أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 تشري الثاني 2015

 

 

 

 

روسيا تستخدم ترسانتها في قصف عاصمة «داعش»

لندن، واشنطن، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

قررت روسيا إرسال 37 طائرة حربية إضافية إلى سورية وبدأت تستخدم أفضل ما في ترسانتها العسكرية عبر إطلاق صواريخ بعيدة المدى من البحر المتوسط على الرقة عاصمة «داعش» بعدما تأكدت أن التنظيم وراء «الاعتداء الإرهابي» الذي تسبب بسقوط الطائرة الروسية في سيناء، بالتزامن مع شن مقاتلات فرنسية غارات على المدينة، في وقت أعلنت موسكو الاتفاق مع باريس على التعاون الاستخباراتي ضد التنظيم في سورية. وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في العاصمة الفرنسية أن عملية برية أميركية- تركية ستبدأ لإغلاق الحدود السورية- التركية في وجه «داعش»، إضافة إلى احتمال بدء مفاوضات الحل الانتقالي «خلال أسابيع». (للمزيد)

وأعلن الكرملين أن الرئيسين فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند اتفقا في اتصال هاتفي على زيادة التنسيق العسكري والاستخباراتي حول سورية بعد اعتداءات باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية، إضافة إلى «الاتفاق على إجراء اتصالات وتنسيق أقوى بين الأجهزة العسكرية والأمنية في البلدين في ما يتعلق بالعمليات ضد التنظيمات الإرهابية».

وكان قادة الجيش أبلغوا بوتين خلال زيارته مقر القيادة في وزارة الدفاع في موسكو، أن القوات الجوية نفذت نحو 2300 طلعة جوية في سورية خلال الأيام الثمانية والأربعين الماضية وأنها سترسل 37 طائرة أخرى لتعزيز قوتها الجوية المؤلفة من 50 طائرة مقاتلة ومروحية رداً على تأكيد «العمل الإرهابي» في سقوط الطائرة الروسية في سيناء. وأمر بوتين، الذي يلتقي هولاند في موسكو في 26 الجاري، البحرية الروسية بمد قنوات اتصال مع البحرية الفرنسية وحاملة طائرات فرنسية في المنطقة ومعاملتها كحلفاء. وقال: «نحتاج لصياغة خطة معهم لتحركات بحرية وجوية مشتركة».

وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الهجمات على الرقة اشتملت على ضربات بصواريخ أطلقت من البحر وشاركت فيها قاذفات طويلة المدى. لكن المسؤول الأميركي قال إن خصمي الحرب الباردة السابقين لا ينسقان عسكرياً في ما بينهما حتى الآن. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قاذفات استراتيجية روسية ضربت الثلثاء أهدافاً لتنظيم «داعش» في الرقة ودير الزور، وأن الجيش الروسي أطلق صواريخ عابرة على محافظتي حلب وإدلب.

من جهته، أعلن مسؤول عسكري فرنسي أن بلاده كثفت الغارات الجوية ضد مناطق «داعش» في سورية والعراق، بعد «أسابيع من التحضير» سبقت تبني التنظيم الاعتداءات الدامية في باريس الأسبوع الماضي. وقال الأميرال أنطوان بوسان: «داعش هو عدونا، داعش هو عدو محدد بشكل واضح». وأبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، بعد أيام على اعتداءات باريس، تصميمه على إقناع النواب البريطانيين بجدوى توسيع نطاق الضربات البريطانية ضد تنظيم «داعش» إلى سورية.

في باريس، قال كيري إن بلاده ستبدأ عملية مع تركيا لاستكمال تأمين حدود شمال سورية وهي منطقة استغلها «داعش» كطريق مربحة للتهريب. وقال كيري لشبكة «سي. إن. إن» إن «الحدود الكاملة لشمال سورية أغلق 75 في المئة منها الآن ونحن مقبلون على عملية مع الأتراك لإغلاق 98 كيلومتراً متبقية». وأضاف: «نحن على مسافة أسابيع نظرياً، من احتمال انتقال سياسي كبير في سورية، وسنواصل الضغط في هذه العملية. لا نتحدث عن شهور وإنما أسابيع، كما نأمل»، مضيفاً: «كل ما نحتاج إليه هو بداية عملية سياسية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».

ميدانياً، أفادت مصادر مطلعة بوجود مفاوضات بين موسكو و «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش للتوصل إلى هدنة في الغوطة الشرقية لدمشق لمدة أسبوع، تتضمن إدخال مساعدات إنسانية ووقف القصف.

إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان إن أعضاء جمهوريين في المجلس يدعون لوقف موقت في برنامج استقبال اللاجئين السوريين في ضوء الهجمات الأخيرة في باريس. وأضاف: «هذه لحظة الأمان فيها أفضل من الأسف، لذا أعتقد أن الأمر الأكثر حرصاً وعقلانية هو الإيقاف الموقت لهذا الجانب من برنامج اللاجئين من أجل التحقق من عدم تسلل إرهابيين بين اللاجئين».

وتحولت قضية اللاجئين السوريين الى «مبارزة أمنية» بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة في الولايات المتحدة الذين هوّلوا بـ «شبح الأخطار الأمنية». وأيد 20 حاكم ولاية بعثوا رسائل في هذا الشأن الى الرئيس باراك أوباما، ملوّحين باستخدام صلاحياتهم الفيديرالية لمنعه من تنفيذ تعهده استقبال 10 آلاف.

وكان التنظيم هدّد بضرب واشنطن، ما زاد خلال ساعات عدد الولايات الرافضة لاستقبال لاجئين من اثنين الأحد الماضي الى 27 ولاية.

وفي نيويورك، تنطلق صباح اليوم مشاورات مكثفة بين فريق المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا، ودائرتي الشؤون السياسية وشؤون عمليات حفظ السلام، لتحديد «أسس تشكيل بعثة أممية لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية» بإشراف مباشر من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وبدأت تتكشف «التعقيدات» التي ستواجه تشكيل بعثة مراقبة وقف إطلاق النار، التي حددها مسؤول دولي بأنها «ذات بعد لوجستي ميداني، وآخر سياسي»، بسبب «صعوبة التمييز بين من هو إرهابي، ومن هو معارض معتدل، والمناطق التي ينتشر فيها» كل من هذه المجموعات المناوئة للحكومة السورية. ووصف المسؤول الدولي هذا المسار بأنه «حقل ألغام سياسي، خصوصاً أن تداخل المجموعات المعارضة سياسياً وميدانياً مع مجموعات مرتبطة بتلك المتفق على تصنيفها إرهابية، يعقد التحضيرات المتعلقة بالنطاق الجغرافي الذي يفترض ببعثة مراقبة وقف إطلاق النار أن تعمل فيه».

ويقدم دي مستورا خلال الساعات المقبلة إحاطة غير رسمية الى مجلس الأمن، وإحاطة أخرى الى الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح الجمعة.

 

أوباما يتحدث عن «تقدم متواضع» للحل في سورية

لندن، واشنطن، موسكو، انقرة، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

نوه الرئيس الأميركي باراك أوباما بحصول «تقدم متواضع» في الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في فيينا قبل أيام تمثل باتفاق المشاركين على خريطة طريق للعملية الانتقالية. وحض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، فرنسا علىإعادة النظر بموقفها من الرئيس بشار الأسد بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن الأسد لا يشكل «مخرجاً» للأزمة. وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عن «حل وسط» للمسألة وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري المعارضة على تسريع عقد مؤتمر موسع لها استعداداً للتفاوض مع ممثلي النظام.

وقال أوباما في ختام قمة العشرين في أنطاليا أمس، إن «تقدماً متواضعاً حصل باتجاه الوصول إلى حل سياسي في سورية، ذلك أن اجتماع فيينا توصل الى تفاهم مشترك ووضع خريطة طريق لـ «مفاوضات بين النظام والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة لانتقال سياسي وتشكيل حكومة تمثيلية وإقرار دستور جديد وانتخابات»، إضافة إلى وقف للنار بالتزامن مع العملية السياسية. واضاف: «هذه اهداف طموحة» وانه لايزال هناك «عدم اتفاق حول مستقبل الاسد. نحن لا نعتقد ان له دوراً في مستقبل سورية بسبب دوره الوحشي» مع اشارته الى ان «الامر الجديد حالياً انه للمرة الأولى اتفقت كل الدول على عملية سياسية وانه يجب ان تنهي الحرب».

في المقابل، دعا بوتين فرنسا ضمنيا الى اعادة النظر في موقفها حيال ضرورة الرحيل الفوري للرئيس السوري. وقال: «فرنسا هي احدى الدول التي تبنت موقفا متشددا حيال رحيله شخصيا. لقد سمعنا مرارا من اصدقائنا الفرنسيين ان حل المسألة شرط مسبق لاي تغييرات سياسية». وتابع: «لكن هل حمى هذا باريس من اعتداء ارهابي؟ كلا». لكن هولاند قال امام البرلمان المنعقد بمجلسيه في قصر فرساي قرب باريس ان الرئيس «لا يمكن ان يكون مخرج النزاع وعدونا هو داعش».

وكان ديفيد كامرون قال لإذاعة «بي.بي.سي» بعد لقائه بوتين: «كانت الفجوة كبيرة بيننا، نحن الذين يعتقدون أن الأسد يجب أن يرحل فوراً وأمثال بوتين الذين يدعمونه ويواصلون دعمه. أعتقد أن الفجوة تقلصت. أتمنى أن نتمكن من سد الفجوة بشكل أكبر، لكن الأمر يتطلب حلاً وسطاً بين الجانبين».

وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان «لا مكان للأسد في مستقبل سورية»، فيما اوضح وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو أنّ الاسد «سيسلم صلاحياته كافة إلى الحكومة الانتقالية التي ستشكّل خلال الفترة المقبلة». وزاد: «سيتمّ تشكيل الحكومة وستستمر في إدارة البلاد لمدة 18 شهراً، وسيتمّ اقرار الدستور الجديد للبلاد خلال هذه الفترة، ومن ثمّ سيتم إجراء الانتخابات الرئاسية التي لن يشارك فيها الأسد». واكد ان قادة العالم المشاركين في قمة مجموعة العشرين لم يناقشوا احتمال شن عملية عسكرية برية في سورية وإن تركيا لا تخطط لتقوم بهجوم كهذا بنفسها.

في واشنطن، أعلن الناطق الخارجية الأميركية جون كيربي إن كيري تحدث مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في شأن أهمية الخطوات التالية بعد اجتماع فيينا، بينها عقد «اجتماع واسع وشامل للمعارضة السورية وبدء مفاوضات جادة بين المعارضة والنظام وخطوات من أجل وقف جاد لإطلاق النار، واكد كيري ضرورة اتفاق المعارضة على المشاركة في المفاوضات والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل دون معوقات».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى في موسكو امس مع قدري جميل ممثل «الجبهة الشعبية السورية» المعارضة.

ميدانياً، اعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم فصائل كردية وعربية وتحظى بدعم اميركي، الاثنين سيطرتها على مساحة تمتد على 1400 كيلومتر مربع في شمال شرق سورية بعد طرد تنظيم «داعش» منها. وكانت طائرات فرنسية شنت سلسلة من الغارات على مدينة الرقة في شمال سورية شملت مستودع اسلحة ومركز تدريب لـ «داعش»، في رد على ما يبدو على اعلان التنظيم مسؤوليته عن اعتداءات باريس.

 

أوباما ينتقد دعوات وقف تدفق اللاجئين… ويحض موسكو على ضرب «داعش»

مانيلا – رويترز

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم، إنه يرى “هستيريا ومبالغة” في معارضة الساسة في الداخل قبول الولايات المتحدة مزيد من اللاجئين السوريين.

وأوضح أوباما، على هامش قمة “منظمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ” (أبيك) في العاصمة الفيليبينية مانيلا، أن الدعوات إلى وقف تدفق اللاجئين على الولايات المتحدة يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، مضيفاً أنه “لا بد أن يتوقف ذلك لأن العالم يشاهدنا”.

وفي شأن آخر، شدد على ضرورة أن تحول روسيا تركيزها من دعم الحكومة السورية إلى قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مشيراً إلى أنه سيناقش ذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورحب أوباما بتكثيف فرنسا ضرباتها الجوية على “داعش”، مؤكداً أن واشنطن ستساعد حليفتها.

 

33 قتيلاً من «داعش» في غارات جوية شمال سورية

بيروت – أ ف ب

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأربعاء)، مقتل 33 عنصراً على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في غارات فرنسية وروسية استهدفت مدينة الرقة ومحيطها، خلال ثلاثة أيام من القصف الكثيف في شمال سورية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن «33 عنصراً على الأقل قتلوا من تنظيم الدولة الإسلامية في الغارات الروسية والفرنسية، التي استهدفت في 15 و16 و17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، مقار وحواجز للتنظيم» في الرقة، مشيراً إلى سقوط عشرات الجرحى.

وأوضح عبدالرحمن أن «تنظيم الدولة الإسلامية اتخذ احتياطاته مسبقاً، لذلك فإن المواقع المستهدفة من مستودعات ومقار لم يكن فيها إلا حراس فقط»، موضحاً أن غالبية القتلى سقطوا نتيجة استهداف حواجز المتطرفين.

وأشار عبدالرحمن إلى «حركة نزوح كبيرة لعائلات المقاتلين الأجانب في التنظيم في اتجاه محافظة الموصل في العراق، إذ يعتبرونها أكثر أمناً، خصوصاً أنهم يقولون أن الضربات الجوية استهدفت أماكن سكنهم».

وتشنّ الطائرات الحربية الفرنسية غارات كثيفة منذ مساء الأحد، تستهدف مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الرقة ومحيطها. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مساء أمس، أن عشر طائرات حربية شنّت غارات جديدة في الرقة.

وقررت فرنسا تكثيف ضرباتها ضد المتطرفين في سورية إثر اعتداءات باريس الجمعة الماضي، والتي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأسفرت عن مقتل 129 شخصاً.

وتشنّ موسكو غارات تستهدف مواقع المتطرفين في مدينة الرقة منذ 30 أيلول (سبتمبر) الماضي. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أمس، أن روسيا استهدفت مدينة الرقة بـ «عدد كبير» من الغارات لجأت فيها الى صواريخ عابرة للقارات، مشيراً إلى أن موسكو أبلغت واشنطن مسبقاً بالأمر.

 

مجموعة العشرين تتخذ «موقفاً حازماً» لدحر «داعش»

أنقرة – يوسف الشريف

قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة أمام القمة أن معالجة مشكلة اللاجئين جذرياً تتطلب إيجاد حل سلمي للأزمة السورية والوقوف مع حق الشعب السوري في العيش الكريم في وطنه. وبحث خادم الحرمين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في انطاليا أمس، العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة، إضافة إلى مواضيع مدرجة على جدول أعمال القمة. كما استعرض خلال لقائه رئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كامرون، والهند ناريندرا موري، العلاقات بين المملكة وبلديهما، وأوجه التعاون المشترك. كما التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وجدد له إدانة المملكة للأحداث والتفجيرات الإرهابية المؤلمة في باريس، مؤكداً ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة ولتخليص العالم من شُرورها التي تُهدد السلم والأمن العالميين.

وتعهدت مجموعة العشرين في ختام قمة أنطاليا، تكثيف تعاونها لمكافحة الإرهاب ودحر تنظيم «داعش» إثر ارتكابه مجزرة في باريس الجمعة الماضي. ورفض الرئيس باراك أوباما اتهامات بأن إدارته قلّلت من قوة التنظيم، مكرراً معارضته تغيير الولايات المتحدة استراتيجيتها في التعامل مع الأمر، ونشر قوات على الأرض في المنطقة.

إلى ذلك، حض قادة المجموعة «كل الدول» على «المساهمة في معالجة أزمة (اللجوء) ومشاركة العبء الناجم منها، خصوصاً عبر إعادة توطين اللاجئين وحق الدخول الإنساني والمساعدات الإنسانية». وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عقد مؤتمر إنساني حول اللاجئين السوريين في لندن في شباط (فبراير) المقبل.

ووَرَدَ في بيان ختامي أصدرته المجموعة، أن تفاقم الإرهاب يقوّض السلام والأمن الدوليين، ويعرّض للخطر جهود تعزيز الاقتصاد العالمي. وشدد على وجوب الامتناع عن ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو عرق. وقال كامرون: «الهجمات المروّعة في باريس، بعد وقت وجيز على كارثة طائرة الركاب الروسية وبعد تفجيرات أنقرة وهجمات تونس ولبنان، تؤكد الخطر الذي نواجهه». وأضاف: «اتفقنا على اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون، ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية، وتأمين حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب، من خلال تبادل معلومات الاستخبارات ومنعهم من السفر».

وأشارت مركل إلى أن قادة المجموعة وافقوا على أن «تحدي» مكافحة الإرهاب «لا تمكن مواجهته عسكرياً فقط، ولكن من خلال إجراءات عدة». أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال إن «قادة المجموعة اتحدوا واتخذوا موقفاً حازماً في التصدي للإرهاب»، منبهاً إلى أن «ربط الإرهاب بدين من شأنه أن يشكّل أخطر شتيمة واحتقار للذين يعتنقون هذا الدين ويمارسونه».

واعتبر فابيوس الذي ناب عن الرئيس فرنسوا هولاند في القمة، أن «داعش» يستهدف فرنسا «لا لما نفعله، بل لما نحن عليه».

أوباما وصف مجزرة باريس بأنها «أحداث مروعة»، وأقرّ بأنها شكّلت «انتكاسة رهيبة وكريهة». واستدرك: «في حين نشاطر أصدقاءنا الفرنسيين أحزانهم، لا يمكننا أن نغفل التقدّم الذي يتحقق» في التصدي لـ «داعش». وأضاف: «نعلن اليوم (أمس) اتفاقاً جديداً. سنعزز الوسائل التي نتبادل من خلالها المعلومات الاستخباراتية والعسكرية العملانية مع فرنسا».

لكن الرئيس الأميركي شدد على أن بلاده لن تغيّر استراتيجيتها في التعامل مع التنظيم في سورية والعراق، لافتاً إلى أنه ومستشاريه العسكريين والمدنيين المقرّبين، يعتبرون أن نشر قوات أميركية على الأرض لأغراض قتالية سيكون «خطأً». وقال: «حين نرسل قوات يُجرح (أفرادها) ويُقتلون». وتابع: «سنعزّز الاستراتيجية التي طرحناها، لكنها ستكون في نهاية المطاف فاعلة… وستستغرق وقتاً».

ولفت إلى أن استراتيجية القتال ضد «داعش» لا تستهدف استرداد أراضٍ يسيطرون عليها، بل تغيير معطيات منحت «هذا النوع من الجماعات العنيفة المتطرفة» فرصة الظهور. واعترف بان أجهزة الاستخبارات الأميركية لم ترصد تهديدات محددة لباريس، مستدركاً أن «المخاوف من احتمال شنّ داعش هجمات في الغرب، كانت قائمة منذ أكثر من سنة، وهي تظهر بين حين وآخر».

وحذر أوباما من «خلط أزمة اللاجئين بقضية الإرهاب»، قائلاً: «مَن يفرّون من سورية هم الأكثر تضرراً من الإرهاب. إنهم الأكثر عرضة لويلات الحرب والصراع. إنهم آباء، أطفال وأيتام، ومهم جداً ألا نوصد قلوبنا لضحايا عنف مشابه».

واستنكر الرئيس الأميركي دعوات وجّهها مرشحون جمهوريون للرئاسة في الولايات المتحدة إلى قبول اللاجئين المسيحيين فقط، أو لفرض قيود على الهجرة، بعد مجزرة باريس، اذ طالبهم بالاقتداء بالرئيس السابق جورج دبليو بوش في الامتناع عن التعامل مع الحرب على الإرهاب بوصفها حرباً على المسلمين. وقال: «هذا عار. هذا ليس أميركياً، ولا ما نحن عليه».

 

فرنسا تطلب مساعدة أوروبية لعملياتها في الخارج

باريس- رندة تقي الدين وآرليت خوري؛ بلجيكا، لندن – «الحياة»

مع اتساع نطاق التحقيقات والملاحقات في إطار اعتداءات باريس، طلبت فرنسا المساعدة من الدول الأوروبية بموجب معاهدة مشتركة، لدعمها في عمليات لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية وصولاً إلى غرب أفريقيا. ووصلت حملة الملاحقات لمشبوهين بالتورط في اعتداءات باريس، إلى مدينة أخن الألمانية، حيث اعتقلت الشرطة ألمانيَّيْن وثلاثة أجانب هم امرأتان ورجل، فيما استمرت الأجهزة البلجيكية والفرنسية في ملاحقة الفرنسي البلجيكي المولد صلاح عبدالسلام الذي نفذ شقيقه إبراهيم الهجوم الانتحاري في مسرح باتاكلان خلال مسلسل الاعتداءات الدموية في باريس يوم الجمعة الماضي. (للمزيد)

ودهم المحققون الفرنسيون مخابئ استخدمها منفذو اعتداءات باريس الثمانية، وعثروا في داخلها على أسلحة ومواد كيماوية تستخدم في صنع متفجرات، كما عثروا على سيارة أخرى استخدمت في الاعتداءات وهي من طراز «رينو» وتحمل لوحة بلجيكية ويعتقد أن عبدالسلام تركها خلال فراره مستقلاً سيارة صديق من بلجيكا استنجد به. واعتقلت أمس عشرة مشبوهين أضيفوا إلى 23 موقوفاً غداة الاعتداءات. كما ركزت الأجهزة في بلجيكا تحقيقاتها وملاحقاتها في ضاحية مولانبيك التي شكلت ملاذاً مهماً للخلية المتورطة بالاعتداءات.

وأمام كم هائل من الأدلة والخيوط التي تقود الى «داعش» في الرقة وتحديداً الى عبد الحميد أباعود الذي وصف بأنه صديق عبد السلام، برزت دعوات في الولايات المتحدة وكندا الى وقف استقبال اللاجئين السوريين تحسباً لتسلل إرهابيين بينهم، فيما جددت الأمم المتحدة التحذير من تحويل اللاجئين «كبش فداء للإرهاب».

وطلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي تفعيل «معاهدة برشلونة» التي تتيح لها الحصول على مساعدة عسكرية في مهماتها ضد الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إن الطلب يهدف الى تخفيف بعض العبء عن بلاده التي تقوم بأكبر نشاط عسكري بين الدول الأوروبية. وأكد في مؤتمر صحافي أثناء اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، أن دول الاتحاد قبلت طلب فرنسا و «يتوقع أن يقدم الجميع المساعدة بسرعة في مناطق مختلفة».

وأبلغت مصادر في بروكسيل «الحياة» أن الطلب الفرنسي لا يعني تجاوباً فورياً من الدول المعنية التي قد يضطر بعضها الى نيل موافقة برلماناته، للقيام بعمليات عسكرية في الخارج، لكن المصادر ذاتها رأت أن التجاوب الأوروبي مع الطلب الفرنسي يرتبط بمدى خطورة المعطيات التي تقدمها باريس، والصفة الطارئة التي تلحقها بطلبها. وقالت المصادر إن اعتداءات باريس ستدفع بلا شك في اتجاه تقديم دعم مادي وسياسي للفرنسيين في تحركهم ضد الإرهاب في مناطق مختلفة.

في المقابل، أعلن هولاند أنه سيلتقي الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن الثلثاء المقبل، كما يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في 26 الشهر الجاري، لمناقشة تشكيل تحالف دولي واسع ضد «داعش». وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بأن أجهزة الأمن مستمرة في التضييق علي العناصر الإرهابية المعروفة لديها والتي من شأنها أن تمثل تهديداً أمنياً ونفذت 128 عملية دهم جديدة في مناطق فرنسية مختلفة. ووصفت مصادر قضائية فرنسية صلاح عبد السلام، الفار، بأنه «منسق اعتداءات باريس»، مشيرة إلى أنه «عنصر خطر»، وقد يكون قيد الإعداد لعمليات إرهابية جديدة بالتنسيق مع أباعود الذي يعد المسؤول عن عمليات «داعش» في أوروبا وفرنسا، والأخير كان أيضاً من سكان مولانبيك حيث يمتلك والده متجراً.

وفي لندن حضر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون والامير وليام المباراة الودية لمنتخب انكلترا مع نظيره الفرنسي مساء على ملعب ويمبلي في تضتامناً مع فرنسا. وحضر المباراة ايضاً الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني والمرشح لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي. وألغت الشرطة الألمانية مساء أمس مباراة ودية بين ألمانيا وهولندا في هانوفر لمخاوف أمنية.

 

العثور على هاتف محمول قرب مسرح “باتاكلان” يحوي رسالة نصية تقول «هيا بنا»

باريس – رويترز

قال مصدر مطلع على التحقيقات إن هاتفاً محمولاً عثر عليه بالقرب من موقع أحد الهجمات التي وقعت في باريس، الجمعة الماضي، عليه خريطة أحد مواقع الهجمات ورسالة نصية تحمل كلمات تعني “هيا بنا”.

وأضاف المصدر أن الهاتف عثر عليه في صندوق للقمامة قرب مسرح باتاكلان حيث وقعت أكثر الهجمات دموية.

وقتل 129 شخصاً على الأقل في الهجمات بينهم 89 شخصاً في باتاكلان. وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) مسؤوليته عن الهجمات.

 

كسرُ عزلة أردوغان وخلاف مع أميركا وروسيا

أنقرة – يوسف الشريف

حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما أراده شخصياً من قمة مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة أنطاليا، إذ كسر من خلالها عزلة ديبلوماسية يواجهها منذ سنتين تقريباً، حددت زياراته ولقاءاته بالمعنيين بالأزمة السورية فقط. كما استطاع أن يكسر جموداً في علاقته بالرئيس الأميركي باراك أوباما الذي رفض أكثر من مرة سابقاً تحديد موعد للقاء ثنائي، متذرعاً بأن اللقاء سيكون خلال القمة.

وبذل أردوغان في سبيل ذلك كثيراً من الجهد، بدءاً من الإسراف في كرم الضيافة، إلى إلغاء صفقة شراء صواريخ صينية الصنع كانت أغضبت واشنطن والحلف الأطلسي، إضافة إلى مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في تحديد موقع المدعو «جهادي جون» البريطاني الذي اشتهر بذبح الرهائن لدى تنظيم «داعش» في سورية.

وأوردت صحيفة «حرييت» أن تعاوناً استخباراتياً كثيفاً أدى إلى اعتقال مساعد جون في إسطنبول، ثم تحديد مكان جون، من خلال رصد مكان هاتفه الخليوي في سورية. تلى ذلك شنّ طائرات أميركية بلا طيار غارة على مكان وجوده، علماً أنها انطلقت من قاعدة إنجرلك التركية.

لكن كل ذلك لم يكن كافياً لإقناع أوباما بخطة أردوغان لإنشاء منطقة آمنة في شمال سورية، بل على العكس خرج المسؤولون الأتراك بخيبة أمل عميقة من قمة مجموعة العشرين، بعدما اعتقدوا بأن الاجتماع ومجزرة باريس سيشكّلان فرصة لإقناع القادة المشاركين بفكرة المنطقة الآمنة، لحلّ أزمة اللاجئين. لكن ما وصلهم من أوباما «وضع نقطة النهاية للفكرة»، كما قال ديبلوماسي تركي.

كذلك ظهر أن القمة ولقاء أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين – والذي كان من بين أقصر اللقاءات الثنائية التي أجراها الرئيس التركي مع القادة المشاركين – فجّرا خلافاً بينهما في شأن الموقف من قوات الحماية الكردية في سورية، والتي يعتبرها أردوغان ذراعاً لـ»حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا، فيما تُصرّ موسكو وواشنطن على التعامل معها في إطار ما يُسمى «جيش سورية الديموقراطي». بل أن أوباما نصح أردوغان بمعاودة المفاوضات مع «الكردستاني» وزعيمه المسجون عبدالله أوجلان.

ويبدو أن تركيا خرجت خالية الوفاض من اجتماع قمة مجموعة العشرين، إلا أن أردوغان حقّق ظهوراً ديبلوماسياً مهماً بالنسبة إلى إطلاق مشروعه للنظام الرئاسي دولياً، إذ توارى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو عن الأنظار تماماً خلال القمة، في شكل أثار انتقادات من المعارضة التي ما زالت ترفض خطوات أردوغان لفرض نفسه رئيساً بصلاحيات تنفيذية، ومسؤولاً عن السياسة الخارجية، ولو تعارض ذلك مع الدستور.

 

ردّ روسي استراتيجي على “داعش” في سوريا لإسقاط طائرة سيناء بقنبلة

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

لم تتأخر روسيا في الرد على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بعدما توصل جهاز الامن الفيديرالي الى ان قنبلة يدوية الصنع كانت وراء كارثة طائرة الركاب الروسية التي سقطت فوق شبه جزيرة سيناء في 31 تشرين الاول الماضي، إذ أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن بدء مشاركة قاذفات استراتيجية روسية بعيدة المدى في توجيه ضربات إلى مواقع التنظيم في سوريا، موضحاً أن الامر يتعلق بطائرات ” تو – 160″ و”تو – 95 إم إس” و”تو – 22 إم3″ تابعة للطيران الروسي البعيد المدى.

وأوضح أن 12 قاذفة روسية استراتيجية من طراز “تو – 22 إم 3” شاركت فجر أمس في توجيه الضربات إلى معاقل “داعش” في الرقة شمال سوريا. ثم أطلقت طائرات “تو – 160″ و”تو – 95 إم إس” 34 صاروخا مجنحا على مواقع الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب.

وقال قائد الطيران الروسي البعيد المدى الجنرال أناتولي جيخاريف في سياق تقديم تقريره الى الرئيس فلاديمير بوتين إن طائرات “تو – 160″ و”تو – 95 إم إس” استمرت في الجو مدة تجاوزت ثماني ساعات، فيما قطعت طائرات “تو-22 إم3” مسافة تجاوزت 4500 كيلومتر.

وكشف رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف إن 25 طائرة إضافية تابعة للطيران البعيد المدى ستنضم الى العملية ضد “داعش”، بالإضافة الى ثماني قاذفات واعدة من طراز “سو – 34″، وأربع مقاتلات “سو – 27 إس إم”.

وأفاد أن سلاح الجو الروسي قام منذ بدء العملية العسكرية في سوريا في 30 أيلول الماضي بـ 2289 طلعة قتالية، ودمر 4111 موقعا للإرهابيين، بما في ذلك 562 مركز قيادة و64 قاعدة تدريب و54 ورشة لإنتاج الأسلحة والذخيرة. وقال إن الغطاء الجوي الروسي أتاح للجيش السوري بدء التقدم على كامل خط الجبهة في محافظات حلب واللاذقية وإدلب وحمص ودمشق، وتحرير 80 بلدة من أيدي الإرهابيين، واستعادة السيطرة على أراض تتجاوز مساحتها 500 كيلومتر مربع.

كما تحدث غيراسيموف عن توسيع المنطقة الآمنة حول قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.

ودعت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن، من دون تأخير، إلى اتخاذ قرار بتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.

وصرح المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو وباريس قد تطرحان في 4 كانون الاول المقبل مبادرة مشتركة خاصة بإعداد وثيقة عن قضية الإرهاب.

 

كيري: انتقال سياسي سوري

ومع التصعيد العسكري الروسي ضد “داعش” في سوريا، رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه أمس، ان سوريا قد تبدأ مرحلة “انتقال سياسي كبير” في غضون “اسابيع” بين النظام والمعارضة. وقال: “نحن على مسافة أسابيع نظرياً، من احتمال انتقال كبير في سوريا، وسنواصل الضغط في هذه العملية… نحن لا نتحدث عن اشهر وانما عن أسابيع، كما نأمل”.

وأضاف أن “كل ما نحتاج اليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل الى وقف للنار. انها خطوة جبارة”، ملمحا بذلك الى التسوية التي تنص على عقد اجتماع بين النظام السوري واعضاء من المعارضة السورية قبل الاول من كانون الثاني 2016.

كذلك تنص تسوية فيينا التي وقعها السبت ممثلو 20 دولة، بينها روسيا والولايات المتحدة وايران والدول العربية والاوروبية، على وقف النار واجراء انتخابات وصياغة دستور جديد.

وصرح كيري ايضا بأن بلاده ستبدأ عملية مع تركيا لتأمين كل حدود شمال سوريا. وقال في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون: “الحدود الكاملة لشمال سوريا – اقفل 75 في المئة منها الآن – ونحن مقبلون على عملية مع الاتراك لاقفال 98 كيلومترا متبقية”.

 

تصعيد غير مسبوق للغارات الروسية على “داعش” بعد تأكيد موسكو إسقاط طائرتها في سيناء بتفجير قنبلة

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

أكدت موسكو أمس أن عملاً ارهابياً تسبب بتحطم طائرة الركاب الروسية “آيرباص أي 321” في سيناء في 31 تشرين الاول ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، وتوعدت بالعثور على المسؤولين “اينما كانوا” في العالم ومعاقبتهم وتلا ذلك تصعيد غير مسبوق في الضربات الروسية على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا.

بعيد ابلاغ الاستخبارات الروسية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قنبلة يدوية الصنع كانت وراء تفجير الطائرة المنكوبة التي سبق لتنظيم “داعش” أن أعلن مسؤوليته عن اسقاطها، قال بوتين في اجتماع أمني مكرس لنتائج الكارثة في الكرملين، أن تفجير الطائرة الروسية هو ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا. وأضاف أن “روسيا ستجد الإرهابيين الذين فجّروا الطائرة الروسية في أي مكان من العالم وستعاقبهم”. وأوعز الى الاستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن المتورطين في التفجير. وحذر “الجميع الذين سيحاولون مساعدة الإرهابيين من أنهم سيتحملون المسؤولية الكاملة عن انعكاسات ذلك”.

ورأى أن الغارات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا “يجب أن تتواصل وتزداد كثافة كي يدرك المجرمون أن الانتقام لا مفر منه”، وقال: “أطلب من وزارة الدفاع والأركان العامة تقديم اقتراحات في هذا الشأن. سأتأكد من تنفيذ هذا العمل”. كذلك “أطلب من وزارة الخارجية الروسية التوجه إلى جميع شركائنا. نعول خلال هذا العمل، بما فيه البحث عن المجرمين ومعاقبتهم، على جميع أصدقائنا”. وأفاد أن “موسكو ستتصرف بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها”. وذكر أنها “ليست المرة الأولى تواجه روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية وغالباً من دون أية أسباب داخلية أو خارجية واضحة، كما حصل لدى تفجير محطة القطارات في فولغوغراد في نهاية عام 2013”.

وفي معرض تعليقه على أهداف العملية الروسية في سوريا، قال بوتين خلال اجتماع عقده مع قادة الوحدات القتالية المشاركة في العملية: “إنكم، بتنفيذ المهمات القتالية في سوريا، تعملون على حماية روسيا ومواطنيها. وإنني أريد أن أشكركم على خدمتكم وأتمنى لكم النجاح”.

وأبلغ قادة الجيش بوتين الذي زار مقر القيادة في وزارة الدفاع بموسكو أن القوات الجوية نفذت نحو 2300 طلعة جوية في سوريا خلال الساعات الـ 48 الأخيرة.

وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان قاذفات استراتيجية روسية ضربت أهدافاً لـ”داعش” في مدينتي الرقة ودير الزور في سوريا. وقال إن “قاذفات بعيدة المدى من طراز تو – 22 شنت غارات على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي في محافظتي الرقة ودير الزور”، وان الجيش الروسي اطلق صواريخ عابرة على محافظتي حلب وادلب. وهذه المرة الاولى تستخدم روسيا قاذفات استراتيجية في قصف أهداف لـ”داعش”. وتحدث عن مضاعفة عدد الطلعات القتالية للطائرات الروسية المشاركة في العملية الجوية بسوريا، وهذا ما “يتيح توجيه ضربات دقيقية قوية الى إرهابيي “داعش” في عمق الأراضي السورية”.

وقال بوتين لكبار القادة العسكريين بعدما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نشر حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” في مياه شرق المتوسط، انه “من الضروري اجراء اتصال مباشر مع الفرنسيين والعمل معهم كحلفاء”.

 

صواريخ عابرة

وأصدر الكرملين بياناً عقب مكالمة هاتفية بين بوتين وهولاند جاء فيه: “لقد تم الاتفاق على اجراء اتصالات وتنسيق أقوى بين الاجهزة العسكرية والامنية في البلدين في ما يتعلق بالعمليات التي يشنها البلدان ضد التنظيمات الارهابية”.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية نجاح عملية إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز “توبول”، قائلة إن الهدف كان يكمن في اختبار رأس قتالي واعد للصواريخ الباليستية الروسية. وصرح الناطق باسم قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية الكولونيل إيغور يغوروف بأن الصاروخ أطلق الساعة 15:12 بتوقيت موسكو من ميدان كابوستين يار في مقاطعة أستراخان بجنوب روسيا، وأصاب هدفه المحدد في ميدان ساري شاغان في قازاقستان بدقة.

وفي واشنطن، قال مسؤول دفاعي أميركي طلب عدم ذكر اسمه، إن روسيا تشن عدداً كبيراً من الغارات في سوريا وانها أبلغت الولايات المتحدة قبل تنفيذها أنها ستستخدم صواريخ “كروز” تطلق من البحر وقاذفات بعيدة المدى.

 

هيئة الامن الفيديرالي

وفي وقت سابق، قال مدير هيئة الأمن الفيديرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف إن فحص الحقائب الخاصة بركاب الطائرة الروسية المنكوبة وكذلك أجزاء الطائرة، “أتاح العثور على آثار مواد متفجرة أجنبية الصنع”، مؤكداً أن “انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع على متن الطائرة أدت إلى تحطمها في سيناء”.

وأضاف أن الخبراء قدروا قوة العبوة الناسفة بكيلوغرام واحد من مادة “التروتيل”. وبناء على ذلك، “يمكن أن نؤكد أن ذلك عمل إرهابي”، وهو يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة.

وأعلنت هيئة الأمن الفيديرالية في بيان أن “الهيئة وقوات الأمن الروسية تتخذ الإجراءات للبحث عن الأشخاص المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية”، وأن “السلطات الروسية ستدفع 50 مليون دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تساعد على القبض على المجرمين”.

 

مصر

وصرح رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل في مؤتمر صحافي بان القاهرة ستأخذ في الاعتبار في التحقيقات التي تجريها في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية ما توصلت إليه روسيا في شأن الحادث، لكن التحقيقات لم تتوصل إلى دليل على عمل جنائي وراء الحادث.

وقال وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار إنه في حال وجود قصور أمني سيعاقب المسؤولون عنه. ونفى توقيف اثنين من الموظفين في مطار شرم الشيخ، قائلاً إن هذه الأنباء ترجع إلى عمليات الفحص التي تتم للعاملين في المطارات.

وقال وزير الطيران المدني حسام كمال في المؤتمر الصحافي إن لجنة التحقيق في الحادث لم تتوصل بعد إلى أي أدلة على عمل جنائي في حادث تحطم الطائرة.

وجاء في بيان للحكومة المصرية: “تؤكد مصر في هذا الاطار تعاونها الكامل مع الجانب الروسي في القضاء على الإرهاب وتكثيف المشاركة والتعاون الدولي في هذا الخصوص”.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن تشديد اجراءات الامن في المطارات المصرية.

يذكر أن طائرة “أي 321” التابعة لشركة “كوغاليم أفيا” الروسية التي كانت متوجهة من شرم الشيخ إلى بطرسبرج تحطمت في سيناء في 31 تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا، بينهم سبعة من أفراد الطاقم.

 

لافروف

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نص دونه في دفتر التعازي بالسفارة الفرنسية بضحايا الاعتداءات الدامية التي نفذها “داعش” في باريس الجمعة إلى “قطع دابر مخططات التنظيم الهمجية وإقامة تحالف عالمي حقيقي لمكافحة الإرهاب بلا هوادة”.

 

فرنسا تتلقّى دعماً “بالإجماع” من الاتحاد الاوروبي 120 عملية دهم وهولاند ناقش وكيري التعاون ضد “داعش

بعد أربعة أيام من اعتداءات باريس، أراد الاتحاد الاوروبي ان يظهر تضامنه مع فرنسا بتقديم دعم “بالاجماع” بعدما طلبت مساعدة عسكرية وباظهار تساهل في حال عدم التزام الموازنة المحددة مجدداً.

واعلنت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني بعد اجتماع وزراء الدفاع للاتحاد الـ28 في بروكسيل: “اليوم أعرب الاتحاد الاوروبي بألسنة جميع دوله الاعضاء عن أشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة” لفرنسا بعد الاعتداءات التي ضربت باريس ليل الجمعة. ص10

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه بأنه ناقش معه سبل تعزيز التعاون ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) المسؤول عن تنفيذ اعتداءات باريس. وقال إن “داعش” يفقد السيطرة على أراض في الشرق الأوسط وإن الائتلاف الذي تدعمه دول غربية يحقق مكاسب ضد التنظيم. وأضاف: “التعاون في أعلى مستوياته. اتفقنا على تبادل مزيد من المعلومات وأنا على اقتناع بأنه خلال الأسابيع المقبلة سيشعر داعش بضغط أكبر. إنهم يشعرون به اليوم. وشعروا به أمس. وشعروا به في الأسابيع الأخيرة. كسبنا مزيداً من الأرض. وصارت لدى داعش أراض أقل”.

ويلتقي هولاند الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن في 24 تشرين الثاني، ثم ينتقل الى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 26 منه.

 

موجة ثالثة من الغارات

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان – إيف لو دريان بأن عشر طائرات حربية فرنسية أغارت على معقل “داعش” في مدينة الرقة بسوريا لليوم الثالث وتوعد بتكثيف الحملة على التنظيم المتشدد في الأيام المقبلة.

وقال: “في هذه اللحظة قواتنا الجوية… عشر مقاتلات تدك ثانية الرقة وكما تعلمون ستبحر غدا حاملة الطائرات “شارل ديغول إلى شرق البحر المتوسط لمواصلة توجيه الضربات لأهداف محددة وخصوصاً حول الرقة ودير الزور”.

وأعرب “عن اعتقاده أن موقف روسيا تغير منذ تأكيدها أن “داعش” مسؤول عن سقوط طائرة روسية فوق سيناء بمصر الشهر الماضي، قائلاً: “موقف روسيا يتغير لأن صواريخ كروز الروسية ضربت الرقة اليوم. ولعل اليوم بات هذا التحالف الكبير مع روسيا ممكناً لأنه بدأ يظهر”. وكانت هذه إشارة إلى دعوة هولاند إلى إنشاء تحالف كبير لمكافحة التنظيم المتشدد.

من جهة اخرى، نفذت الشرطة الفرنسية اكثر من 120 عملية دهم ليل الاثنين – الثلثاء، فيما استمرت مطاردة المشتبه فيه الرئيسي في الاعتداءات صلاح عبد السلام (26 سنة) المقيم في بلجيكا.

ورفعت بلجيكا مستوى الانذار في البلاد ونشرت جنوداً في المواقع الاكثر حساسية، بينما لا يزال صلاح عبد السلام فاراً من العدالة.

وأصدرت الشرطة البلجيكية مذكرة توقيف جديدة في حق الشاب الفرنسي المولود في بروكسيل والذي فجّر شقيقه ابرهيم نفسه الجمعة أمام حانة في باريس.

ونشرت الشرطة الفرنسية صورة لأحد الانتحاريين الذين قتلوا الجمعة أمام “ستاد دو فرانس” ودعت أي شخص يمكنه التعرف عليه للمجيء الى مركزها. وتمكن المحققون استناداً الى بصمات الانتحاري من التأكد من انه سجّل في اليونان في تشرين الاول. وعثر قرب جثته على جواز سفر سوري يعود الى جندي في الجيش السوري النظامي قتل قبل بضعة أشهر.

 

“خلية سان دوني” خطّطت لمهاجمة الحي المالي في باريس

“مداهمات الفجر”: قتيلان أحدهما انتحارية وتوقيف سبعة

هزّت الانفجارات والأعيرة النارية ضاحية سان دوني في شمال العاصمة الفرنسية باريس، في الساعات الاولى من صباح الاربعاء، لدى محاصرة الشرطة الفرنسية لمبنى يُعتقد أن الجهادي البلجيكي عبدالحميد اباعود “العقل المُدبّر” لاعتداءات باريس الجمعة، يتحصّن داخله.

وأسفرت العملية التي انطلقت قرابة الساعة 4:30 (3:30 بتوقيت غرينتش) في وسط هذه الضاحية الشعبية الواقعة عند الاطراف الشمالية للعاصمة، عن مقتل مشتبه فيهما اثنين أحدهما انتحارية فجّرت نفسها بحزام ناسف، وتوقيف سبعة مشتبه فيهم آخرين.

وقالت النيابة العامة الفرنسية إن عناصر قوات النخبة في الشرطة “أخرجوا ثلاثة رجال كانوا متحصّنين في الشقة وأُوقفوا رهن التحقيق”، مشيرة إلى أنه لم يتمّ التثبّت من هوياتهم في الوقت الحاضر، كما جرى اعتقال اربعة آخرين في مسرح المداهمة.

وأُصيب ثلاثة عناصر من الشرطة على الأقل.

وقال مصدر فرنسي مقرّب من التحقيقات إن أعضاء “داعش” الذين حُوصروا في الشقّة كانوا يُخطّطون لمهاجمة حي “لا ديفانس” حي المال والأعمال في باريس.

ونُفّذت مداهمة الاربعاء، بعدما قال مصدر مطلّع على التحقيقات إن هاتفاً محمولاً عُثر عليه قرب أحد مواقع الاعتداءات، يحتوي على خريطة أحد مواقع الهجمات ورسالة نصية تحمل كلمات تعني “هيا بنا”.

وأضاف المصدر أن الهاتف عُثر عليه في صندوق للقمامة قرب مسرح “باتاكلان” حيث وقعت أكثر الهجمات دموية.

واستمرت الانفجارات ورشقات الأسلحة الرشّاشة بشكل متقطّع لأكثر من ثلاث ساعات في وسط سان دوني التاريخي المُخصّص للمشاة على مقربة من بازيليك ملوك فرنسا، وانتشر الجيش في المدينة التي تضمّ نسبة عالية من المتحدّرين من أصول مهاجرة وطلب من السكان لزوم منازلهم فيما راحت مروحيات تحوم فوق المدينة.

وقالت حياة (26 عاماً) التي قضت الليل عند أصدقاء لها في شارع كوربيون حيث تجري عملية مكافحة الإرهاب: “لما يخطر لي يوماً أن ارهابيين قد يختبئون هنا، كان من الممكن أن أُصاب برصاصة”، مضيفة “بدا الأمر وكأننا في حرب”.

وقال رجل ثلاثيني اوقفته الشرطة مع صديقة له قبل اقتياده إن الهجوم استهدف شقته في شارع كوربيون وأوضحت صديقة له أنه يعتقد أن الشقّة استخدمها المهاجمون كمركز اختبأوا فيه.

وقال الرجل في غاية البلبلة قبل أن يُكبّله رجال الشرطة: “طلب مني أحد الأصدقاء إيواء اثنين من رفاقه لبضعة أيام … وقال لي إنهم وصلوا من بلجيكا” مضيفاً “طلب مني أن أسدي له خدمة ففعلت، لم أكن على علم بأنهم إرهابيون”.

وتوصّل عناصر الشرطة خلال خمسة أيام من التحقيقات إلى اقتفاء أثر “الجهاديين” السبعة ووضع سيناريو للهجمات التي وصفها الرئيس فرنسوا هولاند بأنها “أعمال حربية خطّط لها في سوريا ودبّرت في بلجيكا ونفُّذت في فرنسا بمساعدة شركاء فرنسيين”.

وقامت ثلاث فرق مؤلفة من تسعة عناصر بتنفيذ الاعتداءات بشكل منسّق وتوزّعت بين ثلاثة عناصر قرب ملعب ستاد دو فرانس وثلاثة اخرين في مسرح “باتاكلان” وثلاثة أيضاً هاجموا أرصفة مقاه ومطاعم.

وتمّ التعرّف إلى أربعة من الانتحاريين وهم فرنسيون وبينهم ثلاثة على الأقل قاتلوا في صفوف “الجهاديين” في سوريا.

وما زال يتعيّن التعرّف على أحد “جهاديي” الهجوم على ملعب ستاد دو فرانس وهو دخل أوروبا عبر اليونان في الخريف وعُثر قرب جثته على جواز سفر سوري، لم تتأكد صحته يحمل اسم جندي في القوات السورية قُتل قبل بضعة أشهر.

ولا يزال أحد المهاجمين صلاح عبد السلام (26 عاما) فاراً ويجري البحث عنه بصورة حثيثة ولا سيما في بلجيكا وهو شقيق أحد الانتحاريين ابراهيم عبد السلام.

وجرى توقيف شخصين يشتبه في أنهما شريكان في الاعتداءات السبت في حي مولنبيك في بروكسل الذي يُعتبر مركزاً لـ”الجهاديين” في اوروبا ووجّه إليهما القضاء البلجيكي التهمة في إطار “اعتداء ارهابي”.

ويُعتقد أن الموقوفين محمد عمري (27 عاماً) وحمزة عطو (20 عاماً) أخرجا صلاح عبد السلام إلى بلجيكا بعد اعتداءات باريس.

ولمتابعة تطوّرات المداهمة، عقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتماعاً طارئاً في قصر الاليزيه يضمّ رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووزراء الداخلية برنار كازنوف والدفاع جان إيف لودريان، والخارجية لوران فابيوس والعدل كريستيان توبيرا.

وتعرُض الحكومة الفرنسية الاربعاء أولى التدابير الاستثنائية التي تقرّرت بعد هذه المجزرة غير المسبوقة، كما يدرس مجلس الوزراء الفرنسي مشروع قانون لتمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر على أن يُطرح الخميس على الجمعية الوطنية والجمعة على مجلس الشيوخ.

وفي ألمانيا، شنّت الشرطة الألمانية حملة مداهمات كبيرة على مخيم للاجئين في مدينة روستوك الألمانية عقب تلقى معلومات عن وجود أحد المشتبه في تورطهم في هجمات باريس بداخله.

وقال متحدث باسم الشرطة، صباح الأربعاء، إن أحد سكان المدينة أبلغ الشرطة هاتفياً أنه رأى صلاح عبد السلام، أحد المشتبه فيهم الرئيسيين في هجمات باريس، في مخيم للاجئين.

وأضاف المتحدث أن عملية التفتيش التي استغرقت مساء الثلاثاء أكثر من 90 دقيقة في نزل اللاجئين في حى تويتنفينكل لم تُسفر عن شيء.

ويقطن في هذا المخيم نحو مئة مهاجر.

وبدأت الحملة قبل فترة قصيرة من إلغاء مباراة ألمانيا وهولندا الودية في مدينة هانوفر الألمانية لأسباب أمنية.

( ا ب، ا ف ب، رويترز)

 

معارض سوري: التدخل الروسي زاد من حدة الضربات على جبل التركمان أضعافا مضاعفة

هاطاي – الأناضول – قال العقيد أحمد أرناؤوط (أبو فضل)، أحد ضباط الجيش السوري الحر، في بايربوجاق “جبل التركمان”، شمالي ريف اللاذقية، إنه بعد تدخل روسيا في سوريا، زادت شدة الضربات الجوية على القرى التركمانية في المنطقة.

وأفاد أرناؤوط، في تصريح ، الأربعاء، أن الوحدات التركمانية، تدافع عن نفسها، بكل ما أوتيت من قوة، ضد الهجمات الروسية السورية المزدوجة، مشيرًا أن النظام، ومنذ أيام يستهدف منطقة “بايربوجاق”، وبدعم من القوات الروسية، برًا وبحرًا وجوًا، في محاولة منه للاستيلاء على تلة استراتيجية.

وأضاف أرناؤوط “من شدة القصف الجوي، يمكن أن تشهدوا سقوط 100 صاروخ في نفس اللحظة، وسقطت مؤخرا قنابل في يوم واحد تعادل قنابل سقطت لعامين، واستشهد منا الكثيرون، جراء القصف الشديد، ونزحت غالبية المدنيين، إلى مناطق أكثر أمنًا”.

وأوضح أبو فضل، أن الألاعيب مازالت تحاك ضد الشعب السوري، مبينًا أن ازدياد القصف الروسي خير برهان على ذلك.

وأشار أبو فضل أن “النظام ومعها روسيا، تكثفان قصف المدن التي تسيطر عليها المعارضة، محاولين احراز تقدم على الأرض، لأنهما يريدان دخول المفاوضات الدولية بقوة”(بخصوص حل الأزمة السورية).

وفي السياق نفسه، استرجعت المعارضة السورية، ليلة أمس الثلاثاء، بلدة “ديرحنا”، في المنطقة نفسها، بعد أسبوعين من الاشتباكات مع قوات النظام السوري.

وأكدت مصادر محلية تركمانية، أنهم بدؤوا هجومًا مضادًا، لاسترجاع البلدة، التي فقدوها من أسبوعين لصالح النظام، موضحة سقوط قتلى، من كلا الطرفين.

 

روسيا تعلن «تحالفا عسكريا» مع فرنسا ضد «الدولة الإسلامية» والقاهرة تحتجّ لعدم إبلاغها رسميا بوجود آثار لقنبلة في الطائرة

رصدت مكافأة خمسين مليون دولار لمن يكشف مدبري الهجوم

عواصم ـ «القدس العربي» من منار عبد الفتاح ووكالات: تسارعت أمس التطورات في قضية سقوط الطائرة الروسية في سيناء في نهاية الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل 224 مدنيا، إذ أعلنت روسيا شن حملة عسكرية غير مسبوقة ضد مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا انتقاما للضحايا، فيما كانت أجهزتها الأمنية تؤكد العثور على آثار لمتفجرات في حطام الطائرة. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل تحالف عسكري مع فرنسا، إذ طلب من قائد السفن الحربية الروسية في البحر المتوسط التعامل مع حاملة الطائرات الفرنسية والسفن المصاحبة لها الموجودة هناك كحلفاء. وتعهد بوتين بالعثور على مدبري تفجير الطائرة ومعاقبتهم «أينما كانوا»، فيما رصدت موسكو مكافأة قدرها خمسون مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مدبري العملية.

وقال الكرملين في بيان منفصل إن بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند تباحثا عبر الهاتف أمس الثلاثاء واتفقا على التنسيق بين جيشي البلدين في محاربة الإرهاب في سوريا. وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت في وقت سابق الثلاثاء أن أولاند سيزور موسكو يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر لبحث سبل محاربة تنظيم «الدولة».

ومن جهتها سعت وزارة الخارجية الروسية أمس إلى احتواء تصاعد التوتر مع القاهرة التي احتجت على عدم إبلاغها مسبقا بالعثور على آثار لمتفجرات في حطام الطائرة، قبل إذاعة الأنباء عبر وسائل الإعلام. وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اعتبر فيه أنه كان من الواجب إبلاغ مصر عبر الطرق الرسمية أولا.

وعلى الصعيد نفسه طالبت الخارجية الروسية في بيان أمس مجلس الأمن، من دون تأخير، باتخاذ قرار لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.

وقالت الوزارة «ندعو مجلس الأمن الدولي إلى التوافق على المشروع الروسي المقدم في 30 أيلول/ سبتمبر حول تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب على أساس معايير ومبادئ القانون الدولي وبنود ميثاق الأمم المتحدة».

وأشار البيان إلى أن تحركات موسكو ضد الإرهاب بعد تفجير الطائرة A321 ستكون وفقا لحق الدول في الدفاع عن نفسها الموثق في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

وقال البيان «من جانبنا ننظر إلى الهجوم البربري على مواطنينا أنه يأتي في سياق سلسلة هجمات دموية نفذت في الفترة الأخيرة في باريس وبيروت والعراق وأنقرة ومصر».

ودعا مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) البرلمانيين في دول كل من أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط، وجميع المناطق الأخرى في العالم، إلى فعل كل ما في وسعهم لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بشكل فوري.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت أمس إنها كثفت ضرباتها الجوية ضد تنظيم «الدولة» في سوريا بواسطة قاذفات بعيدة المدى وصواريخ كروز.

وأبلغ قادة الجيش الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته لمقر القيادة في وزارة الدفاع في موسكو مساء أمس الثلاثاء أن القوات الجوية نفذت نحو 2300 طلعة جوية في سوريا خلال الأيام الثمانية والأربعين الماضية وأنها سترسل 37 طائرة أخرى لتعزيز قوتها الجوية المؤلفة من 50 طائرة مقاتلة وهليوكوبتر.

وكان رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف أعلن «أن قنبلة بقوة تفجيرية تعادل 1 كيلوغرام من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار انفجرت على متن الطائرة المنكوبة فوق سيناء».

وأعلنت الحكومة المصرية أنها ستأخذ في الاعتبار النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات الروسية، لكنها شددت على أن لجنة التحقيق الرسمية ما زالت الجهة الوحيدة المخوّلة بإعلان النتائج النهائية، دون استبعاد أي احتمال. وأعلن وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار «تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع المطارات» في مؤتمر صحافي عقد في شرم الشيخ برفقة رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزراء آخرين.

وقال عبد الغفار إن هذه الإجراءات تتضمن «مراجعة كافة إجراءات التفتيش للركاب وحقائب العاملين عند دخولهم المطار وبوابات الصعود للطائرة (…) بالإضافة للتفتيش الدوري للطائرات وتأمينها»

وأضاف عبد الغفار أن التعاون سيتم «مع خبراء مختلف الدول وممثلي شركات الطيران التي انتابتها حالة من القلق جراء الحادث وتسهيل تفقدهم للإجراءات التأمينية لطمأنتهم».

 

طهران عرضت على الأسد قبل سنتين إرسال عائلته إلى إيران

الخارجية الإيرانية: النظام كاد يسقط لولا دعمنا

■ إسطنبول – الأناضول: قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران عرضت على الرئيس بشار الأسد قبل عامين إرسال عائلته إلى إيران، إلا أنه رفض ذلك.

وأوضح عبد اللهيان في كلمة له خلال مؤتمر في جامعة شريف في العاصمة طهران، أن الأسد رد على العرض الإيراني بقوله: «سأبقى لآخر لحظة في حياتي في بلدي، كما أن زوجتي مشغولة بالاهتمام بعائلات الشهداء، لذلك لن أغادر بلدي»، وذلك بحسب ما نقله موقع «تانباك» الإخباري الإيراني.

وذكر عبد اللهيان أن إيران قدمت الدعم الأكبر لنظام الأسد من أجل صموده، خلال فترة الحرب المتواصلة منذ خمس سنوات، مضيفاً: «دفعنا أثمانا باهظة، على مدار السنوات الخمس الماضية في سوريا، وفقدنا أفضل قواتنا. كما أن النظام في سوريا كان له أن يسقط خلال سنتين أو ثلاث لولا الدعم الاستشاري الذي قدمناه للجيش والشعب السوري».

وفي ما يتعلق باجتماعات فيينا حول سوريا، أفاد عبد اللهيان أنهم عملوا على الحصول على أفضل المكاسب السياسية خلال المفاوضات من خلال الالتزام بالخطوط الحمراء التي وضعها المرشد آية الله علي خامنئي.

وكانت الوكالة الرسمية الإيرانية «إرنا» أعلنت في 15 حزيران/ يونيو الماضي، تعليقا على إحدى الصور «أن 400 إيراني قتلوا في سوريا» في الوقت الذي لم تُدلِ أي جهة رسمية إيرانية أخرى معلومات عن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا التي دخلت أزمتها عامها الخامس.

وتمكن مراسل الأناضول من الوصول إلى أسماء 300 قتيل من قوات الحرس الثوري بينهم مقاتلون أفغان وباكستانيون، أرسلتهم طهران للقتال في سوريا، من بينهم 26 من أصحاب الرتب الرفعية، وذلك استناداً إلى معلومات جمعها المراسل من المواقع ووسائل إعلام إيرانية، مشيراً إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، تتكون من ميليشيات إيرانية، وألوية «فاطميون» الأفغانية، وألوية «زينبيون» الباكستانية، وأن عدد مقاتلي ميليشيا فاطميون يبلغ قرابة 4500 مقاتل، قتل منهم نحو 100 عنصر، بينهم قائد الميليشيات، علي رضا توسلي» في آذار/ مارس الماضي في سوريا.

 

تنظيم «الدولة» أخطأ بالتوسع دوليا… وسيدفع ثمنا باهظا ويعرض قادته للملاحقة

هل أجبرت الضغوط الداخلية المتزايدة على التنظيم إظهار «مراجله» في باريس؟

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: ما هو مستقبل سوريا بعد هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» على باريس؟ وكيف سننهي الحرب المندلعة في هذا البلد منذ سنوات؟ وما هي كلفة توسيع الحرب دوليا على التنظيم وبنيته الداخلية؟ بناء على تصريحات القادة الذين اجتمعوا في أنطاليا التركية لا يوجد ما يوحي بخطة واضحة حول كيفية التصدي لخطر التنظيم رغم اعترافهم بأنه «الشر» الذي يجب التصدي له. واكتفوا بالتأكيد على أهمية التعاون في مجال الأمن والمعلومات وتشديد الرقابة على الحدود وملاحقة مصادر تمويل التنظيم من خلال ضربها وتجميدها.

وهي خطوات لم تعد تكفي إزاء الاختراق الأمني الذي حققه المنفذون للعملية سواء في فرنسا أم بلجيكا. ومن ناحية أخرى فقد أكدت عمليات باريس ضرورة حل الأزمة السورية من خلال ضرب التنظيم في عقر داره، وهو ما لفتت صحيفة «التايمز» البريطانية الأنظار إليه. واقتضت تعاونا عسكريا بين دول التحالف الغربي وروسيا، ولو أنها فضلت عدم إشراك روسيا في التحالف الذي سيقوم بملاحقة التنظيم وضربه في قلب مملكته أي الرقة. وأشارت إلى أن «عاصفة تتجمع في الأفق» من أجل ملاحقة الجهاديين الذين قتلوا 129 شخصا في باريس ليلة الجمعة.

إرضاء السنة

وترى أن تأمين شوارع العواصم الأوروبية لا يكفي لإبعاد شبح ما أسمته «الإرهاب الإسلامي» بل يجب أن يتم التوصل لتسوية ترضي الغالبية السنية في سوريا وتمنحهم بديلا عن حكم الإرهاب الذي يمثله النظام السوري وتنظيم الدولة. وتعترف أن لا تسوية من دون تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكن يجب البدء أولا بالجهاديين في الرقة. وهناك إمكانية لضربهم من خلال قوات كردية تلقى دعما جويا من الطيران الأمريكي الذي أصبح قريبا من حدود «الدولة». وباتت المقاتلات الأمريكية تحلق على بعد منخفض حيث تنطلق من القواعد الجوية التركية.

ورغم كل هذا فلا تزال الإرادة الجمعية لقادة الدول الغربية غائبة وجهودهم مشتتة، فقد أرسلت روسيا قواتها منذ شهر فيما كثفت فرنسا من طلعاتها الجوية، أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فاستبعد في خطابه أمام قمة العشرين إرسال قوات برية، وبالنسبة لبريطانيا يحتاج رئيس الوزراء ديفيد كاميرون موافقة البرلمان كي يسمح لطائرات «تورنيدو» بالتحليق في سماء سوريا. وترى الصحيفة أهمية في تحقيق تحول سياسي لأن الفراغ هو ما سمح للتنظيم كي يسيطرعلى مناطق في سوريا والعراق، والفراغ هو ما سمح له بمهاجمة تونس وأنقرة وشرم الشيخ وبيروت وباريس.

طبيعة القوات

وأحدثت هجمات باريس زخما من أجل الدفع بقوات برية لإنهاء الأزمة السورية. ففي ظل تردد القوى الغربية وأمريكا التي لا تريد تكرار أخطاء الماضي هناك دعوات لقوات برية والسؤال قوات من؟ وهو ما حاول الإجابة عليه مدير المعهد الملكي للدراسات المتحدة وأبحاث الدفاع والأمن مايكل كلارك الذي قال إن اعتماد الغرب على القوات الكردية ليس كافيا، وإن هناك حاجة لقوات برية من دول الغرب. وفي مقاله الذي نشرته صحيفة «الغارديان» قال إن استراتيجية التحالف الغربي ضد التحالف الغربي تشبه تعليق الصحافي الأمريكي إدغار ويلسون ناي على موسيقي فاجنر «هي أحسن من إيقاعاتها»، لكن استراتيجية التحالف الدولي ليست جيدة في كل الأحوال. وأضاف «سنسمع أصواتا صاخبة في الأيام المقبلة حيث ستزيد فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا من طلعاتها الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة بعد فظائع باريس». ويرى كلارك أن أكبر هجمات إرهابية تشهدها أوروبا أعادت تسليط الضوء على تنظيم الدولة واستراتيجية مكافحته، خاصة الغارات الجوية عليه في كل من العراق وسوريا.

ويقول إن «الحملة تبدو أحسن مما تظهر عليه في الواقع لأنها حققت نوعا من التأثير. وأدت إلى سلسلة من الإنجازات على الأرض حققها المقاتلون الأكراد في العراق وسوريا وجماعات المعارضة السورية، وكذا الحرس الثوري الجمهوري والتي قامت مجموعة بطرد تنظيم الدولة من نصف المناطق التي سيطر عليها العام الماضي». ويضيف أن تنظيم الدولة خصص جهودا كبيرة للسيطرة على بلدة عين العرب/كوباني على الحدود التركية وفشل. وخسر سد الموصل ومدينة تكريت وبيجي وسنجار. ورغم سيطرته على مدينة الرقة التي يعتبرها قاعدة حكمه إلا أن المدينة تتعرض لهجمات جوية بشكل منتظم. وهناك احتمال من أن تبدأ الحملة التي طال انتظارها على الموصل. كما وتتعرض بنية التنظيم من ليبيا لأفغانستان لهجمات الدرون والتي قتلت قادة مثل علي عوني الحرزي وأبو نبيل والجلاد محمد إموازي.

وساهمت الحملة الجوية في تدمير البنية النفطية التي تدر عليه مليون دولار في اليوم. كما عملت استراتيجية التحالف على تسليح القوى المعادية له. ويعتقد الكاتب أن استراتيجية التحالف أخذت وقتا طويلا كي تحقق نتائج على الأرض، وقد أجبرت الآن التنظيم على الدفاع عن نفسه وهو ما أجبره للقيام بعمليات خارجية للتعويض عن خسائره في سوريا والعراق. وينتقد الكاتب استراتيجية الحلفاء الغربيين التي فشلت في تدريب قوات فاعلة من «المعارضة المعتدلة» لبشار الأسد. والمشكلة كما يقول إن هذه الجماعات لم تكن معتدلة بالقدر الكافي ولا فاعلة. ويرى أن البرامج الغربية للتدريب تنجح مع قوات هي في طور التشكل، ولكنها تفشل عندما تتم وسط الحرب حيث فشلت في العراق وأفغانستان والآن ببرامج التدريب في الأردن. ويضيف أن التدخل العسكري الغربي في كل هذه العمليات كان يهدف لشراء الوقت من أجل تدريب القوات المحلية على حماية الأمن والنظام وانتهت كلها بالفشل. ويعتقد أن هذا نابع من عدم قدرة الغرب بناء استراتيجية سياسية متماسكة من أجل إنهاء الحرب الطائفية التي تقوم بتمزيق المنطقة وتنشر الرعب الآن في قلب أوروبا.

منعطف خطير

ويتوقع كلارك أن تكون عمليات باريس نقطة تحول قد تؤدي لتقريب أوروبا للموقف الأمريكي الساعي «لإضعاف وتدمير» تنظيم الدولة. وربما دفعت بروسيا لأن تضع الجماعة الجهادية هذه على رأس أولوياتها. وحتى لو ثبت أن هجمات باريس هي نقطة التحول فماذا ستفعل الحكومات الغربية؟ فهي أمام خيار تفويض عملية مواجهة تنظيم الدولة إلى جماعات أخرى وهو خيار خطير أو التورط عميقا في الأزمة. ففي الخيار الأول هناك النظام السوري والحرس الثوري الإيراني والقوات الروسية. وعليه فنتيجة الحرب ستقررها هذه القوى التي خاضت المعركة، أي تشكيل نظام يتسيده الشيعة. وهناك قوة بديلة ثانية هي عبارة عن تجمع من الأتراك والسعوديين ودول الخليج الأخرى التي لم تشارك بعد في الحرب. وستحقق نجاحات حالة قرر الغرب التورط أكثر في سوريا.

أما البديل الثاني والذي سيترك أثاره السلبية فهو مواصلة دعم القوات الكردية التي لن تستطيع وحدها تحقيق النصر ضد الجهاديين ولأنها لا تقاتل إلا من أجل تحقيق الاستقلال على مناطقها. والبديل عن هذه الخيارات هو قوات برية غربية تعود من جديد إلى المنطقة «ولم نصل بعد لهذه المرحلة ولكن حجم الرهان يزداد وثمن الاستراتيجيات المترددة سيكون أعلى». وترى صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أن كل العالم لديه مصلحة في إنهاء تنظيم الدولة. فهو لا يقوم بتوفير الإلهام لأيديولوجيات مماثلة في مصر وليبيا فقط، ولكنه يقدم من مناطقه معسكرات تدريب ومحاربين أشداء. ولهذا «فتدمير» «الدولة» يعتبر هدفا عاجلا ومشروعا. وترى أن الغارات الجوية وحدها لا تكفي لإنهائه.

الغارات لا تكفي

وفي هذا السياق يرى باتريك كوكبيرن في «إندبندنت» أن الغارات الجوية الفرنسية على الرقة لن تحقق الكثير والسبب هو أن الأهداف مخفية ومتفرقة ومن الصعب اكتشافها. فمحدودية الهجمات الفرنسية تبدو واضحة من فشل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة احتواء التنظيم، منذ بداية الغارات في آب (أغسطس) 2014. ورغم قيام الطائرات بأكثر من 57.000 طلعة جوية إلا أنها لم تضرب سوى 7.000 هدف في سوريا والعراق لأنها لم تجد أهدافا والسبب هو أن تنظيم الدولة منظمة تعتمد حرب العصابات ووزعت قواتها على المدارس والمستشفيات والمساجد. ومع وجود مخبرين للأمريكيين والبريطانيين في الرقة إلا أن التنظيم هو جماعة قاسية ومتوحشة ولديه «أمنيات» قوية. وقام بتدمير برج الاتصالات في الموصل لمنع الناس من إجراء مكالمات خارجية.

ومن الصعب تحديد هوية القادة سواء في سوريا أو العراق ومعظم المقاتلين يقولون إنهم لا يعرفون المسؤولين العسكريين عنهم. ويعتقد كوكبيرن أن الغارات الجوية تترك أثرا مدمرا عندما لا تكون هناك قوات على الأرض. فالطائرات الروسية لديها ما بين 400-800 جندي سوري يقومون بالتنسيق مع مركز العمليات الجوية في اللاذقية وهو ما سمح بتقدم القوات السورية في حلب. وقد يضطر تنظيم الدولة إلى الدفاع عن الرقة ومن ثم الموصل، وهناك تقارير تشير لخلافات بين قادة التنظيم حول الدفاع عن المدينتين وأن كانوا مستعدين للقتال من مواقع ثابتة وتكبد خسائر فادحة.

استراتيجية مجنونة

ويجمع معظم المعلقين على أن تنظيم الدولة الإسلامية من خلال توسيعه عملياته الخارجية ضد روسيا وفرنسا تبنى استراتيجية غير منطقية لأنه أغضب واستفز قوتين عسكريتين عبرتا عن تردد في الدخول في حرب شاملة معه. وبحسب تقرير أعده كل من غريغ ويتلوك وإيلين ناكشيما لصحيفة «واشنطن بوست» ردت فرنسا على الهجمات بسلسلة من الغارات الجوية وربما كثف الروس من عملياتهم العسكرية ضد الجهاديين. ويرى الكاتبان أن توسيع الحرب ينظر إليه كنوع من الدمار الذاتي. لكن بعض المحللين يرون في النهج الجديد للتنظيم متساوقا مع ما يدعو إليه وهو تحقيق رؤية انقلابية قيامية واستفزاز قوى «الشرك» إلى سوريا من أجل المعركة الأخيرة «أرماغدون».

ويراهن التنظيم على المدى القريب أنه سينجو من الغارات. فمهما كانت خسائره إلا أنها لا توازي النجاح الدعائي الذي حققه وإثبات قدرته على اختراق دول وقتل مئات المدنيين. ويقول ماثيو هينمان، مدير «مركز أي اتش جينز لأبحاث الإرهاب والتمرد» «كلما ضرب الغرب فسيقتل أناسا (في سوريا) مما سيغذي روايته عن قرب النهاية». ويضيف أن قادة التنظيم يقولون للغرب «أنتم تقومون بهجمات جبانة من الجو أما نحن فنأتي إلى عواصمكم ونقتل أعدادا كبيرة من المدنيين ولا تستطيعون وقفنا». ولكن البعض حذر قائلا إنه من الصعب تحديد استراتيجية تنظيم الدولة ودوافعه، وما كان يريد تحقيقه من هجمات باريس وشرم الشيخ. فقد يكون الهجوم مدفوعا «بإيذاء» فرنسا وروسيا كما يقول ويليام ماكانتس من معهد بروكينغز أو على العكس محاولة لجر الدولتين عميقا للحرب في سوريا. وقال «هذا سؤال من أصعب الأسئلة إجابة» مضيفا أننا لا نعرف الدوافع وراء العملية الأخيرة. وتشير الصحيفة إلى رؤية التنظيم القيامية والمعركة النهائية التي ستجري رحاها في مرج دابق السوري الذي أطلق التنظيم اسمه على مجلته الناطقة بالإنكليزية.

وتقول الصحيفة إن أوباما ظل يقاوم الضغوط لإرسال قوات إلى سوريا خشية تكرار الدرس العراقي إلا أن الهجمات الأخيرة بالتأكيد ستزيد الضغوط عليه أكثر، ولكنه أكد في زيارته لتركيا تمسكه باستراتيجيته التي أعلن عنها العام الماضي. وقال للصحافيين «سنقع أسر رواية تنظيم الدولة عندما نعامله كدولة» وأكد انه كلما تقلصت مناطقه «فلن يستطيعوا التظاهر بأنهم يديرون دولة فاعلة». وتعتقد الصحيفة أن خسارة التنظيم مناطق في الأشهر القليلة الماضية أثرت على شرعيته وزادت من الضغوط لإظهار «مراجله». وينقل عن مدير «سي أي إيه» جون برينان «لم يعد لديه الزخم في البلدين» و»أعتقد أنهم ينظرون للخارج الآن والقيام بهجمات باهرة». ويرى عدد من المحللين أن الهجمات تعكس الحاجة الماسة للتنظيم من أجل جذب أعداد من المتطوعين الجدد، حيث يقدر مسؤولون أمريكيون عددهم بما يزيد عن 20.000 مقاتل. وترى الصحيفة أن التنظيم يواجه مشكلة في الأشهر القليلة الماضية في جذب المقاتلين الجدد. ويرى دانيال بيمان، من جامعة جورج تاون أن هجمات باريس ستكون أداة تجنيد «هائلة».

ثمن التوسع

وفي مقال لبيمان نشره موقع مجلة «فورين أفيرز» إن هناك أدلة تظهر تغييرا في استراتيجية التنظيم من البناء المحلي إلى التمدد الدولي. وأشار لتطور التنظيم من «القاعدة في بلاد الرافدين إلى الدولة الإسلامية في العراق وأخيرا الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» وطوال هذه الفترة التي ظهر فيها على الساحة خاض حروبا مع قوات الأمن العراقية والمعارضة السورية المعتدلة والأكراد وحاول معاقبة السعودية وتركيا. ورغم أنه دعا لضرب الغرب إلا أن العمليات التي تمت حتى وقت قريب قام بها أفراد من دون تنسيق مع المركز.

ومن هنا فعملية باريس تظل مختلفة. ولا نعرف إن كانت قرارا من القيادة العليا أم أنها عملية محلية؟ وإن كانت تعبر عن تغيير في الاستراتيجية؟ ومع ذلك فالخروج الدولي للتنظيم لا يمكن أن يكون إلا بناء على أيديولوجيته التي تزعم توفير الحماية للمسلمين في العالم. وهناك فائدة يجنيها التنظيم من التوسع عالميا وهي قدرته على استغلال مظالم المسلمين غير تلك التي نتجت عن غزو العراق. فهناك الرسوم الكرتونية الدانماركية والوحشية الروسية في الشيشان والاعتداء على الحجاب. وكان هجوم تشارلي إيبدو بداية العام الحالي دليلا على استثمار التنظيم لهذه المظالم، خاصة أن المجلة معروفة بهجومها على نبي الإسلام. ويضيف أن تنظيم الدولة قرر التوسع دوليا لتناقص عدد المتطوعين الأجانب. ورغم أن عملياته الخارجية سترفع من مكانته وتحسن صورته بين الشبان المتعاطفين معه إلا أن هذه المنافع لا تعوض خسارته الكبيرة التي يرى بيمان أنها ستعرض قادته لملاحقة وكالات مكافحة الإرهاب الدولية. فتوسعه يحتاج لقيادة عالمية تقتضي تواصلا مع الفروع، ما سيسمح للولايات المتحدة ملاحقة القادة بنفس الطريقة التي صفت فيها قيادات القاعدة في باكستان وأفغانستان واليمن والصومال وليبيا.

وسيواجه التنظيم مشاكل حالة قرر منح الفروع حرية في اختيار الأهداف لإبعاد القيادة المركزية عن الخطر يحمل الكثير من المخاطر منها عدم وجود تواصل بين الفرع والمركز وإمكانية حدوث أخطاء في اختيار الأهداف، وقد عانت القاعدة من هذه المشكلة. ويشير أيضا إلى أن التوسع الدولي يطرح أسئلة حول أولويات التنظيم وقدراته اللوجيستية والمالية فهل سيخصص المال للفروع في السعودية وتركيا وليبيا ومصر والعراق وسوريا أم سيوجه جهوده لتمويل العمليات في أوروبا أم تمويل الجميع.

وفي هذه الحالة لن يربح أيا من المعارك التي سيخوضها. كما ان فتح المعركة على الأعداء جميعا تعني تركيزهم عليك. وقد واجهت القاعدة هذه المشكلة بعد هجمات 9/11 بعدما خسرت الملجأ الآمن في أفغانستان. وبحسب لورنس رايت الصحافي والكاتب فقد خسرت القاعدة نسبة 80% من عناصرها في الأشهر الأخيرة عام 2001. ويقول بيمان «لو أصبح تنظيم الدولة أكثر طموحا فيجب ان يتوقع العالم أعمالا مروعة جديدة. وفي الوقت نفسه يجب أن يفهم الجميع أن تحولا في استراتيجية تنظيم الدولة ستكون مكلفة وسيؤثر على طموحاته لتحقيق أهدافه على المدى البعيد».

 

الخارجية الأمريكية: ثمة تقدم حقيقي في الجهود لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سوريا

بالإضافة إلى الجهد لتدمير تنظيم «الدولة الاسلامية»

تمام البرازي

واشنطن – «القدس العربي»:

قال نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية ان «لدى الولايات المتحدة استراتيجية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، وأدخلت بعض التعديلات لتعزيز هذه الاستراتيجية في الأسابيع الماضية. وأضاف: «وُضعت قوات خاصة على الأرض في سوريا. وهناك عدة مسارات نتبعها، بالإضافة إلى الجهد لتدمير وتحجيم تنظيم الدولة الإسلامية وهو أمر ازداد إلحاحا». وأضاف أنه «من دون الدخول في الأمور العملياتية فإننا ننظر باستمرار إلى فرص لأهداف لدعم القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا. وهذا سيجري تسريعه في الأيام المقبلة، لأننا نريد وضع المزيد من الضغوط على تنظيم الدولة. وما زلنا نشارك الفرنسيين في المعلومات الاستخباراتية، وكذلك مع التحالف».

وقال إن هناك جهودا لتحقيق الحل السياسي للحرب الأهلية بين الأسد والمعارضة السورية المعتدلة. وهناك ثلاثة أهداف: أولا دحر الدولة الإسلامية وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ودعم عملية الانتقال السياسي لإنهاء الحرب الأهلية، كما عملنا لتسريع الدعم للجماعات التي تقاتل الدولة الإسلامية».

وأضاف: «خرجنا من مؤتمر فيينا الثاني يوم السبت الماضي بتقدم حقيقي للجهود لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سوريا. ولدينا خطوات محددة لأول مرة لتحقيق وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية وهذا أمر ملح وضروري». وستبدأ المفاوضات في أول يناير/كانون الثاني 2016 بين المعارضة السورية وممثلي النظام السوري، تحت اشراف الأمم المتحدة وفقا لبيان جنيف. وخلال 6 أشهر ندعم حكومة غير طائفية ودستورا جديدا وانتخابات حرة خلال 18 شهرا». وأضاف أن «مصير الأسد يتقرر في المستقبل».

وقال إن الولايات المتحدة «ما زالت ملتزمة بقبول 10 آلاف سوري كلاجئين في أمريكا وستتواصل مع الولايات التي قررت رفض قبولهم، لأنهم سيخضعون لأقصى تحقيق في هوياتهم. لكن هناك أكثر من 180 مدينه قررت استقبالهم»

 

نظام الأسد يوسّع الاعتقالات لتطال الفلسطينيين لإرسالهم للحرب و1000 لاجئ مصيرهم مجهول في سجونه

سلامي محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: وسعت أجهزة المخابرات التابعة لنظام بشار الأسد من حملات الاعتقال التعسفي ضد الشباب السوري لتطال اللاجئين الفلسطينيين في عموم المدن السورية، بغية إلحاقهم بجبهات القتال التي تشهد انخفاضا كبيرا في الخزان البشري. ووثق ناشطون اعتقال العشرات من اللاجئين الفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية.

وأكدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، وجود قرار رسمي صادر عن رئاسة النظام يقضي باقتياد أي شاب فلسطيني من مواليد1973 وحتى 1998 إلى الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية بشكل فوري، مشيرةً إلى توثيق حالات اعتقال طالت حتى الطلاب الفلسطينيين الجامعيين من وسط دمشق، رغم أن بعضهم «غير مكلف» بالخدمة العسكرية أصلاً كونهم مصنفين كـ «وحيد لعائلته».

وأشارت المجموعة إلى قيام فرع «الشرطة العسكرية» التابع للنظام باقتياد عدد من اللاجئين الفلسطينيين في حي «القابون» الدمشقي تمهيداً لسوقهم للخدمة أو التأكد من وضعهم العسكري، بينما يساق الآخرون لأعمال السخرة ورفع السواتر الترابية على الجبهات العسكرية» التابعة لقوات الأسد في مختلف المدن السورية.

ومن المعلوم في سوريا أن اللاجئ الفلسطيني السوري ملزم بتأدية خدمة العلم في جيش التحرير الفلسطيني الذي يعتبر جزءا من قطاعات الجيش السوري النظامي، الذي زج به النظام في العديد من معاركه ضد المعارضة السورية المسلحة، خاصة تلك الدائرة في دمشق وضواحيها.

ووثقت «مجموعة العمل» مواصلة المخابرات السورية اعتقال أكثر من 1000 لاجئ فلسطيني، 990 منهم لا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما قضى 423 فلسطينيا تحت التعذيب.

بدوره أكد الناشط الإعلامي «أبو البراء الجولاني» اعتقال حواجز النظام أكثر من عشرة شبان فلسطينيين مقيمين في مخيمات درعا، وذلك أثناء عبورهم على نقاط تفتيش تابعة لقوات النظام أو الميليشيات المساندة له.

واستطرد خلال اتصال أجرته معه «القدس العربي» بالحديث عن سوء المعاملة التي يلقاها اللاجئ الفلسطيني من قبل عناصر قوات النظام المتمركزة على الحواجز العسكرية، وتعرضهم للإهانة والشتم وعبارات التعيير خاصة من قبل ميليشيات «الدفاع الوطني» الموالية للنظام التي تحظى بسلطة أمنية في محافظة درعا كما سائر المحافظات السورية، إضافة إلى سوء الأوضاع المعيشية في مخيم درعا للاجئين، وفقدانه لأدنى مقومات الحياة، وتدمير نسبة كبرى من مبانيه جراء قصف النظام.

مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أشارت أيضاً إلى وصول ما يزيد 36 ألف لاجئ فلسطيني إلى أوروبا خلال أعوام الثورة السورية التي شارفت على الدخول في عامها الخامس، وتحدثت عن أوضاع مأساوية يعيشها اللاجئون في مخيمات سوريا. ولا تزال قوات النظام والقيادة العامة الفلسطينية تواصل حصارها لمخيم اليرموك جنوب دمشق لليوم 867 على التوالي، وانقطاع للمياه منذ أكثر من 400 يوم، وتعيش بقية المخيمات الفلسطينية في عموم سوريا الأوضاع الصعبة ذاتها.

وكان ناشطون في دمشق قد أكدوا في وقت سابق، تقديم أجهزة النظام عروضا مالية للموظفين في المؤسسات المدنية، ممن يوافقون على التفرغ لحمل السلاح والعمل على الحواجز العسكرية المنتشرة في العاصمة، بعد إخضاع الراغبين منهم لدورات تدريبية، قبل مباشرة مهماتهم الجديدة، مع منحة مالية قيمتها 15 ألف ليرة سورية للموظف الواحد.

قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني كانت تواصل منذ أيام حملة اعتقالات مكثفة وصفت بالأكبر خلال العام الجاري طالت غالبية الأحياء الحيوية في قلب دمشق، اعتقلت من خلالها مئات الشبان البالغين سن الخدمة الإلزامية والمطلوبين منهم للخدمة الاحتياطية من طلاب جامعيين وموظفين.

 

الأمم المتحدة: الوضع السوري أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة عن الأوضاع الإنسانية في سوريا تحدث فيها ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، بادئا إحاطته بتقديم التعازي الحارة للمتضررين من الهجمات الأخيرة التي ارتكبها تنظيم الدولة « داعش» في فرنسا ولبنان.

وقال في كلمته إن القتال في سوريا «أسفر عن أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، إذ يحتاج نحو 13.5 مليون شخص في سوريا إلى نوع من المساعدات الإنسانية، بمن فيهم ستة ملايين طفل». وأضاف أن الأزمة السورية «سلسلة من الفرص الضائعة من مجلس الأمن الدولي والدول ذات النفوذ، والمجتمع الدولي بأسره. فبعد أكثر من خمس سنوات من الاضطرابات في سوريا تواصل أطراف الصراع ارتكاب فظائع لا يمكن تصورها بشكل يومي، لتغرق سوريا ومواطنيها أكثر في الظلام».

وأضاف «إن الوضع الراهن ببساطة لا يمكن أن يستمر في سوريا. لقد شهدنا العواقب المدمرة للفشل في العمل. هذا الفشل قوض الثقة في المجتمع الدولي. إن شعب سوريا يستحق أكثر من المناقشات التي نجريها أو المساعدات التي نقدمها، إنه يستحق وضع حد لهذا العنف العبثي. والمحادثات الدولية الأخيرة في فيينا توفر ومضة أمل في أن الدبلوماسية الدولية يمكن أن تقدم حلا للصراع. يجب أن نستغل هذه الفرصة الدبلوماسية الفريدة للدفع من أجل حل سياسي تفاوضي يخلق الظروف لوقف لإطلاق النار على المستوى الوطني».

وقالد أوبراين إن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية – رغم الظروف الصعبة والأخطار المحدقة – تمكنت من إيصال المساعدات للملايين من السورين وبوسائل وطرق منوعة. «ففي الشهر الأخير فقط تمكنا من إرسال مواد غذائية لنحو أربعة ملايين سوري. كما أرسلنا لنحو ثلاثة ونصف مليون سوري المياه الصالحة للشرب والمواد المتعلقة بالنظافة بالإضافة إلى معدات ومستلزمات طبية لنحو 717,000 حالة علاج».

وتناولت المنبر ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمين العام لمسألة الأطفال والصراعات المسلحة، فتحدثت عن وضع أطفال سوريا بعد خمس سنوات من الصراع والعنف والتي تركت أثرها الأكبر على حياة الأطفال. وقالت إنهم ما زالوا يتعرضون يوميا للقتل والإصابات والتجنيد من قبل كل الأطراف. أضف إلى ذلك مهاجمة المدارس وتعطيل الدراسة، مما ينذر بمستقبل مظلم لملايين الأطفال السوريين».

وأكدت زروقي أن القصف الجوي الذي تقوم به القوات الحكومية للمناطق المأهولة بالسكان أدى إلى النسبة الأعلى من قتل الأطفال خلال العام 2015. وتابعت أن «القصف العشوائي للمناطق السكنية من قبل جميع الأطراف المتصارعة هو سبب آخر يؤدي إلى المزيد من الضحايا من بين الأطفال». وقالت إن تنظيم الدولة «داعش قام، كما قيل، بإعدام 200 طفل وهو بعد مأساوي آخر للعنف الذي يتعرض له أطفال سوريا».

من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجريك، أن مؤتمر الدول المانحة بخصوص سوريا سيعقد جلسته المقبلة في بريطانيا في شهر شباط /فبراير 2016. وجاء ذلك في بيان مشترك صادر عن بريطانيا والنرويج والكويت وألمانيا. وهذا المؤتمر، كما جاء في البيان، «يمثل تذكيرا للمجتمع الدولي بما يعاني منه المدنيون السوريون».

 

مؤتمر بروكنغز: كونفدرالية سورية أو سياسة احتواء أو تشكيل جيش معارض من 50 ألف مقاتل

واشنطن – «القدس العربي»: عقدت «مؤسسة بروكينغز للأبحاث» مؤتمرا، الاثنين، حول الخيارات السياسية حول سوريا، فطرح مايكل أوهانلون، مدير الأمن والاستخبارات للقرن الـ21 في بروكنغز، الحل الكونفدرالي للحرب الأهلية السورية، على أن يكون هناك قطاع علوي وآخر كردي وثالث سني. وتكون هذه القطاعات او الكانتونات محمية من قوات حفظ سلام ويكون الروس جزءا من هذه القوات.

واقترح كينيث بولاك، من «مركز سياسات الشرق الاوسط» في بروكنغز، بعد ان درس العديد من الحروب الأهلية وكيفية نهايتها، ان يخلق نوعا من عدم تفوق فريق على آخر ثم تحقيق نوع من الشراكة على السلطة في سوريا وإعطاء ضمانات بعيدة المدى للأقليات. ولكن البداية – تبعا له – هي إنشاء جيش سوري معارض يتألف من 50 ألف مقاتل يجري تدريبه في الخارج.

وشرح ان الجنرال ديمسي، رئيس هيئة أركان القوات الأمريكية، اكد في 2014 انه عندما فتح باب التطوع لتشكيل جيش معارض في سوريا تدربه امريكا، تدفق 10 آلاف سوري للتطوع. لكنهم انسحبوا عندما أصر الأمريكيون على أن يتعهدوا بمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية وليس قتال قوات الأسد. وانتهى الأمر بتجنيد 50 مقاتلا فقط ضد الدولة الإسلامية.

أما الطرح الثالث فقدمه دانييل بايمان، مدير «الأبحاث في مركز سياسات الشرق الأوسط» في بروكنغز، وهو سياسة الاحتواء لما يحدث في سوريا والحد من انتشار الإرهاب ونشر عدم الاستقرار في المنطقة، مثل لبنان والأردن وتركيا، والاستمرار في منع تمدد الدولة الإسلامية وإضعافها.

والمتحدث الرابع كان ويليام ماك كانتس، مدير «العلاقات مع العالم الإسلامي» في بروكنغز، الذي شرح استراتيجية الدولة الإسلامية التي تعتمد على السيطرة على المدن والأراضي وإقامة الدولة فيها.. أي ان هدفهم بناء الدولة الإسلامية عوضا عن إطاحة النظام السوري. لكن شيئا تغير في التنظيم حتى قام بهجمات باريس وقبلها بيروت ثم الطائرة الروسية. وهذا بدوره وسع من دائرة أعداء التنظيم مما يؤدي في النهاية لتدميره.

اما تمارا كوفمان ويتس، مديرة «مركز سياسات الشرق الاوسط» في بروكنغز، فقالت ان إدارة أوباما «لم تعتبر ما يحدث في سوريا أمرا مركزيا، بينما تحالف النظام العلوي في سوريا مع الشيعة في كل مكان ويشن حربا ضد السنة في سوريا. وقالت إن «حربا بالوكالة تجري بين إيران والسعودية على أرض سورية، بينما ركزت إدارة أوباما على تنظيم الدولة الإسلامية. وهذا يعتبر من أعراض المرض وليس المرض نفسه». واختتمت بالقول إن «ما يحدث في سوريا صراع إقليمي يحتاج إلى حل إقليمي».

 

زوكربيرغ والعرب يتضامنون مع باريس والسوريون يتضامنون مع أنفسهم

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: لم يجد السوريون من يتضامن معهم طيلة الخمس سنوات الماضية ويرفع علمهم على أي من المباني الشهيرة في أي دولة من دول العالم، وهم من دفعوا بمئات آلاف الضحايا قتلا وخطفا وتفجيرا وتشريدا. عشرات الآلاف من السوريين في داخل بلادهم وخارجها رفعوا علمهم بنجمتيه الخضراوين، كخلفية لصورهم الشخصية على حساباتهم عبر موقع «فيسبوك» ردا على ما قام به مؤسس وصاحب موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ، إذ نشر على موقعه الشهير صورة له ممزوجة بالعلم الفرنسي وكتب أسفل صورته عبارة تقول: «قم بتغيير صورة صفحتك الشخصية لدعم فرنسا وأهالي باريس»، في دعوة منه لسكان جمهورية الفيسبوك – وعددهم بالمليارات – للتضامن مع العاصمة الفرنسية ضد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها المدينة وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

السوريون شعروا بالغبن من حالة التضامن السريعة التي أبداها مؤسس الفيسبوك عبر وضع صورته متماهية مع العلم الفرنسي، ومن قيام عواصم عربية بإضاءة العلم الفرنسي على المباني الرئيسية لديها، بينما تجاهل مارك والعرب ما يتعرض له السوريون من إرهاب يومي على يد مقاتلي «الدولة الإسلامية» وتنظيمات متطرفة أخرى من قطع للرؤوس واغتصاب للنساء ومن تفجيرات انتحارية واحتلال للبلدات والمدن وتمثيل بالجثث.

السوريون أطلقوا حملة عبر الفيسبوك تفاعل معها الآلاف. وقام هؤلاء بتغيير صورهم الشخصية إلى العلم السوري كردة فعل على قيام المشاهير وكل المواقع الإلكترونية والمباني الشهيرة حول العالم بالتضامن مع هجمات باريس ووضع ألوان العلم الفرنسي.

والحملة، التي جاءت بعنوان (صـلوا لســوريا Pray for Syria)، احتلت صدارة الهاشتاغات على فيسبوك رغم التفاعل الدولي الكبير مع باريس وفرنسا.

 

فرنسا:انتهاء مداهمة شقة “سان دوني” والحصيلة قتيلان أحدهما امرأة

باريس – عبد الإله الصالحي

انتهى قبل قليل الهجوم الذي شنته قوات الأمن الفرنسية منذ فجر اليوم الأربعاء على شقة في وسط ضاحية “سين سان دوني”، حيث كانت تتحصن مجموعة من الأشخاص المسلحين لهم علاقة بمنفذي اعتداءات 13 نوفمبر الأخيرة.

وحسب مصادر الشرطة الفرنسية، فإن الهجوم أسفر عن مقتل شخصين أحدهما امرأة فجرت نفسها بواسطة حزام ناسف، في حين قُتل شخص آخر لم تتضح هويته بعد أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن. وأسفرت العملية أيضاً عن اعتقال سبعة أشخاص، ثلاثة من داخل الشقة المحاصرة والبقية من شقق مجاورة في ذات البناية. وأصيب عدد غير محدد من رجال الأمن في أثناء تبادل إطلاق النار.

وأكد مدعي عام باريس اعتقال سبعة أشخاص في مجموع العمليات التي قادتها المصالح الأمنية الفرنسية اليوم، من بينهم اثنان كانا في الشقة المستهدفة.

وكانت الشرطة قامت في الساعات الأولى من الفجر بإخلاء سكان البنايات المجاورة ودعت سكان وسط “سان دوني” إلى عدم الخروج من بيوتهم، في حين تم إغلاق عدد من المدارس ووقف حركة السير في محيط مكان العملية.

وحسب مصادر في وزارة الداخلية، فإن هذا الهجوم على الشقة في “سان دوني” استهدف العقل المدبر لاعتداءات 13 نوفمبر البلجيكي من أصول مغربية عبد الحميد أبا عود. وحتى الآن لم يتم التأكد من حقيقة وجوده في الشقة، وإن كان هو الشخص الذي أردته قوات الأمن قتيلاً خلال تبادل إطلاق النار أو احتمال وجوده من بين المعتقلين الثلاثة الذين تمكنت قوات الأمن من اعتقالهم أحياء داخل الشقة.

ووصل وزير الداخلية برنار كازنوف إلى مسرح الهجوم في “سان دوني” بعد عودته من اجتماع عاجل في ساعات الصباح الأولى في قصر الإليزيه مع الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس. وأكد مدعي الجمهورية المكلف بالتحقيقات في اعتداءات باريس فرانسوا مولانس من عين المكان بـ”سان دوني” حيث كان يرافق كازنوف “لقد قتل شخصان داخل الشقة من بينهما امرأة فجرت نفسها بحزام ناسف وتم اعتقال سبعة أشخاص. وسنعمل كل ما في جهدنا للتحقق من هويات كل هؤلاء الأشخاص”.

وحسب مصادر الداخلية الفرنسية، فإن عملية “سان دوني” جاءت ثمرة لعمل المحققين في اعتداءات 13 نوفمبر الذين عثروا على هاتف نقال في إحدى صناديق القمامة قرب مسرح “باتكلان” رماه منفذو مجزرة المسرح قبيل تنفيذ اعتداءهم. وبعد تحليل الرسائل النصية التي بُعثت عبر هذا الهاتف اهتدى المحققون إلى شقة “سان دوني” التي توصل أحد ساكنيها برسالة تقول “لقد بدأنا العمل” عند الساعة التاسعة وأربع وعشرين دقيقة ليل الجمعة الماضي، أي لحظات قبل أن يقتحم المسلحون الثلاثة مسرح “باتكلان”.

يُذكر أن ضاحية “سان دوني” كانت مسرحاً لثلاث عمليات تفجير انتحارية ليل الجمعة الماضي قرب ملعب “ستاد دوفرانس” خلال المباراة التي كانت تجري بين المنتخبين الفرنسي والألماني بالتزامن مع الهجمات التي استهدفت مقاهي ومطاعم ومسرح “باتكلان” في قلب باريس.

 

قصف بصواريخ “كروز” غربي حلب وغارات روسية في إدلب

أحمد حمزة

تعرّض ريف حلب الغربي، صباح اليوم الأربعاء، لقصفٍ بصواريخ “كروز” الروسية، فيما شنت المقاتلات الحربية الروسية غارات بريفي حلب وإدلب.

 

وقال الناشط الإعلامي عبد الرزاق مصطفى إن “رشقة من صواريخ كروز استهدفت صباح اليوم، محيط بلدة أورم بريف حلب الغربي” مضيفاً في حديثٍ لـ”العربي الجديد” أن “الطيران الحربي الروسي يحلق منذ الصباح في أجواء الريفين الغربي والجنوبي لحلب” والذي يشهد مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات التابعة لها من جهة، مع فصائل المعارضة السورية من جهة أخرى منذ أسابيع”.

 

وغير بعيد عن تلك الجبهات، شنت المقاتلات الروسية، غارات استهدفت بحسب ناشطين “وسط مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي وأودت بإصابات بين المدنيين”، في حين قالت شبكة “سوريا مباشر” إن قصفاً مماثلاً استهدف مناطق “معرة مصرين وبلدة رام حمدان بريف إدلب، التي تشملها الهدنة المبرمة بين جيش الفتح والمليشيات الإيرانية قبل أشهر”.

 

“مراسلون بلا حدود” تمنح صحافية سورية جائزة “صحافية العام”

باريس ــ العربي الجديد

منحت منظمة “مراسلون بلا حدود” أمس الثلاثاء في ستراسبورغ، الصحافية السورية زينه ارحيم (30 عاما) التي تعمل في مدينة حلب، جائزتها لعام 2015.

ونقلت “فرانس برس” عن المنظمين قولهم إنّ الصحافية السورية التي تعتبر بلادها من أخطر الدول في العالم بالنسبة للصحافيين، اختيرت على أساس “سلوكها وعزمها وشجاعتها” وقدرتها على “التركيز على البعد الإنساني في الحرب”.

وسلمت الجائزة إلى عمها خلال احتفال أقيم على هامش “المنتدى العالمي للديمقراطية” بحضور الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربجورن جاغلاند. ومنذ عامين، دربت زينه ارحيم مئات الاشخاص ثلثهم من النساء على الإعلام المرئي والإعلام المكتوب، وساهمت في ظهور صحف ومجلات جديدة في سورية.

 

وكانت ارحيم قد حصلت على جائزة “ماكلير بيتر” لحرية الصحافة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

ومنحت “مراسلون بلا حدود” جائزة “إعلام العام” إلى الصحيفة التركية المعارضة “جمهوريت” التي “تدفع ثمن حرفيتها المستقلة وشجاعتها”، بحسب المنظمة.

كما منحت جمعية “مراسلون بلا حدود” جائزة “صحافي-مواطن العام” لمجموعة مدونين إثيوبيين يعارضون النظام في أديس ابابا.

 

روسيا تستثمر هجمات باريس.. في مجلس الأمن

تواصل موسكو استثمار هجمات باريس من خلال القيام بتحركات عديدة، تحاول من خلالها تحقيق حلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل جبهة دولية لمحاربة الإرهاب، بعدما واجه هذا الطرح تجاهلاً واسعاً من قبل زعماء الدول الكبرى الذين طرح عليهم المقترح.

 

المحاولة الروسية الجديدة تأتي هذه المرة من بوابة مجلس الأمن الدولي، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نرحب بإدراك جميع شركائنا المتزايد لضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي للجم التهديدات الإرهابية الدولية، هذا بكل حق يشكل المهمة المحورية التي تتطلب أولية من الجميع، والأهم من ذلك، تحركاً بمعزل عن أي شروط مسبقة”.

 

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي “إلى التوافق على المشروع الروسي المقدم في 30 سبتمبر/أيلول حول تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب على أساس معايير ومبادئء القانون الدولي، وبنود ميثاق الأمم المتحدة”. وأشار البيان إلى أن تحركات موسكو ضد الإرهاب بعد تفجير الطائرة “A321” سيكون وفقاً لحق الدول في الدفاع عن نفسها، الموثق في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

 

وقال البيان “من جانبنا ننظر إلى الهجوم البربري على مواطنينا أنه يأتي في سياق سلسلة هجمات دموية نفذت في الفترة الأخيرة في باريس وبيروت والعراق وأنقرة ومصر”، ولفت إلى أن روسيا في هذا الوضع ستتصرف بما يتسق مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وذكر البيان أنه “بناء على توجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نخطر بهذا جميع الشركاء الدوليين ببدء الأجهزة المختصة الروسية البحث عن المجرمين”. وأضاف “ولهذا نحن نتوجه إلى جميع الدول والمؤسسات والأشخاص، وجميع الأصدقاء والشركاء بطلب المساعدة في هذه المهمة لينال المجرمون جزاءهم”.

 

من جهة ثانية، دعا مجلس الدوما الروسي دول أوروبا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط وجميع المناطق الأخرى في العالم، إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بشكل فوري.

 

وجاء في بيان صوت عليه النواب الروس، الثلاثاء، بالإجماع “إن الأحداث المأسوية التي مرت بها روسيا ولبنان وفرنسا مؤخراً، تؤكد صحة الموقف الروسي الذي مفاده أن زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط من قبل الأطراف الساعية إلى الهيمنة العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، ستؤدي إلى اتساع الأراضي التي تعمها الفوضى والكوارث الإنسانية”.

 

وأكد البيان أن “فرنسا والدول الأوروبية الأخرى تدفع حالياً ثمن السياسة الأنانية وقصيرة النظر لواشنطن. الوقت حان منذ زمن طويل لترك دول العالم المسؤولة الخلافات التكتيكية واتخاذ النهج المؤدي إلى تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب، على غرار التحالف المناهض لهتلر الذي كان مثالاً حقيقيا لتوحيد عديد من الدول والشعوب من أجل محاربة العدو المشترك”.

 

سوريا: بوتين يأمر قواته باستقبال”شارل ديغول”..والأسد يعرض مساعدة فرنسا!

واصلت فرنسا قصفها لمعاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة، لليوم الثالث على التوالي، بعد الهجمات الدامية التي شنها التنظيم في باريس قبل أيام. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ليلة الثلاثاء-الأربعاء أن 10 مقاتلات فرنسية قامت بقصف مواقع تابعة لتنظيم الدولة في مدينة الرقة في سوريا. وأكد أن فرنسا سيكون لديها الفرصة لقصف مواقع التنظيم بمشاركة 36 مقاتلة، بمجرد وصول حاملة الطائرات “شارل ديغول” إلى المنطقة.

 

من جهة ثانية، كشفت موسكو عن لقاء سيجري الخميس 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في روسيا، بغرض التنسيق في مكافحة الإرهاب. وقال المكتب الصحافي في الكرملين إن “بوتين وهولاند اتفقا خلال اتصال هاتفي على التنسيق العسكري والاستخباراتي في سياق العمليات، التي تنفذها روسيا وفرنسا في سوريا ضد المنظمات الإرهابية”. وأشار الكرملين إلى أنه في ضوء هذا التنسيق، وجه الرئيس الروسي أمراً لطاقم الطراد الروسي “موسكو” الموجود قبالة سواحل سوريا بإقامة اتصالات مع حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”، المنتظر وصولها إلى المنطقة يوم الخميس المقبل.

 

التحركات الفرنسية لن تقتصر على زيارة لروسيا، إذ كشف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، إن هولاند سيقوم بزيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باركا أوباما. وقال “إننا سنعمل على حشد المجتمع الدولي، وفي هذا السياق سيقوم الرئيس هولاند الأسبوع المقبل بزيارة إلى واشنطن وموسكو للقاء باراك أوباما وفلاديمير بوتين”.

 

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض إرنست جوشوا أن الرئيس الاميركي باراك أوباما سيستقبل نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في البيت الأبيض يوم الثلاثاء 24 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال جوشوا إن أوباما وهولاند سيلتقيان لبحث تنسيق الجهود والتعاون داخل الائتلاف الدولي ضد تنظيم “داعش”.

 

في المقابل، عرض الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مقابلة مقابلة صحافية أجراها مع مجلة فرنسية أنه مستعد للتبادل في نطاق المعلومات الاستخباراتية مع فرنسا، شرط أن توافق الأخيرة على تغيير سياساتها بشأن سوريا. وقال “إذا كانت الحكومة الفرنسية غير جدية في محاربة الإرهاب، فنحن لن نضيع الوقت مع دولة نظام حكمها أو مؤسساتها تدعم الإرهاب”. وأضاف “إننا نادينا مراراً وتكراراً بضرورة تشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب”. وأشار الأسد إلى أن “الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يريده السوريون هو من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الضغوط الخارجية”.

 

هل تُفتح أبواب باريس الخلفية للاستخبارات الأميركية؟

أعادت هجمات باريس التي تبناها تنظيم “داعش” نهاية الأسبوع الماضي، الجدل حول الحرية الشخصية عبر الإنترنت، حيث تسعى أجهزة المخابرات الأميركية لاستغلال الهجمات من أجل الضغط لتشريع “حقها” في الوصول للرسائل المشفرة عبر الإنترنت.

 

وحسب وكالة “رويترز”، فإن وكالات المخابرات الأميركية تسعى منذ فترة طويلة من أجل استخدام “الأبواب الخلفية”، وهي التقنية التي تمكنها من مراقبة رسائل البريد الإلكتروني المشفرة وتطبيقات المحادثات والمكالمات الهاتفية، لكن المدافعين عن الخصوصية وشركات التكنولوجيا تعارض بشدة استخدام هذه التقنية، ونجحت حتى اللحظة في التصدي لكل الجهود التشريعية للحصول عليها.

 

وقال مسؤول أمن أميركي في تصريحات صحافية، أنه لا دليل حتى الآن على أن مهاجمي باريس استخدموا طريقة معينة للتواصل، أو إن كانت أي تكنولوجيا مستخدمة مشفرة بطريقة معينة، فيما اعتبرت السناتور دايان فاينستاين كبيرة الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ أنه: “ينبغي على وادي السيليكون أن ينظر إلى منتجاته، لأنه إذا ابتكرت منتجاً يتيح للوحوش الشريرة أن تتواصل بهذه الطريقة لذبح الأطفال وضرب المدنيين، سواء كان ذلك في مباراة في استاد أو في مطعم صغير في باريس أو إسقاط طائرة، فهذه مشكلة كبيرة.”

 

ومن المعروف أن النقاشات بشأن التشفير صيغت من قبل إدوارد سنودن المتعاقد السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي وحلفائه من مؤيدي الخصوصية، لكن ما حدث في باريس “قد يكتب فصلاً جديداً” حول القضية.

 

هل تنجح روسيا باستمالة فصائل كردية سورية؟  

كمال شيخو-الحدود السورية التركية

 

كشف الرئيس الروسي فلاديمر بوتين على هامش قمة العشرين -التي اختتمت قبل يومين في مدينة أنطاليا التركية- عن أن بلاده فتحت ما وصفها بقنوات اتصال مباشرة مع الفصائل السورية المعارضة المسلحة، التي تخوض قتالاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال -في تصريحات صحفية حينها- إن المعارضة السورية في ميدان القتال طلبت من موسكو تنفيذ غارات جوية، ولم يكشف حينها بوتين أي تفاصيل عن هذه الفصائل ولكن صدرت عدة تصريحات من فصائل سورية وكتائب تابعة للجيش السوري الحر تنفي أي اتصال مع روسيا.

 

وتشن روسيا غارات جوية على مناطق مختلفة في سوريا منذ نحو شهرين، وتدعي أن عملياتها العسكرية تستهدف مواقع تابعة لتنظيم الدولة، إلا أن قوى سورية معارضة ودولاً عربية وغربية أكدوا أن الغارات استهدفت مواقع تابعة للمعارضة السورية المعتدلة، وأوقعت عدداً من الضحايا المدنيين.

 

تنسيق مع التحالف

وبخصوص الكشف الروسي قال المتحدث الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال سلو “لسنا المقصودين بهذا الكلام، لأننا ننسق فقط مع قوات التحالف الدولي”، وأكد سلو للجزيرة نت أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقدم لقواته الغطاء الجوي والسلاح والذخيرة.

 

وألقت واشنطن دفعة جديدة من الذخيرة لمقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الفائت، وهذه هي المرة الثانية التي تتخذ فيها الولايات المتحدة خطوة لتسليح هذا التحالف الذين يضم جماعات كردية وآشورية ومن العشائر العربية وقوامه نحو خمسة آلاف مقاتل، ويعمل لاستعادة أراض سيطر عليها تنظيم الدولة.

 

ورغم نفيه التنسيق مع روسيا لم يخف العقيد سلو تأييد التدخل الروسي “إذا كان لمكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية وأخواتها مثلما يقولون”، وأشار إلى أن قواته لا تمانع بالتنسيق مع روسيا وتشكيل غرفة عمليات مشتركة “في حال طلب منا التحالف الدولي التنسيق” معها.

وتدور معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم الدولة من جهة ثانية في جنوب مدينة الحسكة والتي تقع في شمالي شرقي سوريا.

 

وأوضح سلو أن قواته استعادت مناطق عديدة بدعم وغطاء جوي من طيران التحالف الدولي تقدر مساحتها بنحو 1400 كيلومتر مربع، وتضم ناحية الهول وحوالي مئتي قرية وعشرات المزارع.

 

عدو مشترك

من جانبه اعتبر المسؤول العسكري الكردي في وحدات حماية الشعب حسين كوجر، أن جميع القوى -روسيا والتحالف الدولي وقواته- تهدف لقتال تنظيم الدولة وبالتالي فجميع “هذه القوى لديها عدو مشترك وهدف واحد”.

 

وأكد -في حديث للجزيرة نت- أن الموقف الإيجابي من التدخل الروسي “ليس على حساب تحالفنا مع قوات التحالف الدولية والولايات المتحدة”، وشدد على تنسيق العمليات العسكرية مباشرة مع التحالف الدولي وتزويده بحيثيات المعارك.

 

وأشار القائد الميداني إلى أن وحدات الحماية تحارب “التنظيمات المتطرفة منذ أربع سنوات”، مبينا أن “كل من يحارب هذه التنظيمات سيما تنظيم الدولة لدينا التقاء مصالح معهم”.

 

وربط الاستعداد للتعاون مع روسيا وأميركا “في حال احترمت روسيا وأميركا الإرادة الكردية والإدارة الذاتية وتضحيات وحدات الحماية”.

 

في المقابل يرى الكاتب الكردي هوشنك أوسي أن أي تقارب مع روسيا، سيكون على حساب العلاقة مع واشنطن، وقال -في حديث للجزيرة نت- إنه “لا يمكن لحزب الاتحاد الديمقراطي والقوات الكردية، إرضاء طرفين بينهما صراع نفوذ ومصالح بمنطقة الشرق الأوسط والعالم”.

 

وأتهم أوسي حزب العمال الكردستاني بالسعي للتقرب من موسكو للضغط على تركيا عبر التلويح بوجود حليف جديد للحزب، وأوضح “حزب الاتحاد الديمقراطي أو ما يعرف اختصارا بـ(بي واي دي) هو مجرّد واجهة أو أداة تنفيذيّة بيد العمال الكردستاني”.

 

واعتبر أوسي أن النظام الذي يحكم روسيا يتعاطى مع الأزمة السوريّة بمنطق المافيا، وتساءل مستغرباً “هل يمكن الحديث عن ضمان في أيّة علاقة مع المافيا؟”.

 

لماذا حاول تنظيم الدولة ضرب إسطنبول؟  

خليل مبروك-إسطنبول

 

أخفق تنظيم الدولة الإسلامية بإخراج العملية التي كان يخطط لتنفيذها في مدينة إسطنبول التركية إلى حيز التنفيذ بالتزامن مع هجمات باريس يوم الجمعة الماضي، لكن تساؤلات أثيرت عن دوافع استهداف كبرى المدن التركية ودلالات توقيته.

وأعلنت مصادر أمنية تركية الأحد عن اعتقال البريطاني أيني ليزلي ديفيز مع خمسة آخرين عقب مداهمة منزل كانوا يقيمون به في مدينة إسطنبول، قبل أن ينجح في تنفيذ الهجوم، موضحة أن ديفيز هو مسؤول السجناء الأجانب في معسكرات التنظيم في سوريا.

 

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر أمنية، أن ديفيز دخل البلاد بطريقة غير شرعية، وأنه يتم التحقق من احتمال أن يكون مساعدا لمحمد إموازي الملقب بـ”الجهادي جون”، القيادي بتنظيم الدولة الذي يحمل الجنسية البريطانية وهو من أصول كويتية.

 

ويعتقد مراقبون أتراك أن استهداف تنظيم الدولة تركيا في هذا التوقيت كان يهدف إلى إفشال استضافتها قمة زعماء مجموعة الدول العشرين، ولتشويه صورة قوى الثورة السورية قبل انطلاق لقاء فيينا، ولتعكير صفو فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية.

 

وعزز الأمن التركي من إجراءاته في مختلف محافظات البلاد بالتزامن مع انطلاق قمة زعماء مجموعة العشرين التي بدأت الأحد الماضي، واستمرت يومين في مدينة أنطاليا التركية، لكن التعزيزات بلغت ذروتها عقب وقوع هجوم باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

 

تنفيذ الاعتداءات

وقال الكاتب والإعلامي التركي أحمد فارول للجزيرة نت إن تخطيط تنظيم الدولة لتنفيذ اعتداءات بمدينة إسطنبول قبيل انعقاد القمة كان يرمي إلى إظهار تركيا كدولة ضعيفة معرضة لاعتداءات كبرى، الأمر الذي سيضر بسمعتها.

 

وأوضح فارول أن الانفجارات لو وقعت لاستحال انعقاد القمة بزمانها ومكانها المحددين، مضيفا أنه لو وقع الهجوم لتم تأجيل انعقاد القمة أو ترحيل استضافتها لدولة أخرى، وفي الحالتين فإن مصالح تركيا ستتعرض لضرر بالغ.

 

كما أشار إلى أن من بين أهداف الهجمات الأخيرة المساهمة في تشويه صورة قوى الثورة السورية التي يزعم تنظيم الدولة أنه واحد منها، رغم أنه يقاتل الدول المناصرة للثورة ويتجنب مهاجمة نظام الأسد.

وكانت وسائل الإعلام التركية قد ركزت خلال الأيام الماضية على أثر هجمات باريس على قمة زعماء مجموعة العشرين، مؤكدة أن الهجمات حرفت أجندة القمة عن مسارها الاقتصادي لصالح مناقشة قضايا الإرهاب.

 

وقال الكاتب والباحث التركي أفق أولتاش في مقال نشرته صحيفة صباح أن أحداث باريس لا يمكن أن تنفصل عن ما سبقها من تفجيرات وقعت في أنقرة وسوروج وبيروت، مؤكدا أن اجتماع العشرين كان فرصة جيدة لتركيا لمناقشة موضوع مكافحة الإرهاب بشكل مستفيض.

 

تخطيط التنظيم

أما الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى أوزغان، فاعتبر تخطيط تنظيم الدولة لاستهداف تركيا جزءا من بنية التنظيم العقدية، مشيرا إلى أن “الأيديولوجيا المتشددة” التي يتبناها التنظيم تخشى النموذج الإسلامي المعتدل أكثر من غيره.

 

وأضاف أوزغان -في حديثه للجزيرة نت- أن نجاح النموذج الذي تقدمه تركيا يمثل إخفاقا للفكر الذي يتبناه تنظيم الدولة، معتبرا أن هذا يعد أحد دوافع العداء الذي يكنه التنظيم لتركيا.

 

ولم يستبعد أوزغان نتائج الانتخابات البرلمانية التركية من حسابات التنظيم وتخطيطه، قائلا إن تنظيم الدولة هو واحد من القوى التي يزعجها عودة تركيا للاستقرار، وهو بالتالي سيسعى للتشويش على هذا الفوز في غمرة احتفالات أنصار العدالة والتنمية.

 

وشهدت الأشهر الماضية سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل المئات من رجال الأمن والمواطنين كان أبرزها التفجير الانتحاري المزدوج في العاصمة أنقرة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أوقع 128 قتيلا وأكثر من خمسمئة جريح، ونسبت المسؤولية عنه إلى حزب العمال الكردستاني.

 

لكن المواجهة مع تنظيم الدولة عادت للواجهة عقب إصابة أربعة من عناصر الأمن التركي في انفجار وقع أثناء مداهمتهم لمنزل يؤوي خلية للتنظيم بولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد يوم الأحد الماضي.

 

لافروف: اشتراط رحيل الأسد غير مقبول  

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن على القوى العالمية أن توحد جهودها ضد تنظيم الدولة بدون فرض أية شروط مسبقة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال لافروف “من غير المقبول بعد الآن فرض أي شروط مسبقة على توحيد القوى في حملة مكافحة الإرهاب”.

 

وبعد مجزرة باريس -التي راح ضحيتها 129 قتيلا الجمعة الماضية- دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى تحالف واسع لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وسيبحث اقتراحه مع كل من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل.

 

وأعرب لافروف عن الأمل في أن تحذو القوى الغربية الأخرى حذوها، وتبدي انفتاحا أكثر على التعاون مع موسكو في سوريا.

 

وأضاف لافروف أنه من أجل المساعدة في “حشد تحالف دولي حقيقي، ينبغي على مجلس الأمن الدولي وضع أساس قانوني حازم من شأنه أن يمكن القوى العالمية من محاربة التنظيم المتطرف معا”.

 

كما نفى التوصل إلى اتفاق بشأن مصير الرئيس السوري في آخر جولة من المحادثات في فيينا الأسبوع الماضي.

خارطة طريق

وحول محادثات فيينا، قال أحمد بن حلي -نائب الأمين العام للجامعة العربية- إن المحادثات وضعت ما يشبه “خارطة طريق” للحل في سوريا.

 

وأوضح بن حلي أن الخارطة تتضمن عددا من العناصر منها توحيد المعارضة والدخول في مفاوضات بين النظام والمعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتقالية، ثم بعد ذلك إعداد دستور وإجراء انتخابات برلمانية.

 

وتابع أن “تلك الخارطة ربما ملامحها لم تظهر بعد، لكن من المهم أن يتم تنفيذ كل محطة من المحطات، التي رسمتها للوصول إلى حل وإنهاء لهذه الأزمة”.

 

وكان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أعلن -في تصريحات سابقة عقب اجتماع فيينا- استعداد الجامعة للمشاركة في الاجتماعات المقبلة من أجل توحيد موقف المعارضة، “خاصة وأن الجامعة ساهمت من قبل في مثل هذه الاجتماعات، وأعدت وثائق في هذا الشأن”.

 

جواز سفر “السوري” المشارك بهجمات#باريس يحمله 8 لاجئين

أحدهم “انتحاري الملعب” يوم الاعتداءات، والثاني اعتقلته صربيا، والبقية دخلوا أوروبا كلاجئين

لندن – كمال قبيسي

جواز سفر سوري وجدوه قرب جثة مشارك بهجمات باريس، بعد تفجير حزامه الناسف بنفسه قرب ملعب لكرة القدم، وقتل معه 3 فرنسيين بانتحاره الإرهابي، يحمله أيضا 7 آخرين دخلوا أوروبا مثله كلاجئين، وليس معروفا أيهم الحقيقي، فاسم كل منهم بالجواز أحمد المحمد، ولد في 10 سبتمبر 1990 بمدينة إدلب، عاصمة المحافظة بالاسم نفسه في الشمال السوري، وأبوه اسمه وليد، وأمه نادرة، فيما رقم الإصدار وتاريخه واحد، أي نسخة مطابقة عما يعود لسوري حقيقي، لا أحد يدري من كان وأين هو الآن.

إلا أن هناك إشارة مهمة وردت عن اعتقاد محققين فرنسيين، بأن كل الأرقام والبيانات المدونة في جواز ناسف الحزام بنفسه، باستثناء الصورة “تعود ربما إلى جندي سوري قتل قبل أشهر هذا العام” وفق ما بثته وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء، لذلك فالمرجح أن بيانات الجندي القتيل تم استخدامها في تركيا لتزوير جوازات سفر وبيعها لأي راغب بانتحال شخصية لاجئ سوري، تمكنه من العيش في أوروبا، أو دخولها بنوايا “داعشية” الطراز.

وكانت “العربية.نت” نشرت تحقيقا موسعا، معززا بصور قبل يومين، عن ناسف نفسه بحزامه قرب الملعب، ملخصه أنه جاء من سوريا إلى تركيا، وغادرها في 3 أكتوبر الماضي بمركب مكتظ بطالبي لجوء سوريين، أنقذتهم السلطات اليونانية من الغرق ونقلتهم إلى جزيرة Leros ثم الى مدينة “بريسيفو” عند الحدود مع مقدونيا، حيث طلبوا فيها اللجوء، فأخذوا بصماتهم ودققوا بوثائقهم الشخصية “من دون التحقق فيما لو كانت مزورة أم لا” وفق ما نقلت صحيفة Protothema اليونانية عن مسؤول بالشرطة.

وأول الغيث باكتشاف الجوازات الثمانية، جاء الاثنين الماضي من صربيا التي أعلنت سلطاتها أنها قبضت على لاجئ وصل إلى البلاد حاملا جواز سفر، فيه أرقام وبيانات وأسماء مطابقة تماما لما في الجواز الذي وجدوه قرب جثة “انتحاري الملعب” ولكن بصورة لصاحبه مختلفة، وفق ما قرأت “العربية.نت” مما نقلت مجلة “لو بوان” الفرنسية عن صحيفة Blic الصربية، المتضمن خبرها معلومة خطيرة بعد الذي روّع باريس والعالم مساء 13 نوفمبر الجاري.

ذكرت، نقلا عن مسؤولين في صربيا، أن 6 لاجئين آخرين دخلوا أوروبا هذا العام “حاملين جواز السفر نفسه” إضافة الى “انتحاري الملعب” والذي اعتقلته صربيا السبت الماضي، وكل منهما اشترى جوازه على حدة كما يبدو، من “وكر” في تركيا يمتهن تزوير الجوازات وبيعها لمن يدفع، وسط ضعف القدرة على تمييز الأصيل من المزور في اليونان بشكل خاص، فقبل يومين ذكرت وكالة Frontex المراقبة للحدود الأوروبية هناك، أنها لا تملك أجهزة قادرة على كشف التزوير، ولا بقية الإمكانيات أيضا.

كما يوجد مزورون في كردستان بشمال العراق وعلى الحدود مع إيران، والدليل من هناك جاء به محرر في صحيفة “الغارديان” البريطانية، وفيها قرأت “العربية.نت” الثلاثاء، أن أحدهم في مدينة “دهوك” بالإقليم الكردستاني الحامل الاسم نفسه، أخبره أن بإمكانه الحصول بأقل من 500 دولار على جواز سفر يوفره له في 4 أيام مسؤول بسفارة سورية، من دون إيضاح أي سفارة. كما عرض عليه مزورون آخرون بمدينة السليمانية، على الحدود العراقية مع إيران، تسليمه جواز سفر سوريا مزورا، لقاء المبلغ نفسه، مع هوية وشهادة ميلاد بأقل من 10 أيام.

أما الدليل على التزوير في تركيا، فجاء به من هناك صحافي بريطاني اسمه Nick Fagge ذكر أنه دفع 2000 دولار عمدا منه، واشترى جواز سفر سوريا مزورا مع هوية وشهادة ميلاد سوريتين مزورتين أيضا، قائلا في ما نشره بموقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، معززا بصورته مع الجواز المزور، وتنشرها “العربية.نت” الآن عن الموقع الذي يعمل فيه، إن ما اشتراه قد يحصل عليه أيضا “دواعش” يعبرون الى تركيا منتحلين شخصيات لاجئين.

من تركيا يعبر المنتحلون الى حيث ترحب بهم أوروبا وتسرع الى نجدتهم مما هجّرهم النظام منه وشردهم، وتفتح لهم حدودها للعيش والعمل في مدنها، لكن ليس كل من تبدو أسنانه من ابتسامة الفرح بالترحيب هو لاجئ حقيقي، بل قادم للترهيب “الداعشي” والترويع، ومنهم “انتحاري الملعب” المجهولة هويته للآن، فقد غادر تركيا بالمركب الى اليونان، ثم عبر الى صربيا، ومنها الى كرواتيا، وتلاها بالنمسا، ومنها الى حيث كشف عن وجهه الحقيقي حين فجر نفسه بالفرنسيين مساء يوم الجمعة الماضي.

 

#جبهة_النصرة تعلن إسقاط طائرتي استطلاع روسيتين في إدلب

المرصد السوري: تم إسقاط الطائرتين أثناء تحليقهما فوق مطار أبو الظهور العسكري

بيروت – فرانس برس

أعلنت “جبهة النصرة” إسقاط طائرتي استطلاع روسيتين في مطار عسكري تحت سيطرتها في شمال غرب سوريا، وفق تغريدات على موقع “تويتر”.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إسقاط الجبهة طائرتي استطلاع في ريف محافظة إدلب من دون أن يتمكن من تحديد إن كانت روسية أم لا.

وأعلن “مراسل البادية” في شبكة “المنارة البيضاء” الإعلامية التابعة للجبهة مساء أمس في تغريدة على “تويتر”: “إسقاط طائرتي استطلاع روسية على مطار أبو الظهور العسكري”.

 

مفوض أوروبي: مرتكبو هجمات باريس ليسوا طالبي لجوء، ولا نقاش حول شنغن

بروكسل (18 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شدد المفوض الأوروبي المكلف شؤون الداخلية واللجوء ديمتريس أفراموبولوس، على ضرورة عدم الخلط بين طالبي اللجوء والإرهابيين.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم في بروكسل لعرض مقترحات المفوضية الأوروبية للتعامل مع تحديات تدعيم الأمن في الاتحاد الأوروبي، حيث شدد على أن “مرتكبي الجريمة في باريس ليسوا من طالبي اللجوء، بل هم من أولادنا الذين إنقلبوا ضدنا”، حسب تعبيره.

 

ويشير المفوض الأوروبي بهذا الكلام إلى أشخاص من حملة الجنسيات الأوروبية، و الذين تورطوا في العديد من الهجمات الإرهابية أو تلك التي تم إحباطها في مختلف أنحاء أوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

وأكد على أن هجمات باريس لن تؤثر على سياسة الهجرة التي تنتهجها المفوضية حالياً. وأوضح أن المفوضية بدأت بالفعل العمل على عدة مسارات، من أهمها تشديد التشريعات المتعلقة بحيازة وتجارة الأسلحة النارية ومكوناتها.

 

وهدف المفوضية، في هذا المجال، تحسين الترسانة القانونية المتوفرة لدى الدول الأعضاء حول هذا الموضوع، وكذلك التعاون مع الدول المجاورة مثل الشرق الأوسط والبلقان.

 

وتعمل المفوضية، بحسب كلام أفراموبولوس، على تسريع العمل بشأن إقرار سجل لحفظ معطيات المسافرين في المطارات الأوروبية، وهو الموضوع الذي لا زال يثير الخلاف والجدل بين مختلف المؤسسات والدول، إلا أنه ذكر أن “هذا السجل لن يطبق على المسافرين بالقطارات أو السفن”، وفق تعبيره.

 

كما تطرق المفوض إلى مسألة تشكيل حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبي، معتبر أن مثل هذا التحرك سيساعد على حماية حدود الدول الأعضاء الخارجية.

 

ويترافق هذا الحديث مع تصميم واضح من قبل المفوضية الأوروبية على عدم المساس بنظام شنغن، الذي ينظم حركة الأفراد والبضائع والخدمات داخل أوروبا، ويتضمن كذلك آليات لضبط الحدود الخارجية لدول الاتحاد.

 

وفي هذا الشأن، يقول افراموبولوس “لا يمكن الشك بنجاعة نظام شنغن، ما يجب عمله هو تأمين

 

تحركات سعودية “جدّية” لجمع أطراف المعارضة السورية وتشكيل وفد مفاوض موحّد

روما (18 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بدأت المملكة العربية السعودية سلسلة من الاتصالات مع قياديين في تيارات المعارضة السورية المختلفة بهدف التحضير لعقد مؤتمر لتوحيد برامج المعارضة السورية والاتفاق فيما بينها على اختيار وفد تفاوضي موحّد يمثّل المعارضة السورية في أي مفاوضات مرتقبة مع النظام السوري

 

وقالت مصادر من المعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن السعودية جادة في عقد هذا المؤتمر التوحيدي لتقريب وجهات نظر المعارضة السورية ودفعها للتوافق على برنامج وخطة عمل موحّدة، ومن ثم تشكيل وفد من نحو 30 معارضاً يتولى التفاوض مع نظام الأسد مطلع العام المقبل وفق ما دعا إليه مؤتمر فيينا الثالث الذي عُقد مطلع الأسبوع الجاري

 

ووفق المصادر فإن السعودية جادة في الوصول لهذا الهدف، وقالت إنها “تتواصل مع كل أطراف المعارضة السورية بما فيها تلك التي لم تكن لديها معها علاقات سابقة، وهي منفتحة بشكل غير مسبوق على الجميع، ويبدو أنها جادة في مسعاها، وتتم مشاورات لعقد المؤتمر في النصف الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل في الرياض

 

وأضافت “نقلاً عن مصادر سعودية هناك تواصل مع ائتلاف قوى الثورة والمعارضة وفصائل من المعارضة المسلحة ولجنة مؤتمر القاهرة وسيكون هناك تواصل مع أحزاب معارضة أخرى مختلفة كحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهيئة التنسيق وتيارات معارضة أصغر”، حسب قولها

 

وتسعى السعودية حسب مصادر إعلامية لجمع كل فئات وتنظيمات المعارضة السورية العسكرية والسياسية في الداخل والخارج، على أن “يكون الوفد المُختار مختلطاً، وأن يكون المشاركون فيه من المختصين القادرين على إدارة المفاوضات”، على حد تعبيرها

 

بلجيكا: بحث عن شخص متورط بصنع الأحزمة الناسفة لهجمات باريس

بروكسل (18 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تداولت تقارير إعلامية محلية معلومات مفادها أن الشرطة البلجيكية تبحث حالياً عن شخص يُشتبه بأنه صنع الأحزمة الناسفة التي إستخدمها الإرهابيون في هجمات باريس مساء الجمعة الماضي

 

وأشارت التقارير إلى أن الأمر يتعلق بشخص فرنسي يقيم في بلجيكا، مضيفة أن الشرطة الفرنسية أرسلت مذكرة بحث لنظيرتها البلجيكية تتضمن وصفاً لهذا الرجل، “شخص خطير جداً وعلى دراية كبيرة بطريقة صنع المتفجرات والأحزمة الناسفة”، حسب قولها

 

ونقلت التقارير عن المحققين البلجيكيين قولهم إن الشخص المذكور كان على صلة بالمدعو صلاح عبد السلام، أحد المتورطين في الهجمات ولا يزال في حالة فرار، مؤكدة أن الرجلين كان على تواصل قبل وبعد الهجمات

 

وأكد المحققون على ضرورة العثور عليه بسرعة، حتى قبل المدعو عبد السلام

 

هذا وأثبتت التحقيقات الجارية وجود علاقة لأشخاص بلجيكيين أو فرنسيين أقاموا في بلجيكا بالهجمات، هذا بالإضافة إلى أن بعض الانتحاريين قد أقاموا بالفعل لسنوات في إحدى بلديات العاصمة بروكسل

 

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قد أكد أن القرار بشن الهجمات قد إتخذ في سورية، أما عملية التنظيم فقد تمت في بلجيكا

 

هذا وتثير مسألة تورط أشخاص عاشوا في بلجيكا، في إحدى بلديات العاصمة بروكسل بالتحديد، في هذه العمليات الكثير من اللغط والشكوك حول تراخي السلطات هنا لعدة سنوات في مجال معالجة بؤر الإرهاب والتطرف

 

وكانت الهجمات المنسقة التي وقعت في عدة أماكن ترفيهية في العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة الماضي قد خلفت مئات الجرحى والقتلى من جنسيات مختلفة وأثارت موجة غضب وذعر في الأوساط الأوروبية والدولية

 

لافروف: لا اتفاق بين القوى العالمية على دور الاسد في سوريا

موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء إنه يتعين على الغرب أن يسقط مطالبه بشأن خروج الرئيس السوري بشار الأسد من المشهد السياسي إذا ما أراد بحق تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأشار لافروف إلى أن المحادثات الدولية في فيينا لم تتوصل بعد إلى اتفاق على مصير الأسد مشيرا إلى أنه قد لمس تغيرا في موقف الغرب منذ الهجمات على باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية.

 

وتطالب الولايات المتحدة وغيرها من الدول بأن يتنحى الأسد من السلطة خلال أو في نهاية فترة انتقالية.

 

وقال لافروف “آمل أن يمتد التغير في موقف زملائنا الغربيين -الذي جاء فقط للأسف نتيجة لأعمال إرهاب مروعة- إلى غيرهم من شركائنا الغربيين.”

 

وأضاف “برأيي أنه لم يعد هناك شك الآن في أنه من غير المقبول وضع أي شروط مسبقة من أجل توحيد الجهود في المعركة ضد إرهابيي ما يسمى بالدولة الإسلامية.”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

كاميرون: من الأفضل صدور قرار من الأمم المتحدة بشأن التحرك في سوريا

لندن (رويترز) – قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاربعاء إنه من الأفضل ان يؤيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أي تحرك عسكري لبريطانيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا لكن هذا ليس ضروريا.

 

وتشارك بريطانيا في الضربات الجوية التي تستهدف التنظيم المتشدد في العراق وقال كاميرون انه سيقدم للبرلمان خطة تشمل شن ضربات في سوريا.

 

وقال كاميرون للبرلمان حين سئل عما اذا كان سينتظر صدور قرار من الامم المتحدة حتى يتحرك “روسيا لديها أهداف مختلفة عنا وهددوا مرارا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار بهذا الشكل.”

 

وأضاف “بالقطع من الأفضل دوما في مثل هذه الظروف الحصول على تأييد كامل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لكن علي القول ان الشيء الأهم هو أن يكون أي تحرك نقوم به قانونيا ويساعد أيضا في حماية بلادنا.”

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

الجيش التركي: مقتل متشدد من الدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا

أنقرة (رويترز) – قال الجيش التركي يوم الأربعاء إن متشددا من تنظيم الدولة الإسلامية قتل واعتقل 21 شخصا أثناء محاولتهم عبور الحدود من سوريا إلى تركيا بشكل غير قانوني.

 

ووقع الحادث في إقليم كلس وهو منطقة قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة وتركيا تعتزمان بدء عملية فيها لتأمين الحدود الشمالية لسوريا.

 

وقال الجيش في بيان إن تسعة من المحتجزين أطفال.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

معضلة الوهابية السعودية تحت الأضواء بعد هجوم باريس

من انجوس مكدوال

 

الرياض (رويترز) – يرى كثير من الأجانب وكذلك بعض الليبراليين السعوديين أن النهج الديني الصارم في المملكة هو السبب الأساسي في الخطر الجهادي الدولي الذي ألهب الوضع في الشرق الأوسط منذ سنوات وكانت آخر ضرباته في باريس الأسبوع الماضي.

 

ورغم أن الرياض عمدت إلى تضييق الخناق على الجهاديين في الداخل فزجت بالآلاف في السجون ومنعت المئات من السفر للقتال في الخارج وقطعت خطوط تمويل المتطرفين فقد أثار نهجها الديني معضلة.

 

فهي تهاجم عقيدة المتطرفين الذين يعلنون الجهاد على من يعتبرونهم كفارا أو ملحدين وهي في الوقت نفسه تحالف المؤسسة الدينية التي تدعو لعدم التسامح مع مثل هذه الفئات نفسها وإن لم تكن تدعو للعنف.

 

ويعتبر المذهب الوهابي – وهو المذهب الديني الرسمي في المملكة – أن المذهب الشيعي انحراف عن صحيح الدين ويثني على الجهاد ويحض على كراهية الكفار. ويدير رجال المؤسسة الدينية النظام القضائي في المملكة وميزانية لنشر نفوذهم في الخارج.

 

وقال أحد كبار رجال الدين السعودي لرويترز في العام الماضي “يجب أن يكون المسلمون منصفين لغير المسلمين. ولهم أن يتعاملوا معهم وعليهم ألا يعتدوا عليهم. لكن هذا لا يعني ألا يكرهونهم ويتجنبونهم.”

 

وبالنسبة للحكومة فإن التركيز على هذا التفريق بين قبول الكراهية والتحريض على العنف سمح لها بالاحتفاظ بدعم رجال المذهب الوهابي والمجتمع السعودي المحافظ بشدة وفي الوقت نفسه تنفيذ عملية أمنية كبرى تستهدف المتطرفين.

 

وتجيء المذبحة التي شهدتها باريس يوم الجمعة على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في أعقاب سلسلة من التفجيرات والهجمات بالأسلحة النارية من جانب أنصار الجماعة نفسها في السعودية خلال العام الأخير سقط فيها العشرات وأغلبهم من الأقلية الشيعية في المملكة.

 

وتدافع الحكومة عن سجلها في التصدي للتشدد الإسلامي وتشير إلى اعتقال الآلاف من المشتبه في تطرفهم وكذلك تبادل معلومات الاستخبارات مع الحلفاء ومنع رجال الدين الذين يشيدون بهجمات المتطرفين من ممارسة نشاطهم.

 

وفي مقابلة خلال الصيف رفض اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية فكرة أن الوهابية نفسها تمثل مشكلة وشبه 2144 سعوديا سافروا إلى سوريا بما يقدر بنحو 5500 مسلم أوروبي فعلوا الشيء نفسه.

 

وأضاف أن رجال الدين والدعاة الذين يحثون المسلمين بمن فيهم السعوديون على السفر إلى سوريا والعراق من أجل المشاركة في القتال أو لشن هجمات في مناطق أخرى يعيشون هم أنفسهم في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية لا في المملكة نفسها.

 

* رد فعل المتطرفين

 

وقد ندد مفتي المملكة أرفع رجال الدين في المذهب الوهابي ومجلس كبار العلماء أكبر مؤسسة دينية للمذهب بهجمات باريس وهما يستنكران منذ سنوات المتطرفين ويصفانهم بأنهم من الضالين والكفار.

 

ولكن رجال الدين السعوديين يذمون الشيعة صراحة ويسمونهم “الرافضة” وهو لفظ شائع متداول بين المتطرفين من أصحاب المذهب السني في الصراع الطائفي الذي نكب به عدد من دول الشرق الأوسط وفي كثير من الأحيان يرفضون اعتبار الشيعة مسلمين.

 

ولا يختلف تفسيرهم للجهاد عن تفسير الجماعات المتشددة سوى في أنهم يرون ضرورة الحصول على موافقة العاهل السعودي ومن يمثل المؤسسة الدينية الرسمية.

 

وبالنسبة للغرباء والليبراليين السعوديين ممن ينتقدون أسرة آل سعود الحاكمة يبدو الفرق غاية في الدقة بين هذين التفسيرين.

 

غير أن هذا التمييز يصب مباشرة في سياق السياسة الداخلية السعودية التي تعتمد فيها الأسرة الحاكمة على المؤسسة الوهابية لدعم شرعيتها وكثيرا ما تبدي مخاوفها من انتفاضة قد يشنها المتطرفون ضد حكمها.

 

ومن المؤكد أن التاريخ يبين أن أكبر التهديدات لاستقرار المملكة أكبر دول العالم تصديرا للنفط جاءت من ردود فعل المحافظين تجاه الليبرالية.

 

فقد ثار جيش الإخوان القبلي لمؤسس المملكة ابن سعود عليه بسبب معاهداته مع غير المسلمين. واغتيل الملك فيصل عام 1975 انتقاما لمقتل أمير عام 1966 خلال أعمال شغب احتجاجا على دخول التلفزيون المملكة.

 

وفي 1979 اجتاحت مجموعة من المتشددين الإسلاميين بدافع من مشاعر الغضب تجاه واشنطن الحرم المكي في عملية حصار دام. وانتشرت احتجاجات إسلامية واسعة في التسعينات. وفي العقد الماضي شن تنظيم القاعدة هجمات مميتة.

 

وساهمت هذه الهجمات والتفجيرات التي سقط فيها مئات القتلى في دفع أسرة آل سعود للتصدي للتطرف الصريح بين رجال الدين وتطبيق إصلاحات تهدف إلى تشجيع التسامح وتوظيف المزيد من الشبان السعوديين.

 

ومن هذه الإصلاحات برنامج للبعثات الدراسية سافر من خلاله مئات الألوف من السعوديين من الجنسين للدراسة في الخارج وحملة كبرى لتوظيف المزيد من السعوديات وكذلك إصلاحات هادئة للنظام القضائي والتعليم ومنع مئات الدعاة من ممارسة الدعوة.

 

وأدت تلك الإصلاحات إلى تصاعد الاستياء الوهابي من صاحبها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله. وعلاقة الملك سلمان برجال الدين تسير على نحو أفضل رغم أنه لم يتخذ بعد تسعة أشهر من توليه الحكم أي خطوة كبرى نحو الرجوع عن هذه الإصلاحات.

 

* نفوذ عالمي

 

ويرد منتقدو الأسرة الحاكمة بأن المؤسسة الدينية التي تمولها الدولة تذعن أكثر مما يبدو لرغبات الأسرة الحاكمة ويتهمون الأسرة بأنها تلوح بخطر التشدد الديني لتجنب القيام بإصلاحات قد تعرض سلطتها للخطر في نهاية الأمر.

 

ويضيف هؤلاء أن الامتيازات السابقة التي صدرت في مواجهة مخاوف من رد فعل المحافظين منحت رجال الدين الوهابيين نفوذا عزز رسالة عدم التسامح.

 

وأحد المشاكل التي تواجهها أسرة آل سعود في محاولة التخفيف من صرامة الوهابية هو أن هذا المذهب نشأ صراحة للقضاء على ما يعتبره معتقدات إلحادية خاطئة. ومنها أيضا شروط اتفاق يرجع للقرن الثامن عشر بين الأمراء ورجال الدين يقسم السلطة بين الطرفين.

 

ويمثل تحدي أي من هذين المبدأين ضربة لمعتقدات جوهرية وللعقد الاجتماعي الذي يقوم عليه المجتمع السعودي.

 

ومع ذلك فقد حدثت بعض التغييرات. فبعد أن هزم ابن سعود الإخوان قام بترقية رجال الدين الذين أقروا تفسيرا أكثر شمولية للوهابية اعترفوا فيه بأن السنة من أصحاب التوجهات الليبرالية مسلمون وقبلوا فكرة التعامل مع كفار.

 

وعلى مر العقود لانت مواقف المؤسسة الدينية الرسمية بدرجة أكبر على مضض وأصبح دعاة ورجال دين ممن لا يجدون غضاضة في التواصل مع الغرب ومع الأفكار الحديثة ينضوون تحت لواء الوهابية الآن.

 

ورغم أن السعودية تمول دعاة ومساجد ومعاهد دينية في أماكن متفرقة من العالم ورغم تنامي المذهب السلفي بين المسلمين على مستوى العالم فقد أصبح نفوذ السعودية في هذه الحركة مخففا.

 

ولا تزال الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من أهم مراكز تعليم المذهب السلفي للطلبة من مختلف أنحاء العالم لكن خريجيها لا يتمتعون بأي نفوذ أكبر من خريجي مثل هذه المؤسسات في دول أخرى.

 

وقالت ستيفاني لاكروا التي نشرت لها كتب عن السلفية والإسلام في السعودية “أصبح المشهد السلفي مفتتا ومتباينا في مختلف أنحاء العالم حتى أنه لم تعد للسعوديين سيطرة عليه. وعندما يتجه الناس لدراسة السلفية لا يذهبون إلى هناك وما يدرسونه هو سلفية لا سيطرة للسعوديين عليها.”

 

وفيما بين المتطرفين لم يعد النفوذ الديني السعودي واضحا كما كان من قبل. ففي كثير من الأحيان يلجأ الجهاديون إلى نصوص كتبها علماء راحلون من علماء الوهابية وكثيرا ما يتبنون أسلوبا سعوديا في الخطابة في خطبهم الدينية لكنهم يسخرون من رجال الدين المعاصرين في المملكة ويصفونهم بأنهم ألعوبة في أيدي نظام فاسد مؤيد للغرب.

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

تركيا وأمريكا تكثفان حملتهما لطرد الدولة الاسلامية من منطقة حدود سورية

اسطنبول (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو يوم الاربعاء إن تركيا والولايات المتحدة ستكثفان عمليات تستهدف طرد متشددي تنظيم الدولة الاسلامية من شريط في شمال سوريا على الحدود التركية خلال الايام القليلة القادمة.

 

واتخذت المعركة ضد الجهاديين المتشددين منحى تصاعديا منذ ان أعلنت الدولة الاسلامية مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي وقتلت 129 شخصا على الاقل وعن قنبلة أسقطت طائرة ركاب روسية في مصر الشهر الماضي مما أودى بحياة 224 شخصا كانوا على متنها. وزادت الطائرات الحربية الفرنسية والروسية من ضرباتها في سوريا.

 

ونقلت وكالة الاناضول الرسمية للانباء عن سينيرلي أوغلو قوله “لن نسمح لداعش بالاستمرار في التواجد على حدودنا” مشيرا الى الدولة الاسلامية.

 

وأضاف “نواصل منذ فترة طويلة العمليات الجوية مع الولايات المتحدة في المنطقة… لدينا خطط محددة لإنهاء وجود داعش على حدودنا. فور الانتهاء من وضع هذه الخطط ستشتد عملياتنا. ستشهد هذا خلال الايام القليلة القادمة.”

 

وأعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الثلاثاء ان بلاده ستنفذ عملية مع تركيا لاستكمال تأمين حدود شمال سوريا وهي منطقة استغلها تنظيم الدولة الإسلامية كطريق مربحة للتهريب.

 

وقال كيري في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) “الحدود الكاملة لشمال سوريا – أغلق 75 في المئة منها الآن – ونحن مقبلون على عملية مع الأتراك لإغلاق 98 كيلومترا متبقية.”

 

ولم يقدم كيري ولا سينيرلي أوغلو مزيدا من التفاصيل.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

الضربات الجوية الأمريكية تستهدف التمويل النفطي للدولة الإسلامية

من ديفيد ألكسندر وآندي سوليفان

 

واشنطن (رويترز) – أصابت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة 175 هدفا على الأقل في المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهر الأخير مع تكثيف واشنطن جهودها لوقف مصدر تمويل رئيسي يقدر أنه يدر على التنظيم المتشدد أكثر من مليون دولار في اليوم.

 

وشملت الضربات قصف 116 عربة صهريج قصفتها قوات التحالف في وقت سابق من الأسبوع. ووفقا لحصر قامت به رويترز للبيانات التي وفرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) منذ 22 أكتوبر تشرين الأول استهدفت الحملة المكثفة أيضا منصات بحرية نفطية ومضخات وصهاريج تخزين.

 

وتمثل الحملة نهجا أكثر تشددا للولايات المتحدة. فمثل هذه الأهداف كان التحالف الذي تقوده واشنطن يعتبرها خارج نطاق ضرباته مع حرصه على عدم وقوع ضحايا بين المدنيين وتقليص الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية النفطية التي قد تحتاجها فيما بعد حكومة جديدة في سوريا.

 

وقال البنتاجون يوم الجمعة الماضي إن الضربات الاخيرة التي نفذها في سوريا ألحقت “أضرارا كبيرة” بقدرة الدولة الإسلامية على تمويل نفسها. وحملت الضربات اسم “موجة المد الثانية” وتركزت على المنشآت النفطية قرب دير الزور والبوكمال والتي توفر نحو ثلثي عائدات الدولة الإسلامية النفطية.

 

ولم يتضح بعد إلى أي مدى حققت حملة البنتاجون على البنية التحتية النفطية للدولة الإسلامية أهداف الولايات المتحدة وإلى أي مدى سيتسع نطاق أهدافها المحتملة. وفي الماضي تمكن التنظيم المتشدد من إصلاح المنشآت النفطية التي استهدفتها الضربات الجوية فيما لا يزيد عن 24 ساعة.

 

لكن الهدف هذه المرة هو ضرب حقول النفط بصورة تعطلها عن العمل لمدة عام أو أكثر دون أن تدمرها بالكامل الأمر الذي سيحرم التنظيم المتشدد من العائدات لكنه سيسمح باستغلال قوى أخرى للموارد النفطية عندما يتم طرد الدولة الإسلامية من المناطق التي تسيطر عليها حاليا.

 

وقال مسؤول أمريكي “ما من أحد يريد أن تتحول هذه إلى بيجي أخرى” مشيرا إلى مصفاة النفط العراقية التي توقفت عن العمل جراء تفجيرات وغارات قادتها الولايات المتحدة.

 

وأضاف “كل شيء نقوم به مرتبط بإطار زمني معين.”

 

* أهداف متنوعة

 

وينظر إلى عربات الصهريج المدنية التي قصفت هذا الأسبوع على أنها حلقة مهمة لتجارة التنظيم المتشدد النفطية حيث أنها تستخدم في نقل النفط عبر أراضي الدولة الإسلامية لبيعها للسكان الذين يستخدمونها في تشغيل المولدات الكهربية والعربات.

 

وقال دانيال بنجامين منسق مكافحة الإرهاب السابق بوزارة الخارجية الأمريكية “أخيرا فجرنا مجموعة من الشاحنات النفطية… ليس واضحا تماما بالنسبة لي لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت.”

 

وقال بيتر كوك المتحدث باسم البنتاجون في إفادة يوم الثلاثاء إنه لم تقع إصابات بين المدنيين فيما يبدو خلال ضرب عربات الصهريج.

 

والأهداف قد تتنوع. ففي الثامن من نوفمبر تشرين الثاني قصفت قوات التحالف ثلاث مصاف وثلاث محطات ضخ. وفي الثاني من نفس الشهر أصابت الغارات ثلاث رافعات وعربتي بناء ومضخة نفطية وشاحنة ضخ.

 

والعام الماضي أدت الضربات الجوية التي قصفت أهدافا مثل مصاف متحركة إلى خفض عائدات التنظيم من ثلاثة ملايين دولار يوميا إلى أقل من مليون دولار وفقا للعديد من التقديرات المستقلة.

 

لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن التنظيم تمكن من إصلاح هذه المنشآت سريعا وهي مسألة قد يجد فيها الآن صعوبة بالغة بعد الغارات الأخيرة.

 

وقال ماثيو ليفيت المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والذي يعمل الآن لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني “ليس لديهم المال الكافي ولا المهارة ولا المواد المطلوبة لإصلاح آبار النفط بأنفسهم.”

 

وتحمل الاستراتيجية الجديدة في طياتها بعض المخاطر. فربما تعطل حملة قصف شعواء آبار النفط ومنشآت أخرى مما يجعلها عديمة الفائدة بالنسبة لأي حكومة سورية في المستقبل.

 

قال ليفيت “تريد أن تكون هذه (المنشآت) متاحة في النهاية للحكومات الشرعية التي قد تأتي لكن هذا لا يلوح في الأفق الآن. في الوقت نفسه تكسب الدولة الإسلامية الكثير من الأموال.”

 

كما تواجه قوات التحالف خطر قتل المدنيين الذين يعملون في تجارة النفط. ولأن معظم النفط يباع داخل الأراضي التي تهيمن عليها الدولة الإسلامية بدلا من بيعه لدول أخرى فإن أي تعطل في الامدادات قد يصعب الحياة على السكان الذين يكافحون بالفعل لتوفير احتياجاتهم الأساسية.

 

ويسود اعتقاد بأن الدولة الإسلامية تعتمد على مصادر دخل متعددة لتمويل نشاطها.

 

قال بنجامين إن بعض التقارير تشير إلى أن التنظيم المتشدد لا يزال يحقق عائدات تصل إلى 40 مليون دولار شهريا من مبيعات النفط وهو ما قد يتأثر بشدة بالمزيد من الهجمات.

 

لكن تقريرا أصدرته مجموعة العمل المالي في فبراير شباط -وهي هيئة دولية لمكافحة غسل الأموال- وجد أن الدولة الإسلامية تجني الجزء الأكبر من أموالها عبر فرض ضرائب أو ابتزاز من يعيشون في المناطق التي تقع في قبضتها وليس بيع النفط. كما تتربح من أعمال الخطف وبيع الآثار.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى