أحداث الأربعاء 15 حزيران 2016
استعدادات لإكمال عزل «داعش»
لندن، نيويورك – «الحياة»
اشتد الخناق أكثر على تنظيم «داعش» في سورية، وسط تقارير عن استعداد «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بجنود أميركيين لبدء اقتحام منبج وإكمال مهمة «عزل خلافة داعش» في شمال سورية عن العالم الخارجي. لكن تصريحات لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس سلّطت الضوء مجدداً على خلاف مع الأميركيين في هذا الشأن، إذ قال إن بلاده لن تسمح بالتعاون مع «منظمات إرهابية» في سورية حتى وإن كانت تدعم التحالف الذي تقوده أميركا ضد «داعش».
وتتجه الأنظار إلى سبل تحريك مسار الحل السياسي في سورية، مع إعلان يوري يوشاكوف، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الكرملين، أن الرئيس الروسي سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في سان بطرسبرغ غداً الخميس. وأضاف أن «الموضوعات الرئيسية (على أجندة هذا الاجتماع) هي الحرب ضد الإرهاب العالمي والوضع في سورية».
وحققت القوات النظامية أمس تقدماً جديداً في معاقل للمعارضة في ريف اللاذقية الشمالي (غرب). إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها سيطرت على مجموعة تلال محيطة بقرية كبانة في جبل الأكراد، فيما أعلن «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني أن الجيش السوري حقق تقدماً آخر في ريف اللاذقية بسيطرته «على قرية عين عيسى ومزرعة حسام والتلة 616 والنقطة 474 شرق مدينة كسب» على الحدود مع تركيا.
وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، أفيد بأن «قوات سورية الديموقراطية» العربية- الكردية استحضرت تعزيزات استعداداً لبدء «اقتحام منبج» التي يتحصن فيها «داعش» والتي سيساعد سقوطها في عزل «خلافة داعش» في سورية عن العالم الخارجي من خلال قطع طريق الإمداد مع الحدود التركية.
وقال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج المتحالف مع «قوات سورية الديموقراطية» لـ «رويترز» في بيروت عبر الهاتف، إن المجلس يحاول تقديم الرعاية للنازحين من منبج لكنه غير قادر على تلبية احتياجاتهم. وقال كثيرون ممن فروا من المدينة لـ «رويترز» إن عناصر «داعش» يحاولون منع الناس من المغادرة.
قال «المرصد» إن طائرة بدون طيار استهدفت سيارة تقل قيادياً في «داعش» من جنسية غير سورية في محيط منطقة الأمن السياسي بالمدخل الجنوبي لمدينة الرقة، ما أسفر عن مقتله مع شخص آخر برفقته.
وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أنها رصدت اتصالات مباشرة بين أفراد من المجموعات المسلحة المعارضة في الجانب السوري من الجولان مع أفراد من الجيش الإسرائيلي، بينها انتقال أفراد بين جانبي خط فك الاشتباك بإشراف جنود إسرائيليين.
وقال بان كي مون في تقرير إلى مجلس الأمن حول عمل قوة «أندوف» في الجولان، إن العناصر «شاهدوا حالات تعاطٍ بين أفراد من الجيش الإسرائيلي ومسلحين في الجانب السوري من منطقة الجولان، بينها توجه عربات من الجانب السوري نحو بوابة عند السياج التقني الإسرائيلي، فضلاً عن مواكبة جنود إسرائيليين شخصاً أعزل الى بوابة عند السياج فتحوها لتمكينه من العبور من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب السوري قبل أن يستقل سيارة كانت في انتظاره وانطلقت به نحو قرية رويحينة».
دَفع «رُبع» التزاماته: «مفوضيّة اللاجئين» تندّد بـ«فشل المجتمع الدولي» في مساعدة السوريين
واشنطن – أ ف ب
أكدت «المفوضية العليا للاجئين» في الأمم المتحدة اليوم (الأربعاء) أن المجتمع الدولي لم يدفع سوى «أقل من ربع المساعدات التي وعد بتقديمها إلى 5 ملايين سوري في دائرة الخطر، في شباط (فبراير) الماضي وقيمتها 11 بليون دولار»، وقال مدير المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمين عوض إنه «فشل جماعي لا بد من تصحيحه».
وكان مؤتمر للمانحين نظمته الأمم المتحدة في الرابع من شباط (فبراير) في لندن، وعدت خلاله بريطانيا والكويت والنروج وألمانيا بهبات استثنائية تناهز 11 بليون دولار بحلول العام 2020 وذلك لمساعدة حوالى 18 مليون سوري من ضحايا الحرب، لكن عوض أورد أن 2.5 بليون دولار فقط تم توزيعها فعلياً، علماً أن الدول المحاذية لسورية وهي تركيا ولبنان والاردن والعراق تنوء تحت عبء اللاجئين.
وأضاف المسؤول الذي حضر إلى واشنطن لعرض القضية أمام المسؤولين الأميركيين إن «البلدان على خط الجبهة تشعر بخيبة أمل وبأنها مهملة»، والواقع أن المأساة الإنسانية التي تسبب بها النزاع في سورية تظهر في أرقام صادمة.
ففي هذا البلد الذي كان تعداده السكاني 23 مليون نسمة قبل النزاع، تأثر 13.5 مليون شخص بالحرب او اضطروا الى النزوح بحسب معطيات الامم المتحدة في كانون الثاني (يناير)، فيما فر 4.7 ملايين من سورية ليشكلوا «أكبر عدد من اللاجئين بسبب نزاع واحد في جيل»، وفق ما قالت مفوضية اللاجئين في تموز (يوليو).
وتستقبل تركيا أكبر عدد من هؤلاء يناهز بين مليونين و2.5 مليون سوري، وقصد لبنان 1.2 مليون يشكلون ربع سكان هذا البلد الضعيف. وفي الاردن، يبلغ عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية نحو 630 الفا لكن عمان تقدر العدد باكثر من مليون، فيما لجأ 225 الف سوري الى العراق و137 الفاً الى مصر.
ولم يسبق أن شهد العالم هذا العدد من اللاجئين والمقدر بـ60 مليوناً)، علماً بأن أكثر من ثلثهم موجود في منطقة الشرق الاوسط، وقال ممثل المفوضية: «من أصل 7 بلايين شخص في العالم، لا يمثل تعداد السكان في الشرق الاوسط أكثر من خمسة الى سبعة في المئة»، لكن هذه المنطقة الحافلة بالاضطرابات «تضم 35 الى 40 في المئة من حالات» اللجوء.
واعتبر عوض أنها ازمة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة برمتها مع تداعيات هائلة بدأت اوروبا تشعر بها منذ اكثر من عام، وتحديداً منذ بدأت ما يسميه عوض «الرحلة الكبرى» لمليون شخص عبروا بحر ايجه على متن زوارق مطاطية واكملوا رحلتهم سيراً في اتجاه الشمال عبر منطقة البلقان.
واذا كانت المانيا قد استقبلت في 2015 اكثر من مليون مهاجر، فان عدداً من الدول الاوروبية لم تظهر هذا الحد من السخاء بل شهدت على العكس تنامي تيارات قومية مناهضة للمهاجرين، أما في الولايات المتحدة فتعهد الرئيس باراك اوباما ان تستقبل اول قوة عالمية مئة الف لاجئ من مختلف الجنسيات بحلول 30 ايلول (سبتمبر) المقبل بينهم عشرة الاف سوري، لكن اقل من ربع هؤلاء اللاجئين السوريين تم قبولهم للعام 2016، في غمرة حملة انتخابية رئاسية طالب فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وفي رد على سؤال هل يمكن قانوناً رفض استقبال لاجئين مسلمين؟ اجاب عوض «كلا، لان ادواتنا القانونية الدولية تنص على وجوب عدم التمييز بين الاشخاص».
العبدة: “الدولة” والنظام السوري وجهان لعملة واحدة يستهدفان الثورة والفصائل المسلحة
بروكسل – الأناضول – قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، إن “النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية، وجهان لعملة واحدة يستهدفان المدنيين، فضلاً عن الثورة والفصائل الثورية المسلحة”.
جاء ذلك في حوارٍ أجراه العبدة الأربعاء، إثر انتهاء الاجتماع التشاوري الرابع بين الائتلاف وهيئة التنسيق الوطني (معارضة الداخل) ومستقلين، ومختلف الفصائل العسكرية المعتدلة بإشراف الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجكية بروكسل، الذي التئم على مداري اليومين الماضيين لبحث سبل توحيد جهود ورؤية المعارضة السورية ضمن هيئة عليا تفاوضية، وتحديد العناصر المكونة لوفدها التفاوضي.
وأضاف، أن “المعارضة السورية تواجه هجمات الدولة الاسلامية والنظام السوري الذي أوجد البيئة التي ساعدت على نشوء الإرهاب في سوريا”، مؤكداً أن “الفصائل المقاتلة هي أول من واجه تنظيم “الدولة” ، الذي لم يكن له أن يتمدد ويبقى لولا وجود نظام الأسد”.
وحول الجديد بخصوص استئناف مفاوضات جنيف التي انسحب منها الوفد المعارض، أفاد العبدة أن “الهيئة العليا التفاوضية سيكون منوط بعهدتها مهام محددة، تتمثل في تشكيل الوفد التفاوضي لجنيف، وإدارة العملية التفاوضية وتشكيل مرجعية له”.
وعلقت المعارضة السورية في أبريل/نيسان مشاركتها الرسمية في جولة لمحادثات السلام في جنيف؛ احتجاجاً على هجمات لقوات النظام تقول إنها تعني “انهياراً فعلياً لوقف إطلاق النار” الذي تم التوصل إليه في 27 فبراير/شباط الماضي.
كما أكد العبدة، أن “المفاوضات تواجه إشكالية حقيقية في ظل غياب الإرادة الجادة من المجتمع الدولي، ومن الطرف الروسي في الضغط على النظام من أجل التصرف بطريقة أكثر جدية في الوصول إلى حل سياسي في البلاد”.
ولفت أن اجتماع الهيئة العليا التفاوضية المقبل (لم يحدد تاريخه)، سيحسم الاتفاق على الفريق التفاوضي الذي سيخوض المرحلة القادمة، مبرزاً أن “المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في ظل غياب التزام واضح من النظام السوري وحلفائه بالهدنة الإنسانية، وبإحراز أي تقدم حقيقي في المسعى الإنساني، وغياب الجدية في مناقشة سبل تحقيق الانتقال السياسي الذي يمثل لب العملية السياسية”، وفقاً لتعبيره.
وانتقد المعارض السوري دور الاتحاد الأوروبي “في ظل المتغيرات الإقليمية والسياسية الدولية” والتقارب الإيراني الأوروبي، مشيراً الى أنه سيلتقي اليوم، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد، فيديريكا موغريني، وسيطلب منها أن يقوم الاتحاد “بدور أكثر فعالية في العملية السياسية في سوريا، ويكسر الاحتكار الحالي للعملية السياسية من قبل روسيا والولايات المتحدة والذي لم يحرز أي نتائج ايجابية”.
ودعا العبدة دول الاتحاد إلى “اتخاذ مواقف أكثر جدية فيما يتعلق بالوصول إلى حل وانتقال سياسي في سوريا”، محذّراً من خطر ما يحدث في سوريا وفي المنطقة بشكل عام من مشاكل على غرار أزمة اللاجئين والإرهاب”.
وبخصوص دخول المساعدات الأخيرة (خلال الأيام الماضية) إلى بعض المناطق المحاصرة من قبل النظام في سوريا ومنها داريا والحولة، اعتبر العبدة أن المساعدات التي وصلت للحولة المحاصرة للمرة الأولى منذ عام 2012، ويعاني سكانها الكثير “غير مجدية، لا سيما وأن النظام أمطرها لاحقاً بأكثر من 50 برميلاً متفجراً مباشرة بعد دخول القافلة، وهذا دليل على عدم جدية النظام لا في الملف الإنساني ولا السياسي”.
وأوضح العبدة أنه “لم يتم رفع الحصار عن أية منطقة محاصرة، منذ صدور قرار مجلس الأمن 2254 (كانون الأول/ ديسمبر 2015) الذي يطالب بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، مطالباً المجتمع الدولي بإرادة حقيقية “إذا ما أُريد لسوريا أن تحقق انتقالاً سياسياً ناجحاً، وإلا سيستمر الحريق بها وسيطال ليس فقط السوريين، بل الشرق الأوسط وأوروبا والعالم”.
——————–
مقتل 70 عنصراً من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في مواجهات بريف حلب الجنوبي
بيروت – أ ف ب – قتل 70 عنصراً من قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة خلال 24 ساعة، في مواجهات بينهما في ريف حلب الجنوبي (شمال سوريا)، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.
وقال المرصد ان قوات النظام تمكنت بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي وسلاح الجو السوري، من استعادة بلدتي خلصة وزيتان بريف حلب الجنوبي اللتين خسرتهما قبل ساعات، مشيراً الى مقتل “ما لا يقل عن 70 عنصراً من طرفي الاشتباك”.
اشتباكات بين أفراد ميليشيا الدفاع الوطني بعد الكشف عن مجموعة منهم تمتهن السرقات والخطف
هبة محمد
حماه ـ «القدس العربي»: نشر الإعلام الموالي لميليشيا الدفاع الوطني في مدينة السلمية في ريف حماه، شريطاً مصوراً لمجموعة مسلحة تلقي القبض على مجموعة أخرى، مؤلفة من ثلاثة مسلحين متهمين بالسرقة، حيث ظهر في الشريط قوة تمكنت من القبض على مجموعة من الشبان المقيدين والمطروحين على الأرض، بينما يقوم أفراد من الدفاع الوطني بدهسهم وركلهم بالأقدام بطريقة عنيفة.
ووفقاً للمصدر فإن قوات النظام السوري وميليشيا الدفاع الوطني، قد تمكنوا من القبض على عصابة مسلحة تابعة للدفاع الوطني وتقوم باسمه بسرقة السيارات على طريق «إثريا ـ السلمية»، وتم التعامل معهم بشكل مباشر، بحسب المصدر، حيث تم تعذيبهم بدون الرجوع إلى أي سلطة أخرى تحقق بالأمر.
وأثارت الحادثة استياءً وغضباً من أبناء المنطقة من الموالين للنظام السوري، وتفرقوا بين غاضب على وجود هذه العصبات ضمن المناطق الخاضعة لسلطة النظام، ومستاء من عملية الإهانة التي لحقت بأفراد العصابة من دون الرجوع إلى القانون.
وعقب «ريان الحج» أحد أبناء مدينة السلمية بأن «حاميها حرميها..ورغم ذلك كان من المفروض تسليم المتهمين للجهات المختصة، لتتم محاسبتهم وفق الطرق القانونية بعد إثبات التهمة، وعدم ضربهم بهذه الطريقة الوحشية».
وشدد «علي أمون» على ضرورة حرق هذه العصابة، وعدم الاكتفاء بتعذيبهم، فيما قال «علي الرحى» إرهاب يقاتل إرهاب، وتساءل عما إذا كان بحوزة هذه المجموعة الشبان المخطوفون من أبناء المنطقة، وضرورة التحقق من أماكن وجود الرهائن.
ولا تعتبر هذه الحادثة السابقة من نوعها، فقد كان الدفاع الوطني قد أعلن عن نصب كمين لمجموعة تابعة للميلشيا، ممن أطلق عليهم اسم «عصابة تهريب» وذلك على محور «السلمية ـ إثريا» بالقرب من «وادي العذيب» شرق مدينة السلمية، حيث كانت العصابة تقوم بتهريب المحروقات، وتم ضبط عناصر المجموعة ومصادرة الآليات والدراجات النارية وجهاز كشف الألغام الذي كان بحوزتهم، حيث كانوا يستخدمونها باسم «جيش الدفاع الوطني» بحسب المصدر.
ويطلق النظام السوري أذرع ميليشياته التي تكونت على أساس طائفي، من أبناء المناطق العلوية، منذ بداية الثورة السورية، بهدف كسب ثقة أبناء الطائفة، وضمان انضمام مقاتلين علويين إلى صفوف القوات النظامية، التي باتت تعاني من نقص حاد من الفئة المقاتلة، ممن يتم تعويض مكانهم، وسد شواغر القتلى عن طريق المجموعات المسلحة والميليشيات المتعددة المسميات، والتي يتعاظم دورها بشكل يتناسب مع الضعف التدريجي لقوات النظام، حيث تتلقى بعض هذه الميليشيات دعماً مباشراً من وزارة الدفاع لدى حكومة النظام السوري، فيما يتلقى بعضها دعماً مالياً ولوجستياً من قبل مسؤولين وشخيصات بارزة مقربة من رأس النظام بشار الأسد.
صفقة تبادل في درعا مع النظام السوري يطالها العديد من الانتقادات لقلة المكاسب التي حققتها بعد عام على احتجاز الأسرى
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: طالت صفقة تبادل الأسرى التي أجرتها «فرقة عمود حوران» التابعة لـ «الجبهة الجنوبية» في بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي جنوب البلاد، عدداً كبيراً من الانتقادات نتيجة ما وصفه ناشطو البلدة بالثمن البخس الذي أفرج فيه عن أربعة مقاتلين أفغان بينهم ضابط، مقابل افراج النظام عن ثلاث أسيرات ورجل واحد.
وتركزت الانتقادات بحسب أحد الناشطين والذي فضل عدم ذكر اسمه: على العدد البسيط المفرج عنه، ونوعية المفرج عنهم أيضاً، حيث أفرج عن ثلاث سيدات من اللواتي لازلن يأتين ويذهبن إلى مواقع سيطرة النظام في بلدة ازرع، وعد الإفراج عن اللواتي يحظين بنشاط ثوري، ويقبعن في اقبية الفروع الأمنية للنظام منذ سنوات عدة، إضافة إلى الرجل المفرج عنه، والذي اعتقل اثناء عودته من السفر بينما لا يزال الكثير من الرجال من أصحاب السبق الثوري في الزنازين منذ سنوات.
العقيد قاسم الحريري القيادي في «فرقة عمود حوران» المشرفة على عملية التبادل، قال لـ «القدس العربي»: إن رفض الشارع لصفقة التبادل جاء لأنها لم تكن منصفة بل كانت مجحفة وظالمة بسبب مطالب أهالي المعتقلين القدامى بإخراج 64 معتقلاً قديماً من سجون النظام، مقابل تسليم الاسرى.
وعن تفاصيل عملية التبادل قال: «لقد تم التفاوض على الأسرى الأربعة الأفغان، مع النظام عن طريق وسيط مدني لمدة طويلة ولم يكن النظام يكترث بهم لأنهم مرتزقة يشتريهم عن طريق شركات، وظهر أثناء التفاوض تمادي النظام بالمماطلة والتسويف، ولم يقبل بمطالبنا وقام باعتقال نساء من حرائرنا على حواجزه، ولم يكن لدينا بديل عن مبادلته لأننا لا نرضى ان تبقى نساؤنا في سجونه ولو كانت مبادلة ظالمة وغير متكافئة فتم اخراج 3 نساء ورجل من معتقلات النظام مقابل الأسرى الأربعة».
ويبقى التحدي لبعض عمليات التبادل التي تجريها الفصائل المعارضة بدرعا، تجاوز العديد من الانتقادات نتيجة نوعية وعدد الأسماء المطروحة في أي صفقة تبادل، وكذلك الآلية التي يتم بها انتقاء أسماء الذين يطالب بالإفراج عنهم، نتيجة للمحسوبيات والواسطة في طرح الأسماء، بحسب الناشطين، نتيجة لصلة القربى احياناً بين الذين يطالب بالإفراج عنهم وبين المشرفين والقائمين على أمور صفقة التبادل من قادة الكتائب وأصحاب النفوذ.
يذكر ان المقاتلين الأفغان الذين أفرج عنهم في صفقة التبادل، قد أسروا خلال حملة عسكرية شنها النظام على بلدة بصر الحرير في شهر نسيان/ابريل من العام الماضي، والتي قتل وجرح فيها العشرات من المرتزقة الأفغان، وسجل فيها آنذاك أكبر تواجد عسكري لهم في معركة بدرعا، بعد معارك مثلث الموت في المنطقة الواصلة بأرياف دمشق ودرعا والقنيطرة.
غليان السلَمية السورية: حكم المدينة بيد المليشيات
عدنان علي
تعيش مدينة السلمية السورية حالة من التوتر في الأيام الأخيرة، نتيجة التصادم بين عناصر من المليشيات المسلحة في المدينة المختلطة طائفياً، خصوصاً بين العناصر العلوية والإسماعيلية، والذين ينتمون جميعهم تقريباً إلى مجموعات مسلحة موالية للنظام. وتقع السلمية على بُعد ثلاثين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة حماه، وسط سورية، ويعيش فيها اليوم نحو 200 ألف نسمة، أغلبهم من الطائفة الإسماعيلية، وتُعد المدينة المعقل الأكبر للإسماعيليين في سورية والعالم.
منذ بداية الثورة السورية، قبل أكثر من خمس سنوات، شاركت المدينة التي تُعرف بـ”مدينة الشعر والفقر” بالتظاهرات السلمية المناهضة للنظام، لكن مع تصاعد العمل العسكري، تراجعت هذه المشاركة، وسيطرت على المدينة المليشيات المسلحة المدعومة من النظام، الذي يخيف أهل المدينة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، خصوصاً مع اقتراب التنظيم من حدود المدينة الشرقية في الأشهر الأخيرة.
” ومنذ يوم الخميس الماضي تشهد المدينة حالة احتقان شديد، تعد امتداداً لحالات سابقة مماثلة تختلط فيها العوامل الطائفية بالأمنية والمليشياوية. ففي عصر ذلك اليوم، قُتل ثلاثة أشخاص في مزرعة شمالي المدينة، اثنان منهما من الطائفة الإسماعيلية، وأصيب عدد آخر بجروحٍ، على يد شخص يدعى وليم ديب وأخوه عيسى ديب، وهما من الطائفة العلويّة، ومن أصحاب النفوذ في مليشيات “الدفاع الوطني”، ومجموعة آل سلامة، أكثر المجموعات المسلحة في المدينة شهرة بأعمال التشبيح والسرقة والاختطاف.
يوضح الناشط والإعلامي بسام يوسف، لـ”العربي الجديد”، أن “ثلاثة عناصر من شبيحة مصيب سلامة، عُرف منهم الأخوان وليم وعيسى ديب، حاولوا سرقة بيت علي السنكري، وعند وصولهم إلى البيت وجدوا على الباب كلباً للحراسة، هاجمهم فقتلوه، ولم يكن السنكري في بيته حينها، لكنّ زوجته الموجودة في الداخل اتّصلت به، فقدم على الفور، وصادف أنه كان برفقته شاب آخر هو كنان أبو قاسم، وعند وصولهما إلى البيت، تشاجرا مع الشبّيحة، فقام وليم ديب بإطلاق النار من سلاحه، ما أدّى إلى مقتلهما، إضافة إلى مقتل شابّ ثالث، لا علاقة له بالحادثة، من عائلة إبراهيم كان يشاهد ما يجري”. ومع أجواء التوتر التي سادت المدينة، يضيف يوسف “حاول البعض من اتباع مصيب سلامة تحدّي الأهالي، فجابوا الشوارع بسياراتهم وأسلحتهم، وكان منهم شخص يدعى لؤي حمدان الذي استطاع بعض الشباب المجهولين الاستفراد به وقتله، ثم رمي جثّته في الشارع. وعلى الأثر، وصل إلى السلمية على متن طائرة عسكريّة رئيس فرع الاستخبارات الجوية في حلب أديب سلامة (وهو شقيق مصيب سلامة)، واجتمع مع وجهاء المدينة، وطالبهم بتسليم قتلة حمدان، مدعياً أن الأخوين وليم وعيسى ديب سلما نفسيهما للقضاء”. ويؤكد يوسف أن “المفاوضات لم تثمر حتى الآن، إذ يدرك الأهالي أن تسليم وليم وعيسى ديب، هو مثل تسليم سليمان الأسد نفسه للسلطات بعد قتله للضابط حسّان الشيخ في اللاذقيّة، إذ تم إخلاء سبيله بعد أيام قليلة”.
وحسب تقرير أعده مركز الجمهورية للدراسات، فإنه ومع تصاعد التوتر، توجّه نحو 200 شاب من الطائفة الإسماعيليّة ينتسبون بغالبيتهم إلى “الدفاع الوطني” من قراهم حول المدينة إلى داخلها، استعداداً لأية معركة مع آل سلامة الذين استقدموا مزيداً من الأسلحة إلى مواقعهم في حي ضهر المغر، بينما سيّرت أجهزة الأمن التابعة للنظام دوريات في شوارع المدينة لمحاولة منع التصادم بين الطرفين، كما عمدت السلطات إلى قطع شبكة الإنترنت عن المدينة.
وكانت المدينة التي يشكّل أتباع الطائفة الإسماعيلية نحو 65 في المائة من سكانها (25 في المائة من السنّة، والبقية علويون ومسيحيون)، شهدت احتكاكات مماثلة العام الماضي، خصوصاً بعد مقتل علي مخلص عيد في جبهة حلب، وهو قائد سابق لمليشيا “صقور الصحراء” في مدينة السلمية، وقيل إنه كان يحاول تشكيل مجموعة مسلحة تعتمد على الطائفة الإسماعيلية لمواجهة مليشيا آل سلامة، لكنه أُبعد إلى حلب حيث قتل هناك.
كما قُتل وطعن عدة أشخاص في المدينة بحوادث متفرقة، إلا أن الأخطر كان في نهاية فبراير/ شباط الماضي حين انفجرت سيارة مفخخة قرب حاجز معمل البطاطا، شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من الحاجز الذي تديره عناصر مسلحة من الطائفة الإسماعيلية، وتم توجيه الاتهام إلى مجموعة غزوان السلموني بتدبير التفجير، لأنّ السيارة المفخخة عبرت حاجزاً يسيطر عليه علويّون، قبل وصولها إلى هذا الحاجز الذي يسيطر عليه إسماعيليون، فسرت شائعات بأنه ستحصل عمليات انتقام لما جرى. وفي اليوم التالي لحادث التفجير، وصلت جثامين ستة قتلى علويّين إلى مستشفى مدينة سلمية، وسط تكتم إعلامي، وذلك بحسب تقرير مركز الجمهورية.
وقد خابت آمال أهالي المدينة مع إقدام السلطات على “تسوية أوضاع” مئات الشبيحة الذين تم اعتقالهم في الأشهر الأخيرة من العام الماضي على خلفية جرائم قتل وسرقة وخطف، بعد أن راجت شائعة بأن النظام بصدد التخلّص من مليشيا “الدفاع الوطني”، وتشكيلٍ جسم عسكري آخر، يكون ولاؤه لروسيا، وليس لإيران كما هو حال هذه المليشيا. ومما يؤشر إلى مستوى الفساد والفوضى في المدينة، أن السلطات اضطرت إلى إعادة الحواجز إلى الطرق المحيطة بالمدينة، التي كانت قد أزالتها مطلع مارس/ آذار الماضي، وذلك بعد قيام نحو 150 عنصراً من “الدفاع الوطني” بتسليم سلاحهم احتجاجاً على هذا القرار، متذرعين بأن رواتبهم لا تكفيهم، وهم بحاجة إلى الرشاوى التي يتقاضونها من خلال سيطرتهم على هذه الحواجز.
” ويقول بسام يوسف، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إنه “بسبب الدور التاريخي لمدينة السلمية في معارضة النظام، والتي فيها أعلى نسبة من المعتقلين السياسيّين، لجأ النظام إلى لعبته القذرة في تسليط الشبيحة عليها، وبادر رئيس فرع الاستخبارات الجوية في حلب، أديب سلامة، والذي تسكن عائلته في حي بني، على أطراف السلمية، منذ البداية إلى تشكيل النواة الأولى للعصابة التي ستتولّى إرهاب السلمية، وتسلّم إدارة هذه العصابة شقيقه مصيب سلامة”.
ويشير يوسف إلى أن “هذه المجموعة ضمت في البداية مجموعة من العلويّين الموجودين في السلمية من عائلة حمدان ومن عائلة دردر وغيرها، وجرى أيضاً التنسيق مع شبّيحة آخرين، ومعظمهم من منطقة الصبّورة”، مشيراً إلى أن “النظام، وبالتنسيق مع الآغا خان (المرجع الإسماعيلي الأعلى في العالم)، استطاع جر “المجلس الإسماعيلي الأعلى” إلى جانبه، وكلّف المدعو فاضل وردة، بتشكيل مجموعات مسلّحة من شباب السلمية، عملت على استباحة المنطقة نهباً وخطفاً، في حين أقام مصيب سلامة حاجزاً على طريق الرقة الدولي، أذاق العابرين أبشع أنواع الإذلال والنهب والسرقة”.
ويلفت يوسف إلى أن “كل سكان منطقة السلمية، كانوا مستباحين أمام هذه العصابات، بمن فيهم العلويّون، فاختطفت هذه العصابات الكثير من أهالي المنطقة من أجل الفدية، وقتلت الكثير منهم، وفرضت الخوّات، وأهدرت دم المعارضين”. ويشير إلى أن “النظام سحب يده من السلمية بشكل مباشر منذ ثلاث سنوات، وسلّم إدارتها للشبّيحة”، مؤكداً أن “المدينة لن تهدأ قبل انتهاء الدور القذر الذي تقوم به عصابات الدفاع الوطني والتي يتزعّمها مصيب سلامة وغزوان السلموني وفاضل وردة”.
تجدد الغارات على حلب وتواصل المعارك بريفها الجنوبي
أحمد حمزة
جدد الطيران الحربي، صباح اليوم الأربعاء، شن غاراته على مناطق مختلفة تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب وريفها، بعد يومٍ واحد قُتل فيه أكثر من ثلاثين مدنياً بهجماتٍ مماثلة، استهدفت محافظتي حلب وإدلب شمالي البلاد.
وقالت مصادر محلية في حلب، لـ”العربي الجديد”، إن القصف الجوي تجدد منذ صباح اليوم، إذ استهدفت معظم الضربات ريف حلب الجنوبي، والذي تعرضت فيه كذلك مناطق: الزربة، خان طومان، محيط ايكاردا، لقصفٍ بالبراميل المتفجرة فجر اليوم.
وتدور قريباً من تلك المناطق، منذ مساء أمس الثلاثاء، معارك عنيفة، إذ شنت الفصائل المنضوية في “جيش الفتح” هجوماً يهدف إلى السيطرة على قرية خلصة ومحيطها، وهي مناطق خاضعة لسيطرة المليشيات الأجنبية التي تقاتل مع النظام السوري، جنوبي حلب.
في السياق ذاته، وفيما استؤنفت هذه المواجهات، صباح اليوم، فقد تحدثت مصادرُ ميدانية عن “مقتل قائد عمليات النظام بريف حلب، بعد استهدافه برصاص قناصة كتائب الثوار خلال المعارك الجارية”، منذ مساء الأمس في ريف حلب الجنوبي.
كذلك نقلت شبكة “سوريا مباشر”، عن مصادر عسكرية قولها، إن “الثوار تمكنوا من دخول بلدة خلصة (ليل أمس)، ليخوضوا حرب شوارع ضد قوات النظام والمليشيات الطائفية هناك، تزامناً مع غارات جوية مكثفة من المقاتلات الحربية الروسية على المنطقة”، لكن هذه الغارات، دفعت القوات المهاجمة إلى الانسحاب مجدداً من المناطق التي تقدمت إليها قبل ساعات.
وكانت مدينة حلب وريفها عاشت يوماً دامياً جديداً، أمس، سقط فيه عشرات الضحايا من المدنيين، بتجدد الغارات على مناطق واسعة، إذ أكد الناشط الإعلامي، محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد”، مقتل “ثلاثة مدنيين بغارات شنتها طائرات حربية روسية على قرية كفرحلب في الريف الغربي، في حين قتل مدنيان وجرح آخرون بغارات طاولت قرية الشيخ علي”.
في غضون ذلك، “شنت طائرات حربية روسية غارات على حي الفردوس، ما أسفر عن مقتل طفلة وإصابة ستة مدنيين”، كما “قُتل مدنيان آخران وجُرح عشرة أشخاص بغارات مماثلة طاولت حي صلاح الدين”، وسقط ضحايا مدنيون بالغارات التي استهدفت حي المعادي ومناطق أخرى داخل مدينة حلب.
وكانت مناطق في محافظة إدلب شمالي سورية، عاشت أوضاعاً مشابهة، إذ شن طيران النظام الحربي، غاراتٍ أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وأعنف تلك الضربات كانت استهدفت قرية البارة في جبل الزاوية، وتسببت بمقتل عشرة مدنيين وإصابة عدد آخر بجروح.
وكان الناشط الإعلامي مصطفى أبو محمد أكد، لـ”العربي الجديد”، يوم أمس، مقتل “طفلة وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين في غارة روسية على أرض زراعية بين قريتي الكريز وعري الشمالي، في سهل الروج غرب مدينة إدلب”، مشيراً إلى أن قصفاً مماثلاً طاول بلدة سنجار وأطراف مدينتي إدلب وأريحا ومناطق غيرها في محافظة إدلب.
تقرير: الأمم المتحدة تنحاز للنظام السوري في توزيع المساعدات
لبنى سالم
اتّهمت مجموعة “حملة سورية”، في تقرير لها نشر اليوم الأربعاء، الأمم المتحدة بفقدان النزاهة والحياد والاستقلال، بسبب انحيازها إلى النظام السوري في توزيع المساعدات الإنسانية على حساب آلاف المحاصرين، الذين قضى بعضهم جوعاً.
وجاء في تقرير “حملة سورية”، أنّه “في الوقت الذي كانت توزع مساعدات أممية بقيمة مليارات الدولارات في جانب واحد من مناطق الصراع، ومن قبل جهات مقربة من نظام بشار الأسد، مات مئات الناس بسبب التجويع والأمراض المرتبطة بسوء التغذية، أو بسبب عدم الحصول على المساعدة الطبية، وهم على بعد دقائق فقط من المستودعات الأممية المتخمة بالمساعدات، وقد ساهم هذا في إطالة أمد الصراع”.
وأوضحت الحملة أن النظام السوري هدّد الأمم المتحدة مراراً بسحب إذن العمل منها في سورية، وسحب تأشيرات موظفيها غير السوريين، لمنعها من إدخال مساعدات إنسانية إلى بلدة محاصرة في درعا منذ عام 2011. في المقابل، اختارت الأمم المتحدة الانصياع لشروط النظام، وتولدت لديها ثقافة الامتثال، بحسب التقرير.
وأشارت الحملة، إلى أنّ 88 في المائة من المعونات الغذائية الأممية التي وصلت إلى دمشق في أبريل/نيسان، اتجهت إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام، في مقابل 12 في المائة فقط من المساعدات ذهبت إلى أراض خارج سلطة النظام.
وفي أغسطس/آب الماضي، وجه النظام أكثر من 99 في المائة من مساعدات الأمم المتحدة إلى مناطق سيطرته في دمشق. وخلال العام الماضي، حصل أقل من 1 في المائة من الناس الذين يسكنون في المناطق المحاصرة على مساعدات غذائية أممية، وفقاً لتقرير الحملة.
كما بين التقرير أن النظام لم يستجب لحوالي 75 في المائة من الطلبات التي تقدمت بها الأمم المتحدة خلال العام الماضي، كونه لا يخاف من أية عقوبات قد تترتب على رفضه.
وأوضحت “حملة سورية”، أن متطوعي المنظمة وفروعها حافظوا على سمعتهم ونزاهتهم وقد قتل العديد منهم من قبل قوات النظام خلال توزيعهم المساعدات، لكن المستويات العليا للمنظمة يتحكم بها النظام السوري، وهو ما يضع استقلالية الأمم المتحدة في خطر كبير.
كما اتّهمت الحملة، الأمم المتحدة بالموافقة على الدور المهيمن للنظام في صياغة وثائق استراتيجية رئيسية، ودعمها للهدنة المحلية المثيرة للجدل بعد الحصار، وبالفشل المنهجي بالاعتراف وتصنيف الكثير من المناطق المحاصرة.
وتتوافق هذه الاتهامات مع ما كشفته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بداية العام الجاري، والتي اتهمت الأمم المتحدة بتزوير تقاريرها الإنسانية لصالح النظام السوري، وإتاحة المجال له بإدخال تعديلاته الخاصة على التقارير قبل نشرها، ومن بينها محو عشرات الفقرات القوية ضده، ومعلومات تتعلق بالحصار المفروض على المدنيين في أكثر من بلدة سورية، بغرض الحيلولة دون استعمالها لاحقاً كأدلة ضد مرتكبي الجرائم الإنسانية.
وكانت 55 منظمة ومجموعة سورية، منها الدفاع المدني في سورية، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومركز انتهاكات الوثائق وغيرها دعمت توصيات التقرير، قد دعت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى وضع شروط واضحة لعلاقة الأمم المتحدة مع النظام السوري، بما يضمن إيصال المساعدات من دون تحيز لأولئك الذين في أشد الحاجة إليها، بغض النظر عن أي جانب هم، وقطع علاقتهم بها في حال فشل الأمر.
و”حملة سورية” هي مجموعة مناصرة عالمية، بدأت عملها عام 2014 لحشد تأييد الناس في جميع أنحاء الأرض لحماية الأرواح في سورية، وتسريع وتيرة التقدم نحو مستقبل سلمي وديمقراطي فيها. وقد عملت من خلال حملات متعددة على إيصال أصوات السوريين إلى العالم، في سبيل إحداث تغيير على أرض الواقع.
“جبهة النصرة” تستنفر مقاتليها ضد “جند الأقصى”
عزّز “قطاع البادية” التابع لـ”جبهة النصرة”، وجود مقاتليه في منطقة قصر ابن وردان الأثرية في ريف حماة الشرقي، عصر الثلاثاء، بعد تأزم الوضع مع “جند الأقصى” بسبب المقرات العسكرية لـ”الجند” في المنطقة.
وفي سابقة من نوعها بين الحليفين في “جيش الفتح”، استنفر “قطاع البادية”، القوة المركزية في تنظيم “جبهة النصرة”، وجلب أرتالاً كبيرة إلى منطقة قصر ابن وردان، بعدما أُبلِغَ الأمير العسكري لـ”جند الأقصى” بوجوب اغلاق المقرات التي افتتحها في قصر ابن وردان والشيحة. ورفض “جند الأقصى” الاستجابة لطلب “النصرة”.
مصدر عشائري مقرب من “قطاع البادية” في المنطقة، قال لـ”المدن”، إن “قطاع البادية” حاصر المنطقة بعد المهلة التي أعطاها “القطاع” لـ”الجند”. ويُعتبر “قطاع البادية” الذراع القوي في “النصرة” ويتألف من قوة عشائرية أغلب قادتها تنحدر من عشيرة الشعيطات ممن التحقوا بـ”النصرة” بعد مذابح “الدولة الإسلامية” بحق أهالي العشيرة وشبابها. ويتحكم “القطاع” بأغلب الريف الممتد من جنوبي حلب إلى إدلب، وصولاً إلى ريف السلمية الشمالي.
وأشار المصدر إلى أن “قطاع البادية” يخشى من وجود “جند الأقصى” في المنطقة المتاخمة لمناطق سيطرة “الدولة الإسلامية” في البادية السورية، حيث يفصلهما طريق سلمية–أثريا الذي تسيطر عليه قوات النظام. وقال المصدر إنه يمكن العبور من خلال ثغرات كبيرة في الطريق، إلى مناطق سيطرة “الدولة الإسلامية”. وبالفعل فان أعداداً كبيرة من المقاتلين التحقت بـ”داعش” عبر هذا الطريق.
وعاد “جند الأقصى” وأخلى مقريه في ابن وردان والشيحة، صباح الأربعاء، بعدما تعهد بالانسحاب ليل الثلاثاء/الأربعاء من المنطقة، على أن ينقل عناصره إلى منطقة رباطه السابقة شمالي سلمية في منطقة معان، التي يتمركز بها “جند الأقصى” منذ تحريره مدينة مورك في ريف حماة، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
و”قطاع البادية” هو الجناح المقرب من شرعي “النصرة” السابق أبو ماريا القحطاني، المعروف بكرهه لـ”الدولة الإسلامية”، والذي يعتبر ألد أعداء التنظيم بين تنظيمات السلفية الجهادية. وتفيد مصادر مقربة من جماعة أبو ماريا، أن الشيخ وجماعته، الخارجين من درعا مؤخراً، استقروا في “قطاع البادية” لصلاتهم العشائرية بأغلب مقاتلي القطاع المكون من مقاتلي الشرقية.
ويُعتبر “جند الأقصى” الفصيل الأقرب الى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقد اتهمهم “أمير قاطع حماة” السابق والقيادي البارز في “جبهة النصرة” صالح الحموي، بأن 60 في المئة من عناصر “جند الأقصى” يبايعون “داعش” سراً، فيما 30 في المئة منهم يعتبرون مقاتلي “داعش” أخوة يجب نصرتهم.
وتعرض “جند الأقصى” إلى انشقاق كبير في صفوفه في شباط/فبراير 2016، بعدما أعلن أعضاء “اللجنة الشرعية” في “الجند”؛ أبو عبد الرحمن المكي، وأبو ماهر شورى، وأبو شيماء سهل، وأبو الوليد العسكري، انشقاقهم عن “جند الأقصى” والتحاقهم بـ”جبهة النصرة”. وانضم إلى أعضاء “اللجنة الشرعية” القائد العسكري لـ”الجند” في إدلب أبو حمزة اليمني، ومسؤول “معهد حماة” في “الجند” وأبو تراب الشرعي. ما يعني خروج أغلب القادة الحمويين من “جند الأقصى” وانضمامهم إلى “النصرة” ليبقى القادة الأدالبة على رأس “الجند”.
وكان “جند الأقصى” قد تأسس أواخر العام 2013، بعدما خرج الخلاف بين زعيم “الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي، وزعيم “جبهة النصرة” الجولاني، إلى العلن. حينها اعتزل محمد العثامنة، الملقب بأبو عبد العزيز القطري، الخلاف بين “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، وأسس “جند الأقصى”. والقطري من مؤسسي “النصرة”، وصاحب تاريخ جهادي طويل، فقد تنقل بين أفغانستان والشيشان والعراق، وقُتل أحد أبنائه في سوريا نهاية العام 2012 في إحدى المعارك مع قوات النظام في ريف إدلب.
وعرف معظم قادة الفصائل العسكرية في الشمال السوري، أبو عبد العزيز القطري، وربطته علاقات قوية بقيادات الجيش الحر. واختفى القطري مطلع العام 2014 بعد أيام على بدء الحرب على “الدولة الإسلامية” في إدلب وحلب، لتظهر جثته في أحد أبار جبل الزاوية. واتهم قائد “جبهة ثوار سوريا” جمال معروف، بقتل القطري، الأمر الذي نفاه معروف. وأكد مقاتل في “جبهة ثوار سوريا” أن جمال معروف، لم يكن على علم بمقتل أبو عبد العزيز، وأن مقاتلين قاموا بتصفية القطري، من دون الرجوع إلى معروف.
وخَلَفَ القطري في قيادة “جند الأقصى”، القائد العسكري لـ”الجند” أبو مصعب عمار جعبور، واستطاع ابقاء التنظيم على سياسة الحياد التي انتهجها القطري مع جميع الفصائل والتنظيمات. وبعد مقتل جعبور في محيط مورك، سيطر التيار “الداعشي” الذي يقوده أبو دياب سرمين وأبو ذر الجزراوي، على “جند الأقصى”.
وتورط التنظيم بقتل عدد كبير من قادة الجيش الحر و”حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام”. واعتقل عناصر تابعين لـ”الجند” بعد اغتيالهم الشيخ مازن قسوم الشرعي في “فيلق الشام”. ويشير الجميع إلى أن حوادث الاغتيالات تقف ورائها “الكتيبة الأمنية” في التنظيم. وقامت “حركة أحرار الشام” باعتقال عدد كبير من الخلايا الأمنية المشتركة بين “الدولة الإسلامية” و”جند الأقصى”.
برلين تنفي إرسال قوات إلى سوريا.. والمرصد يؤكد
نفت وزارة الدفاع الألمانية، الأربعاء، أن تكون برلين قد أرسلت أي قوات خاصة ألمانية إلى سوريا للقتال إلى جانب “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تشن معركة متواصلة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة منبج وريفها بدعم من التحالف الدولي الذي تقود واشنطن. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، إنه “لا توجد قوات خاصة ألمانية في سوريا. إنه اتهام خاطئ”.
وكانت وزارة الخارجية السورية قد أدانت “عدواناً صريحاً وغير مبرر على سيادتها” نتيجة وصول قوات ألمانية وفرنسية إلى البلاد. وقالت الوزارة في بيان، الأربعاء، إن “سوريا تدين بشدة تواجد قوات ألمانية وفرنسية في عين العرب ومنبج وتعتبره عدوانا صريحا وغير مبرر على سيادتها واستقلالها”.
الأنباء عن وجود قوات ألمانية وفرنسية خرجت أولاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ قال في تقرير نشره على موقعه الالكتروني، إنه علم “من عدة مصادر موثوقة أن مستشارين عسكريين ألمان وقوات استشارية وخاصة فرنسية وأميركية تساند قوات سوريا الديموقراطية في معركة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف المرصد نقلاً عن مصادره أن “القوات الخاصة الفرنسية تقوم ببناء قاعدة عسكرية لقواتها بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني)، وأن غالبية المستشارين موجودون بمنطقة سد تشرين على ضفاف نهر الفرات جنوب شرق منبج”. وأكد أن “القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية لم تشارك حتى اللحظة في الخطوط الأولى للاشتباكات مع التنظيم بل يقتصر دورها على خطوط الدعم أي –الخط الثاني للاشتباكات- بالإضافة لعملها على تفكيك الألغام والعبوات التي يخلفها التنظيم من المناطق التي ينسحب منها”، وأشار إلى أن الأيام الماضية شهدت حركة إقلاع وهبوط مروحي في مدينة عين العرب/كوباني.
في موازاة ذلك، حذر وزير الخارجية الاميركية جون كيري، روسيا من أن صبر واشنطن “محدود جداً”، في ما يتعلق بمحاسبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما ارتكبه، ويرتكبه في سوريا. وقال الوزير الأميركي خلال لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في النروج، إنه “على روسيا ان تفهم ان صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة ما اذا ستتم محاسبة الاسد ام لاً”. وأكد في المقابل أن بلاده “مستعدة أيضاً لمحاسبة (المجموعات المسلحة) من عناصر المعارضة” الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات أو الذين “يواصلون المعارك في انتهاك لوقف اطلاق النار”.
حلب: الغارات الروسية لا توقف توسع المعارضة
خالد الخطيب
سيطر “جيش الفتح” على أجزاء واسعة من بلدتي خلصه وزيتان، ومنطقة الساتر بالقرب من الحويز في ريف حلب الجنوبي. وجاء ذلك بعدما شنّ مقاتلو “الفتح” وفصائل المعارضة المسلحة، هجوماً عنيفاً، مساء الثلاثاء، ضد معاقل قوات النظام والمليشيات الموالية و”الحرس الثوري” الإيراني، التي كانت تتمركز في التلال الفاصلة بين بلدتي الحاضر جنوباً وخان طومان شمالاً.
وباشرت فصائل “جيش الفتح” هجومها من ثلاثة محاور، انطلاقاً من مواقع تمركزها في بلدات الحمراء والقلعجية والقراص، ومهدت لتقدمها بقصف مكثف بالأسلحة الثقيلة، بالمدفعية والهاون وصواريخ الـ”كاتيوشا” والـ”غراد”. وتولت فصائل المعارضة ضرب الدفاعات الأولى للمليشيات بصواريخ مضادة للدروع، دمّرت ثلاث مدرعات وقواعد مدفعية من عيار “57” و”b9″، ومدفعية رشاشة من عيارات متوسطة وثقيلة محمولة على سيارات رباعية الدفع.
وبعد أن تحقق لمقاتلي “الفتح” إنهاء خطر دفاعات قوات النظام، بشكل شبه كامل، تقدمت سرايا المقتحمين على مجموعات، وتمركزت في محيط المواقع المستهدفة، وبدأت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وجهاً لوجه. وتمكن مقاتلو “الفتح” من قتل 20 عنصراً من المليشيات العراقية والأفغانية، بالإضافة إلى قتل مجموعة قتالية تزيد عن عشرة عناصر، من حزب الله اللبناني، على يد “الفرقة 13” بعد استهدافها بصاروخ “تاو” مضاد للدروع.
وكانت بلدة خلصه المحور الأبرز الذي عملت عليه قوات “الفتح”، بينما كانت مهمة المحورين الآخرين الاشغال وتشتيت القوات المعادية. وسيطر مقاتلو “الفتح” على أكثر من 75 في المئة من البلدة، من خلال السيطرة على جبل أفلود في الجزء الشمالي بعدما تم استهداف معاقل المليشيات فيه بسيارة مفخخة، بالإضافة إلى تلة رجم الشيحة القريبة. ولا تزال تلة الحماية في القسم الجنوبي من البلدة في يد المليشيات، وسط اشتباكات مستمرة في محيطها.
مسؤول الإعلام العسكري في “حركة أحرار الشام” محمد يزيد، أكد لـ”المدن”، أن معركة السيطرة على بلدة خلصه تعتبر ثاني أكبر معركة يخوضها “جيش الفتح” جنوبي حلب. وتبرز أهمية البلدة من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط الحاضر والوضيحي والسابقية، أهم المواقع التي تتمركز فيها المليشيات. كما أن ارتفاع خلصه يسمح لمن يسيطر عليه بتغطية منطقة واسعة في محيطها نارياً.
وبالسيطرة على خلصه تصبح قوات النظام المتمركزة في برنة وزيتان، بحسب يزيد، مجبرة على الانسحاب، وهما بلدتان تقعان إلى الغرب من خلصه، وطريق امدادهما الوحيد يمر عبر خلصه نحو الشمال الشرقي. كما أنه بسيطرة مقاتلي “الفتح” على منطقة الساتر أصبحت بلدة السابقية في مرمى النيران مباشرة.
وأوضح يزيد أن الطيران الروسي شنّ أكثر من خمسين غارة جوية ليل الثلاثاء/الأربعاء، طالت مواقع “جيش الفتح”، وخطوطه الأمامية، واستخدم مختلف أنواع القنابل، من عنقودية ونابالم فوسفوري، وصواريخ وقنابل تعقب للمدرعات. كما قصفت المدفعية وقواعد الصواريخ التابعة للنظام المتمركزة في “معامل الدفاع” جنوب شرقي حلب، المنطقة التي تقدم فيها “جيش الفتح”. ولولا هذه التغطية النارية الكبيرة لكان مقاتلو “الفتح” قد حققوا أهداف المعركة خلال ساعات، بحسب يزيد.
ومن الطبيعي أن تبدي قوات النظام والمليشيات كل هذه المقاومة، في منطقة خلصه التي تعتبر من أعلى النقاط جنوبي حلب بعد تلة العيس التي سيطر عليها مقاتلو “الفتح” في وقت سابق، إذ إنها تدرك تماماً أنها بخسارة خلصه ستكون في مواجهة حتمية مع مقاتلي “الفتح” على أبواب الحاضر من جهة الشمال، خلال أيام، كما أنها ستخسر عدداً من البلدات والمواقع، بشكل تلقائي من دون قتال، إذا هي خسرت خلصه وانسحبت من آخر التلال التي تتحصن فيها في تلة الحماية.
وعندما تتحقق لـ”جيش الفتح” السيطرة بشكل كامل على خلصه من خلال فرض السيطرة على تلة الحماية، ستسقط مجموعة أخرى من التلال الصغيرة الواقعة إلى الشرق والجنوب الشرقي منها، هي رجم الشيخ والقصر الكبير ومغارة عبدالعزيز، وبذلك تصبح المواجهة على أربع جبهات حاسمة: الحاضر والسابقية وشغيدلة وعبطين.
من جانب آخر، شهدت جبهات حندرات والملاح وتل مصيبين في ضواحي حلب الشمالية، قصفاً عنيفاً ليل الثلاثاء/الأربعاء، بالمدفعية والصواريخ، وصواريخ “فيل” واسعة التدمير. كما شن الطيران الحربي غارات جوية طالت المناطق نفسها وفي المحيط القريب منها على بلدات عندان وحريتان وحيان وكفر حمرة ومنطقة أسيا.
وواصل الطيران الحربي شنّ غاراته صباح الأربعاء، مستهدفاً، الكاستيلو وأحياء طريق الباب والصالحين ومساكن هنانو والراشدين في مدينة حلب، ومواقع وبلدات ريف حلب الغربي، في بالا وخان العسل.
قائد “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أن الحملة الجوية العنيفة التي يشنها طيران النظام والطيران الروسي في حلب لن تتوقف، وهي تشهد تصعيداً دراماتيكياً في ظل الخسارات التي تتعرض لها قوات النظام والمليشيات و”الحرس الثوري” الإيراني في مختلف جبهات حلب الصامدة، من الشمال إلى الجنوب.
وأوضح النقيب أمين، أن معركة حلب قد بدأت فعلياً في وقت سابق، والمعارك العنيفة في جبهات الشمال بالقرب من الكاستيلو وفي الجنوب شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق، هي خير دليل على ذلك.
سوريا تندد بوجود قوات ألمانية وفرنسية في شمال البلاد
بي. بي. سي.
قالت الحكومة السورية إن قوات فرنسية وألمانية موجودة في شمال البلاد، وقد نفت ألمانيا هذا الاتهام.
وقالت وسائل الإعلام السورية إن الحكومة تندد بشدة بوجود القوات الفرنسية والألمانية في عين العرب (كوباني)، ومينبج.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، عن وزراة الخارجية قولها “ترى سوريا أن هذا اعتداء صارخ وغير مبرر على سيادتها واستقلالها.”
ونفت وزارة الدفاع الألمانية وجود قوات ألمانية خاصة في شمال سوريا، وقالت إن الادعاءات المتكررة من قبل الحكومة السورية بهذا الصدد ليست صحيحة على الإطلاق.
وقال متحدث باسم الوزراة “لا توجد قوات ألمانية خاصة في سوريا. هذا اتهام باطل.”
وتتهيأ قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة حاليا لشن هجوم على تنظيم “الدولة الإسلامية” قرب مينبج، بينما تقع عين العرب (كوباني) تحت سيطرة فصائل كردية سورية، تعد جزءا من قوات سوريا الديمقراطية.
أمريكا تنفي أي توتر مع السعودية على خلفية الأزمة السورية
هند القديمي
نفت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء وجود أي توتر مع السعودية بسبب تحفّظ الرياض على الموقف الأمريكي من النزاع السوري، الذي طالما شكل مصدر اختلاف بين الحليفين.
وواجهت الدبلوماسية الأمريكية تساؤلات جديدة الثلاثاء حول العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن والرياض، غداة إفطار جمع بين وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» وولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، استمر أكثر من ساعتين.
واستقبل «كيري» وزير الدفاع السعودي في منزله بواشنطن، وبحثا رسميا تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل مكافحة الإرهاب، وفقاً للخارجية الأمريكية.
وحرص «كيري» على أن يعكس اللقاء بالأمير «محمد بن سلمان» الطابع الدافئ للعلاقة السعودية- الأمريكية، باستقبال ضيفه على إفطار رمضاني في منزله في واشنطن بدل الاجتماعات البروتوكولية في مبنى الوزارة.
واستقبل «كيري» ضيفه لدى نزوله من سيارته ورافقه إلى المنزل الذي تملكه عائلته في منطقة جورج تاون.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية «جون كيربي» للصحفيين إن «الإفطار تقدير لزيارة ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة»، وإنه تطرق إلى «العلاقة القوية والمستديمة بين الولايات المتحدة والسعودية، ونطاق واسع من القضايا، من ضمنها اليمن وسورية وليبيا ومكافحة الإرهاب».
وقدم الأمير «محمد بن سلمان» التعازي بضحايا اعتداء أورلاندو، وجرى الحديث عن «التعاون لمكافحة التطرف على المستويين الإقليمي والدولي».
وتتجنب الولايات المتحدة استخدام تعبير «الإسلام المتشدد»، وتفضّل تعبير «التطرّف العنيف».
وتناول اللقاء أيضاً خطة الأمير الاقتصادية «رؤية 2030» والانتقال النوعي للمملكة بعيداً من اقتصاد النفط.
وبخصوص سوريا، قال «جون كيربي» في مؤتمر صحفي «في حال سألتموني إذا ما كان هناك فرق فلسفي كبير بين السعوديين والولايات المتحدة حيال كيفية المضي قدماً في الميدان في سوريا، فإن الجواب هو لا».
وأوضح أن «المسؤولين بحثا العلاقات القوية والمستمرة بين الولايات المتحدة والسعودية، وناقشا مروحة واسعة من المواضيع مثل اليمن وسوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب».
واعتبر «كيربي» أنه من دون دعم السعودية، وهي عضو مؤسس في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، لما وجدت المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تضم نحو 20 دولة وتسعى لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري.
ويزور الأمير «محمد بن سلمان» العاصمة الأمريكية على رأس وفد وزاري اقتصادي وعسكري، وعقد قبل قيامه بهذه الزيارة اجتماعا مع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
ويشرف هذا المجلس على تنفيذ (برنامج التحول الوطني 2020)، الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل في المملكة، وخفض الاعتماد على إيرادات النفط في ظل تراجع أسعاره عالمياً.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) «جون برينان» استبعد قبل زيارة «محمد بن سلمان» أي مسؤولية للسعودية في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث كان 15 من مرتكبي هذه الاعتداءات الـ 19 من السعوديين.
إلا أن المرشحة الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية «هيلاري كلينتون» ندّدت الاثنين بدور السعودية وقطر والكويت في تمويل الفكر المتطرف الإسلامي، وذلك غداة الاعتداء على ناد ليلي للمثليين في ولاية فلوريدا، قام به أمريكي من أصل أفغاني أعلن ولاءه لتنظيم «الدولة الإسلامية».
سلسلة لقاءات
وعقد ولي ولي العهد السعودي سلسلة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن الثلاثاء ركزت على الأزمات في المنطقة والتعاون الإقليمي، حيث التقى مدير الاستخبارات «جيمس كلابر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية «جون برينان»، غداة لقائه مع «كيري».
وضم جدول لقاءات الأمير «محمد بن سلمان» الثلاثاء زعماء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، وبينهم زعيم الغالبية الجمهورية «بول ريان» والأقلية الديموقراطية «نانسي بيلوسي»، إلى جانب رؤساء لجان العلاقات الخارجية والخدمات المسلحة في المجلسين.
كما من المقرر أن تكون له اجتماعات اقتصادية رفيعة المستوى تسبق لقاء محتملاً بالرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ووزير الدفاع «آشتون كارتر».
وبعد واشنطن، يتوجه ولي ولي العهد إلى نيويورك، حيث يجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» وهيئات اقتصادية، إضافة إلى كاليفورنيا ومنطقة وادي السيليكون الرائدة في المشاريع التكنولوجية.
وقال الخبير السياسي في «مركز التقدم الأمريكي» «بريان كاتوليس»، إن زيارة «محمد بن سلمان» «تختلف عن الصورة التقليدية للزيارات السابقة، كونها تخرج عن السياق السياسي وستشمل محادثات اقتصادية وتكنولوجية في نيويورك وكاليفورنيا».
وأضاف «كاتوليس» الذي كان التقى ولي ولي العهد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أن «شباب وحيوية الأمير وقوته التحليلية ستساعده في مد الجسور مع المسؤولين الأمريكيين».
واعتبر أن «وضع خريطة طريق لإنهاء النزاع في اليمن سيكون في صلب المحادثات، إلى جانب التحديات الأمنية المشتركة».
وتمتد زيارة الأمير السعودي إلى الولايات المتحدة حتى 17 من الشهر الجاري ليبدأ بعدها إجازة خاصة ربما في الولايات المتحدة أو جزر المالديف قبل أن يصل إلى باريس في 25 من الشهر الجاري في زيارة رسمية تدوم أربعة أيام يبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» وكبار أعوانه عددا من القضايا السياسية الإقليمية ومن بينها مبادرة باريس لتحريك عملية السلام المتجمدة بين
والإسرائيليين منذ 2014 .
وكان من المقرر أن تشمل جولة الوزير السعودي كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والصين وبريطانيا إلا أن الأمير السعودي قصر الجولة على واشنطن وباريس في الوقت الراهن وفقا لمصادر دبلوماسية في الرياض.
المصدر | الخليج الجديد+ متابعات
كيري يحذر روسيا والأسد من مواصلة انتهاك الهدنة
وجّه وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحذيرا إلى روسيا والرئيس السوري بشار الأسد بشأن انتهاكات الهدنة في سوريا، مؤكدا أن على روسيا أن تفهم أن صبر واشنطن “محدود جدا” على صعيد التزام وقف إطلاق النار.
وقال كيري اليوم خلال زيارة للنرويج إثر لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إنه تبين أن وقف الأعمال القتالية في سوريا هش ومهدد، وإن من المهم إرساء هدنة حقيقية، مضيفا أن بلاده مستعدة لمحاسبة المجموعات المسلحة من المعارضة التي يشتبه في أنها “تواصل انتهاك وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن النظام انتهك الهدنة منذ اليوم الأول وخصوصا في حلب واللاذقية، “ولن نبقى مكتوفي الأيدي” في وقت يواصل الأسد الهجوم في حلب وتستمر روسيا في دعم هذه العملية.
وأوضح أن هناك حاجة لوقف حقيقي للأعمال العدائية في سوريا، مما يتيح توصيل المساعدات الإنسانية ويمهد الطريق لإجراء مباحثات خاصة بالمرحلة الانتقالية، مطالبا طهران باستغلال نفوذها على دمشق.
وبمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا، أعلن يوم 27 فبراير/شباط الفائت وقف للأعمال القتالية في العديد من المناطق السورية، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة قبل أن ينهار وخصوصا منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي.
عشرات القتلى والجرحى بغارات على حلب ودرعا
أفاد مراسل الجزيرة أن أكثر من ثلاثين شخصا قُتلوا وجُرح عشرات بغارات روسية وأخرى لطائرات النظام على مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، كما ألقت طائرات النظام براميل متفجرة لليوم الثاني على درعا في جنوب البلاد مخلفة عدة جرحى.
وذكر المراسل أن قوات النظام السوري شنت غارات عنيفة بالبراميل المتفجرة والصواريخ والألغام البحرية على أحياء حلب وريفها أيضا.
من جهتها قالت مديرية الدفاع المدني في حلب إن طائرات النظام السوري شنت أكثر من خمسين غارة منذ صباح أمس الثلاثاء، تركزت على أحياء الصالحين والفردوس وصلاح الدين وهنانو، كما استهدفت بلدات حيان وعندان وحريتان في ريف حلب الشمالي.
وفي درعا أفاد مراسل الجزيرة أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة لليوم الثاني على التوالي على الأحياء السكنية في بلدة الحارة بريف درعا مما تسبب في جرح عدد من المدنيين بينهم أطفال.
وتسبب القصف في دمار كبير في الأبنية والممتلكات داخل البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
كاتب بنيوزويك: حفظ ماء وجه الأسد لوقف نزيف سوريا
قال الكاتب فريدريك هوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدفع ثمنا غاليا نظير دعمه الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواصل اقتراف الجرائم بحق المدنيين في الحرب المستعرة منذ سنوات في سوريا.
وأشار الكاتب في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية إلى أن الأسد تحدث أمام البرلمان السوري في السابع من الشهر الجاري وأنه رفض تقاسم السلطة داعيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بدلا من من هيئة حكم انتقالي طالبت بها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي خلال مفاوضات جنيف عام 2012.
وقال فريدريك هوف إن الدستور السوري الحالي يمنح كل السلطة للرئاسة، وإن الحكومة الوطنية المكونة من رئيس وزراء ووزراء تكون عاجزة ولا سلطة بيدها، فالسلطة الحقيقية ستبقى رهينة بيد العائلة المافيا التي تسيطر على الرئاسة في الوقت الحالي.
وأضاف أن هناك الكثير من التفكير المبدع والصيغ السياسية لحفظ ماء وجه الأسد بهدف وقف نزيف الدم في سوريا والدفع باتجاه وحدة وطنية حقيقية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن كل ما يحتاجه ذلك شيء من الأخلاق والتنازل الطوعي عن السلطة من قبل العائلة الحاكمة، إلا أن ذلك -يواصل الكاتب- يواجه مشكلة حقيقية وهي أن الأسد يتنفس بصورة مطلقة من السلطة المطلقة.
حماية الأسد
وقال إنه ينبغي على روسيا العمل على تأمين حماية لعائلة الأسد التي اقترفت الجرائم بحق الشعب السوري، حماية تكون خارج سوريا، وذلك إذا أرادت موسكو الحفاظ على مصالحها في سوريا والمنطقة.
وأوضح أن المصالح الروسية التقليدية يمكن أن تكون محمية بشكل أفضل من جانب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب أكثر مما تكون محمية من جانب الأسد نفسه. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف أن الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما لا يسعى لتغيير النظام السوري بالقوة.
نقلاً عن أشهر حلفاء الأسد.. حبوب هلوسة عند شبّيحته!
سائق لاذقاني بعد خلافه مع امرأة من جسر الشغور: أنا مخابرات وهي إرهابية!
العربية.نت – عهد فاضل
على عكس مايشيعه إعلام النظام السوري، ومنذ بداية الثورة السورية عليه، ضد معارضيه واتهامهم بالاتجار بالمخدرات وتحديدا منها “حبوب الهلوسة” التي أفرد لها مكاناً في إعلامه المرئي والمطبوع، للطعن بالمعارضين السوريين، فقد تبين أن حبوب الهلوسة، تلك، تملأ سيارات أنصاره والذي يوصفون بالشبّيحة، حتى بين أنصاره أنفسهم.
وهذه المرة، لم تأت المعلومة من المعارضة السورية، بل جاءت من أشد حلفاء النظام قرباً إليه وفتكاً بالسوريين، أتت من إعلام “حزب الله” اللبناني اليوم الأربعاء.
فقد نقل إعلام ميليشيا “حزب الله” عن ظاهرة التفلت الأمني و”التشبيح” في اللاذقية مسقط رأس الأسد. وتحدث عن واقعة حصلت في منطقة “بسنادا” عندما فرّ اثنان من الشبّيحة، وتسميتهما لا زالت تبعاً للمصدر، بسيارة كانا سرقاها وفرا بها. ولدى الإمساك بهما، بعد أن اعترضهما شابان من المنطقة، بعد تعرّضهما لمطاردة أمنية، تبين أن لديهما كميات من “حبوب الهلوسة” فضلا عن وجود كميات من مخدّر الحشيشة.
مع العلم أن مصادر المعارضة السورية كانت أشارت في أوقات مختلفة، إلى أن الاتجار الفعلي بتلك المواد المخدّرة عالية الخطورة، تتم في بيئة الأسد الأمنية، في شكل أو آخر. إلا أن نظام الأسد كان يسلّط الضوء على المقاتلين الذين يحاربونه، لو حدث وتم الإمساك بأحدهم وكان يحمل معه مواد مخدرة.
وتقول المصادر العارفة بالمنطقة الساحلية، إن الاتجار بالمخدرات والسلاح، كان مصدرا من مصادر تمويل ميليشيات مناصِرة للأسد، تتشكل ثم تختفي بعد حصد أموال مهولة من تلك التجارة. حتى أصبحت مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد، هي المكان الآمن لنقل وبيع وشراء المخدرات والسلاح.
ولعل مجيء تلك المعلومة التي تتحدث عن شبيح ينقل حبوبا للهلوسة وحشيشا، من مصدر حليف لنظام الأسد، لا تترك مجالا للشك أن “فتق” النظام اتّسع على راتقه. فلم يعد بالامكان، حسب التعبير الدّال: الاختباء وراء الاصبع.
وينقل تقرير بعنوان “في شيكاغو السورية، الفيميه ينال من هيبة الدولة” نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لـ”حزب الله” اليوم الأربعاء – وهو التقرير الناقل لواقعة ضبط حبوب الهلوسة مع شبيح – عن سيدة من جسر الشغور نزحت الى اللاذقية، لم تسمّها، كيف لتعرضت لاعتداءات الشبيحة وعنفهم، لمجرد خلافها البسيط مع سائق تكسي. فبدأ بإهانتها وتحقيرها والقول لها: “جاية من جسر الشغور وبدّك تكبري حالك علينا؟”.
وجاء في تفاصيل الحادثة، أن السائق الذي حقّر وأهان السيدة على الملأ، أن الناس اجتمعت حولهما محاولين إنهاء “الفضيحة” فما كان منه إلا أن قال: “أنا من الأمن العسكري، وهذه (أي السيدة) إرهابية” ثم أجرى اتصالا هاتفيا ظنّه الآخرون للإيهام، إلا أن الحقيقة أن السيدة بعدما حاولت العودة الى بيتها، اعترضتها سيارتان، واحدة للشبيح السائق، وأخرى لمسلّحين نزلوا، وبدأ أحدهم بضربها وقطع لها شعرها، كما جاء في النص، ثم بصق عليها وقال “سنتركك هذه المرة ولن نشحطك”!
يذكر أن ما جاء في إعلام حليف للأسد، لم يأت إلا بعد سنوات من منشورات المعارضة السورية التي كانت تشير الى تحول مسقط رأس الأسد الى مكان للجريمة والتشبيح على كل أبناء المحافظة بمختلف طوائفهم. وعادة ما كان النظام يكذّب تلك المعلومات ويصنّفها في خانة التجييش ضده.
إلا أنه وبعد إعلام حليفه الميليشياوي “حزب الله” وتأكيده أن حبوب الهلوسة في سيارات الشبيحة في اللاذقية، فإن النظام السوري يقع تحت طائلة المثل العربي الأشهر: يداكَ أُوكتا وفوك نفخ!
المعارضة السورية تتفق على 5 نقاط للمرحلة المقبلة
بروكسل – نور الدين الفريضي
عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي اجتماعات في بروكسل، هي الرابعة بينهما، في الفترة من 13 إلى 15 حزيران/يونيو 2016 في نطاق توحيد موقف المعارضة ورؤيتها للتطورات في سوريا وآفاق الحل السياسي.
وأكد المجتمعون إدانتهم “للمجازر المروِّعة التي تشهدها سوريا على يد الأسد وحلفائه، وخطط التهجير القسري، وحصار مناطق كاملة ومنع الغذاء والدواء عنها، واستمرار الاعتقالات وحالات الإخفاء القسري، مما حال دون إيجاد بيئة تؤدي لانطلاق مفاوضات بناءة”.
ورأى المجتمعون أن “الشعب السوري بكافة مكوناته، كان ضحية لإجرام النظام وعجز المجتمع الدولي عن توفير الحماية له، مما جعله عُرضة للفوضى والتدمير والإرهاب بكل أشكاله”، وشددوا على “رفض أي احتلال أو تدخل أجنبي”.
وأكد البيان الختامي أن “رؤية الطرفين تتلخص في الآتي:
1- تأكيد الالتزام بالحل السياسي الوطني وفق بيان جنيف (30 حزيران/يونيو 2012)، والمرجعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، وعلى قاعدة التوافقات الوطنية بين مكونات المجتمع السوري من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وباقي الأطياف، بما يضمن مشاركتهم جميعاً، في بناء دولة مدنية ديمقراطية وصياغة عقد وطني يُنظم الهوية الوطنية الجامعة للسوريين.
2- التأكيد على أن خلاص الشعب السوري بكافة توجهاته بمن فيهم الموالاة يتحدد بالخلاص من نظام الاستبداد والقتل، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف. ويرى الطرفان أن محاربة الإرهاب تشترط إنهاء الاستبداد واستنهاض قوى المجتمع الوطنية، بقيادة الهيئة الحاكمة الانتقالية وفق استراتيجية إقليمية ودولية.
3- عقد لقاءات دورية وورش عمل بمشاركة ممثلي قوى سياسية ومكونات مجتمعية وناشطين وخبراء، ودعم جهود الهيئة العليا للمفاوضات، وتعزيز التواصل والتنسيق بين القوى والمكونات الوطنية السورية، وتنظيم زيارات مشتركة إلى الدول المعنية بالقضية السورية.
4- تطوير رؤية المعارضة السورية حول القضية الكردية، وإيجاد حلٍّ عادل لها في نطاق وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وبما يحقق الاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، ومشاركة القوى الكردية السياسية والثورية في بناء سورية الديمقراطية.
5- دعوة الاتحاد الأوروبي لتطوير دوره في دعم الحلِّ السياسي وإنجاحه، والمشاركة الفعالة في رعاية العملية التفاوضية، وتطبيق القرارات الدولية، وإنهاء عنف النظام والتصدي للإرهاب بكل أشكاله، وتعزيز رعايته للاجئين السوريين وحلِّ مشكلاتهم”.
سكان حلب تحت ويلات النار والجوع
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت منظمات إغاثية، الثلاثاء، بانقطاع الامدادات عن مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب شمالي سوريا، منذ اندلاع الحرب في سوريا بسبب تكثيف الغارات الجوية والقصف، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء وتعثر جهود لتخفيف ويلات الأزمة على المدنيين.
وقالت كريستي ديلافيلد مسؤولة الاتصالات بمنظمة “ميرسي كوربس” التي تدير أكبر عملية لنقل المساعدات غير الحكومية داخل سوريا “على مدى الأسابيع القليلة الماضية عجزنا عن نقل الإمدادات إلى داخل مدينة حلب نفسها.”
ونقلت رويترز عن ديلافيلد “القصف مستمر.. بكثافة شديدة. هذه هي أطول فترة زمنية نعجز فيها عن إيصال المساعدات.”
وعزلت مناطق سيطرة المعارضة في حلب عن العالم الخارجي بفعل تصعيد الغارات الجوية والقصف على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة فأصبح مئات الآلاف من سكانها تحت الحصار.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما بين 200 و300 ألف نسمة لا يزالون يسكنون في المناطق اليت تسيطر عليها المعارضة، ويعيشون في ظروف قاسية زادتها صعوبة المحاولة الجديدة لحصار تلك المناطق بقطع طريق الكاستيلو الذي يحمل اسم قلعة قديمة في حلب. والآن بات يسمى “طريق الموت.”
وتعرض الطريق على مدى فترة طويلة لنيران القناصة، لكن الهجمات الجوية والقصف زاد بدرجة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين على الأقل.
حلب تحت النار
ونقلت رويترز عن مصدر مؤيد للحكومة السورية الأسبوع الماضي قوله إن هناك تحضيرات لتنفيذ “شيء كبير في حلب.”
وقال المصدر المطلع على الاستراتيجية إن روسيا كثفت غاراتها الجوية بالاتفاق مع الحكومة السورية وحلفائها الآخرين بغرض تطويق المعارضين في نطاق حلب بما في ذلك المدينة ذاتها.
وتصل المساعدات التي تقدمها ميرسي كوربس إلى نحو 570 ألف شخص شهريا في سوريا وأكثر من 75 ألفا في حلب وحدها. وتوزع المنظمةالدقيق على الخبازين وحزم الطعام لعائلات تعتمد عليها للحصول على احتياجاتها.
ومع شح المساعدات في حلب ارتفعت أسعار الغذاء في الأسواق وأضافت ضغوطا فوق ما تعانيه ميزانيات الأسر التي تئن تحت وطأة خمس سنوات ويزيد من الحرب الدامية.
ويشكو عمال الإغاثة من أن عدم وجود مسار آمن يتسبب في ضعف العمل في مناطق سيطرة المعارضة والريف المحيط بها. وقصفت منشأت انطبيتان في حلب تدعمهما منظمة أطباء بلا حدود خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت موسكيلدا زانكادا رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في سورياهذا الأسبوع “العالم يدير ظهره للمذبحة التي تحدث في حلب.”
كيري لروسيا: صبر الولايات المتحدة بشأن سوريا له حدود
خصوصاً في ما يتعلق بمعرفة ما إذا ستتم محاسبة الأسد أم لا
وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأربعاء، تحذيرا إلى روسيا ورئيس النظام السوري بشار الأسد لجهة ضرورة احترام وقف الأعمال القتالية، مؤكدا أن صبر واشنطن “محدود جدا”.
وقال كيري على هامش زيارة للنروج “على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا”، على صعيد التزام وقف إطلاق النار.
ورغم رعايتهما الهدنة وعملية السلام في سوريا، يستمر الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول مصير الأسد.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة “مستعدة أيضاً لمحاسبة (المجموعات المسلحة) من عناصر المعارضة” الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات او الذين “يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار”.
ولم تحقق ثلاث جولات تفاوضية في جنيف بين النظام السوري والمعارضة هذا العام أي تقدم.
كما أعلن في خطاب ألقاه امام مجلس الشعب الجديد في السابع من حزيران/يونيو رفض النظام السوري لأي حلول خارج ورقة المبادئ التي طرحتها في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع المعارضة.
وبعد لقائه ظريف، أكد كيري العمل على إحياء وقف إطلاق النار أملا بالتوصل إلى ذلك خلال “أسبوع أو اثنين”، ما سيسرع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين.
وقال “لن اطلق أي وعد يلزمني، لكن مباحثاتي مع (الوزير الايراني) ظريف تجعلني اعتقد ان هناك سبلا للتوصل إلى ذلك”.
معارضون: الاحتكار الأمريكي – الروسي للملف السوري أثبت فشله
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 15 حزيران/يونيو 2016
بروكسل – طالب كل من الائتلاف السوري وهيئة التنسيق الوطنية، الاتحاد الأوروبي بتوسيع دوره وتكثيف جهوده لحل الصراع السوري.
جاء هذا النداء، في مؤتمر صحفي مشترك عقده كل من رئيسي أكبر طرفين سوريين سياسيين معارضين، على التوالي أنس العبدة وحسن عبد العظيم، اليوم في بروكسل، حيث شددا على أن الهدف هو إنهاء الاحتكار الأمريكي – الروسي للملف السوري، والذي أثبت فشله حتى الآن في تسهيل الوصول إلى الحل السياسي المنشود.
وكان وفدا الائتلاف والهيئة قد عقدا خلال الأيام الثلاثة الماضية اجتماعات بينهما في العاصمة البلجيكية، برعاية إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد، حيث” تم الاتفاق على تطوير هذه اللقاءات وعقد مشاورات إضافية لتطوير وتوحيد رؤى المعارضة ودعم عمل الهيئة العليا للمفاوضات”، حسب البيان الصادر عنهما.
وشدد البيان على تمسك الطرفين بثوابت الحل السوري، الذي يمر عبر بيان جنيف 2012 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، و”يتعين بذل مزيد من الجهد من أجل تطوير عملنا وتوحيد جهودنا وكذلك تنسيق الرؤية تجاه القضية الكردية”، حسب البيان.
كما تحدث البيان عن آليات محددة من أجل لدعم عمل الهيئة العليا للمفاوضات ومنها توسيع الحوار والانفتاح على قوى معارضة أخرى وعلى منظمات مجتمع مدني والأخذ برأيها بدون أن يؤدي ذلك إلى تعدد الوفود.
وأكد الطرفان على أنهما إقترحا آليات عملية لتوسيع وتعميق الدور الأوروبي، حيث ” يمكن العمل بحسب ما تم في الملف الإيراني، أي تشكيل مجموعة عمل 3+3 وتسليمها الملف السوري”، حسب كلام أنس العبدة. ويرى رئيس الإئتلاف أن هذه المجموعة يمكن أن تتشكل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ثم روسيا والصين والولايات المتحدة، “لأن مجموعة فيينا مجموعة كبيرة جداً عاجزة عن التحرك، والأمر فعلياً هو الآن بيد الروس والأمريكيين وحدهم وهو ما نريد الخروج منه”.
وعبر العبدة عن قناعته بأن الطرف الأوروبي منفتح على مثل هذا الأمر، وقال ” تحدثت اليوم مع الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني حول هذا الأمر وبدت إيجابية”.
أما بشأن الملف الكردي، فبالرغم من أن الطرفين يقران بأن الأكراد مكون رئيسي من مكونات الشعب السوري، ويجب أن يصار إلى الاعتراف بهويتهم القومية ضمن وحدة الأراض السورية، ولكن الخلافات لا زالت قائمة، إزاء الموقف من حزب الاتحاد الديمقراطي وإمكانية إشراكه في أي عملية تفاوضية قادمة.
بالنسبة للائتلاف السوري، حسب كلام أنس العبدة، يتعين على هذا الحزب فك ارتباطه مع النظام السوري والتوقف عن ممارساته “الفردية” ووقف الانتهاكات التي يرتكبها بحق المكونات الأخرى التي تعيش على الأراضي التي يسيطر عليها وانتهاج خط سياسي مختلف، ليصار إلى اعتباره طرفاً صاحب مصداقية.
أما حسن عبد العظيم، فقد بدا أكثر “مرونة” في هذا الموضوع، وأكد أن انسداد الأفق الحالي يعرض سورية لأخطار كثيرة ومن أهمها خطر التقسيم. وقال “تلقينا رسالة من الحزب المذكور يريدون فيها الحوار، إذا كان الحوار سيتم ضمن مفهوم وحدة سورية مع ضمان اللامركزية للأكراد، فهذا ممكن من وجهة نظرنا”، حسب كلامه.
وأضاف عبد العظيم أن هيئة التنسيق تقدمت بمشروع دستور ستعرضه على الهيئة العليا للمفاوضات.
ويذكر أن اللقاء الحالي بين الائتلاف السوري وهيئة التنسيق هو الرابع من نوعه، في محاولات متعددة لتوحيد الرؤى والآراء، ولكنه باعتراف المشاركين، لن يكون الأخير، إذ لا زال هناك
الكثير من النقاط للاتفاق عليها.
قيادي بالائتلاف السوري: موقفنا من عدم إشراك صالح مسلّم بوفد المعارضة لم يتغيّر
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 15 حزيران/يونيو 2016 عقاب يحيى
عقاب يحيى
روما ـ قال عضو بالهيئة السياسية في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن اجتماعات بروكسل مع هيئة التنسيق لم تُغيّر موقف الائتلاف الواضح، الرافض لإشراك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وحول هدف المؤتمر ومدى توافق طرفيه، قال عقاب يحيى، رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن اجتماع بروكسل الذي يُنهي أعماله اليوم هو تواصل للقاءات سابقه بين وفد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة ووفد هيئه التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي، وهدفه وضع ورقه تفاهمات اعترض عليها البعض في وقت سابق”.
وأضاف “في مؤتمر الرياض كان التوافق عاماً على صيغه البيان الذي صدر، ونحن مع توسيع دائرة العلاقات السياسية على طريق وحدة عمل المعارضة ولو عبر أشكال من التنسيق والتفاهمات، والاتحاد الأوربي يرعى اللقاء وصولاً لتوافقات سياسية حول المرحلة”.
وأوضح أيضاً “طُرِحت وثيقة للنقاش تخص المرحلة الانتقالية والحل السياسي، والأهم الآن هو التوصل إلى علاقات مستمرة ترتبط بمستقبل الوطن حتى بعد المرحلة الانتقالية، وسيكون على الائتلاف وفق برنامجه أن يجري اتصالات مستمرة مع مختلف التشميلات السياسية، القديمة منها والجديدة، وأن يقيم أشكالاً مُتنوعة من العمل المشترك والتعاون والتحالف بما يعزز موقع المعارضة في العملية السياسية ومستقبل البلاد، وربما التحضير لمؤتمر وطني عام”.
ونفى يحيى أن تكون هناك أية تنازلات في الائتلاف أو ضغوط عليه من هيئة التنسيق أو الأوربيين لإقناعه بضم الأكراد ومنصة موسكو لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، وقال “لا علاقة للموضوع بالأكراد في حزب الاتحاد الديمقراطي أو الإدارة الذاتية، ولدينا في الائتلاف موقف واضح منهم طالما يقومون بهذا الدور الانفرادي المشبوه المدعوم من الروس والأمريكيين، وموقف هيئه التنسيق متوافقة مع قرار الهيئة العليا للمفاوضات برفض أي علاقة حالياً”.
ومن المقرر أن تنتهي اليوم اجتماعات بين قياديين من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية وقياديين من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة في بروكسل برعاية الاتحاد الأوربي، على أن يصدر بيان ختامي مشترك في نهايتها.
تقرير يتهم الأمم المتحدة بفقدان الحياد في الصراع السوري
وجهت اتهامات إلى الأمم المتحدة بانتهاك مبادئها في تعاملها مع الصراع السوري عبر سماحها للحكومة بالتحكم في توزيع مساعدات الإغاثة.
ودعم أكثر من 50 من الجماعات العاملة في مجال حقوق الإنسان أو في المجتمع المدني تقريرا يقول إن الأمم المتحدة قد رضخت لمطالب عدم مساعدة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويزعم التقرير أن “ذلك أسهم في وفاة آلاف المدنيين”.
ودعا التقرير الأمم المتحدة إلى إدارة عملية غير منحازة وملتزمة بالمبادئ أو إلى ايقاف تعاونها مع الحكومة السورية.
ولم يرد أي تعليق بعد من الأمم المتحدة بشأن هذا التقرير، على الرغم من اقرارها في مارس/آذار بأن وكالات فيها “لم تكن راغبة في تعريض عملياتها إلى الخطر في سوريا باتخاذ موقف اشد من الحكومة”.
وقد أدى الصراع المسلح الدائر في سوريا إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص ونزوح نحو 11 مليونا آخرين منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في عام 2011.
“ثقافة الخضوع”
ونشرت التقرير عن نشاطات الأمم المتحدة الأربعاء “حملة سوريا”، وهي جهة تصف نفسها بأنها جماعة حقوقية تعمل من اجل مستقبل ديمقراطي آمن في سوريا، وتقول إن تقريرها استند إلى مقابلات مع 50 من العاملين في الإغاثة.
يتهم التقرير الحكومة السورية في التأثير والتحكم في عمليات توزيع المساعدات الإنسانية
ويوثق التقرير ما يصفه بأنه “انتهاك خطير لمبادئ العمل الإنساني في عدم الانحياز، والاستقلال والحيادية”.
وتقول تقارير إنه في مرحلة مبكرة لانطلاق الانتفاضة السورية، هددت حكومة الأسد بسحب سماحها للأمم المتحدة بالعمل داخل سوريا وسحب تأشيرات الدخول الممنوحة لكوادرها من غير السوريين إذا حاولت وكالاتها توزيع المساعدات في مدينة درعا التي حاصرتها القوات الحكومية في جنوب البلاد.
وتضيف أن “الحكومة السورية استخدمت التهديد باستمرار منذ ذلك التاريخ للتحايل والتحكم في أين وكيف ولمن توزع المساعدات الإنسانية”.
ويزعم التقرير أن وكالات الأمم المتحدة “اختارت القبول بالتقييدات الحكومية” بدلا من وضع خطوط حمراء وشروط لتعاونها مع الحكومة، ومن هنا “ولدت ثقافة الخضوع”، بحسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن ذلك أعطى للحكومة فيتو فعالا على تسليم المساعدات إلى المناطق الخاضعة للمعارضة ومكنها من استخدام الحصار كسلاح في الحرب.
وفي أبريل/ نيسان سلمت نسبة 12 في المئة فقط من الغذاء من دمشق إلى المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية، حسب برنامج الغذاء الدولي.
يزعم التقرير أن وكالات الأمم المتحدة “اختارت القبول بالتقييدات الحكومية”
ويقول التقرير “إن الحكومة السورية تعرف أنه ليس ثمة عقوبات في حال إهمال دخول المساعدات إلى المناطق التي لا تسيطر عليها، وستواصل رغم ذلك استلام مليارات الدولارات من مساعدات الأمم المتحدة”.
وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه من جراء ذلك “توفي آلاف المدنيين في المناطق التي تحاصرها الحكومة لأسباب تتعلق بسوء التغذية ونقص المعالجة الطبية. وقد جوع المئات حتى الموت على بعد نحو 5 دقائق من الفندق الذي يقيم به العديد من موظفي الاغاثة في الأمم المتحدة في دمشق”.
وقال روجر هيرن، الرئيس السابق لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في دمشق، “ثمة فشل منهجي في استجابة الأمم المتحدة، اذ بدلا من أن تبني استجابتها على الحاجة، طورت برنامج استجابة بكلفة مليار دولار يخضع بشكل واسع للنظام ووكلائه”.
منظمات تقول تكثيف القتال في حلب يقطع طريق الإمدادات لمناطق سيطرة المعارضة
من ليزا بارينجتون
بيروت (رويترز) – انقطعت الإمدادات عن مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب لأطول فترة زمنية منذ بداية الحرب الأهلية السورية بسبب تكثيف الغارات الجوية والقصف فارتفعت أسعار الغذاء وتعثرت جهود لتخفيف ويلات الأزمة على السكان.
وقالت كريستي ديلافيلد مسؤولة الاتصالات بمنظمة ميرسي كوربس التي تدير أكبر عملية لنقل المساعدات غير الحكومية داخل سوريا “على مدى الأسابيع القليلة الماضية عجزنا عن نقل الإمدادات إلى داخل مدينة حلب نفسها.”
وأضافت لرويترز في اتصال هاتفي من تركيا “القصف مستمر.. بكثافة شديدة. هذه هي أطول فترة زمنية نعجز فيها عن إيصال المساعدات.”
وكانت حلب كبرى مدن سوريا قبل اندلاع الحرب حيث سكنها مليونا نسمة لكنها قسمت لمناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة وأخرى تسيطر عليها القوات الحكومية. وتمثل استعادة حلب أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للرئيس السوري بشار الأسد.
وعزلت مناطق سيطرة المعارضة في حلب عن العالم الخارجي بفعل تصعيد الغارات الجوية والقصف على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة فأصبح مئات الآلاف من سكانها عمليا تحت الحصار.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما بين 200 و300 ألف نسمة لا يزالون يسكنون ما تسيطر عليها المعارضة من أرض حلب يعيشون في ظروف قاسية زادتها صعوبة المحاولة الجديدة لحصار تلك المناطق بقطع طريق الكاستيلو الذي يحمل اسم قلعة قديمة في حلب. الآن بات يسمى “طريق الموت.”
وتعرض الطريق على مدى فترة طويلة لنيران القناصة لكن الهجمات الجوية والقصف زاد بدرجة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين على الأقل مع زيادة عدد الطائرات التي تحلق في السماء ونقل أسلحة ومدافع جديدة إلى المنطقة.
يحدث هذا بينما تحول تركيز المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة جزئيا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية حيث تحقق القوات الحكومية وخصومها مكاسب على حساب هذا التنظيم المتشدد على العديد من الجبهات.
لكن آمال القوى الخارجية في إمكانية إنهاء الحرب الأهلية تحطمت بينما تحولت حلب لأكبر ميادين القتال في الصراع تقريبا. وقتل المئات هناك منذ انهيار مباحثات السلام.
* “شيء كبير في حلب”
وقال مصدر مؤيد للحكومة السورية لرويترز الأسبوع الماضي إن هناك تحضيرات لتنفيذ “شيء كبير في حلب.” وتحدث المصدر بعد خطاب للأسد قال فيه إن حلب ستكون “مقبرة” لطموحات خصمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يدعم فصائل من المعارضة المسلحة.
وقال المصدر المطلع على الاستراتيجية إن روسيا كثفت غاراتها الجوية بالاتفاق مع الحكومة السورية وحلفائها الآخرين بغرض تطويق المعارضين في نطاق حلب بما في ذلك المدينة ذاتها.
وتصل المساعدات التي تقدمها ميرسي كوربس إلى نحو 570 ألف شخص شهريا في سوريا وأكثر من 75 ألفا في حلب وحدها. وتوزع المنظمة الدقيق على الخبازين وحزم الطعام لعائلات تعتمد عليها للحصول على احتياجاتها.
ومع شح المساعدات في حلب ارتفعت أسعار الغذاء في الأسواق وأضافت ضغوطا فوق ما تعانيه ميزانيات الأسر التي تئن تحت وطأة خمس سنوات ويزيد من الحرب الأهلية.
وقالت ديلافيلد “كلما عجزنا عن الوصول للمدينة تحدث زيادة في الأسعار بالأسواق” مشيرة لرصد تراجع في تنوع الأغذية المتوفرة مع ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية وليس كلها.
فيوم الثلاثاء ارتفع سعر الكيلوجرام الواحد من السكر بنسبة 63 بالمئة إلى 425 ليرة (0.90 دولار) من 260 ليرة (0.55 دولار) في فبراير شباط الماضي.
وارتفع كذلك سعر الكيلوجرام الواحد من البطاطس (البطاطا) بنسبة 70 بالمئة تقريبا إلى 135 ليرة من 80 ليرة في منتصف مايو أيار وزاد سعر علبة الفول بنسبة 50 بالمئة إلى 150 ليرة من 100 ليرة في منتصف مايو أيار.
ووجدت حلب نفسها في قلب التصعيد العسكري الذي أدى لانهيار مباحثات السلام في جنيف في أبريل نيسان الماضي حين انسحبت الهيئة العليا للمفاوضات بسبب ما قالت إنه موقف يزداد سوءا على الأرض.
وقتل المئات في قصف المعارضة المسلحة لمناطق سيطرة الحكومة من المدينة وفي غارات جوية روسية وسورية ومعارك في مناطق سيطرة المعارضة والريف منذ اشتعلت أعمال العنف بعد اتفاق هدنة بدأ سريانه في أواخر فبراير شباط.
* سائقون يخاطرون بحياتهم
قال أبو غيث الذي يسكن في مناطق سيطرة المعارضة من حلب “الوضع المعيشي شوي صعب.. صعب بسبب رصد الطريق الوحيد.. طريق الكاستيلو ناريا. هناك العديد من السيارات التي تمر من هذا الطريق حتى تؤمن السلع الضرورية وتمر بالخطر.
“هناك العديد من السيارات التي قصفت هي وأصحابها على الطريق.”
ويشكو عمال الإغاثة من أن عدم وجود مسار آمن يتسبب في ضعف العمل في مناطق سيطرة المعارضة والريف المحيط بها. وقصفت منشأتان طبيتان في حلب تدعمهما منظمة أطباء بلا حدود خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت موسكيلدا زانكادا رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في سوريا هذا الأسبوع “العالم يدير ظهره للمذبحة التي تحدث في حلب.”
ويحظر القانون الإنساني الدولي استهداف منشآت البنية التحتية للمدنيين في أوقات الحرب لكن الكثافة التي تقصف بها المستشفيات والمدارس وغيرها من أماكن تجمعات المدنيين كالأسواق داخل سوريا تصيب عمال الإغاثة باليأس وكذلك السكان.
وقال أسعد العشي المدير التنفيذي لمؤسسة “سوريا بيتنا” وهي واحدة من منظمات المجتمع المدني التي تدعم مركزا ثقافيا في غرب حلب دمرته غارة جوية قبل فترة قصيرة “الاستهداف لا يقف عند البنية التحتية والمستشفيات والمدارس بل يمتد إلى كل جوانب الحياة.”
وأضاف “هم يستهدفون أي شيء يمكن أن يستفيد منه المدنيون للعيش في هذه المناطق.”
ودأبت الحكومة السورية وحليفتها روسيا على نفي تعمد استهداف البنية التحتية المدنية- كالمستشفيات- في غاراتها الجوية.
وقال الدكتور أسامة أبو العز وهو جراح عام ومنسق لعمليات جمعية الأطباء الأمريكيين في سوريا التي تقدم الدعم للأطباء والمستشفيات في مناطق سيطرة المعارضة بحلب إن أوضاع العمل لمن بقي من الطاقم الطبي في المدينة تصيب بخيبة الأمل.
وأضاف “الطواقم الطبية عم تعاني من الظروف العملية السيئة جدا ومن آثار الأعمال الكبيرة ومن الإرهاق والتعب والإحساس بخيبة الأمل.”
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
كيري يتهم روسيا والأسد بشأن هجوم الحكومة السورية على حلب
فينستايوري (النرويج) (رويترز) – اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا بتطبيق اتفاق “وقف الأعمال القتالية” في سوريا بشكل انتقائي في الوقت الذي تستمر فيه حملة الحكومة لاستعادة السيطرة على حلب بلا هوادة.
وفي كلمة بالعاصمة النرويجية أوسلو حيث اجتمع أيضا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإجراء محادثات بشأن سوريا والاتفاق النووي الإيراني قال كيري إن قوات الأسد لم تلتزم بالهدنة ليوم واحد في حلب.
وقال كيري خلال مؤتمر صحفي “ما لم نحصل على تعريف أفضل لكيفية عمل هذا الاتفاق.. فلن نجلس هنا بينما يواصل الأسد مهاجمة حلب بشكل مهين وبينما تواصل روسيا دعم هذه الجهود.”
وتابع قوله “الولايات المتحدة لن تجلس ساكنة ولن تُستغل أداة تسمح لما يسمى بوقف إطلاق النار بأن يطبق بينما يحاول طرف مهم أن يستغله على حساب العملية بأكملها.”
وفي وقت سابق قال كيري إنه يسعى لإيجاد سبل لتجديد الاتفاق “المتهالك” وناقش ذلك مع ظريف الذي أشار “لكيفية تحقيق ذلك.”
وانهار وقف إطلاق النار الذي أبرم في فبراير شباط إلى حد بعيد وتحقق تقدم طفيف في التفاوض بشأن انتقال سياسي يفترض أن يبدأ في أول أغسطس آب.
ولم يبد الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا أي استعداد للتنازل أو التنحي حتى يسمح بعملية انتقال تقول القوى الغربية إنها حل الصراع.
وقال كيري في اجتماع الأربعاء إن ظريف “أبلغني بسبل تحقيق هذا.”
وأضاف أمام مبعوثين في الندوة التي عقدت قرب أوسلو “من الواضح جدا أن وقف الأعمال القتالية بالي بالفعل وعرضة للخطر.”
وتابع “ان روسيا بحاجة لفهم أن صبرنا ليس إلى ما لا نهاية وهو في الحقيقة محدود للغاية فيما يتعلق بما إذا كان الأسد سيحاسب أم لا.”
وانعزل الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من حلب نتيجة التصعيد في الضربات الجوية والمدفعية على الطريق الوحيد المؤدي للمنطقة الأمر الذي فرض حصارا على مئات الآلاف من الناس.
ومن المرجح أن تقضي أي حملة حكومية لاستعادة حلب بالكامل على أي أمل متبق في إحياء المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام بعد انهيار محادثات واتفاق وقف إطلاق نار برعاية الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق هذا العام.
وانقسمت حلب كبرى مدن سوريا والتي كان يسكنها مليونا شخص قبل الحرب إلى قطاعات تخضع لسيطرة الحكومة والمعارضة واستعادة السيطرة عليها بالكامل هو واحد من أكبر أهداف الأسد.
*توضيح بشأن عقوبات إيران
فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة وقوى كبرى أخرى مع إيران العام الماضي اشتكت إيران من أن وجود مخاوف بين البنوك من كسر العقوبات المتبقية أعاق الاستثمار منذ توقيع الاتفاق في يوليو تموز. وقالت واشنطن إن إيران بحاجة لفعل المزيد حتى تجتذب الشركات الغربية.
وقال كيري إن الولايات المتحدة بذلت جهودا حثيثة في محاولة لحل سوء التفاهم بين البنوك والشركات مشيرا إلى أنه شارك في تلك الجهود بشكل شخصي.
وقال كيري “إذا كانت البنوك مترددة نتيجة حذرها أو سوء فهمها فأعتقد أن من المهم بالنسبة لنا أن نوضح الأمور بشكل مناسب وبطريقة تتيح ما ينبغي حدوثه.. إذا لم تقم بذلك فإنك تعرض اتفاقك للخطر.”
وتابع قوله “نحن نعمل بجد لضمان أن البنوك تدرك أن من حقها أن تمارس نشاطا” في إيران.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)