات أنه يناسب هذه الفئة».

وأوضحت كلينتون أن المجتمع الدولي يجب أن يقوم بهذا التوصيف، محذرة في الوقت نفسه أن اتخاذ هذه الخطوة وتوجيه اتهامات للأسد يجعل من الصعب دفعه إلى التنحي، وقالت: «استخدام مثل هذه التسميات تحد من الخيارات لإقناع الزعماء عن التنحي عن السلطة».

وقالت كلينتون في شهادتها: «عندما تسلمت المنصب، رأيت عالما يحتاج إلى أميركا لكنه يشكك في تركيزنا واستمرارنا. ووضعنا القيادة الأميركية على أسس راسخة للعقد القادم، بينما نقوم بالتراجع في بعض الأماكن.. وركزنا موقفنا كقوة في المحيط الباسفيكي ودمجنا الاقتصاد في دبلوماسيتنا، ومددنا اليد للانخراط مع الشعوب مع التركيز على الفتيات والنساء».

وأوضحت كلينتون أن دبلوماسية الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين تركز على التوصل لطرق أكثر ذكاء للعمل في مجالي الدبلوماسية والتنمية، كما أنشأت مكتبين لمكافحة الإرهاب والتركيز على الطاقة والتركيز على مساعدة الدول الهشة اقتصاديا. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تقوم بعملية «مقايضة»، حيث طالبت في الميزانية بـ18 في المائة أقل في ميزانية أوروبا وآسيا الوسطي حتى يتم تعزيز برامج أخرى في أماكن أخرى، كما تراجعت في مجال المشتريات وتقوم بخطوات أكبر لتقليل التكلفة.

وقالت كلينتون «إن وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الدولية للتنمية تطلبان مبلغ 51.6 مليار دولار للميزانية الخارجية للولايات المتحدة، وهي تشكل تراجعا بنحو 1 في المائة من الميزانية الفيدرالية رغم تزايد مسؤوليات الولايات المتحدة» ووضعت كلينتون أولويات لوزارتها، وهي الحفاظ على مهمات المصالحة في أفغانستان والعراق، مؤكدة أن حياة الشعب الأفغاني قد تحسنت في السنوات الأخيرة وأكدت الالتزام بالخروج من أفغانستان في نهاية 2014.. وقالت: «هذه ليست مهمة إلى ما لا نهاية، ووجودنا في أفغانستان مكننا من ملاحقة القاعدة والقضاء على زعمائها وملاحقتهم في ملاذاتهم الآمنة، ومساعدة الشعب الأفغاني ليست بالقدر الذي نأمله؛ لكن هناك تقدم ملموس بسبب تضحيات الجنود الأميركيين». وأضافت: «أقول بضمير مرتاح إن عملنا طوال السنوات الماضية خلق احتمالا كبيرا لمستقبل أفضل للأفغان».

وأوضحت كلينتون أن الإدارة الأميركية تبذل جهودا غير مسبوقة لبناء شبكة قوية من العلاقات في آسيا والمحيط الهادي وتعزيز التحالف وإطلاق حوار استراتيجي ومبادرات اقتصادية والانضمام إلى المؤسسات المتعددة الأطراف، وقالت «كل ذلك يضمن أن الولايات المتحدة سوف تظل تشكل قوة في المحيط الهادي».

وأكدت كلينتون أن من بين أولوياتها التركيز على موجة التغيير التي تجتاح العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وقالت «اقترحنا توفير 770 مليون دولار في صندوق للحوافز للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيكون دور هذا الصندوق دعم المقترحات ذات المصداقية لالتزام البلدان بالتغيير إلى الديمقراطية وبناء المؤسسات وقاعدة عريضة لنمو الاقتصاد في وقت لا يتيح لنا التنبؤ بالتطورات؛ لكنه يتيح لنا الاستجابة لجميع الاحتياجات غير المتوقعة على نحو يعكس ريادتنا في المنطقة».

وأوضحت أن طلب الميزانية يسمح بمساعدة الشعب السوري للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الهجوم الوحشي والتخطيط لمستقبل من دون الأسد، مؤكدة كذلك على أهمية المساعدة المقدمة للمجتمع المدني في الأردن وتونس.

مفوضة الأمم المتحدة: على نظام الأسد أن يعرف أن قراراته لن تمر دون عقاب

مبعوث سوريا يقاطع اجتماع مجلس حقوق الإنسان وواشنطن تقول إن الخطوة تظهر «بعده عن الواقع»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح بروكسل: عبد الله مصطفى باريس: ميشال أبو نجم جنيف – لندن: «الشرق الأوسط»

طالبت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس بـ«وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في سوريا من أجل وضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان. وجددت مطالبتها بإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية «في وقت تشهد فيه البلاد اختراقات غير معقولة في كل لحظة»، مضيفة: «أكثر من أي وقت مضى، هؤلاء الذين يقومون بالمجازر عليهم المعرفة بأن المجتمع الدولي لن يقف ويشاهد هذا القتل.. وأن القرارات التي يتخذونها اليوم لن تمر من دون عقاب».

وجاء ذلك في خطابها أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي عقد جلسة طارئة لمناقشة الأزمة السورية، حيث أوضحت أنه «لا يزال من الصعب أن نحدد بدقة عدد الضحايا إلا أن الحكومة أعطتنا بتاريخ 15 فبراير (شباط) أرقامها التي أشارت إلى مقتل 2493 مدنيا و1345 جنديا ومسؤولا في الشرطة بين 15 مارس (آذار) 2011 و18 يناير (كانون الثاني) 2012». ولكنها أردفت قائلة إنه وبحسب المعلومات المتوفرة لدى الأمم المتحدة فإن «العدد الفعلي للضحايا يمكن أن يتجاوز هذه الأرقام بشكل كبير».

وشاركت 70 دولة في الاجتماع الطارئ لبحث الأوضاع في سوريا، بينما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إن «أكثر من 7500 شخص قتلوا في سوريا»، بينما هناك مؤشرات بأن 100 مدني يقتلون يوميا.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عمليات القمع التي يمارسها نظام بشار الأسد أوقعت أكثر من 7600 قتيل في غضون 11 شهرا.

وكانت بيلاي نددت في 13 فبراير الجاري بالوضع في سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ولفتت أمس إلى أنه «منذ ذلك الحين تلقى مكتبي تقارير تثير القلق حول تدهور سريع لحقوق الإنسان والوضع الإنساني» في سوريا. وقالت «تشير تقارير حديثة إلى أن الجيش السوري وقوات الأمن تنفذ حملات اعتقال تعسفية بحق آلاف المتظاهرين وناشطين وأشخاص يشتبه في تورطهم بنشاطات معادية للنظام».

وناقش مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس «الأزمة الإنسانية» في سوريا من خلال دراسة مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت ويدعو النظام السوري إلى السماح بمرور الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية «بحرية» خصوصا في حمص.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين النظام السوري غدا في قرار جديد، في أعقاب مناقشة طارئة بشأن الاضطرابات العنيفة في سوريا بدأت أمس وتستمر اليوم. وكانت ثلاثة قرارات سابقة للمجلس المكون من 47 دولة قد قوبلت بمعارضة من روسيا والصين والإكوادور وكوبا.

وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية وتركيا هي التي صاغت مشروع القرار الذي يطالب أيضا الرئيس السوري بشار الأسد بوقف هجماته ضد المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل. وشارك وزير الخارجية الأردن ناصر جودة في الاجتماع، مشددا على موقف الأردن الرافض لاستخدام العنف ضد المدنيين والداعي إلى الوقف الفوري للعنف وإنهاء جميع المظاهر المسلحة وتنفيذ الإصلاحات المنشودة دونما إبطاء بما يحقن دماء أبناء الشعب السوري ويحول دون أي تدخل عسكري خارجي ويصون وحدة التراب السوري وسيادة واستقلال البلاد السياسي. وقال السفير التركي لدى المجلس أوغوز ديميرالب إن «العنف يتصاعد والصور التي نراها على شاشات التلفزيون تظهر لنا التحول التدريجي لهذا البلد الجميل إلى مسلخ»، مقارنا هذه الصور بـ«فيلم رعب».

وكان فيصل الحموي ممثل سوريا قد انسحب في وقت سابق من جلسة مجلس حقوق الإنسان قائلا إنه إذا كان الغرض من الجلسة هو تقديم المساعدات الإنسانية فإن مجلس حقوق الإنسان ليس هو المكان المناسب. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن نقاشا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف لن يسهم في التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

إلا أن الولايات المتحدة شددت أمس على أهمية اجتماع المجلس وقراره، معتبرة أن انسحاب الحموي من لقاء المجلس ومقاطعته له يظهر «بعد النظام السوري عن الواقع».

وقالت المندوبة الأميركية للمجلس ايلين تشيمبرلاين دوناهيو إن «أي شخص يستمع إلى السفير السوري عليه أن يعي أن تصريحاته بعيدة عن الواقع.. وهي تعكس إلى درجة ما ما يدور وسط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد نفسه».

يأتي ذلك بينما قالت مصادر إخبارية في رئاسة الأمم المتحدة في نيويورك إن دولا غربية وعربية تخطط لإعادة موضوع سوريا إلى مجلس الأمن، وإنهم هذه المرة سيركزون على تقديم مساعدات إنسانية، ويأملون أن توافق على ذلك روسيا والصين، اللتان كانتا اعترضتا على قرار سابق حول سوريا.. مشيرين إلى أن مجلس الأمن ربما سيناقش أيضا رسالة نافي بيلاي، المندوبة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي في جنيف عن تقديم الرئيس السوري بشار الأسد وكبار مستشاريه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكان مسؤولون أميركيون أشاروا إلى احتمال وجود «ثغرة قانونية دولية» في التركيز على الجمعية العامة، خاصة حول موضوع إرسال الأسد ومستشاريه إلى محكمة الجنايات الدولية.

من جهة أخرى، كشف برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي أمس، عن مشاورات بشأن مشروع قرار جديد ينحصر في تناول الأوضاع الإنسانية كان مقررا لها أن تبدأ أمس في نيويورك. وبحسب فاليرو، فإن النص المطروح للتداول يطلب وقفا لأعمال العنف و«وصولا فوريا ومن غير عوائق» للمساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.. وفي غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 7 وزراء بالحكومة السورية أمس لدورهم في الحملة الدموية على المعارضين في خطوة جديدة تستهدف الضغط على الرئيس بشار الأسد ليتنحى.

ونشر الاتحاد القائمة في جريدته الرسمية، والتي شملت فرض حظر على السفر وتجميد أصول لشخصيات من بينها وزير الصحة وائل الحلقي لدوره في حرمان المحتجين من الرعاية الطبية. وكذلك وزير الاتصالات عماد الصابوني، المتهم بتقييد وصول وسائل الإعلام إلى مواقع الأحداث، ووضع وزير النقل فيصل عباس على القائمة لتوفيره دعما يتعلق بالنقل والإمداد لعمليات القمع، إضافة إلى وزير التربية صالح الراشد، نظرا لسماحه باستخدام المدارس كسجون مؤقتة. وأدرج وزير النفط السوري سفيان علاو ووزير الصناعة عدنان سلاخو بالقائمة لاتباعهما سياسات توفر التمويل للحكومة، ومن المدرجين على القائمة أيضا مستشار الرئيس السوري منصور فضل الله عزام.

كما جمدت العقوبات التي أقرها وزراء خارجية الاتحاد أصول البنك المركزي السوري، وحظرت تجارة الذهب والمعادن النفيسة والماس مع المؤسسات الحكومية السورية.. وأوضحت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي أن العقوبات أصبحت سارية المفعول بمجرد نشرها بالتفصيل في الجريدة الرسمية للاتحاد.

إلى ذلك، نفى مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للاتحاد كاثرين أشتون، وجود توجه أوروبي جماعي حاليا لطرد السفراء السوريين المعتمدين لدى دوله، مشيرا إلى أن التعامل مع البعثات الدبلوماسية يعود إلى كل دولة على حدة، وشدد على أن المفوضية الأوروبية أبقت على رئيس وأعضاء بعثتها في دمشق.

ناشط سوري يروي لـ «الشرق الأوسط» قصة اعتقاله في مقر «أمن الدولة» بدمشق

قال إن سجون الأسد تحولت إلى «قبور من نار يعذب فيها الثوار»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عمرو أحمد

روى ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط» قصة اعتقاله في سجون دمشق، قائلا إن مقار جهاز «أمن الدولة» في نظام الرئيس بشار الأسد أصبحت مثل «قبور من نار يعذب فيها الثوار».

ويتذكر الناشط طارق الشرابي، بعد فراره أخيرا إلى مصر، الأهوال التي مر بها منذ دخوله مبنى مقر أمن الدولة بالعاصمة دمشق المكون من ثمانية طوابق، وعلى أسواره الخارجية وبواباته الحديدية الضخمة حراسة مشددة بالرشاشات. كل طابق فيه ممر خافت الإضاءة على جانبيه ما يقرب من أربعين بابا حديديا، تتعالى من خلفها أصوات صراخ، وتسمع أصوات مولدات كهرباء خلف إحدى البوابات الحديدية الموصدة.

و«في داخل المبنى، تتردد أصوات هتافات عالية مؤيدة للأسد. ومن أحد الأبواب يظهر شخص مجرد من ملابسه كما ولدته أمه وقد تم تعليقه من قدميه والدماء تسيل من جسده. وإلى جواره شخص آخر يتعرض للصعق بالكهرباء». هذه هي بعض المشاهد التي شاهدها الشرابي خلال حبسه بمقر أمن الدولة عقب مشاركته في مظاهره انطلقت من مسجد الدقاق.

ويروي الشرابي، وهو من أبناء مدينة دمشق ويبلغ من العمر 26 عاما، ما رآه وسمعه خلف قضبان أمن دولة في العاصمة. ويقول في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط»: «اعتقلت عقب مشاركتي في مظاهرة خرجت من مسجد الدقاق بدمشق ضمت 5 آلاف شخص. توجهنا بالمظاهرة إلى ساحة الحرية، وقمنا برفع علم الاستقلال، وكتبنا على جدران الشوارع عبارات تطالب برحيل بشار الأسد، ولكن بعدها بدقائق فوجئنا بمئات من قوات الأمن السوري مسلحة تسليحا كاملا، أطلقوا على أجسادنا رصاص سلاح رشاش، وبعد اختبائي في أحد المنازل بساعة ونصف ساعة وهروبي إلى مسجد الحسن، تم اعتقالي». ويضيف الشرابي أنه تم اقتياده مع آخرين إلى مقر مبنى أمن الدولة بدمشق: «كنا مائتي شخص في غرفة واسعة لا توجد فيها تهوية وجدرانها محفورة ومخيفة مثل القبور». ويقول الشرابي متذكرا وقد بدت على وجهه ملامح الحزن: «بعد مرور ساعتين من الضرب والسب اقتادونا إلى مكتب للتحقيق، ووقت خروجي من الزنزانة في طريقي إلى التحقيقات كان أمامي ممر طوله أكثر من 20 مترا وعلى جانبيه من اليمين واليسار أبواب حديدية عددها نحو 40 بابا حديديا في الطابق، ونسمع صوت المعذبين وصوت أناس يصعقون بالكهرباء». وتابع: «كانت أجسادنا تنتفض عند سماع الأصوات.. وبينما كنت أمر من أمام زنزانة لمحت رجلا عاريا تماما كما ولدته أمه معلقا من قدميه والدماء تسيل من جسده، وقد اختلط لحمه بجلده من كثرة الجروح، ويستمرون في ضربه وتعذيبه باستخدام العصي والكرابيج». ويتابع الشرابي قائلا: «أثناء سيرنا إلى غرفة التحقيقات بالطابق الثالث، سمعنا أصواتا مرتفعة من خلف إحدى البوابات تهتف لبشار الأسد، لزيادة تخويفنا مما نحن مقبلون عليه، وحينما صعدنا للطابق الثالث، كان يراودني شعور بأننا سنقتل مما نراه ونسمعه».

ومضى الشرابي قائلا: «كانوا لا يغطون أعيننا.. يريدون إخافتنا حتى نقول كل شيء، ثم دخل علينا رجل يرتدي زيا مدنيا أخبرنا بأنه نقيب.. أخبرنا بوجودنا في أمن الدولة، وقال إن التهم الموجهة إلينا هي وجودنا في منطقة المظاهرات، وإنه تم القبض علينا وقت تنظيمنا للمسيرة، وبالطبع أنكرنا كل هذا الكلام، وقلت للضابط إنني كنت أصلي في مسجد الدقاق وذاهب لبيت جدي، فنظر إلى الضابط، وأمر بوضعي في غرفة بمفردي قرابة الساعة».

وأوضح الشرابي أنه تم الإفراج عنه بعد وصلة من التعذيب، وذلك بعد أن أجبر على توقيع إقرار بعدم مشاركته مرة أخرى في المظاهرات، مشيرا إلى أن أمن الدولة «لو كان لديه معلومات مؤكدة عني لكنت حبيس سجون أمن الدولة حتى الآن». وأضاف أنه تم الإفراج عن 4 أشخاص فقط من بين المائتين الذين تم القبض عليهم معه، مضيفا أن «مقر أمن دولة بشار يشبه قبورا من نار يعذب فيها الثوار».

وعن رحلة فراره إلى القاهرة، قال الشرابي: «بعد مشاركتي في عدة مظاهرات بدمشق، أخبرني أحد الناشطين أن اسمي مدرج على القائمة الأمنية، بعد أن وصلته هذه المعلومة من مصادر أمنية تابعة تؤيد الثورة في السر، فطلب مني النشطاء الهروب خارج سوريا وأن أتابع الوضع من الخارج.. لهذا هربت أهلي أولا حتى لا تنتهك أعراضهم، وهربت في أثرهم عبر الأردن إلى مصر».

المرزوقي يبدي استعداد تونس لمنح الأسد اللجوء السياسي حقنا للدماء

محللون: الدعوة قد تكون بالون اختبار

جريدة الشرق الاوسط

تونس: المنجي السعيداني

قال عدنان المنصر الناطق باسم رئاسة الجمهورية أمس إن «تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء السياسي؛ إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر»، وأضاف المنصر: «من حيث المبدأ، تونس مستعدة لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد وأفراد عائلته إذا كان هذا الاقتراح سيساهم في وقف إراقة الدماء وإنهاء قتل السوريين المستمر منذ أشهر». وقللت أوساط سياسية تونسية من أهمية الدعوة التي قدمها المرزوقي للرئيس السوري لعلمه المسبق باستحالة قبول مثل هذا المقترح بعد يومين من التصويت على الدستور الجديد في سوريا، واعتبرت المصادر نفسها أن الوضع الأمني والاحتجاجات التي تظهر في تونس بين فترة وأخرى، لا يجعلها في موقع من يمنح رئيسا في وضع بشار اللجوء إليها. وفي هذا الإطار، قال جمال العرفاوي المحلل السياسي التونسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن التونسيين تعودوا على مواقف مفاجئة من رئيسهم، ولا يبدو هذا الاقتراح قابلا للتنفيذ؛ على الأقل في الوقت الحالي. وأضاف أن اقتراح المرزوقي قد يكون بالون اختبار يود من ورائه معرفة رد فعل النظام السوري عن الفكرة وإشاعتها على نطاق واسع. واعتبر العرفاوي أن مثل هذه الطرق تطبقها كبرى المعاهد الاستراتيجية في العالم الغربي والغاية الأساسية منها معرفة رد فعل الطرف المقابل دون السعي الجدي لتنفيذ الفكرة.

وقال عادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد المعارضة، إن المرزوقي ما زال يتعامل بتفكير من ينتمي إلى المنظمات الحقوقية، وهو يسعى لاغتنام الفرص لجذب الأضواء لأفكاره، ولا يفرق في ذلك بين موقعه الرئاسي الجديد وشخصية المثقف والحقوقي والمفكر التي تعايش معها لعقود متتالية.

واعتبر الشاوش أن المواقف التي اتخذها المرزوقي حتى الآن والتصريحات التي أدلى بها تفتقد لكثير من المراجعة، ولا يرى الشاوش أن فكرة منح الرئيس السوري حق اللجوء إلى تونس فكرة جيدة؛ «كونها ستفتح على بلادنا مشكلات إضافية هي في غنى عنها». وكان المرزوقي قد صرح خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته تونس يوم الجمعة 24 فبراير الحالي، أن روسيا يمكن أن تكون ملجأ لبشار، ودعا إلى عدم التدخل الأجنبي في سوريا في ظل دعوات متكررة للجوء إلى الحل العسكري لحسم الموقف هناك. وكانت تونس أول دولة عربية تقرر طرد السفير السوري من أراضيها على خلفية قتل أكثر من مائتي سوري في مدينة حمص السورية ليلة المولد النبوي.

خطط أميركية جاهزة للتدخل العسكري وكلينتون تعتبر الأسد مجرم حرب

الصحافيان بوفييه وكونروي يغادران حمص في عملية نظّمها الثوار

تمكن ثوار مدينة حمص من إخراج الصحافيين الجريحين البريطاني بول كونروي والفرنسية أديت بوفييه من حي بابا عمرو حيث أصيبا بجروح خلال قصف مدفعي لقوات الأسد استهدف صحافيين غربيين وسوريين الأربعاء الماضي أسفر عن مقتل المصور الفرنسي ريمي اوشليك والصحافية الاميركية ماري كولفن.

دولياً وفي ظل تأكيد الأمم المتحدة تجاوز القتلى المدنيين في سوريا 7500 قتيل بكثير، كانت الولايات المتحدة تؤكد أنه يمكن القول إن الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب، وتعلن انها أنجزت خططاً تفصيلية لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري.

ميدانياً، يصعّد النظام تحركاته العسكرية ضد مدينة حمص التي استدعيت إليها قوات كبيرة من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد لمؤازرة القوات العسكرية التي تقوم بقصفها بشكل متواصل منذ نحو شهر موقعة مئات القتلى والجرحى منهم أمس فقط 26 شهيداً في حي بابا عمرو من أصل 104 شهداء وقع منهم في مجزرة ارتكبها النظام في حلفايا من ريف حماه 35 شهيداً.

وفي دمشق خرج نحو خمسة آلاف متظاهر أمس في تشييع شهداء سقطوا برصاص قوات الأمن في أحياء محتجة من العاصمة السورية، وقطع شباب الثورة جميع الطرق المؤدية إلى ساحة الشهبندر بالاطارات المحترقة، واقتحمت قوات النظام حيي الموصلي والغواص في حملة تفتيش واعتقالات عشوائية عقب خروج تظاهرات مناهضة للأسد، كما شهدت حلب احتجاجات ضد النظام أعقبها اطلاق نار واعتقالات واسعة بين طلاب جامعة المدينة.

وتضاربت المعلومات أمس حول خروج الصحافية الفرنسية اديت بوفييه من حمص الى لبنان الذي وصل إليه زميلها البريطاني بول كونروي.

وتأكد أمس خبر نقل الصحافي البريطاني بول كونروي الذي اصيب الاسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص الى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية بالقول “باستطاعتنا أن نؤكد الآن أن الصحافي البريطاني الجريح بول كونروي وصل بسلام الى لبنان حيث يتلقى حاليا مساعدة قنصلية من خلال سفارتنا في بيروت”.

وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خبر وصول الصحافية بوفييه قبل ان يتراجع في وقت لاحق، ثم اعلنت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية التي تعمل فيها بوفييه ان هذه الاخيرة ما تزال على الاراضي السورية.

ميدانياً، ارتفع عدد شهداء سوريا أمس إلى 104 بينهم 35 شهيدا في مجزرة في حلفايا بريف حماه و26 شهيدا في مجزرة اخرى ارتكبها النظام في بابا عمرو منهم ثلاث نساء وطفلان، 50 شهيدا في حمص، ستة شهداء في ريف حلب، خمسة شهداء في ريف ادلب وثلاثة شهداء في دير الزور وشهيد في درعا.

وقتل في قصف قوات الأسد على حي بابا عمرو 26 شخصا حيث اصيب الصحافيان الغربيان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان جيش الأسد استقدم الى حمص تعزيزات من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وأن عبارة “وحوش الفرقة الرابعة” رسمت على المدرعات والدبابات. وقالت ان هذه التعزيزات “تزيد من مخاوفنا من حصول اقتحام لحيي الخالدية وبابا عمرو”.

في ريف حمص، قتل شخصان في مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية بنيران القوات السورية فيما تتعرض مدينة القصير لنيران القوات السورية التي تحاصر المدينة، بحسب صحافيين من “فرانس برس” موجودين في المكان.

وفي محافظة حماة قتل 35 مواطنا واصيب العشرات بعضهم في حال حرجة اثر قصف تعرضت له بلدة حلفايا في ريف حماة، بحسب المرصد. وقال سامر الحموي احد سكان المدينة أمس ان القوات السورية النظامية “تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائيا من ثلاث جهات”، موضحا ان “القصف يتم من مواقع بعيدة”.

وفي محافظة ادلب قتل طفلان برصاص القوات النظامية التي اشتبكت مع مجموعات من المنشقين في المدينة.

كما قتل شاب في قرية التماتعة بنيران القوات السورية، وقتل جندي نظامي اثر اشتباكات مع منشقين في جبل الزاوية. واسفرت اشتباكات في مدينة خان شيخون بين القوات النظامية ومنشقين عن سقوط قتيلين مدنيين.

وفي محافظة درعا قتل خمسة جنود من الجيش السوري فجر أمس في اشتباكات مع مجموعة منشقة في مدينة داعل.

وتواصلت التحركات الاحتجاجية في عدد من مناطق سوريا. فقد خرج الاف الاشخاص في دمشق لتشييع قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في الايام الماضية برصاص الامن.

وقدر المرصد السوري عدد المتظاهرين في منطقة كفرسوسة بنحو خمسة الاف متظاهر. وافاد اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها عن تظاهرات في احياء الميدان وبرزة وعربين وزملكا وبرزة وسط انتشار امني كثيف.

واشار الناشطون الى تزايد الحركة الاحتجاجية في مدينة دمشق في الايام الاخيرة بعد ان كانت تقتصر على “التظاهرات الطيارة” الخاطفة.

وذكر المرصد السوري ان قوات الامن نفذت حملة اعتقالات في جامعة دمشق اسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين طالبا، كما شهدت جامعة حلب “ست تظاهرات يراوح عدد المشاركين فيها بين 150 متظاهرا والف متظاهر” تهتف للمدن المحاصرة، حسبما افاد ناشطون في الجامعة.

وقال عضو اتحاد الطلبة الاحرار فارس الحلبي في اتصال عبر “سكايب” ان الامن اطلق الرصاص داخل الحرم الجامعي “لترويع الطلاب وتفريق التظاهرة”، مشيرا الى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في جامعة المدينة.

وأعلنت الامم المتحدة أمس ان ضحايا القمع في سوريا بات “بالتأكيد أكثر من 7500 قتيل بكثير”.

وجددت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداءها من اجل “هدنة لاغراض انسانية”، وقالت المتحدثة باسم اللجنة ان “وقف المعارك لساعتين على الاقل يوميا ضروري لتوزيع المساعدات في المناطق الاكثر تضررا”، كما اعلنت اللجنة انها تمكنت من نقل مساعدات الى مدينتي ادلب وحمص. وسلمت المساعدات الى الهلال الاحمر السوري، لكن لم يتم توزيعها بسبب المعارك.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي عقد جلسة طارئة حول الوضع الانساني في سوريا في جنيف “من المهم ان تتعاون الحكومة السورية مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر”. واضاف “ندعو الحكومة السورية والمجموعات المسلحة(…) الى اتخاذ اجراءات بدون تأخير لمنع اي تدهور اضافي في الوضع الانساني”.

وطالبت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي بـ”وقف انساني فوري لاطلاق النار” في سوريا من اجل وضع حد لاعمال العنف والسماح للامم المتحدة بمساعدة السكان.

وخلال الاجتماع، ندد الوفد السوري بالنقاش واعلن “الانسحاب من هذا الجدل العقيم”.

في واشنطن، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان هناك معطيات تتيح ملاحقة الرئيس الاسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الا انها استطردت قائلة “استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الامر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا لأنه سيحد من امكانات اقناع قادة بالتخلي عن السلطة” في اشارة الى الرئيس السوري.

وكشفت مصادر أميركية أمس أن وزارة الدفاع الأميركية أنجزت “خططا تفصيلية” لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، وأضافت أن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك.

وقالت المصادر في واشنطن إن “هذا التطور في مجال وضع خطط للتدخل العسكري جاء بعد أسابيع من عمليات تقييم أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن “مجموعة كاملة من الخيارات.” وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة التي يمكن استخدامها ضد النظام السوري، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه.

وأعلن البيت الابيض ان تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من اعمال العنف في سوريا، وأقر بان هذا الامر هو احد الاسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد معارضة نظام الاسد بالسلاح على جدول اعمال واشنطن.

وأوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “من دون التطرق الى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فإني اقول بكل بساطة اننا نعرف ان “القاعدة” ومتطرفين اخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي للاسد ضد المعارضة”.

وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس ان فرنسا تأمل ان توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الامن الدولي حول سوريا لغايات محض انسانية. وقال لإذاعة “ار تي ال” ان “مجلس الامن يدرس حاليا قراراً لوقف اطلاق النار بدوافع انسانية ووصول مساعدة انسانية الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد. يمكننا ان نأمل في الا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار”.

ولم يستبعد الوزير الفرنسي ان يلين موقف موسكو بعد الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الرابع من آذار (مارس) المقبل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان “العمل يبدأ اليوم (أمس) في مجلس الامن بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا ولدخول مساعدات انسانية الى اكثر المناطق والاشخاص تضررا”. وأضاف ان التركيز سيكون على مدينة حمص المحاصرة.

الى ذلك اعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة أمس ان ضحايا القمع في سوريا بات بـ”التأكيد اكثر من 7500 قتيل بكثير”، الا ان لين باسكو مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية اوضح في كلمة القاها امام مجلس الامن ان الامم المتحدة غير قادرة على “تقديم ارقام محددة” بشأن ضحايا القمع في سوريا.

وقال “لا يمكننا اعطاء ارقام محددة، لكن هناك معلومات ذات صدقية تفيد ان الحصيلة باتت تزيد في اكثر الاحيان عن المئة قتيل مدني في اليوم، وبينهم الكثير من النساء والاطفال”. وأضاف ان “المجموع هو بالتأكيد اكثر بكثير من 7500” قتيل.

وفي تونس، اعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حديث صحافي ينشر اليوم، ان “تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الاسد والمقربين منه حق اللجوء في اطار حل تفاوضي للنزاع السوري”.

وفي طرابلس وعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس بتقديم مساعدات انسانية وطبية الى الشعب السوري.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، سي ان ان)

تقديرات بأكثر من 7500 قتيل في سوريا ومشروع فرنسي “إنساني” أمام مجلس الأمن

أعربت فرنسا، أمس، عن أملها أن توافق روسيا والصين على مشروع قرار يُعد في مجلس الأمن الدولي، لغايات “محض إنسانية”، فيما انسحب الوفد السوري من اجتماع عاجل عقده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تناول الأزمة في سوريا، طالب أبرز المتحدثين فيه بوقف إنساني لإطلاق النار، وقدرت الأمم المتحدة أن عدد الضحايا السوريين فاق 7500 قتيل بكثير، واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية أن ملاحقة دولية للرئيس السوري بشار الأسد، قد تعقد حل الأزمة، وتحدثت تونس عن استعدادها لاستقبال الأسد وعائلته كلاجئين في سياق إيجاد حل للأزمة، في وقت تواصلت أعمال العنف وحصدت عشرات القتلى في حمص وحماة ومناطق أخرى، وشابت الضبابية مصير الصحافية الفرنسية الجريحة أديت بوفييه بعد إعلانات متباينة عن تهريبها إلى لبنان، عقب تأكيد وصول زميلها البريطاني إلى هناك .

وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا تأمل أن توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الأمن الدولي حول سوريا لغايات “محض إنسانية” . وصرح بأن “مجلس الأمن يدرس حالياً قراراً لوقف إطلاق النار بدوافع إنسانية، ووصول مساعدة إنسانية إلى المواقع الأكثر عرضة للتهديد . يمكننا أن نأمل ألا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا القرار” .

وطالبت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ب”وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في سوريا، لوضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان . وناقش المجلس مشروع قرار تقدمت به قطر وتركيا والسعودية والكويت، يدعو النظام السوري إلى السماح بمرور الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية “بحرية” .

وندد الوفد السوري بانعقاد النقاش العاجل، وغادر القاعة بعد إعلانه “الانسحاب من هذا الجدل العقيم” . وقال ممثل سوريا لدى المجلس فيصل الحموي إن “الهدف الحقيقي من وراء الجلسة هو إذكاء نار الإرهاب وإطالة أمد الأزمة عبر رسالة الدعم التي ستوجهها إلى المجموعات المسلحة” . وقال دبلوماسيون إن مجلس حقوق الإنسان سيدين النظام السوري في قرار جديد، يدين مشروع بشدة الإعدام العشوائي وقتل المتظاهرين والتعذيب والاعتداءات الجنسية .

وأعلنت لين باسكو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن عدد ضحايا القمع في سوريا بات ب”التأكيد أكثر من 7500 قتيل بكثير” . وقالت في كلمة أمام مجلس الأمن إن الأمم المتحدة غير قادرة على “تقديم أرقام محددة” .

واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس، أن هناك “حججاً” قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سوريا .

وأعلن عدنان المنصر الناطق باسم الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أمس، أن تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء إليها، إذا كان ذلك يساعد في وقف إراقة الدماء .

وواصلت القوات السورية قصف حمص وسقط 10 قتلى في المدينة، بالتزامن مع سقوط 32 قتيلاً في قصف على حماة . فيما تواصلت التحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق .

وسادت حالة ضبابية، بعد إعلان وقف المفاوضات بين الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري، والسلطات والمعارضين في حمص، لإجلاء صحافيين غربيين قتلى وجرحى، إذ أعلن أن المصور البريطاني بول كونروي وصل إلى لبنان بعدما تم تهريبه عبر الحدود، فيما أعلن لاحقاً أن الصحافية الفرنسية أديت بوفيه وصلت إلى لبنان أيضاً، بعد أنباء متضاربة عن ذلك، وانتهت الأمور إلى تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تصريحات أكد فيها وصول الصحافية إلى لبنان . (وكالات)

هيئة الثورة السورية: نتوقع هجمة شرسة على أحياء سحب منها الجيش حواجزه بحمص

توقع الناطق الإعلامي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص أبو محمد الحمصي “أن تشن كتائب الأسد هجمة شرسة في الساعات المقبلة تشمل الأحياء التي تم سحب الحواجز العسكرية منها”.

الحمصي، وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال: “بالرغم من للأحوال الجوية السيئة فإنَّ الجيش السوري الحرّ صامد بوجه الجيش النظامي الذي يحاول إقتحام حي بابا عمرو”. وأضاف: “نعاني من قطع الاتصالات وكان هناك ممر سري لدخول الأدوية لكن كتائب الأسد قصفته اليوم”، لافتاً إلى أن “من لا يموت من القصف يقضي من البرد والجوع”.

فرنسا وألمانيا وبولندا: لا يمكن التغاضي عن العنف والإعتقالات والمجازر بسوريا

‎أعلن وزراء خارجية ألمانيا غيدو فسترفيلي وفرنسا آلان جوبيه وبولندا ورادوسلاف سيكورسكي معارضتهم إفلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب، معربين في إعلان مشترك حول سوريا عن أسفهم الشديد للتعثر في مجلس الأمن في إقرار مشروع قانون بشأن الأزمة في سوريا.

الإعلان، الذي صدر في ختام  اجتماع لمثلث فيمار في برلين، أشار إلى وجود “توافق دولي متزايد” ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقد وجّه فيه وزراء الخارجية الثلاثة نداءً إلى السلطات السورية “للسماح الفوري ومن دون عقبات بالوصول إلى جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة” في سوريا، مشيرين إلى “مقتل أكثر من 600 طفل واختفاء عدد أكبر بكثير”.

وفي هذا السياق، أعرب الوزراء الثلاثة عن “استيائهم” من رد فعل السلطات السورية على “المطالب المشروعة” للشعب السوري الذي يتطلع إلى الحرية، مشددين على أنّهم لا يمكنهم التغاضي “عن العنف والاعتقالات التعسفية والمجازر والتعذيب وإجراءات الترهيب التي ترتكب في سوريا وفي الخارج”.

(أ.ف.ب.)

إصابة عضو بالمجلس الوطني السوري في حمص أثناء توثيقه الأحداث هناك

أشار عضو المجلس الوطني السوري ملهم الجندي إلى أنّه “اصيب بنيران القوات السورية في مدينة حمص المحاصرة التي تسلل اليها لتوثيق قصف الجيش للمدينة”. وفي حديث لوكالة “رويترز” للأنباء، أوضح الجندي أنّه “كان يوزع اعلاماً في كرم الزيتون مع نشطاء آخرين استعداداً لتجمع حاشد عندما أتى جنديان في سيارة أجرة صفراء ونزلا منها وأخذا يطلقان النار على الموجودين”.

وأضاف الجندي الذي “صور نفسه في عيادة مؤقتة في المدينة” أن المعتدين “أصابوه في ساقه في حين أصيب شخصين آخرين كانا معه بجروح بالغة”، لافتاً الى أن “القصف المدفعي والصاروخي اشتد على أنحاء حمص في الأيام القليلة الماضية”، واصفاً إياه بأنّه “جنوني”. وأشار الجندي إلى أنّه “كان يبث لقطات مباشرة عبر الانترنت يوم الثلاثاء عندما سمع صوت دبابات وشاهدها في شارع وراءه، ما دفعهم للفرار من المنطقة التي يختبئون فيها ولكن لا يوجد مكان آمن في المدينة”.

(الموقع الالكتروني لـ “رويترز”)

ناشط من حمص: “السوري الحر” يسيطر على بابا عمرو.. واشتباكات بمنطقة السوق القديمة

أكد ناشط سوري من مدينة حمص الملقب بـ”أبو عمر” في حديث لقناة “العربية” أن “لا صحة للانباء التي تتحدث عن سقوط أي منطقة من حي باب عمرو من أجل زرع الهلع في نفوس أبناء حمص”، مشيراً إلى أن “مروحيات تشارك في الهجوم على الحي في حين أنّ الوحدات الخاصة (التابعة للنظام) تعجز عن دخول بابا عمرو”.

وأضاف الناشط أن “هناك حشودًا عسكرية كبيرة تتمركز عند مداخل حمص”، لافتاً إلى أن “الجيش الحر يسيطر بشكل كامل على الحي، والإشتباكات تدور الآن في منطقة السوق القديمة بحمص بينه وبين جيش النظام”.

دمشق ترفض السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية الدولية بدخول سوريا

أعلنت مسؤولة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أنَّ دمشق رفضت دخولها إلى سوريا لتقييم الأزمة المتزايدة في البلاد بسبب حملة القمع التي يشنها النظام ضد مناهضيه.

آموس، وفي بيان، قالت: “أشعر بخيبة أمل عميقة لعدم تمكني من زيارة سوريا رغم طلباتي المتكررة للقاء مسؤولين سوريين على أعلى المستويات لبحث الوضع الانساني وضرورة الوصول دون عراقيل إلى المتضررين من العنف”.

(أ.ف.ب.)

ناشطون ينفون اقتحام الجيش لبابا عمرو

أكدو استخدام القوات النظامية لدروع بشرية من السكان

نفى ناشطون سوريون للجزيرة دخول الجيش النظامي السوري حي بابا عمرو بحمص، داعين الجماهير إلى النزول إلى الشوارع والجيش الحر إلى تصعيد عملياته في أنحاء البلاد للتخفيف عن الحي.

وأكد هادي العبد الله المتحدث باسم الهيئة العامة الثورة السورية للجزيرة أن النظام السوري يقوم بأشرس عملياته ضد مدينة حمص، خاصة على بابا عمرو، حيث “استخدمت قوات بشار الأسد عددا من السكان كدروع بشرية”.

وحذر العبد الله ووائل الحمصي عضو مجلس الثورة من حرب الإبادة التي يشنها النظام على حمص بقطع المياه والكهرباء، داعين الجيش الحر إلى تكثيف عملياته، والجماهير إلى النزول للشوارع لقطع الطرق والتظاهر تخفيفا على الوضع في بابا عمرو.

كما طالب رجالات وشيوخ الشام ودول العالم بتحمل مسؤولياتهم في وقف عملية الإبادة التي تجرى ضد حمص وخاصة بابا عمرو.

ونقل عمر الإدلبي ممثل لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري عن كتيبة الفاروق التابعة للجيش الحر والمدافعة عن بابا عمرو، أن قوات النظام لم تدخل إلى بابا عمرو وإنما دخلت فقط عددا من المنازل المهجورة على خط النار تركها الجيش الحر وتمكن استعادتها.

وأكد الإدلبي استخدام الجيش النظامي لدروع بشرية، وقال إن الجيش الحر أجلى جميع الصحيين وممثلي وسائل الإعلام إلى مكان آمن.

وقال أسامة الحمصي الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص إن الجيش الحر انسحب في الصباح أثناء استخدام قوات النظام لبعض السكان كدروع بشرية، لكن بعد ساعات انشق الجنود الذين كانوا في مقدمة الجيش النظامي مع الدروع البشرية مما أدى إلى انتقام القوات النظامية بإطلاق صواريخ سكود.

يأتي ذلك بعد أن نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني سوري أن الجيش اقتحم حي بابا عمرو في حمص بعد قصف مستمر بدأ قبل 26 يوما.

وقال المصدر إن الجيش بدأ عملية تطهير للحي من منزل لآخر وإن الجنود يقومون بتفتيش دقيق لكل الأقبية والأنفاق بحثا عن أسلحة وعمن دعاهم إرهابيين.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات قوية بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب، مع تردد دوي انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة حمص التي انقطعت عنها الاتصالات.

وفي وقت سابق قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلى على الأقل سقطوا في قصف “عنيف” على مدينة الرستن بمحافظة حمص إضافة إلى عائلة كاملة لا تزال جثثهم تحت أنقاض منزلهم. وفي ريف حلب أفادت الهيئة العامة بسقوط قتلى وجرحى في قصف استهدف مدرسة ومبنى البلدية في منغ بريف حلب.

أما في إدلب فقد تعرضت قرى خان شيخون ومعرة النعمان للقصف من صباح اليوم كما أكد ناشطون أن الجيش السوري طلب من سكان عدد من القرى إخلاء منازلهم.

من جانب آخر أفاد مراسل الجزيرة بأن 37 جنديا وصف ضابط انشقوا عن الجيش السوري ووصلوا إلى الأراضي التركية.

وكان ناشطون قالوا إن 104 أشخاص على الأقل قتلوا أمس برصاص الأمن السوري معظمهم في حماة وحمص.

كما اقتحم الجيش السوري مدينتي حلفايا بريف حماة، وحرستا بريف دمشق وسط حملة دهم واعتقال واسعة، وترافق هذا مع اعتلاء قناصين للعديد من الأبنية العالية وقطع لوسائل الاتصالات. في السياق ذاته قال عضو في المجلس الوطني السوري المعارض ملهم الجندي لرويترز

اليوم إنه أصيب بنيران القوات السورية بمدينة حمص المحاصرة التي تسلل إليها لتوثيق قصف الجيش للمدينة.

وأضاف الجندي الذي صور نفسه في عيادة مؤقتة في المدينة إنهم أصابوه في ساقه وإن اثنين آخرين معه أصيبا بجروح بالغة.

ووصف القصف بأنه جنوني وقال إنه كان يبث لقطات مباشرة عبر الإنترنت أمس عندما سمع صوت دبابات وشاهدها في شارع وراءه، وقال إنهم فروا إلى منطقة أخرى لكن لا يوجد مكان آمن هناك.

ضحايا جدد

في غضون ذلك، بث ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً تظهر ما قيل إنها جثة الناطق الإعلامي باسم تنسيقية مدينة القورية في دير الزور شرق سوريا، المُكَنّى “أبو هيثم”.

وقال الناشطون إن عبد الرزاق الدرويش قتل تحت التعذيب في سجن تابع لقوات النظام السوري، وذلك بعد إلقاء القبض عليه مصابا قبل أيام.

وقد بث ناشطون صورا لمن قالوا إنه طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، أصيب في قصف للجيش السوري على حمص.

وظل الطفل عالقاً وسط ركام منزل ذويه لعدم قدرته على الحركة، إلى أن أنقذه الأهالي وحملوه إلى مستشفى ميداني.

الأزمة السورية أمام مجلس الأمن مجددا

يواصل المجتمع الدولي نقاش الأزمة السورية، وتجري مشاورات في أروقة مجلس الأمن الدولي بشأن الإغاثة الإنسانية للمدن التي دكتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد. كما يبحث مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان قرارا يدعو دمشق إلى وضع حد فوري لانتهاكات حقوق الإنسان والسماح بدخول وكالات الإغاثة. وفرضت أوروبا عقوبات جديدة على وزراء بالحكومة السورية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين قولهم إن الولايات المتحدة تصوغ مشروع قرار جديد يعرض أمام مجلس الأمن، لكنه يركز هذه المرة على توفير مداخل إنسانية آمنة لإغاثة المدن السورية المنكوبة التي شهدت مقتل الآلاف جراء الحملة الدموية التي يشنها الجيش النظامي ضد معارضي الأسد.

وقال دبلوماسي لم تكشف هويته إن مشروع القرار الجديد سيركز على الإغاثة الإنسانية، لكنه أيضا سيشير إلى أن “الحكومة (السورية) هي سبب الأزمة”.

وقال دبلوماسي آخر في مجلس الأمن إن المشاورات بشأن مشروع القرار في مرحلة الاتصالات الأولية مؤكدا العمل على الخطوط العريضة لهذا المشروع. وأضاف أن القرار لم يرسل إلى جميع أعضاء المجلس حتى الآن “ولا ندري متى يحدث ذلك”.

الصين أبلغت دمشق والمجتمع الدولي أنه ينبغي تهيئة الظروف للحوار بين الأسد والمعارضة (الأوروبية-أرشيف) في السياق، قالت فرنسا أمس إن مجلس الأمن سيبدأ العمل على مسودة قرار بشأن العنف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص والمناطق المتضررة الأخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “نأمل ألا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح”.

استعداد صيني

من جهتها، بادرت الصين إلى الإعلان اليوم الأربعاء أنها تساند الجهود الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا. وقالت بكين على لسان وزير خارجيتها يانغ جيه تشي إنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يهيئ الظروف لوقف العنف وبدء الحوار وأن يقدم مساعدة إنسانية لسوريا.

وعبر الوزير الصيني عن ذلك في اتصالات هاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من نظرائه في العالم العربي. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية الأربعاء إن يانغ ذكر بموقف بلده الذي يطالب الحكومة السورية والمعارضين على حد سواء “بوقف أعمال العنف فورا” من أجل “بدء حوار سياسي مفتوح”.

في هذه الأثناء، تصاعدت الضغوط على حكومة الأسد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث يتوقع أن تدين معظم الدول الأعضاء “الجرائم ضد الإنسانية” المحتملة من قبل النظام السوري في مشروع قرار جديد من المقرر التصويت عليه غدا الخميس.

ووفقا لمسودة نوقشت الثلاثاء، سيركز مشروع القرار على ضرورة “محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الانتهاكات التي قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية”، في إشارة إلى إجراء محتمل في المستقبل من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

ونتيجة لمشكلات في تحديد موعد التصويت، لم تتم عملية التصويت على مشروع  القرار في مناقشة طارئة جرت أمس بشأن الحملة الدموية في سوريا. كما يطالب مشروع القرار الرئيس السوري بشار الأسد بوقف هجماته ضد المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل.

وكان فيصل حموي ممثل سوريا قد انسحب أمس من جلسة مجلس حقوق الإنسان قائلا إنه إذا كان الغرض من الجلسة هو تقديم المساعدات الإنسانية فإن مجلس حقوق الإنسان ليس هو المكان المناسب، كما كرر ما تردده حكومة بلاده من أن دمشق تتعرض لمؤامرة دولية تستهدف استقرار البلاد.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن نقاشا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف لن يسهم في التوصل إلى حل سلمي للأزمة. أما ممثل المجموعة العربية فطالب سوريا برفع الحصار عن الأحياء السكنية وبإدخال المساعدات للمدنيين.

من جانبها، طالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بوقف إنساني فوري لإطلاق النار في سوريا لوضع حد للمعارك والقصف، ودعت المجتمع الدولي إلى توجيه رسالة قوية للنظام السوري بهذا الشأن، كما دعت السلطات السورية للسماح بنشر مراقبين مستقلين والإفراج عن كل المعتقلين.

وكانت ثلاثة قرارات سابقة للمجلس المكون من 47 دولة قد قوبلت بمعارضة من روسيا والصين والإكوادور وكوبا.

عقوبات أوروبية

وكان الاتحاد الأوروبي قد كشف في جريدته الرسمية عن قائمة وزراء بالحكومة السورية فَرَض عليهم عقوبات واتهمهم بتقديم دعم مادي للعنف.

وشملت العقوبات قطاعات وزارية معنية بإمداد قوات النظام السوري بالدعم اللوجستي والمالي كالنفط والمالية، كما شملت الوزارات التي حرمت المواطنين من أبسط الحقوق الإنسانية أو استغلت مرافقها لقمعهم كالصحة والنقل والتربية.

بورصة تصريحات

وفي أحدث المواقف الأميركية مزدوجة التأويل، سربت وزارة الدفاع الأميركية أنها قد أعدت خططا تفصيلية للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري إذا أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بذلك.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية الثلاثاء عن مسؤول عسكري رفض كشف اسمه أن الخطط تشمل العمليات التي يمكن القيام بها وتقديرات أعداد القوات وأنواع الوحدات والمعدات العسكرية والأسلحة التي قد تستخدم في مثل هذا العمل العسكري.

وقال المسؤول إن استخدام القوات الأميركية سيكون أمرا صعبا في أي سيناريو طالما ظلت أعمال العنف مستمرة، ولكن عبارة “مجموعة كاملة من الخيارات” تعني أنه يتم التفكير في كل السيناريوهات.

وصرح العديد من المسؤولين بأن إدارة أوباما تبحث ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أو يتعين أن يقوم به الجيش الأميركي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وكانت شبكة “سي إن إن” قد أشارت إلى أن البنتاغون يبحث الإجراء الذي سوف يتعين عليه أن يقوم به لحماية مواقع الأسلحة الكيماوية السورية إذا ما تركت من دون حراسة. ويتضمن أحد السيناريوهات احتمال استخدام عشرات الآلاف من القوات لحراسة هذه المواقع.

وجاءت هذه التسريبات العسكرية بعد وقت قليل من تصريح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيه إنه يمكن القول إن الرئيس السوري “مجرم حرب”.

وردا على سؤال لأحد الأعضاء بشأن إمكان وصف الأسد بأنه مجرم حرب، قالت كلينتون في جلسة للجنة بمجلس الشيوخ “سيتم تقديم مبررات تدلل على أنه ينتسب لهذه الفئة”، لكنها قالت إن استخدام مثل تلك التوصيفات “يحد من الخيارات المتاحة لإقناع زعماء بالتنحي عن السلطة”.

العدو التاريخي

لكن أحدث التصريحات الأميركية ما قاله الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، حيث شدد على أن خوف واشنطن من تسلل القاعدة إلى سوريا يقلل من فرص تسليح المعارضة السورية. ورغم إقراره بنقص المعلومات الاستخبارية عن نشاط  القاعدة في سوريا شدد على أن ممارسة الضغط على الأسد ليتنحى هو “خيار أفضل من إرسال الأسلحة” إلى الثوار السوريين.

ويرى محللون ومراقبون أن الولايات المتحدة تنظر إلى دمشق من النافذة الإسرائيلية، حيث ترى إسرائيل أن التعايش مع “عدو تاريخي” مثل نظام الأسد لم يطلق الرصاص عليها طيلة ثلاثة عقود هو أكثر أمنا من أن تؤول السلطة إلى سياسيين أو ثوار لا يمكن التوصل معهم إلى اتفاق تهدئة، علاوة على أن حكم سوريا قد يؤول إلى إسلاميين متطرفين، وهو ما يخشاه الغرب عموما خاصة بعد النجاحات التي حققها الإسلاميون في بلدان الربيع العربي.

الأسد هل ينجو سياسيا؟

استبعدت مجلة تايم أن يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من تحقيق انتصار باستخدام القوة العسكرية، وتساءلت: هل يستطيع أن يحقق شيئا على الصعيد السياسي؟

وقالت إنه رغم الموت والدمار الذي تحدثه قوات الأسد بالأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، من المستبعد أن ينجح الأسد في سحق الثورة التي امتدت نحو عام.

فالاشمئزاز الدولي -والكلام للمجلة- إزاء الإجراءات الحكومية الصارمة وولادة انتفاضة يحمل فيها السوريون الأسلحة للقتال حتى الموت يعقدان محاولة الأسد في استعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق بالطريقة العسكرية.

أسباب

ولكن حتى لو أن الأسد لم يحقق الانتصار، فلديه من الأسباب ما تجعله يعتقد أنه يستطيع أن يقاتل حتى يحقق ما وصفته بالتعادل الفوضوي.

وتقول المجلة إن الفرق بين التعادل والهزيمة يرقى بالنسبة للأسد إلى مدى قدرته على الوصول إلى الطاولة إذا ما آلت الأمور إلى التفاوض بشأن حل سياسي.

وهنا تشير المجلة إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي الأحد ما هي إلا تشديد لعقوبات سابقة.

كما أن مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تونس أكد أن ثمة اتفاقا محدودا على الإستراتيجيات الجديدة التي ترمي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وهي وقف القوات السورية للعنف وتنحي الأسد عن السلطة.

وتلفت المجلة النظر أيضا إلى أن القوى الغربية لا تشتهي التدخل العسكري في سوريا، ليس بسبب تبعات التدخل في العراق وأفغانستان وليبيا، بل بسبب المخاطر السياسية الإقليمية والطائفية في الصراع السوري التي تهدد بفوضى عارمة في المنطقة.

فأميركا من جانبها ما زالت متشككة في اقتراح إرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية، حيث قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون “لا نعلم بالضبط هوية من يستحق التسليح”.

ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يأملون بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري -كما حدث مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي- فإن اعتراف مؤتمر تونس به كأحد ممثلي الشعب السوري وليس الممثل الشرعي كان يعني الكثير.

فمدى سلطة المجلس على الأرض ما زالت محل شك، كما أن نفوذه على الجيش السوري الحر ليس قائما، حسب تايم.

مجلة تايم

تأييد قوي

ورغم أن أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيدت مبادرة جامعة الدول العربية، فإن الأسد ما زال يحظى بدعم روسيا وإيران، وإن بعض الدول مثل الصين والعراق تصران على أن أي حل في سوريا يجب أن يبنى وفق الإصلاحات الدبلوماسية والحوار مع النظام، وليس استبداله.

وعن إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد وما وصفته بمبالغة النظام في تقدير الإقبال، قالت المجلة إن صحفيين غربيين شاهدوا الآلاف من السوريين في دمشق وحلب يتوجهون إلى مراكز الاقتراع رغم دعوات المعارضة للمقاطعة.

وهذا -والكلام للمجلة- يدل على أن نظام الأسد ما زال يحظى بقاعدة تأييد قوية في عدد من الدوائر الانتخابية، خاصة في أوساط الطائفة العلوية الحاكمة والأقليات الأخرى مثل المسيحية.

لكن الأسد -عبر عسكرة المنافسة السياسية في سوريا- خلق بفاعلية حربا أهلية تقدم للسوريين خيارات تصب في صالحه، وفق المجلة.

فكلما اشتد الصراع العسكري، زاد الخطر بأن قيادة الثورة بحكم الأمر الواقع قد تصل إلى عناصر أكثر تطرفا وطائفية، وهو ما يعزز التأييد للأسد.

وترى المجلة أن جميع الأطراف في سوريا يتمترسون استعدادا لحرب أهلية طويلة الأمد، وهو ذلك النوع من الصراع الذي لا يهزم فيه أي طرف، في ظل الدعم الخارجي للمتقاتلين.

وإذا ما بلغ الصراع طاولة المفاوضات -كما حدث في حروب البلقان في تسعينيات القرن الماضي- فإن الأسد يأمل بأن يضمن على أقل تقدير مكانه لاعبا أساسيا على الطاولة.

وتشير المجلة إلى أن مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان -الذي عين مبعوثا لسوريا عن الأمم المتحدة والجامعة العربية- تكمن في إجراء حوار مع نظام الأسد وأعدائه لتحقيق تسوية عملية تضع حدا للعنف.

المصدر:تايم

الجيش الحر يخوض حربا ضد وحدات خاصة بحي “بابا عمرو

كشفت قوات الأسد طريقاً سرياً للإمداد كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية إلى حمص

العربية.نت

أكدت مصادر من المعارضة ومصادر أمنية، أن القوات السورية بدأت اليوم هجوماً برياً كبيراً على حي بابا عمرو في حمص.

وقال نشطاء إن معارك عنيفة تدور في السوق القديمة بمحيط حي “بابا عمرو”. وذكروا أن النظام يشن حملة لترويع الأهالي، وإنه تم قطع الاتصالات عن الحي.

وأكد النشطاء أن الجيش السوري الحر المعارض يحكم سيطرته على الحي، وأنه استطاع صد هجوم وحدات خاصة من الجيش السوري.

وأضافوا أن مروحيات الجيش النظامي تشارك في الهجوم على حي “بابا عمرو”.

وقال الناشط محمد الحمصي لوكالة “رويترز” من داخل الحي، إن الجيش يحاول إدخال مشاته من اتجاه ساحة الباسل لكرة القدم، مضيفاً أن هناك مواجهات شرسة بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة، مشيراً إلى أن الجيش قصف المنطقة بضراوة أمس وخلال الليل، قبل أن يبدأ هجومه البري.

كما أكد مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن “هذه المنطقة تحت السيطرة، وقام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل.. ويقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثاً عن الأسلحة والإرهابيين”، مضيفاً أنه “مازال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

ومن ناحيته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن “اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في أحياء أخرى بالمدينة”.

أما الهيئة العامة للثورة السورية، فأفادت بتجدد القصف المدفعي والصاروخي على حي بابا عمرو، بالإضافة إلى سقوط بعض القذائف على حيي الخالدية والبياضة.

اكتشاف طريق سري

وأضافت الهيئة أن الجيش النظامي كشف طريقاً سرياً للإمداد كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية إلى بابا عمرو، وعمد إلى تفجيره بالديناميت، ما أسفر عن إصابة عدد ممن كانوا فيه.

ويعد الطريق المكتشف جزءاً من الخط الأنبوبي المعروف بخط “ساريكو”، الذي يربط نهر العاصي في حمص بحماة، وكان الناشطون يستخدمون جزءاً منه للربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة، من أجل إدخال الغذاء والأدوية وإجلاء الجرحى.

هذا وقد قصفت قوات الجيش التابعة للنظام السوري مدينة الرستن من ثلاث جهات، وقد سقطت عدة قذائف مدفعية على منزل آل فرزات الواقع بالقرب من مدرسة علي سعد الدين، ما أدى إلى مقتل العائلة بالكامل.

وفي ريف دمشق، تم اعتقال عشرات الناشطين مع تسجيل انتشار أمني كثيف حرستا، وترافق ذلك مع تمركز القناصة في العديد من الأبنية العالية، مع قطع شامل للإنترنت والاتصالات عن المنطقة.

أما في ريف حماة، فبدأت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وتفتيش للمنازل في مدينة حلفايا.

الكويت ستعترف بالمجلس الوطني السوري وتدعمه

أكد عضو مجلس الأمة الكويتي أن بلاده ستقدم المساعدة للمعارضة السورية

العربية.نت

بعد أن أوصى مجلس الأمة الكويتي حكومة بلاده بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري، أكد العضو في البرلمان، مسلم البراك، أنه سيتم دعم المعارضة السورية لتقوم بدورها بتمثيل الشعب السوري.

ويذكر أن توصية المجلس حصلت على أغلبية الأصوات وكان لافتا تصويت أعضاء من الحكومة بالإيجاب على هذا الاقتراح، ما أعتبره البراك موافقة ضمنية للحكومة على هذه الخطوة.

ووصف البراك هذه الخطوة بالممتازة، شارحاً أن “النظام السوري قد فقد شرعيته نتيجة لممارساته والمجازر التي يرتكبها ضد أبناء شعبه، ومن هنا أتت هذه التوصية (…) أنها خطوة سياسية مهمة جداً بأن يكون هناك ممثل شرعي للشعب السوري أمام كل المنظمات العالمية والعربية ويتحدث باسمه”.

كما أكد أن هذه الخطوة ستشكل ضغطا على النظام السوري ايضاً، وأنه كان لا بد منها، مضيفاً أن هذا التصويت يشكل تعبيرا صادقا وحقيقيا عن شعور أبناء الشعب الكويتي المتضامن مع الشعب السوري.

خطوات لاحقة

وأعرب البراك عن اعتقاده أن مجلس الأمة سيضغط على الحكومة للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، كما أشار الى أن البرلمان سيناقش ويقرر غدا طبيعة المساعدات والدعم الذي سيقدم الى المجلس الوطني السوري.

وأضاف: “عندما تعترف بهيكل معين، يجب عليك دعمه، سواء من خلال المنظمات العالمية العربية أو من خلال الدعم المادي حتى يستطيع بالفعل أن يقوم بمهمته التمثيلية هذه بشكل جيد”.

وتمنى البراك أن تتظافر جهود الشعوب العربية في هذا السياق، مضيفاً أن على الجامعة العربية أن تعمل ليتم إيصال صوت الشعب السوري من خلال المجلس الوطني السوري الى العالم أجمع.

مشروع قرار أمريكي فرنسي لوقف العنف بسوريا فوراً

يهدف لتوصيل المساعدات الإنسانية وتطبيق المبادرة السياسية العربية في مرحلة انتقالية

نيويورك- طلال الحاج

حصلت “العربية” حصرياً على نسخة من مسودة مشروع قرار أمريكي/فرنسي جديد حول سوريا في مجلس الأمن، يهدف بالدرجة الأولى إلى وقف جميع أنواع العنف في سوريا، وتوصيل المساعدات الانسانية وتطبيق المبادرة السياسية العربية للمرحلة الانتقالية.

مسودة مشروع القرار الأمريكي الفرنسي تحتوي على عشر بنود إجرائية يطالب أولها بالوقف الفوري لجميع أشكال أعمال العنف، بينما يشجب ثانيها ما وصفه بخروقات حقوق الإنسان الممنهجة وأعمل العنف من قبل السلطات السورية.

وفي مسودة مشروع القرار، التي حصلت العربية حصريا على نسخة منها، تطالب الحكومة السورية بتطبيق خطة العمل العربي للثاني من نوفمبر لعام الفين وأحد عشر، وتناشد العناصر المسلحة من المعارضة السورية بالنأي بنفسها عن العنف.

مشروع القرار يؤيد قرار الجامعة العربية بتسهيل العملية الانتقالية السياسية، بينما يتناول الاوضاع الانسانية للمدنيين، معددا شح الغذاء والدواء في مناطق القتال.

وتطالب المسودة السلطات السورية بالسماح الفوري للمساعدات الانسانية بالوصول دون عائق الى محتاجيها والتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات الانسانية.

أما بالنسبة للمبعوث الخاص المشترك، فيطالبه مشروع القرار بالعمل مع الحكومة السورية والأطراف الأخرى في سوريا والدول الأعضاء لتطبيق هذا القرار، كما يطالب الأمين العام برفع تقرير عن مدى التطبيق لبنوده خلال 14 يوما من صدوره.

وسيراجع مجلس الامن، وفقا للفقرة التاسعة من المسودة، تطبيق هذا القرار بعد 14 يوما، وفي حالة عدم التطبيق سوف ينظر وعلى عجل في اتخاذ إجراءات أخرى.

من جهته قال إدواردو دلبوي نائب المتحدث الرسمي للأمم المتحدة إن “القوات العسكرية والامنية السورية شنت حملة مكثفة من خروقات حقوق الانسان ومن الاعتقالات التعسفية لآلاف المحتجين، وصعدت من أعمال العنف المروعة”.

أما لن باسكو وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، فأشار إلى أن “الأمين العام أكد على الحاجة إلى حل سياسي، وعلى مسؤولية المجتمع الدولي عن المساعدة في وقف العنف. ولذا ناشد الحكومة السورية بوقف قتل شعبها، والقيام بواجبها في حمايتهم، حيث إن فشلها في القيام بذلك لن يترك للمجتمع الدولي أي خيار سوى اتخاذ إجراء آخر”.

مسودة مشروع القرار لم توزع على أعضاء مجلس الأمن بعد، وستطرح عليها تعديلات مقترحة، ولا يتوقع أن يقدم مشروع القرار للتصويت عليه، قبل تقديم بان كي مون لتقريره خلال الايام القليلة القادمة حول مدى التزام سوريا بتطبيق قرار الجمعية العامة للسادس عشر من فبراير.

الأزمة تدفع سوريا لمقايضة النفط بسلع ومواد غذائية

سيتم مع شركات أوروبية

العربية.نت

كشفت صحيفة سورية عن موافقة الحكومة على مبدأ التعامل بالمقايضة في تبادل السلع والمواد الغذائية والنفط الخام مع بعض الدول الأوروبية.

وقالت الصحيفة إنه تمت الموافقة على مقايضة النفط السوري الخام بالقمح والأرز والسكر.

وتظهر آخر الأرقام أن أزمة الاقتصاد السوري تفاقمت في الفترة الأخيرة وأن تدهور الاقتصاد سيستمر بسبب الثورة المتواصلة، حيث توفر لدى الاقتصاديين مؤشرات واضحة تدل على عمق الأزمة.

وذكرت الصحيفة “الحكومة وافقت على طلب إحدى الشركات الأوروبية مقايضة بعض السلع كالقمح الطري والشعير العلفي والرز مع القمح السوري القاسي والقطن والقطن الخام “دوكمة” والفوسفات”.

كما أشارت إلى أن “الشركة السويسرية الإيرانية بلاك هوك المحدودة، طالبت أيضاً بمقايضتها مع بعض السلع التي حددتها، بحيث شملت القمح الخبزي الطري والرز والسكر الأبيض المكرر، اليوريا، والشعير مقابل إعطائها النفط الخام السوري الخفيف”.

وأبرز مؤشرات انكماش الاقتصاد السوري نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.4% في عام الثورة 2011، وذلك بعد أن شهد نمواً بنسبة 3.2% عام 2010، وتراجع الودائع في البنوك السورية 30% الى 346.4 مليار ليرة حتى نهاية العام الماضي.

كما تراجعت العملة السورية بشكل حاد، حيث أصبح كل دولارٍ يساوي حسب البنك المركزي 48.5 ليرة حتى منتصف2011.

وكانت المؤسسة العامة للحبوب كشفت الشهر الماضي، أن اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء وافقت على اقتراح مقايضة القمح بالنفط والفوسفات، مشيرة إلى أن الموافقة جاءت لصالح شركة أوكرانية حكومية.

وكانت دول غربية عدة, إضافة إلى الجامعة العربية فرضت في الآونة الأخيرة عدة حزم من العقوبات، بحق سورية، بسبب ما أسموه استخدام السلطات “العنف في قمع الاحتجاجات”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية، حظرا على الأسلحة وحظرا على عمليات تسليم النفط ومنع الاستثمارات الجديدة في القطاع النفطي، إضافة إلى منع عدد كبير من المسؤولين السوريين من الحصول على تأشيرات دخول إلى الاتحاد الأوروبي وفرض تجميد على أرصدتهم.

وقد خرج أخيراً سعر الصرف عن السيطرة، وبلغ في السوق السوداء 73 ليرة للدولار الواحد، فقام البنك المركزي بتعويم العملة كخطوة اضطرارية.

أما التضخم فكان 4.4% عام 2010 وارتفع إلى 6.6% العام الماضي، وهو ما انعكس في ارتفاعات كبيرة شهدتها أسعار السلع الرئيسة.

وقد تراجعت غالبية القطاعات بسبب الأزمة من أبرزها السياحة التي كانت تدر 6 مليارات دولار سنوياً، وأصيب القطاع بشلل تام، أما الصادرات فيتوقع أن تتراجع من 14 مليار دولار عام 2010 إلى 7.2 مليار دولار العام الجاري.

المالح ينفي خبر انشقاقه عن المجلس الوطني السوري

الجيش السوري يشدد من قبضته على كلٍ من درعا وحماة وحمص وأكثر من 100 قتيل يوم أمس

العربية

نفى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري هيثم المالح خبر انشقاقه عن المجلس الوطني، واصفاً هذه المعلومات بالكاذبة والمغرضة التي تهدف إلى النيل من وحدة المجلس وتماسكه، على حد تعبيره.

وأكد المالح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أنه تم تشكيل لجنة مؤلفة من 25 شخصاً من المجلس الوطني الفاعلين في الداخل السوري، مهمتها توفير الدعم للجيش الحر من خلال توحيد كتائبه وإمداده بالمستلزمات، وهذه اللجنة تعمل تحت مظلة المجلس الوطني، حسب ما أفاد المالح.

ومن جانب آخر، أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بارتفاع عدد قتلى سوريا أمس الثلاثاء إلى 104، بينهم 35 قتيلا بمجزرة في حلفايا بريف حماه، و26 قتيلا في مجزرة أخرى ارتكبها النظام في حي بابا عمرو.

وذكرت لجان التنسيق أن الجيش السوري اقتحم مدينة درعا، كما أنه يشن حملة عسكرية كبيرة في دير الزور ويقصف البيوت.

وقال كبير مسؤولي الشؤون السياسية في الأمم المتحدة لين باسكو إن اجمالي القتلى المدنيين في سوريا جراء حملة الحكومة يتجاوز 7500 قتيل.

يُذكر أن لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اجتمعت يوم أمس لمناقشة الأزمة الانسانية في سوريا، وطالبت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا ووضع حد لأعمال العنف والسماح للأمم المتحدة بمساعدة السكان.

الغنوشي: نرفض التدخل العسكري بسوريا لأن الإستعمار ما زال حاضرا بذهن العرب

روما (29 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي الأربعاء إن بلاده ترفض التدخل العسكري الأجنبي في الأزمة السورية “لأن الإستعمار ما زالا حاضرا في الذهن” بالنسبة للمواطن العربي

وفي تصريحات للصحفيين علي هامش مؤتمر “الربيع العربي – نحو ميثاق وطني جديد”، الذي نظمته في روما جماعة (سانت إيجيديو) الكاثوليكية، أوضح زعيم حزب النهضة أن “تونس تقدمت بشرطين لإستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا” الذي عقد مؤخرا في بلاده، وهما “عدم صدور توصية بالتدخل العسكري ودعوة الصين وروسيا حتي ولو علمنا مسبقا بأنهما لن تحضرا”. ونوه بشأن موقف بلاده حيال الأزمة السورية بالإشارة إلى أن “تونس كمهد الربيع العربي كانت اول من طرد السفير السوري وتبعتها دول أخرى”

وتعليقا علي عرض تونس اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد اكتفي بالرد بأن الخبر “ليس مؤكدا”، في إشارة إلى تصريح نسب إلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إزاء استعداد بلاده منح اللجوء السياسي للرئيس الاسد وتقديم الضمانات الكافية في هذا الصدد

كما أكد الغنوشي أن “الثورات العربية كانت مبادرات وطنية خالصة دون تدخل أجنبي وبل أن الانظمة الغربية كانت تدعم الديكتاتوريات العربية بل كانت تعتبر (الرئيس المصري السابق) كنزا استراتيجيا، ومن أسقطه هم المصريون دون تخطيط خارجي، كما فعل التونسيون مع بن علي” الرئيس السابق

وقال إن “الغرب الذي كان يساند بن علي يتعامل الآن مع الحكومة الجديدة لأن العلاقات الدولية لا تحكمها احيانا القيم بل المصالح”، وأضاف “فالغرب له مصالح عندنا والثورة لم تأت ضده والحكومة الجديدة لم تعلن الحرب علي العالم بل اكدت علي احترام المواثيق الدولية”

ولفت الغنوشي الي ان “نجاح الديمقراطية في تونس هو في مصلحة الجميع والغرب لديه تخوف من انهيار الديمقراطية في بلادنا لأن هذا يعني تحول تونس لصومال جديدة ومن ثم هجرة جماعية نحو شواطئ اوروبا”، وجدد زعيم النهضة “ثمة مصلحة مشتركة في نجاح الديمقراطية الوليدة” في تونس

اما بخصوص مسألة طرح الشريعة كمصدر للتشريع في الدستور التونسي الجديد، رأى زعيم حزب النهضة أن “الحديث (الجاري) عن مبادئ الشريعة بما تعنيه من قيم الحرية والعدل”، وفق تعبيره

معارض سوري: استقالة الأسد هي الحل الوحيد

روما (29 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أعرب معارض سوري عن قناعته بأن “رحيل بشار الاسد هو الحل الوحيد للأزمة في البلاد”، المستمرة منذ سنة تقريبا وقد أودت بحياة اكثر من 7500 شخص حتى الآن، حسبما أعلنت الأمم المتحدة

وفي تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر “الربيع العربي – نحو ميثاق وطني جديد”، والذي نظمته الأربعاء في روما جماعة (سانت إيجيديو) الكاثوليكية، أضاف نائب المنسق العام لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في سورية ، هيثم مناع أن “إن بقي الأسد في السلطة فلا يمكننا أن نفعل شيئا”، في حين أن “خروجه من المشهد السياسي سيكون الخطوة الأولى نحو عملية التحول”، مؤكدا أن “الأولوية في الوقت الراهن تكمن في رحيل الأسد ووضع حد لعمليات القتل”، لافتا إلى أن “المعارضة الداخلية الآن لا تفكر في إي من عرضي النفي أو الحصانة على ضوء إحتمال إجراء محاكمة”، مؤكدا “لقد قلنا له (بشار الأسد) أن يخرج مقابل حفظ حياة آلاف الناس”، معربا عن قناعة بأن “هذه هي الفرصة الأخيرة للشعب السوري” وفق تأكيده

واكد مناع أن “المعارضة السورية ليست في حاجة لمساعدات من الخارج على المستوى العسكري، أو الاقتصادي ولا حتى من وجهة النظر الإعلامية”، لأننا “نمتلك دعم جميع أفراد مجتمعنا”، وختم بالقول “إننا جميعا نسعى إلى الهدف ذاته، أي إبعاد بشار الأسد عن السلطة واسقاط الدكتاتورية وبناء دولة القانون” على حد تعبيره

وزير الخارجية الأردني: لا نريد أي تدخل بسورية يزعزع استقرار المنطقة

بروكسل (29 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نوه وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة، بموقف بلاده الرافض لأي تدخل في سورية يساهم في زعزعة الإستقرار في المنطقة، على حد وصفه

جاء ذلك في مداخلة أدلى بها الوزير الأردني اليوم أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، حيث عبر عن “قلق الأردن لما يجري في سورية من هدر للدم وعنف مفرط”، معلنا “نحن نعمل مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي لحل الأزمة هناك”، حسب تعبيره

ووصف الوضع في سورية بـ”المعقد جداً” بسبب جملة من المعطيات، مشيراً إلى أن الأردن يواصل بذل الجهود في إطار الجامعة العربية لتقريب المواقف العربية بشأن حل الأزمة السورية.

وشدد على وحدة الأراضي السورية والإستقرار في سورية” وقال الوزير الأردني “بالنسبة لنا لا نريد حرباً أهلية في سورية، ونحرص على وحدة وإستقرار سورية لأن هذا يؤثر على الوضع في الأردن”، وفق كلامه

وجدد تمسك الأردن بمخطط الجامعة العربية بكل محتواه، مشيراً إلى أن هذا المخطط يقي من التدخل الخارجي، فـ”ليس هناك أي حل سحري للأزمة ومن هنا ضرورة متابعة الجهود الدولية”، على حد وصفه

وأعرب عن أمله أن تتفهم السلطات السورية ألا أمل في الحل العسكري، موضحاً أن “تسليح المعارضة السورية ليس هو الحل الأفضل” للأزمة في البلاد

وحول مشكلة تدفق اللاجئين السوريين، أشار الوزير الأردني أن بلاده جاهزة لكل الإحتمالات بشأن الوضع السوري، “نحن على استعداد لاستقبال الجميع وليس المسيحيين فقط”، وعبر عن قناعته أن المسيحيين الأردنيين يعيشون بسلام مع المسلمين بدون مشاكل

وأشار أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً في الأردن هو أربعة آلاف شخص فقط، مؤكداً أن هناك 80 ألف شخص عبروا الحدود من سورية إلى الأردن ولكن هؤلاء غير مسجلين بصفة لاجئين

واعتبر ناصر الجودة أن وجود السوريين، كما وجود العراقيين في بلاده، يضيف أعباء إضافية على الحكومة الأردنيين

ورداً على سؤال حول المعارضة السورية، عبر عن قناعته أنها ليست منقسمة بالشكل الذي يسوق له إعلامياً،”ولكن هناك أطياف مختلفة من الشعب السوري تسعى للحصول على حريتها وكرامتها”، وفق كلامه

ومع ذلك، والكلام دائماً للوزير الأردني، فإن الأردن يعتبر المجلس الوطني السوري ممثلاً لكل السورينن الذين يريدون التغيير في بلدهم، داعياً، في الوقت نفسه، المعارضة السورية إلى رص صفوفها وبلورة رؤيتها للمستقبل

أما بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط ، أكد وزير الخارجية الأردني على استعداد بلاده العمل مجدداً من أجل دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، كما فعلت في السابق، في إشارة إلى اللقاءات الاستكشافية التي استضافتها العاصمة عمان مؤخرا

وشدد الجودة على رفض بلاده، حالياً، لفتح مكاتب لحركة حماس في الأردن

كما رد الجودة على سؤال يتعلق بإيران، فأشار إلى أن مصادر قلق الأردن تنبع من إمكانية أن يؤدي البرنامج النووي الإيراني إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وفتح الباب أمام التسلح، “ولكننا نقر بحق كل دولة في تطوير برامجها النووية”، وفق كلامه

وشدد على موقف بلاده الداعي إلى ضرورة عدم التصعيد في المنطقة

وكانت مداخلة الجودة قد تركزت أساساً على استعراض عملية الاصلاحات الجارية في بلاده وعلى العلاقات بين الأردن والإتحاد الأوروبي

اشتباكات عنيفة في حمص ومشروع قرار جديد في مجلس الامن بشأن سوريا

افادت مصادر المعارضة السورية ان اشتباكات عنيفة تدور حاليا في حي بابا عمرو في حمص والذي يتعرض للقصف منذ اكثر من 20 يوما حيث اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات اندلعت اثر محاولة اقتحام الحي من قبل قوات الامن.

الا ان مصدرا امنيا افاد ان قوات الجيش اقتحمت الحي وبدأت “عمليات تطهير”. واضاف المصدر الامني ان منطقة بابا عمرو “تحت السيطرة”.

واضاف “يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن اسلحة وارهابيين”، مشيرا الى وجود “بعض البؤر” التي يعمل الجيش على “تقليصها”.

وقالت مصادر في المعارضة السورية ان القوات السورية شنت هجوما بريا على حمص في محاولة لاخضاع حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.

ونقلت وكالة رويترز للانباء عن الناشط محمد الحمصي قوله “الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والاسلحة الآلية الثقيلة.”

وأضاف أن الجيش قصف المنطقة بضراوة يوم الثلاثاء وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت أربعة مدنيين في عدة مناطق في البلاد حيث تجري حملة اعتقالات ومداهمات.

مسودة قرار أمريكي

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي ان بلاده تؤيد الجهود الدولية لارسال مساعدات انسانية الى سوريا. جاء ذلك بعد مكالمة هاتفية اجراها الوزير الصيني مع امين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.

وذكرت وكالة رويترز إنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك يعني أن الصين ربما تدرس عدم معارضة مشروع قرار تعكف الولايات المتحدة على إعداده حاليا لتقديمه الى مجلس الامن الدولي يطالب بدخول عمال الإغاثة إلى البلدات المحاصرة بسوريا وإنهاء العنف هناك.

وتأتي أحدث محاولة لاتخاذ إجراء إزاء سوريا من مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين كان من شأنهما إدانة ممارسات الحكومة السورية للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والدعوة لانهاء العنف.

الهلال الاحمر

من جهة اخرى قال الهلال الاحمر السوري انه اوقف كافة اعمال الإغاثة في حي بابا عمرو في مدينة حمص وقرر سحب كافة المتطوعين العاملين معه من الحي.

وذكر ناشطون لوكالة فرانس برس أن القوات السورية تمكنت من قطع طريق امداد سري الى بابا عمرو كان يتم ادخال الادوية والمواد الغذائية منه.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله إن قصف حمص يشمل أيضا حيي الخالدية والبياضة.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان تجدد قصف قصف بابا عمرو مشيرا الى انقطاع الكهرباء والبنزين والاتصالات عن حمص.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن سبعين شخصا قتلوا الثلاثاء في مناطق مختلفة من سورية بنيران القوات الحكومية معظمهم في حي بابا عمرو.

كما تعرضت منطقة حلفايا في مدينة حماة لقصف عنيف وفق مصادر الهيئة مسببا سقوط قتلى وجرحى من بينهم اطفال.

ياتي ذلك في الوقت الذي اعلن فيه مسؤولون في الامم المتحدة ان عدد القتلى في سوريا منذ بدأت قوات الامن حملتها في مارس/اذار الماضي تجاوز 7500 قتيل.

وقال نائب الامين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية لين باسكو ان هناك “تقارير موثوقة” بان اعداد القتلى تتجاوز احيانا 100 قتيل في اليوم.

مظاهرات بدمشق

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن تظاهرات ليلية نظمت في دمشق وريفها تضامنا مع المدن السورية “المحاصرة.” وأضافت أن تظاهرة خرجت في شارع الثورة في حي الحجر الاسود في دمشق.

وفي واشنطن قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الرئيس السوري بشار الاسد ينطبق عليه تعريف مجرم حرب.

وقالت كلينتون في شهادة في مجلس الشيوخ الامريكي انه من الممكن الدفع باعلان الزعيم السوري مجرم حرب.

لكنها اضافت ان مثل ذلك الامر سيعقد امكانية الوصول الى حل لوقف العنف وسيجعل من الصعب اقناع الرئيس بالتخلي عن السلطة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

وحدات الجيش السوري تهاجم احياء تسيطر عليها المعارضة

عمان (رويترز) – قال نشطاء ان قتالا عنيفا وقع قرب حي بابا عمرو يوم الاربعاء بعدما هاجمت قوات سورية خاصة الحي الذي تسيطر عليه المعارضة ويواجه حصارا وقصفا عنيفا منذ 25 يوما.

وتحاول كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر صد الهجوم الذي تقوده وحدات من الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار.

وقال النشطاء في بيان “ادعوا للجيش السوري الحر. لا تبخلوا في الدعاء له.”

وذكر ناشط يدعى احمد قال انه غادر للتو بابا عمرو ان قوات المعارضة اقسمت على القتال حتى اخر رجل. واضاف ان مناطق المعارضة الاخرى في حمص تتعرض للهجوم ايضا لكنه لم يعط تفاصيل عن القتلى والجرحى.

وقال احمد عبر تقنية سكاي بي “نطالب جميع السوريين في المدن الاخرى بالتحرك وفعل شيء لرفع الضغط على بابا عمرو وحمص. عليهم ان يتحركوا سريعا.”

غير ان بعض النشطاء قالوا ان قادة كتيبة الفاروق غادرت بالفعل بابا عمرو.

وقال احمد ان حمص وهي رمز المعارضة للاسد في الانتفاضة التي مضى عليها نحو عام بدون كهرباء او اتصالات هاتفية.

وحوصر عدد من الصحفيين الغربيين في بابا عمرو لكن نشطاء سوريين هربوا المصور البريطاني بول كونروي الى لبنان يوم الثلاثاء في عملية شابتها الفوضى وقتل فيها بعض منقذيه.

وكان كونروي بين عدد من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو حيث قتلت ماري كولفين المراسلة الحربية المخضرمة وكانت تعمل أيضا لحساب صنداي تايمز وأيضا المصور الفرنسي ريمي اوشليك في قصف يوم 22 فبراير شباط. وجثتاهما لا تزالا هناك.

ولم يتضح ما اذا كانت اديت بوفييه وهي مراسلة فرنسية حرة أصيبت في نفس الهجوم والصحفي الاسباني خابيير اسبينوسا والمصور الفرنسي وليام دانيل لا يزالوا في بابا عمرو.

وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب عربات عسكرية وناقلات دبابات على طريق سريع قالوا انها متجهة الى حمص.

ولم يتسن التحقق من التقارير الواردة من بابا عمرو بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الاعلام في سوريا حيث يسعى الرئيس بشار الاسد جاهدا لاخماد الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا.

ولم يتمكن هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تأكيد الهجوم لكنه قال ان العنف يزيد صعوبة الوضع الانساني.

وقال لرويترز في جنيف “هذا يزيد أهمية ان نكرر دعوتنا لوقف القتال.”

واضاف “من الضروري ان نتمكن من نقل الناس ممن هم في حاجة الى الاجلاء -المصابون والنساء والاطفال- بالتعاون مع الهلال الاحمر العربي السوري.”

وقالت فاليري اموس مسؤولة المساعدات الانسانية في الامم المتحدة يوم الاربعاء انها تشعر “بخيبة امل شديدة” لرفض سوريا السماح لها بزيارة البلاد حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للاغاثة الطارئة في مناطق الصراع.

ويقول نشطاء ان مئات المدنيين قتلوا في أحياء محاصرة تسيطرعليها المعارضة في حمص منهم 20 على الاقل يوم الثلاثاء. ويتعرض حي بابا عمرو منذ الرابع من فبراير شباط لقصف صاروخي ومدفعي. وأضافوا ان قناصة من الجيش يستهدفون المدنيين الذين يجازفون بالخروج من منازلهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية قصفت بلدة الرستن المحاصرة على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي حمص وقتل عدة أشخاص عندما سقطت قذيفة على أحد المنازل.

وقال نشطاء أيضا ان القوات السورية وميليشيات موالية للاسد هاجمت بلدة حلفايا وهي معقل للمعارضة قرب مدينة حماة واحتجزت أشخاصا وداهمت وأحرقت منازل.

وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب حشدا من الناس في بلدة كرناز المجاورة تجمعوا تضامنا مع حلفايا. ورقص المتظاهرون ولوحوا بالاعلام السورية التي كانت موجودة قبل عهد حزب البعث.

وقال نشطاء ان الجنود وأفراد الميليشيات شنوا حملة أمنية في ضاحية حرستا بشرق دمشق حيث تم قطع خدمات الهواتف طوال الشهر المنصرم.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن التابعة للاسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار الماضي.

وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان “ارهابيين مسلحين” قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

ومع تصاعد الاستياء العالمي من العنف قالت فرنسا ان مجلس الامن يعكف على اعداد مسودة قرار جديد بشأن سوريا وحثت روسيا والصين على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضده كما حدث مع مسودتين سابقتين.

وقال مبعوثون غربيون ان مسودة القرار التي صاغتها واشنطن تركز على المشكلات الانسانية لمحاولة نيل تأييد روسيا والصين وعزل الاسد. لكنهم قالوا ان المسودة ستلمح أيضا الى ان الاسد يتحمل اللوم بشأن الازمة وهو موقف تعارضه روسيا.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مسودة قرار في الرابع من فبراير شباط كانت من شأنها تأييد دعوة الجامعة العربية الاسد الى التنحي. وأبدت الصين تحولا محتملا في وقت متأخر أمس عندما أبلغت نبيل العربي الامين العام للجامعة أنها تؤيد الجهود الدولية لارسال مساعدات انسانية الى سوريا.

لكن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي دعا ايضا لحوار سياسي في سوريا وهو ما استبعده معارضو الاسد في الوقت الذي تستمر فيه اراقة الدماء وحذرت روسيا من التدخل في سوريا تحت ستار انساني.

وفي الوقت نفسه قال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا انه سيبحث الوضع مع بان جي مون الامين العام للامم المتحدة والدول الاعضاء في نيويورك يوم الاربعاء. وسيتوجه بعد ذلك الى القاهرة لاجراء محادثات مع نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف ان موسكو وهجهت ايضا دعوة للامين العام السابق لزيارتها.

من خالد يعقوب عويس

(شارك في التغطية دومينيك ايفانز واريكا سولومون ومريم قرعوني في بيروت وستيف جوترمان في موسكو ولويس شاربونو وميشيل نيكول في الامم المتحدة وستيفاني نيبيهاي في جنيف)

ليبيا تمنح المعارضة السورية مساعدات بمئة مليون دولار

طرابلس (رويترز) – قال متحدث باسم الحكومة الليبية يوم الاربعاء ان بلاده ستمنح المعارضة السورية مساعدات انسانية بمئة مليون دولار وتسمح لها بفتح مكتب في طرابلس في علامة أخرى على دعمها القوي للقوات التي تقاتل الرئيس السوري بشار الاسد.

وزار ممثلون للمجلس الوطني السوري المعارض طرابلس هذا الاسبوع بعدما عرض مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في وقت سابق هذا الشهر استضافة مكتب للمجلس السوري في ليبيا.

وكانت الحكومة الليبية الجديدة احدى أول الحكومات التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري باعتباره السلطة الشرعية في سوريا وذلك في اكتوبر تشرين الاول في لفتة قالت انها تظهر التضامن بعد الصراع الليبي الذي أطاح بمعمر القذافي وأنهى حكمه الذي استمر 42 عاما.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت ليبيا التي تواجه احتياجات هائلة بشأن اعادة الاعمار قادرة على تحمل مثل هذه المساعدات قال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لرويترز انه لا توجد مشكلة.

غير أنه قال ان من السابق لاوانه تحديد كيفية تسليم المساعدات التي تشمل ادوية وأغذية. وكان الحريزي قال في مؤتمر صحفي سابق ان المجلس اتخذ قرارا بتقديم دعم مالي للاحتياجات الانسانية بما يعادل 100 مليون دولار.

وقال ان مكتب رئيس الوزراء سيحدد الية تقديم المساعدات بالتعاون مع هيئة المساعدات الليبية والصليب الاحمر الليبي مضيفا أنه ينبغي لليبيين أيضا التبرع ودعم الثورة السورية على الصعيد الدولي.

وطردت ليبيا القائم بالاعمال السوري والعاملين معه من طرابلس في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على الحملة ضد المعارضين للاسد.

اسماء الوزراء المعاقبون اوروبيا والغاء عقوبة غريواتي

أصدر الاتحاد الأوروبي قائمة جديدة من العقوبات شملت سبع وزراء  وهم:

– وزير الاتصالات الدكتور عماد صابوني فهو متهم بتقييد وصول وسائل الاعلام الى مواقع الاحداث.

– منصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية

– الدكتور وائل الحلقي وزير الصحة لدوره في حرمان المحتجين من الرعاية الطبية.

– وزير النفط سفيان علاو

– وزير الصناعة عدنان سلاخو

و وزير النقل فيصل العباس لتوفيره دعما يتعلق بالنقل والامداد لعمليات القمع.

وزير التربية صالح الراشد مسؤول عن السماح باستخدام المدارس كسجون مؤقتة.

واللافت في العقوبات هو شطب اسم رئيس اتحاد غرف الصناعة عماد غريواتي من المعاقبين أوروبياً والذي قام بتحريك دعوى ضد العقوبات ويبدو أنه كسبها..

كما شملت العقوبات المزيد من التضييق على مصرف سورية المركزي..

وجاء في قرار العقوبات ما يلي :

منع بيع أو شراء أو نقل من وإلى سورية الذهب أو الفضة أو البلاتينيوم أو الألماس أو المعادن الثمينة بشكل مباشر أو غير مباشر.

– يشمل هذا المنع هذه المادن سواء كانت ذات منشأ سوري أم لم تكن.

– يشمل هذا المنع أي عملية بيع وسيطة لهذه المعادن أو تمويل ذلك.

– منع التمويل ونقل الأموال عبر مصرف سورية المركزي ما عدا:

– الأموال التي كانت قيد التحويل ثم جرى تجميدها بعد صدور هذا القرار.

– الأموال التي تحول عبر المصرف المركزي للأشخاص أو شركات غير مشمولين في العقوبات ولأغراض تجارية محددة، وسيتم التحقق من كل شخص وكل عملية دفع للتأكد بأنها ليست لصالح من شملتهم العقوبات.

– عمليات التمويل للأموال المجمدة والتي تقرها إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

– يبدأ التطبيق اعتباراً من نشره في الجريدة الرسمية أي اليوم.

لتي تحول عبر المصرف المركزي للأشخاص أو شركات غير مشمولين في العقوبات ولأغراض تجارية محددة، وسيتم التحقق من كل شخص وكل عملية دفع للتأكد بأنها ليست لصالح من شملتهم العقوبات.

– عمليات التمويل للأموال المجمدة والتي تقرها إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

– يبدأ التطبيق اعتباراً من نشره في الجريدة الرسمية أي اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى