أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 11 حزيران 2014

«داعش» يسيطر على الموصل ويزيل الحدود مع سورية
بغداد – مشرق عباس
ما أن انتشر عشرات المقاتلين من تنظيم «داعش» بثيابهم المعروفة في شوارع الموصل، حتى انسحب آلاف الجنود وعناصر الشرطة مُخْلِين المدينة كلها من دون مقاومة، ومخلِّفين وراءهم أسلحتهم ومعداتهم ومركباتهم، فيما بدأ النازحون يطرقون الأبواب بحثاً عن مكان آمن.

ولم يكتف التنظيم بالموصل بل سيطر على محافظة نينوى كلها وأزال الحدود بين العراق وسورية في معبر اليعربية.

لكن قدرة التنظيم على الاحتفاظ بالمدينة لفترات طويلة تبدو صعبة، فالموصل بعمقها المعنوي والسكاني (ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد) ليست إدارتها لفترات طويلة بالأمر السهل، ما دفع «داعش» إلى محاولة تطمين السكان وإعلان رغبته في فتح حوارات مع الوجهاء وشيوخ العشائر ورجال الدين.

وبدت بغداد التي تلقت خبر انهيار الجيش وهروب كبار قادته في حالة صدمة، لم يخفف منها إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي الاستنفار العام، ولا دعوته البرلمان إلى إعلان الطوارئ، وهذا صعب التنفيذ، نظراً إلى حاجة مثل هذا القرار إلى ثلثي الأعضاء. وقد دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي النواب إلى اجتماع استثنائي الخميس.

المعلومات التي حصلت عليها «الحياة» عصر امس من داخل الموصل تؤكد تلقي عدد من رجال الدين والوجهاء وشيوخ العشائر في المدينة، دعوات إلى اجتماع مع قادة «داعش»، فضلاً عن اتصاله بضباط من الجيش السابق للحصول على «البيعة» للدولة الإسلامية، على غرار ما فعل في أمكنة أخرى في سورية والعراق، غير أن شخصيات عشائرية استبعدت ذلك، ورجحت أن يحاول التنظيم إشراك أهالي المدينة في إدارتها، لإثبات أن ما يحصل «ثورة شعبية»، ولمنحه فرصة لاستغلال مقاتليه في عمليات جديدة.

أهالي الموصل الذين فروا منذ أن دخلت أولى أرتال «داعش» المسلحة أحياء 17 تموز والنجار والمشرفية واليرموك وتل الرمان، كانوا شهوداً على مغادرة الجيش تلك الأحياء، تمهيداً للانسحاب الكامل من المدينة، ويتحدث الجنود الفارون بدورهم عن صدور أوامر انسحاب غامضة من القيادة وعن اختفاء آمري الوحدات العسكرية بشكل مفاجئ.

وخلال ساعات، تمكن مقاتلو «داعش»، الذين يؤكد السكان أنهم خليط من جنسيات عراقية وأجنبية، من السيطرة بالفعل على مقرات الحكومة المحلية ومطار الموصل والمصارف والمؤسسات الرسمية والسجون، التي أطلقوا منها قرابة 1300 معتقل.

المالكي، الذي طالب أمس البرلمان بإعلان الطوارئ ودعا المنظمات الإقليمية والدولية إلى دعم العراق، علَّق بدوره عبر الناطق باسمه علي الموسوي في بيان على انهيار الجيش بالقول إن «القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت تعليمات لمحاسبة من يثبت تخاذلهم وفقاً لقانون العقوبات العسكري».

وعلى رغم أن رئيس البرلمان المتحدر من الموصل أسامة النجيفي أبدى استعداده للجلوس مع المالكي، ودعا إلى تدخل قوات «البيشمركة» الكردية لتحرير المدينة، غير أنه لم يخف مخاوفه من تقدم «داعش» باتجاه بغداد، بعدما احتل مسلحوه أمس مناطق بيجي والصينية في محافظة صلاح الدين، كما تمددوا غرباً باتجاه معبر ربيعة وسيطروا على جانبي الحدود العراقية -السورية، وإلى الشرق حيث منطقة الشرقاط المحاذية لإقليم كردستان والقريبة من صلاح الدين والتي شهدت اشتباكات عنيفة مساء أمس.

السيناريو الأكثر ترجيحاً لدى القادة الأمنيين في بغداد أن «داعش» سيحاول استثمار انهيار القوات لإكمال قبضته على الحدود العراقية- السورية غرباً ثم التقدم باتجاه محافظة صلاح الدين ليغدو على مشارف بغداد، مستعيناً بخلاياه الناشطة في محيط العاصمة، وهي تمتلك خطوط الاتصال والدعم اللوجستي مع الأنبار شرقاً، ومحافظتي ديالى وكركوك غرباً.

إلى ذلك، أثار هذا الحدث الكبير ردود فعل عالمية، فقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن الولايات المتحدة تعتبر مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يهددون كل منطقة الشرق الأوسط، وإن واشنطن تدعم «رداً قوياً ومنسقاً» على هجوم الموصل ومستعدة لتقديم «كل المساعدة للعراق».

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه «البالغ»، ودعا الناطق باسمه ستيفان دوجاريك العراقيين إلى التوحد لمواجهة هذا الخطر.

واشنطن ترى «تحسناً في التنسيق» ضد الأسد
) الدوحة – جويس كرم
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون، في حديث الى «الحياة»، أنه «ليس هناك إمكان لبقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة»، مشيرة إلى أن التنسيق الإقليمي والدولي لدعم المعارضة السورية «تحسن كثيراً» في الأشهر الماضية، في وقت واصل الطيران السوري على مناطق مختلفة في البلاد. وأدت المعارك الدائرة منذ أربعين يوماً في شمال شرقي البلاد إلى مقتل 634 شخصاً على الأقل غالبيتهم من الجهاديين وأرغمت أكثر من 130 ألف شخص على النزوح. (للمزيد)

وقالت باترسون، في مقابلتها الأولى مع الإعلام العربي منذ توليها منصبها الجديد بداية هذه السنة، إن هناك تعاوناً وتنسيقاً إقليمياً ودولياً أفضل بكثير في الأشهر الأخيرة حول سورية. ورأت في المقابلة التي أجريت على هامش «منتدى الولايات المتحدة والعالم الإسلامي» المنعقد في الدوحة، أن «ليس هناك إمكان لبقاء الأسد بعد قتل ١٦٠ ألف سوري واستخدام الكيماوي ورمي المباني بالبراميل المتفجرة». وقالت: «من قتل ١٦٠ ألف شخص لا يمكنه البقاء في السلطة»، معتبرة أن أي سيناريو لإخراجه من السلطة يعتمد على «ضغوط سياسية ودولية» إلى جانب «تغيير التوازن على الأرض… وهذا مهم جداً لدفع النظام إلى التفاوض… ويجب أن تتحرك الأمور على الأرض».

وحرصت باترسون على تأكيد أهمية حماية مؤسسات الدولة السورية، قائلة إن «هناك جهوداً عدة يتم درسها لتغيير التوازن على الأرض، ولا يمكنني الإفصاح عنها». ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي بارك أوباما «تحدث عنها في خطابه في الأكاديمية الحربية، وأحدها هو صندوق التمويل بخمسة بلايين دولار ضد الإرهاب… ولم نقرر بعد إذا كان جزء منه سيذهب للمعارضة السورية».

ميدانياً، اغار الطيران السوري على مناطق في ريف دمشق وحلب شمالاً وفي شمال غربي البلاد، كما نفّذ غارات عدة على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها التي تحاول قوات النظام مدعومة من «حزب الله» منذ أكثر من شهرين السيطرة عليها، وفق «المرصد» الذي اكد «مقتل طفلين من عائلة واحدة ومواطن آخر مجهول الهوية، نتيجة غارات للطيران الحربي على مناطق في الشيفونية» شرق العاصمة، مضيفا ان «طفلا فارق الحياة نتيجة سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية».

في شمال شرقي البلاد، ذكر «المرصد» أنه «ارتفع إلى 634 عدد الذين قتلوا في محافظة دير الزور منذ بدء الاشتباكات بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية من طرف آخر». وتضمنت حصيلة قتلى الاشتباكات منذ اندلاعها بين الطرفين في 30 نيسان (أبريل) الماضي وحتى تاريخه 39 مدنياً بينهم خمسة أطفال. كما قتل خلال الاشتباكات 354 مقاتلاً من تنظيم «جبهة النصرة» الذي يقاتل إلى جانب مقاتلي المعارضة، إضافة إلى 241 مقاتلاً من «داعش». كما أجبرت الاشتباكات «أكثر من 130 ألف مواطن من سكان هذه المناطق والنازحين إليها على النزوح إلى مناطق أخرى بحثاً عن ملاذ آمن» وفق «المرصد».

الى ذلك، استقال المراقب العام السابق لـ «الاخوان المسلمين» وعضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض صدر الدين البيانوني من «الائتلاف» اعتراضا على ارسال رئيس «الائتلاف» احمد الجربا رسالة تهنئة الى الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي بفوزه بالانتخابات، وذلك بحسب رسالة بعثها الى البيانوني الى التكتل المعارض.

قطر: تردد المجتمع الدولي إزاء سورية وراء تمادي النظام في جرائمه
الدوحة ـ قنا
اعتبرت قطر أن تردد المجتمع الدولي وتأخره في التعامل بصورة جدية وفاعلة إزاء الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام السوري، قدم نموذجاً مشوهاً لمفهوم التضامن الدولي، وأهمية الالتزام بالقوانين الدولية، ودفع النظام السوري الى التمادي في جرائمه.

ودعت قطر على لسان مندوبها في مقر الأمم المتحدة في جنيف فيصل بن عبدالله آل حنزاب المجتمع الدولي إلى القيام بدور أكثر فاعلية وجدية في ضمان المساءلة ومنع الجناة من الإفلات من العقاب.

وقال آل حنزاب في كلمة أمام الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان إن “قطر تشارك رأي المفوضية السامية لحقوق الإنسان بأن ما يحدث في سورية هو مأساة إنسانية مروعة للشعب السوري، وبخاصة في ظل استمرار النظام السوري بارتكاب مزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ورفضه الاستجابة في شكل جدي وصادق مع جميع المبادرات العربية والدولية لإنهاء الصراع والتوصل إلى حل سلمي يلبي مطالب الشعب السوري المشروعة”.

وأضاف أن “إصرار النظام السوري على إجراء الانتخابات الرئاسية غير الشرعية، خير دليل على سعى هذا النظام عامداً إلى إفشال كل هذه المبادرات”.

كما دان وفد دولة قطر بشدة استمرار السياسات الاستيطانية غير المشروعة التي تقوم بها في مدينة القدس الشرقية وبخاصة في المنطقة (E1)، الأمر الذي يعيق التوصل إلى حل عادل ودائم على أساس الدولتين.

سلامة: تحمّل لبنان مسؤولية النزوح السوري يبرز مدى صلابة اقتصاده
بيروت – «الحياة»
أمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في «ألا يطول الشغور في سدة رئاسة الجمهورية»، لأن الفراغ «يشكل ضغطاً على الأداء الطبيعي للمؤسسات الدستورية الأخرى سواء كان مجلس الوزراء أو المجلس النيابي». وأكد أن لبنان «سيسدّد كل الاستحقاقات المالية المتوجبة عليه، وما يتبقى منها حتى نهاية السنة أصل دَين لا يتعدى 500 مليون دولار، في مقابل خدمة دين تبلغ حوالى 800 مليون».

وذكّر باقتراحه «حلاً واقعياً» لملف سلسلة الرتب والرواتب، يقضي «بتقسيطها خمسة أعوام على أن تُصحّح الأجور سنوياً». واعتبر أن «تحمّل لبنان مسؤولية النزوح السوري بمفرده يبرز مدى صلابة اقتصاده». وشدد في افتتاح اللقاء المصرفي «مصرف لبنان بعد نصف قرن» في مناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسه، والذي نظمته «فيرست بروتوكول»، على أن المصرف المركزي «سيحافظ على الاستقرار النقدي والائتماني في لبنان»، موضحاً أن الأسواق «تدرك ذلك، إذ مررنا في ظروف مماثلة في السابق وحافظنا على الاستقرار». وأكد أن «الثقة والإمكانات المتوافرة لدى مصرف لبنان والقطاع المصرفي تضفي صدقية على هذا الموقف الذي تفرضه المصلحة الوطنية وإرادتنا لحماية الاقتصاد». ولفت سلامة إلى أن واقع الأسواق اللبنانية «يفرض على مصرف لبنان إدارة السيولة بالدولار، إضافة إلى الليرة»، مشيراً إلى أن المصرف المركزي «طوّر الأدوات اللازمة التي تمكنّنا من التحكّم بالسيولة على المديين القصير والطويل، وتوّجت مبادرتنا الأخيرة بخلق منصة للتوظيفات القصيرة الأجل بالنجاح في جزئها الأول المنفّذ بالدولار. واستقطبت بليوني دولار». وأعلن «إطلاق الجزء المتعلّق بالتوظيفات من 7 إلى 30 يوماً بالليرة، ونحن مستمرون في هذه العمليات بالعملتين».

وخلُص مؤكداً إلى أن «نظامنا المصرفي سليم وتجاوز الأزمات الإقليمية والمحلية واستمر في النمو، ويشكل حجر الأساس لتمويل القطاعين الخاص والعام».

وحذّر رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه، من أن «كلفة الفراغ الرئاسي والتأزم السياسي عالية جداً». وذكّر بـ «تأسيس المصرف المركزي في عهد رئيس الجمهورية فؤاد شهاب الذي حمل شعار دولة المؤسسات، وحرص على تجهيزه بقانون النقد والتسليف، ليقوم بمهماته بعيداً من المداخلة الحكومية والسياسية».

وأشار إلى «صدور تشريعات كان لها أثر حاسم في بروز لبنان كمركز مالي للمنطقة، أهمها صدور قانون السرية المصرفية وقانون الحساب المشترك». واستذكر الذي تعاقبوا على الحاكمية، وهم «أفضلُ رجالات لبنان من فيليب تقلا إلى إلياس سركيس الذي كوّن الاحتياط الذهبي، إلى إدمون نعيم والشيخ ميشال بشارة الخوري، وأخيراً وليس آخراً رياض سلامة، الحاكم منذ أكثر من عشرين سنة صاحب الهندسات المالية المبتكرة التي حمت لبنان من السقوط المالي والنقدي والاقتصادي».

ورأى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، أن مصرف لبنان «استطاع تجنيب لبنان الوقوع في أزمة المال العالمية، نتيجة سياسة نقدية وإجراءات استباقية وضعها «المركزي» ساهمت في تعزيز الثقة في قطاعنا المصرفي وحدت من تداعيات الأزمة العالمية». وتوجّه إلى سلامة قائلاً: «وجودكم في بعبدا يطمئننا والجميع يوافقون على ذلك».

وأشار الوزير السابق مروان خير الدين، إلى تعاميم حاكم مصرف لبنان عام 2004 التي تمنع المصارف اللبنانية من الاستثمار في الأدوات المالية المركبة، وقال: «كم كان على حق حينها، إذ تبين بعد الانهيار في الأسواق المالية عام 2008، أنه الوحيد الذي رأى الأزمة آتية». ورأى أن تمويل السلسلة «لا يجوز إلا في حال إقرار إصلاحات كافية، وإيجاد مصادر لتمويلها غير مضرة بالاقتصاد المنتج».

بدء الإفراج عن المعتقلين المشمولين بـ”العفو الرئاسي” في سورية
دمشق – أ ف ب
بدأت السلطات السورية الافراج عن المعتقلين المشمولين بـ” مرسوم العفو” الذي اصدره الرئيس السوري بشار الاسد. وذكر رئيس المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية انور البني ان “السلطات باشرت الافراج عن المشمولين بمرسوم العفو” وأن “عددهم يقدر بالعشرات”، مضيفاً انه “سيتم اليوم الافراج عن دفعة جديدة”.

وكان الأسد أصدر أمس عفواً عاماً يشمل للمرة الاولى جرائم متعلقة بقانون الارهاب، وبالاجانب الذين دخلوا البلاد للقيام بأعمال “إرهابية” في حال تسليم أنفسهم.

العين على موعد إعلان دولة الخلافة
بين «هدم الأسوار» و«حصاد الأجناد»
عبد الله سليمان علي
يواصل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تنفيذ خططه الأمنية والعسكرية، فما إن انتهت خطة «هدم الأسوار» في شهر رمضان الماضي، حتى شرع في تطبيق خطته الجديدة «حصاد الأجناد» التي تأتي السيطرة على مدينة الموصل في إطارها العام، ما يضع المنطقةَ على شفا هاوية تستحق أن تقرع من أجلها «أجراس الخطر» في الشرق الأوسط عموماً وفي الدول العربية خصوصاً.
وتظهر الوقائع الميدانية أن «داعش» يسير وفق خطط مدروسة، مستفيداً من الخبرات العسكرية الكثيرة التي اغتنى بها جراء انتساب عدد من كبار ضباط الجيش العراقي السابق إليه. والجدير بالذكر هنا أن عدداً من أمراء «داعش» الحاليين كانوا يحملون رتبة «لواء» في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. هذه الخبرات مكّنت «داعش» من الاستفادة من نقاط ضعف الجيش العراقي ومن الثغرات في أجهزته الأمنية كون أمرائه الضباط يعرفونها بشكل جيد من جهة، ووضع خطط عسكرية وأمنية تناسب الظروف الميدانية ومتطلباتها من جهة أخرى.
ومما له دلالته أنّ خطة «هدم الأسوار» أعلن عنها أبو بكر البغدادي بنفسه في بداية شهر تموز (رمضان) من العام 2012 وكانت المرة الأولى التي يُسمع فيها صوته برغم أنه استلم إمارة التنظيم منذ أيار 2010. وتشير المعطيات إلى أنّ البغدادي استطاع بعد توليه منصبه إعادة هيكلة التنظيم الذي كان يعاني كثيراً بسبب الانتكاسات التي تعرض لها منذ العام 2007 في مواجهة كل من القوات الأميركية والجيش العراقي وقوات الصحوات والعشائر. وأحاط البغدادي نفسه بعدد كبير من المستشارين والقياديين، غالبيتهم من الضباط السابقين في الجيش العراقي، وعكف معهم على وضع الخطط آخذين بالاعتبار التغييرات المتوقعة جراء «الربيع العربي» الذي كانت نسائمه بدأت بالهبوب على المنطقة.
وكانت خطة «هدم الأسوار» تهدف إلى تحرير المعتقلين في السجون العراقية، وبرغم أنّ أدبيات «داعش» كانت تركز على المعتقلين «الجهاديين»، إلا أن التوقعات تشير إلى أن بيئة السجون العراقية بشكل عام، كانت تمثل عاملاً جاذباً يغري قيادة «داعش» باستهدافه لما يمثله المساجين من إمداد بشري سهل التجنيد. وكانت آخر عمليات «داعش» في إطار «هدم الأسوار» هي العملية التي أسماها «قهر الطواغيت» التي اقتحم خلالها في شهر رمضان الماضي كلاً من سجن أبو غريب الشهير وسجن الحوت في التاجي. وفيما تضاربت الأنباء حول عدد المعتقلين الذين جرى تهريبهم بين المئات أو الآلاف، إلا أن المؤكد أن المئات منهم ومن بينهم قياديون سابقون في فصائل إسلامية متشددة، قد خرجوا من هذين السجنين وأصبحوا كوادر ومقاتلين ضمن «داعش».
ولا ننسى أنه في هذه الفترة كان «داعش» قد فرض نفسه في شمال وفي شرق سوريا كأحد أقوى الفصائل في تلك المناطق، واستطاع أن يفتح خطوط إمداد بين معاقله في شرق سوريا ومناطق انتشاره في غرب العراق، الأمر الذي ساعده كثيراً في تعزيز قوته والاستفادة من الخبرات القتالية التي يكتسبها في سوريا لتطبيقها في العراق، لا سيما أن المعارك في سوريا كانت تأخذ طابع حرب الأنصار وأحياناً الحرب بين الجيوش النظامية، وهو ما كان يفتقده في العراق التي كان يكتفي فيها بتنفيذ التفجيرات وبعض الاقتحامات الجزئية.
لذلك كان الإعلان عن خطة «حصاد الأجناد» في نهاية رمضان الماضي مؤشراً مهما على أنّ «داعش» بدأ مرحلة جديدة من التخطيط العسكري مستفيداً من دمج خبراته العسكرية السورية العراقية، وكانت كل المؤشرات تشير إلى أن الأراضي السورية ستكون الميدان المفضل لتنفيذ «حصاد الأجناد»، حتى أن المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني أعلن أن تفجير قرية الصبورة في ريف حماه في سوريا في أوائل تموز 2013 هو الخطوة الأولى في «حصاد الأجناد»، إلا أن التطورات اللاحقة في سوريا وخصوصاً على صعيد اندلاع الاقتتال بين «داعش» وبين «الفصائل الجهادية» الأخرى، يبدو أنه غيّر من مكان تنفيذ الخطة وتحول الاهتمام مجدداً إلى العراق حيث شهدنا خلال الأسبوع الماضي تطورات نوعية تمثلت باقتحام سامراء، ثم السيطرة على مدينة الموصل وصولاً إلى الربيعة على الحدود العراقية السورية.
وهناك من يستمر بالقول إنّ الخطة الكبيرة لـ«داعش» هي العمل على السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل رمضان المقبل، حيث الموعد المتوقع لإعلان دولة الخلافة الإسلامية!

الأسد يتصدر قائمة بأسماء المشتبه بهم في جرائم حرب بسوريا
جنيف- (رويترز): قال مدع سابق بالمحكمة الجنائية الدولية إن الرئيس السوري بشار الأسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين حكوميين ومقاتلين من المعارضة أعدها خبراء لمحاكمتهم في يوم من الايام عن جرائم حرب.
وقال ديفيد كرين كبير الادعاء السابق بالمحكمة الخاصة بسيراليون والذي يرأس الان مشروع (المحاسبة في سوريا) ان القائمة سلمت الى المحكمة الجنائية الدولية واستندت في كل واقعة إلى انتهاك محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها توجيه الاتهام الى مشتبه به.
وأعد فريق منفصل من محققي الامم المتحدة أربع قوائم سرية بالمشتبه بهم في جرائم الحرب من كل الاطراف في سوريا لكنه امتنع عن الكشف عن أي أسماء.
وقال كرين ان القائمة التي وضعتها مجموعته من الخبراء ضمت أعضاء بالجيش السوري ومن النخبة السياسية بالاضافة الى جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة لكنه لم يذكر اسماء غير الاسد.
وقال كرين لرويترز “لدينا حوالي 20 لائحة اتهام لمن يتحملون المسؤولية الأكبر. هذا جهد محايد. نحن لا نلاحق فقط الأسد والمقربين منه وانما نوثق فعليا كل الحوادث على الجانبين”.
وكان كرين يتحدث بعدما شارك أمس الثلاثاء في لجنة لمناقشة التعذيب والجرائم الأخرى التي ارتكبت في مراكز الاحتجاز أثناء الحرب الأهلية في سوريا والتي بدأت باحتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد في 2011.
ويقول مدعون سابقون منهم كرين إن صورا نشرت في يناير كانون الثاني التقطها مصور بالشرطة العسكرية السورية اشير له باسم قيصر قدمت “دليلا واضحا” يظهر التعذيب المنهجي والقتل لحوالي 11 الف معتقل في ظروف تستحضر أجواء معسكرات الموت النازية.
وقال كرين عن الصور التي بلغ عددها 55 الف صورة لجثث بعضها مفقوءة العينين وتحمل علامات على التجويع “نادرا ما نحصل على هذا النوع من الأدلة.. غالبا ما يكون عرضيا”.
وقال السير ديزموند دي سيلفا الذي شارك في كتابة تحليل عن صور “قيصر” كما أنه مدع كبير سابق آخر بخصوص سيراليون متحدثا امام اللجنة “كونوا على ثقة من أن هذه الصور لا يمكن تلفيقها. هذه تصل بالمسؤولية عما حدث إلى أعلى سلم المسؤولية. إنه ليس عمل كولونيل خارج على جماعته أو ميجر مجنون.. هذه سياسة حكومة”.
وقالت جماعة مراقبة مقرها لندن أمس إن هجوما للدولة الاسلامية في العراق والشام على مدى ستة أسابيع ضد اسلاميين منافسين في شرق سوريا أدى إلى مقتل 600 مقاتل ودفع 130 ألف شخص الى النزوح من منازلهم.
المحاسبة
وبدأ كرين وهو بروفسور أمريكي في كلية الحقوق بجامعة سيراكيوز في نيويورك مشروعه (المحاسبة في سوريا) عام 2011 لتوثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها كل الأطراف في الصراع السوري.
ويقول إن لديه الآن 1400 صفحة من المزاعم ذات المصداقية بالتواريخ والأماكن والوحدات المشتبه في ارتكابها الجرائم.
وقال كرين مشيرا لجرائم ارتكبتها قوات المعارضة التي تقاتل للاطاحة بالزعيم السوري “في البداية كان 90 في المئة من المخالفات خاصة بالأسد. انها الآن 50 في المئة مقابل 50 في المئة”.
واستخدمت روسيا والصين الشهر الماضي حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن الدولي كان يهدف لاحالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة قضائية محتملة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.

المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر يعلن محافظة دير الزور منكوبة
علاء وليد- الأناضول: أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، محافظة دير الزور شرقي سوريا “منكوبة” بعد إحكام قوات النظام و”الدولة الإسلامية للعراق والشام” أو (داعش) حصارهما عليها، كما قرر ترشيح أسماء ضباط لشغل منصبي وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة.
وفي بيان تلاه العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه الأربعاء، ناشد المجلس العسكري جميع الدول الصديقة والشقيقة للشعب السوري ومنها (السعودية وتركيا وقطر والإمارات والأردن) لدعم الألوية والكتائب الفاعلة في محافظة دير الزور للتصدي لتنظيم (داعش) الإرهابي، واعتبارها محافظة “منكوبة”.
ووقعت مدينة دير الزور التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في سوريا قبل أيام، في حصار محكم بعد سيطرة مقاتلي (داعش) على المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة، ومنعهم دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة تلك القوات، في حين أن قوات النظام تطبق الحصار على تلك الأحياء عبر باقي المنافذ منذ عامين.
وأهاب المجلس جميع الكتائب والألوية العاملة في محافظة دير الزور بضرورة التوحد للتصدي لعصابات (داعش) وعصابات الأسد.
كما قرر المجلس ترشيح اسم اللواء عبد العزيز الشلال لشغل منصب وزير الدفاع الشاغر في الحكومة السورية المؤقتة، وكذلك قرر ترشيح كلاً من العميد عوض أحمد علي والعميد أديب أحمد الشلاف لمنصب وزير الداخلية في الحكومة نفسها.
وأوضح سعد الدين أنه تمت إحالة الأسماء المرشحة للهيئة العامة للائتلاف لـ”إجراء اللازم أصولاً”.
وصدر تشكيل الحكومة السورية المؤقتة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي متضمناً تسمية ثمانية وزراء، ليس من بينهم وزير الداخلية، وأرجئ اختياره لعدم التوافق على اسم يتولى المنصب.
ومنذ إعلان التشكيل حتى اليوم يتولى وزير الدفاع الإشراف على المنصب، إلى جانب عمله، لحين انتخاب وزيرا للداخلية، وقام بهذه المهمة أسعد مصطفى، حتى استقال من منصبه كوزير للدفاع في 19 مايو/ أيار الماضي، ليخلفه بشكل مؤقت في المنصب نائبه اللواء محمد نور خلوف لحين تعيين البديل.
وتتخذ الحكومة السورية المؤقتة من مدينة غازي عينتاب، جنوب شرقي تركيا مقراً مؤقتاً لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.
وتملك الهيئة العامة للائتلاف سلطة تسمية الوزراء في الحكومة السورية المؤقتة، ومن المقرر أن تجتمع مطلع يوليو/ تموز المقبل لتسمية رئيس للائتلاف خلفاً لأحمد الجربا ونائبيه والأمين العام، إضافة إلى تسمية الوزيرين اللذين رشح المجلس العسكري الأعلى أسماء لتولي المنصبين.

واشنطن: جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام يهددون المنطقة باسرها
واشنطن- (أ ف ب): اعتبرت الولايات المتحدة أن مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذين سيطروا الثلاثاء على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في شمال العراق يهددون كامل منطقة الشرق الاوسط، معربة عن قلق بالغ بشان الوضع “الخطير جدا”.
وندد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست بمسلحي داعش “باقسى العبارات”، ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من المسؤولين إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة “القضايا العالقة” وضمان الحكم “بما فيه مصلحة جميع العراقيين”.
من ناحيتها قالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية في بيان “يجب أن يكون واضحا أن الدولة الاسلامية في العراق والشام تمثل تهديدا ليس فقط لاستقرار العراق ولكن كذلك لاستقرار كامل المنطقة”.
واكدت أن واشنطن تؤيد “ردا قويا لصد هذا العدوان”.
وسقطت محافظة نينوى العراقية وعاصمتها الموصل الثلاثاء في ايدي مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).
كذلك، تمكن مقاتلو (داعش)، اقوى التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا، من السيطرة مساء الثلاثاء على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، بحسب ما افاد مسؤول في الشرطة.
واكدت بساكي ان مسؤولين اميركيين في واشنطن وبغداد “يتابعون الاحداث من كثب بالتنسيق” مع الحكومة العراقية.
ويزور مساعد وزير الخارجية الامريكي بريت ماكغورك العراق منذ ايام عدة لاجراء محادثات حول مواجهة تهديد داعش.
وتابعت بساكي ان “الولايات المتحدة تقف الى جانب الشعب العراقي وسكان نينوى والانبار الذين يواجهون هذا التهديد”.
وقالت ايضا “سنواصل العمل في شكل وثيق مع المسؤولين السياسيين والامنيين ضمن اطار شامل بهدف الحد من قدرات الدولة الاسلامية في العراق والشام على التحرك في العراق”.
وكانت الولايات المتحدة سلمت القوات العراقية نحو 300 صاروخ هيلفاير اضافة إلى كمية كبيرة من ذخيرة الاسلحة الخفيفة وذخيرة الدبابات والصواريخ التي تطلق من المروحيات والرشاشات وبنادق القناصة، بحسب ايرنست.
وقال ايرنست إن “هذه الادارة ملتزمة الحفاظ على الشراكة التي تربطنا بالحكومة العراقية .. وقدمنا ونستطيع ان نقدم بعض المساعدة، وسنواصل القيام بذلك”.
واكد البنتاغون من جهته انه “يراقب من كثب” التطورات على الارض مع استبعاده اي عمل عسكري أمريكي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الاميرال جون كيربي “نحن على اتصال بالمسؤولين العراقيين، ولكن في نهاية المطاف على الحكومة والقوات العراقية ان تواجها” هذا الوضع.

نازحات سوريات في لبنان لـ«القدس العربي»:
قيام بعض الاسر بتزويج الفتيات بسن صغيرة أفضل من التشرد
القلمون «القدس العربي»ـ من محمد الزهوري: لم يعد يخفى على أحد ارتفاع عدد حالات زواج اللاجئات السوريات ولاسيما القاصرات منهن،لكن في الوقت نفسه انتشرت عدة تقارير اعلامية مسيسة تهدف للتهويل من حجم القضية لأغراض خاصة،كتلك التي تتحدث عن «بيوت المتعة التي لا تستهوي زبائنها إلا السوريات».
ويقول أحد التقارير التي تتبع لإحدى الشبكات الإعلاميّة الفرنسيّة ان «خاطبة» قد تحولت إلى «قوادة «؛قال عنها التقرير انّها سورية وتستهلّ دعارة نازحات عبر وسطاء إلا أنّ لهجتها كانت مطابقة للبلد الذي لجأن اليه السوريات.
وقد قام موفد «القدس العربي» بزيارة إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الحدود السورية اللبنانية(منطقة عرسال) والتقى بالنازحين في احد المخيّماتحيث عبرّوا عن استنكارهم لهذه التقارير.أمّ حسّان قالت لـ»القدس العربي» وهي كانت تعمل في سوريا معلمة وهي اليوم أرملة سوري وقع قتيلا بعد سقوط قذيفة في منزله، هي تتحمل مسؤولية بناتها الاربع وهن فتيات مراهقات «هناك تفكير لدى الكثير من أولياء الفتيات المراهقات في بلد النزوح لمقاومة الواقع المرّ، فانتشار ظاهرة تزويج البنات هو هدف من أجل حمايتهن من الظروف المعيشية السيئة على اعتبار أنّ الزواج سيضمن لهنّ فرصة الاستقرار مع رجال يعيشون في ظروف معيشية أفضل من تلك التي يعيشونها، لكن أنا والعديد من الأمهات اللواتي ناصرن الثورة منذ بدايتها غير مستعدات لتزويج فتياتنا هنا؛ لأنّنا ننتظر العودة بهن إلى سوريا لإكمال دراستهن».
وتضيف أمّ حسّان عن موضوع زواج القاصرات «ما يقال بكثرة عن زواج القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن سنّ الرشد هو شيء عادي، فالكثير من المناطق في سوريا تقوم بتزويج بناتهن في هذا السن في الحالات العادية في زمن السلم «مبررة» بغض النظر عن عدم صوابيّة ذلك».
أمّا عن التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن استغلال الفتيات السوريات اللواتي يعرضن أجسادهن للإيجار، فقال الصحافي السوري المعروف بـ»حبر موسى» ان هذه الصحف لا تحمل من الحقيقة شيء، ولا لها من مهنيّتها سوى الاسم، ووصفها بصحافة»النص كم».
وقال «إنّ عدّة وكالات عالميّة قلدتها باختطاف الموضوع وهي تلهث وراء أرقام الإحصاء والسبق الصحافي غير مدركة لصحّة الشهادات الواردة في المواد أو كذبها، ذاكرة أنّها ظاهرة أصبحت واسعة وخاصّة هنا في لبنان، وتوصف بالجريمة المدرجة في قائمة قوى الأمن الداخلي رغم ان عدد الحالات الموثقة لا يتجاوز الـسبع والعشرين قضيّة خلال العام الفائت تتّهم سوريات يمارسن بيع الهوى بطرق مختلفة».
ويتساءل موسى «كيف تكون ظاهرة واسعة ومجموع الحالات في عام كامل سبع وعشرون بالمقارنة مع المناطق المحيطة بظروفهم؟».
وأضاف «لابدّ أن نقول أنّه ربّما تكون هناك سلوكيات مشينة وقعت هنا وهناك ولكن لا تبلغ حدّ الظاهرة وهذه المقالات والتقارير إنّما الهدف منها تشويه سمعة المرأة السورية وخصوصاً الثائرة على هذا النظام وهي بدون توثيق غالباً لصعوبة الوصول للمصدر الحقيقي».
هذا وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجّلين لدى مفوضية الأمم المتحدة امليون نازح، ثلاثة أرباعهم من الأطفال والنساء، ويعتمد أغلبهم على المساعدات الأمميّة الإنسانيّة للبقاء على قيد الحياةفي ظل الظروف الصعبة التي تعيشها العائلات السورية في لبنان.

حكم مصري بالسجن 5 سنوات لـ13 سورياً معارضا للأسد بتهمة «التجمهر»
المرشد العام السابق لـ»إخوان سوريا» يعلن استقالته من الائتلاف المعارض
عواصم ـ وكالات: أعلن علي صدر الدين البيانوني المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، امس الثلاثاء،استقالته من عضوية الائتلاف السوري المعارض.
وفي رسالة وجهها للهيئة العامة للائتلاف، ونشرت على الموقع الرسمي لإخوان سوريا، برّر البيانوني قراراستقالته بأن الائتلاف «لم يعد يعبّر عن آمال الشعب السوري وتطلّعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة».
وكذلك بسبب تفاجئه، بحسب قول البيانوني، بتوجيه الائتلاف ممثّلاً برئيسه، رسالة تهنئة لما أسماها «الثورة المضادّة» في مصر «الشقيقة»، يبارك لـ»الانقلابيّين (لم يسمهم) نجاحَهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصريّ»، في إشارة إلى ثورة يناير 2011، والتي وصفها بأنها كانت «إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري المندلعة ضد حكم بشار الأسد آذار/مارس 2011».
وهنأ رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أحمد الجربا، مساء الإثنين، وزير الدفاع المصري السابق، عبد الفتاح السيسي، بتوليه، رئاسة مصر، الأحد الماضي.
وفي برقية، بعث بها إلى السيسي، أعرب الجربا عن أمله في تعزيز التعاون مع مصر في ظل قيادة السيسي، وأن تلعب مصر دور فاعلا في وصول الشعب السوري إلى تحقيق أهدافه في الحرية والعدالة والمساواة.
واعتبر البيانوني أن هذه التهنئة لا تختلف كثيراً – في نظره- عن تهنئة «المجرم» بشار الأسد بفوزه المزعوم في «انتخابات الدم المزيّفة» في سوريا، وتُخرج الائتلافعن نهجه الثوريالوطني الذي اختطّه له المؤسسون، على حد قوله.
وأعلن رئيس البرلمان السوري، محمد جهاد اللحام، مساء الأربعاء الماضي، فوز بشار الأسد بنسبة 88.7٪ من إجمالي الأصوات المشاركة في الانتخابات التي جرت، الثلاثاء الماضي، وسط رفض واسع من قبل أطراف عربية وغربية والمعارضة السورية التي وصفتها بـ»المهزلة» و»انتخابات الدم».
وشرح البيانوني حرصه منذ مشاركته في تأسيس الائتلاف عام 2012، على أنيبقى هذا الائتلاف«معبّراً عن الثورة السورية ومبادئها، ساعياً إلى تحقيق أهدافها، بعيداً عن الرؤى الشخصية، والصراعات الفئوية، والأجندات الحزبية، والتدخّلات الخارجية»، لم يبين طبيعة أي منها.
واعترف بتعرض الائتلاف خلال مسيرته لـ»محاولاتٍ كثيرة لحرفه عن مهامّه الأساسية، في تمثيل الثورة وخدمة مشروعها، كما تعرّض لضغوطٍ كثيرة حاول من خلالها البعضأن يمليعليه إراداتخارجية، لحرفه عن خطه الوطني الثوري».
ومضى بالقول إنه في الآونة الأخيرة، «بدأت أشعرأن الطوفانَ أصبح أقوى من السدّ، وأن النزعة الشخصية والقرارات الفردية غير المدروسة، بدأت تطغى، بعيداً عن روح ثورتنا وتطلّعات شعبنا، وأصبحنا في كلّ يوم نفاجَأ بموقف، أو نسمع تصريحاً، ثم لا يلبثُ أن يتمّ سحبه أو تصحيحه أو التنصّل منه»، دون أن يقدم أمثلة.
وذكر مصدر مقرب من البيانوني إن الأخير تقدم باستقالته بصفته الشخصية كونه عضوا بالائتلافكـ»شخصية مستقلة»، وليس باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
ولم يتبيّن حتى الساعة فيما إذا تم قبول استقالة البيانوني أو فيما إذا وصلت إلى رئاسة الائتلاف بشكل رسمي.
وتأسس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»في العاصمة القطرية الدوحة، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسباتالدولية، وحظيباعتراف الكثير من العواصم العربية «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، وقرر عدد من الدول مؤخراًمثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا اعتبار ممثليه «بعثات دبلوماسية» لديها.
وأطاح الجيش المصري بقيادة السيسي، وبمشاركة قوى سياسية ودينية، في 3 تموز/يوليو الماضي، بالرئيس السابق محمد مرسي، بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه، في خطوة اعتبرها أنصاره «انقلابا عسكريا»، فيما يراها معارضوه «ثورة شعبية».
من جهة أخرى عاقبت محكمة جنايات القاهرة، في أولى جلساتها امس الثلاثاء، غيابيا، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات على 13 سوريا معارضا لنظام بشار الأسد بتهمة «التجمهر»، بحسب مصدر قضائي.
وأسندت النيابة خلال الجلسة التي شهدت النطق بالحكم إلى المتهمين تهم «التجمهر وتعريض الأمن والسلم العام للخطر، والاعتداء على المارة، ومواجهة السلطات بالعنف والقوة، والتعدى على قوات الشرطة، واستعراض القوة بهدف ترويع المواطنين».
وقضت المحكمة بالحبس المشدد 5 سنوات للمتهمين في حكم قابل للطعن، بحسب مصدر قضائي.
وكانت نيابة قصر النيل (وسط القاهرة) أخلت سبيل المتهمين في آذار/مارس عام 2012، بعد حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، التي وُجهت لهم خلالها تهم التجمر وتعطيل حركة سير المرور وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.
وخلال تلك التحقيقات أنكر المتهمون (الذين لا يُعرف ما إذا كانوا قد غادروا مصر عقب إخلاء سبيلهم) التهم الموجهة إليهم وقالوا، بحسب ما ذكرته مصادر أمنية، إنهم كانوا بصدد التعبير عن آرائهم الرافضة لبشار الأسد، خلال مسيرة لهم في القاهرة، لم يصدر عنها أي أعمال شغب.

المعركة ستحسم عسكريا في سوريا ولا أهمية لعفو الأسد ولا تصريحات أوباما أو مؤتمرات المعارضة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: رصدت صحيفة «واشنطون بوست» ملامح تغير في المشهد الدبلوماسي وذلك بطلب رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر الخليفة آل ثاني من مجلس الأمن الدولي العمل والتوصل لوقف إطلاق النار في سوريا، وتعتبر قطر من الدول الداعمة سياسيا وماليا للمعارضة السورية. وفي إشارات أخرى بدأ حلفاء الأسد وأعداءه بالتواصل مع بعضهم البعض فقد وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أنقرة لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك.
ويعتبر رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان من أشد المعادين للرئيس السوري والداعمين للإنتفاضة فيما تعتبر إيران من أكبر حلفاء الأسد. ولكن صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قالت إن المصالح التجارية هي ما يجمع البلدين أكثر من الخلاف حول سوريا.
وفي تقرير كتبه سكوت باترسون قال إن «التجارة أولوية» وتريد تركيا مضاعفة العلاقات التجارية بين البلدين لتصل إلى 30 مليار دولار أمريكي بحلول العام المقبل، 2015 وهو طموح يمكن أن ينتفع من رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران حال التوصل لاتفاق بشأن مشروعها النووي. ووصل روحاني أنقرة مع وفد عالي المستوى ضم محافظ البنك المركزي الإيراني وأكثر من 100 مدير تنفيذي لمؤسسات في الدولة الإيرانية.
ويشير التقرير إلى ان الإبتسامات والسلام أخفت التنافس التاريخي بين البلدين وخلافهما حول سوريا، حيث تلعب كل دولة دورا مهما في دعم الطرف المقابل على جانبي الصراع إضافة لكون إيران الحليف المهم والراعي لحزب الله الذي يقاتل جنوده الآن في سوريا.
وفي الوقت الذي تحتفظ فيه تركيا بحدود طويلة مع سوريا يستخدمها المتطوعون الأجانب للعبور إلى سوريا كما ويعبر منها المقاتلون السوريون إلى المناطق التي يسيطرون عليها. وشجبت أنقرة الإنتخابات الرئاسية الإسبوع الماضي بينما رحبت بها طهران واعتبرتها انتصارا لمحورها الذي يضم أيضا حزب الله. ورغم كل هذا اعتبر الرئيس التركي عبدالله غول إيران «صديقا لا يقدر بثمن» فيما قال الرئيس روحاني إن زيارته نقطة تحول مهمة في العلاقات التي قال عنها غول إنها ليست فقط عن «العلاقات بين البلدين ولكنها مهمة للمنطقة والعالم».
وحمل معه روحاني نفس الرسالة التي قدمها لأمير دولة الكويت وهي قتال العنف والتطرف والإرهاب.
وترى الصحيفة أن التنافس الإستراتيجي بين البلدين خف بسبب الدور الذي لعبته تركيا في التخفيف من حدة العقوبات المفروضة على إيران. وتقدم الأخيرة لتركيا نسبة 30٪ من الغاز الطبيعي الذي تحتاجه تركيا، فيما تقوم أنقرة بتصدير مواد تشمل الحديد والفولاذ والأجهزة الكهربائية.
وكان أردوغان قد زار في كانون الثاني/ يناير طهران حيث انتقد العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران، والتي أثرت على حجم التجارة بين البلدين حيث تراجعت من 22 مليار دولار في عام 2012 إلى 15 مليار في العام الماضي. واتهمت أنقرة بمحاولة مساعدة إيران تجنب العقوبات عبر تحويلات الذهب الذي تقدر قيمته بالمليارات لكن المسؤولين الأتراك سارعوا لنفي الأخبار وقالوا إنها جزء من مؤامرة لتشويه سمعة بلادهم.
وتحاول تركيا وإيران العودة لمستوى العلاقات كما كانت في أيار/ مايو عام 2010 عندما كانت أنقرة محل ثقة لإيران وقامت هي والبرازيل بتقديم خطة يتم من خلالها تخصيب نصف اليورانيوم خارج إيران وهو الإتفاق الذي رفضته الولايات المتحدة وقررت فرض عقوبات جديدة على طهران.

حزب الله قوة ضاربة

وضمن التطورات في المشهد السوري، التحذيرات التي أطلقها الجنرال بيني كاتز، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الذي توقع استمرار الحرب السورية مدة عشرة أعوام.
وجاءت تصريحاته بعد يوم من ما نقلته مجلة «دير شبيغل» عن المبعوث السابق لسوريا، الأخضر الإبراهيمي الذي حذر من تحول سوريا إلى دولة أمراء حرب وفاشلة على الطريقة الإسرائيلية.
ولكن كاتز حذر من قوة حزب الله وحماس حيث تساءل في مؤتمر هرتزليا للأمن «سموا لي أربع أو خمس دول لديها قوة عسكرية أكثر من حزب الله: الولايات المتحدة، الصين، روسيا، إسرائيل، فرنسا وبريطانيا».
وتعلق صحيفة «إندبندنت» البريطانية بالقول إن رئيس هيئة الأركان لديه الكثير من الأسباب للقلق فقد كان قائدا بارزا في حرب تموز/ يوليو عام 2006 التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل، وأكثر من هذا فمقاتلوا الحزب الشيعي يشاركون في الحرب ضد الجماعات المقاتلة في سوريا والتي تريد الإطاحة بنظام الأسد.
ويعلق الكاتب كيم سينغوبتا على الطريقة المبالغ فيها والتي وضع فيها الجنرال قوة الحزب إلى جانب الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإضافة لإسرائيل، ولكن ما قصده هو أن حزب الله يعتبر قوة رئيسية في المنطقة مع أن تركيا ومصر قد تعترضان على هذا الكلام نظرا لحجم جيشيهما. ويقول إن الجنرال كاتز كان يريد التأكيد على أن حزب الله لا يزال يمثل تهديدا وجوديا على إسرائيل وأنه قام بتعزيز قدراته القتالية والعسكرية منذ حرب عام 2006 وبسبب تجربته في سوريا. ولم تفت هذه التجربة على الجنرال الإسرائيلي الذي قال إن إسرائيل «ستواجه يوما هذه القوة».
وخلف الحزب اللبناني تقف إيران ومشروعها النووي ومن «المهم منعها من الحصول عليه سواء بالقوة أو بدونها».وكل الإشارات التي قدمها تفضيله حل الملف بدون اللجوء للقوة مقترحا أن العقوبات تعمل.
واختارت الولايات المتحدة كما تقول الصحيفة الحوار مع إيران حيث تجري محادثات حول الملف النووي.
ويشير الكاتب إلى وجود إجماع في مؤتمر هرتزيليا عن غياب المزاج لدى الولايات المتحدة والغرب بخوض حرب جديدة سواء فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا أو النزاع المستمر في سوريا ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد الأمل في الرئيس باراك أوباما الذي رفض الإستماع لنصائحه ومقاطعة حكومة الوحدة الوطنية واتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح.

عفو

وفي سياق مختلف علقت صحيفة «واشنطن بوست» على قرار الرئيس السوري بشار الأسد إصدار عفو رئاسي عن السجناء الذين لا علاقة لهم بالإرهاب، مشيرة إلى أن أكثر من عفو عام صدر منذ بداية الإنتفاضة السورية ونتج عنها إطلاق سراح المزيد من المجرمين والمتطرفين الذين قالت المعارضة إن النظام أطلقهم لتشويه الإنتفاضة وصورة المعارضة في الخارج.
أما الناقدون السياسيون للنظام فلا يزالون خلف القضبان بمن فيهم المدون السوري طلال ملوحي الذي سجن قبل بداية الإحتجاجات المطالبة برحيل الأسد وحكم عليه بالسجن مدة خمسة أعوام.
وكانت الحكومة واضحة في تعاملها مع الناشطين السياسيين الذين يدعمون الجماعات المسلحة وصنفتهم كإرهابيين، واتهمت الحكومة عددا من القيادات في الإئتلاف الوطني المعارض الذين يلقون دعما من دول عربية وغربية بالإرهاب. كما وشمل العفو الرئاسي المتطوعين الأجانب ولكن بشرط تسليم أنفسهم للسلطات خلال شهر من صدور القرار، ويقاتل ألاف المتطوعين العرب والأجانب مع الجماعات المسلحة خاصة الإسلامية المتشددة منه.
وجاء العفو بعد النصر الإنتخابي الذي حققه الأسد بنسبة 88.7٪ من أصوات الناخبين في انتخابات وصفتها المعارضة بالمهزلة، وشجبتها الولايات المتحدة والدول الغربية بانها لا تعني شيئا وافتقدت الشفافية والمنافسين الحقيقيين، ولكنها كما تقول الصحيفة أظهرت سيطرة الأسد على مناطق في البلاد رغم الثورة المندلعة في البلاد منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات. وهناك أكثر من 100.000 سجين في سجون النظام، فيما كشفت تحقيقات قام بها محققون بريطانيون وجدوا أن أكثر من 11 ألف سجين اختفوا في سجون النظام.
وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية إنه لا توجد أي إشارات عما سيواجهه المعتقلون حالة الإفراج عنهم، وإن كانوا أحرارا لممارسة حياتهم العادية أو مواجهة أمر بالتجنيد والقتال في صفوف الحكومة. وتضيف الصحيفة إن العديد من المحللين توقعوا صدور العفو الرئاسي حيث يحاول المسؤولون تصوير فوز الأسد باعتباره نقطة تحول في النزاع.
وتتهم المعارضة أيضا النظام بعمليات اختطاف واعتقال عشرات الألوف في ظروف مريعة، وعادة ما تمارس عليهم التعذيب والقتل الفوري بدون محاكمات.

شك وأمل

ولاحظت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن الإعلان قوبل بنوع من الأمل والشك. ففي الوقت الذي تمنت فيه مواطنة من حلب السعادة لأمهات المفرج عنهم، قال آخرون أن الذين سيخرجون من السجن سيعودون لساحات القتال مستفيدين من قرار «النظام الأحمق» حسبما كتب ناشط في وسائل التواصل الإجتماعي.
أما المقاتلين فقد تعاملوا مع العفو بنوع من الشك وقالوا إن تحركات من هذا القبيل تمت بدون أية نتيجة خاصة أن النظام قام بنشر أسماء غير صحيحة للمفرج عنهم.
ونقل عن حسن تقي الدين وهو ناشط في المعارضة في دمشق قوله «حسب إعلان النظام، يضم العفو ناشطين سياسيين، لكن لم يتم الإفراج عن أي منهم، وهناك من لم يطلق سراحهم مع أنهم في السجن منذ بداية الإنتفاضة»، وأضاف «جاء العفو الأن من الأسد كي يثبت للعالم نواياه «الطيبة» لكن التحرك على الأرض ليس كذلك».
ويقول أبو حذيفة هن متحدث باسم المعارضة يقيم قرب الحدود التركية فقد تعامل بنوع من البراجماتية مع القرار «المعركة في سوريا عسكرية وما يقرر نتيجتها هو ما يحدث على الأرض»، «أما بالنسبة لقرار الأسد، ومؤتمرات المعارضة وتصريحات الخارجية الأمريكية فلا أهمية لها».
«صواريخ عاشوراء» تدمر بلدات ريف حلب ثأرا لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين
ياسين رائد الحلبي
عندان ـ ريف حلب ـ «القدس العربي» ما تزال الازمة في سوريا تعيش اجواء الصراع الطائفي، ومن مظاهر هذا الصراع هو الاسماء الطائفية التي بدأت تطلق على وسائل الحرب في سوريا من مسميات المعارك الى مسميات السلاح الثقيل والخفيف .
فقد أطلق النظام السوري صواريخ باليستية أرض- أرض على مدينتي عندان ومارع في الريف الشمالي في حلب، وأدى القصف لمقتل العديد من الأهالي وجرح العشرات بين الضحايا أطفال ونساء تم اخراجهم من تحت الأنقاض .
لكن ما يختلف هذه المرة هو اسم الصاروخ، فقد خرج النظام السوري والميليشيات التي تسانده ضد المعارضة المسلحة عن التسمية الشائعة لهذه الصواريخ التي يطلق عليها « السكود» وأطلقوا عليها أسم «عاشوراء».
ويبدو ان من أطلق هذا الاسم على صاروخ عاشوراء أراد منه ان يكون تقليداً مبسطاً لصاروخ عاشوراء الذي قامت ايران بالاعلان عنه في وقت سابق والذي يتجاوز مداه 2000 كم، ولكن المخاوف التي اثيرت من عاشوراء ايران كانت من اجل امن الشرق الأوسط، اما في سوريا فليس هناك مخاوف من هذا الصاروخ الا من الشعب السوري وبالتحديد السنة منهم فهم يخافون على أنفسهم وعلى أطفالهم من هذه الصواريخ التي لا تعطي نتيجة عسكرية لعشوائية اطلاقها غالبا ولا تهدف الا للإبادة الشاملة .
يقول الناشط الاعلامي شهير عرعور من مدينة عندان لـ «القدس العربي» لقد سمعنا على موجات التجسس قوات النظام المتواجدة في المخابرات الجوية تخاطب شبيحة بلدتي نبل والزهراء الشيعتين، ويقولون لهم «وهي ضربنا على عندان صاروخ أرض أرض ولأجل عيونكم صاروخ عاشوراء».
يتابع شهير والتعب واضح على وجهه لقد بدأوا بالتكبير والهتاف بعبارات طائفية « يا حسين، يا علي، لبيك يا زينب»، وذلك بالتزامن مع الغارات الجوية على المدينة، ومن ثم اخترقوا تردد الثوار على جبهة نبل والزهراء وقالوا لنا هذا صاروخ عاشوراء هدية لكم وسيكون هناك هدايا لكل مدن الريف الشمالي. عبد الله غنام الذي اصيب أثناء تغطية الحدث يقول لـ «القدس العربي» ان هذا الصاروخ قوته التدميرية كبيرة وهو مدمر أكثر من برميليين متفجرين، هو صاروخ على ما يبدو نوع جديد وقد يكون هذا الصاروخ ايرانياً ويطلق عليه بالفعل اسم صاروخ «عاشوراء».
عبد الله غنام وهو مصاب برأسه وقدمه، رسمت على وجهه معاناة كبيرة، وكان شاهدا على ما حصل ويقول «هل هذه الصواريخ العاشوراء لنا نحن الشعب السوري؟ هل اصبحنا حقل تجارب للسلاح الايراني ولقياس مدى الفعالية والتدمير لهذه الأسلحة؟ ام نحن اصبحنا شعب قيد الأبادة الجماعية للأفكار الشيعية المتطرفة من قبل الثورة الشيعية كما تدعي».
يذكر ان المعارضة المسلحة في سوريا قامت سابقاً بإطلاق اسماء خفيفة على اسلحتها تحمل دلالات معادية للشيعة وذلك كمعركة «عائشة ام المؤمنيين» وصاورخ «عمر بن الخطاب» وهذا ما يدل علنياً على ما وصلت اليه الحال في الداخل السوري من احتقان طائفي يزيد في اشتعال الحرب الاهلية الدائرة.

معاذ الخطيب يدعو الجهاديين إلى مغادرة بلاده والاهتمام بتنمية دولهم
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة ـ «القدس العربي» ناشد المعارض السوري الشيخ معاذ الخطيب الجهاديين العرب والمسلمين بعدم القدوم إلى سوريا من أجل الاستشهاد هناك ومحاربة النظام السوري هناك، مشيرا إلى أن هذه العمليات أضرت بالثورة السورية أكثر مما أفادتها، ودعا هؤلاء إلى البقاء في بلدانهم والتركيز على دعم القضية بوسائل أخرى.
وقال الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في تصريح صحافي في العاصمة القطرية الدوحة إلى أن موضوع الجهاديين القادمين من دول عربية وإسلامية قد ساهم إلى حد كبير في تشويه الثورة السورية ومنحها بعدا آخر غير مناشدة الحرية التي لأجلها ثار شباب سوريا.
ويؤكد الخطيب أن النظام استغل هذه النقطة ليقدم نفسه مدافعا عن الأمن والسلم الدوليين واقفا في جبهة ضد حركات جهادية تعمل بعضها ضد الثورة وأهدافها الحقيقية.
ودعا المعارض السوري في هذا السياق كافة الجهاديين من الشباب العربي والمسلمين الذين يعيشون في دول أخرى، الخروج من سوريا وعدم العودة اليها، لافتا إلى أن العديد من هؤلاء خربوا الوضع في البلاد باسم الجهاد، وطالبهم بالعودة إلى بلدانهم والعمل من أجل مستقبل أفضل في مشاريع تعود عليهم بالفائدة بدلا من العمل على إفساد الوضع في سوريا باسم الإسلام والجهاد.
وجاءت تصريحات الخطيب على هامش مشاركته في جلسة حوارية حول القضية السورية في إطار فعاليات مؤتمر أمريكا والعالم الإسلامي الذي يناقش مواضيع دولية عدة في علاقة وتداخل بين العالمين الإسلامي والولايات المتحدة.
وصبت أغلب التدخلات على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بعد مضي ثلاث سنوات من عمر الثورة وما رافقها من تداعيات شكلت محورا جوهريا للتساؤلات المقدمة في بحث عن أنجع الحلول لتجاوز هذا الجمود بما يعرض القضية لمخاطر عدة مع تعقد التأثيرات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق قال معاذ الخطيب في تصريح لـ «القدس العربي» إن كل الأطراف أصبحت تؤمن وتعي أهمية الحل السياسي وحتى الفصائل المسلحة أصبح لديها قناعة بالتفاوض مع النظام لأن كل الخيارات التي تم اللجوء إليها سابقا لم توقف حتى الآن حمام الدم. وكان الدور الأمريكي في دعم أية تسوية محورا رئيسا من المقاربات التي تم التطرق إليها في المنتدى بالتأكيد على أن واشنطن ليست لديها نوايا حقيقية وجادة في حل القضية في ظل التجاذبات الدولية مع غريمتها الروسية.
وصبت مداخلات الخبراء المشاركين في الجلسة في اتجاه تفكيك المقاربة الحالية للوضع في المنطقة، وكشفت بعض القراءات وجود محاولات إقليمية لإطالة أمد الصراع في سوريا بحث أن تفضي الأزمة الأوكرانية إلى محاولة إيجاد مقايضات سياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإهمال تطلعات الشعب السورية نحو الحرية والديمقراطية حيث أنه اذا لم تتفق واشنطن وموسكو فإنه من المؤكد أن يطول أمد النزاع وتنعكس أثاره السلبية على الجميع.
وقال الباحث عبد الهادي عليجلا أن السياسات الدولية الحالية حيال الأزمة السورية غير واضحة وقال لا توجد رؤية محددة على المستوى الدولي نحو تحقيق السلام في سوريا مستشهدا على ذلك بالقول أن جميع الأطراف المعارضة والنظام لم تذهب الى جنيف طواعية بل تحت الضغوط فالمعارضة بضغط امريكي والنظام بضغط روسي واستبعد الدور الايراني لإرضاء بعض الدول الإقليمية.
من جانبه أكد نزار الحراكي سفير الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة في الدوحة على وجود إجماع على تأزم الوضع في الأراضي السورية وفي دول الجوار وهو الوضع الذي يتطلب برأيه توفر المزيد من برامج الدعم الإنساني والعمل على مواجهة الأزمات بشكل جماعي.

«أحياء في قبور»…. معاناة اللاجئين في أقبية الأبنية السكنية في دمشق
بسمة يوسف
المزة ـ دمشق ـ «القدس العربي» تكتظ أقبية الأبنية السكنية في الكثير من احياء دمشق بالعديد من الهاربين من وابل القصف المتواصل على بلدات ريفها المشتعل، فبعد حالات النزوح الجماعية لعائلات خرجت مجتمعة من عدة مناطق منكوبة قام عدد من النشطاء الإغاثيين بتهيئة أقبية الأبنية قدر المستطاع لاستيعاب الأعداد الكبيرة، على الرغم من ان الكثير منها لم تنتهي فيه أعمال الإكساء.
وحسب إفادة أحد النشطاء فإن بعض الأقبية المستخدمة في حالات الايواء لا تتوفر فيها أبسط شروط المعيشة حيث تفرش الأرض بالنايلون فوق الأرضية البيتونية مباشرة كما يفتقر بعضها لأماكن الخدمات الصحية مما يضطر سكانه للجوء إلى سكان البناء، كما بين أنها تفتقر لأدنى مقومات الخصوصية بشكل عام إذ يقسم كل قبو بعدد من الشوادر إلى ما يشبه الغرف، «تؤمن هذه الشوادر عازلا بصريا لا أكثر إذ ان الأصوات تسمع بوضوح من الغرف المجاورة. كما أن الفرد الواحد لا يملك إلا فرشا للنوم وما يأتيه من0 معونات إغاثية أو من سكان الأبنية» يقول أحد سكان القبو.
ويضيف «تشغل كل عائلة غرفة من هذه الغرف. طورها الكثير مما يأتيه من معونات أو من تعبه حيث يقوم الكثير من الصغار والكبار بالعمل لتامين لقمة العيش. في بعض الأحيان يشغل القبو الواحد أكثر من 6 عائلات يتشاركون الحمام والمطبخ إذا صح التعبير. فالمطبخ عبارة عن أحد هذه الغرف الصغيرة تضع فيه السيدات بعض الأدوات ويحوي أكثر من غاز أرضي لطهو الطعام»، كما أوضح أن الجو المشبع بالرطوبة في الأقبية يؤثر سلبا على صحة السكان فيه حيث تم التأكد من إصابة اكثر من حالة بأمراض تنفسية كالربو كما أن إصابة طفل واحد بمرض وإن كان بسيطا تعني انتقال العدوى بين بقية الأطفال في الملجأ. إضافة إلى روائح التمديدات الصحية للأبنية التي تسبب الإزعاج والتي تجعل من هذه الأقبية سجنا كبيرا، الأمر الذي يدفع بساكنيه وخاصة الأطفال إلى اتخاذ الشوارع والمناطق المحيطة ملعبا لهم في النهار بعيدا عن ازدحام الاقبية .
وبين أن تسريب المياه إلى داخل الأقبية وخاصة غير منتهية الأكساء يشكل مشكلة كبيرة في غياب المسؤولين عن متابعة هذه الأمور في أغلب الأحيان، وفي سياق متصل فقد أوضح ناشط في الهلال الأحمر أن العديد من لجان الأبنية في الآونة الأخيرة قد منعوا عدة نشاطات يقدمها الهلال لـ اللاجئين بما فيها مبادرة لتصليح الصرف الصحي في عدة حالات سيئة خوفا على صحة اللاجئين بحجة أن الأقبية تعد سكنا مؤقتا وليست مكان إقامة دائم.
بالإضافة أن تضيق النظام المستمر على الناشطين الإغاثيين قلل من إمكانية توصيل المعونات للنازحين، واقتصرت المعونات المقدمة غالبا على معونات تأتي من جمعيات خيرية برعاية النظام .
وفيما تتكون المعونات المقدمة في أغلبها من المواد الغذائية الأساسية يضطر بعض اللاجئين لبيع بعضها لتأمين احتياجاتهم الأساسية المتبقية كالأدوية اذ أن هذه العائلات أصبحت تحت خط الفقر وإن كان معظمهم من الطبقة المتوسطة قبل اشتداد وطأة المعارك. ورغم قساوة ظروفهم الحالية فإن معظم أطفالهم يرتاد المدارس بعد تأمين اليونيسف جميع مستلزماتهم المدرسية من حقائب وكتب وأقلام فيما يقوم بعض الأطفال بالعمل في مهنة معينة أو بيع الخبز أو المناديل لمساعدة عائلاتهم، كـ»نور» ذات الأعوام التسعة التي تنتظر دورها قرب المخبز مالا يقل عن الساعتين لتشتري الخبز وتبيعه لسكان الأبنية المجاورة قبل ذهابها الى المدرسة الأمر الذي يقتضي استيقاظها يوميا بحلول الساعة الرابعة ونصف صباحا، كما تعمل بعض النساء بتغليف الأطعمة الجاهزة او الأعمال اليدوية وحتى «بسطات» صغيرة بالقرب من الأبنية، صحيح أن الحياة في الملاجيء أشبه بسكن الأحياء في القبور لكن إصرار ساكنيها على استمرار حياتهم بالرغم من كل ما قاسوه يبعث في النفس أملا بغد مشرق قادم.

مقتل نحو 650 مقاتلا في معارك «داعش» و«النصرة» خلال أسابيع في دير الزور
نزوح 130 ألف مدني من المدينة.. وقصف بالبراميل المتفجرة على حلب وريفها
بيروت: بولا أسطيح
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 634 مقاتلا من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» وإسلاميين آخرين، خلال المعارك التي اندلعت في غضون الأسابيع الستة الماضية وتسببت بنزوح نحو 130 ألفا من المدنيين. وطالب الائتلاف السوري المعارض الدول الصديقة للشعب السوري بتقديم دعم عسكري أكبر للجيش الحر لفك الحصار عن دير الزور ومناطق أخرى محاصرة من قبل قوات النظام وتنظيمات مثل «داعش».

وأعلن المرصد السوري في بيان، أمس، أن 241 مقاتلا من «داعش» و354 من «جبهة النصرة» وألوية إسلامية أخرى، إضافة إلى 39 مدنيا بينهم خمسة أطفال قتلوا منذ أن شنت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هجومها في محافظة دير الزور وسيطرت على أربعة حقول نفطية.

ويسيطر مقاتلو «داعش»، وفق المرصد، على معظم الضفة الشمالية الشرقية لنهر الفرات من منطقة على مقربة من الحدود مع تركيا حتى بلدة البصيرة على بعد نحو 320 كيلومترا إلى الشمال الشرقي. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن «داعش» تسعى لتمديد سيطرتها حتى بلدة البوكمال على الحدود مع العراق لدعم الروابط بين جناحيها السوري والعراقي.

وتمكنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب عبد الرحمن، بدعم من مقاتلي «حزب الله» ومقاتلين شيعة عراقيين من صد هجوم مقاتلي المعارضة عند أطراف دمشق والمناطق الحدودية مع لبنان، وهي ممر إمداد حيوي لمقاتلي المعارضة.

وتعد محافظة دير الزور سلة سوريا الغذائية، وأغنى محافظاتها بالنفط والثروات، ويسكنها نحو 600 ألف مدني، بعد نزوح ما يقارب مليونا ومائتي ألف مدني منها، منذ بدء المعارك مع النظام. ويتقدم مقاتلو «داعش» في دير الزور منذ مطلع شهر أبريل (نيسان) الماضي، وسط اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية، وبينها «جبهة النصرة»، ومقاتلي الجيش السوري الحر.

بدوره، حذر الائتلاف في بيان، أمس، من «تدهور الأوضاع في دير الزور التي تعاني من شح في المواد الطبية والغذائية نتيجة قطع الطريق قبل نحو ستة أيام، وقيام (داعش) بمنع عبور المساعدات الإنسانية والطبية القادمة إلى المدينة بشكل كامل»، لافتا إلى أن ذلك يتزامن مع «انقطاع التيار الكهرباء والماء نتيجة هجوم التنظيم نفسه على معمل الغاز (كونيكو) وهو المغذي الرئيسي للمدينة بالكهرباء ما أدى إلى توقفه عن العمل».

وطالب الائتلاف دول أصدقاء الشعب السوري بـ«تقديم دعم عسكري أكبر للجيش الحر يمكنه من توفير الحماية للشعب السوري الأعزل وفك الحصار عن دير الزور ومناطق أخرى محاصرة من قبل قوات النظام وتنظيمات مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وفي ريف دمشق، نفّذ الطيران الحربي، أمس، غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها، فيما قصف ببراميل متفجرة منطقة في مخيم خان الشيخ، ما أدّى لوقوع عدد من الجرحى. وأفاد «المرصد السوري» باشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين له من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في محيط مقام السيدة سكينة بمدينة داريا في الغوطة الغربية، بالتزامن مع قصف النظام منطقة الاشتباك، لافتا إلى عدة غارات نفذها الطيران الحربي على مناطق في محيط مدينتي عربين وزملكا بالغوطة الشرقية. وبالتزامن، قُتل طفل وسيدة، جراء إصابتهما في قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة مسرابا، في وقت تعرضت فيه مناطق في مدينة الزبداني لقصف مدفعي وإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات النظام.

وفي ريف حلب، أفاد ناشطون بأن طيران قوات النظام ألقى براميل متفجرة على مدينة عندان، مما أدى إلى انهيار مبان عدة فوق ساكنيها، بينما ذكرت «شبكة سوريا مباشر» أن تسعة جرحى معظمهم من الأطفال سقطوا جراء قصف صاروخ فراغي على المدينة.

وشمل إلقاء البراميل المتفجرة أيضا مدينتي مارع وحريتان حيث قتلت امرأة وجرح عدد من المدنيين. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن إلقاء البراميل المتفجرة على حي طريق الباب بحلب أوقع جرحى، في حين تعرض حي بستان القصر لهجوم مماثل.

وفي غضون ذلك، أفاد مركز حماه الإعلامي بسقوط قتلى وجرحى في مدينة حلفايا بريف حماه جراء تعرضها للقصف من قبل قوات النظام، في حين استهدف الجيش الحر مراكز أمنية حكومية في محردة والسقيلبية أسفر عن مقتل 11 عنصرا من جيش الدفاع الوطني.

وفي حمص جددت قوات النظام قصفها حي الوعر بالمدفعية والرشاشات الثقيلة وتركز القصف على منطقة الجزيرة السابعة الذي يتحصن فيه مقاتلو الجيش الحر.

احتفالات دمشق بفوز الأسد الابن في الانتخابات تطغى على ذكرى وفاة الأب
النظام يفرج عن عشرات المعتقلين تنفيذا للعفو العام.. وأقرباؤهم يؤكدون تعذيبهم بقسوة
لندن: «الشرق الأوسط»
تحيي وسائل إعلام النظام السوري بـ«خجل» الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الرئيس حافظ الأسد (الرئيس الأب)، وسط احتفالات النظام بفوز الأسد الابن (بشار) بالانتخابات الرئاسية التي نظمت في 3 يونيو (حزيران) الحالي.

جاء ذلك في وقت بدأت فيه السلطات السورية الإفراج عن معتقلين مشمولين بمرسوم العفو الرئاسي الذي صدر مطلع الأسبوع الحالي.

وانشغل التلفزيون السوري بتغطية برقيات التهنئة من أحزاب وهيئات وشخصيات دولية وعربية وسورية بمناسبة فوز الأسد بالانتخابات. وقال التلفزيون الرسمي إن البرقيات العدة شددت على وقوف المهنئين إلى «جانب سوريا في محاربة التطرف والإرهاب» وإن «فوز الأسد فصل جديد يفتح الآفاق لوضع حد للأزمة في سوريا».

واكتفت وسائل الإعلام الرسمية ببث تقارير مقتضبة تذكر بالرئيس الراحل، وذلك على غير ما درجت عليه العادة، إذ كانت تفرد مساحات واسعة من الصحف والبث يوم 14 (يونيو) حزيران من كل عام للحديث عن تاريخ الأسد الأب، مستضيفة إعلاميين وشخصيات عربية في مقابلات لهذه الغاية.

في غضون ذلك، قال الأسد خلال استقباله المرشحين الرئاسيين السابقين حسان النوري وماهر حجار إن «الإقبال الكثيف» على صناديق الاقتراع أبرز قوة الشعب السوري وتمسكه «بقراره الحر»، لافتا إلى أن «الشعب السوري تمكن من قول كلمته بشأن مستقبل بلاده».

من جهته، أكد النوري أن الانتخابات اتسمت «بالشفافية والنزاهة وشكلت خطوة مهمة على طريق ترسيخ مبادئ الديمقراطية كونها أول انتخابات تعددية تشهدها سوريا منذ عقود طويلة»، بينما أشار حجار إلى أن «الثقة الكبيرة التي منحها الشعب السوري للرئيس الأسد من خلال الانتخابات تؤكد عزم هذا الشعب على المضي في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه تماما»، بحسب ما ذكره الإعلام الرسمي السوري.

في غضون ذلك، بدأت السلطات السورية، أمس، الإفراج عن عشرات المعتقلين، المشمولين بمرسوم العفو الذي أصدره الأسد بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات الرئاسية. وأكد المحامي العام الأول في ريف دمشق زياد الحليبي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مرسوم العفو «دخل حيز التنفيذ منذ إصداره»، مشيرا إلى أن «العمل جار داخل المحاكم بشكل دؤوب لإطلاق سراح من شملهم المرسوم».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني قوله إن «السلطات السورية باشرت الإفراج (أول من أمس) عن المشمولين بمرسوم العفو (…) ويقدر عدد الذين أفرج عنهم من سجن عدرا (في ريف دمشق) بالعشرات»، لافتا إلى أنه كان من المتوقع أمس «الإفراج عن دفعة جديدة».

وأوضح البني أن «محكمة الإرهاب والمحاكم الجنائية تدرس ملفات المعنيين المحالة إليها، وتحيل طلب الإفراج إلى إدارات السجون ليفرج عن المشمولين بمرسوم العفو، كل بحسب حالته»، لافتا إلى قرار بالإفراج عن «رنيم معتوق التي اعتقلتها الأجهزة الأمنية في فبراير (شباط) الماضي، وهي ابنة الحقوقي خليل معتوق المعتقل منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2012 مع زميله محمد ظاظا».

وأشار البني إلى أن «العفو يفترض أن يشمل المعتوق نفسه أيضا إضافة إلى عدد من النشطاء والحقوقيين والأطباء بينهم الإعلامي الناشط مازن درويش وزميلاه المدون حسين غرير وهاني الزيتاني الذين اعتقلتهم السلطات الأمنية في فبراير 2012، إضافة إلى الكاتب عدنان زراعي والفنان زكي كورديلو والطبيب جلال نوفل وآخرين. وسيشمل العفو أيضا عبد العزيز الخير، المسؤول في هيئة التنسيق الوطنية من معارضة الداخل المقبولة من النظام».

ويعتقل النظام في سجونه، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من مائة ألف شخص، بينهم 18 ألفا لا يعرف مكان وجودهم. وأصدر الأسد قبل يومين «عفوا عاما» هو الأكثر شمولا منذ بدء الأزمة في منتصف مارس (آذار) 2011، ويشمل للمرة الأولى جرائم متعلقة بقانون الإرهاب الصادر بعد بدء الأزمة الذي اعتقلت السلطات على أساسه آلاف الأشخاص. ويفترض أن يشمل العفو، في حال تطبيقه بحذافيره، عشرات آلاف المعتقلين في السجون السورية المتهمين بارتكاب الإرهاب أو الانضمام إلى تنظيم إرهابي.

وأشار ناشطون إلى إطلاق سراح عدد من المعتقلين الموقوفين في قيادة شرطة دمشق، إضافة إلى معتقلين في سجن عدرا بريف دمشق، مؤكدين أن عدد المفرج عنهم لا يتجاوز العشرات حتى الآن. وقال عدد من الأهالي استقبلوا أبناء وبنات وأقرباء لهم إنهم في «حالة صحية سيئة للغاية، وإنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب في معتقلات نظام الأسد».

من جهة أخرى، أكد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن «الموقوفين (من ناشطي ومقاتلي المعارضة) في مدرسة الأندلس مشمولون بالعفو الرئاسي، وسيفرج عنهم خلال 72 ساعة بعد إتمام الإجراءات الإدارية»، مشيرا إلى أن «الموقوفين الموجودين في مركز الاعتقال المستحدث هذا هم من تخلف عن أداء الخدمة الإلزامية».

تمدد «داعش» من شرق سوريا إلى غرب العراق يسهل إعلان «دولته الإسلامية»
محللون يربطون بين توسع نفوذه وقوة مصادر تمويله.. ويحملون «السياسة الأميركية» المسؤولية
بيروت: «الشرق الأوسط»
ضاعفت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، على مدينة الموصل العراقية أمس، الخشية من أن يبادر التنظيم المتشدد في المرحلة المقبلة إلى إعلان دولته الممتدة من ريف حلب شمال سوريا، مرورا بالرقة ودير الزور، وصولا إلى الأنبار والموصل، بعد أن باتت غالبية هذه المساحة الجغرافية خاضعة لسيطرته العسكرية، بينما يواصل مقاتلوه معاركهم للسيطرة على ما تبقى منها، مستفيدين من ضعف القوى المعتدلة ومحدودية إمكانياتها العسكرية.

وتتباين قراءة خبراء سوريين مواكبين لتوسع نفوذ «داعش» في العراق وسوريا بشأن قدرة هذا التنظيم، بعد إنجازه الميداني، على إعلان دولته الإسلامية في الوقت الراهن. وفي حين يعتبر الخبير في الجماعات الجهادية وعضو الائتلاف الوطني المعارض عبد الرحمن الحاج أن «إمكانية إعلان التنظيم دولته شبه معدومة في ظل وجود قوى محلية ودولية ستقف بوجه هذا السيناريو»، لا يستبعد المحلل السياسي السوري ومدير مركز الشرق للبحوث سمير التقي أن «يواصل تنظيم (داعش) تقدمه تمهيدا لإعلان دولته ما دامت القوى المعتدلة داخل الطائفة السنية مخنوقة داخل كل من العراق وسوريا».
ويبدو أن توسع نفوذ التنظيم المعروف بتسمية «داعش» من سوريا إلى العراق لم يكن ممكنا «لولا توطيد تحالفاته مع زعماء العشائر في المنطقة والاستفادة من مصادر التمويل، لا سيما آبار النفط، التي سبق وسيطر عليها في مناطق شرق سوريا لتحصين مواقعه في العراق»، وفق ما يؤكده الخبير في الحركات الجهادية وعضو الائتلاف السوري المعارض عبد الرحمن الحاج لـ«الشرق الأوسط»، مرجحا وجود «عدد من الضباط داخل الجيش العراقي يتعاونون مع التنظيم المتشدد على المستوى الاستخباراتي لتزويده بالمعلومات لتسهيل تحرك قواته ومنع استهدافها»، لافتا إلى أن «سرعة الانهيار العسكري في الموصل أمام هجوم (داعش) يدل على أن جزءا من الجيش العراقي يساعد التنظيم».

واستبعد الحاج تمكن «داعش» من إعلان دولته في وقت قريب، موضحا أن «التنظيم وضع نفسه بعد هجوم الموصل في مواجهة عدد من الأطراف الراغبين في القضاء عليه»، إذ إن «الحكومة العراقية ستواصل حربها ضده، بينما سيجد الأكراد أنفسهم مضطرين إلى مواجهته بعد وصول عناصره إلى مشارف مناطقهم، إضافة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لن تبقى على الحياد في ظل هذا التوسع الجهادي الخطير».

من ناحيته، يحمل التقي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» السياسة الأميركية مسؤولية تمدد نفوذ التنظيم، موضحا أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتمد على (حزب الله) اللبناني وقوات النظام السوري لمواجهة التطرف الجهادي، لكن هذه السياسة سرعان ما فشلت بدليل تقدم (داعش) وسيطرته على مدن بكاملها في العراق وسوريا». وبحسب التقي، فإن «السياسة الأميركية الراهنة عززت الإرهاب في المنطقة بدل أن تخفف منه»، معتبرا أن الحل يتمثل «بدعم القوى المعتدلة في أوساط العرب السوريين والعراقيين وليس خنقها وسحب مشروعيتها عبر سياسات تهميشية كتلك التي اتبعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي».

إلا أن الحاج يجد أن «الطريقة الوحيدة لإيقاف التمدد المتطرف المتمثل بـ(داعش) هي بقطع طريق إمداداته في سوريا وإبعاده عن منابع النفط التي بات يسيطر عليها شرق البلاد»، مؤكدا أن ذلك «سيؤدي إلى إضعاف التنظيم في العراق وتقلص نفوذه الميداني».

ولفت الحاج إلى أن «اتباع هذه الاستراتيجية سيكون لصالح المعارضة السورية التي تقاتل (داعش) حاليا، إذ إن ضرب التنظيم داخل الأراضي السوري سيضعف الإرهاب وسيخفف من تعقيد الملف السوري تمهيدا لإعادة تصويب النزاع بين نظام ديكتاتور ومعارضة تناضل لإسقاطه».

ومنذ بداية ظهوره في سوريا لم يهتم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بقتال القوات النظامية بقدر اهتمامه بتوسيع حدود دولته على حساب المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة. وتشير خريطة المعارك العسكرية لتنظيم «داعش» إلى تمدده من مدينتي الباب ومنبج في ريف حلب باتجاه محافظة الرقة الخاضعة بكاملها لسلطة التنظيم، وصولا إلى مدينة دير الزور حيث يخوض مقاتلوه معارك عنيفة ضد كتائب المعارضة للتقدم نحو وسط المدينة واستكمال السيطرة عليها. وإذا ما تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من إحكام قبضته على دير الزور يصبح على مشارف مدينة البوكمال الملاصقة للحدود العراقية ليفتح بذلك الطريق نحو الموصل الخاضعة بدورها لسيطرته.

تنظيم «داعش»: خارج عن طاعة «القاعدة».. وطموحه دولة «الخلافة»
يلقب زعيمه بـ«الجهادي الخفي».. وآبار النفط مورده المالي الرئيس
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يكن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) معروفا في سوريا قبل بدء أزمتها منتصف شهر مارس (آذار) 2011. ومع دخول هذه الأزمة طورها العسكري وجذبها مقاتلين عربا وأجانب من خارج الحدود السورية، وجد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» طريقه إلى سوريا وتعزز وجوده الميداني قبل أن يعلن نفسه تنظيميا ورسميا في أبريل (نيسان) 2013 تحت تسمية «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» أبصر النور في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2006، بعد اندماج مجموعة من الفصائل الجهادية المسلحة في العراق بزعامة أبو عمر البغدادي، الذي أشرف بنفسه على تنفيذ عدد من العمليات النوعية ضد الحكومة العراقية ومرافق مدنية مختلفة.

ودفع مقتل زعيمها أبو عمر البغدادي خلال اشتباكات مع القوات الأميركية والعراقية في منطقة الغزالية شمال غربي بغداد، خليفته أبو بكر البغدادي إلى زعامة التنظيم الذي شهدت عملياته النوعية توسعا في العراق، حيث تمكن من استهداف البنك المركزي ووزارة العدل، إضافة إلى اقتحام سجني أبو غريب والحوت.

وبعد اندلاع الحراك الشعبي في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانتقاله إلى مرحلة المواجهة العسكرية ضد النظام، وجد البغدادي بيئة خصبة لتوسيع تنظيمه خارج حدود العراق سعيا لتوسيع نفوذه تمهيدا لإقامة «الدولة الإسلامية»، من دون أن يتخذ وجود عناصره إطارا تنظيميا مستقلا.

وبعد تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام»، والتي تعد الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، أواخر عام 2011، ونمو قدراتها العسكرية، حتى باتت في غضون أشهر من أبرز القوى المقاتلة في سوريا وتمكنت من جذب عدد كبير من المقاتلين السوريين، أعلن البغدادي في التاسع من أبريل (نيسان) 2013 عبر رسالة صوتية بثتها «شبكة شموخ الإسلام»، على شبكة الإنترنت، دمج فرع تنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

لكن سرعان ما بدأ الخلاف بين التنظيمين يظهر أكثر فأكثر مع تباين الأجندات والخلاف على أولوية قتال النظام السوري، إضافة إلى الصراع على منابع النفط شرق سوريا. ودفع هذا الواقع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إعلان حل «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مؤكدا أن «جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة». وأوضح الظواهري أن «الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق، في حين أن ولاية جبهة النصرة لأهل الشام هي سوريا»، لتندلع بعدها معارك عنيفة بين التنظيمين بدأت من الحسكة وصولا إلى دير الزور مما تسبب بمقتل أكثر من ألفي عنصر من الطرفين.

ولا يعرف الإعلام الكثير عن البغدادي، زعيم تنظيم «داعش»، إلى درجة وصفه بـ«الجهادي الخفي» البعيد عن عدسات الكاميرا ومنابر الإعلام. وتقتصر المعلومات المتوفرة عنه على انتمائه إلى مدرسة الجهاد العراقي التي تفضل قتال أعداء داخليين مختلفين معها على الانضواء في عقيدة الجهاد العالمي التي وضعها زعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن وسار بها الظواهري. ويعرف البغدادي بعنفه ووحشيته قياسا ببقية القادة الجهاديين كما تؤكد التقارير الإعلامية أنه يحكم قبضته على مصادر تمويل التنظيم على الرغم من وجود مجلس شورى ووزارة للمال.

ويقدر عدد مقاتلي «داعش» في سوريا بين ستة وسبعة آلاف، وفي العراق بين خمسة وستة آلاف. وعلى الرغم من أن معظم المقاتلين على الأرض في سوريا سوريون، لكن قادة التنظيم غالبا ما يأتون من الخارج وسبق لهم أن قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وعلى جبهات أخرى. أما في العراق، فيتحدر معظم مقاتلي «داعش» من أصول عشائرية.

ولا يبدو أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تحظى بدعم معلن من دولة معينة، وبحسب محللين يحظى التنظيم بالقسم الأكبر من الدعم من جهات مانحة فردية خارجية. وفي العراق، يتبع التنظيم لشخصيات عشائرية محلية تزوده ببعض المال. وفي الفترة الأخيرة اعتمد التنظيم على منابع النفط التي سيطر عليها في مناطق شرق سوريا لتشكل المصدر الرئيس لتمويل مقاتليه.

وأدى ظهور مقاتلي «داعش» والأنباء عن وحشيتهم إلى زيادة مخاوف الدول الغربية التي ترددت في إرسال الدعم العسكري إلى مقاتلي الجيش الحر خشية من وصوله إلى الجماعات الأصولية لا سيما «داعش»، مما انعكس سلبا على قدرات مقاتلي المعارضة التي تتبادل والنظام الاتهامات بشأن التحالف مع التنظيم.

قصف دير الزور وسيطرة “للدولة” بمعبر مع العراق
صعدت قوات النظام السوري قصفها الجوي والمدفعي للأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في دير الزور ومناطق أخرى في ريف دمشق وحلب، بينما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على معبر اليعربية على الحدود مع العراق.

وأفاد ناشطون بأن الطيران الحربي شن ثماني غارات على أحياء الحميدية والشيخ ياسين المكتظة بالسكان في دير الزور، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين وخلف دمارا واسعا في هذه المناطق.

في هذه الأثناء قال ناشطون إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطر على معبر اليعربية الحدودي الذي يربط سوريا بالعراق ويعتبر أحد ثلاثة معابر بين البلدين.

وأضافت مصادر من التنظيم أن عناصر من وحدات الحماية الشعبية الكردية انسحبت من الجانب السوري بعد ذلك إلى مدينة اليعربية شمال الحسكة.

معارك وقصف
وفي ريف دمشق أفاد ناشطون بمقتل أربعة أطفال وامرأتين وسقوط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران الحربي لبلدة مسرابا. كما استهدفت غارات دوما والمليحة وبساتين بلدة رنكوس وبلدة خان الشيح وعدة مناطق بالغوطة الشرقية وسقطت قذائف على بلدة المقيليبة.
بموازاة ذلك دارت اشتباكات في حي جوبر بدمشق وفي محيط مقام السيدة سكينة بمدينة داريا وبلدة المليحة في ريفها، بالتزامن مع حالة نزوح في عين ترما بالغوطة الشرقية جراء القصف الذي تعرضت له البلدة.

وقد أسفرت معارك في المليحة عن سيطرة قوات المعارضة على نقطتين على طريق زبدين المليحة وذلك بعد اشتباكات قتل فيها ثلاثة من قوات الأسد، وقصف موقع للنظام قرب إدارة الدفاع الجوي.

في المقابل سيطرت قوات النظام على مبنيين بمنطقتي البلدية والأفران قرب إدارة الدفاع الجوي بالمليحة.

عرض تفاوض
وفي حمص أصدرت غرفة العمليات التابعة لكتائب المعارضة في حي الوعر بيانا قالت فيه إن النظام السوري قدم لها ورقة تفاوض.

وأضافت أن الورقة تضمنت عدة نقاط على رأسها فتح مكتب لوسيط إيراني للعمل على تسوية الأوضاع داخل الحي الذي تقطنه آلاف من العائلات والنازحين من أحياء حمص القديمة.

يأتي ذلك في وقت أفاد فيه ناشطون بأن ستة أشخاص -بينهم طفل- جرحوا جراء قصف قوات النظام حي الوعر. كما قصفت تلك القوات بالهاون والمدفعية مدينة تلبيسة في ريف حمص.

وفي حماة قتلت امرأة وأصيب عدة أشخاص بجروح إثر غارة جوية على منطقة تل الشيخ حديد في ريف المدينة بالتزامن. وشمل القصف أيضا عقيربات وحمادة عمر وشير مغار بريف حماة.

اشتباكات بحلب
وفي هذه الأثناء دارت معارك عنيفة في منطقة العواميد بأحياء حلب القديمة، واستهدف الجيش الحر ظام بالرشاشات مقار قوات النظام في الشيخ نجار، وقتل أربعة عناصر من هذه القوات خلال الاشتباكات مع كتائب المعارضة في محيط قلعة حلب، حسب مسار برس.

يأتي ذلك بينما استهدفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة أحياء المواصلات والصاخور وبستان الباشا وحي الشعار وقاضي عسكر والأشرفية والمدينة الصناعية بحلب.

وفي إدلب شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدة الهبيط ومدينة معرة النعمان بريف إدلب، بينما قتل جنديان من قوات النظام إثر سقوط قذيفة هاون قرب السرايا في جسر الشغور بريف إدلب.

استهداف تجمعات
أما جنوبا في درعا فقدت استهدفت قوات المعارضة بالدبابات تجمعات لقوات الأسد بتل الهش في محيط بلدة نوى، بالتزامن مع اشتباكات عند تل الجموع أسفرت عن مقتل عنصرين من الجيش الحر، ودار قتال أيضا على أطراف حي المنشية.

في الوقت ذاته قصفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة حي طريق السد في درعا، وقصفت بالمدفعية بلدة اليادودة في ريف درعا، بينما قتلت طفلة برصاص قناصة النظام في مخيم درعا.

وفي اللاذقية دارت اشتباكات في محيط قمة النبي يونس بجبال اللاذقية، واستهدفت قوات المعارضة بالمدفعية قوات النظام في قمة بلدة كسب تشالما وقسطل معاف بريف اللاذقية.

من جهة أخرى سيطرت قوات المعارضة على الطريق الواصل بين سد تشرين والرقة إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

داعش والنصرة يهجران 130 ألف شخص من دير الزور
العربية.نت
حصدت معارك دير الزور المحتدمة منذ أربعين يوماً، أرواح أكثر من 650 شخصاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أغلبهم ينتمون إلى تنظيم داعش. وأجبرت أكثر من مئة وثلاثين ألف شخص على النزوح.

وكانت المعارك اشتدّت حدّتها في المنطقة الشرقية مع محاولة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى إقامة “دولته” في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً إلى الحدود السورية العراقية في الشرق.

وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى من المدنيين في هذه المعارك لم تتعدَّ 40 قتيلاً، علما بأن أغلب القتلى من المتقاتلين المنتمين إلى تنظيم داعش من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى، التي تقاتل إلى جانب المعارضة في سوريا.

مصر: الحبس المشدد لـ13 معارض سوري بتهمة التجمهر بالقاهرة
القاهرة، مصر (CNN)– قضت محكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء، غيابيا بالسجن المشدد لمدة خمس سنوات بحق 13 سوريا، بتهمة التجمهر وتعريض السلم العام للخطر، ومقاومة السلطات بالقوة والعنف أثناء مظاهرة لهم امام السفارة السورية منذ عامين.

وقال اسامة خليل المحامي عن مجموعة من المتهمين السوريين المحكوم عليهم بالقضية، “إن اغلب المتهمين خارج البلاد، وانه يبحث مع ذويهم وأقاربهم بالقاهرة، الموقف من ترتيب الإجراءات القانونية لهم قبل مجيئهم للقاهرة.”

وأوضح المحامي في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية “المحكمة كانت قد وجهت إليهم تهم تتعلق بالتجمهر وائتلاف الممتلكات العامة والخاصة، ومقاومة السلطات، لافتا إلى أن المتهمين كانوا يحتجون ضد الرئيس السوري بشار الاسد.”

وأضاف “إحالتهم الي محكمة الجنايات وليس الجنح، سببه إقرار قانون التظاهر، وانه سيدفع ببطلان هذا الحكم امام المحكمة عند استئنافه، لاسيما وان بعض المتهمين السوريين في قضايا مشابهة حصلوا على البراءة، وكانوا يحاكمون امام الجنح وليس الجنايات.”

وقال مدير مكتب هشام مبارك لحقوق الانسان، إن هؤلاء المتهمين لم يكونوا ممنوعين من السفر، كما كان قد اخلى سبيلهم على زمة القضية بعد تحقيقات النيابة.”

ونقلت وسائل اعلام مصرية أن قائمة المتهمين تضم “طلال نذار الخراط، وقتيبة الأقرع، ومرهني الصاح، ومازن البلجي، وحسام الدين ملص، وهمام يوسف إدريس، وطاهر محمد الحريري، وأنس عبد السلام صوفي، ونانيس عدنان، ومحمد البراء الأحدب، وبسام مصطفى، وحسام محمد عصام، ومان إيميل الزهيا.”

الجيش الحر يطالب دولا صديقة بدعمه لمواجهة “داعش” في دير الزور الحدودية مع العراق
عمر رضوان الحمصي
مقاتلون من المعارضة قرب قرية كسب والحدود مع تركيا في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا في 24 آذار/مارس 2014

طالب الجيش الحر الدول الصديقة للمعارضة السورية وعلى راسها السعودية وتركيا بدعم فصائله المقاتلة في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي تمكن خلال الساعات الماضية من الاستيلاء على محافظة نينوى وبعض المناطق في محافظتي كركوك وصلاح الدين العراقية.

وجاء في بيان تلي عبر الانترنت للمجلس العسكري الاعلى التابع للجيش الحر “ناشد المجلس العسكري الاعلى جميع الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري وعلى راسها المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا ودولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية من اجل دعم الكتائب والالوية الفاعلة في محافظة دير الزور للتصدي لتنظيم داعش الارهابي”.

كما طالبها باعتبار محافظة دير الزور “منطقة منكوبة”.

واهاب المجلس العسكري الاعلى الذي اجتمع امس الثلاثاء “جميع الكتائب والالوية العاملة في محافظة دير الزور بضرورة التوحد والتصدي لعصابات الاسد وداعش الارهابية”.

وعقد الاجتماع بحسب ما بينت الصور في حضور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ولم يحدد مكان انعقاده. لكن يرجح ان يكون قد حصل على الاراضي التركية حيث مقر القيادتين السياسية والعسكرية للمعارضة السورية.

وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا وبينها جبهة النصرة المتطرفة منذ كانون الثاني/يناير معارك ضارية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري وبالتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية.

وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) بمقتل اكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين.

وبعد ان تراجع تنظيم “داعش” على الارض في دير الزور، عاد واستعاد مناطق عدة لا سيما على الحدود العراقية خلال الاسابيع الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المعارك الدائرة منذ اربعين يوما في دير الزور تسببت بمقتل 634 شخصا على الاقل اغلبهم من الجهاديين من الطرفين (النصرة وداعش). كما ارغمت اكثر من 130 الف شخص على النزوح.

ويتفرد تنظيم “الدولة الاسلامية” بالسيطرة على محافظة الرقة (شمال) ويسعى لوصل المنطقة بريف دير الزور لاقامة “دولته الاسلامية” بحسب ما يقول خبراء.

واثارت التطورات في العراق امس قلق المجتمع الدولي، بعد ان عجز الجيش العراقي عن مقاومة مد “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

واعتبرت واشنطن ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” يهددون كامل منطقة الشرق الاوسط، واصفة الوضع ب”الخطير جدا”.

واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن “قلقه البالغ” اثر سيطرة الجهاديين على محافظة نينوى، ودان “بشدة الهجمات الارهابية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى