أحداث الأربعاء 09 كانون الأول 2015
مستقبل الأسد و«تفكيك» الجيش ومنظومة الأمن أمام مؤتمر الرياض
الرياض – ابراهيم حميدي
تختلف أولويات ممثلي الكتل السياسية والعسكرية المشاركين في مؤتمر المعارضة الموسع في الرياض بدءاً من اليوم حول أمور كثيرة، لكن كيفية التعبير عن الموقف من الرئيس بشار الأسد ومؤسستي الجيش والأمن هما الموضوعان الخلافيان الرئيسيان، إضافة إلى حدود الصلاحيات في «هيئة الحكم الانتقالية» أو «الحكم غير الطائفي» والعلاقة بين وقف النار والعملية السياسية.
ويمثل «الائتلاف الوطني السوري» حوالى ٤٠ شخصاً بينهم أشخاص دعوا بصفتهم أعضاء في «الائتلاف» مثل رئيسه خالد خوجة وأعضاء الهيئة السياسية، وآخرون دعوا بصفتهم مستقلين أو شخصيات وطنية مثل الرئيسين السابقين لـ «الائتلاف» أحمد جربا ومعاذ الخطيب وممثلي «الائتلاف» في نيويورك نجيب غضبان وفي الخليج أديب الشيشكلي. أما «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» فإنها حصلت على ١٢ ممثلاً باسمها بينهم المنسق العام حسن عبدالعظيم، إضافة إلى الدكتور عارف دليلة الذي دعي كمستقل.
لكن الكتلة المؤثرة، التي تتجه إليها الأنظار، تأتي من الفصائل المسلحة وتضم ممثلي ١٥ فصيلاً مقاتلاً بينها 7 من الشمال قرب حدود تركيا و5 من الجنوب قرب حدود الأردن، إضافة إلى «جيش الإسلام» و «أحرار الشام». وعلم أن قادة الفصائل المسلحة تبنّوا بعد اجتماع لهم وثيقة من خمسة مبادئ، هي: «إسقاط (الرئيس) بشار الأسد وكافة أركان نظامه، وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وتفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية، وبناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية نزيهة، مع المحافظة على مؤسسات الدولة الأخرى، خروج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سورية ممثلة بالحرس الثوري الايراني، وحزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، وتنظيم «داعش»، الحفاظ على وحدة سورية ارضاً وشعباً واستقلالها وسيادتها وهوية شعبها، ورفض المحاصصة السياسية والطائفية».
ومن حيث العدد، فإن الذين دعوا كمستقلين يشكلون الكتلة العددية الأكبر وتضم رجال دين ورجال أعمال وحقوقيين وخبراء أبرزهم اسامة الرفاعي من «المجلس الاسلامي الأعلى».
وإذ يشارك عضوا «إعلان القاهرة» (الذي تشكل في العاصمة المصرية بين بداية العام ومنتصفه) جمال سليمان وخالد محاميد بصفتهما الشخصية، بعد تردد اعتذار هيثم مناع عن عدم المشاركة، دعي عضوا «تيار بناء الدولة» لؤي حسين ومنى غانم بصفتهما ممثلين لـ «التيار»، فيما يغيب عن المؤتمر القيادي في «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «منبر النداء الديموقراطي» سمير العيطة ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم.
ويتوقع أن تتطابق مواقف المشاركين، كتلاً واشخاصاً، في بعض المسائل وتتناقض في أخرى وتتقاطع في مسائل معينة. وهنا جردة بالمواقف من أهم المسائل، بحسب بيانات وتصريحات المشاركين:
دور الأسد:
كان «الائتلاف» يقول إن رحيل الأسد «شرط مسبق» لأي حل سياسي، لكنه يقول في وثائقه حالياً إن «لا مكان له في العملية الانتقالية»، في حين يقترب موقف «هيئة التنسيق» و «اعلان القاهرة» أو يتطابق ازاء ذلك عبر القول إن «لا مكان لمنظومة الحكم الحالية ورئيسها في مستقبل سورية». أما لؤي حسين، فإنه يعطي الأولوية لـ «اطلاق الحريات ووقف النار» مع التركيز على «التفكير في البديل من الأسد وليس عنه».
وكان «المجلس الإسلامي» وضع مبادئ خمسة تشكّل مرجعية أساسية لمعظم الفصائل المسلحة وكتل «الائتلاف»، وأكد على هذه المبادئ ممثلو ٤٠ فصيلاً مسلحاً و «الائتلاف» في اجتماع غير معلن عقد في اسطنبول قبل يومين، ونصّ على «رحيل الأسد في العملية الانتقالية». ويتوقع مشاركون أن يشكّل هذا الأمر نقطة حساسة بالنسبة إلى «هيئة التنسيق» التي جاء معظم ممثليها من دمشق وسيعودون إليها بعد انقضاء المؤتمر.
وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس أشارا إلى ان بدء التحالف بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة ضد «داعش» ممكن قبل تنحي الأسد وان هذا الأمر لم يعد شرطاً مسبقاً. كما نصح مسؤولون غربيون قادة في «الائتلاف» والفصائل المسلحة وشخصيات مستقلة بتبني «لغة خلاقة» في وثائق المؤتمر ازاء دور الأسد.
«هيئة الحكم الانتقالية»
يقول «الائتلاف» ان هيئة الحكم الانتقالية يجب أن تتم بموجب «بيان جنيف» وهو ما يعني أنها تكون بـ «صلاحيات تنفيذية كاملة بما فيها صلاحيات الرئيس وتشرف على أجهزة الأمن والجيش» وانها ستكون «ممثل سورية في جميع المحافل الدولية»، فيما تقول «هيئة التنسيق» و «اعلان القاهرة» بتشكيل «هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة» من دون تفاصيل.
وهنا يلفت مشاركون إلى بيان فيينا الأول لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» نهاية تشرين الاول (اكتوبر) والذي نصّ على «مرحلة انتقالية» بهدف تشكيل «حكم تمثيلي وغير طائفي». وجرى تكرار هذا الموقف لكن بعودة جزئية الى الحديث عن «هيئة حكم انتقالية» في بيان «المجموعة الدولية» الثاني منتصف الشهر الماضي.
لكن بعض المشاركين في مؤتمر الرياض يتبنى الأفكار الروسية التي نصت على تشكيل «حكومة وحدة وطنية تحت سقف الأسد». كما أن ممثلي «هيئة التنسيق» و «اعلان القاهرة» شاركوا في «منتدى موسكو-١» و «موسكو-٢» الذي تحدث عن فكرة حكومة الوحدة الوطنية.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رفض من طهران الحديث عن «مرحلة انتقالية». كما أن الرئيس الأسد رفض أي برامج زمنية وردت في «بيان فيينا» خصوصاً ما يتعلق بمدة ١٨ شهراً، هي البرنامج الزمني للمرحلة الانتقالية التي تتضمن دستوراً جديداً وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. واقتربت موسكو من موقف دمشق وطهران في رفض «العملية الانتقالية قبل دحر الإرهاب واستعادة الاراضي». ولوحظ في اليومين الماضيين، انتقاد روسي – إيراني لمؤتمر الرياض. وبينما رفعت طهران صوتها علناً، فإن موسكو نقلت انتقاداتها عبر أقنية ديبلوماسية.
وفي حال جرى تشكيل هيئة حكم انتقالية وفق الدستور الراهن للعام ٢٠١٢، فإن مفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة تتطلب تناول ٢٣ مادة وصلاحية تتعلق بمهمات رئيس الجمهورية. كما يطرح موضوع الاستمرارية الدستورية، إذ أن موسكو ومعارضين يتمسكون بـ «عدم حصول فراغ دستوري» ما يعني أن الحكومة الانتقالية يجب أن تؤدي اليمين أمام الرئيس الأسد.
وكانت دول عربية ميّزت بين «مرحلة تفاوضية» و «مرحلة انتقالية». وفي مسودة بيان فيينا، قبل تعديلها، جاء أن «المرحلة التفاوضية» يمكن ان تستمر بين ٤ و٦ أشهر يجري فيها «سحب» صلاحيات من الرئيس الى الحكومة الانتقالية على أن «يُعرف مصير الأسد خلالها»، أي قبل بدء «المرحلة الانتقالية» التي تتضمن دستوراً جديداً وتنتهي بانتخابات بادارة وإشراف من الأمم المتحدة في اختتام الـ ١٨ شهراً. لكن البيان الختامي تجنّب هذا الأمر بموجب تفاهم أميركي – روسي.
واقترح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في وثيقة رسمت خريطة طريق لتنفيذ «بيان جنيف»، إمكان حصول «هيئة الحكم على جميع الصلاحيات عدا الصلاحيات البروتوكولوية التي يمكن أن تبقى للرئيس».
وعبارة «القبول المتبادل» بين وفدي الحكومة والمعارضة التي يجب ان تشكل هيئة الحكم الانتقالية بموجبها، كانت مفتاحاً لتسهيل الحل لدى صوغ «بيان جنيف-١» في حزيران (يونيو) 2012، لكنها باتت تشكل عقدة اضافية باعتبار أن بعض الاطراف يعترض على فكرة «القبول المتبادل» لأنها أعطت النظام وحلفاءه «فيتو» على المعارضة وحلفائها.
أجهزة الأمن والجيش
يتحدث «الائتلاف» في وثائقه عن «تفكيك» عن أجهزة الأمن والجيش وان تكون تحت صلاحية «هيئة الحكم الانتقالي» التي يجب أن تضع «خطة لدمج قوى الثورة العسكرية في الجيش وأجهزة الشرطة والأمن بعد إعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية» وصولاً الى «جيش جديد». لكن «هيئة التنسيق» تتحدث عن «تماسك مؤسسة الجيش» بل ان بعض أعضائها وصف بعض مقاتلي المعارضة بـ «الارهابيين». ويتبنى «اعلان القاهرة» مبدأ «اصلاح الجيش والأمن»، فيما يميل «تيار بناء الدولة» الى «التمسك» بالجيش.
وكان بيان «المجموعة الدولية لدعم سورية» تحدث عن «الحفاظ على مؤسسات الدولة».
الدستور
يتوقع أن تختلط الأوراق بين المشاركين في المؤتمر لدى الحديث عن الدستور أو المبادئ الدستورية. إذ أثار تبني بيان «فيينا-١» عبارة ان سورية دولة «ذات شخصية علمانية» انقساماً بين فصائل المعارضة. ويقترب بعض المشاركين العلمانيين واليساريين في «الائتلاف» من موقف «هيئة التنسيق» و «اعلان القاهرة» وشخصيات مستقلة بضرورة الحفاظ على «علمانية الدولة»، الأمر الذي يمكن أن يشق صف «الائتلاف» لدى رغبة فصائل معارضة إسلامية مسلحة و «المجلس الاسلامي» بالحديث عن مرجعية دينية في الدستور أو مبادئه.
وأدى الجدل الذي أُثير بعد تبني عبارة أن الدولة السورية المرجوة «ذات شخصية علمانية» في بيان «فيينا-١» واعتراض فصائل معارضة وحلفائها الى ازالتها من «فيينا-٢».
التدخل الروسي – الايراني
احد المبادئ الاساسية لـ «هيئة التنسيق» كان منذ ٢٠١١ رفض التدخل الخارجي، لكن موقفها مرن من التدخل الروسي على عكس «الائتلاف» الذي يعتبر التدخل الروسي – الايراني «عدواناً» او «احتلالاً». وتراوح موقف العديد من المشاركين بين الصمت على القصف الروسي أو ادانته.
ويتوقع أن تثار نقاشات ساخنة في حال طرح موضوع الوجود الروسي – الإيراني أو الموقف من انسحاب القوات الأجنبية، ذلك أن «الائتلاف» الأكثر وضوحاً ازاء هذه المسألة على عكس قوى وشخصيات أخرى.
وقف النار و «الإرهاب»
الموقف من وقف النار خلافي ليس فقط بين المعارضة السورية بل بين حلفاء النظام والمعارضة. أميركا وروسيا وإيران على موقف يعطي أولوية لـ «وقف النار». أما حلفاء المعارضة الإقليميون فيربطون وقف النار بانطلاق العملية السياسية، بل أن بعض الدول يربط وقف النار بـ «بدء المرحلة الانتقالية وانطلاق ديناميتها». وهذا هو موقف «الائتلاف»، فيما ترفع «هيئة التنسيق» المطالبة بوقف النار الى أعلى الهرم. وبدا هذا واضحاً في اجتماعي موسكو بداية العام. ويرفعه «تيار بناء الدولة» الى الأولوية، بل يُعتقد انه يعتبره سباقاً عن غيره.
هنا، يقترح «الائتلاف» وحلفاؤه إطلاق العملية السياسية وبدء المرحلة الانتقالية ثم إعلان وقف النار واعتبار أي فصيل يقف ضد هذا المسار «ارهابياً»، مع الأخذ في الاعتبار ان مناطق «داعش» غير خاضعة لهذا المنطق. أما «هيئة التنسيق» و «التيار» فهما أقرب الى البدء بمحاربة «الارهاب» ووقف النار. ويطالب حسين بوقف للنار في مناطق في شكل لا يختلف كثيراً عن المصالحات التي عقدها النظام مع بعض المعارضين، لكنه يريدها «أكثر عدالة وتوازناً».
وشكلت العلاقة بين مساري «محاربة الارهاب» و «المرحلة الانتقالية» أمراً خلافياً في مفاوضات «جنيف-٢» أدى إلى نسف هذه المفاوضات. فوفد الحكومة أراد مناقشة «محاربة الإرهاب» فقط و«وقف التمويل والتدريب والتسليح»، فيما أراد وفد «الائتلاف» البدء في بحث «تشكيل الهيئة الانتقالية». واقترح المبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي التوازي بين المسارين، الامر الذي رفضه وفد الحكومة ما أدى إلى انهيار المفاوضات.
تشكيل الوفد المفاوض
وإذا كانت مرجعية المفاوضات أمراً إشكالياً وجدلياً بين الكتل والشخصيات المشاركة، فإن تشكيل وفد موحد للمفاوضات استعداداً لعقد «جنيف-٣» برعاية المبعوث الدولي بداية 2016 أمر خلافي ايضاً. ويقترح «الائتلاف» ان يكون دوره قيادياً في هذا الوفد وأن يكون الوفد فنياً من خبراء، اضافة الى لجنة استشارية ومرجعية سياسية. لكن «هيئة التنسيق» وكتلاً أخرى ترى في إمكان تحويل الوفد المفاوض الى مرجعية للمعارضة السورية، ما يعني عملياً توجيه ضربة الى «الائتلاف» الذي حظي باعتراف ١٢٠ دولة في مؤتمر «أصدقاء سورية» بأنه «ممثل الشعب السوري».
«مبادئ التسوية السياسية»
لم يستجب قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى «نصائح» مسؤولين غربيين بضرورة اعتماد «لغة خلاقة» إزاء مصير الرئيس بشار الأسد بالحديث عن أن «لا دور له في مستقبل سورية» في وثائق مؤتمر الرياض، الذي يبدأ اليوم ويستمر يومين، بل إنهم حملوا معهم وثيقة عمرها بضعة أشهر معروفة باسم «المبادئ الأساسية حول التسوية السياسية» وتضم ١٣ بنداً، إضافة إلى وثيقة جديدة بعنوان «محددات الحل والمفاوضات» وتتضمن ثماني نقاط.
بعض بنود وثيقة المبادئ الأساسية
١- تستأنف مفاوضات التسوية السياسية برعاية الأمم المتحدة انطلاقاً مما تم التوصل إليه في مؤتمر جنيف-٢ في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) العام ٢٠١٤، واستناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة (…)
٢- إن هدف المفاوضات الأساس هو تنفيذ «بيان جنيف» بجميع بنوده وفقاً لأحكام المادتين ١٦ و١٧ من قرار مجلس الأمن ٢١١٨ الصادر في العام ٢٠١٣، بالموافقة المتبادلة بدءاً من تشكيل «هيئة الحكم الانتقالية» التي تمارس كامل السلطات والصلاحيات التنفيذية، بما فيها سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة التي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة.
٣- إن غاية العملية السياسية هي تغيير النظام السياسي الحالي في شكل جذري وشامل بما في ذلك رأس النظام وموزه وأجهزته الأمنية وقيام نظام مدني ديموقراطي أساسه التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية وضمان حقوق وواجبات جميع السوريين على أساس المواطنة المتساوية. (…)
٧- هيئة الحكم الانتقالية هي الهيئة الشرعية والقانونية الوحيدة المعبرة عن سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها (…)
بعض نقاط محددات «الائتلاف» لتوحيد المعارضة:
1- إن مرجعية العملية السياسية في سورية هي بيان جنيف ٣٠ حزيران (يونيو) للعام ٢٠١٢، الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي في القرار ٢١١٨ وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 262 لعام 2013. الذي نَصّ بصراحة على أن هذه العملية تبدأ بتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية كاملة الصلاحيات ما يعني مباشرة أن ليس من صلاحيات في الحكم تبقى لأي سلطة خارجها.
2- هذا يعني أيضاً أن رحيل (الرئيس) بشار الأسد وزمرته أمر حاسم. أي عملية انتقالية غير ممكنة في ظل وجوده في السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن نافل القول أن المرحلة الانتقالية بذاتها لا يمكن أن تبدأ ويجري تنفيذها على الأرض وتحقق الهدف منها بوجود الأسد، بل إن ذلك ينفي هدف الانتقال ويناقضه ويشوه مضمونه على طول الخط.
3- تنعدم أي إمكانية للانتقال من نظام استبدادي إلى آخر حرٍّ وديموقراطي يبنى بإرادة السوريين ويحترم شرعة حقوق الإنسان تحت سيطرة الأجهزة الأمنية الحالية التي ولغت بدم الشعب وتدمير البلد وتقودها شبكة من القتلة والجلادين. ولا بد أن تبدأ المرحلة الانتقالية أيضاً بتفكيك الأجهزة الأمنية وشل قدرة الشبكة المتحكمة سابقاً فيها على استخدامها. وإعادة بنائها على أسس وطنية لتوضع تحت سلطة الحكومة وفي إطار سيادة القانون للقيام بمهام محددة. وما يصدق على المؤسسة الأمنية يصدق أيضاً على المؤسسة العسكرية بضرورة إعادة البناء على أسس وطنية ومهام محددة وواضحة للدفاع عن حدود الوطن وحياة الشعب. وتبقى المؤسستان خارج العمل الحزبي والصراع السياسي. (…)
5- إن تدخل القوات العسكرية الإيرانية والروسية في سورية لحماية وإسناد وإنقاذ نظام مارق على القانون الإنساني الدولي وفاقد للشرعية بارتكابه جرائم ضد الإنسانية في حربه على شعبه، هو انتهاك لسيادة بلادنا وسلامة أراضيها وحقوق شعبها. وتتطلب أي عملية سياسية خروج هذه القوات فوراً ومن دون تلكؤ (…)
8- لا يمكن لأي عملية سياسية سورية أن تتأمن وتسير وتتحقق بعد أن فاقمها سلوك النظام المجرم وأدخل فيها من العوامل الخارجية ما أدخل من دون ضمانات دولية كافية من طريق مجلس الأمن الدولي».
في المقابل، حمل المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم وثيقتين: «رؤية هيئة التنسيق للحل السياسي التفاوضي في سورية» التي أقرها المكتب التنفيذي في نهاية ٢٠١٣ و «وثيقة محددات الحل التفاوضي».
ونصت الأولى على أن «هدف العملية السياسية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي على أساس مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات لجميع السوريين» مع التأكيد على «وحدة سورية أرضاً وشعباً والسيادة الكاملة للدولة السورية»، إضافة إلى عناصر تعود إلى ذلك الوقت.
المعارضة السورية تطمح إلى «إعلان مبادئ»
الرياض – إبراهيم حميدي وهليل البقمي؛ الدمام – منيرة الهديب
تكثّفت مساء أمس الاتصالات بين أقطاب المعارضة السورية وممثلي مجموعة «أصدقاء سورية» عشية بدء الاجتماع الموسع للمعارضة المعتدلة في الرياض صباح اليوم، لتوفير أرضية مشتركة بين وفد «الائتلاف الوطني» و «هيئة التنسيق» وإصدار وثيقة إعلان مبادئ مشتركة، ووفد موحّد في ختام هذا المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 100 شخصية سياسية وعسكرية من أطياف المعارضة كافة. وقال رئيس «الائتلاف» خالد خوجة أن هناك «توافقاً على الرؤية حول حل سياسي، وأهم هدف من هذا اللقاء أن نخرج بوثيقة مشتركة». وزاد: «سيكون بين المواضيع التي ستُناقش تشكيل فريق تفاوض» (للمزيد).
في غضون ذلك، سارت موسكو خطوة إضافية نحو تعزيز قدراتها العسكرية في سورية، بإعلانها انضمام الغواصة «روستوف نا دانو» المزوّدة صواريخ «كاليبر» المجنّحة، إلى القطعات العسكرية الروسية المرابطة قرب السواحل السورية. تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تصر على إقامة «مناطق آمنة» في شمال سورية والتنفيذ السريع لمقترحات بتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتجهيزها، فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن نيويورك قد تستضيف في 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري اجتماعاً دولياً في شأن سورية. لكنه أوضح أن الاجتماع يعتمد في جزء منه على نتيجة مؤتمر الرياض لممثلي المعارضة السورية.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها أمس على مصير 12 ألف لاجئ سوري تقطّعت بهم السبل على الحدود السورية – الأردنية في أوضاع متدهورة، وناشدت الحكومة الأردنية السماح لهم بالدخول.
وعلى صعيد مؤتمر الرياض، عُقِدت أمس جلسة بين ممثلي مجموعة «أصدقاء سورية» الموجودين في شكل غير رسمي، باعتبار أن السعودية حرصت على ترك المؤتمر للسوريين كي يقرروا وثائقهم ووفدهم. وكان بين الحاضرين ممثلو أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والإمارات وتركيا، وعقد لقاء بين «الائتلاف» و «هيئة التنسيق»، فيما جاء السفير الروسي في الرياض إلى مقر انعقاد المؤتمر للقاء شخصيتين من «إعلان القاهرة».
وتأكد أن رئيس «مركز الخليج للدراسات» عبدالعزيز صقر سيدير المناقشات بين المشاركين السوريين في المؤتمر الذين سيحلّون في أحد فنادق الرياض وفق الترتيب الهجائي لـ «إعطاء فرصة لهم للتحدُّث مع بعضهم بعضاً، خصوصاً السياسيين والعسكر»، إضافة إلى «ترك المجال واسعاً لعقد لقاءات ثنائية بين المشاركين» الذين زاد عددهم على ١٠٥ أشخاص، إذ أُضيفت في اللحظة الأخيرة بسمة قضماني بالتزامن مع تراجع الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب عن اعتذاره.
وأظهرت المناقشات أن وثيقتي «المبادئ الأساسية حول التسوية السياسية» ذات الـ١٣ بنداً و «محددات الحل السياسي» اللتين بحثهما «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» سابقاً ستكونان مرجعية في نقاشات المشاركين. وطلب مبعوثو دول غربية اعتماد «لغة لا تُغلق الأبواب مع الجانب الروسي إزاء دور الرئيس بشار الأسد». لكن الوثيقتين واضحتان في ذلك، إذ تقول الأولى أن «هدف المفاوضات الأساس هو تنفيذ «بيان جنيف» بكل بنوده… بالموافقة المتبادلة بدءاً من تشكيل «هيئة الحكم الانتقالية» التي تمارس كامل السلطات والصلاحيات التنفيذية، بما فيها سلطات رئيس الجمهورية وصلاحياته على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة التي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات وفروعها والأمن والشرطة»، وأن «غاية العملية السياسية هي تغيير النظام السياسي في شكل جذري وشامل بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية». ونصّت ورقة «المحدّدات» على أن «رحيل (الرئيس) بشار الأسد وزمرته أمر حاسم. أي عملية انتقالية غير ممكنة في ظل وجوده في السلطة في شكل مباشر أو غير مباشر».
وشدد القائد السابق لـ «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس على أهمية أن يخرج مؤتمر الرياض بوثيقة مكتوبة ورؤية واضحة متّفق عليها أثناء المفاوضات المقبلة، كي لا تحدث انقسامات في صفوف المعارضين وليتمكّنوا من مواجهة «الخبرة الإيرانية المتمرّسة» في هذا المجال، ودعم روسيا و «حزب الله» وفد النظام في المفاوضات. وأكّد إدريس في تصريح إلى «الحياة» أن من المعوقات التي تواجه فصائل المعارضة «عدم وجود رؤية واضحة لديها، وهناك جهات تعتبر نفسها صاحبة الحق في تقرير مصير الشعب». وقال: «العوائق الأساسية تتمثّل في عدم وجود رؤية واضحة لدى المعارضة حول طبيعة الحل مع النظام، إضافة إلى أن كل جهة تعتبر نفسها أصل المعارضة، وهي صاحبة الحق في تقرير وضع سورية. كما أنه لم يتم العمل على كتابة رؤية واضحة للحل لدى المعارضة».
وأشار إلى أن المعارضة تعاني من «ترهل وانقسام، وعدم توحُّد الكلمة، وعدم وجود رؤية استراتيجية للحل، وعدم وجود منهجية ورؤى مكتوبة تُطرح على طاولة المفاوضات».
وأبدى إدريس تخوُّفه من جهات معارضة «بدأت تخاف من روسيا وتخطب ودّها قبل بدء المفاوضات». لكنه زاد أن المعارضة ككل «متفقة على رحيل نظام الأسد… وعلى أننا لسنا ضد الأقليات، بل إن كل مكوّنات الشعب السوري لها الحق في حياة حرة كريمة في بلد حر ديموقراطي».
انطلاق مؤتمر المعارضة السورية في الرياض
الرياض – «الحياة»
بدأ ممثلو المعارضة السورية السياسية والمسلحة اجتماعهم، اليوم، في الرياض، في حوار يهدف إلى توحيد مواقفهم قبل مفاوضات محتملة مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) إن «أعمال الاجتماع الموسع للمعارضة السورية بدأت في الرياض»، موضحة أن «وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استقبل المشاركين، وعبر لهم عن أمله بأن يكون اللقاء مثمراً»، ثم غادر المكان، وبدأ المشاركون نقاشاتهم التي يفترض أن تستمر يومين.
ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذي بدأ في العام 2011، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.
ويتضمن الاتفاق، الذي شاركت فيه دول عدة، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول كانون الثاني (يناير) المقبل.
وقالت «حركة أحرار الشام الإسلامية» المشاركة في المؤتمر، أن على المعارضة «عدم قبول أي مساومات«، مؤكدةً «ضرورة الإصرار على محاكمة أركان ورموز نظام الرئيس بشار الأسد وتفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية.«
وقالت الحركة في بيان، إنها ستشدد على مجموعة من الثوابت تتضمن «تطهير كامل الأراضي السورية من الاحتلال الروسي الإيراني ومن ساندهما من الميليشيات الطائفية.«
وتابعت: «لا نقبل أي مخرجات لهذا المؤتمر أو غيره تخالف هذه الثوابت ونعاهد الله تعالى، أولا ثم نعاهدكم عهداً وثيقاً أننا لن نساوم على ديننا ومبادئ ثورتنا.«
مؤتمر الرياض يسعى لتوحيد موقف المعارضة السورية
الرياض – «الحياة»
أكد مجلس الوزراء السعودي أمس حرص المملكة على حل الأزمة السورية سياسياً، ورحّب خلال جلسة ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة مؤتمر المعارضة السورية غداً في الرياض.
وعشية هذا الاجتماع، اندلع جدل بين حكومة دمشق والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على خلفية غارة استهدفت قاعدة لجيش النظام في دير الزور. ففي حين حمّلت الحكومة السورية التحالف مسؤولية الضربة التي تسببت في مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وجرح 14 آخرين، قال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز» مساء أمس إن الغارة شنّها الطيران الروسي، اعتقاداً منه – كما يبدو – أن الهدف يعود إلى تنظيم «داعش». كذلك أصدر مسؤولون في التحالف نفياً رسمياً عن مسؤوليتهم عن الضربة.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن مجلس الوزراء نوّه بحرص المملكة على حل الأزمة السورية سياسياً، واستجابتها لطلب غالبية أعضاء مجموعة «فيينا 2» باستضافة مؤتمر للمعارضة السورية. وتمنى ان تتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها وفي شكل مستقل، والخروج بموقف موحد وفق المبادئ المتفق عليها في بيان «جنيف1».
ويُتوقع أن تكون وفود المعارضة السورية قد بدأت في الوصول إلى الرياض مساء أمس. وأوردت قناة «العربية» أن المشاركين قد يتجاوز عددهم 100، ويتألفون من كيانات عدة، كالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، ومؤتمر القاهرة، إضافة إلى تيار الدولة برئاسة لؤي حسين. كذلك سينضم نحو 16 ممثلاً لفصائل عسكرية معتدلة. وكشف رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، أن ما سينتج من اتفاق بين المجتمعين في الرياض سيعرض على القمة الخليجية التي يتزامن انعقادها مع المؤتمر لتأييدها وإعطائها الدعم الإقليمي اللازم، بحسب «العربية».
في المقابل، أوردت «فرانس برس» أن أكراد سورية سيعقدون خلال اليومين المقبلين مؤتمراً في الحسكة (شمال شرقي سورية). وقال عضو اللجنة التحضيرية لـ «مؤتمر سورية الديموقراطية» سيهانوك ديبو: «يعقد المؤتمر في 8 و9 من الشهر الحاري في مدينة المالكية» بمشاركة قوى وأحزاب كردية وعربية، بينها تلك الناشطة في مناطق الادارة الذاتية الكردية وهيئة التنسيق الوطنية وتيار قمح (قيم مواطنة حقوق) برئاسة هيثم منّاع.
وكان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب اعتبرا أن المشاركين في مؤتمر الرياض «لا يمثلون كل مكونات الشعب السوري». ولم توجه دعوة الى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي للمشاركة في مؤتمر الرياض. كما لم تتلق «قوات سورية الديموقراطية» ايضاً، وهي مجموعة فصائل عربية وكردية، دعوة إلى مؤتمر الرياض.
في غضون ذلك (أ ف ب) أظهرت دراسة أجراها معهد لمراقبة النزاعات ان «داعش» يحقق دخلاً يصل الى 80 مليون دولار شهرياً بخاصة من الضرائب ومصادرة الممتلكات، الا انه بدأ يعاني مالياً بسبب ضرب البنى التحتية للنفط في مناطق سيطرته. وقال معهد «اي اتش اس» لمراقبة النزاعات إن التنظيم يستمد نحو نصف موارده من الضرائب وعمليات المصادرة، حيث يفرض ضريبة 20 في المئة على الخدمات. وأضاف ان نحو 43 في المئة من الموارد تأتي من بيع النفط، والبقية من تهريب المخدرات ومن بيع الكهرباء والتبرعات.
المعارضة السورية تبحث في الرياض أسس التفاوض المرتقب مع النظام
الرياض- (أ ف ب): تواصل أطياف المعارضة السورية في الرياض الاربعاء اجتماعاتها الهادفة إلى الخروج بموقف موحد من مفاوضات محتملة مع النظام السوري، وسط تدابير امنية مشددة وشح في التصريحات والمعلومات.
وعبر خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز مكونات المعارضة، في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للائتلاف، عن “تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته”.
وتحدث خوجة عن “وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي”. وقال “الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية”، مشيرا الى ان “الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم”.
ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لانهاء النزاع الذي اودى باكثر من 250 الف شخص خلال خمس سنوات، تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.
ونص الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وايران حليفتا النظام، على السعي الى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الاول من كانون الثاني/ يناير.
ويشارك في المؤتمر قرابة مئة شخص يمثلون فصائل سياسية ومسلحة. وعصفت بالمعارضة المتعددة الولاء الاقليمي، في مراحل عدة، تباينات وصراعات على السلطة. كما تنظر بعض اطرافها بطريقة مختلفة الى مواضيع عدة بينها دور الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الاجتماع الذي يعقد في فندق “انتركونتيننتال” بالرياض، بدأ صباحا بمشاركة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اعرب للمشاركين عن الامل في ان يكون اللقاء مثمرا.
كما اعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن امله “في النجاح الكامل” لمؤتمر الرياض، مشددا، بحسب بيان لوزارة الخارجية، على اهمية قيام المعارضة “بتوحيد جهودها لتكون المحاور السياسي المرجعي الذي تحتاج اليه سوريا”.
وغرد الممثل البريطاني الخاص لسوريا غاريث بايلي عبر موقع (تويتر) قائلا “يوم اول جيد في الرياض للمباحثات حول سوريا. تركيز واضح على منصة قوية للمعارضة وفريق تفاوضي قادر على توفير ذلك”.
ويفترض أن تستمر المفاوضات حتى الخميس.
وذكر صحافي في وكالة فرانس برس في المكان ان هناك تعتيما اعلاميا على الاجتماعات، وان المشاركين يمتنعون عن التصريح او الكلام مع الصحافيين. الا ان مصدرا في المعارضة قال لفرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان “الاجواء جيدة والآراء متقاربة”.
ونقل مصدر معارض آخر ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف التقى مساء الثلاثاء ممثلي الفصائل المسلحة، واكد لهم ان المملكة “لن تتخلى عن الشعب السوري تحت اي ظرف”، وان “السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الاسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة”.
وللمرة الاولى، يشارك ممثلون عن هذه الفصائل في اجتماع موسع للمعارضة، وابرزها “جيش الاسلام” وحركة احرار الشام الاسلامية.
وأكدت الحركة في بيان انها تشارك في المؤتمر “لنناضل سياسيا كما نناضل عسكريا”، و”قطع الطريق على اي محاولة للالتفاف” على ثوابت عدة ابرزها “تطهير كامل الاراضي السورية من الاحتلال الروسي- الايراني”، و”اسقاط نظام الاسد بأركانه ورموزه كافة وتقديمهم لمحاكمة عادلة”.
وانتقدت الحركة دعوة “اشخاص هم اقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته”، في اشارة واضحة الى مشاركة المعارضة المقبولة من النظام والموجودة داخل سوريا.
ويترافق اللقاء مع إجراءات أمنية مشددة، وانتشر عناصر الامن في كل طابق من طبقات الفندق. وذكر احد المشاركين في الاجتماع ان الاتصالات مقطوعة في قاعة الاجتماعات.
وشدد خوجة على ان اتفاق جنيف 1 هو الاساس لاي تسوية، وان كل اطراف المعارضة متفقة على ذلك.
وعقدت الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا والامم المتحدة والجامعة العربية اجتماعا في جنيف في حزيران/ يونيو 2012 تم خلاله التوصل الى ما عرف لاحقا ببيان جنيف، وينص على تشكيل حكومة من ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين بصلاحيات كاملة تتولى الاشراف على المرحلة الانتقالية.
ثم دعت الامم المتحدة في نهاية 2013 وبداية 2014 الى جولتي مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جنيف لم تخرج بنتيجة، واصطدمت بتفسير بيان جنيف 1. إذ تعتبر المعارضة ان الصلاحيات الكاملة تعني تجريد الرئيس من صلاحياته وبالتالي استبعاده، بينما يتمسك النظام بان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع، وان الاولوية في سوريا يجب ان تكون لمكافحة الارهاب.
ويغيب عن اجتماع الرياض ممثلو الاكراد الذين تأخذ عليهم شريحة واسعة من المعارضة عدم انخراطهم في القتال ضد نظام الرئيس بشار الاسد، متهمة اياهم برفض “سوريا الموحدة” نتيجة تمكسهم بالادارة الذاتية في مناطقهم. واثار هذا الاستبعاد انتقادات لدى حزب الاتحاد الديمقراطي، ابرز حزب كردي في سوريا، لا سيما ان ذراعه العسكري المتمثل بوحدات حماية الشعب نجح في تحقيق تقدم ميداني كبير في شمال وشمال شرق سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ودعا الاكراد إلى اجتماع بدأ الثلاثاء في المالكية في محافظة الحسكة (شمال شرق) لاطياف من المعارضة الموجودة داخل سوريا تشارك فيه مجموعات كردية واشورية وسريانية وسنية وغيرها.
وقال المنظمون انهم يبحثون في أي عملية تفاوض محتملة مع النظام، وفي الحل السياسي والدولة المدنية الديمقراطية وحقوق الاقليات.
مؤتمر المعارضة السورية: جدل حول أسماء وفد المفاوضات ونقاش حول «عقبة الأسد» واتهام لإيران بترتيب «اجتماع الحسكة»
برهان غليون لـ«القدس العربي»: صالح مسلم يجب أن يكون في وفد النظام
الرياض ـ لندن ـ «القدس العربي» ـ من سليمان النمر وأحمد المصري: تبدأ اليوم رسميا في الرياض اجتماعات مؤتمر المعارضة السورية، الذي دعت إليه السعودية بموجب بنود اتفاق فيينا، الذي رسم خطة طريق لحل سياسي للأزمة السورية، وذلك بعد أن استكمل وصول الأعضاء المدعوين الذين سيصل عددهم إلى 120 مدعوا مساء أمس.
وعلمت «القدس العربي» أن واشنطن أبدت «تحفظا» على بعض القوى العسكرية التي دعي ممثلون عنها للمؤتمر، ويعتقد أن في ذلك إشارة إلى حركة «أحرار الشام» القريبة من «جبهة النصرة».
وعلمت «القدس العربي» أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، مايكل راتني، وصل إلى الرياض لمتابعة أعمال مؤتمر المعارضة من دون المشاركة في جلساته واجتماعاته.
وذكرت مصادر موجودة في المؤتمر أن النقطة الصعبة التي يواجهها المجتمعون هي كيفية التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وهناك اتجاه عام في المؤتمر لرفض المشاركة في حل سياسي ما لم يتم الاتفاق على مصير الأسد.
وذكر مصدر دبلوماسي غربي يتابع أعمال المؤتمر، أن الأعضاء سيطلعون على اللائحة الأولية التي أعدها الأردن للحركات والفصائل الإسلامية المعارضة والمتشددة والتي صنفت ارهابية مثل تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة».
وعلم أن السعودية تجنبت دعوة ممثلين عن بعض القوى الكردية للمؤتمر بسبب إصرارها على أن يمثلها في المؤتمر رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر فصيله «وحدات حماية الشعب الكردي» من المناوئين للجيش السوري الحر، كما ترى المعارضة أنه مدعوم من النظام السوري، وعملت روسيا على اقتراح دعوته.
كما تنامى شعور بالانزعاج بين المشاركين في مؤتمر الرياض من الطريقة السريعة التي تم «تأليف» مؤتمر مواجه نظمه «حزب الاتحاد الديمقراطي» في المالكية بمحافظة الحسكة، واعتبر ذلك نوعا من التخريب الإيراني المقصود للتشويش على مؤتمر الرياض.
وشملت الدعوة، إضافة الى «الائتلاف»، «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المقبولة من النظام، وشخصيات من «مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. كما دعي ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة «إرهابية»، كالجبهة الجنوبية و»جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام الإسلامية.»
وأكد «جيش الإسلام» مشاركة عضوين في مكتبه السياسي بمؤتمر الرياض، في حين لم تعلق «أحرار الشام» على تداول اسمها.
ويهدف المؤتمر إلى توحيد صفوف قوى المعارضة بمختلف مكوناتها السياسية والعسكرية والعرقية، وتشكيل وفد موحد تمهيدا لمفاوضات محتملة مع النظام السوري.
وحتى مساء أمس لم يكن العديد من المدعوين يعرفون ما هو جدول الأعمال الذي سيبحثونه، ولكن رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة صرح لـ»القدس العربي» أن «الائتلاف» سيطرح وثائق عمل تتضمن مقترحات لبرنامج سياسي موحد يكون مرجعا لعملية التفاوض «المحتملة» مع النظام السوري. وأوضح خوجة أن «هذا لا يعني فرض برنامجنا الذي عملنا على وضعه بالتشاور مع العديد من الشخصيات والقوى الوطنية السورية، بل سنستمع ونبحث في كل المقترحات التي ستقدم للمؤتمر، لأن البرنامج المطلوب هو برنامج توافق سياسي وطني يحدد أسس العمل السياسي للمرحلة المقبلة، وهي مرحلة التفاوض التي لا شك أنها ستكون صعبة، وعلى أساس البرنامج الذي سيتم التوافق عليه من الممكن أن يتشكل الوفد الموحد الذي سيخوض غمار معركة التفاوض».
وأعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري أن عدد ممثلي الائتلاف في المؤتمر سيكون أربعين عضوا.
وتوقعت مصادر ان يشهد اجتماع اليوم جدلا وخلافات حول اسماء المشاركين في وفد المفاوضات مع النظام السوري.
وشهد بهو فندق الانتركونتننتال في الرياض العديد من اللقاءات الجانبية بين أعضاء المؤتمر الذين جاءوا من مختلف عواصم العالم للاجتماع في الرياض.
ومن المقرر أن يكون قد عقد الليلة الماضية لقاء تمهيدي موسع لمناقشة برنامج عمل المؤتمر. وقال مصدر من المدعوين إن المقرر وفق ما علم أن يعقد المؤتمر جلسات عمل متواصلة إلى حين التوصل إلى التوافق المطلوب.
وكان آخر الواصلين للرياض للمشاركة في أعمال المؤتمر الوفد الممثل للفصائل العسكرية المقاتلة داخل سوريا.
وتعقد اجتماعات مؤتمر المعارضة في فندق «انتركونتننتال الرياض» القريب من مقر وزارة الداخلية، وفي محاولة لفرض سرية على سير أعمال المؤتمر تمنع السلطات السعودية دخول أحد إلى الفندق لاسيما الصحافيين منهم، وفرضت إجراءات أمنية وحراسات مشددة، حيث تتولى كلاب بوليسية تفتيش السيارات من المتفجرات، ووقف العديد من السيارات العسكرية المدرعة التابعة لقوات الأمن الخاصة والعشرات من أفرادها داخل ساحات الفندق الخارجية.
ورغم التباينات، تبدو الرياض عازمة على توحيد صفوف معارضة تجاذبتها لأعوام خلافاتها الداخلية، وصراعات نفوذ الأطراف الداعمين لها، لا سيما الرياض وانقرة والدوحة.
وتوقعت مصادر ان يشهد اجتماع اليوم جدلا وخلافات حول اسماء المشاركين في وفد المفاوضات مع النظام السوري.
وأكد مصدر سعودي السبت أن المملكة «ستوفر كل التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات فيما بينها وبشكل مستقل للخروج بموقف موحد».
وأعرب المعارض السوري المستقل الفنان جمال سليمان عن أمله في «أن يتوصل المؤتمر إلى نتائج ايجابية ليس فقط لأن السعودية تقف وراء إنجاحه، بل أيضا لأن هناك تفاهما دوليا وإقليميا على ذلك».
من جانبه قال المعارض السوري برهان غليون لـ»القدس العربي» إن «مؤتمر الرياض مؤتمر مهم وضروري وآمل ان تكون المعارضة السورية الممثلة فيه على قدر المسؤولية ولا تقدم تنازلات عن حقوق الشعب السوري، وأن لا تقبل بأقل من انتقال كامل للسلطة في سوريا بدون الأسد وقبل بدء المرحلة الانتقالية».
وأضاف غليون في تصريحات لـ»القدس العربي»، «أرسلت رسالة تأييد ودعم للمؤتمر، ويجب أن نعمل على إنجاح مؤتمر الرياض في وجه الروس والإيرانيين الذين يريدون تهشيم المعارضة السورية واظهارها على أنها منقسمة».
وحول عدم دعوة حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى المؤتمر قال غليون: «صالح مسلم يجب أن يكون في وفد النظام وليس وفد المعارضة، هو لم يقم بأي شيء لدعم المعارضة السورية ولا حتى للأكراد أنفسهم. هو يعمل لمصلحة حزبه فقط، وتحالف مع النظام لشق صفوف الثورة السورية ووحدة الشعب والدولة السورية، هو عبارة عن إعادة دولة البعث في منطقة الجزيرة في سوريا».
وحول القوائم المشاركة في المؤتمر ومخرجات مؤتمر الرياض قال غليون «لدي ملاحظاتي حول التحضيرات للمؤتمر، حيث أنه لم يدع اي سوري او مجموعة أصدقاء سوريا والائتلاف للإشراف على التحضير للمؤتمر لكن معروف في القوائم كل شخص يمثل من».
وأضاف غليون «حسب معلوماتي فإن القيادة السعودية لن تتراجع عن الموقف المعلن من عملية انتقال سياسي بدون الأسد، ربما تكون هناك ضغوط غربية وهذا غير مهم، المهم هو ألا يخضع المتحاورون في الرياض لهذه الضغوط، وأتوقع أن يخرج المؤتمر بوثيقة تؤكد على تمسك المعارضة بقرارات جنيف وفيينا ومرحلة انتقالية بدون الأسد، ولكن يبقى الخوف أن يحدث شيء يدل على انقسام المعارضة خلال المؤتمر وهذا سبب انتقادي لقضية التحضير للمؤتمر».
المعارضة السورية تجتمع في الرياض
انطلق اجتماع الفصائل السياسية والمسلّحة السورية المعارضة في الرياض، الاربعاء، في محاولة توحيد مواقفها لمفاوضات محتملة مع النظام السوري بحلول الأول من كانون الثاني.
ويستمر الاجتماع الذي يُعقد في أحد الفنادق الكبيرة في الرياض، ليومين ويتمحور حول “تسوية سياسة للنزاع ومكافحة الارهاب ووقف محتمل لإطلاق النار وإعادة الإعمار”.
واستُبعدت من المؤتمر المنظمات التي وصفت “بالإرهابية” مثل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”.
واستقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المشاركين وعبّر عن أمله في أن يكون اللقاء مثمراً.
وأفادت قناة “سكاي نيوز” بأن الفصائل المشاركة في اجتماع الرياض اتفقت على أن الهدف من التسوية السياسية يجب أن يكون تأسيس نظام جديد في سوريا من دون وجود الرئيس بشار الأسد.
وأضافت القناة أن ممثلي الفصائل “لم يُمانعوا من الدخول في مفاوضات مباشرة مع دمشق استناداً إلى مؤتمر جنيف 1”.
وشدّد الممثلون على أن حلّ الأزمة السورية “سياسي بالدرجة الأولى”، وأن العملية الانتقالية “مسؤولية السوريين فقط”، إلا أنهم اختلفوا بشأن الأشخاص الذين سيُمثّلون لجنة التفاوض مع الحكومة المكونة من 40 شخصاً، وفقاً لـ”سكاي نيوز”.
ورأت حركة “أحرار الشام الإسلامية” المعارضة المشاركة في الاجتماع، في بيان، أنه يجب الإصرار على محاكمة أركان ورموز النظام السوري و”تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية”.
ويعكس بيان الحركة الانقسامات التي يجب على المؤتمر تجاوزها للوصول إلى موقف مشترك.
وقالت إن بعض من وُجّهت إليهم الدعوة للمشاركة “هم أقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته”، وإنها دُهشت “لعدم تمثيل الفصائل المجاهدة بما يتناسب مع واقعها ودورها في الثورة وعلى الأرض.”
ووجّهت السعودية الدعوة إلى نحو 65 مشاركاً بينهم 15 من الجماعات المقاتلة المعارضة كفصائل إسلامية قوية مثل “جيش الإسلام” وحركة “أحرار الشام” التي مازالت تقاتل إلى جانب “النصرة”، لكنّها تتبنّى أجندة قومية. كما تُشارك في المؤتمر نحو 12 جماعة تُقاتل تحت اللواء الفضفاض لـ”الجيش السوري الحر”، علاوة على شخصيات سياسية معارضة تعيش في المنفى وليس لديها نفوذ كبير في سوريا وبعض جماعات المعارضة داخل سوريا.
وكان المشاركون في اجتماع فيينا اتفقوا على الالتزام بالطابع غير الطائفي لسوريا، بينما أكدت “أحرار الشام” على “الحفاظ على الهوية الإسلامية لشعبنا وثوابت ديننا الحنيف.”
وقالت: “لا نقبل أي مخرجات لهذا المؤتمر أو غيره تُخالف هذه الثوابت، ولن نساوم على ديننا ومبادئ ثورتنا”.
(“موقع السفير”، “واس”، ا ف ب، رويترز)
الانفجار الممنوع في مؤتمر الرياض السوري
وسط إجراءات أمنية استثنائية، واهداف ملتبسة بين المدعوين، وتناقضات في الرؤى والبرامج والولاءات السياسية والمالية والايديولوجية، تجمع العشرات ممن يصفهم المضيف السعودي بانهم من المعارضة السورية في احد الفنادق الفاخرة في العاصمة السعودية الرياض، وسط احتمالين يبدو كأن لا ثالث لهما: إما القبول بمواقف حددها المضيف السعودي مسبقا، او الخروج بفشل لا يكون مدويا، اذ ان الانفجار الشامل للاجتماع سيكون، غالبا، ممنوعا سعوديا.
ومع توافد عشرات الشخصيات من السياسيين المعارضين وقيادات ميليشيات مسلحة من داخل سوريا وخارجها، الى العاصمة السعودية، تعرض مؤتمر المعارضة قبيل انطلاق أعماله اليوم، إلى انتقادات لاذعة، حيث وصفه مصدر ديبلوماسي غربي بأنه يشبه «قائمة رغبات سعودية – تركية»، فيما أبدى رئيس «تيار قمح» المعارض هيثم مناع «تشاؤمه» من نجاحه، معتبراً انه سيكون «حقل ألغام وقنابل عنقودية، وكل عناصر الانفجار موجودة فيه».
كما أن المؤتمر، المطوق بحماية القوات الخاصة السعودية، يواجه احتمالات فشل اخرى. والى جانب دول اقليمية ودولية معترضة عليه، هناك قوى سورية معارضة رافضة له، وساهمت السعودية في رفع الاصوات ضدها بعدما استثنت منه السوريين الأكراد، القوة الاكثر فاعلية في مواجهة الارهاب في الشمال السوري، وهم عقدوا اجتماعاً موازياً في الحسكة. كما ارتكبت المملكة خطأ اخر كما يرى كثيرون، تمثل بدعوة مجموعات مسلحة تطالب بتطبيق «الشريعة الإسلامية» في سوريا، في انقلاب واضح على «بيان فيينا» الذي دعا إلى إقامة دولة علمانية.
وتبدو دعوة مثل هذه الجماعات التي ترفع شعار تطبيق الشريعة الاسلامية، وبينها من هو مرتبك او مقرب من تنظيم «القاعدة»، محاولة من المضيفين السعوديين لإغلاق الطريق أمام وضعها على لائحة الإرهاب. فرز «الارهابي» عن «المعتدل»، شرط وضعته موسكو قبل انعقاد المؤتمر الذي تطالب واشنطن بالتئامه في نيويورك في 18 كانون الأول الحالي.
واقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في باريس، بأن العمل لا زال يجري على وضع تفاصيل تتعلق بتمثيل المعارضة السورية في المحادثات. وقال «اعتمادا على نتائج المؤتمر الذي تستضيفه السعودية للمعارضة السورية، إضافة إلى قضايا أخرى، فإننا نعتزم السعي لعقد اجتماع والمشاركة فيه في نيويورك في 18 كانون الأول الحالي. لكن مرة أخرى، ذلك يتوقف على سير الأحداث خلال الأسبوع المقبل. هذه هي خطتنا الحالية، ونأمل في أن نتمكن من تنفيذها».
وفي هذه الاجواء، استخدمت القوات الروسية، للمرة الأولى، الغواصات في قصف استهدف مواقع تنظيم «داعش» في سوريا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، إن روسيا ضربت للمرة الأولى أهدافا لـ «داعش» في الرقة بصواريخ من نوع «كاليبر» أطلقت من غواصة في البحر المتوسط.
وأشار شويغو إلى انه تم إعلام إسرائيل والولايات المتحدة قبيل العملية. وأكد مسؤول أميركي انه تم إطلاق 10 صواريخ مجنحة من بحر قزوين وصاروخ واحد على الأقل من غواصة روسية في المتوسط.
وأشار بوتين، من جهته، إلى أنه يمكن تزويد صواريخ «كاليبر» برؤوس تقليدية وأخرى نووية، لكنه أعرب عن أمله بعدم «استخدام النووي أبدا ضد الارهاب».
وقال بوتين لشويغو إن روسيا يجب ألا تفتح مسجل بيانات رحلة الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا إلا في حضور خبراء دوليين، لكنه أكد تمسك موسكو بموقفها تجاه أنقرة. وقال «مهما كانت المعلومات التي سنعرفها، لن تغير علاقتنا إزاء ما فعلته السلطات التركية. لم تكن تركيا بالنسبة لنا دولة صديقة فحسب، وإنما كانت حليفة لنا في مكافحة الإرهاب، ولم يتوقع أحد قيامها بهذا الطعن الجبان الخائن في الظهر».
اجتماع الرياض
وشددت قوات الأمن السعودية إجراءاتها الأمنية في فندق «انتركونتيننتال» بالرياض، حيث طلب من الصحافيين مغادرته بينما تجمع مقاتلو وقيادات المعارضة.
وكانت قائمة المدعوين لمحادثات الرياض تضم في البداية 65 شخصاً، ولكن طرأت زيادة كبيرة على هذا العدد. ويقول منتقدون إنها لن تؤدي في النهاية إلى اجتماع يشمل كل الأطياف، حيث انه لم يتم توجيه دعوة إلى الأكراد، كما انسحب «تيار قمح» منه. وسيكون «الائتلاف الوطني» صاحب الحصة الأكبر من الدعوات، مع قرابة 20 شخصا من أصل إجمالي المدعوين الذين يقارب عددهم المئة.
وبحسب مصادر معارضة وصحف سعودية، شملت الدعوة، إضافة إلى «الائتلاف»، «هيئة التنسيق الوطنية»، وشخصيات من «مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. ومن بين المدعوين فصائل إسلامية، هي «جيش الإسلام»، و «أحرار الشام» التي ارتبط مؤسسوها بصلات بتنظيم «القاعدة». وتقاتل «أحرار الشام» إلى جانب «جبهة النصرة». ومن المقرر أن تحضر أيضا أكثر من 10 جماعات تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر».
وقال ديبلوماسي غربي، يتابع الشأن السوري عن محادثات الرياض، «إنها ليست شاملة. ليس هذا المنبر الموحد الشامل للمعارضة». وأضاف «لا أتوقع أن تكون (محادثات) الرياض خطوة بناءة. اتسم الأمر برمته بالسلبية الشديدة، ويبدو مثل قائمة رغبات سعودية – تركية».
وأعلن مناع انسحابه من اجتماع الرياض، لأنه يضم أشخاصاً يؤيدون إقامة إمارة إسلامية. وأبدى «تشاؤمه» من نجاح مؤتمر الرياض، معتبراً انه سيكون «حقل ألغام وقنابل عنقودية، وكل عناصر الانفجار موجودة فيه».
ويهدف اجتماع الرياض للتوصل إلى جدول أعمال وفريق تفاوض مشترك من أجل المحادثات مع الحكومة السورية. وقالت عضو «الائتلاف» نغم الغادري إن «المعارضة لن تتراجع عن مطالبتها برحيل (الرئيس بشار) الأسد بمجرد إنشاء كيان انتقالي حاكم»، مشيرة إلى أن «المعارضة لا تقبل ببقائه خلال الفترة الانتقالية». وخفضت بعض الدول الغربية التي دعت لرحيل الأسد في العام 2011 من مطالبها، قائلة إنه يمكن أن يبقى خلال الفترة الانتقالية على الأقل.
وقال مصدر مشارك في اللقاءات التحضيرية، لوكالة «فرانس برس»، إن بنود البحث ستركز على «التوافق حول الحل السياسي وتشكيل وفد من المختصين يمثل الأبعاد السياسية والعسكرية والأمنية والمجتمعية والقانونية، لموازاة وفد النظام» في لقاء ترغب الدول الكبرى بعقده بينهما بحلول الأول من كانون الثاني المقبل، مرجحاً أن يراوح عديد الوفد ما بين 20 و40 شخصا.
وأوضح المصدر أنه سيتم اليوم وغداً عقد جلسات متتابعة مدة كل منها ساعة ونصف الساعة، يديرها رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر «كجهة مستقلة». وستبحث في اليوم الأول بنودا تشمل «الثوابت الوطنية للتسوية، مفهوم التسوية السياسية، العملية التفاوضية، والمرحلة الانتقالية»، على أن يركز اليوم الثاني على «الإرهاب، وقف إطلاق النار، وإعادة بناء سوريا». ويتوقع أن يصدر في نهاية المؤتمر بيان ختامي.
مؤتمر الأكراد
وانتقد مشاركون في «مؤتمر سوريا الديموقراطية»، الذي ينظمه «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، في مدينة المالكية في محافظة الحسكة، تغييب الأكراد عن اجتماع الرياض، معتبرين أن القوى الموجودة في الداخل هي «الأكثر جدارة» لوضع رؤية حول مستقبل النظام السياسي.
وقال العقيد طلال سلو، المتحدث باسم «قوات سوريا الديموقراطية»، وهي ائتلاف من فصائل عربية وكردية مدعومة أميركياً، «لسنا قوى وهمية على الأرض، ولهذا يجب أن تكون لنا الكلمة الأساسية في مستقبل سوريا»، مضيفا إن «عدم دعوتنا إلى مؤتمر الرياض مؤامرة».
وانعقد «مؤتمر سوريا الديموقراطية لقوى المعارضة» في يومه الأول بمشاركة «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي و «هيئة التنسيق الوطنية»، التي تشارك أيضاً في مؤتمر الرياض، و «تيار قمح»، الذي حضر عنه صالح اللبواني، بالإضافة إلى عدد من الأحزاب الكردية والسريانية والآشورية ومنظمات مدنية.
وقال احد منظمي المؤتمر نبراس دلول، المنتمي إلى تجمع «عهد الكرامة والحقوق» العربي، إن «مؤتمر الرياض يُستثنى منه مكون سوري كبير». وأعلن أن المشاركين في مؤتمر المالكية يجهزون أنفسهم «لأي عملية تفاوض، ونقوم بلملمة شتات المعارضة السورية المؤمنة بالحل السياسي والدولة المدنية الديموقراطية».
وسيدرس مؤتمر المالكية من جهته «بناء نظام ديموقراطي برلماني تعددي في دولة لامركزية» بالإضافة إلى الاعتراف الدستوري بحقوق الأقليات في سوريا.
وقال عضو قيادة «الحزب الأشوري في سوريا» وائل ميرزا إن «مشاركتنا في هذا المؤتمر للقول إن الحل في سوريا حل سياسي على الأرض السورية»، مشددا على أن «القوى التي دافعت عن الشعب والباقية على الأرض، هي الأكثر جدارة لحل الأزمة في سوريا من دون تدخل مصالح القوى الإقليمية».
تركيا
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن بلاده تصر على إقامة «مناطق آمنة» في شمال سوريا، والتنفيذ السريع لمقترحات بتدريب وتجهيز المعارضة السورية «المعتدلة». وأعلن اردوغان «وجود جوانب مشتركة بين تنظيم داعش والنظام السوري، وأنّهما يرتبطان مع بعضهما بعلاقات تجارية، عبر وسطاء يحملون الجنسيتين السورية والروسية».
وأعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أن أنقرة يمكنها «عند الضرورة أن تفرض عقوبات» على روسيا، ردا على العقوبات التي اتخذتها موسكو. وقال، أمام كتلة «حزب العدالة والتنمية» البرلمانية، إن «روسيا اتخذت عقوبات، وإذا رأينا انه ضروري فسنقرر حينها عقوبات».
(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
«النصرة» لمؤتمر الرياض: لا نريد بوسنة جديدة
عبد الله سليمان علي
قبل ساعات من انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، شهدت مناطق في ريف إدلب حملة شعواء من قبل بعض الفصائل بهدف فرض ارتداء النقاب الشرعي على النساء، ما بدا كأنه رسالة متعمدة مفادها أن من يسيطر على الأرض هو من يقرر مصيرها ومصير قاطنيها، لا اجتماعات تعقد هنا أو هناك.
وأصدر «مجلس إدارة إدلب»، بموافقة غالبية الفصائل وعلى رأسها «أحرار الشام» و «فيلق الشام» الممثَّلان في مؤتمر الرياض، قراراً بفرض النقاب على نساء المدينة وريفها، وهو القرار الذي حثّ عليه الشيخ السعودي عبدالله المحيسني بعدما لاحظ، بحسب قوله في أحد مقاطع الفيديو المنشورة، أن «النساء في الشام غير ملتزمات».
وبناءً على القرار انتشرت، أمس، مجموعات من «شرطة الحسبة» في كل من معرة النعمان وسرمين لإجبار النساء على «ترك التبرج» والالتزام بالنقاب الشرعي. وقد أثار القرار سخط الأهالي وغضب الناشطين الذين أكدوا أن نساء هاتين المنطقتين «محتشمات، ولا يعرفن التبرج، قبل دخول جيش الفتح أو بعده».
ولكن هذا التوافق بين الفصائل على تطبيق فهمها للشريعة الإسلامية في مناطق سيطرتها في إدلب وريفها، لا يكفي لإلغاء مخاوف «جبهة النصرة» مما يجري خلف كواليس الفنادق والقصور السعودية، التي يتجول فيها عدد من أبرز حلفائها، ضمن مشاركتهم في اجتماعات المعارضة السورية. كما لا يكفي لذلك صدور تصريحات غاضبة من بعض مسؤولي «أحرار الشام» على مواقع التواصل الاجتماعي يعلنون فيها رفضهم لـ «العلمانية»، وتأكيدهم أن «الشريعة وحدها ما سيحكم أرض الشام شاء من شاء وأبى من أبى». ومن أبرز هؤلاء أبو البراء معرشمارين قائد القوة المركزية السابق في «أحرار الشام» وممثلها في قيادة «جيش الفتح».
ويسري في أوساط «جبهة النصرة»، وهي الفصيل الوحيد المتّفق على تصنيفه إرهابياً بعد تنظيم «داعش»، مخاوف حقيقية من أن يكون «مؤتمر السعودية» خطوة على طريق طويل لن ينتهي إلا بإعلان الحرب عليها، من قبل من كانت تعتبرهم حتى الأمس القريب حلفاء لها.
وما يعزز مخاوف «النصرة» أنها، خلافاً لمرات سابقة، لم يستشرها أصدقاؤها في مجريات المؤتمر وتفاصيله ومشاريع القرارات التي ينبغي أن تناقش فيه، وذلك بعكس ما جرى على سبيل المثال قبل إعلان تحالف «الجبهة الإسلامية» العام الماضي، حيث كان قادة الفصائل حريصين على وضعها في أجواء النقاشات المحلية والإقليمية، وإعلامها بمستجدات تشكيل «الجبهة» وأبعادها وأهدافها الحقيقية. والأهم من ذلك أن المؤتمر يأتي في سياق تحولات كبيرة طرأت على «حركة أحرار الشام»، صبغتها بصبغة سياسية واضحة بعدما كانت «رفيقة الجهاد» منشأً ومساراً.
ومع ذلك فإن الموقف الرسمي في «جبهة النصرة» هو لزوم الصمت، وانتظار انتهاء أعمال المؤتمر والاطلاع على القرارات والوثائق التي تصدر عنه، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه.
إلا أن بعض القيادات المنتمية إلى «التيار المقدسي» ضمن «جبهة النصرة»، والمعروفة بخصومتها مع «أحرار الشام» منذ توقيع «ميثاق الشرف الثوري»، لم تستطع الانتظار، أو ربما أوعِز لها بإعلان موقفها من باب التحذير والإنذار قبل أن يقع المحظور، ويصبح تدارك الأمر غير ممكن. وعليه اتّهم شيخ هذا التيار ومرجعه الأعلى الشيخ الأردني أبو محمد المقدسي اجتماعات فيينا وما تمخض عنها من قرارات ونشاطات بأنها «تنفيذ للمشروع الأميركي في المنطقة». واعتبر في تغريدات على حسابه الرسمي على «تويتر» أن «المؤتمرات والتصنيفات والسعي للالتفاف على المجاهدين الصادقين، وتهميشهم ما هي إلا مقدمات لتهيئة الساحة لتصفية كل رافض للمشروع الأميركي القادم». وبحسب قوله فإن «هذه المؤامرات ستكشف الفصائل التي ما زالت تحاول إمساك العصا من منتصفه، وستجلو الغبش المتراكم في الميدان».
أما تلميذ المقدسي، الذي يشغل منصب «المسؤول الشرعي العام» في «جبهة النصرة» ويحمل الجنسية الأردنية والأصول الفلسطينية، سامي العريدي (أبو معاذ)، فقد استذكر في سياق ردّه على مؤتمر الرياض، حواراً جرى بينه وبين أمير «أحرار الشام» السابق أبو عبدالله الحموي. حيث كان الحموي ينتقد التجربة العراقية وأنه لا يريد للشام مصيراً مشابهاً للعراق، في إشارة إلى بروز تنظيم «داعش» وهيمنته على الساحة، وما سببه ذلك من أضرار على «الجهاد». وقال العريدي له، في مقارنة لا تخلو من دلائل، «تقولون لا تريدونها عراقاً آخر وكذلك نقول لا نريدها بوسنة أخرى» في إشارة منه إلى ما انتهت إليه الأزمة البوسنية في منتصف تسعينيات القرن الماضي من توقيع اتفاق «دايتون»، الذي كان من أبرز بنوده خروج المقاتلين الأجانب من البلاد، والذي اعتبره العديد من قادة «الجهاد» أنه شكل نكسة كبيرة وحرم «المجاهدين» من قطف ثمار جهودهم وتضحياتهم.
مؤتمر الرياض حول سورية: بحث الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية
عبسي سميسم
يحدّد مؤتمر الرياض، الذي انطلقت أعماله، اليوم الأربعاء، بمشاركة كافة أطياف المعارضة السورية، الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية والمهام والسياسات والمؤسسات، على أن يناقش غداً وبعد غد، دور الأمم في مستقبل سورية، ومن ثم مراجعة وإقرار وقراءة البيان الختامي، وأخيراً بحث الخطوات المستقبلية.
وانطلقت أعمال المؤتمر، الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، للخروج بوثيقة مشتركة حول مستقبل سورية وتشكيل وفد تفاوضي عند الدعوة إليه في بداية العام المقبل.
وعبّر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن أمله في أن تتكلل مساعي الحاضرين وجهودهم بالتوفيق والنجاح، خلال كلمة في افتتاح المؤتمر، وفق ما أكدت وزارة الخارجية السعودية.
وبعد كلمة الجبير، بدأت أعمال الجلسة الأولى، التي بحثت الثوابت الوطنية الحاكمة لإيجاد حل سياسي. ويلي هذه الجلسة، بحسب جدول أعمال المؤتمر، بحث رؤية المعارضة السورية للتسوية السياسية، ومرجعية العملية التفاوضية وآلياتها والإطار الزمني، ويختتم اليوم الأول بتحديد الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية والمهام والسياسات والمؤسسات.
وفي اليوم الثاني والأخير، يبدأ المجتمعون بمناقشة دور الأمم في مستقبل سورية، ومن ثم مراجعة وإقرار وقراءة البيان الختامي، وأخيراً يتم بحث الخطوات المستقبلية.
ويشارك في المؤتمر، الذي يدير مناقشاته رئيس مركز الخليج للدراسات عبد العزيز صقر، نحو 105 أشخاص من المعارضة السورية، ويعتبر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” و”هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي”، الكتلتان الرئيسيتان، كما يجمع المؤتمر ممثلين عن الفصائل العسكرية وشخصيات وطنية ورجال دين.
وتشكل وثيقة المبادئ الأساسية حول التسوية السياسية التي يحملها “الائتلاف” معه، ومحددات الحل السياسي التي أتت بها “هيئة التنسيق”، المرجعية الأساسية خلال النقاشات. وتصر الوثيقة والمحددات على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وفق بيان جنيف بكل بنوده وقرار مجلس الأمن 2118.
وأعلنت الفصائل العسكرية المشاركة في المؤتمر عن محددات التفاوض بالرجوع إلى دستور عام 1950، ورفض وجود المعارضة التي صنعها النظام السوري، حسب تعبيرهم، ضمن وفد التفاوض، فضلاً عن اعتماد وثيقة المبادئ الخمسة التي أصدرها المجلس الإسلامي السوري، ورفض علمانية الدولة السورية أو أي مبادئ فوق دستورية والتأكيد على أنها من شأن الشعب السوري.
كما شددت على أحقية الشعب السوري بتحديد شكل الدولة ونظام الحكم في سورية، واشتراط الكفاءة والنزاهة في جميع أجهزة الحكم والدولة، وتثبيت هوية سورية العربية الإسلامية وهي هوية وطنية جامعة ترفض المناطقية والعرقية والطائفية.
وكذلك، اعتبرت أن بيان جنيف يوفر إطاراً للعملية السياسية، ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل البدء بالمرحلة الانتقالية، والتمييز بين النظام والدولة وتحديد الأجهزة التي ستستمر في العمل في المرحلة الانتقالية، وتفكيك الأجهزة الأمنية وإعادة بنائها على أسس وطنية.
كما طالبت الفصائل بخروج القوات الإيرانية والروسية والمليشيات الطائفية قبل بداية المرحلة الانتقالية، ووجود ضمانات دولية كافية عن طريق مجلس الأمن الدولي وقراراته الملزمة، واعتماد قانون العزل السياسي لضمان حرمان المسؤولين في عهد النظام الحالي من المشاركة السياسية لمدة عشر سنوات على الأقل.
وأيضاً، اعتماد مبدأ رفض التغلب من قبل أي طرف يملك القوة العسكرية، وحصر اختيار السلطة بالشعب.
مؤتمر الرياض… هجمة حلفاء النظام السوري تعكس أهميته
عبسي سميسم، ريان محمد
تتواصل اجتماعات أعضاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، لتحديد أسماء الوفد المشارك في مؤتمر الرياض، المُخصص لإعداد وثيقة سياسية مشتركة حول مستقبل سورية، تستند إلى بيان جنيف من دون شخص بشار الأسد ولا نظامه، (تنشر “العربي الجديد” مسودة مقترحة في عددها غداً الخميس) وإلى تحديد الوفد المعارض الذي سيتفاوض مع النظام السوري بموجب توصيات مؤتمر فيينا. ويُشارك في مؤتمر الرياض 20 شخصية معارضة.
وتوضح نائبة رئيس “الائتلاف” نغم غادري، في حديثٍ إلى “العربي الجديد”، أنهم “تلقوا دعوة رسمية من السعودية لحضور مؤتمر الرياض. وتُشير غادري إلى أن “المؤتمرين سيعملون على توحيد قوى الثورة والمعارضة السورية السياسية والعسكرية والمدنية، في خضم ضرورة مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة، سواء في مسار فيينا أو تصعيد الاحتلال الروسي عدوانه الخطير أخيراً على الشعب السوري”.
في السياق، يكشف مصدر مقرّب من الفصائل العسكرية، لـ”العربي الجديد”، أن “المشاركين في المؤتمر من فصائل المعارضة السورية المسلحة، هم ممثلون عن الجيش السوري الحر، وتجمّع فاستقم كما أمرت، وجبهة الأصالة والتنمية، وثوار الشام، والجبهة الشامية، وفيلق الرحمن، وفيلق الشام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وجيش الإسلام، وأحرار الشام”. ويكشف أن “هناك حديث عن تغيير موعد الاجتماع، ليصبح يومي 7 و8 ديسمبر/كانون الأول الحالي” بدل الموعد المحدد في 11 و12 ديسمبر الحالي.
ويضيف أن “الدعوة المقدمة للفصائل العسكرية، تُحتّم عليهم تقديم 15 ممثلاً عنها”، مرجحاً أن “تلجأ الفصائل إلى منح الأولوية لممثلي الجبهات، فتتفق المجموعات الموجودة في كل جبهة على اختيار ممثلين لها، مع الأخذ بعين الاعتبار، حجم وحضور كل فصيل”.
من جهته، يرى المنسّق العام لـ”هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة، حسن عبد العظيم، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أنه “تم التواصل معنا، من قبل ممثلي لجنة التواصل الدولية، التي تمثل الدول التي شاركت في فيينا، لتقديم قائمة بأعضاء وفد الهيئة إلى لقاء المعارضة الذي تستضيفه السعودية، بعد أن كلفت الأخيرة بهذا العمل خلال لقاء فيينا من قبل الدول المشاركة به، وهذا ما تم بالفعل فقد أرسلنا رسالة تتضمن أسماء الوفد، ومطالبة بأن يكون التمثيل متوازنا بين الهيئة والائتلاف الوطني، للمحافظة على تمثيل المعارضة المتوازن”.
ويتابع عبد العظيم: “كما أرسلنا رسالة أكدنا فيها ضرورة عدم إقصاء أي من القوى السورية المعارضة عن اللقاء، لضمان نجاحه، تحديداً قوى الإدارة الذاتية، وجبهة التغيير والتحرير والمنبر الديمقراطي وغيرها من القوى الديمقراطية”. ويكشف أن “الهيئة تنتظر خلال الساعات القليلة المقبلة، تلقّي تفاصيل المشاركة النهائية التي على أساسها سيحدد بشكل نهائي أسماء أعضاء الوفد، الذين يتوقع توجههم إلى السعودية الأسبوع المقبل”. ويلفت إلى أن “الهيئة ستبحث مع باقي المشاركين ما تمّ إنجازه بمشاركة قوى عدة خلال الفترة الماضية، والذي كان نتاجه التوصل إلى خارطة طريق للحلّ السياسي في سورية”.
وحول وجود مخاوف أمنية على المعارضة الداخلية، من قبل النظام السوري فيما لو شاركت بمؤتمر في السعودية، قلل عبد العظيم من احتمال اتخاذ النظام أي إجراءات بحق قيادات المعارضة الداخلية التي ستشارك، ويعزو السبب إلى “كون اللقاء نتاج مسار فيينا، الذي شارك فيه الروس والإيرانيون، والذي وافق عليه النظام”.
وكمؤشر على أهمية مؤتمر الرياض والخطورة التي يمكن أن تشكلها على النظام، خرجت أصوات محسوبة على النظام بشكل مباشر أو غير مباشر، لتهاجم المؤتمر بوصفه “لا يخدم مخرجات فيينا، فهناك إقصاء لقوى سورية فاعلة، ودعوات لفصائل محسوبة على الإرهاب، كحركة أحرار الشام والجبهة الشامية وغيرها” على حد ادعاء مستشار الرئاسة المشتركة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” سيهانوك ديبو. وأحدث ردود الفعل ضد لقاء المعارضة في السعودية، تمثّل في الموقف الإيراني الداعم للنظام السوري، عبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، الذي نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، قوله إن “اجتماع ما يُسمّى المعارضة السورية، في العاصمة السعودية الرياض، يتعارض مع ما صدر عن اجتماعات فيينا”. ويُشدّد على أن “إيران لن ترضى بالإجراءات التي ستصدر عن هذا الاجتماع باعتبارها قرارات متسرعة وغير بناءة”.
من جانبه، يُشير “رئيس تيار بناء الدولة السورية” المعارض، لؤي حسين، لـ”العربي الجديد”، إلى أنه “قد تلقى دعوة لحضور لقاء المعارضة في السعودية”. ويلفت إلى أن “لديه ملاحظات عدة على اللقاء قدمها للقائمين على تنظيمه، والأخذ بها سيحدد موضوع مشاركته”.
وسبق لحسين أن كتب على صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، أنه “نحن في تيار بناء الدولة، إن حضرنا هذا المؤتمر أم لم نحضره، فإننا لن نعارض انعقاده، بل موافقون على من يتم اختياره ليكون الفريق المفاوض مقابل السلطة”.
ويضيف: “طبعاً لسنا مهتمين بعبارات من نوع: أنّ من يغيب سيكون خارج اللعبة أو سيفوته القطار، فما يهمنا هو حصراً وقف نزيف الدم السوري، وسكوت أصوات المدافع، ليعلو صوت العقل، وإقرار الحريات الفردية والعامة لجميع السوريين، وتحرير حيز ولو بسيط من السيادة السورية”. ويعتبر أن “المشوار ما زال طويلا جداً حتى نستعيد وطننا، ولكن بالتأكيد لن نوفّر أي جهد في هذا السبيل، وسنحيّي أي جهد يُبذل في هذا الاتجاه”.
المخرجات الأولية لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض
عبسي سميسم – وفا مصطفى
علم “العربي الجديد” من مصدر داخل مؤتمر الرياض حول المعارضة السورية، أن الاجتماعات لا تزال مستمرة حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم، وستنتهي بالتصويت على ما تم التوصل إليه من مخرجات تتعلق ببرنامج عمل جلسات اليوم.
ويتضمن هذه البرنامج أربعة بنود هي: “الثوابت الوطنية الحاكمة لتسوية الأزمة السورية، رؤية المعارضة السورية للتسوية السياسية، العملية التفاوضية وتشمل المرجعية، والآليات، والإطار الزمني، وأخيراً المرحلة الانتقالية التي تضم نقاط الإطار الزمني، المهام، والسياسات، والمؤسسات”.
وبين المصدر ذاته، أن جلسة اليوم قد توصلت لمجموعة من المخرجات سيتم التصويت عليها في نهاية الجلسة من أجل إقرارها، موضحاً أنها ستقر في حال حصولها على أغلبية 75% من الأصوات، ومبيناً أن ما تم التوصل إليه حتى اللحظة هو: “حل الأزمة السورية سياسي بالدرجة الأولى، مع وجود ضمانات مكتوبة دولية تلزم كافة الأطراف. وأن عملية الانتقال السياسي هي مسؤولية السوريين بدعم ومساعدة المجتمع الدولي، بما لا يتعارض مع السيادة والمصلحة الوطنية وفي ظل حكومة شرعية ومنتخبة”.
كما تم التوصل إلى أن هدف التسوية السياسية، يتمثل في تأسيس نظام سياسي جديد بدون الأسد ورموز وأركان حكمه، وألا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية وما بعدها. مع الاستعداد لاستئناف المفاوضات مع ممثلي النظام استناداً إلى مبادئ جنيف والقرارات الدولية، والتشديد على أن “جنيف” هو المرجعية الوحيدة للانتقال السياسي و”القرار 2118″.
وأضاف مصدر “العربي الجديد”، توصل المجتمعون في الرياض إلى أن الدولة الشرعية التي ينتخبها الشعب السوري تحتكر حق امتلاك واستخدام السلاح، بالإضافة إلى رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والمليشيات المسلحة الأجنبية والقوات الأجنبية على الأراضي السورية.
وأكد المصدر ذاته أن برنامج الغد سيتضمن دور الأمم المتحدة في سورية المستقبل. بالإضافة إلى مراجعة وإقرار وقراءة البيان الختامي والخطوات المستقبلية التي يجب العمل عليها.
خوجة: جاهزون للحل السياسي
من جهته، عبّر رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، خالد خوجة، عن تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته.
وأشار خوجة، بحسب المكتب الإعلاميّ للائتلاف، إلى وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي، لافتاً الانتباه إلى أن “الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم”، مضيفاً: “لدينا الحق في السعي لتحرير بلادنا من هذا الاحتلال، والحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية”.
واعتبر رئيس الائتلاف أن اجتماع الرياض سيكون حاسماً في تحديد من هو المعارض ومن هو غير المعارض، معولاً على الدور السعودي في مساعدة المعارضة “لما تحظى به السعودية من ثقة لدى جميع المشاركين في المؤتمر”.
وأوضح خوجة أن الائتلاف سيطرح وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية للخروج بوثيقة مشتركة بين كافة أطياف المعارضة حول المرحلة الانتقالية، والتي قد تصل إلى آليات التفاوض وتشكيل الوفد المفاوض، مشدداً على أن “موقف الائتلاف والفصائل العسكرية هو واحد منذ جولات الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، وأن الائتلاف والفصائل لا يمكن أن يبحثوا في حل تفاوضي بأقل من أرضية جنيف”.
الجبير رحّب بالمشاركين وغادر.. مؤتمر المعارضة السورية انطلق
انطلق مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، وبدأت معه انفراجة لحالة التكتم التي رافقت التحضير له خلال الأيام الأخيرة، لا سيما على نطاق المدعوين ومكان انعقاد المؤتمر، إذ ذكر عدد من أعضاء الائتلاف لـ”المدن”، في وقت سابق، أن البحث يجري في عقد المؤتمر بين أبها أو جدة.
الإعلان الرسمي السعودي عن انطلاق المؤتمر جاء في بيان صدر عن الخارجية السعودية، التي تولت التنسيق للمؤتمر. وقالت إن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، حضر بداية الاجتماع للترحيب بالمشاركين، وأعرب عن أمله في نجاح مساعي المجتمعين. وأكّد البيان أن أعمال المؤتمر بدأت بعد مغادرة الجبير.
وشهدت الأيام الماضية اجتماعاً ضم عدداً من أعضاء الائتلاف المشاركين في مؤتمر الرياض، مع ممثلين عن الفصائل العسكرية الرئيسية في سوريا، ومن بينهم “جيش الاسلام”، وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”ثوار الشام”، و”جيش اليرموك”، و”جيش النصر”، وعدد من المستقلين والأكاديميين، بهدف تحديد الخطوط العريضة لاجتماع الرياض ومعايير اختيار وفد التفاوض المفترض أن ينبثق عن المجتمعين، والنقاط الأساسية التي لا يمكن التفاوض حولها، أو ما أشاروا إليه بـ”خطوط حمر”، معتبرين أن مؤتمر الرياض سيشكّل منصة ومرجعية سياسية للوفد المفاوض.
وبحسب القائمة التي صدرت عن الاجتماع، فإن أعضاء الوفد المفاوض يجب أن يكونوا من المشاركين أو المؤيدين للثورة، على أن يضم الوفد عدداً من أصحاب الخبرات السياسية والعسكرية والأمنية، وتؤكد على أن “تحديد شكل الدولة السورية هو شأن سوري محض”. أما “الخطوط الحمر” فضمّت التأكيد على أن بيان “جنيف-1” يشكّل إطاراً للعملية السياسية، ويحدد رحيل الأسد قبل إطلاق العملية الانتقالية، وهي ستشمل استمرار عمل عدد من المؤسسات في ظل “التمييز بين النظام والدولة”. وتوافق المجتمعون أيضاً على أن أبرز “الخطوط الحمر” هي خروج “القوات العسكرية الإيرانية والروسية والميليشيات الطائفية”، قبل بدء العملية الانتقالية.
ويحظى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأكبر تمثيل في مؤتمر الرياض، على اعتباره الجسم الأكبر في المعارضة السورية المعترف به دولياً كأحد ممثلي الشعب السوري. ويحضر المؤتمر 15 شخصية عسكرية، هم ممثلون عن الحراك العسكري والفصائل بشكل عام، وليس فقط عن فصائلهم، حيث انتزع الحاضرون دعم كافة فصائل الجيش الحر قبل إعلان قبول المشاركة في المؤتمر، بحسب ما أشار المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبوزيد لـ”المدن”.
وحصلت “المدن” على قائمة بأسماء المشاركين في مؤتمر الرياض وهم:
عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة: خالد خوجة، هادي البحرة، نغم الغادري، عبدالأحد اسطيفو، أنس العبدة، سهير أتاسي، رياض سيف، مصطفى أوسو، فؤاد عليكو، هيثم رحمة، محمد قداح، سالم المسلط، سمير نشار، يوسف محلي، فاروق طيفور، نورا الجيزاوي، مصطفى الصباغ، عبد الإله فهد، عالية منصور، غسان تيناوي.
عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي: حسن عبدالعظيم، صفوان عكاش، بسام صقر، أحمد العسراوي، جون نسطة، منير بيطار، عبد المجيد حمو، خلف داهود، زكي خرابة، طارق أبو الحسن، يحيى عزيز، زياد وطفة.
شخصيات مستقلة: أحمد الجربا، ميشال كيلو، عبد القادر سنكري، أيمن أصفري، هيثم مناع، أسامة الرفاعي، معاذ الخطيب، جمال سليمان، خالد المحاميد، بدر جاموس، أديب الشيشكلي، عبد الحكيم بشار، فداء حوراني، عارف دليلة، جورج صبرا، عبد الباسط سيدا، يحيى القضماني، نواف الفارس، رياض حجاب، فايز سارة، نصر الحريري، عبد الرحمن مصطفى، هند قبوات، مالك الأسعد، نبراس الفاضل، أحمد عوض، قاسم الخطيب، منذر ماخوس، هيثم المالح، يحيى العريضي، وائل الزعبي، عقاب يحيى، ناصر محمد الحريري، برهان غليون، فرح أتاسي، العميد عوض أحمد العلي، أسعد الزعبي، بشير اسحاق سعدي، مازن درويش، نجيب الغضبان، مرح البقاعي، نذير الحكيم، عمار القربي، رياض نعسان آغا، عبده حسام الدين، زياد أبو حمدان، لؤي صافي، لميا الحريري، سليمان عبيد، عبده عباس النجيب، عبد اللطيف الدباغ، محمود الكسر، عبد المجيد ياسين الحميدي لويس.
تيار بناء الدولة: لؤي حسين، منى غانم.
الفصائل المسلحة: إياد محمد شمسي، حسن أحمد ابراهيم، هاني طعمة، فضل الله الحجي، الرائد محمد منصور، سامر حبوش، أحمد العودة، إياد محمد شمسي، حسن حاج علي، بشار المنلا، قاسم الكسور، محمد مصطفى علوش، محمد بيرقدار، عبد اللطيف الحوراني، لبيب نحاس، محمد عبد القادر مصطفى.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، قد التقى مع عدد من ممثلي الفصائل المسلحة، الثلاثاء، وأكد لهم أن المملكة تدعم مطالبهم برفض وجود بشار الأسد في أي مرحلة انتقالية.
مؤتمر الرياض منعطف جديد بمسار المعارضة السورية
حاضرون وغائبون… مؤيدون ومعارضون
علي الابراهيم
يحضر الائتلاف السوري المعارض في الرياض بقضه وقضيضه، ومعه تكتلات معارضة أخرى، كما يحضر لأول مرة قادة ميدانيون يمسكون بالحل والربط في الميدان، وهذه فرصة أخيرة، تحيي المعارضة أو تميتها.
علي الإبراهيم: تبدو الرغبة العربية والعالمية في إيجاد حلّ توافقي لإنهاء النزاع في سوريا أكثر جدية من أي وقت مضى، خصوصًا بعد تنامي قوة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) واتساع أزمة اللاجئين.
وتتّجه أنظار السوريون وغيرهم من المهتمين بالشأن السوري إلى المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض للمعارضة السورية، والذي انطلق الثلاثاء ويستمر ثلاثة أيام، إذ يتصدر جدول أعماله بند مناقشة ممثّلي مختلف كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية أجندة التوافق على وثيقة تشكّل خريطة طريق المعارضة للعملية التفاوضية التي تحدّث عنها اجتماع فيينا الشهر الماضي بين الأطراف الدولية المعنية بالنزاع الدائر في سوريا.
ومن المتوقع أن يتوصل المجتمعون إلى توافق على تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة، في مسعى للاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية وأسس التفاوض مع النظام السوري. ويأتي المؤتمر في وقت دقيق جدًا، مع تصاعد الحملة ضد داعش وظهور دعوات لتعاون المعارضة والنظام في مقاتلة التنظيم المتطرف.
تمثيل واسع
لعل أبرز ما يميز مؤتمر الرياض هو التمثيل الواسع لمختلف كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، إذ يحضر المؤتمر نحو 100 شخصية تمثل جميع كيانات المعارضة السورية، باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب الكردية التابعة له، والتي تملك علاقات جيدة مع موسكو، أخيرًا، والمحسوبة بشكل أو بآخر على النظام السوري، بحسب محمد الأحمد، القائد العسكري في فيلق الشام التابع للمعارضة السورية المسلحة.
يحضر الائتلاف السوري المعارض، أكبر كيانات المعارضة السورية، بـ 38 عضوًا برئاسة خالد خوجة رئيس الائتلاف، كما يحضر أعضاء مؤتمر القاهرة الذي تأسس في بداية العام الحالي بوفد يصل تعداده إلى 20 عضوًا. وتتمثّل هيئة التنسيق الوطنية بـ21 عضوًا بحضور رئيس الهيئة، حسن عبد العظيم الذي يقيم في دمشق.
أمّا تيار بناء الدولة السورية فيتمثّل بحضور 4 أعضاء، بحسب ما أعلن رئيس التيار، لؤي حسين، الذي يحضر المؤتمر أيضًا. كما سيضم المؤتمر ممثلي منظّمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والمثقفين المستقلين عن المؤتمر.
قادة حاضرون
تحضر المعارضة المسلحة بقادتها، إذ وجهت الرياض الدعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة “أحرار الشام”، لبيب نحاس، وقائد فيلق الشام، أحد أكبر فصائل المعارضة شمال سورية، فضل الله الحجي، وقائد الفرقة الساحلية الأولى في الجيش الحر، بشار منلا، وقائد الفرقة الساحلية الثانية في الجيش الحر، محمد حاج علي، وقائد تجمع صقور الغاب في ريف حماة، الرائد محمد منصور، وقائد جبهة الأصالة والتنمية، محمد إياد شمسي، وقائد ألوية سيف الشام، ممثل الجبهة الجنوبية لـ”الجيش الحر” في دمشق، سامر الحبوش، وقائد فوج المدفعية الأول التابع لـ”الجيش الحر” في درعا، عبد اللطيف الحوراني، بالإضافة إلى خمسة آخرين ممثلين عن الجبهتين الشمالية والجنوبية في “الجيش الحرّ”.
وأعلن إسلام علوش في بيان وزع على مواقع التواصل الاجتماعي أعتذار القائد العام لـ”جيش الإسلام” زاهران علوش، أكبر فصائل المعارضة في ريف دمشق، عن المشاركة بسبب قطع الطريق الواصل بين ريف دمشق المحاصر والقملون، وعدم قدرته على التوجه للرياض.
توحيد الهدف
حول النتائج المتوقع صدورها عن هذا المؤتمر، يعتقد عضو المجلس الثوري شمال سوريا يوسف عبيدي أن مؤتمر الرياض فرصة جيدة وجدية لتوحيد المعارضة السورية، مشيرًا إلى أن “احتمال نجاح المؤتمر كبير، كون الراعي الرسمي هو السعودية لما تتمتع به من مركز إقليمي هام خصوصًا في الملف السوري”.
ونوه العبيدي بأن “عامل قوة آخر سيدفع نحو نجاح السعودية في توحيد المعارضة، وهو اندراج مؤتمر الرياض في إطار التحضيرات لمفاوضات دولية بين المعارضة والنظام السوري برعاية الدول المشاركة في فيينا، لا سيما بعد دخول إيران الداعم الأبرز للنظام على الخط والتزامها ما صدر عن لقاء فيينا”.
وحول مصير بشار الأسد، يؤكد القيادي العسكري في جيش الفتح محمد فيصل أن فصائل المعارضة متمسكة بشرط رحيل الأسد وزمرته ومحاسبتهم أيضًا، “فقتال نظام الأسد هو اساس ثورتنا ولن نتراجع عنه”.
أما عن إمكان التعاون مع قوات النظام لقتال تنظيم الدولة الاسلامية، عبر القائد الميداني في جيش الفتح أبو الوليد لـ”إيلاف” عن رفضه الفكرة، معتبرًا أن النظام مجرم لا يمكن الوقوف إلى جانبه مطلقًا ولا تحت إي ظرف كان، “فبنادقنا هي من تحدد مصير الأسد الذي سيكون في مزابل التاريخ، هو ومن معه”.
ارتياح شعبي
شعبيًا، يسود جوّ من التفاؤل بين الأهالي بشأن المؤتمر الذي دعت السعودية إليه مكوّنات المعارضة للبحث في الخروج بورقة موحّدة حول مكوّنات المرحلة الانتقالية وبيان جنيف-1. لكن يشوب هذا التفاؤل قلق في ظلّ ظروف دولية معقّدة، آخرها تراجع في الموقف الدولي حيال مصير الأسد، مقابل الموقف الثابت لحلفاء النظام، وتأكيد إيران على أنه خط أحمر.
التقت “إيلاف” بعدد من المواطنين شمال سوريا، عبروا عن مخاوفهم من إنقطاع الدعم السعودي، في حال لم تتواصل الأطراف المشاركة إلى النتائج المرجوة في نهاية المؤتمر.
ويؤكد الدكتور معاذ السيد، الأستاذ في جامعة ادلب الحرة، ضرورة الوقوف صفًا واحدًا، وانبثاق رؤية موحدة، للخروج ببنود تمثل الجميع أولها سقوط نظام الأسد، “لنتمكن من البدء بمرحلة إنتقالية بعد سقوط النظام”، على حد تعبيره.
الأكراد غائبون
لم توجه دعوة الى الأحزب الكردية بمن فيهم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي للمشاركة في مؤتمر الرياض. وكان رئيس الحزب صالح مسلم قال في وقت سابق إنهم لم يتلقوا دعوة لحضور المؤتمر. وصدر عن الادارة الكردية بيان جاء فيه: “نعتبر أنفسنا غير معنيين بكافة مخرجات مؤتمر الرياض، وسنعتبرها وكأنها لم تكن، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض علينا أي قرار أو توجه لم نشارك فيه”.
ولم تتلق قوات سوريا الديمقراطية ايضًا، وهي مجموعة فصائل عربية وكردية تحظى بدعم اميركي، دعوة من الرياض على الرغم من تقدمها الميداني في الشهرين الاخيرين على حساب داعش.
وقال المعارض الكردي طه الحامد لـ”إيلاف”: “إصرار حزب الإتحاد الديمقراطي على حضور مؤتمر الرياض وهذا الاستنفار الكبير حوله دليل قصر نظر وعدم انسجام الحزب مع الخط الثالث الذي أعلنه ويعبر عن تناقض واضح في الخطاب السياسي وجهل في تحليل وأهداف مؤتمر السعودية و الغاية منه، ومؤتمر الرياض عقد لأجل شرعنة الائتلاف وإعادة تأهيله وتقديمه كممثل وحيد عن المعارضة مقابل النظام، وبما اننا منذ البداية نقول لسنا مع النظام ولا مع المعارضة كنا نلح أن نكون جهة ثالثة فلماذا كل هذا الاستنفار والقلق ما دمنا نملك القرار على الأرض”.
ورقة ضغط
من المعروف أن السعودية اليوم هي أحد الداعمين الاساسيين للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، وهذا يعتبر ورقة ضغط للقبول ببنود قد تفرضها المملكة على المشاركين، لكن بالمقابل ما يزال عدد من الفصائل الاسلامية الهامة على الساحة السورية، كتنظيم جبهة النصرة وجند الاقصى وعدد من الألوية والفصائل الأخرى، يده على الزناد، ولا تقبل بمبدأ التفاوض مع قوات الأسد، معتبرة أن الحسم العسكري هو الوحيد القادر على أنهاء النزاع الدائر في سوريا.
وهذا ما أكده محمد الرحمة، أحد القادة العسكريين لتنظيم جبهة النصرة – قاطع حماة لـ”إيلاف”. قال: “الكلمة الفصل على الأرض، وصوت الرصاص أعلى من جميع الأصوات”.
المعارضة السورية: حل الأزمة سياسي بدون الأسد
قالت مصادر خاصة للجزيرة إن المعارضة السورية التي بدأت اليوم الأربعاء اجتماعاتها في الرياض، اتفقت على مجموعة نقاط لتضمينها في البيان الختامي للاجتماع، أهمها التأكيد على الحل السياسي في سوريا، وأن هدف التسوية السياسية هو تأسيس نظام جديد بدون بشار الأسد، في حين أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية رفضها أي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام الأسد بكامل أركانه ورموزه.
وركزت هذه النقاط على رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنيّة الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية.
كما تم الاتفاق على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدولة.
وشددت المعارضة السورية على أن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري.
وبدأت صباح اليوم أعمال اجتماع المعارضة السورية في الرياض بمشاركة أكثر من مئة شخصية يمثلون مختلف أطياف المعارضة السياسية خارج وداخل سوريا، وممثلين عن 18 فصيلا عسكريا.
وقد استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المشاركين قبيل بدء الاجتماع اليوم، وعبر عن الأمل في أن يكون اللقاء مثمرا. ثم غادر المكان وبدأ المشاركون مناقشاتهم التي يفترض أن تستمر الخميس أيضا.
وكان عدد من المعارضين -الذين وصلوا الرياض- قد عقدوا اجتماعات تمهيدية غير رسمية أمس الثلاثاء حضر جانبا منها دبلوماسيون غربيون وروس.
وتوقع عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار أن يواجه المؤتمر “مهمة صعبة” في التوصل لرؤية موحدة، خاصة في ما يتعلق بدور الأسد في أي مرحلة انتقالية، معتبرا أن النقاش “ليس بالسهولة بأن يحل في يومين”.
من جهته، قال سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس إن أبرز النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها في اجتماع فيينا الأخير -والتي سيتم التطرق إليها في اجتماع الرياض- هي تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة تتولى إدارة الفترة الانتقالية في البلاد.
أحرار الشام تتحفظ
من جانبها وقبل ساعات من انطلاق هذه الاجتماعات، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية رفضها أي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام بشار الأسد بكامل أركانه ورموزه.
وأضافت “أحرار الشام” في بيان لها أنها تفاجأت بدعوة شخصيات قالت إنها أقرب لنظام الأسد منها للثورة، فضلا عن مستوى التمثيل للفصائل “بما لا يتناسب مع دورها على الأرض”.
وأكدت الحركة أنها لبت دعوة السعودية لحضور مؤتمر الرياض بهدف تحقيق أهداف الثورة السورية، وقطع الطريق على أي محاولات للالتفاف على مطالب الثورة، على حد وصف البيان.
وتناقش أطراف المعارضة في اجتماعها -الذي يعقد في جلسات مغلقة بأحد فنادق الرياض- الخروج برؤية موحدة لمستقبل سوريا وفقا لـبيان جنيف1، واختيار وفد تفاوضي من أجل المرحلة التفاوضية وفق بيان اجتماع فيينا2 الذي أعلنته مجموعة العمل الدولية بشأن سوريا قبل اجتماع نيويورك بشأن الأزمة السورية المزمع عقده يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو الاجتماع الذي ربطه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنتائج مؤتمر الرياض.
مؤتمر الحسكة.. هل هو تشويش على مؤتمر الرياض؟
أيمن الحسن-الحسكة
انطلق الثلاثاء مؤتمر “سوريا الديمقراطية” الذي دعا إليه حزب الاتحاد الديمقراطي بمدينة المالكية في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، والذي يستمر ليومين، بينما أكد سياسيون أن انعقاده جاء رد فعل من الحزب على عدم دعوته إلى حضور مؤتمر الرياض الذي دعت إليه السعودية ويضم أطيافا واسعة من المعارضة السورية والعسكرية.
ونقلت وكالة أنباء “هاوار” الكردية عن عبد السلام أحمد -أحد المنظمين- أن المؤتمر يسعى لبلورة رؤية سياسية وتشكيل جسم سياسي قادر على تمثيل الشعب السوري بكافة مكوناته.
حلفاء للنظام
وقال القيادي في المجلس الوطني الكردي فؤاد عليكو إن هذا المؤتمر يأتي نتيجة لعدم دعوة الاتحاد الديمقراطي إلى المشاركة في مؤتمر الرياض، الأمر الذي شكل صدمة لقيادات هذا الحزب.
وأوضح عليكو أنه لا يمكن أن يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي جزءا من المعارضة السورية لكونه حليفا موثوقا للنظام السوري، حسب تعبيره.
كما أوضح في حديث للجزيرة نت أن مؤتمر الرياض يختلف عن كل المؤتمرات التي سبقته، حيث يأتي عقده بناء على طلب من المجموعة الدولية لدعم سوريا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وبتكليف رسمي منهم للمملكة العربية السعودية للقيام بهذه المهمة الصعبة.
بدوره، يرى المتحدث الرسمي باسم تيار المستقبل جيان عمر أن مؤتمر “سوريا الديمقراطية” في الحسكة يأتي فقط للتشويش على مؤتمر الرياض، وفق تصريحه.
وأشار عمر إلى أن مؤتمر الرياض مؤتمر لجمع المعارضة السورية بمختلف أطيافها وتوجهاتها وانتماءاتها الدينية والعرقية، على عكس مؤتمر الحسكة الذي ترعاه أطراف متحالفة مع النظام السوري.
وأضاف أنه يجب عدم دعوة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أو ممثلين عنه إلى حضور مؤتمر الرياض، لكونهم لم يواجهوا نظام الأسد سياسيا ولا عسكريا منذ انطلاق الثورة ضده عام 2011.
وأشار عمر في حديث للجزيرة نت إلى أن تصريحات صالح مسلم المتعلقة بضرورة بقاء الأسد تثبت تحالفه مع النظام، وتزعم دائما أن سقوط بشار الأسد سيعرّض مليوني علوي إلى المجازر، على حد تعبير مسلم لوسائل إعلام تركية معارضة.
وأوضح عمر أن وحدات حماية الشعب والجيش النظامي ومليشيات محسوبة على النظام كالدفاع الوطني وقوات السوتورو، كل هذه التشكيلات تقود معارك مشتركة في محافظة الحسكة، كما أنها تتقاسم السلطة في مناطقها منذ أكثر من أربع سنوات من عمر الثورة السورية حتى قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
ورأى المتحدث باسم تيار المستقبل أن صالح مسلم أصر على دعوته رسميا لحضور مؤتمر الرياض بهدف تحقيق مصالح مادية وسلطوية.
محاصصة طائفية
من جانبه أوضح الناشط السياسي والحقوقي حمد شهاب الطلاع أن مؤتمر الحسكة الذي يعقد بالتوازي مع مؤتمر الرياض، يشكل تكاملا مع ما سيحدث في العاصمة السعودية، والذي سيكون من أهم إفرازاته هي المحاصصة الطائفية والعرقية.
وقال إن مؤتمر الحسكة يسعى لإنتاج هيئة سياسية على شكل حكومة فدرالية للأراضي التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، ويعتبرها جزءا من أرض كردستان كمواكبة لما سيكون عليه نظام الدولة السورية الجديدة الذي سيعتمد المحاصصة، بحسب رأيه.
ويرى الطلاع أن مؤتمر الرياض يأتي في ظروف بالغة الدقة على صعيد الملف السوري، بعد نجاح نظام الأسد في تحويل المعركة من معركة شعب مع نظام ظالم مستبد، إلى معركة دولية ضد الإرهاب.
وقال إن نظام الأسد بدا كأنه هو الذي يشكل رأس الحربة في مواجهة الإرهاب كآلية ناجعة للحفاظ على هيكلية النظام السوري.
وبحسب القائمين على المؤتمر فإن تنظيمه يأتي برعاية القوى السياسية المشاركة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وكتلة أحزاب المرجعية السياسية الكردية، وتيار قمح، وتجمع عهد الكرامة والحقوق، والتحالف الديمقراطي الوطني السوري, والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، والحزب الآشوري الديمقراطي، ومجلس العشائر الكردية، وحزب آزادي الكردستاني، وشخصيات أخرى.
فابيوس يدعو المعارضة السورية إلى الوحدة
تمنى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس كامل النجاح لمؤتمر المعارضة السورية المنعقد في الرياض والذي تعتبر مكونا مهما لمحادثات فيينا، داعيا المعارضة إلى توحيد جهودها. في وقت ينتظر أن يُعقد فيه اجتماع أميركي روسي في موسكو الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية.
وقال فابيوس في بيان له إنه من الضروري أن تتوحد المعارضة السياسية والمسلحة -التي تقاوم النظام وتنظيم الدولة الإسلامية- من أجل تشكيل طرف متحدث سياسي باسمها يكون مرجعا تحتاج إليه سوريا.
وانطلقت اليوم بالعاصمة السعودية الرياض أعمال الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي يهدف إلى الخروج بموقف موحد ينهي الأزمة المستمرة في سوريا منذ عام 2011.
وذكر فابيوس أن فرنسا لا تعتقد بأن الحل العسكري وحده كاف لمعالجة المأساة السورية، مشددا على عملية انتقال ذات مصداقية مؤسسة على بيان جنيف ومبادئ فيينا من دون أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد مخرجا أو حلاً بما يسمح بحل الأزمة والقضاء على “الإرهاب”.
وجدد وزير الخارجية تمسك فرنسا بأن تخرج سوريا من أزمتها موحدة وحرة وديمقراطية، وتحترم حقوق مواطنيها كافة.
تسوية
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الأربعاء أنه سيتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل ليحاول مع القادة الروس الدفع باتجاه تسوية للنزاع في سوريا.
وكان كيري قد قال أمس الثلاثاء إن القوى الكبرى لا تزال تعمل على وضع تفاصيل جولة المحادثات التالية بشأن إنهاء الحرب في سوريا، إلا أنها تأمل في إجرائها الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية قوله اليوم إن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستجري محادثات ثلاثية بشأن الأزمة السورية يوم 11 ديسمبر/كانون الأول في جنيف.
يأتي ذلك، في وقت شكك فيه سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس في خطط واشنطن لعقد اجتماع ثالث للقوى العالمية بشأن سوريا الأسبوع المقبل.
وقال تشوركين إن محاولة وضع نهاية للأزمة السورية المستمرة منذ أربعة أعوام ستقل قيمتها إذا لم يتم الوفاء بمتطلبات محددة، مشددا على ضرورة الاتفاق على قائمة من “المنظمات الإرهابية” في سوريا إلى جانب قائمة من جماعات المعارضة التي تشارك بالمحادثات مع الحكومة السورية.
#مؤتمر_الرياض.. “دور الأسد” نقطة خلاف المعارضة السورية
100 من ممثلي المعارضة يبحثون التسوية السياسية والمرحلة الإنتقالية ووقف اطلاق النار
العربية.نت
انطلقت في الرياض اليوم اجتماعات المعارضة السورية السياسية والعسكرية بهدف التوصل إلى موقف موحّد، بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ويسعى المشاركون إلى التوافق حول مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد للمشاركة في مفاوضات محتملة مع النظام ترغب الدول الكبرى بعقدها بينهما بحلول الاول من يناير.
وتبحث الوفود في اليوم الأول بنود تشمل “الثوابت الوطنية للتسوية، ومفهوم التسوية السياسية، والعملية التفاوضية، والمرحلة الانتقالية”، على أن يركز اليوم الثاني على “الإرهاب، ووقف اطلاق النار، واعادة بناء سوريا”.
وحددت الفصائل المقاتلة رؤياها ووحدتها، وخلُصت إلى وثيقة واحدة حملتها إلى المؤتمر، وذلك بخلاف الشرائح السياسية.
وتتحدد النقاط التي قدمتها الفصائل المقاتلة بإسقاط بشار الأسد وكافة أركان نظامه وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وثانياً تفكيك أجهزة النظام الاستخباراتية والعسكرية، بالإضافة إلى بناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية، وأخيراً إخراج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا وهي تلك الممثلة بالحرس الثوري الايراني ، وميليشيا حزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، و«داعش».
وتباينت آراء ومواقف الكتل السياسية، من الائتلاف السوري وصولاً إلى هيئة التنسيق “التي ستعود الى دمشق بعد المؤتمر”، ومروراً بأفرقاء” إعلان القاهرة” ، وأما التباين فظهر بأمور جوهرية واساسية وهي:
دور الأسد ومستقبله في المرحلة الانتقالية، والحل السياسي، وثانياَ هيئة الحكم الانتقالية وإن كانت ستؤدي اليمين أمام الأسد بحسب الدستور.
وثالثاً حول أجهزة الأمن والجيش بين تفكيكها وإعادة بنائها أو إصلاحها، وأخيراً موضوع التمثيل في جنيف 3 وهوية الطرف الذي سيلعب الدور القيادي في وفد المعارضة.
ووسط هذه التباينات… إلا أن خبراء يرون في أن المعارضة السورية باتت مقتنعة بألا حل للأزمة من دون اجتماعها تحت مظلة واحدة تكون بداية مسار جديد يعيد الثقة بوجود بديل عن النظام القائم.
مستقبل سوريا
وبدأ نحو 100 من ممثلي المعارضة السورية السياسية والمسلحة، اليوم الأربعاء، في الرياض، مناقشات تهدف إلى توحيد مواقفهم قبل مفاوضات محتملة مع نظام بشار الأسد.
واستقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المشاركين وعبر لهم عن الامل في ان يكون اللقاء مثمرا، ثم غادر المكان وبدأ المشاركون مناقشاتهم التي يفترض ان تستمر حتى الخميس.
وأفاد بيان صادر عن الائتلاف السوري بأن الجلسة الموسعة الأولى التي عقدت اليوم الأربعاء في الرياض بحثت الثوابت الوطنية الحاكمة لإيجاد حل سياسي.
كما يفترض أن يختتم اليوم الأول بتحديد الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية والمهام والسياسات والمؤسسات.
أما في اليوم الثاني والأخير فسيبدأ المجتمعون بمناقشة دور الأمم في مستقبل سوريا، ومن ثم مراجعة وإقرار البيان الختامي، وأخيراً يتم بحث الخطوات المستقبلية.
يذكر أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أبرز المشاركين في المؤتمر، ويسعى بكل إمكانياته لإنجاحه؛ وجمع كافة أطياف المعارضة السورية على وثيقة مستندة إلى بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن.
وكان مصدر شارك في اللقاءات التحضيرية قال إن النقاشات التي بدأت صباح الأربعاء، ستبحث في مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد لمفاوضات محتملة مع النظام.
وكان يفترض أن يبدأ هذا الاجتماع غير المسبوق منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، يوم الثلاثاء، لكنه افتتح في نهاية المطاف اليوم الأربعاء في الرياض مع استمرار وصول وفود المعارضة.
اجتماعات تمهيدية
وعقد عدد من المعارضين الثلاثاء اجتماعات تمهيدية غير رسمية، حضر جانبا منها دبلوماسيون غربيون وروس في فندق “إنتركونتيننتال” في الرياض الذي أحاطته أجهزة الأمن السعودية بإجراءات أمنية مشددة، شملت انتشار عناصرها والتفتيش باستخدام الكلاب البوليسية ومنع دخول من لا يحمل تصريحا.
وستعقد جلسات متواصلة ليومين مدة كل منها ساعة ونصف ساعة، يتوقع أن يصدر بعدها بيان ختامي يوم الخميس.
واستبعدت من المؤتمر المنظمات التي وصفت “بالإرهابية”، مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وإضافة إلى التباينات بين أطراف المعارضة حول عناوين مرتبطة بأسس حل النزاع المستمر منذ أكثر من 4 أعوام، امتنع عدد من المدعوين عن الحضور، كما احتج أكبر حزب سياسي ممثل للأكراد على عدم دعوته، ونظم مؤتمرا موازيا يوم الثلاثاء في شمال سوريا.
وأعلنت جماعة “جيش الإسلام” أنها ستشارك في اجتماع الرياض.
ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع، الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.
ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير.
السعودية: عادل الجبير يغادر قاعة مؤتمر المعارضة السورية تاركا للسوريين مناقشة قضاياهم
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) — أكدت المعارضة السورية أن الجلسة الأولى التي عقدتها القوى المعارضة المجتمعة في الرياض، تلبية لدعوة من المملكة من أجل توحيد صفوفها، بحثت ما وصفتها بـ”الثوابت الوطنية الحاكمة لإيجاد حل سياسي” وذلك بعد أن تحول الاجتماع إلى مغلق إثر مغادرة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، للقاعة، تاركا للسوريين مناقشة أمورهم.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الاجتماع الذي بدأ في الرياض بحضور الجبير شهد ترحيب الوزير السعودي بالمشاركين في المملكة، معرباً عن أمله في أن تتكلل مساعيهم وجهودهم بالتوفيق والنجاح، وبعد مغادرته لمقر الاجتماع، بدأت أعمال المؤتمر بين أطياف المعارضة السورية.
أما ائتلاف المعارضة السورية فذكر أنه بعد الجلسة الأولى، ستبحث شخصيات المعارضة رؤيتها للتسوية السياسية، ومرجعية العملية التفاوضية وآلياتها والإطار الزمين، ويختتم اليوم الأول بتحديد الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية والمهام والسياسات والمؤسسات.
وفي اليوم الثاني والأخير يبدأ المجتمعون بمناقشة دور الأمم في مستقبل سوريا، ومن ثم مراجعة وإقرار البيان الختامي، وأخيراً بحث الخطوات المستقبلية.
وكانت المملكة قد وجهت الدعوة بناء على البيان الصادر عن مؤتمر “فيينا 2” للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وما نص عليه من حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية، وذلك للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان “جنيف1” 2012.
أحزاب سورية مرخّصة تختار ممثلين وتأمل الانضمام لوفد المعارضة المُفاوض
روما (9 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
بالتزامن مع مؤتمر المعارضة الذي تستشفه العاصمة السعودية الرياض اليوم وغداً، عقدت أحزاب سورية تصف نفسها بأنها معارضة، مؤتمراً في العاصمة دمشق تحت شعار (صوت الداخل) شارك فيه 17 حزباً جميعها مرخّصة من قبل النظام الحاكم، كحزب التضامن، حزب سورية الوطن، حزب الشباب الوطني السوري، حزب الشباب للعدالة والتنمية، هيئة العمل الوطني الديمقراطي وبعض الأحزاب الهامشية الأخرى.
ووفق مصادر متابعة للمؤتمر، فإن الهدف الرئيسي منه هو اختيار عشرة أشخاص من هذه الأحزاب على أنها معارضة الداخل، لتسليم هذه الأسماء للمبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا، أملا في الانضمام إلى وفد المعارضة المفاوض، والذي من المفترض أن يدخل في مفاوضات مع النظام مطلع العام المقبل، حسب اقتراح بيان فيينا الاخير.
وتعتبر المعارضة أن مؤتمر دمشق هذا هو عملية “تشويش” على مؤتمر الرياض يقوم بها النظام السوري بمباركة روسية، عبر التسويق لـ”معارضة داخلية” لا تعدو أن تكون سوى “جزءاً من النظام” ومتوافقة مع سياساته العامة.
وكذلك بالتزامن مع مؤتمر الرياض أيضاً، يعُقد في الرميلان قرب الحسكة شمال شرق سورية مؤتمراً دعا إليه أكراد سورية وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يرأسه صالح مسلّم، وشارك فيه حزب آشوري واحد وبعض التيارات السورية (العربية) كتيار قمح وهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة، وتجمع عهد الكرامة والحقوق، والتحالف الديمقراطي الوطني السوري، ومن المقرر أن تنتهي أعماله اليوم.
وتقول مصادر سورية معارضة مشاركة في مؤتمر الرياض إن هدف مؤتمر الرميلان هو “تلميع صورة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ليمهد لإنشاء تكتل كردي ـ عربي جديد، ليبدو أن حزب الاتحاد الديمقراطي معتدل وغير قومي، وأنه لم يضطهد العرب ولم يعمل بوسائل عسكرية لتغيير ديموغرافي في
مصادر سورية معارضة تستبعد تشكيل وفد مفاوض بـمؤتمر الرياض
روما (9 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأت مصادر سورية معارضة، تحضر اجتماعات الرياض لتوحيد برامج المعارضة إن الاجتماع “لن ينتج عنه في الغالب” في اختيار وفد مفاوض للنظام. وأشارت إلى أن المؤشرات ترجّح قيام المبعوث الأممي لسورية، ستافان دي ميستورا، بهذه المهمة.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هدف الاجتماع الذي يعقد اليوم وغداً في الرياض توحيد برامج المعارضة ضمن مشروع واحد مُتّفق عليه للحل السياسي يحدد الشكل العام للدولة المأمولة مع التركيز على وحدة الأراضي السورية وعلمانية أو مدنية الدولة والالتزام بالحل السياسي وتوظيف الحراك العسكري لصالحه، والمبادئ العامة التي سيتم التفاوض عليها مع النظام، وطبيعة المرحلة الانتقالية والمرجعيات التي ستعتمد خلالها، وفي الغالب لن يتم اختيار وفد مفاوض كما كان متوقعاً”، على حد تقديرها.
وأوضحت المصادر “كل المؤشرات تؤكد على أن المؤتمر لن ينتج عنه تسمية وفد مفاوض لحضور مفاوضات تنطلق في كانون الثاني/يناير المقبل وفق ما اقترح بيان فيينا”. وذكرت أنه “من المرجح أن ينتج عنه لجنة متابعة مفوّضة عن المؤتمر وبالتالي عن المعارضات السورية، فيما يتوقع أن يقوم بمهمة اختيار الوفد المبعوث الأممي دي ميستورا بالتشاور مع الدول الكبرى”، حسب قولها.
وأضافت “يبدو أن مهمة المبعوث الأممي لم تنته، بل لم تبدأ بعد، وفي الغالب سيعود المجتمع الدولي له للمساعدة بتشكيل الوفد المفاوض وستُعاد مسألة القوائم للطاولة” على حد قولها.
ويجتمع أكثر من مائة شخصية تمثّل كيانات وهيئات وقوى سياسية وعسكرية سورية معارضة في الرياض برعاية سعودية لتوحيد الرؤى والبرامج تمهيداً لمفاوضات مع النظام السوري، وفق ما خرج به مؤتمر فيينا في الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ولقد أشارت وكالة الانباء السعودية، إلى أن وزير الخارجية في حكومة المملكة، عادل الجبير، قد حضر بداية أعمال الاجتماع الموسع للمعارضة السورية، الذي يشهد مشاركة واسعة للمعارضة السورية بمختلف مكوناتها من داخل سورية وخارجها.
المعارضة السورية تجتمع في الرياض لتشكيل جبهة موحدة للتفاوض مع حكومة الأسد
بدأ أكثر من 100 معارض سوري اجتماعات في العاصمة السعودية الرياض في محاولة لتشكيل جبهة موحدة استباقا لمفاوضات سلام مقترحة مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله في نجاح الاجتماعات التي تستمر على مدار يومين وتضم مجموعة واسعة من فصائل المعارضة الموجودة داخل سوريا وخارجها.
وتشارك في الاجتماع معظم الفصائل المسلحة الرئيسية ومن بينها حركة أحرار الشام التي لها وجود قوي في شمال غربي سوريا.
وتغيب الفصائل المسلحة الكردية، ومن بينها وحدات حماية الشعب الكردي، وجبهة النصرة التي تشارك في ائتلاف أوسع مع حركة أحرار الشام.
وقال مصدر مشارك في اجتماعات الرياض لبي بي سي إنه جرى التوافق على أنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية والتي يفترض أن تلي مرحلة المفاوضات بين وفدي المعارضة والحكومة، وذلك دون تحديد الفترة الزمنية التي قد تشهدها المفاوضات.
وسيبحث المجتمعون غدا ملامح هيئة حكم انتقالية كسبيل لحل الأزمة السورية، بحسب المصدر.
وحددت خطة سلام اقترحتها عشرون دولة الشهر الماضي الأول من يناير/كانون الثاني كموعد نهائي لبدء مفاوضات بين حكومة الأسد والمعارضة.
ويتعين على المشاركين الاتفاق في اجتماع الرياض على من سيمثلهم في المحادثات المرتقبة مع الحكومة السورية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد المشاركين في تنظيم الاجتماع أن اليوم الأول سيركز على الخطوط العريضة للتسوية السياسية بينما ستركز اجتماعات الخميس على مناقشة “وقف لإطلاق النار وإعادة الإعمار.”
أبرز المشاركين في اجتماع الرياض
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يحظى بدعم سياسي غربي ويدعم تنفيذ توصيات مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا ومن بينها تشكيل هيئة حكم انتقالي. ويصر زعماء الائتلاف المقيمون في تركيا على رحيل الأسد.
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تدعم التفاوض من أجل انتقال سلمي وتسمح بوجودها الحكومة السورية على الرغم من أن بعض أعضائها ألقي القبض عليهم.
حركة أحرار الشام الإسلامية التي تسعى للإطاحة بالأسد وتأسيس دولة إسلامية. وتتعهد الحركة بتأسيس “دولة إسلامية” من خلال صناديق الانتخابات بدلا من استخدام القوة. وتنضوي حركة أحرار الشام تحت لواء تحالف جيش الفتح الذي يضم أيضا جبهة النصرة.
حركة جيش الإسلام التي تنشط حول دمشق وكانت تدعو من قبل لتأسيس دول إسلامية قبل أن تتراجع عن ذلك لتفضل أن يقرر السوريون ما يريدون.
تحالف الجبهة الجنوبية المدعوم من الغرب الذي يعمل ينشط في جنوبي سوريا. ويصف التحالف نفسه بأنه “الصوت المعتدل والسلاح القوي للشعب السوري.”
يشارك في اجتماع الرياض حركة جيش الإسلام.
ويعقد في نفس الوقت بمحافظة الحسكة السورية مؤتمر آخر – لا علاقة له بمؤتمر الرياض – يشرف عليه تحالف قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وثمة عقبات أمام مؤتمر الرياض، إذ يجمع بين فصائل ذات مواقف متباينة ووقعت بينها مواجهات في بعض الأحيان.
وأكدت حركة أحرار الشام، التي أعلنت مشاركتها في مؤتمر الرياض، على ضرورة “تطهير كافة الأراضي السورية من الاحتلال الروسي-الإيراني”.
كما طالبت – في بيان – بـ”إسقاط نظام الأسد وتقديم رموزه لمحاكمة عادلة وتفكيك أجهزة القمع الأمنية.”
وشدد على أهمية الحفاظ على “وحدة سوريا والهوية الإسلامية لشعبها.”
لكن المصدر المشارك في الاجتماعات قال لبي بي سي إن بيان حركة أحرار الشام لم تحل دون موافقة الحركة على قبول مبدأ ديمقراطية الدولة السورية ومدنيتها، دون أن تتم الإشارة إلى علمانيتها.
ومن بين المشاركين في اجتماع الرياض، الائتلاف الوطني السوري الذي يعيش قادته خارج سوريا ويحظى بدعم الغرب.
وتشارك أيضا هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تقبلها الحكومة السورية.
المعارضة السورية تبحث عن أرضية مشتركة في الرياض أمام مكاسب الجيش
من أنجوس مكدويل
الرياض (رويترز) – بحثت المعارضة السورية وفصائلها المسلحة التي تمزقها الخلافات عن أرضية مشتركة يوم الأربعاء قبل انطلاق محادثات سلام مزمعة لإنهاء الصراع الذي يعصف بالبلاد والذي دفع خصوم الحرب الباردة وأطراف النزاع الإقليمي للانخراط أكثر في عمليات قتالية.
وتمثل المحادثات في السعودية أكثر المحاولات طموحا حتى الآن لتوحيد خصوم الرئيس السوري بشار الأسد على أرضية سياسية مشتركة وينظر إليها كخطوة أولى محورية للوصول لنهاية سلمية للحرب التي تقترب من إكمال عامها الخامس.
ووجهت الدعوة لأكثر من مئة شخصية لحضور الاجتماع في الرياض بينها ممثلون عن حركة أحرار الشام الإسلامية المسلحة التي أسسها متشددون على صلة بتنظيم القاعدة ودعيت كذلك رموز معارضة مستقرة في العاصمة السورية دمشق حيث السيطرة للأسد.
وبينما تتفق الغالبية منهم على ضرورة رحيل الأسد رغم بوادر لين في صوت بعض داعمين غربيين لمسوا فشل القوة العسكرية في إسقاط الرئيس فإن الشقاق في صفوف المعارضة لا يزال واضحا.
وقبل انطلاق المحادثات يوم الأربعاء اشتكت أحرار الشام من أن بعض الوفود “أقرب أكثر.. إلى النظام” منها للمعارضة. ورفض ناشط يعيش في المنفى الحضور إلى جوار “من يدعمون إقامة إمارة إسلامية” في سوريا.
وتضاعفت الحاجة لجهد دبلوماسي لحل الصراع- الذي أودى بحياة ربع مليون شخص وشرد 12 مليونا- بسبب موجة هجمات دموية في أنحاء مختلفة من العالم شنها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي العراق وسوريا وبفعل تدفق قياسي للاجئين الفارين من القتال إلى أوروبا.
وفي فيينا الشهر الماضي اتفقت القوى العالمية على إحياء المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب فدعت لمحادثات سلام من المقرر انطلاقها في أول يناير كانون الثاني.
ودفع ذلك السعودية التي ترى نفسها زعيمة المسلمين السنة في الشرق الأوسط لاستدعاء المعارضة وفصائل المعارضة السنية في أغلبيتها. وأغضبت هذه الخطوة غريمتها إيران التي قالت إن المبادرة السعودية هدفها الإضرار بعملية فيينا.
* الجيش يتقدم..
تزامنت الجهود الدبلوماسية المحتدمة مع تدخل عسكري أكبر من قبل قوى أجنبية.
فروسيا تشن غارات جوية منذ عشرة أسابيع وألحقت الكثير من الضرر بمكاسب المعارضة بينما قدمت إيران بدورها دعما عسكريا للأسد وقالت إن الإطاحة بالرئيس السوري “خط أحمر” بالنسبة لطهران.
وصعدت القوى الغربية هجماتها ضد الدولة الإسلامية بينما تقول السعودية التي تدعم المعارضة إن توسيع الخيار العسكري لا يزال متاحا.
وفي الشهر الماضي أسقطت تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي طائرة روسية قالت إنها اخترقت مجالها الجوي في حادث سلط الضوء على احتمال أن تشعل الحرب متعددة الأطراف في سوريا صراعا أوسع نطاقا.
وساعدت الحملة العسكرية الروسية الجيش السوري- الذي يدعمه كذلك حزب الله اللبناني والجيش الإيراني- على وقف تقدم المعارضة خلال الصيف حين هددت سيطرة الأسد على معظم المناطق كثيفة السكان في غرب سوريا.
لكن الغارات الروسية وهي تساعد على احتواء مكاسب المعارضة لم تحسم العرب لصالح الأسد.
ونزح عدد كبير من الأشخاص يوم الأربعاء عن آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حمص التي كانت مركزا للانتفاضة ضد الأسد حين اندلعت في مارس آذار 2011. ويتوقع نزوح نحو 750 شخصا عن حي الوعر بموجب اتفاق هدنة محلي بين الحكومة والمعارضين.
وفي الشمال اقتربت القوات الحكومية السورية تدعمها قوات إيرانية أكثر وأكثر من طريق سريع رئيسي تسيطر عليه المعارضة قرب حلب. وبدا أن تلك القوات تحاول قطع الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق الذي يستخدمه المعارضون لنقل الإمدادات من محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرتهم إلى الشمال.
وبالنسبة للسعودية التي تخوض منذ مارس آذار الماضي قتالا في اليمن فإن سوريا تمثل ميدان قتال ثان في صراعها على النفوذ بالمنطقة مع إيران. لكن المملكة لا تزال ترى الحرب الأهلية السورية نقطة مركزية في الصراع.
وقالت حركة أحرار الشام إن اجتماع الرياض الذي افتتح في فندق فخم وسط إجراءات أمنية مشددة يجب أن يساند مطالب بينها “تطهير كامل الأراضي السورية من الاحتلال الروسي الإيراني ومن ساندهم من الميليشيات الطائفية.”
* “إسقاط الأسد”..
دعت أحرار الشام أيضا إلى “إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بأركانه ورموزه كافة” وتقديمهم لمحاكمة عادلة.
وطالبت الحركة أيضا بضرورة “تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية” في موقف يضعها على طرف نقيض مع القوى العالمية التي اتفقت في فيينا الشهر الماضي على عدم المساس بمؤسسات الدولة في إطار أي انتقال للسلطة بالبلاد.
وبين فصائل المعارضة الأخرى الممثلة في الرياض جماعة جيش الإسلام المؤلفة من نحو 12 مجموعة وتصف نفسها بأنها من عناصر الجيش السوري الحر.
وقال قائد الجيش السوري الحر إن اليوم الأول من المحادثات المقرر أن تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل قد ركز على مناقشة مطالب المعارضة ووضع مسودة ببيان ختامي.
وقال “المبادئ هي وحدة الأراضي السورية والطبيعة المدنية للدولة ووحدة الشعب السوري.” في المقابل أكدت أحرار الشام على “الحفاظ على الهوية الإسلامية لشعبنا وثوابت ديننا الحنيف.”
وقال هادي البحرة العضو البارز بالائتلاف الوطني المعارض إن هناك أجواء إيجابية و”لا توجد خلافات بين الوفود” حتى الآن.
وكتب البحرة بحسابه على موقع تويتر “الجميع يشعرون بأهمية المرحلة وحساسيتها.”
ورغم دعوة العديد من الأشخاص للحضور فإن الدعوة لم توجه للسلطة الكردية التي تسيطر على مساحات من الأراضي في شمال سوريا.
ولا يثق المعارضون في غرب سوريا بوحدات حماية الشعب الكردية ويقولون إن الوحدات نسقت مع دمشق أكثر مما قاتلتها.
وقالت وفود إن هناك بعض التمثيل الكردي لكن دبلوماسيا غربيا يتابع الأوضاع في سوريا قال هذا الأسبوع إن الاجتماع لم يضم العدد المأمول من الفصائل السورية.
وأضاف الدبلوماسي “ليست جميعا على قلب رجل واحد. ليست جميعا موحدة.. إنه نطاق شامل للمعارضة.”
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
جهاد مقدسي: بكل شفافية لماذا اعتذرت عن الذهاب للرياض
تمت دعوتي لحضور مؤتمر الرياض (صباح اليوم ٩ كانون أول الجاري ) : اعتذرت شارحاً وجهة نظري بأن هناك أسباب تنظيمية أساسية و قد تأخر الوقت حالياً على استدراكها بعد انطلاق أعمال المؤتمر ، و بالإضافة لذلك هناك أسباب لوجستية حقيقية تحول شخصياً دون إمكانية السفر لأيام مقبلة ، تمنيت لجميع المجتمعين النجاح والتوفيق بأي مسعى قد يوحد أو ينظم الرؤى السياسية المتنوعة بما يؤدي لإنتاج فريق تفاوضي سوري ما، يذهب إلى طاولة مفاوضات سياسية مع السلطة بناء على مرجعية بيان جنيف و بنود ورقة فيينا .
سواء كمستقل ، أم من خلال “منصة” أوراق مؤتمر القاهرة ، لدينا رؤية واضحة و تفصيلية حول الحل التفاوضي السياسي ( غير التجميلي ) في بلادنا و الذي ندعمه بشكل أولي ،كما أن خارطة الطريق السياسية التي تبناها مؤتمر القاهرة ٢ كانت من الأوراق السياسية التي تناولت ” آليات ” تنفيذ بيان جنيف عوضاً عن تكرار البيان كمرجعية تفاوضية فقط .
و هناك شخصيات تنتمي لمنصة القاهرة حاضرة حالياً في مؤتمر الرياض ” كأفراد” ، لكننا نثق بأنهم سيعبرون “بإيجابية” للمجتمعين عن أوراقنا السياسية .
يجب التنويه بأن مؤتمر الرياض هو مؤتمر دولي لأنه ينعقد بتفويض و طلب رسمي من قمة فيينا ( التي حضرها جميع اللاعبين الدوليين دون استثناء – داعمي الطرفين ) ، كما انني أعلم حقيقة أن الدول المضيفة للمؤتمرات تـؤثر و تتـأثر …..و هذه طبيعة العلاقات الدولية ، فحتى المؤتمرات التي انعقدت في دول (قريبة سياسياً من السلطة) تأثرت أيضاً عندما نظمت اجتماعات سياسية.
يبقى من مصلحة السوريين أن يناقشوا دوماً النتائج و ليس البدايات….فهذا مؤتمر مهم لقسم من السوريين لأنه يهدف لملء قسم من طاولة المفاوضات المنشودة ، فالسلطة هي المفاوض على النصف الآخر (وفقاً لمرجعية بيان جنيف طبعاً)….و هذا المؤتمرهو حتماً بداية جدية ذات زخم دولي واضح ، وهناك آلية متابعة دولية لا يمكن تجاهلها من أي طرف…… و نعلم أن هناك من يتمنى تحييد المؤتمر الحالي عن مساره …..و نعلم من هي الدول التي تعمل مشكورة على تثبيت مسار الاعتدال المأمول منه ، و للأسف نعلم أن بلادنا أصبحت تحت وطأة التدويل حتى إشعار آخر.
سورية تستحق الحكمة و التروي و الإيجابية بالتعاطي …..في القناعات السياسية نلين ولا ننكسر..…لكن في مجال جهود إحلال السلام ببلادنا، نشرح بإحترام وجهات النظر….بل حتى نقترح كل ما هو إيجابي و بناء لكي يساهم بإنجاح أي جهد دولي قد يكسر الجمود و يخفف التصعيد و الدمار بحق الجميع…….السياسيون السوريون هم بالنهاية حاملو مسؤولية أوطانهم قبل أي جهة أخرى.
تمنياتي بالتوفيق للمؤتمرين
منذر خدام: معلومات مشجعة من لقاء المعارضة في الرياض…
ثمة معلومات مشجعة من لقاء المعارضة في الرياض…ثمة ثوابت وطنية تم تأكيدها منها وحدة سورية وسيادة الدولة على أراضيها،وحصرية السلاح بها، ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية، والالتزام بالديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة…
كما تم التوافق على جملة من المبادئ الحاكمة للتسوية السياسية من بينها التأكيد على الحل السياسي ومرجعية جنيف1، وعلى مسؤولية السوريين وحدهم عن عملية الانتقال السياسي وصولا إلى نظام سياسي جديد بديل للنظام الاستبدادي القائم، والاستعداد للمفاوضات المباشرة مع وفد النظام..
كما تم التوافق على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي برعاية الأمم المتحدة واعتماد الجدول الزمني الذي حدده لقاء فيينا، وضرورة اتخاذ اجراءات لبناء الثقة من قبيل الافراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات إلى محتاجيها…وتم التوافق على دور الأمم المتحدة في الاشراف على وقف إطلاق النار، ونزع السلاح، والمساعدات الانسانية واعادة الاعمار….
يبدو ان العقل السياسي لبعض المعارضة قد رجع عن استقالته وبدأ يشتغل بحكمة بعيدا عن المزايدات….ثمة مسألة لاتزال موضع خلاف وهي مسألة دور الأسد في المرحلة الانتقالية…
ربما سوف يتم التوافق على صيغة عامة لها على ان تترك المسألة لطاولة المفاوضات خصوصاً، وان المواقف الغربية بدات تتغير منها…لنأمل أن قطار التسوية السياسية قد انطلق…الشعب السوري يستحق الحياة بسلام وحرية في إطار نظام سياسي من اختياره وحده….
سمير العيطة: التغير في الموقف الفرنسي سينعكس على مؤتمر الرياض
روزنة-
قال المعارض السوري، سمير العيطة إن سياسة فرنسا تشهد تغيراً حيال التسوية السياسية في سوريا بعد فوز اليمين بالانتخابات المحلية هناك، وبخاصة ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عن قبول بلادة بقاء بشار الأسد في السلطة لعامين خلال مرحلة انتقالية.
وأضاف، العيطة في اتصال هاتفي مع روزنة، أن “التغير في الموقف الفرنسي سينعكس على مؤتمر الرياض الخاص بالمعارضة”، متسائلاً “هل يراد له بأن يذهب بالمجتمعين إلى بقاء الأسد لسنتين أم تسجيل موقف توافقي”.
وأشار، العيطة، إلى أن “الحكومة الاشتراكية بفرنسا دائما ما تخوفت من تشدد اليمين ما انعكس على سياستها تجاه اللاجئين السوريين”، مضيفاً أن “هناك تصريحات واضحة بخصوص إعادة النظر بموضوع قبول اللاجئين في فرنسا”.
ويأتي الموقف الفرنسي بعد فوز اليمين في الانتخابات البلدية في فرنسا، الذي برفض بشدة سياسة فبول اللاجئين، وكذلك يدعو لبناء علاقات مع النظام السوري، وكذلك عشية انعقاد مؤتمر الرياض، الذي من المتوقع أن يخرج باتفاق على تشكيل وفد موحد للمعارضة لمفاوضة النظام.
=========================================
مباحثات أميركية روسية أممية حول سوريا في جنيف الجمعة
اتفاق الوعر في حمص يدخل حيز التنفيذ والمسلحون إلى إدلب
دخل اتفاق حي الوعر في حمص حيز التنفيذ، الاربعاء، مع خروج أول دفعة من المقاتلين وعائلاتهم من آخر حي يُسيطرون عليه في حمص.
ويأتي ذلك، فيما أعلنت وكالة الاعلام الروسية نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله اليوم الأربعاء إن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستجري محادثات ثلاثية في شأن الأزمة السورية في 11 كانون الأول في جنيف.
ونقلت الوكالة عن غاتيلوف قوله إن “محادثات ثلاثية ستعقد بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفن دي ميستورا سيشارك في هذه المحادثات.
وأضاف “هذه المرة، سنلتقي بداية لسماع حديث السيد دي ميستورا حول عمل الامم المتحدة في شأن التقدم المحرز في الحوار بين السوريين”.
وبحسب غاتيلوف، فإن روسيا ستستغل هذا اللقاء للدعوة إلى “تكثيف عملية مكافحة الإرهاب”.
وشدد في الوقت نفسه على أهمية الاتفاق على وضع “قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين يمكنهم المشاركة في عملية التفاوض”.
وخرج المئات من مسلحي المعارضة والمدنيين من حي الوعر، اخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص في وسط سوريا، بموجب الاتفاق الذي أبرم مع ممثلين عن الحكومة باشراف الامم المتحدة يتضمن وقفا لاطلاق النار وفك الحصار.
وتزامن بدء تطبيق المرحلة الاولى من الاتفاق مع افتتاح مؤتمر الرياض الذي يجمع ممثلين عن المعارضة السورية، السياسية والمسلحة، في محاولة لتوحيد مواقفها تمهيدا لمفاوضات محتملة مع النظام السوري.
ومع بدء تنفيذ اتفاق الوعر، تصبح كافة احياء مدينة حمص التي اطلق عليها سابقا “عاصمة الثورة” اثر اندلاع الاحتجاجات ضد النظام عام 2011، تحت سيطرة الجيش السوري بالكامل.
وانطلق ظهر الاربعاء، وفق مراسل “فرانس برس”، عشر حافلات بيضاء اللون اقلت مدنيين، معظمهم من النساء والاطفال بينهم عائلات المسلحين، وسمح لكل منهم باخذ حقيبة، بالاضافة الى خمس حافلات اخرى خضراء اللون اقلت العشرات من المسلحين الذي احتفظ بعضهم بسلاحه الخفيف والمتوسط.
واشار الى ان من بين الركاب 15 جريحا على الاقل نقلتهم سيارات اسعاف الى داخل الباصات.
وواكبت الحافلات لدى انطلاقها عشر سيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وعشر سيارات رباعية الدفع تابعة للامم المتحدة، بالاضافة الى آليات تابعة للجيش السوري، وفق مراسل فرانس برس.
وقال محافظ حمص طلال البرازي للصحافيين “يقدر عدد المسلحين الخارجين اليوم ب300 مسلح” بالاضافة الى “مئة عائلة اي بحدود 400 امراة وطفل وبعض المدنيين”.
واضاف “نحن الان في صدد تنفيذ المرحلة الاولى التي ستنتهي اواخر الاسبوع المقبل”.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه مطلع الشهر الحالي على رحيل الفي مسلح ومدني من حي الوعر، مقابل فك الحصار وادخال المساعدات الاغاثية، بالاضافة الى تسوية اوضاع المسلحين الراغبين بتسليم سلاحهم.
وتسيطر قوات النظام منذ بداية ايار 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب نحو الفي عنصر من مسلحي الفصائل من الاحياء القديمة بموجب تسوية مع السلطات اثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام. وانكفأ المسلحون الباقون الى حي الوعر الى جانب الاف المدنيين.
تسوية الاوضاع
وبحسب محافظ حمص، تضمنت الدفعة الاولى “جميع المسلحين من الفئات التي لم توافق على الاتفاق الذي تم مع المجتمع المحلي في حي الوعر ومع بعض الجماعات المسلحة”.
واشار البرازي الى ان “الجهات المعنية ستبدأ بقبول تسوية اوضاع من يرغب بذلك”، مضيفا “في نهاية المطاف سنكون امام ثلاث حالات، المسلحون الذين خرجوا في الدفعة الاولى، والذين ستسوى اوضاعهم، والحالات المتبقية هم من لا يمكن تسوية اوضاعهم وسيخرجون في نهاية مراحل تنفيذ الاتفاق”.
وفي شريط فيديو نشرته لجان التنسيق المحلية بعنوان “خروج المسلحين الرافضين للتفاوض مع النظام وعدد من الجرحى مع عائلاتهم”. قال احد المسلحين الملتحين قبل صعوده الى الحافلة: “انا من حلب ونحن لا نتفاوض مع النظام، رغبنا بالخروج لنقاتل في الخارج”.
وبحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”، فإن مسلحين ينضمون الى 45 فصيلا غير متجانس كانوا موجودين في الوعر، أبرزها حركة “أحرار الشام” و”جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)”، بالإضافة الى مسلحين محليين.
ومن المقرر وصول مسلحي حي الوعر الى “الجهة الشمالية” من سوريا، وفق البرازي.
ووصلت الباصات وفق مراسل “فرانس برس” الى قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط). ومن المقرر توجه قسم منها وفق المرصد، الى محافظة ادلب التي تسيطر عليها فصائل “جيش الفتح” وابرزها “جبهة النصرة” منذ الصيف الماضي.
ميدانيا، افاد المرصد السوري عن مقتل ثمانية اشخاص، هم خمسة اطفال وثلاث نساء، “جراء قصف من طائرات حربية على بلدة العبادة في الغوطة الشرقية”، ابرز معاقل الفصائل في ريف دمشق.
وفي مدينة حلب (شمال) حيث تدور معارك مستمرة منذ عام 2012 بين قوات الجيش السوري والفصائل المسلحة التي تتقاسم السيطرة على احيائها، قتل اربعة اشخاص واصيب 21 اخرون جراء قذائف هاون اطلقتها “تنظيمات ارهابية” على احياء عدة، وفق وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.
من جهة اخرى، افرج تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش” الاربعاء عن 25 مسيحيا اشوريا بينهم طفلان كانوا مخطوفين لديه منذ شباط الماضي، حين شن هجوما على قرى وبلدات الخابور في محافظة الحسكة (شمال شرق) وخطف 220 من سكانها، قبل ان يطلق العشرات منهم على دفعات، وفق “الشبكة الاشورية لحقوق الانسان”
ولا يزال اكثر من مئة رهينة محتجزين لدى التنظيم.
(ا ف ب)
روسيا تشكك في إمكان عقد اجتماع في شأن سورية الأسبوع المقبل
الأمم المتحدة – رويترز
شكّك سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أمس (الثلثاء)، في خطط الولايات المتحدة لعقد اجتماع ثالث للقوى العالمية في شأن سورية الأسبوع المقبل، قائلاً أن »محاولة وضع نهاية للحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أعوام ستقلّ قيمتها، إذا لم يتم الوفاء بمتطلبات محددة أولاً«.
وفي أعقاب اجتماعين في فيينا، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن »الهدف الرئيس هو عقد جولة ثالثة من المحادثات في نيويورك في 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، على رغم أن هذا قد يتوقف على نتيجة الجهود المبذولة لتوحيد جماعات المعارضة السورية«.
وأوضح تشوركين أنه »قبل عقد اجتماع ثالث، يجب الاتفاق على قائمة من المنظمات الإرهابية في سورية، إلى جانب قائمة من جماعات المعارضة التي تشارك في المحادثات مع الحكومة السورية«.
وأكّد قائلاً: »نحن لا نعتقد أن الموقف جاهز الآن، أنا لا أستبعده، لكن لم نر هذه المتطلبات التي أوضحت أنه يجب الوفاء بها، ونحن غير متأكدين متى سيتم الوفاء بها«.
وأضاف: »في رأينا، لكي يتم عقد اجتماع تلو الآخر من دون تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً في إطار صيغة فيينا، فإن هذا قد يخفض من قيمة صيغة فيينا… نحن نعتقد أننا نحتاج الآن إلى التركيز على الجوهر بدلاً من عقد اجتماع آخر«. وكانت اتفقت روسيا والولايات المتحدة ودول أوروبية وشرق أوسطية في فيينا الشهر الماضي، على إطار زمني مدته عامان يؤدي إلى انتخابات سورية، لكن هذا الاتفاق ترك أسئلة عدة من دون حل، وأبرزها مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
ولتحقيق ذلك الإطار الزمني، تستضيف السعودية مؤتمراً اليوم، في محاولة لتوحيد الجماعات المعارضة والمتمردة التي تحاول صوغ منهاج عمل مشترك، لتكون قادرة على التفاوض مع الحكومة السورية.
وقال تشوركين أن »روسيا تعتقد أن وسيط الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا، يجب أن يكون له الدور القيادي في تجميع المعارضة السورية«.
وأضاف أن »روسيا تعمل مع الولايات المتحدة على صوغ قرار كبير في شأن مكافحة الإرهاب،« وأن الهدف هو جعل الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي تصادق على النص في 17 كانون الأول الجاري، أثناء اجتماع وزراء مال دول المجلس، والذي سيرأسه وزير الخزينة الأميركي جاك لو.
مقاتلو المعارضة يخرجون من آخر معاقلهم في حمص
بيروت – أ ف ب
ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن مقاتلي المعارضة بدأوا، اليوم، الخروج من الوعر، آخر حي يسيطرون عليه في مدينة حمص وسط سورية، طبقاً لاتفاق أُبرم مع النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “حافلة أولى تقل مدنيين غادرت الوعر”، وينص الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بإشراف الأمم المتحدة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري في أول كانون الأول (ديسمبر) الجاري على رحيل 2000 مقاتل مع عائلاتهم من هذا الحي.
وأضاف عبد الرحمن أن “حوالى 750 شخصاً، بينهم مدنيون يفترض أن يجري إجلاؤهم اليوم، وتجمع الناس منذ الساعة 2:00 (بتوقيت غرينتش) في الشوارع كي يغادروا المدينة”.
وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق مدة يمكن أن تصل إلى شهرين، ويفترض أن يسمح بوقف القصف ورفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو المعارضة في المدينة.
بالأرقام: ماذا نعرف عن أسلحة تنظيم «داعش» ومن أين أتت؟
بغداد – أ ف ب
أعلنت “منظمة العفو الدولية” في تقرير صدر اليوم (الثلثاء) أن الجزء الأكبر من ترسانة الأسلحة الهائلة التي ساعدت على تحوّل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إلى أقوى منظمة متطرفة في العالم جاءت من العراق.
وفي ما يأتي بعض الأرقام التي أوردها التقرير:
– يمكن لتنظيم “داعش” ان يجهز بالاسلحة والمعدات التي استولى عليها في حزيران (يونيو) 2014 وحده، ثلاث فرق في جيش تقليدي (من 40 إلى 50 ألف جندي).
– النسبة من سوق السلاح العالمي التي كانت توجه إلى العراق في الثمانينات بلغت 12 في المئة.
– الانفاق العسكري العراقي تضاعف 15 مرة خلال عقد من الزمن ليصل الى 9.5 بليون دولار في 2014.
– الأسلحة والأعتدة التي يستخدمها “داعش” في العراق وسورية مصدرها 25 دولة.
– الدول التي زودت العراق وإيران بالأسلحة خلال حربهما بين العامين 1980 و1988 بلغ عددها 28 دولة.
– كمية الذخائر المنتشرة في العراق بحسب تقديرات الجيش الأميركي في أيلول (سبتمبر) 2003 بلغت 650 ألف طن.
– 1.6 بليون دولار خصصها الكونغرس الأميركي العام الماضي لبرنامج دعم حملة العراق ضد “داعش”.
وأوضح تقرير “منظمة العفو” أن تدفق الأسلحة “غير المسؤول” إلى العراق شكّل مصدراً أساساً لتسليح تنظيم “داعش” وغذّى في شكل كبير قدرته على تنفيذ هجماته الوحشية، مشيراً إلى أن “داعش” حصل على كميات كبيرة من الاسلحة المصنعة في الخارج عند سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية في حزيران (يونيو) 2014، استخدمت في التوسع الى مناطق اخرى في البلاد وارتكاب جرائم ضد المدنيين.
واستولى التنظيم أيضاً على كميات كبيرة لدى سيطرته على قواعد الجيش والشرطة في مناطق أخرى مثل تكريت والفلوجة والرمادي والصقلاوية، وكذلك الأمر في سورية.
ودعت المنظمة الحقوقية ومقرها لندن، إلى وضع ضوابط أكثر صرامة من أجل وقف الانعكاسات المقلقة لانتشار الأسلحة في البلاد. ونقل التقرير عن الباحث لدى المنظّمة، باتريك ويلكن: “قوانين سيئة وغياب الرقابة على التدفق الهائل للأسلحة إلى العراق على مدى عقود مكنت تنظيم داعش والجماعات المسلحة الأخرى في شكل غير مسبوق من الوصول إلى القوة النارية”.
30 في المئة فقط من الضربات الروسية استهدفت «داعش»
بغداد – رويترز
قال مبعوث الولايات المتحدة الجديد لدى التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإٍسلامية» (داعش)، بريت مكغورك، اليوم (الأربعاء)، إن 30 في المئة فقط من الضربات التي نفذتها روسيا في سورية، استهدفت مواقع تابعة للتنظيم المتشدد.
وأضاف مكغورك ان «بقية الضربات الجوية قصفت جماعات مسلحة أخرى، في حين أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ركزت فقط مواقع التنظيم المتطرف».
ونوّه المبعوث الأميركي إلى ان «التحالف الدولي يُعطي حاليأ الأولوية لإغلاق آخر شريط حدودي بين تركيا والأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم في سورية».
إيران تطالب بـ«وقف أردوغان عند حده»
طهران – محمد صالح صدقيان؛ بغداد – «الحياة»
ردّت الحكومة الإيرانية أمس على اتهامات تركيا لها بالوقوف وراء رفض العراق نشر مئات من الجنود الأتراك في الموصل، وعلى تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان حذّر طهران خلال اتصال هاتفي بالرئيس حسن روحاني، من الاستمرار في تناوُل قضية تورُّط عائلته بشراء النفط العراقي والسوري من «داعش». وقال الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أن «الجمهورية الإسلامية لم ترضخ لتهديدات مَنْ هو أكبر من أردوغان (في إشارة إلى الولايات المتحدة) وعليه أن يعلم جيداً أنه ليس في مستوى تهديدنا» (للمزيد).
وفيما خوّل مجلس الوزراء العراقي و «التحالف الوطني» إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي «التعامل مع الأزمة» بين بغداد وأنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي وقف إرسال مزيد من الجنود إلى العراق، لكنه شدّد على «عدم سحب القوات الموجودة» قرب الموصل. ودخل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على خط التهدئة بين البلدين، مؤكداً أن بغداد على علم بنشر القوات التركية.
على الصعيد الأمني، أُصيب «داعش» أمس بنكسة كبيرة إذ استطاعت القوات العراقية السيطرة على حي التأميم، أكبر أحياء الرمادي، بعد معارك لأربعة أيام، خسر خلالها التنظيم عشرات من عناصره وانكفأ إلى وسط المدينة.
وانتهت أمس مهلة حدّدتها بغداد لسحب تركيا قواتها من معسكر «زلكان»، شمال شرقي نينوى، لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أبلغ أمس نظيره العراقي إبراهيم الجعفري خلال مكالمة هاتفية، أن أنقرة «لن تسحب قواتها الموجودة، لكنها أوقفت إرسال المزيد»، في وقت أبدى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو استعداده «لزيارة بغداد في أقرب وقت» لمناقشة هذه المسألة.
وأعلن مجلس الوزراء العراقي في بيان أمس أنه خوّل إلى العبادي «اتخاذ الخطوات والإجراءات التي يراها مناسبة لتجاوز القوات التركية الحدود وخرقها السيادة الوطنية، مع دعمه الكامل للقرارات التي اتخذها مجلس الأمن الوطني ومتابعة تنفيذها». وشدد على أن «السيادة الوطنية وحدود البلاد الجغرافية خط أحمر لا يُسمح بالنيل منه»، مشيراً إلى أن الحكومة «تحرص على إدامة علاقة حسن الجوار، لكنها تؤكد حقها في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ السيادة الوطنية» للعراق.
إلى ذلك، أعلن «التحالف الوطني»، أكبر كتلة برلمانية، أنه خوّل إلى العبادي «التصدي لإدارة الأزمة، وإبقاء الخيارات مفتوحة في مواجهة هذا الاعتداء» التركي. وأقر مجلس محافظة بغداد أمس «مقاطعة المنتجات التركية احتجاجاً على التدخُّل، ووقف المشاريع التي تنفذها شركات تركية».
وتظاهر مئات من العراقيين أمس أمام السفارة التركية في بغداد احتجاجاً على الوجود التركي، وطالبوا الجامعة العربية والأمم المتحدة بـ «موقف حازم» من أنقرة.
وأفاد بيان لمكتب العبادي بأنه تلقى اتصالاً هاتفياً من بارزاني، أكد خلاله رئيس إقليم كردستان أن «سيادة العراق خط أحمر».
جاء ذلك بعد ساعات على إعلان بارزاني خلال لقائه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن «القوات التركية دخلت العراق بتنسيق مع بغداد بموجب اتفاق بين الطرفين، وتم تضخيم المسألة». وزاد: «لسنا طرفاً في الأزمة، وموقفنا واضح. نرحّب (بالقوات) إذا كانت الغاية دحر داعش، وعلى بغداد وأنقرة حل الخلاف عبر الحوار»، لافتاً إلى أنه سيتوجّه إلى أنقرة «للبحث في حل مع المسؤولين الأتراك».
الجيش السوري يقترب من طريق حلب روسيا تستخدم غواصة في قصف “داعش“
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
توالى وصول وفود من المعارضة السورية الى الرياض أمس لعقد مؤتمر يهدف الى توحيد الموقف قبل اجراء مفاوضات متوقعة مع النظام وقبل عقد اجتماع دولي حول سوريا في 18 كانون الأول الجاري في نيويورك. وفي انتظار مزيد من الخطوات الديبلوماسية، تقدّم الجيش السوري تدعمه قوات إيرانية واقترب من طريق سريع رئيسي تسيطر عليه المعارضة المسلحة جنوب حلب، محققا مزيداً من التوغل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بمساندة غارات جوية روسية مكثفة. وتمكنت قوات سورية وروسية من استعادة الصندوق الاسود لقاذفة “سوخوي-24” التي أسقطتها تركيا في ريف اللاذقية في 24 تشرين الثاني الماضي.
وبعد السيطرة على سلسلة من القرى منها زيتان وحميرة وقلعجية، قال الجيش السوري إنه تقدم الى مشارف الزربة وطوق بلدة خان تومان في ريف حلب الجنوبي، الأمر الذي يقول مقاتلو المعارضة إنه جعلهم أقل عدة وعتاداً في مواجهة الهجمات من الجو والبر.
وتسعى القوات الحكومية على ما يبدو الى قطع الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق الذي يستخدمه مسلحو المعارضة لنقل الإمدادات من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرتهم شمالاً.
لكن استعادة خان تومان والاحتفاظ بالطريق السريع سيمثلان أكبر إنجاز في الحملة بجنوب حلب حيث سيطر الجيش ووحدات دعم من الحرس الثوري الإيراني “الباسدران” ومقاتلو “حزب الله” اللبناني وعناصر فصائل عراقية مسلحة بالفعل على أجزاء كبيرة من الأراضي.
وستسمح استعادة خان تومان للقوات الحكومية بقطع الخطوط التي تربط معاقل المعارضة في حلب وإدلب.
وقال مقاتلو المعارضة إن الضغط العسكري عليهم تكثف في المنطقة واعترفوا بأن خان تومان الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات جنوب غرب مدينة حلب قد تسقط في أيدي القوات الحكومية مجدداً.
الوضع “سيئ”
وقال رئيس الدائرة السياسية لـ”كتائب ثوار الشام” وهي إحدى الجماعات الموجودة في المنطقة، لـ”رويترز” مشيراً الى أن اسمه أبو محمد: “القصة نفسها ليس هناك أي تكافؤ وﻻ أدنى مقوماته. الوضع سيئ بالمجمل… طيران… مدفعية… راجمات من كل الأنواع… ميليشيات من كل البلدان… الدعم المقدم لنا ﻻ يناسب المعركة التي نخوضها نهائياً”.
قصف من غواصة روسية
وفي اجتماع بُث تلفزيونياً قال وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو للرئيس فلاديمير بوتين إن غواصة روسية في المتوسط قصفت للمرة الأولى بصواريخ كروز من طراز “كاليبر” أهدافاً لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا. وأوضح: “الأهداف كانت موقعين إرهابيين كبيرين في أراضي الرقة”. وأضاف أن الصواريخ أطلقت من الغواصة “روستوف أون دون… يمكننا القول بيقين كامل إن أضراراً فادحة أصابت مخازن السلاح ومصنعاً لتجهيز الألغام والبنية التحتية للنفط”.
وأشار الى أن روسيا أبلغت إسرائيل والولايات المتحدة سلفاً عزمها على إطلاق صواريخ من غواصة. وقال إنه خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قامت القوات الجوية الروسية ما يزيد على 300 طلعة فوق سوريا وضربت أكثر من 600 هدف من أنواع مختلفة.
وتواكب القاذفات الروسية التي تطير فوق سوريا مقاتلات كما أمر بوتين.
وقال بوتين لشويغو في الاجتماع نفسه إن روسيا يجب ألا تفتح مسجل بيانات الرحلة في الطائرة الروسية التي اسقطتها تركيا قرب الحدود السورية – التركية إلا في حضور خبراء دوليين “كما يتسنى توثيق كل شيء”.
وأعلن شويغو ان قوات سورية وروسية تمكنت من استعادة الصندوق الأسود للقاذفة الروسية التي اسقطتها تركيا في ريف اللاذقية.
على صعيد آخر، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه أن روسيا “قلقة جداً” من تقارير مفادها أن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شن غارات على قوات للجيش السوري في منطقة دير الزور الأحد.
كيري
وعلى الصعيد الديبلوماسي، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقب لقاء مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون على هامش مؤتمر مناخي في باريس، بأن من المتوقع أن تجتمع البلدان المشاركة في عملية السلام السورية في نيويورك في 18 كانون الأول، لكن المحادثات قد تتوقف على جهود توحيد جماعات المعارضة السورية في الأيام المقبلة.
وقال: “بناء على نتيجة كل من المؤتمر الذي ستنظمه السعودية للمعارضة الذي سينعقد في الأيام المقبلة وأيضاً قضايا أخرى، نخطّط لمحاولة.. الاجتماع في نيويورك في 18 كانون الأول”.
وقال بان: “من المهم جداً انه، كما اتفقنا في فيينا، ينبغي إعلان وقف النار في كل انحاء البلاد في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف: “آمل في نيويورك ان نقف على قاعدة صلبة ومتينة حتى يتيسر تدشين وقف اطلاق النار والعملية السياسية”.
وانتقد مشاركون في “مؤتمر سوريا الديموقراطية” الذي استضافته مدينة المالكية في شمال شرق سوريا تغييب الأكراد عن اجتماع الرياض، معتبرين ان القوى الموجودة في الداخل هي “الأكثر جدارة” بوضع رؤية عن مستقبل النظام السياسي.
المقاتلون الأجانب في سوريا 31 ألفاً ينتمون إلى 86 بلداً من نروج إلى أوزبكستان
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أفاد الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب العالمي في الاستخبارات البريطانية التي يطلق عليها اختصاراً “إم آي 6” ريتشارد باريت أن سوريا باتت حاضناً عالمياً واضحاً لجيل جديد من المتشددين بعدما زادت الجماعات الإسلامية عدد مجنديها الأجانب أكثر من الضعفين إلى 31 ألفاً خلال 18 شهراً.
وقال: “بلغت الدولة الإسلامية (داعش) في نجاحها ما حلمت به غيرها من الجماعات الإرهابية التي باتت الآن تقليدية وقديمة مثل القاعدة”.
وأضاف في تقرير ارسل عبر البريد الالكتروني: “على رغم الجهود الدولية المتواصلة لاحتواء الدولة الإسلامية ومنع تدفق متشددين إلى سوريا، فإن عدد المقاتلين الأجانب زاد الى الضعفين”.
ورأى انه “حتى إذا اصبح تنظيم الدولة الإسلامية مشروعاً فاشلاً في تدهور مستمر، فإنه سيستمر في التأثير على تحركات أتباعه وقد يصير أكثر خطرا مع اقترابه من نهايته”.
وأوضح باريت الذي يعمل حاليا في مجموعة سوفان للاستشارات في نيويورك إن غالب المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون على سوريا عرب من الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن اعداداً كبيرة تأتي من تونس والسعودية والاتحاد السوفياتي السابق، بينما سافر نحو خمسة آلاف من الاتحاد الاوروبي.
وجاء في عنوان التقرير إن ما بين 27 ألفاً و31 ألف مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا والعراق مقارنة بما يقدر بنحو 12 ألفا ذكرهم باريت في تقرير في حزيران 2014.
وجذب المتشددون في سوريا مقاتلين من 86 بلداً تمتد من نروج حتى اوزبكستان.
وذكر باريت أن نحو ستة آلاف من تونس و2500 من السعودية و2400 من روسيا سافروا الى سوريا، وأن خمسة آلاف من أوروبا يضمون نحو 3700 من أربعة بلدان هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا سافروا الى سوريا.
من جهة اخرى، اعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان 12 الف سوري عالقون على الحدود السورية – الاردنية واوضاعهم “تزداد سوءا”، مطالبة السلطات بالسماح لهم بدخول المملكة.
خروج مقاتلي المعارضة من آخر حي يسيطرون عليه في حمص
المصدر: (أ ف ب)
خرج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين اليوم من حي الوعر، آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص في وسط #سوريا، تنفيذا لاتفاق تم ابرامه الاسبوع الماضي مع ممثلين عن الحكومة باشراف #الامم_المتحدة.
وانطلقت ظهر اليوم عشر باصات بيضاء اللون محملة بالمدنيين ومعظمهم من النساء والاطفال من الحي، وسمح لكل منهم باخذ حقيبة معه، بالاضافة الى خمس حافلات اخرى خضراء اللون تقل العشرات من المقاتلين وهم يحتفظون بسلاحهم الخفيف والمتوسط. ولم يسمح للصحافيين بالاقتراب من الباصات او التحدث الى ركابها.
وواكبت الحافلات عشر سيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وعشر سيارات رباعية الدفع تابعة للامم المتحدة، بالاضافة الى آليات تابعة للجيش السوري.
واعلن محافظ حمص طلال البرازي في تصريحات لصحافيين: “بدء تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق الوعر المتمثلة بوقف اطلاق النار وبدء خروج الدفعة الاولى من المسلحين”، بالاضافة الى “بعض العائلات من المدنيين” و”بينهم مرضى”.
وقال البرازي: “يقدر عدد المسلحين الخارجين اليوم بـ300 مسلح” بالاضافة الى “مئة عائلة اي بحدود 400 امراة وطفل وبعض المدنيين”، مضيفا “بعد وقف اطلاق النار الناجح حتى الان وخروج الدفعة الاولى من المسلحين (…) نحن الان في مرحلة تنفيذ المرحلة الاولى التي ستنتهي في نهاية الاسبوع المقبل”.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه باشراف الامم المتحدة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري في الاول من كانون الاول على رحيل الفي مقاتل وعائلات مدنية من حي الوعر.
ومن المقرر ان تتوجه الحافلات وفق البرازي الى “الجهة الشمالية” من سوريا.
وقال مدير #المرصد_السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، ان الباصات ستتوجه الى مدينة حمص ومنها الى قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط)، ثم باتجاه محافظة ادلب التي تسيطر عليها فصائل جيش الفتح وابرزها جبهة النصرة منذ الصيف الماضي.
ويظهر شريط فيديو بثته لجان التنسيق المحلية في سوريا العشرات من الرجال والشباب من داخل الحي، وهم بصدد الاستعداد للصعود الى حافلات. ونشرت مشاهد من داخل مركز تجمع فيه مقاتلون والى جانبهم حقائبهم.
وبحسب عبد الرحمن، من المفترض اجلاء نحو 750 شخصا بينهم مدنيون اليوم. وقال: “كل الناس تجمعوا منذ الساعة الرابعة فجرا (2,00 تغ) في الشوارع وينتظرون ان يتركوا المدينة”.
وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق مدة تصل الى شهرين، حسب السلطات. ويفترض ان يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو المعارضة في المدينة التي وصفت من قبل “بعاصمة الثورة”.
مبعوث أمريكي: أولوية التحالف إغلاق الحدود بين تركيا وأراض خاضعة للدولة الإسلامية
بغداد- (رويترز): قال بريت مكغورك مبعوث الولايات المتحدة الجديد لدى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء إن أولوية التحالف هي إغلاق آخر شريط حدودي بين تركيا والأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سوريا.
وتتحدث الولايات المتحدة وتركيا منذ شهور عن جهد مشترك لإخلاء آخر جزء من الحدود من عناصر الدولة الإسلامية لكن لم يظهر مؤشر على أي تقدم.
وقال مكغورك “نزيد ضغوطنا هناك.”
والهدف هو حرمان الدولة الإسلامية من طريق للتهريب يمدها بالمقاتلين الأجانب وجنت من خلاله أرباحا تجارية غير قانونية.
تأتي الجهود بينما يتفاقم تباين المواقف بين تركيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى في ظل تورط موسكو في الصراع السوري.
وقال مكغورك الذي أسند الرئيس الأمريكي باراك أوباما إليه المنصب في أكتوبر تشرين الأول إن 30 في المئة فقط من الضربات الجوية الروسية في سوريا استهدفت التنظيم المتشدد فيما أصابت باقي الضربات “جماعات مسلحة أخرى”.
وتابع “نرى حملتنا في سوريا فعالة للغاية ولدينا بيانات لتأكيد هذا. الحملة الجوية الروسية لها أهداف مختلفة بصراحة شديدة.”
وبدأت روسيا شن ضربات جوية في سوريا بنهاية سبتمبر أيلول دعما لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد وبهدف معلن هو ضرب تنظيم الدولة الإسلامية.
ويتهم الغرب موسكو باستهداف الجماعات المعارضة المدعومة من الغرب والتي تقاتل الأسد. وكان تحليل أجرته رويترز لبيانات صادرة عن وزارة الدفاع الروسية في أكتوبر تشرين الأول أظهر أن 80 في المئة تقريبا من أهداف روسيا المعلنة في سوريا تقع في مناطق غير خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.
وأسقطت تركيا طائرة روسية قالت إنها انتهكت مجالها الجوي الشهر الماضي وهو ما تنفيه موسكو.
وأرسلت تركيا الأسبوع الماضي وحدة من القوات إلى قاعدة بشمال العراق مما أثار غضب بغداد التي وصفت الخطوة بأنها انتهاك لسيادة العراق.
وقال مكغورك إن نشر القوات لم يتم في إطار عمل التحالف وإنه يتمنى أن تحل بغداد وأنقرة الخلاف دبلوماسيا.
ورغم الخلافات بين القوى التي تحارب الدولة الإسلامية قال مكجورك إن المتشددين يفرون.
وأضاف “لم تعد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) تنظيما يمكنه حشد القوى في منطقة وشن عمليات هجومية كبيرة. عليها القيام بأمور عدة في نفس الوقت. يجعلهم هذا الأمر يفكرون مرتين ويرتكبون أخطاء حمقاء تمكننا من إيجاد قادتهم وقتلهم.”
لافروف : لم نتهم تركيا بالتعامل مع تنظيم الدولة الاسلامية
روما – الأناضول – قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، إن بلاده لم تتهم السلطات التركية بالتعامل مع تنظيم داعش.
وأوضح لافروف، في تصريحات للتلفزة الرسمية الإيطالية ضمن لقاء مع مجموعة من المراسلين الإيطاليين المعتمدين في موسكو، أنه “حول ما أثير عن التعامل بين تنظيم داعش وتركيا، فقد تحدثنا مع المسؤولين الأتراك، ولم نتهمهم بأي شيء. فقط أردنا أن يتم إنزال العقاب بمن يرتكب هذه الأفعال، ونحن لم نتكلم علناً، وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن التعامل مع داعش هو توجه تتبناه السلطات التركية”، مضيفا: “لذا تناولنا القضية من خلال قنوات سرية”.
وأفاد الوزير الروسي أن “ما يثيره الشركاء الأمريكيون من زعم بأن الغالبية العظمى من سكان سوريا هم من السنة، ولا يقبلون بنظام الأسد بوصفه ممثلا للأقلية، أمر يصب في إطار محاولة إثارة صراع ديني في سوريا”، وأردف قائلا: “هذا غير أخلاقي البتة، وعلى المستوى السياسي سيفضي إلى تفجير الأوضاع″.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أنه “يمكن إنشاء تحالف دولي مناهض لداعش في سوريا والعراق، لكن نأمل أن لا تصبح تصرفات قوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق، تقليدا في مجال مكافحة الإرهاب، كما كان سلوك حلف شمال الأطلسي في أفغانستان”.
جدير بالذكر أنّ اتهامات روسية، حول شراء تركيا للنفط من تنظيم داعش، بدأت عقب حادثة إسقاط المقاتلات التركية للطائرة الروسية، التي انتهكت المجال الجوي التركي في 24 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، غير أنّ هذه الاتهامات لم تجد لها صدىً في المحافل الدولية.
الأزمة الروسية التركية تسخن علاقات أنقرة وطهران وتكشف عمق الخلافات بينهما
إسطنبول ـ «القدس العربي»: أدت الأزمة المتصاعدة بين تركيا وروسيا إلى تسخين علاقات أنقرة مع طهران وكشفت عن جوهرية الخلافات السياسية بين القوتين الإقليميتين الأكبر بالمنطقة، وذلك بعد أن استعانت موسكو بحلفائها في المنطقة ـ إيران والعراق- من أجل زيادة الضغط على تركيا بحسب محللين أدلوا بتصريحات خاصة لـ«القدس العربي».
وعلى خلفية الأزمة الناجمة عن إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة السوخوي الروسية على الحدود مع سوريا نهاية الشهر الماضي، وجهت الحكومة الإيرانية انتقادات لنظيرتها التركية متهمةً حكومة أنقرة بشراء النفط من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وهو الاتهام المستنسخ من الاتهامات الروسية المتواصلة منذ بدء الأزمة.
هذا الاتهام جاء على لسان أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الجنرال محسن رضائي، الذي قال إن «لدى إيران وثائق تثبت شراء تركيا النفط من داعش»، مضيفاً أن «مستشاري إيران في سوريا (العسكريون الإيرانيون)، صوروا الصهاريج التركية وهي تنقل نفط داعش إلى تركيا».
من جهتها، أعربت تركيا عن «دهشتها» من الاتهامات الإيرانية بدعم تنظيم داعش والتورط في تجارة النفط مع الجهاديين في سورية والعراق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش في بيان إن لا شيء في الاتهامات الإيرانية يؤخذ «على محمل الجد».
والخميس، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه حذر نظيره الإيراني حسن روحاني بشأن تقارير في وسائل إعلام إيرانية تتهم أردوغان وأسرته بالتورط في عمليات تجارة النفط مع تنظيم داعش، لافتاً إلى أنه تحادث هاتفيا مع روحاني وأبلغه «ستدفعون ثمنا باهظا إذا استمر الوضع على هذا النحو»، مضيفا أن الإيرانيين أزالوا هذا الكلام من المواقع الإلكترونية لاحقا.
لكن وزارة الخارجية الإيرانية دعت، الجمعة، إلى «مراعاة اللياقة ومبدأ الاحترام المتبادل في العلاقات»، وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية التي نقلت عن المتحدث باسم الخارجية حسين جابر أنصاري قوله إن «استمرار السياسات والمواقف التي تسهم في دعم الإرهاب فی سورية والعراق ستؤدي إلی تفاقم الأزمة في المنطقة واستفحال مشال الدول التي تواصل مثل هذه السياسات».
من جهتها، نقلت وكالة ايرنا الإيرانية الرسمية للأنباء عن علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قوله إن «على إيران واجب خفض التوترات بين روسيا وتركيا، فليس من الجيد وجود خلاف آخر يضاف إلى الخلافات الحالية التي تشهدها المنطقة»، لكنه عاد واعتبر أنه «لم يعد هناك من حاجة لإبراز وثائق أخرى تثبت بيع داعش النفط لتركيا، بعد الوثائق التي قدمتها روسيا بهذا الشأن».
الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان شدد على أن الهجوم الإيراني ضد تركيا يأتي في إطار وقوفها في جبهة واحدة مع روسيا ضد تركيا وأن الموقف الإيراني يتأثر بشكل مباشر بالموقف الروسي من تركيا، مؤكداً أن طهران تحاول الاستفادة بأكبر شكل ممكن من الخلاف المتزايد بين تركيا وروسيا.
ورأى أوزجان في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» أن روسيا حركت حلفاءها في المنطقة من أجل القيام بكل ما هو ممكن للضغط على تركيا، ومن جانب آخر «فإن طهران تهدف إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط ومحاولة الاستفادة من التدخل الروسي الأخير لتعزيز نفوذها وسيطرتها في سوريا والعراق».
وتوقع أوزجان أن تشهد العلاقات التركية الإيرانية مزيداً من التراجع والأزمات بالتوازي مع تدهور العلاقات مع روسيا، معتبراً أن أهداف روسيا وإيران السياسية والاقتصادية تلتقي ضد تركيا.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي سعيد الحاج أن المصالح التركية والإيرانية متصادمة جداً في الإقليم المتوتر لا سيما في سوريا والعراق، لافتاً إلى أنه «على الرغم من هذا التصادم إلا أن البلدين استطاعا طوال الفترة الماضية من تحييد الخلافات السياسية وقدما الاقتصاد على السياسية ولم يسعيا إلى صدام مباشر».
وقال في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «كان الصدام غير المباشر هو سيد الموقف في سوريا والعراق، تركيا بقوتها الناعمة وإيران بقوتها الخشنة، لكن المتغير الجديد بعد إسقاط الطائرة الروسية أضفى بعداً جديداً على العلاقات بين البلدين»، متوقعاً أن ما حدث مع العراق ـ التهديد بمهاجمة القوات التركية التي دخلت مدينة الموصل- يأتي في إطار تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي سياق تشكيل حلف (روسيا طهران بغداد الأسد) مزيد من الضغط على الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان.
وأضاف الحاج: «أتوقع أن التصعيد بين البلدين سيكون عبر الحروب بالوكالة من خلال اللاعبين المحليين في سوريا والعراق مع استمرار الجمود والبرود السياسي بينهم»، متوقعاً أن «إيران ليس في وارد التصعيد الكبير مع تركيا والبلدين يقدران بشكل كبير أهمية الملف الاقتصادي بينهما».
وأمس الثلاثاء، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني بان «هنالك دولا لاسيما في المنطقة تمد الإرهابيين بالسلاح والمعدات»، مؤكدا بأنه «على هذه الدول الانتباه إلى خطئها وان لا تؤدي إلى تصعيد حالة الاضطراب الأمني بالمنطقة».
في سياق متصل، هاجم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا، معتبراً أن «غالبية النفط الذي يهربه تنظيم الدولة الإسلامية يمر عبر تركيا، ما يضع هذه الدولة بين الدول المتهمة بدعم تمويل الجهاديين»، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر بين العراق وتركيا حيث اتهمت بغداد أنقرة خلال الأيام الماضية بإرسال قوات إلى شمال العراق بدون علم أو موافقة الحكومة العراقية وطالبت بانسحابها.
واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، دخول القوات العسكرية التركية الأراضي العراقية «إجراء خاطئا»..
وثائق تنظيم «الدولة»: إنشاء بيروقراطية تضمن بقاء الخلافة… وتحقيق وحدة عسكرية بين المواطنين والأجانب
استراتيجية باراك أوباما تهدف إلى حرمان الجهاديين من تحقيق نبوءتهم: المعركة الأخيرة في «دابق»
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: هل يريد «تنظيم الدولة» جر الغرب لمعركة طويلة في الشرق الأوسط؟ سؤال يطرح على صناع القرار في الدول الغربية عندما يتعلق الحديث بفشل استراتيجية «احتواء» الجهاديين.
وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة في مدخلها المتأني والرافض لإرسال قوات برية تحاول حرمان الجهاديين من طموح طالما سعوا إليه، وهو جر الغرب للمواجهة. وفي خطابه الذي ألقاه الرئيس باراك أوباما يوم الأحد حول خطته لمحاربة «تنظيم الدولة» رفض الرئيس فكرة الانجرار لحرب برية، وأكد أن ما تقوم الولايات المتحدة بعمله الآن كاف وسيفضي على المدى البعيد لهزيمة الجهاديين الذين وصفهم بالقتلة والآبقين.
وترى الصحيفة أن تنظيم «القاعدة» في العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوي كان من أكثر المتحمسين لغزو الولايات المتحدة العراق عام 2003 ووصفه بـ»الغزو المبارك».
وتقول روكميني كوليماتشي كاتبة المقال إن تصريحات الزرقاوي تم تجاهلها في حينه باعتبارها خطابات، مع أنها تعبر عن «إيمان جوهري» يحرك رؤية الجماعة التي تسيطر اليوم على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
ذلك أنها تقيم رؤيتها على حديث نبوي يؤكد على المواجهة النهائية بين الإسلام والشرك. وتضيف الصحيفة إلى أنه في حالة حدث الغزو البري فسيعلن التنظيم تحقق النبوءة وسيحول الغزو إلى حملة لتجنيد المقاتلين الأجانب.
وهذا ما استبعده الرئيس الأمريكي في خطابه حيث قال إن بلاده تعمل من أجل تحقيق «نصر دائم» من خلال الغارات الجوية ودعم القوات المحلية، بدلا من إرسال جيل جديد من الجنود الأمريكيين للقتال في سوريا والعراق.
وتنقل الصحيفة عن جين بيير فيلو الباحث في جامعة بو الفرنسية قوله «قلت مرارا إنه بسبب هذه النبوءة فإرسال قوات برية سيكون مصيدة. فهم يريدون قوات برية لأنهم يؤمنون بها». وأًضاف فيليو الذي كتب دراسة حول هذه النبوءة تحت عنوان «الإسلام القيامي» وحاول فهم النصوص التي أقام الجهاديون عليها أيديولوجيتهم «إنه خطاب عاطفي وقوي، ويعتبر أداة قوية لتجنيد المقاتلين الذين سيشعرون بأنهم ليسوا جزءا من قوات النخبة فقط بل يشاركون في المعركة النهائية». وترى الصحيفة أن الدعاية التي ينشرها التنظيم تمتلئ بالإشارات إلى الرؤية القيامية حول المعركة الأخيرة والتي تعني نهاية الزمن.
ويقول خبراء الإرهاب إنها أصبحت وسيلة جيدة للتجنيد وتمنح وعودا للمقاتلين فرصة لمواجهة المصالح الغربية وتحقيق النبوءة. وتشير إلى المعركة الأخيرة في سهل دابق وكذا وهي قرية صغيرة واقعة شمال سوريا. وبحسب النبوءة يبدأ العد التنازلي حالة وطئت أقدام «الروم» (وهو مصطلح يشمل الأمريكيين والقوى الغربية) أرض دابق.
وفي العام الماضي عندما أعدم الجهاديون الصحافي الأمريكي بيتر كاسيغ، أعدموه في دابق. وقال السفاح الذي قطع رأسه «ندفن هنا أول صليبي أمريكي في دابق وننتظر بشغف وصول بقية جيوشكم».
ونظرا لأهمية «دابق» فقد أطلق التنظيم اسمه على مجلته الشهرية الناطقة بالإنكليزية، فيما سمى وكالته شبه الرسمية للأنباء باسم «أعماق» والتي كانت أول من أعلن مسؤولية التنظيم عن العملية التي قام سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك في سان برينادينو في كاليفورنيا الأسبوع الماضي وقتلا 14 شخصا. وتتساءل كوليماتشي عن طريقة التخلص من «داعش» مشيرة للنقاش الدائر في حملات الترشيح لانتخابات الرئاسة من مثل دعوة المرشح المحتمل عن الجمهوريين تيد كروز لسحق الجهاديين باستخدام القنابل السجادية وسحبهم إلى عالم النسيان.
وقال يوم السبت مهددا «لا أعرف إن كان الرمل يتوهج في الظلام ولكننا سنعرف لاحقا». ومهما كان الأمر فهناك خبراء يحذرون من التورط في هجوم بري يرضي طموحات الجهاديين. وبحسب فيلو «من أجل كسر الدينامية عليك فضح زيف النبوءة» ويضيف أن هذا لن يتم إلا من «خلال هزيمة عسكرية مثل السيطرة على الرقة ولكن عبر قوى محلية – سنية». وكان هذا هو المدخل الذي تبناه أوباما ولكن نتائجه كانت مزيجا من النجاح والفشل. فبرنامج تدريب المعارضة السورية توقف بسبب عدم اقتناع المقاتلين بأهمية قتال التنظيم والأسد في السلطة، أما الأكراد سواء في العراق أوسوريا فليس من مصلحتهم التقدم لمناطق يرون أنها لا تتبع لخططهم.
وترى الباحثة جيسكا ستيرن مؤلفة كتاب «داعش: دولة الإرهاب» أن التنظيم لديه استراتيجية متناقضة «فمن جهة يريد دفعنا لحرب برية ومن جهة أخرى يريد بناء دولة». وكان الصحافي البريطاني، الرهينة لدى التنظيم جون كانتلي، قد ناقش في العدد الأخير من مجلة «دابق» الخيارات نفسها.
فالأول هو أن الغرب ترك التنظيم يوسع دولته من دون أن يفعل شيئا، أما الثاني فهو يريد من خلاله جر الولايات المتحدة عبر تنفيذ هجمات على التراب الأمريكي.
وثائق
وتظل فكرة المعركة النهائية متناقضة مع رؤية التنظيم عن نفسه، وهي إقامة الخلافة. فهذه الفكرة تظل مهمة له. ومنذ إعلان أبو بكر البغدادي عنها من على منبر المسجد النوري في الموصل يوم 28 حزيران/يونيو تكشف الكثير من الوثائق عن وعي بأهمية قيام الدولة وبناء مؤسساتها البيروقراطية.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة «الغارديان» مجموعة من الوثائق تؤكد اهتمام التنظيم بالتفاصيل. وتقدم صورة مختلفة عنه باعتباره مجموعة من ـ»الوحوش المجنونة» حسب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري و»البرابرة» كما قال عنهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، فيما وصفهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإنهم «جماعة تحب الموت». وفي التقرير الذي أعده شيف مالك في صحيفة «الغارديان» البريطانية حلل فيه وثائق جديدة للتنظيم تم تسريبها للصحيفة ومنها وثيقة تقدم صورة عن تحضير التنظيم لبناء نظام بيروقراطي «مبادئ إدارة الدولة الإسلامية»، وتفصل ملامح الإدارة في كل المجالات التعليمية والعسكرية والإدارية والدعائية.
وكتب الوثيقة أبو عبدالله المصري وهي عبارة عن وثيقة داخلية لتدريب «الكوادر الإدارية» للدولة الإسلامية. وتعبر الوثيقة التي تعتبر جزءا من 30 وثيقة حصل عليها رجل أعمال يعمل مع التنظيم ووصلت إلى الباحث أيمن التميمي والذي قام نفسه بتصنيف وترتيب 300 وثيقة منذ العام الماضي عن اهتمام واضح بالتنظيم والإدارة، وتظهر أن «تنظيم الدولة» هو مجموعة من البيروقراطيين والعمال المدنيين والباحثين عن الوظائف الجيدة.
فهناك مئات إن لم يكن ألوف من الكوادر ممن كرسوا أنفسهم للعمل ووضعوا تنظيمات وقواعد تنظم عمل كل شيء من صيد الأسماك إلى الزي وطريقة اللباس، ومن تحريم بيع البضائع المغشوشة إلى قواعد الانتظام الجامعي.
وتقول الصحيفة إنها شاهدت 340 وثيقة رسمية تشمل على بيانات وفواتير ومذكرات داخلية وتفصل الكيفية التي يقوم بها التنظيم بناء كل شيء من الطرق إلى الفنادق ورياض الأطفال والأسواق في المناطق الواقعة بين الفرات ودجلة.
وأنشأ الجهاديون 16 دائرة مركزية تشمل على دائرة للصحة والمصادر الطبيعية مهمتها الإشراف على النفط والآثار.
ورسم التنظيم الخطط في الأيام التي تبعت إعلان الخلافة العام الماضي. وكلها تعبر عن جهد مقصود لبناء الدولة.
وبالنظر للوثائق مجموعة تتكون لدينا صورة شاملة عما كان يدور في أذهان «بناة الخلافة» وطموحاتهم في دولة مستقرة وفاعلة».
من التحريم إلى التنظيم
وبتحليل بيانات التنظيم نلاحظ أن هناك تفاوتا في التركيز ففي المرحلة الأولى التي أعقبت إعلان الخلافة كان التأكيد على التنظيمات المحددة لطريقة اللباس، وشمل هذا تحريم بيع وعرض الملابس الضيقة والمزركشة.
وصدرت فتاوى تحرم لعب البليارد والتنس. وفتوى أخرى تحرم هواية الاحتفاظ بالحمام على سطوح البيوت باعتبارها هواية لا فائدة منها ومضيعة للوقت.
وفي المرحلة الثانية أي بداية العام الحالي تحول التركيز من التحريم والحظر إلى بناء الدولة وخلق فرص عمل. وأعلن التنظيم عن توفر فرص عمل في دائرة الزكاة ونشر إعلانات تحدد مواعيد فتح المدارس ورياض الأطفال وتوفر وظائف للمدرسين. كما أصدر بيانات حول الخدمة المدنية والخطط الزراعية وموسم الزراعة الصيفية. إضافة لعدد من القرارات المدنية لا علاقة لها بالأيديولوجية مثل تعليمات للسائقين وضرورة حملهم صندوق معدات طوال الوقت.
وهناك إعلانات لمنع أصحاب المحلات من إعاقة حركة المارة بوضع البضائع امام المحلات من دون ترخيص مسبق. وشهدت الأشهر الخمس الأخيرة زيادة في القرارات المتعلقة بالأمن والتعبئة العسكرية، فقد أصبح «تنظيم الدولة» يشعر بالرهاب. ومنع استخدام شبكات «واي فاي» ووضعت إعلانات على نقاط التفتيش لملاحقة مهربي الذهب والرصاص والحديد.
وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر أعلن التنظيم عن عفو عام عن المتهربين من الخدمة العسكرية. وفي الوقت نفسه وخوفا من الخونة والمتعاونين مع جهات خارجية أعلنت دائرة الأمن العام أن أي شخص ارتبط سابقا بأعداء الدولة فعليه أن يسجل نفسه بالدائرة.
التوحيد
وتكشف الوثائق عن مشاكل واجهها التنظيم لبناء نظام موحد بين منطقتين كانتا خاضعتين لنظامين سياسيين مختلفين، أي مناطق العراق وسوريا.
وبدا هذا واضحا في طريقة منح هويات العمل وما أطلق عليها حملة «تحطيم الحدود». ومن أجل هذا أعلن عن تشكيل منطقة إدارية جديدة وهي «محافظة الفرات» وتشمل الحدود الدولية السابقة. وعانى التنظيم صعوبات في توحيد النظامين التعليميين في مناطقه العراقية والسورية، وكذا وجد صعوبة في توحيد العملة، ولهذا لا يزال يتعامل بالدينار العراقي والليرة السورية والدولار الأمريكي.
وفي مجال الاقتصاد يبدو «تنظيم الدولة» متعجلا وفرض أجورا وحدد أسعار عدد من البضائع ووضع رسوما على خدمات متعددة. ومع هذا فـ»تنظيم الدولة» لا يدير دولة على النمط السوفييتي السابق لأنه يسمح للمواطنين بالملكية الخاصة وإدارة أعمالهم والحصول على مشاريع الدولة مثل بناء الطرق.
وتشير وثيقة عن المدفوعات المالية إلى تفاصيل مثيرة. فقد تم دفع مبلغ 100.000 دولار لشخص باسم أبو دجانة الليبي مقابل تعبيد الطريق السريع بين العراق وسوريا والذي يمر على ضفاف الفرات وغرسه بالأشجار «حتى لا تتعرض قوات الدولة الإسلامية» للغارات الجوية.
وفي وثيقة أخرى تكشف عن الطريقة التي يحصل التنظيم فيها على وارادته المالية. ففي وثيقة من 6 صفحات حول البيانات المالية الشهرية من دير الزور، وأظهرت أن موارد التنظيم لكانون الثاني/يناير وصلت إلى 8.4 مليون دولار أمريكي.
وحصل التنظيم على نسبة 23.7% من الضرائب، فيما شكلت مبيعات النفط والغاز نسبة 27.7% من وارداته الشهرية. ولو كانت الأرقام صحيحة فستكون الموارد المالية من دير الزور 66.400 دولار وليس 3 ملايين دولار كما يقال عادة. وبالإضافة للنفط والضريبة هناك الغرامات التي يحصل عليها عن المواد المهربة، بما فيها الأجهزة الإلكترونية وتشكل هذه النشاطات 45% من دخل التنظيم.
وفي مجال النفقات، ينفق التنظيم 63.5% من دخله على رواتب الجنود وإدارة القواعد العسكرية ويتم استخدام نسبة 17.7 من الدخل في الخدمات العامة. أما المجال الأخير الذي يظهر من وثائق داعش فهو المتعلق بمحاربته الفساد وبناء نظام مثالي. فمن ناحية يرغب بالتصدي للفساد وهناك استمارات لتقديم شكاوى عن الفساد وصناديق لوضع الشكاوى فيها. وفي مرحلة ما من عام 2014 أعلن التنظيم عن فتح مكتب الشكاوى في مدينة الرقة. وتحظر الخلافة على «موظفيها استغلال مواقعهم والعمل في الدولة لأغراض شخصية» فهذا النظام من المحسوبية الذي ينتشر في دول المنطقة وآسيا يحاول التنظيم تجنبه وحظره.
وفي مجال آخر يشجع التنظيم سكانه على التصرفات الحسنة والتميز، وهناك جوائز بقيمة 100 دولار للتميز في مجال الدراسات الدينية.
وفي نظام الزكاة تشير وثيقة غير مؤرخة من محافظة حلب إلى أن 2.502 عائلة مسجلة ولها في الزكاة، وتحصل كل عائلة على معدل 260 دولارا للعائلة ولم تحدد الوثيقة الفترة الزمنية.
دولة تحت النيران
ورغم حلم بناء الدولة إلا أن الطموح هذا يتعرض لهجمات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واستهداف منشآت النفط، عصب الاقتصاد، وهو ما يمثل امتحانا لقدرته على مواصلة مشروعه. وهناك إشكالية تتعلق بقدرته على كسب ولاء السكان السنة في المناطق الخاضعة لسيطرته. وتشير الأصوات التي هربت من مناطقه لحركة هجرة مستمرة.
ونقلت صحيفة «أوبزيرفر» عن مواطنين من الرقة صورة قاتمة حول القمع والقهر الذي يمارس عليهم. واتهم آخرون التنظيم بالمحسوبية.
وبحسب ممرض فر من الرقة هذا الخريف قال إن التنظيم كان يهمه إدارة المؤسسات وقام بتغيير الأختام والأوراق المروسة وطرد كل الموظفين وجلب أفرادا موالون له. ولكنه أبقى على الأطباء والممرضين وعمال النظافة. ولم يمنع هذا من فرار الأطباء، ولهذا أصدر تحذيرات وتهديدات بمصادرة أملاك من لا يعود.
أبو عبدالله المصري
وبالنسبة للوثيقة التي كتبها أبو عبدالله المصري فكل صفحة تحمل شعار السيف. ويقول تشارلي وينتر، الباحث في جامعة جورجيا إنها تتناسق مع بحثه عن دعاية التنظيم «فهي مضبوطة وشاملة وهي شهادة من أن التنظيم يركز وعلى المستويات العليا على استمراره السياسي وليس فقط العسكري».
وهي مقسمة على 10 فصول ومكتوبة بلغة بيروقراطية. وتبدأ بحديث عن تاريخ الخلافة والوضع السابق لها وأن الإداريين المدربين بشكل جيد هم أسباب نجاحها وبقائها.
وتقول «تحتاج الدولة الإسلامية إلى نظام حياة إسلامي ودستور قرآني ونظام لتطبيقه» و»يجب عدم تجاهل دور المؤهلين والمهنيين والخبرات وتدريب الجيل الحالي على إدارة الدولة».
وتتحدث الوثيقة عن معايير عدة عن عمال الخدمة المدنية وهي الإحصاءات والمالية والإدارة والمحاسبة.
وتمضي الوثيقة عن الخطط المستقبلية للإدارات بما فيها التعليم والخدمات العامة والإعلام. وتقدم صورة عن طريقة إدارة «الدولة» لمصادرها الطبيعية وعلاقاتها الخارجية والعلاقات العامة ومعسكرات التدريب العسكري.
وهي مؤرخة ما بين تموز/يوليو ـ تشرين الأول/أكتوبر 2014 وتفصل كيفية بناء الدولة معسكرات تدريب وتنظيم جيش نظامي من المحاربين القدماء الذين يجب أن يطلب منهم الدخول في دورات جديدة كل عام، وتستمر لمدة اسبوعين، حيث يتلقون تدريبات على «فنون الأسلحة الجديدة والتخطيط العسكري والتقنية العسكرية».
وتقول الوثيقة إنها ستقدم لهم معلومات مفصلة عن التكنولوجيا» التي يملكها العدو «وكيف يمكن لجنود الخلافة الاستفادة منها».
وتوصي بدائرة خاصة لإدارة معسكرات التدريب العسكرية. وهو ترتيب معقد يذهب أبعد من الترتيبات التي مارسها تنظيم «القاعدة» الذي خطط لهجمات أيلول/سبتمبر 2001. وعلى العموم تكشف الوثيقة عن خطط التنظيم لتدريب الأطفال على الفنون القتالية أو «أشبال الخلافة».
وتقول إن الأطفال سيتلقون «تدريبات ويحملون الأسلحة الخفيفة» و»سيتم اختيار المبرزين منهم للقيام بمهام أمنية، بما في ذلك القيام بدوريات وحراسة نقاط التفتيش».
ونقرأ خططا عن التعليم الذي يبدأ من الأطفال واعترافا بأهمية الحكم الرشيد وكيفية استخدام التكنولوجيا وإدارة المعلومات ـ البروباغندا والتعلم من الأخطاء وهو ما أظهرته دعاية التنظيم. ولكن النص الذي أعده أبو عبدالله كان واضحا في نيته لعمل هذا منذ منتصف – نهاية 2014.
ويكشف التنظيم عن طموحه للوصول إلى ثقافة موحدة تجمع ما بين المقاتلين المحليين والأجانب والوصول إلى حالة من «الاكتفاء الذاتي» و»إنشاء مصانعها العسكرية ومصانع الأغذية» وخلق «مناطق آمنة» من أجل توفير الحاجيات المحلية.
ويقول التميمي الذي نظم الوثائق «يرغب مشروع التنظيم للحكم وليس القتال المستمر». ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد ستانلي ماكريستال الذي قاد القوات الأمريكية في العراق للفترة ما بين 2006- 2008 «لو كانت الوثائق حقيقية فهي مثيرة للانتباه ويجب ان تقرأ من كل واحد خاصة صناع السياسة في الغرب».
وأضاف ماكريستال «لو نظر الغرب لداعش من خلال نمطية القتلة المتعطشين للدم فنحن نسيء تقديرهم».
ويقول وينتر الباحث في جامعة جورجيا «بعيدا عن كونها جيشا مجنونا متعطشا للدم، فالدولة الإسلامية تنظيم له حساباته السياسية ويملك بنية معقدة ومخطط لها بشكل جيد».
ويقـول الجنرال مايك فلين الذي تقاعد العام الماضي، بعد ثلاث سـنوات من إدارتـه وكـالة الاستـخبارات العسكرية، إن «الخطة الغربية غير المتماسكة» أعطت التنظيم الفرصة لتنظيم نفسه. ووصف الوثيقة بأنها «شرعية» وأنها «تعبر عن ميل متزايد لدى الدولة الإسلامية للتصرف كدولة».
داود اوغلو: الضربات الروسية “تقوي” تظيم الدولة
اسطنبول- (أ ف ب): اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو الاربعاء روسيا “بتقوية” تنظيم الدولة الاسلامية من خلال ضرباتها في سوريا وبالسعي الى اخراج التركمان والسنة من شمال سوريا.
وقال داود اوغلو للصحافيين الاجانب في اسطنبول إن الضربات الروسية في سوريا “تقوي” تنظيم الدولة الاسلامية من خلال استهداف قوات المعارضة المعتدلة.
واضاف ان “روسيا تسعى إلى عملية تطهير اتني في شمال اللاذقية لاجبار كل السكان التركمان والسنة ممن ليست لهم علاقات جيدة مع النظام” السوري على الرحيل.
ومن جانب آخر، أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده “مستعدة للعمل” مع روسيا لتجنب تكرار “حوادث مماثلة” لتلك التي أدت إلى اسقاط قاذفة روسية بنيران الجيش التركي فوق الحدود السورية الشهر الماضي.
وأعلن أوغلو “نحن مستعدون للعمل مع روسيا لتجنب تكرار حوادث مماثلة في المستقبل”، معتبرا أنه “من دون تنسيق (…) ستقع دائما حوادث أو مواجهات غير ضرورية”.
وزير الدفاع الأمريكي يدعو التحالف لتكثيف الحملة ضد تنظيم الدولة
واشنطن- (أ ف ب): دعا وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الاربعاء الائتلاف الدولي والعالم الى تكثيف الجهود لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية بعد اعتداءات باريس وسان بيرناردينو.
وقال أمام لجنة القوات الأمريكية في مجلس الشيوخ الامريكي “علينا جميعا ان نفعل المزيد في مواجهة الجهاديين” مؤكدا أن “الوقت حان” لكي تركز روسيا ضرباتها على التنظيم المتطرف وليس على “القوات المعارضة” للنظام السوري.
داريا السورية: 23 قتيلاً و820 برميلاً متفجراً الشهر الفائت
ريان محمد
شهدت مدينة داريا في ريف دمشق، خلال الشهر الماضي، سقوط 23 قتيلاً، وقصفاً جوياً بـ820 برميلاً متفجراً، إضافة إلى عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، فيما لا يزال 12 ألف مدني يعانون من الحصار، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأفاد “المجلس المحلي في مدينة داريا”، اليوم الأربعاء، بأن “شهر نوفمبر/تشرين ثاني الفائت، صادف الذكرى السنوية الثالثة، لفرض القوات النظامية الحصار على المدينة، في وقت يعتبر الشهر الأصعب خلال العام الجاري، حيث فقدت المدينة 23 شخصاً، فضلاً عن الدمار الذي ألحقته البراميل المتفجرة التي وصل عددها إلى 820 برميلاً”.
وبيّن المجلس، في بيان، أن “القوات النظامية عاودت مع بداية شهر تشرين الثاني الفائت تكثيف محاولات اقتحامها للمدينة بعد فترة هدوء نسبية، أعقبت معركة لهيب داريا في شهر أغسطس/آب الماضي، والتي استعادت فيها الفصائل المسلحة المعارضة في المدينة قطاعات مهمة في شمال المدينة”.
ولفت إلى أنّه “في الثالث من الشهر الماضي، هاجمت قوات النظام المدينة من محاور عدّة على الجبهتين الغربية والشرقية، وحشدت أعداداً كبيرة من جنودها ومدرعاتها وآلياتها، لكن مقاتلي الفصائل تصدّوا لجميع الهجمات على الرغم من شراستها”.
”
وبحسب بيان المجلس، فقد صعّد النظام من قصف البراميل على المدينة حيث وصل عدد البراميل خلال الشهر الفائت وحده إلى 820 برميلاً متفجراً، ليتجاوز إجمالي عدد البراميل الملقاة على دارياً حتى الآن 3500 برميل، توزعت بين الأحياء السكنية وجبهات القتال، وأسفرت عن مقتل شقيقتين مع طفلة إحداهما”.
من جهةٍ ثانية، قال الناشط الإعلامي محمد الشامي، من ريف دمشق، لـ”العربي الجديد” إن “الأوضاع الانسانية تزداد سوءاً بشكل يومي، مع استمرار الحصار لما يزيد عن نحو 12 ألف مدني، جراء النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية، في وقت تزداد فيه برودة الطقس وارتفاع الأسعار، ويستمر انقطاع جميع الخدمات الأساسية في المدينة”.
ولفت الشامي إلى أنه “في ما سبق كان المدنيون يعتمدون على تأمين جزء من حاجياتهم من بلدة المعضمية المجاورة لها، حيث كانت في هدنة مع النظام إلا أنه منذ أشهر أُعيد حصار البلدة وقصفها، ما تسبب بنقص توفر المواد الغذائية، وارتفاع أسعارها”.
قتلى وجرحى بقصف على غوطة دمشق الشرقية
رامي سويد
قتل وأصيب ستة وعشرون مدنياً، اليوم الأربعاء، بقصف يعتقد أنه روسي، على المزارع المجاورة لبلدة النشابية في غوطة دمشق الشرقية، وسط اشتباكات متواصلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في المنطقة الواقعة بين بلدة البلالية ومنطقة مرج السلطان.
وأوضحت مصادر طبية في “المكتب الطبي الموحد” في غوطة دمشق الشرقية لـ”العربي الجديد”، أن “ستة أطفال قتلوا نتيجة قصف الطيران الروسي لمبنيين سكنيين في منطقة مزارع النشابية”.
وبحسب المصادر، فإن “الكوادر الطبية في النقاط الطبية تحاول إنقاذ حياة نحو عشرين جريحاً معظمهم أصيبوا بجروح بليغة، بينهم أطفال اضطرت الكوادر الطبية لبتر أطرافهم”.
تزامناً مع استهداف الغوطة، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة المتمثلة بـ”جيش الإسلام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” في منطقة المرج وعلى الطريق الواصل بين بلدة البلالية ومنطقة مرج السلطان، حيث تمكنت قوات المعارضة من استعادة السيطرة على مناطق سيطرت عليها قوات النظام أمس، وفق ما أكد الناشط مهند الدوماني لـ”العربي الجديد”.
وأعلن “جيش الإسلام”، أكبر فصائل المعارضة في ريف دمشق في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على “تويتر”، عن تمكن مقاتليه من “إيقاع قوة تابعة للنظام السوري في كمين محكم في منطقة أوتوستراد حمص دمشق الدولي، ليتمكن مقاتلو الجيش من قتل خمسة عشر جندياً من قوات النظام السوري في المنطقة قبل أن تنسحب القوات المرافقة لهم”.
وفي سياق متصل، ارتكب الطيران الحربي الروسي مجزرة جديدة في مدينة حلب، حيث قتل وأصيب نحو خمسين مدنياً من سكان حي الصالحين وسط المدينة، في الوقت الذي تواصلت فيه المواجهات بين قوات المعارضة وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي، وعلى أطراف مدينة حلب الشمالية وتواصل القصف الجوي على مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب.
وأكد الناشط حسن الحلبي لـ”العربي الجديد” مقتل تسعة مدنيين، وإصابة نحو أربعين آخرين، إثر غارة جوية بصاروخين من طائرة حربية يعتقد أنها روسية، أدت قبل ظهر اليوم الأربعاء إلى دمار أربعة مبان سكنية بشكل شبه كامل في حي الصالحين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة السورية قرب وسط مدينة حلب.
ولفت الحلبي إلى أن قصفاً جوياً مشابها استهدف أطراف مدينة عندان التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، كما استهدف الطيران الروسي بأربع غارات كلاً من أحياء (بعيدين وعين التل والحيدرية والجندول) شمال مدينة حلب، ما أدى إلى مزيد من الدمار في هذه الأحياء التي خلا معظمها من ساكنيها، نتيجة تكرار قصفها خلال العامين الأخيرين.
وشنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية أيضاً على مناطق (الزبة وخان طومان وايكاردا) التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي، صباح اليوم، في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات بين قوات النظام السوري، المدعومة بالمليشيات العراقية والإيرانية وقوات حزب الله اللبناني على جبهات القتال في مناطق (القراصي والحميرة) بريف حلب الجنوبي.
وكانت قوات المعارضة السورية، قد أعلنت في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، عن تمكنها من السيطرة على قرية (بانص وتلة البكارة) الاستراتيجية، إثر اشتباكات مع قوات النظام في هذه المناطق الوقعة إلى الجنوب من بلدة العيس بريف حلب الجنوبي.
وفي سياق آخر، أعلنت قوات المعارضة السورية تمكنها من صد هجوم لقوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على نقاط تمركزها قرب بلدة تل مالد بريف حلب الشمالي.
سكّان الوعر في حمص غادروا
بدأت صباح الأربعاء عمليات إخراج ما يزيد عن 750 شخصاً من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، وذلك بموجب اتفاق بين أهالي الحي، ومندوبي النظام في محافظة حمص، بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، فيما بدأت شحنات المساعدات الإنسانية بدخول الحي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يقارب 300 مسلح مزودين بسلاحهم الفردي، و40 مصاباً، وعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عائلاتهم نقلوا بحافلات إلى ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، الواقعين تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وأشار المرصد إلى أنه من ضمن الأسر الخارجة من الحي 210 أطفال، نصفهم تحت سن السادسة، فضلاً عن 80 من سكان الحي الرافضين للاتفاق.
ويقضي اتفاق الهدنة بخروج المقاتلين من الحي مصطحبين معهم سلاحهم الخفيف، بعد أن يسلموا السلاح الثقيل للنظام مقابل فك الحصار وفتح ممرات آمنة، بالإضافة إلى إطلاق سراح معتقلين لدى النظام.
وكانت مصادر من داخل الحي، قد ذكرت لـ”المدن”، في وقت سابق، أن اتفاق الهدنة سيتم من خلال 3 مراحل، تنتهي الأخيرة بإعادة تشغيل المؤسسات الرسمية والتوصل إلى اتفاق نهائي حول إدارة شؤون الحي، وهذه النقطة ما تزال تشهد عقبات عديدة، تعلق أبرزها بدخول قوات الأمن إلى الحي أم عدم حصول ذلك.
سفراء أوروبيون يناقشون اللجوء السوري:الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية
يارا نحلة
نظّم معهد عصام فارس للسياسات العامة والعلاقات الدولية في “الجامعة الأميركية” في بيروت، مساء الثلاثاء، ندوة بعنوان “اللاجئون السوريون في الغرب”، والتي كانت بمثابة نقاش بين سفراء اليونان وألمانيا وإيطاليا ورئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان، وممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وقدّم كلّ من السفراء الثلاثة موجزاً عن واقع أزمة اللاجئين في بلادهم، كما دار نقاش حول سياسات الإتحاد الأوروبي في ما يخصّ اللجوء والهجرة غير الشرعية، وحول دور المفوضية العليا في هذه القضية.
إستهلّ الوزير السابق طارق متري، مدير معهد “عصام فارس”، الندوة بالحديث عن الجدل العالمي الدائر حول مسألة اللاجئين، خصوصاً في ما يتعلّق بردة فعل أوروبا إتجاهها، مع تنامي تأييد الرأي العام لليمين (كما في فرنسا)، وتوجّه أنظار الأوروبيين نحو الخطر الذي يشكّله اللاجئون. كما أكّد على إهتمام المعهد وإلتزامه بدراسة هذه الأزمة، في لبنان على وجه الخصوص، لكن “أزمة اللجوء السوري في الغرب لها أثر على لبنان أيضاً، وخير دليل على ذلك هو قيام بعض اللبنانيين والسوريين بتزوير جوازات سفر سورية من أجل الهجرة إلى أوروبا”.
وتحدثت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي كريستسنا لاسن، من جهتها، عن بعض مبادئ الإتحاد الأوروبي في التعامل مع تدفق أعداد من السوريين إلى القارة الأوروبية، ومن ضمنها “إعتماد اللامركزية في ما يخص سياسات اللجوء السياسي، أي أن كلّ دولة لها الحق في وضع سياساتها الخاصة، بالإضافة إلى الإعتراف بتأثير هذه الأزمة على بلدان أكثر من غيرها، وبالتالي تقديم العون الأكبر إلى الدول الشقيقة والدول الأكثر تأثراً، والبحث عن إستراتيجيات طويلة الأمد ومستدامة”. كما أشارت إلى حجم الدعم الذي خصّصه الإتحاد الأوروبي لهذه الأزمة حتى الآن، وهو يبلغ 5 مليارات دولار، موزّعة بشكلٍ متساوٍ بين مساعدات إنسانية مباشرة، ومساعدات للبيئات الحاضنة لللاجئين السوريين.
كما عالج الإتحاد الأوروبي هذه الأزمة، بحسب لاسن، من خلال “إعادة توزيع اللاجئين على البلدان التابعة للإتحاد الأوروبي، وإنشاء بؤر ساخنة على السواحل التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين، وتأمين حماية الحدود، بالإضافة إلى مضاعفة وجودنا في البحر ثلاثة أضعاف وذلك من أجل إنقاذ المهاجرين عبر البحر لا إبعادهم، ومحاربة شبكات التهريب”. وأضافت لاسن أن الإتحاد الأوروبي يسعى إلى مساعدة الدول المصدّرة للاجئين إقتصادياً، من خلال خلق فرص عمل فيها للحدّ من الهجرة.
الدول التي كانت حاضرة في الندوة من خلال سفرائها هي أكثر الدول تأثراً بأزمة اللجوء، فشواطئ اليونان وإيطاليا هي الوجهة الأولى للاجئين المسافرين عبر البحر، في حين أن ألمانيا هي غالباً الوجهة الأخيرة. وقد أكّد السفراء الثلاثة على أولوية هذه القضية بالنسبة لدولهم. وتحدّث السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي عن جوهرية الدور الذي تلعبه “شينغين” في هذه الأزمة، فـ”لم تعد الأزمة مرحلية بل بنيوية ومستدامة”. كما أشار ماروتي إلى حساسية هذه المسألة التي جلبت كثير من النقد واللوم للإتحاد الأوروبي بسبب تعريض أوروبا لخطر “داعش”.
من جهته، تطرّق السفير الألماني مارتن هوث إلى مسألة معارضة اليمين المتطرّف في أوروبا لإستقبال اللاجئين، وقد نظّم تظاهرات مناهضة لللاجئين، وإلى علاقة الرأي العام الأوروبي بصنع السياسات المتخصصة. كما تحدّث عن النقد الذي تلقته ألمانيا جرّاء إستقبالها لأعداد كبيرة من اللاجئين على إعتبار أنهم ينتمون إلى منظمات إسلامية متطرّفة، مشدّداً على أهمية عدم ربط المسألتين ببعضهما، “فمن المؤذي ربط أزمة اللجوء بداعش، بل أن عدم إنخراط الجالية السورية في المجتمع المضيف هي التي تولّد الصراعات”، وفق هوث. وأضاف “شينغين ليست مهدّدة في ما يخصّ هذه القضية، فقد ينهار نظام شينغين فقط لدواعٍ أمنية أي لردع الإرهاب”.
كما أشار هوث إلى العبء الذي تشكّله أزمة اللجوء على ألمانيا، وتمنى أن يتم توزيع اللاجئين بشكل عادل على مختلف الدول الأوروبية، لافتاً إلى حجم الأزمة التي “تمثّل أكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية”. وقد شعرت الدول الأوروبية، بحسب هوث، بحالة الطوارئ منذ العام 2012، وبدأت عندها بتنظيم برامج لمعالجة الأزمة. وشدّد على أهمية إنخراط وإنصهار اللاجئين في المجتماعات المضيفة. وشرح القنصل اليوناني ثوناس لويس، بدوره، أثر الأزمة السورية على بلاده، لافتاً إلى أن “بعض الجزر اليونانية باتت تضمّ أعداداً من اللاجئين تفوق عدد سكانها اليونانيين”.
أما ممثلة المفوضية العليا ميراي جيرارد، فأشارت إلى أن من “ضمن التسعمئة ألف لاجئ في أوروبا، 51 بالمئة منهم هم من السوريين”. فالأزمة ليست مرتبطة بالسوريين فقط، بل أن العالم يشهد حركة لجوء من القارة الأفريقية، وعدد من الدول العربية وأفغانستان. من جهةٍ أخرى، يُعتبر لبنان الدولة التي تتضمن أعلى نسبة لجوء في العالم. و”هذه الأزمة هي نتيجة الفشل في معالجة الأزمة السورية”، وفق جيرارد، التي قالت “لا أريد أن أتكلّم عن العبء، بل عن مسؤولياتنا في خضمّ هذه الأزمة”. وقد تحدّثت عن الأزمات الإقتصادية لمجتمع اللاجئين السوريين في لبنان، “الذي وقع في حلقة من الدَين والفقر”، مشيرةً إلى أن “70 في المئة من اللاجئين هم تحت خطّ الفقر، و50 بالمئة تحت خطّ الحياة”.
وعلى الرغم من تركيز الندوة على أزمة اللاجئين في الغرب، غير أنه لم يكن ممكناً تجنّب النقاش حول اللاجئين في لبنان، فتحدّثت جيرارد عن “معاناة الدول المضيفة التي تتزايد يوماً بعد يوم خصوصاً لبنان”، مشدّدةً على أهمية تضامن الشعب اللبناني مع السوريين، قائلةً: “إذا خسرنا هذا التضامن، نخسر كلّ شيء”. من هنا، أهمية دعم المؤسسات اللبنانية من أجل ضمان قدرتها على إستقبال اللاجئين، وقد بلغ حجم المساعدات التي قدّمتها المفوضية للبنان “مليار دولار هذا العام”، مشيرة إلى أولوية التعليم بالنسبة للمفوضية، فـ”نحن نركّز على التعليم بالدرجة الأولى، وقد ثبُتَ أنها مقاربة ناجحة”. وأشارت إلى مساعي المفوضية لتأمين إنخراط اللاجئين في معاهد فنية من أجل تزويدهم بمهن. بالإضافة إلى سعي المفوضية لتعديل المعايير المطلوبة من أجل إقامة شرعية للاجئين، لجعلها أكثر تناسباً مع وضعهم.
قدّمت الندوة صورة عامة عن واقع اللجوء السوري وحجمه في الدول الأوروبية، وكذلك في لبنان، إلا أنها بقيت في العموميات ولم تقدّم أي حلول أو مقترحات خصوصاً أنها لم تعالج الجوانب السياسية للأزمة. لكن إتفق الجميع على أن “لا حلّ لأزمة اللجوء السوري من دون حلّ سياسي في سوريا”.
“الفرقة الشمالية”: اتحاد جديد في صفوف الجيش الحر
غيث حمّور
تحت مسمى “الفرقة الشمالية”، توحد فصيلان عسكريان ينتميان إلى الجيش السوري الحر، وهما “لواء فرسان الحق” و”الفرقة 101″. هو اتحاد جديد نوعي بين مكونات الجيش الحر المتفرقة، بعدما كانت آلية التوحيد والاندماج محصورة لفترة طويلة بالفصائل الإسلامية المعارضة.
اندماج “لواء فرسان الحق” و”الفرقة 101″، جاء “لتوحيد الصف وتحقيق أهداف الثورة السورية” وفقاً لبيان إطلاق “الفرقة الشمالية” الذي صدر الإثنين. وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون، خطوة إيجابية على طريق إنشاء مظلة عسكرية معارضة، تحمل هموم الثورة السورية الأولى، في ظلّ الأوضاع العصيبة التي تشهدها البلاد، فيما رأى آخرون أن الأمر لا يتعدى الشكليات ولن يكون له دور كبير في مجريات المعارك.
وكانت الفترة الماضية، قد شهدت عمليات توحيد واندماج لفصائل الجيش السوري الحر، وأبرزها إنشاء “جيش النصر” في الشمال السوري، عبر اتحاد كل من “تجمع صقور الغاب” و”الفوج 111″ و”جبهة إنقاذ المقاتلة”. إضافة إلى تشكيل “الفرقة الوسطى” صاحبة الحضور في ريف حماة. ليعود بذلك الجيش السوري الحر إلى الواجهة، خاصة بعد السؤال الذي أطلقه الروس مع بدايه حملتهم في سوريا: “أين هو الجيش الحر؟”.
قائد “الفرقة 101″، العقيد الطيار حسن حمادة، قال لـ”المدن”: “الفرقة الشمالية نواة لتوحيد كافة فصائل الجيش الحر على الأرض السورية، فالتوحّد بين الفصائل قوة للجيش الحر وللثورة السورية بشكل عام، والفرقة الشمالية هي زيادة في القوة والوسائط”.
وشهدت جبهات القتال، خلال الأيام الماضية، تراجعاً نسبياً للمعارضة السورية، خاصة في ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي، وعن ذلك قال حمادة: “سنستعيد تلك النقاط، بالتعاون مع كافة تشكيلات الجيش الحر العاملة في الشمال السوري، وسنكون عند حسن ظن الشعب السوري الحر، وسيبقى الجيش الحر هو المخلص والخيار بالنسبة للسوريين”.
ووصلت فصائل الجيش السوري الحر إلى ذروة مجدها في نهاية العام 2012 وبداية 2013، وحصدت دعماً شعبياً كبيراً. لكن مع ظهور التنظيمات المتطرفة، مثل “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” بدأ “الجيش الحر” بالانحسار.
ومع بداية التدخل العسكري الروسي، عاد الجيش الحر إلى الواجهة، وقامت الفصائل المنضوية تحت اسمه بتدمير ما يقارب 200 آلية ثقيلة لقوات النظام، ومنها 123 دبابة في الشهر الأول للحملة الروسية، على جبهات حماة وحلب واللاذقية.
الناشط محمد أبو بكر قال لـ”المدن”: “قد يكون لهذه الاتحّادات دور في المعركة، كما يحدث الآن مع الفرقة الشمالية المشكلة حديثاً، لكنها ليست عاملاً حاسماً. فالسلاح وحده من يحسم، وفي غياب السلاح النوعي القادر على قلب المعركة، ستبقى الأمور على ما هي عليه”.
وأضاف أبو بكر: “شاهدنا في الشهر الأول للحملة الروسية، انتشاراً للصواريخ الأميركية المضادة للدروع (تاو) التي كان لها نتائجاً ملموسة”.
تساؤلات عن مرجعية الجيش الحر في سوريا، خاصة بعد التطورات السياسية الدولية المتلاحقة، أجابت عنها قيادة “الفرقة الشمالية”، بالقول إن “مرجعيتها العقائدية هي الوطن، الذي يجب أن يتحرر من الطغاة والمستبدين مهما كان الثمن”، وأكّدت أنّ “النطاق الواسع الجديد جغرافياً، وتكامل السلاح الثقيل والمتوسط، سيكون لهما أثر كبير في هذا الاتحاد، على أرض المعركة”.
وقال المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، لـ”المدن”: “اندماج فصيلين فاعلين في الجبهة الشمالية، خاصة في حلب وإدلب في قيادة واحدة، هو أمر مطلوب وسيزيد من فاعليتها العسكرية بالتأكيد”.
وحول الرأي القائل بأن هذا التشكيل ومعظم التشكيلات الحديثة لا تحمل الجديد، ولا تحدث فرقاً على الأرض، أوضح أبو زيد: “بالعكس تماماً، أعتقد أن الاندماج بين الفصائل يحدّ من ظاهرة تعدد الفصائل التي تعج بها الساحة السورية. والاندماجات المتواصلة تساهم في تشجيع الفصائل الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة. وشهدنا مؤخراً عدداً من الاندماجات بين فصائل الجيش الحر، وشهدنا اندماجات بين الفصائل ذات الصبغة الإسلامية أيضاً، وأعتقد أن هذا سيؤدي إلى الحد من تعدد القيادات وفاعلية عسكرية أكبر وقيادة مركزية واحدة، وسيؤدي أيضاً إلى تنظيم صفوف المعارضة”.
من جهته، قائد “لواء فرسان الحق” المقدم فارس بيوش، تحدث عن الاتحادات الجديدة، بشكل عام، وعن “الفرقة الشمالية” بشكل خاص: “نحن نسعى دائماً إلى توحيد فصائل الجيش الحر، والفرقة الشمالية أحد أشكال هذا السعي، ونهدف من خلاله لتركيز القوى ضد النظام وداعش”.
وستكون قيادة “الفرقة الشمالية” من قادة التشكيلين السابقين، وستنتشر في إدلب وحلب وحماة، وستعمل في أربع جبهات قتالية في الشمال السوري.
ويضيف بيوش: “أهداف الفرقة هي أهداف الثورة ولا تخرج عنها، وهناك فصائل كثيرة تريد الانضمام للتشكيل الجديد، ونحن كقيادة نرحب بهم وقمنا مباشرة بضم البعض منهم، واندماجنا عبر هذا التشكيل هو اندماج كامل. وهو أمر سيعطينا أفضلية على مستوى النطاق الواسع في العمل، والتنوع في السلاح، والتكامل العسكري في التخطيط والتنفيذ، كما سيكون هذا الاتحاد عاملاً مهماً في التنسيق مع الفصائل الأخرى العاملة في سوريا”.
حلب: المعارضة توقف زحف المليشيات الشيعية إلى الطريق الدولي
خالد الخطيب
شنت فصائل المعارضة المسلحة، هجوما معاكساً على مواقع قوات النظام وحشد الميليشيات الشيعيّة، في قرى وبلدات زيتان وبانص وخلصه والعزيزية والعيس وتلتي البنجيرة والبكارة، في ريف حلب الجنوبي. وتمكنت المعارضة من السيطرة على بلدة بانص وأجزاء من تلة البكارة وعدد من المزارع في محيط بلدة العيس. ثم انتقلت الاشتباكات إلى قلب العيس الاستراتيجية التي حولتها الميليشيات الطائفية إلى قاعدة عمليات متقدمة لقواتها في ريف حلب الجنوبي.
عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، بأن المعارضة في “جيش الفتح” و”فتح حلب” تمكنت من تدمير ثلاث مدرعات وجرافة، بالإضافة إلى اغتنامها مدافع رشاشة وكميات من الذخيرة في بلدة بانص ومحيط العيس، كما قتلت أكثر من ثلاثين عنصراً من قوات النظام والميليشيات خلال المعارك، المستمرة منذ ليل الثلاثاء، جنوبي حلب على محاور متعددة.
وأوضح الحسين أن المعارضة تمكنت من السيطرة على مواقع كثيرة ودخلت قرى زيتان وخلصه والعزيزية، لكنها أُجبرت على الانسحاب، بسبب القصف العنيف الذي طال مواقعها جواً وبراً.
وتمكنت المعارضة فعلياً من ضرب الخطوط الخلفية للمليشيات الشيعية في زيتان، والتي تحاول جاهدة السيطرة على بلدة الزربة المحاذية، لكنها في الوقت ذاته، لم تتمكن من قطع امداداتها بشكل كامل، بسبب المساندة الجوية الروسية وغاراتها المتواصلة على مواقع المعارضة وخطوط قواتها الأمامية في كامل جبهات ريف حلب الجنوبي. كما أن دخول منظومات الصواريخ الروسية الحديثة “أرض-أرض” متوسطة وقصيرة المدى، إلى ميدان المعركة في الريف الجنوبي، أعاقت تقدم المعارضة وعززت قوة الميليشيات المتحصنة في القرى والبلدات المستهدفة، خاصة في تلة العيس، التي أضحت من أهم تحصينات القوات المهاجمة وتتركز عليها قواعد اطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وتغطي نارياً كامل المنطقة المحيطة بها.
المعارضة خسرت أيضاً عدداً كبيراً من مقاتليها في معارك الثلاثاء، وسقط معظمهم في القصف الجوي والمدفعي الروسي، وباتت قوات النظام والميليشيات تعتمد بشكل كبير على التفوق الناري الروسي، متحاشية الاشتباك المباشر والزج بآلياتها المدرعة التي أضحت صيداً سهلاً لصواريخ التاو لدى المعارضة.
وينصب الرهان الآن على بلدة العيس التي تشهد معارك عنيفة، وبدأتها المعارضة بتفجير سيارة مفخخة استهدفت مدخل البلدة والحاجز الرئيسي فيها. وتستخدم المعارضة في معركة العيس معظم جهدها العسكري للسيطرة عليها، التي تمثّلُ الحل الوحيد للمعارضة لوقف زحف المليشيات.
وفي ريف حلب الشرقي، تقدمت قوات النظام مجدداً على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” وسيطرت على بلدات شويلخ وشريع في محيط مطار كويرس العسكري، بعدما انسحب منها التنظيم على خلفية القصف الجوي والصاروخي المتواصل. ومع التقدم الأخير أصبحت قوات النظام على مشارف مدينة دير حافر، والتي أعلنها التنظيم والقرى المحيطة بها، منطقة عسكرية.
ويسود تخوف كبير لدى سكان المنطقة الشرقية في الباب ودير حافر، اللتين أصبحتا بشكل كامل في مرمى نيران قوات النظام، التي تقضم المزيد من المناطق باتجاههما، في الوقت الذي يبدو فيه التنظيم غير أبه بما يحدث، ولا يبذل جهوداً تذكر في سبيل وقف تمدد قوات النظام.
عضو المكتب الإعلامي لمدينة الباب أحمد رجب، أكد لـ”المدن”، أن موجات نزوح كبيرة شهدتها القرى المحيطة بدير حافر شرقي مطار كويرس، كما شهدت قرى وبلدات جنوب وغرب مدينة الباب نزوحاً مشابهاً، بسبب تقدم قوات النظام السريع في المنطقة، في ظل تعتيم إعلامي كبير. وأوضح رجب أنه بعد فك الحصار عن المطار عادت قواعد الصواريخ والمدفعية لتقصف كامل المنطقة المحيطة وصولاً إلى مدينة الباب ودير حافر، ولم يعد القصف الجوي وحده من يؤرق المدنيين، المضيق عليهم أصلاً من التنظيم الذي بدأ الناس يعتبرونه متآمراً مع قوات النظام ضدهم.
ويواصل طيران النظام الحربي والمروحي قصفه لقرى وبلدات حزازة وتل أيوب وأم زليلة وتل أحمر وحميمة ورسم العبد وتل جبار. كما تستهدف المدفعية الثقيلة والصواريخ القرى ذاتها التي أصبحت شبه خاوية، ولا يوجد فيها أي مظهر من مظاهر الحياة.
وفي ريف حلب الشمالي عاودت “قوات سوريا الديموقراطية” استهداف مواقع المعارضة في كشتعار وشوارغة والمالكية ودير سمعان، التي شهدت ليل الثلاثاء/الأربعاء، اشتباكات بين الطرفين، في الوقت الذي شنت فيه المقاتلات الحربية الروسية أكثر من 20 غارة جوية مستهدفة مواقع المعارضة والقرى والبلدات المتنازع عليها، ما تسبب في مقتل خمسة عناصر تابعين للمعارضة.
معارك المعارضة مع “قوات سوريا الديموقراطية” في الجبهات الغربية أوقفت العمليات العسكرية مجدداً في الشرق مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعدما سيطرت المعارضة على خمس قرى بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا. كما أن المقاتلات الروسية لم تعد تسمح لمقاتلات التحالف أن تبقى سوى بضع ساعات في الأجواء، على مدى الأربع والعشرين ساعة، لتتفرد روسيا بطائراتها الحربية والاستطلاعية في أجواء الشمال كاملة.
الجولاني في مؤتمر صحافي.. قريباً
نشرت مؤسسة “المنارة البيضاء” الإعلامية التابعة لجبهة النصرة، في “تويتر”، إعلاناً مقتضباً عن مؤتمر صحافي يُبثّ قريباً لزعيم الجبهة “أبو محمد الجولاني”.
ويظهر في صورة الإعلان التي بدأ الناشطون بتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الجولاني وهو يدير ظهره للكاميرا من دون أن يكشف عن وجهه، مع الإعلامي السوري المعروف موسى العمر وثلاثة ناشطين إعلاميين آخرين منهم الناشط هادي العبد الله.
سيبث المؤتمر بشكل حصري لصالح قنوات “الجزيرة” الإخبارية، و”أورينت نيوز” السورية المعارضة، و”الغد العربي” التي تبث من لندن، ويعمل فيها العمر، حسبما أعلن الأخير في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي في “تويتر”.
لم يحدد تاريخ تصوير المؤتمر ومتى سيتم عرضه، علماً أنه تمّ في مدينة إدلب السورية شمال البلاد، التي تسيطر عليها “النصرة” بشكل كامل منذ آذار/مارس الماضي.
روسيا تنفي إقامة قاعدة عسكرية جديدة بسوريا
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن روسيا لن تقيم قاعدة عسكرية جوية جديدة في سوريا، ووصف التقارير التي تحدثت عن هذا المشروع بأنها “لا تمت للواقع بصلة”.
وأكد كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء في موسكو، عدم صحة التقارير التي تحدثت عن إنشاء بلاده قاعدة عسكرية جوية جديدة في منطقة الشعيرات بريف حمص.
وقال “طائراتنا تنطلق من مطار حميميم في اللاذقية، وتصل إلى أبعد نقطة في سوريا بغضون أربعين دقيقة، لذلك لا نحتاج إلى إنشاء أي قاعدة جوية جديدة”.
وتشن روسيا غارات جوية على مواقع بسوريا منذ نحو شهرين، وتبرر تدخلها العسكري إلى جانب النظام السوري باستهداف مواقع تنظيم الدولة، وهو ما تنفيه كل من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية وقوى المعارضة السورية، التي تؤكد أن أكثر من 90% من الأهداف التي تقصفها المقاتلات الروسية لا توجد فيها “تنظيمات إرهابية” وإنما تستهدف المدنيين وفصائل المعارضة ومواقع للجيش السوري الحر.
انسحاب للمعارضة بحمص وقصف روسي باللاذقية
بدأ مقاتلو المعارضة السورية اليوم الأربعاء الخروج من حي الوعر آخر حي يسيطرون عليه في مدينة حمص وسط سوريا طبقا لاتفاق أبرم مع نظام بشار الأسد، وفي الأثناء قتل 14 شخصا بينهم نساء وأطفال جراء قصف الطيران الروسي مستشفيين بريف اللاذقية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حافلة أولى تقل مدنيين غادرت حي الوعر، حيث ينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه بإشراف الأمم المتحدة على رحيل ألفي مقاتل مع عائلاتهم من هذا الحي.
ومن المتوقع أن يغادر نحو 750 شخصا المنطقة على مدار اليوم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هذا الرقم سيشمل عشرات من المقاتلين والمدنيين، وإن الأولوية ستعطى للنساء والأطفال وعدد من المصابين.
وتشرف الأمم المتحدة على تطبيق الاتفاق الذي وافقت عليه بشكل مباشر الأطراف السورية. ويقول دبلوماسيون إن اتفاقات وقف إطلاق النار المحدودة التي تطبق في مناطق بعينها قد تكون أفضل طريقة لإحلال السلام في البلاد التي يمزقها الصراع منذ نحو خمس سنوات.
من جهة أخرى، قالت غرفة عمليات حلب التي تضم عددا من فصائل المعارضة السورية المسلحة إنها تمكنت من تدمير دبابة من نوع “تي 90” الروسية الصنع، تستخدمها مليشيات موالية للنظام، وقتلت عددا منهم في منطقة خلصة بريف حلب الجنوبي.
وبثت المعارضة المسلحة صورا لعملية استهداف الدبابة بصاروخ مضاد للدروع، مما أدى إلى احتراقها وتدميرها بشكل كامل. وتعد تلك الدبابة الأحدث في الجيش الروسي وهي من الجيل الثالث.
قصف روسي
وفي ريف اللاذقية، أفاد مراسل الجزيرة نت عمر أبو خليل بمقتل أربعة عشر شخصا بينهم نساء وأطفال جراء قصف الطيران الروسي مساء أمس مستشفيي البرناص ومرج الزاوية الخاص بالأطفال والنساء.
وذكر ناشطون أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بصاروخين مستشفى التوليد والنساء بقرية مرج الزاوية، مما أسفر عن مقتل ثلاث نساء وطفلين، تبعهما صاروخ ثالث استهدف المنقذين وسيارة الإسعاف التي كانت تنقل المصابين ليتضاعف العدد إلى أحد عشر قتيلا.
وأكد مصدر طبي في المستشفى الميداني الذي نقل إليه الجرحى، أن حالة اثنين من المصابين حرجة.
كما استهدف القصف الروسي مستشفى البرناص بعدة صواريخ أصابته بشكل مباشر موقعا عددا من القتلى والجرحى.
وسبق للطيران الروسي أن قصف المستشفى مع بداية غاراته الجوية على ريف اللاذقية قبل شهرين، مما أوقع عددا من القتلى والجرحى.
اشتباكات عنيفة
في غضون ذلك، تستمر الاشتباكات على مختلف المحاور في جبلي الأكراد والتركمان، وتتعرض فصائل المعارضة لضغط كبير في قرى عرافيت وبشرفة وعكو بجبل الأكراد، حسب ناشطين.
وبث المكتب الإعلامي في الفرقة الأولى الساحلية تسجيلا مصورا يظهر تدمير عناصر الفرقة عربتين لقوات النظام في قرية عين الجوزة بجبل الأكراد قريبا من قمة النبي يونس بصاروخ تاو، إحداهما تحمل مدفعا رشاشا والأخرى لضابط في جيش النظام.
وشهد أمس الثلاثاء مقتل ستة أشخاص وجرح آخرين في غارات وانفجار ألغام في ريف دمشق، كما قتل 11 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية جراء غارات على مدينة الرقة.
إحباط روسي من اجتماع مجلس الأمن حول تركيا
عبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن خيبة أمله من نتائج الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الدولي، والذي بحث مسألة نشر الجنود الأتراك في شمال العراق، مشيرا إلى أن الاجتماع لم يخرج بنتائج تلزم أنقرة باتخاذ أي إجراءات بهذا الشأن.
وقال تشوركين للصحفيين إن تأثير هذا الاجتماع كان يمكن أن يكون أقوى “مع رسالة موحدة، ولكن لم نستطع التوصل إلى هذا الأمر”، موضحا أن الأعضاء الغربيين في المجلس -خصوصا الولايات المتحدة التي تترأسه هذا الشهر- رفضوا مطالبة أنقرة “بالتقيد بالنظام”.
وأعرب تشوركين عن “إحباطه” من عدم تأكيد مجلس الأمن مجددا على سيادة ووحدة أراضي العراق لأن بعض أعضائه اعتبروا أن “هذا الأمر من شأنه أن يسمم الوضع”.
وأكد السفير الروسي أنه من المهم لفت انتباه مجلس الأمن إلى هذا الأمر، معتبرا أن تركيا “تصرفت بتهور وبشكل غير مقبول”، وأن تصرفها يعكس “نقصا في شرعية الأعمال” التي يقوم بها التحالف الدولي في العراق وسوريا.
شأن عراقي تركي
من ناحيته، أشار السفير العراقي محمد علي الحكيم إلى أن بغداد وأنقرة تعملان على حل هذا الخلاف “بطريقة ثنائية”، وأن هذه المحادثات “كانت جيدة جدا”، مؤكدا أن موسكو لم تتشاور معه بشأن مبادرتها.
من جهتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور ان واشنطن “تعتبر أن الانتشار الأول للقوات التركية تم التفاوض عليه مع الحكومة العراقية”، مضيفة “نأمل أن يكون الانتشار الإضافي حصل بهذه الطريقة”.
وكان مراسل الجزيرة في الأمم المتحدة أفاد بأن روسيا طلبت من مجلس الأمن بحث التحركات التركية في سوريا والعراق، ونقل عن مصادر دبلوماسية أن المجلس سيناقش هذه المسألة خارج جدول أعماله الثلاثاء.
كما نقل المراسل عن مصادر دبلوماسية غربية تأكيدها أن الدول الغربية ستعمل خلال النقاش على التركيز على أهمية التهدئة بين موسكو وأنقرة.
وينتشر بين 150 و300 جندي تدعمهم عشرون دبابة منذ الأسبوع الماضي في بعشيقة، على بعد 30 كلم عن الموصل شمالي العراق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
أوغلو: #روسيا تحاول “تطهير” اللاذقية من السنة
أكد أن نشر جنود أتراك في شمال العراق كان نوعاً من التضامن وليس العدوان
العربية.نت، وكالات
قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن روسيا تحاول تنفيذ عملية “تطهير عرقي” بمحافظة اللاذقية بشمال سوريا بطرد التركمان والسنة من اللاذقية لإقامة ملاذ آمن لها وحماية القواعد الروسية والسورية.
واتهم أوغلو روسيا “بتقوية” تنظيم داعش من خلال ضرباتها في سوريا.
وقال لعدد من وسائل الإعلام الأجنبية في اسطنبول، اليوم الأربعاء “تحاول روسيا تنفيذ عملية تطهير عرقي بشمال اللاذقية لطرد السكان التركمان والسنة الذين ليست لهم علاقة طيبة مع النظام. يريدون (الروس) طردهم. يريدون تطهير هذه المنطقة عرقيا لحماية قواعد النظام وروسيا في اللاذقية وطرطوس”.
أما عن حادثة اسقاط السوخوي الروسية، فأكد أن بلاده “مستعدة للعمل” مع روسيا لتجنب تكرار “حوادث مماثلة”، معتبرا أنه “من دون تنسيق ستقع دائما حوادث أو مواجهات غير ضرورية”.
تنظيم الدولة يُفرج عن خمسة وعشرين رهينة آشورية في سورية
أطلق تنظيم الدولة (داعش) اليوم سراح دفعة جديدة من الآشوريين الذين اختطفهم من قرى الخابور في ريف الحسكة شمال سورية في 23 شباط/فبراير الماضي من بينهم نساء،
وقالت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان إن التنظيم أطلق اليوم (الأربعاء) سراح 25 آشورياً وصلوا جميعهم إلى مدينة تل تمر، كبرى البلدات الآشورية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، وأوضحت أنه كان في استقبالهم الأسقف مار أفرام أثنئيل وحشد من وجهاء وأبناء البلدات الآشورية.
فيما أوضح المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن جميع المفرج عنهم من رجال مع وجود طفلين معهم، وأشارت إلى أن عملية إطلاق سراحهم تمت بعد مفاوضات حثيثة تقوم بها أسقفية سورية لكنيسة المشرق الآشورية برئاسة المطران افرام اثنيل.
وبلغ عدد المفرج عنهم من قبل التنظيم بعد مفاوضات طويلة 123 مدنياً معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال، ومازال التنظيم يحتفظ بأكثر من مائة مدني آشوري اختطفهم بعد هجومه على سلسلة قرى وبلدات آشورية شمال سورية.