أحداث الأربعاء 17 تموز 2013
الأمم المتحدة: أزمة لاجئي سورية الأسوأ منذ رواندا
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اعتبرت الأمم المتحدة امس ان ازمة اللاجئين في سورية التي تشهد خروج ستة آلاف سوري من بلادهم يومياً هي «الأسوأ منذ حرب الإبادة في رواندا» قبل عشرين سنة، في وقت اقترحت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس القيام بـ «عمليات عبر الحدود» لنقل المساعدات الى الداخل السوري.
ودق رؤساء الوكالات الإنسانية والمعنية بحقوق الإنسان وأوضاع اللاجئين في سورية والدول المجاورة ناقوس الخطر في الجلسة العلنية التي دعت اليها استراليا ولوكسمبورغ لتسليط الأضواء على الكارثة السورية وأخطارها على دول الجوار. ودعا هؤلاء مجلس الأمن المنقسم على نفسه ازاء الأزمة في سورية الى اتخاذ
اجراءات حاسمة لوقف الحرب التي أوقعت اكثر من مئة الف قتيل منذ اندلاعها في بداية 2011. وقال الأمين العام المساعد للمنظمة الدولية ايفان سيمونوفيتش: «ان العدد المرتفع جداً للقتلى الذي يبلغ نحو خمسة آلاف شهرياً يكشف مدى تفاقم هذا النزاع».
وقال المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس في كلمة القاها نيابة عن المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيليه ان نحو ستة آلاف شخص يفرون يومياً من البلاد، وأن الأمم المتحدة احصت حتى الآن نحو 1.8 مليون لاجئ سوري الى الدول المجاورة لسورية. وقال: «لم نر تدفقاً للاجئين يصل الى هذا المستوى المخيف منذ حرب الإبادة في رواندا قبل نحو عشرين عاماً»، مضيفاً «ان هذه الأزمة دامت اكثر بكثير مما كنا نخشى وتداعياتها الإنسانية لا تحتمل».
واعتبرت آموس ان «هذه ازمة اقليمية وليست ازمة في سورية بعواقب اقليمية»، وهي «تتطلب انخراطاً دولياً شاملاً ومستمراً لأن عواقبها الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية والإنسانية خطيرة جداً». وأضافت «اننا لا نشاهد فقط تدمير بلد، بل تدمير شعبه أيضاً».
وقالت ان الأرقام عن اللاجئين والذين يحتاجون المساعدة داخل سورية تفيد بأن العالم «يراقب وقوع كارثة انسانية»، واقترحت على المجتمع الدولي القيام بعمليات عبر الحدود لنقل مساعدات الى الداخل السوري.
وأكدت آموس ان كل محاولات الوكالات الدولية لمد يد المساعدة لإجلاء المدنيين من مدينة حمص المحاصرة «فشلت حتى الآن» وأن الأسبوع الماضي «شهد أيضاً تصعيد النزاع في حلب حيث المدنيين غير قادرين على مغادرة المدينة».
وتابعت «ما نشاهده نمط يتكرر في كل انحاء سورية حيث تقوم القوات الحكومية وقوات المعارضة بإقامة مواقع عسكرية في المناطق السكنية معرضة المنطقة كلها وسكانها للخطر»، مشيرة الى وجود 2.8 مليون شخص في مناطق لا تصلها اي مساعدة.
وشكك السفير السوري بشار الجعفري في ارقام القتلى التي تقدم، قائلاً انها جُمعت «في شكل غير مهني»، مقلصاً ما يجري الى «الحرب على الإرهاب» وقال «نحن نقاتل نيابة عن العالم كله الإرهاب التكفيري والأصولي» محذراً من ان «الإرهاب سيصل الى الدول التي ترعى الإرهابيين».
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس ان ايران سيكون عليها قبول المقترحات لتحقيق السلام في سورية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر دولي في جنيف العام الماضي، قبل ان يمكنها المشاركة في اي محادثات سلام جديدة. وأضاف لأعضاء البرلمان: «قبول «جنيف-1» سيكون نقطة بداية جيدة وهذا شيء لم نسمعه من ايران بعد»، لافتاً الى ان المؤتمر نص على ان سورية تحتاج الى حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية لتحقيق السلام.
في المقابل، دعا الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عرقجي المعارضة السورية الى القاء السلاح، وقال تعليقاً على دعوة المعارضة الى «هدنة رمضان» في منطقة حمص: «ننصح (مسلحي المعارضة) بتطبيق هدنة كاملة ووضع اسلحتهم جانباً والبدء بمفاوضات مع الحكومة السورية». وأضاف: «لا يوجد حل عسكري، والسبيل الوحيد هو الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة الحقيقية»، معرباً عن الأمل بالتمييز «بين المعارضين الحقيقيين والمجموعات الإرهابية».
ميدانياً، افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «سبعة اعضاء في لجنة مصالحة بينهم ضابطان متقاعدان وإمام مسجد من بلدة الزارة التي يقطنها مواطنون تركمان سنة قتلوا (اول من) امس على ايدي عناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام في قرية الحجر الأبيض التي تعتبر اهم معاقل الشبيحة في المنطقة ويقطنها مواطنون من الطائفة العلوية». وكان الرجال السبعة في طريقهم الى مدينة تلكلخ في ريف حمص في اطار وساطة يقومون بها بين علويين وسنة ضمن مساعيهم لعقد «هدنة رمضان».
الى ذلك، قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «الجيش الحر» سيطر على قرية القحطانية في ريف القنيطرة بين دمشق والجولان، داخل خطوط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل. وأعلنت في بيان ان «الجيش الحر» تمكن من السيطرة على قرية القحطانية بعد معارك عنيفة بينه وبين قوات النظام التي كانت تتخذ منها قاعدة لحماية معبر القنيطرة القريب.
وتعود أهمية معبر «القنيطرة» الى كونه المعبر الحدودي الوحيد بين سورية وهضبة الجولان المحتلة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن ثلاث قذائف هاون اطلقت من الجانب السوري سقطت على القسم المحتل من الجولان من دون وقوع إصابات أو أضرار. وقال نشطاء ان «الجيش الحر» اشتبك مع ارتال الإمداد لقوات النظام التي ارسلت الى القحطانية بعد السيطرة عليها، وتمكن من تفجير دبابتين على طريق الحميدية القنيطرة، إضافة إلى تصديه لرتل عسكري في قرية الصمدانية الغربية وتدميره دبابة أخرى بعبوة ناسفة وقتل العديد من الجنود النظاميين وإعاقة تقدمهم. وسبق لـ «الجيش الحر» ان سيطر على معبر القنيطرة الحدودي بين سورية وهضبة الجولان المحتلة وقرية القحطانية قبل أن تستعيدها قوات النظام.
وفي مدينة نوى في ريف درعا قرب القنيطرة، سيطر مقاتلو المعارضة على عشرة من الحواجز العسكرية وسط اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي قصفت المدينة. وقال «المرصد» إن طائرة حربية شنت غارة على وسط المدينة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وواصل مقاتلو المعارضة معركة «قطع الوريد في معسكر القرميد» في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة «حرروا» حاجز الجومي على طريق اريحا-حلب واستولوا على دبابتين ومعدات ثقيلة أخرى. وأوضح «المرصد» أن الكتائب المقاتلة استهدفت بعدد من القذائف المدفعية مراكز للقوات النظامية في معسكر الجازر في جبل الزاوية.
نيران متبادلة بين الجيش الاسرائيلي ومسلحين في سورية
القدس المحتلة – آمال شحادة
صعدت اسرائيل تهديداتها تجاه سورية، في اعقاب اطلاق مسحلين سوريين النيران باتجاه دورية عسكرية للجيش الاسرائيلي في منطقة الحدود. وفيما رفعت اسرائيل شكوى الى “مجلس الامن” تدعوها الى “العمل على ضمان امن الجنود الاسرائيليين”، اعتبر مسؤول عسكري هذه الحادثة ارتفاعاً في حدة الخطر على امن الجنود والحدود. وهدد وزير الدفاع، موشيه يعالون بـ”الرد بشكل فوري وبقوة على أي اعتداءات تستهدف الجنود”.
وبحسب الجيش فان دورية من وحدة “ناحل” كانت تقوم بمهمة مراقبة في منطقة الحدود، ورصدت تسلل مسلحين من المعارضة السورية الى داخل موقع قديم للجيش، وفور اقتراب الدورية اطلق المسلحان النار باتجاه دورية الجيش وبعد تبادل النيران هرب المسلحان باتجاه سورية فيما وصلت قوات معززة من الجيش الاسرائيلي وكثفت جولاتها في المنطقة، وفق ما قال الجيش الاسرائيلي.
ويأتي هذا الحادث في اعقاب سقوط ما لايقل عن 25 قذيفة من سورية على اسرائيل، وبعد ان قدمت اسرائيل شكوى “الامم المتحدة” على سقوط هذه القذائف وطالبت القوات الدولية بـ”اتخاذ اجراءات فورية تضمن امن الجنود الاسرائيليين”، دعت “مجلس الامن” الدولي الى “شجب اطلاق النار “، وقال مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة، رون بروس، في رسالة بعث بها الى مجلس الامن ان “اطلاق النار يعد خرقاً فاضحاً لوقف اطلاق النار الموقع عام 1974”. وقال ا “اسرائيل لن تسمح بتهديد امن سكانها وحدودها ولن تكون قادرة على الحفاظ على سياسة ضبط النفس”، مؤكداً انها ستواصل الاصرار على حقها في الدفاع عن النفس.
ويذكر ان دورية عسكرية في جنوب هضبة الجولان تعرضت لاطلاق النار، فيما رصد مشبوهون يدخولون موقعا عسكريا مهجرا في الهضبة
وفي غضون ذلك ادخل الى مستشفى زيف في صفد الليلة الماضية جريح سوري آخر وهو مصاب اصابة خطيرة.
ادوارد سنودن… فارس سيبرنيطيقي أم جاسوس «خائن» ؟
فيليب برنار *
صورته على كل الشاشات، لكنه متخفٍّ عن الأنظار. ومن منبر مقابلة مسجلة، أطل على العالم في 6 حزيران (يونيو) الماضي. وبدا كأنه فارس مقدام من عالم الانترنت. قال:» لست بطلاً، لكنني أرفض العيش في عالم يُسجل كل ما أقوله (…) عالم لا مكان فيه لحياة خاصة».
ولكن من هو ادوارد سنودن؟ أهو رافع حربة الحرية والبطل المتأهب للتضحية بحياته في سبيل «إعلام الناس بما يرتكب باسمه وضده»، كما يقول؟ أم هو «خائن» بلده ومطارد، كما وصفته ديان فينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي؟ الوصول الى سنودن متعذر، والاطلاع على مواقفه عسير. وعلى صفحات «الغارديان» البريطانية و»واشنطن بوست» الأميركية، خرج الى العالم ليعلن بدء «معركته». وتقصي اثره متعذر. والمقربون منه يروون نتفاً من حياته. فيما شبكة الانترنت تحفظ بعض كتاباته في مدونات سبقت تحوله بطل حماية الحياة الخاصة.
ادوارد سنودن ولد في 1983، واشتد عوده مع اشتداد عود الانترنت. وبدا انه ينأى عن العالم. فهو يجمع بين الهشاشة وخفة الحركة التي يتسم بها من يمضون وقتاً طويلاً مسمّرين امام شاشات الكومبيوتر. طابعه الانطوائي هو من بنات العالم الافتراضي، مرتع الهويات البديلة والألقاب. فالزملاء في الكشافة والأساتذة لا يتذكرونه. وجل ما يسعهم القول عنه أنه خجول ونحيل. وهذا الولد الصامت ولد في كارولاينا الشمالية، وشبّ في ماريلند، على مرمى حجر من «فورت ميد»، مركز وكالة الامن القومي الاميركي السري. ووالده كان ضابطاً في الشرطة البحرية الاميركية، ووالدته مساعدة في مكتب تكنولوجيا المعلومات في محكمة بالتيمور الفيديرالية. ادوارد المعروف بـ»إيدي» لم يكن طالباً لامعاً، وهو وصف تجربته المدرسية بـ»البائسة». وترك المدرسة في الأول ثانوي. وعلى موقع رسوم «مانغا» يابانية، اختار سنودن لقب «ذي ترو هاها» (المهرج الحقيقي)، تباهى بمهاراته في لعب الفيديو وباستمالة النساء. وكتب عن قسوته:» أنا شخص حسن المظهر ومتعجرف. أتصرف بقسوة لأن أهلي لم يداعبوني يوم كنت طفلاً، ولأن النظام التعليمي ظلمني». وسعى سنودن الى تحصيل عيش كريم من غير حيازة شهادة جامعية. فبدأ مسيرة مهنية مرتجلة غلب عليها شغفه بالمعلوماتية. ووجّه والده رسالة الى الرأي العام الأميركي مليئة بالاشارات الى القيم الأميركية، وشبّه ولده ببول ريفير (أحد أبطال حرب الاستقلال الأميركية) المعاصر. فهو «وطني ينقذ بلده من براثن دولته»، كتب والده. «ربيتُ ابني ليكون صاحب مبادئ، ويميز بين الصالح والطالح، قال في مقابلة مع «فوكس نيوز».
ويبدو أن سنودن يجمع بين الفردية والليبرالية الاقتصادية والاناركية والدفاع عن الحريات العامة. وفي 2003، يوم وقّع عقد التدرب مع القوات الخاصة في العراق، زعم انه بوذي. ربما كان ما دفعه الى ذلك هو الاحتجاج على ما يوحي ما في مدونته يومها وإعلانه انه يستسيغ الـ»لا أدرية». وبعد 4 أشهر على تجنيده، أصيب بكسرين في ساقيه. فانتهت خدمته العسكرية قبل ان تبدأ. وكان حافزه للالتحاق بالوحدات الخاصة لمساعدة العراقيين هو «واجبات الكائن الانساني». لكنه اكتشف ان «معظم زملائه في الدورة التدريبية التحقوا بهذه القوات لقتل العرب، وليس لمساعدة أي كان»، كما روى على صفحات الـ»غارديان». و»واجبات الكائن الانساني» عبارة توسّل بها كذلك لتسويغ كشفه اسرار الأمن القومي الأميركي. وسنودن يجمع كذلك السلمية والانسانية الى الريبة ازاء الحكومة وكل سلطان سام وأعلى، كأنه يميل الى النهج الـ «ليبرتاري». ففي انتخابات 2008، وعلى رغم عمله في صفوف «سي آي أي»، أعلن ميله الى المعارضة. فلم يقترع لأوباما أو لماكين، بل «لطرف ثالث»، كما قال. ربما الطرف هذا هو الليبرتاري بوب بار الذي حاز 0.40 من الاصوات. وبراعته في عالم المعلوماتية خوّلته ولوج عالم الاستخبارات السرية. فهو كان عميلاً امنياً غامضاً في مركز الامن القومي. جندته «سي آي أي» في 2006، وضاعفت راتبه مرتين. وقصد جنيف وحاز على حصانة ديبلوماسية، وهناك راودته نفسه لتسريب المعلومات السرية . فهو شارك في تجنيد مصرفي رغبت وكالة «سي آي أي» في استجوابه.
وعملية استدراج المصرفي الى التعامل مع الوكالة عبر حمله على السكر لإفشاء المعلومات، حملت سنودن على «ادراك أنه ينتسب الى فريقٍ أعماله طالحة أكثر مما هي صالحة». وعملية ترقيه في سلم الوكالة تواصلت. ففي 2009، ترك «سي آي أي» الى «دل» التابعة لمركز الامن القومي. وسافر الى اليابان، ومنها انتقل في 2012 الى هاواي. هناك اختفى ذات يوم في أيار (مايو) المنصرم ليقود حملته في العالم السيبرنيطيقي العالمي. وخلص الى أن وكالة الأمن القومي «تهدد الديموقراطية تهديداً وجودياً»، فقرر إنقاذ العالم من الاستبداد.
* صحافي، عن «لوموند» الفرنسية، 6/7/2013، إعداد منال نحاس
شهادات في مجلس الأمن عن سوريا 5 آلاف قتيل شهرياً وتذكير بالابادة الرواندية
نيويورك – علي بردى
قدّم مسؤولون كبار في الأمم المتحدة وديبلوماسيون أمس صورة بالغة القتامة أمام مجلس الأمن عن الوضع الإنساني في سوريا، إذ لفت أحدهم الى أن معدل القتلى يصل الى خمسة آلاف شخص شهرياً، ورأى آخر أن تدفق اللاجئين السوريين لا نظير له منذ الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في التسعينات من القرن الماضي.
وبدعوة من اللوكسمبور، عقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة بعنوان “حماية المدنيين في النزاع المسلح” استمع خلالها الى شهادات من عدد من المسؤولين الدوليين المعنيين بالشؤون الإنسانية ومن المندوبين الدائمين لدول الجوار عن الأوضاع الإنسانية عموماً ولا سيما منها ما يتعلق بقضية اللاجئين. ثم عقد أعضاء المجلس جلسة مشاورات مغلقة للبحث في سبل تخفيف المعاناة الإنسانية، مع العلم أن الخلافات المستحكمة بينهم تحول حتى الآن دون اتخاذ موقف موحد لوقف أعمال العنف المستمرة في سوريا منذ زهاء 30 شهراً.
وافتتحت الجلسة رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري القائمة بأعمال البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ماري روز ديكارلو. وتحدثت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس التي وصفت ما يحصل بأنه “أزمة اقليمية وليس أزمة في سوريا ذات عواقب اقليمية”. وقالت إن “ما لا يقل عن 6,8 ملايين سوري يحتاجون الى مساعدة انسانية ملحة”، مضيفة أن “عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة يزيد الآن على 1,77 مليون”. وبعدما شددت على أن “هناك مأساة انسانية”، جددت الدعوة الى وقف النار في رمضان.
وتحدث المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عن ملايين النازحين داخل سوريا ومئات آلاف اللاجئين في دول الجوار، قائلاً: “لم نر تدفقاً متصاعداً للاجئين بهذا المستوى المخيف منذ الإبادة الجماعية الرواندية قبل زهاء 20 سنة”.
وتلا مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش افادة من المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي تضمنت أرقاماً موثقة عن القتلى وضحايا التعذيب والإنتهاكات المختلفة التي تشهدها سوريا. وقالت إن “النسبة المرتفعة للغاية للقتلى، بمعدل خمسة آلاف قتيل شهرياً، تثبت التردي السريع لهذه الحرب”. وكشفت أن مكتب حقوق الإنسان “تلقى شهادات شخصية من ناجين من مجازر ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها بين 2 أيار 2013 و3 منه في قرية البيضا وضاحية راس النبعة في بانياس”. وخلصت الى أن “امدادات الأسلحة للطرفين يجب أن تتوقف”.
وطلب الكلام المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري وقال إن “الحكومة السورية تعمل بأقصى طاقاتها… لتوفير الحاجات الإنسانية الضرورية لمواطنيها، على رغم كل ما تتعرض له من ضغوط … وتلاعب بالعملة السورية”. واضاف أنه “خلافاً لمزاعم بعض مسؤولي الأمم المتحدة الذين يسعون الى تبرير موقفهم في شأن ادخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود الدولية… فإن الأرقام… تشير الى أن ما يزيد على 60 في المئة من المساعدات الدولية توجهت الى المناطق التي تشهد نشاطاً للمجموعات الإرهابية”. وانتقد “الماكينة الإعلامية والسياسية والديبلوماسية” التي “تصدر الأرقام المبالغ فيها حيناً والمشوهة حيناً آخر عن عدد القتلى والمهجرين والمعتقلين في سوريا”.
ثم تحدث مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام عن “تدفق هائل” للاجئين السوريين الى لبنان الذين بلغ عددهم الفعلي 1,2 مليون نسمة، موضحاً أن نسبة كبيرة من هؤلاء لم تسجل في سجلات مفوضية اللاجئين. وقال إن “اللاجئين السوريين موجودون في أكثر من 1400 مكان في لبنان، وعددهم صار يفوق السكان المحليين في 30 في المئة من هذه الأماكن”. وأضاف أنه في ظل التدهور المستمر في سوريا يتوقع أن تصير نسبة اللاجئين نحو ربع سكان لبنان، وأعلن أن لبنان يحتاج الى 1,7 مليار دولار للتعامل مع اللاجئين على أرضه.
وخلال الجلسة المغلقة، حاول عدد من مندوبي الدول الغربية إثارة موضوع ادخال مساعدات انسانية عبر الحدود الى المحتاجين داخل سوريا، بيد أن روسيا تصدت لهذه المحاولة. هي المرة الرابعة يستمع مجلس الأمن الى احاطات عن الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، من غير أن يتمكن من القيام بدور لتخفيف هذه المعاناة التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين.
كيلو يتوقع حرباً طويلة
في باريس، توقع المعارض السوري التاريخي ميشال كيلو في لقاء مع عدد من الصحافيين ان تطول الحرب في سوريا، داعيا المعارضة الى انشاء جيش فعلي والى تأكيد استقلاليتها.
وقال: “انها حرب مرشحة لان تطول بعد ان تغيرت طبيعتها وباتت اقليمية”، وأضاف: “في البداية كان هناك النظام في مواجهة شعبه، اما اليوم فقد دخل لاعبون خارجيون على الخط وامام هذا الواقع الجديد بتنا نحن كمعارضة الطرف الاضعف”.
ودخل كيلو مع نحو 20 شخصا من المؤيدين له “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لموازنة التمثيل الواسع لجماعة “الاخوان المسلمين” المدعومين من قطر أساساً في الائتلاف.
ووصف المجموعة التي يرأسها بانها “ديموقراطية وطنية” . وقال: “ان الهدف الان هو تحقيق استقلالية الائتلاف عن الدول العربية”. وأشار الى ان الائتلاف سيختار خلال الاسابيع المقبلة “هيئة تنفيذية” من عشرة اعضاء تكلف ادارة “المناطق المحررة” التي تسيطر عليها المعارضة، والعمل على اعادة هيكلة “الجيش السوري الحر” الذي يضم مجموعات عدة تفتقر الى التنسيق.
“الجيش السوري الحر” يتهم كاميرون بخيانة المعارضة السورية محاولة لإخراج النظام من حي القابون و”الشبيحة” اغتالوا وسطاء
(ي ب أ، و ص ف، رويترز، أ ش أ)
اتهم رئيس أركان “الجيش السوري الحر” اللواء سليم إدريس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بخيانة المعارضة السورية بعد تخليه عن خطط تزويدها أسلحة نوعية. وحذّر من أن قرار كاميرون سيترك جيشه عرضة للقتل بأيدي قوات النظام السوري، ويمهّد الطريق أمام تنظيم “القاعدة” للسيطرة على صفوف المتمردين.
صرّح ادريس في مقابلة مع صحيفة “الدايلي تلغراف” نشرت امس: “إن الوعود الغربية صارت طرفة الآن، ولم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصياً ما إذا كان سيتركنا وحدنا لكي نُقتل، وأنا أشكره شكراً جزيلاً نيابة عن جميع السوريين”. وتساءل: “ما الذي ينتظره أصدقاؤنا في الغرب؟ وهل ينتظرون ان تقتل ايران وحزب الله الشعب السوري بأكمله؟”. وأضاف: “أن رفض الغرب تسليح العناصر الأكثر اعتدالاً في التمرد سيسلّم سوريا الثورة إلى الجماعات المتطرفة التي تملك أصلاً مداخل أفضل الى الأسلحة، ولن يكون هناك جيش سوري حر لتسليحه لأن الجماعات الاسلامية ستسيطر على كل شيء، وهذا لن يكون في مصلحة بريطانيا”.
وصدرت تصريحات ادريس بعد 24 ساعة من كشف الصحيفة نفسها أن كاميرون تخلى عن تسليح من وصفتهم بالمتمردين السوريين، بعدما حذّره قادة الجيش من أن هذه الخطوة يمكن أن تورّط قواتهم في حرب شاملة.
وأفادت الصحيفة إن القادة العسكريين البريطانيين ابلغوا كاميرون ان ارسال أسلحة صغيرة وقذائف صاروخية الى قوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً بعدما تحول الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وستوضع بريطانيا عوض ذلك خططاً للمساعدة في تدريب العناصر المعتدلة من قوات المعارضة السورية وتقديم المشورة لها ومواصلة تزويدها معدات غير فتاكة، مثل الدروع ومعدات الاتصالات.
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان حكومته تنوي ان تقدم “بشكل عاجل” الى مقاتلي المعارضة السورية “المعتدلين” معدات وادوية لحماية انفسهم من الاسلحة الكيميائية. وقال ان بريطانيا سترسل الى المقاتلين “المعتدلين” الذين يحاربون نظام الاسد “خمسة الاف قناع واق” لحمايتهم من هجوم بغاز السارين مدة 20 دقيقة مما يتيح لهم الابتعاد عن المكان. واضاف ان لندن ستقدم ايضا “كبسولات للعلاج السريع من غاز السارين ومعدات رصد ورقية لاكتشاف وجود هذا الغاز المدمر للاعصاب”.
وسترسل كل هذه المعدات التي تقدر قيمتها بـ 657 الف جنيه استرليني (757 الف اورو) في الاول من آب وستسلم الى المجلس العسكري الاعلى الممثل في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي تعترف به لندن على انه الممثل الشرعي للشعب السوري.
من جهة اخرى، اشار هيغ الى انه سيكون على ايران قبول المقترحات لتحقيق السلام في سوريا التي اتفق عليها في مؤتمر دولي في جنيف العام الماضي قبل ان يمكنها المشاركة في اي محادثات جديدة للسلام.
معركة دمشق
ميدانيا، أرسلت المعارضة السورية تعزيزات كبيرة الى حي القابون في دمشق، في محاولة لاخراج القوات الحكومية التي عاودت حملتها لتأمين العاصمة والافادة من مكاسب حققتها في معارك بأماكن أخرى من البلاد.
وقال “أبو نضال”، وهو ناطق باسم المعارضة في دمشق، ان مقاتليه يحاولون منع تقدم الجيش أكثر في حي القابون والذي دخلته قوات الحكومة الاثنين.
وأبلغ “رويترز” عبر موقع “سكايب” ان تعزيزات المعارضة تدخل المنطقة وانه يتوقع ان يتقدم الجيش أكثر ولكن سيتم التصدي له.
وأصدر المرصد السوري لحقوق الانسان ” الذي يتخذ لندن مقراً له بياناً جاء فيه انه في اماكن اخرى من المدينة قتل تسعة اشخاص بينهم صبي عند نقطة تفتيش تابعة للجيش. وقال إن الجيش أطلق قذائف “هاون” على حي اليرموك وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين على أطراف وسط دمشق.
وتحدث ناشطون وسكان عن سقوط خمس قذائف هاون على الاقل على حي مساكن برزة، مما ادى الى اصابة عدد من الاشخاص.
وقال ناشطون ان اشتباكات وقصفاً سجلت في كل محافظة تقريبا بدءا من مدينة حمص في وسط البلاد، حتى محافظة ادلب في الشمال الغربي ومدينة دير الزور الى الشرق.
وفي جنوب سوريا بالقرب من الحدود الاسرائيلية سجل المرصد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في قرية القحطانية. وقال ان التقارير الاولية تشير الى ان مقاتلين عدة في قوات النظام سقطوا وان عربات مدرعة دمرت.
وأكد سكان انه في محافظة حمص قتل مسلحون موالون للأسد بالرصاص ستة وسطاء على الأقل أوفدوا لمحاولة مصالحة الفصائل المتناحرة في المحافظة.
ويبرز هذا الامر الذي حصل مساء الاثنين في قرية الحجر الأبيض التحديات المتزايدة التي تواجه الوساطة بين البلدات التي تسيطر عليها المعارضة وتلك التي تسيطر عليها ميليشيات “الشبيحة” الموالية للأسد.
وكان الجيش الاسرائيلي اعلن سقوط قذائف عدة اطلقت من سوريا خلال معارك بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة السورية في الجزء الذي تحتله اسرائيل من الجولان من غير ان توقع ضحايا.
‘القاعدة’
وتوقع قيادي بارز في “الجيش السوري الحر” أن يعلن تنظيم “القاعدة” دولة إسلامية في شمال سوريا في أول أيام عيد الفطر، وان تستمر عمليات اغتيال قادة وشخصيات مهمة في “الجيش السوري الحر”.
وقال أن “ساعة الصفر” تحددت في أول أيام عيد الفطر، وأن معبري “باب الهوا وحارم سيكونان الهدفين الأساسيين، الأول للإمساك بمصادر السلاح والذخيرة، والثاني للإمساك بالمال من خلال تهريب النفط الخام”. وأشار الى أن “تنفيذ هذه الخطة بدأ منذ أسبوع مع ذبح القائد فادي القش وأخيه في بلدة الدانا، ثم اغتيال عضو مجلس القيادة العليا المعروف كمال حمامي”، وأن “سلسلة اغتيالات علنية ستستكمل في حق ضباط وشخصيات مهمة في الجيش السوري الحر”.
اسرائيل
ونفى وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون مهاجمة إسرائيل أسلحة في مدينة اللاذقية بسوريا الأسبوع الماضي.
ونقلت عنه صحيفة “الجيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن “إسرائيل لن تتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، وقد رسمنا خطوطاً حمراً ونحن نسير عليها بدقة”.
وكانت صحيفة “الصنداي تايمس” البريطانية قد أوردت اخيراً أن “الغارة التي شنتها إسرائيل على مستودعات الأسلحة السورية في اللاذقية، قبل بضعة أيام، تمت من البحر بواسطة غواصة دولفين إسرائيلية وليس من الجو بواسطة سلاح الجو، كما جرت العادة في غارات سابقة، وأن الغارة تمت بتنسيق محكم مع الولايات المتحدة”.
حيرة إسرائيل إزاء التسريبات الأميركية بشأن سوريا
حلمي موسى
أثار تسريب محافل أميركية أنباء حول مسؤولية إسرائيل عن غارات استهدفت مخازن لسلاح البحرية السوري قرب ميناء اللاذقية انتقادات إسرائيلية حادة بلغت حد اتهام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعريض إسرائيل للخطر. وقد تبع التسريبات الأميركية تسريبات روسية تفيد بأن الطائرات الإسرائيلية، التي أغارت على محيط اللاذقية انطلقت من قواعد تركية. ودفع هذا معلقين إسرائيليين للقول إن حرباً دولية تقف خلف هذه التسريبات التي جعلت تل أبيب عالقة بين واشنطن وموسكو.
واعتبر المعلق العسكري في موقع «يديعوت» الإلكتروني رون بن يشاي أن إدارة أوباما تتخبط مؤخراً وتنتقل من فشل إلى إخفاق محرج. وعدّد مواضع الفشل في مصر وسوريا والتسوية مع الفلسطينيين، والتي كان يمكن أن تكون أكبر، في رأيه، لولا النصائح الإسرائيلية. وذهب بن يشاي إلى القول إن آخر هذه الإخفاقات التسريبات الأميركية بشأن الغارات على محيط اللاذقية، والتي تكرر أخطاء سبق للأميركيين أن اعتذروا عنها. وفي نظر بن يشاي بوسع هذه التسريبات أن تعرض إسرائيل لخطر صليات صواريخ سورية. وشدد على أن التسريبات صدمت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، التي لم تقنعها الذرائع والتبريرات الأميركية.
ومن جهة ثانية، تكاثرت التقارير في المنطقة والعالم عن تفاصيل الغارات الإسرائيلية، فيما أبقت الدولة العبرية نفسها بعيدة عن التأكيد أو النفي، ما زاد في غموض الحدث. ولكن صحيفة «معاريف» أشارت إلى أنه برغم التضارب والاختلافات «يبدو أن هناك حقيقة لا جدال حولها: ينبع قرار مهاجمة الصواريخ التي وصلت الى الاراضي السورية قبل زمن طويل على الأغلب من معلومة استخبارية دقيقة عن نية أو محاولة (الرئيس السوري بشار) الأسد نقل الصواريخ الى حزب الله».
وحاولت «معاريف» فهم المصالح الكامنة خلف قيام مصادر غير محددة في الإدارة الأميركية بتحميل مسؤولية التفجيرات لإسرائيل. وذكرت أنه يدور في واشنطن مؤخراً جدال عسير بشأن السياسة السليمة التي ينبغي اتباعها تجاه سوريا. فوزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يلقى الدعم بقدر كبير من المستشارة الجديدة للأمن القومي سوزان رايس، يعتقد بوجوب التدخل العسكري بقوة أكبر في سوريا لإحداث حسم لصالح المعارضين. ولكن البنتاغون يعارض بشدة هذا التدخل ويستخدم مندوبه رئيس الأركان مارتن دمبسي لنقل رسالة واضحة ضد تدخل من هذا النوع.
وبالتالي، فإن التسريب الأميركي، الذي ينسب لإسرائيل المسؤولية عن الهجوم على مخازن صواريخ «ياخونت»، كفيل بأن يخدم بهذا القدر أو ذاك المعسكرين. وفي كل الأحوال، فإنه يعكس أزمة أميركية حقيقية بالنسبة للوضع في سوريا. فهذا التسريب يمكن أن يخدم، حتى وان كان باحتمال ضعيف، مؤيدي التدخل الأميركي العسكري الأكبر.
وفي المقابل، يمكن للتسريب أن يخدم البنتاغون الذي يعارض كل تدخل أميركي، وذلك لأن التسريب يثبت أن إسرائيل قادرة على معالجة التهديدات ضدها بنفسها، وهذا ما ينفي إمكان التدخل الأميركي في سوريا، حالياً على الأقل.
وأشارت «معاريف» إلى أن التفسير المكمل لهذه الحجة هو أنه من خلال التسريب (وهذا هو الثاني بعد التسريب عن مسؤولية اسرائيل على تدمير صواريخ فاتح 110) سعت المؤسسة الأمنية في واشنطن الى نقل رسالة لإسرائيل تقضي بأن الولايات المتحدة غير راضية عن تعاون اسرائيل معها في المسألة السورية، وأن الإدارة تتوقع تنسيقا أكثر حميمية للنوايا.
عموماً لفتت «معاريف» إلى أنه اذا كان الانطباع الناشئ عن الخط الذي يتخذه البنتاغون صحيحاً، وأن الولايات المتحدة تعرقل قرار تسليح المعارضين ومنحهم التفوق الحاسم، فإن كل هجوم على قافلة سلاح او وسائل قتالية متقدمة مخصصة لـ«حزب الله» كفيل بأن يحدث أخطاء في التقدير من جانب الأسد وتدهوراً عسكرياً. و«البنتاغون غير معني بمثل هذا الوضع. إلا إذا كان بوسع أحد أن يتصور وجود محافل معينة في الولايات المتحدة معنية بتعميق المواجهة ودفع اسرائيل وسوريا الى وضع حرب يؤدي إلى إزالة الاسد. مثل هذا السيناريو، سيعفي الأميركيين من المعضلة التي تنشغل بالتدخل حين تقوم إسرائيل بالعمل بدلاً منهم».
وأضافت «معاريف» أن الروس، غير الراضين عن القصف الاسرائيلي، يخشون المساس بما تبقى من استقرار لحكم الأسد، ولكنهم تعلموا أغلب الظن كيف يتعايشون مع مثل هذه الاضرار. والقصة التي تقول إن تركيا ساعدت اسرائيل في العملية اخترعها أغلب الظن الروس كي يثيروا العالم العربي ضد الاتراك ويعزلوهم عما يجري في سوريا. وقد نفى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو التقرير الروسي بعد ساعات.
وخلصت «معاريف» إلى أن اسرائيل الرسمية صامتة. والخوف الكبير هو أن مثل هذا التسريب لن يبقي للأسد أي مجال للمناورة ويلزمه بالرد، الامر الذي سيجر إسرائيل الى رد مضاد والى تدهور أمني في المنطقة. إسرائيل غير معنية بذلك، ولذلك، فهي غاضبة ممن سرب المعلومة بغض النظر عن صحتها.
وعلى صعيد آخر، لطفت إسرائيل، وفقاً لصحيفة «هآرتس»، في الأسابيع الأخيرة، من حدة اعتراضها على قيام الدول الغربية بتزويد المعارضين في سوريا بالسلاح، خشية أن يؤدي الوضع السائد اليوم إلى انتصارات لـ«حزب الله» ومنظمات مدعومة من إيران، تقاتل إلى جانب الجيش السوري.
وكانت إسرائيل حتى وقت أخير مضى تحذر من إمكانية أن تصل الأسلحة، وخصوصاً المتطورة، التي تسلم إلى مقاتلي المعارضة إلى المنظمات الجهادية التي تقاتل في سوريا، وتتماثل مع تنظيم «القاعدة»، وبالتالي أن ينتقل السلاح في المستقبل للعمل ضد إسرائيل.
وقد نقلت هذه الرسائل بالأساس إلى الإدارة الأميركية والى حكومتَي بريطانيا وفرنسا. وقررت إدارة الرئيس الأميركية باراك أوباما الشروع في تزويد الثوار بالسلاح، بعدما تأكدت في الأشهر الأخيرة أنباء عن استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي. وقرر الاتحاد الأوروبي، في أعقاب ضغط من بريطانيا وفرنسا، عدم تجديد الحظر الذي ينفد مفعوله في الشهر المقبل.
في هذه الأثناء، لطفت إسرائيل اعتراضها، لا سيما بسبب التدخل المتزايد لـ«حزب الله» و«محافل شيعية» أخرى في الجيش السوري. والاستنتاج الإسرائيلي هو أن الأسد الذي اعتبر في الماضي جهة استقرار حرص على الهدوء في حدود الجولان، غير اتجاهه، ومن شأنه أن يشجع منظمات «الإرهاب» على القيام بعمليات في المناطق الحدودية.
كما يوجد في إسرائيل تخوف من أن يشجع نجاح للمحور الإيراني في سوريا، من دون رد من الغرب، طهران على التقدم في برنامجها النووي نحو قدرة عسكرية حقيقية برغم العقوبات.
تحذير أممي من أزمة اللاجئين الأسوأ منذ رواندا
روحاني للأسد: سنواجه مؤامرات أعداء المنطقة
اندلعت اشتباكات ضارية، أمس، بين المسلحين الأكراد وتنظيم «جبهة النصرة» في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، وذلك بعد أيام من اشتباكات بين مسلحين من «الجيش السوري الحر» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فيما حذر مسؤولون في الأمم المتحدة من الوضع الكارثي في سوريا، وتحدثوا عن مقتل 5 آلاف شخص شهريا، وأن «أزمة اللاجئين في هذا البلد تعتبر الأسوأ منذ حرب الإبادة في رواندا قبل نحو 20 عاما».
في هذا الوقت، قدم الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، أمس، دعمه للرئيس السوري بشار الأسد. وقال، في رسالة جوابية وجهها إلى الأسد ردا على برقية التهنئة بانتخابه رئيسا، إن «الشعب السوري العظيم والمقاوم سيتمكن من اجتياز صعوبات المرحلة الحالية بشكل كامل، بفضل جهود قوى الخير والسلام، ويحفظ استقلاله وسيادته الوطنية».
وشكر روحاني الرئيس السوري على برقية التهنئة بانتخابه رئيسا، مشيدا بالعلاقات بين البلدين. وأضاف «لا شك أن العلاقات القديمة والراسخة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية تؤكد عزيمة شعبي البلدين وإرادتهما في تعزيز التعاون الشامل على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية، ومواجهة المؤامرات التي يحيكها أعداء دول المنطقة، وتحديدا الكيان الصهيوني».
وقدم مسؤولون في الأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي صورة قاتمة عن الوضع الإنساني في سوريا ودول الجوار، مشيرين إلى أن «خمسة آلاف شخص يقتلون شهريا في سوريا، وان أزمة اللاجئين في هذا البلد تعتبر الأسوأ منذ حرب الإبادة في رواندا قبل نحو 20 عاما».
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ايفان سيمونوفيتش إن «العدد المرتفع جدا للقتلى، والذي يبلغ نحو خمسة آلاف شهريا يكشف مدى تفاقم هذا النزاع»، فيما شكك المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في أرقام القتلى التي تقدم، معتبرا أنها جمعت «بشكل غير مهني».
وأعلن المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس أن نحو ستة آلاف شخص يفرّون يوميا من البلاد، وأن الأمم المتحدة أحصت حتى الآن نحو 1,8 مليون لاجئ إلى الدول الجوار. وقال «لم نر تدفقا للاجئين يصل إلى هذا المستوى المخيف منذ حرب الإبادة في رواندا قبل نحو 20 عاما». (تفاصيل صفحة 14)
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إلى وقوع «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من جبهة النصرة وعناصر من الحزب الديموقراطي الكردي في رأس العين في محافظة الحسكة» قرب الحدود مع تركيا.
وأضاف «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على مقر الأمن السياسي في رأس العين بعد اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة التي كانت تتخذ منه مقرا لها»، مشيرا إلى مقتل «أربعة من مقاتلي جبهة النصرة وإصابة ثلاثة». وأوضح أن الاشتباكات اندلعت «اثر أسر عناصر الجبهة مقاتلا من وحدات حماية الشعب»، موضحا أن اللجان الكردية تمكنت من تحريره.
وقال ناشط كردي في المدينة، قدم نفسه باسم هفيدار، لوكالة «فرانس برس» إن الأكراد «سيطروا على المركز الثقافي من الجهة الجنوبية للمدينة ومستشفى الجزيرة ومدرسة العفاف من الجهة الشمالية».
وفي حين أعلن «المتحدث باسم مسلحين في دمشق» أبو نضال لوكالة «رويترز» أن «المعارضة أرسلت تعزيزات كبيرة إلى حي القابون في ريف دمشق في محاولة لمنع تقدم الجيش أكثر»، قال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من الجيش حققت تقدما كبيرا في ملاحقتها للإرهابيين في حي القابون، بعد أن قامت بتدمير العديد من أوكارهم وتجمعاتهم وإيقاع العديد منهم قتلى ومصابين، في حين دمرت وحدة مستودع أسلحة وذخيرة في حي برزة وقضت على متزعمين لمجموعتين إرهابيتين». وأشارت «سانا» إلى «إصابة مواطنين اثنين بقذيفة هاون أطلقها إرهابيون على مساكن برزة».
وفي محافظة درعا، تحدث «المرصد» عن «سيطرة المسلحين على 10 حواجز عسكرية في مدينة نوى، بينما تستمر الاشتباكات في محيط الحواجز المتبقية في المدينة»، مضيفا «قتل طفل وأصيب خمسة أشخاص في قصف القوات السورية للمدينة».
وفي لندن، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن على طهران القبول بمقترحات «جنيف 1» قبل المشاركة في أي محادثات سلام جديدة. وقال، لأعضاء البرلمان، «قبول جنيف 1 سيكون نقطة بداية جيدة، وهذا شيء لم نسمعه من إيران بعد»، مضيفا أن «المؤتمر وافق على أن سوريا تحتاج لحكومة انتقالية لها سلطات تنفيذية لتحقيق السلام». وأعلن أن الحكومة تنوي أن تقدم إلى «الائتلاف الوطني السوري» بشكل عاجل معدات وأدوية لحماية المسلحين أنفسهم من الأسلحة الكيميائية».
واتهم «رئيس أركان الجيش السوري الحر» سليم إدريس، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف»، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «بالخيانة» بعد إعلانه تخليه عن تسليح المعارضة، معتبرا أن «هذا القرار يمهد الطريق أمام تنظيم القاعدة للسيطرة على المقاتلين المعارضين. إن قرار كاميرون سيترك الجيش الحر عرضة للقتل من قبل قوات النظام».
واعتبر إدريس أن «الوعود الغربية أصبحت طرفة الآن، ولم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصياً ما إذا كان سيتركنا لوحدنا لكي نقتل». وتساءل «ما الذي ينتظره أصدقاؤنا في الغرب؟ وهل ينتظرون قيام إيران وحزب الله بقتل الشعب السوري بأكمله؟».
(«سانا»، «مهر»، «ارنا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
لندن تبيع سورية وايران عتادا عسكريا
لندن ـ (ا ف ب) – اعربت لجنة برلمانية في تقرير نشر الاربعاء عن قلقها من كون بريطانيا تبيع تقريبا كل الدول المدرجة على لائحتها للانظمة التي تنتهك حقوق الانسان، بما فيها سوريا وايران، عتادا عسكريا.
ومنحت الحكومة البريطانية او جددت منح ثلاثة الاف ترخيص تصدير قيمتها 12,3 مليار جنيه استرليني (14,1 مليار يورو) لدول مدرجة على لائحتها التي تضم 27 بلدا متهمة بانتهاك حقوق الانسان.
وبين الدول التي منحت لها تراخيص سريلانكا والسعودي وروسيا وبيلاروسيا وزيمبابوي كما افادت لجنة مراقبة تصدير الاسلحة في مجلس العموم البريطاني.
وقال وزير الدفاع السابق ورئيس اللجنة البرلمانية جون ستانلي انه “مبلغ هائل”.
ومن بين الدول ال27 التي يعتبر فيها وضع حقوق الانسان حساسا والمدرجة على لائحة الحكومة البريطانية، لم تبرم اثنتان فقط هما كوريا الشمالية وجنوب السودان، عقودا مع بريطانيا.
ووقعت ايران 62 عقدا، معظمها لشراء مستلزمات فك التشفير بيما فازت روسيا ب27 ترخيصا لتجهيزات للتكنولوجيا الحيوية وبنادق مجهزة بمنظار واسلحة بالليزر وطائرات بدون طيار.
وتمد هاتان الدولتان نظام الرئيس بشار الاسد بالاسلحة.
واستمرت الحكومة البريطانية ذاتها في منح سوريا ثلاثة تراخيص حول آليات رباعية الدفع وقطاع سونار (جهاز اكتشاف بحري في السفن) بينما اعلنت الثلاثاء تسليم المعارضة السورية عتاد حماية من الاسلحة الكيميائية.
واكدت الحكومة ان تراخيص التصدير الثلاثة الاف لا تشمل تجهيزات “من شأنها ان تستخدم لتسهيل القمع الداخلي” او “التسبب او تمديد نزاعات اقليمية او دولية”.
لكن جون ستانلي دعا الى “التزام حذر اكبر في توزيع التراخيص لانظمة متسلطة”.
من جانبه اعتبر اوليفر سبراغ من منظمة العفو الدولية ان الحكومة تناقض “سياستها بدعم بيع اسلحة الى اي كان يشتبه في انه يشكل خطرا على حقوق الانسان”.
والصين هي البلد الذي يستفيد من اكبر عدد من تراخيص الحكومة البريطانية (1,163 مقابل 1,4 مليار جنيه).
والسعودية نالت 417 ترخيصا بقيمة 1,8 مليار جنيه استرليني.
واسرائيل هي اكبر مشتر اذ انها دفعت وحدها 7,7 مليار من ال12,3 مليار جنيه في الفاتورة الاجمالية المكونة خصوصا من عتاد فك التشفير لاغراض عسكرية ومدنية.
واستغربت اللجنة البرلمانية منح الارجنتين 57 ترخيصا لا سيما ان بريطانيا خاضت ضدها حرب المالوين في 1982.
والارجنتين من الدول الخمس التي ليست مدرجة على لائحة البلدان الحساسة التي لفتت انتباه اللجنة البرلمانية مع مصر وتونس والبحرين ومدغشقر.
وايران التي تشكل قلقا للمجموعة الدولية بسبب برنامجها النووي، حصلت على 62 ترخيصا بقيمة 803 مليون جنيه وسوريا نالت ثلاثة تراخيص بقيمة 143 الف جنيه.
وتشمل اللائحة افغانستان وبيلاروسيا وبورما والصين وكولومبيا وكوبا وكوريا الشمالية وجمهورية الكونغو الديموقراطية واريتريا وفيجي وايران والعراق واسرائيل والاراضي الفلسطينية وليبيا وباكستان وروسيا والسعودية والصومال وجنوب السودان وسريلانكا والسودان وسوريا وتركمانستان واوزبكستان وفيتنام واليمن وزيمبابوي.
ودعت منظمة العفو الدولية الى اعتماد شفافية اكبر حول نوع التجهيزات التي تصدرها بريطانيا.
وقال خبير مراقبة الاسلحة في المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان اوليفر سبراغ “سيكون من الصعب الاستنتاج ان ممارسات الحكومة في مبيعات الاسلحة تخالف سياستها المعلنة بعدم ارسال اسلحة الى اي مكان يطرح مخاطر بانها يمكن ان تستخدم في انتهاكات حقوق الانسان”.
هيغ يصرّ على أن تسلّح بريطانيا المعارضة السورية بعد تقارير عن تخلي كاميرون عن الأمر
لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) الأربعاء، أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أصرّ على أن بلاده ما تزال قادرة على تسليح من وصفتهم بالمتمردين السورييين، ما أثار اتهامات بوجود حالة من الارتباك على أعلى المستويات في حكومته.
وقالت إن تصريحات هيغ تتناقض مع التقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “تخلى عن تسليح المتمردين السوريين، بعد أن حذّره قادة الجيش من أن الخطوة يمكن أن تورّط قواتهم في حرب شاملة”.
وأضافت الصحيفة أن هيغ أبلغ لجنة برلمانية أن بريطانيا “لم تستبعد خيار إرسال أسلحة إلى قوات المعارضة السورية، لكن حكومته لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن كما أنها لم تستبعد أي خيار، وأي تقارير اقترحت بأننا استبعدنا أي شيء غير صحيحة”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية البريطاني تحدث إلى اللجنة البرلمانية رداً على التقارير الاثنين الماضي بأن قادة الجيش في مجلس الأمن القومي التابع للحكومة الائتلافية نصح مكتب رئاسة الحكومة (10 داوننغ ستريت) بأن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة “لن يحدث أي فرق في ميزان القوى لأن النزاع في سوريا أصبح متقدماً جداً، فضلاً عن مخاوف وقوع الأسلحة في الأيدي الخطأ”.
وذكرت الصحيفة أن هيغ أبلغ اللجنة البرلمانية أيضاً أن بريطانيا “تحتاج إلى مستوى عالٍ من الثقة عن الجماعات التي ستحصل على أسلحتها وهياكل قياداتها”.
ووصف وزير خارجية الظل في حكومة حزب العمّال المعارض، دوغلاس ألكساندر، تصريحات هيغ بأنها “تؤكد فقط الارتباك الذي لا يزال يحيط بنهج حكومته حيال سوريا”.
وقال ألكساندر لصحيفة (ديلي تليغراف) إن “هناك قلق واسع النطاق الآن داخل مجلس العموم (البرلمان)، بما في ذلك نواب حزب المحافظين الحاكم، نظراً لعدم قدرة الحكومة على الإجابة على الأسئلة حول نهجها حيال سوريا في الأشهر الأخيرة”.
وكانت تقارير صحفية ذكرت يوم الاثنين الماضي، أن رئيس الوزراء البريطاني كاميرون تخلى عن تسليح من وصفتهم بالمتمردين السوريين، بعد أن حذّره قادة الجيش من أن الخطوة يمكن أن تورّط قواتهم في حرب شاملة، وأبلغوه بأن إرسال أسلحة صغيرة وقذائف صاروخية لقوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً بعد أن تحوّل الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.
ميليشيا كردية تسيطر على مدينة سورية بعد اشتباكات مع مقاتلين إسلاميين
دمشق- (د ب أ): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ميليشيا حزب العمال الكردستاني الكردية سيطرت على معظم مناطق مدينة “رأس العين” شمال شرق البلاد بعد اشتباكات مع عناصر تنظيمات إسلامية راديكالية.
وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الأربعاء أن “وحدات حماية الشعب الكردي” سيطرت “بشكل شبه كامل” على مدينة رأس العين السورية الحدودية مع تركيا عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” وكتائب أخرى.
وأضاف المرصد أن الاشتباكات مستمرة في جزء من حي المحطة، على مسافة حوالي 200 متر من المعبر المؤدي إلى تركيا، فيما انسحب معظم مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” إلى مناطق تل حلف وأصفر ونجار في ريف محافظة الحسكة ذات التنوع العريقي والديني.
ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة قولهم إن وحدات حماية الشعب الكردي سيطرت على جميع المقرات التي كان يتمركز فيها المقاتلون الإسلاميون، مشيرين إلى “وجود خسائر بشرية وعدد من الأسرى في صفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة”.
وكانت الاشتباكات بين الجانبين اندلعت بعد هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على دورية تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي.
وقبل قليل أكد عدد من الأهالي هناك لـ(د. ب.أ) وقوع عدة انفجارات في المنطقة لا سيما في الشريط الحدودي مع تركيا.
موالون للاسد يقتلون اعضاء لجنة مصالحة محلية في حمص
الامم المتحدة: ازمة اللاجئين السوريين الاسوأ منذ الإبادة في رواندا
بيروت ـ دمشق ـ الامم المتحدة ـ وكالات: قتل مسلحون في اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري سبعة رجال اعضاء في لجنة مصالحة محلية في ريف حمص في وسط سورية، في الوقت الذي اعتبر مفوض الامم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس الثلاثاء ان ازمة اللاجئين السوريين هي الأسوأ منذ الإبادة في رواندا حيث تم حتى الآن تسجيل قرابة 1.8 مليون لاجىء في الدول المجاورة لسورية.
ودعا غوتيريس ومسؤولة الشؤون الانسانية فاليري اموس مجلس الامن الدولي الى تعزيز التحرك الدولي لتخفيف المعاناة في سورية ومعاناة اللاجئين في الدول المجاورة.
كما اعلن مسؤولون في الامم المتحدة الثلاثاء امام مجلس الامن ان خمسة الاف شخص يقتلون شهريا في سورية. ودعا المسؤولون مجلس الامن المنقسم على نفسه ازاء التعامل مع الازمة في سورية، الى اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف الحرب في هذا البلد والتي اوقعت منذ اذار (مارس) 2011 اكثر من مئة الف قتيل.
وقال الامين العام المساعد للامم المتحدة ايفان سيمونوفيتش في كلمة امام مجلس الامن ‘ان العدد المرتفع جدا للقتلى والذي يبلغ نحو خمسة الاف شهريا يكشف مدى تفاقم هذا النزاع′.
الى ذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء ان ايران سيكون عليها قبول المقترحات لتحقيق السلام في سورية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر دولي في جنيف العام الماضي قبل ان يمكنها المشاركة في اي محادثات سلام جديدة.
واضاف هيغ لاعضاء البرلمان ‘قبول جنيف 1 سيكون نقطة بداية جيدة.. وهذا شيء لم نسمعه من ايران بعد’. واضاف ان المؤتمر وافق على ان سورية تحتاج لحكومة انتقالية لها سلطات تنفيذية لتحقيق السلام.
كما اعلن هيغ ان حكومته تنوي ان تقدم ‘بشكل عاجل’ الى مقاتلي المعارضة السورية ‘المعتدلين’ معدات وادوية لحماية انفسهم من الاسلحة الكيميائية.
واوضح الوزير ان بريطانيا سترسل الى المقاتلين ‘المعتدلين’ الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الاسد ‘خمسة الاف قناع واق’ لحمايتهم من هجوم بغاز السارين لمدة 20 دقيقة ما يتيح لهم الابتعاد عن المكان.
وسيتم ارسال كل هذه المعدات التي تقدر قيمتها بـ657 الف جنيه استرليني (757 الف يورو) اول اب (اغسطس) المقبل حيث ستسلم الى المجلس العسكري الاعلى الممثل في الائتلاف الوطني السوري الذي تعترف به لندن على انه الممثل الشرعي للشعب السوري.
ميدانيا افاد المرصد وناشطون عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من جبهة النصرة المتطرفة وعناصر من الحزب الديمقراطي الكردي في مدينة رأس العين في شمال سورية.
وقال المرصد ان ‘سبعة رجال اعضاء في لجنة مصالحة بينهم ضابطان متقاعدان وامام مسجد من بلدة الزارة التي يقطنها مواطنون تركمان سنة قتلوا الاثنين على ايدي عناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام في قرية حجر الابيض التي تعتبر اهم معاقل الشبيحة في المنطقة ويقطنها مواطنون من الطائفة العلوية’، بحسب المرصد.
وتم انشاء لجان المصالحة في عدد من المناطق السورية بمبادرة من النظام منذ الاشهر الاولى لبدء النزاع، ويقوم عدد منها بعمل جدي على صعيد تهدئة العلاقات بين ابناء القرى.
في محافظة الحسكة (شمال)، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على مقر الامن السياسي في مدينة رأس العين بعد اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة التي كانت تتخذ منه مقرا لها، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل ‘اربعة من مقاتلي جبهة النصرة واصابة ثلاثة آخرين’ في المعارك.
في محافظة القنيطرة (جنوب)، افاد المرصد عن ‘اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في قرية القحطانية’ في الجزء السوري من الجولان، ‘وذلك بعد هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب المقاتلة على سرية للقوات النظامية في القرية’.
في ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل تسعة اشخاص بينهم طفل بالقرب من مدينة قارة في منطقة القلمون بريف دمشق مساء الاثنين، مشيرا الى انهم ‘اعدموا ميدانيا’ على حاجز للقوات النظامية.
واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت جثثا ممددة على ارض غرفة، بعضها مغطى بشكل جزئي بغطاء بلاستيكي. وبدا ان عددا منهم مصاب بطلقة في الرأس، بينما آخرون مصابون في الصدر.
السعودية تستبعد أطباء سوريين لدعمهم نظام الأسد
الرياض ـ د ب أ: قامت وزارة الصحة السعودية بإبعاد عدد من الأطباء السوريين المتعاقدين في المملكة بعد ثبوت تورطهم في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر جمع تبرعات زعموا أنها لصالح ‘الثورة’، إضافة إلى إرسال أسماء المعارضين للنظام من أبناء الجالية داخل المملكة لدمشق.
وأكدت مصادر أن عمليات الإبعاد طالت أطباء سوريين في أربع مدن على الأقل تقع في منطقة الحدود الشمالية ، فيما كشفت أن من بين المبعدين ‘نساء’، وذلك إثر رصد عدد من الجهات لمخالفات ونشاطات مشبوهة عليهم في مدن مثل رفحاء وعرعر والعويقيلة وغيرها.
ونقلت صحيفة ‘الوطن اونلاين’ عن مصدر مسؤول في المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية قوله إن الاستغناء جاء على خلفية تصرفات مريبة قام بها الأطباء لأهداف سياسية ، ذاكرا أن بعض الأطباء المستغنى عنهم كانوا تحت المتابعة من قبل ‘صحة الحدود الشمالية’ بسبب بعض التصرفات التي لوحظت عليهم واستغلالهم وجودهم بالمملكة لأغراض سياسية بما يخالف عقود العمل الموقعة معهم.
الائتلاف السوري يسعى للتعجيل بانشاء مجلس لاعادة تنظيم فصائل المعارضة
باريس ـ رويترز: قال عضو كبير بالائتلاف الوطني السوري المعارض الاثنين إن الائتلاف يرغب في انشاء مجلس تنفيذي من عشرة اعضاء لإعادة تنظيم فصائل المعارضة المختلفة في جيش منظم يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة.
وترفض جماعات إسلامية متشددة برزت على الساحة في سورية سلطة الائتلاف الوطني السوري المدعوم من دول غربية ودول عربية خليجية ويعيش معظم زعمائه في الخارج. وقتل محاربون إسلاميون الاسبوع الماضي قائدا عسكريا من الجيش السوري الحر المعارض المؤيد للائتلاف.
وقال المعارض السوري المخضرم ميشيل كيلو في مقابلة اجريت معه في باريس ان الائتلاف يسعى إلى انتخاب المجلس التنفيذي خلال انعقاد جمعيته العمومية الشهر القادم. وأضاف ان اعضاءه سيعملون كأنهم وزراء وسيتمركزون داخل مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في سورية وفي مناطق حدودية.
وقال كيلو (72 عاما) والذي امضى ستة اعوام في السجن بسبب انتقاده للرئيس السوري بشار الأسد ‘سيكون هناك جهاز بيروقراطي مرتبط بمصالح السوريين ومستقل عن الرئيس وقيادة الائتلاف. ويعيش كيلو في فرنسا منذ عامين.
وتزايد نفوذ كتلته الليبرالية داخل الائتلاف الوطني السوري المشرذم منذ انتخاب احمد الجربا رئيسا للائتلاف الشهر الماضي. والجربا عضو بالكتلة التي يتزعمها كيلو.
وتوقع كيلو ان تستمر الحرب في سورية لفترة طويلة بعد انضمام اطراف اجنبية الى ما أصبح مسرحا لصراع طائفي واسع في المنطقة بين السنة والشيعة والذي زاد تعقيدا بسبب التنافس المتنامي بين روسيا والولايات المتحدة.
ويحاول الائتلاف والجيش السوري الحر المتحالف معه بناء شبكة امداد وتموين وتعزيز وجودهم في انحاء سورية.
لكن مع مجيء تمويل من متعاطفين بالخليج تهيمن كتائب اسلامية على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حيث اقاموا محاكم دينية وهيئات حكم.
ويتهم مواطنون سوريون الجيش السوري الحر بالقيام بعمليات سلب ونهب وسوء الانضباط وعدم القدرة على تشكيل جبهة موحدة لتهميش الوحدات المتشددة التي تفضل نظام الخلافة على الديمقراطية المتعددة.
وقال كيلو ‘الجيش السوري الحر هو تعبير عن رغبة وليس جيشا حقيقيا’ مضيفا انه يجب ادماج الضباط السابقين بالجيش السوري والذين يجلسون بلا عمل في الأردن وتركيا في الهيكل الجديد المقرر. وتابع ‘يجب اعادة تنظيمه واعادة هيكلته بقيادة حقيقة وانضباط.’
وقال كيلو ان الائتلاف يعمل من اجل انشاء بنك أو وزارة مالية فعلية لنقل اموال من السوريين في الشتات بطريقة اكثر تنظيما.
وأضاف انه سيكون بالإمكان ايضا وضع ميزانية من الاموال الناجمة عن الانشطة الاقتصادية في مناطق المعارضة والتي تمتد من الزراعة إلى ابار النفط وتوزيع المياه. وأوضح ان هذه الانشطة قد تدر عائدا يتراوح بين خمسة مليارات وسبعة مليارات دولار سنويا.
وقال ‘اذا استطعنا تحقيق هذا فسيكون مصدرا للتمويل وسيتيح لنا امكانية ان نكون اكثر استقلالا عن الدول العربية’ مضيفا ان الائتلاف قد يشتري بشكل مباشر الاسلحة المتطورة التي يحتاجها مقاتلو المعارضة’.
ويقود كيلو وهو مسيحي جهودا للمعارضة التي يتزعمها السنة لكسب الدعم من جماعات الاقلية التي تخشى من سيطرة الاسلاميين على السلطة في حالة سقوط الأسد.
وقال ‘انها حرب ستمتد وتستمر لفترة طويلة بعد ان شارك فيها حزب الله’ اللبناني.
واستطرد ‘كانت حربا بين نظام وشعب لكنها اصبحت الان حربا اقليمية’.
السعودية تدعو المجتمع الدولي إلى وضع حد لإبادة وتجويع الشعب السوري
مجلس الوزراء برئاسة الأمير سلمان يعزز جهود الأجهزة الحكومية للرقابة على أسعار السلع والخدمات
جدة: «الشرق الأوسط»
دعت السعودية المجتمع الدولي إلى وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لهما أبناء الشعب السوري والسعي الجاد للسماح بدخول المساعدات الإغاثية والدوائية.
جاء ذلك ضمن جلسة مجلس الوزراء برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، التي عقدت في قصر السلام بجدة مساء أول من أمس، حيث اطلع المجلس على عدد من التقارير عن مستجدات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم، ومن ذلك ما يتعرض له أبناء الشعب السوري من إبادة وحصار في أبشع صور انتهاك لحقوق الإنسان والأعراف الدولية، كما تم الطرق إلى ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية من ظروف صحية خطيرة ومعاملة بالغة القسوة، مؤكدا أهمية تضافر جهود المنظمات الإنسانية الدولية وتدخلها الفوري لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنهم.
وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن مجلس الوزراء قدر المضامين القيمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده التي وجهاها لشعب السعودية والأشقاء في بقاع الأرض بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مشددا على ما اشتملت عليه الكلمة من أن الإسلام هو دين المحبة والصفح والتسامح ورسالة للبناء والسلام ومنهج للحوار لا الانطواء والانهزام ويرفض الفرقة، وما ورد في الكلمة من أن المملكة لن تسمح بأن يستغل الدين لباسا يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة.
ورفع مجلس الوزراء شكره لخادم الحرمين الشريفين على ما يجده الحرمان الشريفان وقاصدوهما من الحجاج والمعتمرين من اهتمام ورعاية وتشييد وتوسعات تيسر عليهم نسكهم، منوها في هذا الشأن بصدور أمره بافتتاح الدور الأرضي والدور الأول والأول ميزانين من مبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والجنوبية والغربية لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة المسجد الحرام التي تستوعب نحو 400 ألف مصل، حرصا منه على تهيئة الأجواء المناسبة للمعتمرين والمصلين خلال شهر رمضان المبارك.
وفي الشأن المحلي، استمع المجلس لعرض من وزير المالية عن نتائج مناقشات مجلس إدارة صندوق النقد الدولي لتقرير مشاورات المادة الرابعة مع المملكة والذي أوضح أن السعودية تعد من أفضل دول مجموعة العشرين أداء في السنوات الأخيرة، حيث استمر النمو الجيد للاقتصاد، وبالذات ما حققه القطاع الخاص من نمو قوي، بالإضافة إلى تعزيز أوضاع المالية العامة والمركز المالي الخارجي للمملكة وللمصارف السعودية مصحوبا بخطوات مستمرة لتطوير الرقابة والتنظيم في القطاع المالي مما مكن السعودية من أن تكون من أوائل الدول التي طبقت معايير «بازل 3»، كما رأى مجلس الإدارة أن الركائز التي تستند عليها المالية العامة ملائمة، وأن نظام سعر الصرف الثابت مقابل الدولار يعد ملائما لوضع المملكة.
وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الشؤون البلدية والقروية، وبعد النظر في قراري مجلس الشورى رقم 21 – 11 وتاريخ 13 – 4 – 1431هـ، ورقم 169 – 71 وتاريخ 25 – 1 – 1434هـ، الموافقة على نظام إدارة النفايات البلدية الصلبة، بالصيغة المرفقة بالقرار، في حين يجب على من يمارس أي نشاط من النشاطات التي يحكمها هذا النظام تصحيح أوضاعه خلال سنتين من تاريخ العمل به بما يتفق مع أحكامه، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك، أبرز ملامح النظام، أنه يهدف إلى «وضع إطار عمل متكامل لإدارة النفايات البلدية الصلبة، ويطبق على جميع العمليات المتعلقة بفصل النفايات وجمعها ونقلها وتخزينها وفرزها وإعادة تدويرها ومعالجتها، وأن تتولى وزارة الشؤون البلدية والقروية مهمات ومسؤوليات إدارة النفايات البلدية الصلبة على أن يشمل ذلك عددا من المهمات والمسؤوليات ومن ذلك رفع المستوى الصحي وسلامة السكان وراحتهم في مدن المملكة وقراها، وذلك عن طريق إدارة النفايات البلدية الصلبة والعناية بنظافة المدن والقرى وسلامة البيئة، وكذلك رفع الوعي البيئي وإعداد البرامج المناسبة لتوعية السكان بأهمية التقيد بالتعليمات الخاصة عند التعامل مع النفايات البلدية الصلبة».
ووافق مجلس الوزراء على تفويض رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار – أو من ينيبه – بالتباحث مع الجانب المكسيكي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية ووزارة السياحة في الولايات المكسيكية المتحدة، والتوقيع عليه، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما قرر، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير العمل، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 60 – 39 وتاريخ 19 – 7 – 1430هـ، الموافقة على لائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، بالصيغة المرفقة بالقرار، وأن يكون التظلم من قرارات اللجان المنصوص عليها في المادة 21 من اللائحة أمام ديوان المظالم وفقا لنظامه، وذلك إلى حين مباشرة المحاكم العمالية اختصاصاتها، ومن أبرز ملامح اللائحة:
«تنشئ اللائحة إطارا تنظيميا للعلاقة بين صاحب العمل من جهة، وعامل الخدمة المنزلية، من جهة أخرى، يتضمن بيان واجبات وحقوق كل منهما في علاقاتهما التعاقدية، وتستحدث اللائحة آلية للتسوية والفصل في المطالبات المالية الناشئة بين عمال الخدمة المنزلية وأصحاب العمل ومخالفات اللائحة ذات الطابع غير الجنائي، وذلك من خلال لجان تكون لهذا الغرض بقرار من وزير العمل، وتعمل وفقا للآلية الواردة في اللائحة».
من جانب آخر، وافق مجلس الوزراء على تعيين محمد بن علي الخضير، وعبد الوهاب بن محمد الفايز، عضوين من أصحاب الرأي والخبرة في مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية لمدة ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ صدور القرار، كما وافق على تعيين كل من عبد الله بن ناصر بن عبد الله السدحان على وظيفة «وكيل الوزارة للتنمية الاجتماعية» بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الشؤون الاجتماعية، وفهد بن معيوف بن هداج الرويلي على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وعيسى بن عبد الله بن علي العيسى على وظيفة «مدير عام جمرك مطار الملك فهد الدولي بالدمام» بالمرتبة الرابعة عشرة بمصلحة الجمارك بوزارة المالية، وإبراهيم بن عبد الله بن منيع المنيع على وظيفة «مدير عام فرع الوزارة بمنطقة الرياض» بذات المرتبة بوزارة الشؤون الاجتماعية، وعبد المحسن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حميد على وظيفة «مدير عام الدراسات والمشاريع» بالرابعة عشرة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووليد بن إبراهيم بن عبد الله البدر على وظيفة «مدير عام مكتب وزير الدولة» بذات المرتبة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء.
وكان مجلس الوزراء قد ناقش خلال جلسته، توصية اللجنة الدائمة للمجلس الاقتصادي الأعلى رقم 27 – 34 وتاريخ 9 – 7 – 1434هـ، في شأن ظاهرة ارتفاع أسعار السلع والخدمات في المملكة مقارنة بالدول المجاورة رغم تعدد أوجه الدعم والإعانات التي تقدمها الدولة، واتخذ عددا من التوجيهات في هذا الصدد، من بينها:
«تعزيز جهود الأجهزة الحكومية في مجال الرقابة والإشراف على أسعار السلع والخدمات وتوفير بيئة المنافسة السليمة ومنع أي مغالاة في الأسعار تؤدي إلى ارتفاع الهوامش الربحية للتجار والمنتجين، ومنع أي ممارسة احتكارية في سوق السلع والخدمات، ومراجعة الأنظمة واللوائح التي تعنى بموضوع أسعار السلع والخدمات أو تؤثر فيها، ومنع الممارسات الاحتكارية للتعاطي مع أي ارتفاع مبالغ فيه في الأسعار، إلى آخر ما جاء في هذا البند، وتوفير قاعدة معلومات متكاملة حول تطورات أسعار السلع والخدمات في السعودية والدول المجاورة، والرصد المستمر لمدى مناسبة هذه الأسعار والتغيرات التي تطرأ عليها، ومدى استجابتها للتغييرات في الأسعار العالمية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمواطنين للاطلاع على هذه المعلومات، إلى آخر ما جاء في هذا البند».
كما اطلع المجلس على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها تقريران سنويان للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتقرير للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء لأعوام مالية سابقة، وقد أحاط المجلس علما بما تضمنته التقارير المشار إليها، ووجه حيالها بما رآه.
الاشتباكات تزداد شراسة خلال شهر رمضان عند وقت الإفطار
محمد يراقب تحركات النظام من خلال منظار محلي الصنع («الشرق الأوسط»)
حلب: هانا لوسيندا سميث
ينظر محمد من خلال منظار مصنوع محليا عبر الثقب الموجود في أعلى الجدار، قائلا «نحن نطلق عليه اسم خط الصفر»، ثم يخفض رأسه قليلا، ويتابع «جنود (نظام الرئيس بشار) الأسد على بعد 10 أمتار فقط من هنا».
يمر خط المواجهة الأمامي بحي صلاح الدين في محافظة حلب (شمال) عبر المنازل والمتاجر وكل الأماكن التي اعتاد الناس أن يعيشوا ويعملوا فيها، وحيث اعتاد الأطفال اللعب في الشوارع. وللوصول إلى خط الصفر علينا العبور في جنح الظلام عبر الحفر الموجودة في جدران المنازل التي باتت مهجورة إلا من ركام مخلفات الحياة اليومية. يقول محمد «ننام مع الفئران التي ترتع حول رؤوسنا هنا»، مضيفا أن بعضا من سكان صلاح الدين غادروا في عجلة شديدة إلى حد أنهم لم يتوقفوا لالتقاط مستندات الهوية خاصتهم. ولم يتبق لديهم الكثير ليعودوا إليه الآن. إن الأعداء على مقربة شديدة إلى حد أنهم قد يقاتلون يدا بيد. يمكنهم سماع بعضهم البعض، حتى لو لم يكن بمقدور كل منهم رؤية الآخر. يقول محمد «نصيح (الله أكبر) فيردون هم بهتافات مؤيدة للأسد». الثوار هنا يستولون على الأرض شبرا تلو الآخر. كان حي صلاح الدين بمثابة خط أمامي لما يقرب من عام الآن. الجائزة التي يطمحون إليها هي قاعدة مدفعية تابعة للنظام على بعد 50 مترا فقط. فمنها يطلق نظام الأسد على مناطق المدنيين في المدينة قذائف الهاون والصواريخ. ويقول الثوار إنهم بمجرد استيلائهم عليها يمكنهم في نهاية المطاف إجلاء قوات الأسد عن حلب.
في الغرفة المجاورة، يعرض لي محمد مصنعا محليا لصنع قنابل يسمونها «كوكتيل المولوتوف» المصنوع من زجاجات العصير المملوءة بالزيت الأسود الثقيل. يقوم بتحميل واحدة وإشعالها، ثم يطلقها من النافذة صوب جنود النظام. لكنها لا تنفجر؛ فالزيت شديد السواء والثقل بحيث لا يمكن أن تعمل القذيفة. لكن هذه هي نوعية الأسلحة التي يجبر الثوار على استخدامها هنا؛ متفجرات محلية الصنع وبنادق قديمة. يعرض علي ثائر آخر بندقيته، المصنوعة في روسيا في عام 1955.
لم يخبر عمر، ذو الـ17 عاما، القتال في صلاح الدين من قبل، لكنه يستعمل حيل حرب العصابات من شخص متمرس. وفي الشارع الواقع خلف المجمع السكني الذي يصنع فيه محمد أسلحته، يعرّف أبو شاهوم عمر كيف يجب أن تصنع الأسلحة. «لن تعمل هذه القنابل مطلقا. الزيت ثقيل جدا»، هكذا يتحدث وهو يشعل إحدى قنابل المولوتوف ويلقيها على الأرض للتوضيح.
يبلغ أبو شاهوم من العمر 35 عاما، وهو سوري خدم في الجيش النظامي وانضم إلى حركة الجهاد ضد القوات الأميركية في العراق في عام 2003، ثم عاد إلى بلده الأم ليتم القبض عليه من قبل قوات الأمن ويسجن لمدة 4 أعوام. وعندما تم إطلاق سراحه عمل كهربائيا، لكن حينما اندلعت الحرب في حلب، مسقط رأسه، ترك وظيفته وانضم إلى الثوار. يقول «الحرب أفضل من تلك الزنزانة»، كاشفا عن ساقيه حيث الندوب تغطيهما، متحدثة عن قصة الضرب والتعذيب الذي لقيه حينما كان مسجونا.
تم إلقاء القبض على ما يربو على 300 «جهادي» سوري واعتقالهم من قبل قوات الأمن التابعة للأسد عند عودتهم من العراق. يتابع أبو شاهوم قائلا «كانت الجماعة التي حاربناها هناك محظورة من قبل النظام. اتهمونا بالتآمر لتدمير سوريا، ولكن لم تكن تلك هي الحقيقة مطلقا. فقد ذهبنا إلى العراق لمساعدة أشقائنا المسلمين لأن الأميركيين كانوا يحتلون بلدهم. أدركنا أن صدام كان ديكتاتورا، لكن الغزو كان أمرا أسوأ». تم إطلاق سراح السواد الأعظم من هؤلاء السجناء حينما بدأت الثورة، مع إعطاء قوات الأمن تعليمات لهم بأن يخبروا أصدقاءهم بأن الأسد سوف يصلح النظام. يضحك أبو شاهوم قائلا «عانينا من هذا النظام على مدى 40 عاما. وأدركنا أنه كان كذبة».
تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة في الظهيرة في حي صلاح الدين. وداخل المجمعات السكنية ترتفع نسبة الرطوبة، بحيث يصعب التنفس. يتصبب العرق من وجهي وإلى عيني، بينما أتتبع الثوار أعلى وأسفل بيت السلم المظلم، وأعدو عبر أزقة القناصة وأعبر فتحات الدخول المبتورة. لكننا في شهر رمضان، وعلى مدار الشهر المقبل سيقوم غالبية هؤلاء الرجال بهذا العمل يوميا من دون طعام أو شراب. إنهم يخبرونني بأن المهمة سهلة؛ ولكن لا يمكنني تصديقهم. بعد نصف ساعة فقط أجد نفسي في حاجة ماسة لشرب الماء. يقول أبو شاهوم «جنود الأسد يعلمون أننا صائمون وأننا سوف نفطر معا عند المغرب، وهم يستغلون هذا». خلال شهر رمضان تبدأ أشرس الاشتباكات في حي صلاح الدين وقت الإفطار. بالأمس، قتل اثنان من قادة هؤلاء الثوار وهم يفطرون.
لكن هذه المجموعة غير المعتادة من الرفاق، محمد البالغ من العمر 17 عاما جنبا إلى جنب مع الجهادي المحنك أبو شاهوم، تمضي قدما في جهادها على الرغم من تلك الصعوبات. جميعهم يخبرونني بأن إيمانهم يشجعهم، وأن عامين من الحرب بلا هوادة في حلب قد زاد من قرب الجميع من الإسلام. لكن ينطبق هذا على وجه الخصوص على الشباب الذين يقاتلون مع الثوار. بمجرد انتهاء الحرب في سوريا، ربما، على غرار أبو شاهوم، سوف ينضمون إلى الجهاد في المناطق الأخرى. يقول أبو شاهوم «لقد شهدوا كيف أتى المقاتلون الأجانب إلى هنا لمد يد العون لهم. لذلك، سوف تجد فتيانا سوريين على الخطوط الأمامية الأخرى في المستقبل».
يؤكد أبو شاهوم أن سوريا نوع مختلف من الحرب عن العراق، فهي حرب أشرس وأكثر قذارة.. «هاجم الأميركيون القواعد العسكرية فقط، كانت حربا منظمة. لكن هنا، يستهدف جنود الأسد مناطق لمدنيين». استجاب المزيد لنداء الجهاد هنا بالمثل؛ يقول أبو شاهوم إنه قد قاتل جنبا إلى جنب مع الإسبان والشيشان والبلغاريين على الخط الأمامي، مضيفا «ثمة عدد هائل من المقاتلين الأجانب هنا». وبالطبع هناك الأجانب الذين يقاتلون على الجانب الآخر أيضا. يقول الثوار في حي صلاح الدين إنهم على مدى الأشهر الأربعة الماضية سمعوا ضباطا من النظام يتحدثون باللغة الفارسية أو العربية بلكنة لبنانية.
يقول أبو شاهوم «الجنود الإيرانيون وأعضاء حزب الله محترفون. لا أصدق أن السوريين الذين يقاتلون في صف النظام لديهم قلب لقتل شعب بلدهم. يتعين عليهم أن يأتوا بهؤلاء الأجانب للداخل». قبل شهر كان الثوار يدخلون مصنعا في صلاح الدين، حينما أصبحوا وجها لوجه مع 50 مقاتلا من الحرس الثوري الإيراني، جميعهم يرتدون ملابس لونها أسود مع وجود صور لـ(روح الله الموسوي) الخميني مطبوعة على ظهر قمصانهم. بدأ تبادل لإطلاق النار؛ ولقي 8 ثوار و15 إيرانيا حتفهم. «إنهم محترفون لكنهم ما زالوا بحاجة للحضور والتدريب معي»، يضيف أبو شاهوم وابتسامة ترتسم على وجهه.
روحاني يعد الأسد بمواصلة دعم سوريا في مواجهة «النظام الصهيوني»
طالب بتمكين الحكومة السورية من البقاء في السلطة حتى 2014
لندن: «الشرق الأوسط»
أكد الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني لنظيره السوري بشار الأسد مواصلة طهران تقديم الدعم لدمشق. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» أمس إن روحاني بعث برسالة إلى الأسد أكد فيها أن «إيران ستظل إلى جانب سوريا في مواجهة أعداء المنطقة ولا سيما ضد النظام الصهيوني».
وأضاف روحاني أنه على يقين من أن «الشعب السوري العظيم والمقاوم سوف يتمكن من اجتياز صعوبات المرحلة الحالية بشكل كامل بفضل جهود قوى الخير والسلام، ويحفظ استقلاله وسيادته الوطنية»، مضيفا: «لا شك أن العلاقات القديمة والراسخة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية تؤكد عزيمة شعبي البلدين وإرادتهما في تعزيز التعاون الشامل على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية ومواجهة مؤامرة الأعداء في المنطقة لا سيما الكيان الصهيوني».
ووفقا لما ذكرته «فارس» طالب روحاني بتمكين حكومة الأسد من أن تبقى في السلطة حتى الانتخابات في 2014. وتعليقا على فحوى الرسالة، قال علي رضا نامفار حقيقي، الباحث الإيراني في جامعة تورنتو الكندية إن رسالة روحاني هي «رسالة دبلوماسية تراعي الأعراف البروتوكولية»، مضيفا أن «الرئيس المنتخب (روحاني) تلقى عدة رسائل من قادة دول من بينهم الأسد». وأكد حقيقي لـ«الشرق الأوسط» أن رسالة روحاني عادية ولا تحمل في طياتها أي أهمية سياسية، مشيرا إلى أن «سياسة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني تختلفان من حيث المبدأ عن سياسة كرات بلانش الحالية، وتستند إلى تنويع المصالح الإيرانية للمجموعات السياسية المختلفة في سوريا».
وأضاف الباحث الإيراني إلى أن غياب الخطة «ب» في سوريا، بسبب حالة الفوضى التي تعيشها المعارضة وتقوية الجهاديين الساعين للاستحواذ على السلطة في مرحلة ما بعد الأسد، هو عامل آخر يجعل إيران حذرة لناحية ترك حليفها القديم والوحيد في المنطقة العربية.
وفي سياق آخر، أعربت طهران أمس عن تأييدها «هدنة كاملة» من قبل مسلحي المعارضة السورية خلال شهر رمضان بعدما طلب الائتلاف الوطني السوري المعارض وقفا لإطلاق نار خلال هذا الشهر في مدينة حمص. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عرقجي: «ننصح (مسلحي المعارضة) بتطبيق هدنة كاملة ووضع أسلحتهم جانبا والبدء بمفاوضات مع الحكومة السورية». وأضاف المتحدث: «لا يوجد حل عسكري، والسبيل الوحيدة هي الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة الحقيقية»، معربا عن الأمل في التمييز «بين المعارضين الحقيقيين والمجموعات الإرهابية». وتعد إيران الحليف القوي للأسد منذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في مارس (آذار) 2011، وتتهمهما بعض الدول الغربية والعربية بتمويل وتسليح بعض المجموعات المعارضة التي يصفها النظام بأنها «إرهابية».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس إن إيران سيكون عليها قبول المقترحات لتحقيق السلام في سوريا التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر دولي في جنيف العام الماضي قبل أن يمكنها المشاركة في أي محادثات سلام جديدة. وأضاف هيغ لأعضاء البرلمان «قبول (جنيف1) سيكون نقطة بداية جيدة. وهذا شيء لم نسمعه من إيران بعد».
المعارضة السورية تنتقد إحجام بريطانيا عن تسليحها.. وإدريس يتهم كاميرون بـ«الخيانة»
المقداد: التسليح وحده يحمي المدنيين.. ودماؤهم كفيلة بتبديد الهواجس
بيروت: ليال أبو رحال
لم تبد المعارضة السورية حماسة لإعلان الحكومة البريطانية، أمس، عزمها على تقديم معدات «على وجه عاجل» لمقاتلي الجيش السوري الحر لحماية أنفسهم من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يستخدمها نظام الرئيس بشار الأسد. وانتقدت بشدة تخلف الدول الأوروبية والإدارة الأميركية حتى اليوم عن الوفاء بتعهداتها بتسليح المعارضة في صراعها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويأتي الإعلان البريطاني أمس إثر تأكيد لندن تخلي رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن نية تسليح المعارضة السورية، استجابة لتوصيات القيادة العسكرية، مع وصول الصراع في سوريا إلى مرحلة متقدمة، وهو ما أثار غضب رئيس هيئة الأركان في «الحر» اللواء سليم إدريس الذي اتهم كاميرون بـ«خيانة المعارضة السورية بعد تخليه عن خطط تسليحها». وقال، في مقابلة نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، إن هذا «القرار يمهد الطريق أمام تنظيم القاعدة للسيطرة على صفوف المقاتلين المعارضين».
وكان وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ قد أعلن أمس، في بيان مكتوب إلى البرلمان، أن «بريطانيا سوف تقدم 5 آلاف قناع غاز وكبسولات للوقاية من غازات الأعصاب ووسائل رصد الأسلحة الكيماوية إلى الائتلاف الوطني السوري في 3 أغسطس (آب) أو بعد ذلك». وأشار إلى أن «هناك أدلة على هجمات باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بما في ذلك السارين». وقال: «نعتقد أن نظام الأسد يسمح ويأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية».
وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر، لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» إن «المبادرة البريطانية مشكورة، لكننا نعتقد أن حماية الشعب السوري لا يمكن أن تتم بأقنعة واقية من الأسلحة الكيماوية، بل بمنع المجرم من استخدام هذه الأسلحة». وسأل المقداد: «إذا استخدم الجيش الحر الخمسة آلاف قناع، فماذا عن بقية الشعب السوري؟» وشدد على أن «المطلوب خطوات أكثر جدية، لأن تسليح الجيش الحر هو الأساس لحماية الشعب السوري وما دون ذلك يبدو أشبه بعلاج بالمسكنات لا يقضي على الورم».
وفي حديثه الصحافي أمس، أعرب اللواء إدريس عن قناعته بأن «قرار كاميرون (عدم التسليح) سيترك الجيش الحر عرضة للقتل من قبل قوات النظام السوري». وأشار إلى أن «الوعود الغربية (بالتسليح) أصبحت طرفة الآن»، مضيفا: «لم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصيا ما إذا كان سيتركنا وحدنا لكي نقتل». وتساءل: «ما الذي ينتظره أصدقاؤنا في الغرب؟ وهل ينتظرون قيام إيران وحزب الله بقتل الشعب السوري بأكمله؟».
وكانت 11 دولة (بينها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية)، تعتبر المكون الرئيس لمجموعة «أصدقاء سوريا»، قد أقرت خلال مؤتمر استضافته العاصمة القطرية الدوحة في 23 يونيو (حزيران) الماضي، تقديم مساعدات عسكرية نوعية إلى المعارضة السورية، من أجل تحقيق التوازن على الأرض، ولدفع الأسد إلى الاستجابة إلى جهود السلام التي ترعاها الولايات المتحدة وروسيا.
واتهم المقداد، الذي يواكب عمل إدريس في مجال التسليح، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» الدول الغربية، وتحديدا بريطانيا والإدارة الأميركية بـ«الإخلال بتعهدات واضحة سبق أن التزموا بها»، مضيفا أن «المطلوب من هذه الدول التحرك بسرعة وفرض مناطق حظر جوي تمنع النظام السوري من استخدام الصواريخ الباليستية وقصف المدنيين بالطيران».
وكانت تقارير صحافية نقلت قبل يومين عن مسؤول أميركي «رفيع» قوله، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «أحرزت تقدما في التغلب على اعتراضات المشرعين على خططها لتسليح المعارضة السورية، لكن ما زال ينبغي تسوية بعض التفاصيل». وأشار المسؤول ذاته إلى أن «أعضاء لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الذين شككوا في مدى حكمة قرار تسليح مقاتلي المعارضة وافقوا بصفة مبدئية على مضي الإدارة قدما بخططها، لكنهم طلبوا إطلاعهم على المستجدات مع تقدم العملية السرية».
ويخشى المشرعون الجمهوريون والديمقراطيون من وصول الأسلحة في إلى أيدي متشددين إسلاميين وألا تكون كافية لترجيح الكفة ضد قوات الحكومة السورية الأفضل تسليحا. لكن المقداد شدد في هذا السياق على أن «دماء الشعب السوري والتي تراق يوميا يجب أن تكون كافية لتبديد هواجس الإدارات الغربية، لا سيما الأميركية». وقال إن «الذريعة الأساسية، وهي خشيتهم من وصول الأسلحة إلى جماعات متشددة أو إسلامية، قد سقطت، بعد أن بدأت هذه الجماعات بتنفيذ أجندات خاصة بها وبات الجيش الحر في مرحلة توتر شديد مع هذه الجماعات».
في غضون ذلك، أعلن السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر خلال لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أمس، أن بلاده ستقدم مبلغ 20 مليون دولار في إطار دعم الجيش اللبناني، و75 مليون دولار لدعم المؤسسات التي تحتضن اللاجئين السوريين. وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن فليتشر كشف خلال لقائه رئيس لبنان أمس عن أن بلاده وفي إطار دعم لبنان ستقدم على صعيد الدفاع وتعزيز قدرات الجيش «مبلغ 20 مليون دولار معدات وتدريبات ومبلغ 75 مليون دولار لدعم المؤسسات التي تحتضن النازحين السوريين وتساعدهم». وأضاف البيان أن فليتشر نقل للرئيس اللبناني تأييد بلاده للجهود التي يقوم بها سليمان للحفاظ على الاستقرار. ولفت فليتشر إلى أن بلاده على استعداد «للقيام بالاتصالات الدولية اللازمة لترسيخ فكرة تحييد لبنان عن صراعات الآخرين».
الأمم المتحدة: أزمة النازحين السوريين الأسوأ منذ أحداث رواندا
خمسة آلاف قتيل شهريا.. و1.8 مليون لاجئ إلى الدول المجاورة لسوريا
نيويورك: «الشرق الأوسط»
أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن، أمس، أن خمسة آلاف شخص يقتلون شهريا في سوريا، وأن أزمة اللاجئين في هذا البلد تعتبر الأسوأ منذ حرب الإبادة في رواندا قبل نحو عشرين عاما. ودعا المسؤولون مجلس الأمن المنقسم على نفسه إزاء التعامل مع الأزمة في سوريا، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الحرب في هذا البلد والتي أوقعت منذ مارس (آذار) 2011 أكثر من مائة ألف قتيل.
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة إيفان سيمونوفيتش في كلمة أمام مجلس الأمن: «إن العدد المرتفع جدا للقتلى والذي يبلغ نحو 5 آلاف شهريا يكشف مدى تفاقم هذا النزاع». من جهته، قال المفوض الأعلى للاجئين أنطونيو غوتيريس، إن نحو 6 آلاف شخص يفرون يوميا من البلاد وان الأمم المتحدة أحصت حتى الآن نحو 1.8 مليون لاجئ سوري إلى الدول المجاورة لسوريا. وقال غوتيريس: «لم نرَ تدفقا للاجئين يصل إلى هذا المستوى المخيف منذ حرب الإبادة في رواندا قبل نحو عشرين عاما». وتابع: «إن هذه الأزمة دامت أكثر بكثير مما كنا نخشى وتداعياتها الإنسانية لا تحتمل».
وشهدت رواندا في عام 1994 حرب إبادة وذلك عقب قيام جماعة الهوتو، التي تمثل الأغلبية، بشن حملة إبادة ضد الأقلية من توتسيي، حيث قتل ما لا يقل عن 800 ألف شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب. واقترحت مسؤولة الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري أموس على المجتمع الدولي القيام بعمليات عبر الحدود لنقل مساعدات إلى داخل سوريا.
أما السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري فشكك في أرقام القتلى التي تقدم واعتبر أنها جمعت «بشكل غير مهني».
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع، أول من أمس، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أحرزت تقدما في التغلب على اعتراضات المشرعين على خططها لتسليح المعارضة السورية، لكن ما زال ينبغي تسوية بعض التفاصيل. وأضاف المسؤول أن أعضاء لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الذين شككوا في مدى حكمة قرار تسليح مقاتلي المعارضة وافقوا بصفة مبدئية على مضي الإدارة قدما بخططها، لكنهم طلبوا إطلاعهم على المستجدات مع تقدم العملية السرية. ومن بين المسؤولين الذين يسعون لإقناع الكونغرس وتهدئة المخاوف نائب الرئيس جو بايدن وجون كيري وزير الخارجية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: «نحن نجري مشاورات متواترة مع الكونغرس بشأن المسائل المتعلقة بمساعدة سوريا»، مضيفا: «نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس بشأن مسائل تتعلق بمساعدة سوريا»، ومؤكدا أن الرئيس أوباما يعتقد أن «مساعداتنا المجددة لسوريا مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة».
بالأسماء: تشكيل حكومة كردستان سورية ( قامشلو- قامشلي -قامشليكو)
مراسل المحليات- كلنا شركاء1
أفادت مصادر داخل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أن تشكيل حكومة كردستان سورية ” غرب كردستان” بات وشيكاً، وأن المهندس صالح محمد مسلم ” حزب الاتحاد الديمقراطي” من المقرر أن يترأس الحكومة، أما بقية تشكيل الحكومة فهي على الشكل التالي:
سينم محمد نائباً لرئيس الحكومة ( عن مجلس غرب كردستان).
عبد الحميد حاج درويش وزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الحكومة، والسيد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي، وكان قد زار العاصمة القطرية الدوحة في الثالث من الشهر الحالي بدعوة من وزارة الخارجية القطرية، حيث التقى بوزير الخارجية القطري.
محمد موسى وزيراً للطاقة والثروة البترولية ” عن حزب اليسار الكردي”.
محمد الفارس وزيراً للمالية والاستثمار ( شيخ عشيرة الطي).
فؤاد عليكو وزيراً للعدل والشؤون الانتقالية ( حزب يكيتي الكردي).
شيرازاد عادل يزيدي وزيراً للإعلام. ( الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان).
شيرزاد اليزيدي، أوضح اليزيدي لـ«الشرق الأوسط» أنه بناء على مقترح من «مجلس شعب غرب كردستان» تجري حاليا الاستعدادات لتنظيم انتخابات برلمانية سينبثق عنها تشكيل حكومة محلية لإدارة شؤون المناطق الكردية بسوريا، مضيفا: «ونحن الآن في مرحلة التشاور لتشكيل إدارة مشتركة تتألف من ممثلي مختلف القوى السياسية والمكونات القومية من العرب والكرد والمسيحيين وغيرهم. ستكون مهمتها الأساسية التأسيس لإجراء انتخابات برلمانية قادمة بغضون 3 أشهر، وكذلك العمل على إعداد مشروع لدستور مؤقت سيطرح على الاستفتاء قبل تنظيم تلك الانتخابات البرلمانية، وبعد تشكيل البرلمان سيجري عرضه على البرلمان المنتخب لإقراره».صالح كدو وزيراً للتضامن الاجتماعي.
العقيد آلدار خليل وزيراً للداخلية وقائد القوات المسلحة ( مجلس الشعب غرب كردستان).
وأفاد المصدر أن بقية تشكيل الحقائب الوزارية قيد التشكيل والاختيار والمناقشة بين قادة الأحزاب والعشائر الكردية.
صالح كدو وزيراً للتضامن الاجتماعي.
العقيد آلدار خليل وزيراً للداخلية وقائد القوات المسلحة ( مجلس الشعب غرب كردستان).
وأفاد المصدر أن بقية تشكيل الحقائب الوزارية قيد التشكيل والاختيار والمناقشة بين قادة الأحزاب والعشائر الكردية.
وكان شيرزاد اليزيدي قد صرح سابقاً لـ صحيفة الشرق الأوسط أنه بناء على مقترح من مجلس شعب غرب كردستان تجري حالياً الإستعدادات لتنظيم انتخابات برلمانية سينبثق عنها تشكيل حكومة محلية لإدارة شؤون المناطق الكردية في سورية، مضيفاً : ( ونحن الآن في مرحلة التشاور لتشكيل إدارة مشتركة تتألف من ممثلي مختلف القوى السياسية والمكونات القومية من العرب والكرد والمسيحيين وغيرهم. وستكون برلمانية قادمة بغضون 3 اشهر، وكذلك العمل على إعداد مشروع لدستور مؤقت سيطرح على الاستفتاء قبل تنظيم تلك الانتخابات البرلمانية، وبعد تشكيل البرلمان سيجري عرضه على البرلمان المنتخب لإقراره).
يشار أن وفداً من لجنة المتابعة للاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي في سورية توجه إلى إقليم كردستان العراق بغية تفعيل الاتحاد السياسي والعمل على وحدة إندماجية بين أحزابه وبعض الأحزاب الأخرى ذات نفس التوجه السياسي.
مزيد من التأخير في خطة أوباما لتسليح المعارضة السورية
(أ.ف.ب.)
اصطدمت خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتأمين سلاح للمعارضة السورية بعقبة أخرى هذا الأسبوع، عندما أجّلت لجنتا الاستخبارات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ مؤقتاً عملية تأمين مساعدة قاتلة. والعقبة التي أعاقت الخطة فعلياً الشهر الماضي، برزت للعلن هذا الأسبوع في مؤشر آخر على الطبيعة الغامضة لسياسة التسليح التي تعتمدها الإدارة الأميركية.
وفقاً لتقارير أعدّها الموقع الإخباري الإلكتروني، The Hill، طلبت اللجنتان البرلمانية والتابعة لمجلس الشيوخ المزيد من المعلومات من الإدارة حول خطتها لتأمين أسلحة الى المجلس العسكري الأعلى. وعلى وجه التحديد، كان نواب الولايات المتحدة يسعون للحصول على معلومات حول ما ستفعله الإدارة لمنع السلاح من الوقوع في أيدي “جبهة النصرة” التابعة للقاعدة، وكذلك حول كيف ستؤدي خطة تسليح الثوار السوريين الى تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
ولحين حصولهما على المعلومات المطلوبة، فرضت لجنتا الاستخبارات قيوداً كبيرة على تمويل السياسة هذه. وبما أنّ الإدارة كانت تسعى لتمويل البرنامج من خلال موازنة الاستخبارات الأميركية، فإنّ طلب التروّي الذي أعلنت عنه لجنة الكونغرس تلك شكّل عقبة فعلية في وجه الخطة.
مع ذلك، أشار البيت الأبيض الى تصميمه على السير قدماً بخطة تسليح المجلس العسكري الأعلى. “لم نكن نحتال. كان الرئيس جدياً”، قال سكرتير الصحافة في البيت الأبيض جاي كارني خلال الملخّص اليومي لتاريخ 9 تموز. “كل ما أقوله إننا سوف نستمر بالتشاور مع الكونغرس في هذه المسألة، لأنها مهمة جداً”.
غير أنّ المشاورات مع الكونغرس قد لا تكون ضرورية في الواقع، بما أنّ الإدارة ليست بحاجة من الناحية التقنية الى موافقة الكونغرس لتطبيق خطة التسليح. حيث قيل إنّ التشريع الذي سيسمح للرئيس أوباما بتطبيق هذه الخطة أقرّ مسبقاً.
وللالتفاف على قضية التمويل، يمكن للإدارة أن تلجأ الى مؤسسات حكومية أخرى مثل وزارة الدفاع، قالت الخبيرة في شؤون سوريا إليزابيت عُبجي. وقالت لموقع NOW إنّه يمكنها أن تمحو تأثير العقبة التي وضعها الكونغرس في طريقها، ولكنّها أضافت أنه من غير المرجّح أبداً أن تسلك الإدارة هذا الدرب البديل.
حصل هذا الأسبوع تبادل للاتهامات في أوساط المؤسسات الحكومية، ولكن عبجي تلوم صراحةً الإدارة. وهي قالت لـNOW “كما قلتُ سابقاً، أعتقدُ بأنّ كل قرار تتخذّه الإدارة هو عبارة عن ردة فعل وليس عن فعل إيجابي… لقد أراد أعضاء لجنتي البرلمان ومجلس الشيوخ فقط أن يسمعوا المزيد من الإدارة عن كيفية تأثير ذلك على أرض الواقع- فإذا كانت الإدارة تريد فعلياً القيام به، يمكنهم أن يجيبوا عن هذا السؤال”.
وفي هذا الإطار، تحدّث موقع NOW الى ناشط سوري مستقر في الولايات المتحدة ويعمل على هذه القضية، فضّل عدم ذكر اسمه لأنّه لم يكن مخولاً للحديث الى الصحافة. وقال لنا، مكرّراً مخاوف عُبجي إنّ “أعضاء لجنتي الاستخبارات يريدون ان يروا خطة متماسكة وكاملة… ولكن الإدارة لا تريد أن تقوم بشيء، وهي تستخدم العقبة كذريعة لكي تستريح وتُحجم عن أي عمل”. وأشار الى أنّ كافة آليات تأمين الأسلحة بشكل آمن جاهزة للاستخدام، وقد تم فحصها في وقتٍ سابق من هذا العام من خلال ترخيص الإدارة لعمليات نقل للأدوية وللطعام عبر منظمة غير حكومية سورية- اميركية.
وتعليقاً على تأثير التأخّر في تأمين الأسلحة، قال الناشط في المعارضة لـ NOW إنّ “رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس بدأ أصلاً خسارة الدعم والمصداقية على الأرض”.
وبدوره أكّد محمد المصطفى، المتحدّث باسم المجلس العسكري الأعلى على ذلك، وقال لـ NOW إنّ أصحاب الشأن في الجيش السوري الحر باتت نظرتهم الى الولايات المتحدة تتسم بالسلبية الشديدة بسبب “عدم إيفاء هذه الأخيرة بوعودها مرارا”. وأضاف المصطفى أنّ علاقة الجنرال إدريس مع الولايات المتحدة هي من جهة أخرى إيجابية جداً، وأنّ لقاءات على مستوى عال تحصل دائماً بين طاقم عمل إدريس وأعضاء في الحكومة الأميركية.
إلاّ أنّه مؤخراً، تأثرّت العلاقة بين إدريس والمقاتلين على أرض المعركة كنتيجة لعلاقة إدريس بأميركا”، أضاف المصطفى. “بدأ المقاتلون باتهامه بعقد تحالف مع الولايات المتحدة على حساب الثورة”.
غير أنّه في واشنطن، تبدو التفاصيل حول الخطوات التالية التي ستتخذها لجنتا الاستخبارات والإدارة قليلة جداً. فقد أخبر أندرو تابلر، المسؤول الرفيع في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى NOW أنّه “من الطبيعي جداً أن توجد هذه الانواع من العقبات. هناك العديد من الناس الذين يجب إرضاؤهم قبل أن نتمكّن من تأمين مساعدة [أسلحة] قاتلة… ولكن في النهاية، سيحصل ذلك في السر وليس في العلن”.
لم تحدّد إدارة أوباما أي نوع من المساعدة القاتلة سوف توفّر أو متى سوف تقدّمها. ولم تعط اللجان النيابية هي أيضاً المزيد من المعلومات. ولم يكن للمتحدث باسم لجنة مخابرات النواب المختارة الدائمة أي تعليق على هذه المسألة لموقع NOW، أما المتحدث باسم لجنة مخابرات مجلس الشيوخ المختارة فلم يكن متوفراً. هكذا فحتى الآن يبدو أن خطة أوباما للتسليح تأجلت بشكل غامض والى أجل غير مسمّى.
مقاتلون أكراد يطردون “جهاديين” من رأس العين
تجدد الاشتباكات بدمشق وحلب وإدلب
قالت لجان التنسيق المحلية بسوريا إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة دارت بين الجيش النظامي وكتائب الجيش السوري الحر في مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين بدمشق.
وأفاد ناشطون بأن الجيش السوري الحر استهدف بمدفع محلي الصنع تجمعات لقوات النظام في بلدة الزمانية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وفي بلدة ببيلا بريف دمشق بث ناشطون صورا للدمار الذي ألحقه القصف بالمباني السكنية، وقالوا إن القصف شمل أيضا بلدتي قارة والسحل في القلمون بريف دمشق.
وفي إدلب -شمال غرب سوريا- قال ناشطون إن الجيش الحر استهدف بقذائف الهاون معسكر القرميد حيث يتحصن جنود النظام. يأتي هذا بعد معارك تمكن الجيش الحر على أثرها من تدمير حاجز الجومة في ريف إدلب.
أما في حلب شمالي سوريا فقد استطاعت قوات المعارضة المسلحة شن هجوم مضاد أسفر عن تقدم بالقرب من مشارف حي الحمدانية. ويسعى مقاتلو المعارضة إلى تلغيم مناطق كانت تسيطر عليها قوات النظام.
اضغط للدخول إلى صفحة الثورة السورية
رأس العين
وفي تطور آخر للنزاع الدائر بسوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم عن تمكن مقاتلين أكراد من طرد مقاتلين وصفوهم بأنهم “جهاديون” تابعون للدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من بلدة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة، وهي بلدة حدودية مع تركيا، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بدأت مساء أمس قتل فيها 11 شخصا.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن معبر رأس العين بين سوريا وتركيا الواقع عند طرف المدينة لا يزال بأيدي “الجهاديين”.
وكانت المعركة اندلعت أمس إثر هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على سيارة فيها ثلاثة مقاتلين أكراد بينهم امرأتان، واعتقلوا الرجل الذي كان يقود السيارة، في حين تمكنت المقاتلتان من تخليص نفسيهما.
وأمس قال مقاتلو المعارضة السورية إنهم سيطروا على مدينة نوى في ريف درعا وقتلوا عددا من أفراد الجيش النظامي، كما أعلنوا سيطرتهم على حاجز الجومة العسكري في ريف إدلب، في وقت استمر قصف قوات النظام على حي القابون حيث لا يعرف مصير مئات الأسر العالقة داخله.
قوات الأسد تقصف مخيم اليرموك في دمشق وتحاول اقتحامه
كتائب من الجيش الحر تتوجه إلى حي القابون لمساندة المقاتلين وفك الحصار
دبي – قناة العربية
تواصل قوات النظام السوري حملة قصف عنيفة على مخيم اليرموك في دمشق، وعلى أحياء أخرى كالقابون وبرزة وجوبر، مع استمرار محاولاتها اقتحام تلك الأحياء.
وتجري اشتباكات عنيفة بين تلك القوات ومقاتلي الجيش الحر على مداخل مخيم اليرموك وفي معضمية الشام.
وتنهال القذائف والقنابل على مخيم اليرموك من المناطق التي تتمركز فيها قوات النظام السوري التي تحاول تمهيد الطريق لاقتحام المخيم.
ولم يقتصر القصف العنيف على المخيم، بل استهدف أحياء أخرى تقع جنوبي دمشق، مثل حي القدم والعسالي والتضامن.
وتواصل قوات النظام قصفها حي القابون الدمشقي الذي ذاق ويلات الحصار والقصف وهو يقصف بالدبابات والمدفعية وراجمات الصورايخ.
وتوجهت كتائب من الجيش الحر من الغوطة الشرقية لمساندة المقاتلين في القابون وفك الحصار الذي تفرضه قوات الأسد.
وما زالت أحياء برزة وجوبر وتشرين شرق دمشق تتعرض لحملة القصف الشرسة، فيما يتواصل القصف على مناطق في ريف دمشق كداريا التي تمكن الجيش الحر من السيطرة على بعض المواقع في جنوب شرق البلدة.
تدابير وقائية في “مناطق حزب الله” بعد الاستهداف المتكرر
البيئة الحاضنة له منقسمة بين خائف من تكرار انفجار الضاحية وبين واثق من صمود الحزب
بيروت – جيلان الفطايري
بدأت الاستهدافات المتتالية لحزب الله في لبنان بتخويف أهالي البيئة المحتضنة له، ودفعت الحزب الى اتخاذ الإجراءات لطمأنة هذه البيئة وتأمين حماية المناطق الواقعة تحت نفوذه، خاصةً الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولم يكد أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت يلملمون بقايا الانفجار الأسبوع الماضي، حتى تفاجأ اللبنانيون بوقوع انفجار آخر في البقاع استهدف حزب الله، على خلفية انخراطه في الصراع الدائر في سوريا، كما يقول البعض.
ولا يزال أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت حتى اليوم يتفقدون مكان الانفجار ويلتقطون صورا للسيارات المتفحمة المركونة في المرآب حتى الآن، وسط إجراءات أمنية مكثفة اتخذها حزب الله في هذه المنطقة ومحيطها التي تقع تحت نفوذه مباشرة.
“الوضع لا يطمئن”
ويقول الناشط علي فخري، وهو من سكان الضاحية أيضا، إن “الوضع أصبح لا يطمئن”، معرباً عن تخوفه من تكرار الحادث. ويضيف فخري: “أصبحنا ننتبه أكثر ونحترس أثناء مرورنا في المنطقة، خاصة أننا نسمع أكثر وأكثر عن تفكيك لمتفجرات مزروعة هنا وهناك”.
ويكشف فخري قائلاً: “بتنا نلحظ تدابير أمنية أكثر يتخذها الحزب، لكنها تبقى طبيعية نظرا لحجم الواقع الأمني المرشح أن ينفجر في أية لحظة”. ويعتقد فخري أن ما حصل هو نتيجة المعارك التي حصلت في صيدا مؤخراً ويؤكد وجود مجموعة تسعى للفتنة السنية الشيعية.
ومن جهتها تقول منال، وهي أم لثلاثة أولاد تقطن في العمارة المقابلة للمرآب حيث وقع الانفجار، إنه للوهلة الأولى اعتقدت أن إسرائيل تضرب صواريخ كالتي أطلقتها في حرب تموز 2006. وتتابع منال حديثها لـ”العربية.نت” قائلاً: “عندما شاهدت تصاعد النيران من السيارات وحجم الدمار الذي لحق بالمكان نتيجة الانفجار قدرت أن يكون قد سقط مئات الضحايا”.
وتؤكد منال أنها لا تخشى تكرار الحادث، هي التي صمدت خلال الاعتداء الإسرائيلي الذي لم يبق حجرا على حجر في الضاحية، حسب تعبيرها.
مجموعات تكشف على السيارات المركونة
وفي ظل هذه الأجواء غير الآمنة، يتجه أهالي الضاحية الجنوبية الى إقامة أمن ذاتي حيث بدأت مجموعات من الشبان تعمل على مراقبة كل منطقة من المناطق التي تقع تحت نفوذ حزب الله مداورة، تحسبا لزرع متفجرات. وعند حلول الظلام، تجول سيارات تابعة للحزب ذات زجاج داكن داخل الأحياء.
كما بدأت مجموعة بعمل كشف على السيارات المركونة في هذه المناطق حيث تدون نوع وأرقام السيارات وأسماء مالكيها. وتطلب هذه المجموعة من السكان التقيد بإيداع بطاقة على زجاج السيارة لإظهار أن السيارة تم مسحها من قبل اللجنة المكلفة، حسب ما يؤكده عيسى وهو أحد سكان منطقة الـ”سانت تيريز” في الضاحية.
وفي البقاع، الوضع ليس أفضل حالا من الضاحية، ويؤكد مهدي، أحد سكان مجدل عنجر حيث تم استهداف إحدى شخصيات حزب الله التي كانت متوجهة الى سوريا، أن الوضع مرشح للتفاقم في ظل استمرار حزب الله تدخله العسكري في سوريا بما يوحي بانتقال المواجهة الى داخل الأراضي اللبنانية.
ويصف مهدي الوضع بـ”كرة ثلج ستكبر أكثر وأكثر”. ويكشف أن عناصر سراي المقاومة التابعة لحزب الله هي من تقوم بتأمين الطريق لمواكب حزب الله التي تسلك طرق مختلفة للوصول الى سوريا.
سوريا.. مرارة النزوح إلى “أطمة“
محمد جمعة جبالي – مخيم أطمة – سكاي نيوز عربية
تستمر المعاناة الإنسانية للنازحين السوريين في مخيم أطمة قرب الحدود التركية السورية، سكانه سوريون وسوريات هتفوا ضد النظام السوري، فدكت بيوتهم وكان مصيرهم خياما منصوبة في العراء لا تظل من حر أو تقي من قر. ومع دخول شهر رمضان، لم يتغير الوضع داخل المخيم، بل تزداد ظروفهم المعيشية يوما بعد يوم سوء في ظل استمرار الحرب في سوريا.
ويعيش في المخيم حوالي 17 ألف نازح، وفي الشتاء يمتزج التراب بالماء ليتحول إلى ساحات من الوحل والطين، فليس للمخيم جدران ولا سور يحد هبل سهل فسيح يتسع لآلاف الأسر السورية التي هربت من القصف والبراميل المتفجرة التي تلقى عليهم من الطائرات.
ويقول أحد النازحين لـ”سكاي نيوز عربية” إن “سكان المخيم يعانون من نقص المواد الغذائية والأدوية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة بسبب المياه الآسنة والنفايات”.
صور المخيمات تحكي عمق الأزمة، فالمخيم الذي يزداد كل يوم عدد اللاجئين فيه مع استمرار العمليات العسكرية، يوفر الأمان النسبي، إلا أنه لا يمثل مكانا مناسبا للعيش بسبب انعدام الكثير من مسببات الحياة.
وحدها لغة الحرب والمعاناة التي تسمع هنا حتى عند الأطفال الذين يعجزون عن تغيير واقع حرمهم من التعليم وفرض عليهم التخلي عن أحلامهم الطبيعية.
وتشير إحدى السيدات داخل المخيم إلى أن “الناس داخل المخيم يعانون من صعوبة الحصول على مياه نظيفة للشرب بشكل مستمر وليس في شهر رمضان فقط، وأيضا تدني مستوى المعيشة في ظل انتشار الأوبئة والأمراض”.
كما يعاني مخيم أطمة من انتشار عدد من الأمراض بسبب الازدحام وانعدام منظومة الصرف الصحي، وهو وضع تسبب في ضغط كبير على الوحدة الصحية الوحيدة بالمخيم، التي تعاني هي الأخرى نقصا حادا في المعدات والكوادر الطبية، إضافة إلى شح الأدوية الضرورية.
وتجسد أوضاع النازحين في المخيم حديث السوريين عن قلة الدعم الإنساني المقدم لهم، وتلفت النظر مجددا إلى اتهاماتهم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بإهمالهم.
يعيش النازحون في مخيم أطمة دون أمل كبير في انفراج أوضاعهم، إذ تتعاقب فصول السنة وهم من معاناة إلى أخرى.
قتلى في انفجار سيارة مفخخة بدمشق
القوات الحكومية السورية تدخل حي القابون الدمشقي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال في انفجار سيارة ملغومة في بلدة كناكر جنوبي العاصمة دمشق الأربعاء، حسبما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.
وذكر التلفزيون السوري إن السيارة كانت متوقفة قرب المسجد العمري في بلدة كناكر.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن نشطاء قولهم إن سبعة أشخاص قتلوا.
وفي ريف دمشق، ذكرت مصادر معارضة أن الجيش الحر يقوم بقصف أماكن تمركز القوات الحكومية في منطقة الفصول الأربعة مابين مدينتي صحنايا و داريا، كما أوضحت تلك المصادر أن معارك عنيفة وقعت في بلدة الديرسلمان، وأشار النشطاء أيضا إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر و الجيش السوري النظامي بالبساتين الواقعة بين عين ترما وطريق بلدة المليحة.
وفي ريف إدلب، قصفت طائرات مروحية بالبراميل المتفجرة جبل الزاوية وهزت انفجارات قوية المنطقة.
وفي ريف درعا، شوهدت حركة نزوح كبيرة من مدينة نوى، جراء الاشتباكات الدائرة بين الجيش الحر وقوات الحكومية، وفي مدينة السلمية بمحافظة حماة قالت المعارضة إنها تمكنت من تفجير سيارة تقل عناصر من الجيش السوري كانوا يقومون بنقل البنزين عند المدخل الجنوبي للمدينة.
كما شهد ريف القنيطرة في جنوبي البلاد حملة دهم واعتقالات، وجرى اعتقال عدد من المدنيين، في حين وقعت اشتباكات بين الجيش الحر و القوات الحكومية عند أطراف مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة.
لبنان على فوّهة البركان: تحقيق لبي بي سي العربية
تبث “بي بي سي عربي” فيلما وثائقيا بعنوان “لبنان على فوّهة البركان” يرصد التوتر الأمني في لبنان وملامح الصراع المذهبي نتيجة النزاع في سوريا القائم بين قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، والمعارضة المسلحة. وقد جال مراسل بي بي سي، ناهد أبو زيد، في عدد من مناطق لبنان ناقلا مشاهداته عن تعقيدات المشهد الأمني والسياسي هناك:
وثائقي بي بي سي يرصد انعكاسات الحرب في سوريا على جارها لبنان
الصراع الدائر في سوريا يهدد بالامتداد إلى لبنان المجاور، حيث يوجد أنصار لكل من حكومة دمشق ومعارضيها. عدت بعد غياب دام عقودا لمعرفة السبب الذي يجر من أجله لبنان، مسقط رأسي، إلى حرب لا شان له فيها.
أثناء فترة نشأتي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كان لبنان ممزقا بحرب أهلية شارك فيها مسيحيون ضد مسلمين من السنّة والشيعة، والدروز.
والآن يلوح الصراع في الأفق مجددا.
هذه المرة يأتي الانقسام بين المسلمين السنة، المؤيدين بشكل عام للمعارضة السورية، والمسلمين الشيعة الذين يدعم معظمهم النظام في دمشق.
في الشهر الماضي، أقر حزب الله الشيعي بأنه أرسل مقاتلين إلى سوريا لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد في مواجهة المعارضين الذين يغلب عليهم السنة.
لكن مشاركة حزب الله تسببت في رد فعل عنيف في أنحاء المنطقة.
تنقلت في مناطق متفرقة من لبنان والتقيت لاجئين سوريين معدمين كانوا غاضبين من حزب الله لتدخله في سوريا. لكني التقيت كذلك أسرة مات أحد أفرادها، ويدعى علاء، أثناء القتال مع حزب الله في سوريا.
بالرغم من العواطف الجياشة للحداد والخسارة والصدمة، شعرت أنهم يواسون أنفسهم بفكرة مفادها أن علاء دفع الغالي والنفيس بالنيابة عن مجتمعه.
“نزاع مرير”
مقاتلو حزب الله يتسمون بالتكتم الشديد وعادة لا يتحدثون لوسائل الإعلام.
لكن بعد مفاوضات مكثفة مع عبر وسطاء، التقيت واحدا على استعداد للتحدث بشرط عدم كشف هويته. وطلب المقاتل، الذي شارك في المعارك ببلدة القصير السورية مؤخرا، أن نطلق عليه اسم موسى.
ويقول إن القصير كانت بمثابة نزاع مرير، موضحا: “الأشخاص الذي حاربناهم كانوا عدائيين جدا، وليسوا ضعفاء. لقد حاربوا في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك وليبيا والعراق.”
ويضيف موسى “المعركة كانت حامية جدا، لأنك تقاتل عدوا متشددا. يدعون أنفسهم مسلمين لكنهم لا يؤمنون سوى بأنفسهم. سيقتلون الجميع.”
ويضيف قائلا “إنهم يحرقون الناس ويذبحونهم. هؤلاء معدومو الرحمة ولا يعتنقون دينا حقيقيا. يحملون شعار الإسلام، لكنهم في الواقع يتحدونه. إنهم يشوهون نداء “لا إله إلا الله محمد رسول الله” لا أكثر ولا أقل. إنهم تكفيريون.”
“لكننا تعاملنا معهم في ميدان المعركة في القصير كما نتعامل مع أي ميليشيا إرهابية في أي مكان، وذلك وفقا لتدريبنا، حيث تدربنا جيدا على جميع سيناريوهات القتال.”
“أيديولوجية متطرفة”
توجهت إلى مدينة صيدا جنوبي لبنان حيث نظمت جماعة إسلامية سنية تجمعا حاشدا وأقامت حفلا غنائيا دعما للمعارضة السورية.
وانتقد المتحدثون أمام الحشد حزب الله، وأنشد المطربون أغان تمتدح مقاتلي المعارضة السورية المسلحة.
ويعتقد كثيرون ممن تحدثت إليهم أن تدخل حزب الله في سوريا أدى إلى تسلح المجتمع السنّي في لبنان وتحركه.
وحشدت هذه الجماعات نفسها الدعم لحزب الله قبل سنوات عندما كان يحارب الإسرائيليين.
لكن موسى يرى أن المسلمين السنّة في لبنان هم الذين غيروا موقفهم، ويقول “من الذي ندعمه في سوريا؟ إنه الشعب السوري والجيش الحكومي.”
ويمضي موسى بالقول “هناك فرق بين تأييد الخطة الإسرائيلية للمنطقة والخطة السورية الإيرانية للمقاومة. إنهم يحاولون القضاء على هذه المقاومة. سنحارب في أي مكان تأخذنا إليه المعركة، سواء القصير أو حلب أو بغداد، لحماية مشروع المقاومة بدمائنا.”
ويؤثر المناخ الطائفي على جيل بأكمله.
يقول أبو خالد، وهو بائع عصائر وقهوة، إن كبار السن يفقدون السيطرة على الشباب الذين يستسلمون على نحو متزايد إلى “أيديولوجية أكثر تطرفا”.
ويرى أبو خالد أن الشباب “عالقون في هذه الدوائر من الفعل ورد الفعل” ويلوم وسائل الإعلام على “تشجيعهم”.
“بالنسبة لي، عندما أشاهد ما يحدث في سوريا، فأنا كبير بما يكفي للتعامل معها. لكن الصغار يرون ما يحدث في سوريا ويقولون: “أنظر ماذا يفعلون بنا هناك؟” بماذا عساي أن أرد؟”
“إعلان حرب”
عندما تحدثت إلى الشيخ أحمد الأسير، وهو رجل دين سني مناوئ لحزب الله، في صيدا قبل أن يختفي، سألته ما إذا كان يعتقد أن ما يحدث في سوريا يمكن أن يدفع بلبنان إلى النزاع.
قال لي “لبنان بالفعل في حالة صراع. خاصة بعدما أعلن (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله أن حزب الله دخل “مرحلة جديدة”. ربما لم يفكر ساسة آخرون في هذا بشكل ملائم. لكنه كان صادقا: لقد دخلنا مرحلة جديدة – لقد نقل آلاف الجنود إلى سوريا.”
سألته عن قراءته لهذه “المرحلة الجديدة” فقال “لقد أعلن الحرب على المسلمين السنة في العالم الإسلامي.”
لكن قيادة حزب الله وأنصاره يصرون على أن جانبهم لا يريد قتالا داخل لبنان.
ويقول موسى “عندما يتحدثون عن القتال بين الشيعة والسنة، فإنهم يتكلمون عن جانبين، أليس كذلك؟ لكن رقص التانغو يحتاج إلى فردين. لكن جانبنا لا يرغب في أي صراع طائفي، مهما حدث. حزب الله لن يتورط في هذا. هذا ما يقوله أميننا العام وليس أنا.”
وفي ما تنخرط الشخصيات السياسية اللبنانية في لعبة خطيرة من التصريحات والترهيب، يبدو أن الجميع في هذ المجتمع شديد التسليح يستعدون للحظة التي تضرب فيها العاصفة.
يبث الفيلم على شاشة بي بي سي العربية يوم الأربعاء 10 تموز/ يوليو الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش.
BBC © 2013
الأمم المتحدة: الأزمة السورية هي الأسوأ منذ مذابح رواندا عام 1994
مسؤولون أمميون يقولون إن حوالي 1.8 مليون لاجئ سوري نزوحوا منذ بداية 2013.
أفادت تقديرات للأمم المتحدة بأن أعمال العنف التي تشهدها سوريا تسفر عن مقتل حوالي 5000 شخص شهريا.
وأشار مسؤولون أمميون إلى أن معدلات نزوح اللاجئين السوريين وصلت إلى معدلات لم يشهدها العالم منذ أعمال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وقال إيفان سيمونوفيتش، الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان: “أصبحت انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هي القاعدة في سوريا اليوم.”
وأشار إلى أن “معدلات القتل المرتفعة…تظهر إلى أي مدى تفاقم الصراع.”
وقال المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن حوالي 1.8 مليون لاجئ سوري نزحوا منذ بداية عام 2013، بمعدل ستة آلاف شخص يوميا.
وأضاف: “لم نشهد مثل هذا التدفق من اللاجئين منذ أعمال الإبادة الجماعية في رواندا قبل حوالي 20 عاما.”
وأوضح غوتيريس أن نحو ثلثي اللاجئين السوريين المسجلين لدى المنظمة في كل من لبنان والأردن والعراق ومصر تركوا بلادهم منذ مطلع العام الجاري وهو أمر غير مسبوق منذ مذابح رواندا.
وأضاف أن نحو 800 ألف شخص من قبائل الهوتو والتوتسي لقوا مصرعهم خلال الأحداث التي شهدتها رواندا بينما أحصت المنظمة الدولية ما يقرب من 93 ألف شخص قتلوا في سوريا بين مارس/أذار 2011 وأبريل/نيسان 2013 موضحا أن من بين هؤلاء القتلى أكثر من 6500 طفل.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إن حوالي 6.8 مليون سوري على الأقل في حاجة إلى مساعدات إنسانية ملحة، واتهمت الحكومة والمعارضة بعدم الوفاء بالتزامهم تجاه حامية المدنيين.
وأوضحت أن “هذه أزمة إقليمية وليست في سوريا وحدها وتتطلب جهود شاملة ودائمة من المجتمع الدولي.”
وحذرت من أن “العواقب الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية والإنسانية لهذه الأزمة خطيرة للغاية وتأثيرها الإنساني لايحصى ….. على الجيل الحالي والأجيال القادمة في سوريا”.
ودعا المسؤولون الأمميون مجلس الأمن لاتخاذ إجراء أقوى للتعامل مع تداعيات الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 100 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
BBC © 2013
نظام الأسد: بعد التفخيخ السني العلوي.. توريط متعمد للدروز
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
كشفت مصادر سورية عن تعيين اللواء مرشد الضاهر رئيسا للجنة الأمنية في حلب خلفا للعميد محمد خضور، الذي ظهر منذ شهرين في فيديو وهو يجند أهالي قريتي نبل والزهراء من الشيعة للقتال إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد، ويتعهد بمنحهم رواتب مرتفعة، ووظائف بالدولة، وشحنهم طائفيا ضد مقاتلي الجيش الحر السنة. وأضافت المصادر المقربة من النظام أنه جرى تعيين العميد عصام زهر الدين قائدا لعمليات الجيش بالمدينة، حيث يعد نظام الأسد لخوض عمليات عسكرية جديدة في حلب بهدف كسر الحصار عن الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرته، وفتح الطريق إلى مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، والحصار عن سجن حلب المركزي. وكسر الحصار عن مطار منغ العسكري.
ويذكر أن العميد زهر الدين، درزي المذهب من محافظة السويداء وعرف بولائه الشديد لنظام الأسد، وبشدة بطشه وقسوته في المعارك مع الجيش الحر، وأفيد أنه كان من أبرز قادة العمليات في دوما بريف دمشق وفي بابا عمرو بحمص عام 2012.
……………………………………
وفي هذا السياق، أشار جبر الشوفي، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهو من محافظة السويداء، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذه التصرفات ليست بغريبة عن النظام السوري الذي يسعى إلى إذكاء الفتنة الطائفية بين السوريين»، لافتا إلى «وجود ضباط من الطائفة الدرزية داخل الجيش النظامي ما زالوا يعملون كأدوات في خدمة أجندة النظام السوري». وقال الشوفي إن «زهر الدين المعروف بإجرامه، لا يمثل الدروز الذين يؤكدون دائما تمسكهم بالهوية السورية الوطنية وعدم الانجرار إلى مخططات النظام الرامية إلى الفتنة».
وعن وجود قرى درزية في ريف إدلب قد تتأثر نتيجة مقررات النظام العسكرية، أوضح الشوفي أن «هذه القرى التي يصل عددها إلى سبع عشرة يحتضن أهلها (الجيش الحر) منذ بداية الثورة ولن يختلف موقفها الآن»، مؤكدا «عدم وجود أي توترات بين هذه القرى ومحيطها السني الموالي للثورة». وبالفعل تشير مصادر متابعة للوضع السوري أن دروز شمال سوريا منسجمون سياسيا مع الزعيم اللبناني وليد جنبلاط والسيدة منتهى الأطرش، ابنة سلطان باشا الأطرش، وقد أيدوا الثورة منذ انطلاقها.
من جانب آخر، كشف موقع (دامس بوست) الموالي عن مقتل 50 ألف عسكري من الجيش النظامي بينهم 30 ألفا من منطقة الساحل، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) 2011. وبحسب أرقام «مكتب الشهداء» التابع لوزارة الدفاع السورية فإن 13440 من العسكريين القتلى هم من القرى العلوية في محافظة طرطوس الساحلية و4477 عسكريا من مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية واللتان يقطنهما غالبية سكان من الطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد. وأشارت المصادر إلى أن 5 آلاف عسكري بين ضابط وصف ضابط مخطوفين لدى الجيش الحر.
ولي العهد يستقبل قادة «الائتلاف»: رسالة احتضان سياسية
السعودية تجاهر بانخراطها في الحرب السورية
محمد بلوط
كرست السعودية أمس انفرادها رسمياً بقرار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وبعد أسبوعين من إخراجها قطر من قيادة احد ابرز التشكيلات السورية الخارجية المعارضة، وإيصالها كتلة عشائرية علمانية «اخوانية» لقيادته، أفرد ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز المكان لوفد «ائتلافي» قاده احمد الجربا.
وبغض النظر عن القضايا التي نوقشت خلال لقاء دام أكثر من ساعة بقليل، التي لم تتجاوز العموميات والبروتوكول، كما قال عضو في الوفد لـ«السفير»، لم يتح فيها لجميع أفراده مساءلة ولي العهد المريض والمتعب، إلا أنه لم يغب عن خاطر احد قوة الرسالة التي تبعث بها الرياض، وهي تستقبل على هذا المستوى غير المسبوق «ائتلافاً» سورياً، راكم الإخفاق تلو الآخر، ومضمونها استمرار الرهان على «الائتلاف» مهما كلف الأمر، وان «الائتلاف» لم يعد مجرد ملف امني تديره الاستخبارات السعودية ورئيسها بندر بن سلطان، وإنما حليف سياسي ضروري في الحرب على النظام السوري، وتحت شعار يبدو بعيد التحقق يتطلب إعادة التوازن على الأرض.
في هذا الوقت، يتواصل انفضاض «الأصدقاء» في الساعات الأخيرة عن دعم المعارضة المسلحة، وتتملص بريطانيا وفرنسا من وعود التسليح، وينفي «البنتاغون» نيته تدريب مقاتلي المعارضة، وهو ما سيغير مجرى المعارك في جنوب سوريا ودرعا التي تنتظر وصول مقاتلين من مخيمات أميركية في الأردن، ويعتذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن «الأوضاع لا تسمح» بتطبيق حظر جوي، فيما تسرب الحكومة البريطانية أن الرئيس السوري بشار الأسد باق لسنوات، ويغيب ذكره كلياً حتى خلال لقاء ولي العهد السعودي بـ«الائتلافيين» في جدة.
وإلى لقاء ولي العهد سلمان بن عبد العزيز جاء من «الائتلافيين» رئيسهم احمد الجربا ونوابه سالم المسلط الجبوري وسهير الأتاسي وفاروق طيفور والأمين العام بدر جاموس. ورافقهم ميشال كيلو وكمال اللبواني ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا.
وبدا أن ولاية العهد السعودية لم تقم بأكثر من استقبال «الائتلافيين»، والاستماع إلى مطالبهم، من دون الرد عليها خلال اللقاء، كما قال مصدر في «الائتلاف» لـ«السفير»، لأن القضايا التي طرحت خلال اللقاء ليست من الاختصاص المباشر للأمير سلمان، وتتطلب لقاءات أخرى مع «تقنيين» وأصحاب الشأن في الدوائر السعودية التي تتابع الملف السوري.
وقال عضو في الوفد إن الأمير السعودي، الذي استمع لعرض قدمه الجربا عن معاناة الشعب السوري، لم يأت خلال اللقاء مع قادة «الائتلاف» على اسم الرئيس بشار الأسد، ولم ينتقد النظام السوري، وابلغهم أن كل ما يهمنا «انه ليس للسعودية مصالح خاصة في سوريا، وكل ما يهمنا أن تكون سوريا آمنة مستقرة وحليفة لنا».
ورداً على طلب مضاعفة المساعدات الإغاثية والعسكرية المقدمة، اكتفى بالقول «سنرى». وتجاهل ولي العهد السعودي الخوض في قضية «جنيف» عندما طرح عليه
احد أعضاء الوفد سؤالاً عن موقف الرياض من التسوية المقترحة.
ويرى مصدر «ائتلافي» أن السعودية كغيرها من الدول التي تمد يد العون للمعارضة السورية الخارجية، لا تملك رؤية بعيدة المدى لما يجب أن تكون عليه الاستراتيجيات لمواجهة النظام السوري، واحتواء تقدمه على كل الجبهات. وقال المصدر إن «الائتلافيين» ليسوا مكلفين جميعاً بتقديم الطلبات، وان ملف التسليح والإغاثة المحوريين، سيكونان موضع بحث في الأيام المقبلة بين الجربا وكيلو واللواء سليم إدريس مع بعض المسؤولين السعوديين.
وينتظر «الائتلافيون» أن تدعم السعودية طلباً بمضاعفة تدفق السلاح «عشر مرات مما هو عليه حالياً»، وزيادة غرف العمليات المشتركة التي تدير توزيع الأسلحة من تركيا والأردن باتجاه الداخل السوري، وتكليف «الجيش الحر» حصراً بعمليات التسليح. ويطالب «الائتلافيون» بمزيد من الضغط على الأردنيين لتسهيل مرور الأسلحة إلى الجنوب السوري، والأهم إقناع الأتراك والأردنيين بتعبئة وحشد الآلاف من الضباط والجنود اللاجئين إلى المخيمات، تنفيذاً لخطة تقدم بها ميشال كيلو «لعسكرة الجيش الحر» وتقليص نفوذ المدنيين وتعزيزه.
ومن المنتظر أن يبدأ بعض أعضاء الوفد كالجربا وكيلو وإدريس لقاءات مع بندر بن سلطان لتنسيق عمليات التسلح، وإطلاعهم على الضغوط التي يمارسها مدير الاستخبارات السعودية خلال جولته على فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لطمأنة تلك البلدان أن السلاح السعودي لن يصل إلا إلى أيد أمينة في الشمال السوري، وان بعض الصواريخ المضادة للطائرات، التي سلمتها الاستخبارات السعودية في المنطقة لن تقع في أيدي المتطرفين، بحسب مصادر ديبلوماسية في باريس. وحث الأمير بندر تلك البلدان على الوفاء بوعودها تسليح المعارضة، مع اقتراب موعد الأول من آب، الذي يحرر فيه الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء من التزاماتها بالحظر السابق المفروض على تسليح المعارضة.
وباستثناء لقاء جدة مع ولي العهد السعودي لم تلق المعارضة السورية الخارجية انباء مشجعة، ففي الأردن حيث جال وزير الخارجية جون كيري، فوق مخيم الزعتري للاجئين، لم يجد ما يقوله للاجئين التقاهم وطالبوه بفرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا سوى «كنت أتمنى لو أن الأمر بهذه البساطة».
وشكا كيري من أن «الكثير من الشبان الأميركيين فقدوا أرواحهم أو أصيبوا بإعاقة وهم يحاربون من أجل الحرية في العراق وأفغانستان. نحن نحارب منذ 12 عاماً». وأضاف «نحاول أن نساعدكم بمختلف الطرق. هناك بحث لفرض مناطق آمنة وخيارات أخرى، لكن الأمر ليس بهذه البساطة».
وكان رئيس اركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أقل كرماً من كيري، عندما قال، امام لجنة برلمانية، ان وزارة الدفاع لا تخطط لتدريب مسلحي المعارضة السورية. واعلن ان «ذلك لن يحدث عبر وزارة الدفاع. ربما بسبل أخرى أو دول أخرى». وأعلن أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقوية المعارضة، بالرغم من تأكيده أن «الأوضاع مالت إلى مصلحة الأسد».
وذهب رئيس أركان الجيش البريطاني المنتهية خدمته ديفيد ريتشاردز، أبعد من ديمبسي في نفض اليد من الملف السوري. وقال، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» نشرت أمس، أن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية لن يكون كافياً، من دون تدخل عسكري للسيطرة على الأرض.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قولها إن الحكومة البريطانية تخلت عن خطط لتسليح المعارضة السورية، وباتت تعتقد أن الأسد قد يبقى في منصبه لسنوات، وأن عقد مؤتمر «جنيف 2» قد لا يحدث قبل العام المقبل، إذا عقد أصلاً.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس «لم تغير موقفها» بشأن عدم تسليم مسلحي المعارضة السورية أسلحة فتاكة.
«الكيان الكردي» المتوقع في شمال سوريا يثير مخاوف الصدام الداخلي
مقاتلو «بي واي دي» يسعون إلى السيطرة على منافذ حدودية مع العراق وتركيا
بيروت: «الشرق الأوسط»
استأثر الوضع في المناطق الكردية في شمال سوريا باهتمام محلي وإقليمي واسع، في ظل تردي الوضع الأمني في المنطقة نتيجة الهجوم الذي يشنه المقاتلون الأكراد على المقاتلين الإسلاميين لطردهم من عدد من المناطق، وتحديدا في منطقة رأس العين الحدودية ومعبرها، بالتزامن عن معلومات يتم بثها بشكل متصاعد عن نية الأكراد إعلان «كيان ما» وصل إلى حد توقع إعلان دولة، أو إعلان «حكومة غرب كردستان».
وبينما قالت مصادر إعلامية وعسكرية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن أكراد سوريا ممثلين بحزبي «بي واي دي» و«يكيتي» بالإضافة إلى المجلس الوطني الكردي يتجهون إلى إعلان حكومة خاصة بهم بمشاركة شيخ عشيرة آل طي العربية، مرجحة أن يتم إعلان حكومة دولة «إقليم غربي كردستان» التي ستمتد بمحاذاة الشريط الحدودي الشمالي والشرقي لسوريا وتحديدا إقليم كردستان العراق قريبا جدا، أكدت هيئة التنسيق التي ينتمي إليها الحزب الكردي الرئيس «بي واي دي» أن أمين عام الحزب صالح المسلم نفى هذه المعلومات، في حين يلفت باحثون أكراد إلى أن المشروع «غير ممكن على الأرض»، معتبرين أنه «لا يعدو كونه مغامرة بالأكراد تفيد النظام وبتحريض منه ربما».
ولفت الناشط الإعلامي أمير الحسكاوي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «حكومة غربي كردستان ستضم 9 وزراء بينهم رئيسها المهندس صالح محمد مسلم»، بالإضافة إلى كل من «سينم محمد نائبا لرئيس الحكومة، عبد الحميد حاج درويش وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الحكومة، محمد موسى وزيرا للطاقة والثروة البترولية (عن حزب اليسار الكردي)، محمد الفارس وزيرا للمالية والاستثمار (شيخ عشيرة طي)، فؤاد عليكو وزيرا للعدل والشؤون الانتقالية (حزب يكيتي الكردي)، شيرازاد عادل يزيدي وزيرا للإعلام، العقيد آلدار خليل وزيرا للداخلية وقائد القوات المسلحة، وصالح كدو وزيرا للتضامن الاجتماعي».
وأضاف أن «المعلومات تشير إلى احتمال الإعلان عن الدولة قريبا جدا»، لافتا إلى أن الحكومة ستضم «حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) ، وحزب يكيتي على الرغم من جناح معارض في يكيتي لهذا التوجه، وكذلك شيخ عشيرة عربي هو محمد الفارس الموالي لنظام الأسد والمسؤول الأول عن ما يسمى جيش الدفاع الوطني وهو عبارة عن ميليشيات عربية سنية».
وشرح الحسكاوي إلى أن سيطرة الحكومة المزمع إعلانها «ستمتد من المالكية شرقا إلى أجزاء من حلب غربا وتشمل القامشلي وريفها وصولا إلى الحسكة المدينة مع ترجيح أن تكون القامشلي هي المدينة العاصمة». وأوضح أنه نتيجة ذلك فإن المنافذ الحدودية التي ستسعى وحدات حماية الشعب الكردي للسيطرة عليها «ستكون بالدرجة الأولي رأس العين»، بالإضافة إلى «منفذ سيملكا مع العراق وهو منفذ مائي فوق نهر دجلة غير رسمي وهو الوحيد مع العراق من جهة الحسكة، وكذلك منفذ نصيب مع تركيا في القامشلي، ويوجد منفذ غير رسمي في رأس العين وهو مغلق منذ أكثر من شهرين بسبب المعارك، وكذلك منفذ تل أبيض».
ولفت الحسكاوي إلى أن الجناح العسكري لهذه الحكومة سيعتمد على كل من «جيش الدفاع الوطني والمتعارف عليه باسم (المقنعون) برئاسة محمد الفارس هو شيخ عشيره طي، الذي أنشأ مجموعتين في الحسكة والقامشلي على غرار تلك التي أنشأها النظام في حمص من العلويين». وأضاف أنه «سيتشكل جيش هذه الدولة من شبيحة عرب هم المقنعون وشبيحة أكراد هم عناصر وحدات الحماية كنوع من التوازن»، موضحا أن هذا سيكون «من خارج كل تشكيلات الجيش الحر والثورة». وأوضح أن «الجناح الكردي سيكون مؤلفا من وحدات الحماية بالإضافة إلى مقاتلين أكراد قدموا من قنديل في تركيا بعد إعلان أوجلان وقف الحرب مع الحكومة التركية».
من جهته، أوضح مصدر عسكري واسع الاطلاع في الجبهة الشرقية التابع لهيئة أركان الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «الدولة المفترضة ستمتد على طول الشريط الحدودي الشمالي لسوريا وبالأخص ذلك الملاصق لكردستان العراق وصولا إلى حلب»، مشيرا إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود البارزاني يدعم قيام هذا الإقليم بشكل مطلق». لكن هذا المصدر العسكري أكد أن «هذه الدولة المفترضة غير ممكنة التحقق ولن يتعدى الأمر إذا حصل حد إعلان حكومة». وأشار إلى أن هذا الإعلان سيفيد النظام «لكن لن يتم السماح بتحويله واقعا على الأرض».
في هذا السياق، اتفق الكاتب والباحث الكردي السوري بدرخان علي في حديث لـ«الشرق الأوسط» مع ما ذهب إليه المصدر العسكري، مشددا على أنه «لا يرى إمكانية لتطبيق هذا المشروع على الأرض»، واصفا الكلام عن تشكيلة حكومية جاهزة بأنه «مجرد شائعات». وقال: «الأسماء حتى الآن غير مطروحة. الخطوة مريبة وليست مطمئنة قط. وأراها مغامرة بالأكراد إلى حد كبير».
وفي حين يقر علي بأن «موضوع تشكيل حكومة كردية من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، بمسمياته المختلفة، ليس مجرد فرقعة إعلامية»، لكنه يشدد على أنه «مشروع أحادي من طرف (ب ي د) وتحديدا جماعة صالح مسلم لم يستشر فيه أحدا أو يناقشه مع أي هيئة كردية بل الجميع عرف به من الإعلام وهناك اعتراض واسع على المشروع كرديا على الأقل وهو مرفوض سوريا ودوليا»، ونفى علي أن تكون «أي جهات دولية أو إقليمية أبلغت الجهات الكردية رسميا بموقفها الرافض لإقامة هذه الدولة»، لكنه أعرب عن اعتقاده أن هذا المشروع «يخدم مصلحة النظام السوري كما أنه يضع الأكراد في مواجهة مع بعضهم البعض كما مع عرب المنطقة وكذلك تركيا وغيرها».
ورأى أنه إذا كان الائتلاف الوطني المعارض مع كل الاعتراف الذي يحظى به من قبل دول غربية كثيرة ودول إقليمية «لم يستطع إلى الآن تشكيل حكومة مؤقتة لأسباب كثيرة منها بالتأكيد المخاطر المترتبة على وجود حكومتين في نفس البلد، فعلى ماذا يعتمد الاتحاد الديمقراطي في خطوته هذه؟ وعلى ماذا يراهن؟». ورجح علي أن يكون ما يحصل «سياسة فرض الأمر الواقع»، مردفا «لكن ليس كل شيء يفرض بالقوة»، وشددا على أن «تشكيل حكومة كردية أمر لا يعني الأكراد وحدهم».
ولفت إلى أن زعيم عشيرة طي «محمد الفارس هو رجل النظام وله ميليشيا في القامشلي هي عبارة عن جيش الدفاع وطني»، معتبرا أن اشتراك الفارس بالمشروع إذا حصل «يؤكد الاعتقاد السائد بأن هناك تحريضا من قبل النظام على المضي قدما في إعلان الدولة الكردية وهو أمر لا أستبعده».
إلى ذلك، تطرق على إلى الواقع على الأرض، وأوضح أن «النظام موجود في القامشلي ويدفع رواتب للناس ويتسلم محاصيل الزراعة كما أن هناك بعض الفروع الأمنية»، لينتهي إلى تساؤل: «هل ستكون الحكومة المفترضة حكومة ضمن حكومة (سورية تابعة للنظام)؟ لن ينجح الأمر».
وكانت توقعات قد راجت بشأن إعلان «الدولة» يوم أمس في الذكرى ضمن إطار التحضيرات لتشكيل إدارة مشتركة في غرب كردستان الذي طرحه حزب الاتحاد الديمقراطي بمناسبة حلول الذكرى الأول لبدء التحرك الكردي ضد النظام في 19 يوليو (تموز) 2012. وقد عقد حزب الاتحاد الديمقراطي اجتماعا لمناقشة «مشروع الإدارة المشتركة التي سيشارك فيها جميع مكونات المنطقة من عرب وكرد وسريان وآشور. والتي ستكون وظيفتها إدارة المنطقة من جميع النواحي السياسية، الدبلوماسية، الخدمية، الأمنية والاقتصادية»، بالإضافة إلى كتابة دستور للمنطقة، كما أفاد بيان عن الاتحاد أمس. وأوضحت معلومات رسمية كردية أنه من المقرر أن يحصل كل حزب سياسي أو مؤسسة أو منظمة أو حركة موجودة في غرب كردستان توافق على المشروع على خمسة مقاعد في الإدارة المشتركة والتي ستنتخب لجنة تنفيذية من أعضاء الإدارة ستعمل خلال ستة أشهر لتنظيم إجراء انتخابات من أجل وضع حكومة مؤقتة للمنطقة. وقال البيان إن جميع اللقاءات أكدت أن المشروع لا يهدف إلى إقامة حكومة مركزية أو أي محاولة انفصال عن سوريا.