أحداث الأربعاء 08 حزيران 2016
ضغوط غربية على المعارضة السورية
لندن، موسكو، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
تتعرض «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة لضغوط غربية لتغيير تركيبة وفدها المفاوض للدخول في مفاوضات مع وفد الحكومة السورية في جنيف، في وقت رفض الرئيس بشار الأسد في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب (البرلمان) الجديد أي «مرحلة انتقالية» أو حل خارج ورقة المبادئ التي طرحها وفده إلى المفاوضات وتضمنت اقتراح حكومة موسعة، متمسكاً باستمرار «محاربة الإرهاب من جذوره». واستمر أمس، تقدّم القوات النظامية، من جهة، والتحالف الكردي – العربي، من جهة ثانية، ضد «داعش» في الشمال السوري.
ويلتقي المنسّق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب اليوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وسط أنباء عن ضغوط غربية تتعرض لها «الهيئة» لإجراء تغييرات في تركيبتها وإدخال «معتدلين» بينهم الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة وزميله رياض الحسين إلى الوفد والتحاور مع مجموعتي القاهرة وموسكو، تمهيداً لإجراء مفاوضات مع الوفد الحكومي، علماً أن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا كان دعا الأطراف السورية إلى مفاوضات «فنيّة» اعتباراً من الأسبوع المقبل، لكن الوفد الحكومي سيقاطعها تجنباً للبحث في الانتقال السياسي.
وقال الأسد أمس: «طرحنا منذ بداية جنيف 3 ورقة كمبادئ تشكّل أساساً للمحادثات مع الأطراف الأخرى»، مؤكداً أن «أي طرح خارجها لن نوافق عليه بكل بساطة». وتتضمن المبادئ، وفق الأسد، «سيادة سورية ووحدتها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الإرهاب ودعم المصالحة، والحفاظ على المؤسسات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار، وضبط الحدود والتنوع الثقافي وحرية المواطنين واستقلال القضاء وغيرها من المبادئ». وأضاف: «بناء على الاتفاق حول المبادئ التي طرحتها سورية يمكن الانتقال إلى مناقشة مواضيع أخرى كحكومة وحدة وطنية التي بدورها ستقوم بالعمل على إعداد دستور جديد عبر لجنة دستورية مختصة وإقراره عبر الاستفتاء ثم يتم إجراء انتخابات برلمانية».
وشدد على أن «أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها»، قائلاً: «حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب… سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما أُلبس من أقنعة». وشن حملة شعواء على تركيا والدول الداعمة للمعارضة.
في غضون ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي روسي وصلت إلى نحو 25 كيلومتراً من بلدة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة الرقة، في وقت استمر توغل تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يضم عرباً وأكراداً نحو مدينة منبج التي يسيطر عليها «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ومع تمكن «قوات سورية الديموقراطية» من تطويق منبج من ثلاث جهات، بدأ «داعش»، كما يبدو، في السماح بخروج المدنيين من المدينة. وقال «المرصد»: «بدأ (داعش) السماح للمدنيين بالفرار منها باتجاه مناطق سيطرته غرباً، فيما كان يحظر عليهم سابقاً الخروج من المدينة». وأضاف: «فر آلاف المدنيين من المدينة في وقت كان عناصر التنظيم يحافظون على مواقعهم فيها».
في موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إن نحو عشرة آلاف من مواطني ست دول سوفياتية سابقة تضمها هذه المعاهدة الآن في سورية. وتضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي كلاً من روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
الحكومة السورية تمنع دخول مساعدات إلى داريا
جنيف – رويترز
قال مسؤولون في الأمم المتحدة اليوم (الثلثاء)، إن المنظمة الدولية ما زالت بانتظار موافقة الحكومة السورية على دخول قافلة مساعدات إلى بلدة داريا المحاصرة.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في مؤتمر صحافي في جنيف، إن «منع المساعدات قضية سياسية»، وأضاف: «تبعد داريا 12 كيلومتراً من دمشق وبالتالي فإن التنفيذ ممكن لكننا بحاجة إلى موافقة سياسية من الحكومة».
وسمحت الحكومة السورية بوصول أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة إلى داريا منذ أواخر العام 2012، وذلك في ظل ضغوط من حليفتها روسيا ودول أخرى من المجموعة الدولية لدعم سورية التي تشرف على عملية السلام.
وجلبت القافلة حليب أطفال وإمدادات طبية لإعانة ما يقدر بنحو أربعة آلاف مدني، وهو ما ساعد الحكومة السورية على عدم تجاوز مهلة لها لتمكين القوافل من إيصال المساعدات في موعد غايته الخميس الماضي وإلا تم إنزال مساعدات جواً.
ولكن القافلة لم تحمل طعاماً إلى داريا التي قالت الأمم المتحدة إن بها أطفالاً يعانون من سوء التغذية وسيكونون عرضة للموت إذا لم تقدم لهم مساعدات خارجية. وكان مسؤولو الأمم المتحدة يأملون أن يصل الطعام في قافلة مساعدات ثانية الجمعة الماضي، لكن أرجئ لعدم الحصول على موافقة حكومية.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركي، إن الحكومة أعطت في وقت لاحق موافقة جزئية على قافلة المساعدات الغذائية. وأضاف: «هذا ليس كافيا… سنرجع إلى الحكومة».
وتقول المعارضة السورية إن الحكومة وافقت على القافلة الأولى كخديعة لتفادي الضغوط الدولية. وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي، إنه ما من أحد جائع في داريا التي قالت إنها تنتج الفول والبازلاء والمواد الغذائية والتوت البري لسورية كلها.
وزراء دفاع إيران وروسيا وسورية يجتمعون غداً في طهران
طهران – أ ف ب
يعقد وزراء الدفاع الروسي والسوري والإيراني، غداً، في طهران اجتماعاً للبحث في «مكافحة الإرهاب»، على حد تعبير «وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية».
وقالت الوكالة إن وزراء دفاع الدول الثلاث الروسي سيرغي شويغو والسوري فهد الفريج والإيراني حسين دهقان «سيستعرضون التطورات في المنطقة ووسائل تعزيز مكافحة الإرهاب».
وتدعم روسيا وإيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد سياسياً ومالياً وعسكرياً في الحرب الدائرة في سورية منذ 5 سنوات.
وكان الأسد قال، في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب (البرلمان) الجديد للمرة الأولى منذ انتخابه، إن دمشق ترفض أي حلول خارج ورقة المبادئ التي طرحتها في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع المعارضة، مجدداً استمرار «محاربة الإرهاب من جذوره».
في المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أن تعهد الأسد استعادة «كل شبر» من سورية ليس «أمراً مشجعاً»، داعية روسيا وإيران إلى الضغط على حليفهما إلى احترام وقف إطلاق النار.
يأتي هذا في وقت تتعرض «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة لضغوط غربية لتغيير تركيبة وفدها المفاوض للدخول في مفاوضات مع وفد الحكومة السورية في جنيف.
النظام السوري يتقدم نحو الطبقة وفرار المدنيين من منبج
المصدر: (و ص ف، رويترز،روسيا اليوم)
تعهد الرئيس السوري بشار الأسد، في خطاب أمام مجلس الشعب الجديد، مواصلة القتال في ما سماه “الحرب ضد الإرهاب” ولم يبد أي علامة على التنازل. وقال إن حلب ستكون “المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح” في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد الداعمين الرئيسيين لجماعات المعارضة التي تقاتل لإطاحة الأسد.
ميدانياً، أفاد ناشطون أن الجيش السوري أحرز تقدماً جديداً في ريف الرقة الغربي وسيطر على مفرق طريق الطبقة – الرصافة – أثريا، في ظل غارات وقصف مكثف للطيران الروسي والسوري على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في المنطقة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري أن القوات الحكومية تمكنت من تصفية عدد من المسلحين في إطار العملية التي تهدف إلى استعادة مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.
وأضاف أن “الطيران الحربي السوري نفذ الليلة الماضية وفجر اليوم طلعات جوية على أوكار ومحاور تحرك إرهابيي تنظيم داعش غرب مفرق الرصافة” في ريف الرقة الجنوبي الغربي.
وأشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش أحكمت خلال العملية العسكرية التي بدأتها في 2 حزيران، مدعومة بغطاء جوي روسي، السيطرة على عقدة طرق زكية – مفرق دير حافر، وعلى جبال أبو الزين ومنطقة المسبح وقرية أبو العلاج وعدد من التلال في منطقة إثريا.
ويأتي هذا التقدم في إطار محاولات الجيش السوري للوصول إلى مدينة ومطار الطبقة العسكري.
منبج
في غضون ذلك، فرّ آلاف المدنيين مكدسين في سيارات وسيراً من مدينة منبج في محافظة حلب شمالا مع وصول “قوات سوريا الديموقراطية” الى مقربة منها، وتطويقها من ثلاث جهات في مسعى لطرد تنظيم “الدولة الاسلامية” منها.
ومع تمكن “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم فصائل عربية وكردية أهمها “وحدات حماية الشعب” الكردية، من تطويق مدينة منبج من ثلاث جهات، بدأ التنظيم يسمح بخروج المدنيين من المدينة.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن التنظيم المتطرف “بدأ السماح للمدنيين بالفرار في اتجاه مناطق سيطرته غرباً، فيما كان يحظر عليهم سابقاً الخروج من المدينة”. وأوضح أن “آلاف المدنيين فروا من المدينة وقت كان الجهاديون يحافظون على مواقعهم فيها”.
ويسلك المدنيون طرقاً فرعية وعرة هرباً من هجوم وشيك، ويتكدسون داخل سيارات تنقلهم مع حاجياتهم الأساسية، فيما يفر آخرون سيراً.
وكانت منبج تؤوي قبل بدء الهجوم نحو 20 الف مدني، من مجموع 120 ألف شخص كانوا يقيمون فيها قبل بدء النزاع السوري عام 2011، ربعهم من الأكراد، فيما الغالبية من العرب وبعض التركمان.
وتحدث عبد الرحمن عن تقدم “قوات سوريا الديموقراطية” في اتجاه منبج من ثلاث جهات، مشيراً إلى أنها باتت على مسافة نحو خمسة كيلومترات من الشمال، وكيلومترين من الجنوب، وسبعة كيلومترات من الشرق.
وسيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” منذ بدء هجومها على 58 قرية ومزرعة. وهي تسعى للتوسع اكثر وتثبيت مواقعها لاحكام الطوق على المدينة وترك منفذ واحد غرباً ينسحب منه الجهاديون.
وصرح رئيس مجلس منبج العسكري الذي يقود عمليات “قوات سوريا الديموقراطية” في المنطقة شرفان درويش: “نحيط بمنبج من ثلاث جهات… قطعنا الطريق بين منطقة منبج وجرابلس وتقدمنا أكثر الى الغرب منها، واستطعنا أيضاً قطع الطريق من الجنوب بين منبج والرقة، والطريق الوحيد المفتوح حالياً هو الطريق الى (غرب) حلب”.
وفي حال سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” على منبج، يصير في امكانها قطع طريق الامداد الرئيسي للجهاديين بين الرقة والحدود التركية تماماً.
وأشار عبد الرحمن الى ان “قوات سوريا الديموقراطية” تواجه “مقاومة” من الجهاديين داخل المدينة بعدما أخرج هؤلاء عائلاتهم منها.
وشدد درويش على ان تحرير منبج “سيفتح آفاقاً واسعة أخرى… كما انه سيسهم في تضييق الخناق على الرقة ومدن أخرى”.
وبالتزامن مع هجوم منبج، تخوض “قوات سوريا الديموقراطية” معركة أخرى ضد الجهاديين في اطار عملية أطلقتها الشهر الماضي لطردهم من ريف الرقة الشمالي انطلاقاً من محاور عدة احدها في اتجاه مدينة الطبقة، الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة.
ولم تتمكن هذه القوات من احراز تقدم سريع وهي حالياً على مسافة 60 كيلومتراً شمال شرق مدينة الطبقة، التي تتقدم قوات النظام السوري في اتجاهها أيضاً من الجهة الجنوبية.
ووجهت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 35 ضربة الى “داعش” منذ انتقلت حاملة طائراتها “يو اس اس هاري ترومان” من الخليج الى شرق المتوسط. وتهدف العملية الى اظهار القوة والليونة اللتين يتصف بهما الجيش الاميركي سواء للحلفاء أو للاطراف الاخرين. وشنّت مقاتلات “اف 18” وطائرات دعم تتمركز على الحاملة 50 طلعة قتالية بين الجمعة ومساء الاثنين.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم كلاً من روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وقازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان، أن نحو عشرة آلاف من مواطني ست دول سوفياتية سابقة تضمها هذه المعاهدة يقاتلون الآن في سوريا.
الأسد يرفض أي حلول خارج ورقة مبادئ طرحتها دمشق: حلب ستكون المقبرة التي تُدفن فيها أحلام أردوغان
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
أعلن الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب الجديد للمرة الاولى منذ انتخابه، رفض دمشق أي حلول خارج ورقة المبادئ التي طرحتها في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع المعارضة.
هذه المرة الاولى يحضر الاسد الى مجلس الشعب منذ حزيران 2012، تاريخ توجهه الى المجلس السابق بعد انتخابه. واجريت في 13 نيسان الانتخابات النيابية التي تنافس فيها نحو 3500 مرشح على 250 مقعداً في اقتراع هو الثاني منذ نشوب النزاع السوري عام 2011، وفاز حزب البعث وحلفاؤه بغالبية مقاعده.
وقال الاسد الذي استقبله اعضاء المجلس بالتصفيق وعلى وقع هتافات “بالروح بالدم نفديك يا بشار” :”لقد طرحنا منذ بداية جنيف 3 ورقة كمبادئ تشكل أساساً للمحادثات مع الاطراف الآخرين”، مؤكداً ان “أي طرح خارجها لن نوافق عليه بكل بساطة”.
وأوضح أن المبادئ تتضمن “سيادة سوريا ووحدتها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الارهاب ودعم المصالحة، والحفاظ على المؤسسات، ورفع الحصار واعادة الاعمار، وضبط الحدود والتنوع الثقافي وحرية المواطنين واستقلال القضاء وغيرها من المبادئ”. وأضاف: “بناء على الاتفاق حول المبادئ التي طرحتها سوريا يمكن الانتقال الى مناقشة مواضيع أخرى كحكومة وحدة وطنية التي بدورها ستقوم بالعمل على اعداد دستور جديد عبر لجنة دستورية مختصة واقراره عبر الاستفتاء ثم يتم اجراء انتخابات برلمانية”.
ورأى ان “المحادثات الفعلية لم تبدأ بعد”، وأن ما جرى هو لقاءات بين الوفد السوري والمبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا، اذ “لم نر اطرافاً آخرين، كنا نتفاوض إما مع أنفسنا وإما مع الميسر وفريق الميسر، هم ليسوا طرفاً”، مضيفاً: “حين نقول الاطراف الاخرى فهي لضرورة الشعر ولكن لا يوجد اطراف اخرى” في اشارة الى ممثلي المعارضة.
وشدد على ان “أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها”.
ولاحظ أنه لم يعد خافياً على أحد أن جوهر العملية السياسية بالنسبة الى الدول الداعمة للإرهاب يهدف إلى ضرب جوهر مفهوم الوطن وهو الدستور. “كانوا على يقين أن الأساس في مخططهم السياسي بعد فشل مخططهم الإرهابي هو ضرب الدستور وبالتالي خلق الفوضى”.
وقال الاسد أيضاً إن “الشعب السوري فاجأ العالم مرة أخرى بمشاركته غير المسبوقة فى انتخابات مجلس الشعب واختيار ممثليه”، مضيفا ان “حجم الناخبين غير المسبوق كان رسالة واضحة للعالم بأنه كلما ازدادت الضغوط تمسك الشعب بسيادته أكثر”.
وذكر ان الهدنة التي شهدتها مناطق عدة في سوريا منذ 27 شباط بموجب اتفاق روسي – اميركي “انجزت العديد من المصالحات التي حمت أو أوقفت الكثير من سفك الدماء بالنسبة الى الشعب السوري أو قواتنا المسلحة”. كما انها “سمحت بتركيز الجهود العسكرية في اتجاهات معينة وتحقيق انجازات”، مسمياً مدينة تدمر والقريتين حيث تمكن الجيش السوري بدعم روسي من طرد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في 27 آذار الماضي.
واعتبر ان المشكلة الوحيدة في الهدنة “انها تمت بتوافق دولي وبموافقتنا كدولة… لكن الطرف الاميركي لم يلتزم شروطها”.
ودعا كل من “حمل السلاح الى ان ينضم الى مسيرة المصالحات”، ذلك ان “الدولة بمؤسساتها هي الام لكل ابنائها السوريين عندما يقررون العودة اليها”.
وخلص الى القول: “أؤكد لكم أن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب. هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة… كما حررنا تدمر وكثيراً من المناطق سنحرر كل شبر من سوريا من أيديهم ولا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سوريا ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل”.
ووصف الأسد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه “فاشي”، مشيرا إلى أنه “كان يركز على حلب لأنها الأمل الأخير لمشروعه الأخونجي… لكن حلب ستكون المقبرة التي تدفن فيها أحلام وآمال هذا السفاح”.
وعزا المشكلة التي تواجهها الليرة السورية إلى ضعف الاقتصاد في البلاد و”علينا كمجلس شعب، والحكومة التي ستشكل لاحقا، البحث في القوانين التي تسرع في دورة الاقتصاد”.
الشبكة السورية: إسقاط 996 برميلاً متفجراً على مناطق المعارضة في مايو الماضي
إسطنبول – الأناضول – قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن النظام ألقى خلال أيار/مايو الماضي، 996 برميلاً متفجراً على مختلف المناطق الخارجة عن سيطرته، أسفرت عن مقتل 57 مدنياً، من بينهم نساء وأطفال.
وفي تقرير للشبكة، الأربعاء، أوضح أن “خروقات النظام لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أقر في شباط/ فبراير الماضي، بالقصف عبر البراميل المتفجرة، بلغ 974 خرقاً، فيما لا يزال يواصل النظام إلقاء هذه البراميل”.
وبحسب التقرير، فإن “العدد الأكبر من البراميل كان من نصيب محافظتي حلب وريف دمشق، ثم درعا، ما أسفر عن مقتل 57 مدنياً، من بينهم 18 طفلاً، و10 سيدات”.
وأشار التقرير، أن “وتيرة القتل والاعتداء على المراكز الحيوية المدنية، عبر استخدام البراميل المتفجرة، عادت إلى ما كانت عليه قبل بيان وقف الأعمال العدائية، بعد يوم واحد من إعلان الهيئة العليا للمفاوضات (التابعة للمعارضة) تأجيل مشاركتها في مباحثات جنيف في 19 نيسان/أبريل الماضي”.
وفي نفس الإطار أوضح التقرير، أن “حلب نالت أكبر حصة من البراميل، حيث سقط عليها 419 برميلاً، فيما سقط على ريف دمشق 355 برميلاً، وحماة 71، ودرعا 56، كما سقط على إدلب 45 برميلاً، وعلى حمص 36، فيما كان نصيب اللاذقية 13 برميلاً، والسويداء برميلاً واحداً”.
وشملت الاستهدافات مراكز حيوية كثيرة، “منها الأسواق، والمدارس، والمشافي، ودور العبادة”، بحسب التقرير.
سوريا: 15 قتيلاً مدنياً على الأقل في غارات لقوات النظام على مدينة حلب
بيروت – أ ف ب – قتل 15 مدنياً على الأقل الأربعاء، في غارات جوية لقوات النظام السوري على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “قتل 15 مدنياً، عشرة منهم في برميل متفجر سقط أمام مستشفى في حي الشعار، في قصف جوي لقوات النظام السوري على أحياء عدة في حلب”، في وقت أحصى الدفاع المدني في المدينة مقتل “23 شخصاً بينهم 15 في حي الشعار”.
تنظيم الدولة الإسلامية ينسحب من الخطوط الأمامية في شمال غرب سوريا
بيروت – رويترز – قال مصدر من المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية انسحبوا من الخطوط الأمامية للقتال مع قوات مقاتلي المعارضة السورية شمالي حلب الأربعاء، في الوقت الذي شنت فيه قوات المعارضة هجوماً مضاداً على الجماعة المتشددة قرب الحدود التركية.
وقال المرصد إن الانسحاب المفاجئ من قرى حول بلدة مارع الواقعة تحت سيطرة المعارضة، يشير إلى الضغط الذي يشعر به تنظيم الدولة الإسلامية من الهجمات التي تشنها جيوش أخرى في شرق البلاد.
وكسر مقاتلو المعارضة السورية الأربعاء، حصاراً للتنظيم عندما سيطروا على قرية كفر كلبين على الطريق الذي يربط مارع ببلدة أعزاز على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال الغربي على الحدود مع تركيا. وسبق التقدم بيانا من المعارضة يقول إنها وحدت صفوفها.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إنه يبدو أن التنظيم غير قادر على الإبقاء على عدة جبهات مفتوحة في نفس الوقت، مشيراً إلى أنها منطقة إستراتيجية وأن مقاتلي المعارضة اقتربوا من دخول أعزاز. وقال مصدر من المعارضة إن الدولة الإسلامية انسحبت من المنطقة سريعاً وإن قوات الجيش السوري الحر ملأت الفراغ.
وتلقى معارضون يقاتلون الدولة الإسلامية شمالي حلب مساعدة عسكرية من دول معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
ومعركتهم مع الدولة الإسلامية، منفصلة عن الحرب التي تشنها في الشرق قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتضم وحدات حماية الشعب الكردية.
وحقق الجيش السوري المدعوم بضربات جوية روسية تقدماً أيضاً ضد الدولة الإسلامية منذ الأسبوع الماضي.
ويحارب مقاتلو الجيش السوري الحر، معارك منفصلة ضد كل من قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأسد خصمهم الرئيسي.
الحريري يتهم الأسد بأنه أكبر إرهابي وأنه صنع تنظيم «الدولة» وأخواته
بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: ردّ رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري على كلام الرئيس السوري بشار الأسد حول إن القضاء على الإرهاب يتطلب جهداً دولياً مشتركاً بقوله على حسابه الخاص عبر «تويتر» «الأسد قال إنه يريد أن يحرّر كل شبر من سوريا من الإرهاب، وهو أكبر إرهابي، وهو من صنع داعش وأخواتها». وأضاف «من المؤكد أن الأسد يريد أن يشكر أسياده من إيران وحزب الله، والشيء الوحيد والأكيد هو أن الشعب سوف ينتصر عليهم جميعاً لأنه على حق».
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد عرض مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ريتشارد بلاك، الأوضاع في سوريا. وأشار إلى «أن الهجمات الإرهابية التي ضربت مناطق عدة من العالم، تثبت أن الإرهاب لا حدود له، وأن القضاء عليه يتطلب جهداً دولياً مشتركاً، ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما أيضاً على صعيد محاربة الفكر الوهابي المتطرف، الذي يغذي الإرهاب».
ورداً على الحريري أشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب إلى أنه «على الحريري أن يعلم أن المجرمين هم الذين دفعوا المال لتخريب سوريا، والأسد وجيشه دافعوا عن أرضهم ووطنهم».
وأضاف وهاب في تصريح «لو يهتم سعد الحريري بموظفي «سعودي أوجيه» ومؤسساته الأخرى وبالحيتان المالية المحيطة به أفضل من حديثه عن سوريا واهتمامه بقضايا أكبر منه».
وتوجّه للحريري بالقول «لا يمكنك يا شيخ سعد التعويض عن الهزيمة البلدية بالحديث عن قضايا إقليمية».
كذلك، علّق أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» العميد مصطفى حمدان على كلام الحريري قائلاً «نصيحة لوجه الله لسعد الحريري شو بدّك ببشار الأسد، خليك عم تلعب على مستواك، شوف كيف بدك تخلّص حالك من مصيبة أشرف ريفي والمقربين، وشوف كيف بدك تخلّص مع أهلنا لحرّضتن صبح ومسا ضد الشيعة، وهلق ما حدا رح يحميك إلا الثنائي الشيعي إلي بدن ياك ويلي ما رح يلاقوا أغبى منك زعيم لأهل السنّة بوجههم، وما تصدق إنو هني معك لأنك الاعتدال السني بوجه داعش، بلبنان ما في داعش ولا نصرة ولا غيرها».
الخارجية الأمريكية: استمرار النظام السوري في قصف المدنيين في حلب والمناطق الأخرى يزيد من دعم الإرهابيين.. وقلقون على المدنيين في منبج
تمام البرازي
واشنطن – «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أن استمرار النظام السوري في قصف المدنيين في مدينة حلب والمناطق الأخرى يزيد من دعم الإرهابيين.
وقالت الناطقة اليزابيت ترودو «إننا مازلنا نحاول ان نقنع المعارضة السورية المعتدلة بأن تعزل نفسها عن مواقع جبهة النصرة في حلب، ونطالب الروس والنظام السوري بان يفرقا في قصفهما بين المعارضة وجبهة النصرة . والمعارضة هي جزء من اتفاقية وقف الأعمال العدائية، وإننا نعرب عن قلقنا العميق حول تصاعد القتال في حلب وتأثيره على وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك هجوم جبهة النصرة في جنوب حلب وهجوم النظام في شمال شرق حلب، وإن كان النظام السوري له الحق في التصدي لجبهة النصرة في جنوب حلب وفقاً لوقف الأعمال العدائية فإنه يخرق وقف الأعمال العدائية في شمال حلب عبر هجماته التي دمرت الجسور الحوية».
من جهة أخرى أكدت الناطقة «اننا على علم بان النظام السوري يشن حملة عسكرية نحو الرقة وجنوبها ولكننا مستمرون بالعمل مع شركائنا من قوات سوريا الديمقراطية على الأرض في سوريا لإسترداد الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الرقة وعزل المواصلات والاتصالات وطرق التموين للرقة لإضعاف قبضة التنظيم على المدينة».
وأضافت «لقد حققت قوات سوريا الديمقراطية تقدماً في الأشهر الماضية لاستعادة الأراضي من سيطرة التنظيم ولكن هذه المعركة بطيئة وليست سهلة ولا نريد ان يكون الخيار بين تنظيم الدولة الهمجي وبين النظام السوري الذي يستهدف المدنيين».
وأشارت ترودو إلى «أن الخارجية الأمريكية قلقة حول التقارير عن مدينة منبج السورية والتي يبلغ عدد سكانها 100 الف نسمة ومحاولات تحريرها من تنظيم «الدولة» مما يهدد أمن هؤلاء السكان المحاصرين، ونحث قوى المعارضة السورية لأخذ الإجراءات لحماية المدنيين خلال هذه العمليات والتي نراقبها عن كثب، ومازلنا على اتصال مع شركائنا على الأرض لتزويدهم بالمساعدات لهذه المناطق، وان مدينة منبج نقطة لتمويل وتموين تنظيم الدولة وتحرك قواتهم والحصول على السلاح».
وانتقدت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية النظام السوري لاستمراره في التراجع عن الإتفاقيات التي تتوصل اليها الأمم المتحدة معه للسماح لقوافل الأغذية بدخول داريا وقالت «انه عندما تصل القوافل إلى مشارف داريا يقوم جنود النظام بمنع دخول الأغذية اليها، اي ان النظام السوري مستمر في استخدام منع الغذاء عن شعبه كسلاح عسكري، وان داريا لم تتلق المعونات الغذائية منذ 2012، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، وان أهالي داريا يعاملون بوحشية من قبل النظام السوري، ونطالب روسيا باستخدام نفوذها لوقف هذه السياسة اللاإنسانية والتي لا يمكن قبولها».
وأكدت ترودو ان برنامج الغـذاء العالمي سيقدم خطة لبدء عملية اسقاط المسـاعدات الإنـسانية على المناطق المحاصرة قريباً بعد موافـقة مجلس الأمن الدولي على الطلب من النظام السوري السمـاح بإسـقاط المـواد الغـذائية جوياً.
قوات المعارضة تفك الحصار عن مارع شمالي حلب
عدنان علي
انسحب تنظيم “الدولة الإسلامية” من عدة قرى بمحيط مدينة مارع، بريف حلب الشمالي، التي يحاصرها منذ أكثر من أسبوعين، وذلك بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة في المدينة اندماجها في كيان عسكري واحد.
وقال ناشطون إن مقاتلي المعارضة في المدينة الذي أطلقوا على تجمعهم الجديد اسم “لواء المعتصم بالله”، سيطروا على قرى كفركلبين وكلجبرين وصندف، الواقعة إلى الشمال من مدينة مارع، إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة، وبذلك يتم فك الحصار عن المدينة من الجهة الشمالية، لتعود للتواصل مع مدينة إعزاز، أكبر معاقل المعارضة في ريف حلب الشمالي.
غير أن المدينة ما زالت محاصرة من جانب التنظيم من جهة الشرق ومن جانب قوات “سورية الديمقراطية” من جهة الغرب، حيث تسيطر هذه القوات على مدينة تل رفعت.
وكان تنظيم الدولة سيطر نهاية الشهر الماضي، على مناطق وقرى كلجبرين وتل جبرين وطامية وبريشة وتل حسين و كفركلبين، ما أسفر عن حصار مدينة مارع بشكل كامل من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية وفصلها بشكل كامل عن منطقة إعزاز، الأمر الذي دفع طيران التحالف إلى إلقاء ذخائر لفصائل المعارضة في مارع قبل عدة أيام.
وقال مكتب مارع الإعلامي إن مقاتلي المعارضة يقومون بتفكيك الألغام التي زرعها تنظيم الدولة على الطريق الواصل بين مارع وإعزاز، فيما تثار تساؤلات حول مغزى انسحاب تنظيم الدولة من المنطقة، وما إذا كان يحشد قواته للقتال على جبهات أخرى.
ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من اندماج جميع الفصائل العسكرية في مارع تحت اسم “لواء المعتصم بالله”، وإعلان نيتهم تجهيز عملية كبيرة لفك الحصار عن مدينتهم.
وقالت الفصائل، في بيان مصور، إن اندماجها جاء لتوحيد الصف والجهود لمحاربة النظام السوري ومليشياته، و”نتيجة المنعطف الخطير الذي تمر به الثورة السورية، لا سيما في ريف حلب الشمالي”.
إلى ذلك، قالت مصادر إن التنظيم انسحب أيضا من بعض القرى المحيطة بمدينة منبج، مثل المنكوبة وتل الياسطي والهدهد، في الريف الشرقي، وقرى محترق كبير – محترق صغر – عين النخيل، بالريف الجنوبي، وقرية بوزكيج بالريف الشمالي، وخربة بشار، بالريف الجنوبي الغربي، حيث باتت المعارك تدور في الأحياء الشرقية للمدينة عقب تقدم مليشيات سورية الديمقراطية.
وأضافت أن اشتباكات عنيفة تدور داخل الأحياء الشرقية بعد انسحاب التنظيم من قرية المنكوبة والسيطرة عليها من جانب قوات “سورية الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي.
وسمح التنظيم لمئات العائلات من مدينة منبج بالخروج من المدينة، حيث سجل حتى الآن نزوح الالاف منذ بدء الهجوم عليها قبل أسبوع.
ويسلك المدنيون طرقات فرعية وعرة تحسبا لهجوم وشيك على المدينة، ويتكدسون داخل سيارات تقلهم مع حاجياتهم الأساسية التي تمكنوا من أخذها معهم، فيما يفر آخرون مشياً على الأقدام.
إقليم كردستان يعيد فتح منفذ حدودي يربطه بسورية
أربيل ـ العربي الجديد
أعلن إقليم كردستان العراق، عن إعادة فتح المنفذ الحدودي الذي يربطه بسورية وذلك للسماح بنقل المواد الغذائية والأدوية إلى سورية واستقبال الحالات المرضية.
وقال مسؤول ملف سورية في رئاسة إقليم كردستان العراق، حميد دربندي، في تصريح صحفي: “تم إبلاغ المسؤولين عن المنفذ الحدودي بيشخابور (بين الاقليم وشمال سورية) بفتح المنفذ الحدودي والسماح بنقل كافة أنواع المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الإنسانية الأخرى”.
وأضاف: “وبهدف ضمان عدم ارتفاع أسعار السلع بالنسبة للمواطنين في غرب كردستان (شمال سوريا)، قررنا عدم استيفاء أية رسوم وضرائب على نقل السلع”.
وكانت سلطات إقليم كردستان العراق قد أغلقت المنفذ الحدودي مع سورية ويقع ضمن محافظة دهوك (480 كم شمال بغداد) وأعلنت أن سبب الإغلاق يعود إلى الإجراءات التي يتبعها مسؤولو حزب الاتحاد الديمقراطي بسورية (PYD) والتي تتضمن فرض رسوم على السلع والبضائع الداخلة إلى سورية وكذلك رفض إشراك ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في المنطقة.
وهناك خلافات بين رئاسة إقليم كردستان وبين حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الذي يعرف بكونه الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني التركي والمصنف ضمن قائمة الجماعات الإرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي وأميركا.
“أحرار الشام”: أكثر من تغييرات داخلية
عقيل حسين
وسط موجة جديدة من عمليات الاغتيال، التي تركزت هذه المرة على مسؤولي قسم التصنيع العسكري فيها، أعلنت “حركة أحرار الشام الإسلامية” عن تغييرات جديدة في قيادتها.
وأصدر القائد العام للحركة المهندس مهند المصري “أبو يحيى الحموي”، قرارين متزامنين، سمى فيهما أبو عبدالله الشامي، قائداً عسكرياً للحركة، بدلاً من أبو صالح الطحان، الذي تقدم باستقالته، كما تمت تسمية منير السيال “أبو خالد”، رئيساً للجناح السياسي.
وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تُجري فيها “حركة أحرار الشام” تغييرات قيادية عالية المستوى، إلا أن الخطوة الأخيرة حظيت باهتمام كبير من المتابعين، خاصة وأنها تأتي في الوقت الذي تدور فيه أحاديث عن خطوات مماثلة ستقوم بها “جبهة النصرة”.
وما يزيد من أهمية هذا الربط، هو التوقعات المسبقة التي كانت قد أطلقتها بعض المصادر قبل فترة، حول قرب حدوث تغييرات بارزة على مستوى القيادة في الفصيلين، استجابة، كما قالت هذه المصادر، لنصائح قوى وأصدقاء مطلعين.
وحسب المصادر، فإن “الأصدقاء المطلعين”، طلبوا من مختلف الفصائل الاسلامية في سوريا، وفي مقدمتهم تلك المختلف على تصنيفها دولياً، وكذلك المصنفة على قوائم “الإرهاب” بالفعل، القيام باجراءات وخطوات سياسية واعلامية، لتجنب حملة غير مسبوقة من القصف، سيشنها سلاح الجو الروسي ضد هذه الفصائل، بهدف تقويضها.
وبحسب المعلومات، فإن الولايات المتحدة، قد أطلقت يد موسكو لتنفيذ هذه الحملة، بهدف اجبار القوى المرتبطة بتنظيم “القاعدة” أو القريبة منها، على الانسحاب من المدن والتجمعات السكنية الكبرى، خاصة تلك الواقعة في المناطق المشمولة بالهدنة السابقة. ومن جهة أخرى، الضغط على تلك المختلف على تصنيفها حتى الآن، كـ”حركة أحرار الشام” و”جيش الاسلام”، للمشاركة بشكل جدي في مفاوضات العملية السياسية.
وعليه، يقول البعض، إن “حركة أحرار الشام”، نحت وبتوافق داخلي متماسك، باتجاه استكمال إبعاد القيادات التقليدية عن الواجهة، واستبدالها بوجوه جديدة، يمكن أن تقود مرحلة مختلفة من العمل ستكون الساحة السورية مقبلة عليها.
ويرى هؤلاء، أن استبدال القائد العسكري للحركة، أبو صالح الطحان، كانت الخطوة الأخيرة المتبقية على هذا الصعيد، بعد تغيير قائد القوة المركزية فيها، أبو عيسى الشيخ، قبل شهرين، وتعيينه كمسؤول أول للحركة في إدلب. وقبله تغيير كل الاسماء المحسوبة على الحرس القديم، لصالح وجوه جديدة، لم يكن يتوقع أحد وصولها إلى هذه المرتبة المتقدمة في قيادة الحركة بهذه السرعة.
لكن هذا الربط بين تهديدات أو نصائح محتملة، وبين ما تقوم به “حركة أحرار الشام” من تغييرات مستمرة في قيادتها، لا يروق للبعض، الذين يزيد من تشكيكهم، ربط ذلك أيضاً بتغييرات وخطوات مماثلة، يجري الحديث عنها بالنسبة لـ”جبهة النصرة”. ويرى هؤلاء، أنه حتى الآن لا يمكن تبين ملامح أو اتجاه ما جرى داخل “جبهة النصرة” من تغييرات قيادية تمت مؤخراً ولم يعلن عنها حتى الآن، أو ستتم. وبالتالي فإن المبالغة في هذه التأويلات، لا يمكن الاعتداد بها.
وحسب هؤلاء، فإن “النصرة” وافقت بالفعل على إعلان انسحاب قوات “جيش الفتح”، وهي إحدى قواه الرئيسية، من داخل مدينة إدلب، لكنها ما زالت تنتشر في المناطق الأخرى بشكل طبيعي. كما أن التعينات الجديدة التي تم الإعلان عنها من قبل، بعد وصول عدد من قادتها من الجنوب إلى الشمال، وكذلك التي يتوقع أن تعلن خلال هذا الشهر، لا يمكن تصنيفها أو وضعها في سياق محدد، كما هو الحال بالنسبة لـ”حركة أحرار الشام”.
ولدى “أحرار الشام”، كما يؤكد الكثيرون، توجه واضح نحو تعويم فريق الشباب فيها، وهذا ليس وليد اليوم، بل بدأ منذ انتخاب المهندس مهند المصري “أبو يحيى الحموي” لرئاستها، ومن ثم انتداب شاب آخر، هو بلال جبيرو، لشغل منصب محافظ مدينة إدلب، بالإضافة إلى تسمية المهندس علي العمر “أبو عمار”، النائب السابق لأبو عيسى الشيخ في قيادة “لواء صقور الشام” قبل الاندماج في الحركة، نائباً لقائد الحركة، وغيرها من الخطوات المماثلة، التي توجت أخيراً بتعيين الشابيين منير السيال وأبو عبدالله الشامي، في هذين المنصبين الكبيرين.
وحسب المعلومات التي قدمتها الحركة عن الرجلين لوسائل الإعلام، فـ”السيال” هو من مواليد مدينة دير الزور عام 1979، ويحمل شهادة في علم الاجتماع، وقد كان مسؤول الحركة في تلك المحافظة، قبل خروجها منها.
أما أبو عبدالله، فهو من مواليد جبل التركمان بريف اللاذقية، ويبلغ من العمر 30 عاماً، وهو تركماني، شغل منصب أمير الحركة في الساحل، حتى اختياره لمنصبه الجديد، كقائد للجناح العسكري فيها.
لكن ياسر عبداللطيف، العضو في المكتب الإعلامي لـ”حركة أحرار الشام”، يرفض قراءة التغييرات الأخيرة، أو التي سبقتها داخل الحركة، وفق أي من السياقات والتحليلات السابقة. ويؤكد عبداللطيف لـ”المدن” أن “حركة التنقلات هذه طبيعية بالنسبة أحرار الشام، التنظيم المؤسساتي الذي اعتاد أن يقوم بمثل هذه التغييرات بشكل مستمر، وفق مقتضيات المصلحة العامة للحركة والثورة”.
ويشدد عبداللطيف على أن “الأمر لا يعدو أن يكون عملية إعادة توزيع للمهام، وضخ دماء جديدة، والاستفادة من الخبرات والطاقات الموجودة في صفوف أبناء الحركة، من مختلف المستويات القيادية والأعمار، وهذا الشيء الذي تتميز به أحرار الشام عن غيرها من الفصائل، أو حتى الأحزاب والتيارات الأخرى”.
ولكن لماذا تتم عملية توزيع المهام وضخ الدماء هذه، والاستفادة من الطاقات والخبرات، منذ عام تقريباً داخل الحركة، باتجاه واحد، هو عزل القيادات القديمة، واستبدالها بعناصر شابة؟ يجيب عبداللطيف بالقول: “لا يعني بالضرورة أن يكون الشخص المستقيل، أو الذي يترك منصبه، غير كفؤ أو أنّ هناك اشكالاً على شخصه، بل غالباً ما يتحول الى مكان آخر يكون له فيه دور أكبر، فمثلاً القائد السابق للحركة أبو جابر الشيخ، يعمل الآن على مشروع كبير لتوحيد جهود الفصائل خارج إطار الحركة، من أجل الوقوف بوجه الهجمة على حلب، من قبل النظام وروسيا وايران”.
وحول ما إذا كان تعيين رئيس جديد للمكتب السياسي في الحركة، كان بسبب وجود ملاحظات على الخط الذي انتهجه مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب لبيب النحاس، الذي عُرف بانفتاحٍ على المجتمع الدولي أثار الجدل، يقول ياسر عبداللطيف: “الأمر لا يحتمل أي تأويل، فرئاسة المكتب السياسي كانت من مهام قائد الحركة، الذي أراد بهذه الهيكلية الجديدة، التفرغ لمهامه بشكل أكبر”.
الحديث عن تماسك وانسجام قيادي كبير في حركة “أحرار الشام” لا يبدو استعراضياً أو لذر الرماد بالعيون، على الأقل من خلال ما يبديه القادة المقالون أو المستقيلون، بشكل مستمر، حيث اعتاد الجميع على ظهورهم بعد تلك القرارت وكأن شيئاً لم يتغير.
ففي اليوم التالي لمغادرته منصب القائد العسكري للحركة، كان أبو صالح الطحان، على سبيل المثال، يشارك في معركة خان طومان الأخيرة ضد قوات النظام جنوبي حلب، مثلما سبق وأن ظهر رئيس “المكتب الشرعي” في الحركة أبو محمد الصادق، في العديد من المناسبات بعد إقالته من منصبه، الذي خلفه فيه القائد السابق للحركة، بعد تغيير مسمى المكتب إلى “هيئة الدعوة والارشاد”.
حالة يرى فيها البعض تقاسماً للأدوار بمستوى عال من الانسجام، يحفظ في الوقت نفسه للحرس القديم في الحركة، دورهم ومكانتهم، بما تقتضيه الظروف والتطورات، بينما يرى فيها آخرون، أنها تمثل حالة مؤسساتية متقدمة بالفعل، لا يبدو أنها تتوفر لدى “جبهة النصرة” حتى الآن.
وما يعزز وجهة نظر أصحاب هذا الرأي، ما رشح من معلومات حول أن “النصرة” لا زالت تتدارس منذ أسابيع، اجراء بعض التغييرات على المستوى القيادي فيها. ويدور الحديث بشكل خاص، عن إقالة أبو جليبيب الأردني، شرعي “النصرة” السابق في درعا، والذي انتقل للعمل في الساحل السوري، وأبو هاجر الحمصي، أمير فرع “النصرة” السابق في إدلب وأمير حلب حالياً، وهما شخصيتان مثيرتان للجدل، ومتهمتان بارتكاب تجاوزات.
لكن حسب مصادر “المدن”، أكدت أن الأمر أكبر من هذا، ويحتاج بالفعل من قيادة “النصرة” إلى وقت وحرص كبيرين، حيث يدور الحديث مجدداً عن دراسة فك الارتباط مع تنظيم “القاعدة”، وكذلك إعادة العراقي، أبو ماريا القحطاني، “الشرعي العام” السابق للجبهة، وأحد أكثر قادتها شعبية، والذي أقيل من منصبه قبل نحو عامين، بسبب خلافات عميقة مع القيادة الحالية. وهي تطورات تحتاج، كما تقول هذه المصادر، إلى ترتيبات ومشاورات، قد لا تؤدي إلى كل شيء، لكن على الأقل، ستنتج تغييراً مهماً.
روسيا تدعم “ألوية النصر” في ريف حلب الشمالي..والمعارضة تستنفر
خالد الخطيب
أعلنت “الجبهة الشامية” أنها اعتقلت قائد “ألوية النصر” الشيخ أحمد محمود فتوح، وعدداً من عناصر تشكيله العسكري الجديد في ريف حلب الشمالي، بتهمة التآمر والتواصل مع روسيا. وأكدت “الشامية” أنها تملك تفاصيل وحقائق تثبت صحة أقوالها، ووعدت بنشرها قريباً.
وأوضحت “الشامية” في بيان لها، أن جهازها الأمني كشف أحد أخطر المؤامرات التي تحاك ضد الثورة، بحجة الحرص على الأرواح والدماء. وأضاف البيان أن إحدى المجموعات المشكلة مؤخراً تحت مسمى “ألوية النصر” أقدمت على التآمر مع روسيا والنظام، وقد ألقى الجهاز الأمني القبض على بعض أفرادها. ودعت “الشامية” المواطنين وجميع فصائل المعارضة إلى رص الصفوف والحذر من أمثال هؤلاء، والتعاون بينهم لكشف من يريد الغدر بالثورة وحرفها عن مسارها.
والشيخ أحمد محمود فتوح، من مواليد العام 1992 في مدينة حلب، من حي الكلاسة الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، ودرس العلوم الشرعية في مدرسة الخسروية، وعُرف بطلاقة لسانه وحنكته وبراعته الخطابية. وانشق فتوح عن النظام، منتصف العام 2012، لينخرط في صفوف المعارضة المسلحة في حلب، أثناء دخول “لواء التوحيد” إلى المدينة. وانتسب الشيخ في ما بعد إلى تشكيلات عسكرية أخرى، من بينها “لواء أحرار سوريا” و”فرقة السلطان مراد”. وقد أعطاه رفاقه رتبة “ملازم” العسكرية، وعرف بها في ما بعد.
وكان الشيخ فتوح قد أعلن في مطلع حزيران/يونيو، عن تشكيل “ألوية النصر” في بيان مصور. وجاء في بيان تشكيل “ألوية النصر”، أن من أهدافها محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومنع تقسيم سوريا في إشارة إلى قطع الطريق على مخططات “قوات سوريا الديموقراطية” التي تتزعمها “وحدات حماية الشعب” الكردية الذراع العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي”.
وأشار البيان إلى ضم 16 تشكيلاً عسكرياً إلى صفوف “ألوية النصر”، تتمركز جميعها في ريف حلب الشمالي، بالقرب من الحدود السورية-التركية، وهي: “لواء أحرار الشمال” و”لواء أنصار الشمال” و”لواء شهداء إعزاز” و”لواء الفرقان” و”كتائب الأهوال” و”كتيبة كفر كلبين” و”كتيبة نور الإيمان” و”كتيبة الشهيد علاء بسوت” و”لواء أحرار منبج” و”لواء عباد الرحمن” و”لواء الأمجاد” و”كتائب نور الحق” و”كتيبة مغاوير الشمال” و”كتيبة أسود الثورة” و”كتيبة شهداء سوريا”.
ولم يذكر البيان أي علاقة للتشكيل الجديد بروسيا، أو قوى خارجية أخرى، لكن سرعان ما بدأ الشارع المعارض يتناقل الأخبار والتسجيلات لقائده أحمد فتوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. التسريبات شملت تسجيلات لعناصر من “ألوية النصر” في الداخل السوري، مع عسكريين معارضين في الخارج، كأمثال النقيب عمار الواوي، الذي طلب من فتوح في أحد التسجيلات المسربة إثبات وجود التشكيل الجديد في كل من إعزاز ومارع، والإعلان عن تعليق الأعمال القتالية ضد قوات النظام. والنقيب الواوي هو أحد مؤسسي “الفرقة 30” المدعومة أميركياً، وهي اليوم أحد مكونات “قوات سوريا الديموقراطية”. والواوي شخصية عسكرية مثيرة للجدل، ومتعددة الولاءات، ولديه سجل فساد كبير بحسب المعارضين.
وبالفعل لم يخفِ المنتمون للمشروع العسكري الجديد تنسيقهم مع روسيا، أو التواصل المبدئي على الأقل معها، وقالوا إن روسيا تعهدت بتقديم دعم جوي غير محدود لفك الحصار عن مارع، ومواصلة الدعم إذا ما رغبوا في مواصلة قتال “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، على مختلف الجبهات. وعزوا ذلك إلى أنه الخيار الأمثل في هذه المرحلة لفك الحصار عن مارع، وطرد “الدولة الإسلامية” من ريف حلب الشمالي، وإفشال مساعي التقسيم التي تسعى القوى الكردية لتحويلها إلى واقع بدعم أميركي مباشر.
وأكد أحد مؤسسي “ألوية النصر” المحامي علي بدران، لـ”المدن”، أن إيجاد حليف جديد للمعارضة في ريف حلب الشمالي أصبح ضرورة ملحة، وإلا ستحل كارثة إنسانية وسياسية إذا ما بقي الحال على ما هو عليه الآن. فالتنظيم و”قوات سوريا الديموقراطية” يسعيان إلى القضاء بشكل كلي على المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي، بينما تقف الولايات المتحدة الأميركية والحلفاء المفترضين للمعارضة، موقف المتفرج إزاء التطورات الخطيرة هناك.
وأكد بدران أن تشكيل “ألوية النصر” لم يكن سراً، بل كان علنياً، وقد تم إطلاع أغلب قيادات المعارضة الحلبية في ريف حلب الشمالي على خطته، ومدى أهميته لإنقاذ ما تبقى من مكاسب ثورية في الشمال، وقطع الطريق على القوى الطامعة. وأوضح بدران أن ما حدث هو انقلاب حقيقي من قبل قادة المعارضة في الشمال، وعبّر عن أسفه حيال حملة التخوين التي شنت ضد المنتمين إلى “ألوية النصر” ولقائده المعتقل، وهو صاحب السجل النظيف وتشهد له ساحات القتال في حلب.
وأكد بدران أنه يتوجب على المعارضة أن تبدأ بلعب دورها السياسي بشكل استراتيجي، وتفكر في مصالح الثورة التي تمر في منعطف خطير، وتريد كل القوى سحقها، وعلى المعارضة أن تعي بأن الاستفادة من القوى الإقليمية لتحرير الأرض من تنظيم “داعش” أمر مشروع، يحقق جملة أهداف، من جملتها تفويت الفرصة على القوى الكردية المسلحة، ومنع مشروع تقسيم سوريا، وروسيا هي الحليف الأكثر جدية لتحقيق هذه الأهداف في الوقت الراهن.
وبغض النظر عن الصدمة التي أحدثتها هذه الخطوة الجريئة من قبل شخصيات محسوبة على المعارضة المسلحة في حلب، في أوساط العسكريين والمدنيين على حد سواء، إلا أنها لم تكن مستغربة ونتيجة متوقعة بالنظر إلى الوضع الميداني الذي تعيشه المعارضة في الشمال، في مارع وإعزاز، وما تبقى من شريط حدودي مع تركيا.
فالمعارضة تشعر بخيبة أمل، من حلفائها التقليديين، وعلى رأسهم تركيا والولايات المتحدة، وهي ترى مناطق سيطرتها في تناقص مستمر، لحساب تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية”، وكلاهما يريدان القضاء عليها بشكل كلي وإنهاء وجودها في الشمال، الأمر الذي لا ترفضه الولايات المتحدة ولا تقدم أي شيء جدي لمنع حدوثه. وفي الوقت ذاته لم تتمكن تركيا حتى الآن من اتخاذ خطوات جدية لمنعه بسبب الخطوط الحمر الأميركية.
ولذلك وجد طيف من المعارضة نفسه مجبراً على التفكير بالتحالف مع العدو الاستراتيجي؛ روسيا، وهي الحليف الرئيس لنظام الأسد.
وماتزال الخطوة ثقيلة على المعارضة، ومن الصعب أن تستسيغها، وتتحالف مع روسيا، قاتلة الأطفال والنساء في حلب وإدلب والساحل، ومناطق أخرى على امتداد سوريا. كما أن روسيا هي داعم رئيس لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، وطالما استخدمت الأكراد السوريين كورقة ضد تركيا، ولم تغفل يوما دعمها لإقامة الفيدراليات على نموذج “الإدارة الذاتية”. الأمر الذي يجعل من نيتها دعم المعارضة في وجه “التقسيم” مجرد احتيال ونفاق سياسي، يستهدف ضرب فصائل المعارضة بعضها ببعض.
وترى المعارضة بأنها سوف تكون خائنة لدماء قتلاها من المدنيين والعسكريين الذين يسقطون يومياً بسبب القصف الروسي الجوي بمختلف أنواع القذائف والقاذفات الجوية.
وتبدو المعارضة جادة في منع قيام أي تحرك بها الاتجاه، معتبرة أن التعامل مع روسيا حليفة النظام خط أحمر، سيعاقب كل من يقدم عليه، برغم تأكيدات القائمين على المشروع الروسي بأنهم ماضون في مشروعهم حتى تحقيقه.
القائد العسكري في “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن” أن روسيا والولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بهما، ومن الخطأ اعتبارهما حلفاء استراتيجيين للمعارضة. واعتبر ملحيس أن أي خطوة باتجاه التحالف والتنسيق مع روسيا ستكون خطأً فظيعاً سيعيد إنتاج النظام الذي لطالما سعت ولا تزال روسيا على تقويته وإطالة عمره.
وأوضح النقيب أمين أن روسيا تتبنى مشروع بقاء النظام، وهي مستعدة لفعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف، والولايات المتحدة تدعم القوى الكردية المسلحة، وتعمل على تحقيق مطامعها. ولا مصلحة للمعارضة بأي منهما، بل المصلحة الآن تقتضي بأن تزيد المعارضة من تنسيقها مع الحلفاء العرب والإقليميين، وبالأخص السعودية وتركيا وهما الحلفاء الأكثر أمناً ونفعاً في هذه المرحلة.
وأشار النقيب أمين إلى أن المعارضة باتت متواكلة بشكل فظيع، وعليها أن تقلل من اعتمادها على الحلفاء، وكأنها لن تنتصر أو تتعدى مرحلة الخطر إلا بوجود حليف قوي، بل عليها أن تستثمر طاقاتها، وهناك متسع من الوقت لتغيير المعادلة في الشمال، وفك الحصار عن مارع وهذه الخطوة تحتاج تنسيقاً وتكاتفاً جديين من قبل كل الفصائل المسلحة هناك.
روسيا تدشن رمضان بمجازر في دير الزور
محمد حسان
تعرضت مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة دير الزور وريفها، لقصف جوي روسي هو الأعنف منذ أشهر. وخلّف القصف، الذي بدأ فجر الإثنين الموافق أول أيام شهر رمضان واستمر حتى حلول الإفطار، 34 قتيلاً مدنياً على الأقل، وجرح 40، بالإضافة إلى تدمير كتل سكنية بأكملها في مدينة العشارة، وحيي الجبيلة وكنامات في القسم الشرقي من مدينة دير الزور.
ولا يعلو في مناطق سيطرة “داعش” في دير الزور أي صوت على هدير الطائرات الروسية وصافرات الإسعاف، إلا صراخ الثكالى والنساء وهن مضرجات بالدماء لحظة اخراجهم من تحت الركام. ولقي 22 شخصاً مصرعهم في مدينة العشارة في ريف دير الزور الشرقي، بعد قصفها بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً. عائلات بأكملها قضت، ونصف أعداد القتلى من الأطفال والنساء. الكثير من الضحايا فقدوا ملامحهم بعدما مزقتهم القذائف إلى أشلاء. وجمع الأهالي البقايا البشرية من تحت ركام المنازل والشوارع المحيطة. كما تم تسجيل إصابة 25 شخصاً بجروح، بعضه حالاتهم خطرة، أدت إلى بتر الأطراف.
قرية الشحيل في الريف الشرقي كانت بدورها على موعد مع مجزرة خلفها قصف المقاتلات الحربية الروسية لحي الشبكة ومعمل السجاد، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وجرح 8 آخرين، بالإضافة إلى دمار واسع في الممتلكات.
كما قصف الطيران الروسي قرى الزباري والقورية وسعلو ومراط وبقرص وموحسن والبقلية والشولا وعياش، ما تسبب في مقتل 5 أشخاص على الأقل، وجرح آخرين.
وشهدت أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة “داعش” قصفاً جوياً مكثفاً نفذته الطائرات الروسية، واستهدف أحياء الصناعة والعرضي وكنامات والجبيلة والعمال، ما تسبب بمقتل رجل وامرأة مسنيين، وجرح ثلاثة آخرين.
واستهدف الطيران الحربي خطوط التماس بين قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” في جبل الثردة المجاور للمطار العسكري ومحيط حاجز البانوارما و”اللواء 137″ جنوبي المدينة.
مدير “مجموعة ديرالزور 24 الإعلامية”عمر أبو ليلى، أكد لـ”المدن”، أن أكثر من 45 غارة جوية شنتها المقاتلات الروسية على مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور وريفها. وأشار أبو ليلى إلى أن القصف الجوي نفذته أربع طائرات حربية روسية على مدار الساعات الماضية، وهو القصف الأعنف منذ مدة، ويأتي في ظل تقدم التنظيم في الجهة الجنوبية من مدينة ديرالزور على حساب قوات النظام.
وأشار أبو ليلى إلى أن 80 في المئة من الغارات الروسية التي استهدفت ديرالزور طالت المدنيين، ولم تستهدف مقرات أو ثكنات عسكرية تابعة لـ”الدولة الإسلامية”، على عكس ما يزعم إعلام النظام السوري وموقع وزارة الدفاع الروسية.
المقاتلات الحربية الروسية عاودت قصف بعض المواقع بعد تجمع المدنيين وفرق الإسعاف التي هرعت لإخلاء الجرحى، بغرض إيقاع أكبر عدد من الضحايا.
أهالي دير الزور عاشو يوماً رمضانياً دامياً، كان فيه المدنيون من الأطفال والنساء والشيوخ هدفاً للغارات الروسية.
وجاء القصف الجوي الروسي في ظل معارك عنيفة شهدتها جبهات القتال في مدينة دير الزور وريفها المجاور. ففي الجهة الجنوبية من المدينة شهد محيط حاجز البانوراما وجبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الموالية، وتنظيم “الدولة الإسلامية”. “داعش” تمكن من السيطرة على تلة التيم الإستراتيجية وعدد من المواقع التابعة لقوات النظام في جبل الثردة جنوب شرقي المطار العسكري، وقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام بينهم ظابطين برتبة عقيد. وكان القائد في قوات “الحرس الجمهوري” العميد عصام زهرالدين، قد أصيب قبل يومين بطلق ناري بكتفه الأيمن جنوبي المدينة.
كما دارت اشتباكات متقطعة على جبهات الصناعة والحويقة والرشدية في دير الزور. وشهدت تلة الرواد غربي المدينة اشتباكات أيضاً بين قوات النظام والتنظيم، أسفرت عن تقدم “داعش” وسيطرته على أجزاء واسعة من مساكن جمعية الرواد جنوبي البغلية. وإذا ما تمكنت “الدولة الإسلامية” من السيطرة على مساكن الجمعية بشكل كامل، فسيفرض حصاراً على “اللواء 137” من ثلاث جهات: من الشمال من جهة الرواد، ومن الغرب من بادية المهاش، ومن الجنوب من المالحة. ويبقى طريق إمداد وحيد من الجهة الشرقية، عبر مشفى الأسد، لكن سيكون عرضة لنيران التنظيم ومدفعيته.
وعاودت “الدولة الإسلامية” مهاجمة معاقل قوات النظام داخل قرية الجفرة ومحيط المطار العسكري، ليل الإثنين/الثلاثاء، لكن الهجوم لم يسفر عن أي تغيير على الأرض. وخسر التنظيم عدداً من مقاتليه بعد تعرضهم لقصف بالقنابل العنقودية ألقاها الطيران الحربي الروسي على خطوط الاشتباكات في محيط المطار وقرية الجفرة ومناطق أخرى جنوبي ديرالزور.
أما في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمحاصرة من قبل “الدولة الإسلامية”، منذ عام ونصف العام، فقد استمرت طائرات الشحن التابعة لـ”برنامج الغذاء العالمي”، بإلقاء المساعدات الإنسانية عليها. غير أن قسماً بسيطاً منها يتم توزيعه للمدنيين، والقسم الأكبر يذهب لقوات النظام والمليشيات التابعة لها ولتجار السوق السوداء.
وقال مدير “حملة ديرالزور تذبح بصمت” أحمد رمضان، لـ”المدن”، إن الأحياء المحاصرة؛ الجورة والقصور وهرابش، تعاني انقطاعاً لمياه الشرب والخبز، منذ 15 يوماً بعد توقف محطات المياه والأفران عن العمل، لعدم توافر الوقود.
ويعيش أهالي دير الزور بين نارين؛ القصف وسكاكين تنظيم “الدولة” في مناطق سيطرته، والحصار والتجنيد الإجباري والتجويع في مناطق قوات النظام. وكلا الطرفين لا يقدم للناس سوى الموت.
قصف عنيف على حلب والمعارضة تفك حصار مارع
قتل أكثر من 26 شخصا وجرح عشرات نتيجة قصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية على عدة أحياء في مدينة حلب شمال سوريا، بينما فكت فصائل المعارضة المسلحة الحصار عن مدينة مارع بريف حلب الشمالي عقب انتزاع مناطق من يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري شن أكثر من سبعين غارة على أحياء حلب وريفها منذ صباح اليوم، شملت أكثر من عشرين موقعا. وأشار المراسل إلى أن أعنف الغارات استهدفت أحياء الشعار والمرجة والصاخور.
وأوضح المراسل أن القصف استهدف أيضا أربع مركز صحية مما تسبب في خروجها عن العمل، وهي: مستشفى “البيان” الجراحي في حي الشعار، ومستشفى الحكيم وهو المستشفى الوحيد للأطفال، إضافة إلى مستوصف في حي المعادي، ومستودع أدوية في حي الشعار.
وشُنت أعنف الغارات على مستشفى ميداني في حي الشعار، إذ ألقى النظام حاوية من المتفجرات على مستشفى البيان، مما أدى إلى تدمير جزء كبير منه وإصابة عدد من العاملين والجرحى داخله ومقتل عشرة آخرين كانوا أمام المستشفى، فضلا عن دمار كبير في المباني المجاورة له.
المرجة والمعادي
وقصف النظام السوري حي المرجة جنوبي حلب بصواريخ فراغية فقتل أربعة وأصاب آخرين، كما قصف حي المعادي بحلب القديمة فقتل شخصا وجرح العشرات، وتم هذا القصف بالألغام البحرية والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة.
وذكر المراسل أن حي الهلك -قرب طريق الكاستيلو الإستراتيجي- أفرغ تماما من سكانه بسبب كثافة الغارات.
وفي ريف حلب الشمالي، أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلي المعارضة المسلحة فكوا حصار تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بينما وصلت قوات سوريا الديمقراطية الكردية إلى مشارف الأحياء الشمالية والشرقية من مدينة منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم في ريف حلب الغربي.
وذكر مراسل الجزيرة في ريف حلب أمير العباد أن قوات المعارضة السورية فكت الحصار الذي ضربه تنظيم الدولة على مارع (35 كلم شمال حلب) منذ أسبوعين، وقطعت الطريق الرابط بينها وبين إعزاز القريبة من الحدود السورية التركية.
انتزاع قرى
وتحقق فك حصار مارع بعد سيطرة المعارضة على قرى كُفر كَلبين وكلجبرين وصندف، عقب اشتباكات مع تنظيم الدولة انسحب عقبها من تلك المناطق، وذلك في وقت يتعرض فيه التنظيم لهجمة كبيرة من ثلاث جهات في ريف حلب، إذ تشن عليه المعارضة والنظام والقوات الكردية هجمات في مناطق متفرقة.
وفي الريف الغربي، أفادت مصادر للجزيرة بأن القوات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية والمدعومة من طيران التحالف الدولي وقوات أميركية خاصة؛ وصلت إلى مشارف الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية لمنبج (80 كلم شمال شرق حلب). وأفادت مصادر محلية أن القوات الكردية لم تتمكن حتى الآن من دخول المدينة، وأن المعارك تدور على أطرافها شمالا وشرقا.
وذكر المراسل أن القوات الكردية تسعى لتطويق منبج -وهي معقل رئيسي للتنظيم بشمالي سوريا- من جميع الجهات، إذ تحاول قطع الطريق بينها وبين مدينة الباب غربا بعدما قطعت الطريق الإستراتيجي بين منبج وجرابلس شمالا.
ونقل المراسل عن نازحين من منبج وريفها أن المنطقة قصفت بكثافة من طيران التحالف الدولي، إذ فاق عدد الغارات الخمسمئة في فترة قصيرة، مما سمح للوحدات الكردية بالسيطرة على أراضي على امتداد مئتي كيلومتر على الشريط المحاذي لنهر الفرات.
تطويق منبج
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس مجلس منبج العسكري شرفان درويش أن القوات الكردية تحيط بالمدينة من ثلاث جهات، موضحا أنه تم قطع الطريق بين منبج وجرابلس شمالا والطريق بين منبج والرقة جنوبا، والطريق الوحيد المفتوح حاليا هو الطريق إلى حلب غربا.
وقال درويش إن القوات الكردية إذا سيطرت على منبج فإنه سيصبح بإمكانها قطع طريق الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة والحدود التركية.
وأضاف مراسل الجزيرة أن ثلاثين ألف مدني نزحوا من ريف منبج حتى الآن، وأن الرقم مرشح للارتفاع بحكم أن المدينة لم تحاصر بعد من جميع الجهات وأن الطريق سالكة لحركة النزوح.
وأضاف مراسل الجزيرة أن معظم الأسر في الأحياء التي تحولت إلى جبهة قتال في منبج، قد نزحت عنها. وتقول مصادر للجزيرة إن تنظيم الدولة أخلى بعض القرى في محيط منبج لأنها قريبة من مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وانسحب إلى قرى أخرى أكثر تحصينا لتقوية مواقعه.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن آلاف المدنيين فروا من المدينة باتجاه مناطق سيطرة التنظيم غربا، وذلك بعدما كان يحظر عليهم في السابق الخروج.
تنظيم الدولة يدفع أكراد حلب للهجرة
جوان سوز-ريف حلب
اعتقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل يومين 150 طالبا كرديا عند أحد حواجزه في مدينة منبج الواقعة بالريف الشرقي من محافظة حلب شمال سوريا، حسب أهالي الطلبة.
وأكد الأهالي أن الاعتقال وقع أثناء عودة الطلاب الأكراد من مدينة حلب إلى كوباني، بعد انتهائهم من تقديم امتحانات مرحلة التعليم الأساسي في مدارس وزارة التربية السورية.
هذا ولم يتعرض التنظيم إلى الطالبات كما يؤكد فؤاد علي أحد ذوي الطلبة المعتقلين لدى التنظيم، مشيرا إلى أن المسلحين اكتفوا باعتقال الطلاب والذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما.
وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح علي أسباب اعتقال هؤلاء الطلبة بأنه “نوع من ضغط التنظيم على مسؤولي الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أواخر العام 2013، بعد الهجمات المتكررة والاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة”.
وحسب إفادة هيفي أحمد -طالبة كردية سورية- للجزيرة نت، فإن “أكثر من 1500 طالب كردي ذهبوا من كوباني إلى مدينة حلب لتقديم امتحانات المرحلة الثانوية دون أن يتعرض لهم التنظيم، لكنه أرغم الطالبات على أن يلبسن النقاب الذي يفرضه على النساء”.
وأضافت هيفي أن “هؤلاء الطلبة خرجوا من كوباني بعد حصولهم على موافقة من قوات الأمن الكردية (آسايش) التي أفادت من جهتها بعدم مسؤوليتها عنهم إذا تم اعتقالهم”.
وتابعت أن “التنظيم يقدم على اعتقال المواطنين الأكراد العائدين من حلب إلى كوباني وريفها، في حين يطلب جنودٌ من المواطنين بعد وصولهم إلى حلب ألا يعودوا مرة أخرى إلى كوباني”.
المجلس الوطني الكردي
من جانبه، أصدر المجلس الوطني الكردي في سوريا بيانا ندد فيه بتصرفات تنظيم الدولة الأخيرة، مشيرا إلى أن التنظيم “أقدم مؤخرا على اعتقال 58 مدنيا كرديا على جسر قره قوزاق الواصل بين مدينتي كوباني ومنبج خلال أسبوع واحد، كان معظمهم في طريقهم إلى كوباني من مختلف المدن السورية”.
وقال البيان إن “هؤلاء مدنيون يبحثون عن لقمة عيشهم ولا علاقة لهم بالمنظمات السياسية أو العسكرية”، مضيفا أن “التنظيم يعتقل فقط العائدين إلى كوباني بهدف تفريغ المنطقة من السكان، في حين لا يعترض على من يخرج منها، في سياسة واضحة تخدم النظام السوري والقوى التي تعادي الشعب الكردي”.
وأكد أن عدد الأكراد المدنيين الذين اعتقلهم التنظيم بلغ 400 معتقل منذ بداية العام، وطالب جميع المنظمات الدولية والجهات المعنية بالتدخل للإفراج عنهم وفك الحصار عن مدينة كوباني وريفها، ومدها بالمياه والكهرباء, والسماح بدخول كافة احتياجات المواطنين إليها.
ويقدر عدد المحاصرين داخل كوباني نحو نصف مليون مواطن، بينهم عشرات الآلاف من النازحين الذين قدموا من مختلف المدن السورية نتيجة العمليات العسكرية في مدنهم.
ديلي بيست: دحر تنظيم الدولة سيشعل حربا جديدة
حذّر تقرير إخباري من أن استيلاء قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة منبج سيشعل على الأرجح حرباً جديدة ذات طابع عرقي بين العرب والأكراد في تلك المنطقة.
وقال موقع “ذي ديلي بيست” الإخباري الأميركي في تقرر مطول إن تلك القوات باتت على مشارف مدينة منبج التي تُعد “المعبر الرئيسي” لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب وأسلحته إلى داخل سوريا.
غير أن دخول قوات المعارضة المدعومة أميركيا إلى منبج لن يؤدي إلى شيء سوى إشعال حرب جديدة للسيطرة على المدينة، يخوضها هذه المرة العرب ضد الأكراد، على حد تعبير الموقع.
وذكر التقرير الإخباري أن الحملة العسكرية التي انطلقت الأربعاء لاسترداد المدينة من قبضة تنظم الدولة الإسلامية أظهرت “مشكلة متفاقمة” تتربص بالولايات المتحدة وبرنامجها لتدريب مقاتلين محليين.
وتساءل الموقع: “من الذي سيحكم تلك المدن الآن؟ هل الأكراد الذين قادوا المعارك ضد تنظيم الدولة؟ أم من ظل بعض المسؤولين في البنتاغون يطلقون عليهم في الخفاء اسم القوات “الرمزية العربية” التي دربتها الولايات المتحدة لمرافقة الأكراد؟”
ونقل الموقع عن اثنين من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اعتقادهم بأن العرب هم من سيتولى زمام الأمور، لكنهما أقرا بأنه سيكون من العسير على خمسة آلاف مقاتل عربي أو نحو ذلك إدارة ثلاث مناطق أو أكثر كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، ثم يُطلب منهم في الوقت ذاته التحرك نحو الرقة، عاصمة التنظيم.
من جهة أخرى، يساور البعض القلق من أن تطهيرا عرقيا سيحدث في منبج إذا سيطر عليها الأكراد؛ مما قد يتسبب في نوع من حرمان السنة من حقوقهم، وهو ما أدى إلى بروز تنظيم الدولة الإسلامية.
ولعل سقوط منبج في أيدي الأكراد من شأنه أن يمنحهم مناطق ممتدة ومتصلة مع بعضها في شمال سوريا، وهو ما قد يثير غضب تركيا حليفة الولايات المتحدة التي ترفض قيام منطقة تحت إدارة الأكراد على حدودها.
يقول ديفد غارتنشتاين روس، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن، “صحيح أن تنظيم الدولة يفقد مزيدا من الأراضي، لكن على الولايات المتحدة التحقق من أن ما سينجم بعد ذلك ليس خرابا ماحقا يتيح لهذا التنظيم الوحشي أو نظير له العودة مرة أخرى”.
إن السقوط المحتمل لمدينة منبج بمساعدة الأكراد، إلى جانب المناطق المحيطة بالرقة، يوحي بأن أميركا على استعداد للمخاطرة بإثارة توترات جديدة محتملة “لتحرير المدينة الشمالية من قبضة تنظيم الدولة”.
عيسى”.. طفل داعش الصغير يظهر فجأة في السويد!
دبي- العربية.نت
من يذكر عيسى دير، ذاك الطفل الأسمر ابن الأربع سنوات الذي ظهر مطلع العام الجاري 2016 في فيديو “داعشي”. الطفل البريطاني الذي ظهر مع والدته في الرقة في سوريا عام 2013، ولم يكن بعد قد تجاوز السنة من عمره، ظهر قبل أيام فجأة في السويد، بحسب ما نقلت عدد من الصحف البريطانية.
وفي بعض التفاصيل التي نقلتها صحيفة “ذي صن” البريطانية، الثلاثاء، فإن عيسى هرب مع والدته غريس (التي أطلقت على نقسها اسم خديجة فيما بعد) من سوريا إلى السويد في رحلة امتدت 2000 ميل لإجراء عملية جراحية. ورجحت الصحيفة أن تكون رحلتهما مرت بـ9 دول، من دون عراقيل كبرى إلى أن وصلا إلى مستشفى في السويد. وأشارت إلى أن الطفل عيسى كان مريضا بشدة، وأنه عانى من المرض منذ عدة أشهر، ليخضع للجراحة منذ أسابيع.
أما عن اختيار السويد، فيبدو أن قرار الأم يعود، بحسب مصدر صرح للصحيفة، في الأساس إلى زواجها من سويدي يدعى أبو بكر بعد انضمامها إلى داعش، ويعتقد أن زوجها قتل.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن الطفل ووالدته عبرا تركيا واليونان وبلغاريا وصربيا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، إضافة إلى ألمانيا والدنمارك.
وكان آخر ظهور لعيسى أمام الكاميرات في فبراير الماضي، حين ظهر وهو يرتدي زيا عسكريا مثل مسلحي “داعش”، ويحمل على رأسه شارة التنظيم الإرهابي، ويهدد ويتوعد قائلاً: “سنقتل الكفار هناك”.
يذكر أن الأم غريس دير (22 عاما) تنحدر في الأصل من عائلة مسيحية من نيجيريا، إلا أنها اعتنقت الإسلام لاحقاً، وبدأت بتلقي دروس في المركز الإسلامي في اويسهام في بريطانيا. وقالت والدتها فكتوريا، إن غريس غيرت اسمها إلى خديجة، وغادرت بريطانيا إلى سوريا في العام 2012.
سوريا.. سعر توقيع رئيس محكمة الإرهاب 7 ملايين ليرة
القاضي رضا موسى يرفض توقيع إخلاءات سبيل معتقلي سجن حماة
العربية.نت – هنادي الخطيب
علم موقع “العربية.نت” أن رئيس محكمة جنايات الإرهاب في دمشق القاضي رضا موسى يرفض توقيع إخلاءات سبيل المعتقلين في سجن حماة المركزي، بعد أن أبرم الأخيرين اتفاقاً مع النظام يقضي بإخلاء سبيل المعتقلين السياسيين في السجن الذي دخل “استعصاءين” خلال الشهر الماضي، احتجاجاً على أحكام الإعدام التي وقعها القاضي موسى بحق بعض معتقلي السجن السياسيين.
وقال أحد السجناء لـ”العربية نت” إن القاضي موسى اعتاد أن يتاجر بشكل علني وواضح بحرية المعتقلين، حيث إنه فرض مبالغ كبيرة جداً على كل من يريد أن يحصل على توقيع إخلاء سبيل، وتتجاوز المبالغ أحياناً الـ7 مليون ليرة أي ما يعادل 14 ألف دولار “بحسب سعر الدولار اليوم”.
وفي تفاصيل عملية الابتزاز التي يتعرض لها المعتقلون في سجن حماة، يقول “م.ب” أنه حتى تاريخ الأمس لم يتم إطلاق سراح إلا 14 معتقلا، ولم يقم النظام بإعادة الاتصالات الأرضية وإدخال الطعام إلا لما قبل يومين فقط، وهو خرق واضح لاتفاق المساجين مع النظام، وأما دور القاضي موسى فهو إعادة تسعيرة “الملايين” التي كان يحصل عليها مقابل كل توقيع عن إخلاء سبيل.
وللتذكير، فإن الاستعصاء الذي لم يمض على فكه أكثر من أسبوعين، بدأ عندما استفز القاضي موسى المعتقلين، عندما أخبرهم عن طريق رسالة أرسلها لهم مع عميد السجن وقائد الشرطة، مفاد الرسالة أنهم “أي المعتقلين” يجب أن يخضعوا لمحاكمة من جديد”، وهو ما أدى لبدء الاستعصاء الذي انتهى كما هو معروف بتسليم الأسرى للنظام والحصول على وعود بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
رئيس محكمة إرهاب!
أصدر بشار الأسد رئيس النظام السوري مرسوماً بتاريخ 5 أغسطس 2015 يقضي بتعيين القاضي رضا موسى رئيساً لمحكمة الجنايات في محكمة الإرهاب بدلاً من القاضي ميمون عز الدين، ولكن السيرة الذاتية للقاضي موسى بعد توليه المنصب يعطي مؤشراً واضحاً على ممارسته الإرهاب بحق المعتقلين الذي يجب محاكمتهم بسبب الرأي.
إذ تقول المعلومات أن طلبات القاضي موسى كبيرة جداً مقارنة بالوضع المادي السيئ الذي يعيشه السوريون، إذ إن تسعيرة الإفراج عن المعتقل لا يمكن أن تنقص عن 7 ملايين ليرة حالياً، وأما عن طريقة التواصل بين المعتقل والقاضي لمعرفة المبلغ الواجب دفعه فهي كالتالي: يتواصل أشخاص خارج السجن مع أهل المعتقل، ويطلبون منهم مبلغاً من المال “بضعة ملايين من الليرات السورية”، ويعدونهم بالإفراج عن ابنهم، وهذه الطريقة العامة المنتشرة في سوريا بأكملها سواء كان القاضي موسى هو المسؤول عن قرار الإفراج أو أي جهة أخرى رسمية أو ميليشياتية.
وأما في سجن حماة، فإن القاضي رضا موسى بدا أنه بدأ يتجاوز الوساطات في موضوع الرشوة، إذ إنه اعتاد أن يرسل مرافقيه الخاصين للاختلاء ببعض المعتقلين وإخبارهم بـ”تسعيرة” إخلاء السبيل.
ولم نستطع إيجاد أي صورة للقاضي رضا موسى على الانترنت.
ويقوم اليوم بخرق ونقض الاتفاق بين النظام والمعتقلين من جديد، ويعرقل عمليات الإفراج، ويعود للمطالبة بمثول المعتقلين بسجن حماة أمام المحاكمة، وبالتالي تبخر حلم الخروج من السجن، وفي الوقت ذاته يتجاهل النظام الاتفاق مع أولئك المساجين، ويتجاهل وعوده التي أدت لفك الاستعصاء، ويبقى قاضي محكمة الإرهاب على رأس عمله الذي يتفنن من خلاله بإرهاب المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم بناء على رأيهم.
مقتل “أمّ الجنود” و3 ضباط بصاروخ في سوريا
العربية.نت – عهد فاضل
شيّعت مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية الساحلية السورية، اليوم، سهام حسن الشبل، أو ما تُعرف هناك باسم “أم الجنود” كونها كانت تقوم بالطهي لجيش الأسد في شمال اللاذقية، حيث قتلت هناك بصاروخ حراري هي وثلاثة ضباط دفعة واحدة، أمس الثلاثاء.
وترك مقتل “أم الجنود” أثرا واضحاً على أغلب الصفحات الفيسبوكية الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، فعبّروا عن حزنهم لمقتلها ومقتل ثلاثة ضباط دفعة واحدة في شمال اللاذقية.
أم الجنود، وهو الاسم الذي أطلقه أنصار النظام السوري عليها منذ مدة، واحتفى بها إعلام ميليشيا “حزب الله” اللبناني نهاية العام الماضي، مهندسة تطوعت بطهي الطهام وتوزيعه على جيش الأسد في مختلف قطعاته وفي أكثر من منطقة. أما الضباط الذين قتلوا معها فهم: العقيد مضر جورية، والعقيد لواء بشارة، والنقيب مجد الشيخ. وفق ما ذكرت صفحات موالية متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجميع القتلى شيّعوا اليوم من مدينة اللاذقية.
عملت القتيلة بمبادرة باسم “نحيا معاً” وهو تجمع لجمع المال والطعام واللباس لجنود الأسد، ولم يعرف عنها أنها تقدمت بأي مبادرة لبقية الشعب السوري، بل انحصر نشاطها بدعم جيش الأسد بالمال وطهي الطعام وغيره من مستلزمات تعينه على قتال المعارضين السوريين، كما عرف عنها مناصبتها الثورة السورية العداء، بكل الأساليب، وأشهرها دعم جيش الأسد بالطعام والمال واللباس.
عشرات القتلى بحلب.. واستعادة مارع من داعش
البراميل المتفجرة لا تتوقف في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية”، الأربعاء، أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في قصف جوي على مستشفى البيان في حي الشعار بحلب، فيما نجحت فصائل المعارضة في فك الحصار المفروض من قبل تنظيم داعش على مدينة مارع شمالي حلب.
وقتل 15 مدنيا على الأقل في غارات جوية للقوات الحكومية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب شمالي سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان: “قتل 15 مدنيا، 10 منهم في برميل متفجر سقط أمام مستشفى في حي الشعار، في قصف جوي للقوات الحكومية على أحياء عدة في حلب”، في وقت أحصى الدفاع المدني في المدينة مقتل “23 شخصا بينهم 15 في حي الشعار”.
وفي الأثناء، أكدت المصادر أن فصائل المعارضة والجيش الحر دخلت عدد من القرى والبلدات التي انسحب منها داعش بعد عمليات تمشيط لإزالة ما خلفه التنظيم من عبوات ناسفة وألغام بعد حصار لداعش دام لأسابيع.
وفتحت الفصائل المسلحة طريقا استراتيجيا بين معقليها في محافظة حلب شمالي سوريا بعد هجوم مضاد شنته ضد تنظيم داعش.
وأوضح المرصد السوري أن الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي شنت “هجوما مضادا ضد تنظيم داعش تمكنت من خلاله من استعادة قريتي كفر كلبين وكلجبرين”، الواقعتين على طريق الإمداد الوحيد للفصائل المعارضة بين مارع وأعزاز، معقليهما في محافظة حلب.
وشنت الفصائل المعارضة هجومين متزامنين من مارع جنوبا وأعزاز شمالا على حد سواء، بعد محاولات عدة سابقة باءت بالفشل لإعادة فتح الطريق.
وأشار المرصد إلى أن متشددي التنظيم “لم يخوضوا اشتباكات عنيفة بل عمدوا إلى الانسحاب كونهم يتصدون لجبهات عدة أخرى في شمال سوريا”، بينها تلك ضد قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي وفي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي وأخرى ضد قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي الغربي.
وكان تنظيم داعش سيطر في هجوم مفاجئ شنه في 28 مايو على 5 قرى، بينها كفر كلبين وكلجبرين، وأصبحت بذلك مدينة مارع بحكم المحاصرة بين تنظيم داعش من 3 جهات والمقاتلين الأكراد من الجهة الغربية.
ودعما للفصائل المعارضة في معاركها ضد المتشددين، ألقى التحالف الدولي بقيادة واشنطن في الثالث من يونيو الذخائر للمقاتلين، الذين صدوا محاولات عدة للتنظيم المتطرف لاقتحام مارع.
وأجبر هجوم تنظيم داعش الآلاف على الفرار إلى المنطقة الحدودية مع تركيا شمال مدينة أعزاز، ليضاف هؤلاء إلى عشرات آلاف النازحين الموجودين أصلا هناك.
وكانت الأمم المتحدة تحدثت عن 8 آلاف سوري محاصرين بسبب القتال في المناطق المحيطة بمارع في أعقاب هجوم تنظيم داعش.
قوات سوريا الديمقراطية تحرز تقدما في منبج بدعم جوي من التحالف الدولي
منبج، سوريا (CNN) — يحرز تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة تقدما ضد تنظيم “داعش” في مدينة منبج الاستراتيجية شمال سوريا، وفقا لقوات التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة أمريكا.
ومنذ بداية هجومها لاستعادة منبج، “حرر التحالف العربي السوري ما مجموعه 344 كيلومترا مربعا من تحكم داعش،” وفقا لبيان نشره التحالف، الثلاثاء. والتحالف العربي السوري هو جزء من تحالف قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، بين الميليشيات الكردية والعربية بدعم من الولايات المتحدة، وأعلن هجوما على منبج في 31 مايو/ آيار الماضي.
وأفاد المرصد السوري أن تحالف القوات السورية الديمقراطية، بدعم جوي من قوات التحالف، استعاد 58 قرية ومزرعة في ضواحي مدينة منبج التي تسيطر عليها “داعش.” كما ذكر المرصد مقتل 74 شخصا على الأقل إثر القتال حتى الآن، بينهم 32 مدنيا، و12 من مقاتلي القوات السورية الديمقراطية و30 عنصرا من “داعش”.
ومن جانبها، أعلنت قوات التحالف الدولي، الثلاثاء، أنها أجرت أكثر من 105 غارات جوية لدعم معركة تحرير منبج، وقالت في البيان: “يقود الائتلاف العربي السوري العملية، وسوف يكون مسؤولا عن أمن منبج بمجرد تحريره، ويساعد مستشارو التحالف قيادة الائتلاف العربي السوري في القيادة والسيطرة على نقاط التقاطع الموجودة خلف خط هجوم القوات الصديقة.”
وأضاف البيان: “دمر الائتلاف العربي السوري بدعم من القوة الجوية لقوات التحالف 108 مواقع دفاعية لداعش و31 سيارة و17 سلاحا ثقيلا ومخبئي أسلحة ومركبة واحدة مفخخة للتنظيم.”
وتابع البيان: “عملية تحرير منبج هي جزء من جهود المعارضة السورية المعتدلة التي يدعمها التحالف لتطهير الحدود التركية وخط مارع من داعش. والهدف هو الحد من تدفق المقاتلين الأجانب وتقليل خطر داعش على تركيا وبقية أوروبا والولايات المتحدة.”
مصادر: تنظيم الدولة في الرقة لا يشعر بالتهديد
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 8 حزيران/يونيو 2016
روما- قالت مصادر أهلية من مدينة الرقة السورية إن تنظيم الدولة (داعش) يبدو مطمئناً من عدم وجود تهديد حقيقي عليه في المدينة. وأشارت إلى أن المعارك الأخيرة لم تؤثر سوى على إزاحة بعض خطوط التماس بين التنظيم والقوات الكردية وقوات النظام، وأكّدت على أن قوات النظام لا تسعى لأن تُشكّل تهديداً له في الرقة.
وأوضح سالم أبو اليسر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن التنظيم “قام بتحصين المدينة وتجهيز حقول ألغام ومفخخات وحضّر انتحاريين ويُبدّل بشكل مستمر مقراته ومراكزه خاصة في الجهة الشمالية للمدينة كالسجن المركزي ومحيط الفرقة 17 ومطحنة الرشيد وغيرها، كما انتشر مقاتلو لواء المهام الخاصة (لواء الصدّيق) الذي يُعتبر أقوى تشكيلات التنظيم في المدينة على أطرافها”.
وتبدو الصورة الميدانية معقدة، فقوات سورية الديمقراطية، التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية عصبها الأساسي، تحاول بدعم من الولايات المتحدة السيطرة على الريف الشمالي للمدينة فيما تحاول قوات النظام بدعم روسي التقدم نحو مدينة الطبقة وسد الفرات، فيما تواجه بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة القوى الثلاث السابقة لتثبيت سيطرتها على بلدات ومدن تحيط بالمدينة.
وأضاف أبو اليسر “تحاول قوات النظام السيطرة على قاعدة الطبقة وتسعى للاتجاه لسد الفرات لما قد يعنيه لها من أهمية اقتصادية وحيوية، لكن هذه القوات تتقدم بتردد ودون وجود ما يجزم بأنها جادة في ذلك. فقوات النظام مازالت تبعد نحو عشرة كيلومترات عنها، والقوات الكردية تبعد عن الرقة نحو 7كم، والتقدم بطي، وفي بعض الأيام معدوم، وبعض الأيام يتم دون مقاومة وفي بعضها الآخر تصبح المقاومة شرسة ولا يتم أي تقدم”، وفق قوله.
وحوّلت قوات سورية الديمقراطية التابعة للأكراد وجهتها إلى منبج على أمل السيطرة عليها وقالت إنها تسعى لقطع طرق الإمداد عن التنظيم وعزله وقطع طرق تواصله مع الخارج، وأن معركة الرقة مؤجلة لمرحلة لاحقة.
مصادر سورية: طائرة تو 142 روسية قامت بتصوير مواقع المعارضة ولم تكن بمهمة عابرة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 حزيران/يونيو 2016
روما- أكّدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية أن طائرة تو 142 الروسية التي تم رصدها في سماء مدينة إدلب كانت تقوم بـ”مهام استطلاع وتصوير، وليس كما ادّعى الروس بأنها كانت تعبر سماء سورية متجهة للمتوسط.” وأشارت إلى رصدها من قبل مقاتلي المعارضة تحوم أكثر من مرة في سماء المدينة.
وللمرة الأولى منذ انطلاق الصراع السوري تم تصوير طائرة روسية من طراز توبوليف 142 تحلق فوق حلب وإدلب، وهي طائرة مضادة للغواصات واستطلاع ومراقبة في نفس الوقت، ووزع مقاتلو المعارضة شريط فيديو أظهر طائرة يُعتقد أنها من هذا الطراز، وهو ما أكّدته مراصد دولية مختصة بالطيران.
وقال المقدّم حسان (أبو عبد الرحمن) لوكالة (آكي) الإيطالية الأنباء “تم رصد الطائرة المشار إليها في أكثر من منطقة، ولم تكن وجهتها الساحل السوري كما ادّعى الروس، وقامت بتنفيذ دورة في شمال سورية إذ رُصدت تُغيّر من مسارها أكثر من مرة”. وأردف “نعتقد أن الروس عدّلوا في تقنية هذه الطائرة الحديثة لتقوم بدور إضافي وبمهام تصوير واستطلاع، وهي أسهل بالرصد وبالاستهداف نظراً لبطء حركتها”.
وكانت وسائل إعلام روسية قد ذكرت أن مسار الطائرة فوق إدلب هو مسار معتاد للطائرات الروسية القادمة من روسيا عبر أجواء إيران والعراق ثم سورية وصولاً إلى البحر المتوسط. وأشارت إلى أن هذه الطائرة أجرت مناورات بحرية مشتركة مع الفرقاطة الأميرال غريغوروفيتش الروسية في البحر المتوسط وعادت إلى روسيا.