أحداث الأربعاء 07 حزيران 2017
تحالف موال للنظام يهدد بضرب مواقع أميركية في سورية
موسكو، بيروت، واشنطن – رويترز
هدد تحالف عسكري موال للنظام السوري اليوم (الأربعاء) بضرب مواقع أميركية في سورية، محذراً من أن سياسة «ضبط النفس» إزاء الضربات الأميركية على قوات موالية للحكومة السورية ستنفد إذا تجاوزت واشنطن «الخطوط الحمراء».
وذكر بيان باسم قائد «غرفة عمليات قوات حلفاء سورية» نقله «الإعلام الحربي» أن «أميركا تعلم جيداً أن دماء أبناء سورية والجيش العربي السوري والحلفاء ليست رخيصة، وأن القدرة على ضرب نقاط تجمعهم في سورية وجوارها متوفرة ساعة تشاء الظروف، بناء للمتوفر من المنظومات الصاروخية والعسكرية المختلفة، في ظل انتشار قوات أميركية في المنطقة».
وكانت الولايات المتحدة شنت هجوماً جوياً أمس على مقاتلين قالت إنهم يشكلون تهديداً لقواتها وقوات تدعمها واشنطن في التنف جنوب سورية.
ووجه الجيش الأميركي في الأيام الأخيرة تحذيرات متكررة لقوات تتجمع قرب حصن التنف في جنوب سورية، ونصحها بالابتعاد عما تعرف بمنطقة «عدم الاشتباك» قرب الحصن الذي تستخدمه قوات خاصة أميركية ومقاتلون تدعمهم واشنطن. واتفقت واشنطن على منطقة «عدم الاشتباك» مع روسيا.
وقال التحالف الذي تقوده واشنطن في بيان: «على رغم تحذيرات سابقة، دخلت قوات مؤيدة للنظام مناطق عدم الاشتباك المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جندياً». وأضاف أن الولايات المتحدة وجهت عبر الخط العسكري الساخن مع روسيا تحذيرات عدة قبل القصف الذي دمر مدفعيتين وسلاحاً مضاداً للطائرات ودبابة.
وذكر البيان أن «التحالف لا يسعى إلى قتال النظام السوري أو القوات المؤيدة له، لكن يظل مستعداً للدفاع عن قواته إذا رفضت قوات مؤيدة للنظام (السوري) إخلاء منطقة عدم الاشتباك».
وكانت «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن «طيران التحالف الدولي يشن عدواناً على أحد مواقع الجيش العربي السوري على طريق التنف، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وخسائر مادية… عدوان ما يدعى بالتحالف الدولي يؤكد مرة أخرى موقف هذه القوى الداعم للإرهاب».
وذكر مصدر عسكري أن القيادة العسكرية السورية حذرت من مخاطر التصعيد.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن الضربة الجوية التي وجهتها الولايات المتحدة أمس في سورية لمقاتلين مدعومين من إيران يؤيدون النظام السوري تمثل انتهاكاً للقانون الدولي، بحسب وكالة «إنترفاكس» للأنباء.
واشنطن وموسكو تتنافسان على الرقة
لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»
بعد ثمانية أشهر على بدء العملية العسكرية الواسعة لاستعادتها، دخلت «قوات سورية الديموقراطية» مدينة الرقة، معقل «تنظيم داعش» وعاصمته المفترضة، معلنة بدء «المعركة الكبرى» لتحرير المدينة. وتزامن مع تحركاتها قيام القوات النظامية السورية بدخول الرقة أيضاً من ناحية محافظة حلب المجاورة، حيث انتزعت السيطرة على قريتين من «داعش». ويأتي تقدم «سورية الديموقراطية»، مدعومة بقوات «التحالف الدولي» بقيادة أميركا، وتقدم القوات النظامية وحلفائها مدعومة من روسيا، ليعكس بدء التنافس المحموم على «مساحات النفوذ» بين الأطراف المتنافسة على المدينة الاستراتيجية، ما يرشح لمواجهات واصطدامات محتملة بين أميركا وحلفائها من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة أخرى، كما يمكن أن يؤخر هزيمة «داعش» وإخراجه من المدينة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات بين القوات النظامية وحلفائها وقوات النخبة في «حزب الله» اللبناني من جهة، و «داعش» من جهة أخرى، على محاور عند الحدود الإدارية الشرقية لمحافظة حلب مع الحدود الغربية للرقة، مترافقة مع قصف القوات النظامية بوتيرة متصاعدة مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه. وعلم «المرصد» أن القوات النظامية مدعمة من «حزب الله» وبقيادة «مجموعات النمر»، تقدمت واستعادت السيطرة على 6 قرى، وتمكنت بذلك من التقدم ودخول أول قريتين داخل الحدود الإدارية للرقة، وهما خربة محسن وخربة السبع، على بعد نحو 80 كيلومتراً من مدينة الرقة وعلى بعد سبعة كيلومترات جنوب الطريق الرئيسي الذي يربط الرقة بحلب.
وكانت القوات النظامية قالت في أيار (مايو) الماضي إن تحركات «سورية الديموقراطية» ضد «داعش» في الرقة «مشروعة»، موضحة أن أولوياتها هي استعادة دير الزور من التنظيم، إضافة إلى منطقة البادية على الحدود مع الأردن والعراق. ويعني دخول القوات النظامية على خط معركة الرقة منذ اليوم الأول، أن الحكومة السورية قررت إلقاء ثقلها وراء استعادة سيطرتها على المدينة.
من ناحيتها، قالت مصادر متطابقة في المعارضة إن «قوات سورية الديموقراطية» دخلت مدينة الرقة من الجهة الشرقية في حي المشلب. كما تحدثت عن «حرب شوارع» دائرة حالياً في المدينة.
وأفاد «المرصد السوري» بأن «سورية الديموقراطية» سيطرت على حاجز المشلب، المدخل الشرقي للمدينة، ثم على عدد من المباني في الحي بعد «قصف كثيف للتحالف الدولي» بقيادة واشنطن، موضحاً أن «قوات سورية الديموقراطية باتت الآن داخل مدينة الرقة». كما تحدث «المرصد» عن معارك عنيفة تدور في شمال المدينة وداخل حرم الفرقة 17، واشتباكات في غرب الرقة.
وأفاد المتحدث باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سلو في مؤتمر صحافي أمس: «نعلن اليوم بدء المعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة، العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهابيين»، موضحاً أن المعركة بدأت منذ الإثنين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
واعتبر «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن أن معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة، لكنه شدد على أن السيطرة على المدينة ستشكل «ضربة حاسمة» لـ «داعش» وأيديولوجيته، مكرراً في الوقت ذاته أن السيطرة النهائية على المدينة ستستغرق وقتاً. وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» خلال الأسابيع الأخيرة وفي إطار حملة «غضب الفرات» من تطويق الرقة شمال سورية من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. ولم يبق أمام «داعش» في الرقة الواقعة على الضفاف الشمالية لنهر الفرات، سوى الفرار جنوباً عبر زوارق. ومع تقدم «سورية الديموقراطية» إلى مدينة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل وقوع ضحايا مدنيين جراء غارات التحالف الدولي. وأفاد «المرصد» بسقوط 21 مدنياً في قصف جوي للتحالف الدولي «خلال استعدادهم للفرار، عبر عبور نهر الفرات إلى ريف الرقة الجنوبي»، الذي لا يزال تحت سيطرة «داعش».
وناشدت «سورية الديموقراطية» في بيان «أهالينا في مدينة الرقة الابتعاد من مراكز العدو ومحاور الاشتباكات»، ودعتهم إلى «مساندة قواتنا والتعاون معها لتنفيذ مهماتها على أكمل وجه». ودعت أيضاً «شبان وشابات الرقة» إلى الالتحاق بصفوفها «للمشاركة في تحرير مدينتهم».
وقالت منظمة «لجنة الإنقاذ الدولية» للإغاثة الإنسانية إن المدنيين المحاصرين في الرقة يواجهون خطر القتل على أيدي قناصة «داعش» أو الألغام إذا حاولوا الفرار، كما قد يُستخدمون دروعاً بشرية إذا بقوا هناك. وحذرت المنظمة من أن «داعش» ينوي «استخدام 200 ألف شخص لا يزالون محاصرين في المدينة دروعاً بشرية».
هجوم الرقة يبدأ بسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» على الأحياء الشرقية للمدينة
لندن – «الحياة»
قال تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم من الولايات المتحدة أمس إنه بدأ معركة انتزاع السيطرة على مدينة الرقة، عاصمة تنظيم «داعش» المفترضة في سورية بشن هجمات من شرق المدينة وغربها وشمالها.
وقال العميد طلال سلو المتحدث باسم التحالف في حديث هاتفي مع رويترز إن العملية بدأت الإثنين وإنها «ستكون قوية، لأن داعش سيستميت في الدفاع عن عاصمته المزعومة». وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أنها استعادت الأحياء الشرقية من مدينة الرقة خلال عمليات أمس.
وكان «تنظيم داعش» قد انتزع السيطرة على المدينة من جماعات معارضة في عام 2014 واستخدمها قاعدة للتخطيط لعمليات في أوروبا. وسيشكل الهجوم على الرقة ضغوطاً أكبر على ما يسمي «دولة الخلافة» التي أعلنها التنظيم الذي يواجه الهزيمة في مدينة الموصل العراقية ويجبر على التقهقر في العديد من أرجاء سورية. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» في بيانٍ إنه «بعد مقاومة في دير الزور ومنبج وكوباني وتحرير جميع القرى المحيطة بالرقة، نعلن اليوم البدءَ بالمعركة الكبرى لتحرير المدينة، العاصمة المزعومة لتنظيم الدولة (داعش)».
وأوضح سلو أن «التحالف له دور كبير جداً في نجاح العمليات… إضافة للطيران هناك قوات تابعة للتحالف تعمل جنباً إلى جنب مع قوات سورية الديموقراطية».
وأفاد سلو خلال مؤتمر صحافي في قرية حزيمة (15 كم شمال الرقة) بأنه لم يحدد جدول زمني لإنهاء المعركة، مشيراً إلى أن كلاً من «قوات العشائر» و «صقور الرقة» و «قوات الصناديد» و «مجلس منبج العسكري» و «قوات النخبة» و «قوات الأمن الداخلي» و «قوات الحماية الذاتية» و «لواء الشمال الديموقراطي» سيشاركون إلى جانبهم في المعركة. وطلب سلو من المدنيين الابتعاد من مقرات تنظيم داعش، داعياً إياهم إلى «المساعدة في تحريرها».
ونفى الأنباء عن وجود اتفاق مع التنظيم لانسحابه من المدينة، كما نفى تقدم قوات النظام إلى الحدود الإدارية للمحافظة.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره بريطانيا، قال إن «قوات سورية الديموقراطية» هاجمت الطرف الشرقي لمدينة الرقة وقاعدة عسكرية على المشارف الشمالية للمدينة أمس.
وأفاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد لـ «رويترز»، إن الهجوم بدأ فجر أمس. وأضاف أنهم وصلوا إلى المدينة لكنهم لم يدخلوا أياً من مبانيها.
وتابع «المرصد» أن الهجوم على حي المشلب وعلى قاعدة الفرقة 17 على مسافة كيلومتر واحد شمالي وسط المدينة جاء في أعقاب قصف جوي كثيف أثناء الليل.
وكان تحالف «قوات سورية الديموقراطية» يعمل على تطويق الرقة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) في هجوم مدعوم من تحالف تقوده الولايات المتحدة يقاتل كذلك «داعش» في العراق حيث يوشك على هزيمته في مدينة الموصل.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف من عناصر «داعش» يعتقد أنهم متحصنون بالرقة حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم المتوقع. وتبعد المدينة نحو 90 كيلومتراً من الحدود مع تركيا.
وقالت الولايات المتحدة إنها بدأت توزيع السلاح على «وحدات حماية الشعب» الكردية للمساعدة في هجوم الرقة، ما أثار غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تشعر بالقلق من تنامي النفوذ الكردي في شمال سورية.
من ناحيته، أفاد موقع «سمارت» الاخباري المعارض بأن الناطق باسم «مجلس الرقة المدني» فراس ممدوح الفهد، قال إن المجلس سيشرف على إدارة المدينة عند انتهاء المعركة، من دون ذكر تفاصيل أخرى.
وفي موازاة الهجوم على «داعش» في الرقة، أفاد «المرصد السوري» باستمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات النخبة في حزب الله اللبناني من جهة، و «داعش»من جهة أخرى، على محاور الحدود الإدارية الشرقية لمحافظة حلب مع الحدود الغربية للرقة، مترافقة مع قصف من قبل قوات النظام بوتيرة متصاعدة على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه.
وعلم «المرصد» أن قوات النظام مدعمة بنخبة حزب الله اللبناني وبقيادة مجموعات النمر، تقدمت واستعادت السيطرة على 6 قرى، متمكنة بذلك من التقدم ودخول أول قريتين داخل الحدود الإدارية للرقة، وهما خربة محسن وخربة السبع، بعد نحو عام من طرد قوات النظام في الـ20 من حزيران (يونيو) من العام الماضي عقب 15 يوماً من دخولها الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، قادمة من منطقة أثريا بريف السلمية الشمالي الشرقي، حيث علم المرصد السوري حينها أن عناصر «داعش» نفذوا هجوماً عنيفاً على تمركزات وتقدمات قوات النظام وصقور الصحراء والمسلحين الموالين لها في منطقة مفرق الطبقة– الرصافة– أثريا ومحيطها بريف الطبقة الجنوبي والجنوبي الغربي، وأجبروا قوات النظام على الانسحاب من محافظة الرقة، إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة حماة، وباتت قوات النظام على مسافة نحو 40 كلم من مطار الطبقة، بعد تمكنها من الوصول قبل ذلك بيومين إلى مسافة 7 كلم من المطار.
وأفاد «المرصد» بأن العمليات العسكرية بدأت في الرقة بعد إصلاح جسور لعبور الممرات المائية من قرية رقة سمرا نحو المدخل الشرقي لمدينة الرقة. وكانت القوات النظامية وصلت 4 حزيران الجاري إلى الحدود الإدارية لحلب مع محافظة الرقة، بعد سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، على بلدة مسكنة الواقعة في الريف الشرقي لحلب، وذلك عقب عملية تطويق للبلدة أجبر خلالها تنظيم داعش على الانسحاب نحو مناطق سيطرته المتبقية في أقصى ريف حلب الشرقي وفي أقصى الريف الغربي للرقة.
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري» باستمرار قصف الطيران المروحي لمناطق في أحياء درعا البلد ومخيم درعا بمدينة درعا وأطرافها أمس، ترافق مع سقوط المزيد من صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، والتي أطلقتها قوات النظام على مناطق في درعا البلد، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام بالصواريخ وقذائف الهاون على المناطق ذاتها. كما تجددت الاشتباكات في محور حي المنشية بمدينة درعا.
«التحالف الدولي» يتوقع مواجهة طويلة وصعبة
لندن – «الحياة» – قال «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة أمس، إن معركة تحرير الرقة ستكون «طويلة وصعبة» لكنها ستوجه ضربة حاسمة للفكرة التي يقوم عليها «تنظيم داعش».
ونقل بيان للتحالف عن اللفتنانت جنرال ستيف تاونسند قائد التحالف قوله، «من الصعب إقناع المقاتلين الجدد بأن داعش قضية رابحة عندما يخسرون عاصمتيهم في العراق وسورية».
وأضاف: «شهدنا جميعاً الهجوم الفظيع في مانشستر بانكلترا. داعش تهديد لبلادنا جميعاً. ليس فقط العراق وسورية ولكن أوطاننا أيضاً. لا يمكن لهذا أن يستمر». وتابع: «بمجرد إلحاق الهزيمة بداعش في الموصل والرقة فسيظل هناك الكثير من القتال الصعب لكن هذا التحالف قوي وملتزم بالقضاء نهائياً على داعش في العراق وسورية».
وجدد البيان تأكيد أن «قوات سورية الديموقراطية» هي الشريك المحلى للقوات البرية للتحالف في المعركة ضد «داعش» في شمال سورية، متابعاً: «لقد أثبتت نفسها في منبج والطبقة وفي عدد لا يحصى من المدن والقرى الأخرى في شمال غربي سورية خلال العامين الماضيين».
وأضاف: «سوف تستمر قوات التحالف في دعم التحالف العربي السوري وقوات سورية الديموقراطية خلال هجومهما على الرقة كجزء من مهمتها لتقديم المشورة والمساعدة، إذ ستقوم بتزويد المعدات والتدريب والدعم الاستخباراتي واللوجستي وتوجيه الضربات الدقيقة والمشورة في ميدان القتال».
تركيا تحذر من «رد فوري» إذا مثلت العملية تهديداً لها
أنقرة – لندن – «الحياة» – قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس أن أنقرة سترد على الفور إذا مثلت عملية تحرير الرقة من تنظيم «داعش»، والتي ينفذها عناصر «قوات سورية الديموقراطية»، تهديداً لتركيا.
وأضاف يلدريم متحدثاً أمام نواب من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بعد أن أعلن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» بدء الهجوم لاستعادة الرقة أن تركيا تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية»، وهي جزء من التحالف المدعوم من الولايات المتحدة، جماعة إرهابية متحالفة مع مسلحي «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره أنقرة أيضاً منظمة إرهابية، والذي يشن تمرداً في جنوب شرق تركيا منذ 1984. وكان يلدريم قد أعلن قبل أيام أن «قوات التحالف الدولي» أبلغته ببدء معركة الرقة، معرباً عن استياء تركيا من اعتماد العملية العسكرية على عناصر من «قوات سورية الديموقراطية». ورغم ضغوط أنقرة لإثناء أميركا عن الاعتماد على عناصر «وحدات الشعب الكردية» والفصائل العاملة معها، إلا أن واشنطن رفضت المطالب التركية، مشددة على أن «سورية الديموقراطية» ستنفذ العملية العسكرية بدعم من طيران «التحالف الدولي» بسبب وجود قوى أخرى على الأرض جاهزة لهذه المهمة. وتشعر أنقرة بقلق بالغ من القوة العسكرية والتمدد على الأرض لأكراد سورية وسط مخاوف من أن النفوذ المتنامي لهم يمكن أن يشجع تمرد أكراد تركيا، بخاصة إذا ما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من بناء مناطق حكم ذاتي على الحدود الشمالية مع تركيا.
مخاوف من استخدام 200 ألف مدني كدروع بشرية
بيروت – رويترز – قالت منظمة إغاثة إنسانية بارزة أمس إن المدنيين المحاصرين في مدينة الرقة السورية يواجهون خطر القتل على أيدي قناصة تنظيم «داعش» أو الألغام إذا حاولوا الفرار، لكنهم قد يستخدمون كدروع بشرية إذا بقوا هناك.
وألقت «لجنة الإنقاذ الدولية» الضوء على الخيارات الصعبة المتاحة أمام المدنيين في الرقة، مع بدء «قوات سورية الديموقراطية» هجوماً لاستعادة المدينة.
وقال مدير الشؤون العامة لمنطقة الشرق الأوسط في لجنة الإنقاذ الدولية توماس جاروفالو في بيان: «لاحظت لجنة الإنقاذ الدولية انخفاضاً في عدد الفارين من الرقة خلال الأسبوع الماضي، وهو ما قد يشير إلى أن تنظيم داعش ينوي استخدام 200 ألف شخص لا يزالون محاصرين في المدينة كدروع بشرية». وأضاف: «من يحاولون الفرار مع تقدم «قوات سورية الديموقراطية» في المدينة يواجهون خطر القتل بسبب الألغام وقناصة داعش وكذلك الضربات الجوية».
وقال: «عالجت الفرق الطبية التابعة للجنة في شمالي مدينة الرقة أشخاصاً مصابين بسبب الألغام، أثناء محاولة اجتياز خط القتال».
وواجه المدنيون نقصاً متزايداً في الغذاء والمياه والرعاية الصحية والكهرباء في الشهور الماضية، مع تقدم قوات سورية الديموقراطية نحوها. وتوفر لجنة الإنقاذ الدولية أموالاً للطوارئ ورعاية صحية للفارين من العملية العسكرية ضد «داعش».
الجيش السوري يدخل محافظة الرقة
بيروت – رويترز
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الجيش السوري دخل محافظة الرقة اليوم (الثلثاء)، وانتزع السيطرة على قريتين من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في تقدم يتزامن مع بدء هجوم تدعمه الولايات المتحدة على مدينة الرقة.
وتقدم الجيش السوري المدعوم من روسيا والفصائل المتحالفة معه صوب محافظة الرقة من محافظة حلب المجاورة حيث انتزعت القوات السورية السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي من «داعش» هذا العام.
وتقع القريتان اللتان انتزعهما الجيش وهما خربة محسن وخربة السبع على بعد حوالى 80 كيلومتراً من مدينة الرقة، وعلى بعد سبعة كيلومترات جنوب الطريق الرئيس الذي يربط الرقة بحلب.
وتقود «قوات سورية الديموقراطية» الحملة المدعومة من واشنطن للسيطرة على الرقة. و«قوات سورية الديموقراطية» هي تحالف يضم «وحدات حماية الشعب الكردية».
وفي أيار (مايو) الماضي وصفت الحكومة السورية الحرب الكردية على «داعش» بأنها مشروعة، وقالت إن أولوية الجيش هي دير الزور التي يسيطر عليها االتنظيم المتشدد، ومنطقة البادية على الحدود مع الأردن والعراق، في مؤشر على أن الحكومة لا تعتزم تحدي الحملة المدعومة من واشنطن للسيطرة على مدينة الرقة.
قوات سوريا الديمقراطية تحرز تقدما في الرقة
بيروت ـ أ ف ب : تواصل قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن تقدمها في مدينة الرقة شمال سوريا، بعد دخولها معقل تنظيم “الدولة الإسلامية “(داعش)، وفقا للقوات والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت القوات قد دخلت أمس (الثلاثاء) إلى الرقة من الجهة الشرقية في حي المشلب بعد اشهر من المعارك، سيطرت خلالها على مناطق واسعة في محافظة الرقة، وقطعت طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من عدة محاور.
وتمكنت القوات، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية، صباح اليوم من اقتحام مدينة الرقة من الجهة الشرقية بعد تقدمها مسافة 1.5 كم وتحرير حي المشلب ومن الجهة الغربية أيضا بعد تحرير قلعة هرقل، بحسب قيادة حملة “غضب الفرات”. وتقع القلعة على تلة تبعد نحو 2 كلم عن حدود المدينة.
المرصد الحقوقي أوضح أن اشتباكات جرت داخل حرم الفرقة 17 وبمحيطها التي تبعد نحو 2 كلم شمال الرقة، إلا ان التنظيم زرع الغاما في المنطقة بشكل كثيف.
وذكر المرصد ان طائرات التحالف شنت غارات كثيفة على المدينة خلال الليل.
وكان تنظيم (داعش) قد أعلن في عام 2014 إقامة “الخلافة” انطلاقا من مساحة واسعة من الاراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.
ولجأ التنظيم الى الاعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي والرجم وغيرها من الممارسات الوحشية، لفرض سيطرته.
ويبلغ عدد سكان المدينة حاليا 160 الف شخص، فيما كان يبلغ عدد سكانها قبل اندلاع النزاع نحو 300 الف شخص، بحسب احصاء للامم المتحدة.
واضطر الالاف إلأى الفرار من المدينة خلال الاشهر الاخيرة نحو مناطق اخرى من المحافظة او لجأوا الى مخيمات اقيمت على عجل في المناطق التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية.
ومنذ انشاءها في عام 2015 تمكنت قوات سوريا من إلحاق الهزائم بالتنظيم المتطرف، واستطاعت بدعم من التحالف الدولي من طرده من مناطق واسعة في شمال سوريا قبل اعلانها حملة “غضب الفرات” ضد الجهاديين في الرقة.
ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية في معركتها، عبر الغارات الجوية، والتسليح، وكذلك المستشارين العسكريين على الارض.
تنظيم «الدولة» مرتبك في الرقة والنظام السوري يتحرك لتأمين خط النفط
حسين الزعبي
إسطنبول ـ «القدس العربي»: تؤكـد التـطورات المـيدانية الجارية في مثـلث الرقـة ديـر الزور البـادية السـورية، أن الخصـوم التقلـيديين باتوا متفقين على إنهاء تنظيم «الدولة»، الذي يبدو هو الآخر في حالة إرباك تعكسها طريقة دفاعه عن «عاصمته» الرقة.
وأكدت مصادر ميدانية لـ «القدس العربي»، أنه بدون أي مقاومة لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، انسحب التنظيم مؤخرًا من بلدات القحطانية، العدنانية، ربيعة، يعرب، حطين، الخاتونية، الصكورة باتجاه مدينة الرقة مؤخراً، وجميع هذه البلدات عربية وتقع إلى الغرب من مدينة الرقة بمحيط تقدر مساحته بـ10كم، ويتراوح عدد سكان كل واحدة من هذه القرى ما بين 10 و15 ألف نسمة.
«قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر عليها «وحدات الحماية الكردية»، باتت تضغط على مدينة الرقة من جهة الشمال وأضحت على مسافة 3 كم من مركز المدينة، ويبدو أنها الآن بأحسن حالاتها إذ قبلت تركيا على مضض، بإعلان الولايات المتحدة اعتمادها على مسلحي «حزب الاتحاد الديمقراطي» في عملية الرقة التي بدأت حسب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ليلة 2 حزيران/يونيو الجاري.
القبول التركي حسب يلدريم جاء بعد أن قدمت واشنطن لبلاده «الضمانات اللازمة، للحيلولة دون انتقال الأسلحة المقدّمة لهم من الولايات المتحدة إلى العناصر الإرهابية الناشطة داخل الاراضي التركية»، حيث ينشط حزب العمال الكردستاني «بي كا كا».
وأشارت المصادر كذلك إلى أن تراجع التنظيم من محيط الرقة إلى مركزها أتبعه تراجع آخر للعديد من العناصر مع عوائلهم، وهذه المرة باتجاه محافظة دير الزور وصولاً إلى منطقة الميادين.
وبات النظام أقرب إلى الرقة بعد سيطرته على منطقة مسكونة، وأخذ بالضغط أكثر من جهة الغرب ويسعى عبر عملية عسكرية وصفت بالكبيرة بدأها الاثنين لبسط نفوذه على مثلث «أثريا خناصر بادية السلمية» وبالتالي السيطرة على بادية «السلمية – الرقة»، وذلك بهدف تأمين خط النفط المتجه من القامشلي مروراً بالرقة وصولاً إلى حمص، من دون أن يغمض عينه عن جبهة دير الزور التي تواجه ضغطا من قبل «الحشد الشعبي» العراقي، وسط تكهنات بإمكانية دخوله الأراضي السورية من جهة دير الزور الخاضعة في معظمها لتنظيم الدولة، لاسيما وأن الحشد وبغطاء جوي أمريكي بات يسيطر على الجزء الأكبر من المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم.
مراقبون يرون أن العمليات العسكرية التي تديرها واشنطن وموسكو عبر حلفائهما أرضاً مع اكتفائهما بالغطاء الجوي، رسمت خريطة النفوذ وفق معادلة «دير الزور لحلفاء موسكو، والرقة لحلفاء واشنطن».
وما يعزز فرضية تقاسم النفوذ التي باتت واضحة في عموم الأراضي السورية التدخل الأمريكي السريع لمنع قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له من الاقتراب من منطقة التنف التي تبعد نحو 400 كلم عن دير الزور، ومن قبلها وضع حد لتمدد عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا في الشمال السوري.
مصرع العشرات من أبناء مناطق المصالحات والهدن على جبهات النظام السوري
أبناء المدن الثائرة… جنود للنظام في معارك درعا وحماه
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: لم يعد خافياً أن النظام السوري سحب مئات الشبان من المدن التي عقدت المصالحات معه، ممن بقوا في مناطقهم ورفضوا شروط التسوية، إلى الخدمة ضمن قواته، فيما أخليت تلك المناطق من مقاتليها وهجرّوا نحو الشمال السوري، وذلك بهدف تعبئة هؤلاء الشبان وزجهم على جبهات المدن الثائرة، التي لا زالت تحتض الثورة في البلاد.
واعتبرت بعض المصادر أن النظام السوري استخدم الحصار والتجويع كورقة رابحة في الضغط على أبناء المصالحات للقتال ضمن صفوفه، بعد إغرائهم ببعض الامتيازات والمرتبات الشهرية التي تتكفل حكومة طهران بجزء كبير منها، كما هو حال ميليشيات «الدفاع المحلي» والتي يندرج تحت لوائها ميليشيا «درع المهدي»، إضافة إلى «الفوج الخامس اقتحام».
وحسب مصادر أهلية من محافظة درعا، التي قالت لـ»القدس العربي» إن «النظام السوري أرسل حشوداً عسكرية ضخمة إلى تخوم درعا البلد، قوامها العشرات من أبناء مدن ريف دمشق التي أبرمت اتفاق المصالحة مع النظام، بعضهم كان متطوع لدى فصائل المعارضة السورية، وبعضهم تم تجنيده بشكل إجباري بعد اعتقاله على الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال العاصمة دمشق وأريافها».
وقال المحلل العسكري العقيد محمد العطار لـ «القدس العربي» إن «هذه الميليشيات المكونة من أبناء المدن الثائرة شكلها الأسد نتيجة لضعف الوضع العسكري وقلة عناصره، وعقب حصار خانق على ريف دمشق، حيث استطاع النظام السوري فرض الهدن على المناطق الاستراتيجية التي يرغب بالسيطرة عليها في وقت لاحق».
ورأى أنه «لا بد ان النظام السوري من زيادة التعبئة ضمن صفوفه من أجل تخفيف اعتماده على الإيرانيين واتباع عناصره لميليشيا «حزب الله» اللبناني، بالإضافة إلى مساعيه في تأمين قوة عسكرية جديدة لنفسه، تحقق له أهدافه بصرف النظر عن الأهداف الروسية الإيرانية».
الكوادر التي تم تجنيدها من تلك قرى وبلدات في ريف دمشق، والتي سيطر الأسد عليها مؤخراً، سيعمل من خلالها لشق صف «سنة» تلك المناطق بشكل نهائي، إذ أن رفاق الأمس وأبناء القضية الواحدة سيكونوا موزعين على جبهتي القتال فيقتل الصديق صديقه ويقتل الأخ أخاه، وبهذا تكون الخسارة في كلا الحالتين من السنة وهذا يعتبر مكسباً للأسد ونظامه.
وقال «إن قوات النظام التي تعتمد بشكل أساسي على أبناء البلدات المناوئة لحكم الأسد ستحقق للاخير أكثر من غاية هامة، خاصة بأنها شكلت في توقيت حرج جداً من عمر الثورة، وضخت له مادة إعلامية مكثفة تساهم في رفع الروح المعنوية لدى مقاتليه وتضعف إرادة القتال عند الثوار، مستغلاً الإرهاق النفسي الحاصل عقب تراجع المعارضة السورية».
وقال الناشط الإعلامي عبد الرزاق القادري لـ»القدس العربي»، «شهدت مناطق المصالحات تجنيداً للعشرات من أبنائها ضمن صفوف قوات النظام السوري، فقد وثقنا تجنيد العشرات من أبناء المعضمية وداريا وقدسيا والهامة وخان الشيح وغيرها ضمن صفوف ميليشيات درع القلمون، درع العاصمة، وهي المناطق التي كانت تحتل رأس الهرم في قائمة اهتمام النظام السوري، فيما كان بعضهم يحمل السلاح مع الثوار ولكن الظروف الراهنة غيّرت مكانه إلى الصف النقيض، لأسباب كثيرة إما السحب الاجباري، أو للحفاظ على المدخول المادي، وقسم آخر تم تجنيده خلال سنوات الحصار عبر أزلام النظام السوري، وعبر علاقات انتهت بالتطبيع والتجنيد».
وزاد الناشط الإعلامي»أن تجنيد شباب مناطق المصالحات يتم غالباً ضمن ميليشيات تتبع لرامي مخلوف، ويتقاضون رواتبهم من جمعية البستان التابعة له، ومنهم من يتقاضى 150 دولاراً أمريكياً، ومن يتم تنصيبه كعميل لجلب شبان آخرين يتقاضى 250 دولاراً».
ونوه القادري إلى إن جبهات درعا شهدت مشاركة العشرات من أبناء المصالحات ضمن صفوف الميليشيات الموالية، وبعضهم قتل في تلك المعارك، فلم يحظ ذووه سوى بـ»علم النظام وبطاقة تعزية»، وفي أحسن الحالات تم إعطاء عائلة القتيل مبلغ 200 دولار أمريكي كدية لمقتل ابنهم.
بدورها، أعلنت تنسيقية مدينة «الرحيبة» في ريف دمشق، يوم السبت، 03 -06-2017، مصرع 25 مقاتلاً من ميليشيات «درع القلمون» على يد ثوار حماة، خلال كمين نصب لهم في ريف حماة الشمالي، ونوهت التنسيقية إلى أن القتلى هم من أبناء مدينة «التل» بريف دمشق، مشيرة إلى إن النظام السوري خدعهم بفخ المصالحات، بعد أن وعدهم بضمان خدمتهم العسكرية ضمن مدنهم.
البرامج الرمضانية لم تغب عن شاشات السوريين الصغيرة في مناطق المعارضة والإسلاميون يصفونها بـ «برامج المرتدين»
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: تغيب شاشة التلفزيون عن مناطق المعارضة في سوريا خلال شهر رمضان، بينما تبقى وسائل التواصل الاجتماعي كالـ»فيسبوك» والـ»يوتيوب» وسيلتهم الوحيدة لمتابعة البرامج الرمضانية التي تعودوا على مشاهدتها سابقاً، فيما يقول البعض إن الإسلاميين المقاتلين في بعض المناطق المحررة يسمّون هذه البرامج بـ»برامج المرتدين».
يقول أحمد الشايب أحد سكان ادلب في تصريح لـ»القدس العربي»، «الكهرباء هي سبب غياب التلفزيون عنا وقلة متابعة البرامج الرمضانية»، لكنه يشير إلى سبب آخر ألا وهو أنه في ظل سلطة الإسلاميين يتحول كل ممنوع إلى مرغوب، فهم يطلقون على هذه البرامج اسم برامج المرتدين، لكنني معجب بها، وأتابع بعض المسلسلات الرمضانية من اليوتيوب عبر الجوال دون أن يعلم الإسلاميون بذلك».
ليس أحمد هو الوحيد في ذلك، فهو كباقي السكان يريد أن يستعيد شيئاً من حياته الطبيعية التي تتمثل بمتابعة برامج رمضان حتى ساعات السحور كما يؤكد، فالكهرباء تأتي فقط من الـ7 مساءً حتى 11 مساءً أي 4 ساعات فقط مما يحرم مئات الآلاف من قاطني المدينة من متابعة برامجهم الخاصة في باقي الأوقات.
وتقول فهيمة من بلدة سلقين المتاخمة لإدلب: «أريد أن أعد أطباقاً متنوعة لسفرة رمضان، وأحاول أن أشاهد بعض المطابخ الرمضانية عبر الـ»فيسبوك»، مبينةً أن معظم البرامج التي تختص بالطبخ تكون إما صباحًا أو ظهرًا، لذا لا يتسنى لي مشاهدتها إلا بعد أن تعرض على وسائل التواصل الاجتماعي».
ناشطون من ريف ادلب، يؤكدون أن غالبية سكان المدينة والمخيمات المجاورة يملكون أجهزة موبايل حديثة يمكن من خلالها متابعة ما يجري في وسائل الإعلام خصوصاً في هذا الشهر، وذلك بسبب قرب مدينة ادلب من تركيا، حيث يقول خالد العمار من جسر الشغور، أن هناك خطوط اتصال تسمى «فايبر»، ومصدرها تركي، حيث باتت هذه الخطوط تغطي جميع القرى والبلدات في المدينة، ومن السهل الاشتراك بها عبر شبكات «الواي فاي»، التي لا يتجاوز سعر الاشتراك الشهري فيها 1000 ليرة سورية شهرياً لكل 4 غيغابايت.
خالد هو أحد المتاجرين بهذه الشبكات وصاحب إحدى صالات الانترنت، ويؤكد أن تجارته مربحة للغاية، ولا تستطيع أي من الفصائل منعه خصوصاً في ظل غياب أي وسيلة تواصل أخرى مع العالم الخارجي، إذ أنه توجد في جسر الشغور عشرات الشبكات وتتنافس فيما بينها لتحقيق نسب مبيعات كبيرة، ما يؤدي إلى خفض تكاليفها على السكان المحليين، الذين يتهافتون على صرف الاشتراكات الشهرية في شهر رمضان، حيث باتت حلقات مسلسل باب الحارة مثلاً تغزو الجوالات.
وضرب خالد مثالاً: أقوم بتنزيل الحلقة السادسة من مسلسل «باب الحارة»، وأرسلها إلى جاري دون أن يقوم هو بتحميله من الانترنت مرة أخرى، وهو بدوره أيضاً يرسله إلى جيرانه وبذلك تنتشر البرامج الرمضانية بتكلفة مادية بسيطة لا تتجاوز بضعة دولارات.
ورصدت «القدس العربي» في مدينة ادلب وحدها أكثر من 150 شبكة اتصال تباع في متاجر الهواتف المحمولة، ويتنافس مالكوها لرفع جودتها حتى أن بعض الشبان في المدينة يتابعون أحياناً مباريات كرة قدم عبر البث المباشر المتاح على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكد ناشطون محليون أن الأجواء في شهر رمضان تتميز عن كل أشهر السنة، إذ يحاول السكان أن يصنعوا هذا التميز، خصوصاً بعد أن دخلت الحرب في سوريا عامها السابع وتحولت إلى روتين لا يملك السوريون من أمرهم فيها شيئاً.
قاطنو مناطق المعارضة يلجأون إلى فك الحصار عن أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات كل منزل يتميز بمتابعته لبرنامج محدد تساعده شبكات التواصل على اختياره من ضمن باقة البرامج الرمضانية الكبيرة.
العراق:”الحشد الشعبي” يتقدم و”الاتحاد الديموقراطي”يتخبط
سعيد قاسم
أعلنت قوات “الحشد الشعبي” العراقي، سيطرتها على مناطق وقرى جديدة في منطقة البعاج بالقرب من الحدود السورية-العراقية. وقال “الحشد” في بيان لوسائل الإعلام، الثلاثاء، إنه حرّر قرى ومجمعات الحمدانية وأم ضباع وتل مسعدة والزوبع والسكنين وثري الاويسط ووسمي المروكي، مؤكداً اجلاء العائلات وهروب عناصر “داعش” إلى جنوب غربي البعاج باتجاه الحدود السورية.
“الحشد” كان قد أخرج قبل يومين “وحدات حماية سنجار” من قرى كرعزير و كرزرك وسيبا شيخ خدر، الأيزيدية، بعد استعادة السيطرة عليها من تنظيم “داعش”، وتسلم “وحدات سنجار” لها لفترة قصيرة جداً. وتتبع “وحدات حماية سنجار” لحزب “العمال الكردستاني” سياسياً، ولكن تمويلها من حكومة بغداد. ويبدو بذلك أن “الحشد” يحاول الاستئثار بأكبر قدر ممكن من المناطق الحدودية السورية-العراقية، وتساعده في ذلك قوى أيزيدية مثل “كتائب ايزيدخان” و”لالش”. وأعلن قائد “كتائب ايزيدخان” نايف جاسم، في تصريحات إعلامية أنهم “لن يسمحوا لا لقوات البيشمركة ولا لقوات العمال الكردستاني بالسيطرة على مناطقهم، وانهم وحدهم سيتولون حمايتها”. و”لالش” الأيزيدية تتبع بدورها لـ”لواء الحسين 53″ التابع بدوره لـ”الحشد الشعبي”.
ويفصل بين المناطق التي سيطر عليها “الحشد الشعبي” مؤخراً، ومناطق سيطرة بيشمركة إقليم كردستان، مناطق تسيطر عليها قوات “العمال الكردستاني” تحت مسمى “وحدات حماية سنجار”. فيما يفصل ساتر ترابي بين قوات البيشمركة وقوات “لالش” على تخوم قرية تل قصب.
وبخلاف الأيزيديين التابعين لقوات البيشمركة، فان كلاً من “وحدات حماية سنجار” و”قوات لالش” و”كتائب ايزيدخان”، مقربة من بغداد، وكانت قيادات من تلك القوات قد صرحت في وقت سابق أنها تتلقى تمويلها من بغداد.
وعلى الرغم من الحرب الإعلامية الأخيرة، بين “الحشد الشعبي” و”الاتحاد الديموقراطي” فرع “العمال الكردستاني” السوري، إلا أن الوقائع على الأرض، لا تشير إلى قيام “العمال الكردستاني” أو أحد جناحيه؛ الايزيدي أو السوري، بالقيام بأي عمل يناقض التحركات العسكرية لـ”الحشد”. وذلك، على الرغم من توغل “الحشد” في الأراضي السورية بعمق 10 كيلومترات، والتحركات المكثفة لـ”وحدات حماية سنجار” بين مخيم نوروز للاجئين السوريين في مدينة المالكية شرقي الحسكة وبين جبل سنجار.
وسائل الاعلام المقربة من “الاتحاد الديموقراطي” حمّلت حزب رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني “الديموقراطي الكردستاني”، مسؤولية تقدم “الحشد” باتجاه سنجار والحدود السورية العراقية، متهمة إقليم كردستان بالاتفاق مع بغداد حول ذلك. وهو ما أكد عليه نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو علي المهندس، في تصريحات لوسائل الاعلام في إقليم كردستان، بأن لهم “علاقات تاريخية مع قوات البيشمركة” وأنهم ينسقون معها “على مستوى عال”. وأوضح المهندس بخصوص سيطرة “الحشد” على مناطق في سنجار، بأن الخلافات مع البيشمركة ستحل بالطرق السياسية لا العسكرية، وبالعودة الى الاتفاقات المبرمة بين بغداد وأربيل. والاتفاقات المبرمة بين الطرفين بخصوص سنجار هي إحدى المسائل التي يكتنفها الغموض حتى الآن، إذ أن اقليم كردستان سبق وإتهم “الحشد” بخرقه لتلك الاتفاقات بتقدمه باتجاه سنجار، فيما يؤكد الأخير بأن تقدمه هو جزء من الاتفاق.
ويربط بعض المراقبين بين غياب مطالبات اقليم كردستان لـ”العمال الكردستاني” بالانسحاب من سنجار، وبين غياب “العمال” عن دائرة الصراع الإعلامي حول سنجار. وهو الأمر الذي يفسره مراقبون بأن “العمال الكردستاني” تخلى عن وجوده في سنجار لصالح فرعه الأيزيدي هناك؛ “وحدات حماية سنجار”. وأشار البعض إلى أن ما يحدث هو اجراء تكتيكي مشابه لما فعله “الاتحاد الديموقراطي” شمالي حلب، حين أنزل اعلامه ورفع اعلام النظام منعاً للتدخل التركي، وكما فعل مقاتلو “العمال الكردستاني” في معركة الموصل التي شاركوا فيها ضمن كتائب “الحشد الشعبي” بحسب ما أكده النائب الايزيدي في البرلمان العراقي شيخ شامو.
وتحدثت بعض وسائل الاعلام عن حالة من التخبط يعيشها “الاتحاد الديموقراطي”، بعد التسريبات التي تحدثت عن اختفاء بعض الشخصيات المهمة من أمثال الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل، والرئيسة المشتركة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” آسيا عبدالله.
وأشارت وسائل إعلامية إلى وجود انقسام داخل قيادة الحزب، تزامنت مع تقدم “الحشد الشعبي” باتجاه سنجار، وان ذلك يمكن أن يكون حملة تصفية سببها مواقف هؤلاء من المحور الشيعي. الا أن الرؤية الأقرب إلى المنطق، هي أن التغييرات التي حصلت في “الاتحاد الديموقراطي” تزامنت مع الضربة التركية لمقر قيادة “الوحدات” في جبل كراتشوك في الحسكة، وبعد ذلك القرار الأميركي بتسليح “الوحدات” قبيل انطلاقها للمشاركة في عمليات “تحرير” الرقة.
ويتوافق ذلك مع التحركات العسكرية المشتركة لـ”الوحدات” مع قوات أميركية، فالناطق الجديد لـ”الوحدات” نوري كوباني، انطلق مباشرة إلى جبهة الرقة. ويمكن أن يكون لإبعاد آسيا عبدالله، علاقة بالاتفاقات العسكرية لـ”الوحدات” مع الولايات المتحدة، كتعويض عن عدم حصول “الاتحاد الديموقراطي” على اعتراف سياسي بشرعية تواجده في المناطق الخاضعة لسيطرته. ويعرف عن عبدالله مساعيها الحثيثة في طرق الأبواب الدولية للحصول على اعتراف سياسي. وقد يكون استبعادها في هذه المرحلة، هو نتيجة الفشل في الحصول على الاعتراف الدولي، ويضمر ذلك رفض عبدالله وبعض قيادات “الاتحاد الديموقراطي” لهذا التوجه الجديد.
وسرت أنباء في مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بروايات مختلفة عن التغييرات التي حصلت في قيادات “الاتحاد الديموقراطي”، وكان من أبرزها أنباء عن تصفية الناطق السابق باسم “الوحدات” ريدور خليل، واتهام اسيا عبدالله بـ”التواطؤ لصالح جهات أجنبية”.
وعلى الرغم من نفي قيادة “الاتحاد الديموقراطي” لتلك الروايات، إلا أنها لم تُقدّم ما يثبت عكس ذلك. كما أن “الاتحاد الديموقراطي” من التنظيمات البراغماتية التي تقوم بتغييرات تبعاً للتطورات الميدانية والسياسية. ويبدو أن التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة، سواء في مسألة تسليح “الوحدات” من قبل الولايات المتحدة أو وصول “الحشد الشعبي” إلى الحدود السورية العراقية، كانت السبب الأبرز في عملية تغيير بعض قادة “الاتحاد”.
داعش يهز الامن الايراني..ويصيب رموز النظام
في عمليتين متزامنيتن، هاجم مسلحون مقر البرلمان الإيراني في العاصمة طهران، وضريح الخميني جنوبي طهران، في ما يعتبر أول هجوم من نوعه على الأراضي الإيرانية. وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب وكالة “أعماق”، العمليتين.
توقيت العمليات يبدو منسجماً مع الفوضى التي يعيشها الشرق الأوسط، بعدما تورطت إيران في جبهات متعددة تمتد من بغداد إلى صنعاء مروراً بدمشق وبيروت، وتلاعبت بالبنى الاجتماعية في تلك الدول لصالح تشكيل مجتمعات عسكرية مليشياوية تدور في فلك طهران. ولطالما استغربت الصحافة، وبعض المعلقين والمحللين، استثناء “الإرهاب” لطهران، كمؤشر على علاقتها الوثيقة بتنظيم “القاعدة” واستضافتها في مراحل مختلفة لأهم قياديه. إلا أن العملية المزدوجة، تبدو مثيرة للاهتمام، في انتقاء الأهداف، وحجم الاختراق.
التعليقات الإيرانية الاولية بدأت بتحميل اللوم للمملكة السعودية، بعدما هدد ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً بنقل المعركة إلى العمق الإيراني. تورط طهران في فوضى الشرق الأوسط، ورعايتها لعليات التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي، وتهديداتها المتواصلة باستهداف الرياض، وأحقيتها في الوصاية على الحرمين الشريفين، لم تكن بأي شكل، سوى تأجيل لارتداد الفوضى إليها. فاللعب المتواصل على وتر الانقسام الشيعي-السني، وتحويل المشرق العربي إلى باحة خلفية لطموحات طهران الإقليمية، وتحويل الشيعة العرب إلى رعايا لوصاية “الإمام الفقيه” وتدمير علاقاتهم التاريخية بمحيطهم الإجتماعي، هو نوع من رمي صاحب البيت الزجاجي للآخرين بالحجارة.
الهجوم المزدوج، يحمل أكثر من رسالة لطهران؛ فاستهداف ضريح الخميني، زعيم “الثورة الإسلامية” في العام 1979 ومؤسس “النظام” الإيراني الحالي، هو مؤشر بالغ الدلالة، يمس عصب الحكم وجوهره وإرثه المستمر في المؤسسة الدينية الحاكمة.
وكالة “تسنيم” قالت إن مهاجماً دخل باحة مرقد الخميني وبدأ باطلاق النار، وعند نفاد رصاصه، رمى بسلاحه جانباً، وبدأ يركض نحو المرقد، وعند وصوله إلى مخفر للشرطة قرب المرقد، أقدم على تفجير حزام ناسف كان يرتديه. وقالت مصادر غير رسمية إن “قوات انقاذ الرهائن” التابعة لـ”الحرس الثوري” تمكنت من القاء القبض على مسلحين اثنين في مرقد الخميني. وانتشرت أنباء عن قيام انتحارية بتفجير نفسها خارج المرقد.
الهجوم الآخر، استهدف “مجلس الشورى الإسلامي” أو البرلمان الإيراني، وهو إحدى مؤسسات “الواجهة”. وإذا كان ضريح المرشد خارج العاصمة، ولا يحظى بحراسة مشددة، فإن “مجلس الشورى” يقع في قلب العاصمة طهران، والهجوم عليه، واتخاذ رهائن من النواب، وسط استمرار الاشتباكات والتفجيرات، بدا في اللحظات الاولى أشبه بمحاولة انقلاب.
وأكدت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأربعاء، أن تفجيراً انتحارياً ضرب داخل مقر مجلس الشورى الإيراني، وأن قتلى وجرحى سقطوا في عملية إطلاق للنار في “مجلس الشورى”. وأعلن وزير الداخلية الايراني عن اجتماع طارىء للمجلس الامني لطهران. واضاف “لايمكننا الحديث عن شىء الان، يجب ان يتم عقد اجتماع للمجلس الأمني في طهران”.
وزير الأمن الايراني محمد علوي، قال إن القوى الأمنية استطاعت “القاء القبض على مجموعة ارهابية أخرى قبل تنفيذها لمخططاتها الاجرامية”. وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية عن “إحباط مخطط إرهابي آخر”، وطالبت المواطنين بعدم استخدام المواصلات العامة.
وانتقلت الاشتباكات بالكامل إلى الجانب الغربي من مبنى “مجلس الشورى الاسلامي”، حيث يتواجد المسلحون في الطابقين الخامس والسادس، في حين يتموضع قناصو القوى الامنية في المباني المجاورة، وسط اطلاق نار متواصل. وسمع صوت انفجار في الطبقة الخامسة من البرلمان.
ووصل نائب القائد العام لقوات “حرس الثورة الاسلامية” العميد حسين سلامي، برفقة قائد القوت البرية لـ”الحرس” العميد باكبور، وقائد قوات “التعبئة الشعبية” العميد غيب برورو، إلى مبنى “مجلس الشورى الإسلامي”، فيما تستمر عملية محاصرة المسلحين فيه.
المستشار الأمني لوزارة الداخلية حسين ذوالفقاري، كشف “أن المهاجمين استطاعوا الدخول إلى مجلس الشورى الاسلامي متنكرين بزي نسائي”، وقال “لقد أسفرت العمليات الارهابية عن استشهاد مواطنين اثنين وجرح 30 آخرين”. وأضاف “القوى الأمنية مستنفرة في كل أنحاء البلاد، ودخلت القوات الخاصة بالتعاون مع حرس الثورة الاسلامية الى مبنى مجلس الشورى حيث تسيطر على المنطقة التي يتواجد فيها الارهابيون”. ولفت إلى أن “الارهابيين محاصرون بالكامل وستنتهي هذه الحالة في غضون الساعات المقبلة”.
“وكالة تسنيم” قالت إن 7 اشخاص قتلوا حتى الآن في الهجوم على البرلمان، وهناك أنباء عن احتجاز 4 رهائن في إحدى طبقات مبنى البرلمان. ويُعتقد بوجود نواب من بين الرهائن. “قوات تحرير الرهائن” التابعة لـ”حرس الثورة الإسلامية” تمكنت من “التسلل” إلى مبنى المجلس، وقامت بتصفية أحد المهاجمين.
وبحسب الوكالة الطلابية “إيسنا” للانباء، فقد اقتحم عدد من المسلحين مقر البرلمان الإيراني عنوة وهم يطلقون النار حوالي الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي. ونقلت “إيسنا” عن أحد النواب أن المجموعة المسلحة تتكون من 4 اشخاص دخلوا البرلمان واطلقوا النار على 4 من الحراس فجرحوا ثلاثة منهم، وواصلوا إطلاق النار. وأشارت وكالة “تسنيم” إلى اعتقال أحد المهاجمين.
وقال أحد النواب إن المسلحين يتواجدون في مكاتب النواب وهم محاصرون. وتمنع السلطات الأمنية حاليا دخول أو خروج النواب والصحافيين من وإلى مقر البرلمان.
المتحدث باسم “لجنة الامن القومي” في “مجلس الشورى الاسلامي” قال إن صوت اطلاق النار لا يزال متواصلاً في مبنى المجلس لكن قوات الامن تسيطر على المبنى، معرباً عن امله في ان تتمكن القوات الامنية من اعادة الامن بشكل كامل الى مبنى البرلمان فورا. مدير العلاقات العامة في مجلس الشورى الاسلامي مهدي كيائي، قال إن قوات الامن تعمل حالياً على معالجة الأوضاع، مضيفاً أن نواب البرلمان يواصلون اجتماعهم في قاعة البرلمان “بشكل عادي”.
“وكالة تسنيم” قالت إن احد المهاجمين تمكن من الخروج من مبنى البرلمان، واطلق النار في مختلف الاتجاهات في الشارع المؤدي الى مبنى البرلمان.
درعا:من يقف خلف الغارات التي أطاحت بقيادات “داعش”؟
أحمد الحوراني
شنّت طائرات مجهولة يعتقد أنها تابعة لـ”التحالف الدولي”، ليل الثلاثاء/الأربعاء، غارات جوية على بلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك، المعقل الرئيس لـ”جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
واستهدفت أربع غارات جوية بـ8 صواريخ مقر “المحكمة الشرعية” للتنظيم، الذي كان يشهد اجتماعاً يضم أهم “أمراء” التنظيم. ثم عاد الطيران وأغار على بلدة جملة، القريبة من الحدود اﻷردنية-اﻹسرائيلية.
وتحدثت مصادر من داخل حوض اليرموك، عن مقتل اﻷمير العام للتنظيم “أبو محمد المقدسي”، بالإضافة إلى القائد العسكري “ابو عدي الحمصي”، واﻷمير الشرعي “أبو علي شباط”، ومقتل أكثر من 10 آخرين، وإصابة العشرات من العناصر الذين كانوا يعملون على تأمين اﻹجتماع وحماية الموجودين.
وبث ناشطون قبل أيام من الغارات تسريبات تفيد بضرورة إخلاء المدنيين للمناطق التي يسيطر عليها “جيش خالد بن الوليد” خلال مدة 72 ساعة، محذرين من قصف وشيك قد يستهدف المنطقة.
وجاءت الغارات بعد يومين من إعدام التنظيم أميره السابق قحطان حج داوود، مع عدد من القيادات، بينهم القائد العسكري السابق في “جبهة ثوار سوريا” المعروف باسم “أبو تحرير”، وهو فلسطيني الجنسية، وكان قد قاد معركة تل الجموع ضد قوات النظام قبل 4 سنوات. ومن بين القياديين الذين أعدمهم التنظيم مؤخراً؛ نادر القسيم، وخالد جمال البريدي، “قصاصاً” لضلوعهم بقتل اﻷمير العام السابق للتنظيم أبو هاشم اﻹدلبي. وكان “جيش خالد بن الوليد” قد شنّ حملة اعتقالات بعد مقتل اﻹدلبي أواخر العام 2016.
وقال ناشطون إن غارات الثلاثاء/الأربعاء تزامنت مع إعدام القادة السابقين في التنظيم، ورجحوا وجود دور إسرائيلي، خاصة أن من بين التهم الموجهة لأولئك القادة: “التعامل مع إسرائيل”.
مصادر عسكرية معارضة، لم تستبعد في حديثها لـ”المدن”، أن يكون للأردن دور في تنفيذ الغارات على مناطق “داعش” في حوض اليرموك، خاصة وأن الهجمات جاءت بعد تصريحات لرئيس “هيئة اﻷركان اﻷردنية” محمود فريحات، قال فيها: “إن القوات المسلحة اﻷردنية لن تدخل حدود أي دولة من دول الجوار، لكنها ستضرب بيد من حديد كل من يحاول تجاوز حدودها أو تهديدها بشكل من اﻷشكال”، ربما في إشارة مزدوجة لـ”داعش”، ومليشيات النظام التي تحاول السيطرة على الحدود السورية مع اﻷردن. لذا، وبحسب مصادر “المدن”، فقد عمل اﻷردن على استهداف “داعش” بالتنسيق مع فصائل “الجبهة الجنوبية” التي سارعت ﻹستهداف مناطق “التنظيم” براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بعد الضربات الجوية.
وتعتبر الضربات الجوية خطوة أولى لمرحلة جديدة أبرز ملامحها التوافق الإقليمي والدولي على ضرورة اﻹسراع في القضاء على التنظيم جنوبي سوريا، تزامناً مع معركة الرقة والبادية السورية.
ودارت اشتباكات داخلية بين عناصر “خالد بن الوليد” في بلدة جلين، بعد الضربات الجوية، ولم تعرف أسبابها ولا نتائجها بعد. وفرض “جيش ابن الوليد” حظراً للتجوال، أذاع أمره عبر مكبرات الصوت في مساجد القرى والبلدات التي يسيطر عليها، وقطع خدمة اﻹنترنت، وأجبر أصحاب مقاهي الإنترنت على إيقاف الخدمات من دون ذكر اﻷسباب، وذلك بالتزامن مع دفن قتلى الغارات في بلدتي تسيل وجملة.
وشهدت بعض الجبهات انتشاراً لعناصر التنظيم وتوزعهم على أكبر مساحة ممكنة خشية استهدافهم بضربات مشابهة قد تحدث خلال الساعات واﻷيام المقبلة. وحاولت مجموعات منهم التسلل عبر بعض محاور الجبهات مع المعارضة، كالتقدم باتجاه بلدة الشيخ سعد، في محاولة لامتصاص أثر الضربات الجوية،والسيطرة على مناطق جديدة وتغيير المقرات وإرباك الخصوم في عملية تحديد اﻷهداف.
محاولات “جيش خالد بن الوليد” لإظهار التماسك في صفوفه وقدرته على التصدي والثبات، يشوبها الخوف من التصعيد المحتمل في اﻷيام القادمة. الأمر الذي قد يدفع التنظيم لشنّ هجمات مباغتة وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات ضد قادة عسكريين في المعارضة، أو استهداف تجمعات المعارضة، خاصة بعد مقتل معظم قيادات الصف اﻷول في “جيش خالد بن الوليد”، في غارات الثلاثاء.
ريف حلب: المعارضة تُشكّلُ “أهل الديار” لصدّ “قسد“
أعلنت المعارضة عن تشكيل غرفة عمليات “أهل الديار” في ريف حلب الشمالي، الثلاثاء، بهدف إدارة العمليات العسكرية ضد “قوات سوريا الديموقراطية” في منطقة تل رفعت والقرى المحيطة بها. وفي بيان مصور نُشِرَ في مواقع التواصل الاجتماعي، أُعلِنَ عن تشكيل الغرفة “لصد تجاوزات قسد وتحرير الأراضي المحتلة”، وأوضح البيان أن “الاعتداءات على أرضنا تستمر منذ أكثر من سنة، ومثلها التجاوزات في احتلال أرضنا والاعتداءات المستمرة على المناطق المحررة”.
القائد العسكري في غرفة عمليات “أهل الديار” النقيب محمد أبو إبراهيم، أكد لـ”المدن”، أن غرفة العمليات الجديدة نفذت أولى عملياتها العسكرية ضد “قسد” بالقرب من تل رفعت مستهدفة حاجزاً لها في هجوم مباغت قتل على إثره 7 عناصر من “قسد”. واغتنمت المعارضة الأسلحة التي كانت بحوزة العناصر، ومن بينها أسلحة رشاشة وقناصات وذخائر متنوعة.
وأوضح النقيب محمد أن غرفة عمليات “أهل الديار” لا تضم فصائل تابعة للمعارضة، إنما تتكون من مجموعات عسكرية ينتمي منتسبوها إلى البلدات التي تسيطر عليها “قسد”؛ تل رفعت ومحيطها. وأكد محمد أن العمليات ستكون متواصلة حتى تحقيق الأهداف المرجوة من ورائها، أي استعادة المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في ريف حلب الشمالي.
وأشار النقيب محمد إلى أن “قسد” راوغت كثيراً في العملية التفاوضية التي أطلقت منذ شهرين تقريباً، ولا تريد الانسحاب على ما يبدو من مدينة تل رفعت وأكثر من 10 بلدات أخرى وفق الاتفاق الذي تم الحديث عنه أكثر من مرة. هذه المماطلة دفعت أبناء البلدات المهجرين من أرضهم للتفكير بخيارات أخرى لاستعادة أرضهم التي طردوا منها قسراً منذ مطلع العام 2016 بمساندة روسيا.
وتشهد جبهات ريف حلب الشمالي بين المعارضة المسلحة وبين “قوات سوريا الديموقراطية” توتراً دائماً، يتخلله قصف متبادل واشتباكات في أكثر من محور غربي مدينتي مارع واعزاز، وفي الجبهات القريبة من سد الشهباء جنوب شرقي مارع. وتستهدف المدفعية التركية من قواعدها في ريف حلب معسكرات ومواقع “قسد”، وترد الأخيرة بقصف التجمعات السكانية القريبة من خطوط القتال، بقذائف الهاون والصواريخ، ما يتسبب في مقتل وجرح مدنيين.
التنف: التحالف يدمّر رتلاً لمليشيات النظام ويقتل 60 جندياً
حلقت 3 إلى 4 مقاتلات لـ”التحالف الدولي” في تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق بتوقيت دمشق، فوق طريق دمشق-بغداد الدولي، واستهدفت رتلاً لمليشيات النظام بالقرب من نقطة استراحة الشحمة، وهي تحاول التقدم إلى نقاط قريبة من قاعدة التنف العسكرية. ويتواجد في قاعدة التنف قوات خاصة أميركية وبريطانية، وهي مقر لمقاتلي “جيش مغاوير الثورة” التابع للجيش الحر في عملياته لاستعادة البادية من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
مراسل “المدن” سيباستيان حميدان، أوضح أن رتل مليشيات النظام كان يضم نحو 8 آليات، منها دبابتين وعربة مضادة للطائرات من نوع “ستريلا”، بالإضافة إلى 7 سيارات منها المحملة بالرشاشات وأخرى تقل عناصراً وضباطاً.
الرتل كان يضم قوات للنظام، بالإضافة إلى عناصر من مليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية الموالية لإيران، وكذلك عناصر من مليشيات “القوة 313″ و”المقاومة الإسلامية” الشيعيتان. وضمّ الرتل نحو 60 مقاتلاً بينهم ضباط برتب نقباء ومقدمين من قوات النظام.
القيادة المركزية الأميركية أصدرت بياناً قالت فيه إن “التحالف الدولي” دمّر رتلاً لـ”قوات موالية للنظام السوري بعدما توغّل في منطقة عدم اشتباك قرب التنف في جنوب سوريا”. وأكد البيان أن الرتل كان يضم “أكثر من 60 جندياً” وشكّل تهديداً “للتحالف الدولي والقوات الشريكة في قاعدة التنف في سوريا”.
وأشار البيان إلى أن التحالف أطلق “تحذيرات عديدة عبر خط هاتف عدم الإشتباك قبيل تدمير مدفعيتين، وسلاح مضاد للطائرات، وإلحاق أضرار بدبابة”. وأضاف “لا يسعى التحالف لمحاربة قوات النظام السوري والقوات الموالية، لكنه سيبقى مستعدا للدفاع عن نفسه إذا رفضت هذه القوات إخلاء منطقة عدم الاشتباك”.
ويستمر حتى الساعة تحليق مقاتلات “التحالف” وطائرات الـ”درونز”، في حين لم تتخذ مليشيات النظام أي اجراء حتى الآن سوى بتحليق طائرات استطلاع على مسافات بعيدة، من موقع الغارات.
وكان “التحالف” قد ألقى مناشير تحذيرية لمليشيات النظام، خلال الأيام الماضية، طالباً منها العودة إلى نقطة حاجز الظاظا في القلمون الشرقي، وعدم دخول منطقة “عدم الاشتباك” في محيط قاعدة التنف. وأنشأت قوات “التحالف” خلال الأيام الماضية، قاعدة عسكرية جديدة لها في منطقة الزكف، بالقرب من التنف، لدعم المعارضة في عملية تحرير البوكمال، ومنع المليشيات الإيرانية من وصل مناطق نفوذها بين سوريا والعراق.
انطلاق معركة الرقة الكبرى دون وضع سقف زمني لإنهائها
المعركة الكبرى بالرقة انطلقت دون أن يتم تحديد سقف زمني لإنهائها، في ظل ترجيحات أميركية بأنها ستكون شاقة، وتثير هذه المعركة قلق إيران وتركيا، هذه الأخيرة التي لوحت بالتدخل المباشر في حال استشعرت وجود أي تهديد لأمنها.
دمشق – قال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الثلاثاء إن معركة طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة ستكون طويلة، جاء ذلك بعد دخول قوات سوريا الديمقراطية المدينة وإعلانها “المعركة الكبرى لتحريرها”.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف تقوده وحدات حماية الشعب الكردي، قد ضربت حصارا على المدينة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية، فيما تركت الجهة الجنوبية، الأمر الذي استفز روسيا التي اعتبرت الخطوة مرتبطة باتفاق مع التنظيم الجهادي لخروج عناصره من المدينة صوب ريف حلب، وربما هذا ما دفع الجيش السوري إلى التحرك الثلاثاء نحو محافظة الرقة والسيطرة على قريتي خربة محسن وخربة السبع داخلها.
وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي ستيفن تاونسند في بيان أن “معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة لكنها ستشكل ضربة حاسمة لفكرة الخلافة المتمثلة في تنظيم الدولة الإسلامية”، مؤكدا أن التحالف سيواصل دعمه لقوات سوريا الديمقراطية.
وأثبتت قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها في أكتوبر 2015 فعاليتها في قتال تنظيم داعش، وتمكّنت بدعم من التحالف الدولي من طرده من مناطق واسعة في شمال سوريا قبل إعلانها حملة “غضب الفرات” ضده في الرقة.
واعتبر تاونسند أنه “سيكون من الصعب إقناع مجندين جدد” أن تنظيم الدولة يعد “قضية رابحة” فيما هو يخسر “عاصمتيه في العراق وسوريا” في إشارة إلى الرقة ومدينة الموصل العراقية.
وتشن القوات العراقية بدعم من البيشمركة الكردية والحشد الشعبي وبغطاء جوي من التحالف منذ أشهر عملية عسكرية في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى المحاذية للحدود السورية.
ويأمل التحالف الدولي في إنهاء وجود التنظيم بالمدينتين قبل موفى العام الجاري، ولكن يبقى ذلك رهين اعتبارات سياسية وعسكرية.
ودخلت قوات سوريا الديمقراطية، الثلاثاء إلى مدينة الرقة من الجهة الشرقية بعد وقت قصير على إعلانها “المعركة الكبرى لتحرير” المدينة.
وقال العميد طلال سلو المتحدث باسم القوات إن العملية بدأت الاثنين وإن المعركة “ستكون قوية لأن داعش سيستميت للدفاع عن عاصمته المزعومة”، نافيا وجود سقف زمني لإنهائها.
ستيفن تاونسند: معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة لكنها ستشكل ضربة حاسمة لداعش
ويوفر التحالف الدولي دعما جويا ولوجستيا كبيرا، فضلا عن وجود المئات من المستشارين على الأرض يتولون توجيه القوات السورية.
وأوضح سلو من منطقة مزرعة الحكومية، التي تبعد عشرة كيلومترات إلى شمالي الرقة “التحالف له دور كبير جدا لنجاح العمليات. إضافة إلى الطيران هناك قوات تابعة للتحالف تعمل جنبا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية”.
ويعتقد التحالف بوجود ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد بالرقة حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم المتوقع. وتبعد المدينة نحو 90 كيلومترا عن الحدود مع تركيا.
والثلاثاء أكدت الولايات المتحدة بدء توزيع السلاح على وحدات حماية الشعب الكردية للمساعدة في هجوم الرقة في إطار خطة أثارت غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تشعر بالقلق من تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا.
ورغم حرص المسؤولين الأميركيين في الأيام الأخيرة على تقديم تطمينات للجانب التركي بأن الأسلحة المقدمة للوحدات، أو تولي الأخيرة قيادة العملية البرية في الرقة لا تستهدف أمن تركيا القومي، بيد أن ذلك لم يخفف من هواجس أنقرة.
وجدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلاثاء التأكيد على أن بلاده سترد على الفور إذا مثلت عملية الرقة تهديدا لأراضيها.
وأضاف متحدثا أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم أن تركيا تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد شدد في كلمة ألقاها السبت، أن بلاده في حال تعرضها لأي تهديد من شمالي سوريا، ستتصرف وتتحرك بنفسها دون بحث الأمر مع أحد للرد على هذا التهديد، على غرار ما فعلته في عملية “درع الفرات”.
وبدأت عملية درع الفرات في 24 أغسطس الماضي، بدعوى قتال تنظيم داعش، بيد أن الهدف الأساسي كان تحجيم النفوذ الكردي، وبعد أشهر من المعارك اضطرت أنقرة إلى الإعلان في 29 مارس الماضي، انتهاء العملية، وسط تحليلات تقول إن الولايات المتحدة وروسيا فرضتا هذا الخيار على أنقرة.
وقال أردوغان إن بلاده وصلت بعد لقاءات أجرتها مع روسيا والولايات المتحدة إلى مرحلة ستجعلها تراقب بنفسها تطورات الأوضاع شمالي سوريا.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يسعى إلى انفصال جنوب شرق تركيا منذ 1984.
ومن شأن تحرير مدينة الرقة أن ترفع من أسهم الوحدات الكردية وتعزز نفوذها في شمال سوريا الذي يبدأ من ريف حلب ويصل إلى محافظة الحسكة الحدودية مع العراق.
ورغم التعهدات الأميركية بأن تنسحب الوحدات من الرقة فور طرد تنظيم داعش، بيد أن محللين يشككون في الأمر، وهذا بالتأكيد يلقي بالمزيد من الظلال القاتمة على العلاقة بين واشنطن وأنقرة.
ولا تبدو تركيا الوحيدة القلقة من عملية الرقة، فهناك إيران التي تخشى من أن يقود طرد التنظيم الجهادي من المدينة إلى المزيد من تسليط الضوء عليها في سوريا.
وهناك اليوم سباق محموم للسيطرة على الحدود العراقية السورية التي تشكل طريق الإمداد الرئيسي للميليشيات الإيرانية في سوريا. فالتوازي مع التقدم الذي تحرزه القوات النظامية السورية وتلك الميليشيات صوب الشرق السوري، تسارع قوات الحشد الشعبي العراقي للسيطرة على البلدات والقرى العراقية الحدودية مع سوريا.
وفي مقابل ذلك تعمل الولايات المتحدة على تجميع الفصائل في سوريا لمعركة الشرق التي يعتقد على نطاق واسع أنها ستلي عملية الرقة إن لم تكن متزامنة معها.
التحالف يستهدف مقاتلين موالين للنظام السوري
شنت الولايات المتحدة الأميركية أمس الثلاثاء هجوما جويا على قوات مؤيدة للحكومة السورية تدعمهم إيران قرب التنف في منطقة غير بعيدة من الحدود العراقية والأردنية، قالت إنهم يشكلون تهديدا لقواتها وقوات تدعمها واشنطن في جنوب سوريا، بينما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن هذه الضربة تشكل انتهاكا لـ القانون الدولي.
وأعلن التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق- أنه وجه ضربة جديدة لقوات موالية للنظام السوري قرب التنف أسفرت عن تدمير “قطعتي مدفعية وأسلحة مضادة للطائرات” من دون أن يشير إلى وقوع قتلى، في حين أعلنت دمشق سقوط قتلى.
وأوضح أن القوات المستهدفة كانت “متقدمة” بمنطقة الـ 55 كيلومترا حول التنف والتي يعتبر أي توغل فيها بمثابة خطر، مؤكدا أنه “لا يسعى إلى قتال النظام السوري أو القوات الموالية له، لكنه مستعد للدفاع عن نفسه إذا رفضت قوات موالية للنظام مغادرة المنطقة” المذكورة.
وقال التحالف الذي تقوده واشنطن في بيان “رغم تحذيرات سابقة دخلت قوات مؤيدة للنظام مناطق عدم الاشتباك المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جنديا”.
وذكر البيان أن الولايات المتحدة وجهت -عبر الخط العسكري الساخن مع روسيا- عدة تحذيرات قبل القصف الذي دمر قطعتي مدفعية وسلاحا.
وفي الأيام الأخيرة، وجه الجيش الأميركي تحذيرات متكررة لقوات تتجمع قرب حصن التنف بجنوب سوريا ونصحها بالابتعاد عما تعرف بمنطقة “عدم الاشتباك” قرب الحصن الذي تستخدمه قوات خاصة أميركية ومقاتلون تدعمهم واشنطن.
واتفقت واشنطن على منطقة عدم الاشتباك مع روسيا الحليف الرئيسي للحكومة السورية.
قتلى وخسائر
من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الهجوم أدى لسقوط قتلى إضافة إلى خسائر مادية، مضيفة أن الجيش السوري يدعو التحالف إلى “الكف عن مثل هذه الأعمال العدوانية تحت أية ذريعة كانت”.
وتقاتل فصائل إيرانية ولبنانية وعراقية إلى جانب الجيش السوري في النزاع المستمر منذ ست سنوات والذي أودى بحياة أكثر من 320 ألف شخص.
وكان التحالف شن ضربة أولى بالمنطقة المذكورة يوم 18 مايو/أيار قال إنها استهدفت قافلة لمقاتلين موالين للنظام، إلا أن دمشق أعلنت إثر ذلك أن الضربة استهدفت “إحدى النقاط العسكرية للجيش السوري”.
ويدرب عسكريون أميركيون وبريطانيون في التنف فصائل معارضة للنظام، وذلك بهدف التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
نظام الأسد يحذر التحالف الدولي من “مخاطر التصعيد” بعد استهداف قواته
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– حذرت وزارة الخارجية السورية، الأربعاء، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، من مخاطر التصعيد، مطالبة بوقف الهجمات التي يشنها التحالف على الجيش السوري.
وكان التحالف الدولي أعلن عن استهداف قوات موالية للنظام السوري، الثلاثاء، قائلا: “رغم تحذيرات سابقة دخلت قوات مؤيدة للنظام مناطق عدم الاشتباك المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جنديا”.
وأضاف التحالف، في بيان، أن الولايات المتحدة وجهت عبر الخط العسكري الساخن مع روسيا عدة تحذيرات قبل القصف الذي دمر قطعتي مدفعية وسلاحا مضادا للطائرات ودبابة. وأكد البيان أن “التحالف لا يسعى إلى قتال النظام السوري أو القوات المؤيدة له لكن يظل مستعدا للدفاع عن قواته إذا رفضت قوات مؤيدة للنظام إخلاء منطقة عدم الاشتباك”.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية السورية، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن “هذا العدوان الجديد يأتي ليكشف بوضوح عن الأهداف الحقيقية لهذا التحالف التي لا ترتبط بأي صلة مع الهدف المعلن لدوله الأعضاء في مكافحة إرهاب داعش بل إن الهدف الحقيقي هو تنفيذ أجندات تهدف إلى النيل من صمود سوريا وجيشها ومحاولة إضعافها من خلال إطالة أمد الحرب الإرهابية عليها”.
وأضافت الخارجية السورية، في رسالتها، أن “سوريا تحذر التحالف من مخاطر هذا التصعيد وتداعياته وتطالب الإدارة الأمريكية ودول التحالف بالتوقف عن شن هذه الهجمات المروعة التي لم تقد حتى الآن عمليا إلا إلى تقوية داعش في الوقت الذي يحقق فيه الجيش العربي السوري والقوات الحليفة له إنجازات يومية في مواجهة قوى الإرهاب وتنظيماته”.
مسؤول بالائتلاف الوطني: تشكيل (حشد شعبي سوري) للتغطية على عناصر الحرس الثوري الإيراني
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 يونيو 2017
روما- نوه مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض بأن “إيران تسعى لتغيير شكل ميليشياتها الطائفية وجعلها قوات شرعية لها في سورية”، وذلك على غرار الفيلق الخامس الذي أسسته روسيا قبل عام تقريباً.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ياسر الفرحان إن “إيران تريد ضمان بقاء نفوذها في سورية، والأنباء الواردة عن تشكيل (حشد شعبي سوري) هو للتغطية على عناصر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية المنتشرين في سورية”، حسبما نقلت عنه الدائرة الاعلامية للإئتلاف.
وأكد الفرحان أن “هدف إيران ما يزال ربط طهران بدمشق عبر بغداد، والوصول إلى المتوسط”، لافتاً إلى أن “حالة الرفض العام لدى أهالي المنطقة لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي، تدفع البعض للجنوح إلى تشكيلات أخرى”، مشدداً على “ضرورة البقاء في رفض جميع التشكيلات البعيدة عن المشروع الوطني الجامع”
دي ميستورا: تحرير الرقة إرادة مشتركة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 يونيو 2017
روما – قال مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا إن تحرير الرقة من قبضة تنظيم (داعش) يمثل “إرادة مشتركة”، وهو “أمر ضروري بلا شك”.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الأربعاء مع وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، بمقر وزارة الخارجية، قصر (فارنيزينا)، تطرق دي ميستورا الى ميليشيات قوات سورية الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، التي أعلنت أمس بدء العملية النهائية لتحرير الرقة، وهي العاصمة الفعلية لتنظيم (داعش)، قائلا إن “من سيقوم بتحرير الرقة، وبأي قوات كانت، فإن العملية ستدار من قبل بلدان عديدة”، وأن “هناك حوارا مستمرا بين الولايات المتحدة وتركيا بهذا الشأن”. وأضاف “مع ذلك، أصر على أن تحرير الرقة رغبة مشتركة، مع الحرص على سلامة السكان المتواجدين فيها.”
وذكر المبعوث الأممي أن “على روسيا وإيران وتركيا (الدول الضامنة) توضيح الأمور حول مناطق خفض التصعيد”، وذلك “لتجنب أن تدحض جبهة النصرة فعالية الهدنة، كما حدث في الماضي”، منوها بأنه “لا يمكن أن يكون هناك وقف إطلاق نار دائم دون أفق سياسي”.
ولفت دي ميستورا إلى “أهمية مواصلة المفاوضات بوساطة الامم المتحدة في جنيف إلى جانب الجهات التي تريدها أنقرة وطهران وموسكو في أستانا”. وأوضح أن “الأفق السياسي لا تقدمه ثلاث دول”، بل “المجتمع الدولي في جنيف”. واختتم بالقول إن “من شأن الهدنة أن تساعد العمليتين السياسية والإنسانية” بشأن الأزمة السورية