أحداث الأربعاء، 31 تشرين الأول 2012
معارك مخيم اليرموك تهدد بالاتساع بين الفلسطينيين
دمشق، انقرة، لندن – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
عاد مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق من جديد الى واجهة الازمة السورية من خلال الاشتباكات التي وقعت فيه ليل الاثنين – الثلثاء بين مقاتلين تابعين لـ «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» بقيادة احمد جبريل ومقاتلين من المعارضة السورية المسلحة. وكان هذا المخيم شهد جولة اشتباكات عنيفة في شهر آب (اغسطس) الماضي تخللها قصف من قوات النظام على انحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور واوقع العديد من القتلى.
واندلعت المعارك ليل الاثنين في حي الحجر الاسود جنوب دمشق بين قوات النظام والمعارضة ثم امتدت الى مخيم اليرموك حيث اشترك مقاتلو «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» مع قوات النظام في المعارك مع المعارضين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان النظام ارسل تعزيزات من جنوده معززين بالدبابات الى المخيم لمساندة «القيادة العامة». ومع ان الانباء اشارت الى هدوء المواجهات صباح امس الا ان الجو بقي متوتراً في مخيم اليرموك، ما يهدد بعودة الاشتباكات في اي لحظة وامكان توسعها الى معارك في مختلف المخيمات في سورية بين الفصائل الفلسطينية الموالية والمعارضة للنظام. وكان المسؤول الاعلامي في «القيادة العامة» انور رجا اتهم «اطرافاً من المعارضة السورية المسلحة بجر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الازمة الداخلية السورية».
في هذا الوقت كثف سلاح الجو السوري هجماته امس على الاحياء الشرقية في دمشق وعلى معرة النعمان. وبعد ان كان نهار اول من امس الاثنين الاعنف من حيث غارات الطائرات المروحية على العاصمة، الا ان سلاح الجو استخدم امس طائرة حربية مقاتلة للمرة الاولى في العاصمة في قصف حي جوبر. والقت الطائرة اربع قنابل على هذا الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق، والمحاذي لبلدة زملكا في ضاحية العاصمة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. كما قصفت القوات الجوية السورية مشارف مدينة حمص حيث يحاصر مقاتلو المعارضة قاعدة للجيش وكذلك بلدة معرة النعمان التي تسيطر عليها المعارضة وتحتل موقعاً استراتيجياً على الطريق بين دمشق وحلب. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان حصيلة غارات امس في ريف دمشق ومعرة النعمان تجاوزت مئة قتيل.
وتبنت «كتيبة شهداء ركن الدين»من «الجيش السوري الحر» عملية اغتيال اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي والرقيب الاول احمد عبد الحق من فرع المخابرات الجوية في حي ركن الدين بدمشق. وقالت ان الخالدي «مسؤول عن التدريب الجوي بأمرية الطيران»، فيما اتهم التلفزيون السوري الرسمي «جماعات ارهابية مسلحة» بالاغتيال. وقال مصدر امني ان الخالدي «عضو في قيادة الاركان الجوية» ووصفه بانه احد «افضل الخبرات في مجال الطيران».
ويتزامن اغتيال الخالدي مع تزايد دور سلاح الطيران في النزاع السوري، والذي لجأ اليه النظام منذ نهاية تموز (يوليو) الماضي.
من جهة اخرى، كرر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده لن تتحاور مع النظام السوري. وقال: «لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الاضحى». واكد ان انقرة ستواصل مشاوراتها مع روسيا، لكنه قال ان «الرسالة الاوضح الواجب اعطاؤها للنظام السوري هي ان يتصالح مع شعبه وان يوقف مهاجمته». واضاف ان المشاورات ستستمر ايضا مع ايران ومصر والسعودية، داعيا الى عملية انتقالية في سوريا «تلعب دورا فيها الاطراف غير الضالعة في اعمال القتل بحق الشعب السوري».
وردت الحكومة السورية على داود اوغلو، على لسان الناطق باسم الخارجية جهاد مقدسي، بان المواقف الاخيرة للوزير التركي تدل على «الاستمرار بجر وتوريط الشعب التركي بسياسات الحكومة التركية التي بات من الواضح انها لم تعد تحظى بالرضا والاجماع». كما حمل مقدسي تركيا ودول الخليج مسؤولية استمرار «نزف الدم السوري» وتقويض مهمة الاخضر الابراهيمي.
الطيران السوري يضرب في دمشق
الفلسطينيون والأكراد في قلب النزاع
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
دخل العاملان الفلسطيني والكردي بقوة على خط الازمة السورية، فيما وسع الطيران الحربي السوري دائرة اهدافه الى حي داخل العاصمة للمرة الاولى منذ بدء استخدامه في النزاع في تموز الماضي، كما اغتيل اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بشمال العاصمة. وتبنى “الجيش السوري الحر” عملية الاغتيال. (راجع العرب والعالم)
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدد القتلى اثر القصف والاشتباكات في مدينة دوما وضواحيها بريف دمشق بلغ 23 شخصا، بينهم خمسة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة الشيفونية، و18 مدنياً (بينهم اربع نساء وخمسة اطفال) نتيجة الغارات الجوية والقصف بمدافع الدبابات في ضاحية الحجارية التي تهدم 20 مبنى فيها إثر الغارات. وأحصى المرصد اجمالاً سقوط 123 قتيلاً في اعمال العنف في مختلف المناطق السورية.
وشهدت دمشق دخول العامل الفلسطيني على خط الاشتباكات بين النظام ومعارضين، بعدما سجلت بعد منتصف ليل الاثنين اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين للنظام وفلسطينيين ينتمون الى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” التي يتزعمها احمد جبريل في مخيم اليرموك للاجئين.
وفي تطور آخر، هددت “قوات الدفاع الشعبية” الجناح العسكري لـ”حزب العمال الكردستاني” في بيان بالتدخل لحماية الاكراد في سوريا من هجمات يتعرضون لها من مقاتلي المعارضة المسلحة على غرار ما حصل في حي الاشرفية بحلب وقرية قسطل جندو بريف المدينة على الحدود مع تركيا.
في غضون ذلك، ردت دمشق في بيان للناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، على رفض انقرة دعوة روسية للحوار، محملة تركيا ودولا خليجية مسؤولية استمرار “نزف الدم السوري”. ودعت كذلك انقرة الى “مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض”، عوض “استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سوريا”.
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اكد ان بلاده لن تتحاور مع دمشق لأن “لا معنى لحوار مع نظام يستمر في قتل شعبه حتى خلال عيد الاضحى”، وان خطوة كهذه من شأنها ان تعطي “شرعية للنظام القائم”. (راجع العرب والعالم والرئيسية)
وفي حين كان متوقعاً وصول الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الى بيجينغ بعد موسكو ، برز تباين قطري مع اعتبار الابرهيمي ما يجري في سوريا “حرباً اهلية”، اذ صرّح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ان “ما يجري في سوريا ليس بحرب اهلية ولكن حرب ابادة اعطي لها رخصة اولا من الحكومة السورية وثانياً من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن”. (راجع العرب والعالم)
على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة الاردنية 61 سورياً كانوا في ثلاث شاحنات قرب مدينة معان الجنوبية التي تعد معقلاً للاسلاميين. وقالت مديرية الامن العام في بيان انه “تم التحفظ عليهم والقاء القبض على السائقين والتحقيقات جارية لمعرفة المزيد من المعلومات عن هوية هؤلاء الاشخاص وأسباب وجودهم في هذه الشاحنات”.
وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار الى نحو 700 الف قبل نهاية السنة الجارية.
ومع ارتفاع اعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، صرح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بان “مجلس الوزراء اوعز الى وزارة المالية بتسديد مساهمة العراق في الصندوق الخاص بالاغاثة الانسانية داخل سوريا بمبلغ عشرة ملايين دولار… استناداً الى قرار مجلس الجامعة العربية”، وذلك ضمن مساعدات بقيمة 25 مليون دولار تشمل ايضا اليمن والسودان.
وفي طهران أبدى الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر للحوار بين الحكومة السورية ومختلف اطياف المعارضة السورية بما فيها جماعة “الاخوان المسلمين”.
الغارات الجوية للنظام السوري بلغت دمشق واغتيال لواء في سلاح الجو
اشتباك بين “الجيش الحر” و”القيادة العامة” في مخيم اليرموك وسوريا تهاجم تركيا ودول الخليج
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
غداة انهاء هدنة عيد الاضحى التي تجاهلها اطراف الصراع في سوريا، كثف سلاح الجو السوري هجماته وقصفت طائراته أهدافاً للمعارضة احدها في العاصمة، فيما اغتال مسلحون ضابطاً كبيراً في سلاح الجو بالعاصمة. واتهم النظام السوري دول الخليج وتركيا بتأجيج “نزف الدم” في سوريا.
استهدفت الغارات الجوية الضواحي الشرقية لدمشق ومناطق على أطراف مدينة حمص في وسط البلاد وبلدة معرة النعمان التي تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد على الطريق بين دمشق وحلب.
ويهاجم مقاتلو المعارضة قواعد الجيش في الحمدانية ووادي الضيف ومشارف معرة النعمان.
وقال بعض الناشطين إن 28 مدنياً قتلوا في الغارة الجوية الاخيرة على معرة النعمان وبثوا تسجيلا مصورا لرجال ينتشلون جثة طفلة من بين أنقاض مبنى سوي بالأرض. وصب الرجال لعناتهم على الرئيس بشار الأسد وهم ينتشلون جثة الطفلة.
وتتعرض معرة النعمان الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال دمشق للقصف من الجو والبر منذ أن سيطر عليها مقاتلو المعارضة الشهر الماضي. وقال الناشط محمد كنعان: “مقاتلو المعارضة أخلوا مواقعهم داخل معرة النعمان منذ بدء الغارات الجوية. ويتمركز معظمهم على الجبهة جنوب البلدة”.
ودارت اشتباكات وحرب شوارع، بين مجموعات مسلحة ووحدة من الجيش السوري النظامي في قرية حارم بمحافظة إدلب.
وسيطرت وحدات من الجيش النظامي على منطقة سليمان الحلبي في مدينة حلب.
وأفاد ناشطون إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب عشرة آخرون في قرية المباركية التي تقع على مسافة ستة كيلومترات جنوب حمص حيث يحاصر مقاتلو المعارضة مجمعاً يحرس منشأة لصيانة الدبابات. وقالت مصادر المعارضة إن المنشأة تستخدم في قصف القرى السنية قرب الحدود اللبنانية.
واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان طائرة حربية سورية شنت غارة على حي جوبر شرق دمشق، مشيرا الى انها الغارة الاولى لطائرة حربية على العاصمة. واوضح ان الطائرة القت اربع قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق والمحاذي لبلدة زملكا في ضاحية العاصمة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
واكدت صحافية في “وكالة الصحافة الفرنسية” في العاصمة السورية سماع صوت انفجار قوي في انحاء دمشق. وكان النظام استخدم في السابق مروحيات عسكرية في قصف العاصمة.
وتحدث المرصد ايضاً عن غارة على مدينة دوما في ريف دمشق احدثت “دمارا هائلا في نحو عشرين منزلا”، واوقعت العديد من القتلى والجرحى.
ومع تكثيف الطائرات الحربية غاراتها على اهداف للمعارضة، بث التلفزيون السوري الرسمي ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اغتالت اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق. وقال مصدر امني في العاصمة السورية ان الخالدي “عضو في قيادة الاركان الجوية”. وانه تعرض لاطلاق نار ليل الاثنين لدى خروجه من منزل احد اصدقائه في حي ركن الدين “حيث كان يقوم بزيارة اجتماعية”، مما ادى الى مقتله. واضاف ان الخالدي هو من “افضل الخبرات في مجال الطيران”، وأب لأربعة اولاد.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر في قيادة شرطة دمشق ان “الارهابيين ترصدوا اللواء الخالدي في شارع اسد الدين بمنطقة ركن الدين، واطلقوا النار عليه اثناء نزوله من سيارته، مما ادى الى استشهاده”.
واعلنت “كتيبة شهداء ركن الدين” التابعة للواء الاول بدمشق في “الجيش السوري الحر”، ان عناصر منها اغتالت الخالدي “المسؤول عن التدريب الجوي بأمرية الطيران، والرقيب الاول احمد عبد الحق من فرع المخابرات الجوية البارحة”. واشارت الى ان الاغتيال يدخل “ضمن سلسلة العمليات النوعية التي تقوم بها الكتيبة”، متوعدة “جميع المتعاونين مع هذا النظام المجرم بضربات نوعية”.
وكانت مدينة دمشق شهدت بعد منتصف ليل الاثنين اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وقال المرصد ان المعارك بدأت اولا في حي الحجر الاسود بجنوب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم “امتدت الى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الاسود حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام”.
وصرح المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة انور رجا ان “جماعة من المسلحين الارهابيين حاولوا التسلل فجر اليوم في الساعة 2:30 (0:30 بتوقيت غرينيتش) الى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الاسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم من اي مجموعة ارهابية بالتصدي للمجموعة”. واتهم بعض المعارضة السورية بمحاولة “جر المخيم الى دهاليز الازمة الداخلية السورية”.
وقالت الأمم المتحدة إنها أرسلت قافلة تضم 18 شاحنة محملة بالغذاء ومعونات أخرى إلى حمص خلال “وقف النار”، لكنها لم تتمكن من تفريغ شحنتها في البلدة القديمة بسبب القتال. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة في جنيف ينس لايركه: “كنا نحاول الاستفادة من العلامات الإيجابية التي رأيناها مطلع الأسبوع. لم تستمر الهدنة سوى أربع ساعات أو نحو ذلك ومن ثم لم تتح لنا فرصة كبيرة في نهاية الأمر”.
تركيا ودول الخليج
من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان انه كان “جلياً لجميع المراقبين عدم الالتزام التركي والخليجي لانجاح قرار وقف العمليات العسكرية الذي التزمته القيادة السورية، مما يحملهم مسؤولية استمرار نزف الدم السوري”. واضاف ان الامر “يشكل تقويضا صريحا من هؤلاء الأطراف لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبرهيمي عبر الاستمرار في سياسة تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة”.
ولاحظ مقدسي ان وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو يستمر في “تبني منهج الهروب الى الامام ورفض إجراء أية مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض واستمرار علانية استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سوريا”. واشار الى ان المواقف الاخيرة لداود اوغلو تدل على “الاستمرار في جر وتوريط الشعب التركي في سياسات الحكومة التركية التي بات من الواضح انها لم تعد تحظى بالرضا والاجماع”، لانها “لا تتماشى اصلا مع مصالح وطبيعة الروابط التاريخية والأخوية” بين الشعبين السوري والتركي.
وكان داود اوغلو رفض اقتراحا روسيا لاجراء مفاوضات مع دمشق لأن “لا معنى لحوار مع نظام يستمر في قتل شعبه حتى خلال عيد الاضحى”.
«جمهورية عرسال» في قلب العاصفة الدموية.. والنزوح يستولد أزمات
سعدى علوه
لا شيء تغير في عرسال. فقر الناس على حاله. بلدة لا تشذ عن محيطها في البقاع الشمالي لناحية الحرمان وإدارة الظهر، سواء الرسمية أو تلك الخاصة بالقوى السياسية التي تحتسب أهلها في صناديق الاقتراع وحجم القوى على أرض الواقع، وتنساهم في الإنماء.
لا شيء تغير في عرسال كما في الهرمل والقاع ورأس بعلبك والفاكهة واللبوة بوابتها.
يحترق الناس بنار الغلاء والبطالة وكساد المواسم الزراعية وارتفاع كلفة تعليم الأولاد. المنطقة ليست فقط مخنوقة بإقفال الباب السوري الذي كانت تتنفس منه تسوقاً وتطبيباً وتهريباً، بل تعيش على فوهة التوتر والأمني والسياسي والفوضى الناتجة من الاصطفافات السياسية على الجانبين.
تغيرت سياسة عرسال ليس اليوم بل منذ لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاها من تداعيات سياسية وتمذهب صارخ سلخ البلدة عن شقيقاتها.. تغييرات تصرف في حسابات السياسيين واصطفافاتهم ولا تصل «شيكاتها» إلى العرساليين أو غيرهم. ما زال ابن عرسال، كما كل أولاد محيطه، ينحت في الصخر والتراب ليطعم أطفاله.. ما زالت الشوارع محفرة والإنتاج الزراعي كاسداً ومعظم الناس يفتقرون إلى التغطية الصحية، وبالكاد يحصلون على ضروريات العيش فكيف باحتياجات التقدم؟
ومع ذلك تبقى لعرسال خصوصيتها، وإن كان الكثيرون من بين أهلها يقولون انه لا يمكن اختصارها برأي سياسي واحد، وإن كان الغالب. خصوصية تأتي من جغرافيتها وموقفها السياسي.. من احتضانها، هي البلدة الفقيرة والمهملة، لـ12 الف نازح سوري من لون سياسي محدد.
عرسال ولقب «الجمهورية»
خصوصية عرسالية من الجدل المستمر حول دورها في الأزمة السورية وأحداثها وموقفها المعلن المؤيد لـ«الثورة». تأييد يقول منتقدوها إنه ينقلب على سياسة «النأي بالنفس» المعلنة من الحكومة اللبنانية. يضحك «العراسلة» ويقولون «نأي بالنفس؟ عن أي نأي تتحدثون، وأي قوى سياسية لبنانية تنأى بنفسها اليوم»؟
بهذا المعنى، معنى تموضعها الجغرافي والسياسي، تستحق عرسال لقب «الجمهورية». بلدة تتخطى صفتها المحلية في الجغرافيا، لتدخل خريطة الوطن لاعباً سياسياً من الدرجة الأولى، وبالتحديد منذ اندلاع الأحداث في سوريا.
عرسال القابعة في سفح السلسلة الشرقية، والموصولة بلبنان عبر طريق ضيقة يتيمة تتفرع من اللبوة في البقاع الشمالي، تفتح مداها الجغرافي على غاربه عندما يتعلق الأمر بسوريا. وعلى امتداد نحو اربعين كيلومترا، لا تتصل عرسال بحدودها الجنوبية بيبرود والنبك وحدهما، بل تطل عبر الأخيرة على طريق دمشق الدولي، وصولاً إلى العاصمة السورية.
ومن الجهة الثانية، تمسك عرسال بجردها الشمالي بأطراف ريف القصير، وعبر مشاريع القاع، المحسوبة عليها في السياسة والديموغرافيا. تفتح أحضانها لقرى الشريط السني في ريف القصير بما يعنيه في الصراع الدائر هناك، ومعارك «الكر والفر» التي تدور بين الجيش النظامي والمسلحين.
وتبدو عرسال، في ظل التوازنات الطائفية والسياسية في البلاد، مستفيدة من مظلة الأمر الواقع التي تغطيها في الكثير من المحطات عبر تحديد سقف أمني لا يهدد «استقلاليتها». تغطية لا تتعدى في الواقع الميداني التوظيف السياسي بعيداً عن الإنماء والاحتضان المعيشي لبلدة عاشت على مر تاريخها على سواعد أبنائها الذين يفتتون الصخر لكي يطعموا أطفالهم.
عين على النبك.. وعين على العاصي
تتربع عرسال، بموقفها وبالجغرافيا، على مفصلين أساسيين متصلين بمدينتين بارزتين في الداخل السوري، من دون إغفال التوازنات الطائفية وتقسيماتها، والتي تنسحب عامة على الموقف تجاه الساحة السورية.
فالنبك السنية، مع أقلية مسيحية، لم تشهد أحداثاً دامية، بل عرفت حراكاً متضامناً مع الثورة. وبذلك، عرف العالمون انه حتى لو صحّ القول بسيطرة الجيش السوري على الشريط السني في ريف القصير، وبالتحديد على جوسيه والزراعة والعاطفية وأخواتها، فإن عرسال ستبقى لاعباً أساسياً عبر بوابتها الدمشقية.
وللإنصاف والموضوعية، لا يمكن حصر البوابات العرسالية على سوريا. فأربعون كيلومتراً من الحدود الخالية من معبر رسمي واحد، تتلوى بين الجبال الوعرة والمخابئ والأودية والدروب التي لا يعرف أسرارها إلا أبناء الأرض وحدهم. أرض تقفل مكامنها على كامل البقاع الشمالي، وتفتح قلبها لهم وحدهم هم القابعون في عزلة جغرافية وإنمائية تعود إلى تاريخ تقسيم سوريا ولبنان قبل نحو قرن من الزمن.
هي الارض فتحت قلبها لأبناء عرسال أيضا: مزارعون استصلحوا جزءاً كبيراً من خراجها الأكبر بين البلدات المحيطة بها.. ورعاة قصدوا أطراف الأطراف في طريقهم إلى مراع جديدة لمواشيهم.. وأصحاب مقالع عرفوا كيف يستخرجون من جبال السلسلة الشرقية الجرداء حجراً من ذهب لا يضاهيه حجر في البلاد.. ومهربون، كما كل سكان الحدود، نفذوا إلى موارد رزق لا تنضب. تهريب كان يتلوّن وفقاً للمرحلة منذ انغلاق سوريا الاقتصادي مروراً بانفتاحها ووصولاً إلى سلع الأمر الواقع حالياً.
يعرف أهل عرسال حدودهم ومداهم الجغرافي، أكثر من الحراس ـ الهجانة أنفسهم. الأخيرون يأتون بدوام عمل وخدمة عسكرية ويذهبون، أما هم فأهل أرض ودار، معظمهم ولدوا من رحم أمهات كن يعملن في الحقول والجبال وعلى طرق شظف العيش الريفي، فكان ان تفتحت عيون الأولاد وقلوبهم على الأرض نفسها وعلى رائحة التراب والصخر والمدى الجغرافي.
تسديد الفواتير في كل الأزمان
لا يمكن اختصار عرسال بجهة وإن كانت الغلبة في الإعلام والمواقف المعلنة تصب في مصلحة الانقسامات والحساسيات المذهبية، وما يتبعها في السياسة اللبنانية. طالما كانت عرسال عروبية ويسارية بامتياز. وقفت مع الزعيم جمال عبد الناصر ومع «الحركة الوطنية» و«الثورة الفلسطينية» وقدمت أول الشهداء في الصراع مع إسرائيل، كما في «حرب السنتين».
وعرسال ثورية بطبعها وتاريخها.. ومن من أبنائها وأخواتها لم تغره الثورات العربية وربيعها الذي كان مأمولاً.. فكيف إذا بني الموقف من هذه الثورات، وبالتحديد في الحالة السورية، على خزين من التوترات السياسية والمذهبية التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي عرف الأطراف كافة أن يأخذوا العاديين من الناس إليها من مختلف المناطق والتوجهات والفئات. سياسيون لم يحسبوا حساباً لحياة الناس وتفاصليهم اليومية ولا لمحيطهم. اهتموا بالتوظيف السياسي وبـ«الحك» على الانتماءات المذهبية واللعب على وتر تهديد وجود هذه الطائفة أو تلك، ومصادر قوتها وحجمها وهيبتها على الخريطة اللبنانية.
وعرسال بتوازنات اليوم، وبتلوينها الذي تكسر فيه الأبيض الأسود والسياسي في شمال البقاع الشمالي، تضيء في العين السورية، سواء عين السلطة النظامية أو تلك الخاصة بـ«الثوار» والمجموعات المسلحة.
ولولا عرسال وتمركزها الجغرافي وتموضعها السياسي، لما اكتسبت قرى حوض العاصي الأهمية التي تحظى بها في الصراع السوري اليوم، ولكان ارتاح النظام السوري للتلوينة الشيعية المؤثرة في ظهر ريف سوق القصير على فم منابع العاصي، ولما قلق من المدى الجغرافي الدمشقي المفتوح عليها من ناحية النبك، إذا ساءت أحوال المنطقة هناك. وهو دور لا تخجل به عرسال.
«أم عامر» القيادية في «الجيش الحر»
يقول عرسالي لا يعجبه تصنيف عرسال الحالي ان «القصص تتطور بعناد في رؤوس أبناء الضيع ومن بينهم العراسلة». تركيبة طبيعية تشكل بيئة خصبة للاستغلال السياسي من قبل القوى كافة. وبذلك لا يعود تهريب السلاح سواء للقرى السنية أو الشيعية في ريف القصير مجرد فائدة مادية، بل يستند إلى موقف سياسي ايضاً.
وعلى وقع موقفها تعيش عرسال.. لا يمر نهار من دون سماع أبواق سيارات الإسعاف التي تعبر بجرحى الداخل السوري نحو مستشفيات الشمال اللبناني تحديداً لأن القادمين من لون سياسي وطائفي معين يرتاحون أكثر للمقلب اللبناني على الحدود الشمالية في عكار والمتناغم في الموقف مع عرسال. جرحى لا يقتصرون طبعاً على المدنيين، وإن لبِّسوا لباسهم غير المرقطة.
ليس غريباً أن تلتقي في عرسال بـ«مسؤولة عن فرقة في الجيش السوري الحر»، كما تعرف عن نفسها بأنها «أم عامر».
نزحت «أم عامر» إلى عرسال ومعها بكرها الجريح. لم تترك جوسيه إلا بعدما أصيب ولدها في وجهه وقدميه خلال المعارك. تروي وهي تبكي قلقة على مصيره بعدما نُقل إلى أحد مستشفيات طرابلس. ربما لم يسأل أحد في عرسال «أم عامر» عندما وصلت إلى البلدة إن كانت مع النظام أو مع الجيش السوري.. هذه أمور لم يعد الكلام فيها ضرورياً.. المسائل محسومة سلفاً ولن يتهجر ابن ربلة المسيحية أو زيتا الشيعية أو العقربية المرشدية أو الناعم العلوية إلى عرسال.. كل «فرس تعرف مربضها» وملجأها في الحسابات المفتوحة على الفوضى الأمنية والسياسية في المنطقة الموحدة في الجغرافيا والمنقسمة في السياسة والمذاهب.
يقول بعض العراسلة انهم يعرفون ما يجري على الحدود من خلال الحركة داخل بلدتهم. ففي المعركة الحامية التي خيضت منتصف الشهر الجاري على الحدود، وبالتحديد في جوسيه ومحيطها، تراجع عديد الشباب بالثياب العسكرية في الشوارع، واختفى البعض فيما لم يعد كثيرون إلا جرحى، أو لم يعودوا إطلاقاً.. يقول محمد انه لا يتحدث عن أهل عرسال وشبابها، بل عن «ضيوفها» الذين وصلوا إليها بالآلاف.
13 ألف نازح بلا معين
اليوم تتململ عرسال من الوضع القائم، ليس ندماً على موقفها المؤيد لـ«الثورة السورية»، بل من الحمل الثقيل الذي تنوء تحته. بلدة تعيش كفاف يومها حتى بالمياه والكهرباء لا تحتمل 12 الف نازح سوري، ونحو الف لبناني أتوها من الحدود في مشاريع القاع. فخلال أحداث جوسيه والزراعة وحدها وصل في 17 تشرين الأول إلى عرسال نحو 300 عائلة نازحة، وفق ما يؤكد رئيس بلديتها علي الحجيري.
الأمم المتحدة ترفض مساعدة اللبنانيين النازحين كونهم في بلدهم كما يقولون، وبلدية عرسال تبذل قصارى جهدها لكن «ليس باليد حيلة» يقول الحجيري. أما القوى السياسية فغائبة، وخصوصاً «تيار المستقبل» الذي لم يبن حتى مركزاً له في عرسال، بل ما زال موظفوه يداومون في «كونتينرات» جاهزة على طريق البيوت المصنعة. «لولا الموضوع السوري، لما كان هناك «تيار مستقبل» في عرسال اليوم»، يقول أحد العراسلة. فالتيار المفلس بالكاد يدفع مصاريفه وهو «لم يقدم شيئاً لعرسال غير استدراج أهلها إلى تظاهرات الحسابات والتحديات السياسية، شأنه شأن معظم القوى في لبنان».
يقول رئيس البلدية ان «حمل اللاجئين أكبر من عرسال، في ظل عدم مساندة الأحزاب سواء الموالية أو المعارضة للبلدة وللنازحين». وحدها منظمات «أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والدنمارك والنروج والهلال الأحمر الإماراتي يقومون بحمل النازحين ويساعدونهم ولكن الأعداد ضخمة وترتفع يوما بعد يوم»، وفق علي الحجيري.
اليوم تجد عرسال نفسها أمام معضلة أساسية تتمثل بتأمين مقاعد دراسية لنحو 1500 تلميذ سوري نازح. يحتــاج هؤلاء إلى منهاج خاص شبيه بما يتعلمونه في سوريا. تتواصل البلدية مع وزارة التربية في بيروت لفتح أبواب المدارس الرسمية في فترة بعد الظهر لاستيعابهم في دوام ثان.
تهريب السلاح مهنة كل الطوائف
لا تنتهي بلدية عرسال من تغيير محول كهربائي حتى يتعطل محول آخر بسبب الضغط على التيار.. المياه لا تكفي الجميع وقد تمت مضاعفة السيارات التي تعمل في جمع النفايات. أما السوريون الذين لا تصلهم أي مساعدات ولم يسجلوا أنفسهم في سجلات الأمم المتحدة، فقد استأجر بعضهم منازل من العراسلة، وخصوصاً بعض المرتاحين مادياً، فيما يعمل الآخرون مياومين لكي لا يمدوا أياديهم إلى أحد.
تجارة بناء الغرف والطوابق الإضافية تلقى رواجا في عرسال اليوم وتشكل دخلاً إضافياً للبعض.. سوق التهريب لم يتغير، وفق ما يقولون ويؤكد مشهد سيارات «البيك آب» التي تقطع الطرق ذهاباً وإيابا محملة بالخردة وبالمواشي وحتى المازوت. آليات لا يقل عددها عن مئة «بيك آب» وفق ما يؤكدون.
ليس جديداً الحديث عن تهريب السلاح ليس في عرسال وحدها بل على الحدود من بقاعها إلى شمالها. «لبنان كله عم يهرب سلاح» يقول الحجيري مؤكداً أن «الكلام ينسحب على الطوائف كلها ولا يستثني أحداً».
«عرسال تبحث عن حل لمشكلة النازحين السوريين»، يقول منسق «تيار المستقبل» في البلدة بكر الحجيري، مشيراً إلى ان البلدة وناسها أدوا دورهم في هذا الموضوع ومع ذلك لا يمكن ان يتخذوا قراراً بترحيل ضيوفهم. يؤكد الحجيري ان «وضع تيار المستقبل صعب»، ومع ذلك ينسق مع الهلال الأحمر الإماراتي الذي يعمل مع نازحي البلدة «ليس هناك أي جهات أخرى نتعاون معها أو نتلقى منها مالاً للمساعدة». ويقترح الحجيري بناء مخيمات مؤهلة لاستيعاب السوريين بعدما ضاقت عرسال ومنازلها بأعدادهم «مخيمات مجهزة تمنع عنهم برد الشتاء القارس في منطقة تتدنى فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر ليلاً».
صعوبة وضع «تيار المستقبل» تبدو جلية ليس في الاقتصاد بل في النفوذ على الأرض. تبدو التيارات الإسلامية الناشطة في عرسال وبين النازحين أكثر قدرة من التيار الأزرق على الوقوف مع الناس.. وقوف لن يتأخر ليترجم عملياً في التوازنات الداخلية للطائفة السنية. يقول البعض ان «المستقبل» لا يعول في السياسة على أصوات عرسال الضائعة في محيط أكثري ومن لون سياسي طاغ، ليسألوا إن كانت السياسة، وخصوصاً سياسة البناء للمستقبل تتعلق بقانون انتخــابي أو بمرحلة معينة، أو بما يمكن ان تفيد هذه الكــتلة البشرية أو تلك، وخصوصاً إذا ما كان تيار المستقبل يقدر فعلاً خسائره الميدانية.
وعلى هامش السياسة وذيولها في عرسال، يبدو قلق البلدة وصعوباتها الكبيرة بالتعامل مع عبء النازحين في «كفة»، وقلق نساء عرسال في «كفة» أخرى.. تشهد البلدة عشرات الزيجات الثانية من سوريات نازحات.. زيجات تنشط بين رجال عرسال المتزوجين من عرساليات أكثر مما تنتشر وسط الشباب الأعزب. تقف خديجة على شرفة منزلها تنشر غسيلها ببطء فيما تمر بطرف عينيها على الطابق السفلي لبيتها. هناك أسكن زوجها زوجته الثانية. فتاة نازحة بالكاد أتمت العشرين من العمر، فيما أقفلت خديجة على اربعينياتها. «يلعن الثورة وساعتها»، تقول المرأة التي لم يكن لديها موقف سياسي قبل أن تطالها تداعيات الأحداث في سوريا.
تحذيرات كردية لتركيا والمعارضة وغارة على دمشق ومخاوف من معركة في عفرين
تدهور أمني يخيّم على سوريا بغياب الأفق السياسي
وجّه الأمين العام لـ«حزب الإتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم محمد، الذي يمتد نفوذ مقاتليه في مناطق حساسة في الشمال السوري، رسائل تحذير قاسية باتجاه كل من تركيا ومسلحي المعارضة السورية. وبينما حذر انقرة من مغبة التدخل في سوريا ولو تحت مسمى «المنطقة الآمنة»، اعتبر أن الاتراك «يخططون لترحيل أكراد سوريا جميعاً إلى كردستان العراق»، مؤكداً أنهم لن يتمكنوا من إسقاط مدينة حلب.
وفي حوار مع «السفير»، قال الزعيم الكردي إن «تركيا تقيم مخيمات لتدريب من 3 إلى عشرة آلاف مقاتل، وهذه مسؤولية الإخوان المسلمين»، محمّلاً أيضاً تركيا مسؤولية شن المسلحين هجمات ضد الأكراد، محذراً من انه «إذا حاول الأتراك مد أيديهم إلى سوريا فسيكون ذلك مستنقعهم». وقال صالح مسلم محمد «لا نريد الانفصال عن سوريا. نريد حلاً للقضية الكردية ضمن الوحدة السورية، ولا نرضى بغير سوريا ديموقراطية وموحدة». (نص المقابلة صفحة 14)
وجاءت المقابلة مع القيادي الكردي في وقت تتعرض القرى الكردية لهجمات متواصلة وقصف عنيف من مسلحي المعارضة السورية. ويقول «حزب الاتحاد الكردي» إنه تلقى تهديداً بهجوم وشيك على عفرين، وإن قواته على استعداد للدفاع عنها. وتعتبر عفرين المفتاح الاستراتيجي لحلب، وهي تتيح لمن يسيطر عليها السيطرة على قطاع واسع من الشمال السوري، وهو ما قد ينذر بزج الاكراد في مواجهات مسلحة مع جماعات المعارضة المسلحة في المناطق الشمالية من سوريا، ويعزز الصبغة العرقية والمذهبية التي يوسم بها النزاع السوري الحالي.
وذكرت وكالة «فرات» للأنباء أن المجموعات المسلحة التابعة لعمار الداديخي (أبو إبراهيم) هاجمت مجدداً قرية قسطل جندو، حيث أسفر الهجوم عن جرح ثلاثة شبان من القرية، التي تظاهر أهلها احتجاجاً على هجمات المسلحين ضدها.
وفي هذه الاثناء، واصل الطيران السوري مهاجمة مواقع المسلحين في عدد من المناطق، مع بروز تطورين لافتين أمس، حيث جرت اول غارة تنفذها مقاتلة جوية داخل دمشق نفسها، والاشتباكات التي دارت بين مسلحين وفلسطينيين في مخيم اليرموك في العاصمة، بعد ساعات من وقوع اشتباكات جديدة بين الأكراد ومسلحي المعارضة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، إن «طائرة حربية شنت غارة على حي جوبر في شرق دمشق»، مشيراً إلى أنها «الغارة الأولى من طائرة حربية على العاصمة»، كما أشار إلى وقوع غارات استهدفت دوما وعربين وزملكا في ريف دمشق.
وأوضح المرصد أن اشتباكات وقعت بين مسلحين وفلسطينيين في مخيم اليرموك في دمشق. وقال المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أنور رجا لوكالة «فرانس برس» إن «جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل فجراً إلى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الأسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم بالتصدي للمجموعة» من دون وقوع إصابات.
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن معارضين قولهم إن قوات نظامية تقدمت إلى معرة النعمان لاستردادها
من المسلحين، فيما كان الطيران يشن غارات عليها. واشار المرصد الى ان «أعمال العنف أدت إلى مقتل 123 شخصاً».
سياسياً، شنت دمشق هجوماً لاذعاً جديداً ضد أنقرة ودول الخليج، وحمّلتهم مسؤولية استمرار «نزف الدم السوري» وتقويض مهمة الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، الذي يقوم بزيارة إلى بكين. وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو رفض انقرة محاورة النظام السوري، فيما وصف رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني ما يحصل في سوريا بأنه «إبادة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان، «كان جلياً لجميع المراقبين عدم الالتزام التركي والخليجي بإنجاح قرار وقف العمليات العسكرية الذي التزمت به القيادة السورية، ما يحملهم مسؤولية استمرار نزف الدم السوري، وما يشكل تقويضاً صريحاً من هذه الأطراف لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، عبر الاستمرار بسياسة تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة».
واعتبر مقدسي أن داود أوغلو يستمر في «تبني منهج الهروب للأمام ورفض إجراء أية مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض، واستمرار علانية استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سوريا». وأشار إلى أن المواقف الأخيرة لداود اوغلو تدل على «الاستمرار بجر وتوريط الشعب التركي بسياسات الحكومة التركية، التي بات من الواضح أنها لم تعد تحظى بالرضا والإجماع»، لأنها «لا تتماشى أصلاً مع مصالح وطبيعة الروابط التاريخية والأخوية» بين الشعبين السوري والتركي.
داود اوغلو وحمد
وأعلن داود اوغلو أن بلاده لن تتحاور مع النظام السوري، وذلك غداة دعوة موسكو أنقرة لإجراء مفاوضات مع دمشق باعتبارها الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع.
وقال داود اوغلو، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، «لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه، حتى خلال عيد الأضحى»، مضيفاً إن الحوار مع دمشق سيعتبر خطوة من شأنها أن تعطي «شرعية للنظام القائم».
وأكد داود اوغلو أن الحكومة التركية ستواصل «مشاوراتها» حول الأزمة السورية مع روسيا، لكنه قال إن «الرسالة الأوضح الواجب إعطاؤها للنظام السوري هي أن يتصالح مع شعبه وان يوقف مهاجمته». وأعلن أن المشاورات ستستمر أيضاً مع إيران وروسيا وكذلك مصر والسعودية حول هذه المسألة.
وقال داود اوغلو إن تركيا «تشعر باستياء شديد» من فشل الهدنة في سوريا، ودعا إلى عملية انتقالية «تلعب دوراً فيها الأطراف غير الضالعة في أعمال القتل بحق الشعب السوري».
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» نشرتها وكالة الأنباء القطرية أمس، «نحن نعرف بان ما يجري في سوريا ليس بحرب أهلية ولكن حرب إبادة، أعطي لها رخصة أولاً من الحكومة السورية وثانياً من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
المعارضة اللبنانية تطالب بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد النظام السوري
بيروت- (ا ف ب): طالبت المعارضة اللبنانية الثلاثاء بتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ضد النظام السوري على خلفية مخطط تفجيرات في لبنان وحوادث حدودية بين البلدين، وذلك اثر اجتماع عقدته مساء الثلاثاء في بيروت.
ودعا بيان صادر عن المجتمعين تلاه الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة إلى “تقديم شكوى عاجلة للجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي بحق النظام السوري فيما يتعلق بمؤامرة مملوك – سماحة، وكذلك فيما يتعلق بالتعديات اليومية على الحدود اللبنانية والمواطنين اللبنانيين”.
وطالب أركان قوى 14 آذار المعارضة لسوريا من القضاء اللبناني “التصرف بجدية ومسؤولية وتبعا للقوانين من دون تأخير ولا مواربة بما يتعلق بمؤامرة مملوك- سماحة”.
وادعى القضاء اللبناني في 11 آب/ اغسطس الماضي على رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك والوزير اللبناني السابق الموقوف ميشال سماحة وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان “بجرم تأليف جمعية بقصد (…) القيام باعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها بعد ان جهزت من مملوك وعدنان”.
ويعزى الفضل في كشف هذا المخطط الى رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن الذي اغتيل بتفجير استهدف سيارته في التاسع عشر من تشرين الاول/ اكتوبر.
واتهمت المعارضة النظام السوري باغتيال الضابط السني الذي كان مقربا من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، أحد قادة قوى 14 آذار والركن السني الابرز فيها.
واكد رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي وجود رابط بين هذا المخطط واغتيال الحسن.
وجددت المعارضة مقاطعتها الحكومة، مطالبة باستقالتها على خلفية “تغطية” المسؤولين عن اغتيال الحسن، وداعية الى تشكيل “حكومة انقاذية حيادية تواجه الاخطار المحدقة بالبلاد، وتحضر وتشرف على الانتخابات النيابية القادمة” المقررة سنة 2013.
وكان ميقاتي اعلن بعيد اغتيال الحسن انه علق قرار الاستقالة في انتظار مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الاطراف السياسيين. لكن رئيس الحكومة عاد واكد في حديث صحافي السبت ان استقالته “لم تعد واردة”.
من جهة اخرى، دعت قوى 14 آذار في البيان الى تحويل الجرائم السياسية الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتسليم المتهمين بقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شباط/ فبراير 2005.
وشهد لبنان بين العامين 2004 و2008 سلسة من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال طاولت شخصيات معارضة لسوريا. ووجهت المحكمة الدولية الاتهام الى اربعة افراد في حزب الله الشيعي اللبناني بالوقوف خلف مقتل الحريري، لكن الحزب امتنع عن تسليم هؤلاء.
كذلك دعت الى نشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع سوريا لضبط الحدود “بالاتجاهين”، والطلب من مجلس الامن بأن تقوم قوات الطوارىء الدولية المنتشرة في جنوب لبنان بمؤارزة الجيش في هذه المهمة.
وتشهد المناطق الحدودية مع سوريا في شمال وشمال شرق لبنان اشتباكات ومواجهات ادت الى مقتل عدة لبنانيين، كما توغلت القوات السورية مرارا لمسافات قصيرة داخل الاراضي اللبنانية.
المرصد السوري: انفجار في مخيم اليرموك ولا أنباء عن ضحايا
لندن- القاهرة- (د ب أ): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الثلاثاء/ الأربعاء أن انفجارا هز حي أم الزيات في مخيم اليرموك بمدينة دمشق.
وأوضح المرصد أنه تبين أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة ضابط أمام مستشفى فلسطين، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
كما تتعرض منطقة سيدي مقداد بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية دون أنباء عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حلب،دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في حي كرم الطراب وطريق المطار إثر محاولة القوات النظامية اقتحام المنطقتين كما تعرض حي السيد علي بمدينة حلب وبلدة اورم الكبرى بريف حلب للقصف، بحسب المرصد.
الابراهيمي يعرب عن أمله في دور نشط للصين بالنزاع في سوريا
بكين- (ا ف ب): اعرب الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي الاربعاء في بكين عن امله في “دور نشط للصين” لايجاد حل للنزاع في سوريا التي شهدت عاصمتها تصاعدا في اعمال العنف.
وبعد أن زار موسكو، وصل الموفد الدولي إلى بكين التي ترفض منذ 19 شهرا الموافقة على النداءات الدولية لممارسة المزيد من الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد. والتقى الابراهيمي وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي.
واشاد يانغ بالجهود التي يبذلها الاخضر الابراهيمي، موفد الامم المتحدة والجامعة العربية، لمواجهة دوامة العنف في سوريا.
وكان الابراهيمي اعتبر اثر مباحثات اجراها في موسكو الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان الوضع في سوريا يسير “من سيء إلى اسوأ” معبرا عن خيبة امله لفشل الهدنة التي دعا اليها خلال ايام عيد الاضحى الاربعة.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف “لقد قلت سابقا واكرر ان الازمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيء الى اسوأ”.
واضاف “اذا لم تكن هذه حربا اهلية، فلا ادري ما هي الحرب الاهلية” بعد الاشارة الى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع احد طرفي النزاع، مضيفا “هذه الحرب الاهلية يجب ان تنتهي”.
وكانت روسيا ساندت دعوة الابراهيمي الى الجيش السوري ومسلحي المعارضة لوقف المعارك خلال عيد الاضحى.
ويشار إلى أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض لوقف مشاريع قرارات تهدد بتحرك ضد نظام الرئيس السوري.
وفي الوقت نفسه نفت بكين بشكل قاطع اعتماد موقف مؤيد لنظام دمشق وضد المعارضة، مؤكدة انها تنشط من اجل حل مقبول من كافة الاطراف. في المقابل تتهم بكين الدول الغربية بتقويض اي حل سياسي لهذا النزاع.
قطر ترد على الابراهيمي: ما يحصل ‘حرب إبادة’ برخصة دولية
دمشق تحمل تركيا ودول الخليج مسؤولية استمرار ‘نزف الدم’
مقاتلة تقصف حيا في دمشق واغتيال لواء في القوات الجوية
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: شن الطيران الحربي الثلاثاء غارة هي الاولى له على أحد احياء العاصمة دمشق منذ بدء استخدامه في النزاع بين نظام الرئيس بشار الاسد ومعارضيه، كما سجل اغتيال ضابط كبير من اعضاء قيادة اركان القوات الجوية.
تزامنا، حملت دمشق تركيا ودولا خليجية مسؤولية استمرار الازمة في سورية، بعد رفض انقرة اقتراحا روسيا بالحوار مع دمشق، انطلاقا من استمرار نظام الرئيس بشار الاسد في ‘قتل شعبه’ خلال الهدنة المعلنة في عطلة عيد الاضحى، حسب قول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.
وفي وقت يزور موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة الى سورية الاخضر الابراهيمي بكين الثلاثاء في اطار سعيه الى ايجاد حل لأزمة تتجه ‘من سيىء الى اسوأ’ بحسب قوله، برز الى العلن جدل بينه وبين قطر التي رفضت وصف الابراهيمي للوضع السوري بانه ‘حرب اهلية’، مؤكدة انه بالاحرى ‘حرب ابادة’ من نظام على شعبه.
ورد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الثلاثاء على الابراهيمي، معتبرا ان ‘ما يجري في سورية ليس حربا اهلية ولكن حرب ابادة اعطيت لها رخصة اولا من الحكومة السورية وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن’.
وردت دمشق في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، على رفض انقرة دعوة روسية للحوار، محملة تركيا ودولا خليجية مسؤولية استمرار ‘نزف الدم السوري’، وداعية انقرة الى ‘مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض’، بدلا من ‘استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سورية’.
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اكد ان بلاده لن تتحاور مع دمشق لان ‘لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الاضحى’، وان خطوة كهذه من شأنها ان تعطي ‘شرعية للنظام القائم’.
وكانت روسيا دعت الاثنين على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الدول المجاورة لسورية للتحاور معها لانهاء الأزمة، تزامنا مع تحذير الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي من موسكو، من وضع يزداد سوءا في سورية.
ميدانيا، شنت طائرة حربية غارة على حي جوبر في شرق دمشق هي الاولى من نوعها على العاصمة، بحسب ما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان. وسبق للنظام ان استخدم مروحيات عسكرية في قصف العاصمة.
وألقت الطائرة اربع قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق والمحاذي لبلدة زملكا في ضواحي دمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.
وافادت صحافية في وكالة فرانس برس في العاصمة السورية ان صوت انفجار قوي سمع في كل انحاء دمشق.
كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على مناطق سورية مختلفة الثلاثاء، منها حي الحجارية في مدينة دوما بريف دمشق ادت الى ‘دمار هائل في المنطقة’، وبلدتا عربين وزملكا ومحيطهما في الريف الدمشقي، بحسب المرصد.
كما استهدف الطيران محافظة إدلب (شمال غرب) لا سيما مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ومحيطها، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الغارات تركزت على ‘محيط المشفى الوطني’ في المدينة.
ومع تزايد استخدام النظام السوري للطيران الحربي في الايام الاخيرة وغداة يوم شهد ‘اعنف الغارات’ على مناطق عدة، كشف الثلاثاء عن اغتيال اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين في شمال العاصمة السورية، وهو احد ‘افضل الخبرات في مجال الطيران’، بحسب التلفزيون الرسمي السوري الذي اذاع النبأ في شريط عاجل.
وابلغ مصدر امني في دمشق وكالة فرانس برس ان اللواء ‘عضو في قيادة الاركان الجوية’، وتعرض لاطلاق نار ليل الاثنين بعيد خروجه من منزل احد اصدقائه.
واتهم التلفزيون ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ باغتيال الخالدي ‘في اطار استهدافها للكوادر الوطنية والعلمية’.
من جهتها، تبنت ‘كتيبة شهداء ركن الدين’ التابعة للواء الاول بدمشق في الجيش السوري الحر، في بيان على صفحتها على موقع ‘فيسبوك’، اغتيال الخالدي ‘المسؤول عن التدريب الجوي بأمرية الطيران، والرقيب الاول احمد عبد الحق من فرع المخابرات الجوية’.
في غضون ذلك، شهدت مناطق سورية عدة اعمال عنف الثلاثاء ادت الى مقتل 43 شخصا، بحسب المرصد.
وشهدت بعض احياء مدينة حلب (شمال) اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، بحسب ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن سكان في المنطقة، علما انها ليست المرة الاولى التي يحاول فيها المعارضون التقدم نحو الثكنة.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر، والذي يعد الاكبر في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر).
وكانت العاصمة السورية شهدت دخول العامل الفلسطيني على خط الاشتباكات بين النظام ومعارضين، بعدما سجلت بعد منتصف الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين للنظام وفلسطينيين موالين له في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
واوضح المرصد ان الاشتباكات اندلعت اولا في حي الحجر الاسود (جنوب) بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم امتدت الى مخيم اليرموك ‘حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام’.
وافاد المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية-القيادة العامة انور رجا لوكالة فرانس برس ان ‘جماعة من المسلحين الارهابيين حاولوا التسلل فجر الثلاثاء عند الساعة 2.30 (0.30 ت غ) الى مخيم اليرموك’، تصدت لها ‘اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم’ الاكبر في سورية من حيث ارقام اللاجئين المسجلة لدى الامم المتحدة والبالغة 148500.
وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة الاردنية الثلاثاء 61 سوريا كانوا في ثلاث شاحنات بالقرب من مدينة معان الجنوبية التي تعد معقلا للاسلاميين.
بشار الاسد افضل لامريكا واسرائيل
صحف عبرية
كان التصور الرائج في الاشهر الاولى من ‘الربيع العربي’ ان هذه التطورات تنشئ بيئة شرق اوسط أصعب وأعقد على الولايات المتحدة واسرائيل مما كانت من قبل وأنهما هما الخاسرتان الرئيسيتان من هذا المسار وتخسران أملاكا مركزية وتأثيرا في العالم العربي. وفي حالة اسرائيل يُترجم الواقع الجديد ايضا الى تهديدات أمنية جديدة منها الخوف على مصير اتفاقات السلام مع مصر والاردن واضطراب الامور في سيناء الذي جعل هذه الحدود الطويلة مركز احتكاك أمني. ويبدو في نفس الوقت ان الرابحين هم المعارضون المتطرفون للولايات المتحدة واسرائيل. ومع ذلك يبدو بعد أكثر من سنة ان الواقع الناشيء في الشرق الاوسط العربي أشد تعقيدا وان تحديد الرابحين والخاسرين ليس سهلا جدا.
في المرحلة الاولى من الربيع العربي كان هناك ميل ايضا في اسرائيل على الأقل الى النظر الى التطورات في الأساس بعدسة الصراع بين المحورين الرئيسين في الشرق الاوسط، المحور المتطرف أو محور المقاومة بقيادة ايران ومحور الدول العربية البراغماتية بقيادة مصر والسعودية. وكان الافتراض ان سقوط ادارات كادارة مبارك في مصر يُضعف محور الدول البراغماتية ويقوي المحور الآخر ولا اعتراض على ان سقوط نظام مبارك والاضرار باستقرار نظم اخرى كالنظام الاردني، كانت في نطاق تأثير الولايات المتحدة حافظت على استقرار وعلى علاقات مع اسرائيل وأيدت السلام مع اسرائيل، أضرا بمكانة الولايات المتحدة واسرائيل. وليس عدم الاستقرار المزمن في أعقاب الهبات الشعبية على نظم الحكم وصعوبات الانتقال الى الوضع الجديد جيدة للغرب واسرائيل في الأمدين القصير والمتوسط. ان الميزان الجديد في واقع الامر الذي هو في طور النشوء أكثر تعقيدا وليس ذا معنى واحد. اولا، نشأ في السنين الاخيرة الى جانب الصراع بين هذين المحورين تنافس بين اللاعبتين الصاعدتين غير العربيتين، ايران وتركيا. وقد أبرز الربيع العربي هذا التنافس فوق السطح وزاده حدة. ويتنافس نموذج ايران ونموذج تركيا في نفوس الجماهير العربية التي تمردت على حكامها. والنموذج التركي في هذا التنافس ينتصر بصورة واضحة، وقد انشأ الربيع العربي ايضا مصلحة لتركيا وللولايات المتحدة في تعزيز التعاون بينهما. ومن المنطقي ايضا ان نفترض ان الحكومات الجديدة برئاسة احزاب اسلامية فازت في الانتخابات ستطمح الى ان تشبه النموذج التركي أكثر. ويبدو ايضا ان هذه الحكومات ستطمح الى ان تظل متصلة بالعالم الغربي الذي تتصل به اتصالا اقتصاديا. وينبع من ذلك استنتاجان، الاول ان أهمية تركيا باعتبارها لاعبة ذات تأثير اقليمي تزداد في مقابل ايران. لكن تركيا خسرت في الأمد القصير أملاكا واستثمارات كالعلاقات التي نشأت بالرئيس بشار الاسد والعلاقات الاقتصادية بليبيا، لكنها كيّفت نفسها سريعا وستعيد لنفسها كما يبدو أملاكها بل أكثر منها. والاستنتاج الثاني هو ان التنبؤ بموت التأثير الغربي ولا سيما تأثير الولايات المتحدة في الشرق الاوسط كانت سابقة لأوانها جدا. ان وجوه المتمردين والمحتجين في الدول العربية تتجه الى الغرب والولايات المتحدة على أمل ان يساعداهم بتدخل عسكري احيانا ايضا كما في ليبيا، وقيمهم هي القيم الغربية، لكن الاحزاب الاسلامية تفوز في الانتخابات لكنها تضطر ايضا الى ان تتبنى غير مختارة أو مختارة احيانا القيم التي يؤيدها المحتجون (شباب الثورة).
وثانيا، وفي الواقع الجديد خاصة الذي توجد فيه جوانب شديدة على الولايات المتحدة واسرائيل، يوجد ايضا احتمال تغييرات في نظام القوى في العالم العربي معناها ايجابي للولايات المتحدة واسرائيل. والمثال البارز سوريا التي تهدد الهبة الشعبية فيها نظام الاسد. فاذا سقط النظام فستسقط دعامة من دعائم المحور المتطرف بقيادة ايران. ان النظام الجديد قد يكون معاديا لاسرائيل ايضا لكنه على الأقل لن يتعاون مع ايران وحزب الله اللذين هما حليفين للنظام القديم. واذا لم يسقط النظام ايضا فسيكون تحديا أقل للولايات المتحدة واسرائيل لأنه سيكون ضعيفا، ولهذا ستكون مجابهته أسهل. ومع ذلك كلما استمرت الازمة في سوريا ازداد الشعور بالاغتراب بين ايران وحليفاتها وبين الشارع العربي لأن ايران تُرى شريكة لنظم القمع وأنها في الجانب غير الصحيح للتاريخ. وهذا الوضع بعيد جدا عن الوضع السابق الذي تمتعت فيه ايران بتأييد واسع في الشارع العربي وكانت تُرى أنها تقود الموجة الصاعدة في الشرق الاوسط.
وثالثا يؤثر الربيع العربي ايضا على وضع وسلوك لاعبات عربيات اخرى. فقد هبت السعودية ودول الخليج المحافظة الاخرى من جهة للعمل. وحكامها يُصرفون سياسة أكثر حزما مما كانت في الماضي واشتدت حدة التوجه المعادي لايران في سياستها لخشيتها من ان تتآمر ايران في ساحاتها الداخلية. وأصبحت مصر من جهة اخرى التي يسود الاضطراب ساحتها الداخلية، أصبحت لاعبة أهم في الساحة الاقليمية، ومن المتناقض منطقيا ان ضعفها الداخلي لا يُترجم الى ضعف خارجي. وسبب ذلك هو ان الصراع في الشرق الاوسط بين عوامل القوة المختلفة هو صراع بين أفكار ايضا. وقد نبع ضعف مصر الخارجي في العقود الاخيرة في الجملة في هذه السنين من الركود الحكومي، من الفراغ الفكري ايضا، ولم يكن لها أي رسالة تروجها بين الجمهور في الدول العربية، والآن بعد اسقاط النظام أصبحت مصر هي بشرى الديمقراطية مع مشاركة احزاب اسلامية. والعالم العربي يرى مصر نموذجا ما لم يخب هذا الحلم. فليس مفاجئا ان أصبح لمصر فجأة وزن أكبر في الساحة الفلسطينية وهي وسيطة أشد تأثيرا في المصالحة بين فتح وحماس، وقد تتوسط ايضا في صفقة أسرى بين اسرائيل وحماس. وليس مفاجئا اذا ان تزيد أهمية الجامعة العربية التي كانت دائما مركز قوة مصر. وللربيع العربي تأثير كبير ايضا في اللاعبات الفلسطينيات. ان حركة حماس شعرت بعدم ارتياح شديد حينما وجدت نفسها في الجانب غير الصحيح مع سوريا وايران. وتشتغل الحركة الآن بوضعها من جديد وتبحث عن راعيتين جديدتين هما مصر والسعودية. ويأمل قادة الحركة ان تساعدهم سيطرة احزاب اسلامية على الحكومات الجديدة في دول كمصر، ودفعها هذا الوضع ايضا الى مصالحة فتح. ونقول تلخيصا ان في الواقع الجديد أسسا لتقوية تأثير الغرب وقدرته على المداورة واضعاف ايران وحليفاتها. لكن في أعقاب فوز الاحزاب الاسلامية في الانتخابات وعدم اليقين في شأن صبغة النظم التي ستشارك فيها في المستقبل قد يتغير ميزان الربح والخسارة في المنطقة.
شلومو بروم
‘ معهد ابحاث الامن القومي
الناشطون السوريون السلميون يجهدون لاسماع صوتهم وسط لغة المدافع والقتل
بيروت ـ ا ف ب: يجهد الناشطون السلميون في سورياة الذين كانوا في اساس انطلاق الثورة ضد الرئيس السوري بشار الاسد من اجل اسماع صوتهم في بلد باتت تطغى عليه اصوات المدافع ولغة القتل والدمار.
ورغم ان الثورة التي اطلقوها تحولت نزاعا مسلحا داميا، يعتقد كثيرون انه ما زال ثمة مكان للنشاط السلمي في سورية التي يمزقها النزاع منذ اكثر من سنة ونصف سنة.
ويقول محمد قريطم (33 عاما) وهو ناشط في مدينة داريا جنوب غرب دمشق ‘اطلقنا الثورة لنخلص النظام من العنف، ليس فقط لاسقاط الاسد’.
ويضيف لوكالة فرانس برس في اتصال عبر سكايب ‘(ثورتنا) هي انتفاضة مبادىء’.
وشهدت داريا التي تعد قلب النشاط غير العنفي في سورية، مجزرة هي الاسوأ في النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهرا، مع مقتل اكثر من 500 شخص نهاية شهر آب (اغسطس) الماضي، بحسب ناشطين.
لكن بعد نحو شهرين على المجزرة، يقول الناشطون انهم مستمرون في الروح السلمية لثورات ‘الربيع العربي’ التي اسقطت نظامي الحكم في تونس ومصر، والهمت الثائرين في سورية.
وفي صور حصلت عليها فرانس برس، رفعت في داريا لافتات تحض على استمرار الحراك السلمي، ومنها ‘كن انت الثورة’، ‘حرية، عدالة، كرامة’، و’لا تحزن ان الله معنا’.
ويحمل قريطم الاسد مسؤولية دفع المقاتلين المعارضين الى حمل السلاح. ويشير الى انه، ورغم تفهمه الاسباب التي دفعت بالكثيرين الى السير على درب العنف، ما زال مؤمنا بالمقاومة السلمية.
ويقول ‘فقدت عددا من اقاربي في المجزرة، لكن الثأر لن يساعدني على اعادتهم’.
ورغم العنف الذي يلف البلاد، يؤكد الناشطون ان الآلاف من السوريين مستمرون في النزول الى الشارع كل يوم جمعة للتظاهر، من البلدات الصغيرة في الارياف الى المدن الرئيسية التي تشهد معارك شبه يومية.
ويشير قريطم الى ان الناشطين لا ينظمون التظاهرات فحسب ‘بل نعمل ايضا مع الاطفال الذين عانوا من العنف، ونقدم دعما لعائلات المعتقلين وننشر الصحف الثورية’.
ويعتقد البعض ان النشاط السلمي يمثل تهديدا اكبر للنظام من القتال المسلح، لانه يتمتع بالقدرة على تغيير المجتمع ككل وليس الحكم فحسب.
ويقول شادي ابو كرم، الناشط البالغ من العمر 26 عاما والذي غادر سورية بضغط من النظام، انه ‘في ثورة معسكرة يتم تبادل السلاح بالسلاح، لكن في الانتفاضة السلمية نحظى بفرصة افضل بكثير للحصول على الديمقراطية… وهذا ما سيدفع الناس للوقوف الى جانبنا’.
ويعد ابو كرم احد المنتقدين بشدة لتجاوزات حقوق الانسان التي يرتكبها الجيش السوري الحر. ويقول في لقاء مع وكالة فرانس برس في بيروت ‘عندما تطلق النار، لا يبقى لديك وقت للتفكير باي نمط من الديموقراطية تريد. كل ما يهمك في حينه هو القتل’.
وبعد مقتل اكثر من 35 الف شخص في النزاع، يبدي الكثيرون قلقا على مستقبل البلاد بعد ثورة مسلحة.
ويعتقد معارض سوري يبلغ من العمر 31 عاما يقدم نفسه باسم ‘موسى’، بان النظام ‘سيسقط. الامر مسألة وقت ليس اكثر. لكنني قلق على مصير سورية’.
ويضيف خلال لقاء معه في بيروت ‘الآن الجميع في سورية مسلحون، والاسلحة تبرز اسوأ ما في الناس’.
ومع الابتسامة التي يطبعها على محياه استذكار البداية السلمية للاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس الاسد منتصف آذار (مارس) 2011، يقول موسى ‘السلاح والسلطة يسببان الادمان’.
رغم ذلك، يقر عدد من الناشطين انهم لا يملكون خيارا سوى التعامل مع المجموعات المسلحة، رغم انهم يحبذون التحرك السلمي.
وبحسب ناشط في حماة (وسط) يقدم نفسه باسم ‘ابو غازي’، ‘ثمة تناقضات كثيرة في انتفاضة سورية’. ويشير على سبيل المثال، الى حاجة العاملين على توفير المساعدات الانسانية للعائلات المهجرة، والى التنسيق مع المقاتلين المعارضين للتنقل في سورية.
ويضيف ‘اصبحت الثورة معسكرة لان الجيش كان عنيفا جدا ضد متظاهرين سلميين، ما دفع ضباطا وجنودا الى الانشقاق، مدفوعين من ضمائرهم. من المفارقة القول ان نشاطنا السلمي هو الذي ساهم في زيادة التمرد’.
وكلما استمر القتل، سيصبح من الصعب عودة السلام الى سورية في حال سقوط النظام، بحسب ابو غازي الذي يقول ‘هذه ليست ثورة انبياء او ملائكة. نحن بشر ايضا’.
معارك الاكراد مع المتمردين العرب تفتح جبهة جديدة في سوريا
أ. ف. ب.
تستمر المعارك بين الأكراد المتمردين العرب في سوريا، في محيط بعض القرى الكردية القريبة من الحدود التركية، حيث بات الثوار يعتبرون حزب العمال الكردستاني عدواً أساسيا لهم.
أعزاز: قتل محمد حفار بالرصاص فيما كان يحاول اغاثة شقيقه فيصل على اثر اصابته اصابة قاتلة لدى تجدد المعارك بين مقاتلي المعارضة وميليشيات كردية في سوريا في محيط قرية يازي باغ الكردية القريبة من الحدود التركية.
ولقي اربعة متمردين حتفهم في تلك المواجهات التي تندلع للمرة الثانية خلال ثماني واربعين ساعة قرب قرية يازي باع، كما ذكر مقاتلون متمردون التقتهم مراسلة وكالة فرانس برس في معقلهم بأعزاز.
وقد احتشد امام منزل آل حفار مقاتلون بلباس القتال مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف، وحملوا جثة محمد عبر شوارع تناثرت فيها القمامة، حتى المدافن.
وحرص مصابون على عكازاتهم في الموكب على ان يلقوا النظرة الاخيرة على رفيقهم الراحل.
ومنهم فهد (20 عاما) الذي اصيب كما قال في المعارك ضد القوات الحكومية في مدينة حلب (شمال).
وبينما كان فهد مسترخيا على كرسي من البلاستيك امام منزل آل حفار، قال بغضب “العدو في الوقت الحاضر هو حزب العمال الكردستاني، انهم كلاب الاسد” (بشار الاسد، الرئيس السوري). واضاف “عندما يقتلوننا نقتلهم”.
ويوافق ابو صبري على هذا الكلام.
وهدد ابو صبري (28 عاما) بالقول “سنعاقبهم. ولا اقول اننا سنعاقبهم الان، لكن في وقت قريب، وسترون”.
وقد اشتدت حدة التوتر بين عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، متمردون اكراد اتراك، يسار علماني) الذين يتهمهم المتمردون بأنهم اتباع النظام، والمتمردين السنة الذين غالبا ما يؤكدون انهم يريدون نظاما اسلاميا.
واندلعت معارك بين العرب والاكراد الجمعة في حلب واسفرت عن 30 قتيلا.
وقال ابو شعبان (50 عاما) الذي يمتلك محلا لمقاعد السيارات ويعرف محمد حفار منذ فترة طويلة “كان مثل ابني”.
وعلى غرار معظم السكان، يقول انه لم يواجه مشاكل مع الاكراد الذين يتعايش معهم. وردا على سؤال عما تغير قال انه لا يعرف ويفضل الا يتحدث في هذا الموضوع.
ومنذ اندلاع الحرب، حرص الاكراد على ان ينأوا بأنفسهم عن النزاع في شمال سوريا.
ويقول الاكراد انهم منعوا المتمردين من الدخول بأسلحتهم مدينة عفرين وابرموا اتفاقا مع السلطات على انسحاب القوات الحكومية.
وقد انسحبت هذه القوات لكن مركزا لقوات الامن ما زال قائما مع صورة كبيرة للرئيس الاسد معلقة على واجهته.
ويؤكد متطرفو الجيش السوري الحر ان عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي ليسوا سوى شبيحة للنظام الذين سلحهم ودفع لهم واوكل اليهم مهمة صد المتمردين. ويقول مرشدون عرب يرافقون وكالة فرانس برس انهم باتوا لا يشعرون بالامان في القرى الكردية.
ويعتبر بيتر هارلينغ المحلل في انترناشونال كرايزيس غروب ان حزب الاتحاد الديموقراطي نجح في استغلال النزاع بتسببه في احتكاكات مع المعارضة المسلحة وخصوصا في منطقة الحدود التركية البالغة الاهمية.
وقال “ثمة كثير من التوتر بين المجموعات المسلحة للمعارضة في شأن طرق مرور السلاح. وادت سيطرة الاكراد على عدد كبير من المراكز الحدودية الى توترات ايضا مع الاكراد”.
واكد بيتر هارلينغ ان حزب الاتحاد الديموقراطي يريد البقاء على الحياد في النزاع، لكنه عازم على الاستفادة من الوضع ايا تكن النتيجة.
ويعيش 600 الف كردي في المنطقة الكائنة شمال حلب، وثمة خشية كبيرة من ان تمتد التوترات الطائفية الى المناطق الحدودية التركية التي انسحب منها الجيش.
وتضمر الاقلية الكردية (15% من اصل 23 مليون سوري) العداء لنظام بشار الاسد الذي قمعها، لكنها ترتاب من المعارضة التي تعتقد انها لا تريد الاعتراف بخصوصيتها.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “ثمة فراغ على الصعيد الامني في المناطق التي طرد المتمردون الجيش منها. بعض المقاتلين لا يسعون بتاتا لارساء الديموقراطية. انهم مجرد زعماء حرب يستفيدون من الفوضى”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/771014.html
الابراهيمي يحض الصين على لعب “دور نشط” في ازمة سوريا
أ. ف. ب.
بكين: اعرب الوسيط الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء في بكين عن امله في ان تلعب الصين “دورا نشطا” من اجل المساهمة في وقف العنف في هذا البلد، لدى لقائه وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لاجراء محادثات.
وقال الابراهيمي متحدثا الى الصحافيين في وزارة الخارجية بحضور يانغ جيشي، انه يامل ان “تتمكن الصين من لعب دور نشط في ايجاد حل للاحداث في سوريا”، بدون اضافة اي تفاصيل اخرى.
من جهته شكر يانغ الابراهيمي على العمل الذي يقوم به مبديا امله بان تدفع محادثاتهما وهي الثالثة خلال شهرين في اتجاه “تفاهم متبادل” و”معالجة ملائمة لملف السوري”.
وتتحفظ الصين على اي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
واستخدمت الصين وروسيا حق الفيتو لوقف قرارات في مجلس الامن تهدف الى الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف في هذا البلد.
واكد يانغ مجددا هذا الموقف على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي في نيويورك معتبرا ان “الحوار السياسي هو الوسيلة الوحيدة الصحيحة لمعالجة هذه المسالة”.
وقال ان اي انتقال سياسي يجب ان يقوده الشعب السوري وليس ان تفرضه قوى خارجية.
كما التقى يانغ بثينة شعبان المبعوثة الخاصة للرئيس السوري في اب/اغسطس واستقبل وفدا عن المعارضة في الشهر التالي، وشدد في اللقاءين على اهمية الحوار، وفق ما افادت وزارة الخارجية على موقعها الالكتروني.
وحذر وزير الخارجية المعارضة من اي عملية انتقالية بقيادة قوى خارجية، فيما قال لبثينة شعبان ان على طرفي النزاع التجاوب مع جهود الوساطة الدولية.
ويقول محللون ان تمنع الصين عن دعم تحرك في سوريا ناجم عن استيائها من التدخل العسكري الغربي في ليبيا خلال الثورة العام الماضي، ما ادى الى اطاحة الزعيم معمر القذافي.
ولم تمارس الصين حق النقض ضد قرار في مجلس الامن في اذار/مارس 2011 اجاز لاحقا التدخل عسكريا في ليبيا، غير انها عارضت العملية العسكرية معتبرة انها تخطت التفويض الدولي.
ومن المتوقع ان يقدم الابراهيمي الذي خلف الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان بعدما تخلى عن مهمته في سوريا منددا بعدم حصوله على دعم دولي، اقتراحات جديدة لتسوية النزاع في سوريا الشهر المقبل في مجلس الامن.
ووصل الى الصين قادما من موسكو حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين وحذر عقب اللقاء من ان الوضع في سوريا يسير “من سيء الى اسوأ” معبرا عن خيبة امله لفشل الهدنة التي دعا اليها خلال ايام عيد الاضحى الاربعة.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف “لقد قلت سابقا واكرر ان الازمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيء الى اسوأ”.
واضاف “اذا لم تكن هذه حربا اهلية، فلا ادري ما هي الحرب الاهلية” بعد الاشارة الى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع احد طرفي النزاع، مضيفا “هذه الحرب الاهلية يجب ان تنتهي”.
وكانت روسيا ساندت دعوة الابراهيمي الى الجيش السوري ومسلحي المعارضة لوقف المعارك خلال عيد الاضحى.
وفي الوقت نفسه نفت بكين بشكل قاطع اعتماد موقف مؤيد لنظام دمشق وضد المعارضة، مؤكدة انها تنشط من اجل حل مقبول من كافة الاطراف. في المقابل تتهم بكين الدول الغربية بتقويض اي حل سياسي لهذا النزاع.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/771008.html
اشتباكات ليلية في مخيم اليرموك بين مقاتلين من «الجيش الحر» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»
الحمود لــ«الشرق الأوسط»: النظام يسلح مناصري جبريل منذ بدء الثورة بعدما كان ممنوعا حمل السلاح
بيروت: ليال أبو رحال
شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق اشتباكات عنيفة وقعت بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، بين عناصر من «الجيش السوري الحر» وفلسطينيين موالين للنظام السوري، قال معارضون إنهم ينتمون لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة»، برئاسة أحمد جبريل. وتأتي هذه الاشتباكات بعد جولة أولى تخللها اشتباكات مماثلة خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، تدخل فيها مقاتلو جبريل في المعارك، وتخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور، أوقع عددا من القتلى.
وفي حين أفادت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» بأن «الاشتباكات العنيفة بين جيش التحرير الفلسطيني والجيش الحر وقعت في حيي القدم وشارع الثلاثين بمخيم اليرموك، بعد اختطاف جيش التحرير جرحى والإبلاغ عنهم»، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «المعارك اندلعت أولا في حي الحجر الأسود جنوب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم امتدت إلى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود».
وقال المرصد إن «مقاتلين من (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة) دخلوا على خط القتال إلى جانب جيش النظام»، لافتا إلى أن «حدة الاشتباكات تراجعت فجرا». أما «الهيئة العامة للثورة السورية» فقد وصفت الاشتباكات بأنها «كانت عنيفة»، وأوضحت أنها «تركزت في محيط مبنى الخالصة في شارع الـ15 وفي شارع الثلاثين»، متحدثة عن «استقدام تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات إلى المخيم لمساندة قوات القيادة العامة».
من ناحيته، قال أحد القياديين في لجان التنسيق المحلية في سوريا لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعات من (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة) تقوم، منذ قرابة الأسبوعين، باستفزاز سكان مخيم اليرموك بسبب موقفهم الداعم للثورة السورية، لكن المواجهات وقعت بعد إقدام عناصر من الجبهة الشعبية بمؤازرة قوات الأمن السورية وعناصر الشبيحة لاختطاف عدد من الجرحى كانوا يخضعون للعلاج في مشفى فلسطين داخل المخيم».
وأشار إلى أن هذه الواقعة «أشاعت حالة من التوتر في المخيم»، مذكرا بصدور «تحذيرات في وقت سابق من قيادات المعارضة من خطورة انحياز بعض الفصائل الفلسطينية للنظام السوري ومساندته في قمع الثورة».
واعتبر أن «النظام لا يتوانى عن محاولة جر الفلسطينيين إلى صدامات مع الثوار السوريين، بما يشكل خطرا على وجودهم في سوريا».
في المقابل، أشار المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة، أنور رجا إلى أن «جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل فجرا عند الساعة الثانية والنصف فجرا إلى مخيم اليرموك، مقبلين من محيط الحجر الأسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم بالتصدي للمجموعة».
وقال رجا، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاشتباكات استمرت لنحو ساعة من دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو إصابات»، متهما «أطرافا من المعارضة السورية المسلحة بأنها ترغب بجر المخيمات الفلسطينية إلى دهاليز الأزمة الداخلية السورية».
تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري كان يحظر على الفلسطينيين في سوريا حمل السلاح بشكل قاطع، سواء كأفراد أو كفصائل فلسطينية، قبل بدء الثورة الشعبية ضده، منتصف شهر مارس (آذار) 2011. ويقول نائب رئيس الأركان في «الجيش السوري الحر» العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» في هذا الإطار إن «النظام السوري لم يكن يسمح بأي ظهور مسلح للفلسطينيين داخل المخيمات أو خارجها، ولم يكن مسموحا لأي فلسطيني حمل السلاح، باستثناء المنضوين في القطعتين العسكريتين لواء صلاح الدين ولواء أجنادين، المؤلفين من عناصر فلسطينية بالكامل (يخضع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا للتجنيد الإجباري)».
واتهم الحمود «النظام السوري بقيامه بتسليح بعض الفصائل الفلسطينية الموالية له منذ بداية الثورة، على غرار ما فعل مع الطائفة العلوية وبعض الشبيحة».
ويضيف: «يحاول النظام باستمرار زج الفلسطينيين في الصراع القائم بينه وبين شعبه، وقام بتسليح بعض الفصائل؛ وتحديدا الجبهة الشعبية الموجودة في مخيم اليرموك»، معتبرا أن «الجبهة الشعبية هي من صنيعة النظام السوري وتعمل ضمن أجندته».
وذكر الحمود «أننا منذ اليوم الأول تمنينا على كل الفلسطينيين المقيمين في سوريا والفصائل الفلسطينية ألا يتدخلوا في الشأن السوري ويبقوا بمنأى عما يحصل، وطالبناهم بألا يتحولوا إلى شبيحة إعلاميين، كأحمد جبريل وأنور رجا، أو إلى شبيحة على الأرض، كما هو حال أتباعهم». وقال: «لاحظنا كيف أن حركة حماس آلت على نفسها أن تخرج من عباءة النظام السوري وتتعامل مع سوريا الشعب لا النظام، في حين أن ثمة فصائل أخرى فضلت الارتباط بالنظام على حساب الشعب»، مشددا على أن «نهايتها ستكون قريبة مع نهاية النظام الزائل».
ويعد مخيم اليرموك الأكبر في سوريا من حيث عدد سكانه المسجلين لدى الأمم المتحدة والبالغ 148500، وقد قصدته عائلات سورية عدة هربا من القصف الذي طال أحياءها، بمقابل نزوح فلسطيني منه لاحقا بعد قصفه مرارا من قبل قوات الأمن السورية وتضييق الخناق على مداخله، خصوصا أنه يقع إلى جانب مجموعة من الأحياء الثائرة جنوب دمشق.
وسبق للمجلس الوطني السوري أن أعلن مخيم اليرموك والأحياء الملاصقة، كالحجر الأسود والعسالي والقدم والتضامن، مناطق منكوبة في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، مطالبا «العالم العمل على وقف القصف فورا، والسماح بدخول الصليب الأحمر وإسعاف الجرحى من المنطقة».
النظام يقصف دمشق بالـ«ميغ» للمرة الأولى.. واغتيال عضو في قيادة الأركان الجوية
ناشطون: الوضع مأساوي في دوما.. والمرصد: غارات مركزة على محيط مشفى معرة النعمان
بيروت: بولا أسطيح
قصف الطيران الحربي السوري في سابقة أولى منذ اندلاع الأحداث في سوريا يوم أمس دمشق بطائرات الـ«ميغ»، ملقيا 4 قنابل على حي جوبر شرق العاصمة السورية، بينما أعلن التلفزيون الرسمي السوري عن «مقتل عضو في قيادة الأركان الجوية، اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق، على يد مجموعة إرهابية مسلحة»، بينما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط نحو 113 قتيلا، في حصيلة أولية، غالبيتهم في إدلب ودمشق وريفها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرة الحربية ألقت 4 قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق، والمحاذي لبلدة زملكا في ضاحية العاصمة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بسماع صوت انفجار قوي في كل أنحاء دمشق.
وكان القصف قد طال ليل الاثنين مواقع في العاصمة دمشق، وتحدث السكان عن غارات جوية مكثفة على ضواحي القابون وزملكا وعربين، وقالوا إنها كانت الأعنف منذ قصفت الطائرات والمروحيات للمرة الأولى مناطق مؤيدة للمعارضة بالعاصمة السورية، في أغسطس (آب) الماضي.
في غضون ذلك، أعلن التلفزيون الرسمي السوري «مقتل اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق، على يد مجموعة إرهابية مسلحة».
وقال التلفزيون إن الخالدي، وهو عضو في قيادة الأركان الجوية، «تعرّض لإطلاق نار ليل الاثنين أثناء خروجه من منزل أحد أصدقائه في حي ركن الدين، حيث كان يقوم بزيارة اجتماعية، مما أدى إلى مقتله».
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بحدوث غارة على مدينة دوما في ريف دمشق أحدثت «دمارا هائلا في نحو 20 منزلا»، وأوقعت كثيرا من القتلى والجرحى. وقال الناشط أبو محمد من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع في مدينة دوما مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فمعظم المشافي والصيدليات في المدينة أغلقت أبوابها لغياب الكادر الطبي والأدوية المطلوبة، فيما القصف بالهاون مركز بقوة على ساحة المجاهدين ومحيطها وجامع طه ومحيطه وساحة جامع الكبير ومحيطه، بالإضافة لمنطقة البلدية التي شهدت دمارا مرعبا، ولا يزال الهاون يتساقط فيها مخلفا دمارا هائلا والعشرات من القتلى».
وقال المرصد إن 5 أشخاص على الأقل، بينهم سيدة، قتلوا، وأصيب أكثر من 20 بجروح، إثر قصف من قبل القوات النظامية تعرضت له بلدة بيت سوا. وتعرض حي الحجارية في مدينة دوما في ريف دمشق لقصف من طائرة حربية «أسفر عن دمار هائل في المنطقة»، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.
وأشار المرصد إلى أن قصفا مدفعيا استهدف «مبنى في البرج الطبي الذي ما زال قيد الإنشاء، والذي سيطر عليه مقاتلون معارضون قبل أيام، بعدما كان مركزا للقوات النظامية خلال الأشهر الماضية».
كما تعرضت بلدتا عربين وزملكا ومحيطهما في الريف الدمشقي لقصف من طائرات حربية.
وانتشر على موقع «يوتيوب» فيديو يظهر آثار الدمار الهائل اللاحق بمعمل تصنيع مادة «البلاستيك» في منطقة الرشيدية في حزة في ريف دمشق.
وشن الطيران الحربي غارات على محافظة إدلب؛ فقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال جراء الغارات على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ومحيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن الغارات تركزت على «محيط المشفى الوطني» في المدينة.
وترافق القصف مع اشتباكات عند مدخل المدينة، ومعارك متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف القريب والمحاصر.
وقال الناطق باسم «شبكة شام» الإخبارية أحمد قدور إنه «لا تزال معظم مناطق إدلب وريفها تتعرض للقصف المستمر من قبل قوات النظام، التي نفذت اليوم (أمس) غارة جوية على قرية دير شرقي، في ريف معرة النعمان، ومحيط القرية حيث وجد النازحون»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام لا تزال مستمرة عند المدخل الجنوبي لمعرة النعمان». وأضاف أن بلدة سراقب في ريف إدلب، تعرضت ليل الاثنين لقصف عنيف من الحواجز المتمركز شرق أريحا، في ريف إدلب أيضا.
وشهدت بعض أحياء مدينة حلب اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن سكان في المنطقة.
وذكرت قناة «Yerkir» الأرمنية التلفزيونية أن «مسلحين تابعين للمعارضة السورية قاموا باعتراض حافلة مدنية، كانت متوجهة من حلب إلى بيروت، وخطفوا 10 أشخاص منه، بينهم 7 أرمن و3 مسيحيين عرب».
وبحسب المحطة، فقد هدد الخاطفون بقتل المخطوفين الـ10 في حال لم يتم إطلاق 150 من «زملائهم» في غضون 3 أيام.
وبالتزامن، أفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا بسقوط 5 جرحى، منهم الكاهن فرنسيس، جراء قصف دير الآباء اليسوعيين بـ«الهاون» في حمص القديمة، مشيرة إلى أن «الجيش الحر» نقل المصابين إلى المشفى الميداني في الحي.
كما أغار الطيران السوري على مواقع للمعارضين في محيط مدينة حمص في محاولة لفك الحصار الذي يفرضه المعارضون على معسكر تابع للجيش السوري في المنطقة.
وأسفرت هذه الغارات التي استهدفت قرية المباركية التي تبعد عن حمص بمسافة 6 كيلومترات، والتي يحاصر فيها المعارضون موقعا عسكريا حكوميا، عن مقتل اثنين من عناصر المعارضة وإصابة 10 بجروح.
وأعلن عضو هيئة الثورة، أبو رامي، عن تجدد القصف على حي دبر بعلبة من بعد منتصف ليل الاثنين في محاولة لاقتحام الحي، ليترافق ذلك مع اشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام. وشكلت مجموعة من الكتائب في محافظة درعا وريفها كتيبة جديد في المنطقة الجنوبية في سهل حوران بدرعا أطلقت على نفسها اسم «لواء المعتز بالله»، بحسب ما أظهر مقطع فيديو على موقع «يوتيوب».
مظاهرات عارمة في كوباني ضد الاقتتال الكردي ـ الكردي
قوات البيشمركة في الموصل تضبط شاحنة إيرانية محملة بمواد متفجرة متجهة لسوريا
أربيل: شيرزاد شيخاني
في وقت شددت فيه قيادة حزب العمال الكردستاني (المعارض لتركيا) على أنها سوف تتدخل عسكريا في حال تعرض الأكراد السوريين لاعتداءات من قبل من وصفتهم بأعداء الشعب الكردي، اتخذ مسار الأحداث في المناطق الكردية السورية خلال اليومين الماضيين منحى آخر، وذلك بقيام عناصر محسوبة على ذلك الحزب بالاعتداء على مقرات أحزاب كردية، مما ينبئ بحدوث اقتتال كردي – كردي في خضم الأزمة السورية الحالية.
وتضاربت تصريحات قيادات الأحزاب الكردية المتصارعة، التي حاولت «الشرق الأوسط» رصدها تعليقا على أحداث اليومين الماضيين، فالكل يلقي بالمسؤولية على الآخر، بينما لا تزال الأوضاع متوترة جدا بالداخل، مما يفتح الأبواب على خيارات قد لا تكون لصالح الثورة السورية.
والمفارقة الغريبة أن تصريحات الطرفين المتصارعين تتفق على أن ما يحصل هو تنفيذ لأجندات خارجية، ولكن التطورات الميدانية تؤشر إلى تفاقم الخلافات المرشحة لـ«الاصطدام المسلح» بين الأطراف الكردية، التي حاولت منذ تفجر الثورة الشعبية بسوريا أن تحافظ على حياديتها وسلمية مظاهراتها والامتناع عن المواجهة العسكرية المسلحة مع النظام الحاكم بدمشق. ففي أحدث تطور أعقب المصادمة بين عناصر تابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) ومجموعة من الأحزاب السياسية الكردية في مدينة كوباني بمحافظة حلب قبل يومين، خرجت أمس مظاهرة شعبية عارمة بالمدينة، شارك فيها نحو 20 ألف شخص حسب مصادر محلية، تندد بالقتال الكردي – الكردي، وتدعو إلى وحدة الموقف والخطاب الكردي، وتحذر من مغبة الانجرار إلى المخططات الهادفة إلى إحداث الحرب الداخلية بالمناطق الكردية.
وكان أكثر من 100 عنصر من «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي قد هاجموا قبل يومين مقرات تابعة لأربعة أحزاب كردية سورية بمدينة كوباني، وهي مقرات أحزاب «اليكيتي» الكردي، و«الديمقراطي التقدمي» و«الديمقراطي» الكردي و«آزادي» الكردي.. وقال عبد الباقي يوسف، عضو اللجنة السياسية لحزب «اليكيتي»، لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من مائة مسلح هاجموا مقراتنا، واعتلى عدد من القناصة المباني المجاورة وأطلقوا منها الرصاص نحونا، وأبلغوا الموجودين داخل تلك المقرات أن قائدا عسكريا في الحزب يبلغهم ضرورة إنزال علم الاستقلال الذي يستخدمه الجيش السوري الحر، لأن هذا الجيش يعمل ضد الشعب الكردي. ونجحوا فعلا في إرغام الموجودين هناك على إنزال العلم، ولكن في اليوم التالي تم رفع العلم مرة أخرى على اعتباره علما للثورة ورمزا للاستقلال السوري».
وبسؤاله عن تداعيات هذا الحدث على المستقبل الكردي، قال: «بالطبع، مثل هذه التصرفات تسيء إلى الشعب الكردي، وتلحق أفدح الأضرار بمسيرة الثورة الشعبية. ويبدو أن هؤلاء يعملون على تنفيذ أجندات إقليمية، وخاصة الأجندة الإيرانية التي تتلاقى مع مصلحة النظام الحاكم بدمشق، والتي تهدف إلى خلق الفوضى بالمناطق الكردية ونقل الحرب إليها لتحويل الأنظار عما يجري في ريف دمشق وحلب وغيرها من المناطق المتوترة».
وأشار يوسف إلى أن «هذا الحدث يتناقض تماما مع ما تم الاتفاق حوله بأربيل مع (حزب الاتحاد الديمقراطي)، الذي مثله مجلس شعب غرب كردستان الذي وقع مع المجلس الوطني الكردي اتفاقا يقضي بالتعاون ووحدة الخطاب وعدم الانجرار إلى الحرب الداخلية بين الكرد، وصدرت قرارات كثيرة عن الهيئة العليا لهذه الاتفاقية.. لكن، للأسف، جماعة (الاتحاد الديمقراطي) لا يلتزمون بها، مما ينبئ بحدوث مواجهات أخرى قد تكون أخطر مما حدث».
من جانبه، أشار القيادي بـ«الحزب الديمقراطي التقدمي» الكردي، علي شمدين، الذي تعرض مقر حزبه أيضا للاعتداء، إلى أن «المظاهرة هي خير رد شعبي على محاولات هذا الحزب فرض سيطرته، فبعمر مدينة كوباني لم تشهد المدينة مظاهرة بهذا الحجم الكبير، ما يعني أن الشعب، برمته، يرفض أي نوع من المصادمة والقتال بين الأحزاب الكردية، ونحن في الوقت الذي ندين فيه مثل هذه التصرفات الفردية من جماعة (الاتحاد الديمقراطي)، ندعوهم إلى وحدة الصف والموقف والالتزام الكامل بمقررات الهيئة العليا، التي تؤكد نبذ الخلافات.. فليس أمامنا خيار سوى وحدة الصف، لأن الوضع لا يحتمل قتالا أخويا، في وقت يمارس فيه النظام شتى أساليب القتل والإرهاب ضد شعبنا».
وتوجهت «الشرق الأوسط» إلى شيرزاد اليزيدي، الناطق الرسمي باسم مجلس شعب كردستان الذي يمثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، فقلل من شأن الحدث ومن تداعياته المستقبلية، مشيرا إلى أن «ما حدث كان تصرفا فرديا من بعض الشباب الطائش، ولا حاجة إلى تصعيد الموقف إلى هذه الدرجة». وأضاف أن «ما حصل جاء كرد فعل على المجزرة التي شهدتها منطقة الأشرفية بحلب وهجوم (الجيش الحر) على المناطق الكردية وقتل العشرات من الشباب الكردي دون وجه حق، شبابنا استفزوا من مناظر تلك الهجمات غير المبررة فهجموا على مقرات الأحزاب الكردية لإنزال العلم الذي يستخدمه (الجيش الحر)، وللأسف لم تصدر جميع هذه الأحزاب التي تحاول تضخيم هذا الحدث ولو بيان إدانة واحدا يندد بتلك الهجمات التي تستهدف مدنيين أكرادا».
وأكد اليزيدي: «نحن لا نعادي العلم السوري الجديد، باعتباره علم الاستقلال، ولكن ما حدث كان مجرد رد فعل من بعض عناصرنا ولا داعي لتضخيم الحدث». وأشار إلى أن «هناك استعدادات من (الجيش الحر) لشن هجوم كبير على مدينة عفرين، ويبدو أن هناك محاولة من بعض الأطراف لخلق الفتنة، من خلال إحداث صراع وقتال كردي – عربي، بعد أن نجحت بعض الأطراف الإقليمية في إحداث الصراع السني – العلوي، وعلى الأحزاب الكردية أن تحتاط لمثل هذه المحاولات، لا أن تجعل من مسألة العلم مشكلة كبيرة».
وفي سياق متصل، كشفت وسائل الإعلام التركية عن قيام قوات البيشمركة الكردية بضبط شاحنة إيرانية محملة بأطنان من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار بمدينة الموصل (شمال العراق)، كانت متجهة إلى سوريا لصالح النظام.
وأوردت صحيفة «أكشام» التركية أن «الجهات الاستخباراتية التركية زودت سلطات إقليم كردستان بمعلومات مؤكدة عن توجه شاحنة مليئة بالمتفجرات إلى سوريا عبر أراضي الإقليم»، وتمكنت السلطات «من ضبط الشاحنة داخل مدينة الموصل، وبعد تفتيشها تبين أنها تحمل أطنانا من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار، وعندما سألت سائق الشاحنة، أكد أنه كان متوجها نحو سوريا لنقل تلك المتفجرات».
قطر: ما يحدث في سوريا «حرب إبادة» برخصة دولية للقتل
هيغ: موسكو وبكين تحولان دون اتخاذ موقف دولي موحد.. وأوغلو: لا حوار مع نظام يسفك دماء شعبه
لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
بينما لا يزال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يسعى لحث الأطراف السورية على وقف العنف، قائلا إن «لا أحد محصن من المحاسبة على الجرائم الدولية»، يستمر المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي في «جولاته المكوكية» ومساعيه لإقناع الأطراف المؤثرة على المقاتلين بالخروج من الدائرة المغلقة، حيث توجه بالأمس من موسكو إلى بكين.
وفي غضون ذلك، شدد وزير الخارجية البريطاني على أن روسيا والصين تحولان دون موقف دولي موحد بشأن سوريا، مؤكدا على الاستمرار في دعم المعارضين والمدنيين السوريين بالمساعدات الإنسانية.. وبينما انتقد وزير الخارجية التركي دعوة نظيره الروسي سيرغي لافروف دول الجوار السوري لإجراء «حوار» مع نظام الأسد، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن ما يحصل في سوريا ليس حربا أهلية كما وصفها الإبراهيمي، بل هي «حرب إبادة» بـ«رخصة» للقتل من الحكومة السورية والمجتمع الدولي الذي يبدو عاجزا عن التحرك بفاعلية لإنهاء النزاع.
وقال الشيخ حمد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية: «نحن نعرف ما يجري في سوريا، هو ليس بحرب أهلية، ولكن حرب إبادة أعطي لها رخصة أولا من الحكومة السورية، وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن عن هذه الرخصة بالقتل. فما يجري ليس بحرب أهلية بقدر ما هو قتل».
وذكر الشيخ حمد أن بلاده كانت تعرف مسبقا أن الهدنة التي أعلن عنها خلال عيد الأضحى ستفشل بسبب موقف الحكومة السورية.
وأوضح الشيخ حمد: «كل الأطراف تعرف ما هو الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري.. وكل ما يجري الآن برأيي تضييع وقت وإعطاء رخصة لقتل الشعب السوري وتدمير مقدرات سوريا»، مشيرا إلى أن قطر ستطرح على اللجنة العربية الخاصة بسوريا سؤالا واضحا هو: «وماذا بعد الآن؟».
وقال المسؤول القطري إن بلاده تثق بالإبراهيمي، إلا أنه يتعين عليه أن «يضع فكرة واضحة لكيفية حل هذا الموضوع أمام مجلس الأمن وبدء مرحلة انتقالية». وحول الموقف الغربي والجهود الدبلوماسية إزاء النزاع في سوريا، قال الشيخ حمد إن «الوضع الغربي ليس على المستوى المطلوب»، متوقعا أن يكون هناك «شلل في الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة»، حتى ما بعد الانتخابات الأميركية.. موضحا أن بعد الانتخابات «نستطيع أن نركز أكثر في ماذا سنقوم به بين الدول الأوروبية وأميركا والعالم العربي، وكل الدول المحبة لمناصرة الشعب السوري».
من جانبه، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أنه، على الرغم من التحسن في صورة التعاون بين أحزاب المعارضة السورية، فإنه من الضروري بذل جهود أكثر لضم واحتواء كل السوريين بمختلف عقائدهم الدينية وأصولهم العرقية.. واعتبر أن سوريا تواجه «تهديدا داخليا» جراء الحرب الأهلية التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 30 ألفا، ويستغل من قبل أطراف خارجية.
وقال هيغ، في خطاب أمام نواب البرلمان البريطاني، أمس، إن 14 ألف سوري قتلوا منذ فشل الأمم المتحدة بالاتفاق على آلية حل وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي أثارتها حملة «الكبت الوحشي» من قبل نظام الأسد ضد المطالبين بالديمقراطية.
وجدد هيغ إلقاء اللوم على روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض (فيتو) لمنع قرار من مجلس الأمن الدولي يضع حلا استراتيجيا سلميا للأزمة ويؤدي إلى تنحي الأسد من منصبه، مشيرا إلى أنه «منذ محاولة تمرير قرار لمجلس الأمن حول سوريا، قتل عشرات الآلاف من المدنيين هناك، مما يعد عقبة كبيرة بوجه جهودنا الدبلوماسية».
وأقر هيغ أن «الحرب الأهلية أزمة لا يمكن محاصرتها»، إلا أنه أعرب عن أمله أن يتوصل اجتماع المعارضة السورية المرتقب في الدوحة الأسبوع المقبل إلى اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية سورية.
وفي سياق ذي صلة، أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، دعم تركيا للاتصالات الجارية، من أجل تأسيس حكومة سوريا انتقالية، حسب اتفاقية جنيف، معلنا أنه ليس ممكنا الحوار مع نظام يسفك دماء شعبه، حتى في فترة العيد.
وأعرب أوغلو للصحافيين، أمس، عقب لقائه مع نظيره الكوستاريكي، عن حزنه لعدم نجاح خطة وقف إطلاق النار في سوريا. وقال: «لا يمكن أن يكتب لخطة الهدنة النجاح في ظل القصف الجوي المستمر لقوات النظام السوري ضد محافظة إدلب والأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق»، مشيرا إلى أنه سيلتقي مجددا بالإبراهيمي، بعد إنهاء الأخير لقاءاته مع الطرف الروسي، وآخرين.
وشدد أوغلو على ضرورة سعي كل الأطراف من أجل وقف سفك دم الشعب السوري، وتلبية مطالبه المشروعة، مؤكدا أن مجلس الأمن فشل في توجيه رسالة قوية للنظام السوري، مما شجع نظام دمشق على مواصلة قصف المناطق والأحياء المدنية.
وفي المقابل، انتقد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي وزير الخارجية التركي بشدة، معتبرا أنه (داود أوغلو) ما زال مصمما على الاستمرار في جر وتوريط الشعب التركي بسياسات الحكومة التركية، وأنه «ما زال يتبنى منهج الهروب للأمام، ورفض إجراء أي مراجعة نقدية لسياسات هدامة».
ورأى أن «عدم الالتزام التركي والخليجي بإنجاح قرار وقف العمليات العسكرية الذي التزمت به سوريا يشكل تقويضا من هذه الأطراف لمهمة الإبراهيمي، عبر الاستمرار بسياسة تمويل وتسليح المجموعات المسلحة». مؤكدا أن سوريا ستبقى حريصة على العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع بين الشعبين السوري والتركي، والتي لن تنجح أي حكومة بالإساءة إليها».
«ورقة جنيف» تعود اليوم إلى دائرة البحث وباريس تتمسك بوجود «دينامية» خاصة بها
مصادر فرنسية رسمية: يتعين اقتناص كافة الفرص
باريس: ميشال أبو نجم
يحضر الملف السوري وتشعباته بقوة في باريس اليوم وفي الأيام القادمة إذ سيكون الموضوع الرئيسي في المحادثات التي سيجريها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وأناتولي سيردياكوف مع نظيريهما لوران فابيوس وجان إيف لودريان وكذلك مع الرئيس فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه. كما أن الأخير سيثير الملف السوري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يجري معه محادثات ظهر اليوم.
وتتسم المحادثات الفرنسية – الروسية، التي تندرج في إطار المشاورات السنوية لمجلس التعاون الفرنسي – الروسي حول مواضيع الأمن، أهمية خاصة بصدد سوريا بعد فشل «هدنة الأضحى» التي تولى المفاوضات بشأنها المبعوث العربي – الدولي الأخضر الإبراهيمي، وسعي موسكو والإبراهيمي معا إلى «تعويم» ما يسمى «ورقة الطريق» التي تمت بلورتها في جنيف أواخر يونيو (حزيران) الماضي.
ويختلف الغرب وروسيا على «قراءة» الورقة المذكورة التي تدعو إلى عملية انتقال سياسية وإلى إنشاء حكومة أو هيئة تتولى السلطات التنفيذية ويمكن أن تضم شخصيات من النظام الحالي، ولكن بشرط موافقة جميع الأطراف عليها. وفيما يقول الغربيون إن الورقة تدعو لرحيل الأسد يؤكد الجانب الروسي العكس.
وقالت مصادر فرنسية رفيعة المستوى أمس إن «كل ما من شأنه أن يضع حدا للعنف ويوقف القتل ويسرع في عملية الانتقال السياسي أمر إيجابي». غير أنها استدركت قائلة إنها «لا ترى أي تقدم من جانب النظام السوري باتجاه عملية الانتقال السياسي، بل إن ما يفعلونه هو العكس تماما».. ورغم ذلك، أكدت أنه يتعين «اقتناص أي فرصة» يمكن أن تحين.
وأهمية عودة البحث بورقة إلى جنيف مزدوجة المصدر: الأول أنه – حتى تاريخه – لم يتم التوصل إلى أي وثيقة غير وثيقة جنيف التي وافق عليها كافة أعضاء مجلس الأمن وأيدتها الأطراف التي كانت حاضرة في جنيف بدعوة من المبعوث السابق كوفي أنان. والثاني أن المعولين على انهيار سريع لنظام الأسد لم تتحقق توقعاتهم، وبالتالي فإن ثمة من يرى أنه «يمكن إعادة إحياء جنيف».
إلا أن مصادر فرنسية رسمية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» عبرت عن رؤيتها للشروط والظروف التي يمكن تصورها من أجل السير بالورقة المذكورة، وأولها أن تكون لهذه الوثيقة «ديناميتها» الخاصة، بمعنى أن تحدد المراحل التي يجب أن تقطعها والتي يتعين أن تكون منها مرحلة قبول الرئيس السوري قيام حكومة انتقالية لا يتدخل فيها، وصولا إلى المرحلة اللاحقة؛ أي تنحيه عن السلطة.
وطالما لم تتوفر هذه المراحل المفصلة، والتي يتعين أن تقبلها روسيا وتدعم تنفيذها، فإن خطة جنيف ستبقى كما كانت حتى الآن.. أي وثيقة ليس لها أثر فعلي من ناحية العملية السياسية. ووفق هذا العرض، بحسب دبلوماسي عربي في باريس، يكون الطرف الغربي قد قدم تنازلا مهما إذ أنه لم يعد يطالب بتنحي الأسد كشرط مسبق للسير بالعملية السياسية، وهو الأمر الذي تتمسك به المعارضة. وبالمقابل، فإنه يريد من موسكو أن تقبل خطة واضحة ومحددة ومرحلية وضمانات لتنفيذ العمل بها.
غير أن المصادر الفرنسية، رغم ترحيبها بالتشاور مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، فإنها لا تبدو متشجعة من قبول موسكو الالتزام برحيل الأسد في مرحلة من المراحل. وسبق للوزير لافروف أن أبدى تصلبا خلال اجتماعه مع نظرائه الأوروبيين في الخامس عشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، الأمر الذي خيب آمالهم وتوقعاتهم من احتمال حصول تغير ذي معنى في مواقف روسيا.
وتعتبر باريس أنه يتعين «مواصلة الحوار» مع موسكو.. لكن مصادرها تعتبر في الوقت عينه أن الطرف الروسي يرى أن «أمامه الوقت الكافي» ولا شيء يدعوه للاستعجال في التخلي عن مواقفه لأسباب كثيرة، أهمها أن نظام الأسد ما زال قائما وأن زمن التفاوض لم يحن أجله بعد؛ بانتظار أن ينتهي الأميركيون من انتخاباتهم الرئاسية والتشريعية وأن ينخرطوا فعلا في البحث عن حل للأزمة السورية، ما يعني عندها أن زمن كشف الأوراق الحقيقية قد بدأ.
هيثم المالح يضع شروطا للحوار مع روسيا وإيران حول الأزمة
رئيس «الأمناء السوري» كشف لـ«الشرق الأوسط» عن خطته للعودة إلى داخل البلاد
القاهرة: أدهم سيف الدين
وضع رئيس مجلس الأمناء السوري المعارض، هيثم المالح، شروطا للحوار مع روسيا وإيران حول الأزمة التي تمر بها البلاد منذ اندلاع الثورة ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ مارس (آذار) من العام الماضي. ودعا المالح المعارضين السوريين إلى عدم التحاور مع الروس أو الإيرانيين على أرضهم «بل خارج بلادهم»، لأن روسيا شريكة في القتل والعنف، والإيرانيين «محرضون على سفك الدم السوري». كما كشف المالح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» حيث يتواجد بالقاهرة، عن خطته للعودة إلى الداخل السوري، قائلا إن الجيش الحر أصبح يسيطر على نحو سبعين في المائة من مساحة البلاد.
وقال المالح إن مجلس الأمناء الذي يترأسه سيقوم بهجوم دبلوماسي عكسي على روسيا التي تساند نظام الأسد، مشيرا إلى أن مجلس الأمناء سيقدم قرارا لمجلس الأمن الدولي لإدانة النظام السوري.
ودعا المالح المعارضين السوريين إلى عدم قبول الدعوات التي توجهها لهم روسيا وإيران للتحاور، قائلا إنهما من الدول المنحازة لنظام الأسد، وأوضح: «أنا دائما أرفض التحاور مع الروس على أراضيهم وكانت الدعوة الأخيرة لي من قبل وزير الخارجية الروسي التي رفضتها، وأتمنى من كل معارض سوري عدم التحاور مع الروس على أرضهم بل خارج بلادهم»، لأنها شريكة النظام السوري في القتل والعنف سياسيا وعسكريا، مشيرا إلى أن الإيرانيين أيضا «محرضون على سفك دم الشعب السوري».
وقال المالح إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أخطأوا في استخدام المصطلحات القانونية بحق الشعب السوري، من مصطلح «وقف إطلاق النار»، ثم مصطلح «الهدنة»، لافتا إلى أن «هذه الكلمات تندرج في حالات الحروب بين الدول المتحاربة والتي بينها حدود برية وبحرية، وليس كما في حالة سوريا، حيث يقوم النظام بأبشع الجرائم الإنسانية بحق أبناء وطنه».
وأضاف المالح أن المجتمع الدولي فشل في إنقاذ السوريين لأنه يضع المدنيين في خانة الجيوش، بينما هم في حالة الدفاع عن النفس ضد جيش وطنهم، والدليل على ذلك أنه في الداخل السوري أصبح هناك نحو ثلاثة ملايين نازح وأكثر من نصف المليون خارج الحدود السورية في الدول المجاورة.
ويسعى المالح إلى العودة لممارسة نشاطه من الداخل السوري بعد إخراجه من دمشق في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. ويعمل المالح من أجل العودة إلى الأراضي الخارجة عن سلطة الأسد وعسكره شمالا بعد أن طهرها الثوار السوريون. والطريق الوحيد أمام المالح هو الوصول إلى شمال سوريا عبر الحدود البرية وليس عن طريق العاصمة دمشق مكان مولده. وتحدث المالح عن طلبه من بعض قادة الجيش الحر في سوريا تأمين منزل له ولأسرته، ومكتب للعمل السياسي في الشمال السوري، سواء في محافظة إدلب أو محافظة حلب ليتابع عمله السياسي على أرض سوريا كدفعة معنوية للجيش الحر والمدنيين، وللدلالة على تحرير هذه الأراضي من السلطات السورية بقيادة بشار الأسد. ولكن القادة العسكريين، وفقا لما أفاد به المالح، طلبوا منه الانتظار إلى حين تمكينه من العودة عبر مطار دمشق الدولي في إشارة إلى اقتراب سقوط النظام السوري قريبا.
وأضاف المالح أن الجيش الحر أصبح يسيطر على نحو سبعين في المائة من مجمل مساحة سوريا، وأن هنالك كتائب لجيش الأسد محاصرة في إدلب، قائلا إن الثوار باتوا قادرين على مهاجمة المطارات الحربية، حيث تحول الجيش الحر إلى حالة الهجوم بينما الجيش النظامي أصبح في حالة الدفاع. وقال إن هدنة العيد التي قدمها الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي، هي نفس البروتوكولات التي قدمتها كل من الجامعة العربية والمبعوث السابق كوفي أنان، بالإضافة لبعثة المراقبين الدوليين الذين تعثرت مهمتهم في السابق.
وأضاف المالح أن الأسد متيقن ويعرف جيدا أنه سيخرج من سوريا، وأن النظام يسير في اتجاه تدمير الجيش السوري وخاصة سلاح الجو، كما يجري في الوقت الراهن تدمير الآليات بفعل الحرب التي يشنها على أبناء شعبه.
ترقب إطلاق سراح الصحافي اللبناني خلال ساعات والمخطوفين التسعة خلال أسابيع
أحد الوسطاء في القضية لـ«الشرق الأوسط»: عيتاني أصبح حرا ولم يعد تحت الإقامة الجبرية
بيروت: كارولين عاكوم
في وقت كان أصدقاء الصحافي اللبناني المعتقل في حلب، على أيدي «ثوار عاصفة الشمال»، فداء عيتاني، وعائلته يعقدون لقاء تضامنيا معه، ودفاعا عن حرية العمل الصحافي ورفضا لأي اعتداء على الصحافة والصحافيين في نقابة الصحافة ببيروت، كانت المعلومات تفيد بأنه سيتم إطلاق سراحه ويعود إلى لبنان في الساعات القليلة المقبلة، بحسب ما أكده السفير علي عقل خليل، أحد الأشخاص الذين يعملون على خط إطلاق سراح المعتقلين، لـ«الشرق الأوسط». كما عادت إلى الواجهة أيضا، قضية اللبنانيين التسعة المخطوفين في أعزاز على أيدي الثوار، لا سيما بعدما ترددت معلومات عن مقتل خاطفهم عمار الداديخي المعروف بـ«أبي إبراهيم».
وأكد الخليل أن المعلومات التي حصل عليها عبر الوسيط «أبو محمد»، وهو دبلوماسي سوري منشق يحمل الجنسية الهولندية، ويتواصل مع الأفرقاء اللبنانيين والسوريين، تفيد بأن فداء عيتاني أصبح حرا بعد ظهر أمس ولم يعد تحت الإقامة الجبرية، لكنه لا يزال في أعزاز، ومن المتوقع أن يعود إلى لبنان خلال ساعات.
وفي ما يتعلق بمصير المخطوفين التسعة، لفت خليل إلى أنه «قبل أن يعلن خبر مقتل أبو إبراهيم، كان قد توصل الاتفاق إلى إطلاق سراح المخطوفين خلال أسبوعين. وقد غادر أحد الوسطاء اللبنانيين وهو الشيخ بلال دقماق، رئيس (جمعية اقرأ للتنمية الاجتماعية)، إلى سوريا لهذا الهدف، لكن فقدان الاتصال بـ(الداديخي) في ظل تناقض المعلومات حول مصيره، بين التي تفيد بمقتله أو أسره على أيدي الثوار في حزب العمل الكردستاني، لم تعد الصورة واضحة أمامنا لغاية الآن». كذلك أشار خليل إلى أنه قبل عيد الأضحى بأسبوعين، كان قد تم التوصل أيضا إلى اتفاق يقضي بإطلاق 4 منهم قبل العيد والخمسة الآخرين بعده بأيام، لكن اغتيال اللواء وسام الحسن أدى إلى إيقاف التنفيذ.
وفي حين أعلن خليل أنه كان قد طلب من «أبي إبراهيم»، عبر الوسيط «أبو محمد»، «تصوير فيديو للمخطوفين التسعة وإرساله عبر فداء عيتاني إلى لبنان ليطمئن أهلهم، لفت إلى أن الثوار كانوا يرفضون في بداية الأمر إطلاق سراح عباس شعيب، الذي يقولون إنه ينتمي إلى حزب الله، لكن النائب سعد الحريري، عبر النائب عقاب صقر الذي يتولى مهمة المفاوضات باسمه، دفع مبلغا من المال لأبي إبراهيم (كان قد طلبها كمساعدات إنسانية للنازحين) مقابل الإفراج عن المخطوفين جميعا».
من جهته أكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «لواء عاصفة الشمال» لا يخضع لسلطة الجيش الحر الذي حاول عدد من قيادييه الدخول على خط المفاوضات لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
بدوره، أكد المفتي الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الشيعي الأعلى متابعة ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في سوريا، «وجود معلومات تشير إلى أن المدعو (أبي إبراهيم)، خاطف اللبنانيين التسعة في أعزاز، بخير ولم يمت حسب ما تردد في وسائل الإعلام نتيجة اشتباك على الحدود السورية – التركية».
ولفت الشيخ زغيب إلى أن «هذا الأمر (نبأ وفاة أبي إبراهيم) سواء كان صحيحا أم لا، فهو لا يقدم أو يؤخر في موضوع التفاوض بشأن المخطوفين اللبنانيين التسعة، لأن المعني في هذا الملف هو الدولة التركية»، محملا الحكومة «مسؤولية أمن المخطوفين وسلامتهم، وعودتهم في أسرع وقت ممكن إلى ذويهم وعائلاتهم».
من جهة أخرى، تحركت «لجنة عائلات المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية (خلال الحرب اللبنانية)»، عبر بيان مستنكرة فيه تغييب وزير العدل اللبناني شكيب قرطباوي عن الاجتماعات التي يعقدونها من أجل متابعة قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، معتبرة أن هذه العائلات «هي المرجع الأول والأخير لحل هذه القضية».
وأكدت اللجنة في بيان أن «عائلات المعتقلين تحتفظ بكامل الحق في الادعاء قانونيا على من يقوم بمصادرة تمثيلهم والتحدث باسمهم زورا أمام المحاكم والهيئات القضائية المعنية».
وذكر البيان أن «الوزير قرطباوي دعا إلى اجتماع اليوم في وزارة العدل من أجل مناقشة ما يسمى بتشكيل الهيئة الوطنية للمخفيين قسرا، ضاربا عرض الحائط بملاحظات عائلات المعتقلين في السجون السورية ومؤسسات حقوق الإنسان، التي قابلت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعرضت له مدى أهمية الفصل بين ملفي المعتقلين في سوريا والمفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية، وحصلت منه على وعود قاطعة بمعالجة هذه المشكلة».
وأوضح البيان من جهة ثانية أن «قرطباوي يصر على الاجتماع مع هيئات تسعى جاهدة إلى طمس ملف المعتقلين وتذويبه خدمة لأهداف النظام السوري».
وأشار البيان إلى أن «اللجنة لن تتوانى عن المحاسبة القانونية لكل من يحاول انتحال الصفة في هذا الملف الإنساني والوطني بامتياز»، معتبرا أن «الهيئة المستقلة التي يجري الحديث عنها تفتقد شرعية تمثيل العائلات، وهم الطرف الوحيد المؤهل للحديث عن أحبائهم المعتقلين».
طائرات الأسد تغير على دمشق.. وقطر ترى ما يحصل إبادة برخصة دولية
نفذت طائرة حربية تابعة لنظام بشار الأسد أمس غارة على حي جوبر في شرق دمشق، هي الأولى من طائرة حربية على العاصمة، في وقت كشف الإعلام الرسمي عن اغتيال لواء في قيادة أركان القوات الجوية التابعة للنظام في العاصمة مساء أول من أمس.
وسياسياً، اعتبرت قطر أن “ما يحصل في سوريا ليس حرباً أهلية بل حرب إبادة برخصة دولية”، فيما رأت تركيا أن “لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الأضحى” في إشارة الى دعوة الموفد الدولي ـ العربي الأخضر الابراهيمي الى حوار بين النظام والمعارضة.
غارات وقصف
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن طائرة حربية ألقت أربع قنابل على حي جوبر الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق والمحاذي لبلدة زملكا في ضاحية العاصمة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
في ريف دمشق، قال المرصد إن خمسة أشخاص على الأقل بينهم سيدة قتلوا وأصيب أكثر من 20 بجروح إثر قصف من قبل القوات النظامية تعرضت له بلدة بيت سوا.
وتعرض حي الحجارية في مدينة دوما في ريف دمشق لقصف من طائرة حربية “أسفر عن دمار هائل في المنطقة”، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً الى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.
وأشار المرصد الى أن قصفاً مدفعياً استهدف “مبنى في البرج الطبي الذي ما زال قيد الإنشاء والذي سيطر عليه مقاتلون معارضون قبل أيام بعدما كان مركزاً للقوات النظامية خلال الأشهر الفائتة”.
كما تعرضت بلدتا عربين وزملكا ومحيطهما في الريف الدمشقي لقصف من طائرات حربية.
ويشهد ريف العاصمة السورية في الفترة الأخيرة تصاعداً في حدة العمليات العسكرية، مع محاولة القوات النظامية السيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
اغتيال لواء طيار
ومع تزايد دور سلاح الطيران في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهراً، كشف التلفزيون الرسمي السوري أمس عن مقتل لواء طيار في القوات الجوية السورية في أحد أحياء شمال دمشق.
وقال التلفزيون في شريط إخباري “في إطار استهدافها للكوادر الوطنية والعلمية، مجموعة إرهابية مسلحة تغتال اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق”.
وأفاد مصدر أمني في العاصمة السورية لوكالة “فرانس برس” أن الخالدي “عضو في قيادة الأركان الجوية”، موضحاً أنه تعرض لإطلاق نار ليل الاثنين ـ الثلاثاء أثناء خروجه من منزل أحد أصدقائه في حي ركن الدين “حيث كان يقوم بزيارة اجتماعية”.
وقال التلفزيون في نشرته الإخبارية إن الخالدي هو أحد “أفضل الخبرات في مجال الطيران”، وأب لأربعة أولاد.
حلب
وشهدت بعض أحياء مدينة حلب (شمال) اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، بحسب ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس نقلاً عن سكان في المنطقة.
وليست المرة الأولى التي يحاول فيها المعارضون التقدم نحو الثكنة.
وأفاد المرصد السوري عن مقتل مقاتل معارض في اشتباكات في حي الزبدية في المدينة، مشيراً الى قصف استهدف أحياء أخرى يتواجد فيها المقاتلون المعارضون.
إدلب
كما أفاد المرصد عن استمرار الاشتباكات “بتقطع في محيط معسكر وادي الضيف في ريف إدلب (شمال غرب) بين القوات النظامية (من جهة) ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومن جبهة النصرة” الإسلامية المتطرفة من جهة ثانية. ويحاصر المعارضون المسلحون هذا المعسكر منذ استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة في التاسع من تشرين الأول، ما مكنهم من إعاقة وصول إمدادات النظام الى المنطقة.
وتجددت الغارات الجوية أمس على معرة النعمان ومحيطها وقتل فيها سبعة أشخاص بحسب المرصد، بينهم أربعة أطفال. كما شهدت مناطق في ريف دمشق غارات نفذها الطيران الحربي السوري.
وشهدت هذه المناطق خصوصاً الاثنين “أعنف الغارات” منذ بدء النظام استخدام طائراته الحربية في النزاع في نهاية تموز.
حمص
وفي مدينة حمص (وسط)، قتل مقاتل معارض أمس في اشتباكات مع قوات النظام في حي دير بعلبة، فيما تعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.
قطر
سياسياً، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن ما يحصل في سوريا ليس حرباً أهلية كما قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، بل “حرب إبادة” بـ”رخصة” للقتل من الحكومة السورية والمجتمع الدولي الذي يبدو عاجزاً عن التحرك بفاعلية لإنهاء النزاع.
وقال الشيخ حمد في تصريحات لقناة “الجزيرة” نقلتها وكالة الأنباء القطرية “نحن نعرف ما يجري في سوريا هو ليس بحرب أهلية ولكن حرب إبادة أعطي لها رخصة أولاً من الحكومة السورية وثانياً من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن عن هذه الرخصة بالقتل. فما يجري ليس بحرب أهلية بقدر ما هو قتل”.
وذكر الشيخ حمد أن بلاده كانت تعرف مسبقاً بأن الهدنة التي أعلن عنها خلال عيد الأضحى ستفشل بسبب موقف الحكومة السورية.
وبحسب الشيخ حمد، فإن “كل الأطراف تعرف ما هو الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري. وكل ما يجري الآن برأيي تضييع وقت وإعطاء رخصة لقتل الشعب السوري وتدمير مقدرات سوريا” مشيراً الى أن قطر ستطرح على اللجنة العربية الخاصة بسوريا سؤالاً واضحاً هو: “وماذا بعد الآن؟”. وقال المسؤول القطري الذي تعد بلاده من أبرز الداعمين للمعارضة السورية، إن قطر تثق بالابراهيمي، إلا أنه يتعين على هذا الأخير “أن يضع فكرة واضحة لكيفية حل هذا الموضوع أمام مجلس الأمن وبدء مرحلة انتقالية”.
وحول الموقف الغربي والجهود الديبلوماسية إزاء النزاع في سوريا، قال الشيخ حمد إن “الوضع الغربي ليس على المستوى المطلوب” متوقعاً أن يكون هناك “شلل في الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة”، حتى ما بعد الانتخابات الأميركية.
وخلص الى القول إنه بعد الانتخابات “نستطيع أن نركز أكثر في ماذا سنقوم به بين الدول الأوروبية وأميركا والعالم العربي وكل الدول المحبة لمناصرة الشعب السوري”.
تركيا
وفي أنقرة أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لن تتحاور مع النظام السوري وذلك غداة دعوة موسكو أنقرة لإجراء مفاوضات مع دمشق باعتبارها الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع.
وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي “لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الأضحى”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا الاثنين الغرب والدول الإقليمية وبينها تركيا الى بدء مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك مع المعارضة لتمهيد الطريق أمام حل سياسي في سوريا التي تشهد نزاعاً منذ حوالى 20 شهراً.
وقال لافروف بعد لقائه الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي في موسكو “لن يتم إنجاز شيء بدون الحوار مع الحكومة (السورية) وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية”.
وقال داود أوغلو إن الحوار مع دمشق سيعتبر خطوة من شأنها أن تعطي “شرعية للنظام القائم”.
وقتل أكثر من 500 شخص في أعمال العنف التي وقعت خلال عيد الأضحى في سوريا رغم الهدنة التي أعلنت وانهارت فور دخولها حيز التنفيذ.
وأكد داود أوغلو أن الحكومة التركية ستواصل “مشاوراتها” حول الأزمة السورية مع روسيا الحليفة التقليدية لسوريا، لكنه قال إن “الرسالة الأوضح الواجب إعطاؤها للنظام السوري هي أن يتصالح مع شعبه وأن يوقف مهاجمته”. وأضاف أن المشاورات ستستمر أيضاً مع إيران وروسيا وكذلك مصر والسعودية حول هذه المسألة.
وقطعت تركيا اتصالاتها بالنظام السوري وأعلنت دعمها للمعارضة، وهي تؤوي أيضاً على أراضيها نحو 108 آلاف لاجئ سوري فروا من المعارك في بلادهم بحسب حصيلة جديدة اوردها مصدر رسمي الثلاثاء.
وقد ساندت أنقرة دعوة الإبراهيمي الى هدنة خلال عيد الأضحى لكن وقف إطلاق النار لم يصمد وتبادل الطرفان في سوريا المسؤولية عن خرقه.
وقال داود أوغلو إن تركيا “تشعر باستياء شديد” من فشل الهدنة في سوريا.
والابراهيمي الذي خلف كوفي أنان في هذه المهمة سيتوجه الى مجلس الأمن الدولي في تشرين الثاني بمقترحات جديدة للدفع في اتجاه مفاوضات بين الأسد والمعارضة.
وقال داود أوغلو “ما يهم الآن هو تشجيع السلام عبر أقوى الرسائل. لقد حافظنا على علاقتنا مع النظام السوري على مدى أشهر، ووجهنا رسائل حوار”. وأضاف “لكن أولاً على النظام السوري أن يبدي رغبة في صنع السلام مع شعبه”، مشيراً الى أن إجراء مفاوضات في الوقت الذي تدور فيه حرب أهلية لا يمكن أن تعطي نتائج.
ودعا الوزير التركي أيضاً الى عملية انتقالية في سوريا “تلعب دوراً فيها الأطراف غير الضالعة في أعمال القتل بحق الشعب السوري”.
وتركيا التي أيدت الدعوات العربية والغربية الى الإطاحة بالأسد، بدأت في الآونة الأخيرة حواراً أيضاً مع إيران وروسيا اللتين تدعمان النظام السوري.
وفي مطلع تشرين الأول أدى قصف سوري الى مقتل 5 مدنيين أتراك في بلدة متاخمة للحدود السورية. ومذاك يرد الجيش التركي على أي إطلاق نار من الجهة السورية.
وأعلنت السلطات التكية أمس، أن عدد اللاجئين السوريين إليها الفارين من الأحداث في بلادهم قارب الـ107800 لاجئ.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن بيان لمديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لمكتب رئاسة الوزراء التركي أن عدد اللاجئين السوريين الذي يعيشون في تركيا حالياً بلغ 107,769 شخصاً.
وذكر البيان أن مخيمات للاجئين السوريين أقيمت في أقاليم هاتاي وشانلورفا وغازي عنتاب والعثمانية وكهرمان ماراس وكيليس.
ويجري تقديم المعونات والمؤن والخدمات الصحية والاجتماعية للاجئين.
وتستضيف تركيا هذا العدد من اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم بسبب أعمال العنف الناتجة عن الاقتتال بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية.
إيران والعراق
وفي سياق متصل بما يجري في سوريا، طمأنت بغداد حليفتها طهران إعلامياً بعدم تأثر العلاقات بين الطرفين في أعقاب انتقاد إيراني لقيام السلطات العراقية بتفتيش ثاني طائرة إيرانية في غضون شهر في خطوة لتهدئة المخاوف الأميركية من استغلال الأجواء العراقية لإمداد نظام بشار الأسد بالأسلحة والمساعدات العسكرية لقمع الانتفاضة الشعبية المستعرة منذ 19 شهراً، على ما أكد مراسل “المستقبل” في بغداد، علي البغدادي.
جاءت الخطوة العراقية كمحاولة لتأكيد التزام بغداد بالتعهدات المقدمة لواشنطن والغرب بعدم السماح بنقل الأسلحة عبر العراق الى سوريا في ظل استمرار الانتقادات الأميركية لحكومة المالكي لموقفها المهادن للنظام السوري .
وبهذا الصدد عبر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في اتصال مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن استهجان بلاده من قيام العراق بإنزال الطائرات الإيرانية وتفتيشها.
وقال مصدر حكومي إن “المالكي أكد لنجاد أن الإجراء روتيني ولا يستهدف إيران نهائياً وهو يصب في إطار الإثبات للمجتمع الدولي حقيقة عدم وجود طائرات إيرانية محملة بالسلاح إلى سوريا تمر عبر العراق”، مشيراً الى أن “نجاد تفهم الأمر خصوصاً أنه لا يوجد أي أزمة بالعلاقات العراقية – الإيرانية على المستوى الديبلوماسي والاقتصادي”.
كما انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية قرار الحكومة العراقية بإجبار طائرة شحن إيرانية متوجهة الى سوريا عبر الأجواء العراقية على الهبوط بمطار بغداد وتفتيشها للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة للنظام السوري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست في بيان صحافي إنه “ينبغي إلا يتأثر العراقيون بالدعاية الغربية المعادية لإيران” مضيفاً أن “قيام العراقيين بتفتيش طائرتين إيرانيتين في الشهر الماضي أثبت أن إيران لا تزود النظام السوري بالسلاح عن طريق الجو”.
وحذر مهمانباراست من أن “الأميركيين وحلفائهم يسعون الى حرف انتباه العالم عن قيامهم هم بتزويد المتمردين السوريين بالسلاح”.
مصدر آخر أكد لـ”المستقبل” وجود تنسيق وتفاهم عراقي ـ إيراني لتفتيش الطائرات الإيرانية. وبين المصدر أن “الانتقادات الإيرانية الموجهة لبغداد تندرج في إطار إقناع المجتمع الدولي بوجود توتر مع بغداد وإظهار انسجامها مع المطالب الدولية بمنع الطائرات من العبور الى سوريا” مشيراً الى أن “التفاهم العراقي ـ الإيراني يشمل موافقة طهران السرية على تفتيش طائرات شحن أو طائرات نقل المسافرين ذات حمولة معلومة مسبقاً من خلال تقديم معلومات الى السلطات العراقية بخصوص ما تحمله الطائرات ليتم إنزالها وتفتيشها لغرض إظهار بغداد بموقف الملتزم بالتعهدات الدولية التي قطعت للولايات المتحدة والغرب عموماً”.
وكانت سلطة الطيران المدني العراقي قد كشفت الأحد الماضي عن قيامها بتفتيش طائرة شحن إيرانية هي الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري قبل أن تستكمل رحلتها الى سوريا.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بتزويد حليفها النظام السوري بالأسلحة وأنواع المساعدات التقنية والمالية والاستشارية وطلبت من العراق مراقبة حمولة طائرات الشحن الإيرانية المتوجهة الى سوريا عبر مجاله الجوي وتفتيشها خشية أن تكون تحمل عتاداً عسكرياً الى نظام دمشق.
وتأتي تلك التطورات في وقت وجه فيه مبعوثون أميركيون تحذيراً شديد اللهجة لحكومة نوري المالكي بشأن استمرار دعم الأسد وضبابية الموقف من الأزمة في سوريا.
وأكدت مصادر سياسية في تصريح لـ”المستقبل” أن “مبعوثون أميركيون يمثلون وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية أو مسؤولين في الإدارة الأميركية أجمعوا خلال محادثات جرت أخيراً مع المسؤولين العراقيين على ضرورة التصرف بهدوء حيال ما يجري في سوريا من أحداث وعدم المضي قدماً بدعم الأسد في مواجهة الانتفاضة السورية”.
وأوضحت المصادر أن “المبعوثون الأميركيون وجهوا تحذيراً شديداً وقاسياً لحكومة المالكي بضرورة التوقف عن سياسة اللعب على الحبال وحسم موقفهم من النظام السوري حيث أكدوا لهم بأن قضية بشار الأسد ستُحسم قريباً وبالتالي فإن بغداد ستخسر رهانها على الأسد”.
وتابعت المصادر أن “العديد من المسؤولين العراقيين وبخاصة من قيادات التحالف الشيعي لم يخفوا تأييدهم لبشار الأسد خلال لقائهم مبعوثين أميركيين أو حتى السفير الأميركي الجديد المعيّن في بغداد روبرت ستيفن بيكروفت، وهو ما دعا الأميركيين الى مطالبة نظرائهم العراقيين بضرورة التعامل بهدوء وروية مع الموقف من الأسد”، مشيرة الى أن “رسالة واشنطن وصلت الى بغداد بشكل واضح بضرورة عدم الرهان على الأسد والعمل على ايجاد تسوية تقنعه بوقف العنف والرحيل عن السلطة” ومؤكدة أن “واشنطن سترسل مبعوثين الى بغداد بالإضافة الى تكليف سفيرها في بغداد بالتواصل مع القيادات العراقية لمعرفة آخر تطورات الموقف من الأزمة السورية وردود دمشق على التحركات العراقية لحل الأزمة في سوريا”.
الى ذلك قرر مجلس الوزراء العراقي دفع 10 ملايين دولار كمساعدات لسوريا من احتياطي الطوارئ للسنة المالية الحالية.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي أمس إن “وزارة المالية ستقوم بتسديد مساهمة جمهورية العراق في الصندوق الخاص بالإغاثة الإنسانية داخل سوريا ودول الجوار بمبلغ مقداره 10 ملايين دولار من تخصيصات احتياطي الطوارئ للسنة المالية الحالية استناداً الى قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري المنعقد بالدوحة في 22 تموز الماضي”، مشيراً الى أن “المساعدات ستكون عينية وتسلم من قبل الهلال الأحمر العراقي”.
وختم الدباغ أن “الحكومة وافقت على القيام بتقديم 10 ملايين دولار الى جمهورية السودان مباشرة لتخفيف الأعباء عن المتضررين في دارفور ويتم تخصيصها من مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للعام المقبل وفقاً لمقررات قمة سرت الاستثنائية في 9 تشرين الأول عام 2010″، لافتاً الى “التبرع بخمسة ملايين دولار الى اليمن بغية مساعدة الشعب اليمني الشقيق”.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، “المستقبل”)
الإبراهيمي يستحث بكين بعد فشل الهدنة بسوريا
حث الموفد العربي والدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي اليوم الأربعاء الصين على القيام بدور نشط لتسوية الأزمة في سوريا بينما لم تبد أي علامة على تغيير في موقفي موسكو وبكين, وحملت دمشق تركيا ودول الخليج مسؤولية استمرار العنف بعد فشل دعوة الإبراهيمي إلى هدنة في عيد الأضحى.
وجاءت دعوة الإبراهيمي إلى دور أكثر نشاطا للصين في الأزمة السورية خلال اجتماعه بنظيره الصيني يانغ جيتشي الذي أشاد بجهود الموفد الدولي.
وزار الإبراهيمي موسكو مطلع الأسبوع وحذر من أن الوضع في سوريا يزداد سواء, بل إنه تحدث عن حرب أهلية هناك. ولم تثمر محادثاته في موسكو تقدما يذكر, وتوجه إلى بكين في محاولة لإقناع القيادة الصينية بالضغط على نظام الأسد للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
ويحاول الموفد المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إقناع الروس والصينيين -الذين أحبطوا في مجلس الأمن الدولي ثلاثة مشاريع قرارات تدين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتهدده بعقوبات- بتبني موقف أكثر ليونة يسمح لمجلس الأمن باتخاذ خطوات لوقف العنف في سوريا.
ولم يحرز الإبراهيمي أي تقدم في موسكو بما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كرر اقتراحا سابقا بإحياء بعثة المراقبة الدولية (السابقة) في سوريا مع زيادة عدد أفرادها.
وقال مراسل الجزيرة في بكين إن الإبراهيمي وبعد فشل مبادرته لإرساء هدنة بسوريا في عيد الأضحى يأمل أن تلعب الدول الفاعلة على الساحة الدولية ومنها الصين دورا أكبر لإنهاء الأزمة السورية.
وأشار إلى تصريحات صينية تحذر من أن الأزمة في سوريا لم تعد قاصرة على الحكومة والمعارضة السوريتين, وإنما امتدت تداعياتها إلى المنطقة في إشارة إلى التوتر بين أنقرة ودمشق, وفي لبنان.
دمشق تتهم
وفي دمشق, اتهمت الخارجية السورية أمس تركيا ودول الخليج بالتسبب في ما اسمته استمرار العنف بعد فشل الهدنة التي كان يفترض أن تلتزم بها الحكومة والمعارضة السوريتان بدءا من أول أيام عيد الأضحى ولمدة أربعة أيام.
وقال الناطق باسم الوزارة جهاد مقدسي إن تركيا ودول الخليج لا تزال تمول وتسلح وتؤوي ما سماها الجماعات الإرهابية المسلحة.
وجاءت تصريحات مقدسي في سياق الرد على رفض تركيا دعوة روسية للتفاوض مع نظام الأسد.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن “الحوار مع نظام يرتكب المجازر بحق شعبه في دمشق لا جدوى منه”.
وأكد دعم بلاده تشكيل حكومة انتقالية كجزء من وثيقة جنيف التي وافقت عليها الحكومة والمعارضة السوريتان مع عدد من الدول الأخرى الصيف الماضي.
وعبر أوغلو عن أسفه لانهيار الهدنة التي اقترحها الإبراهيمي, وانتقد مجلس الأمن “لعدم إصداره إشارة قوية لدمشق” لكي تنهي أعمال العنف المستمرة منذ 19 شهرا.
وفي وقت سابق, أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن ما يجري في سوريا إبادة للسوريين من قبل النظام وليس حربا أهلية كما قال الإبراهيمي.
122 قتيلا برصاص قوات النظام معظمهم بمجازر
مقاتلات حربية سورية تقصف حي جوبر بدمشق
قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان إن 120 شخصا قتلوا في سوريا الثلاثاء معظمهم في مجازر ارتكبها النظام في معرة النعمان في إدلب وفي مدن حمورية وبيت سوا ودوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
في غضون ذلك قصفت مقاتلات حربية سورية الثلاثاء حي جوبر المكتظ بالسكان بشرق العاصمة دمشق, وذلك للمرة الأولى, بينما ارتفع عدد قتلى المواجهات في أرجاء متفرقة خلال الساعات الماضية إلى 120 قتيلا.
وقال ناشطون إن قصف حي جوبر يمثل المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري الطائرات المقاتلة في قصف أحياء سكنية مكتظة، وذكروا أن قوات النظام عادة ما تستخدم المروحيات في القصف الجوي.
وقد شهدت مدن وبلدات سورية مختلفة مزيدا من عمليات القصف التي أوقعت عشرات القتلى. ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن 66 شخصا قتلوا الثلاثاء جراء القصف الذي استهدف مناطق مختلفة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة سورية حربية نفذت غارة جوية على قرية “دير شرقي” بريف معرة النعمان في إدلب، وأوضح أن الطائرة فتحت نيران رشاشها على كروم الزيتون بمحيط قرية دير شرقي التي يوجد فيها نازحون.
وأشار المرصد إلى أن حصيلة ضحايا أولية أكدت سقوط عشرة قتلى و14 جريحا إثر قصف بالطائرات الحربية استهدف مباني في مدينة معرة النعمان التي تسيطر عليها المعارضة والواقعة على الطريق السريع بين دمشق وحلب. كما تعرضت بلدتا حاس وكفرومة للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي ريف دمشق، قتل وجرح أشخاص عديدون في قصف على مدن حمورية وعربين وحرستا، حسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية التي أشارت أيضا إلى أن قوات النظام شنت حملة اعتقالات في حماة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت مصيف سلمى، وقرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية.
قصف متواصل
وأوضح المرصد أن حيي الجبيلة والعرفي وأحياء أخرى من مدينة دير الزور تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى إلى تهدم عدد من المنازل وتصاعد سحب الدخان في سماء المدينة.
ووفقا لما أكده نشطاء فإن طائرات حربية سورية قصفت مواقع للمعارضة على مشارف مدينة حمص لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش تضم عشرات الجنود.
وأكد النشطاء أن اثنين من مسلحي المعارضة قتلا وأصيب عشرة في قرية المباركية الواقعة على بعد ستة كيلومترات إلى الجنوب من حمص حيث يحاصر المعارضون مجمعا يحرس منشأة لصيانة الدبابات كانت تستخدم في قصف قرى قرب الحدود مع لبنان.
وكانت قرية المباركية واحدة بين مناطق عدة في محيط حمص سوّاها الجيش بالأرض بعد أن استعادت القوات الحكومية في فبراير/شباط الماضي حي بابا عمرو الذي كانت تسيطر عليه المعارضة، ومنذ ذلك الحين عاد مسلحو المعارضة إلى منطقة زراعية مجاورة في محاولة لقطع خطوط الإمداد.
من جهة أخرى قالت الشرطة السورية إن مجموعة مسلحة قتلت اللواء طيار في سلاح الجو السوري عبد الله الخالدي في دمشق، ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله إن “الإرهابيين ترصدوا اللواء الخالدي في شارع أسد الدين بمنطقة ركن الدين وأطلقوا النار عليه أثناء نزوله من سيارته مما أدى إلى استشهاده على الفور”.
كتائب كردية تقاتل الكردستاني بسوريا
مدين ديرية-ريف حلب
شهدت بلدة عفرين بريف حلب على الحدود التركية اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية وحزب العمال الكردستاني الموالي للحكومة.
وانضمت “كتيبة يوسف العظمة” الكردية لهجوم الجيش الحر وأعلنت السيطرة على كتيبة 137 المتمركزة على مشارف بلدة عفرين، ولا تزال الاشتباكات مستمرة وسط تحليق للطيران الحربي حسب ناطق عسكري باسم الكتائب الكردية.
وأعلنت الكتيبة الاستنفار محذرة حزب العمال الكردستاني من الاستمرار بمساندة نظام الرئيس بشار الأسد والتعرض للنشطاء الأكراد المعارضين للنظام.
ورافقت الجزيرة نت الكتائب الكردية في مواقع سرية على الحدود التركية خلال معارك الجيش الحر مع حزب العمال. وبلدة عفرين ذات الأغلبية الكردية سلمها الجيش الحكومي لحزب العمال، حيث كانت تشكل درعا وحماية لكتيبة 137 التابعة للجيش النظامي.
وتقول الحركات الكردية المؤيدة للثورة إن حزب العمال “مجموعة إرهابية” لا ينتمي لأي صفات كردية بل يخضع لأجندات الأنظمة الدكتاتورية القمعية بينها نظام الأسد.
واتهمت الكتيبة الحزب بمحاولة السيطرة على قرار الشعب الكردي بالترهيب والقمع ومنعه من التظاهر ضد النظام في المناطق الكردية، حيث قام باعتقال وخطف النشطاء الأكراد الشباب وقام بتصفيات جسدية للبعض، ويقوم الحزب بنشر عناصر ملثمين ويعتدي على النشطاء في حلب وعفوين بإشراف المخابرات الجوية، على حد قول هؤلاء الناشطين.
قمع الأكراد
وقال قائد كتيبة “يوسف العظمة” بسام مصطفى للجزيرة نت إن الأكراد شكلوا كتيبة ضمن تسع كتائب كردية مقاتلة من كل الشباب الأحرار الكرد لإسقاط نظام الأسد الذي انتهك كرامة الشعب السوري لمدة أربعين عاما.
وأوضح مصطفى أن هدف كتيبته الدفاع عن الشعب السوري بعدما حاولوا أن تكون ساحات دمشق تماما كميدان التحرير من خلال المظاهرات السلمية.
وأكد مصطفى أن هذه الكتيبة تشكلت من أحرار الكرد وانضمت إلى الجيش الحر تقاتل جنبا إلى جنب مع العرب والشركس والأرمن والمسيحيين والسنة والعلويين والشيعة ضد طاغية ظالم.
ودعا الأكراد وكافة أطياف الشعب السوري لمساعدة الثورة من أجل الخلاص من نظام الأسد، مشيرا بهذا الصدد إلى أن مستقبل الشعب الكردي لا يرسم إلا بالثورة السورية الحرة.
واعتبر أن حزب العمال الكردستاني موجود في تركيا ولديه أنصار هناك وغرر بهم واعتقدوا أنه من الممكن أن يكون في تركيا ثورة تسترد وتستعيد كرامة الأكراد وحقوقهم، “غير أن هذا غير صحيح ويعد متاجرة بعواطف الأكراد”.
ريف إدلب.. حاضن للثورة
شاهر الأحمد-ريف إدلب
رصدت الجزيرة نت في ريف إدلب شمالي سوريا احتضان سكان تلك المناطق للثورة وتقديم الدعم لها بأشكال مختلفة. ويتباهى أهالي قرى ريف إدلب من الرجال والنساء ومن الشباب والشيوخ بأنهم مع الثورة ويتسابقون في خدمتها وتقديم الدعم لها.
ورغم ذلك التقت الجزيرة نت بأشخاص رفضوا إعلان دعمهم للثورة أو تأييدهم للنظام، وعند سؤالهم عن أوضاع معيشتهم اكتفوا بالقول إن الوضع مقبول، دون أن ينتقدوا أي جهة. وهؤلاء في الغالب برأي بعض السكان هم من المحسوبين على النظام وممن تضرروا من الثورة وسيطرة الثوار على بلدتهم.
أشكال الدعم
وفي لقاء مع رجال في القرية أوضحوا أنهم يقدمون الدعم للثوار بطرق مختلفة من بينها الدفع بالشباب من أبناء القرية للانضمام للثورة، ومن خلال مساعدة الجرحى من الثوار وإيواء المنهكين والمتعبين منهم وتقديم الطعام والماء خاصة الخبز والفواكه التي تزخر بها قريتهم.
وذكر الحاج علي أبو محمد -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن قريته القريبة من الحدود التركية قلما يستهدفها النظام بضربات من الطيران أو القذائف، فيلجأ لها أهل القرى الأخرى من ريف إدلب ومن ريف حلب بحثا عن الأمن.
وأكد أن قريته قدمت عددا من الشهداء في هذه الثورة الشعبية، إضافة لانخراط العديد من شباب القرية في صفوف الجيش الحر.
أما أم ياسر -السيدة الطاعنة في السن- فتجلس بين بناتها وزوجات أبنائها وحفيداتها لتجهيز الخبز للثوار. وأكدت أن ما تقوم به هو أقل ما يقدم للشباب الثائر الذي يضحي بدمائه من أجلهم ومن أجل حريتهم والحفاظ على أمن قريتهم.
ورصدت الجزيرة نت في القرية حركة لأفراد من الجيش الحر -لا تخطئهم العين من خلال لبسهم وحيازتهم للأسلحة والربطات التي يضعونها على رؤوسهم- قدموا للقرية للتزود على ما يبدو بالمؤن أو لأخذ قسط من الراحة.
ومن أشكال الدعم التي تقدم للثوار لجوء بعض من المنشقين عن الجيش النظامي للقرية. ومن هؤلاء العسكري عمار، وهو أصلا من ريف دمشق، كان مع القوات العسكرية التي تخدم في منطقة سلقين ثم انضم للجيش الحر.
وعن السبب الذي دفعه للانشقاق عن الجيش النظامي، أوضح أنه جاء نتيجة الظلم الذي شهده والقتل الكثير الذي يمارسه الجيش النظامي دون تمييز بين مدنيين ومسلحين أو بين أطفال ونساء ومقاتلين.
أما الحاج علي, فقد بين أنه مثل غيره ممن عاشوا عقودا أثناء حكم آل الأسد لسوريا في ظل ظلم وإهمال وتمييز طائفي، وقال إن أهل قريته وغيرها من القرى الإدلبية “يأملون بأن تتمخض الثورة “عن الحرية للشعب وتطبيق الديمقراطية بعيدا عن التميز والتفريق”، ويأملون بحكومة تمثل الشعب بأكمله تقودهم نحو التطور والتقدم ليلحقوا بركب الأمم المتقدمة”.
من جهته بين المزارع دياب أنه والعديد من أبناء قريته كانوا يتعرضون لمعاملة سيئة من المسؤولين والعسكريين عبر الضرب والتنكيل لأسباب تافهة، وأشار كذلك إلى أن قرى إدلب ينقصها الكثير من الخدمات.
ويشدد كثيرون على أنهم في بداية الثورة خرجوا بشكل سلمي للتعبير عن رغبتهم بالإصلاحات وتحسين الأحوال، إلا أنهم فوجئوا بردة فعل النظام.
عقاب جماعي
ونتيجة للموقف الذي تقفه معظم قرى إدلب, يستهدفها نظام دمشق بفرض أشكال متعددة من العقوبات، أخطرها على الإطلاق القصف العشوائي للقرى المؤيدة للثورة التي يسقط من جرائها عشرات القتلى والجرحى إضافة لتدمير العديد من البيوت والمباني فيها.
ومن أشكال العقاب الجماعي قطع الكهرباء عن هذه القرى إما بشكل دائم أو متقطع، إضافة لمنع تزويدهم بالوقود خاصة المازوت الذي تشغل به ماكينات ضخ الماء.
كما منعت قوات النظام المزارعين والتجار من شحن محاصيلهم إلى دمشق التي تعد السوق الرئيسي للمنتجات الزراعية، ويتم المنع إما باستهداف الشاحنات التي تحمل هذه البضائع أو من خلال إرجاعها من حيث أتت.
ويقول مزارع يدعى أبو أحمد إن الرمان الذي تشتهر به قريتهم تلف وخرب لقلة الماء ولعدم جنيه في الوقت المناسب, أو لعدم رشه بالمبيدات الحشرية التي منعها النظام.
سوريا.. 163 قتيلا و”الحر” يأسر 50 جنديا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا الثلاثاء إلى 163 شخصا، بينهم 6 نساء و18 طفلا، وفقا لما ذكرته مصادر المعارضة السورية، فيما قتل لواء طيار في القوات الجوية السورية شمالي دمشق على يد “مجموعة إرهابية مسلحة”، بحسب التلفزيون السوري.
وقال التلفزيون في شريط إخباري عاجل على الشاشة: “في إطار استهدافها للكوادر الوطنية والعلمية، مجموعة إرهابية مسلحة تغتال اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق”.
وقالت شبكة سوريا مباشر في خبر لها إن الجيش الحر دمر 5 دبابات وسيطر على عربة مصفحة وأسر 50 جندياً حكومياً في دير بعلبة بحمص.
وأضافت أن القصف الحكومي على المنطقة تجدد ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 55 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، و30 في إدلب و13 في حلب ومثلهم في حمص و7 في درعا و3 في حماة وواحداً في دير الزور.
وفي تقرير لمصادر المعارضة المسلحة حول آخر التطورات العسكرية محافظة دمشق أن 25 جندياً حكومياً قتلوا في شارع الثلاثين بحي الحجر الأسود خلال اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى بين أفراد الجيش الحكومي في مخيم اليرموك.
من ناحية ثانية ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية مقراً له، إن طائرة سورية مقاتلة شنت الثلاثاء أول غارة جوية على حي في دمشق، مشيراً إلى أنها الغارة الأولى من طائرة مقاتلة على العاصمة السورية.
وقال المرصد إن الطائرة ألقت 4 قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من الجهة الشرقية والمحاذي لبلدة زملكا، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
وأفادت صحفية، تعمل في وكالة فرانس برس في دمشق، عن سماع صوت انفجار قوي في كل أنحاء العاصمة السورية.
يشار إلى أن النظام السوري كان قد استخدم سابقاً مروحيات عسكرية في قصف مناطق داخل العاصمة.
كذلك أفاد المرصد عن وقوع غارة جوية على مدينة دوما في ريف دمشق أحدثت “دماراً هائلاً في حوالي 20 منزلاً”، واوقعت العديد من القتلى والجرحى.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن طائرات ميغ حكومية قصفت حي الساطعية في معرة النعمان بريف إدلب، وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى إضافة إلى تدمير عدد من المنازل في الحي.
وفي حمص أصيب 5 أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم الكاهن فرنسيس، جراء سقوط قذيفة هاون أطلقتها القوات الحكومية على دير الآباء اليسوعيين في منطقة حمص القديمة.
كما أفادت مصادر في المعارضة السورية أن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابتين في عربين وثالثة في زملكا بريف دمشق.
421 قتيلا خلال الهدنة
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء تقريرا يظهر أن 421 مواطنا قتلوا خلال أيام “الهدنة” الأربعة، منهم 39 طفلا، مشيرا إلى مئات الانتهاكات للهدنة، فضلا عن حملات الدهم والاعتقال من قبل قوات الحكومة.
وكانت اشتباكات عنيفة وقعت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء بين مقاتلين معارضين للحكومة السورية وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، تراجعت حدتها فجرا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون آخرون.
وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت أولا في حي الحجر الأسود جنوبي دمشق بين قوات نظامية ومقاتلين معارضين، ثم “امتدت إلى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود، حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب الجيش النظامي”.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتدخل فيها مقاتلو القيادة العامة في المعارك. إذ شهد مخيم اليرموك اشتباكات عنيفة في شهر أغسطس الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور، وأوقعت العديد من القتلى.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن “الاشتباكات كانت عنيفة”، وإنها تركزت في محيط مبنى الخالصة التابع للجبهة في شارع 15 وفي شارع الثلاثين. ثم أشارت إلى “تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات” استقدمت الى المخيم “لمساندة قوات القيادة العامة”.
ويشار إلى أن هذه الجبهة شهدت سلسلة انشقاقات بسبب دعم قيادتها لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكان 115 شخصا قتلوا في سوريا الاثنين، منهم 10 أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في جرمانا بريف دمشق. وذلك في آخر أيام الهدنة التي لم تنجح في وقف نزيف الدم المتواصل منذ 19 شهرا.
وأوضح ناشطون معارضون أن طائرات حربية قصفت معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق، استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة، حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها، لكنها واجهت مقاومة عنيفة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أن ريف حمص الشمالي يتعرض للقصف بالطيران المروحي، وإلقاء براميل متفجرة وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي عن قرية الزعفرانة.
وأضافت أنه جرح العديد من المواطنين بعضهم بحالة خطيرة نتيجة القصف بالهاون وإطلاق الرصاص الكثيف من قبل قوات النظام في حي دير بعلبة.
من جهة أخرى، سقطت قذيفة سورية على منطقة ريفية تابعة لولاية “هاطاي” التركية على الحدود السورية صباح الاثنين، دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات، حسب ما أفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية.
وقام الجيش التركي بالرد الفوري على مصدر القذيفة، حسب الوكالة. وتشهد بلدة حارم السورية – التي تبعد كيلومترين فقط عن الحدود التركية – اشتباكات عنيفة، زادت حدتها الاثنين، ما أدى إلى سقوط قذيفة من سوريا على أرض خالية في قرية “باش أصلان”، بولاية “هاطاي” التركية.
الإبراهيمي في الصين لبحث أزمة سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعرب الوسيط الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأربعاء في بكين عن أمله في “دور نشط للصين” لإيجاد حل للنزاع في سوريا التي تشهد تصاعدا في أعمال العنف.
وبعد أن زار موسكو، وصل الموفد إلى بكين التي ترفض منذ 19 شهرا الموافقة على النداءات الدولية لممارسة أي ضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
والتقى الإبراهيمي وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، الذي أشاد بالجهود التي يبذلها الأول لمواجهة دوامة العنف في سوريا.
وكان الإبراهيمي اعتبر، إثر مباحثات أجراها في موسكو الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الوضع في سوريا يسير “من سيئ إلى أسوأ”، معبرا عن “خيبة أمله” لفشل الهدنة التي دعا إليها خلال أيام عيد الأضحى الأربعة.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف: “قلت سابقا وأكرر أن الأزمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ”.
يشار إلى أن كلا من روسيا والصين استخدمتا حق النقض (فيتو) لوقف مشاريع قرارات تهدد بخطوات جادة ضد نظام الأسد.
التلفزيون السوري: اغتيال لواء طيار في دمشق
الإبراهيمي يزور بكين ولافروف يقترح خطة وأوغلو يرفض الحوار مع الأسد
وكالات
أفاد التلفزيون السوري، الثلاثاء، أن مجموعة مسلحة اغتالت اللواء الطيار عبدالله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق.
وفي سياق حرب النظام اليومية على المعارضة، أكد نشطاء في المعارضة السورية أن طائرات النظام السوري الحربية قصفت مواقع للمعارضة على مشارف مدينة حمص اليوم الثلاثاء لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش تضم عشرات الجنود. وقالت مصادر في المعارضة إن المنشأة كانت تستخدم في قصف قرى قرب الحدود مع لبنان.
إلى ذلك، ارتكب جيش النظام السوري مجزرة جديدة في إدلب اليوم حيث قتل 19 شخصا نتيجة القصف البري والجوي على معرة النعمان بينهم 4 أطفال من آل قيطاز، فيما ارتفعت حصيلة اليوم الى 35 قتيلاً.
وكان طيران النظام الحربي قد شن غارات سابقة أدت الى مقتل 15 شخصا وتدمير مبنيين. كما يستمر القصف على جميع أحياء المدينة لا سيما الحي الشمالي والمساكن والحارة الغربية والقبلية.
خطة لافروف
يأتي هذا في ما يبدأ الموفد الأممي الأخضر الابراهيمي محادثاته في بكين اليوم في إطار محاولاته مع حليفي الأسد لتمرير حل للأزمة السورية عبر مجلس الأمن.
وفي هذا السياق ذكر مصدر دبلوماسي أن “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قدم للابراهيمي، خطة كان قد طرحها على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ووصفها الإبراهيمي بأنها “أجندة مناسبة ووحيدة لإنهاء الأزمة
وتستند خطة لافروف إلى بيان جنيف، وقدم فيها ما يشبه ضمانات روسية في حال تبنيها من الدول الأخرى، مع تعهد بلاده بعدم ممارسة حق النقض على أي بند بما فيها بند “العملية الانتقالية”، في المقابل اشترط لافروف الضغط على جميع الأطراف السوريين لإنهاء القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تركيا ترفض حوار الأسد
في المقابل أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الثلاثاء أن بلاده لن تتحاور أبدا مع النظام السوري الذي استمر “في قتل شعبه” خلال عطلة عيد الأضحى.
كلام الوزير التركي جاء ردا على سؤال لأحد الصحافيين بشأن الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الى الدول المجاورة لسوريا للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.
مصدر أوروبي: إتصالات مكثفة مع الجامعة العربية بشأن سورية
بروكسل (30 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد مصدر أوروبي مطلع أن إتصالات مكثفة تجري حالياً بين مسؤولي الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية من أجل البحث عن آفاق حلول للأزمة في سورية
وعبر المصدر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الثلاثاء عن أمل الأوروبيين في أن تتمخض هذه الإتصالات عن نتائج مشتركة بشأن عدة قضايا على رأسها الأزمة في سورية. وقال “نحن نحافظ على مستوى إتصالاتنا الدائمة مع الجامعة من أجل مواكبة تطورات الأزمة”، حسب تعبيره
وأشار المصدر إلى الإجتماع الوزاري العربي الأوروبي المشترك المقرر في الثالث عشر من نشرين الثاني/نوفمبر المقبل في القاهرة يأتي ترجمة “لمتانة” العلاقات بين الطرفين، وقال “نحن نرغب بتطوير وتوسيع آفاق تعاوننا مع جامعة الدول العربية”
وشدد على أن سورية ستكون الموضوع الرئيسي على جدول أعمال الإجتماع المذكور
وكان المصدر قد نفى أن يكون الإتحاد الأوروبي مهمشاً في معالجة الأزمة السورية، مشدداً على أن أوروبا تبذل الكثير من الجهود وتتعاون مع كافة الأطراف الدولية وتدعم جهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في مسعاه لوقف الصراع في سورية.
وأعاد المصدر إلى الأذهان الجهود التي يبذلها الإتحاد الأوروبي والأموال التي سبق وخصصها لتحسين أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار
وكان الإتحاد الأوروبي قد أعرب عن أسفه لعدم تمكن كافة الأطراف المتحاربة في سورية من تنفيذ الهدنة التي كانت مقررة أيام عيد الأضحى المبارك، مشدداً على ضرورة التوصل إلى إتفاق جديد لوقف إطلاق النار في هذا البلد
الحكومة السورية تحمل تركيا ودول الخليج مسؤولية استمرار” نزيف الدم السوري“
حمّلت الحكومة السورية تركيا ودول الخليج مسؤولية استمرار نزيف الدم السوري وتقويض مهمة الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، بحسب بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي.
واعتبر مقدسي ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يستمر في تبني منهج الهروب للأمام ورفض إجراء أي مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها،على حد تعبيره
وقد ارجع اوغلو موقف بلاده الى ما وصفه باستمرار نظام الرئيس بشار الاسد في “قتل شعبه” خلال الهدنة المعلنة في عطلة عيد الاضحى.
ميدانيا شنت طائرة حربية غارة على حي جوبر في شرق دمشق في حين بلغت حصيلة القتلى على مدار يوم أمس الثلاثاء 123 شخصا حسب مصادر المعارضة السورية.
وسبق للنظام ان استخدم مروحيات عسكرية في قصف احياء من العاصمة.
وألقت الطائرة اربع قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق والمحاذي لبلدة زملكا في ضواحي دمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين حسب المرصد.
وافادت صحافية في وكالة فرانس برس في العاصمة السورية ان صوت انفجار قوي سمع في كل انحاء دمشق.
كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على مناطق سورية مختلفة الثلاثاء منها حي الحجارية في مدينة دوما بريف دمشق ادت الى “دمار هائل في المنطقة” وبلدتا عربين وزملكا ومحيطهما في ريف دمشق.
واكد المرصد السوري ان عدد القتلى اثر القصف والاشتباكات في مدينة دوما وضواحيها بلغ 23 شخصا بينهم خمسة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة الشيفونية و18 مدنيا بينهم اربع نساء وخمسة اطفال جراء القصف بالطائرات الحربية والدبابات في ضاحية الحجارية التي تهدم 20 مبنى فيها.
في الوقت نفسه استهدف الطيران محافظة إدلب لا سيما مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ومحيطها.
اغتيال لواء طيار
ومع تزايد استخدام النظام السوري للطيران الحربي في الايام الاخيرة وغداة يوم شهد “اعنف الغارات” على مناطق عدة كشف الثلاثاء عن اغتيال اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين في شمال العاصمة السورية وهو احد “افضل الخبرات في مجال الطيران” حسب التلفزيون الرسمي السوري الذي اذاع النبأ في شريط عاجل.
وابلغ مصدر امني في دمشق وكالة فرانس برس ان اللواء الخالدي “عضو في قيادة الاركان الجوية” وتعرض لاطلاق نار ليل الاثنين بعيد خروجه من منزل احد اصدقائه.
واتهم التلفزيون الحكومي “مجموعة ارهابية مسلحة” باغتيال الخالدي “في اطار استهدافها للكوادر الوطنية والعلمية”.
من جهتها تبنت العملية “كتيبة شهداء ركن الدين” وهي جزء من اللواء الاول بدمشق في “الجيش السوري الحر” في بيان على صفحتها على موقع “فيسبوك”.
وقالت الكتيبة انها تمكنت من اغتيال الخالدي “المسؤول عن التدريب الجوي بأمرية الطيران والرقيب الاول احمد عبد الحق من فرع المخابرات الجوية”.
في غضون ذلك شهدت مناطق سورية عدة اعمال عنف الثلاثاء ادت الى مقتل 123 شخصا بحسب المرصد هم 57 مدنيا و25 مقاتلا معارضا و41 جنديا نظاميا.
BBC © 2012
الأحياء العلوية في حمص: حياة طبيعية تزدهر فيها الكراهية
أورينت نت- حسيب عبد الرزاق
تسعة عشر شهراً على اندلاع الثورة السورية، نجح خلالها نظام الأسد الإبن في عسكرة بعض الأحياء الحمصية التي تسكنها غالبية من أبناء طائفته العلوية والذين يشغلون المناصب والوظائف في الدوائر الحكومية في المدينة، إضافة إلى انضمام فئات واسعة منهم إلى المؤسستين العسكرية والأمنية في المحافظة كموروث تقليدي عقائدي ومعيشي اشتهروا به على مر أربعة عقود، منذ انقلاب الرئيس الأسد الأب عام 1970 وتفرّده بالسلطة لثلاثين عاماً.
عسكرة الأحياء العلوية في مدينة حمص “أكبر المحافظات مساحة وثالثها من حيث عدد السكان” بدأت في حي عكرمة المتاخم بكتلته العمرانية لحي باب السباع أقدم أحياء المدينة والذي انطلقت منه أولى المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والكرامة لمساندة انتفاضة أهل درعا في وجه عناصر الأمن السوري، وكذلك انطلاق التظاهرات الحاشدة في معظم الأحياء الحمصية.
تسليح العلويين
وتعمل أجهزة الأمن على تسليح معظم الرجال والشباب في حي عكرمة حتى طال التسليح من هم من تحت سن الثامنة عشر تحت مسمى “اللجان الشعبية”، واعتبروا انفسهم الخط الدفاعي الثاني خلف قوات الأمن ضد أشباح لا وجود لهم أطلقوا عليهم تسمية “العصابات المسلحة”، وشنت اللجان الشعبية هجمات على المظاهرات السلمية في باب السباع، وشاركت بتنظيم مسيرات مؤيدة للنظام مطلقة شعارات طائفية استفزازية وسط صدمة أهالي!
انتقلت عملية تسليح المدنيين العلويين من حي عكرمة الذي يعتبر ضمن المناطق الثانية رقياً إلى الأحياء العلوية الأخرى الأقل تمدناً وثقافة والأكثر فقراً، كما حدث في حي الزهراء، فقد أعلن بعضهم عصيان قرارات ضبط النفس تجاه المظاهرات السلمية التي كانت تنطلق في أحياء باب الدريب المجاور له وحيي الخالدية والبياضة القريبين منه، وبدأت مجموعات اللجان الشعبية في هذا الحي تساند بشكل عقائدي قوات النظام في قمع المظاهرات.
وتشكل الأحياء العلوية القليلة في المدينة طوقاً أمنياً مشدداً على الأحياء الثائرة التي هجرها أهلها تحت القصف المتواصل من مدافع وطائرات النظام، ما أدى إلى نزوح معظم أهالي الثوار في الأحياء القديمة إلى حي الوعر (حمص الجديدة) وحي الغوطة والمحطة وسط المدينة، وبعضهم نزح إلى حي كرم الشامي غرب حي باب السباع هرباً من هجمات الشبيحة، التي ارتكبت مجازر مروعة كما حدث في مجزرة الخالدية مطلع شباط الماضي التي سقط فيها ما يقارب 300 شهيد، ومجزرة حي كرم الزيتون في 12 آذار الماضي التي راح ضحيتها ما لا يقل عن خمسة وأربعين مدنيًا ذبحوا بالسكاكين.
تحولت الأحياء ذات الغالبية العلوية كحي عكرمة والنزهة الملاصق له ومنطقة مساكن وادي الذهب في جنوب المدينة وحي الزهراء إلى مراكز عسكرية تنطلق منها هجمات الشبيحة على بيوت الأهالي تحت غطاء أمني وعسكري منظم، إضافة إلى تمركز أسلحة ثقيلة في شوارعها كالدبابات والمدافع وقواذف صاروخية تقصف باستمرار أحياء حمص القديمة.
ممارسات وانتقام المدنيين!
مع غياب القانون في مدينة حمص، تبرز الآن سلوكيات لا أخلاقية اتبعها بعض المدنيين في الأحياء العلوية بلا حساب ولا عقاب، حيث تقوم مجموعات منهم مدعومة بالشبيحة وعناصر أمنية بطرد عائلات سنيّة تقطن منذ عشرات السنين في تلك الأحياء، وذلك تحت تهديدهم بالقتل واغتصاب نسائهم وإحراق بيوتهم إن رفضوا المغادرة، حدث ذلك في حي الزهراء حيث تم طرد عشرات العائلات تحت موجة عارمة في شوارع الحي من الشعارات الطائفية وعبادة الأسد، فيما تم نهب المحال التجارية التي تعود لمالكين غير علويين في شارع الحضارة التجاري الكائن في حي عكرمة، وقام بعض شبان الحي بحرقها على مرأى من أعين قوات الأمن بعد أن نهبوا محتوياتها.
يستاء أهل المدينة من تصرفات الأمن والشبيحة المتمركزين في الأحياء العلوية الموالية لنظام الأسد، وقد نزحوا إلى أحياء لا يشملها القصف ولا اعتداءات الشبيحة فتمركزوا في حي الوعر والميدان وكرم الشامي وتوزع بعضهم في مساكن المدينة الجامعية وحي الشماس الملاصق لحي المخيم الفلسطيني.
وازداد الشعور بخيبة الأمل لدى أهالي حمص بعد دخول قوات جيش النظام على خط نهب بيوت بابا عمرو الشعبي وحي الإنشاءات الراقي المجاور له غرب المدينة، حيث قاموا بحملات ممنهجة أثناء عمليات عسكرية معنية بنهب البيوت والمحال التجارية وأقاموا أسواقاً للغنائم في حيي عكرمة والزهراء وأطلقوا عليها اسم “أسواق السنة” تعبيراً عن اختلافهم وخلافهم مع مطالب أهل المدينة بالحرية وإقامة دولة مدنية تعددية عادلة، فعلى مرأى من أعين الناس وكاميرات النشطاء حملت سيارات الزيل العسكرية محتويات البيوت وأثاثها من الأحياء المنكوبة وسارت بها في شوارع الأحياء المؤيدة للنظام رافعين صور بشار الأسد.
وبعد تدمير أسواق المدينة الغذائية، تقوم قوات النظام بالإشراف على تحويل الإعانات الغذائية الخارجية من مسارها تجاه العائلات المحاصرة في الأحياء الحمصية القديمة وتوريدها إلى الأحياء الموالية، في الوقت الذي تم فيه تحويل بيوت في أحياء النزهة والزهراء الموالية إلى معتقلات تعذيب للمخطوفين من الثوار، فتحولت مقايضة ذوي المخطوفين وابتزازهم إلى تجارة رابحة يكسب فيها الخاطفون أموال الفدية الباهظة التي يشترطون دفعها للإفراج عنهم.
قمع التعاطف الإنساني
ترصد أجهزة مخابرات النظام أي تعاطف إنساني (يمكن أن ينشأ) من قبل بعض أهالي أحياء عكرمة والنزهة والزهراء مع باقي أهالي المدينة المحاصرين، ويشمل الرصد المساعدات الغذائية، والعقوبة تكون صارمة بحق المتعاطفين وتصل بهم إلى حدود الاعتقال والتعذيب، فيما تبقى صفقات التهدئة بين الأحياء وعمليات تبادل الأسرى المخطوفين من الطرفين سارية بتدخل رجال الدين وغياب الدولة، ورغم ذلك يخاطر كثيرون في تلك الأحياء الأمنية بأنفسهم مقابل مساعدة أهالي الأحياء المنكوبة والنازحين، عبر تزويدهم بالأغذية والبضائع الموجود في أسواقهم وتسسير اوراقهم الخدمية والرسمية بعد أن نقلت مقرات عسكرية كشعب التجنيد من باب التركمان الثائر إلى الأحياء الموالية.
وخلف متاريس النظام لا شيء يحدث في الأحياء العلوية المؤيدة، ويمكن لكاميرا التلفزيون الحكومي وقنواته الإعلامية التابعة له أن تتجول لتصوير حياة يومية طبيعية في المدينة، في تجاهل لكل الدماء النازفة والدمار المتراكم في المدينة.
منذ الاعتصام الكبير لأهالي حمص (18- نيسان- 2011 ) في ساحة الساعة والتي أصبح اسمها ساحة الحرية، حيث ارتكب النظام مجزرته الشهيرة لفضّه بالقوة، أدرك ثوار المدينة أن بطش النظام لا حدود له، وبعد طواف بعض سكان أهل عكرمة حول تمثال الأسد الأب عند الدوار الفاصل بين حي عكرمة ومساكن مصفاة حمص، ومنع آلية التركس من نزعه بأوامرمن المحافظ، أدرك أهل حمص أن مآرب النظام تكمن في تجييش الأحياء العلوية وتحشيدهم غريزياً وعقائدياً ضد أخوتهم في التراب من أهل المدينة الثائرة.. ولربما يمكن القول أنه نجح في ذلك.. وأحبوا هم هذا الدور أحيانا!