أحداث الأربعاء 11 أيلول 2013
الغرب يختبر النيات الروسية
باريس – رندة تقي الدين؛ واشنطن – جويس كرم؛ موسكو – رائد جبر
نيويورك، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – سارعت الدول الغربية امس إلى امتحان نيات روسيا في وضع الترسانة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية تمهيداً لتدميرها، عبر طرح مشروع قرار دولي بموجب الفصل السابع قدمته فرنسا ويتضمن «تفكيك» هذه الترسانة و «محاسبة» المسؤولين عن مجزرة الغوطتين قرب دمشق، لكن موسكو سارعت إلى رفضه في صيغته هذه.
في هذا الوقت، أبقت إدارة الرئيس باراك اوباما خيار الضربة قائماً، وواصلت حملتها للحصول على تفويض من الكونغرس بتوجيه ضربة عسكرية إلى قوات الرئيس بشار الأسد.
من جهة أخرى، اعتبر مجلس التعاون الخليحي أن المبادرة الروسية «لا توقف نزيف الدم» في سورية. وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة عقب اجتماع للمجلس الوزاري الخليجي في جدة، إن مسألة السلاح الكيماوي «لا توقف نزيف الدم في سورية، والقضية لا تتعلق بنوع سلاح واحد، فالنزيف مستمر منذ سنتين ونطلب وقفه». وتابع: «لقد سئمنا المماطلة والتسويف».
وأضاف الشيخ خالد الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، في مؤتمر صحافي: «موقفنا ثابت لم يتغير بالنسبة إلى سورية. نطالب بإنهاء معاناة الشعب السوري». وأوضح رداً على سؤال أن موقف «المجلس موحد تجاه سورية (…) لم يتغير ولم يتأثر بأي تصريحات صدرت في اليومين الماضيين. نريد وقف نزيف دم الشعب السوري والمبادرات يسأل عنها أصحابها». وأكد الوزير البحريني أن دول الخليج «واعية لأخطار تداعيات أي ضربة لسورية وجاهزة للتعامل معها (…) ونحن لا نجري اتصالات مع واشنطن لتسريع الضربة إنما اتصالاتنا هدفها وقف النزيف» في سورية.
وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بدأت فرنسا مشاورات مع شركائها في مجلس الأمن في شأن مشروع قرار فرنسي حول الأسلحة الكيماوية. وأوضح ديبلوماسيون أن «المحادثات غير الرسمية» شملت في المرحلة الأولى ديبلوماسيين من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، وقد تدوم «أياماً عدة». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في باريس إن مشروع القرار الذي تطرحه بلاده ملزم بموجب الفصل السابع وينص على وضع الأسلحة الكيماوية السورية «تحت الرقابة وتفكيكها».
وتضمن المشروع خمس نقاط هي: «إدانة الهجوم الكيماوي الذي قام به النظام السوري في 21 الشهر الماضي، ومطالبة هذا النظام بأن يكشف كل الحقيقة وبسرعة عن برنامج سلاحه الكيماوي وأن يضعه تحت رقابة دولية وأن يدمره، ووضع آلية مراقبة كاملة للتفتيش ومراقبة تنفيذ واجباته تحت رقابة المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيماوي، وتوقع تبعات جدية لأي خرق من النظام السوري لالتزاماته الدولية، ومعاقبة مرتكبي مجزرة الكيماوي في 21 آب (أغسطس) الماضي أمام محكمة الجنايات الدولية».
ولاحقاً دعت روسيا إلى اجتماع موسع لمجلس الأمن بكامل أعضائه لبحث «الوضع في سورية» من دون إعطاء تفاصيل عن جدول أعمال الاجتماع. وانطلقت المشاورات في نيويورك في ظل توقعات بحصول مواجهة ديبلوماسية قاسية مع إبداء روسيا موقفاً متصلباً حيال المشروع الفرنسي، فيما قال ديبلوماسيون إن «روسيا مستعدة لتأييد بيان غير ملزم عن مجلس الأمن وليس قراراً».
وكان فابيوس أعلن عقب اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن موسكو «ليست متحمسة» في الوقت الراهن لصدور قرار ملزم عن مجلس الأمن. واضاف: «أدرك أن الروس ليسوا متحمسين، وأستخدم هنا تعبيراً مخففاً، خلال هذه المرحلة لوضع كل ذلك في إطار قرار ملزم من الأمم المتحدة».
لكن وزارة الخارجية الروسية أوضحت في بيان أن «لافروف شدد على أن اقتراح فرنسا الموافقة على قرار يصدره مجلس الأمن الدولي (…) مع تحميل السلطات السورية مسؤولية الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية، لا يمكن قبوله».
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك اوباما تحادث هاتفياً امس مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في شأن الاقتراح الروسي. وأضاف: «اتفقوا على العمل سوياً عن كثب وبالتشاور مع روسيا والصين من أجل استطلاع جدي لمدى جدوى الاقتراح الروسي». وأوضح أن هذه الجهود «ستبدأ اليوم (أمس) في الأمم المتحدة وستتضمن مناقشة لعناصر قرار محتمل من مجلس الأمن».
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده ستدعم أي مشروع قرار يحظى بـ «صدقية»، لكن يجب أن يتضمن تهديداً باستخدام القوة. وقال هيغ: «يجب أن يكون بالتأكيد ضمن الفصل السابع كي يكون له معنى وصدقية». وشدد ناطق باسم الحكومة البريطانية على ضرورة ألاّ تكون عملية تفكيك السلاح الكيماوي «بلا نهاية».
في المقابل، بدأت موسكو تحركاً لبلورة اقتراحها وإنضاج خطة عمل بالتعاون مع دمشق والأمم المتحدة، فيما أشار خبراء روس إلى «مسار طويل» ينتظر المبادرة، وأكد سياسيون أن «قبول دمشق الاقتراح لا يعني اعترافاً بوجود ترسانة كيماوية». وتحركت الديبلوماسية الروسية سريعاً، لحشد تأييد دولي للاقتراح، وأجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف سلسلة اتصالات مع وزراء غربيين، بينهم كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأكد أنه سيبقى «على اتصال دائم» مع كيري لبحث المستجدات.
وأوضح لافروف أن بلاده «تعمل مع الجانب السوري على إعداد خطة محددة لتنفيذ المبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية، وأن العمل على إنجاز الخطة سيجري بالتعاون مع الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وقال إن الخطة يجب أن تكون «قابلة للتطبيق وواضحة»، معرباً عن الأمل في تمكين موسكو من تقديمها إلى المجتمع الدولي «في أسرع وقت».
في غضون ذلك، واصلت إدارة اوباما جهودها لحشد تأييد لقرار توجيه ضربة عسكرية لقوات الأسد، حيث قدم كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي شهادات أمام لجنة الأجهزة العسكرية في مجلس النواب. وقال وزير الخارجية إن أوباما ربما يريد التحدث إلى زعماء الكونغرس في شأن «متى وكيف» سيتخذ إجراء إزاء طلبه التفويض بتوجيه ضربات محدودة لسورية.
وقال كيري عندما سئل عن التطورات الديبلوماسية: «لم يتغير شيء بخصوص طلبنا من الكونغرس اتخاذ إجراء في هذا الصدد». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنتظر تسلم الاقتراح الروسي «لكنها لن تنتظر طويلاً».
وقال هاغل إنه «رغم أننا نأمل جميعنا في أن يكون هذا الخيار هو الحل الحقيقي للأزمة، علينا أن نبقى متيقظين للغاية ونضمن أن لا يكون (الاقتراح) خطة من قبل حلفاء سورية الروس بهدف المماطلة»، مضيفاً أن التهديد الأميركي بشن عمل عسكري ضد دمشق يجب أن يظل «حقيقياً وذا صدقية».
وفيما اتصل كيري بكل من لافروف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بدأ نواب في الكونغرس العمل على مسوّدة قرار جديدة تستوعب التحركات في مجلس الأمن، وتعطي أوباما تفويضاً بالتحرك عسكرياً في حال فشل جهود الأمم المتحدة. ويهدف النص وفق «هافينغتون بوست» إلى نيل تأييد أكبر من الحزبين الجمهوري والديموقراطي وسط دعوات إلى استنفاد جميع الحلول الديبلوماسية قبل أي تصويت، وتتم مناقشته اليوم من نواب بارزين بينهم جون ماكين وكارل ليفين تشاك شومر وليندسي غراهام.
في غضون ذلك، اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» العرض الروسي «مناورة سياسية»، مطالباً بـ «رد» على نظام الأسد. وقال «الائتلاف» في بيان إن «مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها، ولا يمكن بأي حال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية أو بتسليم الأداة التي ارتُكبت بها هذه الجرائم».
وأضاف «الائتلاف»: «إن الضمان الوحيد لمفاوضات مجدية يمر بتوفير جو جدي لهذه المفاوضات من خلال وقف آلة القتل التي يستخدمها النظام المستنفِد لجميع المهل، والمنتهِج لكل أنواع القتل منذ سنتين ونصف السنة، بدءاً من الذبح بالسكاكين مروراً بالحرق على قيد الحياة وصولاً إلى استخدام الأسلحة الكيماوية».
ومن المقرر أن تبدأ الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» اجتماعاً لها في إسطنبول اليوم، على أن تعقبها اجتماعات للهيئة العامة وتضم 114 عضواً. وقالت مصادر في المعارضة إن عدداً كبيراً من قيادات المعارضة «صُدموا بالاقتراح الروسي»، مشيرة إلى أن «دولاً إقليمية أعربت أيضاً عن تفاجئها بالاقتراح، وتتخوف من حصول صفقة بين الغرب والروس تتضمن الإبقاء على النظام السوري في مقابل تخليه عن السلاح الكيماوي».
العرض الروسي حول الكيماوي السوري يلقى ترحيباً حذراً وفرنسا ستقدم مشروع قرار الى مجلس الامن
موسكو – ا ف ب
لقي العرض الروسي بوضع ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية تحت اشراف دولي لابعاد خطر الضربات الاميركية عن دمشق ترحيباً حذراً حتى من مؤيدي التحرك العسكري فيما اعلنت فرنسا انها ستطرح على مجلس الامن الدولي مشروع قرار يطالب بتفكيك هذه الاسلحة.
ومبادرة روسيا لاقت ترحيباً من دول عدة فيما كان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكثر حذرا وقال انها قد تشكل “اختراقاً كبيراً”.
وحده الائتلاف الوطني السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد ندد بالاقتراح الروسي معتبرا اياه مناورة سياسية لاضاعة الوقت.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حض الاثنين بعد محادثاته مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو، دمشق على “وضع مخزون سورية من الاسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية ومن ثم التخلص منه”، ورحب المعلم من موسكو بهذا الاقتراح.
واعلن لافروف الثلاثاء ان روسيا على اتصال مع سورية لوضع “خطة ملموسة” بشأن الاسلحة الكيميائية. وقال لافروف ان “الجانب الروسي يعمل حاليا على وضع خطة قابلة للتطبيق ومحددة وملموسة، تجري في هذه اللحظات اتصالات حولها مع الجانب السوري”.
وتابع لافروف “نعتزم عرض هذه الخطة في اقرب وقت ممكن وسنكون على استعداد للعمل عليها مع الامين العام للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن الدولي ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية”.
وفي باريس اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا ستطرح على مجلس الامن الدولي في وقت لاحق الثلاثاء مشروع قرار ملزم ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية “تحت الرقابة وتفكيكها”.
وقال “فرنسا ستعرض اليوم على شركائها في مجلس الامن الدولي مشروع قرار دولي تحت الفصل السابع” الذي يجيز استخدام القوة في حال عدم تطبيق الالتزامات الواردة فيه.
واضاف ان الهدف هو “مطالبة هذا النظام بان يقوم بدون اي تاخير بتوضيح برنامجه للاسلحة الكيميائية وان يضعها تحت رقابة دولية وان يتم تفكيكها”.
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان الثلاثاء ان الضغط الدولي لا سيما من قبل الولايات المتحدة وفرنسا على النظام السوري “اعطى نتيجة”.
وقال الوزير “انها فرصة، ويجب اقتناصها ويجب ان يرد عليها نظام بشار الاسد رسميا وان يلتزم بحزم وان يتم تطبيق ذلك سريعا”.
وحذر اوباما الاثنين من انه “لم يصرف النظر عن الحل العسكري، لكن الواقع أنه بموافقته على درس المبادرة الروسية أرجأ التحرك المحتمل”.
وكان اوباما يعتزم تخصيص يوم الاثنين لعرض خطته القاضية بشن ضربات عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس السوري على رأي عام اميركي مشكك.
وعوضا عن ذلك وجد نفسه يعلق على مبادرة دبلوماسية روسية مفاجئة تقضي بفرض رقابة دولية على ترسانة محظورة من الاسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
وأضاف أوباما إنه “اذا ما فعلوا ذلك، فقد يشكل الأمر اختراقاً هاما. لكن علينا التشكيك لان هذا ليس الاسلوب الذي رأيناهم يتصرفون بموجبه خلال السنتين الماضيتين”.
واعرب حلفاء واشنطن الاوروبيون عن الموقف نفسه، إذ رحبوا بالخطة مع التعبير عن تشكيك وتحفظات.
كذلك فعلت ألمانيا، التي اعتبر وزير خارجيتها غيدو فيسترفيلله أنه “بتحرك اللحظة الأخيرة زادت فرص التوصل إلى حل سياسي في سورية”. وأضاف إنه “يتعين على سورية الآن أن تثبت أنها جادة بالانضمام إلى قرار دولي بشأن الأسلحة الكيماوية. وتابع أن “هذا القرار الدولي المتعلق بالأسلحة الكيماوية يتعلق بالكشف عن الأسلحة الكيماوية، والسيطرة عليها وتدميرها، ويمكن أن تقوم دمشق بذلك من دون تأخير”.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ازالة اسلحة سورية الكيميائية تحت اشراف المنظمة الدولية.
كما اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي تأييده للمبادرة الروسية. وقال انه “يؤيد المبادرة الروسية” مشيراً الى ان الجامعة العربية تدعم “البحث عن حل سياسي” للنزاع في سورية منذ بدايته.
واعلنت الصين، المعارضة لأي ضربة عسكرية ضد نظام دمشق، “ترحيبها” بالعرض الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي خلال مؤتمر صحافي روتيني “اننا نرحب بالاقتراح الروسي وندعمه”.
كما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم أن ايران “ترحب” بالمبادرة الروسية.
في المقابل، نددت المعارضة السورية بالعرض الروسي معتبرة انه “مناورة سياسية” ومطالبة بـ”رد” على نظام دمشق.
واعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان ان “دعوة (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف الاخيرة .. تعتبر مناورة سياسية تصب في باب المماطلة غير المجدية والتي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري”.
كذلك اعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه من ان تكون الخطة مجرد “تكتيك للتمويه” لكنه رحب بها بصورة عامة.
كذلك اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان اقتراح الكرملين “مثير للاهتمام” لكنها دعت الى تطبيقه بشكل سريع وعدم استخدامه “للمماطلة”.
ومن جانب اخر، دعا بان كي مون الى اقامة مناطق في سورية تشرف عليها الامم المتحدة يتم فيها التخلص من اسلحة سورية الكيميائية. وقال انه قد يقدم هذا الاقتراح الى مجلس الامن الدولي اذا ما اكد المفتشون الدوليون استخدام اسلحة كيميائية في سورية، في محاولة للخروج من “الشلل المحرج” الذي يعاني منه المجلس حيال الازمة السورية.
من جهتها اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء ان القوات النظامية السورية تتحمل على الارجح مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق وتسبب بمقتل المئات.
وخلصت المنظمة الحقوقية الاميركية في تقرير من 22 صفحة الى ان الادلة المتوافرة “تشير بقوة” الى ان قوات الرئيس السوري هي التي نفذت الهجوم بالاسلحة الكيميائية الذي اسفر عن سقوط اكثر من 1400 قتيل بحسب واشنطن.
وان كان اوباما وصف الطرح الروسي على انه انتصار لسياسة التهديد بالخيار العسكري التي انتهجتها واشنطن، الا انه ما زال يواجه عقبة في سياسته الداخلية.
فبعدما اختار ان يطلب موافقة الكونغرس على شن ضربة عسكرية محدودة على سورية، فانه يواجه اليوم هزيمة محتملة حتى في صفوف حزبه الديموقراطي.
واعلن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد انه سيرجئ عملية تصويت اساسية حول السماح باستخدام القوة بانتظار ان يتوجه اوباما بكلمة الى مواطنيه الثلاثاء من البيت الابيض للدفاع عن موقفه.
وقال اوباما معلقا على امكانية الفوز بالعدد المطلوب من الاصوات للحصول على الضوء الاخضر “لن اذهب الى القول بانني واثق” من ذلك. واضاف “انني واثق بان اعضاء الكونغرس سيتعاملون مع هذه المسالة بجدية كبيرة وسيبحثونها عن كثب”.
ويلقى الخيار العسكري معارضة قوية في الكونغرس، تعكس معارضة غالبية الناخبين الاميركيين الذين سئموا العمليات العسكرية بعد حربي العراق وافغانستان وما واكبهما من خسائر بشرية ومادية.
ويسيطر الجمهوريون المعارضون لاي خطوة يقدم عليها اوباما على مجلس الشيوخ.
اما في مجلس النواب، فان بعض الديموقراطيين المعارضين للحرب سيرفضون خطة اوباما على الارجح، ولن يكون دعم المحافظين الجدد المؤيدين للحرب في صفوف الجمهوريين كافيا لاقرار الخطة.
وفي هذه الاثناء وبمعزل عن المناقشات السياسية، نشرت الولايات المتحدة سفنا حربية مجهزة بصواريخ كروز في شرق المتوسط تمهيدا لما وصفه مسؤولون اميركيون بضربة عقابية محدودة.
أوباما: العرض الروسي قد يؤدي الى اختراق… والتشكيك مستمر
واشنطن – جويس كرم
أخذت الاستراتيجية الأميركية حيال سورية منعطفاً محورياً في الساعات الأخيرة بانفتاح الرئيس الأميركي باراك أوباما على المبادرة الروسية لوضع السلاح الكيماوي لنظام الرئيس بشار الأسد تحت الوصاية الدولية، حيث وصفها أوباما بـ «التطور الإيجابي» والعرض «الحقيقي الذي قد يوفر ضربة عسكرية»، مع استمرار التشكيك والحذر من النيات السورية والدعوة إلى الحفاظ على الضغط العسكري.
وقال أوباما في سلسلة مقابلات تلفزيونية حول الموضوع السوري إن العرض الروسي «ينطوي على احتمالات إيجابية، لكنه ينبغي التعامل معه بتشكك». وأضاف في مقابلة مع محطة «إن بي سي» إن «هذا يمثل تطوراً إيجابياً محتملاً»، مضيفاً أن وزير الخارجية جون كيري سيبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مدى جدية هذا العرض. ورداً على سؤال لقناة «أيه بي سي» بشأن إمكان حصول «وقفة» في الاندفاعة نحو الضربات العسكرية في حال تم توفير أمن الترسانة الكيماوية السورية، أجاب أوباما «بالضبط، إذا ما حصل ذلك». لكنه حذر أيضاً من فكرة منح النظام السوري ثقة مطلقة، قائلاً «يتعين علينا أن نبقى متشككين لأن هذا ليس الأسلوب الذي رأيناهم يتصرفون بموجبه خلال السنتين الماضيتين».
كما قال لشبكة «سي إن إن» إن العرض «حقيقي» وقد يوصل إلى «اختراق» حول ملف السلاح الكيماوي، مضيفاً: «لم نر مؤشرات من هذا النوع قبل الآن، ولأننا تأكيد جديتنا حول هذا الملف (التلويح بالخيار العسكري) أثار نقاشات جدية». وكشف الرئيس الأميركي أنه بحث مع نظيره فلاديمير بوتين مسألة المبادرة الديبلوماسية خلال قمة العشرين في سانت بطرسبورغ، وهذه المحادثات تجرى بينهما «منذ بعض الوقت».
غير أن أوباما لفت إلى ضرورة إبقاء الضغوط على سورية وروسيا في محاولة تثبيت هذا الاختراق، موضحاً: «إذا تمكننا من الوصول إلى هذا الهدف المحدود (الكيماوي) من دون تحرك عسكري فلذلك أفضلية». وشدد على ضرورة إبقاء التهديد العسكري ومضي الكونغرس في مناقشة خيار الضربة وبجدية للضغط من اجل «الوصول إلى اتفاق نرضى عنه».
ولم يستبعد أوباما خيار الضربة في حال فشلت المفاوضات، وقلل من أهمية تهديدات الأسد بالرد، مشيراً إلى أن الرئيس السوري «لا يملك الكثير من القدرات، لديه قدرات في ما يتعلق بالأطفال وبالمعارضة التي تقوم بتنظيم نفسها. إنما ليست لديه قدرات لتهديد الولايات المتحدة». ولفت أوباما إلى أن «حزب الله» وإيران «قد يشنان ضربات غير متوازية. إنما هذه تهديدات نتعامل معها على المستوى العالمي». ونوه أوباما برفض الحكومة الإيرانية استخدام السلاح الكيماوي وقال إن «بعض حلفاء الأسد يدركون حجم الخطأ الذي ارتكبه».
وحصر الرئيس الأميركي أي تحرك دولي أو عسكري في إطار التعاطي مع مسألة السلاح الكيماوي وليس «الحرب الأهلية في سورية» التي يخشى الأميركيون الانزلاق نحوها. وعندما طلب منه توجيه رسالة مباشرة إلى الأسد، رفض أوباما وتحدث عن الواقع الأليم في سورية وضرورة التوصل إلى «تسوية تنهي ذبح الأسد لشعبه».
وتزامنت تصريحات الرئيس الأميركي مع تأجيل مجلس الشيوخ الجلسة التي كانت مقررة للتصويت على الضربة العسكرية أمس، وترحيب حذر من النواب بالعرض الروسي. غير أن الاستشارات استمرت بين الإدارة والنواب لتحديد الخطوات المقبلة، وبانتظار خطاب أوباما إلى الأميركيين اليوم من المكتب البيضاوي حول التهديد الكيماوي في سورية.
وكان أوباما دافع قبل عشرة أيام عن قراره تنفيذ عملية عسكرية «محدودة» ضد نظام الأسد بهدف معاقبته على استخدامه أسلحة كيماوية في هجوم في ريف دمشق في 21 الشهر الماضي. وفي وقت استدعت الرئاسة الأميركية وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون لدعم خيارات أوباما لضرب النظام السوري، قامت روسيا مجدداً بتغيير المعادلة بإعلانها اقتراح وضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي ومن ثم تدميرها، في مبادرة سارعت دمشق إلى القبول بها.
ويبدو الرأي العام الأميركي من جهته غير مقتنع بضرورة قيام واشنطن بالتدخل مجدداً في الشرق الأوسط، ذلك بعد عودة آخر الجنود الأميركيين من العراق قبل 21 شهراً ودخول الانتشار العسكري في أفغانستان عامه الثالث عشر.
اجتماع للخمسة الدائمين بمجلس الأمن اليوم لبحث المشروع الفرنسي حول سورية
الأمم المتحدة، باريس ـ رويترز
قال دبلوماسيون إن مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن سيعقدون اجتماعاً اليوم الأربعاء في نيويورك لمناقشة خطط وضع أسلحة سورية الكيماوية تحت رقابة دولية.
وأضافوا ان من بين الموضوعات التي سيناقشها مندوبو الدول الخمس وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا مشروع قرار فرنسي ينذر حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بإجراءات عقابية ما لم تتخل عن أسلحتها الكيماوية وهو قرار قالت روسيا بالفعل انه غير مقبول.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال الثلاثاء إن فرنسا ستقدم مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للامم المتحدة يضع شروطا لسورية ويطالبها بوضع أسلحتها الكيماوية تحت سيطرة دولية والقبول بتفكيكها.
وقال خلال مؤتمر صحافي في باريس إن مشروع القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يشمل اجراء عسكرياً محتملاً واجراء غير عسكري لاقرار السلام سيحذر من عواقب “وخيمة للغاية” إذا انتهكت سورية هذه الشروط.
الصليب الأحمر الدولي يتهم طرفي الصراع في سورية برفض دخول المساعدات الطبية
جنيف ـ رويترز
قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر إن طرفي الصراع في سورية يرفضان السماح بدخول المساعدات الطبية الى المرضى والمصابين.
واتهم مورر في مؤتمر صحافي في جنيف قوات الحكومية السورية ومتمردي المعارضة على حد سواء بمنع المساعدات الطبية من الوصول إلى المرضى والجرحى.
ودعا الولايات المتحدة وروسيا إلى معالجة العقبات التي تعيق وصول المساعدات وذلك خلال المحادثات المقررة غداً في جنيف بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف.
وأضاف “نحتاج إلى دعم سياسي ودبلوماسي لتحرك إنساني مستقل”.
أوباما يمنح الديبلوماسية أياماً في سوريا لافـروف يسلّم الاقتراح الروسي إلى كيري غداً
العواصم الأخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم نيويورك – علي بردى
زار الرئيس الاميركي باراك أوباما امس مقر الكونغرس لمناقشة تطورات الازمة في سوريا، وقت يجري العمل في الكونغرس على انجاز قرار جديد يسمح للرئيس الاميركي باستخدام القوة في حال فشل المبادرة الروسية لازالة الاسلحة الكيميائية السورية. وفي المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الخطة الروسية لن يكتب لها النجاح الا اذا امتنعت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن استخدام القوة ضد دمشق. ويزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري جنيف غداً للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يفترض ان يحمل تفاصيل الاقتراح الروسي لنزع الاسلحة الكيميائية، الى اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده تريد الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية والتقيد بأحكامها.
ورأى أعضاء مجلس الشيوخ بعد انتهاء الاجتماع مع أوباما ان الاستراتيجية الفضلى هي عدم التصويت على الفور وانتظار اتفاق واشنطن وموسكو على الطريقة التي يمكن بموجبها مراقبة الاسلحة الكيميائية السورية.
وقال الرجل الثاني لدى الديموقراطيين ريتشارد دوربن ان الرئيس طلب مهلة ايام حتى الاسبوع المقبل، كما نقلت عنه شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون.
وأعلن ثمانية اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري عن نيتهم طرح مشروع قرار جديد يفوض الى الحكومة شن هجوم عسكري على سوريا بعد ان يقر مجلس الامن مشروع قرار يحدد مهلة زمنية لنظام الاسد للتخلي عن ترسانته الكيميائية. ويطالب مشروع القرار بشن الضربة العسكرية اذا رفض الاسد تنفيذ انذار مجلس الامن.
وخلال مثوله أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، اتخذ كيري مواقف حذرة من التحركات الديبلوماسية التي برزت اخيراً، وأشار الى ان الرئيس أوباما “سوف يلقي نظرة قوية” على الاقتراح الروسي خلال الايام المقبلة، وان تنفيذ الاقتراح “يجب ان يكون سريعا وحقيقيا ويمكن التأكد من فاعليته، ولا يمكن ان يكون ذلك تكتيكا للتأخير”. ودعا الرئيس السوري بشار الاسد الى ان “يغتنم فعلا فرصة محاولة صنع السلام” في بلاده.
وفي نيويورك، بدأ “اليوم السوري” في الأمم المتحدة صباحاً بسعي فرنسا الى اعداد مشروع قرار تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية للتعامل مع اقتراح موسكو وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت وصاية دولية تمهيداً لتدميرها بطريقة آمنة. ورفضت روسيا على الفور هذا المشروع الذي يحمل نظام الرئيس بشار الأسد تبعة “المجزرة الكيميائية” في الغوطتين، ويحذرها من “عواقب وخيمة في حال انتهاك واجباتها”.
وسارعت موسكو الى احتواء الإندفاع الفرنسي إذ طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن أفيد أن موسكو كانت تستعد خلالها لوضع مشروع بيان رئاسي على الطاولة. وأجريت مساومات بين روسيا وفرنسا مع باقي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا والصين، أفضت في نهاية المطاف الى طلب موسكو إلغاء جلسة مجلس الأمن وعدم تقديم مشروع البيان مقابل موافقة باريس على تعديل مشروع القرار المقترح وتعليق تقديمه انتظاراً للمشاورات المتواصلة بين العواصم الكبرى، وخصوصاً بين واشنطن وموسكو.
وعندما سأل الصحافيون المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين عن سبب قرار موسكو الغاء الجلسة العاجلة لمجلس الأمن، أجاب مازحاً: “لأننا نريد أن نبقي الجميع واقفين على رؤوس أصابعهم”.
الطريق إلى جنيف: بوتين يطالب أوباما بإعلان التخلي عن الحرب
روسيا تحبط هجوم «الفصل السابع» على سوريا
محمد بلوط
لا قرار دولياً في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا وأسلحتها الكيميائية. ولن يكون لفرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة أن تضع رأس دمشق والمخزون الكيميائي السوري تحت مقصلة الفصل السابع. فالبراهين التي تطالب بها واشنطن على جدية النظام السوري في الذهاب نحو صفقة حقيقية على مخزونه الكيميائي، قدّمت ضماناتها موسكو، خلال لقاء نصف الساعة في بطرسبرغ بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، وقد كشف هذا الأخير أن المبادرة الروسية ولدت خلال هذا اللقاء على عكس كل الاستنتاجات التي تلت اللقاء «وقد اتفقنا على تفعيل هذا العمل وتكليف وزيري خارجيتينا بتحريك العملية».
ولن يذهب الروس في الصفقة مع الأميركيين والسوريين، على الكيميائي السوري، أبعد من بيان رئاسي في مجلس الأمن يحوّل مبادرتهم إلى إعلان أممي، لا حول ولا قوة إلزامية له، لتجنب الفخ الليبي والعراقي الذي خبروه وتفادي تكبيل حليفهم السوري بالتزامات لا يستفيد منها سوى خصومه.
وبمكالمة واحدة مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أزاح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الألغام الفرنسية التي حاولت تطويق المبادرة الروسية، وفرض آليات تطبيقية، أقل ما يُقال فيها إنها تتطلع أبعد من تصفية المخزون الكيميائي السوري، إلى وضع مجمل البنى التحتية للبرنامج الكيميائي السوري وعناصره التقنية والبشرية، ونشاطاته ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، تحت السيف المصلت لمحكمة العدل الدولية وللجان البحث والتحقيق والتفتيش التي تعبث بالسيادة السورية، على رموز النظام وأركانه من مدنيين وعسكريين، وهي مناورة عدوانية، ليس فقط تجاه النظام السوري، وإنما تجاه سوريا بغض النظر عن طبيعة النظام في دمشق.
ويشكل البيان الرئاسي في الأمم المتحدة أقصى ما يمكن أن يقدمه الروس في المرحلة الأولى ليصبح اتفاق لقاء نصف الساعة في سان بطرسبرغ سالكاً بحلة دولية كي يذهب السوريون نحو التوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة الكيميائية، عندما يبرهن الأميركيون في المقابل على جدية في تطبيق ما اتفق عليه، كما اشترط الروس. وقال بوتين «عندما نسمع بتخلي الجانب الأميركي، وكل من يدعمه عن مخططاته باستخدام القوة ضد سوريا»، وهذا يعني إلزام الولايات المتحدة في الصفقة بضبط حلفائها الخليجيين والأتراك، والعمليات التي يقومون بها ضد سوريا، وهي صفقة يدفع فيها الأميركي ثمناً كبيراً من رصيد حلفائه في المنطقة من أجل أمن إسرائيل.
وبيّنت مجريات الساعات الأخيرة التي شهدها مجلس الأمن الدولي على خلفية ملف السلاح الكيميائي السوري، إدارة روسية متماسكة لملف التفاوض، بالتنسيق الوثيق مع كل من دمشق وطهران من جهة، وإدارة أميركية ـ غربية مربكة وعاجزة عن المبادرة من جهة ثانية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مشروع القرار الفرنسي الذي يلحظ مراقبة وتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية وإنشاء جهاز تفتيش ومراقبة ويجيز استخدام القوة عند الضرورة لإجبار دمشق على الوفاء بتعهداتها هو مشروع «لا يمكن قبوله». وسارعت فرنسا الى الاعلان انها مستعدة لـ«تعديل» المشروع «شرط الحفاظ على مبادئه الكبرى واهدافه».
يأتي ذلك، في ظل إدراك روسي بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عاجزة عن استثمار «الانتصار الديبلوماسي» الذي وفرته موسكو لها للنزول التدريجي عن شجرة الخيار العسكري العالية جداً.
بهذا المعنى، وبعد أن أسقط بوتين من أوباما عنصر المبادرة والمباغتة ديبلوماسياً، أصبح «الكيميائي» السوري، مجرد مادة لعرض العضلات وشد الحبال في مجلس الأمن الدولي، لأسباب مختلفة، أبرزها محاولة الرئيس الأميركي الحد من تدهور شعبيته غير المسبوقة منذ خمس سنوات حتى الآن. والدليل على ذلك، هو تراجع عدد المؤيدين للضربة العسكرية ضد سوريا في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، وتأجيل التصويت الأولي في المجلسين الى موعد غير محدد.
وتمثلت المفاجأة الأولى لأوباما بافتقاده الأصوات التي يحتاجها في مجلس الشيوخ، أي 60 عضواً من أعضائه المئة، بالحد الأدنى، أما المفاجأة الثانية، فجاءته من مجلس النواب حيث يحتاج الى 218 صوتاً من أصل 435 نائباً، بينما أظهرت عملية رصد مواقف النواب في الصحافة الأميركية أن عدد المعترضين قد يلامس سقف الـ 250 نائباً.
ويأتي ذلك في ظل ثبات موقف الغالبية الأميركية المعترضة على الحرب ضد سوريا عند عتبة الـ 60 في المئة، وهي نسبة قابلة للارتفاع تدريجياً عندما يصبح السؤال أكثر وضوحاً، من نوع: هل أنت موافق على إقدام أوباما على توجيه ضربة عسكرية من دون العودة الى الكونغرس؟
عملياً، لا جدول زمنياً للتصويت برغم الحملة التلفزيونية التي خاضها أوباما وفريقه، ولا سيما وزير خارجيته جون كيري ووزير دفاعه تشاك هايغل لأجل محاولة تعديل مزاج الشارع الأميركي الرافض للحرب لأسباب داخلية وخارجية.
والمفارقة اللافتة للانتباه أن فريق أوباما أظهر، بحسب ديبلوماسيين عرب مخضرمين في واشنطن، «قلة دراية»… «فهم اندفعوا وراء الرئيس الأميركي بدل أن يحاولوا مساعدته في تدوير الزوايا، وعندما أسقط من يدهم بسبب الإدارة الروسية الذكية للملف السوري، راحوا يزايدون على رئيسهم بالتلويح بالفصل السابع في مجلس الأمن ومحاولة إشعار الرأي العام الأميركي والغربي أن النتيجة التي تحققت لم تكن ممكنة من دون تلويح البيت الأبيض باستخدام القوة ضد النظام السوري».
وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، يتمكن الروسي من استعارة تعبيرات لطالما دأب على استخدامها المعسكر الغربي. قال فلاديمير بوتين مخاطباً الأميركيين: أنتم تكسرون القانون الدولي باتهام جهة معينة. مجلس الأمن هو من يقرر من استخدم السلاح الكيميائي.
وطلب بوتين من الإدارة الأميركية وحلفائها أن يعطوا مجلس الأمن ما يملكون من أدلة. وعندما أفرغت الاستخبارات الأميركية ما في جعبتها، تبين أن معظمها عبارة عن تسجيلات مأخوذة عن مواقع التواصل الاجتماعية.
وحاول الروسي أن يُفهم إدارة أوباما عبر القنوات الديبلوماسية أن من مصلحتها أن تبني على ما قاله الرئيس الأميركي بأنه يريد أن يمنع النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي مرة جديدة، كأن يطالبوا بتسليم هذا السلاح أو وضعه تحت الرقابة الدولية، وعندما تعذّر صدور موقف كهذا، برغم أنه كان جزءاً من مداولات قمة العشرين، أقدم الروسي على طرحه، بعدما أصبحت الموافقة السورية في جيبه.
كل هذه المعطيات تقود الى نتيجة واحدة. فشل أميركي ذريع في إدارة ملف أزمة السلاح الكيميائي السوري، وبالتالي، لن يكون مفاجئاً، أن يُقدم سيد البيت الأبيض في المرحلة المقبلة، على إعادة النظر بالفريق المعني بالسياسة الخارجية.. طبعاً بعد تجاوز كل فصول الأزمة الحالية، يقول الديبلوماسي العربي المخضرم.
ويبدو الديبلوماسي نفسه واثقاً بأنه مهما فعل أوباما فلن يحصل على الأكثرية في الكونغرس (على مجلسي الشيوخ والنواب أن يصوتا منفردين).. وإذا حصل أن أقدم أوباما، وهو خيار مستبعَد، على توجيه ضربة محدودة، من دون موافقة المجلسين معاً أو أحدهما، فإن ذلك سيقود إلى محاكمته، فتصاب الإدارة البيضاوية بالشلل الذي تعاني منه حالياً بسبب إصرار الجمهوريين على عدم التعاون مع أوباما. وطلب أوباما، قبل ساعات من توجيه كلمة إلى الشعب الأميركي، من مجلس الشيوخ الأميركي أخذ وقته لتقييم صدقية خطة دولية لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية مؤجلاً أي تصويت في مجلس الشيوخ لمدة أسبوع على الأقل. واعتبر أعضاء مجلس الشيوخ بعد انتهاء الاجتماع أن الاستراتيجية الفضلى هي في عدم التصويت على الفور وانتظار اتفاق واشنطن وموسكو حول الطريقة التي يمكن معها مراقبة الأسلحة الكيميائية السورية.
ماذا بعد موافقة الحكومة السورية رسمياً على توقيع معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة الكيميائية؟
ثمة مساران، الأول، سياسي ـ ديبلوماسي، عنوانه الذهاب «بخطى ثابتة» إلى «جنيف 2»، بحسب الديبلوماسي العربي نفسه المتابع للملف السوري، مرجحاً تحديد موعد نهائي له في غضون أسبوعين. ويجتمع لافروف وكيري في جنيف غداً الخميس لبحث الأزمة السورية و«الكيميائي».
وأشار الديبلوماسي إلى أنه بعد تجاوز الشكليات المتعلقة بتركيبة الوفود والدول التي ستشارك في المؤتمر، ثمة خلايا أزمة روسية وأميركية وسورية بدأت بمناقشة المقترحات المتعلقة بطبيعة المرحلة الانتقالية، ضمن سقف زمني لا يتعدّى نهاية العام 2014، بحيث تنطلق مطلع العام 2015 ورشة إعمار سوريا، وفق المخطط العشري الذي وضعه فريق تابع للأمم المتحدة بكلفة تصل إلى حوالي 200 مليار دولار أميركي (ينجز كاملاً في العام 2025).
أما المسار الثاني، فهو مسار عسكري أمني، ذلك أن الأميركيين سيُفرجون عن دفعات جديدة من الأسلحة لـ«الجيش السوري الحر»، وتحديداً «قوات النخبة» التي تمّ تدريبها وتسليحها في كل من الأردن وتركيا، كما أن رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان سيسعى، مع حليفه التركي، المتضرر الثاني من بعده، بانتفاء الضربة العسكرية، إلى محاولة تعديل موازين القوى على الأرض، قبل الذهاب إلى «جنيف 2»، في ضوء تراجع سيناريوهات إسقاط النظام.
وضمن المسار نفسه، يندرج أيضاً، ترقب ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، من تطورات ميدانية على الأرض، خاصة في الغوطتين الشرقية والغربية وبلدة معلولا، حيث سيسعى النظام إلى المزيد من القضم وإضعاف المعارضين على الأرض.
وكذلك ضمن المسار نفسه، تخشى الدوائر الأمنية المتابعة للملف السوري، من عمل أمني كبير قد يستهدف أحد أركان النظام السوري، على طريقة العملية التي استهدفت فريق إدارة الأزمة قبل سنة وثلاثة شهور.
دول الخليج لا تقنعها المبادرة الروسية دعوة إلى ردع دمشق.. وتسريع حكومة لبنان
اعتبر مجلس التعاون الخليجي، أمس، أن المبادرة الروسية الرامية إلى وضع السلاح الكيميائي في سوريا تحت إشراف دولي «لا توقف نزف الدم» في هذا البلد، داعياً إلى اتخاذ «إجراءات رادعة ضد النظام السوري». كما أعاد مجلس التعاون استهداف «حزب الله»، وذلك عبر إدانته «استمرار مشاركة قوات أجنبية على رأسها ميليشيات حزب الله لقوات النظام السوري في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه وممتلكاته».
وقال رئيس الدورة الحالية، الثامنة والعشـرين بعد المئة، للمجلس وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة، عقب انتهاء الاجتماع في مدينة جدة السعودية أمس، إن مسألة السلاح الكيميائي «لا توقف نزف الدم في سوريا، والقضية لا تتعلق بنوع سلاح واحد، فالنزف مستمر منذ سنتين ونطلب إيقافه»، مضيفاً «لقد سئمنا المماطلة والتسويف».
وتابع قائلاً إنّ «موقفنا ثابت لم يتغير بالنسبة إلى سوريا. نطالب بإنهاء معاناة الشعب السوري»، موضحاً، ردا على سؤال، أن موقف «المجلس موحد تجاه سوريا.. لم يتغير ولم يتأثر بأي تصريحات صدرت في اليومين الماضيين. نريد وقف نزف دم الشعب السوري والمبادرات يُسأل عنها أصحابها»، في إشارة إلى المبادرة الروسية.
ورأى الوزير البحريني أن دول الخليج «واعية لأخطار تداعيات أي ضربة لسوريا وجاهزة للتعامل معها.. ونحن لا نجري اتصالات مع واشنطن لتسريع الضربة، إنما اتصالاتنا هدفها وقف النزف» في سوريا.
وأشار في هذا السياق إلى أن «تصورنا واضح حول حماية أنفسنا وشعوبنا في حال حصول الضربة»، لكنه رد بشكل مبهم على سؤال يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول استعداد بعض الدول لتمويل الضربة المحتملة لسوريا.
وفي بيان للمجلس، صدر بعيد الاجتماع الذي شارك فيه وزراء خارجية الدول الأعضاء الست، دان المجتمعون «استمرار مشاركة قوات أجنبية على رأسها ميليشيات حزب الله لقوات النظام السوري، في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه وممتلكاته»، مناشدين «المجتمع الدولي التحرك العاجل لتقديم الحماية للشعب السوري».
وتابع البيان، «أعرب المجلس الوزاري عن قلقه من تفاقم الأزمة السورية وتأثيراتها في الأمن والاستقرار الإقليميين، وما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان باستخدام النظام السوري كافة أنواع الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل، والتي كان آخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام في غوطة دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً»، مؤكداً «مسؤولية النظام السوري عن استمرار المآسي الإنسانية، ورفضه الجهود الدولية الجادة لحل الأزمة السورية، معبراً عن قلقه وسأمه من محاولات النظام التسويف والتعطيل بينما يستمر (النظام) في بطشه وعنفه، مؤيداً الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام عن الاستمرار في قتل الشعب السوري الشقيق». كما جاء في البيان أنّ المجلس «رحب بانتخاب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السيد أحمد عاصي الجربا رئيساً جديداً له».
أما في ما يخص لبنان بشكل مباشر، فقد دان المجلس «التفجيرات الأخيرة التي وقعت»، داعيا «كافة الأطراف والقوى اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والنأي بلبنان عن الأزمة السورية، وسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية، والتعاطي بإيجابية مع الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان».
وحول مصر أعرب المجلس الوزاري، في بيانه، عن «ثقته بخيارات الشعب المصري الشقيق».
وفي ما يخص العلاقات مع إيران، فقد أمل الوزراء، في بيانهم، في «أن يسهم انتخاب فخامة الدكتور حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في توثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران»، داعياً «إلى ضرورة استجابة إيران للجهود الديبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي بشكل سلمي».
(«السفير»، أ ف ب، أ ش أ، رويترز)
مناورة روسيا تربك المعارضة/ جاد يتيم
صمت ضجيج الحرب فجأة في الشرق الأوسط بعد المبادرة الروسية، القائمة على تسليم النظام السوري لترسانته من الأسلحة الكيماوية، متسسباً في ارباك المعارضة السورية بجناحيها السياسي (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) والعسكري (الجيش الحر).
بعدما كان الجميع يترقب أن يكون خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مترافقاً مع تفويض من الكونغرس بمثابة ساعة الصفر لبدء هجوم عسكري ضد سوريا، تبدلت الأجواء الدولية وتوقفت العقارب على المبادرة الروسية، التي استند اوباما إليها ليمنح الدبلوماسية فرصة جديدة ويطلب من الكونغرس تأجيل التصويت على عمل عسكري ضد سوريا بانتظار ما ستؤول إليه المبادرة.
ولم يشذ مجلس الأمن الذي عقد جلسة طارئة عن هذا المسار، فتأجل التصويت أيضاً على المبادرة الروسية بعد الاتفاق على حل وسط قضى بالغاء الاجتماع وعدم تقديم روسيا لمشروع بيان رئاسي حول المبادرة، في مقابل تعليق فرنسا مشروع القرار الذي كانت تنوي تقديمه، والداعي الى صدور قرار عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، يتضمن شروطاً صارمة تشمل عواقب إذا لم يلتزم النظام السوري بتسليم ترسانته من الاسلحة الكيماوية.
ازاء هذه التطورات، حذر الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، العقيد قاسم سعد الدين، في اتصال مع “المدن”، من “انزلاق الدول الغربية والولايات المتحدة إلى الخدعة الروسية بالاتفاق مع النظام السوري”.
وأوضح سعد الدين، أن “النظام السوري يملك نحو ألف طن كمخزون من المواد الكيماوية، وهو قد يعمد إلى تسليم بعض هذا المخزون أو فتح منشأتين أو ثلاث أمام التفتيش، بينما يقوم بإخفاء الباقي”، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية “ضرب النظام لبعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وهي سراقب والقابون وخان العسل بالكيماوي حتى بعد مجزرة الغوطة”، مشيراً إلى أن هذا “دليل على أن هذا النظام لن يرتدع”.
بدوره، حذر عضو الائتلاف السوري المعارض المستقيل، لؤي المقداد، في حديث لـ “المدن”، من أنه “إذا استطاع (الرئيس السوري بشار) الأسد خداع المجتمع الدولي وتسليمه جزءاً من ترسانته الكيماوية على أنها كل ما لديه، فستكون كارثة لأنه حينها سيستخدم المتبقي منها لديه ضد شعبه ويكون قد امتلك قرينة براءة دولية”.
ولم يستبعد أن تكون المبادرة الروسية “”رأس جبل الجليد” من “اتفاق غير معلن على مرحلة انتقالية من دون الاسد”، وخصوصاً بعد الاعلان عن لقاء الخميس بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف في جنيف.
وفيما أشار المقداد إلى احتمال أن تكون “ألمانيا منخرطة في هذه الجهود” وأكد أن “المعارضة لم تطلع على أي شيء رسمي بهذا الخصوص”، لم يستبعد مصدر مسؤول في الجيش الحر، من الذين حضروا اجتماعات في اسطنبول مع مسؤولين غربيين، خلال الايام الماضية، أن تكون المبادرة الروسية جزءاً من مشروع أكبر يؤدي الى “جنيف 2”.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في اتصال مع “المدن”، أن “الأميركيين في كل اجتماعاتهم الأخيرة معنا كانوا يريدون التزاماً من المعارضة بالموافقة على الاشتراك بمؤتمر جنيف المقبل مهما كانت نتيجة الضربة”.
في هذا السياق، أشار مسؤول العلاقات العامة في المكتب الإعلامي للائتلاف سونير طالب، لـ “المدن”، إلى أن “الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري ستجتمع يومي الجمعة والسبت المقبلين في اسطنبول لبحث التطورات والمبادرة الروسية بالإضافة إلى مناقشة ملف الحكومة المؤقتة”.
وشدد طالب على أنه “لا يوجد موقف رسمي للائتلاف حتى الآن، بل الموقف يجب أن يتخذ اجماعياً في الاجتماع المنتظر”، لكنه كشف أن “أجواء الرفض للمبادرة الروسية بين أعضاء الائتلاف أكبر بكثير من الموافقة عليها، حيث يرى هؤلاء أنها غير منطقية وليست سوى مهلة جديدة من الوقت تعطى لنظام الاسد”.
وأوضح أنه منذ يومين كان هناك وفد من الائتلاف في واشنطن ضم كل من خالد الصالح وجورج صبرا ونجيب الغضبان، التقى بعدد من اعضاء الكونغرس وبحث معهم مطولاً الخيارات ومن ضمنها العسكرية، لافتاً إلى أن ما لمسه الوفد أن الأمور معقدة في ظل استمرار حالة الاستقطاب داخل الكونغرس ما بين مؤيد ومعارض للضربة.
وفي السياق، اعتبر الباحث في “منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية” (أوساك) في أنقرة، علي باكير، في حديث لـ “المدن”، أن أجواء التفاهم الدولية في الظاهر لا تعني اتفاقاً لأن “الشيطان يكمن في التفاصيل”. وتوقع أن تكون المبادرة الروسية “مجرد مناورة ستفشل بين فكي المطالبة الروسية بالاكتفاء ببيان رئاسي يصدر عن مجلس الأمن وبين الإصرار الفرنسي على مشروع القرار”.
كما اعتبر أنه “لا يوجد تحول في المزاج الدولي من توجيه ضربة للنظام إلى الالتزام بمبادرة سلمية، فأساساً لم يكن هناك مزاج دولي لمعاقبة النظام السوري، بل على العكس هو توافق دولي على الإبقاء على نظام الأسد، كما تظهر الوقائع منذ اندلاع الثورة السورية وحتى اليوم، وفي موازاة ذلك البحث عن حل سياسي”.
ووصف باكير أوباما بأنه “أصلاً من أشد المعارضين لتدخل أميركا في الصراع حتى في حدّه الأدنى الذي يتطلب توفير السلاح للثوّار كما هو معلوم، ولولا أنّه ألزم نفسه بالخطر الأحمر المتعلق باستخدام السلاح الكيماوي لما كان اليوم ليبحث موضوع معاقبة النظام السوري بدليل أنّ أحداً من المجتمع الدولي، بما في ذلك الأميركيين لم يعترض على قتل الأسد لأكثر من مئة ألف انسان من مواطنيه بالأسلحة التقليديّة”.
رغم ذلك، يبقى توجيه ضربة عسكرية لسوريا احتمالاً قائماً، من وجهة نظر باكير، في ظل عدم حسم مصير المبادرة والجدل المتوقع أن تثيره تفاصيل المبادرة على غرار “أن تسليم النظام لأسلحته لا يعني اعفاؤه من عقاب الجريمة”.
المدن
الجامعة العربية تأمل في نجاح المبادرة الروسية حول سورية واسرائيل تريد ضمانات بشان تفكيك ترسانة دمشق الكيميائية
القاهرة ـ القدس ـ (ا ف ب) – اكد مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين للدول الاعضاء الاربعاء انه يأمل في “تنفيذ الاجراءات اللازمة لنجاح المبادرة الروسية” في شان الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
وعبر مجلس الجامعة عن الامل في أن “تؤدي المبادرة الروسية، بعد معرفة تفاصيلها، إلى تنفيذ الإجراءات الضرورية لإنجاحها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق إرادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقاً لمسار مؤتمر جنيف.”
ودعا المجلس “مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في هذا الشأن والعمل على إخضاع الأسلحة الكيميائية السورية لرقابة المجتمع الدولي في إطار ضمانات ملزمة وقابلة للتحقق بحيث يتم الحصر التام والدقيق لها ووضعها بالكامل تحت إشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتخلص منها بإشراف جهات الاختصاص التي تتبع الأمم المتحدة أو تلك المنوط بها التخلص منها.”
وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اعلن الثلاثاء “تأييده” للمبادرة الروسية التي تقضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية تمهيدا لتدميرها.
وذكر مصدر روسي الاربعاء ان مسؤولين روسا سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي فيما يعكف دبلوماسيون من موسكو وواشنطن على التحضير لاجتماع مهم يعقد في جنيف.
ونقلت وكالة ايتار- تاس الروسية للانباء عن المصدر قوله “لقد سلمنا الاميركيين خطة لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، ونتوقع ان نناقشها في جنيف”.
وسيلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف بعد ظهر الخميس.
وقال جون كيري الاربعاء بينما كان يتحدث في نقاش عبر الانترنت نظمته غوغل، ان لدى لافروف “افكارا مهمة حول الوسائل التي يمكننا بموجبها التوصل الى ذلك”، مضيفا “اذا تمكننا فعلا من توفير امن كل الاسلحة الكيميائية السورية عبر هذه الوسيلة، فانها بوضوح الوسيلة المفضلة وسيشكل ذلك خطوة حقيقية”.
ويبدو ان ترحيب واشنطن بهذه المبادرة ابعد احتمال توجيه ضربات ضد النظام السوري المتهم بانه مسؤول عن هجوم كيميائي في 21 اب/اغسطس قرب دمشق اوقع مئات القتلى.
من جانبه طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاربعاء بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت طائلة توجيه ضربة عسكرية غربية الى سوريا.
وقال نتانياهو بحسب تصريحات اوردتها الاذاعة الاسرائيلية “الان يجب التاكد من ان النظام السوري سيفكك ترسانته من الاسلحة الكيميائية وعلى العالم ان يضمن ان اولئك الذين يستخدمون اسلحة الدمار الشامل سيدفعون ثمن ذلك”.
واضاف اثناء احتفال عسكري ان “الرسالة التي تلقتها سوريا سيستمع اليها في طهران” في اشارة الى برنامج ايران النووي. ووصف نتاتنياهو استخدام السلاح الكيميائي بانه “جريمة رهيبة، وجريمة ضد الانسانية”.
وقبل ذلك عبر بيريز عن ثقته بان الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا ان لم تكن سوريا “صادقة” بشأن ترسانتها الكيميائية.
وقال بيريز في بيان صادر عن مكتبه “من الافضل دوما الحصول على نتائج عبر الدبلوماسية بدلا من الحرب لكن المسألة الاساسية حاليا تتمثل في صدق النظام السوري”.
واضاف بيريز “اذا كانت سوريا صادقة واتخذت تدابير ملموسة لازالة وتدمير الاسلحة الكيميائية على اراضيها، فان الولايات المتحدة لن تهاجم. لكن ان كان هناك نقص في صدق سوريا ليس لدي ادنى شك في ان الجيش الاميركي سيتدخل”.
واعلنت روسيا انها اقترحت على حليفتها سوريا وضع مخزونها من السلاح الكيميائي تحت رقابة دولية وتدميره وهو اقتراح قبلت به دمشق الثلاثاء.
ويبدو ان اقتراح روسيا ابعد في الوقت الحاضر احتمال شن الولايات المتحدة وحلفائها ضربات ردا على الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب/اغسطس قرب دمشق واودى بحياة 1429 شخصا بحسب واشنطن واتهم النظام السوري بتنفيذه.
ونقلت روسيا للولايات المتحدة خطتها لمراقبة الاسلحة الكيميائية في سوريا وسيتم بحث هذا الملف اعتبارا من الخميس في جنيف من قبل وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري، بحسب ما اعلن الاربعاء مصدر روسي لوكالات الانباء الروسية.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء انه يريد اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية وطلب من الكونغرس عدم التصويت في الوقت الحاضر على ضرب سوريا.
مسيحيون من معلولا يتهمون جهاديين بتسميتهم بالصليبيين
دمشق- (ا ف ب): اتهم سكان فروا من بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق إلى العاصمة جهاديين قالوا انهم دخلوا بلدتهم، باطلاق تسمية “الصليبيين” عليهم، وباجبار احدهم، تحت تهديد المسدس، على اشهار اسلامه.
وروت ماري التي كانت تشارك الثلاثاء في دمشق في مأتم ثلاثة مسيحيين قتلوا خلال مشاركتهم في القتال في معلولا من ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام، ان المقاتلين الجهاديين، بعد ان فجروا حاجز القوات النظامية عند مدخل البلدة الاربعاء، “نزلوا من الحارة الغربية وبدأوا يكبرون ويقولون “جبهة النصرة آتية اليكم يا صليبيين”.
واضافت ان المقاتلين بقوا في ساحة البلدة ثلاث ساعات، وهم يصورون ويكبرون ويطلقون النار في الهواء.
وشارك في الماتم مئات الاشخاص، وسار الموكب في شوارع الاحياء المسيحية في دمشق القديمة، على راسه فرقة موسيقية تؤدي الحان الموت، وبرفقة مسلحين يطلقون النار في الهواء من دون توقف تكريما “للشهداء”.
الطلقات الرشاشة غطت على الهتافات التي خرجت من الجمع: “معلولا هي جرح المسيح”.
وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق.
وهي من اقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سوريا. وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح.
وينتمي غالبية سكانها البالغ عددهم حوالى 4500، الى الكنيسة الكاثوليكية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان العديد من شبان معلولا المسيحيين كانوا منضوين ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام التي شكلت مع بدء النزاع وتتولى اجمالا حماية الاحياء التي يقطن فيها افرادها. كما انضم اليهم بعد بدء المعركة مسيحيون من دمشق من قوات الدفاع الوطني، الميليشيا التي شكلها النظام ودربها لمساندة الجيش، بحسب المرصد.
وقال عدنان نصرالله (62 عاما) الذي كان في الماتم ايضا انه يسكن قبالة مدخل المدينة، وانه سمع انفجارا كبيرا الاربعاء دمر القوس الذي يرتفع عند مدخل معلولا. “بعد ذلك، رايت اشخاصا يعصبون رؤوسهم بشريط كتب عليه النصرة يطلقون النار”، مشيرا الى انهم اطلقوا النار في اتجاه بعض الصلبان المرفوعة فوق كنائس واديرة.
واضاف انه راى بعض هؤلاء “يضعون مسدسا في راس احد جيراني ويجبرونه على اشهار اسلامه، ثم سخروا منه”.
وروى نصرالله انه امضى 42 عاما في واشنطن حيث كان يملك مطعما باسم “معلولا”، وانه عاد قبل بدء النزاع في منتصف آذار/مارس بوقت قصير الى بلده للاستثمار فيه، لكنه خسر كل شيء.
وقال “كان لدي حلم بان اروج للسياحة في بلدي. بنيت فندقا صغيرا ومصنعا لتوليد الكهرباء على الرياح لتامين الكهرباء لكل سكان معلولا. كل ذلك ذهب ادراج الرياح”.
وراى ان اسوأ ما حصل يكمن في موقف سكان معلولا المسلمين. “خرجت النساء على الشرفات واطلقت هتافات الترحيب، وكذلك الاولاد. اكتشفت ان صداقتنا كانت سطحية”.
الا ان شقيقته انطوانيت رفضت تعميم الاتهام. وقالت “النازحون الذين قدموا من حرستا ودوما (ريف دمشق) واستقبلناهم في بلدتنا هم الذين نشروا سم التفرقة، لا سيما بين الشباب”.
وروت رشا ان خطيبها ويدعى عاطف خطف بينما كان يقاتل من ضمن اللجان الشعبية. وقالت انها عندما عرفت السبت باخبار معلولا وكانت في دمشق، اتصلت بعاطف على رقم هاتفه المحمول، فاجابها احدهم قائلا “اهلا رشروش…. انا من الجيش الحر. سالته: اين عاطف؟ قال لي: ذبحناه”.
واشارت الى انها عرضت عليهم دفع فدية لاسترداده، لكن محدثها قال لها “نحن لا نمزح… ذبحناه، وقطعناه اربا. هذا شبيح ويحمل سلاحا”، مضيفا “طلبنا منه ان يتحول الى الاسلام، لم يرض”.
وقالت رشا انها اتصلت في وقت لاحق “بالجهات المعنية وعرفنا انه مخطوف مع غيره، وانهم لا يزالون على قيد الحياة”.
وعاطف هو احد ستة مقاتلين من اللجان الشعبية خطفوا في معلولا ولم يعرف مصيرهم بعد.
وافاد مصدر أمني سوري الاربعاء وكالة فرانس برس أن الاشتباكات مستمرة في معلولا وان الجيش يسعى إلى استعادتها.
واعلنت “جبهة تحرير القلمون” المؤلفة من الوية وكتائب عدة الثلاثاء استعدادها للانسحاب من معلولا وتحييد البلدة شرط عدم دخول الجيش النظامي اليها.
وجبهة تحرير القلمون هي من ابرز المجموعات التي شاركت في معركة معلولا ضد القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية له، وتمكنت من دخولها، مع جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة ليلة السبت.
وقال متحدث باسم الجبهة في شريط فيديو نشر على الانترنت “حقنا للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا، يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته الى هذه المدينة”.
واضاف “يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين”، موضحا ان معلولا هي “رمز التعايش السلمي”، و”نموذج للحمة الوطنية بين افراد الوطن الواحد”.
واتهم المتحدث النظام ب”استهداف الكنائس والاديرة وبيوت الاهالي بكافة انواع الاسلحة”.
بيريز: واشنطن ستتدخل عسكريا إن لم تكن سوريا صادقة
القدس المحتلة- (ا ف ب): عبر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاربعاء عن ثقته بأن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إن لم تكن سوريا “صادقة” بشأن ترسانتها الكيميائية.
وقال بيريز في بيان صادر عن مكتبه “من الافضل دوما الحصول على نتائج عبر الدبلوماسية بدلا من الحرب لكن المسألة الاساسية حاليا تتمثل في صدق النظام السوري”.
واضاف بيريز “ان كانت سوريا صادقة واتخذت تدابير ملموسة لازالة وتدمير الاسلحة الكيميائية على اراضيها، فان الولايات المتحدة لن تهاجم. لكن ان كان هناك نقص في صدق سوريا ليس لدي ادنى شك في ان الجيش الاميركي سيتدخل”.
ويبدو ان اقتراح روسيا الحليفة للنظام السوري ابعد في الوقت الحاضر احتمال شن الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات ردا على الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب/ اغسطس قرب دمشق واودى بحياة 1429 شخصا بحسب واشنطن.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء انه يريد اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية وطلب من الكونغرس عدم التصويت في الوقت الحاضر على ضرب سوريا.
الأسد يحتفل بعيد ميلاده بعد ابتعاد شبح الضربة العسكرية عن نظامه
دمشق- (ا ف ب): يحتفل الرئيس السوري بشار الأسد الاربعاء بعيد ميلاده بعد ابتعاد شبح الضربة العسكرية التي كانت الولايات المتحدة وفرنسا تنوي توجيهها الى نظامه، اثر اتهامه بتنفيذ هجوم كيميائي في ريف دمشق.
ودعا موالون للنظام السوري سكان دمشق للتعبير عن دعمهم للاسد والمشاركة بمسيرة بالسيارات تنطلق من مدينة الجلاء الرياضية الواقعة في حي المزة الراقي إلى شارع الثورة في مركز المدينة.
وتسلم بشار الأسد البالغ من العمر 48 عاما والذي تخصص طبيبا لامراض العين في انكلترا، السلطة العام 2000، بعد ان اصبح الوريث السياسي لوالده حافظ الاسد منذ وفاة شقيقه الاكبر باسل في حادث سيارة العام 1994.
وكان ينظر اليه في مطلع عهده على انه رئيس اصلاحي، نتيجة وعود قطعها بتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية. لكن الغرب يأخذ عليه تعامله بعنف وقمع الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضده في اذار/ مارس 2011 مطالبة باسقاطه. وأكد مرارا منذ ذلك الحين انه لن يتنحى عن الحكم، على الاقل حتى نهاية ولايته الحالية في 2014.
واعتبر الدبلوماسي الهولندي نيكولاوس فان دام، مؤلف كتاب “المعركة من اجل الحكم في سوريا: طائفية، مناطقية وقبلية في السياسة 1961-1994″، مؤخرا ان الاسد بات اليوم “قائدا اكثر من ذي قبل، رغم كونه غير قادر على التحرك من دون مساندة الجهازين العسكري والامني”.
مقتل 12 علويا وأربعة تركمان في اعتداءات طائفية ومقاتلو المعارضة ما يزالون في معلولا
القاهرة- دمشق- (د ب أ)- (ا ف ب): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن 12 من أبناء الطائفة العلوية قتلوا الثلاثاء على يدي مسلحين من “جبهة النصرة” المتشددة في ريف حمص الشرقي، في حين قتل أربعة من التركمان السنة خلال عملهم في قرية مسيحية.
وأوضح المرصد أن جبهة النصرة قتلت 12 علويا خلال سيطرتها لعدة ساعات على قرية في ريف حمص الشرقي الثلاثاء، حيث دارت اشتباكات عنيفة لاحقا بين جبهة النصرة وكتيبة مقاتلة من طرف والقوات النظامية من طرف آخر تمكنت القوات النظامية على إثرها من السيطرة على القرية مساء الثلاثاء.
وفي محافظة طرطوس، قتل مسلحون مجهولون فجر الثلاثاء عائلة من أربعة أشخاص، الأب والأم وطفليهما من سكان قرية المتراس، التي يقطنها مواطنون من التركمان السنة، في حين كانوا يعملون في مزرعة تقع قرب قرية تنورين التي يقطنها غالبية من أتباع الديانة المسيحية.
وتشهد تنورين الآن حالات نزوح عنها تخوفا من ردود أفعال على الجريمة بحق العائلة.
ومن جانب آخر، تسعى القوات النظامية السورية إلى طرد مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا متواجدين في بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق بعد إعلان هؤلاء استعدادهم للانسحاب منها يوم الثلاثاء، حسبما افاد مصدر امني الاربعاء وكالة فرانس برس.
وذكر المصدر للوكالة أن “الجيش لم يستعد معلولا بعد وان الاشتباكات لا تزال جارية” مشيرا إلى “تقدم يحرزه الجيش”.
واشار المصدر إلى وجود “بعض البؤر في محيط البلدة يجري التعامل معها كما ان هناك بعض البؤر البسيطة ضمن البلدة”.
وكانت “جبهة تحرير القلمون” المؤلفة من الوية وكتائب عدة اعلنت الثلاثاء استعدادها للانسحاب من معلولا وتحييد البلدة شرط عدم دخول الجيش النظامي اليها.
وجبهة تحرير القلمون هي من ابرز المجموعات التي شاركت في معركة معلولا ضد القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية له، وتمكنت من دخولها، مع جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة ليلة السبت.
وقال متحدث باسم “جبهة تحرير القلمون” (نسبة الى المنطقة التي تقع فيها معلولا شمال دمشق) في شريط فيديو نشر على الانترنت “حقنا للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا، يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته الى هذه المدينة”.
واضاف “يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين”.
وبدأت المعارك في معلولا الاربعاء الماضي. ونزح اهالي البلدة فور اندلاع المعارك ولم يبق منهم الى العشرات.
أمريكا بدأت تقديم بعض الاسلحة الفتاكة لمقاتلي المعارضة السورية
واشنطن- (رويترز): قال متحدث باسم ائتلاف جماعات المعارضة المسلحة السورية يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة بدأت توزيع بعض الاسلحة الفتاكة على مقاتلي جماعات تسعى للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وفي يونيو حزيران أشار مسؤولون بالبيت الابيض إلى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما قرر تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة السورية لكن منذ ذلك الحين قال مشرعون امريكيون وقادة لمقاتلي المعارضة انه لم تصل أي اسلحة فتاكة.
وأبلغ عبد القادر صالح مؤتمرا صحفيا “الولايات المتحدة توزع مساعدات غير فتاكة … وبعض المساعدات الفتاكة ايضا على المجلس العسكري الاعلى” في اشارة الى المجلس الذي يشرف على عمليات المقاتلين الذين يعملون تحت قيادة اللواء سليم ادريس.
وقال صالح ان الولايات المتحدة بدأت تقديم المساعدات الفتاكة “لانهم متأكدون ان الاليات التي ارساها المجلس العسكري الاعلى جرى اختبارها بشكل جيد وانهم سيكونون متأكدين من ان الاسلحة لن تقع في الأيدي الخطأ”.
وبدا انه يشير إلى قلق واشنطن من احتمال أن تصل اسلحة أمريكية في نهاية المطاف إلى جماعات اسلامية متشددة مثل جبهة النصرة التي تنشط في شمال سوريا.
وتعليقات صالح التي ادلى بها في مؤتمر صحفي في واشنطن ربما تكون أول اشارة علنية الى ان معدات عسكرية امريكية مثل اسلحة أو ذخائر تجد طريقها بالفعل الى المقاتلين الذين يقاتلون قوات الاسد.
وقال مصدر حكومي امريكي أن “من غير المرجح” أن تكون أي اسلحة قدمتها الولايات المتحدة موجودة على الارض في أيدي مقاتلي المعارضة السورية في الوقت الحالي رغم انه لم ينف احتمال ان تكون مثل هذه المساعدات قيد الاعداد.
وتحدث صالح- الذي مقره تركيا- في مؤتمر صحفي دعي اليه لحث الكونغرس الامريكي على تفويض اوباما شن ضربات عسكرية محدودة في سوريا في اعقاب هجوم باسلحة كيماوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة خارج دمشق في 21 اغسطس اب تلقي الولايات المتحدة بالمسؤولية فيه على قوات الاسد.
وقال صالح ان قادة عسكريين ينسقون مع الدول التي ربما تشارك في ضربة تقودها الولايات المتحدة.
وبعد عامين من الاحجام عن تسليح المعارضة السورية بشكل مباشر جاء تعهد البيت الابيض في يونيو بتقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة بينما قالت الحكومة الامريكية ان لديها ادلة على ان قوات الاسد استخدمت اسلحة كيماوية على نطاق محدود في وقت سابق هذا العام.
وأكدت مصادر بالمعارضة السورية مؤخرا استلام معدات حربية منها اسلحة مضادة للدبابات بتمويل سعودي وصلت الشهر الماضي عبر الاردن.
وقال مسؤول امريكي كببر سابق الاسبوع الماضي ان كمية محدودة من الاسلحة الامريكية وصلت الى مقاتلي المعارضة.
ولم يصدر تعقيب على تعليقات صالح من وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي آي إيه) التي تشرف على المسعى السري لتسليح المعارضة السورية.
هولاند واوباما يبقيان ‘كل الخيارات مفتوحة’ بشأن سورية
دمشق مستعدة لكشف مواقع أسلحتها الكيميائية.. ودول الخليج تطالب باجراء رادع
الغاء اجتماع مجلس الامن اثر خلافات بشأن قرار يضع سورية تحت الفصل السابع
نيويورك ـ موسكو ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قرر مجلس الامن الدولي امس الثلاثاء الغاء عقد جلسة عاجلة للمجلس مساء امس الثلاثاء حول سورية بسبب خلافات حول مشروع قرار يضع سورية تحت البند السابع، فيما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان روسيا ترى ان مشروع القرار الفرنسي في الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية السورية ‘لا يمكن قبوله’، فيما شدد الرئيسان فرنسوا هولاند وباراك اوباما على ضرورة ‘ابقاء كل الخيارات مفتوحة’ في شأن سورية، مذكرين بانهما ‘يفضلان حلا دبلوماسيا’، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما الثلاثاء وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان الرئيسين الفرنسي والامريكي ‘ذكرا بانهما يفضلان حلا دبلوماسيا (في سورية) لكنهما شددا ايضا على اهمية ابقاء كل الخيارات مفتوحة’ لتعطيل السلاح الكيميائي الذي يملكه النظام السوري و’ضمان تدميره في شكل تام وفعلي’. وأكد لافروف رفض بلاده للمقترح الفرنسي بان يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا تحت الفصل السابع حول سورية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه لافروف مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أمس الثلاثاء وفقا لما ذكرته قناة ‘روسيا اليوم’ الإخبارية الروسية. يذكر أن فابيوس أعلن في وقت سابق أمس أن فرنسا تعتزم تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب سورية بالالتزام بتنفيذ المقترح الروسي بوضع أسلحتها الكيميائية تحت رقابة دولية تمهيدا لتدميرها وإلا واجهت عواقب ‘شديدة الخطورة’.
ويتضمن مشروع القرار، المكون من خمسة نقاط، إدانة للهجوم الكيمياوي الذي وقع في الحادي والعشرين من آب/أغسطس الماضي، ويطالب الجنائية الدولية بالبدء في اتخاذ إجراءاتها في القضية.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور روسيا قد اعلن قبول مقترح روسيا بوضع الاسلحة الكيمياوية تحت رقابة دولية.
تأتي هذه التطورات وسط استعدادات امريكية لتوجيه ضربة لسورية على خلفية ما تردد عن قيام القوات النظامية السورية باستخدام اسلحة كيمياوية في ريف دمشق الشهر الماضي ما اسفر عن مقتل عدة مئات من الاشخاص فيما تنفي الحكومة السورية ذلك. من جهته أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد بلاده لكشف مواقع أسلحتها الكيميائية أمام ممثلين عن روسيا والأمم المتحدة، ورغبتها بالانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.
وقال المعلم في تصريح خاص بقناة (الميادين) من موسكو ان سورية مستعدة للتعاون بشكل كامل لتطبيق المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية السورية.
وأكد استعداد دمشق لكشف مواقع أسلحتها الكيميائية أمام ممثلين عن روسيا والأمم المتحدة، مشيراً كذلك إلى ان بلاده جاهزة لوقف إنتاج الأسلحة الكيميائية وحيازتها.
وإذ أعلن المعلم أن سورية تنوي الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيمائية واحترام الالتزامات بموجبها، قال ‘أؤكد دعمنا للمبادرة الروسية فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية في سورية حسب نظام الوكالة الدولية’. الى ذلك قالت دول الخليج العربية امس الثلاثاء ان اقتراحا روسيا بوضع الاسلحة الكيمياوية السورية تحت الرقابة الدولية بهدف تجنب ضربة امريكية لن ينهي اراقة الدماء في سورية.
ويعتبر مجلس التعاون الخليجي الذي تتولى البحرين رئاسته الدورية حاليا داعما رئيسيا لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الاسد.
ويهدف الاقتراح الروسي الذي قبلته دمشق الى منع الولايات المتحدة من شن هجوم على سورية لمعاقبتها على هجوم بالاسلحة الكيمياوية قتل مئات المدنيين.
وفي اول رد من دول الخليج العربية قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي ان المجلس سمع بالمبادرة الروسية.
واضاف انها تتعلق بالاسلحة الكيمياوية لكنها لن توقف اراقة دماء الشعب السوري.
وفي كلمة في بداية الاجتماع دعا آل خليفة الى ‘إجراءات رادعة مناسبة’ ضد من ارتكبوا هذه الجريمة. وقال ان الهجوم الكيمياوي يستلزم ان تتحمل الامم المتحدة والمجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن مسؤوليتهما.
وتعتبر دول الخليج العربية من اشد المؤيدين للتدخل ضد الاسد الذي تدعمه ايران الشيعية المنافس الرئيسي لتلك الدول على النفوذ في المنطقة.
وتحمل الولايات المتحدة الاسد المسؤولية عن الهجوم الشهر الماضي على ضواح لدمشق. وينفي الرئيس السوري اي مسؤولية عن الهجوم.
المبادرة الروسية: الاقتراح الذي لم يستطع الاسد رفضه
صحف عبرية
‘إن الاقتراح الذي لم يمكن رفضه والذي وضعته روسيا أمام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، صيغ في الايام الاخيرة بمحادثات سرية بين روسيا والولايات المتحدة، وليس مفروضا على الاسد فقط، بل على الادارة الامريكية ايضا التي بحثت عن مخرج من الهجوم، قبل التباحث في مجلس النواب في الموافقة عليه، بوقت قصير.
طلب الاسد من روسيا ضمانات ألا تهاجمه الولايات المتحدة اذا أُبعد المخزون الكيميائي، وحصل عليها في صيغة التصريح المعلن لوزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي أعلن أن الولايات المتحدة لن تهاجم اذا أُبعد السلاح الكيميائي من سورية. وليست تفصيلات الاتفاق التي تشمل جمع مخزون السلاح الكيميائي ووضعه تحت رقابة دولية وإبادته معلومة بصورة كاملة، لكن توجد بحسب مصادر دبلوماسية عدة امكانات لابعاد السلاح الكيميائي.
‘الأول هو نقله الى القاعدة الروسية الواقعة في مدينة طرطوس وإبادته في سورية، والثاني ارسال فريق دولي الى سورية يشرف على إبادة السلاح في المنشآت التي يوجد فيها. ويوجد ايضا امكان نقل مخزون المواد الكيميائية الى دولة ثالثة في اوروبا أو الى تركيا. وقد حيكت هذه الخطة بالتشاور مع ايران، التي بيّنت لسورية أنه يجب عليها أن تجد حلا متفقا عليه فورا كي تمنع هجوما، وأنها لن تقدم لها مساعدة عسكرية اذا هوجمت.
على حسب تلك المصادر فان الجدول الزمني لبدء الرقابة والقضاء على السلاح الكيميائي ضيق ويقضي بأن تنشأ في غضون ايام لجنة رقابة تشمل خبراء متفقا عليهم يأتون الى سورية للقيام بتسجيل الاحتياطي وتركيزه، ويراقبون بعد ذلك ايضا القضاء عليه. وتطلب روسيا من الاسد أن ينضم الى الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح الكيميائي، لكنه ليس من الواضح ان كانت سورية قد وافقت على هذا الشرط. والسؤال الذي بقي بلا جواب يتعلق باستمرار الجهود السياسية التي ترمي الى إنهاء الازمة.
على حسب مصادر عربية وأنباء نُشرت في وسائل اعلام عربية وايرانية، يجري صوغ اقتراح يؤيده كما يبدو جزء من المعارضة السورية، وهو بدء مسيرة تدريجية لكنها سريعة لانهاء مدة ولاية الاسد. وعلى حسب هذا الاقتراح سيتم تقديم موعد انتخابات الرئاسة التي خُطط لها في الشهرين آذار/مارس أو نيسان/ابريل 2014 الى نهاية 2013، ويمتنع الاسد عن عرض ترشحه فيها. وفي مقابل ذلك يحظى هو وأبناء عائلته بلجوء سياسي ويصبح الجيش السوري الحر هو الجيش الوطني الذي يستوعب قادة ووحدات الجيش السوري النظامي، ويعين الرئيس الذي سيُنتخب حكومة مؤقتة تصوغ دستورا جديدا بحسب النموذج الذي نشأ في مصر بعد الثورة مباشرة.
إن الموافقة السورية على القضاء على السلاح الكيميائي هي أول تخل مهم وعملي للنظام الذي وجد نفسه في مواجهة سور روسي ايراني حصين. لكنها لا توقف استمرار المعارك ولا قدرة النظام على الاستمرار في ذبح مواطنين سوريين بسلاح تقليدي. ويمكن أن تستمر المعركة بلا تحديد وقت من غير الخطة السياسية التي ستفضي الى إبعاد نظام الاسد.
والى ذلك لا يبدو هذه المرة أن أية دولة غربية تريد أن تُدفع مرة اخرى الى دوامة الهجوم العسكري الذي أحرج دول اوروبا وعرض اوباما على أنه لا زعامة له. والخشية هي من أن مجرد الموافقة السورية على القضاء على السلاح الكيميائي يمنحها بصورة تناقضية رخصة مفتوحة بالاستمرار في الحرب، من دون خشية هجوم اجنبي هذه المرة.
لكن خطة القضاء على السلاح الكيميائي والخطة السياسية تضعان صعوبات عملية. هل يستطيع المراقبون على سبيل المثال الوصول الى كل موقع يوجد فيه مخزون من السلاح الكيميائي، أم ستقابلهم قيود حركة كما حدث في حالات مشابهة أراد فيها مراقبون أجانب القيام بعملهم في سورية. وهناك صعوبة اخرى تثيرها اسئلة هل ستضع سورية شروطا للموافقة على قائمة المراقبين وكيف سيتم ضمان القضاء على السلاح الكيميائي في سورية أو نقله الى قواعد خارج الدولة.
إن السيطرة في هذا الامر ليست في يد سورية فقط، لأن منظمات مختلفة ومنها تلك المنتمية الى ‘القاعدة’ تسيطر على عدد من مفترقات الطرق، وهي تستطيع أن تضرب القوافل أو المراقبين. ولا يتحمس الجيش السوري الحر ايضا للاتفاق الذي تم، لأنه كان يأمل أن يكون استعمال السلاح الكيميائي هو الحافز وحده الى هجوم عسكري على سورية واسقاط نظام الاسد بعملية عسكرية. وبقي الجيش الحر الآن من دون احتمال مساعدة عسكرية مباشرة ومن دون السلاح الذي وعدته به القوى الغربية. وتثير المرحلة السياسية للخطة (التي لم يُتفق عليها الى الآن) صعوبات أشد، وذلك في الأساس بسبب الاختلافات العميقة في صفوف المعارضة السياسية، وبينها وبين الجيش السوري الحر.
يبدو أن الرابحين الوحيدين من الاتفاق السوري، هما رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما الذي نجا من الهجوم الذي دفع نفسه إليه، ورئيس روسيا فلاديمير بوتين الذي برهن على قدرته على السيطرة على مسارات سياسية مع سورية. ويمكن أن تكون ايران ايضا راضية.
يرمي الهجوم على سورية الى أن يكون ايضا إظهار قوة واستعداد الولايات المتحدة لضرب ايران عسكريا. وتستطيع ايران ازاء البلبلة والحيرة وعدم التأييد الدولي لهجوم على سورية أن تفهم أن الخيار العسكري، من جهة الغرب على الأقل، هو نظري فقط. ويُبين الاتفاق لمواطني سورية أن الاستمرار في الهرب من الدولة أفضل لهم.
تسفي برئيل
هآرتس 10/9/2013
غالبية الامريكيين تعارض ضربة عسكرية وتسليح المعارضة بل لا تريد دورا قياديا لبلدهم في حل مشاكل العالم
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ قد يسجل التاريخ ان الازمة السورية حول الاسلحة الكيماوية بدأت بحماقة/ زلة لسان وانتهت بحماقة/ زلة لسان. فقد بدأت في آب (اغسطس) العام الماضي عندما سئل الرئيس الامريكي باراك اوباما عن السلاح الكيماوي الذي يمتكله نظام بشار الاسد وامكانية استخدامه فاجاب متسرعا ان هذا ‘سيغير حساباته’ ويعتبر ‘خطا احمر’، مما فاجأ مساعديه في البيت الابيض الذين كانوا يفضلون ممارسة الضغط على الرئيس السوري من وراء الستار. فقد نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في حينه عن مسؤول قوله ان ‘الفكرة كانت تقوم على ممارسة الضغط على الاسد بدون وضع الرئيس اوباما في وضع يجبره على اتخاذ فعل’ عسكري. فقد كانت الادارة تحاول تجنب الوقوع في مصيدة حرب جديدة، وبالوكالة تضعها امام حلفاء النظام السوري، ايران وروسيا واعدائها القاعدة التي ستكون المستفيدة من اي عمل عسكري. اما الحماقة الثانية فقد ارتكبها، بقصد او بدون قصد، وزير الخارجية جون كيري في لندن عندما رد على سؤال لصحافي قائلا ان النظام السوري يمكنه تجنب الضربة لو قام بتسليم اسلحته الكيماوية وفي غضون اسبوع. وهذا تخبط اخر في تعامل البيت الابيض مع الازمة السورية التي مضى عليها عامان ونصف. ومع ان الخارجية حاولت التقليل من اهمية تصريحات كيري باعتبارها بلاغية الطابع وكانت عن امر لم يكن ليتحقق الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امسك باللحظة وعرض فكرة وضع الاسلحة الكيماوية السورية قيد الرقابة الدولية، تدميرها ومن ثم انضمام سورية لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية.
خيط نجاة
ويبدو ان الاقتراح الروسي كان بمثابة خيط نجاة للرئيس اوباما الذي اعترف ليلة الاثنين انه قد يخسر التصويت في الكونغرس، خاصة ان عدد النواب الذين لم يقنعهم اوباما يصل الى 230 من مجموع 433 نائبا، اضافة لعدم اقتناع الرأي العام الامريكي بجدل الرئيس وطاقمه حول اهمية عقاب الاسد، فقد اشار استطلاع الى ان نسبة 20 بالمئة من الامريكيين يعتقدون ان عدم الرد على الهجوم الكيماوي الذي تقول الادارة الامريكية ان النظام السوري ارتكبه في الغوطة الشهر الماضي، سيشجع انظمة اخرى على السلوك نفسه. ويضاف الى هذا ان الرئيس الذي خرج من قمة العشرين التي عقدت الاسبوع الماضي في سانت بطرسبرغ الروسية لم يحظ بدعم دولي ولا من حلفائه غير الدول العربية الداعمة للازمة والتي باركت الخطوة الامريكية في باريس يوم الاحد. وحتى الحليف الفرنسي الذي بدا متشددا وداعما لضرب سورية يبدو الان في حالة تراجع على ما ذكرت مجلة ‘تايم’ الامريكية، فيما ينشغل الحليف البريطاني بفكرة العلاقة ‘خاصة’ مع امريكا ولن يكون قادرا على دعم الضربة نظرا لتصويت البرلمان ضد المشاركة التي دعا اليها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. والاهم من كل هذا اعتراف الرئيس الامريكي في لقائه مع شبكة ‘ان بي سي’ قائلا ‘لم اقرر بعد ماذا سأفعل ان تم التصويت ضدي’، مع انه قال لمحطة ‘سي ان ان’ ان الفكرة التي تقدم بها لافروف ليست جديدة وطرحت في قمة العشرين، في محاولة منه للتأكيد ان سورية لم تكن لترضخ بدون تهديد حقيقي. وكان هاري ريد رئيس الاغلبية الديمقراطية قد اعلن عن تأجيل جولة للتصويت لفحص حظوظ الرئيس في الكونغرس لاعطاء البيت الابيض فرصة اخرى كي يقدم ‘حالة’ الحرب للنواب المترددين مع ان مسؤولين في الادارة قالوا ان النائب انتهز فرصة العرض الروسي.
تشوش
هناك اعتراف من المسؤولين والمعلقين الامريكيين ان التصريحات الصادرة عن البيت الابيض تتسم بالتشوش، وهو ما عقد جهود الرئيس لاقناع الامريكيين بأهمية معاقبة النظام السوري. فقد لاحظت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان الرئيس وطاقمه من المساعدين قدموا خلال الايام العشرة الماضية عددا من التبريرات المختلفة والمتغيرة في الكثير من الاحيان حول الظروف التي قتل فيها اكثر من 1400 مدني في الغوطة في الهجوم الكيماوي التي تتهم الادارة نظام الاسد بتنفيذه. ففي الوقت الذي اكد فيه مسؤولو الادارة على انه لا يمكن السكوت على جرائم النظام الديكتاتوري الا انهم قالوا ان خططهم لمعاقبته لا تشمل على الاطاحة بالاسد. وقالوا ان الضربات قد تؤثر على القدرات القتالية للنظام وقد تحرف الميزان لصالح المعارضة، لكن الهدف الرئيسي منها هو اضعاف قدرته على استخدام الاسلحة الكيماوية. وقد دعت هذه التصريحات المتناقضة احيانا عددا من الجمهوريين للتعبير عن عدم الثقة بخطط اوباما. فبحسب النائب جون ابني كالبيرسون، النائب عن تكساس ‘لا وضوح ولا تركيز′ في التصريحات مضيفا ان ‘موقف الرئيس مترنح وغير واضح، انا نفسي لا اعرف ماذا يريد ان يفعل’. وقد عبر الرئيس نفسه عن المعضلة هذه في لقائه مع ‘بي بي اس′ عندما قال ان ‘اذا تحدثت مع عائلتي او ميشيل (زوجته) تعرف انهم قلقون ومتشككون من اي عمل’ عسكري. واشارت الصحيفة الى تحدي الرأي العام الذي يحتاج الرئيس اوباما لاقناعه، حيث اظهر استطلاع اجرته مع شبكة إي بي سي ونشرت نتائجه يوم الاثنين ان 64 بالمئة من الامريكيين يعارضون ضربة عسكرية لسورية. ويرى كولين كال من جامعة جورج تاون والذي ركز على سياسة الادارة تجاه الشرق الاوسط ان اوباما يواجه تحديا قاسيا للمواءمة بين المصالح المتداخلة فالادارة كما يقول من ناحية ‘لا تريد الغوص في المياه الساخنة، والتورط في الحرب الاهلية، لان هذا يخيف الناس خاصة انهم لا يتمتعون بدعم شعبي’ ومن ناحية اخرى ‘لا تريد الغوص في المياه الباردة، اي توجيه ضربة ليست قوية للاسد لا تؤدي لتدمير قدراته بشكل كاف’.
فرصة لاوباما
ومهما كان الواقع فالمبادرة الروسية تعتبر خيط نجاة حيث علقت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في افتتاحيتها على زلة لسان كيري بالقول انه، اي كيري، لم يكن يتوقع ان يؤدي اقتراحه العرضي وقف العمل العسكري الامريكي ولكنه قد يكون منح مخرجا للرئيس اوباما الذي عبر عن اصرار لتنفيذ العمل العسكري بعد تحميله النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيماوي. وترى الصحيفة ان الترحيب الدولي بالمبادرة السورية وتصريحات وليد المعلم، وزير الخارجية السوري تشير الى حرص المجتمع الدولي على تجنب الحرب. ولكنها اضافت ان ادارة اوباما لديها الكثير من الاسباب لتعبر عن تشككها من وعود النظام السوري او داعميه الروس. ومع كل هذا فعلى الرئيس اوباما وكيري ملاحقة هذا الحل الممكن لان تدمير اسلحة الدمار ومخازنها ستكون مصدر أمن للشعب السوري، وسيكون التخلص منها بمثابة رادع طويل الامد اكثر من ضربة عسكرية قد تؤدي الى مقتل الكثير من المدنيين. وعليه يجب على الاسد السماح للمفتشين الدوليين بالدخول للبلد حالا، وسيكون هذا بمثابة بادرة حسن نية عن استعداد البلد الالتزام بالقوانين التي تحظر انتشار السلاح الكيماوي. وعلى الروس كذلك العمل بشكل قريب مع الولايات المتحدة والامم المتحدة لاعداد جدول حول الترسانة الكيماوية السورية والتثبت منها ومكان وجودها، ووضع جدول زمني لتدميرها تحت اشراف دولي. وأكدت الصحيفة على اهمية تقدم كل من الولايات المتحدة وروسيا لمجلس الامن بمشروع قرار يشجب استخدام السلاح الكيماوي في سورية، وتحذير النظام من مغبة تراجعه عن دعم المبادرة الروسية.
استطلاعات
وايا كان الرابح في هذا التطور فاوباما خاسر في الاستطلاعات وكما اشرنا يواجه معركة صعبة لاقناع المواطنين الامريكيين، فقد اظهر استطلاع جديد لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ وشبكة ‘سي بي أس′ ان غالبية الامريكيين الذين يشعرون بالتعب بعد عقد او اكثر من الحروب في الخارج يعارضون حربا جديدة في الشرق الاوسط، مع ان غالبيتهم تعتقد ان القوات السورية هي التي نفذت الهجوم الكيماوي في الغوطة الشهر الماضي. وقالت الصحيفة ان نتائج الاستطلاع تلخص طبيعة التحديات التي تواجه الرئيس اوباما لاقناعهم والكونغرس والعالم بشكل عام، حيث وجد نفسه امام تحد اخر وهو المبادرة الروسية كما تقول. وترى الصحيفة ان الاستطلاع يؤكد تحولا ثابتا في مواقف الرأي العام فيما يتعلق بالدور الامريكي في العالم، فالاجهاد الذي اصاب الامريكيين من حربي العراق وافغانستان ادى بهم لعدم الاهتمام بمناطق الحروب قدر اهتمامهم بمشاكلهم الاقتصادية في بلدهم. فبحسب الاستطلاع فان ستة من بين كل عشرة امريكيين يعارضون ضربة عسكرية لسورية، حيث عبرت غالبية المشاركين عن مخاوف من تورط طويل لامريكا في سورية مما سيؤدي الى زيادة التهديدات الارهابية. لكن معارضة التدخل في الشؤون الخارجية تذهب ابعد من الازمة الحالية في سورية حيث تقول نسبة 62 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع انه يجب ان لا تأخذ امريكا الدور القيادي لحل ازمات العالم مقابل 34 بالمئة ترى انه يجب على بلادهم قيادة العام. ويتناقض هذا الموقف مع استطلاع اجري في نيسان (ابريل) بعد دخول القوات الامريكية العراق عام 2003 حيث حبذت نسبة 48 بالمئة فكرة الدور القيادي لامريكا مقابل 43 بالمئة عارضته. وفي جوابهم على سؤال ان كان على امريكا التدخل للاطاحة بالديكتاتوريات وتعبيد الطريق امام الديمقراطية اجابت الغالبية 72 بلا مقابل 15 بالمئة قالت ‘نعم’، وتعلق الصحيفة ان هذه النسبة الاعلى التي تسجل في الاستطلاعات التي اجريت خلال العقد الماضي. وتعتقد الصحيفة ان نتائج الاستطلاع تشير الى فشل الرئيس اوباما في اقناع الرأي العام باهمية عمليته العسكرية ‘المحدودة’ في سورية، فبحسب الاستطلاع قالت نسبة 80 بالمئة ان ادارة اوباما فشلت في شرح اهداف العملية العسكرية في سورية، فيما قالت نسبة 69 بالمئة ان اوباما يجب ان لا يبدأ العمل العسكري بدون موافقة من الكونغرس.
حملة ايباك
فقد ارسلت (ايباك) 300 من اعضائها يوم امس الى الكابيتال هيل كجزء من حملة تقوم بها لدعم خطة اوباما لضرب سورية. ويعتبر هذا جزءا من حملة دعت فيها لجنة الضغط المعروفة اعضاءها بالاتصال باعضاء الكونغرس، فيما كشفت الصحافة الاسرائيلية عن طلب اوباما من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التدخل شخصيا والاتصال باعضاء الكونغرس لاقناعهم باهمية ضرب سورية. وفي الوقت الذي لم يتم التأكد من صحة التقارير هذه الا ان جهود ايباك والجماعات المؤيدة لاسرائيل تضع الدولة اليهودية في مركز النقاش حيث حاولت الحكومة الاسرائيلية الالتزام بالصمت حيال الخطة الامريكية. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن مسؤول اسرائيلي قوله ان بلاده تواجه ‘ معضلة حيال ما يجب عليها فعله في الكونغرس′ حيث تخشى اسرائيل من لوم الامريكيين لها على توريط بلادهم في حرب جديدة في الشرق الاوسط. وقال المسؤول ‘لا نريد ان نظهر بمظهر من يدفع باتجاه الضربة’ ولكن ‘الرئيس طلب منا المساعدة فمن نكون حتى نرفض الطلب’.
هولاند خاسر ايضا
وبعيدا عن واشنطن يواجه الرئيس اوباما تحديات نابعة من مواقف الحلفاء حيث تقول مجلة ‘تايم’ ان النداء الحار الذي وجهه جون كيري يوم السبت في العاصمة الفرنسية باريس، مستخدما اللغة الفرنسية التي يتقنها بشكل جيد واعتمد فيه على التاريخ المشترك في مواجهة الديكتاتوريات لم يلق اذانا صاغية لدى الفرنسيين، بل كما تقول المجلة ربما ادى لتعقيد مهمة الرئيس فرانسوا هولاند وجهوده لنيل دعم الفرنسيين لفكرة الحرب على سورية. وتضيف انه كلما دفعت الحكومات الغربية بفكرة ضرب البنى العسكرية للاسد كلما زاد تصلب الرأي العام ورفضه لأي تدخل خارجي. فبحسبب انتوني دوركين من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية في لندن فقد ‘انكشف حجم الدعم الشعبي للعمل العسكري منذ الهجوم الغوطة’، قائلا ان هولاند يعاني من نفس المشكلة التي يعاني منها اوباما فكلما دفع باتجاه العمل العسكري كلما تعقد الحال امام الرأي العام الذي يتساءل عن ماهية العمل وطبيعته وماذا سيحقق من اهداف وما هو ثمنه؟.
قتلى الأطفال في هجوم كيماوي في قلب نقاش الكونجرس حول سورية
واشنطن ـ رويترز: كانت لقطات الفيديو التي ظهر فيها طفل سوري وهو يحتضر وتنتفض أطرافه هي التي دفعت زعيم مجلس الشيوخ الأمريكي الذي ينتمي للحزب الديمقراطي لمحاولة فهم هجوم بالاسلحة الكيماوية في سورية راح ضحيته ما يقدر بنحو 426 طفلا.
وقال السناتور هاري ريد أمس الإثنين بعدما شاهد فيديو الضحايا السوريين ومدته 13 دقيقة ‘اللقطات التي أخذت بعد إسقاط هذه الأسلحة الرهيبة لن تمحى من ذاكرتي أبدا.’
وأضاف ‘كان الأطفال أولادا وبناتا يرتدون ملابس ملونة مبهجة.. وأصيب أولاد وبنات بدا بعضهم أكبر سنا بتشنجات.. هذه السموم تقتل الأطفال أولا. لا يمكن لأجسامهم الصغيرة تحمل هذا مثل كبار السن.’
ومع احتدام الجدل السياسي في الولايات المتحدة بشأن رد عسكري محتمل على هجوم كيماوي مزعوم يوم 21 اب (أغسطس) في سورية يركز الرئيس الأمريكي باراك أوباما والسناتور ريد ومسؤولون آخرون في الحكومة يدعمون شن هجمات محدودة على سورية على مأساة الضحايا الصغار لاقناع آخرين بوجهة نظرهم.
كانت لقطات الأطفال القتلى -وهي جزء من مجموعة من اللقطات جمعتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكشفت عنها مطلع الأسبوع- بالنسبة لريد دليلا مقنعا بأن الولايات المتحدة يجب أن ترد على هجوم تقول واشنطن ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد شنته.
وقال ريد ‘وحشيته (الأسد) تتطلب ردا دون شك.’
وأشار أوباما في سلسلة من المقابلات التلفزيونية الإثنين ورغم تأجيل مجلس الشيوخ جلسة التصويت على قرار سورية إلى الضحايا الأطفال كسبب يدفع الولايات المتحدة إلى ضمان ألا تستخدم قوات الأسد الأسلحة الكيماوية.
وقال أوباما في مقابلة مع برنامج على قناة سي.بي.إس ‘أعتقد أن أي أب يشاهد لقطات ضرب هؤلاء الأطفال بالغاز يتفهم حجم المأساة الإنسانية.’
وتحدث أوباما عن الأطفال الضحايا يوم 31 اب (أغسطس) عندما أعلن أن العمل العسكري مطلوب وإنه سيسعى للحصول على موافقة الكونجرس عليه. وقال ‘ما هي الرسالة التي سنبعث بها عندما يتمكن دكتاتور من قتل مئات الاطفال بالغاز في وضح النهار ويفلت من العقاب؟’.
وأفاد تقدير أولي مقدم من وكالات مخابرات أمريكية بأن 426 طفلا قتلوا في الهجوم من بين 1429 قتيلا سقطوا وفقا لتقدير أظهرته اللقطات على يوتيوب ومواقع تواصل اجتماعي أخرى.
وسلط طوفان الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها صور لطفل يحتضر الأضواء على الهجوم بطريقة لم تحدث عام 1988 عندما استخدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين غاز الخردل في قصف مدينة حلبجة العراقية أثناء حربه مع إيران مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى خمسة آلاف شخص أغلبهم مدنيون.
وقالت منى يعقوبيان وهي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط بمركز ستيمسون ‘بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من المستحيل إخفاء هذه الأمور -خاصة شيء في حجم هذا الهجوم.’
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن عوامل عدة تفسر مقتل عدد كبير من الأطفال في الهجوم. وقع الهجوم في ساعات ما قبل الفجر عندما كانت العائلات نائمة وفي مناطق مأهولة بالسكان ومن بينها أحياء أغلقت قوات موالية للأسد طرق الهروب منها.
وذكر كتاب حقائق العالم التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن تقدير الولايات المتحدة بأن ثلث قتلى الهجوم من الأطفال يتماشى أيضا مع الطبيعة السكانية لسورية لأن 34 في المئة من سكان البلاد تقل أعمارهم عن 14 عاما.
ونشرت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ في موقعها على الانترنت لقطات فيديو من يوتيوب مطلع الأسبوع ومن مصادر موالية للمعارضة السورية.
وقالت السناتور الجمهورية سوزان كولينز الأسبوع الماضي ‘كلنا مذعورون لضرب الأطفال بالغاز. لكنني مذعورة أيضا لأن أطفالا كثيرين آخرين قتلوا. قتل مئة ألف سوري في هذا الصراع حتى الان. وأصبح أكثر من مليوني شخص لاجيء.’
وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش إن سقوط قتلى من الأطفال يؤكد الطبيعة المروعة للأسلحة الكيماوية.
وأضاف ‘هذا من الأسباب التي تجعله سلاحا رهيبا فعلى عكس القصف لا يمكنك حماية نفسك منه’.
الصدام حول سوريا إلى مجلس الأمن: اختبار نيّات… وقوى
المواجهة حول سوريا لا تزال محتدمة. صحيح أن المبادرة الروسية عطّلت العدوان أو أرجأته، لكنها نقلت الصراع إلى أروقة مجلس الأمن الدولي، حيث يريد الغرب سيفاً مصلتاً على دمشق، فيما يطالبه الروس ببيان ترحيب باقتراح نزع السلاح الكيميائي السوري
الترحيب الغربي بمبادرة موسكو حول الكيميائي السوري سرعان ما انقلب إلى اختبار نيّات ترافق مع محاولة لتكريسها تنازلاً دولياً يضع سيف مجلس الأمن على قبة دمشق. مناورة مشبوهة سارعت روسيا إلى رفضها، معلنة أن اقتراحها بنزع السلاح الكيميائي السوري رهن تخلي الولايات المتحدة عن عزمها توجيه ضربة عسكرية إلى بلاد الشام.
البداية كانت مع مطالبة فرنسية، تبنتها بريطانيا والولايات المتحدة، لاستصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع. عنوان فضفاض يستبطن استعادة لتجربة النووي العراقي، مع ما رافقها من فرق تفتيش وذرائع لا تنضب لشن عدوان، هذه المرة تحت علم الأمم المتحدة. طلب وضعه الغرب ضمن المعادلة التالية: إما القبول، أو نعتبر المبادرة الروسية مماطلة لتجنيب سوريا الضربة. جاء الرد الروسي بالرفض القاطع: نقبل باستصدار إعلان من رئيس مجلس الأمن يرحب بالمبادرة الروسية، مرفقة بدعوة إلى انعقاد مجلس الأمن في جلسة مغلقة طارئة لهذه الغاية تحدد موعدها أمس، لكن سرعان ما ألغيت. قال رئيس المجلس لهذا الشهر، مندوب استراليا غاري كوينلان، إن موسكو سحبت الطلب.
مشروع البيان الروسي كان يتضمن ترحيبا بمبادرة موسكو، ودعوة موجهة إلى الامين العام للامم المتحدة والامين العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والأطراف المعنية لبذل الجهود من أجل تنفيذها، مع التأكيد على عدم وجود بديل للتسوية السياسية الدبلوماسية للنزاع في سوريا. وتزامن مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن شرط تنفيذ المبادرة أن تتخلى الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا. وقال «من الصعب اجبار سوريا او بلد اخر على أن ينزع سلاحه في شكل احادي الجانب اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد».
كان الرئيس باراك أوباما قد أعرب عن موافقته على مناقشة المبادرة الروسية، على ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض، أوضح أن الرئيس الأميركي ناقش العرض مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، واتفق القادة على العمل مع روسيا والصين للتحقق من «امكانية تطبيق الاقتراح الروسي لوضع جميع الاسلحة الكيميائية السورية والمواد المرتبطة بها تحت الاشراف الدولي الكامل من اجل ضمان التخلص منها بشكل يمكن التحقق منه وتطبيقه».
بدوره، قال كاميرون أنه يأخذ هذا العرض «على محمل الجد»، مشيرا إلى أن بلاده ستنضم إلى الولايات المتحدة وفرنسا في تقديم مشروع قرار حوله في مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن عرض سوريا «مثير للاهتمام، وفي حال تم التخلص من واحد من أضخم مخزونات الأسلحة الكيميائية فإن ذلك سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام. يجب التعامل معه بجدية ويحتاج إلى اختبار بشكل صحيح، ووضع جدول زمني محدد»، ولافتاً الى انه «يتعين على المملكة المتحدة وحلفائها أن تظل متشككة في العرض السوري لكي لا يتحول إلى مجرد خدعة». غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان حاسما في ابلاغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس، في خلال مكامة هاتفية، أن روسيا ترى أنه «لا يمكن قبول» مشروع القرار الفرنسي في الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية السورية المتضمن قراراً يصدره مجلس الامن الدولي مع تحميل السلطات السورية مسؤولية الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية.
وكان فابيوس قد اعلن في وقت سابق أن فرنسا سترفع مشروع قرار امام مجلس الامن ينص على ادانة مجزرة 21 آب ويطالب بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي. وينص مشروع القرار ايضاً على «عملية مراقبة وتفتيش تامة» من قبل المنظمة الدولية وعلى حظر الاسلحة الكيميائية وفي حال حصول انتهاكات يلفت إلى «عواقب جدية» تترتب على سوريا. واستند النص إلى الفصل السابع في ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.
وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن لندن ستؤيد أي قرار «موثوق» يتخذه مجلس الأمن الدولي حول سوريا، مشدداً على ضرورة أن ينص هذا القرار على إمكانية استخدام القوة.
في المقابل، كشف لافروف أن روسيا تعمل مع الجانب السوري على اعداد خطة محددة لتنفيذ المبادرة الروسية، مشيرا إلى أن العمل على إنجاز الخطة سيجري بالتعاون مع الامم المتحدة. ولفت لافروف إلى أنّ المبادرة «ليست روسية بالكامل، بل إنها مبنية على الاتصالات مع زملائنا الأميركيين، وعلى تصريح وزير الخارجية جون كيري الذي أجاز فيه امكانية تفادي الضربات العسكرية في حال حلّ هذه المشكلة».
ومع ذلك، طلب أوباما من الكونغرس تأجيل التصويت على قرار الضربة العسكرية، وأكد، في اتصاله بفرانسوا هولاند، على ضرورة «ابقاء كل الخيارات مفتوحة» لتعطيل السلاح الكيميائي و»ضمان تدميره في شكل تام وفعلي».
وفي السياق، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس الاسد إلى أن «ينتهز فعلياً فرصة محاولة صنع السلام» في بلاده. واكد، عقب محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يلتقيه الخميس في جنيف، أن اي خطة يجب أن تشتمل على «عواقب» في حال تبين أن الاقتراح الروسي هو للمماطلة ولتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية اميركية. وقال كيري، أثناء جلسة للكونغرس، «إن الحلفاء الأساسيين للأسد، الروس، أعلنوا أنهم سيأتون بالمقترح، وقد أشرنا لهم بوضوح خلال اتصالاتنا مع الطرف الروسي أنه ينبغي ألا يكون هناك أي تمهل».
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أنه «يدعم بشدة» قرار الرئيس باراك أوباما بضرب سوريا. وقال «يجب علينا أن نمنع حزب الله وغيره من المنظمات الإرهابية من استخدام السلاح الكيميائي ضد القوات الأميركية». بدوره أكد رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي أن القوات الأميركية، «مستعدة للدفاع عن أصدقائها في المنطقة في حال قرر الأسد أن يرد». ولفت ديمبسي إلى أن «الجيش الأميركي حدد أهدافاً للضرب وأهدافاً ثنائية سنضربها في حال الضرورة».
إلى ذلك، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، «اننا جاهزون لاحترام التزامتنا بموجب المعاهدة الروسية في ما يتعلق بالاسلحة الكيميائية في سوريا حسب نظام الوكالة الدولية، ومستعدون للتعاون بشكل تام في تطبيقها»، لافتا الى «اننا جاهزون ان نظهر مواقع الاسلحة الكيميائية لممثلي روسيا والامم المتحدة». واشار المعلم، الى «اننا ننوي الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية».
موسكو: صور ومواد الفيديو لهجوم الغوطة كانت مفبركة
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ هناك أدلة مقنعة على فبركة صور لضحايا الهجوم الكيميائي المزعوم في ريف دمشق يوم 21 آب. وأوضحت أنّ الخبراء الدوليين عرضوا، خلال الدورة الـ24 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أدلة تشير الى أن صور ومواد الفيديو عن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق كانت مفبركة.
وعرض المؤتمرون على الجمهور شهادات العديد من شهود العيان، الذين أكدوا أن مقاتلين معارضين استخدموا السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية. وتم تسليم نتائج التحقيق التي أجراها النشطاء والشهادات إلى لجنة التحقيق الخاصة بسوريا التابعة لمجلس حقوق الإنسان، حسب الوزارة. وتابعت الخارجية الروسية أن جميع المشاركين في المؤتمر، الذي جاء بعنوان «التهديدات الأميركية في استخدام القوة ضد سوريا»، أكدوا أن تطبيق السيناريو العسكري في سوريا، والالتفاف على مجلس الأمن الدولي، يعد خرقاً سافراً للقانون الدولي.
(الأخبار)
الاعضاء الدائمون في مجلس الامن يبحثون اليوم الملف السوري
أ. ف. ب.
يحضر خبراء أميركيون في التسلح الاجتماع الذي يعقد في جنيف بين كيري ولافروف، هذا فيما يعقد مجلس الأمن اليوم جلسة لمناقشة الأزمة السورية.
نيويورك: اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان خبراء اميركيين في التسلح سيحضرون الخميس اللقاء المخصص في جنيف لملف الاسلحة الكيميائية السورية بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وسيشارك في اللقاء الموفد الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي، علما بان الاجتماع بشان الخطة الروسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي قد يستمر حتى السبت.
وسلمت روسيا الاربعاء الولايات المتحدة اقتراحات ترمي الى ايجاد مخرج دبلوماسي للازمة التي بدات في 21 اب/اغسطس بهجوم كيميائي القت القوى الغربية مسؤوليته على النظام السوري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي ان موسكو لم تسلم حتى الان سوى “افكار” وليس “ملفا كبيرا”، مضيفة انه لا تزال هناك “نقاط للعمل عليها”.
واوضحت بساكي ان الهدف من اللقاء بين كيري ولافروف وكذلك من تبادل الاراء بين خبراء هو دراسة تفصيلية للافكار التي قدمها الروس و”تقييم ما اذا كانت تتوافق” مع المطالب الاميركية حول التخلص من الترسانة الكيميائية السورية.
ويجتمع الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن بعد ظهر الاربعاء لمتابعة مشاوراتهم حول سبل تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وفق ما افاد دبلوماسيون.
وكان الاعضاء الدائمون (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) بداوا الثلاثاء مناقشة مشروع قرار فرنسي يلحظ هذا التفكيك مع التهديد بضربة عسكرية في حال لم يتم ذلك. لكن اجتماعا للمجلس كان مقررا بعد ظهر الثلاثاء الغي في اللحظة الاخيرة بناء على طلب موسكو التي رفضت المشروع الفرنسي.
واعلنت فرنسا انها على استعداد لتعديل مشروع قرارها ضمن حدود معينة، لكنها تعتزم وكذلك الولايات المتحدة، ابقاء الخيار العسكري مطروحا كوسيلة ضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وبمبادرة من روسيا، اعلنت دمشق انها تريد وضع ترسانتها الكيميائية تحت اشراف دولي عبر الانضمام الى اتفاقية 1993 التي تحظر هذه الاسلحة. وسلمت روسيا الولايات المتحدة خطة لمراقبة الاسلحة الكيميائية وسيبحث وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف هذا الملف الخميس في جنيف.
“هيبة” روسيا على المحك في الملف الكيميائي السوري
واعلن البيت الابيض الاربعاء ان “هيبة” روسيا على المحك في العملية الدبلوماسية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك عشية اجتماع روسي اميركي في جنيف.
وفي تصريحه اليومي، اقر المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما من جهة اخرى بان الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المرحلة الجديدة وهي “متشككة” حيال صدق نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المتحدث جاي كارني ان روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري “وبعد ان جمدت طيلة سنتين محاولات الامم المتحدة لمحاسبة الاسد (…)، تمارس او يبدو انها تظهر انها تريد ان تمارس دورا بناء”.
وكان كارني يتحدث غداة خطاب لباراك اوباما وافق فيه على منح فرصة للاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتفكيكها لاحقا، مستبعدا احتمال توجيه ضربات اميركية فورية ضد نظام الاسد.
واقتراح موسكو الذي وافقت عليه الحكومة السورية “يدل على ان روسيا تضع هيبتها على المحك”، كما راى كارني. ويمثل الاقتراح “فرصة حقيقية اذا تكلل بالنجاح”، وفقا للمتحدث باسم اوباما.
لكن المتحدث قال ايضا “نبقى متشككين بالتاكيد حيال التعهدات التي تقطعها سوريا. نظام الاسد ليس موضع ثقة كبيرة عندما يتعلق الامر باحترام تعهداته. لكن يتعين علينا دراسة هذه الامكانية” التي تتعلق بحل دبلوماسي.
ومساء الثلاثاء، اكد اوباما ان وزير خارجيته جون كيري سيتوجه الخميس الى جنيف حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث التطبيق المحتمل لخطة موسكو في شان سوريا.
موسكو سلمت واشنطن خطتها للاشراف على الكيميائي السوري
بهية مارديني
تستعد موسكو وواشنطن لعقد اجتماع مهم في جنيف الخميس مع تواتر أنباء تفيد بتسليم الولايات المتحدة الخطة الروسية بشأن الكيميائي السوري. وفي هذه الأثناء، بدأ الائتلاف السوري المعارضة اجتماعاته المدرج على جدول أعمالها المبادرة الروسية.
بهية مارديني، الوكالات: ذكر مصدر روسي الاربعاء أن مسؤولين روسا سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي فيما يعكف دبلوماسيون من موسكو وواشنطن على التحضير لاجتماع مهم يعقد في جنيف.
ونقلت وكالة ايتار- تاس الروسية للانباء عن المصدر قوله “لقد سلمنا الاميركيين خطة لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، ونتوقع ان نناقشها في جنيف”. وسيلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف بعد ظهر الخميس. وقال مصدر روسي في جنيف بحسب ما اوردت وكالة ايتار – تاس ان هذا اللقاء قد يستمر اكثر من يوم واحد.
واضاف هذا المصدر ان “اللقاء سيبدأ على ما يبدو الخميس ويختتم الجمعة لكنه قد يستمر حتى السبت”. واعلنت روسيا انها عرضت على حلفائها السوريين وضع مخزونهم من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي وتفكيكه، وهو الاقتراح الذي قبلته دمشق الثلاثاء.
وقال جون كيري الاربعاء بينما كان يتحدث في نقاش عبر الانترنت نظمته غوغل، ان لدى لافروف “افكارا مهمة حول الوسائل التي يمكننا بموجبها التوصل الى ذلك”، مضيفا “اذا تمكننا فعلا من توفير امن كل الاسلحة الكيميائية السورية عبر هذه الوسيلة، فانها بوضوح الوسيلة المفضلة وسيشكل ذلك خطوة حقيقية”.
ويبدو ان ترحيب واشنطن بهذه المبادرة ابعد احتمال توجيه ضربات ضد النظام السوري المتهم بانه مسؤول عن هجوم كيميائي في 21 اب/اغسطس قرب دمشق اوقع مئات القتلى.
اجتماع الائتلاف السوري
في هذه الأثناء، بدأت اليوم اجتماعات الدورة الرابعة للهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض بحضور رئيس الائتلاف أحمد الجربا ونائبيه سالم المسلط وفاروق طيفور والأمين العام بدر جاموس.
وقال منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني في تصريح خاص لـ”إيلاف” أن “أعضاء الهيئة السياسية سيبحثون عدة ملفات منها الاتفاق الكردي مع الائتلاف وانضمام المجلس الوطني الكردي وملف الحكومة المؤقتة والمبادرة الروسية اضافة الى ما يستجد من أمور”. هذا وستستمر اجتماعات الهيئة السياسية حتى الغد على أن تبدأ اجتماعات الهيئة العامة يوم الجمعة القادم.
من جانبه قال منذر ماخوس سفير الائتلاف في فرنسا في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن المبادرة الروسية خدمة مجانية للنظام وبمثابة انعاش له وتكرار لمبادرات المجتمع الدولي وعادة مايتم افراغ أية مبادرة من مضمونها.
وأضاف” ادخلتنا الولايات المتحدة الاميركية بنفق مظلم دون حل سريع لمأساة الشعب السوري”. وأكد “أنه لافرق ان يقتل النظام السوريين بالسلاح الكيميائي أو السكود”، وعبر عن أسفه “لان المبادرة قد تم تحضيرها سابقا” .
فيما قال كمال اللبواني عضو الهيئة السياسية في تصريح لـ”ايلاف” إنه لا بد للائتلاف أن يقدم مبادرة بديلة عن المبادرة الروسية برؤية واضحة مع خطوات قابلة للتحقيق دون أية آلية للتعطيل. وأشار إلى “أنه لا بد أن نعبر عن متطلبات الشعب السوري وآماله خاصة في ظل المأساة الذي يعيشها الشعب السوري”.
الى ذلك قال لـ”إيلاف ” قاسم سعد الدين القيادي في الجيش الحر “أنه يجب إعدام بشار الأسد لانه سيسلم السلاح الكيميائي بموجب المبادرة الروسية التي وافق عليها”، وأكد أن القانون العسكري السوري واضح في هذا الخصوص بموجب المادة 155.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/9/835663.html
مسيحيو معلولا: متطرفون يجبروننا على اعتناق الإسلام
وكالات
يتذمر مسيحيو معلولا من تسمية “الصليبيين” التي أطلقها عليهم جهاديون دخلوا بلدتهم، وبدأت تنتابهم مخاوف حول هوية بلدتهم بعد إجبار أحد السكان على إشهار إسلامه تحت تهديد السلاح، في وقت طالبت فيه القوات اللبنانية بوضع البلدة تحت الحماية الدولية.
دمشق: اتهم سكان فرّوا من بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق إلى العاصمة، جهاديين قالوا إنهم دخلوا بلدتهم، بإطلاق تسمية “الصليبيين” عليهم، وبإجبار أحدهم، تحت تهديد المسدس، على إشهار إسلامه.
روت ماري، التي كانت تشارك امس الثلاثاء في دمشق في مأتم ثلاثة مسيحيين قتلوا خلال مشاركتهم في القتال في معلولا من ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام، أن المقاتلين الجهاديين، بعدما فجّروا حاجز القوات النظامية عند مدخل البلدة الاربعاء، “نزلوا من الحارة الغربية، وبدأوا يكبّرون، ويقولون +جبهة النصرة آتية اليكم يا صليبيين”.
واضافت أن المقاتلين بقوا في ساحة البلدة ثلاث ساعات، وهم يصوّرون ويكبرون ويطلقون النار في الهواء. وشارك في المأتم مئات الاشخاص، وسار الموكب في شوارع الاحياء المسيحية في دمشق القديمة، على رأسه فرقة موسيقية تؤدّي الحان الموت، وبرفقة مسلحين يطلقون النار في الهواء من دون توقف تكريمًا “للشهداء”.
الطلقات الرشاشة غطت على الهتافات التي خرجت من الجمع: “معلولا هي جرح المسيح”. وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالي 55 كلم شمال دمشق. وهي من اقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سوريا. وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح. وتنتمي غالبية سكانها، البالغ عددهم حوالي 4500، الى الكنيسة الكاثوليكية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن العديد من شبان معلولا المسيحيين كانوا منضوين ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام التي شكلت مع بدء النزاع، وتتولى اجمالًا حماية الاحياء التي يقطن فيها افرادها. كما انضم اليهم بعد بدء المعركة مسيحيون من دمشق من قوات الدفاع الوطني، الميليشيا التي شكلها النظام ودربها لمساندة الجيش، بحسب المرصد.
قصف صلبان وإكراه في الدين
وقال عدنان نصرالله (62 عامًا)، الذي كان في المأتم ايضًا انه يسكن قبالة مدخل المدينة، وانه سمع انفجارًا كبيرًا الاربعاء دمّر القوس، الذي يرتفع عند مدخل معلولا. “بعد ذلك، رأيت اشخاصًا يعصبون رؤوسهم بشريط كتب عليه النصرة يطلقون النار”، مشيرًا الى انهم اطلقوا النار في اتجاه بعض الصلبان المرفوعة فوق كنائس واديرة. واضاف أنه رأى بعض هؤلاء “يضعون مسدسًا في رأس احد جيراني، ويجبرونه على اشهار اسلامه، ثم سخروا منه”.
وروى نصرالله أنه امضى 42 عاماً في واشنطن، حيث كان يملك مطعماً باسم “معلولا”، وانه عاد قبل بدء النزاع في منتصف آذار/مارس بوقت قصير الى بلده للاستثمار فيه، لكنه خسر كل شيء. وقال “كان لدي حلم بأن ارّوج للسياحة في بلدي. بنيت فندقاً صغيراً ومصنعًا لتوليد الكهرباء على الرياح لتأمين الكهرباء لكل سكان معلولا. كل ذلك ذهب ادراج الرياح”.
جيرة سطحية
ورأى أن اسوأ ما حصل يكمن في موقف سكان معلولا المسلمين. “خرجت النساء على الشرفات، واطلقت هتافات الترحيب، وكذلك الاولاد. اكتشفت أن صداقتنا كانت سطحية”. الا أن شقيقته انطوانيت رفضت تعميم الاتهام. وقالت: “النازحون الذين قدموا من حرستا ودوما (ريف دمشق) واستقبلناهم في بلدتنا هم الذين نشروا سمّ التفرقة، لا سيما بين الشباب”.
وروت رشا أن خطيبها، ويدعى عاطف خطف بينما كان يقاتل من ضمن اللجان الشعبية. وقالت انها عندما عرفت السبت بأخبار معلولا وكانت في دمشق، اتصلت بعاطف على رقم هاتفه المحمول، فاجابها احدهم قائلًا “اهلا رشروش…. انا من الجيش الحر. سألته: اين عاطف؟ قال لي: ذبحناه”.
واشارت الى انها عرضت عليهم دفع فدية لاسترداده، لكن محدثها قال لها “نحن لا نمزح… ذبحناه، وقطعناه إربًا. هذا شبيح ويحمل سلاحًا”، مضيفًا: “طلبنا منه أن يتحوّل الى الاسلام، لم يرضَ”. وقالت رشا إنها اتصلت في وقت لاحق “بالجهات المعنية، وعرفنا انه مخطوف مع غيره، وأنهم لا يزالون على قيد الحياة”. وعاطف هو احد ستة مقاتلين من اللجان الشعبية خطفوا في معلولا، ولم يعرف مصيرهم بعد.
وافاد مصدر امني سوري اليوم الاربعاء وكالة فرانس برس إن الاشتباكات مستمرة في معلولا، وأن الجيش يسعى الى استعادتها. واعلنت “جبهة تحرير القلمون” المؤلفة من ألوية وكتائب عدة الثلاثاء استعدادها للانسحاب من معلولا وتحييد البلدة شرط عدم دخول الجيش النظامي اليها.
انسحاب مقابل آخر
وجبهة تحرير القلمون هي من ابرز المجموعات التي شاركت في معركة معلولا ضد القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية له، وتمكنت من دخولها، مع جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة ليلة السبت. وقال متحدث باسم الجبهة في شريط فيديو نشر على الانترنت “حقنًا للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا، يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة، شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته الى هذه المدينة”.
واضاف “يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين”، موضحًا ان معلولا هي “رمز التعايش السلمي”، و”نموذج للحمة الوطنية بين افراد الوطن الواحد”. واتهم المتحدث النظام بـ”استهداف الكنائس والاديرة وبيوت الاهالي بكل انواع الاسلحة”.
القوات اللبنانية: لوضع معلولا تحت الحماية الدولية
في سياق متصل، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية اليوم البيان الاتي: “تعمّد بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للنظام السوري، إلى مهاجمة الام بيلاجيا سياف، رئيسة دير مار تقلا في معلولا، واصفًا اياها بنعوت العمالة والتآمر، التي لا تليق الا بهذا النظام”.
تابع البيان “أن القوات اللبنانية اذ تستهجن هذا الاسلوب الرخيص في ممارسة الضغوط على الراهبات والرهبان، يهمها التأكيد على عمق الاحترام للام بيلاجيا وجميع الراهبات الفاضلات ورهبان معلولا وكل سوريا الثائرة، فإنها تؤكد من جديد على ضرورة وضع معلولا وسواها من المناطق ذات الخصوصية الروحية أو الاثرية تحت الحماية الدولية وإبعاد تداعيات الحرب عنها ومحاولات النظام الكيميائي استغلالها واستخدام ابنائها لغاياته المعروفة”.
لجنة التحقيق الدولية: طرفا النزاع في سوريا اقترفا جرائم حرب
وكالات
قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا تقريرها فاتهمت النظام والمعارضة في سوريا بارتكاب جرائم حرب فظيعة بحق المدنيين، ورفضت اعتبار التدخل العسكري الأميركي حلًا للنزاع السوري الداخلي، الذي لا يمكن حسمه عسكريًا.
عددت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا في تقريرها الصادر اليوم الاربعاء جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ارتكبت خلال الحرب السورية، لكنها لم تقدم أي نتيجة نهائية بشأن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، كما يزعم كل من النظام السوري والمعارضة المسلحة.
وقالت اللجنة في أحدث تقاريرها: “بناءً على الأدلة المتوافرة حاليًا، لم يكن بالامكان التوصل إلى نتيجة عن العناصر الكيميائية المستخدمة وانظمة اطلاقها أو مرتكبيها، لكن من الواضح أن غالبية الخسائر البشرية وقعت خلال هجمات غير مشروعة، استخدمت فيها الأسلحة التقليدية”.
جرائم حرب
يغطي تقرير لجنة التحقيق الدولية الفترة الممتدة بين 15 ايار (مايو) وحتى 15 تموز (يوليو) الماضيين، وبيّن أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الاسد واصلت شن الهجمات الواسعة ضد المدنيين وارتكاب عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب والاختفاء الجبري كجرائم ضد الانسانية، “فهذه القوات قتلت مدنيين وقصفت مستشفيات وارتكبت جرائم حرب أخرى خلال عمليات التقدم الأخيرة لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها المعارضة في وقت سابق”، مدينًا أيضًا الجماعات المناهضة للحكومة بارتكابها جرائم حرب، من بينها القتل والتعذيب والخطف، في المناطق التي تسيطر عليها. وأكد التقرير أن مرتكبي هذه الخروقات والجرائم من الطرفين يتحدون القانون الدولي، ولا يخافون من أية محاسبة.
ولم يأتِ التقرير على ذكر ما بعد 15 تموز (يوليو)، أي الفترة التي شهدت الهجوم الكيميائي المفترض على المدنيين في ريف دمشق، في 21 آب (اغسطس) الماضي، وهو الهجوم الذي اثار غضبًا دوليًا يمكن أن يؤدي إلى توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، تقودها الولايات المتحدة، بالرغم من الجهود الدبلوماسية الحثيثة الساعية لتجنب حصولها.
لا حسم عسكري
واكدت لجنة التحقيق الدولية، المؤلفة من اربعة اعضاء برئاسة البرازيلي باولو سيرجيو بينييرو، في تقريرها على ضرورة تقديم أولئك الذين استخدموا السلاح الكيميائي إلى العدالة، “من أجل ردع أي شخص آخر يريد استخدام أساليب الحرب البغيضة هذه”، محذرة من أن النزاع في سوريا، الذي اسفر عن مقتل اكثر من 100 الف شخص وأجبر اكثر من مليونين على الفرار من البلاد، أخذ منعطفًا خطيرًا.
وأضاف التقرير: “لم يؤدِ الفشل في التوصل إلى تسوية سياسية إلى تعميق الصراع وتعنته فحسب، بل تسبب أيضًا في توسيعه إلى جهات فاعلة جديدة، أدت إلى حصول جرائم لم تكن في الحسبان من قبل”.
أصر محققو اللجنة على أن الحاجة ملحة لوقف الاعمال العدائية والعودة للمفاوضات من أجل إيجاد تسوية سياسية، “فاللجوء للعمل العسكري لن يؤدي فقط إلى تعاظم المعاناة داخل سوريا، وإنما أيضًا إلى استعصاء الوصول إلى التسوية السياسية المتوخاة”. وأضافوا قائلين: “ما زالت أطراف النزاع في سوريا تؤمن بوجود إمكانية حسم النزاع عسكريًا، الأمر الذي يدفعها الى تصعيد العمليات القتالية”.
وانتقدوا الجهات التي تورد الأسلحة إلى سوريا، واتهموها بتعزيز الأوهام بشأن إمكانية الانتصار عسكرياً في هذه الحرب، “فالبيان الذي صدر عن مؤتمر جنيف-1 في حزيران (يونيو) 2012 يبقى الطريق الوحيد للسلام في سوريا.
لحماية المدنيين
كما أكدت اللجنة ان احتدام القتال بين القوات الحكومية والقوات الموالية لها والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة والجماعات المسلحة الكردية جعل المدنيين هم من يدفعون ثمن الفشل في التفاوض على انهاء هذا الصراع، “فعشرات آلاف الأرواح ازهقت، وهرب أكثر من ستة ملايين سوري من منازلهم، ولكل منهم قصة عن الدمار والخسائر حيث تعيش اليوم مجتمعات بأكملها في الخيام خارج حدود سوريا، إضافة الى ملايين النازحين في الداخل، ما مزق المجتمع السوري”.
ورفضت اللجنة اعتبار شن ضربات عسكرية ضد سوريا حلًا للازمة، وقال محققوها: “مع شبح التدخل العسكري الدولي، فإنّ سوريا والمنطقة تواجهان خطر ازدياد اشتعال الحرب، ما سيؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين”، وشددوا على أن حماية حقوق الانسان واحترام القانون الدولي الإنساني أمران مترابطان بشكل وثيق مع ميثاق الأمم المتحدة، خصوصًا في ما يتعلق بالإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن. كما رأت اللجنة ضرورة قيام مجلس الأمن بالعمل كمنبر يتم من خلاله التأثير على أطراف النزاع في سوريا والدول النافذة من أجل تعزيز حماية المدنيين.
سليم ادريس لـ”ايلاف” : نرفض المبادرة الروسية
بهية مارديني
أعلن اللواء سليم ادريس رئيس قيادة الأركان في الجيش الحر في تصريح خاص لـ”ايلاف” رفضه للمبادرة الروسية .
وأكد على طلبه من المجتمع الدولي “محاكمة المجرم بشار الأسد أمام محكمة الجنايات الدولية بعد أن اعترف بجريمته”، حسب قوله، وأشار الى أن تسليم أداة الجريمة هو اعتراف بالجريمة .
ولفت الى أن قيادة الاركان “طلبت من كل اعضاء الجيش الحر متابعة تحرير البلاد من العصابة المجرمة”
وأوضح ادريس “اصدرنا اليوم بيانا فيه العديد من النقاط بحضور قادة الجبهات نرفض فيه المبادرة الروسية شكلا ومضمونا”.
وأضاف “نحن في رئاسة الاركان لا نثق نهائيا بالنظام السوري وروسيا ايضا فالقيادة الروسية شريك في ذبح الشعب السوري”.
ورأى ادريس” انه من الضروري توجيه ضربات عسكرية للنظام المجرم لوضع حد لتجاوزاته لكل القيم والقوانين والأعراف وحقوق الانسان”.
كما قال” ان مايجري الان هو عبارة عن صفقة للتخلص من السلاح الكيماوي على حساب دم الشعب السوري”.
هذا وأفادت مصادر دبلوماسية روسية أن روسيا سلمت الى الولايات المتحدة خطة تنفيذ مبادرتها بشأن وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية.
وبينت المصادرأن موسكو تأمل بمناقشة هذه الخطة خلال اللقاء القادم بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامريكي جون كيري في جنيف.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/9/835698.html
دول الخليج تتحفظ على المبادرة الروسية وتنتقد محاولات التسويف التي ينتهجها نظام الأسد
وزير خارجية البحرين: مجلس التعاون لا يميل إلى الخيار العسكري في الشأن السوري فنحن دول سلام
جدة: سعيد الأبيض
قلل مجلس التعاون الخليجي من أثر المبادرة الروسية بشأن السلاح الكيماوي على وقف نزيف الدم في سوريا، مشيرا إلى أن الأزمة لا تتعلق فقط بالسلاح الكيماوي أو الهجوم على الغوطة، كما أعرب مجلس التعاون في اجتماعه الذي عقد في جدة أمس، عن قلقه من محاولات التسويف والتعطيل التي ينتهجها النظام السوري.
وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني في معرض رده على سؤال حول المقترح الروسي بشأن تسليم سوريا لمخزونها الكيماوي: «كل ما سمعناه هو سطر واحد أو سطرين يتعلق بكلمة مبادرة أو احتواء أو نقل أو سيطرة لكن كل الذي سمعناه يتعلق بموضوع واحد والذي هو السلاح الكيماوي، وهذا لا يوقف نزيف الدم في هذا البلد الشقيق، ولا يعين الشعب السوري ولا يرفع عنه هذا الظلم الذي يعيشه يوما بعد يوم»، مشددا أن الأزمة لا تتعلق بالهجوم على غوطة دمشق، بل إنها أزمة مستمرة منذ عامين ونصف، وقال: «نرجو ألا نضيع الوقت في المماطلة أو التسويف».
وشدد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني على أن دول مجلس التعاون لا تميل إلى الخيار العسكري في الشأن السوري، وقال: «نحن دول سلام ونسعى إلى إشاعة الأمن والاستقرار في المنطقة»، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول التوجه إلى محكمة الجنائيات الدولية لمحاسبة النظام السوري على مجزرة الغوطة قال الوزير البحريني: «إن موقف دول الخليج واضح بأن من ارتكب هذه المجزرة يجب أن تتم محاسبته قانونيا، ومن ضمن آليات المحاسبة التوجه إلى محكمة الجنائيات الدولية» وبين أن هناك آليات متعددة للتعامل في هذا الشأن «ونحن ملتزمون أن دماء وأرواح من قتلوا في هذه المجزرة لن تذهب دون محاسبة».
وجاءت تصريحات وزير خارجية مملكة البحرين خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بعد ترؤوسه اجتماع الدورة العادية 128 للمجلس الوزاري لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الوفد السعودي المشارك في الدورة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، التي عقدت بقصر المؤتمرات بمدينة جدة أمس.
وعما إن كان هناك خشية لتعرض المنطقة لعمليات تخريبية في حال التدخل العسكري على سوريا، قال: «ليس هناك أية خشية وهناك وعي تام للأخطار الممكنة التي قد تحدث والمحتملة التي تهدد دولنا، وأكد أن موقف دول التعاون لا يتغير ولم يتأثر بأي تصريحات خلال اليومين الماضيين»، وقال: «كل ما سمعناه هو مجرد تصريحات وهذه التصريحات صدرت عنها تفسيرات من جهات أخرى فنحن موقفنا لم يتغير الذي هو وقف نزيف دم الشعب السوري» داعيا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف نزيف الدماء في سوريا.
وأكد أن دول المجلس متفقة على دعم نضال الشعب السوري والجيش الحر، وأن مسألة حماية الشعب السوري «مسألة حيوية إنسانية بالمجلس».
وفيما يتعلق بموقف دول الخليج من الشأن المصري قال آل خليفة: «جميعنا متفقون ولم نختلف ونتطلع إلى نجاح خارطة الطريق لإخراج مصر من الوضع الراهن»، وأضاف مشددا: «ليس هناك أي خلاف بين دول مجلس التعاون ولم نختلف على شي لا في اجتماع اليوم ولا أية اجتماعات سابقة فيما يتعلق بالشأن المصري».
وحول المقترحات التي سيطرحها مجلس التعاون خلال انعقاد الجمعية العمومية لمجلس الأمن، قال الوزير البحريني: «لدينا موقف فيما يتعلق بالوضع في المنطقة العربية والاستقرار في سوريا كما سنطرح الملف النووي لإيران، وأيضا مواجهة الإرهاب، وسنذهب للجمعية ونحن داعمون لليمن الشقيق ولاستقراره».
وكان الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ألقى كلمة في مستهل انطلاق أعمال الدورة، أكد خلالها على روح العمل الخليجي الموحد والمسؤوليات التاريخية المشتركة وثبات موقف دول المجلس وتضامنها غير المحدود أمام التحديات والتهديدات المحيطة بها من أعمال عنف وإرهاب أيا كان مصدرها والعمل على بناء قدرات دول المجلس الذاتية لتعزيز سلامة الجبهة الداخلية في إطار الاستراتيجية والأمنية والدفاعية، مؤكدا على موقف دول المجلس الثابت بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وإدانة الجريمة البشعة التي اقترفها النظام السوري باستخدامه الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، التي ترتب عليها قتل مئات الأبرياء المدنيين من الشعب السوري.
من جانب آخر، عبر البيان الختامي للمجلس الوزاري عن قلقه من محاولات التسويف والتعطيل التي ينتهجها النظام السوري فيما يستمر في بطشه وعنفه ضد أبناء شعبه، معلنا تأييده للإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام عن الاستمرار في قتل الشعب السوري الشقيق معربا عن قلقه من تفاقم الأزمة السورية وتأثيراتها على الأمن والاستقرار الإقليمي وما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان باستخدام النظام لكل أنواع الأسلحة.
وحول العلاقات مع إيران، أعرب المجلس الوزاري عن أمله في أن يسهم انتخاب الدكتور حسن روحاني رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في توثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
كما دعا إلى ضرورة استجابة إيران للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي بشكل سلمي بما يكفل تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير واشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبما يحافظ على البيئة في المنطقة.
ودان المجلس الوزاري التفجيرات الأخيرة التي وقعت في لبنان داعيا كل الأطراف والقوى اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية والنأي بلبنان عن الأزمة السورية وسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية والتعاطي بإيجابية مع الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بهذا الشأن.
وتطرق البيان الختامي إلى القضية الفلسطينية مؤكدا أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب جدد التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكل أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره، وأعرب عن إدانته للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في مملكة البحرين أخيرا واستهدفت زعزعة أمنها واستقرارها وترويع الآمنين من أبنائها والمقيمين فيها، مؤكدا مساندة دول المجلس للبحرين في كل الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة الأعمال الإرهابية تنفيذا لتوصيات المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب، مرحبا بمبادرة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنشاء محكمة حقوق الإنسان العربية وبقرار مجلس الجامعة العربية باختيار مملكة البحرين مقرا دائما للمحكمة والتي «تعتبر خطوة مهمة ورؤية مستقبلية وتعزز مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية».
واستعرض مستجدات العمل المشترك وعبر عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات، مؤكدا على تسخير كل الجهود لتحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، وقرر المجلس إنشاء لجنة وزارية مستقلة لسلامة الأغذية بدول المجلس تمثل كل دولة فيها بالجهة المعنية بسلامة الأغذية.
«الحر» يعلن استعداده للانسحاب من معلولا شرط عدم دخول قوات النظام
اشتباكات في دمشق.. ومنظمة معارضة: مقتل سبعة صحافيين الشهر الماضي
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلن «الجيش السوري الحر» أمس استعداده للانسحاب من بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية، بريف دمشق مشترطا تحييدها عن الصراع وعدم دخول القوات النظامية إليها، في حين أفاد ناشطون بمقتل 40 عسكريا من القوات النظامية ببلدة دير سلمان في ريف العاصمة دمشق إثر اشتباكات مع مقاتلي المعارضة.
وبثت كتيبة «جبهة تحرير القلمون» التابعة لألوية أحفاد الرسول شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر أحد قادتها العسكريين وهو يقترح خروج الجيش الحر من مدينة معلولا. مشيرا إلى أن «النظام زج بالمدينة في الصراع الدائر وقصف الكنائس والمساجد بشكل عشوائي»، وأضاف: «حقنا للدماء وحرصا على ممتلكات أهالي معلولا يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول القوات النظامية». كما تعهد بـ«تأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم سالمين».
وتشهد أطراف مدينة معلولا الأثرية ذات الغالبية المسيحية، منذ الأربعاء الفائت، معارك عنيفة بين الجيش النظامي وكتائب المعارضة التي تضم مقاتلين إسلاميين.
في موازاة ذلك، أعلن «الجيش السوري الحر» اقتحام مقاتليه لمقار نظامية في منطقة دير سلمان بريف دمشق. وأفاد ناشطون عن مقتل 40 عسكريا من القوات النظامية خلال المعارك العنيفة التي حصلت في المنطقة، في حين، بث ناشطون معارضون صورا قالوا إنها لغارة جوية استهدفت حي برزة في دمشق، وذلك بعد ساعات من تواصل القصف المكثف على الحي بالمدفعية الثقيلة. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القصف النظامي على حيي برزة وجوبر أوقع دمارا في المنازل، بينما دارت اشتباكات على أطراف تلك المناطق. وفي ريف دمشق تركز القصف النظامي على معضمية الشام والرحيبة والنبك والزبداني. وفق لجان التنسيق المحلية.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول قوله إنه «تم إيقاع قتلى ومصابين بين صفوف إرهابيين في حيي برزة والقابون». ولفت المصدر إلى أن «وحدات من الجيش واصلت ملاحقتها لإرهابيي جبهة النصرة في الجهتين الشرقية والغربية من بلدة معلولا ومحيطها».
وفي حماه، أعلن ناشطون أن «مقاتلي المعارضة سيطروا على قرية الحمرا وعلى مستودعات الذخيرة فيها بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي». في حين قالت شبكة «سوريا مباشر» إن المروحيات النظامية قصفت بلدة كفرزيتا في ريف حماه بالبراميل المتفجرة، بينما تحدثت شبكة «شام» المعارضة عن قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف محيط حاجز يقع بين مدينتي طيبة الإمام وحلفايا.
وفي ريف حمص، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن تعرض المناطق التي تتمركز في كتائب المعارضة بالقرب من قرية المسعودية التي تتحدر منها بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد إضافة إلى قريتي جب الجراح ومكسر الحصان في ريف حمص الشرقي، لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع سقوط قذائف من قبل كتائب الجيش الحر على القرى الثلاث التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية.
في موازاة ذلك، وثقت لجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين مقتل سبعة صحافيين وناشطين إعلاميين خلال شهر أغسطس (آب) الفائت كما رصدت مجموعة من الانتهاكات الأخرى بحق الإعلاميين تراوحت بين حالات اختفاء واعتقال وإصابة بجروح، إضافة إلى مصادرة المواد والمعدات التي يستخدمها الصحافيون والنشطاء الإعلاميون. ورصدت اللجنة في تقريرها انتهاكات بحق الإعلاميين في المناطق المحررة التي تخضع لسيطرة المعارضة كالاحتجاز دون سند قانوني. مطالبة جميع الكتائب والمجموعات المسلحة التي تبسط سيطرتها على المناطق المحررة باحترام حرية العمل الإعلامي والعمل على ضمان سلامة العاملين في مجال الإعلام، مع محاسبة المتورطين في الانتهاكات بحق الصحافيين والناشطين الإعلاميين.
تركيا تؤكد حماستها للضربة العسكرية على سوريا.. وتستعد لرد دمشق
أنقرة لديها معلومات حول الكيماوي ومستعدة لمشاركتها مع الأمم المتحدة
بيروت: ثائر عباس
لم تخفف تطورات اليومين الماضيين في ملف الأزمة التركية من «الحماسة» التركية لضرب النظام السوري والإطاحة به، إذ استمرت أنقرة في مقاربتها هذا الملف من زاوية الإصرار على أنه لا حل لهذه الأزمة بوجود هذا النظام وتحديدا «من تلوثت أيديهم بدماء الشعب» كما أكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس.
وعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد ظهر أمس اجتماعا أمنيا – سياسيا هو الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة خصص لبحث التطورات في الأزمة السورية، وإعلان حزب العمال الكردستاني وقف عملية الانسحاب من الأراضي التركية بناء لخطة الحل المتفق عليها للأزمة الكردية. وشارك في الاجتماع مسؤولون في الجيش والاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية.
وبينما أكد مصدر دبلوماسي تركي أن «السلطات نشرت أمس بطاريات صواريخ أرض – جو على الحدود مع سوريا تحسبا لأي طارئ في إطار الاحتياطات الأمنية». وقد نشرت قرب معبر باب الهوى ومقابل محافظة اللاذقية على الساحل السوري. وكشفت مصادر تركية أمس أن أنقرة وضعت خطة لمواجهة أي اعتداء سوري في حال حصلت الضربة وردت سوريا باستهداف المدن التركية، مشيرة إلى أن الرد لن يكون فقط باستعمال صواريخ «الباتريوت» (المضادة للصواريخ التي نشرها حلف شمال الأطلسي في تركيا للدفاع عنها) فقط، بل ستدخل طائرات الإف 16 إلى الميدان للرد، وستضرب المقاتلات التركية مركز الدفاع في اللاذقية الذي قام بإسقاط طائرة الاستطلاع التركية إف – 4 في يونيو (حزيران) 2012.
وقال مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن أنقرة تمتلك «وثائق تتعلق بالسلاح الكيماوي السوري وهي على استعداد لمشاركتها مع الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «النظام السوري استخدم هذا السلاح أكثر من مرة، وهو سيستعمله مجددا إذا لم يتلق العقوبة المناسبة». وإذ كرر المصدر أن «لا حل بسوريا إلا برحيل النظام ورموزه»، حذر من الألاعيب التي قد يمارسها النظام للتنصل من الوعود التي بدأ يطلقها تهربا من الضربة العسكرية.
وأشار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى أن «عدم توجيه ضربة عسكرية لسوريا يعني منح النظام السوري ضوءا أخضر لارتكاب مزيد من المجازر»، لافتا إلى أن «تركيا ليس لديها شك بأن الهجوم الكيميائي نفذه النظام»، مضيفا: «إن هذا الاستنتاج جاء بعد تحليل عميق للمعلومات الاستخبارية التي جمعتها تركيا أخيرا». وأضاف: «إن مثل هذا الهجوم نفذ بصواريخ من وحدات عسكرية متخصصة بالأسلحة الكيميائية، وهذه الوسائل لا تتوافر في سوريا إلا لدى النظام السوري»، مؤكدا «وقوع هجمات بأسلحة كيميائية سابقا في محافظتي حمص وحلب». كما شدد على «أهمية امتثال النظام السوري للعقوبة»، متهما النظام بـ«استخدام الأسلحة الكيماوية لمعاقبة المدنيين الأبرياء على دعم المعارضة».
وقال شاهين الباي في مقال نشر في جريدة «زمان» التركية الإسلامية حول «السلام والحرب في سوريا» إن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما «توجه إلى الكونغرس لكي يصوت على قرار بتوجيه ضربة للديكتاتور (الرئيس السوري بشار) الأسد لأنه تعدى الخطوط الحمر، رغم أن قرار إعلان الحرب بيده»، مشيرا إلى أنه «على أرض الواقع يحقق الديكتاتور الأسد بدعم من روسيا وإيران وحزب الله نجاحات ميدانية كبيرة، ولهذا من أجل حل المعضلة بالطرق السلمية يجب أن يكون هناك تعادل في القوى ولذلك يتوجب على المجتمع الدولي تسليح المعارضة وإلا فإن النظام سيقوى يوما بعد يوما وهذا يعني تغلبه على المعارضة» محذرا من «أن تأخير أي عملية ضد الأسد سيترتب عليه عقائب وخيمة».
أما سامي كوهن وهو كاتب تركي يهودي، فقد أشار في مقال نشرته صحيفة «ملليت» إلى أن قرار الكونغرس في قضية التدخل في سوريا «سيكون حاسما وسيغير في مستقبل أوباما وفي مستقبل السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، ورأى أن هذه الخطوة من أوباما لن تقلل من ثقل المعضلة على كتفيه بل ستزيدها والسبب في هذا أن «قرار الكونغرس لن يكون معاكسا لقرار الشعب الأميركي الذي ترفض الأغلبية فيه أي ضربة لسوريا»، مشددا على أنه «على الرئيس أوباما أن يبدأ بحملات لإقناع الشعب والكونغرس».
من جهته أكد نائب رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض التركي فاروق لوغ أوغلو أن «حزبه سيكون الحزب الحاكم في تركيا عام 2015 ويغير خارطة العلاقات التركية مع دول العالم في كل شيء»، مشيرا إلى أن حزبه «غير راض عن سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان»، لافتا إلى أن «حزب الشعب الجمهوري سيصوت بالرفض حال طلب موافقة البرلمان التركي على مشاركة تركيا في الضربة العسكرية الدولية ضد سوريا».
باريس لا تستبعد العودة للخيار العسكري إذا رفض الأسد التخلي عن الكيماوي
فابيوس يريد تضمين قرار مجلس الأمن خمسة شروط قاسية
باريس: ميشال أبو نجم
عجلت باريس، أمس، في صياغة مشروع قرار لعرضه على مجلس الأمن الدولي ضمنته خمسة شروط أساسية تعتبر قبول النظام السوري وحليفه الروسي لها مؤشرا لجديتهما، وخصوصا لجدية موسكو التي التقطت سريعا الفكرة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ردا على سؤال صحافي في لندن لتحولها لمبادرة سياسية دبلوماسية. غير أن فرنسا، على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، لم تتخل عن حذرها ولم تستبعد أن تكون المبادرة مجرد مناورة لكسب الوقت ولتفادي الضربة العسكرية ضد النظام السوري. لذا، فإنها تريد الإسراع بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، إن استعجال باريس الإعلان منذ صباح الأمس عن تقديم مشروع القرار «غرضه أن تجري المناقشات المنتظرة في مجلس الأمن على أساس الأفكار والشروط الفرنسية وليس على أساس الأفكار الروسية». وأضافت هذه المصادر أن الغرض الثاني هو «منع الانزلاق إلى مهاوٍ أو الوقوع في فخ ما عن طريق وضع المعالم التي نتمسك بها والتي لن نتخلى عنها بحيث لا تكون كل هذه الحركة الدبلوماسية مهربا وكسبا للوقت».
ومنذ ليل الاثنين/ الثلاثاء، أصدر فابيوس بيانا رفع فيه سقف «الشروط» الفرنسية، إذ طالب بقرار ملزم من مجلس الأمن الدولي مع روزنامة تنفيذ دقيقة وقصيرة وتهديد باللجوء إلى القوة لفرض احترام التزامات النظام السوري. والأهم من ذلك أنه طالب بإحالة المسؤولين عن مجزرة 21 أغسطس (آب) الكيماوية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل ظهر أمس، كشف فابيوس عن تفاصيل إضافية للشروط التي تتمسك باريس بتضمينها القرار الدولي المفترض أن يكون تحت الفصل السابع، وهي تريد تحديدا: تحميل النظام السوري مسؤولية المجزرة الكيماوية، مطالبة النظام بالكشف عن كافة تفاصيل برنامجه الكيماوي وأن يضعه تحت إشراف دولي تمهيدا للقضاء عليه، وإقامة جهاز متكامل للرقابة والتفتيش تحت إشراف المنظمة الدولية لمنع الأسلحة الكيماوية، والتهديد بتدابير «بالغة القسوة» في حال عدم احترام النظام لتعهداته وأخيرا معاقبة المسؤولين عن المجزرة الكيماوية وسوقهم أمام العدالة الدولية.
وقال فابيوس إن بلاده «تنظر إلى الاقتراح الروسي باهتمام ولكنها تقاربه بحذر»، مضيفا أن باريس «لا تريد أن تستغل في محاولات تضليلية»، وهو ما تحذر منه المعارضة السورية. ويعزو الوزير الفرنسي «انعطافة» موسكو برغبتها في العثور على «مخرج». وبرأيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يوفر لنفسه هكذا بابا للخروج من الأزمة السورية بحيث لا يبقى مربوطا كصخرة ببشار الأسد». ويرى وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان، أن «الضغط الدولي فعل فعله ولولاه لما تحركت روسيا من موقعها». وقال جان إيف لودريان، إن ما حصل «كوة فتحت ويتعين استغلالها كما يتعين على نظام الأسد أن يقبلها رسميا وأن يلتزم بتنفيذها سريعا». ونبه لودريان من أن الضغط الدولي العسكري «لن يتراخى أبدا وجهوزيتنا للقيام بالضربة العسكرية تامة».
وحرص الوزير فابيوس على تأكيد أن بلاده في «قلب الاتصالات» التي جرت والحالية حاليا حول الموضوع الكيماوي، مشيرا إلى سلسلة من الاتصالات مع نظرائه الأميركي والروسي والصيني وأمين عام الأمم المتحدة. وينتظر أن يقوم فابيوس بزيارة موسكو بداية الأسبوع القادم لاستمرار التشاور مع الطرف الروسي. وتتوقع المصادر الفرنسية «نقاشات حادة» في مجلس الأمن الدولي قبل التوصل إلى إجماع حول القرار المرتقب، وخصوصا في موضوع تخويل اللجوء إلى تدابير ردعية في حال أخلت دمشق بالتزاماتها وفق مضمون القرار. وخلال عامين ونصف العام من الحرب السورية، رفضت موسكو دائما اللجوء إلى الفصل السابع وليس مؤكدا قبولها له في الأيام القادمة.
بيد أن باريس لا تعتبر أن موضوع الضربة العسكرية للنظام السوري قد طوي. وقال فابيوس صبيحة أمس إنه لا يتعين «تأكيد هذه المقولة. التشدد هو ما سمح لنا بأن نحقق تقدما.. وإذا لم يقبل الأسد أن ننزع منه أداة القتل (السلاح الكيماوي) يتعين أن يكون هناك رد فعل، أي ضربة عسكرية».
وفي مؤتمره الصحافي اعترف فابيوس بصعوبة إقامة نظام رقابة متكامل وفعال بشأن الترسانة الكيماوية السورية بسبب الأوضاع الأمنية فيها.
أوباما يطلب من الكونغرس تأجيل التصويت على ضربة سوريا
الرئيس الأميركي يرحب بمبادرة روسيا ويؤكد أن استخدام القوة العسكرية لا يزال قائما
واشنطن: هبة القدسي
قال أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي إن «الرئيس باراك أوباما طلب أمس من الكونغرس تأخير التصويت على التصريح بضربات عسكرية ضد سوريا لمنح روسيا وقتا لحمل سوريا على تسليم أي أسلحة كيماوية بحوزتها».
وقال السناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة للصحافيين ما يريده أوباما هو التأكد من جدية السوريين ومن الرغبة الروسية في التخلص من تلك الأسلحة الكيماوية في سوريا. إنه يريد وقتا للتأكد من ذلك.
وأدلى ليفن بتصريحاته بعد اجتماع على الغداء في مبنى الكونغرس بحضور أوباما. وبدأ مجلس الشيوخ الاثنين مناقشة مشروع قرار يدعم ضربات عسكرية أميركية ضد سوريا بناء على طلب من أوباما يوم 31 أغسطس (آب).
وكان الرئيس الأميركي قد رحب بقبول النظام السوري وضع أسلحته الكيماوية تحت الرقابة الدولية، وأبدى استعداده للتراجع عن شن ضربة عسكرية ضد سوريا، إذا نفّذ النظام السوري المبادرة الروسية، وسلّم ترسانته من الأسلحة الكيماوية. وقال أوباما في حديثه لشبكة «سي إن إن» الأميركية، مساء أول من أمس، «إنه بالتأكيد تطور إيجابي من جانب الروس والسوريين عندما يتحركون باتجاه التعامل مع هذه الأسلحة الكيماوية».
وأجرى أوباما مكالمات هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمناقشة التحركات الدبلوماسية في مجلس الأمن، وما إذا كان المقترح الروسي بإلزام سوريا بتسليم وتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية قابلا للتنفيذ.
وكان أوباما كرر، في سلسلة مقابلات تلفزيونية مساء أول من أمس بعد إعلان الاقتراح الروسي، أن تنفيذ المبادرة الجديدة يمكن أن يقلل من مخاطر تكرار هجوم كيماوي تشنه الحكومة السورية ضد المدنيين، وبالتالي لا يحتاج الأمر إلى تدخل أميركي، مشيرا إلى أن الخيار العسكري أصبح «ضيقا»، على الرغم من أنه ما زال قائما. وأضاف: «آمل بشدة أن يتم حل هذه المسألة بطريقة غير عسكرية».
وشدد أوباما لشبكة «سي بي إس» الأميركية على أهمية التأكد من أن المجتمع الدولي لديه ثقة بوضع هذه الأسلحة تحت السيطرة، ولن يتم استخدامها مع احتمال نقلها من سوريا وتدميرها. وقال: «هناك كثير من مخزون الأسلحة الكيماوية لدى سوريا، دعونا نرَ إذا كانوا جادين».
وأوضح أوباما أنه ناقش خطة أن تقوم على تسليم سوريا ما لديها من أسلحة كيماوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة الـ20 الأسبوع الماضي.
لكن أوباما شدد على أن التهديد باستخدام القوة العسكرية لا يزال قائما، مشيرا إلى أن واشنطن ستبحث المقترحات، بينما تستمر في الضغط على النظام السوري، وقال: «من غير المحتمل أن نصل إلى هذه النقطة دون أن يكون التهديد العسكري ذا مصداقية، نحن لا نريد مجرد تكنيك مماطلة أو تأخير لتأجيل الضغوط التي نقوم بها في الوقت الراهن».
ورفض أوباما مرة أخرى أن يوضح ما سيفعله إذا رفض الكونغرس اقتراحه بتوجيه ضربات عسكرية محدودة على سوريا. وقال إنه لا يتوقع خلافات في التصويت هذا الأسبوع، أو في المستقبل القريب، وأشار إلى أن لديه السلطة القانونية للقيام بعمل عسكري دون موافقة الكونغرس.
ورفض أوباما تهديدات بشار الأسد في حديث تلفزيوني بشأن تعرض الولايات المتحدة لهجمات انتقامية، إذا استهدفت سوريا. وقال إن الأسد «لا يملك وسيلة موثوقة لتهديد الولايات المتحدة»، وأشار إلى أن تهديدات إيران وحزب الله بشن هجمات إرهابية هي «نموذج من أنواع التهديدات التي تتعامل معها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم».
وكان من المقرر أن يوجه أوباما خطابا مساء أمس أمام الكونغرس لدفع الكونغرس والرأي العام الأميركي لمساندته في طلب التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري، ويعلن خطته للتعامل مع الوضع السوري في ضوء التطورات الجديدة.
وفتحت الموافقة السورية أبواب الأمل لانفراجه دبلوماسية تسمح للحكومة السورية بتجنب ضربة أميركية، وتسمح للإدارة الأميركية بالظهور بالمظهر القوي والمتمسك بمبدأ رفض الأسلحة الكيماوية وبالخط الأحمر الذي أعلنه أوباما العام الماضي، وتسمح لروسيا بالظهور بمظهر الوسيط الدبلوماسي ذي التأثير في الأزمات الدولية، كما تسمح للكونغرس والرأي العام الأميركي بالتراجع عن فكرة الحرب وشن ضربة عسكرية.
واستغل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هاري ريد هذه الانفراجة الدبلوماسية، وأعلن تأجيل التصويت حول تفويض الإدارة الأميركية لشن ضربة عسكرية ضد سوريا، الذي كان مقررا اليوم (الأربعاء).
وبعد إعلان فرنسا التقدم لمجلس الأمن لإصدار قرار، بناء على المقترح الروسي لوضع الترسانة السورية من الأسلحة الكيماوية تحت المراقبة الدولية، بدا ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ، بينهم الجمهوري جون ماكين، مشاورات مع البيت الأبيض للاستجابة للاقتراح الروسي لتأمين وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وتجنب تصويت في مجلس الشيوخ قد يأتي مخالفا لرغبات البيت الأبيض. وفي شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب صباح الثلاثاء، شدد وزير الخارجية الأميركية جون كيري على ضرورة عدم تأجيل التصويت لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا، موضحا أن التطورات التي حدثت وقبول سوريا لإخضاع ترسانتها الكيماوية للمراقبة الدولية نتيجة مباشرة للضغط الأميركي والتهديد القوي باستخدام القوة العسكرية. وأشار إلى أنه أجرى مناقشات مع نظيره الروسي للتأكد من تنفيذ مقترحات المبادرة، وأن الولايات المتحدة لن تنتظر طويلا، وأن المبادرة يجب أن تكون حقيقية وجادة.
وقال كيري: «السبب الوحيد لوجود هذه المبادرة هي التهديد باستخدام القوة ضدهم». وأضاف: «نناقش الضمانات التي يمكن أخذها للتأكد من تنفيذ هذا المقترح».
فرنسا تبقى مستعدة لمعاقبة نظام الأسد
موسكو تسلم واشنطن خطة مراقبة كيميائي سوريا
سلمت روسيا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية، وتعتزم بحثها غدا الخميس في جنيف حيث يعكف دبلوماسيون من موسكو وواشنطن على التحضير للاجتماع بين وزيري خارجية البلدين. يأتي ذلك في وقت دعت فيه الجامعة العربية إلى عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق، رغم ترحيبها بالمبادرة الروسية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مصدر روسي قوله إن الخطة التي تسلمها الأميركيون ستناقش غدا الخميس، في حين أشار مصدر لوكالة إيتار تاس الروسية إلى أن اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري قد يستمر أكثر من يوم واحد. وأوضح المصدر أن اللقاء سيبدأ على ما يبدو الخميس ويختتم الجمعة، لكنه قد يستمر حتى السبت.
وكان وزير الخارجية الأميركي قال أمس الثلاثاء إن من المتوقع أن يسلمه لافروف مقترحات روسية كي تبحثها إدارة الرئيس باراك أوباما. وقال كيري اليوم الأربعاء بينما كان يتحدث في نقاش عبر الإنترنت نظمته غوغل، إن لدى لافروف “أفكارا مهمة حول الوسائل التي يمكننا بموجبها التوصل إلى ذلك”، مشيرا إلى أنه “إذا تمكنا فعلا من توفير أمن كل الأسلحة الكيميائية السورية عبر هذه الوسيلة، فإنها بوضوح الوسيلة المفضلة وسيشكل ذلك خطوة حقيقية”.
وفي إشارة إلى المبادرة الروسية، قال الرئيس الأميركي في خطاب وجهه للشعب مساء أمس الثلاثاء (بتوقيت واشنطن) إنه من المبكر جدا القول إذا ما كان الحراك الدبلوماسي الرامي لحمل نظام دمشق على وضع أسلحته الكيميائية تحت إشراف دولي، سيكلل بالنجاح.
ويبدو أن ترحيب واشنطن بهذه المبادرة -وإن كان حذرا- أبعد احتمال توجيه ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد المتهم بالمسؤولية عن هجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس/آب بريف دمشق أوقع مئات القتلى معظمهم أطفال.
يأتي هذا التطور فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية في ختام اجتماع لمجلس الدفاع أن باريس تبقى “مستعدة لمعاقبة النظام السوري على استخدامه أسلحة كيميائية، وردعه عن القيام بذلك مجدداً”.
وخلال اجتماع مجلس الدفاع في باريس، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تصميم بلاده على استطلاع كل السبل في مجلس الأمن الدولي لإفساح المجال أمام رقابة فعالة يمكن التحقق منها على الأسلحة الكيميائية في سوريا، في أسرع وقت ممكن.
وسبق هذا الاجتماع إعلان المتحدثة باسم الحكومة نجاة فالو بلقاسم اليوم في مقابلة إذاعية أن بلادها ما زالت عازمة على معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأوضحت المتحدثة الفرنسية لراديو “راف أي” أن “الخيار العسكري هو بالقطع موضع بحث إذا ما فشلت الإجراءات الدبلوماسية الراهنة. إنه ليس تهديدا افتراضيا”.
يأتي هذه التطور فيما يتوقع أن تطرح فرنسا مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يمهل سوريا 15 يوما لتكشف بشكل كامل عن برنامجها للأسلحة الكيميائية، فيما ألغى المجلس جلسة طارئة كانت مقررة الليلة الماضية لبحث الأزمة السورية.
وتقضي مسودة القرار الفرنسي بأن تفتح دمشق على الفور جميع المواقع المرتبطة بأسلحتها الكيميائية أمام مفتشي الأمم المتحدة تحت طائلة التعرض لإجراءات عقابية محتملة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
من جانبها أعلنت روسيا رفضها مشروع القرار الفرنسي، وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الفرنسي لوران فابيوس رفض موسكو مشروع باريس إصدار قرار دولي وفق الفصل السابع بشأن الأسلحة الكيميائية السورية.
في المقابل، قالت موسكو إنها ستطرح مسودة قرار أممي يكتفي في الوقت الراهن بوضع هذه الأسلحة تحت إشراف دولي في مسعى لتفادي ضربة عسكرية محتملة تنفذها واشنطن وحلفاؤها ضد دمشق.
غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على أن مبادرة بلاده لا يمكن تنفيذها قبل أن تتخلى الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
موقف عربي
وفي سياق متصل رحب الأمين العام لـجامعة الدول العربية نبيل العربي بالمبادرة الروسية لإخضاع الأسلحة الكيميائية السورية للإشراف الدولي، ودعا للتعامل بإيجابية وجدية مع المبادرة، ورغم ذلك جدد بيان صادر عن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين اليوم التأكيد على عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية.
وأعرب مجلس الجامعة عن أمله في أن تؤدي المبادرة الروسية بعد معرفة تفاصيلها إلى تنفيذ الإجراءات الضرورية لإنجاحها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق إرادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقاً لمسار مؤتمر جنيف.
كما أكد البيان على موقف الجامعة العربية الثابت منذ بدء تعاملها مع الأزمة السورية والقاضي بالطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ضرورة اتخاذ قرار ملزم وإجراءات فاعلة تكفل وقف القتال في سوريا فورا والبدء في عملية سياسية تفاوضية شاملة تحقق الانتقال السياسي الفوري نحو نظام ديمقراطي وتعددي يحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها ويستعيد وئامها المجتمع.
وأكد البيان ضرورة معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري وتقديمهم إلى العدالة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم الحرب.
تقرير أممي يكشف تفاصيل جرائم حرب بسوريا
تقرير اللجنة لا يشمل الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق الشهر الماضي الذي أوقع مئات القتلى أغلبهم أطفال
كشف تقرير أعدته لجنة تابعة للأمم المتحدة تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أن الأدلة تؤكد ارتكاب نظام الرئيس السوري بشار الأسد والموالين له ما لا يقل عن ثماني مجازر، في حين ارتكب الثوار مجزرة واحدة خلال العام ونصف العام الماضي؛ وذلك حتى 15 يوليو/تموز الماضي، ولا يشمل مجزرة الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشهرالماضي. في حين اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هناك فشلا جماعيا في حماية الشعب السوري.
وذكر التقرير أن ما بين 150 و250 مدنيا قتلوا في قرية البيضا بمحافظة طرطوس، بينهم ثلاثون امرأة عثر عليهن في بيت واحد وأعدمن فيما يبدو، وأضاف أنه لم يكن هناك نشاط لمقاتلي المعارضة في المنطقة آنذاك.
وجاء في التقرير أن الشهادات كانت متسقة بأن أعضاء في “قوات الدفاع الوطني” -التابعة للنظام- شاركوا بفاعلية في الهجمات وقادوها في كثير من الحالات، مضيفا الاعتقاد بأن “القوات الحكومية والمسلحين التابعين لها بمن فيهم قوات الدفاع الوطني هم مرتكبو مجزرة البيضا”.
وأوضح التقرير أن مئات المدنيين حاولوا الهروب من قرية رأس النبع المجاورة في اليوم التالي مع انتشار أنباء تقدم المليشيات بدعم من الجيش النظامي، لكن نقاط التفتيش أعادتهم ليتعرضوا للقصف ثم المداهمة، مما تسبب بمقتل ما بين 150 و200 مدني.
وأكد التقرير أن العملية لم تحدث في إطار مواجهة عسكرية مع الثوار، حيث كانت القوات الحكومية تسيطر على المنطقة بشكل كامل.
أما المجزرة الوحيدة التي حملت مسؤوليتها لقوات المعارضة فوقعت بحسب التقرير عندما سيطر الثوار على بلدة حطلة في دير الزور، حيث داهموا المنازل ونفذوا عمليات إعدام دون محاكمة بإطلاق النار على كثير من الشيعة، بمن فيهم ثلاثين مدنيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
ووصفت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق -التي يقودها الدبلوماسي البرازيلي باولو بينيرو- سوريا بساحة حرب “ترتكب المجازر فيها دون عقاب”. وأوضح تقرير اللجنة أنه في كل حوادث القتل الموثقة منذ أبريل/نيسان 2012 “تم تأكيد القتل الجماعي المتعمد ومعرفة هوية الجاني طبقا لمعايير الإثبات في اللجنة”.
وأشار التقرير إلى أن أربعة أعضاء من اللجنة يحققون في تسع مجازر جماعية أخرى مشتبه في ارتكابها منذ مارس/آذار، وأوضح أن ما وصفه بالقتل غير الشرعي تأكد في تلك الحالات ولكن اللجنة لم تتمكن من تحديد الجاني. كما أشار التقرير إلى وجود حالات قتل أخرى لم تكن ظروف القتل واضحة بما يكفي لتحديد شرعيتها.
وجاء في التقرير أن “مرتكبي هذه الانتهاكات والجرائم في كلا الجانبين يتحدون القانون الدولي، هم لا يخشون المحاسبة، وإحالتهم للقضاء أمر ضروري”.
وقد أشار المحققون إلى تلقيهم مزاعم عن استخدام أسلحة كيميائية “معظمها من جانب القوات الحكومية”، ولكنهم أكدوا “استحالة التعرف بالأدلة المتاحة حاليا على العناصر الكيميائية المستخدمة وأنظمة إطلاقها ومن هم الجناة”، مؤكدين أن التحقيق مستمر فيها.
ويجري التقرير تحديثا لعمل اللجنة منذ عام 2011 وحتى منتصف يوليو/تموز الماضي، ولكنه لا يشمل الهجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس/آب على مناطق يسيطر عليها الثوار في غوطة دمشق وأسفر عن مقتل مئات المدنيين.
وهذا التقرير هو الحادي عشر في عامين، ولم يسمح لهذا الفريق بالدخول إلى سوريا قط رغم الطلبات المتكررة، حيث قام الفريق المكون من عشرين محققا بإجراء 258 مقابلة مع لاجئين ومنشقين وآخرين في المنطقة وفي جنيف، بما في ذلك عبر برنامج سكايب.
ودعا التقرير إلى حل سياسي للحرب في سوريا، وحث الدول الأخرى على “وقف نقل الأسلحة نظرا لخطر استخدامها الواضح في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي”. ومن المقرر أن يناقشه مجلس حقوق الإنسان، كما تخطط اللجنة لعقد مؤتمر صحفي الأسبوع المقبل في جنيف.
فشل دولي
وخلال اجتماع للأمم المتحدة بشأن منع عمليات الإبادة، قال الأمين العام للأمم المتحدة “إن إخفاقنا الجماعي في منع الجرائم الفظيعة في سوريا خلال العامين والنصف الماضية سيبقى عبئا ثقيلا على كاهل الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها”.
وتحدث بان عن تعهد قادة العالم بالتحرك لمنع تكرار جرائم الإبادة في رواندا عام 1994 وبمدينة سريبرينتشا البوسنية عام 1995، مضيفا “ولكن كما نرى من حولنا، فإن الفظائع لا تزال ترتكب”.
ورأى أنه ينبغي على مجلس الأمن الدولي أن يمارس “دورا فعالا في إنهاء المأساة السورية”، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لإنهاء العنف والدفع باتجاه حل سياسي لم تؤتِ ثمارها.
ومن جهة أخرى، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر موريه اليوم إن كلا من قوات النظام ومقاتلي المعارضة يمنعان وصول المساعدات الطبية على وجه الخصوص إلى المرضى والمصابين.
وأضاف خلال حديث للصحفيين في جنيف قبل يوم من اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، “نريد دعما سياسيا ودبلوماسيا لعمل إنساني مستقل”.
تقدم للثوار بدرعا والحسكة وسط قصف ومعارك
أعلنت كتائب من المعارضة المسلحة في سوريا اليوم الأربعاء أنها سيطرت على بلدة عتمان البوابة الشمالية لمدينة درعا (جنوب) وعلى قرية رميلان باشا في الحسكة (شمال شرق)، في حين تعرضت مدن وبلدات عدة للقصف من قبل قوات النظام مما رفع عدد القتلى بنيران النظام إلى 21 شخصا بأنحاء سوريا.
وبثت شبكة شام الإخبارية صورا لمقاتلين من الجيش السوري الحر داخل كتيبتي الشيلكا والعربات التابعتين لقوات النظام في بلدة عتمان بدرعا، وقالت الشبكة إن الطيران الحربي استهدف البلدة بعد سيطرة الثوار عليها.
وأضافت أن قصف المدفعية ما زال متواصلا على مدينتي إنخل ونوى، وعلى أحياء درعا البلد، وسط اشتباكات في حي المنشية.
وفي السياق نفسه، أفاد الجيش الحر أنه سيطر على قرية رميلان باشا قرب اليعربية بالحسكة، وهي منطقة معروفة بإنتاج النفط في أقصى الشمال الشرقي من سوريا.
وشهدت دير الزور قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم الأحياء المحاصرة، كما تواصل القصف على مدينة موحسن المجاورة، بينما دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام.
وتحدثت شبكة شام عن تجدد القصف بمناطق عدة، ومنها بلدات سراقب وكفرلاته وبزابور وجبل الأربعين في إدلب، وكفرزيتا في حماة، والرستن والدار الكبيرة في حمص، والسفيرة وبيانون ودار عزة وقبتان والقبتين والشيخ سلمان ومنطقة السفيرة في حلب.
أما المعارك فتم رصد العديد منها على جبهات متفرقة، وأهمها أحياء العامرية والأشرفية والشيخ مقصود في حلب، وحاجز أبو شفيق بريف حماة الشمالي، ومحيط الفرقة 17 شمال مدينة الرقة.
عشرات القتلى
من جهة أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 21 شخصا اليوم على يد قوات النظام، بينهم طفلة واحدة وثلاث سيدات ومعتقل واحد قضى تحت التعذيب، إضافة إلى 12 عنصرا من الجيش الحر.
وقالت الشبكة إن ثمانية قتلى سقطوا في دمشق وريفها، حيث قصفت المدفعية الثقيلة أحياء برزة والقابون وجوبر ومخيم اليرموك في العاصمة، تزامنا مع اشتباكات على أطراف حي برزة وفي مخيم اليرموك.
أما الريف الدمشقي فتجدد فيه القصف الجوي على الرحيبة والزبداني والسبينة، كما تواصل القصف المدفعي على بلدات النشابية وداريا ومعضمية الشام والنبك وزملكا، بينما تحدث ناشطون عن سقوط صواريخ أرض أرض على معضمية الشام، مع تواصل الاشتباكات فيها.
وفي مدينة معلولا التاريخية شمال دمشق، قال مصدر أمني تابع للنظام إن النظام ما زال يحاول طرد مقاتلي المعارضة منها بعد إعلانهم استعدادهم للانسحاب يوم أمس.
وكانت “جبهة تحرير القلمون” تحدثت عن قرار الجيش الحر تحييد المدينة عن الصراع وجعلها مدينة محايدة “حقنا للدماء ولسلامة عودة أهالي معلولا” شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته إليها، متعهدا بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم.
وبدأت المعارك في معلولا الأربعاء الماضي مما تسبب في نزوح معظم الأهالي ذوي الأغلبية المسيحية، واتهم النظام مقاتلي المعارضة بتخريب كنائس وأديرة البلدة التاريخية، بينما تقول المعارضة إن النظام قصف تلك المواقع بالدبابات لإلصاق التهمة بالثوار.
جاهزة لكشف مواقع أسلحتها
سوريا مستعدة للانضمام لحظر الأسلحة الكيميائية
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده تنوي الانضمام إلى المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية. جاء ذلك بعد تأييد حكومته للمبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، في حين ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالعرض الروسي واعتبره “مناورة سياسية”.
وقال المعلم “نريد الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. سنحترم تعهداتنا في إطار هذه المعاهدة، بما في ذلك إعطاء معلومات عن هذه الأسلحة”.
وأضاف المعلم “نحن جاهزون لكشف مواقع أسلحتنا الكيميائية ووقف إنتاجها، وعرض هذه المنشآت أمام ممثلين عن روسيا وبلدان أخرى والأمم المتحدة”، وقال قبل مغادرته العاصمة الروسية إثر زيارة استمرت يومين “إن الهدف من تمسكنا بالمبادرة الروسية هو التخلي عن كل الأسلحة الكيميائية”.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد الثلاثاء أن سوريا تملك نحو ألف طن من العناصر الكيميائية المتعددة، من بينها غاز السارين وغاز الخردل، وأن بعض تلك العناصر “عناصر كيميائية ثنائية” غير ممزوجة، بينما الأخرى مخزنة على الأرجح في صهاريج.
مبادرة روسية
وتأتي تصريحات المعلم بعد تأكيد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الثلاثاء تأييد حكومته للمبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، واستعدادها للتعاون مع مختلف المبادرات السياسية لـ”نزع فتيل الحرب” وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وقالت الوكالة إن الحلقي أشار إلى أن تأييد الحكومة للمبادرة الروسية جاء انطلاقا مما وصفه بالحرص على أرواح المواطنين وأمن سوريا، ومنع حدوث حرب قد تمتد تداعياتها إلى أبعد من المنطقة.
كما أكد الحلقي -وفق الوكالة- استعداد دمشق للتعاون مع مختلف المبادرات السياسية الدولية التي تهدف لنزع فتيل الحرب. كما أشار إلى أن الشعب السوري “يسعى للخروج من الأزمة الراهنة عبر الحوار الوطني، ويرحب بأي مبادرة تصب في هذا الإطار وخاصة مؤتمر جنيف 2” في إشارة للمؤتمر الدولي الذي كانت دعت إليه واشنطن وموسكو قبل أشهر ولم يجد طريقه إلى الانعقاد.
وكان وزير الخارجية وليد المعلم عاد وأكد اليوم أن سوريا “أعطت موافقتها” على اقتراح موسكو منذ مساء أمس لدى لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن الوزير السوري.
وينص الاقتراح الروسي على وضع مخزون الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، ومن ثم التخلص منها. وأعلن المعلم بعد وقت قصير من إعلان الاقتراح على لسان نظيره الروسي ترحيب دمشق به.
وتهدف الخطة الروسية لتجنيب دمشق ضربات عسكرية تخطط الولايات المتحدة لتوجيهها إلى النظام السوري الذي تتهمه بالوقوف وراء هجوم كيميائي وقع في 21 أغسطس/آب الماضي بريف دمشق وأودى بحياة مئات الأشخاص.
الائتلاف يندد
في المقابل، ندد الائتلاف الوطني السوري باقتراح روسيا وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية. واعتبر الائتلاف ذلك “مناورة سياسية” وطالب برد على نظام دمشق.
واعتبر الائتلاف السوري في بيان له أن دعوة (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف الأخيرة “تصب في باب المماطلة غير المجدية التي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري”.
وأكد الائتلاف أن “مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية، أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم”.
وفي السياق ذاته، قال عضو الائتلاف السوري فايز سارة للجزيرة إن المبادرة الروسية بخصوص السلاح الكيميائي يجب أن تشمل الأسلحة الأخرى التي يستخدمها النظام السوري ضد الشعب والتي لا تقل فتكا عن الكيميائي.
وكان رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس قد اتهم كلا من النظام السوري الحاكم وروسيا بالكذب والخداع فيما يتعلق بمبادرة إخضاع دمشق أسلحتها الكيميائية للرقابة الدولية.
وقال إنه لا يثق في نظام بشار الأسد الذي يسعى لكسب الوقت وإقناع العالم بالتراجع عن توجيه ضربة عسكرية ضده، بعد تزايد عدد الدول المؤيدة لهذه الضربة.
أوباما يمنح الدبلوماسية فسحة ويبقي خيار الضربة
منح الرئيس الأميركي باريك أوباما فجر اليوم الثلاثاء “فسحة” للدبلوماسية لنزع سلاح سوريا الكيميائي بعد المبادرة التي عرضتها روسيا بتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية, لكنه أبقى على الخيار العسكري.
وقال أوباما في خطاب للشعب الأميركي إن المبادرة الروسية يمكن أن تفضي إلى إزالة التهديد الذي تمثله أسلحة سوريا الكيميائية دون اللجوء إلى القوة, مشيرا إلى أن روسيا أحد أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أنه طلب من قادة الكونغرس تأجيل التصويت على الضربة العسكرية المحتملة لسوريا لفسح المجال أمام الدبلوماسية.
وكان الكونغرس سيصوت خلال أيام على منح أوباما تفويضا لتنفيذ ضربة عسكرية محدودة لأهداف داخل سوريا, بيد أن الاقتراح الروسي بوضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية أرجأ التصويت, وربما يلغي الضربة.
وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس في موسكو موافقة دمشق على المبادرة الروسية بما في ذلك إخضاع الأسلحة الكيمائية للرقابة الدولية والكفّ عن إنتاجها, بينما طالبت فرنسا ودول غربية بتحديد جدول زمني لتنفيذ المبادرة.
وفي خطابه فجر اليوم, بدا الرئيس الأميركي مشككا في التزام دمشق بالمبادرة الروسية بقوله إنه لا يزال مبكرا توقع ما إذا كان المقترح الروسي سينجح.
وأكد على ترحيبه بأي حل دبلوماسي للمسألة، ولكن بضمانات دولية تؤدي للتخلص من السلاح الكيميائي السوري، مضيفا أنه في حال فشلت هذه الجهود فسيكون توجيه ضربة ضد النظام السوري ضروريا ردا على الهجوم الكيميائي الذي استهدف غوطتي دمشق يوم 21 من الشهر الماضي.
وبعد ذلك الهجوم الذي تقول واشنطن والمعارضة السورية إنه أوقع أكثر من 1400 قتيل, توعدت إدارة أوباما النظام السوري بضربة عسكرية تردعه عن استخدام السلاح الكيميائي مجددا.
الخيار العسكري
وفي حين أنه أفسح المجال للمساعي الدبلوماسية مؤقتا على الأقل, أبقى أوباما على الخيار العسكري قائما رغم التردد الظاهر في الكونغرس, ومعارضة جزء هام من الرأي العام للتدخل المحتمل في سوريا.
فقد توعد في خطابه فجر اليوم بتوجيه “ضربة محدودة” في الزمان والمكان لشل قدرات النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي, قائلا إن الأسد استخدم هذا السلاح ضد شعبه، مما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص.
وقال إنه أمر القوات الأميركية بأن تستعد للضربة المحتملة, وإن بلاده توجه بذلك رسالة للأسد لم توجهها له أي دولة أخرى.
وكانت واشنطن حشدت في الأسبوعين الماضيين ما لا يقل عن ست مدمرات وقطع بحرية أخرى في شرق المتوسط تحسبا لضربات صاروخية على أهداف عسكرية في سوريا, وهي تؤكد أن 33 دولة تدعم مخططها العسكري.
وعن هذه الضربة المحتملة، حرص أوباما على التأكيد بأنها ستكون محدودة الزمان والمكان، وأن واشنطن لن تكرر ما قامت به في كل من العراق وأفغانستان، وأن الجنود الأميركيين لن يتواجدوا على الأراضي السورية.
واستبعد أوباما ردا عسكريا مؤذيا من النظام السوري, معتبرا أن هذا النظام “أقل من أن يشكل تهديدا للأمن الأميركي”. وقال إن الضربة الأميركية لن تهدف إلى إسقاط النظام الحاكم في دمشق، ولكنها ستدمر السلاح الكيميائي في سوريا, داعيا الأميركيين وأعضاء الكونغرس إلى مساندة القوات المسلحة الأميركية لتوجيه ضربة محتملة لسوريا.
وفي ما يتعلق بالثورة السورية التي اندفعت منتصف مارس/آذار 2011, قال أوباما إنها تحولت إلى حرب أهلية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى إضافة إلى ملايين المشردين.
وأضاف أن مجرى هذه الحرب قد تغير مع الهجوم الكيميائي “المثير للاشمئزاز”، و”أظهرت بشاعته” الصور التي تم تداولها, متحدثا عن “مأساة إنسانية حقيقية”.
وقال إن نظام الأسد ارتكب بذلك “جريمة ضد الإنسانية” باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، “الأمر الذي يذكر بعمل النازية التي واجهتها أوروبا في القرن الماضي”, مشددا على أن استخدام هذا السلاح يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة والعالم.
وحسب قول الرئيس الأميركي, فإن المعلومات لدى بلاده تؤكد أن نظام الأسد مسؤول عن الهجمات الكيميائية، وأن هذا النظام قد قام بتوزيع أقنعة على جنوده قبل فترة من توجيه هجماته بالغازات المميتة، وأنه بعد استخدام هذا السلاح اكتظت المستشفيات بالقتلى والمصابين.
وأضاف أن توجيه ضربة للسلاح الكيميائي السوري سيحقق مصلحة أميركية, وحماية لحلفاء الولايات المتحدة القريبين من سوريا كتركيا والأردن وإسرائيل.
اجتماع للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لبحث ملف سوريا
نيويورك – فرانس برس
يجتمع الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بعد ظهر اليوم الأربعاء بتوقيت نيويورك لمتابعة مشاوراتهم حول سبل تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
وكان الأعضاء الدائمون، وهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، قد بدأوا، أمس الثلاثاء، مناقشة مشروع قرار فرنسي يلحظ هذا التفكيك مع التهديد بضربة عسكرية في حال لم يتم ذلك.
لكن اجتماعا لمجلس الأمن كان مقررا بعد ظهر الثلاثاء ألغي في اللحظة الأخيرة بناء على طلب موسكو التي رفضت المشروع الفرنسي.
وأعلنت فرنسا أنها على استعداد لتعديل مشروع قرارها ضمن حدود معينة، لكنها تعتزم وكذلك الولايات المتحدة، إبقاء الخيار العسكري مطروحا كوسيلة ضغط على نظام بشار الأسد.
وبمبادرة من روسيا، اعلنت دمشق انها تريد وضع ترسانتها الكيماوية تحت اشراف دولي عبر الانضمام الى اتفاقية 1993التي تحظر هذه الاسلحة.
بان ينتقد “الفشل الجماعي” في منع الفظائع في سوريا
الأمين العام للأمم المتحدة: مجلس الأمن يجب أن يمارس دورا فعالا في إنهاء المأساة
الأمم المتحدة – فرانس برس
قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن هناك “فشلاً جماعياً” في حماية الشعب السوري، داعياً مجلس الأمن الدولي مرة أخرى الى التحرك بشأن الحرب الدائرة في سوريا.
وقال بان كي مون، في اجتماع للأمم المتحدة حول منع عمليات الإبادة إن “إخفاقنا الجماعي في منع الفظائع والجرائم في سوريا خلال العامين والنصف الماضية سيبقى عبئا ثقيلا على كاهل الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها”.
وقال بان كي مون، وسط مساع جديدة من روسيا والولايات المتحدة لتجنيب دمشق ضربة عسكرية محتملة، إن على مجلس الأمن الدولي أن يمارس “دورا فعالا في إنهاء المأساة السورية”.
وأشار إلى أن قادة العالم تعهدوا التحرك لمنع تكرار عمليتي الإبادة في رواندا في 1994 وفي مدينة سريبرينتشا البوسنية في 1995. وقال بان كي مون في إشارة الى الأزمة السورية: “ولكن كما نرى من حولنا، فإن الفظائع لا تزال ترتكب”.
وأضاف أن “العديد من المراقبين الدوليين يعتبرون انقسامات المجتمع الدولي وعدم قدرته على الحركة بمثابة فشل في تحمل مسؤولية حماية” المدنيين السوريين.
وكانت روسيا والصين حالتا دون صدور ثلاثة قرارات تقدمت بها الدول الغربية لمجلس الامن الدولي لزيادة الضغوط على نظام بشار الاسد.
11 قتيلا في غارة للطيران السوري على مستشفى ميداني بحلب
غارات مكثفة طالت مناطق أخرى في محافظات سوريا من الشمال الغربي إلى ريف دمشق
بيروت – فرانس برس
قتل 11 شخصاً الأربعاء، في غارة للطيران الحربي السوري، على مستشفى ميداني في مدينة الباب في محافظة حلب في شمال سوريا، وذلك بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد، عن “استشهاد 11 شخصا على الأقل بينهم طبيب، وإصابة العشرات بجروح جراء القصف من طائرة حربية على مستشفى ميداني بمدينة الباب” الواقعة شمال شرق مدينة حلب.
وكان الطيران السوري نفذ الاثنين غارة على مدرسة في المدينة يتخذها مقاتلو “الدولة الإسلامية في العراق والشام” مقرا لهم، بحسب ما ذكر المرصد.
يذكر أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على مجمل المناطق الواقعة في محيط مدينة حلب من الجهتين الشرقية والشمالية.
وأفاد المرصد اليوم عن غارات مكثفة طالت مناطق أخرى في محافظات إدلب، شمال غرب سوريا، وحمص وحماة، وسط البلاد، ودرعا الواقعة جنوبا، وريف دمشق.
برلين تستقبل سوريين وتدعو الأوروبيين للقيام بالمثل
ضمن برنامج هو الأهم لاستقبال اللاجئين السوريين في أوروبا حتى اليوم
هنوفر، ألمانيا – فرانس برس
استقبلت ألمانيا، اليوم الأربعاء، أول دفعة من اللاجئين السوريين ضمن مجموعة من خمسة آلاف شخص تعهدت باستقبالهم، وحضت دولاً أوروبية أخرى على أن تحذو حذوها.
وقال وزير الداخلية الألماني، هانس بيتر فريدرش، الذي حضر إلى مطار هانوفر (شمال) لاستقبال المجموعة التي تضم 107 أشخاص قدموا من بيروت: “نحتاج الى رد أوروبي (على الأزمة الإنسانية السورية) وتمهد ألمانيا الطريق”.
وكانت برلين وافقت في مارس/آذار الماضي على استقبال خمسة آلاف لاجئ سوري يحتاجون “الى حماية خاصة”، سيحصلون في مرحلة أولى على إذن إقامة لعامين وسيتوزعون على كل المناطق.
واعتبرت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ميليسا فليمينغ أن القرار الألماني يعد أهم برنامج لاستقبال سوريين في أوروبا حتى اليوم.
ومنذ 2011 استقبلت ألمانيا أكثر من 18 ألف طالب لجوء سوري، بحسب ما ذكر، اليوم الأربعاء، المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن سايبرت في مؤتمر صحافي.
وكشف أن “المانيا والسويد استقبلتا ثلثي طالبي اللجوء السوريين الموجودين في الاتحاد الأوروبي”. وأضاف: “نرغب لو أن الدول الأوروبية الأخرى تستقبل عددا أكبر. نحن نحاول تشجيعها على القيام بذلك”.
ويتوقع أن يبحث وزير الداخلية الألماني الموضوع، غداً الخميس، في روما خلال لقاء مع نظرائه الإسباني والإيطالي والفرنسي والبريطاني.
وذكر سايبرت بأن ألمانيا قدمت منذ اندلاع الأزمة في سوريا مساعدة بقيمة 450 مليون دولار أميركي للاجئين الموجودين في الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا والأردن.
لجنة تحقيق دولية: أغلب القتل في سوريا بوسائل تقليدية
قوات الأسد تستمر بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” منها القتل والتعذيب والاغتصاب
جنيف – فرانس برس
أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، اليوم الأربعاء، تقريراً أكدت فيه استمرار قوات الأسد بالقيام بـ”جرائم ضد الإنسانية”، مشددة على أن “غالبية الخسائر البشرية وقعت خلال هجمات غير مشروعة استخدمت فيها الأسلحة التقليدية”.
وأضاف التقرير الذي يغطي الفترة من 15 مايو/أيار حتى 15 يوليو/تموز أن قوات موالية لبشار الأسد استمرت بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، حيث إنها “واصلت شن الهجمات الواسعة ضد المدنيين وارتكاب عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب والاختفاء الجبري”.
كما دان تقرير اللجنة التي تم تكليفها، التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا عقب اندلاع أعمال النزاع في سوريا في مارس/أذار 2011، الجماعات المناهضة للحكومة “بارتكاب جرائم حرب”.
ولم يتحدث التقرير عن الفترة بعد 15 يوليو/تموز، التي شهدت الهجوم الكيماوي على مدنيين في ريف دمشق في 21 أغسطس/آب.
وقالت اللجنة، بناء على الأدلة المتوافرة حالياً، إنه لم يكن بالإمكان التوصل إلى نتيجة عن العناصر الكيماوية المستخدمة وأنظمة إطلاقها.
وأكدت اللجنة، المؤلفة من أربعة أعضاء برئاسة البرازيلي باولو سيرجيو بينييرو، في تقريرها الحاجة للمساءلة “من أجل تقديم أولئك الذين استخدموا السلاح الكيماوي أمام العدالة، وكذا من أجل ردع أي شخص آخر يريد استخدام أساليب الحرب البغيضة هذه”.
وحذرت اللجنة من أن النزاع في سوريا الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وأجبر أكثر من مليونين على الفرار من البلاد “أخذ منعطفاً خطيراً”.
وقال التقرير: “لم يؤد الفشل في التوصل إلى تسوية سياسية إلى تعميق الصراع وتعنته فحسب، بل تسبب أيضاً في توسيعه إلى جهات فاعلة جديدة وجرائم لم تكن قبل في الحسبان”.
إلا أن المحققين الذين من المقرر أن يعرضوا نتائج تقريرهم على مجلس حقوق الإنسان الدولي، الاثنين المقبل، رفضوا شن ضربات عسكرية ضد سوريا كحل للأزمة.
وقال المحققون “هنالك حاجة ملحة لوقف الأعمال العدائية والعودة للمفاوضات من أجل إيجاد تسوية سياسية”.
موسكو تسلم واشنطن خطة “كيماوي سوريا“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر دبلوماسية روسية، الأربعاء، إن موسكو سلمت الولايات المتحدة، خطتها بشأن وضع الأسلحة الكيماوية السورية، تحت الرقابة الدولية.
جاء ذلك قبل لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الخميس، لمناقشة موضوع الأسلحة الكيماوية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن خبراء أميركيين في التسليح سيحضرون لقاء كيري ولافروف.
وسيشارك في اللقاء الموفد الخاص للجامعة العربية والأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، علما بأن الاجتماع قد يستمر حتى السبت.
إلى ذلك قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، إن اجتماعا، سيعقد ليلة الأربعاء في نيويورك، لمندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بشأن الملف ذاته.
من جهة أخرى وصف المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، المبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية، بأنها خطوة مهمة وتشكل فرصة حقيقية على صعيد حل الأزمة السورية. وأشار كارني إلى أن واشنطن تتشاور مع موسكو في هذا الموضوع.
مسودة القرار الفرنسي
من جهة أخرى أفاد مراسلنا أن مسودة القرار الفرنسي في مجلس الأمن تنص على أن المجتمع الدولي سيتخذ كافة الإجراءات الضرورية في حال امتنعت دمشق عن تدمير مخزونها من الكيماوي.
كما تطالب المسودة دمشق بتدمير الأسلحة الكيماوية تحت إشراف دولي.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن باريس ستبقى مستعدة لمعاقبة الحكومة السورية على استخدام الأسلحة الكيماوية، وردعها عن القيام بذلك مجددا.
وأكد هولاند في ختام اجتماع لمجلس دفاع مصغر بشأن سوريا، تصميم فرنسا على استطلاع كل السبل في مجلس الأمن لإفساح المجال أمام رقابة فعالة للأسلحة الكيماوية في سوريا في أسرع وقت ممكن.
“الكيماوي”.. كيفية التخلص منه
إيان وودز- لندن ـ سكاي نيوز
فيما تعمل الولايات المتحدة على اختبار مصداقية العرض الروسي/السوري بنزع السلاح الكيماوي لسوريا، تعتمد واشنطن على خبرتها في التخلص من الأسلحة الكيماوية وضمان عملية تفكيكها وتدميرها.
فقد سمح الأميركيون للمفتشين الدوليين من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالإشراف على تدمير مخزوناتهم من غاز السارين وفي إكس وغيرها قبل سنوات.
وكانت تلك الرؤوس الكيماوية الأميركية جزءا من ترسانة أسلحة الحرب الباردة التي اتفق على تدميرها بعدما أصبحت أميركا و189 دولة أخرى أعضاء في معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية منتصف التسعينات.
ورفضت خمس دول فقط التوقيع على المعاهدة، وهي مصر وانغولا وكوريا الشمالية وجنوب السودان.
أما اسرائيل وبورما فوقعتا على المعاهدة لكنهما لم تصدقا عليها.
الخطوات
وبالنسبة للأسلحة الكيماوية السورية تحتاج سوريا أولا للتوقيع على المعاهدة والتصديق عليها، وهو ما أعلنت دمشق استعدادها له.
بعد ذلك تقدم دمشق قائمة مفصلة ووافية بالمخزونات ومواقع التصنيع ليقوم المفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالتحقق منها.
ويشرف المفتشون الدوليون على تدمير تلك المخزونات، لكن سيكون على السوريين أن يقوموا هم أنفسهم بالتدمير وتحمل التكاليف.
والمنظمة ليست تابعة للأمم المتحدة، فلا حاجة إذا لقرار دولي للقيام بالعملية، لكن سيقوم خبراء الأسلحة الكيماوية في الأمم المتحدة بالتأكد من العملية كمراجعة ثالثة لعمل المفتشين من المنظمة الذين أشرفوا على التدمير.
المخزون
يعتقد كثير من خبراء الأسلحة الكيماوية الدوليين أن لدى سوريا مخزون هائل الأسلحة الكيماوية التي يجب التخلص منها.
وذكر الخبير الكيماوي هاميش دي بريتون غوردون في مقابلة مع سكاي نيوز أن حكومة الأسد لديها “ما يصل إلى 1000 طن من غاز السارين وكمية أقل من في إكس .. ولديها كمية كبيرة من غاز الخردل وريما أيضا اسلحة بيولوجية”.
وأضاف غوردون: “وحقيقة أن الأسد وافق على وضع مخزون الأسلحة الكيماوية لديه تحت تصرف الأسرة الدولية تعني أن لديه ما نعتقد أنه يملكه من كميات”.
ويعلق الخبير الكيماوي على نزع تلك الأسلحة: “هذا عمل طويل وشاق، لكن المطلوب هو تفكير خلاق وتصرف جريء، لأن الأمر ممكن تقنيا”.
المدى الزمني
وبالنسبة للمدى الزمني، فبعد التوقيع والتصديق تكون دمشق ملزمة بعد 30 يوما بالسماح للمفتشين من المنظمة بزيارتها والوصول إلى المخزونات ومواقع التصنيع.
وقد يتطلب الأمر أسابيع لوصول المفتشين وضمان سلامتهم، في ظل الأوضاع الحالية في سوريا.
وفي زمن السلم، يتطلب التخلص من الأسلحة الكيماوية نهائيا سنوات، فعلى سبيل المثال كان لدى الجيش الأميركي في ألاباما ما يصل إلى 7 بالمائة من مخزون أسلحته الكيماوية.
وبدأت عملية التخلص منها عام 2003، وفي عام 2012 كان قد تم التخلص من 90 بالمائة من الكمية.
أما في زمن الحرب، كتلك التي تجري في سوريا، فيصعب تقدير المدى الزمني تماما.
مَنْ يدفن الكيماوي السوري؟
عمرو عبد الحميد – موسكو- سكاي نيوز عربية
وسط الزخم الذي يحيط بالترحيب الدولي بمبادرة موسكو الخاصة بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية، وموافقة دمشق عليها، ينشغل الساسة والخبراء بالبحث عن إجابة لأسئلة صعبة: ماذا بعد طرح هذه المبادرة، وكيف ستأخذ طريقها للتنفيذ، وما الفترة الزمنية اللازمة لذلك؟
في مجلس “الدوما” الذي يسيطر الموالون للرئيس فلاديمير بوتن على غالبية مقاعده، بدا وكأن النواب يسعون لبناء ظهير شعبي لدبلوماسية بلادهم، إذ انتهت مناقشاتهم المطولة إلى تبني بيان يرحب بالمبادرة الروسية، باعتبارها “خطوة جدية نحو حل سلمي للنزاع”، ويدعو الكونغرس الأميركي لعدم السماح بتوجيه ضربات إلى سوريا، مستنكراً خطط واشنطن وبعض العواصم الأخرى ضرب دولة ذات سيادة دون تفويض من مجلس الأمن الدولي.
كما اعتبر البيان رفض الكونغرس استقبال وفد برلماني روسي على خلفية تفاقم الأزمة السورية “تقويضا للحوار الثنائي البرلماني بشأن عدد من الملفات، وتهديدا للتعاون الروسي الأميركي”، بينما أراد الحزب الشيوعي الذهاب إلى مدى أبعد بإدراج تحذير بخروج روسيا من معاهدة “ستارت” الجديدة، وبتوريد أسلحة دفاعية متطورة إلى إيران، وبإعادة النظر في شروط نقل الشحنات الأميركية عبر الأراضي الروسية إلى أفغانستان، في حال وجهت واشنطن ضربة عسكرية إلى سوريا.
لكن يبدو أن الرأي قد استقر في النهاية على تجنيب البيان لغة تصعيدية غير مرغوب فيها حاليا، خاصة بعد طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل تصويت الكونغرس على قرار توجيه الضربة العسكرية ضد سوريا.
وبعيدا عن البيانات السياسية حاول البعض الاقتراب من الخطوات العملية المفترضة لتنفيذ مبادرة موسكو، إذ طالب زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي بأن تقوم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بتسليم ما تملك من أسلحة كيماوية إلى روسيا، وأن تضطلع موسكو بمهمة إتلاف تلك الأسلحة على الأراضي الروسية، تحت إشراف الأمم المتحدة.
غير أن الجنرال المتقاعد (يفغيني بوجينسكي) يعتقد أن العملية صعبة التنفيذ على أرض الواقع، مضيفا في حديثه لوكالة “ريا نوفستي”: “نقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى الأراضي الروسية ثم إتلافها، يمثل أفضل الحلول، لكني أشك أن يتم ذلك في ظل المعارك المشتعلة في سوريا”.
أما رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية، ليونيد إيفاشوف، فيرى أن روسيا تملك القدرة والإمكانات لتنفيذ هذه العملية بصورة آمنة تماما، لكنه يقترح أن يتم ذلك تحت مظلة دولية.
صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تساءلت عن الجهة التي ستضطلع بنقل وإتلاف الترسانة الكيماوية السورية: “هل هي: روسيا؟ الولايات المتحدة؟ دول حلف الناتو؟ دول عربية؟ الصين؟ ومن سيقود العملية؟ وما هي الوسيلة التي ستتبع خلال عملية الإتلاف؟ هل ستحرق في أفران خاصة أم ستدفن في أحد المحيطات”؟
وقال الخبير في مجال الأمن الكيماوي، البروفيسور الإلكسندر غوربوفسكي، للصحيفة: “الخطوة الأولى أن توقع سوريا على وثيقة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وتضع ترسانتها تحت تصرف المنظمة التي ستتحمل مسؤولية إتلافها، كما حدث في ليبيا في عهد معمر القذافي، إذ كان يمتلك قرابة ألف طن من المواد القتالية السامة، وقد قامت المنظمة بنقل تلك المواد إلى منطقة في الصحراء تبعد مئات الكيلومترات عن الأماكن الآهلة بالسكان وأتلفتها بالتدريج وفق طرق خاصة”.
وبينما يجتهد الخبراء في استعراض الوسيلة الأفضل للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، ينتظر الجميع نتائج مباحثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري في جنيف، التي قد تمتد إلى السبت المقبل حسب مصادر روسية، على أمل أن يتصاعد بنهايتها دخانٌ أبيض.. غير كيماوي.
قتلى من “الحكومي” وغارات جنوبي دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل عدد من أفراد القوات الحكومية السورية خلال محاولتهم التسلل عبر أحد الحواجز في بلدة المليحة بريف دمشق، ويتزامن ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على بلدة الذيابية جنوبي العاصمة دمشق، وفق مصادر خاصة بسكاي نيوز عربية.
وتمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على اللواء 81 في مدينة الرحيبة بريف دمشق بعد انسحاب الجيش الحر منه، وفقا لمصادرنا.
وفي دير الزور شرقي البلاد انفجرت شاحنة تحمل كمية كبيرة من المتفجرات في مدرسة تتخذها القوات الحكومية مقرا لها في حي المريعية قرب مطار المدينة.
إلى ذلك، قتل 12 مدنيا من الطائفة العلوية على أيدي مقاتلين متشددين ينتمون لجبهة النصرة في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، حسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.
وكانت جبهة النصرة نفذت هجوما الثلاثاء على قرى ذات غالبية علوية بينها مكسر الحصان والمسعودية ومنطقة جب الجراح في ريف حمص الشرقي بهدف السيطرة عليها، تلا ذلك اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن جبهة النصرة تمكنت من السيطرة على قرية مكسر الحصان لبضع ساعات وأن أفرادها قتلوا بالرصاص 12 مدنيا علويا في القرية قبل انسحابهم.
وتمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على القرية مساء أمس وفقا لوكالة الأنباء السورية سانا.
البيت الأبيض: روسيا قدمت أفكاراً لا ترقى لخطة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– نفت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن تكون قد تسلمت “خطة” من الجانب الروسي، بشأن اقتراحه الخاص بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في تصريحات للصحفيين الأربعاء، إن هناك مشاورات تجري حالياً مع الجانب الروسي، الذي قدم أوراقاً دبلوماسية، حول حل سياسي لملف الأسلحة الكيميائية السورية.
هل أوجدت روسيا مخرجاً لأوباما من أزمة سوريا؟
إلا أن المتحدث الأمريكي نفى علمه بقيام روسيا بتسليم الولايات المتحدة “خطة رسمية متكاملة”، وتابع بقوله: “أعتقد أننا لسنا في مرحلة يمكن معها أن نطرح أوراق عامة على طاولة النقاش.”
وفيما تتخوف إدارة أوباما من أن الاقتراح الروسي قد يكون “تكتيكاً” لكسب المزيد من الوقت، فقد أشار كارني إلى أنه “من الواضح أن المسألة ستأخذ بعض الوقت”، لتقييم ما إذا كان هناك تقدم ملموس على الصعيد الدبلوماسي.
أوباما أحد أسباب رفض الأمريكيين لضرب سوريا
وأضاف أن هناك مسائل فنية تتعلق بتأمين الأسلحة الكيميائية السوية، وكشف مواقعها، لوضعها تحت الرقابة الدولية.
وكانت روسيا قد أعلنت الأربعاء، أنها سلمت الولايات المتحدة خطة تتضمن الخطوات التنفيذية للاقتراح الذي عرضته موسكو بإخضاع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية للرقابة الدولية، والتي أعلنت دمشق موافقتها عليها.
كيماوي سوريا… المهمة المستحيلة
وقالت مصادر دبلوماسية في موسكو إن الخطة سيتم بحثها خلال اللقاء الذي سيجمع وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأمريكي جون كيري، في مدينة جنيف بسويسرا، في وقت لاحق الخميس.
إلى ذلك، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن سيعقدون اجتماعاً في وقت لاحق بعد ظهر الأربعاء، بتوقيت نيويورك، للبحث في كيفية تنفيذ الاقتراح الروسي بشأن التخلص من ترسانة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من الأسلحة الكيميائية.
الأزمة السورية.. جميع الأنظار تتوجه إلى جنيف
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– تتوجه أنظار العالم إلى مدينة جنيف خلال الساعات المقبلة، حيث تشهد جولة مشاورات ماراثونية، بين وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، حول إمكانية التوصل لحل سياسي، يجنب سوريا ضربة عسكرية أمريكية محتملة.
وبعد يوم من الكلمة التي وجهها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، واصل خلالها التلويح بالخيار العسكري، إلى جانب منح فرصة للحل السياسي، بدت القوى الكبرى، سواء التي تؤيد توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، أو المعارضة لذلك التوجه، عازمة على تسوية ملف الأسلحة الكيميائية لسوريا بطريقة سلمية.
الضربة العسكرية لسوريا.. هل يمكن تفاديها؟
وتبدل موقف الولايات المتحدة إزاء “معاقبة” نظام الأسد، الذي تتهمه واشنطن وحلفاؤها بالمسؤولية عن هجوم كيماوي أودى بحياة مئات المدنيين الشهر الماضي، بعد إعلان روسيا، الحليف القوي لدمشق، عن اقتراح بإخضاع الأسلحة الكيميائية السورية للرقابة الدولية، وهو الاقتراح الذي سارعت حكومة دمشق بإعلان موافقتها عليه.
ومن المقرر أن يبدأ وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا مناقشة تفاصيل هذا الاقتراح في المدينة السويسرية الخميس، في خطوة تنظر إليها واشنطن على أنها “اختبار” لمدى جدية العرض الروسي، والتزام نظام الأسد به، دفع الرئيس أوباما إلى طلب تأجيل تصويت الكونغرس، لمنحه الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا.
محاور خطاب أوباما و5 حجج تفندها
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن المحادثات بين كيري ولافروف سوف تستغرق يومين على الأقل، الخميس والجمعة، وقد تمتد ليوم ثالث السبت، حيث يأمل الوزير الأمريكي في أن يلتقي أيضاً المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أثناء تواجده في حنيف.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت روسيا أنها سلمت الولايات المتحدة خطة تتضمن الخطوات التنفيذية للاقتراح الذي عرضته موسكو بإخضاع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية للرقابة الدولية، وذكرت مصادر دبلوماسية في موسكو أن الخطة سيتم بحثها خلال محادثات لافروف وكيري في جنيف، والتي تبدأ الخميس.
هل أوجدت روسيا مخرجاً لأوباما من أزمة سوريا؟
إلا أن البيت الأبيض سرعان ما أعلن، على لسان المتحدث باسمه، جاي كارني، أن هناك مشاورات تجري بالفعل حالياً مع الجانب الروسي، الذي قدم أوراقاً دبلوماسية، نافياً قيام روسيا بتسليم الولايات المتحدة “خطة رسمية متكاملة”، وتابع بقوله: “أعتقد أننا لسنا في مرحلة يمكن معها أن نطرح أوراق عامة على طاولة النقاش.”
إلى ذلك، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن سيعقدون اجتماعاً في وقت لاحق بعد ظهر الأربعاء، بتوقيت نيويورك، للبحث في كيفية تنفيذ الاقتراح الروسي بشأن التخلص من ترسانة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من الأسلحة الكيميائية.
برلماني أوروبي يحذر من مغبة وقوع العالم في فخ النظام السوري
بروكسل (11 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبّر رئيس مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي في البرلمان الأوروبي غي فيرهوفشتات (بلجيكا)، عن شكوكه بجدية النظام السوري الذي أعلن استعداده لوضع ترسانته الكيمياوية تحت الإشراف الدولي تمهيداً لتدميرها
جاء ذلك في مداخلة فيرهوفشتات اليوم أمام البرلمان الأوروبي الذي يعقد جلسة لمناقشة آخر التطورات على الساحة السورية وكذلك الإقتراح الروسي بشأن الأسلحة الكيمياوية السورية، وذلك من أجل التصويت على قرار بهذا الشأن يوم غد
وأشار البرلماني الأوروبي، وقد كان يشغل سابقاً منصب رئيس وزراء بلاده، إلى ضرورة العمل لإبقاء الضغط على دمشق لتنفيذ إلتزاماتها، “نخشى أن يستغل النظام السوري المبادرة الروسية من أجل كسب الوقت وتدعيم مواقفه وقدراته على الأرض”، حسب تعبيره
إذا لم تتحرك دمشق، والكلام دائماً لفيرهوفشتات، خلال أيام لتنفيذ ما وعدت به، فهذا يعني أنها غير جدية، “نحن بحاجة إلى مقاربة مزدوجة تجاه سورية، فمن جهة إعطاء الفرصة للجهد الدبلوماسي، ومن جهة أخرى ممارسة مزيد من الضغط”، على حد قوله
وتساءل البرلماني الأوروبي، في الجلسة التي تحدثت فيها الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن عدم وجود مسؤول أوروبي في اللقاء الذي سيجمع غداً كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف
وفيما دعا العديد من النواب في مداخلاتهم إلى إنتظار نتائج تطبيق الفكرة الروسية على الأرض، عبّر آخرون عن تشككهم بالطرف المسؤول عن استخدام السلاح الكيمياوي، “نخشى أن نقع مرة أخرى في فخ الكذب الدولي كما حصل في العراق وكوسوفو”، حسب كلامهم
وأجمع العديد من البرلمانيين أن التهديد العسكري كان مفيداً لتحريك مواقف بعض الأطراف، خاصة دمشق، “ومن هنا، ندعو الإتحاد الأوروبي للتحرك إلى الأمام ولعب دور هام للحفاظ على الخيار السياسي بالتوازي مع التهديد العسكري”، حسب كلام البرلمانية هيلين فلوتر”، من المجموعة الإشتراكية الفرنسية
ومن المقرر أن يصوت البرلمان الأوروبي على قرار جديد حول سورية يوم غد يركز فيه على ضرورة الاستفادة من الأجواء الحالية من أجل الدفع بإتجاه عملية تفاوض سياسية تؤمن حل نهائي للأزمة السورية
البرلمان الأوروبي: مشادات كلامية على خلفية النقاش حول سورية
بروكسل (11 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تخلل الجلسة العلنية التي خصصها البرلمان الأوروبي اليوم لمناقشة المبادرة الروسية الهادفة لوضع الأسلحة الكيمياوية السورية تحت المراقبة الدولية تمهيداً لتدميرها، العديد من المشاحنات والمشادات الكلامية بين مختلف النواب
وفي هذا الإطار، هاجم البرلماني نيغل فاراج من مجموعة الحرية والديمقراطية لأوروبا (بريطانيا)، والمعروف بميوله المتطرفة ولسانه السليط، كل زملائه الذين أكدوا أن النظام السوري هو وحده من استخدم السلاح الكيمياوي
ووجه فاراج بشكل خاص، إهانات لزميله البرلماني غي فيرهوفشتات، رئيس مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي (بلجيكا)، قائلا “عندما تتحدث عمّا يجري في سورية، أنت تقسم الناس هناك إلى أشرار وأخيار، وأنت أسوأ شخص موجود في هذا البرلمان”، حسب قوله
ووصف فاراج زميله فيرهوفشتات بـ”المدعي”، متسائلا “لماذا، أهذا فقط لانك كنت رئيس وزراء لبلادك” بلجيكا
كما وجه فاراج كلامه إلى أحد البرلمانيين الرومانيين الذي حاول التدخل لتهدئة الوضع، مشيراً، والكلام لفاراج، أن رومانيا تعامل الأقليات لديها مثل الخنازير، والغجر بشكل خاص
يذكر أن لفاراج سوابق في تجريح العديد من البرلمانيين والمسؤوليين الأوروبيين، فقد قام سابقاً بإهانة رئيس الإتحاد الأوروبي البلجيكي هيرمان فان رومبوي، تحت قبة البرلمان الأوروبي، واصفاً إياه بقطعة القماش الرثة والقادم من مكان لا وزن له
وقد تعرض فاراج إثر ذلك لعقوبات وغرامات برلمانية لم تؤثر فيما يبدو على تصرفاته اللاحقة
الأزمة السورية: روسيا “تسلم خطة الأسلحة الكيماوية” للولايات المتحدة
يتواصل القتال في سوريا في غضون ذلك
قالت وسائل الإعلام الروسية إن موسكو سلمت للولايات المتحدة خطتها بشأن الرقابة على الأسلحة الكيماوية السورية.
وكان روسيا أعلنت الإثنين خطة تضمن وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية، ورحبت دمشق بالخطة.
ودفعت هذه الخطة بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى تأجيل التصويت على توجيه ضربة جوية لسوريا، قائلا إنه يفسح المجال للجهود الدبلوماسية.
وستنطلق بعدها مفاوضات صعبة في مجلس الأمن بشأن طبيعة القرار الذي سيتخذ في هذا الشأن، إذ اجتمع مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) في نيويورك في الثامنة من مساء الاربعاء بتوقيت غرينتش للتداول حول الخطة الروسية.
وخلفت الانتفاضة الشعبية منذ اندلاعها عام 2011 في سوريا نحو 100 ألف قتيل.
وفي تطور آخر، تحاول القوات الحكومية استعادة بلدة معلولة المسيحية، حيث يقول مراسل بي بي سي، جيريمي باون، إن معارك ضارية مستمرة هناك.
وكانت المعارضة المسلحة، بما فيها فصائل من جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، استولت على بلدة معلولة في نهاية الأسبوع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الأمم المتحدة وأعضاؤها يتحملون “العبء الثقيل” بسبب “فشلهم الجماعي في منع الفظائع في سوريا”.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلين ينيامين نتياهو، إلى نزع أسلحة سوريا الكيماوية، مضيفا أنه لابد لمن استخدم هذه الأسلحة أن “يدفع الثمن”.
ويتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف نظيره الأمريكي، جون كيري، الخميس في جنيف لبحث تنفيذ الخطة الروسية بشأن الأسلحة الكيماوية السورية.
وقال مصدر روسي لوكالة ايتار تاس إن اجتماع الوزيرين سيكو ثنائيا ولن تشارك فيه الامم المتحدة.
واضاف المصدر “يبدو مؤكدا ان الاجتماع سيبدأ الخميس ويستمر الى اليوم التالي او حتى الى يوم السبت.”
ولم تطرح للعلن تفاصيل الحطة الروسية المتعلقة باسلحة سوريا الكيمياوية، ولكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين بساكي قالت إن موسكو “طرحت افكارا فقط” وليس مبادرة مفصلة.
كما اكدت الناطقة ان كيري سيجتمع في جنيف بالمبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
ويقول مراسل بي بي سي في موسكو، دانيال ساندفورد إن خلافا لا يزال قائما بين سوريا وروسيا بشأن مصير هذه الأسلحة، وإذا كان لابد من تدميرها.
ويرى أن السوريين قد يقبلون بتدمير الأسلحة الكيماوية لأن الروس يرون ذلك ضروريا حتى تلقى الخطة قبولا أوسع.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد تقدم الثلاثاء بأوفى اعتراف لحد الآن عن امتلاك سوريا للاسلحة الكيمياوية، واشار الى التزام حكومته الكامل بالخطة الروسية.
وقال المعلم “نحن مستعدون لتوفير معلومات عن اماكن وجود الاسلحة الكيمياوية ولوقف انتاج هذه الاسلحة وعرض هذه المعلومات على ممثلين روس وممثلي دول اخرى والامم المتحدة.”
وأكد ان “التزامنا بالمبادرة الروسية يهدف الى التخلي عن الاسلحة الكيمياوية.”
BBC © 2013
سوريا: تقرير أممي يتهم طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب
قال تقرير للأمم المتحدة إن هناك أدلة تؤكد ارتكاب قوات الحكومة السورية ومؤيديها ثماني مذابح على الأقل في سوريا، وارتكاب مسلحي المعارضة مذبحة واحدة خلال العام الماضي.
وقالت لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا – التي وصفتها بأنها ساحة معارك يقتل فيها الأشخاص على نطاق واسع – في جميع الحوادث التي وقعت منذ أبريل/نيسان 2012 “تأكد وقوع قتل جماعي متعمد، وحددت هوية المرتكبين بحسب معايير الإثبات لدى اللجنة”.
وورد أيضا في آخر تقرير أصدرته اللجنة الأربعاء أن أعضاء اللجنة الأربعة حققوا أيضا في تسع حوادث قتل جماعية أخرى مشتبه بها منذ مارس/آذار.
ولم تحدد في تلك الحوادث – التي تأكد فيها القتل غير المشروع – هوية مرتكبيها بعد. وتقول اللجنة إن الظروف المحيطة بالقتل، في حالات أخرى، لم تكن كافية لتحديد شرعية القتل.
ويخلص التقرير إلى أن “القصف المدفعي بلا هوادة قتل آلاف المدنيين، وأدى إلى نزوح سكان مدن بأكملها. وإن قتلا غير مشروع، ومذابح ارتكبت وأفلت مرتكبوها من العقاب”.
حماية المدنيين
وأضاف التقرير أن “عددا غير محدد من الرجال والأطفال والنساء قد اختفوا. كما قتل كثيرون في الاعتقال، أما الناجون فلا يزالون يعانون من آثار الجروح والتعذيب جسديا ونفسيا. كما أن مدارس ومستشفيات قصفت”.
ويضيف تقرير اللجنة الأخير ما جد من أحداث إلى عمل اللجنة السابق، لكنه لا يشمل الهجوم الذي تحدثت الولايات المتحدة عن وقوعه في 21 أغسطس/آب بأسلحة كيماوية في منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة وقتل فيه مئات المدنيين.
وتعتمد المعلومات الواردة في التقرير الأخير على مقابلات تمت في المنطقة وفي جنيف، عبر سكايب، وعبر الهاتف، بسبب عدم السماح للجنة بإجراء تحقيقاتها من داخل سوريا.
وقالت اللجنة إنها أجرت 2091 مقابلة منذ سبتمبر/أيلول 2011. واستقت معظم المعلومات من اللاجئين السوريين عبر الحدود مع الدول المجاورة الذين يبلغ عددهم مليونين.
وتقول اللجنة التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الجانبين ارتكبا جرائم حرب شنيعة خلال عامين من الصراع الذي قتل فيه أكثر من 100 ألف شخص.
وستسلم اللجنة التقرير للمجلس، ثم تعقد مؤتمرا صحفيا الأسبوع المقبل.
وقال رئيس اللجنة، باولو سيرغيو بينهيرو – وهو دبلوماسي وأكاديمي برازيلي – في بيان صحب التقرير، إن معظم الإصابات نتجت عن هجمات غير مشروعة استخدمت فيها أسلحة تقليدية، وإن أي سعي إلى إنهاء الصراع “يجب أن يبنى على حماية المدنيين”.
BBC © 2013
تقرير للامم المتحدة: القوات السورية مسؤولة عن مجزرتين في بانياس
جنيف (رويترز) – ذكر تقرير نشر يوم الأربعاء أن محققين في مجال حقوق الانسان تابعين للأمم المتحدة خلصوا إلى أن من شبه المؤكد أن تكون قوات الحكومة السورية ارتكبت مجزرتين في مايو أيار قتل فيهما ما يصل إلى 450 مدنيا.
والتقرير الذي وثق تسع عمليات قتل جماعي حمل مسؤوليتها كلها للقوات الحكومية باستثناء واحدة لكنه قال إن مقاتلي الحكومة والمعارضة ارتكبوا جرائم حرب بينها القتل وخطف الرهائن وقصف المدنيين.
ومع مقتل أكثر من 100 ألف شخص في الحرب السورية لم تكن هناك أي مؤشرات على أن التقارير عن الفظائع ستؤدي إلى تحرك دولي حتى الشهر الماضي عندما أدت اتهامات بأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت الغاز السام ضد مئات المدنيين إلى التهديد بشن ضربات أمريكية وإلى نشاط دبلوماسي دولي محموم.
وفي منطقتي البيضا ورأس النبع حيث يقيم متعاطفون مع قوات المعارضة تحيط بهما قرى موالية للأسد على مشارف بلدة بانياس الساحلية لم تقع أي اشتباكات مع مقاتلي المعارضة لكن عمليات القتل استهدفت على ما يبدو ارسال رسالة ردع للمتعاطفين مع المعارضة.
وقام الفريق المكون من 20 محققا باجراء 258 مقابلة مع لاجئين ومنشقين وآخرين في المنطقة وفي جنيف بما في ذلك عبر موقع سكايب. وهذا التقرير هو التقرير رقم 11 في عامين. ولم يسمح لهذا الفريق بالدخول الى سوريا قط رغم الطلبات المتكررة.
وذكر التقرير انه ما بين 150 و250 مدنيا قتلوا في البيضا بينهم 30 امرأة عثر عليهن في بيت واحد وأعدمن فيما يبدو. وأضاف انه لم يكن هناك نشاط لمقاتلي المعارضة في المنطقة آنذاك.
وقال التقرير “الشهادات كانت متسقة بأن أعضاء في قوات الدفاع الوطني شاركوا بفاعلية في الهجمات وقادوها في كثير من الحالات.
“وبناء عليه كان هناك أساس معقول للاعتقاد بأن جنواد القوات الحكومية والمسلحين التابعين لها بمن فيهم قوات الدفاع الوطني هم مرتكبو مجزرة البيضا.”
وفي اليوم التالي ومع انتشار أنباء تقدم الميليشيات بدعم من الجيش السوري حاول مئات المدنيين الهروب من قرية رأس النبع المجاورة لكن نقاط التفتيش أعادتهم. وقصفت القوات الحكومية القرية ثم داهمتها الميليشيات.
وقال التقرير “بينما كانوا يهاجمون القرية قبض على المدنيين وأعدموا” مضيفا ان “العملية لم تحدث في إطار مواجهة عسكرية. القوات الحكومية كانت تسيطر على المنطقة بشكل كامل.”
وقدر التقرير الضحايا في رأس النبع بما بين 150 و 200 قتيل.
والتزمت الحكومة السورية بالصمت إزاء عمليات القتل في ذلك الوقت لكن ضابط مخابرات من سوريا تحدث لرويترز بشرط عدم الكشف عن شخصيته اقر بأن مرتكبي المجازر من الموالين للحكومة بعضهم من القرى العلوية المحيطة.
وتحول الصراع الذي بدأ في مارس آذار 2011 كانتفاضة ضد الأسد إلى حرب أهلية حيث يحرض المقاتلون السنة ضد قوات الأسد المدعومة من ايران وحزب الله.
ووقعت المجزرة الوحيدة المتعمدة ضد المدنيين التي حملت مسؤوليتها لقوات المعارضة خلال فترة التحقيق في يونيو حزيران حين سيطر مقاتلو المعارضة على حطلة في محافظة دير الزور في شرق سوريا.
وقال التقرير “أثناء السيطرة (على القرية) داهم مقاتلو المعارضة المناهضين للحكومة المنازل فقتلوا ونفذوا عمليات اعدام دون محاكمة (باطلاق النار على الضحايا من مسافة قريبة) لكثير من الشيعة بمن فيهم 30 مدنيا على الاقل بينهم أطفال ونساء ومسنون.”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهي جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة إن 60 شخصا قتلوا في الهجوم معظمهم أفراد ميليشيا شيعية مؤيدون للأسد.
واتهم التقرير المؤلف من 42 صفحة وغطى على نطاق واسع حوادث وقعت بين مايو ايار ويوليو تموز القوات الموالية للأسد بقصف مدارس ومستشفيات كما اتهم التقرير مقاتلي المعارضة بارتكاب عمليات إعدام استنادا إلى أحكام أصدرتها محاكم غير رسمية تزعم أنها تطبق الشريعة الإسلامية وتفتقر الى الإجراءات القانونية السليمة.
وحث تقرير لجنة التحقيق التي يرأسها البرازيلي باولو بينيرو مجلس الأمن التابع للامم المتحدة على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
وحلل المحققون الذين كان بينهم كارلا ديل بونتي المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية صورا ولقطات فيديو وصورا ملتقطة بالأقمار الصناعية بالاضافة الى تسجيلات طبية وخاصة بالطب الشرعي لوضع تقريرهم.
وأكد فريق المحققين ايضا مقتل 450 شخصا أثناء هجوم للقوات السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني لاستعادة السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية. وقطعت امدادات الطعام والماء عن المدينة أثناء حصارها ثم تعرضت لقصف مكثف.
وجاء في التقرير ان “نصف القتلى المدنيين تقريبا لقوا حتفهم مبدئيا في القصف المدفعي والجوي للمدينة في الأيام الأولى للهجوم.”
وطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونجرس تأجيل التصويت على قرار يمنحه موافقة على توجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية لمنح فرصة للخطة الروسية لنزع الأسلحة الكيماوية من سوريا.
وذكر خبراء تابعون للأمم المتحدة انهم تلقوا مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية “معظمها من جانب القوات الحكومية” دون الادلاء بتفاصيل بشأن الحوادث التي حقق الخبراء في بعضها في الأسابيع القليلة الماضي.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)
نتنياهو: لا بد من تجريد سوريا من أسلحتها الكيماوية
القدس (رويترز) – قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إنه لا بد من تجريد سوريا من اسلحتها الكيماوية وينبغي للعالم ضمان ان يدفع من يستخدم سلاحا كيماويا ثمن ذلك.
وأضاف نتنياهو متحدثا في حفل عسكري ان سوريا ارتكبت “جريمة ضد الانسانية” بقتل مدنيين أبرياء بالأسلحة الكيماوية وان إيران تراقب الوضع كي ترى كيف سيتصرف الغرب.
وقال نتنياهو “لابد من ضمان تجريد النظام السوري من أسلحته الكيماوية وينبغي للعالم ضمان ان يدفع من يستخدم سلاحا كيماويا ثمن ذلك… الرسالة التي ستصل الى سوريا ستسمع بقوة في إيران.”
وكرر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون الذي تحدث بعد نتنياهو موقف إسرائيل وقال انه في مواجهة التهديدات الاقليمية “يتعين علينا في نهاية المطاف أن نثق في أنفسنا وفي قوتنا وفي قدرتنا على الردع”.
وجاءت هذه التصريحات بعد موافقة سوريا على اقتراح روسي بالتخلي عن مخزوناتها الكيماوية تجنبا لعمل عسكري أمريكي محتمل. وتنفي دمشق شن هجوم كيماوي.
وتنظر اسرائيل الى الحرب الأهلية في سوريا كلية تقريبا ونصب عينيها ايران التي تعتقد انها تحاول صنع قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران.
وطالب نتنياهو القوى العالمية بتشديد العقوبات على إيران وقال مرارا ان طهران لن تحد من أنشطتها النووية إلا إذا واجهت تهديدا عسكريا جديا. ويعتقد على نطاق واسع ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية.
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
الخارجية الامريكية: كيري يلتقي مع الاخضر الابراهيمي في جنيف
واشنطن (رويترز) – قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الأربعاء ان وزير الخارجية جون كيري الذي سيجري محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف بشأن سوريا سيلتقي هناك كذلك مع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي.
وقالت المتحدثة جين ساكي في افادة صحفية ان من المتوقع ان يجري كيري محادثات في جنيف على مدى يومين على الأقل وربما أكثر بدءا من يوم الخميس.
وقالت ساكي ردا على سؤال عما إذا كان كيري يعتزم الاجتماع مع الإبراهيمي أثناء وجوده في جنيف “نعم سيفعل.” لكنها استطردت قائلة إنها لا تعلم بأي اجتماع ثلاثي يضم كيري والإبراهيمي ولافروف.
وأضافت أن كيري سيغادر واشنطن مساء يوم الارعاء متوجها الى جنيف لإجراء المحادثات.
وتابعت “نتوقع أن تستمر (المحادثات) يومين. قد تقل أو تزيد فمن المؤكد أننا نتحلى بالمرونة. الخميس والجمعة” وأضافت أنه من الممكن أن تمتد إلى السبت.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)