أحداث الأربعاء 20 أيار 2015
«غرفة عمليات» إدلب في قبضة المعارضة
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
انهارت القوات النظامية أمس أمام هجوم مقاتلي المعارضة على «معسكر الطلائع» في المسطومة آخر الحصون العسكرية للنظام السوري والذي كان مقر غرفة عملياته في شمال غربي البلاد، في وقت استمرت المواجهات قرب مدينة دمر الأثرية، بالتزامن مع شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً مفاجئاً قرب مدينة السويداء معقل الدروز في جنوب سورية قرب الأردن.
ومع سيطرة مقاتلي المعارضة على المعسكر، تعرض النظام لنكسة جديدة بعدما سيطر عناصر المعارضة ضمن «جيش الفتح» على مدينة إدلب في نهاية آذار (مارس) الماضي ومدينة جسر الشغور ومعسكر القرميد في نهاية الشهر الماضي، فيما لا يزال حوالى 250 مسؤولاً عسكرياً ومدنياً للنظام محاصرين في مستشفى جسر الشغور. ولم يبق للنظام سوى مدينة أريحا في محافظة إدلب، خصوصاً أن مقاتلي المعارضة تقدموا من المسطومة إلى بلدة نحليا قرب أريحا في ريف إدلب.
وقال المكتب الإعلامي لـ «فيلق الشام» أحد التنظيمات المسلحة التي ساهمت تحت مظلة «جيش الفتح» في معارك إدلب، إن السيطرة على «معسكر الطلائع» تصادفت مع مرور أربع سنوات على «مجزرة ارتكبتها قوات النظام في ريف إدلب بحق أهلنا وهم في تظاهرة سلمية»، لافتا إلى «أكثر من 40 شهيداً وعشرات الجرحى كانوا في تظاهرة متجهة من قرى وبلدات الريف الإدلبي إلى مدينة إدلب للتظاهر في «جمعة الحرية» وقرب المعسكر، أطلقت عليهم قوات النظام النار». وأضافت: «المتظاهرون نفسهم حملوا السلاح في ذات اليوم وحرروا المعسكر».
من جهة أخرى، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام انسحبت من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة إدلب»، لافتاً إلى أن «الهجوم بدأ الأحد حيث اندلعت اشتباكات ليومين بين قوات النظام وجيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة وجند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق».
وأقر الإعلام الرسمي ضمناً بانسحاب قوات النظام من المعسكر، إذ أورد التلفزيون الحكومي في شريط إخباري عاجل أن «وحدة الجيش التي كانت ترابط في المعسكر انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا» الواقعة على بعد سبعة كيلومترات من المسطومة.
لكن «المرصد» أشار إلى «مقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، فيما قال «جيش الفتح» إن مقاتليه قتلوا 120 عنصراً ودمروا حوالى 20 عربة بينها عشر دبابات واستولى على عدد من الدبابات والآليات، مشيراً إلى أن المعسكر كان يضم حوالى 1300 مقاتلاً قبل اقتحامه.
وفي الوسط، تواصلت المواجهة بين القوات النظامية و «داعش» في محيط مدينة تدمر الأثرية. وذكر محافظ حمص طلال البرازي أنه أمضى يوم أمس في تدمر. وقال لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي: «الأمور جيدة في تدمر وتجولنا سيراً على الأقدام في 60 في المئة من شوارع المدينة»، مشيراً إلى أن «المطار العسكري والسجن مؤمّنان، والأمور في المدينة الأثرية على ما يرام والآثار لم تتضرر». وأشار المحافظ إلى «وجود للمسلحين في الجهة الشمالية لمدينة تدمر» وإلى استقدام «داعش» مزيداً من التعزيزات.
في جنوب سورية، شنَّ تنظيم «الدولة» فجر أمس هجومًا على قرية الحقف في ريف السويداء ذات الغالبية الدرزية. وأفادت مصادر بأنه «حاصر القرية من ثلاثة محاور، إلا أن قوات النظام بدأت بإرسال تعزيزات من القرى القريبة إلى منطقة القتال لمساندة قوات الدفاع الوطني، حيث دارت اشتباكات واستطاعت القوات إفشال اقتحام القرية وفك الحصار». وأشار «المرصد» إلى مقتل وجرح عشرين عنصراً من الطرفين بينهم خمسة من «داعش».
مقاتلو المعارضة يسيطرون على أكبر قاعدة عسكرية متبقية للنظام في إدلب
بيروت – أ ف ب
سيطر مقاتلو المعارضة السورية وبينهم «جبهة النصرة» اليوم (الثلثاء) على أكبر قاعدة عسكرية متبقية للنظام في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطون.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «انسحبت كل قوات النظام من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة إدلب»، مشيراً إلى أن «المعسكر الآن بكامله تحت سيطرة جيش الفتح» المؤلف من «جبهة النصرة» ومجموعة من الفصائل الأخرى.
وأوضح أن السيطرة جاءت بعد «هجوم بدأ أمس الأول واشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام وجيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة وجند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق».
وأقر الإعلام الرسمي ضمناً بانسحاب قوات النظام من المعسكر، إذ أورد التلفزيون في شريط إخباري عاجل، أن «وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا»، الواقعة على سبعة كيلومترات من المسطومة.
ولم يبق للنظام وجود في محافظة إدلب، إلا في أريحا ومطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من خمسين كيلومترا جنوب غربي المنطقة التي تشهد اشتباكات حالياً.
وأوردت “جبهة النصرة” على أحد حساباتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» العبارة الآتية: «تم بحمد الله وفضله تحرير معسكر المسطومة بالكامل، حيث اقتحمت جبهة النصرة المعسكر من الجهة الجنوبية»، مرفقة بوسم «جيش الفتح».
والدة الصحافي الأميركي أوستن تايس تحث واشنطن ودمشق على العمل من أجل تحريره
بيروت – رويترز
عبرت ديبرا تايس والدة الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي فُقد في سورية منذ أكثر من ثلاث أعوام اليوم (الثلثاء)، عن اعتقادها بأن ولدها حي وبخير، وحثت كل من واشنطن ودمشق على العمل معاً من أجل تحريره.
وقالت تايس في بيروت خلال رحلة لمرور أكثر من ألف يوم على اختفاء ابنها: “نسأل الحكومتين العمل معاً وبفعالية لتحديد مكان أوستن وضمان إطلاق سراحه سالماً”.
وأشارت إلى أن عائلتها تلقت معلومات من مصادر مجهولة بشأن وضع ابنها قبل أسابيع عدة. وأضافت “نسمع أنه في وضع جيد وبأمان وهو أمر هام للغاية لكن الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو البقاء صابرين”.
وعمل تايس لدى صحف متنوعة مثل “ماكلاتشي” و”واشنطن بوست”.
وأشارت عائلته إلى أنه من غير الواضح هوية الجهة التي تحتجزه.
وصرحت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن الجماعات المتشددة تحتجز 24 صحافياً في سورية بينهم خمسة أجانب. مشيرةً إلى أن 30 صحافياً معظمهم سوريون موجودون في سجون النظام السوري.
وقال الأمين العام لمنظمة “مراسلون بلاد حدود” كريستوف ديلوار “تنفي الحكومة السورية احتجازها لأوستن تايس لكننا نعتقد أنها تملك القدرة ويمكنها فعل الكثير حتى يعود إلى منزله سالماً وبأمان”.
وأشار ديلوار إلى أن تايس لم يعتقل على يد “جماعات متطرفة دينية” في حين ذكرت والدته للصحافيين أن “أياً من جماعات المعارضة” لا تعتقله.
وأوضحت “لا نعرف أين هو أو المكان الذي يختبئ فيه. هناك شخص ما موجود ربما على مقربة من هذا المكان يعرف شيئاً عن ولدي ومكان تواجده”.
وذكرت ايضاً أن صديقاً للعائلة على اتصال بزعماء شيعة في لبنان عرض التوسط في القضية داعية محتجزي ابنها بالسماح لذلك الشخص بلقائه.
وأضافت أن الحكومة الأميركية لم توفر لعائلتها ما يكفي من الدعم، معتبرة أن تأخيراً كبيراً حصل في الاتصال مع دمشق.
وقالت “لقد بالغت كثيراً في تقديري بأن من اعتقدت أنهم مؤهلون في حكومتي سيتدخلون لمساعدة عائلتي”.
ومن جهتها، تعهدت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على “العمل بلا كلل” لإعادة تايس إلى الوطن. وقالت والدته “أتوق إلى معانقة ولدي، أريد أن تكتمل عائلتنا من جديد”.
المعارضة السورية تُحكِم قبضتها على إدلب: السيطرة على المسطومة والتقدّم نحو أريحا
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
عانى النظام السوري انتكاسة جديدة في ادلب بشمال غرب البلاد، إذ سيطر مقاتلو المعارضة تتقدمهم “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة” على معسكر المسطومة ، وقت كان الرئيس بشار الاسد يستقبل علي اكبر ولايتي مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي.
ويقع معسكر المسطومة شرق مدينة جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الإسلاميون في نيسان في هجوم جعلهم أقرب من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد.
ويطلق التحالف الإسلامي الذي استولى على مناطق في إدلب على نفسه “جيش الفتح” الذي تشكل “جبهة النصرة” القوة الرئيسية فيه.
ولم يبق للنظام وجود نوعي في محافظة ادلب إلا في مدينة أريحا الواقعة على مسافة سبعة كيلومترات من المسطومة، ومطار أبو الضهور العسكري الواقع على مسافة أكثر من 50 كيلومتراً جنوب غرب المنطقة التي تشهد اشتباكات حالياً. ومنذ مساء الثلثاء تدور معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والجنود السوريين في محيط أريحاً.
وأقر الاعلام السوري الرسمي ضمناً بانسحاب قوات النظام من المعسكر، اذ أورد التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان “وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا”. وأشار الى ان “عناصر الوحدة بخير”.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن ولايتي الذي اجتمع مع الأسد في دمشق أكد دعم إيران للرئيس السوري.
وبث التلفزيون السوري أن لقاء الأسد وولايتي والوفد المرافق له أسفر عن توقيع عدد من الاتفاقات في قطاعات النفط والكهرباء والصناعة والاستثمار.
ونقلت “سانا” عن الأسد أن “الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري شكل ركناً أساسياً في المعركة ضد الإرهاب”.
وأعلنت السكرتيرة الصحافية لسفارة روسيا في دمشق آسيا توروتشيفا أن قذيفتي هاون سقطتا على مبنى السفارة في دمشق من دون وقوع إصابات، وقد سقطت الأولى بالقرب من المدخل الرئيسي، والثانية على المبنى الإداري.
ونددت وزارة الخارجية الروسية بشدة بالقصف الذي تعرضت له سفارتها في دمشق ، معتبرة ذلك عملاً إرهابياً.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن “ما لا يقل عن 170 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ 48 الأخيرة جراء القصف المكثف لطائرات الائتلاف ” الدولي في الحسكة حيث تدور اشتباكات بين الجهاديين ووحدات كردية.
دو ميستورا
وفي نيويورك (“النهار)، علمت “النهار” من مصدر دولي أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا سيتوجه خلال الأيام المقبلة الى اسطنبول لعقد اجتماعات مع معارضين سوريين، بينهم المسؤولون في “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي كان رفض المشاركة في المحادثات الجارية حالياً في جنيف.
وأكدت الناطقة باسم المبعوث الدولي جيسي شاهين لـ”النهار” أن دو ميستورا “سيتوجه فعلاً الى تركيا بدعوة كان تلقاها من عضو الإئتلاف المعارض هيثم المالح، على أن يلتقي هناك رئيس الإئتلاف خالد خوجة ومعارضين آخرين”. وأوضحت أن دو ميستورا “قبل الدعوة” ولكن “لم تحدد بعد التفاصيل اللوجستية للقاءات التي ستعقد” في تركيا. وأضافت أن “الهم الأوحد لدى دو ميستورا هو الإستماع الى أكبر عدد ممكن من وجهات النظر” لتحديد الوجهة التالية للتحرك. وأقرت بأن دو ميستورا “لم يكن طرفاً في الاجتماع الأميركي – الروسي الذي انعقد أخيراً في جنيف لمناقشة الملف السوري”، علماً أنه عقد لقاءات منفصلة مع وفدي البلدين.
الجيش ينسحب من المسطومة إلى أريحا
«النصرة» تتمدد في الشمال السوري
علاء حلبي
في تطور جديد على الجبهة الشمالية في سوريا، وتحديداً في ريف إدلب الذي يرزح تحت وطأة «جبهة النصرة»، تمكن فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا أمس من تحقيق خرق جديد في خريطة السيطرة، بعد هجوم عنيف استمر أياماً عدة على معسكر المسطومة، أكبر معسكرات الجيش السوري في محيط مدينة أريحا.
الهجوم العنيف الذي شنته «النصرة» وحلفاؤها على معسكر الجيش السوري، بدأ قبل نحو خمسة أيام، عن طريق القصف العنيف، تبعه تفجير سيارات، الأمر الذي أحدث ثغرة في خاصرة المعسكر، وخسر خلالها الجيش السوري تلة المقبلة الإستراتيجية، ونفذ بعدها عملية واسعة لاسترداد النقاط التي خسرها، قبل أن يقرر أخيراً الانسحاب من المعسكر والبلدة المحاذية له.
وأوضح مصدر ميداني، لـ«السفير»، أن الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» وحلفاؤها على المعسكر والقرى المحيطة به كان عنيفاً، وتركز على محاور عديدة، وهو تطور جديد في نوعية المعارك التي يخوضها التنظيم، والذي لم يكن قادراً في السابق على فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته، إلا أن الهجوم على معسكر المسطومة ومحاولة الزحف نحو مدينة أريحا ترافقا مع فتح جبهات على ثلاثة محاور، تركز أعنفها على معسكر المسطومة، فيما شن مسلحون آخرون هجومين على قريتي نحليا وكفر نجد، ترافقت مع قصف عنيف جداً على مدينة أريحا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية-»سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «سلاح الجو ووحدات الدعم الناري توجه ضربات مركزة على تجمعات الإرهابيين المتسللين إلى معسكر المسطومة ومحيطه في ريف ادلب وتكبدهم خسائر كبيرة». وأضاف ان «وحداتنا العاملة في المسطومة ومحيطها تخوض معارك عنيفة مع المجموعات الإرهابية، وتؤمن الانتشار على الخطوط الدفاعية الملائمة في محيط المنطقة لتعزز مواقعها في أريحا بريف إدلب».
ورغم خسارتها عدداً وصفه مصدر ميداني بأنه «كبير» في معارك الأيام الثلاثة الماضية، أصرت «النصرة» وحلفاؤها على متابعة الهجوم، وذلك عن طريق تنفيذ عملية انتحارية استهدفت معسكر المسطومة في وقت مبكر من صباح أمس، تبعها هجوم عنيف جداً، قررت على إثره قوات الجيش المرابطة في المعسكر الانسحاب إلى قرية نحليا ومدينة أريحا، بعد نقل المعدات العسكرية المهمة، وتدمير ما تبقى منها، وفق تأكيد المصدر.
وتزامنت عملية انسحاب قوات الجيش السوري مع معارك عنيفة على طريق المسطومة – أريحا، استخدمت خلالها مختلف الأسلحة الثقيلة، من دون ورود معلومات دقيقة عن الخسائر التي تسببت بها المعارك.
وتمثل خسارة معسكر المسطومة نقطة تحول جديدة في خريطة المعارك في الشمال السوري المفتوح على تركيا، حيث تفتح الباب أمام أريحا، آخر المدن التي تسيطر عليها الحكومة السورية في ريف إدلب، لتبقى المدينة صامدة رغم القذائف العنيفة، إلى جوار قريتي كفريا والفوعة اللتين تعانيان نقصاً حاداً في المؤن الغذائية والطبية، بانتظار استكمال العملية العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش السوري لاستعادة الشمال.
وعلى جبهة قريبة في ريف إدلب، شهد مبنى المستشفى الوطني، الذي ترابط فيه قوة للجيش السوري، هدوءا بعد أيام من المعارك العنيفة، في وقت تستعد فيه قوات الجيش لاقتحام حاجز «معمل السكر»، على المحور الشرقي للمدينة، حيث باتت تتمركز على بعد نحو كيلومترين عن المستشفى الذي نجح عناصر حمايته في توسيع دائرة سيطرتهم وتأمين محيطه لزيادة تحصينه.
وفي حلب، فجرت قوة من الجيش السوري نفقاً كان قد حفره المسلحون في المدينة القديمة، الأمر الذي تسبب «بمقتل عدد من المسلحين» وفق مصدر ميداني، في وقت تشهد فيه بقية محاور المدينة حالة من الهدوء. إلى ذلك، تصدت قوات الدفاع عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي لهجوم جديد شنه مسلحو تنظيم «داعش»، الذي يسعى إلى السيطرة على المطار، آخر نقاط الجيش السوري في المنطقة المحاذية لمناطق سيطرة التنظيم.
وفي دمشق استعادت العاصمة وقع القذائف التي عادت لتطال بعض أحيائها، حيث سقطت قذائف عدة في ضاحية الأسد والعباسيين، تسببت بإصابة عدد من المدنيين، فيما قتل خمسة أشخاص، بينهم طفلان، بانفجار لغم كان قد زرعه مسلحو «داعش» على طريق حمص – تدمر.
وفي السويداء، تصدت قوة من الجيش السوري تؤازرها اللجان الشعبية لهجوم عنيف شنه مسلحو «داعش» على قرية الحقف بريف السويداء الشمالي، انتهى بمقتل عدد من المسلحين، وانسحاب بقية أفراد المجموعة المهاجمة، في وقت ذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا» أن «وحدات من الجيش، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي، أحكمت سيطرتها على قرية قبر شامية في ريف الحسكة، بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش فيها».
الأسد وولايتي
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي في دمشق، إن «محور المقاومة تكرّس على الصعيد الدولي ولم يعد بإمكان أي جهة تجاهله».
وشدد ولايتي، الذي التقى وزير الخارجية وليد المعلم، على أن «إيران، قيادة وشعباً، عازمة على الاستمرار في الوقوف مع سوريا، ودعمها بكل ما يلزم لتعزيز المقاومة التي يبديها الشعب السوري في الدفاع عن بلاده وتصديه للإرهاب والدول الداعمة له».
وذكرت «سانا» أن اللقاء بين الأسد وولايتي أكد «أهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، التي تشكل أحد الأركان الأساسية في مواجهة المشاريع الغربية وأوهام إحياء الإمبراطوريات لدى بعض الدول الإقليمية وقوى التطرف والإرهاب الوهابية التي اعتدت على شعوب المنطقة وتسعى لتقسيم دولها وإضعافها».
واشنطن تدين استهداف السفارة الروسية في دمشق
واشنطن- الاناضول: أدانت الولايات المتحدة استهداف السفارة الروسية في دمشق بقذائف الهاون.
وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء “تدين الولايات المتحدة بشدة هجوم الهاونات الذي تعرض له مجمع السفارة الروسية في دمشق، وهي بناية محمية بالقانون الدولي”.
ودعا إلى “تقديم جميع المسؤولين عن هذا الفعل للمساءلة والاستمرار في التأكيد على الحاجة إلى حل سياسي للاضطرابات في سوريا”.
وتعرض مجمع السفارة الروسية في دمشق إلى “قصف بقذائف الهاون” يوم الثلاثاء يرجح أن مصدرها “حي جوبر الذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة” بحسب الموقع الالكتروني لروسيا اليوم نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية.
وبحسب الموقع فإن أحداً من موظفي السفارة لم يتعرض إلى أي إصابات غير أن القذائف ألحقت أضراراً بمجمع السفارة.
واشنطن: موقفنا من عدم مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية لم يتغير
واشنطن- الأناضول: نفت واشنطن الثلاثاء، أن تكون قد عرضت على المعارضة السورية، مشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في المرحلة الانتقالية، كاستراتيجية جديدة لإنهاء الصراع في سوريا.
وخلال الموجز الصحفي، الذي عقد الثلاثاء في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جيف راثكي، “موقفنا كان واضحاً منذ أمدٍ طويل ولايزال، ليس للأسد أي دور في مستقبل سوريا السياسي”.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن عرض وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، قبول الأسد ضمن المرحلة الانتقالية إذا ما كانوا يريدون حلاً سياسياً لإنهاء الازمة في سوريا، وهو ما كذبته الخارجية الأمريكية.
وشدد راثكي على أن ما تركز عليه بلاده في المرحلة الحالية هو “المشاورات التي يقوده (المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان) دي مستورا، وهو ما يتركز عليه الانتباه الآن، كذلك لدينا مبعوثنا الخاص (دانيل روبنستي) والذي خاض مؤخراً محادثات في جنيف وفي موسكو كذلك”.
كما لفت إلى أن بلاده تبحث مع الروس “لتسليط الضغط المناسب على جميع الأطراف للاشتراك (في المفوضات)”.
وأوضح أن “الوزير كيري قد تحدث مع كل من الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ووزير الخارجية (سيرغي) لافروف حول الأزمة السورية” خلال زيارته الأخيرة لروسيا.
كما لفت إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “(دانييل) روبنشتاين قد التقى بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف وعدداً آخر من المسؤولين في الخارجية (الروسية)، حيث كان محور كل تلك المباحثات، خلق الظروف لانتقال سياسي حقيقي ودائم يتفق مع (بيان) جنيف”.
وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن لا بديل عن بيان “جنيف1″ لحل الصراع في سوريا.
وينص بيان مؤتمر “جنيف1″ الذي عقد بإشراف دولي في يونيو/ حزيران 2012 وتصر المعارضة السورية على أن يكون منطلقاً لأي حل سياسي مفترض، على وقف العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، وأفشل جولتين من مفاوضات “جنيف 2″ التي عقدت ما بين يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، 2014، في التوصل لحل سياسي للأزمة.
بدوره، أكد الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، أن “الأسد لن يكون جزءاً من أي حل سياسي، وأنه مرفوض في أي مرحلة انتقالية مهما كانت مدتها وشكلها”.
وقال في بيان نشره موقع الائتلاف الرسمي الثلاثاء، إن “مجرمي الحرب من أمثال الأسد وأعوانه ليس لهم إلا المحاكم الدولية ولا يمكنهم المشاركة في عملية الانتقال إلى دولة جديدة”.
المعارضة السورية تحرر أكبر قاعدة عسكرية في إدلب… والنظام يقصف ريف المدينة بالغازات السامة
الحرب تخلّف آلاف المعاقين أغلبهم في مخيمات اللجوء التركية
عواصم ـ وكالات: سيطر مقاتلو المعارضة السورية وبينهم «جبهة النصرة» أمس الثلاثاء على اكبر قاعدة عسكرية متبقية للنظام في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «انسحبت كل قوات النظام من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة ادلب»، مشيرا إلى أن المعسكر «هو الآن بكامله تحت سيطرة جيش الفتح» المؤلف من جبهة النصرة ومجموعة من الفصائل الاخرى.
وأوضح أن السيطرة جاءت بعد «هجوم بدأ الاحد واشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام وجيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة وجند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق».
وأقر الاعلام الرسمي ضمنا بانسحاب قوات النظام من المعسكر، إذ أورد التلفزيون السوري في شريط إخباري عاجل أن «وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا» الواقعة على سبعة كيلومترات من المسطومة.
ولم يبق للنظام تواجد في محافظة إدلب إلا في أريحا ومطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من خمسين كيلومترا جنوب غرب المنطقة التي تشهد اشتباكات حاليا.
ويضم معسكر المسطومة آلاف الجنود ومعدات ثقيلة وذخائر وكميات كبيرة من السلاح.
وأوردت جبهة النصرة على أحد حساباتها الرسمية على موقع «تويتر» العبارة التالية «تم بحمد الله وفضله تحرير معسكر المسطومة بالكامل حيث اقتحمت جبهة النصرة المعسكر من الجهة الجنوبية»، مرفقة بهاشتاغ جيش الفتح.
الى ذلك افاد مراسل (الأناضول) في محافظة إدلب السورية، أنّ مروحية تابعة للنظام السوري قصفت قرية «مشمشان» التابعة لمنطقة جسر الشغور، ببرميل متفجر يحتوي على غازات سامة.
وأضاف أن المعلومات الأولية أشارت إلى أن البرميل المتفجر – الذي ألقي على القرية من مروحية تابعة لقوات النظام السوري – احتوى على «غاز الكلور» شديد السمّية.
ونوه إلى تعرّض العديد من سكان القرية لحالات اختناق، وأن معظم المصابين هم من النساء والأطفال، وأن الفرق الطبية سارعت لنقل المصابين إلى المستشفيات الميدانية.
وقال الطبيب في مستشفى مشمشان الميداني رمضان عتيبة «إن المروحيات التابعة للنظام السوري، تشن هجمات على قرية مشمشان منذ عدّة أيام، وتقصف القرية ببراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور».
وأشار عتيبة إلى أن مستنشقي غاز الكلور يعانون من ضيق في التنفس، والتقيؤ، وتضيق في حدقة العين، داعيًا المنظمات الطبية والإنسانية إلى المسارعة بتقديم الإمدادات والمساعدات الطبية للكوادر الطبية في القرية.
وخلفت أربع سنوات من الأزمة السورية – بالإضافة إلى العدد الكبير من القتلى – آلاف المصابين، الذين تعرض كثير منهم لإصابات دائمة، تسببت لهم في إعاقات حركية، ويعيش قسم من هؤلاء في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا.
التقت «الأناضول» عددا من هؤلاء المصابين الذين يعيشون في مخيم اللاجئين، في ولاية أدي يامان جنوب شرقي تركيا، منهم الشقيقان «عبد الهادي وحسن دروبي»، 16 و15 عاما، من محافظة دير الزور السورية، اللذان أصيبا بشظايا قنبلة سقطت بالقرب من محل والدهم في دير الزور خلال وجودهما به.
وقال عبد الهادي: «إن سيارة الإسعاف نقلته مع شقيقه إلى تركيا للعلاج، وتسببت الإصابة في فقدانه جزءا من ساقه اليمنى، وفقدان أخيه جزءا من ساقه اليسرى». يعتمد الشقيقان حاليا على العكاز ليتمكنا من المشي، ولم تمنعهما الإصابة من الذهاب للمدرسة واستكمال تعليمهما.
وفي المخيم نفسه يعيش «عبد الهادي علاوي» – 25 عاما – حيث أصيب بشلل في نصفه السفلي، بعد إصابته برصاصة قناص في عموده الفقري، خلال عودته إلى منزله في سوريا قبل عامين.
وقال علاوي إن عائلته أحضرته إلى تركيا لتلقي العلاج، وبعد فترة علاج طويلة أخبره الأطباء بأنه لن يستطيع تحريك نصفه الأسفل، ما أدى لاعتماده على أفراد عائلته لتلبية احتياجاته.
معتز حمدو – 25 عاما – الذي يعيش في نفس المخيم، أصيب بشظايا قنبلة خلال قتاله ضد جيش النظام السوري، ما تسبب في فقدانه القدرة على تحريك ساقيه وذراعه الأيمن. ويتمنى معتز العودة إلى المشي مرة أخرى، ويقول إنه ذهب للطبيب قبل 20 يوما، وأخبره الطبيب أن بإمكانه استعادة قدرته على المشي حال تلقيه علاجا طبيعيا.
انسحاب الجيش العراقي ترك العبادي ضعيفا… وسقوط الرمادي ترك استراتيجية أوباما حطاما وإرثه السياسي لن يكون سلاما بل دولة إرهابية
قوات «الحشد الشعبي» لا يمكنها إنقاذ العراق… وانتصار «تنظيم الدولة» حاسم في تفكيكه
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: ترى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي يعتبر هزيمة استراتيجية فادحة. وانتقدت الصحيفة سياسة الرئيس باراك أوباما المترددة في التعامل مع العراق.
وحذرت في الوقت نفسه من دخول الميليشيات الشيعية المدعومة من القوات الإيرانية إلى محافظة الأنبار التي تعتبر قلب الوجود السني. وترى أن الهزيمة الجديدة للقوات العراقية جاءت بعد تأكيد الرئيس باراك أوباما في 11 شباط/فبراير من أن «داعش في حالة دفاع عن النفس وسيخسر».
وأضاف «لدينا تقارير تشير إلى تراجع معنويات مقاتلي التنظيم الذين اكتشفوا عبثية قضيتهم» وجاءت سيطرة العراقيين على تكريت لتؤكد كلام الرئيس على ما يبدو. لكن لا يخفي هذا أن الولايات المتحدة ومنذ وقت كان ينقصها الإستراتيجية لتنفيذ تعهد الرئيس الأمريكي «إضعاف وفي النهاية تدمير» تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق ولم يكن لديها خطة لقطع شأفة الإرهابيين في سوريا. وفي الوقت الذي أمل فيه البعض في أن تؤدي أنصاف الحلول التي تقدم بها أوباما لتحقيق شيء إلا أن سقوط الرمادي يوم الأحد بدد التفاؤل المتواضع ووضع استراتيجية أوباما مرة أخرى محل تساؤل.
وتقدم الصحيفة هنا صورة عن المشهد حيث تقول»مرة أخرى يقوم الإرهابيون بذبح الأسرى وترويع المدنيين الذين هربوا خوفا. ومرة أخرى سيطروا على كم كبير من الأسلحة الأمريكية بما فيها 30 عربة أرسلتها الحكومة إلى الرمادي في اليوم الذي سبق سقوطها. ومرة أخرى وفي غياب دعم أمريكي مكثف تعتمد الحكومة العراقية على الميليشيات الشيعية والقوات الإيرانية التي تدعمها. وفي يوم الإثنين طار وزير الدفاع الإيراني إلى بغداد».
مخاطر طائفية
وفي هذا السياق ترى أن الميليشيات الشيعية لا يمكنها أن تنقذ العراق. ويفهم رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي هذا، فالأنبار هي قلب الوجود السني وسيتعامل الكثير من سكانها مع الحشد بخوف شديد أكثر مما يخافونه من المتطرفين السنة الممثلين بتنظيم «الدولة الإسلامية». ويبدو أن رفض أوباما السماح للمدربين الأمريكيين العمل مع القوات العراقية في الميدان أو إرسال فرق استطلاعية تجعل الغارات الجوية مفيدة تعتبر عاملا في صعود الميليشيات الشيعية مرة أخرى.
ومع أن أوباما يعرف التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية وتحذيره من خطره على منطقة الشرق الأوسط والمواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية في المنطقة، إلا أنه رفض إرسال قوات امريكية خاصة ومساعدات عسكرية يمكن أن تواجه التهديد حيث صور أي بديل عن مدخله القائم على تقديم الحد الأدنى يعتبر «انجرارا لحرب طويلة أخرى». وتتهم الصحيفة أوباما بأنه يطيل أمد الحرب من خلال رفضه قرن الوسائل بالإستراتيجية. ومن هنا فالسؤال الذي يمكن طرحه هو: هل كان يمكن تجنب كارثة الرمادي؟
حطام
والجواب بنعم، حسب كل من كيمبرلي كاغان، مديرة مركز دراسات الحرب في واشنطن وفردريك كاغان، مدير برنامج التهديدات الحرجة في معهد أمريكان إنتربرايز.
في مقال قالا فيه إن سقوط الرمادي يترك استراتيجية باراك أوباما حطاما ليس في العراق فقط ولكن في كل العالم الإسلامي. ويؤكدان أن القوات العراقية لن تكون قادرة على استعادة الموصل هذا العام.
وأسوأ من هذا فدخول التنظيم للرمادي يعطيه زخما حربيا من جديد في العراق في وقت يعزز وجوده في سوريا ويتوسع في سيناء واليمن وأفغانستان.
ويرى الكاتبان في المقال الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أن الهزيمة الأخيرة كان يمكن تجنبها. فلم يحدث أن قام تنظيم لـ «لقاعدة» أو «الدولة الإسلامية» بالسيطرة على تجمع حضري تحميه الولايات المتحدة بالتعاون مع القوات المحلية.
وهذا ما يحدث عندما تلتقي سياسة تقوم على أنصاف حلول مع عدو مصمم. وفي حالة لم يغير الرئيس سياسته فلن يكون إرثه السياسي سلاما مع إيران ونهاية حروب بل دولة إرهابية لديها الإمكانيات على شن حروب ضد الولايات المتحدة والمنطقة التي تغرق في حرب طائفية.
ويقول الكاتبان إن أوباما رد على تقدم تنظيم الدولة ببطء خاصة بعد سيطرته على الموصل، وأمر بالدفاع عن إربيل عاصمة كردستان وشن هجمات جوية على مواقع التنظيم في العراق لكنه سمح له بالاحتفاظ بمنطقة آمنة داخل سوريا بل المناورة بحرية في العراق. وهو ما ساعده على تخطيط الهجوم على الرمادي.
ويرى الكاتبان أن خطة التنظيم كانت محكمة وشملت هجمات في بيجي والقرمة واقتحام سجن في ديالى لصرف الأنظار عن الهدف الحقيقي. وترافقت التحضيرات مع هجمات في دير الزور التي ستعطي التنظيم فرصة للتحرك بحرية في منطقة الفرات والتحرك نحو دمشق.
ويمضي الكاتبان للقول إن مناورات التنظيم كان يمكن وقفها والسيطرة عليها ما يعني أن سقوط الرمادي كان يمكن تجنبه وغير ضروري.
نكسة
وعليه فما جرى يوم الأحد يعتبر نكسة استراتيجية كبيرة وخلطت أوراق الخطط التي قامت على خيار الأنبار أولا ومن ثم الموصل وبعدها التحرك نحو سوريا. فالكارثة في الأنبار مع القتال لاستعادة تكريت والذي بدأته الميليشيات الشيعية واقتضى حرف المصادر الأمريكية عرقل بالتأكيد أي حملة لاستعادة الموصل في القريب العاجل.
وربما كان وقع الكارثة أخف لو كانت الولايات المتحدة تخوض قتالا في مكان آخر. في إشارة إلى أن خطط الرئيس تركزت على العراق فقط. وهو ما سمح للتنظيم بالتوسع وبناء قاعدة دعم شعبي بين الحركات الإسلامية من اليمن إلى باكستان وأبعد.
ولو تعرض التنظيم لهزيمة ساحقة في العراق لتراجع الدعم له ولتركته الجماعات التي انضمت له لكونه «الحصان الأقوى».
ومن هنا فسيطرته على الرمادي تؤكد أنه لا يزال حصانا قويا. ويرى الكاتبان ان سقوط الرمادي يعتبر هزيمة استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة ونصرا مهما للتنظيم حتى ولو كان مؤقتا.
ويعتقدان أن هناك من يدعو البيت الأبيض تجنب العودة لمستنقع العراق مرة ثانية. والحقيقة أن الولايات المتحدة متورطة فيه.
وما عليها لمنع حدوث كوارث أخرى إلا زيادة عدد القوات هناك وتوفير المصادر لها وتزويدها بغطاء من المروحيات والعربات المصفحة ومراقبين جويين لتنسيق الغارات وقوات خاصة تعمل مع القوى المحلية من أبناء العشائر حيث ستتم استعادة الرمادي بسهولة ومناطق أخرى.
ويرى الكاتبان أن اختيار أوباما ليس بين نشر قوات ضخمة بمئات الآلاف من الجنود ومهمة مقيدة تفتقد المصادر. ولكن بين استخدام ما لديه من قدرات عسكرية محدودة وبين نشوء دولة إرهابية.
تحديات العبادي
ولا تمثل هزيمة الجيش العراقي وانسحابه الفوضوي إلى قاعدة الحبانية ضربة للإستراتيجية الأمريكية والعراقية فقط لكنها تمثل تحديا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وفتحت الهزيمة المجال للحشد الشعبي الذي دخل هذه المرة بغطاء من مجلس محافظة الأنبار ودعوة من العبادي نفسه.
وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن سقوط الرمادي يعتبر انتكاسة لاستراتيجية العبادي الذي حاول إبعاد الميليشيات عن الأنبار والاعتماد على القبائل السنية وقوات الجيش والدعم الجوي الأمريكي. لكن دخول تنظيم الدولة الإسلامية الرمادي «أفشل الخطة» وها هم منافسو العبادي يرقصون فرحا بسبب ما حدث. فلطالما ما اتهموه بتعزيز قوة السنة على حساب الميليشيات الشيعية وهو ما يضعف موقف رئيس الوزراء.
ووصل العبادي للحكم العام الماضي بدعم قوي من الولايات المتحدة التي أعتقدت أنه سيكون أكثر انفتاحا على السنة من سلفه الشخصية الانقسامية نوري المالكي الذي اضطهد السنة والأكراد.
ودفع العبادي باتجاه تسليح القبائل السنية. لكن القوى الشيعية المؤثرة بمن فيها المالكي نفسه حاولت إفشال خططه. ونقلت الصحيفة عن أحمد علي من مركز «التعليم من أجل السلام في العراق» في واشنطن «لا يوجد للعبادي تحد قوي من سنة أو أكراد العراق»، ولكن التحدي نابع «من الجانب الشيعي».
وتقول الصحيفة إن عددا من السياسيين الشيعة مثل المالكي وقادة الميليشيات المرتبطين بإيران انتقدوا العبادي واستخدموا وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها لتظليل فشل الحكومة في الأنبار. وكمثال على هذا بثت قناة «آفاق» التي يديرها حلفاء للمالكي أخبار ذبح 140 جنديا في الأنبار الشهر الماضي وهو ما أثار انتقادات للعبادي، مع أن القصة ليست صحيحة بحسب بعض الدبلوماسيين الغربيين والمسؤولين السياسيين والذين أشاروا إلى أن الدولة الإسلامية لم تعلن مسؤوليتها عن قتل هذا العدد.
وكان من آثار هذه القصص إضعاف حكم العبادي حيث تعالت أصوات مطالبة إياه بالاستقالة. لكنه تحدى منافسيه أمام البرلمان. ويقول دبلوماسي في بغداد «تستخدم إيران المالكي ضد العبادي»، مضيفا «لا يريدون أن يكون العبادي قريبا من الغرب بل يريدونه ضعيفا». وعن الدور التخريبي الذي يمارسه المالكي ذكر أحد المقربين من العبادي نكتة يتم تداولها بين الحلقة المقربة من رئيس الوزراء «لو تقاتلت سمكتان في النهر، فالمالكي هو السبب». وقال المسؤول إن العبادي مهووس بالمالكي.
تحدي الحشد
ومع أن قوى الحشد الشعبي التي شكل بعضها العام الماضي استجابة لدعوات المرجعية الدينية آية الله علي السيستاني تقع إسميا تحت إمرة العبادي إلا أن القوى الأخرى التي تلقت تمويلا وتدريبا في إيران مثل «منظمة بدر» و»عصائب الحق» و»كتائب حزب الله» تأتمر بأمرته بناء على حالات معينة.
وزادت شعبية قوات الحشد الشعبي وقادتها بسبب الدور الذي لعبته في مواجهة تنظيم الدولة. وهو ما شكل تحديا لسلطة العبادي. وكانت هذه القوات هي التي رسمت خطة استعادة مدينة تكريت في آذار/مارس وعندما فشلت طلب منها العبادي التراجع حيث قامت الطائرات الأمريكية بالمهمة. وفي الوقت الحالي صعدت أسهم الميليشيات التي تدفقت على الأنبار مما يؤشر لتراجع سلطة العبادي.
فمن أكثر الصور تداولا على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لهادي العامري، زعيم منظمة بدر وهو يدرس خريطة ويخطط على ما يبدو للهجوم على الأنبار.
ويقول فنار حداد، وهو محلل عراقي إن الميليشيات قدمت نقطة حشد قويه للحس الوطني المتزايد ولكن بنبرة شيعية واضحة.
ويرى حداد أن العبادي لديه قدرات محدودة للحد من سلطة الحشد «لأنها تحظى بشعبية». وترى الصحيفة أن صعود شعبية الحشد ترافقت مع النفوذ الإيراني المتزايد الذي يحظى بقبول من العراقيين. وهذا يتناقض مع السابق حيث كان ينظر لإيران بنوع من الشك بسبب ذكريات الحرب في الثمانينات من القرن الماضي.
وينقل التقرير عن موظف حكومي قوله «يشعر الشيعة بأن إيران هي الحامية للطائفة الشيعية».
وتقول النائبة حنان الفتلاوي التي تعد من أشد ناقدي العبادي «في الماضي كان يمكن تقسيم الشيعة إلى قسمين: من يكرهون إيران ومن يحبونها» ولكن دخول تنظيم الدولة جعل الناس يشعرون بالامتنان لها على ما تقول.
وتزعم الفتلاوي أنه لولا الحشد الشعبي لسقطت بغداد. وترى أن العبادي هو حاكم ضعيف منذ البداية وفي هذا تعكس الخلاف في المواقف منه داخل وخارج العراق حيث ينظر إليه كشخصية إجماعية.
ماذا يعني؟
ويرى باتريك كوكبيرن في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» أن سقوط الرمادي يعتبر أسوأ كارثة تواجهها الحكومة العراقية منذ أن خسرت شمال العراق لتنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي.
وقال أحد أعضاء مجلس محافظة الأنبار واصفا الوضع بأن ما جرى كان «انهيارا كاملا». ويقول أيضا إن سقوط الرمادي قد يكون نقطة حاسمة ستغير المشهد السياسي في العراق وسوريا.
وتعتبر من أسوأ الهزائم التي تعرضت لها الحكومة العراقية وأسوأ من سيطرة الجهاديين على مدينة الموصل في العام الماضي.
ويضيف أن تنظيم الدولة يمارس ضغوطا على الرمادي منذ شهر نيسان/أبريل وكان الهجوم متوقعا، كما أن الحامية العسكرية فيها كانت تعتبر من أفضل الوحدات العسكرية وتلقى دعما من الطيران الأمريكي.
ويقول إن الجنرالات الأمريكيين قللوا من أهمية الكارثة لكن سياسة الولايات المتحدة التي تقوم على دعم وإعادة بناء الجيش العراقي تبدو الآن مدمرة.
ويرى كوكبيرن أن الانتصار الأخير لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي قيل في داخل وخارج العراق أنه فقد الزخم القتالي سيقوي التنظيم ويزيد من شعبيته بين السنة.
ويعتقد أن الانتصار يثير انزعاج المعادين للجهادية السنية والذين أملوا في أن يستقر الوضع العسكري ويتراجع التنظيم، خاصة بعد خسارته مدينة تكريت بداية العام الحالي ولم يستطع البقاء في عين العرب/ كوباني التي خرج منها العام الماضي.
ونقل عن فؤاد حسين مسؤول طاقم مسعود بارزاني، حاكم إقليم كردستان إنه يشعر بالقلق بعد سقوط الرمادي وماذا يعني لمنطقة الأكراد والعراق بشكل عام. كما يشعر بالخوف من قيام تنظيم «الدولة» بالهجوم على قاعدة «الأسد» العسكرية المليئة بالأسلحة وكذا محاولة السيطرة على سد حديثة الذي يتحكم في مستوى الماء في نهر الفرات.
ويقاتل تنظيم الدولة في الرمادي منذ بداية عام 2014 حيث سيطر على معظم الأنبار بما فيها مدينة الفلوجة. ولم تستطع خمس فرق من الجيش العراقي استعادة المحافظة لكن القوات الحكومية ظلت تسيطر على المجمع الحكومي في الرمادي.
وتمت سيطرة التنظيم على المدينة بالكامل بعد خطة محكمة بدأت يوم الخميس وانتهت يوم الأحد حيث بدأ الهجوم على حي الملعب جنوب الرمادي.
وأهم ما جاء في تقرير الصحيفة هو أن هزيمة الرمادي ستشكل نقطة مهمة في تفكك العراق لأن الشيعة قد يتوصلون لرأي أنهم لا يحصلون إلا على القليل من الأكراد أو من الساسة السنة المعادين لتنظيم الدولة.
ويقول وزير سابق إن هناك رأي سائد بين الشيعة على كل المستويات أن الأكراد يجب أن يذهبوا لحال سبيلهم. وعندها يجب أن يتركوا الحكومة المركزية. أما السنة فعليهم الوقوف والقناعة بما حصلوا عليه وأن يدعموا الحكومة وإلا نظر إليهم كأعداء وداعمين لتنظيم الدولة.
يقررون حياتنا عبر «الفايبر»
وبلهجة كوكبيرن نفسه يلاحظ مارتن شولوف في «الغارديان» أثر سقوط الرمادي على مصير العراق حيث قال «عندما وقعت الرمادي بيد الجهاديين قبل 9 أعوام انزلق كل العراق في الفوضى.
والآن يحاول العراقيون فهم ما يعنيه سقوط المدينة للمرة الثانية حيث يتوقع الكثيرون أن خسارتها هذه المرة ستكون كارثية».
ويرى شولوف أن هزيمة الجيش العراقي تعتبر أكبر انتصار لتنظيم «الدولة». وينقل عن عقيد في الجيش فر من الرمادي تحميله الحكومة في بغداد والسلطات المحلية في الرمادي مسؤولية الهزيمة. وقال «لم يكن لدى الجيش الروح القتالية وكان ينتظر أن يبادر داعش بالهجوم.
وكانت أسلحة جنوده قليلة مقارنة مع داعش. وكنا نقاتل بالمسدسات والبنادق فيما كان داعش يقاتل بالهمفي والقنابل المصنعة محليا».
وأضاف أن كثيرا من أهالي الرمادي كانوا يريدون القتال ولم يكن لديهم السلاح «وكل ما نأمله مساعدة الأمريكيين لنا».
وقلل العقيد من قدرة الحشد الشعبي على استعادة المدينة «وسيواجهون خسائر فادحة. شاهدت مقاتلي «داعش» وهم يقاتلون، كانوا 250 مقاتلا معظمهم عراقيون مع بعض الأجانب إضافة للخلايا النائمة التابعة لهم». ويشير شولوف لملمح آخر يتعلق بحالة الإهمال التي عانت منها الرمادي خاصة من قبل الحكومة الطائفية في بغداد.
وينقل عن الشيخ محمد صالح البخاري والذي شاركت قبيلته في معارك الأحد إن خسارة المدينة نابع من إهمال الحكومة الشيعية في بغداد وزعماء السنة في المنفى. وقال «نشعر بالإجهاد، نريد الأمن وأن نتمكن من السير في شوارعنا».
وأضاف «نحن متعبون ونريد الأمن والسلام ونريد العيش والحكومة يديرها مجموعة من اللصوص والناس الجهلة. وأعرف كل صناع القرار. كانوا بلا أحذية وأصبحوا يملكون شوارع في عمان. ويعيشون خارج الأنبار في بغداد وفي الأردن وأربيل ودبي يقررون مستقبلنا عبر «فايبر».
ويقول «لن نرحب بالحشد في مدينتنا ولن نقاتلهم إن دخلوا ولكننا ضدهم عاطفيا، فهم ليسوا إلا ميليشيات طائفية وسيعاملوننا بطريقة سيئة».
ويقول «يعتقد الحشد الشعبي إنه سيسترد الرمادي سريعا مثل صلاح الدين، وهذه كذبة لأن صلاح الدين صغيرة ومحاطة بمناطق كانت تحت سيطرتهم أما الرمادي فكبيرة وتحيط بها الصحراء».
وفي النهاية يثير ما جرى في الرمادي عددا من التساؤلات حول مستقبل العراق كدولة موحدة. كما أشار ديفيد غاردنر في مقال في «فايننشال تايمز» وسرد فيه معضلة العراق بعد الاحتلال حيث عاش طائفية المالكي وانفتاح العبادي الذي لم يحقق الكثير واضطر إلى الاستعانة بالحشد الشعبي وهو تطور إن تكرر فسيترك آثارا على العراق «الموحد».
اعتقال وتعذيب عشرة أطفال ووالد أحدهم في دمشق على أيدي ميليشيات الدفاع الوطني
سلامي محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي» التقرب من العناصر المسلحة الموالية لبشار الأسد في سوريا هي من الأفعال التي تنتشر وتتكاثر في قلب العاصمة السورية دمشق، والتي يسعى من خلالها بعض السوريين لتبيض ماء الوجه أمام عناصر ميليشيات الدفاع الوطني المقاتلة إلى جانب القوات السورية الحكومة، بهدف التقرب منهم لبناء علاقات شخصية مبنية على المصالح، وفي حالات أخرى تهدف مثل هذه العلاقات إلى درء مخاطر الاعتقال عن أنفسهم، بسبب كثرة تجوالهم في المناطق التي تديرها تلك الميليشيات.
وفي حادثة لعلها بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ، انتقم مواطن سوري يوم أمس، في منطقة نهر عيشة في دمشق، من عدة أطفال كانوا قد اقتربوا من شجرة التوت التي بداخل حديقته والملاصقة للجدار الخارجي من الحديقة، عندما قاموا بقطاف حبات من التوت الشامي وأكلها، ليفاجأوا بخروج صاحب المنزل من بيته، حيث قام بشتمهم وضربهم لاقترابهم من الشجرة، وقام بالصياح على أحد عناصر حواجز الدفاع الوطني القريب من منزله وكان على صداقة معه، ليقوم عنصر الدفاع الوطني بضرب الأطفال هو الآخر والصياح عليهم.
ويروي الناشط الإعلامي محمد القاسم لـ«القدس العربي» تفاصيل الحادثة مشيراً أنه وعقب ضرب الأطفال الصغار الذين لم يبلغ الكبير فيهم سن الثانية عشرة من قبل عنصر الدفاع الوطني، قام هؤلاء الأطفال بشتم العنصر وهم يبكون لأنه قام بضربهم ضرباً مبرحاً.
وأضاف «وهنا عاد صاحب المنزل ثانية إلى عنصر الدفاع الوطني الذي تربطه به علاقة مصلحة، وأخبره افتراء ان الأطفال يهتفون» حرية حرية» رغم أنهم لم يهتفوا أبداً، إنما هدف الرجــــل من هذه الحـــركة هـــــو حفظ ماء وجهه أمام الجيران في الحي وأمام ذوي الأطفــــال، ولكن ما حصل على الواقــــع كان شـــــيئا مختلفا، حيــث أن عنصر الدفاع الوطني أحضر دورية عسكرية من الحاجز، وداهم منازل الأطفال واعتقل الأطفال العشرة، وعند محاولة والد أحدهم التوسل إليه، قام باعتقاله مع بقية الأطفال أيضاً».
اعتقل الأطفال العشرة في سجن للدفاع الوطني مدة 24 ساعة ثم أطلق سراحهم بعدها، ولكن آثار التعذيب ظاهرة على وجوه الأطفال وأجسادهم، بسبب لكمهم بالأكف ورفسهم بالأرجل، إضافة إلى أنهم خسروا الامتحان الأخير في المدرسة، بينما ما زال والد أحدهم الذي اعتقل معهم يواجه مصيراً مجهولاً، وتواردت أنباء عن نقله إلى الأفرع الأمنية للتحقيق معه على خلفية الحادثة، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي لـ«القدس العربي».
وبعد ما حصل في حي نهر عيشة وما أقدم عليه صاحب المنزل وشجرة التوت، قام بعض الشبان في الحي المقربين من الأطفال بتهديده بـالقتل، ليهرب من الحي في الليلة ذاتها برفقة زوجته تاركاً خلفه المنزل وشجرة التوت.
«نافذة» معلوماتية تثير نظام بشار الأسد والأردن «يتحسس» مصالحه في العمق بعد غياب الدولة السورية وعمان ترد بحزم على اتهامات دمشق
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: خلافا للمألوف في التعاطي مع الاتهامات السورية مالت الحكومة الأردنية أمس الأول لتذكير النظام السوري بأنها تستضيف مليون ونصف المليون لاجئ سوري تكلفتهم السنوية تقتر ب من ثلاثة مليارات دولارا في الوقت الذي تستوعب فيه المدارس الأردنية 140 ألف طالب سوري.
هذه الوقائع ذكرها الناطق الرسمي الأردني وزير الاتصال الدكتور محمد المومني وهو يعيد التذكير بأن استراتيجية بلاده لا زالت تدعم الحل السياسي للأزمة السورية وتحرص على بقاء «المشكل السوري» داخل حدود سوريا التي لا يوجد فيها اليوم جيش نظامي كما شرح المومني نفسه لـ «لقدس العربي».
رد المومني على الشكوى التي تقدم بها النظام السوري في مجلس الأمن ضد الأردن وخلافا للمرات السابقة جاء حازما وقويا وهو يقترح على الجانب السوري الاهتمام بالأسباب التي تدفع الفوضى في بلاده بدلا من كيل الاتهامات الباطلة لدول الجوار.
الجديد في الموضوع أن استراتيجية «بقاء المشكلة السورية خارج الأسوار» تطورت مع مسارات وسياقات الأحداث بعد سقوط المعبر الحدودي الرسمي بين البلدين، وبعد اقتراب تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ»داعش» من السويداء وتدمر بمعنى الإقتراب لمسافة أكبر من الجانب الأردني الحدودي في المنطقة الشرقية الشمالية.
الوضع الأمني الجديد في الجانب السوري من الحدود دفع الأردنيين باتجاه تعزيز استراتيجيتهم الدفاعية على أساس عدم وجود «دولة» في الطرف المقابل يمكن التفاهم معها، الأمر الذي يبرر بعض مفاصل الإستراتيجية الجديدة مثل الإعلان عن برامج تدريب وتسليح العشائر السنية في درعا ومحيطها وإجراء اتصالات مع الإطار الائتلافي للمجموعات المسلحة المستحكمة في درعا وحتى استشعار ترتيبات جبهة النصرة والحرص على «نافذة معلوماتية واستخبارية» لما يحصل على الطرف الآخر على اعتبار أن ذلك من الحقوق الأساسية للحكومة الأردنية.
وأضح تماما ان نظام دمشق يحاول «معاقبة» الأردن على سلوكه الاستراتيجي الإضطراري الناتج عن «عدم وجود دولة في الطرف المقابل يمكن التحدث معها» خصوصا مع حدود مفتوحة جدا ووضع أمني معقد وسيناريوهات «اقتراب داعش» التي يحسب الأردن حسابها.
لذلك، وبسبب ندرة خيارات البدائل يلجأ نظام دمشق لاتهام الأردن والاسترسال في الشكوى ضده بتهمة دعم الإرهاب وتسليح وتدريب المسلحين وهي اتهامات تنفيها عمان بطبيعة الحال وهي تحاول «تحسس وتلمس» مصالحها في العمق السوري.
وسبق لرئيس الوزراء الدكتورعبدالله النسور ان عبرعن مخاوفه من ان سوريا تصدر اليوم جميع أنواع المشكلات إلى الأردن، فبالإضافة للاجئين تحاول بعض التنظيمات تسريب أو تأمين تسلل مقاتلين، خلافا لعصابات التهريب التي تنشط بقوة في المنطقة المحيطة بدرعا مع إمكانية ولادة نشاطات «جنائية وإجرامية» لهاعلاقة بالسلاح والمخدرات وحتى تجارة البشر.
الوضع في الأردن لا يحتمل المزيد من اللاجئين السوريين، لذلك تحرص الحكومة الأردنية على إيجاد أطراف فاعلة في الجانب السوري من الحدود يمكن التفاهم معها لأسباب أمنية، وهو ما يحصل عمليا مع منظمات الجيش السوري الحر.
وبالنسبة لخبراء ودبلوماسيين لا يمكن أن يتنازل الأردن عن متابعة النافذة الأمنية التي يراقب فيها مجريات الأوضاع في الجانب السوري بسبب المخاطر المحتملة على الأمن القومي الأردني، الناتجة عن انفلات الحالة الأمنية وغياب مظاهر الدولة السورية عن المراكز الحدودية وعدم وجود قوات نظامية واستمرار ظهور قوات الحرس الجمهوري وحزب الله في بعض أطراف درعا.
بمعنى آخر لا يبذل نظام دمشق أي جهد حقيقي للمساعدة في تأمين المصالح الأردنية أو حتى للعودة إلى الاستحكام في حدوده حتى لا ينتج ذرائع للأردن أو لغيره.
وفي المقابل يحرص النظام السوري على التذمر والشكوى وتصدير الأزمة للجانب الأردني حفاظا على استراتيجيه التي تعتبر درعا ومحيطها وبامتياز «مشكلة أردنية».
طيران النظام السوري يلقي براميل «الكلور» مجددا على ريف «جسر الشغور»
سليم العمر
جسر الشغور ـ «القدس العربي» ألقى الطيران المروحي صباح أمس براميل تحوي غاز الكلور السام على كل من قرى البشيرية ومشمشان والشغر، ما أدى إلى وفاة أم وطفلتها نتيجة استنشاق الغاز السام، إضافة إلى أكثر من 60 حالة إصابة نقلت إلى المشافي الميدانية المجاورة تترواح مدى الإصابات بين متوسطة وحرجة.
طارق عبدالحق مسؤول تنسيقية جسر الشغور أكد لـ«القدس العربي» أن الطيران المروحي التابع للنظام السوري على مدار ثلاثة أيام استهدف مدينة جسر الشغور وريفها ببراميل الكلور، مشيراً إلى أن النظام في ساعات الصباح الباكرة يلقي هذه البراميل من ارتفاعات منخفضة، وأكد أن هناك عشرات الإصابات التي تم إسعافها من قبل طواقم الدفاع المدني.
وفضل عدم ذكر المشافي التي نقلت إليها الإصابات بعد استهداف إحدى هذه المشافي أربع مرات متتالية، وأشار إلى أن هناك خشية حقيقية لدى السكان من استمرار النظام من استهداف المدنيين العزل كعقاب جماعي على تحرير مدينة جسر الشغور، أو عدم السماح لقواته بالوصول إلى المشفى الوطني.
قال الدكتور أحمد الذي يعمل في إحدى المشافي في المنطقة، لكنه فضل عدم ذكر اسمها، إنه عاين أربع حالات أعراضها تتماشى مع أعراض الإصابة بغازات سامة، وكان أبرز هذه الاعراض هي ضيق تنفس شديد، وسعال حاد، واحمرار في العينين، مؤكدا أن جميع الحالات التي وصلت إلى المشفى في حال صحية جيدة الآن، ولكن يخشى من عدم قدرة المشافي على تقديم الإسعافات الأولية مع استمرار إلقاء هذه الغازات.
في السياق نفسه بعيد إلقاء براميل الغازات السامة تبعها قصف من الحواجز الجنوبية والشرقية لمدينة جسر الشغور باتجاه معمل السكر والحواجز المحررة القريبة منه، في محاولة من قوات النظام للتقدم باتجاه المشفى الوطـــني بعد عجـــز قواته خلال الأيام الماضية عن الوصول إليها بعد عدة محاولات، وقال هاشم العبدالله، ناشط من المنطقة، لـ«القدس العربي» ان المنطقة لم تشهد قصفا، كما يحدث في الوقت الحالي، والغارات الجوية على المنطقة يصعب احصاؤها، مؤكدا أن الثلاثة أيام الأخيرة تجاوز فيها عدد الغارات 40 غارة جوية.
وقال ناشطون من المدينة المحررة حديثاً أن المشفى الوطني هو النقطة الأكثر أهمية بالنسبة للنظام، ويعمل على فك الحصار عن الضباط العلويين المتواجدين في الداخل، وأكدوا أنه خلال الساعات الماضية كان هناك حالة انشقاق عسكريين فروا من المشفى باتجاه مقاتلي المعارضة، فيما سُمع على أجهزة اللاسلكي التابعة للنظام من قلب المشفى أن ضابطا يهدد جميع الجنود المحاصرين بالتصفية على الفور إذا فكر أحدهم بالانشقاق.
كما قال ناشطون أن هناك ثلاث نساء متن جراء قصف طيران النظام على قرية الكستن المتاخمة لجسر الشغور، ومن بين النساء امرأة حامل في شهرها الثامن ومات الجنين أيضا نتيجة ضغط الانفجار الهائل الذي أدى إلى تدمير عدة مبان من الحي في القرية المذكورة.
الائتلاف السوري يقاطع القاهرة بعد جنيف لمنع تعويم الأسد
عبسي سميسم
على الرغم من عدم عقد مؤتمر “القاهرة 2” حتى الآن، إلا أنّ مؤتمر القاهرة الأول ومؤتمري موسكو الأول والثاني لم تكن لها نتائج مجدية. وأعلنت أطراف مشاركة عدة عن فشلها بعد أن اعتمدت روسيا ومصر على أطراف معارضة لا تملك ثقلاً حقيقياً أو اعترافاً دولياً. وهو الأسلوب نفسه الذي ينتهجه مؤتمر القاهرة الثاني، مما يرجح أن يلاقي المصير نفسه.
وفيما يتوقع أن يعقد مؤتمر “القاهرة 2″، الذي يضم عدداً من أطراف المعارضة السورية نهاية مايو/أيار الحالي، بمشاركة نحو 200 شخصية من مختلف أطياف المعارضة، باستثناء الإخوان المسلمين، صرح مصدر في المعارضة السورية لـ”العربي الجديد” عن قرب انعقاد مؤتمر آخر امتداداً لموسكو 1 وموسكو 2، ولكن هذه المرة سيقام في مدينة أخرى، من المرجح أن يكون في الأستانا في كازاخستان.
ويرى أحد المعارضين السوريين، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن “عقد مؤتمرات عدة للمعارضة السورية من جهات دولية تميل للنظام السوري وتنتهج الأسلوب نفسه، محاولة للالتفاف على بيان جنيف وإعادة تأهيل رأس النظام وقبوله ضمن مرحلة انتقالية”، مشيراً إلى أن مصر باتت تميل لجهة النظام وأصبحت بعيدة عن الثورة السورية، إذ إنها تتعامل مع الوضع في سورية ضمن مقاربة متعلقة بسياستها الداخلية. ويلفت المعارض السوري إلى أن “مؤتمر القاهرة 2 لن تكون نتائجه بعيدة عن نتائج القاهرة الأول وموسكو، بالإضافة إلى مشاورات جنيف التي يجريها المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا”.
وكان عضو اللجنة التحضيرية في مؤتمر “القاهرة 2″، قاسم الخطيب، قد أوضح لوكالة “الأناضول” أن المؤتمر سيبحث وثيقة سياسية تحدد ملامح خريطة الطريق لمستقبل سورية، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة التي لم يذكر تفاصيل عن إعدادها لا تتضمن الإبقاء على الرئيس السوري في مستقبل البلاد. وأشار إلى أن الوثيقة “ترتكز على مبادئ بيان جنيف، وتبحث التفاوض مع نظام بشار الأسد، على أساس تسليم الحكم لحكومة انتقالية مشتركة ما بين المعارضة والنظام، للحفاظ على كيان الدولة”. ولفت إلى أن الهدف من ذلك هو الحفاظ على مؤسسات الدولة وليس النظام، معتبراً أن “هدم كل ما له علاقة بالماضي سيؤدي إلى انجرار سورية إلى مشهد من الفوضى المستمرة”.
إلا أن مصدراً، آخر، في المعارضة السورية، رفض الإفصاح عن اسمه، شكك في نيات مؤتمر القاهرة، مرتكزاً على الضغوط المصرية تجاه عدم مشاركة الائتلاف في القمة العربية الماضية وإعادة تمثيل النظام السوري خلال القمة. ولفت إلى أن “النظام المصري انقلب على الثورة المصرية، وهذا ما يجعله أقرب إلى النظام السوري من الثورة السورية”.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قرر عدم المشاركة في مؤتمر “القاهرة 2″، نتيجة دعوة مصر شخصيات وليس ممثلي أحزاب، بالإضافة إلى مساواة الائتلاف بالأطراف المعارضة كافة، ورفض دعوة جماعة الإخوان المسلمين في سورية. وهذا ما رفضه الائتلاف باعتباره معترفاً به من 114 دولة كممثل شرعي وحيد ومحاور عن الشعب السوري.
كما انتقد نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، مؤتمر القاهرة، لافتاً إلى أن استبعاد أي من مكونات المعارضة غير مقبول من وجهة نظر الائتلاف، داعياً أطراف المعارضة إلى عدم التنازل عن ثوابت الثورة السورية ورصّ الصفوف من أجل إسقاط النظام.
ويأتي رفض الائتلاف المشاركة في مؤتمر “القاهرة 2″ فضلاً عن تخفيض نسبة مشاركته في مشاورات جنيف الثنائية، تعويلاً على مؤتمر الرياض السوري الذي دعا إليه مجلس التعاون الخليجي، والذي لاقى ترحيباً من الائتلاف على الفور. وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ”العربي الجديد” أن مؤتمر الرياض سيضم ممثلين عن طوائف المجتمع السوري، والأحزاب السياسية والفصائل العسكرية والمنظمات الإغاثية والحقوقية كافة. وأشارت المصادر إلى أن المؤتمر يدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد، تقود المرحلة الانتقالية في سورية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصة طائفية وحزبية.
وأوضحت المصادر، أن الوثيقة التي سيتم الخروج بها من المؤتمر وفق المحاصصة الطائفية، هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف في لبنان.
إيران تمنح النظام السوري قروضاً جديدة
اسطنبول – عدنان عبد الرزاق
أبرمت إيران سبع اتفاقيات اقتصادية جديدة مع سورية، من بينها منح قروض لنظام بشار الأسد، فيما أكد خبراء أن هذه الاتفاقيات تعزز النفوذ الإيراني في سورية.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري، أمس، أن سورية وإيران وقعتا عدة اتفاقيات في قطاعات النفط والكهرباء والصناعة والاستثمار، وذلك خلال زيارة علي أكبر ولايتي، نائب الرئيس الإيراني، وأحد أبرز مساعدي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، إلى دمشق.
وتعد إيران الحليف الأبرز لنظام بشار الأسد، وسط تأكيدات بتزويده مليارات الدولارات منذ بدء حربه على الثورة في مارس /آذار 2011.
ولم تعط وكالة الأنباء السورية تفاصيل إضافية عن الاتفاقات، إلا أنها أشارت إلى أن الاتفاقات الجديدة تتناول “سد حاجة السوق السورية من المشتقات النفطية والأدوية والأجهزة الطبية للمشافي وقطع الغيار للمعامل والمنشآت السورية ومحطات الطاقة الكهربائية والصوامع والمطاحن، وتأمين احتياجات القطاع التمويني والزراعي والموارد المائية”.
وتتضمن الاتفاقات الجديدة فتح إيران خط ائتمان (منح قروض)، لتأمين احتياجات السوق السوري، من دون الإعلان عن قيمته. وكانت طهران قد فتحت خط ائتمان بقيمة مليار دولار لمصلحة سورية للمساعدة في دعم العملة المحلية في يونيو/حزيران 2013.
واعتبر رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، أن البلدين “يشكلان فضاء اقتصادياً واحداً ينبغي تنميته وتطويره من أجل تحقيق تكامل اقتصادي بين البلدين”.
كما أشار إلى أن الشركات الإيرانية “ستكون لها الأفضلية في مرحلة البناء والإعمار بالتشاركية مع الشركات الوطنية السورية”.
وأكد المحلل الاقتصادي السوري، صلاح اليوسف، أن “هذه الاتفاقات تعزز سيطرة إيران المطلقة على الاقتصاد السوري”، موضحا أن نظام بشار الأسد منح عقوداً في أكثر القطاعات ربحية كالنفط والكهرباء والأغذية للشركات الإيرانية.
وأضاف اليوسف في تصريح لـ “العربي الجديد”، أن إيران تحاول عبر الاتفاقات استرجاع الأموال التي قدمتها للنظام السوري خلال الحرب، سواء عبر السلاح أو عن طريق تقديم أموال لدعم الليرة السورية تجنباً للسقوط، ولتأمين الرواتب والأجور لموظفي الدولة، بعد تراجع الواردات السورية وتوقف عائدات الخزينة.
وأشار إلى أن الاتفاقيات شملت البرنامج التدريبي للعاملين في الوزارات والمؤسسات السورية، وهو ما يعد “احتلالاً إيرانياً”.
وتزامنت الاتفاقات مع إيران، مع إعلان وزارة النفط السورية، أمس، عن مزايدة خارجية للمرة الأولى تسمح بقيام شركات النفط باستثمار الطاقة التكريرية الفائضة في مصفاتي حمص وبانياس، فيما اعتبره خبراء نفط محاولة لمنح الشركات الإيرانية مجالا لاستخدام البنية التحتية السورية في تكرير الخام الإيراني.
وبحسب المؤسسة العامة لتكرير النفط وتوزيع المشتقات النفطية السورية، فإن كمية النفط الخام الممكن تكريرها في المصفاتين تصل إلى 3.3 ملايين برميل شهرياً.
وقال خبير النفط، عبد القادر عبد الحميد، إن المصافي في سورية لا تعمل بـ 5% من طاقتها التكريرية، بعد تراجع الإنتاج من 380 ألف برميل يومياً عام 2011، إلى نحو 10 آلاف برميل حاليا.
وأضاف عبد الحميد، هذا الإعلان بمثابة التفاف على العقوبات المفروضة على قطاع النفط السوري من الجامعة العربية ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه يسمح للشركات الأجنبية بإدخال النفط الخام وتكريره ثم إعادة تصدير المشتقات الناتجة عنه وهو تضليل وتهرب من العقوبات الدولية.
كما ذكر خبير نفطي، أنه يمكن لإيران استخدام البنية التحتية السورية في تكرير خامها، الذي ينتظر زيادة إنتاجه مستقبلا، عقب رفع العقوبات الغربية عنها.
سقوط آخر قلاع نظام الأسد في محافظة إدلب
الثوار يحررون معسكر المسطومة
في معركة لم تدم سوى ساعات، بات معسكر المسطومة بالكامل وقرية المسطومة المحاذية له بيد الثوار الذين حرروا أيضاً قرية نحليا القريبة بعد الضربات التي وجهوها لقوات النظام داخل القرية، ما أدى الى انهيار كامل لتلك القوات التي بدأت الانسحاب باتجاه أريحا.
ويُعد معسكر المسطومة واحداً من أكبر قلاع النظام في الشمال، وغرفة عمليات قيادة قوات النظام في إدلب. وبتحرير المسطومة ستكون قوات النظام في أسوأ حالتها في أريحا التي باتت مكشوفة بالكامل أمام جيش الفتح الذي ينوي دخولها في الأيام القادمة، وفق مصادر من «جيش الفتح«، الأمر الذي سيسقط آخر خطوط الدفاع الأولى عن منطقة اللاذقية على الساحل السوري، ويكشف الساحل تماماً لهجمات الثوار.
وكان الثوار بدأوا معركة تحرير المعسكر منذ يومين حيث حرروا قرية المقبلة غرب المسطومة في اليوم الأول، ومن ثم تم تحرير 12 حاجزاً ونقطة داخل قرية المسطومة ومن ثم فرض الحصار الكامل حول أسوار المعسكر.
وفي اليوم الثاني استمر الحصار مع دك حصون المعسكر بوابل من صواريخ الغراد والفيل وجهنم محلية الصنع، مع إعادة تنظيم خطوط جيش الفتح تمهيداً للاقتحام.
في اليوم الثالث (صباح أمس)، بدأ الثوار الاقتحام بقصف مدفعي عنيف استهدف الدشم والخطوط الأمامية من المعسكر وتمكنوا من تدمير العديد من الدبابات والمدافع التي كانت تعيق تقدمهم، لتبدأ بعد الظهر عملية اقتحام المعسكر بعد انهيار معنويات العناصر داخله، ليصل الثوار وخلال ساعة فقط إلى معسكر المسطومة ليعلنوه محرراً بالكامل بعد فرار قوات النظام فيه وفي نحليا إلى قرية أريحا، وبدأ الثوار ملاحقة فلولها في البساتين.
وقال حسام أبو بكر، القيادي في جماعة «أحرار الشام« التي تشارك في تحالف المعارضة المسلحة الذي استولى على القاعدة إن المقاتلين سيواصلون تقدمهم صوب أريحا ومناطق أخرى. وقال لوكالة «رويترز« عبر الانترنت «تم تحرير القاعدة والقتال يدور حالياً غربي مسطومة. انسحب ما تبقى من الجيش«.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس« «انسحبت كل قوات النظام من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة إدلب»، مشيراً الى أن المعسكر «هو الآن بكامله تحت سيطرة جيش الفتح».
وأقر إعلام النظام ضمناً بانسحاب قوات النظام من المعسكر، إذ أورد التلفزيون في شريط اخباري عاجل أن «وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا» الواقعة على سبعة كيلومترات من المسطومة. وأشار الى أن «عناصر الوحدة بخير».
ولا يزال حوالى 150 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها محاصرون في المشفى الوطني في جسر الشغور. وذكر المرصد السوري الثلاثاء أن «طائرات تابعة للنظام ألقت سلالاً غذائية للمحاصرين داخل المشفى الموجود في جنوب المدينة».
وتلقى النظام السوري خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة ضربات في محافظة إدلب بخسارته مركز المحافظة، ثم مدينة جسر الشغور الاستراتيجية ومعسكر القرميد.
(سراج برس، رويترز، أ ف ب)
المعارضة السورية تسيطر على معسكر المسطومة والوجهة أريحا
أحمد العكلة-ريف إدلب
سيطر جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة على معسكر المسطومة بالكامل بريف إدلب (شمال سوريا) بعد معارك عنيفة مع قوات النظام المتمركزة فيه، وواصلت عناصره الزحف باتجاه مدينة أريحا بعد سيطرتها على عدة حواجز إستراتيجية في جبل الأربعين المطل على مدينة أريحا.
وكان جيش الفتح قد سيطر في وقت سابق على كامل قرية المسطومة ومعسكر الطلائع، أكبر معقل للنظام في ريف إدلب، بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام، وتكبدت قوات النظام خسائر كبيرة، وانسحبت إلى بلدة أريحا جنوب معسكر المسطومة.
من جهتها، قالت وكالة سانا الرسمية إن قوات الجيش السوري التي كانت تتمركز في المعسكر انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا، وإن عناصره بخير، حسب تعبير الوكالة.
وقال أبو عبيدة الحموي أحد القادة الميدانيين في جيش الفتح للجزيرة “إن الهدف التالي لجيش الفتح هو أريحا القريبة، والهدف النهائي نقل المعركة إلى عقر دار النظام في اللاذقية”.
إنهاك
من جهته، قال أبو أحمد الأنصاري -أحد عناصر جند جيش الفتح الذين اقتحموا معسكر الطلائع- للجزيرة نت إن “السيطرة على المعسكر جاءت بعد إنهاك قوات النظام الموجودة داخل المعسكر بعد استهدافها بمدافع جهنم محلية الصنع وقذائف الهاون بشكل مركز”.
وأضاف “بعد ذلك اقتحم المقاتلون المعسكر، مما أدى إلى هروب عشرات الجنود باتجاه مدينة أريحا، تاركين خلفهم أسلحتهم وعتادهم، واستطعنا قتل عشرات الجنود وأسر آخرين”.
ويضيف الأنصاري “الهجوم جاء بعد حصولنا على معلومات من عناصر منشقة من داخل المعسكر بأن قوات النظام تتجاوز ألف جندي ومعنوياتها منهارة، وبعد السيطرة عليه استحوذنا على خمس دبابات وراجمات صواريخ وأسلحة وذخيرة، ودمرنا عددا كبيرا من الدبابات والآليات”.
زحف
وبعد السيطرة على معسكر المسطومة، واصلت قوات جيش الفتح الزحف باتجاه مدينة أريحا، بعد سيطرتها على عدة حواجز إستراتيجية في جبل الأربعين المطل على مدينة أريحا، واستطاعت السيطرة على حاجزين بالقرب من أطراف المدينة، مما جعل مقاتلي جيش الفتح على مشارفها ينتظرون ساعة الهجوم.
ويقول أبو سعيد -أحد مقاتلي جيش الفتح- للجزيرة نت “سمعنا مكالمات لضباط بقوات النظام يشتمون بعضهم في مدينة أريحا على القبضات اللاسلكية بسبب خسارتهم معسكر المسطومة وشعورهم بقرب جيش الفتح منهم أكثر فأكثر”.
وأضاف “لقد أصبحنا على مشارف المدينة بانتظار ساعة الهجوم، وبالنسبة لنا كل الدروب تؤدي إلى تحرير المدينة من قوات النظام ومواصلة الطريق باتجاه بلدة محمبل، آخر معاقل النظام”.
ويؤكد أبو سعيد أن من شأن هذه المعركة أن تجبر قوات النظام على الانسحاب إلى القرى الموالية للنظام في سهل الغاب، وتخفيف الضغط على قوات المعارضة التي تصد محاولات قوات النظام التي تسعى لفتح طريق لقواتها المحاصرة داخل المشفى الوطني في جسر الشغور”.
ومن جهة أخرى، قامت قوات النظام بقصف بلدة دركوش في ريف جسر الشغور بالطيران الحربي، مما أدى إلى وقوع العشرات بين قتيل وجريح.
يشار إلى أن معسكر المسطومة يتمتع بموقع إستراتيجي بين مدينتي إدلب وأريحا، وكان يعرف سابقا باسم معسكر طلائع البعث.
ومع بداية الثورة حولته قوات النظام إلى قاعدة عسكرية لإدارة العمليات العسكرية في ريف المحافظة.
تقليص حجم المساعدات للاجئين السوريين في الخارج
دبي – قناة العربية
اضطر “برنامج الغذاء العالمي” إلى تخفيض قيمة القسائم الغذائية من مليون و900 ألف شخص إلى مليون و700 ألف لاجئ سوري في الخارج لنقص التمويل وكثرة الأزمات وزيادة الاحتياجات.
فمعاناة ملايين اللاجئين السوريين في دول الجوار تزداد يوماً بعد يوم، فمع دخول الثورة والنزاع عامهما الخامس، أصبح الصراع من أجل البقاء أكثر صعوبة.
فتفاقم أعداد اللاجئين، وقلة التمويل لدى وكالات الإغاثة الدولية، اضطرا “برنامج الغذاء العالمي” إلى تقليص حجم المساعدات للاجئين السوريين في الخارج للتركيز على الفئات الأكثر ضعفاً بنحو 30%.
سحب المعونات المالية والكوبونات الغذائية التي لا تكاد تكفي لسد احتياجات الأسر، دفعهم إلى الاكتفاء بوجبة يومية واحدة، وإخراج أطفالهم من المدارس والزج بهم في سوق العمل لتأمين متطلبات الحياة اليومية.
شح المساعدات الإنسانية طال أيضاً المؤسسات الخيرية في لبنان، فاستمرار تدفق أعداد اللاجئين السوريين وضع ضغوطاً كبيرة, دفعت المتطوعين إلى جوب شوارع بيروت لجمع المال في صناديق خيرية، لتذكير الأهالي والدول والمنظمات بضرورة عدم التخلي عن مساعدة النازحين.
وتعاني وكالات المعونة الدولية، من نقص حاد في التمويل بسبب ارتفاع احتياجات ومتطلبات الأزمات العالمية الأخرى، حيث قدم مؤتمر الدول المانحة الذي أقيم في مارس الماضي أقل من نصف المبلغ المطلوب لهذا العام.
داعش.. استنفار أمني بعد مقتل أبو سياف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تسبب الهجوم الأميركي الذي شنته قوات خاصة على مجمع سكني، واستهدف أحد قياديي “تنظيم الدولة” بسوريا، في مفاجأة كبيرة للتنظيم، إذ لم يسفر عن مقتل الهدف المعلن المتمثل في المسؤول التونسي، أبو سياف، فحسب بل أدى أيضا إلى مقتل شخصيتين بارزتين من أعضائه.
ويدرس التنظيم خيارات لمنع مثل هذه الهجمات في المستقبل أو إفشالها، منها تشديد الإجراءات الخاصة بتجنيد عناصر جديدة، وبحث تشكيل وحدة لصد هذا النوع من الهجمات في المستقبل، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
ويقول مقاتلون في التنظيم إنهم مقتنعون أن جاسوسا اخترق الجماعة، وسرب معلومات مهمة ساعدت القوات الأميركية الخاصة في استهداف منزل القيادي أبو سياف التونسي في الساعات الأولى من صباح السبت، لا سيما أن الهجوم جاء في وقت تم فيه سحب معظم الحراس والمقاتلين الذين يوجدون عادة في المجمع السكني الذي يسكنه أبو سياف للمشاركة في معركة في منطقة أخرى.
وقال أحد مقاتلي التنظيم داخل سوريا لوكالة “رويترز”، طلب عدم نشر اسمه: “ما حدث درس لنا. لقد أعطانا درسا ألا نستهين بعدونا مهما حدث وبغض النظر عمن هو”.
ولم يصدر التنظيم المتطرف بيانا رسميا بعد عن الهجوم الذي وقع في محافظة دير الزور، ولا تظهر أي دلائل تشير إلى تأثير مقتل أبو سياف على الحياة اليومية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وقال أحد السكان في مدينة الرقة بشمال شرق سوريا، التي تعتبر العاصمة الفعلية للتنظيم، إن الحياة تسير دون تغيير، لكن في دير الزور استنفرت عناصر الأمن التابعة لداعش.
وأبدى مقاتلون تابعون للتنظيم دهشتهم في بداية الأمر من إمكانية حدوث هجوم من هذا النوع ولم يتطرق أنصاره على وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عنه بدرجة تذكر أو لعلهم تجاهلوه تماما.
ويدعي التنظيم بأنه غير قابل للاختراق من أجهزة المخابرات الأجنبية، خاصة في سوريا لاعتقاده أنه قادر على اجتثاث مخترقيه قبل أن يتمكنوا من إحداث أي ضرر.
في غضون ذلك، يقول مقاتلون ومصادر جهادية إن هيكل التنظيم وضع بطريقة تسمح باحتواء تداعيات مقتل الشخصيات البارزة.
وكانت قوة (دلتا) الأميركية قد وصلت إلى عمق شرق سوريا في الساعات الأولى من صباح السبت لشن هجومها البري لتحيد عن اعتمادها المعهود على الضربات الجوية وحدها لضرب التنظيم الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق.
وخلال الهجوم قتلت القوات الأميركية أبو سياف الذي تعتقد واشنطن أنه كان مسؤولا عن الإشراف على المعاملات المالية لداعش وأنه كان له دور في التعامل مع الرهائن الأجانب.
غارات التحالف على سوريا “تقتل 170 مسلحا من تنظيم الدولة“
قتلت غارات عنيفة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على شمال سوريا 170 من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على الأقل خلال فترة 48 ساعة أوائل هذا الأسبوع، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وينسق التحالف حملته الجوية على محافظة الحسكة الشمالية مع المليشيات الكردية، التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض هناك.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قد أعلنت أن قوات كوماندوز خاصة نفذت الأسبوع الماضي عملية خاصة بطائرة مروحية انطلقت من الأراضي العراقية.
وتعد هذه العملية أول عملية خاصة أمريكية معلنة تنفذ على الأراضي السورية منذ المحاولة الفاشلة لإنقاذ رهائن أمريكيين من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في الصيف الماضي.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن “العملية استهدفت قياديا يدعى أبو سياف ولم تحدث أي خسائر في صفوف القوات الأمريكية”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي أن نحو 19 مسلحا من عناصر تنتظيم الدولة الإسلامية قتلوا في غارة نفذتها القوات الأمريكية في سوريا وأن من بين القتلى 12 شخصا من غير السوريين.