أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 07 كانون الأول 2016

موسكو تخطط لـ «ما بعد الحسم» في حلب

موسكو – رائد جبر

قال محللون روس أمس، إن «ما بعد حلب ليس كما قبلها»، واضعين فرضياتهم لـ «اليوم التالي»، باعتبار أن المعركة الجارية تقترب من الحسم قبل تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهماته في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، في وقت واصلت القوات النظامية السورية والميليشيات الحليفة التقدم في أحياء شرق حلب. وأفيد بشن «طائرات مجهولة» غارات على مواقع لـ «حزب الله» قرب مضايا والزبداني شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية.

وحمل تسارع الأحداث بعد استخدام روسيا حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن لتعطيل ما وصف بأنه «المحاولة الأخيرة لوقف النار في حلب»، وانهيار المحادثات الروسية- الأميركية قبل أن تبدأ جدياً، إشارات واضحة إلى أن الحل العسكري في المدينة بات الوحيد على أجندة موسكو التي شجعها انقلاب موازين القوى على التشدد أكثر في مواقفها، وإدخال تغييرات جذرية على «معادلة الحل»، إذ لم تعد روسيا تتطلع إلى خروج عناصر «جبهة النصرة» من حلب، وتوقفت عن الحديث عن «الممرات والمهل الزمنية اللازمة لذلك»، بل باتت تشترط خروج جميع المسلحين واعتبار «كل من يرفض مغادرتها إرهابياً وهدفاً مشروعاً»، كما أكد الوزير سيرغي لافروف.

هذه النتيجة، كانت أُدخلت على جدول الخطط العسكرية الروسية، حيث وضع العسكريون الروس احتمالين للوصول إليها، اعتمد تنفيذ أي منهما على نتائج الانتخابات الأميركية، بحسب ما سرّبت أوساط قريبة من مصنع القرار. أوّلهما في حال فازت هيلاري كلينتون بالرئاسة، وكانت موسكو تستعد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق بشكل مباشر ومعلن وحشدت لذلك القدرات العسكرية المطلوبة، كما وفّرت الذرائع الكافية من خلال التركيز على فشل واشنطن في الفصل بين الإرهابيين و «المعارضة المعتدلة»، وثانيهما أُقر فور إعلان فوز ترامب، ويقوم على الالتزام بتجميد رسمي للعمليات العسكرية الروسية في حلب، لتشجيع الرئيس الجديد على تنفيذ وعوده الانتخابية بالاقتراب من مواقف روسيا، وفي الوقت ذاته توفير الغطاء الجوي والدعم الكامل لكن بشكل غير معلن للجيش السوري، باعتبار انه ينفذ العملية وحده. والنتيجة في الحالتين كانت ستصل إلى الموقف الراهن، فلا «معارضة معتدلة» في حلب، ولا بد من «تحريرها من الإرهابيين» في غضون أسابيع.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن يغلاند: «فهمنا أنه من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأميركيين»، متهماً واشنطن بإلغاء محادثات حول سورية بين خبراء روس وأميركيين كانت مرتقبة أساساً الأربعاء، وفق قوله. وأضاف: «طلب (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري مني دعم وثيقة تتفق مع رؤية روسيا (…) ولكن بالأمس (الإثنين) تلقينا فجأة رسالة تقول إنهم للأسف لا يمكنهم عقد لقاء معنا غداً (اليوم). غيّروا رأيهم وسحبوا الوثيقة». وأضاف: «الآن لديهم وثيقة جديدة تعيد كل شيء إلى نقطة الصفر». وأضاف أن على المقاتلين مغادرة حلب أو الموت، و «في كل الأحوال، إذا رفض أي كان المغادرة طوعاً، سيتم القضاء عليه. لا توجد خيارات أخرى».

لكن كيري نفى اتهامات لافروف له بالمماطلة، وقال على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسيل: «لست على علم بأي رفض محدد أو ما هي هذه الخطة الجديدة» لحلب بشأن احتمال خروج مسلحي المعارضة من الأحياء الشرقية.

في دمشق، أكدت الحكومة السورية رفضها أي محاولة لوقف النار في حلب ما لم تتضمن خروج جميع «الإرهابيين» منها، وفق ما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية. وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا): «أكدت سورية أنها لن تترك مواطنيها في شرق حلب رهينة لدى الإرهابيين وستبذل كل جهد ممكن لتحريرهم».

وشنت فصائل إسلامية ومعارضة أمس، هجوماً شمل تفجير عربات مفخخة في غرب حلب لـ «التخفيف» عن الفصائل المحاصرة في شرق المدينة، حيث تواصل القوات النظامية والميليشيات الموالية تقدمها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنها «تحاول استكمال سيطرتها على حي الشعار والتقدم في مزيد من المناطق وسط حلب الشرقية».

في الجنوب، أبلغت مصادر موثوق فيها «المرصد السوري»، أن «طائرات مجهولة حلّقت على علو مرتفع في سماء منطقتي مضايا والزبداني، واستهدفت بأربع غارات الجبل الغربي للزبداني الذي تسيطر عليه القوات النظامية و «حزب الله» اللبناني» منذ 2012. وأكدت المصادر أن الغارتين استهدفتا محيط حاجزين لـ «حزب الله» من ضمن الحواجز التي تحاصر الزبداني.

 

النظام يدخل حلب القديمة والمعارضة تقدّم مبادرة هدنة

موسكو، بيروت، اسطنبول، باريس، أنقرة دبي – رويترز، أ ف ب، الأناضول «الحياة»

سيطرت قوات النظام اليوم (الأربعاء) على الحي القديم في حلب الشرقية ما أجبر مقاتلي المعارضة ،الذين قدّموا اليوم مبادرة خطيّة لهدنة إنسانية، على الانسحاب خشية محاصرتهم في نطاق ضيق، بعدما أصبح أكثر من 70 في المئة من المدينة في يد النظام.

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» دعت المعارضة المسحلة اليوم إلى «إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام» وإجراء مفاوضات في شأن مستقبل المدينة وإجلاء «الحالات الطبية الحرجة والمدنيين» وذلك ضمن خطة إنسانية نشرت اليوم، واشترطت «تخفيف الحصار عن حلب لقاء التفاوض على مستقبل المدينة».

وطالبت وثيقة باسم «مبادرة إنسانية من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة» بإجلاء «الحالات الطبية الحرجة (من شرق حلب)… ويقدر عددها بـ500 حالة تحت رعاية الأمم المتحدة وبالضمانات الأمنية اللازمة»، وطالبت بإجلاء كل المدنيين الراغبين في مغادرة شرق حلب «إلى منطقة ريف حلب الشمالي كوْن أن محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة».

من جهته قال الكرملين إن اتفاقا مع واشنطن يقضي بخروج المعارضة ما زال مطروحا لكن لن تجرى محادثات بين البلدين الآن، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن عدد المقاتلين الذين خرجوا من حلب حتى الآن قليل للغاية واصفا الذين لم يغادروا منهم مجدداً بـ«الإرهابيين الذين يلتفون حول مقاتلي جبهة النصرة».

وقال مسؤول معارض إن واشنطن لا تملك «موقفاً طمن الهجوم الذي يشنه النظام بدعم روسي، وإنها مستعدة فقط حتى الآن «لتنسيق إجلاء المقاتلين بطلب روسي».

وبعد تمكنها أمس من السيطرة على حيي أقيول أغير وباب الحديد، تقدمت قوات النظام في أحياء الشعار والمواصلات والشيخ لطفي وكرم الجبل واستكملت سيطرتها على ضهرة عواد وجورة عواد وسيطرت على أجزاء من حي المرجة بغطاء من القصف المدفعي والجوي المكثف، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى وأجبر أكثر من 80 ألفاً على النزوح. وتعرض حي الزبدية وأحياء الفرقان وحلب الجديدة والأكرمية الخاضعة لسيطرة النظام  في مدينة حلب وأدت إلى مقتل 11 شخصاً بينهم 3 أطفال.

وفي السياق اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند موسكو بعرقلة مساعي الامم المتحدة حول سورية بعدما استخدمت وبكين حق النقض «فيتو» ضد قرار يدعو الى اعلان هدنة من سبعة ايام في مدينة حلب، وقال في بيان: «هذه العرقلة المنهجية تتماشى مع منطق التدمير الذي يتبعه نظام الاسد والذي يمسّ بالعزّل».

في شان متصل قتل اليوم جنديان تركيان في هجوم بسيارة مفخخة شمال سورية، وأعلنت وكالة «دوغان» التركية «سقوط جنديين في اطار عملية درع الفرات» التي أطلقها الجيش التركي لمساندة المعارضة لاستعادة مدينة الباب من تنظيم »الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما اشارت قناة «ان تي في» التركية الاخبارية الى اصابة جندي ثالث في الهجوم.

وكانت مقاتلات تركية شنت خلال اليوم ضربات جوية على 12 هدفا لـ«داعش» في الباب، وقتلت 23 متشددا منهم.

 

فيتو روسي – صيني وتوجه خليجي نحو الجمعية العامة

نيويورك – «الحياة» , القاهرة – محمد الشاذلي

عطلت روسيا للمرة السادسة الإثنين منذ عام ٢٠١١، صدور قرار عن مجلس الأمن في شأن سورية نص على إعلان هدنة لكل العمليات العسكرية البرية والجوية في حلب وإدخال المساعدات إليها، ثم فصل المعارضة عن «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة). وصوتت الصين إلى جانب روسيا في فيتو مماثل، ما جعل سجل الفيتو المزدوج بين الدولتين يرتفع إلى خمس مرات ضد قرارات تتعلق بسورية. وكانت مصر ونيوزلندا وإسبانيا أعدت مشروع القرار لـ «أهداف إنسانية» وفق ما أكد مندوبوها، واستغرقت المشاورات في شأنه نحو شهر.

وعزز فشل المجلس مجدداً في التحرك في شأن سورية، فرص تحرك بديل في الجمعية العامة أكدت المملكة العربية السعودية وقطر ضرورة حشد التأييد الدولي له تعويضاً عن عجز المجلس عن تحمل مسؤولياته. وصرح السفيران السعودي عبدالله المعلمي والقطرية علياء أحمد آل ثاني بعد الجلسة بأن التوجه التالي سيكون نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال المعلمي أن مشروع القرار في مجلس الأمن كان يمثل الحد الأدنى لتخفيف معاناة الشعب السوري، «لكن نتيجة التصويت تظهر أن روسيا لا تأبه لمعاناة الشعب السوري». وأكد المعلمي أن العمل جار على حشد التأييد للتوجه إلى الجمعية العامة لطرح ضرورة تحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها التي فشل مجلس الأمن في تحملها.

وكان السفير الروسي فيتالي تشوركين قال أنه عارض مشروع القرار لأنه «يناقض مساعي» تبذلها روسيا مع الولايات المتحدة على مستوى وزيري خارجية البلدين، سيرغي لافروف وجون كيري، وأن جدول الاجتماعات في شأنها يجب أن يبدأ الأسبوع الحالي. كما اعتبر تشوركين أن مشروع القرار «لا يتحدث عن سحب المقاتلين من شرق حلب، بل يطلب وقف القتال فوراً، ونحن نعلم أن المقاتلين انتهزوا الهدنات السابقة لتعزيز قدراتهم العسكرية»، في تبرير لرفضه القرار.

وفيما جاء الفيتو الروسي متوافقاً مع التوقعات التي سبقت جلسة المجلس، أبدى عدد من الديبلوماسيين الغربيين الاستغراب حيال الحدة التي تحدث بها السفير الصيني لوي جيي ضد بريطانيا والولايات المتحدة، بعد التصويت بفيتو إلى جانب الفيتو الروسي. وقال ديبلوماسي غربي أن «موقف الصين مفاجئ، لأنها اتخذت مسافة عن الموقف الروسي الشهر الماضي عندما صوتت روسيا بالفيتو على مشروع قرار فرنسي، وامتنعت عن التصويت آنذاك، أما اليوم فإن تصرفها مختلف تماماً».

وفي لغة غير معهودة من السفير الصيني في جلسة علنية في المجلس وصف جيي تهجم نظيره البريطاني ماثيو ريكروفت على الفيتو المزدوج بأنه «يسمم أجواء العمل في المجلس». كما رد جيي على انتقاد المندوبة الأميركية بالإشارة إلى «سجل يعرفه كل أعضاء المجلس» في تلميح إلى سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية وتدخلها في شؤون الدول. وأضاف جيي: «لنستعد كيف بدأت الأزمة السورية والأزمات في باقي دول المنطقة، وكيف تطورت، وما هو الدور الذي لعبته بعض الدول» في غمز إلى الولايات المتحدة. وقال أن الدول الراعية مشروعَ القرار كان يجب أن ترجئ جلسة التصويت للتوصل إلى توافق في شأنه.

وكان ريكروفت قال أن الفيتو الروسي مرفوض لكن «الفيتو الصيني مفاجئ، خصوصاً لأن الصين تقول دوماً أنها ضد تسييس الملف الإنساني وتدعو إلى الحوار، لكنها قررت التصويت إلى جانب روسيا بسبب موقفها الخاطئ الداعم مَن قتل حوالى نصف مليون من شعبه» في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

ووصفت نائب السفيرة الأميركية ميشال سيسون تصريح تشوركين بأن الوزيرين كيري ولافروف يعدان لحل لشرق حلب، بأنه «محض اختلاق وذريعة» لمنع المجلس من القيام بمسؤوليته. وأردفت أن الولايات المتحدة واصلت محادثاتها الثنائية مع روسيا لإيجاد حل ينهي المعاناة في شرق حلب، «لكننا لم نحقق أي اختراق لأن روسيا تركز أكثر على انتصاراتها العسكرية بدلاً من مساعدة المدنيين».

وأعرب السفير المصري عمرو أبو العطا عن الأسف لعدم تبني المجلس مشروع القرار الذي أعده مع نظيريه الإسباني والنيوزلندي. وقال القرار كان يهدف إلى «هدنة من ٧ أيام متتالية تسمح بدخول المساعدات إلى حلب وإنقاذ الملايين. وأكد عزم مصر على مواصلة الجهود «واستغلالها رصيدها السياسي لدى كل الأطراف بما فيها الدول الكبرى أو الصديقة المتحاربة أو المتحالفة على الساحة السورية، للاستجابة إلى استغاثة الإنسان السوري بغض النظر عن الانتماءات السياسية».

وصوتت لمصلحة مشروع القرار كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا ونيوزلندا ومصر وإندونيسيا واليابان وأوكرانيا والسنغال والأوروغواي. وصوتت ضد مشروع القرار كل من روسيا والصين وفنزويلا، فيما امتنعت أنغولا عن التصويت.

وفي القاهرة، دعت وزارة الخارجية المصرية مجلس الأمن إلى «مواصلة جهوده من أجل التوصل إلى رؤية واضحة ومتفق عليها للتعامل مع التحديات الإنسانية في حلب وبقية المدن السورية في شكل يحقن دماء الشعب السوري الشقيق».

وقالت في بيان أن مشروع القرار الذي قدمته إلى المجلس «إيماناً منها بضرورة وضع حد للمأساة الإنسانية في حلب وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يساهم في وصول المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب السوري». وعزت عدم تبني المشروع إلى «استمرار الخلافات في شأن كيفية تنفيذ وقف النار ومحددات الوصول إليه». وأضافت أنها «كانت تفضل استمرار عملية التشاور في شأن المشروع لضمان تحقيق التوافق الكامل عليه… مصر بذلت جهوداً مضنية الأسابيع الماضية بالتشاور مع أعضاء المجلس لتقريب وجهات النظر في شأن المشروع. ورغم ذلك أصر بعض الدول الأعضاء على طرح المشروع للتصويت في صورته الحالية التي لم تكن تحظى بموافقة كل الدول». وأوضحت أن «المشاورات التي تمت أدت إلى إدخال تعديلات جوهرية على المشروع، إلا أن مجلس الأمن فشل مرة أخرى في تحقيق الهدف المطلوب». وشددت على «الموقف المصري الواضح منذ بداية الأزمة بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري… وأن يسمو الجميع فوق أي اعتبارات».

 

إسرائيل تقصف مطار المزة العسكري في دمشق

دبي – «الحياة»

أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، أن الطيران الإسرائيلي نفّذ فجراً غارة استهدفت مطار المزّة العسكري غرب دمشق، ما أدى إلى نشوب حريق كبير، فيما أكدّت وسائل إعلام سورية رسمية أن الحريق وقع في محيط المطار وسببه صواريخ أرض – أرض، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وأوضحت «الإذاعة العبرية الثانية» وموقع «عرب 48» أن 14 انفجاراً تلت الغارة هزتّ المنطقة الأمنية الحساسة التي تحوي قصر الشعب الرئاسي وعدداً من الوزارات والسفارات ومقر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «إسرائيل أطلقت عند الساعة الثالثة فجراً صواريخ عدة من داخل القدس المحتلة غرب تل أبو الندى سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق/ ما أدى إلى نشوب حريق في المكان من دون إصابات».

وكانت اسرائيل استهدفت الأسبوع الماضي قافلة أسلحة تابعة لـ «حزب الله» اللبناني كانت في طريقها من دمشق إلى بيروت، وموقعاً لقوات النظام في سورية.

وفي وقت سابق، قال بيان صادر عن الإعلام الحربي التابع لـ «حزب الله» إن «انفجارات مدوية وارتفاع سحب النار والدخان داخل مطار المزة العسكري الملاصق للعاصمة حدثت فجراً، فيما بدا أنه استهداف صاروخي صهيوني لمواقع عسكرية مفترضة داخل حرم المطار فحصلت انفجارات قوية ومتقطعة على مدى نصف ساعة».

ويعد المطار الأحدث والأكبر في منطقة العاصمة وريفها، ويبعد عن المركز أقل من 5 كيلومترات، إضافة إلى قربه من المباني الحكوميّة، مثل قصري الشعب (الذي يقع في منطقة المزّة ذاتها) والمهاجرين الرئاسيين، ما يجعل المطار نقطة وصل للضباط المغادرين من مقر قيادة الأركان السوريّة في دمشق إلى الجبهات المختلفة في حلب وحماة، والقواعد العسكرية الروسية في طرطوس واللاذقيّة.

والمطار العسكري لا يقتصر على المدرّج وحسب، إنما يضم غرف عمليات عسكريّة ومستودعات ذخائر وسلاح، إضافة إلى معتقل المزّة السيّء الصيت الذي يقع تحت الأرض، ويقول حقوقيّون إنه الأسوأ منذ غلق سجن تدمر، في تسعينات القرن الماضي.

وفي دلالة على الأهميّة القصوى للمطار، منع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بناء أي مبانٍ سكنيّة عالية الارتفاع حتى مسافة كيلومترين من المطار. وشكّل المطار نقطة انطلاق لعديد من العمليات العسكريّة في المناطق المحاذية لدمشق، مثل داريا ومعضميّة الشام، القريبتين من المطار.

أما المنطقة المحيطة بالمطار، فهي واحدة من أكثر مناطق دمشق أهميّة، إذ تحوي مقارَّ عدد من الوزارات منها: وزارة الإعلام ووزارة التعليم العالي وقصر العدل والقضاء العسكري ورئاسة مجلس الوزراء ومبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى فرع الأمن السياسي ومبنى فرع الأمن العسكري، إضافة إلى قصر الشعب الجمهوري والمقر الرسمي للرئيس بشار الأسد.

 

قوات النظام تدخل أحياء حلب القديمة

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أحرزت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدماً سريعاً أمس باستعادتها السيطرة على أحياء عدة في شرق حلب وعلى حلب القديمة.

وتزامن تقدم قوات النظام في حلب مع تبادل الجانبين الروسي والاميركي الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل الى هدنة أو تسوية لاخراج المقاتلين من المدينة.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الفصائل المعارضة خسرت أحياء الشعار، الحي السكني الاهم في وسط القسم الشرقي من حلب، وضهرة عواد وجورة عواد وكرم البيك وكرم الجبل.

وفي وقت لاحق، سيطرت قوات النظام على حي الشيخ لطفي وعلى اجزاء من حي المرجة الاستراتيجي في جنوب الاحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات النظام باتت تسيطر على 75 في المئة من الاحياء الشرقية التي كانت خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة منذ عام 2012.

وأشار الى ان مقاتلي المعارضة باتوا محصورين في القسم الجنوبي، مرجحاً ان تبدأ قوات النظام “عملية قضم تدريجي” لهذا القسم مع شن هجمات من أكثر من جهة.

وليلاً، أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام أن الجيش السوري دخل أحياء حلب القديمة وأن مفاوضات تجري برعايد روسية وتركية لتوفير خروج آمن لمقاتلي المعارضة من هذه الأحياء.

 

“الحرب ستستمر”

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بالمماطلة في البحث في مسألة اخراج مقاتلي المعارضة من حلب.

وقال: “لقد فهمنا انه من المتعذر اجراء مناقشة جدية مع شركائنا الاميركيين”، متهما واشنطن بتعطيل المحادثات.

ولاحقاً، نفى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا للبحث في خطة خروج مقاتلي المعارضة. وصرح على هامش اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي في بروكسيل: “لست على علم بأي رفض محدد أو ما هي هذه الخطة الجديدة… سنرى ما سنفعل”.

ولم تؤكد وزارة الخارجية الاميركية مشاركتها في هذه المحادثات في جنيف، لكن كيري تطرق خلال زيارته لبرلين الاثنين الى احتمال عقد لقاء جديد مع نظيره الروسي اليوم أو غداً في هامبورغ على هامش الاجتماعات السنوية لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا.

واعتبر كيري انه اذا سيطرت القوات الحكومية على حلب “فان الحرب ستستمر”، جزءاً ضرورة التوصل الى تسوية من طريق التفاوض.

 

ادلب

على صعيد آخر، تحدث أفاد المرصد عن تعرض محافظة ادلب منذ نهاية الاسبوع ، لغارات عنيفة معظمها روسية، تسببت بمقتل 121 مدنياً على الأقل خلال الساعات الـ72 الأخيرة.

وردا على استهداف المناطق الخاضعة لسيطرتها، ترد الفصائل المقاتلة باستهداف الفوعة وكفريا بالقذائف التي تسببت أمس بمقتل عشرة أشخاص بينهم خمسة مدنيين.

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كان القتلى الخمسة الآخرون مدنيين أم لا.

وأظهرت صور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” سحباً من الدخان تتصاعد من قرية الفوعة جراء استهدافها بالقذائف.

 

“سوريا المفيدة” و “داعشستان”

وفي باريس، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت من ان احتمال تقسيم سوريا يلوح في الافق، متحدثاً عن جزء “سوريا المفيدة” الذي سيكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والآخر “داعشستان” تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وقال في مقابلة مع اذاعة “ار اف اي”: “ليس لان حلب ستسقط خلال أسابيع، ستحل قضية السلام”.

ورأى ان “هذه الفوضى تهدد الاستقرار في المنطقة ولا تسمح بالقضاء على تهديد داعش”.

 

ميركل

ووصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الوضع في حلب بأنه “عار”، وانتقدت دعم روسيا وايران لـ”نظام الاسد في تحركه الوحشي ضد شعبه”.

 

غارات إسرائيليّة على مطار المزّة ومسلّحو حلب يطلبون هدنة

أقدم العدو الإسرائيلي، فجر الأربعاء، على إطلاق عدّة صواريخ أرض- أرض من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة سقطت في مطار المزة العسكري غرب دمشق، بحسب ما أعلن مصدر عسكري سوري.

وأوضح المصدر أنّ الغارات أدّت إلى نشوب حريقٍ في المكان من دون وقوع إصابات.

إلى ذلك، دعا المسلّحون في شرق حلب إلى “إعلان هدنة إنسانيّة فوريّة لمدّة خمسة أيام وإجراء مفاوضات بشأن مستقبل المدينة وإجلاء الحالات الطبية الحرجة والمدنيين” وذلك ضمن خطة إنسانية نشرت يوم الأربعاء.

وطالبت وثيقةٌ حملت اسم “مبادرة إنسانيّة من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة” بإجلاء “الحالات الطبية الحرجة من شرق حب”، موضحةً أنّ عددها يُقدّر بحوالي 500 حالة تحت رعاية الأمم المتحدة وبالضّمانات الأمنيّة اللازمة.”

كما طالبت بإجلاء كلّ المدنيين الراغبين في مغادرة شرق حلب “إلى منطقة ريف حلب الشمالي”، مؤكّدةً أنّ محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة”.

وأضافت الوثيقة “عندما يتمّ تخفيف وطأة الحالة الإنسانية في مدينة حلب الشرقية تقوم الأطراف المعنيّة بالتّفاوض حول مستقبل المدينة.”

(“موقع السّفير”، “مهر”، رويترز)

 

كيري: مسلحو حلب يتحملون المسؤولية بعدما رفضوا الهدنة

نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري وجود أي اتفاق مع روسيا أو خطط حول حلب، محمّلاً «المعارضة» جانباً أساسياً من المسؤولية لكونها رفضت سابقاً الالتزام بوقف إطلاق النار حينما وافقت عليه روسيا وإيران. كيري اعتبر أن المدينة سواء سقطت أو لم تسقط في يد دمشق وحلفائها فإن ذلك لن يغيّر «التعقيدات الأساسية» التي تقف خلف الحرب، ولن تؤدي إلى حل للصراع أو إعادة إعمار للبلد، وهي عملية تحتاج جهوداً دولية لن تتم إلا عبر تسوية سياسية.

كلام الوزير الاميركي جاء خلال آخر اجتماع وزاري مع نظرائه في «حلف شمال الاطلسي»، أمس، وقبل لقائه المرتقب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش مؤتمر وزاري لـ«منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» يقام في مدينة هامبورغ الألمانية اليوم وغداً.

كيري تجنّب التعليق مباشرة على كلام لافروف حول تراجع واشنطن عن مقترحات لإخراج «كل المسلحين من حلب»، لكنه أوضح عدم حصول أي اتفاق، قائلا «كان هناك نقاش حول إخراج الناس لإنقاذ حلب، لكن حتى هذه اللحظة لم يحصل اتفاق كيف سيحدث ذلك وكيف سنخرج هؤلاء الناس ونضمن حمايتهم».

وكان لافتاً أن كيري حمّل «المعارضة» المسؤولية المتقدمّة عن عدم وجود تسوية بالنسبة لحلب، مُرجِعاً ذلك لكونها رفضت اتفاقاً لوقف اطلاق النار بعدما وافقت عليه ايران وروسيا خلال الاجتماعات الأولى لمسار فيينا. وأشار كيري إلى أهمية ذلك السياق، قبل أن يضيف «دعوني أكون واضحاً أنه في ذلك الحين دعمت روسيا وايران وقف اطلاق النار، لكن المعارضة لم تقبل بذلك وكان هناك رفض للمصادقة على وقف إطلاق النار، برغم قول العديد منا إنها أفضل طريقة للذهاب إلى الطاولة والحصول على مفاوضات من أجل حل سياسي».

وتابع «ومن ذلك اليوم وإلى هذا اليوم كان هناك خسارة في الاراضي وخسارة في الارواح كبيرة جداً… نحن لسنا مقاتلين على الأرض بل هم، وعليهم اتخاذ قرارتهم».

كيري رفض الإقرار بأن مصير حلب بات محسوماً، لكنه اكد أن الحرب والصراع سيستمران :«حتى لو سقطت حلب، وربما يحدث ذلك وربما لا… لن تنتهي التعقيدات الأساسية التي تقف خلف هذه الحرب»، قبل أن يشدد أن «الحرب ستستمر والعنف سيستمر».

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الرئيس السوري بشار الاسد لن يمكنه توحيد بلاده وجمع أهلها مع بعضهم، كما أكد أن الأسد لن يستطيع تحقيق إعادة الاعمار «لوحده»، لأن «ذلك يحتاج مئات ومئات مليارات الدولارات.. والمجتمع الدولي لن يفعل ذلك حتى تكون هنالك تسوية سياسية».

كيري قال إنه سيحاول اقناع نظيره الروسي بأن ما تحتاجه سوريا الآن هو «المفاوضات» وليس «التأجيج أكثر عبر تدمير كامل لحلب»، معتبراً أن اجتماع هامبورغ سيكون مناسبة «إذا كان هنالك طريقة للمضي إلى الأمام أم لا».

وفي هذا السياق، لفت كيري إلى أنه يدعم اختبار المواقف الروسية بالنسبة لدفع دمشق إلى طاولة التفاوض، فأشار إلى أن «الأسد لم يظهر أبداً الإرادة للانخراط في محادثات يمكن أن توصل لإنهاء الحرب»، قبل أن يوضح أن «روسيا تقول إن الأسد جاهز للقدوم إلى الطاولة، وأن دعمهم له ترافق مع الاتفاق على أنه سينخرط بنيات حسنة. أنا شخصيا أدعم جدا وضع ذلك تحت الاختبار، نحاول الذهاب إلى جنيف لنكون قادرين على التفاوض حول جوهر الحل السياسي».

 

كيري ولافروف يلتقيان في هامبروغ وتوقعات بتصدر الأزمة السورية أجندتهما

روسيا – الأناضول – يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت لاحق الأربعاء، نظيره الأمريكي جون كيري في مدينة هامبورغ الألمانية.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي إن لافروف سيشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي سينعقد في مدينة هامبورغ، وفق ما أوردته قناة روسيا اليوم.

 

وأشارت إلى أن لافروف سيعقد على هامش الاجتماع عدداً من اللقاءات الثنائية، بينها نظيريه الأمريكي جون كيري، والألماني فرانك فالتر شتاينماير.

 

ومن المتوقع أن تبحث اللقاءات عدداً من المواضيع بينها الأزمة السورية.

 

والثلاثاء، أعرب كيري عن أمله في إقناع الفصائل المتحاربة في سوريا وداعميهم للعودة إلى طاولة المفاوضات قبل أن يتم تدمير مدينة حلب المحاصرة.

 

كما أعلن لافروف، في وقت سابق أمس، عن فشل مبادرة نظيره الأمريكي حول تسوية الأزمة في حلب، بعد سحب الجانب الأمريكي اقتراحاته بهذا الشأن.

 

وكان من المقرر أن يعقد الجانبان اجتماعاً في جنيف، هذا الأسبوع، بهدف تحديد جدول زمني لإخلاء مدينة حلب من المسلحين، لكن تم إلغاؤه بسبب سحب واشنطن اقتراحات كيري.

 

وفي معرض ردّها على سؤال حول تقارب مواقف موسكو وأنقرة بشأن الأزمة السورية، قالت زاخاروفا “إن أهم الإنجازات في هذا المجال يتمثل في استئناف الحوار بين البلدين حول سوريا في حد ذاته”.

 

خلافات مصيرية بين الفصائل المحاصرة… والتفاوض مع الروس لم يعد سراً

محمد إقبال بلو

إنطاكيا ـ «القدس العربي»: «توحد الفصائل» مطلب قديم، أعاد الناشطون الحلبيون إثارته، بعد سقوط أحياء عدة من حلب المحاصرة، التي صمدت لسنوات وسقطت في غضون ساعات على حد قولهم، الأمر الذي ردّه البعض إلى كثافة القصف على تلك الأحياء، إلا أن ذلك لم يقنع المواطنين أو الناشطين، وعزوا ذلك إلى خلل في علاقة الفصائل الموجودة داخل المدينة ببعضها أو بالداعمين، ما دفعهم للإصرار على ضرورة توحيد الفصائل وما سرّع في ولادة المولود الميت «جيش حلب».

وبعد اقتتال الفصائل الموجودة داخل ما تبقى من حلب المحاصرة، واقتحام «كتائب أبو عمارة» و»فتح الشام» لمقرات ومستودعات بقية الفصائل، تجلى منطق القوة ومبدأ سيطرة توجه واحد في مكان ضيق كهذا لا يحتمل وجود اتجاهات عدة، حسب ناشطين ومتابعين.

ويشرح المهندس الملقب أبو ابراهيم المقرب من «جبهة فتح الشام» لــ «القدس العربي» ما يحدث، قائلاً: «لم يعد التفاوض مع الروس سراً، بل أصبح أمراً معروفاً للجميع، إذ أن الفصائل التي تتلقى الدعم التركي كلها دخلت عملية المفاوضات، وساذج من يصدق أن النظام سيطر على أحياء حلب التي خسرتها المعارضة من خلال معارك نفذها، ولو كان الأمر كذلك لكانت هذه الأحياء صمدت شهوراً قبل أن تسقط، لكن ما حدث أمر بديهي لا يحتاج إلى شرح، هو اتفاق بين الروس والأتراك على أن درع الفرات مقابل حلب المدينة».

ويضيف أنه رغم تعرض الأحياء لقصف عنيف، إلا أن فصائل عدة قد انسحبت منها، في أحياء بستان الباشا والهلك، وتوجهت باتفاق ما إلى الشيخ مقصود، وسلم معظم قادتها أنفسهم هناك للقوات الكردية، وفي الحقيقة لم أعرف حتى الآن هل وصلوا إلى الشمال أم باعتهم القوات الكردية للنظام، كما تم إخلاء حي مساكن هنانو دون معارك حقيقية، إلا من قبل بعض من أصروا على القتال وعدم الانسحاب، بينما فضلت كل من الجبهة الشامية وأحرار الشام خارج حلب حالة الصامت كأنه لا علاقة لهما بما يحدث، إذ أن الأوامر التي وصلت بالانسحاب أكبر من موافقتهم او رفضهم.

ويعتقد أبو ابراهيم أن من قاتل في الحقيقة هم أبو عمارة وفتح الشام والزنكي، معتبراً أن هذا سر الخلاف الحاصل مؤخراً داخل الأحياء المحاصرة المتبقية، إذ أن هؤلاء هم من يرفضون الخروج من حلب والذين رفضوا الدخول بالمفاوضات مع الروس، كما أكد أن مستوعات بأكملها تركتها باقي الفصائل ليستولي عليها النظام، منها مستودع يحتوي على تسعمائة ألف طلقة، تنبه مقاتلو الزنكي إليه قبل أن تصل إليه قوات النظام، فيما استولى الأخير على العديد من المستودعات منها ما احتوى على مواد إغاثية وغذائية.

ويفسر أسباب ترك المستودعات، بأن هذه الفصائل قد تلقت وعوداً من روسيا بحكم مدني في هذه الأحياء، وأنهم سيعودون إليها، ويكونون هم بمثابة الشرطة والأمن الداخلي لها، وحسب المفاوضات مع روسيا والتي جرت في تركيا، فإن ذلك سيحدث في حالة الانسحاب من كامل الأحياء المحاصرة في حلب الشرقية وهذا ما ما لم يحدث حتى الآن.

وقال علي وهو أحد مقاتلي «الجيش الحر» في ريف حلب الشمالي، لــ «القدس العربي»: «رغم وجودي في مكان بعيد عن الحدث إلا أن الأمور لدينا واضحة تماماً، فهنا مركز تنفيذ القرارات في عنتاب، والمطلوب من فصائل حلب المحاصرة أن تخرج منها، وتم الاتفاق على خروج ثلاثمائة مقاتل من فتح الشام ضمن المفاوضات، وبعد أن تمت الموافقة على ذلك من قبل الفصائل، عادت روسيا لتقول إن هنالك تسعمائة مقاتل من فتح الشام عليهم الخروج».

ويضيف «هنا جاء الرفض وتعززت فكرة البقاء والتشبث فيما تبقى من أحياء المعارضة، وهذا ما تمسكت به فتح الشام وأبو عمارة، فيما وجدته بقية الفصائل انتحاراً ورغبت بالخروج والموافقة، ما أشعل الخلافات من جديد، ودفع فتح الشام وأبو عمارة للاستيلاء على مستودعات الفصائل الأخرى التي فضلت استمرار التفاوض والخروج من حلب، إذ وجد أولئك أن القرار يكون بيد الأقوى، والذي لا بد أن يفرض نفسه ورأيه».

بينما المدنيون المحاصرون داخل المدينة ليس لهم أي دور في صنع القرار، بل حتى إنهم أصبحوا يبعثون برسائل دون تواقيع وأسماء حرصاً على سلامتهم، إذ نقل الناشط الإعلامي أحمد بريمو رسالة من مجموعة من الناشطين والمدنيين في حلب المحاصرة، عبر منشور له على «فيسبوك» قائلاً: «رسالة أنقلها عن مجموعة من الناشطين والمدنيين المحاصرين في حلب طلبوا مني نشرها وعدم ذكر اسمائهم خوفاً من اعتقالهم أو تصفيتهم من قبل أدعياء الثورة، قرار تسليم ما تبقى من حلب للنظام وإنقاذ من بقي من المدنيين بيد القواد، والقواد منشغلون بتشويل هذا وسلب سلاح وذخيرة من ذاك وتصفية حساباتهم على حساب المدنيين، لن نطالبكم بالتوحد، نطالبكم بأمرين لا ثالث لهما، إما أن تموتوا مدافعين عن الأرض التي طغيتم بها منذ أكثر من خمس سنوات وحتى الآن، أو طرح مبادرة لاخراج المدنيين من حلب إلى ريفها المحرر».

 

أحياء حلب الشرقية تتهاوى… وموسكو تساعد ترامب في خطته تجاه سوريا

دمشق ـ «القدس العربي»: بينما يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه رسمياً في كانون الثاني/يناير المقبل، ترتفع سرعة العمل العسكري الذي تقوده دمشق مع حلفائها في حلب وريف دمشق وغيرهما من الجغرافيا السورية، المسألة ليست سباقاً مع الزمن بل تحمل إضافة للهدف الاساسي الذي يتجلى في استعادة السيطرة على ما فقده الجيش السوري خلال الأعوام الماضية نوعاً من المجاراة لما أبداه ترامب من مواقف مغايرة تماماً لاستراتيجية سلفه باراك أوباما حيال الأزمة السورية.

الرئيس الأسد يوفد وزير دفاعه العماد فهد جاسم الفريج إلى عمق حلب الشرقية مستطلعاً آخر التطورات الميدانية والتقدم العسكري الحاصل هناك. في بيان قيادة الجيش السوري ورد أن العماد الفريج ناقش مع القادة خطط العمليات المقبلة والمهام المسندة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة وزودهم بتوجيهاته وأثنى على جهودهم الكبيرة وبطولاتهم مؤكداً أن معركتنا مع الإرهاب مستمرة لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية. إذاً العملية العسكرية في حلب مستمرة ولا داعي لإيقافها على الإطلاق.

التسويات السياسية الحاصلة في أكثر من جبهة بريف دمشق، لا تمنح الجيش السوري استعادة السيطرة على جغرافيا واسعة جديدة فقط، بل تعطيه إمكانية الاستفادة من عديد قواته في تلك الجغرافيا ونقلها إلى جبهات ما زالت تشهد معارك طاحنة. مؤخراً غادر أكثر من ألف وخمسمائة مسلح بلدة خان الشيح غرب دمشق ومثلهم تقريباً غادروا مدينة التل وقبلهم غادر المئات من رفاقهم مدينة قدسيا، كل هؤلاء كانوا يحتاجون لآلاف الجنود لضبطهم ومنعهم من التمدد.

خطة موسكو ومعها دمشق وطهران تقضي وفق قول مصدر دبلوماسي مطلع لـ «القدس العربي» بأن تجري مساعدة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على تنفيذ رؤيته الشخصية حيال الملف السوري، من خلال توسيع مساحة السيطرة الجغرافية للجيش السوري على حساب التنظيمات والفصائل المسلحة المناوئة له وكذلك العمل على عزل المتشددين منهم المحسوبين أو القريبين من تنظيم «فتح الشام» (النصرة سابقاً).

حينها سيطرح ترامب سؤاله الجوهري من جديد، أين هي هذه المعارضة المعتدلة ومن هم هؤلاء المعارضون المعتدلون. كل ذلك وفق الرؤية الروسية.

وأيضاً سيقول ترامب لمناوئيه في المنظومة الأمريكية السياسية والعسكرية ولمؤسسة الكونغرس: ها هي قوات الأسد وحلفاؤها تتقدم في كل مكان، كيف سأوقف زحفها ولمصلحة مَن سأفعل ذلك؟ وسيقول ترامب لنفسه وللآخرين: دعونا نتعاون مع الطرف الأقوى على الأرض، لا طائل من مجابهة هذا الطرف. هذا كله أيضاً وفق الافتراض الروسي المتوقع من ترامب.

حزام دمشق يبدو أنه في مراحله الأخيرة، بقي المحور الشرقي منه والمتمثل بجبهات جوبر والقابون وحرستا ودوما وما تبقى من بلدات الغوطة الشرقية، المهمة ليست سهلة أمام الجيش السوري عسكرياً وليست سهلة حتى لجهة العمل على اتفاق سياسي يقضي بخروج مقاتلي هذه الجبهات والرحيل إلى إدلب على غرار المحور الغربي القريب من دمشق، لكن المسألة محسومة بالنسبة لدمشق وحلفائها وفق قول المصدر، الذي أضاف: كما كان قرار العملية العسكرية متخذَاً في شرقي حلب ومحسوماً، فإن قرار المحور الشرقي القريب من دمشق محسومٌ أيضاً بالنار أو بالسياسة.

في المحصلة أياً يكن سلوك ترامب المستقبلي تجاه دمشق وموسكو، فإن ما يتم تحقيقه من الجيش السوري وحلفائه لا بد سيُضعف موقف خصوم سوريا وروسيا.

 

الإعلام السوري يبسط سيطرته شرقي حلب… وجيش من المراسلين والفنيين وسط دخان المعارك

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: بشكل غير مسبوق، يواكب الإعلام السوري الفضائي المعارك الطاحنة الجارية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، هكذا تجد الفضائيات السورية نفسها داخل معركة مفتوحة في مواجهة فضائيات عملاقة عربية وأجنبية في ظل احتدام الصراع السياسي والعسكري على عاصمة الشمال السوري حلب.

جميع الأخبار المتدفقة من سوريا عنوانها وجوهرها شبه الوحيد هو تطورات حلب، لا بد إذاً من حشد إعلامي على غرار الحشد العسكري الذي أعده الجيش السوري وحلفاؤه هناك. أجندة الفضائيات السورية في تغطيتها للتطورات بحلب إظهار التقدم السريع والكاسح للجيش السوري وحلفائه وتظهير دور هذا الجيش في تأمين خروج المدنيين من حلب الشرقية، والدعم الذي يجري تقديمه لهؤلاء وكذلك الظروف السيئة التي كانوا يعيشونها سابقاً تحت سيطرة الفصائل المسلحة.. نجح الإعلام السوري في هذه المهمة، على الأقل بالنسبة لمتابعيه.

كان التقدم الميداني الكبير الذي شهدته حلب مفاجئاً للإعلام السوري، كان سقوط أحيائها الشرقية بهذا الشكل واحداً تلو الآخر بيد الجيش السوري حدثاً لا مثيل له منذ اندلاع الأزمة السورية. شعر الإعلام السوري أن سرعة التقدم الجغرافي تفوق سرعة التغطية الإعلامية فكان لا بد من سد الفجوة وبدون تأخير.

أرسلت الفضائية السورية (المركز الإخباري) فريقاً كبيراً من المراسلين والفنيين وعربات البث المباشر إلى حلب لتُضاف إلى الفريق الموجود أصلاً بشكل دائم في حلب، ذات الشيء وبدرجة أقل فعلته قناة الإخبارية السورية. توزعت تلك الفرق الفنية مع المراسلين في الأحياء الشرقية التي يستعيدها الجيش السوري، وفُتحت ساعات من البث المباشر من هناك.

وضع التلفزيون السوري مراسليه على خطوط التماس والاشتباك الأولى، أحد المراسلين الذين أُوفدوا من دمشق إلى حلب كان بين حيي الميسر والشعار، كانت أصوات الاشتباكات من خلفه واضحة تماماً ألسنة الدخان الناجمة عن القصف الصاروخي للجيش السوري تظهر قريبة منه، المراسل حافظ على رباطة جأشه فيما أجواء الاشتباكات تحتدم.

قناة سما السورية الخاصة هي الأخرى زجت بما لديها من إمكانات بشرية وفنية في عمق المعركة الدائرة في حلب، وبينما وضعت الفضائية الرسمية السورية شعاراً في أعلى يمين الشاشة بعنوان «حلب تتحرر» وضعت قناة الإخبارية السورية شعاراً بعنوان «حلب الانتصار»، والتقت جميع القنوات السورية في بث برومو غنائي حماسي من ضمن ما يرد في هذا البرومو عبارة تقول: «صار طعم النصر أشهى في رصاصك يا حلب».

تتفاوت الخبرة الإعلامية بين مراسل وآخر ويظهر ذلك واضحاً في طبيعة وأهمية المعلومات التي قدّمها كل مراسل من جبهته الملتهبة وفي أسلوب تقديم تلك المعلومات للمشاهد. في العموم بسطت الفضائيات السورية سيطرتها الإعلامية داخل الأحياء التي دخلها الجيش السوري واستأثرت بنصيب الأسد من المواكبة الإعلامية فكانت مصدراً رئيسياً للمعلومة من هناك لتنافس بذلك امبراطوريات الإعلام الكبرى المعروفة.

 

موسكو لا تستبعد اتفاقاً أميركياً روسياً حول حلب

موسكو ــ العربي الجديد

قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إن اتفاقاً أميركياً روسياً محتملاً للسماح لمسلحي المعارضة السورية بالخروج من حلب سالمين ما زال مطروحاً، “لكن لن تُجرى محادثات بين البلدين الآن”، وذلك بعد ساعات من انسحاب واشنطن من محادثات جنيف، والتي كان مقرراً عقدها أمس لبحث الأزمة السورية، مبررة ذلك بـ”عدم قناعتها بجدوى هذه الخطوة”.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف، إن “الخبراء الروس والأميركيين ما زالوا على تواصل بشأن سورية، لكن لست على علم بالتخطيط لأي محادثات على مستوى أعلى”، بحسب ما نقلت “رويترز”.

وأوضح بيسكوف أن “عدد مقاتلي المعارضة الذين خرجوا من حلب حتى الآن قليل للغاية”، زاعماً أن “الذين لم يغادروا إرهابيون يلتفون حول مقاتلي جبهة النصرة السابقة”.

إلى ذلك، أفادت وكالات أنباء روسية بأن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، سيلتقي مع نظيره الأميركي، جون كيري، في هامبورغ اليوم الأربعاء.

 

وأضافت الوكالات أن لافروف يلتقي، أيضاً، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

 

وبرّرت واشنطن انسحابها من محادثات جنيف مع روسيا، والتي كان مقرراً عقدها أمس، بأنّه أتى نتيجة “عدم قناعتها بجدوى هذه الخطوة”، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: “لم نصل بعد إلى مرحلةٍ يمكن أن نقول فيها بأننا لو اجتمعنا مع روسيا لخوض هذه المباحثات، فإن هذا سيكون مثمراً”.

وأضاف، في الموجز الصحافي من واشنطن فجر اليوم: “عندما نصل إلى هذه المرحلة فسنفعلها”، مشيراً إلى أن بلاده تواصل التداول مع شركائها وحلفائها من أجل الوصول إلى “طرق عملية” لوقف القتال في سورية.

كما أكد أن “العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال مستمرة، لأن موسكو من الأطراف الجوهرية في الصراع السوري”.

وكان وزير الخارجية الروسي قد أعلن، أمس، فشل مبادرة نظيره كيري حول تسوية الوضع في حلب، “بعد سحب الجانب الأميركي اقتراحاته” بهذا الشأن، وهو الأمر الذي نفاه كيري في وقت لاحق.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربيورن ياغلاند، في موسكو، إنّ “واشنطن أبلغت موسكو بسحب اقتراحاتها السابقة بشأن حلب، وبعدم إمكانية بدء المشاورات بهذا الشأن الأربعاء”.

في المقابل، نفى كيري، أمس، أن تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا لبحث خطة خروج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حلب. ونقلت وكالة “فرانس برس” قوله، على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل: “لست على علم بأي رفض محدد، أو ما هي هذه الخطة الجديدة لحلب بشأن احتمال خروج مسلحي المعارضة من الأحياء الشرقية”.

 

الحرب تدفع السوريين نحو التحطيب بحثاً عن الدفء (فيديو)

عدنان عبد الرزاق

 

أعادت الحرب السورية وسياسة النظام السوري في تفقير السوريين، مهناً مندثرة منذ عقود إلى حياتهم اليومية، إذ أجبر نقص الوقود والغاز المواطنين السوريين إلى إعادة إحياء المهن التقليدية الشعبية، لا سيما تلك التي كانت منتشرة في الأرياف.

 

وعادت صناعة مدافئ الحطب، أو تحويل مدافئ المازوت وسخانات الكهرباء، لتعمل على الحطب، كما الطهو على الحطب وانتعشت صناعة التفحيم و”التخشيب الاصطناعي” عبر تحويل مخلفات الزيتون بعد عصره “الجفت” إلى مادة أساسية للتدفئة يباع الطن منها بنحو 50 ألف ليرة، في حين يتم شراء “الجفت من المعاصر بسعر 20 ألف ليرة للطن. وإضافة إلى ذلك، أُحييت مهنة التحطيب التي أوصلت سعر الطن إلى أكثر من 100 ألف ليرة، بعد زيادة الطلب على الحطب وأثاث المنازل القديمة، وقدوم فصل الأمطار.

 

وحذر المهندس الزراعي، يحيى تناري، من تدهور المساحات الخضراء وتناقص أعداد الأشجار المثمرة في سورية، بعد التوجه نحو التحطيب وقطع أشجار الغابات، كحل وحيد بفصل الشتاء، لمواجهة البرد بواقع ندرة وغلاء المشتقات النفطية، وانقطاع التيار الكهربائي بالمناطق المحررة إلى أكثر من 22 ساعة يومياً.

 

وأشار العامل السابق بمديرية زراعة إدلب تناري، إلى بلوغ التحطيب وحرق الغابات، حدود المهنة، في ظل زيادة الطلب على الفحم وارتفاع سعر كيلو الحطب إلى أكثر من 100 ليرة سورية، ما يهدد الإنتاج الزراعي بعد قطع الأشجار المثمرة وتراجع مساحات الغابات الطبيعية، التي كانت قبل الحرب، تغطي نحو 240650 هكتاراً. واعتبر خلال حديثه لـ”العربي الجديد” أن حرائق الغابات، هي الأخطر على الثروة الحرجية في سورية، لأن الحكومة عاجزة عن إطفاء الحرائق، كما حدث أخيراً في غابات اللاذقية التي تعد الأغنى.

 

وكانت الحرائق بغابات محافظتي، اللاذقية وطرطوس، قد التهمت الأسبوع الفائت، 61 دونماً من أشجار الغابات، نتيجة 19 حريقاً، من أصل 140 حريقاً حرجياً و670 حريقاً زراعياً، شهدتهما المحافظتان منذ بداية العام الجاري.

 

في هذا السياق، يقول الإعلامي عبد السلام أبو خليل “زادت الحرائق بمحافظة اللاذقية عن مائتي ألف دونم هذا العام، لتبلغ تكلفة إعادة زراعتها عشرة مليارات ليرة سورية، وتحتاج إلى خمسين عاماً لتعود كما كانت عليه.

 

ويؤكد الإعلامي أبو خليل من ريف اللاذقية لـ”العربي الجديد” أن “بعض المتنفذين والمقربين من نظام الأسد يجدون في التفلت والفوضى مناخاً مناسباً لجني الأرباح، حتى لو عن طريق قطع الأشجار وبيع الحطب، أو حرق الغابات. ويفحّم بعض السكان المجاورة للغابات بعض الأشجار المحروقة، لزوم التدفئة، ويبيعون قسماً آخر ليسددوا بثمنه احتياجاتهم اليومية، بعد حصار التجويع الذي يمارسه الأسد على ريف اللاذقية المحرر”.

 

في المقابل، دفعت معاناة السوريين بالمناطق المحررة لجهة تأمين المشتقات النفطية، بعد إغلاق طرق التهريب بين مناطق سيطرة تنظيم “داعش” وريفي حلب وإدلب، ورفع سعر ليتر المازوت إلى أكثر من 300 ليرة سورية، كثيرين للجوء إلى الحطب كمادة وحيدة للتدفئة، بواقع انقطاع التيار الكهربائي، لأكثر من 20 ساعة يومياً.

 

ويقول عضو الهيئة الشرعية في ريف إدلب، حسين الآغا، بات الحطب هو المادة الأكثر استخداماً في إدلب، وبات التحطيب وقطع الأشجار مهنة، بواقع زيادة الطلب وتفشي البطالة في المحافظة.

وحذر الآغا خلال تصريحه لـ”العربي الجديد”، من زيادة رقعة التصحر التي بدأت تظهر شمالي سورية، لأن قطع الأشجار بهدف التدفئة وطهو الطعام بواقع ارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي لنحو 8 آلاف ليرة سورية، فضلاً عن تراجع منسوب هطول المطر وهجرة كثير من المزارعين أراضيهم، ينذر بانحسار الرقعة الخضراء وتراجع المواسم الزراعية، خصوصاً بعدما بات الحطب سلعة مطلوبة يعمل فيها كثيرون، مستغلين انقطاع التيار الكهربائي وقلة وغلاء المشتقات النفطية.

 

ويؤكد  المتحدث نفسه ارتفاع كيلو الحطب من 50 ليرة العام الفائت إلى نحو 100 ليرة هذا الشتاء، مشيراً إلى لجوء كثيرين في مناطق شمال سورية المحرر إلى تخزين الحطب منذ فصل الربيع، وقت بدأت عمليات “الشحالة” تقليم أشجار الزيتون واللوزيات، وظهرت مهنة تجارة الحطب بالشمال السوري. والحال ينسحب على ريف دمشق المحاصر منذ نحو أربع سنوات، إذ لا حل أمام أهالي غوطة دمشق الشرقية لمواجهة برد الشتاء، بعد ندرة المشتقات النفطية، سوى قطع الأشجار.

ويقول الناشط محمد شباط من ريف دمشق أن معظم الثروة الحرجية والأشجار المثمرة بغوطة دمشق، تعرضت للتعدي والقطع، بعد وصول سعر ليتر المازوت، إن توفر، لنحو 500 ليرة سورية.

 

ويضيف شباط لـ”العربي الجديد” بواقع عدم وجود سيولة وعمل لمن تبقى بالغوطة التي عاد القصف على مدنها بشكل وحشي من الطائرات الروسية، وتراجع الحملات الإغاثية التي شهدتها مناطق غوطة دمشق العام الفائت، كحملة “دفيني”، التي باعت الحطب بأسعار رمزية وأمنت مساعدات للأسر الفقيرة، عاد الأهالي إلى قطع الأشجار المثمرة في مناطق دوما وسقبا وعربين، ليؤمنوا الدفء لأسرهم المحاصرة.

 

وتقول مصادر رسمية سورية إن التحطيب الجائر وحرائق الغابات نالت من آلاف الدونمات في غابات الساحل السوري، وإن الغابات والمحميات الحراجية بسورية تعرصت لقطع جائر.  فمحمية البلعاس في محافظة حماة تعرضت لقطع المئات من الأشجار الحرجية المعمرة، والتي يصل عمرها إلى مائة عام، إضافة إلى الغابات الحرجية الممتدة من منطقة تلكلخ وصولاً إلى محافظة طرطوس. وتقدر أعداد الأشجار التي تم قطعها في محافظة حماة ومنطقة تلكلخ بحوالي سبعة آلاف شجرة حرجية. وفي الحسكة، بلغ عدد الأشجار التي تعرّضت للقطع حوالي 7500 شجرة حرجية.

 

قوات النظام تخنق حلب وغارات إسرائيلية على دمشق

عدنان علي

يسود الاضطراب والغموض بشأن ما تبقى من مناطق بيد المعارضة السورية المسلحة في شرقي حلب، وسط تأكيدات عن تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم كبير على حسابها، إذ باتت محصورة في مناطق ضيقة من المدينة.

وذكرت مصادر متطابقة أن قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها سيطرت، في وقت متأخر من ليل أمس وفجر اليوم الأربعاء، على أحياء باب النصر وباب الحديد وأقيول والفرافرة، شرق حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة السورية، وسط قصف صاروخي ومدفعي على تلك الأحياء.

وكانت قوات النظام قد تمكنت أيضاً، من السيطرة على أحياء القاطرجي والشعار والميسر.

وتفرض قوات النظام حصاراً خانقاً على الأحياء الشرقية في حلب، التي يعيش فيها نحو 200 ألف مدني، وسط مخاوف من ارتكاب النظام مجازر جماعية في تلك الأحياء.

وفي حين ذكرت قوات النظام أنها سيطرت، حتى الآن، على نحو 80 في المائة من أحياء حلب القديمة، وأنها تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي، نفت مصادر في المعارضة السورية حصول كل هذا التقدم، مشيرةً إلى أن مقاتلي الفصائل انسحبوا من منطقة حلب القديمة وساحة الحطب وحي باب الحديد، بهدف استدراج قوات النظام، حيث قتل وجرح منهم العشرات في هذا الكمين.

وبالتزامن مع هذه التطورات، تسود أجواء من الغموض بشأن مصير المدينة، ومصير المقاتلين والمدنيين فيها.

وفي حين تحدثت مصادر صحفية عن تقدم قيادة الفصائل المقاتلة في حلب بمبادرة تتضمن هدنة مدتها خمسة أيام، لإخراج المدنيين وذوي الحالات الحرجة والجرحى، قال مصدر من “حركة نور الدين الزنكي”، لـ”العربي الجديد”، إن الحركة، إضافة إلى “جبهة فتح الشام” ترفضان بالمطلق الخروج من حلب، في حين فوّضت بقية الفصائل مندوبيها في أنقرة، حيث تجري مفاوضات مع الروس، بغية التواصل مع الأمم المتحدة لترتيب إجراءات الخروج من المدينة.

وفي العاصمة دمشق، هزت انفجارات قوية، فجر اليوم، مطار المزة العسكري، ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء واسعة منه.

ونقلت وسائل إعلام تابعة للنظام أنّ “الانفجارات ناجمة عن قصف الطيران الإسرائيلي للمطار”.

ويعتبر مطار المزة العسكري من أهم المطارات التي يستخدمها النظام السوري في ضرب المناطق الخارجة عن سيطرته في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، إضافة إلى كونه يضم مستودعات أسلحة للنظام السوري.

وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف، الليلة الماضية أيضاً، مواقع لـ”حزب الله” قرب مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وقال ناشطون إن الغارات استهدفت ثلاثة مواقع للحزب في الجبل الغربي لمدينة الزبداني، وهو محاذٍ للحدود مع لبنان. ومن النقاط التي طاولها القصف حواجز عين الرملة والسنديان والصاروخية الخاضعة لسيطر

 

واشنطن: انسحبنا من جنيف لعدم جدوى الاجتماع مع موسكو

واشنطن ــ العربي الجديد

برّرت واشنطن انسحابها من محادثات جنيف مع روسيا، والتي كان مقرر عقدها أمس الثلاثاء لبحث الأزمة السورية، بأنّه أتى نتيجة “عدم قناعتها بجدوى هذه الخطوة”.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر “لم نصل بعد إلى مرحلةٍ يمكن أن نقول فيها بأننا لو اجتمعنا مع روسيا لخوض هذه المباحثات، فإن هذا سيكون مثمراً”.

وأضاف في الموجز الصحافي من واشنطن، فجر اليوم الأربعاء، والذي نقلته “الأناضول”: “عندما نصل إلى هذه المرحلة فسنفعلها”، مشيراً إلى أن بلاده تواصل التداول مع شركائها وحلفائها من أجل الوصول إلى “طرق عملية” لوقف القتال في سورية.

كما أكد أن “العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال مستمرة، لأن موسكو من الأطراف الجوهرية، في الصراع السوري”.

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قد أعلن، أمس الثلاثاء، فشل مبادرة نظيره جون كيري حول تسوية الوضع في حلب، “بعد سحب الجانب الأميركي اقتراحاته” بهذا الشأن، وهو الأمر الذي نفاه كيري في وقت لاحق اليوم.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند، في موسكو، إنّ “واشنطن أبلغت موسكو بسحب اقتراحاتها السابقة بشأن حلب، وبعدم إمكانية بدء المشاورات بهذا الشأن الأربعاء”.

 

في المقابل، نفى كيري، أمس أن تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا لبحث خطة خروج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حلب. ونقلت وكالة “فرانس برس”  قوله، على هامش اجتماع وزاري للحلف الاطلسي في بروكسل “لست على علم بأي رفض محدد، أو ما هي هذه الخطة الجديدة لحلب بشأن احتمال خروج مسلحي المعارضة من الأحياء الشرقية”.

 

دمشق لعون: الزيارة الأولى لسوريا.. وإلا

منير الربيع

ثمة من يربط تسهيل تشكيل الحكومة بموقف النظام السوري منها ومن العهد. فبعد ساعات على انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، حطّ موفد سوري في بعبدا للتهنئة، لكن بعدها بدت العلاقة بين الطرفين ملتبسة، وازدادت التباساً مع الزيارات الخليجية التي دفقت إلى لبنان، ربطاً بمواقف عون في خطاب القسم والإستقلال ومواقف أخرى، بالإضافة إلى موقف لوزير الخارجية جبران باسيل أشار فيه إلى إنفتاح لبنان على دول الخليج وتصحيح العلاقة معها، ووجوب تحييد لبنان عن الصراع في المنطقة وخصوصاً في سوريا. هذه كلها إشارات سلبية قرأها النظام السوري من عون، ولطالما وصلت رسائل بضرورة تصحيح المسار أو تصويبه.

 

علامات الاستفهام هذه التي يضعها النظام، هي التي تؤخّر تشكيل الحكومة، وفق مصدر بارز في قوى 14 آذار، لافتاً إلى أن موقف النائب سليمان فرنجية وتشبث قوى 8 آذار بالحصول على حصص معينة هو إشارة سورية سلبية على أداء عون. وبالتالي لن يفرج عن الحكومة من دون تصحيح هذا الأداء، أو الخروج بموقف علني يدحض كل التحليلات.

 

مخطئ من يظّن أن النظام السوري لا يقف عند الشكليات في هكذا محطات ومفاصل. عودة بسيطة في التاريخ تثبت ذلك، وأبرزها ما جاء على لسان الرئيس الراحل الياس سركيس، المعروف أنه جاء نتيجة تسوية على قاعدة رئيس إدارة أزمة لا رئيس حلّ. وفي ذلك الوقت، وجهت إلى سركيس دعوات من دول عدة، لكنه احتار من أمره، إذ أدرك أن عليه زيارة دمشق أولاً، لأسباب سياسية. وإذ كانت الظروف لا تسمح بذلك، تحاشى سركيس الزيارات كلها، إلى أن وصل إلى خلاصة مفادها أن يجول على الدول التي يريد زيارتها في جولة واحدة تبدأ من الشام، من منطلق أنها الأقرب جغرافياً. وهكذا كان.

 

شيء من هذا القبيل يتكرر الآن مع عون. وجهت إليه دعوات لزيارة المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ولم يكن إعلان الموفد الملكي السعودي الأمير خالد الفيصل بأن أول زيارة لعون ستكون إلى المملكة، سوى تأكيد على المقصد السعودي من الرسالة المراد توجيهها إلى دمشق. والفيصل خير العالمين بنمطية التعاطي السوري النظامي مع لبنان. لذلك، أراد استباق الموضوع.

 

هذه النقطة لم تكن سهلة على عون، ولم يتلقفها حزب الله ولا النظام السوري بإيجابية، وهي التي دفعت حلفاء سوريا إلى التشدد أكثر في مسألة تأليف الحكومة، لتوجيه رسالة ضمنية غير علنية لبداية عهد عون، وترويضه، والرسالة واحدة تاريخياً، مفادها أن من لا يسترضي حاكم دمشق لا يسير حكمه. وهناك من يعتبر أن الرسائل السياسية وغير السياسية التي وجهت إلى العهد الجديد ورئيسه كانت في الأساس سورية أكثر منها لبنانية. فالبنسبة إلى النظام السوري، من غير الوارد أن يزور أي رئيس لبناني بلداً قبل المرور بقصر المهاجرين، فكيف إذا كان الرئيس المنتخب حديثاً حليفاً إستراتيجياً لسوريا؟ وثمة من يقول إن عون تبلّغ ذلك من القنوات المعنية، حتى أن لقاء مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا مع الوزير باسيل عرّج على هذه المسألة، لأن سوريا لن ترضى بذلك، وهي في حالة حرب مع دول الخليج وخصوصاً السعودية. وبالتالي، الآن مرحلة إيفاء الدين، ولا مجال للترف في هذا الظرف العصيب، وفي ظل التغيرات الميدانية.

 

بعد لقاء باسيل وصفا، برزت إشارات إلى إمكانية حلّ المعضلة الحكومية. وإذا ما صحّ ذلك، فأنه يأتي بعد سلسلة إتصالات بين “الحلفاء”. ولن يكون ذلك منفصلاً عن الزيارة التي سيجريها مفتي سوريا الشيخ أحمد بدرالدين حسون إلى بعبدا للقاء عون، قبل أن يزور بكركي للقاء البطريرك بشارة الراعي. والرسالة الأساسية المراد توجيهها من خلال هذه الزيارة، هي أن دمشق حاضرة، وموجودة ولا يمكن تخطيها. وتلفت معلومات لـ”المدن” إلى أن حسون سيوجه دعوة لعون لزيارة سوريا. وفيما تشير مصادر معنية إلى أن هذه ليست من مهمات المفتي في القواعد الديبلوماسية والتعاطي المؤسساتي بين الدول، لكنها تعتبر أن حسون سيمهّد للأمر، للحصول من عون على موقف ينتمي إلى مواقفه المعروفة، في شأن مكافحة الإرهاب، وحماية وحدة سوريا بقيادة “الدولة”. وهذا الموقف قد يكون كفيلاً بتسهيل إنطلاقة العهد. لكنه بحسب المصادر قد يكون بنداً أولاً في جدول أعمال طويل يدرجه النظام السوري على أجندته، ليأتي كل بند في وقته ومع موفد معين في الأيام ال

 

القمة الخليجية: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا

اختتمت أعمال قمة مجلس دول التعاون الخليجي الـ37 أعمالها في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الأربعاء، ببيان دعا إيران إلى “تغيير سياستها في المنطقة والالتزام بقواعد القانون الدولي، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث”، كما أدان البيان “تسييس” إيران لفريضة الحج.

 

وأكد البيان التزام دول مجلس التعاون وبريطانيا بـ”التوصل إلى حل سياسي مستدام في سوريا ينهي الحرب ويؤسس لحكومة تشمل جميع أطياف الشعب السوري، وتحمي المجتمعات العرقية والدينية، وتحافظ على مؤسسات الدولة”، وشدد على أن الرئيس السوري بشار الأسد “قد فقد شرعيته وليس له دور في مستقبل سوريا”.

 

واعتبر البيان أنه “يجب على المجتمع الدولي أن يكون موحداً في دعوة نظام الأسد وداعميه، بما في ذلك روسيا وايران، لدعم عملية سياسية حقيقية تشمل كافة مكونات المجتمع وتنهي العنف وتضمن استمرار دخول المساعدات الانسانية”، وشدد على أن “الحل في سوريا يكمن في تسوية سياسية مستدامة على أساس الانتقال السياسي من نظام الأسد نحو حكومة تمثل جميع اطياف الشعب السوري”.

 

وعبّر البيان عن “القلق البالغ” بشأن استمرار تردي الوضع الانساني في سوريا، ودان “منع توزيع المساعدات على السكان المدنيين من قبل نظام الأسد أو أي طرف آخر”.

 

واتفق المجتمعون على “زيادة الضغوط الاقليمية على نظام الأسد وداعميه من خلال زيادة حدة القيود المالية والاقتصادية”، مؤكدين “دعمهم القوي للمعارضة السورية، ممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات، ورؤيتها لعملية الانتقال السياسي للسلطة”، واتفقوا أيضاً على “تشجيع المعارضة السورية المعتدلة على العمل الجاد لإبراز رؤيتها للشعب السوري والمجتمع الدولي، وضمان التزام المعارضة السورية بحل سياسي عبر المفاوضات، والتأكيد على أن الجماعات المسلحة ملتزمة بالقانون الانساني الدولي والحد من الخسائر في صفوف المدنيين”.

 

وأشار البيان إلى ضرورة بذل “المزيد من الجهود لتقويض تنظيم داعش والقضاء عليه”، محذراً من “تأثير الجماعات المتطرفة الأخرى، كالنصرة وحزب الله والمنظمات الطائفية الأخرى، والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تمثل خطرا على الشعب السوري، وعلى المنطقة والمجتمع الدولي”.

 

وفي الشأن العراقي، أكد البيان التزام دول الخليج وبريطانيا بمساعدة الحكومة العراقية والتحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم داعش، بما في ذلك جهود إعادة الاستقرار في المناطق المحررة. وشدد على أهمية “تعزيز الروابط بين العراق وجيرانه على أسس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقاً للقانون الدولي، واحترام سيادة الدول”، كما دعا الحكومة العراقية إلى “تنفيذ الاصلاحات التي سبق الاتفاق عليها، والتأكد من أن كافة الجماعات المسلحة تعمل تحت سيطرة صارمة من قبل الدولة العراقية”.

 

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا إن لندن ستساعد دول الخليج على “التصدّي لتهديدات إيران” وبناء “خطة استراتيجية تجاه تلك المسألة”، وتابعت في كلمة ألقتها بمناسبة اختتام القمة إن “أمن الخليج هو أمن بريطانيا أيضاً، والإرهاب الذي يستهدف دول الخليج يستهدف شوارعنا أيضاً”، مشددة على ضرورة “العمل معاً من أجل تقويض المخاطر الأمنية والإرهابية”.

 

وأشارت ماي، التي تُعدّ أول رئيسة وزراء بريطانية تحضر القمة الخليجية، إلى أن الاستخبارات البريطانية تلقت “العديد من الإنذارات” من السعودية حول “تهديدات إرهابية”، منقذةً بذلك الآلاف من الأشخاص. وأضافت “جئت اليوم لأن لدينا تاريخاً حافلاً من المعاهدات السابقة بين بريطانيا ودول الخليج، ونود أن نثبت للعالم بأكمله أن لدينا العديد من الفرص التي سنستغلها معاً”.

 

وكانت القمّة الخليجية قد انطلقت، الثلاثاء، في جلسة افتتاحية، أكد خلالها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز على استمرار الجهود “لإنهاء الصراع” في المنطقة حيث “العديد من الدول العربية تمر بظروف صعبة بسبب الإرهاب والطائفية”.

 

وتطرّق الملك سلمان في كلمته أمام القمة إلى الملف السوري، مشدداً على وجوب أن يكثف المجتمع الدولي يكثف الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي يحفظ أمن ووحدة استقرار الأراضي السوري.

 

بدوره، أكّد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في كلمة الافتتاح أن دول الخليج “تتعاون في مواجهة الإرهاب ودفع التنمية”، منوهاً بأن هذه القمة تأتي وسط “ظروف غير مسبوقة”، فيما اعتبر أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح أن التغييرات الدولية “تتطلب تشاوراً وتنسيقاً مستمراً بين الدول الخليجية”. ودعا إلى أن يكون الحوار مع إيران مرتكزاً “على مبادئ القانون الدولي، وأن يراعي حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية”.

 

من جهته، تطرق أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، إلى العلاقات الخليجية-البريطانية، مؤكداً أن “الحوار والتعاون الاستراتيجي مستمر” بين دول مجلس التعاون وبريطاني

 

دمشق:اسرائيل تدعم الارهابيين بقصف مطار المزة بصواريخ أرض-أرض

قال الجيش السوري إن الجيش الإسرائيلي قصف محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، فجر الأربعاء، بصواريخ أرض-أرض، من دون تسجيل إصابات.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري قوله إن القصف بدأ عند حوالى الساعة الثالثة فجراً، من داخل الأراضي المحتلة غرب تل أبو الندى، وسقطت الصواريخ في محيط مطار المزة “مما أدى إلى نشوب حريق في المكان دون وقوع إصابات”.

 

وتابع المصدر أن “هذا العدوان يندرج في إطار المحاولات اليائسة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي لدعم المجموعات الإرهابية ورفع معنوياتها المنهارة”، وأضاف أن القصف الإسرائيلي المتجدد داخل الأراضي السورية “يزيد الجيش العربي السوري إصرارا على بتر الأذرع الإرهابية المرتبطة بالكيان الصهيوني الذي يتحمل كامل المسؤولية عن تبعات ونتائج هذه الاعتداءات الإجرامية”.

 

وهذه هي الضربة الثانية خلال أسبوع، التي يوجهها الجيش الإسرائيلي لأهداف داخل الأراضي السورية، بعد الغارة التي نفذها، في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على منطقة الصبورة في ريف دمشق الغربي بصاروخين أطلقهما من المجال الجوي اللبناني.

 

وكانت تقارير إعلامية، قد تحدثت في وقت مبكر من الأربعاء، عن سماع أصوات انفجارات كبيرة في محيط المطار العسكري في المزة، أعقبها اندلاع حرائق في المنطقة، فيما لم يصدر أي تعقيب اسرائيلي حول ال

 

شرارة قصف القوات التركية تتوهج

عبد القادر عبد اللي

بيان هيئة أركان القوات المسلحة التركية، حول هوية الطائرة التي قصفت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، قوات تركية عاملة في إطار عملية “درع الفرات” على تخوم مدينة الباب، اعتبر غائماً، على الرغم من تأكيد رئيس الحكومة صيغة البيان، فقد جاءت الصيغة: “قدّرت الأركان العامة أن الطائرة التي قصفت القوات التركية هي طائرة تابعة للنظام السوري”.

 

ولكن تصريح وزير الدفاع التركي فكري إشق، بعد أيام، جاء أكثر دقة إذ حدد نوع الطائرة: “L-39 Albatros” معدة للتدريب، وتم تحويلها إلى مقاتلة؛ كما حدد مسار الطائرة، ومكان هبوطها: في مطار النيرب العسكري. وأضاف بشكل ملفت: “المطار الذي تسيطر عليه القوات الجوية والفضائية الروسية”. ولكن الروس يؤكدون على لسان وزير خارجيتهم سيرغي لافروف، من مدينة ألانيا التركية، عدم علاقتهم أو علاقة النظام السوري بهذه العملية.

 

لم يبق سوى طرف ثالث بيده مقاليد الأمور في سوريا: إيران، فهل يمكن أن تكون العملية إيرانية؟

 

أكد وزير الدفاع التركي فكري إشق، أن هناك طائرة من دون طيار كانت ترصد أمام الطائرة التابعة للنظام السوري، وتعطيها المعلومات، وأن العمل جارٍ على تحديد هوية تلك الطائرة… هذا يثير السؤال التالي: “من يمتلك طائرات من دون طيار في سوريا؟”.

 

الأمر اللافت هو الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بصحبة مستشار المخابرات التركية هاقان فدان، إلى طهران، صباح الثلاثاء، بالتزامن مع هذه التصريحات. وعلى الرغم من تصريح وزير الخارجية التركي بأن قضية الطائرة، وقصفها لم تُبحث في اللقاءات التي جرت في طهران، فقد ترك الباب مفتوحاً حول هوية الطائرة من دون طيار.

 

على الرغم من العلاقات الاقتصادية القوية بين إيران وتركيا، وضبط البلدين نفسيهما، وتجنب الصدام المباشر بينهما، إلا أن الإيرانيين لا يخفون البعد العقائدي الذي يستخدمونه في الحرب على الشعب السوري، ويثيرون دائماً ذكرى معركة تشالدران بين السلطان العثماني سليم الأول، والشاه إسماعيل الصفوي، والتي مُنيت فيها القوات الصفوية بخسارة كبرى لم تقم لها قيامة إلى العام 2003 مع الغزو الأميركي للعراق، وسيطرة إيران على هذا البلد بشكل مباشر.

 

الصدام بين البلدين لا يقتصر على الساحة السورية، بل يمتد إلى الساحة التركية نفسها، فهناك نشاط تشييع واضح بين صفوف العلويين بانتماءاتهم القومية كلها، وبات اليسار التركي عموماً يعمل بقيادة قائد الثورة المذهبية العالمية الإمام علي خامنئي، قدس الله سره.

 

تبدو عملية القصف التي راح ضحيتها أربعة جنود أتراك، ونفذتها طائرة سورية رسالة واضحة. وعدا عن أبواق النظام السوري، فإن الجميع يدركون أن النظام السوري أبعد ما يكون عن تقديم الرسائل في هذه المرحلة، وخاصة الرسائل الدموية مثل هذه، ويقتصر دوره على تبني العملية عند الضرورة ليدفع الثمن، مثله مثل “داعش” التي تبنت العملية على الرغم من عدم امتلاكها طائرات وطيارين.

 

وعلى الرغم من تزامن عملية القصف مع ذكرى إسقاط الأتراك طائرة سوخوي روسية قبل عام، والتي أدت إلى تدهور العلاقات بين البلدين، فالروس ينكرون أية علاقة لهم بالطائرة، وأوامر إقلاعها، ويشددون على هذا الإنكار، ولو أرادوا تقديم رسالة لفعلوا، ولديهم هذه الإمكانية.

 

هل يعقل أن يكون مستشار المخابرات التركية برفقة وزير الخارجية في زيارة لطهران، ولم يتم بحث قضية هوية الطائرة، والاطلاع على ما تريده طهران من هذه العملية؟

 

القضية السورية دخلت من قبل في مراحل معقدة، وتطورت لتصبح قضية صراع دولي، انخرطت فيه إيران وروسيا بشكل مباشر إلى جانب النظام، وانخرطت فيه قوات “تحالف دولي” ضد داعش، وانخرطت فيه تركيا والسعودية وقطر بشكل غير مباشر. وليس هناك مجال لإنكار فاعلية الدور التركي، ورغبة الروس والإيرانيين في إبعاد تركيا عن هذا الصراع بأي شكل من أجل القضاء على المعارضة المسلحة كلها. وخلال هذا الصراع أرسلت الأطراف رسائل دموية كثيرة، لم تكن عملية إسقاط الأتراك للسوخوي الروسية فيها الأولى، ولن تكون عملية قصف القوات التركية على تخوم الباب الأخيرة.

 

الأمر اللافت هو عدم إطفاء هذه الشرارة، أو توجيه ضربة محدودة للنظام السوري الذي يحتمل ضربات من هذا النوع، وإغلاق الملف. ومن يبقي على الموضوع حيوياً هو الطرف التركي. ولم يصدر عن الطرف الإيراني أي إيضاحات أو بيانات حول القضية.

 

لهذا الأمر معنى واحد هو أن الأتراك يريدون الاستفادة بالحد الأقصى من هذه العملية، ولكن كيف؟ هذا ما يصعب التنبؤ به الآن…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى