أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 23 تشرين الأول 2013

مؤتمر لندن: لا مستقبل للأسد في حكم سورية

لندن – رندة تقي الدين وبارعة علم الدين؛ نيويورك – «الحياة»

أبلغ رئيس «الإئتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا اجتماعاً وزارياً ضم 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سورية» في لندن أمس «خمس لاءات» تتعلق بحضور مؤتمر «جنيف – 2» المزمع عقده الشهر المقبل، قائلاً إنه لن يقبل المشاركة فيه إلا إذا كان هدفه الترتيب لخروج الرئيس بشار الأسد الذي وصفه بـ «السفاح» من الحكم وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية.

وجاء موقف المعارضة، رغم ضغوط مورست عليها من دول غربية فاعلة لحضور «جنيف – 2»، ورغم استباق الرئيس الأسد المطالبة المتوقعة برحيله وإعلانه أول من أمس أنه «لا يرى مانعاً» من ترشحه لولاية رئاسية جديدة العام المقبل. وكانت المعارضة قالت انها لن تعلن موقفها النهائي من «جنيف-2» الا بعد اجتماع قيادتها في اسطنبول، إلا أنه كان واضحاً أنها نالت تأييداً من خلال إعلان الدول الـ 11 من «أصدقاء سورية» أن لا مستقبل للأسد وان «جنيف-2» هدفه الأساسي تطبيق «جنيف-1»، أي خروج الرئيس السوري من الحكم لمصلحة حكومة «كاملة الصلاحيات».

وأكد الجربا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعد خلال مؤتمر «أصدقاء سورية» أمس بأخذ مطلب «الإئتلاف» تأمين ممرات إنسانية خصوصاً في المناطق المحاصرة مثل الغوطة الشرقية وحمص القديمة، على أن يُنفّذ هذا المطلب قبل انعقاد مؤتمر «جنيف-2». واعتبر أن مؤتمر لندن كان إيجابياً لأنه وللمرة الأولى تتفق جميع الدول الحاضرة على كل بنود البيان الذي صدر عنه.

وكان لافتاً تشديد الجربا على أن «الإئتلاف» لا يرحب إطلاقاً بحضور إيران المؤتمر، متهماً الإيرانيين بـ «احتلال» سورية من خلال قوات «حزب الله» و»لواء أبو الفضل العباس» وقوات «الحرس الثوري». وقال إن إيران تساعد الرئيس السوري في قتل شعبه. لكنه اضاف أن المعارضة ستقبل مشاركة إيران في «جنيف-2» مرغمة إذا كانت هذه المشاركة كجزء من حضور وفد النظام السوري. وقال إن قرار المشاركة في المؤتمر أو مقاطعة أعماله سيتخذ في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل خلال انعقاد الهيئة العامة للإئتلاف الوطني السوري في اسطنبول.

من جهته، أكد كيري أن «جنيف-2» سيكون مبنياً على أساس «جنيف-1»، وهذا يعني أنه بنتيجة المؤتمر سيكون هناك مرحلة انتقالية وإدارة انتقالية يتفق عليها الفرقاء السوريون المجتمعون في «جنيف-2» وهم من سيقرر مصير حكم الرئيس الأسد.

ورداً على سؤال عن العلاقات الأميركية – السعودية، تحدث الوزير بإسهاب عن نقاط التوافق والالتقاء بين بلاده والمملكة العربية السعودية، واصفاً العلاقات بأنها متينة وستستمر. وفي هذا المجال قال كيري إن حكومته تتوافق مع الحكومة السعودية بالنسبة إلى إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس المبادرة السعودية التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تبنتها قمة بيروت العربية. وتابع أنه أبلغ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس أول من أمس قلق الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني.

من جهته، وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اجتماع الدول الـ ١١ من «اصدقاء سورية» بأنه كان مثمراً، إن لجهة الدعم والتأييد لمؤتمر «جنيف-٢» أولـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وقال في لقاء صحافي مقتضب في قاعة محطة «يوروستار» قبل مغادرته لندن عائداً إلى باريس، إن بيان الاجتماع كان مبيناً على مشروع فرنسي وتم تنسيقه مع بريطانيا ودول عربية مثل السعودية وقطر وغيرها لاجراء التعديلات عليه. وقال إنه «بيان حازم» يذكّر بهدف «جنيف-٢» وهو انتقال سياسي في سورية لا مكان لبشار الأسد فيه، مع إنشاء حكومة انتقالية طبقا لما ورد في بيان «جنيف-١». وتابع أن البيان يؤكد أن الائتلاف السوري المعارض ينبغي أن يكون «قلب المعارضة وقائدها»، كما يؤكد ضرورة إحراز تقدم على الصعيد الإنساني الملح لأن هناك تناقضاً غير مقبول من خلال السماح لبعثات الأمم المتحدة بالذهاب إلى المواقع الكيماوية السورية لكن لا يُسمح لها بتقديم المساعدات الإنسانية.

وقال فابيوس «اننا نتمنى أن يعقد مؤتمر جنيف ٢ لأن الحل الوحيد هو سياسي ولكن من اجل أن يعقد المؤتمر ينبغي ان يكون من جهة اعضاء المعارضة المعتدلة ومن جهة أخرى بعض اوساط النظام ولكن دون بشار الأسد. فإذا لم يحصل هذا ستكون النتيجة صراعاً دون نهاية بين نظام بشار الأسد والمتشددين، مع انفجار سورية ونتائج خطيرة على المنطقة بأسرها وعلينا أيضاً مع صعود الحركات الارهابية».

وقال فابيوس إن الشرط الاساسي لمشاركة ايران في المؤتمر هو قبولها «جنيف -١» وحكومة انتقالية تجرّد الاسد من كل صلاحياته و «طالما ايران لم تقبل ذلك فلا يمكن ان تشارك».

وقال فابيوس لـ «الحياة» إن ما عبر عنه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون باسم الجميع «اننا نأمل عقد مؤتمر جنيف ٢ في منتصف تشرين الثاني، ولكن ليس هناك بعد تاريخ محدد لأن المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي ما زال يجول في المنطقة»، مضيفاً ان التاريخ الذي اعلنه امين عام الجامعة العربية هو قريب من منتصف تشرين الثاني (نوفمبر).

وقال فابيوس «إن لا احد منطقي يتصور ان اي حل سياسي يكون ببقاء الاسد».

وعما اذا كان الجانب الاميركي طمأن اصدقاء سورية ان الادارة الاميريكية لن تذهب الى صفقة ثنائية مع روسيا في «جنيف – ٢»، قال: «انني اصدق ما اسمعه وما رأيته من الاميركيين خلال هذا الاجتماع للدول ١١ وعلى اساس البيان الذي صدر وهو نص فرنسي تم وضعه منذ عشرة ايام وتم التنسيق في شأنه مع اصدقائنا العرب والاميركيين (وهم) وافقوا على هذا النص وهم ايضا ملتزمون كليا مثلنا بهذا النص».

وفي نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المنظمة الدولية تعمل بإصرار على عقد «جنيف ٢» في وقت يستعد الإبراهيمي لعقد «اجتماع ثلاثي مع مسؤولين أميركيين وروس» في جنيف في ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) «يتبعه في اليوم نفسه اجتماع يضم الى الإبراهيمي ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن». وقال بان إن الإبراهيمي سيجري جولة في المنطقة ستشمل سورية وأن تحديد موعد مؤتمر جنيف 2 «يجب أن يتم سريعاً ولكن لا يزال أمامنا عمل صعب لإنهاء كل التفاصيل وأن قضايا حساسة لا تزال قائمة» في شأن المؤتمر.

وقال مساعد بان للشؤون السياسية جيفري فلتمان إن «جهد الأمم المتحدة منصب على عقد المؤتمر في منتصف نوفمبر بهدف مساعدة السوريين على إطلاق عملية سياسية تؤدي الى اتفاق على كيفية تطبيق إعلان جنيف ١ بالكامل وتأسيس هيئة حاكمة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة». وقال فلتمان في اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط إنه «بوجود عملية سياسية بغض النظر عن صعوبتها هناك أمل بأن سورية جديدة ستنهض ومن دونها ليس هناك سوى المزيد من الدمار لسورية ولمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة». وإذ أشاد بالتقدم في ملف الأسلحة الكيماوية إلا أنه اعتبر «أنه لن يجلب النهاية لمعاناة الشعب السوري».

تدمير الكيماوي لا يؤثر في قوة الأسد

لندن ـ رويترز

في يوم الأحد الموافق 29 أيلول/سبتمبر، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد للعالم في مقابلة أذاعها التلفزيون الايطالي اعتزامه التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد قبوله اتفاقاً تم التوصل إليه بوساطة روسيا لإثناء الولايات المتحدة عن اتخاذ إجراء عقابي.

وفي صباح ذلك اليوم أسقطت قواته فيما يبدو بعضاً من أقوى الأسلحة التقليدية التي استخدمت حتى الآن في الحرب الأهلية في بلدة الرقة. وبفحص الأدلة التي عثر عليها في مكان الهجوم وبعد شهادات الشهود خلصت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الانسان إلى ان القتلى البالغ عددهم 14 شخصاً كثيرون منهم أطفال لاقوا حتفهم نتيجة استخدام “قنابل فراغية”.

ورغم أن الحكومة السورية تعمل مع مفتشي الأمم المتحدة لتدمير أسلحتها الكيماوية بموجب قرار لمجلس الأمن، يشير حجم الترسانة المتبقية وتعثر وصول الإمدادات لخصوم الأسد إلى انه ليس هناك ما يدعوه لأن يخشى من التخلي عن قذائف الغاز السام من النوع الذي قتل مئات في مناطق تسيطر عليها المعارضة قبل شهرين ودفع واشنطن إلى التلويح بالعقوبات.

والقوة المسلحة النسبية يصعب تقديرها وهي مجرد عامل من عدة عوامل يمكن أن تحسم نتيجة الحرب التي قسمت سورية على أسس طائفية وجرت إليها قوى خارجية متنافسة. لكن استخدام الأسد مثل هذه الأسلحة القوية في وقت يتركز الاهتمام الدولي فيه على تفكيك أسلحته الكيماوية، يؤكد المصاعب التي تواجهها المعارضة وحلفاؤها الغربيون الذين يريدون إجباره على التنحي.

وتشير بيانات الحركة الجوية إلى ان بعض الدول ربما أوقفت شحن أسلحة إلى معارضي الاسد كما أن هناك دلائل اخرى على تعثر وصول الامدادات الى المعارضة رغم تعهد الولايات المتحدة بالمساعدة وهو ما قد يفسر المكاسب الحكومية في الاونة الاخيرة. وتزداد جهود تسليح جماعات المعارضة الأخرى تعقيداً وسط مخاوف الغرب من وجود اسلاميين في صفوف المعارضة.

وقال ديفيد هارتويل المحلل بمؤسسة “آي إتش إس جينز “في الوقت الذي يزداد فيه القلق من النفوذ الاسلامي يبدو الصراع بين المعارضين أكبر مما يحصلون عليه من امدادات”.

القنابل الفراغية

القنابل الفراغية جزء صغير لكنه مخيف في الأسلحة التقليدية التي تستخدمها المدفعية والدبابات والطائرات والتي طورتها القوات السورية منذ نشوب القتال عقب احتجاجات بالشوارع في عام 2011. ويعتقد خبراء ان القنابل التي أسقطت على الرقة روسية الصنع مثلها مثل كثير من معدات الاسد. وهي تفجر سحابة من البخار فوق الارض مع انفجار هائل يمتص الاكسجين من منطقة واسعة. ويتسبب هذا في إزهاق الأرواح بطرق مختلفة منها تمزق الرئة.استخدمت القوات الروسية هذه القنابل في الشيشان واستخدمها الأميركيون مع طالبان في أفغانستان ويرجح البعض أن تتسبب في قتل مدنيين إذا استخدمت في ميادين المعارك بالمناطق الحضرية في سورية.

ويقول ناشطون من المعارضة ومراقبون مستقلون يتابعون تسجيلات الفيديو على الإنترنت وروايات عن القتال في سورية إن هذا لم يردع قوات الاسد عن استخدام القنابل الفراغية. وظهرت في الآونة الأخيرة دلائل على أن القوات السورية تسقط “قنابل برميلية” بدائية وغيرها من المتفجرات المحلية الصنع مما دفع بعض المحللين إلى التساؤل عما إن كان هناك نقص في الامدادات العادية. لكن من غير المرجح نفاد واحدة من أكبر الترسانات في المنطقة قريباً. وتشير تقديرات خدمات الأبحاث بالكونغرس الاميركي إلى أن سورية اتفقت في السنوات الثلاث السابقة على اندلاع القتال على مشتريات أسلحة قيمتها خمسة بلايين دولار معظمهما من روسيا. ويعتقد كثير من الخبراء ان روسيا وايران قدمتا مزيداً من الأسلحة منها قطع غيار لكي يستمر عمل أجهزة الرادار والطائرات والنظم الاخرى.

واستمر قصف بطاريات المدفعية السورية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة لأيام. وفي آب/اغسطس، قالت المعارضة ان الجيش السوري أطلق مواد فوسفورية ومواد مماثلة احرقت بشرة المدنيين الذين تعرضوا لها ذلك إلى جانب هجمات الغاز السام قرب دمشق التي أنحت الحكومة بالمسؤولية فيها على المعارضة. ويقول خبراء يتابعون الصراع ان الجيش استخدم أيضاً قنابل فراغية من قبل. وقالت “هيومن رايتس ووتش” ان الهجوم على الرقة شمل على الارجح ذخائر “أو.دي.إيه.بي” الروسية الصنع.

وقالت بريانكا موتابارثي الباحثة بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” “بينما يسعى العالم للسيطرة على الاسلحة الكيماوية السورية تقتل القوات الحكومية المدنيين بأسلحة أخرى بالغة القوة”. وقالت منظمة مكافحة العنف المسلح في الشهر الماضي ان ذخائر “أو.دي.إيه.بي-500 بي.إم” ضمن الأسلحة “القذرة” لدى سورية وهي المتفجرات البالغة القوة أو غير الدقيقة التي يجب عدم استخدامها في مناطق مأهولة بالسكان. كما أشارت الى الدبابة تي-72 التي تستخدم قذيفة إم240 -وهي أكبر قذيفة مورتر في العالم- وصواريخ غراد. ومعظم هذه الذخائر استخدمتها قوات الأسد -وإن كان المعارضون استولوا على بعضها وأطلقوها- كما تم استخدام أساليب حرب العصابات مثل الشاحنات الملغومة.

مشاكل المعارضة

وتظهر قوات الأسد في وضع دفاعي في أجزاء من البلاد خاصة الشرق. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة ان 47 الف جندي ومقاتل من الميليشيات الموالية للاسد قتلوا منذ عام 2011 وهو ما يمثل 40 في المئة من إجمالي عدد الذين قتلوا في الحرب. لكن الحكومة حققت مكاسب مهمة وخاصة في مناطق حول دمشق. وقال العديد من قادة المعارضة لـ”رويترز” إن السعي للحصول على السلاح يمثل تحدياً مكلفاً يوفّر تجارة مربحة للمهربين الذين يعملون من لبنان وليبيا.

ويقول مسؤولون أميركيون ان واشنطن بدأت تنفذ تعهداً قدمته في حزيران/يونيو بتسليح المعارضة. لكن الشحنات تقتصر حتى الآن بدرجة كبيرة على الأسلحة الصغيرة مثل البنادق. وقدمت بعض الحكومات الغربية معدات عسكرية “غير فتاكة” لجماعات المعارضة مثل أنظمة اللاسلكي والسترات الواقية.وقدمت دول خليجية مزيداً من السلاح بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات. لكن الانقسامات بين جماعات المعارضة واقتتالها عرقل عملها. ومع تشديد تركيا والاردن القيود على الحدود حذرا من الجماعات الاسلامية التي انتشرت داخل سورية بات وصول الشحنات أكثر صعوبة. وفي الشهور القليلة الاولى من هذا العام أظهرت بيانات الحركة الجوية التي حصل عليها معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام واطلعت عليها “رويترز” تنظيم عدة رحلات جوية لتركيا اسبوعيا بطائرات نقل من طراز سي-17. لكن المعهد قال انه كانت هناك ثلاث رحلات فقط منذ بداية آب/اغسطس. ويعتقد المعهد ان الطائرات كانت تحمل اسلحة ربما كان بينها صواريخ “إف.إن-6” الصينية الصنع المضادة للطائرات وصواريخ “إتش.جيه-8” المضادة للدبابات والتي ظهرت في سورية في ذلك الوقت.

وأدى اتفاق الامم المتحدة بشأن الاسلحة الكيماوية لدى سورية – والذي كان بمثابة اتفاق نادر بين موسكو وواشنطن بخصوص الصراع – إلى جهود جديدة للتفاوض على السلام في جنيف. لكن لا يبدو هناك احتمال يذكر لأن توقف الاطراف المتحاربة على الفور استخدام كل الاسلحة المتاحة لها بحيث تكون لها اليد العليا.

العطية لـ «الحياة»: الإفراج عن السجينات السوريات في أيام قليلةولا اتصال مع الأسد واللواء إبراهيم نقل مطالب الثوار

لندن – رندة تقي الدين

بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في باريس مساء أول من أمس تحدث وزير الخارجية القطري خالد العطية، وهو في طريقه إلى لندن حيث شارك امس في اجتماع أصدقاء سورية الـ11، إلى «الحياة» عن الدور القطري في الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، وروى انه عندما زار الرئيس اللبناني ميشال سليمان قطر طلب من أميرها أن يتدخل بالموضوع «وفعلاً وجهنا الأمير لنذهب ونرى ما هي قضية المخطوفين التسعة. وقد بحثنا وعرفنا مع من هم موجودون، وبدأنا نتصل بالخاطفين ونتفاوض معهم. وكنا نتكلم من نواح إنسانية وهم أيضاً تكلموا معنا من ناحية إنسانية وكان لديهم معتقلون لدى النظام السوري».

وعما إذا كان المخطوفون مع جماعات «دولة الشام والعراق» أو «جبهة النصرة» قال العطية: «لا، أبداً ليست لهم علاقة على الإطلاق، لا مع دولة الشام والعراق، ولا مع جبهة النصرة. هم فصيل من الثوار في منطقة أعزاز. وحزنوا حقيقة لوجود الطيارين التركيين اللذين خطفا كرهينتين. هؤلاء الثوار لديهم مشكلة مع النظام السوري وليس مع الجانب اللبناني».

وهل كان لقطر اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد كي تتم هذه الصفقة؟ قال:« هناك أطراف عديدون في العملية. هي معادلة بسيطة جداً لا تحتاج إلى أن يتهمنا أحد بأن لدينا قنوات اتصال مع النظام السوري. فاللواء عباس إبراهيم فاوض عن الجانب اللبناني مع النظام السوري ولديه اتصال معه، ونحن تفاوضنا مع اللواء إبراهيم وأوصلنا إليه مطالب الثوار وهو بدوره أوصلها إلى النظام السوري. فكيف نتهم بالتواصل مع النظام السوري في مسالة فيها أسرى من كل الأطراف ومفاوضون عن كل الأطراف».

وعما جعل النظام السوري يوافق على ذلك قال: «هذا سؤال يجب ان يوجه الى الوسيط اللبناني، ولقد حصلنا على ضمانة هذا الوسيط بأن يقنع النظام بالإفراج عن السجينات السوريات في سجون النظام».

وعن عدم الإفراج عنهن بعد، قال: «عملية تحديد الأماكن والتجميع تأخذ وقتاً».

> وكم تستغرق من الوقت؟

– «إنشاء الله أياماً قليلة».

وعما إذا كانت قطر ضمنت للثوار الإفراج عن السجينات قال: «بناء على ضمانة الجانب اللبناني الأكيدة قمنا بتقديم هذه الضمانة لأننا كنا في وضع لا نستطيع فيه أن نتخلى عن تسلم ٩ معتقلين لبنانيين، لأن بعد أن اتصل فخامة الرئيس اللبناني بسمو الأمير الذي ضمن وجود المعتقلين التسعة، خفنا على حياتهم نظراً إلى الظروف واضطررنا لتسلمهم تلبية لوعد الأمير للرئيس سليمان والوسيط اللبناني اكد انه سيسلمنا السجينات السوريات».

وعما إذا كان يؤكد أن قطر ليست لها قناة اتصال مع النظام السوري أو أنها غيّرت سياستها، قال:« لا نعلم لماذا هذا الهجوم على قطر، لكننا نعتمد على الحقائق. فنحن مع الشعوب وثوراتها وهذا مبدأ ثابت في قطر من زمن بعيد. وليس هناك أي اتصال مع الأسد».

وعن علاقة قطر بإيران و»حزب الله» قال: «ايران دولة جارة تربطنا بها علاقات على كل المستويات. ولكننا نختلف معها في موضوع سورية. تكلمنا مع الإيرانيين وقلنا لهم إننا لا نتفق معهم في السياسة السورية. فلماذا علينا أن نعمل ما يرغب فيه الآخرون».

وعن معنى توقيع مجلس التعاون الخليجي بياناً ينتقد سياسة ايران و»حزب الله» قال: « هناك فرق بين علاقة دولة بدولة أخرى وعلاقة دولة بحزب نعتبره في قطر حزباً مقاوماً في ٢٠٠٦ وقفنا معه، لكننا لا نستطيع ان نقف مع «حزب الله» في وقت كان الشعب السوري في ٢٠٠٦ فتح أبوابه ومنازله لأهالي الحزب والآن يذهب شباب «حزب الله» ليقاتلوا هؤلاء الذين رحبوا بهم واستقبلوهم وقدموا لهم العون. فهذا غير مقبول وليس لدينا اتصال مع «حزب الله». نتمنى من الحزب أن يسحب مقاتليه من سورية وهذا قد يساعد كثيراً في مسألة الحل في سورية ويخفف الاحتقان والغليان الطائفي في المنطقة».

ورداً على سؤال إذا كان الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين سيغير علاقة قطر بـ «حزب الله» أجاب:« هذا موضوع إنساني بحت ونحن لا ننتظر أن يغيّر شيئاً في العلاقة. وأخواتنا السوريات اللواتي ما زلن في السجون هم أيضاً بشر ولهم حق علينا وعلى الضامن اللبناني أن يــسرع اليوم قبل الغد للإفراج عنهن».

وعن انعقاد «جنيف- ٢» ومشاركة المعارضة السورية، وهل حصلت دول الخليج على تطمينات أميركية بأن الإدارة الأميركية لم تتخل عن نص ومبدأ «جنيف- ١» قال:« تصريحات الحكومة الأميركية وما تقوله لنا دائماً إنها واضحة بالنسبة إلى «جنيف -٢» وإنها مبنية على المبادئ الستة لـ «جنيف- ١» . الآن السؤال ليس موقف أميركا من جنيف لأنه واضح في شأن وجود حكومة انتقالية لديها كل الصلاحيات بما في ذلك العسكرية والأمنية والرئاسية. ولكن السؤال ماذا يريد الشعب السوري. ولماذا نحمّل دائماً المعارضة السورية أخطاء المجتمع الدولي؟ كانت المعارضة مجلساً وطنياً والمجتمع الدولي تذمر من أن المجلس الوطني لا يشمل كل الأطياف السورية فانتقل إلى الائتلاف، ثم قالوا إن الائتلاف يحتاج إلى التوسيع والتنويع وقامت المعارضة بذلك، ثم قالوا إن الائتلاف لا علاقة له بالثوار على الأرض فتم تأسيس المجلس العسكري. لماذا نحمّل فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن للمعارضة السورية. نريد جواباً عن ذلك».

وعن اجتماع لندن الـ ١١ لأصدقاء سورية قال: « هو لمصلحة الثورة السورية وماذا يريد السوريون قبل اجتماع «جنيف -٢»».

وعما إذا كانت المعارضة ستذهب إلى الاجتماع قال:« نحن نتفهم في قطر عدم رغبتهم في الذهاب إلى «جنيف- ٢» واستياءهم وإن كنا نشجع على الحل السياسي في سورية والذهاب إلى جنيف، لكن في جنيف شروط لم تكتمل، ليس من جانب المعارضة ولكن من جانب النظام ومن دول تدعم النظام. بمعنى أن على النظام إن يوافق على ست نقاط في «جنيف -١». لأن «جنيف -٢» مبني على «جنيف -١».

وعن الانطباع بأن الإدارة الأميركية ذاهبة إلى جنيف من دون تحديد شروط «جنيف- ٢» كما هو موقف فرنسا مثلاً قال: «لا شك في أن موقف فرنسا متقدم في ما يخص الثورة السورية ونحن نقدر ذلك. ولكن أيضاً المعلن والثابت لدينا من مناقشاتنا مع الولايات المتحدة أن «جنيف -٢» مبني على «جنيف- ١» وتحديداً النقاط الست. الآن المعارضة ليست مقتنعة بالذهاب إلى «جنيف- ٢» لأن النظام لم يصرح بقبوله بنتائج «جنيف- ١».

رواية عن إبلاغ الأمير بندر الأوروبيين عزم الرياض على الابتعاد عن واشنطن

(و ص ف، رويترز)

بعد ايام من اعتذار الرياض عن احتلال مقعد غير دائم في مجلس الامن، قال مصدر مطلع على السياسة السعودية إن رئيس المخابرات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال في ما يتصل بالحرب في سوريا وبمبادراتها للتقارب مع إيران.

ونسب الى الامير بندر أن واشنطن لم تتحرك بفاعلية في الازمة السورية وفي الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وتتقارب مع ايران ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين. وأضاف: “أبلغ الى الامير بندر الديبلوماسيين انه يعتزم الحد من التعامل مع الولايات المتحدة. هذا يحدث بعد تقاعس الولايات المتحدة عن القيام بأي تحرك فعال في سوريا وفلسطين… العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور منذ فترة ويشعر السعوديون ان الولايات المتحدة تتقارب مع ايران كما أحجمت الولايات المتحدة عن تأييد السعودية خلال انتفاضة البحرين”.

وامتنع المصدر عن الادلاء بتفاصيل عن محادثات رئيس المخابرات السعودية مع الديبلوماسيين الاوروبيين والتي جرت في الايام الأخيرة. لكنه أشار إلى ان التغيير المزمع في العلاقات مع الولايات المتحدة، سيكون له تأثير على مجالات عدة منها مشتريات السلاح ومبيعات النفط. وقال: “جميع الخيارات على الطاولة الآن وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير”. ولن يجرى مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالحرب في سوريا.

وكانت السعودية قررت فجأة الجمعة الماضي الاعتذار عن قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن احتجاجا على ما وصفته “بازدواجية المعايير” فيه.

وفي لندن، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه بحث في بواعث قلق الرياض مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل عندما التقيا في باريس الاثنين. وقال انه ابلغ سعود الفيصل ان عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران افضل من عقد اتفاق سيىء. وأضاف: “لدي ثقة كبيرة بأن الولايات المتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمين كما كنا”.

لكن رجال اعمال أميركيين في الرياض طلبوا عدم ذكر اسمائهم نظرا الى حساسية الموضوع يقولون إنهم لا يعتقدون ان العثرات السياسية في العلاقات الأميركية – السعودية ستؤثر كثيرا على أعمالهم. وقال أحدهم: “العقود الكبيرة في أغلبها عقود حكومية، لكنني لا أرى محتوى سياسيا في عملية إرساء العقود”.

وفي نيويورك (“النهار”) أكد الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان المنظمة الدولية “لم تتلق” بعد أي بلاغ رسمي من السعودية في شأن التقارير عن تخلي المملكة عن مقعدها في مجلس الامن.

“الأصدقاء” يدعون المعارضة إلى المشاركة في جنيف – 2 ويرفضون “أيّ دور” للأسد في الحكومة الانتقالية

نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات

أكدت مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” التي اجتمعت في لندن امس، ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يضطلع ومساعديه “بأي دور” في الحكومة السورية المقبلة، وذلك في اطار جهودها لاقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر جنيف – 2 لتسوية النزاع السوري.

وشددت الدول الـ11 التي اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية، في بيان، على اهمية اشراك المعارضة السورية في هذه العملية السياسية على رغم انقسامها. واعتبرت ان مؤتمر السلام ينبغي ان يكون فرصة “لتأليف حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخبارية”. واضافت انه “حين تؤلف الحكومة الانتقالية، لن يضطلع الاسد ومساعدوه القريبون الذين تلطخت أيديهم بالدماء بأي دور في سوريا”.

ويبقى هدف الدول الـ11 عقد جنيف – 2 بحلول نهاية تشرين الثاني. لكن البيان الختامي اقر بأنه “لا بد من احراز تقدم اضافي” لاحترام هذا الجدول الزمني. وكرر موقعو البيان من جهة اخرى “قلقهم المتنامي من تقدم التطرف والمجموعات المتطرفة” في الميدان السوري، معتبرين ان مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” المرتبطين بتنظيم “القاعدة” الى عناصر “حزب الله” اللبناني ومقاتلين اجانب آخرين “يهددون القوى المعتدلة وكذلك سيادة الاراضي والامن الاقليمي والدولي”.

وضم الاجتماع وزراء الخارجية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وتركيا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر ومصر والاردن. ومثل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية” رئيسه احمد الجربا.

وحذر الجربا اثر الاجتماع من انه لن تحصل اي مفاوضات ما لم يتم الحصول على ضمانات لكون جنيف – 2 سيكفل ارساء مرحلة انتقالية وتنحي الاسد، مجددا رفض الائتلاف الجلوس الى طاولة المفاوضات اذا كان الرئيس السوري حاضرا.

ويتمسك “المجلس الوطني السوري”، احد مكونات الائتلاف المعارض، برفضه اي مشاركة في مؤتمر السلام من دون تغيير جدول اعماله. وستبحث المعارضة في مستهل الشهر المقبل في احتمال مشاركتها في جنيف – 2.

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي: “من دون حل تفاوضي، ستستمر المجزرة وربما ازدادت” في سوريا. واضاف ان المعارضة لا تشترط تنحي الاسد لعقد المؤتمر.

جولة الابرهيمي

وفي نيويورك، أفاد ديبلوماسي مطلع على المشاورات الخاصة بإطلاق عملية سياسية في محاولة لوضع حد للأزمة السورية لـ”النهار” أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي “زار حتى الآن كلاً من القاهرة وبغداد والكويت ومسقط، وسيتوجه غداً (اليوم) الى عمّان ومن ثم الى أنقرة والدوحة، على أن يصل السبت الى طهران ومن بعدها الى دمشق. وستكون محطته الأخيرة بيروت في الأول من تشرين الثاني المقبل، إلا إذا طرأت تعديلات على جدول مواعيده”، موضحاً أن السلطات السعودية والإماراتية “لم تجب عن طلب الابرهيمي زيارة أبو ظبي والرياض”. بيد أن الديبلوماسي العربي “طلب وساطة من التقاهم لتيسير سفره الى السعودية خصوصاً”، مؤكداً أنه “في حال نجاح هذه المساعي، يمكن أن يغير الابرهيمي برنامج سفره”، مع العلم أن نائب الممثل الخاص المشترك ناصر القدوة شارك في اجتماع نواة مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في لندن، حيث كان أيضاً وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.

ولم يتضح أيضاً ما إذا كان الرئيس السوري سيستقبل الإبرهيمي عندما يزور دمشق في 30 تشرين الأول الجاري و31 منه. وفهم أن الابرهيمي طلب أيضاً دعماً من المسؤولين العراقيين وسيطلب من المسؤولين الايرانيين “السعي الى تليين موقف السلطات السورية من مؤتمر جنيف المرتقب الشهر المقبل”.

وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في نيويورك بأن الابرهيمي “سيعقد اجتماعاً ثلاثياً مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل”، على أن “يليه في اليوم ذاته اجتماع مع مسؤولين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن”.

وفي الجلسة الشهرية لمجلس الأمن عن “الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية”، قال وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن “المأساة في سوريا تواصل اختبار عزمنا المشترك وقدرتنا على إنهاء العنف هناك”. وإذ أقر بـ”احراز تقدم مهم على صعيد ملف الأسلحة الكيميائية، إلا أن ذلك بذاته لن يضع حداً للمعاناة المروعة للشعب السوري”. وأضاف: “إننا نعمل بجد لعقد مؤتمر جنيف في منتصف تشرين الثاني”، على أن “يهدف الى مساعدة الأطراف السوريين في بدء عملية سياسية تؤدي الى اتفاق على التنفيذ الكامل لبيان جنيف في 30 حزيران 2012 وتشكيل هيئة حكومية انتقالية جديدة تتمتع بكل الصلاحيات التنفيذية”. وإذ أمل في “بزوغ سوريا جديدة”، رأى أن “غياب هذه العملية لن ينذر إلا بمزيد من الدمار وزعزعة استقرار المنطقة بسبب الصراع السوري”.

وعلى رغم الجهود الاستثنائية التي تبذل حالياً لعقد مؤتمر جنيف الشهر المقبل، نقل عارفو فيلتمان عنه أن “لا شيء يدعو الى التفاؤل بنتائج المؤتمر إن عقد في الظروف الراهنة”.

الى ذلك، صرحت المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا سيغريد القاق بأن “الأطر الزمنية لعمل البعثة تشكل تحدياً نظراً الى أن الهدف هو التخلص من تلك الأسلحة في النصف الأول من السنة المقبلة”. وقالت إن “الحكومة السورية تعاونت تعاونا كاملا في دعم عمل طليعة الفريق والبعثة المشتركة”. وعبرت عن شكرها للحكومة وامتنانها للشعب السوري لترحيبه الحار بالبعثة.

وتتحدث سيغريد القاق العربية بطلاقة، وهي هولندية متزوجة من المسؤول السابق في منظمة التحرير الفلسطينية أنيس القاق.

وفي الجلسة الشهرية لمجلس الأمن عن “الحالة في الشرق الأوسط” تساءل المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي “أما آن لمجسلكم الموقر ان يتخلى عن التراخي في القيام بدور أكثر فاعلية وايجابية لحل القضية الفلسطينية؟”. وأضاف: “آن الأوان لكي يضع مجلسكم الموقر حداً فاصلاً وسريعاً لمعاناة الشعب السوري وألا يسمح للنظام السوري بأن يستغل قرارات المجلس المتعلقة بعقد المؤتمرات ونزع الأسلحة الكيميائية وسيلة للمماطلة والتسويف”، محذراً من أن “تأخر المجلس في المعالجة الحاسمة سوف يؤدي الى تحول الحالة في سوريا الى ملف يناقشه المجلس شهراً أو عاماً بعد عام”. وجدد دعوة الرياض الى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

“أصدقاء الشعب السوري” يؤكدون أن لا دور للأسد / كيري يرى أنه من دون حل تفاوضي ستستمر المجزرة

(و ص ف، رويترز، أ ب)

اتفقت “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” على ان الرئيس السوري بشار “الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يكون لهم اي دور في سوريا”، وأنه “ينبغي المحاسبة على افعال ارتكبت خلال هذا النزاع”.

غداة تصريح الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع قناة “الميادين” بانه لا يرى مانعاً من ترشحه للانتخابات المقبلة، صرح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مؤتمر صحافي اثر اجتماع ضم 11 دولة غربية وعربية وممثلي المعارضة السورية بان المجتمعين توافقوا على “عدد من الخطوات المهمة”، بينها ان “لا يكون للاسد أي دور في الحكومة السورية المقبلة”، وانه “لن يكون هناك حل سياسي وسلمي في سوريا من دون مشاركة المعارضة المعتدلة”. وأضاف: “أننا توافقنا ايضا على ان المعارضة السورية، وبينها مجموعات مسلحة معتدلة، لا تزال تحتاج الى دعمنا”.

وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري اثر الاجتماع من انه “من دون حل تفاوضي، ستستمر المجزرة وربما تصاعدت” وتيرتها في سوريا.

وقال في مؤتمر صحافي إن “الدول الـ11 التي اجتمعت اليوم في لندن توافقت على وجوب محاولة الجلوس الى طاولة المفاوضات. من دون حل تفاوضي ستستمر المجزرة وربما ازدادت”. وأوضح أن “عملنا نحن، الدول الـ11 التي تشكل النواة الصلبة، هو بذل ما في وسعنا لمساعدة المعارضة بحيث تتمكن من التفاوض بفاعلية”. ورأى أن “المأساة (السورية) هي اليوم احدى اكبر المآسي في العالم. نعتقد ان طريق الحرب سيؤدي فقط الى تفكك دولة سوريا”.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” بأنه “ايجابي”، معتبرا أن الدول الـ11 لم تكن يوماً “بهذه الدقة في شأن التحضيرات لجنيف – 2”. وقال: “شعرت بأن هذا الاجتماع كان ايجابياً على نحو مضاعف. من جهة الدول الـ11، انها المرة التي كنا فيها الاكثر دقة في شأن الاستعدادات لجنيف – 2 وشروطه. ومن جهة الائتلاف، قدمنا لهم بعض الاجوبة … وانطلاقا منها سيعقدون اجتماعا قريبا ويتخذون القرار المناسب”. وأضاف: “نتمنى انعقاد جنيف -2 لان الحل الوحيد للنزاع السوري هو سياسي… من أجل أن يكون هناك جنيف – 2 ايجابي، يجب أن يكون هناك من جهة عناصر من النظام، لا بشار (الاسد)، ومن جهة أخرى المعارضة المعتدلة. اذا لم نقم بذلك، سيكون هناك من جهة النظام ومن جهة أخرى المتطرفون والارهابيون”. أما عن المشاركة المحتملة لايران، فلفت الى أن عليها أولاً القبول بفكرة حكومة انتقالية من دون بشار الاسد . وقال: “لدينا موقف واضح وهو أن الشرط الاساسي لمشاركة أي بلد هو أن يوافق على القواعد والاهداف لجنيف -2… من تلك الاهداف، يجب ان تنبثق من جنيف – 2 حكومة انتقالية تتمتع بكل السلطات … وتأخذ سلطات بشار الاسد. اذا وافق الايرانيون بوضوح على هذا العنصر فعندها يمكن البحث في كل الامور”.

ولا تزال الدول الـ11 الغربية والعربية في “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” تحاول تجاوز الصعوبات التي تحول دون انعقاد مؤتمر “جنيف – 2 ” للسلام في سوريا مع نهاية تشرين الثاني، في ظل مقاطعة فئة من المعارضة السورية واعتبار الاسد ان ظروف نجاح المؤتمر غير متوافرة.

ويأتي اجتماع لندن الذي استمر يوماً واحدا في “لانكاستر هاوس” القريب من قصر باكينغهام استكمالا للقاءات في باريس عقدت الاثنين.

وضم الاجتماع وزراء الخارجية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وتركيا والسعودية والامارات وقطر ومصر والاردن.

الجربا

ومثل المعارضة السورية رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا الذي قال خلال الاجتماع أن المعارضة لن تحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف، إلا إذا كان هدفها رحيل الاسد .

ولاحظ أن المعارضة السورية تجازف بفقدان صدقيتها إذا استسلمت للضغوط الدولية بالذهاب إلى جنيف من دون تحقيق هدف الانتفاضة الرئيسي وهو اطاحة الأسد، “فإذا صدقنا ما نسمعه من بعض الدول الكبرى ومشينا، فإن الشعب لن يصدقنا.. لن يمشي معنا خطوة واحدة وسيصفنا (بأننا) خونة للثورة ولدماء الثوار”. وشدد على انه “يجب أن يرحل السلطان” في إشارة إلى الأسد، “لا يمكن أن ينجح (مؤتمر) جنيف – 2 . لا يمكن أن نرضى أن نكون جزءا منه كي لا نكون لاعبين على مسرح الأسد الذي يريد أن يكسب الوقت لسفك مزيد من دماء شعبنا والعالم يقف بين متفرج ومشارك”.

وستحاول المعارضة السورية مطلع تشرين الثاني حل خلافاتها وسط جهود لتنظيم مؤتمر “جنيف -2 ” خلال الشهر نفسه.

وكان هيغ قال في مؤتمره الصحافي: “نلتقي لتشجيعهم على تبني موقف موحد”، وتشجيعهم على “المضي في محادثات السلام في جنيف لتفادي حمام الدم والتحدث كسوريين”.

وفي المقابل، صرح ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية بان هدف اجتماع لندن “التحدث على نحو اكثر تفصيلا عن معايير عملية انتقالية حقيقية في سوريا لا يمكن بشار الاسد ان يضطلع فيها بأي دور”. ومن شأن مؤتمر “جنيف – 2” الذي سوقه الاميركيون والروس الدفع في اتجاه التوصل الى صيغة جديدة للعملية الانتقالية الديموقراطية في سوريا التي تشهد حربا اهلية دامية.

ويؤكد رئيس “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا ان أية عملية انتقالية تتطلب اولا وقف المعارك، فيما تطالب المعارضة السورية مجتمعة بادراج بند تنحي الاسد على جدول الاعمال.

وكان الرئيس السوري وجه الاثنين ضربة قاسية الى الجهود الديبلوماسية الغربية والعربية لعقد “جنيف -2 “، باعلانه ان شروط نجاح هذا المؤتمر غير متوافرة راهناً، ومؤكدا من جهة اخرى انه لا يرى “اي مانع” على الصعيد الشخصي للترشح للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة.

ضغط متبادل بشأن إيران وسوريا .. وأمن المملكة

الرياض وواشنطن: تباين ينفجر خلافاً

محمد بلوط

شتاء أميركي ـــ سعودي ومساومات ديبلوماسية حول سوريا وإيران. لم يعد سرا أن الشريكين التاريخيين يواجهان خيارات صعبة للحفاظ على شراكتهما، في ظل الافتراق الكبير على طريقة التعاطي مع ملفات إستراتيجية في سوريا وإيران، والاستياء السعودي من التقارب الأميركي ــ الإيراني والانفراجات في الملف النووي الإيراني.

وشهدت العلاقات الأميركية ــ السعودية في اليومين الماضيين ذروة غير مسبوقة من الخلافات الديبلوماسية، لم تشهد مثيلا لها منذ السبعينيات. وسجل الأميركيون في الساعات الأخيرة تمسكهم الواضح بالاتفاق مع الروس على المضي قدما نحو حل سياسي في سوريا يمر عبر جنيف، محاولين إقناع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأنه لا عودة عن «جنيف».

ووصف مصدر أميركي الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة في باريس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأنه كان اجتماعا صعبا. وعبر مساعد للفيصل في المقابل عن استياء الوزير السعودي من نتائج الاجتماع.

ويقول مصدر أميركي إن الفيصل طلب من كيري العمل على تأخير اجتماع «جنيف 2»، إذا لم يكن الاجتماع سيؤدي إلى تبني «خريطة الطريق» التي رسمها «جنيف 1». وهي «خريطة طريق» يقرأها السعوديون والغربيون بصفتها تنص على عملية نقل كامل للسلطة من النظام السوري الحالي إلى ممثلي المعارضة، وإقصاء الرئيس بشار الأسد.

وقال المصدر إن الوزير الأميركي شرح تمسك بلاده بـ«خريطة الطريق» التي تم الاتفاق عليها مع الروس، والتي تنص على تأجيل القضايا الخلافية الجوهرية، ومنها مستقبل الأسد إلى ما بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، وان تأجيل المؤتمر، كما تطالب المعارضة لإتاحة المزيد من الوقت امامها لتعديل ميزان القوى مع النظام السوري، لن يكون مجديا، بعد ان فشلت في ذلك خلال اشهر الصيف.

وكان مؤتمر جنيف المقرر في حزيران الماضي قد جرى تأجيله آنذاك لمنح المعارضة والتسليح السعودي الكثيف والنوعي فرصة استعادة المبادرة واحداث تعادل عسكري بعد الهزيمة التي منيت بها المعارضة في معركة القصير الاستراتيجية. ويقول المصدر إن الوزير الأميركي شرح إن تأجيل المؤتمر سيكون من مصلحة النظام، وانه كلما تأخر انعقاد المؤتمر سيكون أصعب انتزاع تنازلات من الأسد، الذي بات الزمن والتطورات العسكرية تعمل لمصلحته.

وقال كيري، بحسب مصدر، للفيصل «إذا لم تذهبوا الى جنيف فلن نصل إلى هدفنا المشترك، وهو ترحيل الأسد من السلطة في سوريا». ويبدو ان الأميركيين والسعوديين يتبادلون الضغوط في الملفين الإيراني والسوري للحصول على تنازلات. ويساوم السعوديون بالورقة السورية ووصايتهم على «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وقرار المشاركة في جنيف، مقابل تنازلات أميركية تتعلق بإيران والتقارب الأميركي معها، وامن الخليج. ويتمسك الأميركيون بالورقة الإيرانية والتفاوض مع طهران وايقاع المفاوضات معها، للحصول على تنازلات سعودية في الملف السوري وجنيف.

وقال المصدر الديبلوماسي الغربي ان السعوديين طلبوا في لقاءات لندن بالأمس، بعد لقاء باريس الصعب، من الوزير الأميركي الحصول على ضمانات خطية من الرئيس باراك اوباما، ورسالة رسمية تلتزم فيها الولايات المتحدة بحماية السعودية والخليج من اي اعتداء عليها، وازاء احتمال تحول ايران إلى دولة نووية.

وقال المصدر الديبلوماسي إن الأميركيين رفضوا الفكرة، واعتبروا ان الضمانات متوفرة من خلال التعاون العسكري والأمني، ولا حاجة لأي ضمانات خطية تفضي إلى ضرب التقارب الإيراني ــ الأميركي الحالي. وذهب كيري إلى حد احباط اجتماع لندن، واعلانه التمسك بفحوى الاتفاق الروسي، من خلال استعادة القراءة الروسية لـ«جنيف 1» من ان «المعارضة لا تقول انه على الأسد ان يرحل قبل بدء المفاوضات». وردد انه «من دون حل تفاوضي فإن المجزرة ستستمر. وقد تزداد». وعبر عن مخاوف روسية ــ غربية ــ اميركية مشتركة بضرورة «وقف الحرب التي لو استمرت فستؤدي إلى تفكك الدولة».

وقال كيري، ردا على سؤال حول إبلاغ رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان لمبعوثين أوروبيين أن الرياض ستحد من تعاملاتها مع واشنطن احتجاجا على موقفها إزاء سوريا وإيران، إن «السعوديين محبطون» من عدم ضرب سوريا. وأعلن أن السعودية والولايات المتحدة تتشاطران القلق العميق ذاته بشأن البرنامج النووي الإيراني، مضيفا: «لقد جددت تعهد أوباما بعدم السماح لإيران بحيازة أسلحة نووية». وتابع: «الأعمال هي التي تتحدث لا الكلمات، ولا اتفاق أفضل من اتفاق سيئ».

ورد السعوديون في لندن، عبر رئيس «الائتلاف» احمد الجربا الذي شهر لاءات ثلاثا في مواجهة جنيف «لا تفاوض ولا صلح ولا للعجز الدولي» وطالب بما كان الفيصل يطالب به في باريس و«بدعم عسكري ونوعي لخلق توازن على الأرض».

كما رد السعوديون في الساعات الأخيرة بتسريبات تصعيدية، عبر صحيفة «وول ستريت جورنال»، قالت إن مدير الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان «يخطط لتقليص التعاون الأمني مع الولايات المتحدة في تسليح وتدريب المعارضة السورية». وتعمل الاستخبارات الأميركية بشكل واسع، وبالتنسيق مع نائب وزير الدفاع سلمان بن سلطان في عمان، لإدخال اسلحة إلى منطقة حوران عبر الحدود الأردنية القريبة وصولا إلى منطقة الغوطة في ريف دمشق، التي يؤدي فيها «لواء الإسلام» وقائده زهران علوش المقرب من بندر بن سلطان، دورا رئيسا في المعارك ضد الجيش السوري.

وقال مصدر ديبلوماسي إن مدير الاستخبارات السعودية التقى ديبلوماسيين غربيين في جدة، للتعبير عن خيبة أمله من إلغاء أميركا للضربة العسكرية ضد سوريا. وقال «انه سيقوم بالتراجع عن التعاون مع وكالة الاستخبارات الأميركية وأجهزة استخبارات دول أخرى ساعدت في تدريب المسلحين السوريين». ولفتوا إلى أن «بندر عبر عن رغبته في العمل مع حلفاء آخرين في هذا المجال من ضمنهم فرنسا والأردن». وقال بندر لضيوفه إن قرار السعودية رفض عضوية مجلس الأمن «كان رسالة إلى الولايات المتحدة وليس إلى الأمم المتحدة».

وأشار مصدر سعودي لوكالة «رويترز»، إلى أن التغيير المزمع في العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون له تأثير في مجالات كثيرة، بينها مشتريات السلاح ومبيعات النفط. وقال «جميع الخيارات على الطاولة الآن وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير».

وشدد مسؤول أميركي على ان العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ما زالت قوية، مستبعدا المعلومات التي تحدثت عن رغبة الرياض في الحد من تعاونها مع واشنطن بشأن سوريا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إن «علاقتنا وشراكتنا مع السعوديين قوية. نولي أهمية كبرى لمبادراتهم في عدد كبير من المجالات».

كيري: المفاوضات أولاً قبل البحث برحيل الأسد

لقاء لندن يستبق «جنيف 2» بلهجة تصعيد

رفعت مجموعة «أصدقاء سوريا»، أمس، من منسوب ضغطها على دمشق، عبر تأكيدها أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يؤدي «أي دور» في الحكومة الانتقالية، وعلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي طالبته بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» وتشكيل وفد «يكون نواة ويقود» المعارضة في المفاوضات مع السلطة.

واعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن رحيل الأسد مرتبط بالتفاوض، محذرا من انه «من دون حل تفاوضي فان المجزرة ستستمر وربما ستزداد» في سوريا، وهو ما حصل مع مقتل وإصابة العشرات في سقوط قذائف هاون على جرمانا في ريف دمشق وحي الزهراء في حمص وتواصل المعارك الضارية على جبهات عدة في حلب وحمص. (تفاصيل ص 14 )

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيعقد في 5 تشرين الثاني المقبل، اجتماعا مع مسؤولين أميركي وروسي تحضيرا لمؤتمر «جنيف 2» و«سيليه في اليوم ذاته اجتماع يضم (ممثلين) للدول الثلاث الدائمة العضوية الأخرى في مجلس الأمن الدولي»، وهي فرنسا، وبريطانيا والصين.

وأجرى الإبراهيمي محادثات في مسقط مع وزير الخارجية العماني تناولت التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، وذلك بعد ساعات من زيارة للكويت حيث كان التقى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الأحمد الصباح، على أن ينتقل إلى الأردن اليوم وفق أوساطه.

وأكد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي للإبراهيمي دعم بلاده لحل تفاوضي في سوريا. وقال إن «سلطنة عمان ستقدم كل جهد ممكن تشارك فيه في إطار الحل السلمي واستخدام الديبلوماسية المرنة لحل مشكلات سوريا».

وأعلنت مجموعة «أصدقاء سوريا»، التي تضم 11 دولة غربية وعربية في بيان في ختام اجتماع مقتضب في لندن، أن الأسد لن يؤدي «أي دور» في الحكومة السورية المقبلة، وذلك في إطار جهودها لإقناع المعارضة بالمشاركة في «جنيف 2» لتسوية النزاع السوري.

ولم يخف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي ترأس الاجتماع، وجود «صعوبات هائلة» تقف حائلا دون تنظيم «جنيف 2» الذي سبق أن أرجئ مرارا. ولاحظ أن المشاورات تقترب من كونها «بداية عملية».

وشدد وزراء خارجية المجموعة على أهمية إشراك المعارضة السورية «المعتدلة» في هذه العملية السياسية رغم انقسامها. وسيبحث «الائتلاف» مطلع تشرين الثاني المقبل احتمال مشاركته في المؤتمر.

وذكر بيان «أصدقاء سوريا» ان مؤتمر السلام ينبغي أن يكون فرصة «لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الأمن والدفاع والبنى الاستخباراتية». وأضاف «حين يتم تأليف الحكومة الانتقالية، فان الأسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت أيديهم بالدماء لن يضطلعوا بأي دور في سوريا». وأضاف «برغم التحديات الهائلة التي تواجه المعارضة السورية، حثثنا الائتلاف السوري على التعهد بالمشاركة في جنيف 2 وقيادة وتأليف نواة وفد المعارضة. إن جنيف يقدم للشعب السوري أفضل الآمال من اجل تحسين حياتهم. توافقنا على أن المعارضة السورية، وبينها مجموعات مسلحة معتدلة، لا تزال تحتاج إلى دعمنا. لن يكون هناك حل سياسي وسلمي في سوريا من دون مشاركة المعارضة المعتدلة، ولهذا تعهدنا بتقديم مساعدة إضافية لهم».

لكن رئيس «الائتلاف» احمد الجربا حذر، اثر الاجتماع، من انه لن تحصل أي مفاوضات إذا لم يتم الحصول على ضمانات بأن «جنيف 2» سيكفل إرساء مرحلة انتقالية وتنحي الأسد، مكررا رفض «الائتلاف» الجلوس إلى طاولة المفاوضات إذا كان الرئيس السوري حاضرا.

وقال كيري في مؤتمر صحافي «من دون حل تفاوضي فان المجزرة ستستمر وربما ستزداد» في سوريا. وأضاف «ان عملنا نحن، الدول الـ11 التي تشكل النواة الصلبة، هو بذل ما في وسعنا لمساعدة المعارضة بحيث تتمكن من التفاوض بفعالية». وتابع «هذا الأمر مأساة، وهو اليوم إحدى اكبر المآسي في العالم. نعتقد أن طريق الحرب سيؤدي فقط إلى تفكك دولة سوريا».

وأعلن كيري أن المعارضة لم تتعهد بالمشاركة في «جنيف 2»، لكنه اعرب عن امله في ان يوافق «الائتلاف» على المشاركة، ربما بحلول الأسبوع المقبل. وقال «لن نفرض أي شروط عليهم». وأضاف «لن نحدد بمفردنا مصير الأسد بل ان ذلك مهمة كافة الاطراف». وأكد أن «واشنطن تؤمن بأن الحل العسكري سيؤدي إلى مزيد من استنزاف الأرواح في سوريا، ولا سيما تدفق المزيد من العناصر المتطرفة إلى سوريا وتهديد دول الجوار وبالنهاية قد يؤدي إلى تقسيم سوريا».

وأضاف ان «المعارضة لا تقول إن على الأسد الذهاب قبل التفاوض، ليس هذا الأمر ما نقوله. لقد كان هناك خلاف حول هذه النقطة، وقمت بزيارة روسيا في ايار الماضي والتقيت الرئيس (فلاديمير) بوتين ووزير الخارجية (سيرغي) لافروف، وتم الاتفاق على الحاجة لعقد المؤتمر من اجل التفاوض والتوصل الى اتفاق متبادل. لا يمكن التوصل الى اتفاق متبادل إذا لم تتحدث الى احد. لا يوجد أي مشاركة، او إمكان للتوصل الى إجماع».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

واشنطن تحذّر من مخطّط لاختطاف صحافيين غربيين في سوريا

واشنطن- (يو بي اي): قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن لديها معلومات حول مخطّط لاختطاف صحافيين غربيين في سوريا.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان مساء الثلاثاء، إن معلوماتها تشير إلى أن مخطّط الاختطاف يستهدف الصحافيين الغربيين في وسط وجنوب سوريا.

كما جدّدت تحذير مواطنيها من السفر إلى سوريا، ودعت الموجودين فيها إلى مغادرتها فى أقرب وقت ممكن، داعيةً من سيبقى منهم إلى التزام أقصى درجات الحذر.

الجعفري: التواطؤ الإسرائيلي ـ القطري مع ‘الإرهابيين’ يؤكد تماهي سياسات الطرفين في التآمر على سوريا

نيويورك- (يو بي اي): قال المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ان التواطؤ الاسرائيلي ـ القطري مع “الإرهابيين الأصوليين” في الجولان يؤكد تماهي سياسات هذين الطرفين في التآمر على سوريا وشعبها، وعلى قوات الأمم المتحدة نفسها.

واتهم الجعفري، في كلمة له خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، إسرائيل بتقديم المساعدة للمجموعات “الإرهابية” في منطقة فصل القوات في الجولان السوري المحتل، وذلك بنقل “الإرهابيين” الجرحى عبر خط الفصل إلى المستشفيات الإسرائيلية ليتم علاجهم فيها وإعادتهم إلى داخل الأراضي السورية ليتابعوا نشاطاتهم “الإرهابية”.

وأضاف “كما يقول المثل لكل ضارة نافعة، فإن هذا التواطؤ الاسرائيلي القطري، مع الإرهابيين الأصوليين الوهابيين التكفيريين، الذين يعيثون فساداً في منطقة فصل القوات في الجولان، هذا التواطؤ إنما يؤكد تماهي سياسات هذين الطرفين وتكاملهما في التآمر على سلامة واستقرار سوريا وشعبها، وعلى سلامة قوات الأمم المتحدة نفسها”.

وأشار الجعفري إلى ان هذه المساعدة لا تشكل فقط انتهاكاً فاضحاً لاتفاق فصل القوات ولولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف)، وللقانون الدولي فحسب، بل تعرض حياة قوات الأمم المتحدة العاملة هناك للخطر وتقوض عمل هذه القوات، وهو ما حصل بالضبط عندما قامت تلك المجموعات “الإرهابية” في عدة مرات بخطف حفظة السلام أو إطلاق النار عليهم واستهداف مواقعهم.

رفضت مشاركة ايران.. وطالبت بممرات آمنة للمناطق المحاصرة وبإطلاق سراح المعتقلات والأطفال

المعارضة السورية: لن نحضر مؤتمر جنيف إلا إذا كان الهدف رحيل الأسد

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: أبلغ أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض الحلفاء الغربيين والعرب امس الثلاثاء أن الائتلاف لن يحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف إلا إذا كان هدفها هو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الجربا في كلمة أمام اجتماع أصدقاء سورية في لندن إن المعارضة السورية تجازف بفقدان مصداقيتها إذا استسلمت للضغوط الدولية بالذهاب إلى جنيف دون تحقيق هدف الانتفاضة الرئيسي وهو الاطاحة بالأسد.

وقال ‘إذا صدقنا ما نسمعه من بعض الدول الكبرى ومشينا فإن الشعب لن يصدقنا.. لن يمشي معنا خطوة واحدة وسيصفنا (بأننا) خونة للثورة ولدماء الثوار.’

ومارست الدول الغربية وحلفاؤها العرب ضغوطا امس الثلاثاء على الائتلاف الوطني السوري الذي يتزعمه الجربا للمشاركة في المحادثات رغم أن الأسد أوضح أنه لن يتنحى.

وأضاف الجربا في كلمته ‘يجب أن يرحل السلطان’ في إشارة إلى الأسد.

وتابع قائلا ‘لا يمكن أن ينجح (مؤتمر) جنيف 2، لا يمكن أن نرضى أن نكون جزءا منه كي لا نكون لاعبين على مسرح الأسد الذي يريد أن يكسب الوقت لسفك المزيد من دماء شعبنا والعالم يقف بين متفرج ومشارك.’

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي يستضيف الاجتماع الذي تشارك فيه 11 دولة في وقت سابق إنه من الضروري توفير كل العناصر كي تشارك المعارضة السورية المدعومة من الغرب في المؤتمر.

وقال لراديو هيئة الاذاعة البريطانية ‘اذا لم يكونوا جزءا من العملية السياسية فلن يكون هناك خيار امام الشعب السوري سوى الاختيار ما بين الاسد والمتطرفين’.

غير ان فصائل المعارضة ترفض بحث أي شيء بخلاف الرحيل الفوري للاسد الذي قال يوم الاثنين انه لا يرى سببا يمنعه من خوض الانتخابات مرة اخرى العام القادم.

ويرفض كثير من المسلحين وأغلبهم اسلاميون يقاتلون في سورية الاعتراف بالمعارضة في المنفى التي يؤيدها الغرب.

ودعا الجربا المجتمع الدولي إلى وضع الملف السوري تحت البند السابع من أجل إنجاح مؤتمر جنيف وذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده في العاصمة البريطانية لندن.

وأشار الجربا إلى عدة شروط لإنجاح مؤتمر جنيف وهي تأمين ممرات آمنة للمناطق المحاصرة ‘داريا المعضمية الغوطة الشرقية حمص القديمة’، وإطلاق سراح المعتقلات، ووضع جدول زمني واضح للمفاوضات، واعتبار الائتلاف السوري ممثلاً عن الشعب السوري، وخروج كافة المسلحين من كتائب حزب الله ولواء أبو فضل العباس والحرس الثوري الإيراني.

وأوضح الجربا أنَّ قرار مشاركة الائتلاف او عدم مشاركته في مؤتمر جنيف سيتضح في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف أول الشهر القادم، مبيناً رفضه مشاركة إيران كطرف في المفاوضات.

وعلمت ‘القدس العربي’ من مصادر بالمعارضة السورية ان الائتلاف السوري ربما يذهب الى مؤتمر جنيف ـ 2 اذا ما تمت الموافقة على ورقة قدمها الائتلاف خلال اجتماع لندن تتضمن شروطا طالب المجتمع الدولي بالموافقة عليها والعمل على تحقيقها قبل المؤتمر، وتتضمن تلك الشروط حسبما صرحت المصادر لـ’القدس العربي’، وقف اطلاق النار واطلاق سراح معتقلين ومعتقلات، وفتح مممرات آمنة لايصال الاغاثة للمناطق المحاصرة.

واضافت المصادر في حديثها لـ’القدس العربي’، ان الائتلاف السوري يتمسك بتفسيره لبند ‘تشكيل حكومة ذات صلاحية’ من مؤتمر جنيف 2 والذي يعني مغادرة الاسد، كما طالب الائتلاف بتحديد مواعيد لمجمل العملية الانتقالية بما فيها مواعيد محددة لتشكيل الحكومة وموعد محدد لمغادرة الاسد، اضافة الى موعد محدد لوقف اطلاق النار.

واجتمع وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض قبل بدء محادثات لندن.

وبينما تقول واشنطن انها مستعدة لتقبل مشاركة ايران التي تدعم الاسد في مؤتمر جنيف قال كيري انه من الصعب ان تقوم طهران بدور بناء ما لم تؤيد فكرة تشكيل حكومة انتقالية.

وقال هيغ ان ايران يجب ان تؤيد حكومة انتقالية مقترحة في سورية تضم شخصيات من حكومة الاسد والمعارضة كوسيلة لاجراء حوار سياسي وانتخابات حرة.

وأضاف ‘اذا كان يمكن لايران ان تبدأ من هذا الموقف مثلنا جميعا حينها يمكن ادخال ايران بسهولة أكبر في المناقشات الدولية في هذا الصدد’.

لكن الغرب وحلفاءه العرب منقسمون بشأن مشاركة ايران. وتعارض السعودية التي تدعم المعارضة السورية أي مشاركة لايران خصمها اللدود في المنطقة.

مسؤول امريكي: الصورة المتطرفة عن الانتفاضة السورية تساعد الاسد .. تعطيه الثقة وتزيد من تعنته

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ادى اعلان الامين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي عن موعد انعقاد مؤتمر جنيف -2 في نهاية الشهر المقبل الى سلسلة من النشاطات الدبلوماسية، سواء اجتماع ‘اصدقاء سورية’ في لندن، ولقاء وزير الخارجية الامريكي جون كيري في العاصمة الفرنسية باريس مع نظيره القطري خالد محمد العطية، اضافة لاستمرار الرئيس السوري اطلاق تصريحاته حول مستقبله وانه سيلعب دورا في سورية المستقبل، خاصة تصريحاته لقناة ‘الميادين’ التي شكك فيها بفرص نجاح جنيف-2 ان انعقد.

وبدا الاسد واثقا من نفسه طوال اللقاء مؤكدا ان موعدا لم يحدد بعد ‘والظروف الحالية لا تساعد على انعقاده’.

وقال الاسد ان المعارضة التي ستحضر المؤتمر تمثل القوى الغربية لا السوريين، منتقدا قطر وتركيا والسعودية والولايات المتحدة اضافة الى جماعة الاخوان المسلمين التي وصفها بالجماعة الارهابية، مشيرا الى ان هناك اسئلة ‘كثيرة عن المؤتمر لا تزال على الطاولة’.

توحيد المعارضة

وجاء اجتماع مجموعة اصدقاء سورية لاقناع المعارضة المشاركة في جنيف-2 وتقديم جبهة متماسكة على طريق التوصل لتسوية على الرغم من ان فرص توصل الطرفين الحكومة والمعارضة الى اتفاق ضعيفة.

ويرى تقرير في صحيفة ‘اندبندنت’ ان فكرة عقد المؤتمر بحد ذاتها تعتبر انجازا بعد كل العقبات والدمار الذي أصاب البلاد.

وتقول الصحيفة ان الداعمين للمعارضة السورية المنقسمة على نفسها قد توصلوا الى حقيقة مفادها ان الحل العسكري للازمة ليس ممكنا، اضافة لمخاوف كل من قطر والسعودية من صعود الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة المرتبطتين بالقاعدة.

ومن هنا يفهم اللقاءات المستمرة التي عقدها وزير الخارجية القطري، العطية مع المعارضة في اسطنبول لتحضير قادتها لمؤتمر لندن.

ومع ذلك فالطريق الى جنيف لا يزال صعبا في ظل مواقف قادة في المعارضة، خاصة المجلس الوطني السوري حيث نقلت ‘اندبندنت’ عن واصل الشمالي من المؤتمر الوطني قوله ‘لن نذهب الى جنيف لان الجلوس مع النظام سيطيح بمبادىء الثورة’.

ولم يعلن اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة اركان الجيش الحر عن نيته المشاركة الا ان وضعه كرئيس للمجلس العسكري الاعلى يعاني من ضعف بعد سلسلة من الانشقاقات التي قامت بها كتائب مؤثرة انشأت تحالفات جديدة.

ولا يعارض احمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة المشاركة في جنيف-2 طالما كانت هناك خطة واحدة وجدول زمني واضح. ولاحظت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان غياب التقدم على ساحات المعركة من الطرفين وحالة الاحباط كانت وراء الاعلان عن موعد انعقاد المؤتمر.

تحديات كيري

وتساءلت صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ ان كان كيري الذي اكد مرارا على اهمية عقد المؤتمر لوقف نزيف الدم السوري قادرا على بيعه الى المعارضة السورية وان كان بالامكان اقناعها ان المشاركة فيه ستكون خدمة لمصالحها. وتقول ان القضية الرئيسية امام كيري واصدقاء المعارضة الاخرين هي ان كانوا قادرين على اقناع ‘الالاف من جماعات المعارضة’.

وبحسب الصحيفة هناك عاملان يعملان ضد كيري، الاول يتعلق بالدعم الامريكي للمعارضة اما الثاني فيتعلق بمصير الاسد. ونقلت عن معارض سوري في امريكا قوله ان الجماعات السورية المعارضة التي يتحدث معها تشكك في وعود الامريكيين.

ويقول فريد الغادري، مؤسس حزب ‘الاصلاح السوري’ ان ما يمنع الكثير من الجماعات هذه الذهاب الى جنيف هو دعم الاسد للمؤتمر، فكون الاخير مستعدا للجلوس مع الجماعات التي كان يراها ارهابية يثير الشكوك ولا يشير الى استعداده للتخلي عن السلطة.

وتضيف الصحيفة ان مشكلة جنيف تنبع من كون المعارضة مفككة اكثر مما كانت عليه قبل عام، اضافة الى ان ايا من الطرفين ليست لديه اليد العليا في المعركة. ومن اكبر التحديات التي تحوم حول المؤتمر هو صعود الجهاديين، والذين زاد تأثيرهم بسبب انتصاراتهم في المعارك وادارتهم للمناطق التي تقع تحت سيطرتهم بنجاح.

الجهاديون عقبة

وقد التفتت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الى التحديات التي يفرضها الجهاديون على تحقيق السلام في سورية. وتقول ان الجماعات الجهادية اجبرت الجماعات المعتدلة المقاتلة للقتال على جبهتين، النظام والدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ وملحقاتها.

وتنقل عن مسؤول في الخارجية الامريكية قوله ان الصورة المتطرفة عن الانتفاضة السورية تساعد نظام الاسد الذي يقدم معركته على انها ضد جماعات ارهابية وجهاديين من الخارج.

واضاف المسؤول ان هذا يعطي النظام الراحة والثقة بالنفس ويجعل من مهمة الحصول على تنازلات منه امرا صعبا.

وقال المسؤول ان مقاتلين من داعش عطلوا وصول الاسلحة والمساعدات الامريكية للجماعات المعتدلة في الجيش الحر وقال ان دور داعش كان ‘معرقلا لجهودنا على الحدود’.

وقالت الصحيفة ان الادارة الامريكية التي تحدثت عن تزايد دور المتطرفين لم تعلن عن خطط جديدة لدعم المعارضة.

وكان الكونغرس قد اقر الشهر الماضي مساعدات للمعارضة بقيمة 100 مليون دولار كجزء من حزمة مساعدات بقيمة 250 مليون دولار.

ويظل الجهاديون تحديا امام جنيف-2 لكن التحدي الاكبر يظل مرتبطا بالمعارضة ففي مقال بصحيفة ‘اندبندنت’ كتبه ريتشارد هول جاء فيه ان المؤتمر لن ينجح طالما لم يتم فيه تمثيل المعارضة بشكل جيد.

ويضيف ان الائتلاف الوطني لن يحدد موقفه قبل الاول من تشرين الثاني (نوفمبر) ولكن الاشارات غير مشجعة، في ضوء تهديدات المجلس الوطني السوري الذي يعتبر الكتلة الاكبر تمثيلا في الائتلاف.

وحتى في حالة توصل الائتلاف لصيغة للمشاركة يقوم فيها بتبديل فنادقه في اسطنبول باخرى في جنيف الا انه لن يؤثر على المعادلة، لانه اي الائتلاف ليس مؤثرا على الارض، بل تراجعت شعبيته في الاسابيع الماضية ان لم يكن قد انتهى.

مشيرا في هذا الاتجاه الى التحالفات الجديدة التي جعلت من الجناح العسكري الذي يترأسه ادريس اطارا غير مهم. وعليه فمشاركة الائتلاف في جنيف-2 لا تعني ان النظام يتفاوض مع المقاتلين الذين لن يحترموا اي اتفاق ينبع عنه.

ويتساءل الكاتب عن الكيفية التي فشل فيها المعتدلون المدعومون من الغرب، مشيرا الى لحظتين، الاولى حدثت في ايار(مايو) في بهو فندق في اسطنبول. فقد اجتمعت المعارضة للاتفاق على اجندة موحدة وتوسيع العضوية فيه حسب المطالب الغربية الا ان اللقاء مني بالفشل بعد مماحكات سجلت على الفيديو وظهر فيها دبلوماسي فرنسي يخاطب مجموعة منهم ‘انتم لا تستحقون الجهود التي نقوم ببذلها’.

وفي لحظة اخرى نشرتها صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في حينه عن مقاتل سافر لاسطنبول للقاء قادة المعارضة والحصول على مساعدات حيث اعطوه ما يكفي لرحلة العودة فقط. وتشرح القصة الخلافات بين المعارضة في الخارج والمقاتلين في الداخل.

فقادة المعارضة في الداخل لا يخفون استخفافهم بمن يعيشون في اسطنبول الذين يتنافسون فيما بينهم على التأثير والمقاعد فيما يموت المقاتلون في الميدان. ويعتقد الكاتب ان تراجع الائتلاف الوطني وانهيار تأثيره العسكري سيعقد من مهمة الولايات المتحدة وبريطانيا ايصال المساعدات للجماعات المعتدلة.

ويرى الكاتب ان الفصائلية تعتبر معوقا حقيقيا من معوقات السلام في سورية. وفي النهاية لا يهم شارك الائتلاف والجماعات المنضوية تحت مظلته في المؤتمر ام لا لانه لا اثر له على الساحة.

مما يعني ان مهمة اقناع المعارضة بالمشاركة كما حدث امس في لندن عبثية، مع ان ‘اندبندنت’ خصصت افتتاحيتها حول الموضوع واعترفت فيها بالقول ان الخطوة نحو جنيف صغيرة ولكنها مهمة، وتعبر عن واقع لم يعد فيه للخيار العسكري مكان.

دور الاطباء

في موضوع مختلف طرحت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ موضوعا يتعلق بعلاقة الجمعيات الطبية بالكشف عن الانتهاكات التي ترتكبها الانظمة. ويشير التقرير تحديدا الى الكشف عن استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية.

فالحرب الكيماوية بدأت على قاعدة مصغرة حتى الهجوم في 21 آب (اغسطس) الماضي حيث اصيب 3500 شخص باعراض اصابت اجهزتهم العصبية، ومات منهم 355 شخصا. وقد تلقت منظمة ‘اطباء بلا حدود’ معلومات من ‘شركائنا السريين’ حسب مديرة المنظمة، حول الهجوم وادى بها لعقد اجتماع ازمة للبحث في كيفية التعامل معها، فعدد المصابين كان اكبر من ان يتم اخفاؤه.

ودارت المحاذير حول نظرة الناس الى المنظمة، فهي ان قامت واعلنت عن الهجوم فستتهم بالوقوف الى جانب المعارضة، وقد تستخدم الادارة الامريكية معلوماتها لتعزيز موقفها من الضربة العسكرية.

اضافة الى تعريض حياة الاطباء للخطر، خاصة ان المنظمة لديها عدد من المستشفيات الميدانية في مناطق المعارضة وبدأت منذ بداية العام الحالي بتقديم المواد الطبية والادوية الى المرضى. وامام هذا الوضع قامت المنظمة باصدار بيان صيغ بعناية دعا الى اجراء تحقيق مستقل في الهجوم.

ومع ذلك فقد استخدمت الادارة الامريكية- الخارجية والمتحدثة باسم البيت الابيض بيان منظمة اطباء بلا حدود.

لكن المسؤولين الامريكيين قالوا انهم حصلوا على المعلومات من المؤسسات الامنية وان ما قدمه الاطباء والمنظمات الانسانية هو اشارة تأكيدية اخرى عن الهجمات. ويرى التقرير ان ما قامت به المنظمة والاطباء السوريون العاملون معها من جهد يستحق الثناء لانهم دفعوا بموضوع الهجمات الكيماوية للمقدمة.

وبحسب ستيفن موريسون من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية فان منظمة اطباء بلا حدود وفريق الاطباء معها يستحقون الثناء لانهم كانوا وراء وضع موضوع السلاح الكيماوي في مجال النقاش الدولي، مشيرا الى ان الامر كان خطيرا وكان سيعرض حياتهم للخطر.

وبنفس السياق تشير الصحيفة الى ان النقاش حول دور الاطباء في الحروب ومسؤوليتهم للكشف عن انتهاكات حقوق الانسان موضوع للنقاش منذ زمن طويل الا ان منظمة اطباء بلا حدود تتسم بثقافة ان تكون شاهدة على الاحداث، على خلاف المنظمة الدولية للصليب الاحمر التي عادت ما تتخذ موقفا محايدا، وتعمل في البلاد باذن من الحكومة او النظام وتتجنب اي تصريحات قد تضع فريقها في خطر وقد يعرقل مهمتها الطبية والانسانية. ويضيف خبراء اخرون الى محاذير اخرى تتعلق بقدرة الاطباء على تحديد الهجوم الكيماوي فقدراتهم في هذا المجال فقيرة كما يقول جوست هيتلرمان، مؤلف كتاب ‘شأن سام’ عن الحرب الكيماوية خلال الحرب العراقية- الايرانية. ويقول الباحث ان الاطباء الايرانيين لعبوا دورا في نشر المعلومات عن استخدام العراق لغاز الاعصاب ولكنهم قدموا معلومات غير صحيحة عن استخدام العراق غاز السيانيد. وفي الحالة السورية حاول النظام والمعارضة اتهام الطرف الاخر وتقديم ادلة.

وكان اول تقرير عن استخدامها قد ظهر في نهاية العام الماضي لكن التقارير قوبلت بالشك. ومن هنا فعملية البحث عن الهجمات والمتورط فيها كانت تقتضي القيام بعملية بحث وجمع للادلة وهو ما اعتبرته منظمة بلا حدود غير متعلق بمهمتها. وترك الامر للاطباء السوريين الذين عملوا بارشاد من الخارج.

فمن قام بالمهمة هم اطباء قاموا بجمع العينات من التربة والبول وورق الشجر وعينات شعر من المصابين وارسلوها الى الجمعية الطبية الامريكية- السورية، وهي مؤسسة طبية اغاثية قامت بدورها بتقديم العينات الى مسؤولي الاستخبارات الامريكية كدليل على حدوث هجمات كيماوية.

سورية: تغيير ميزان القوى

صحف عبرية

شكلت المواجهة في سورية تغيرا جوهريا في الشهر الاخير، منذ أعلن الرئيس الامريكي اوباما في 31 آب/ اغسطس2013 عن أن نظام الاسد استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين، وان العقاب المناسب هو حملة عسكرية. بعد اسبوعين، اعلن وزيرا الخارجية الامريكي والروسي عن خطة لنزع السلاح الكيميائي السوري، ولاحقا اتخذ قرار في مجلس الامن لتطبيق الخطوة. وبالتالي، فان خيار الهجوم الامريكي ليس مطروحا في هذه المرحلة.

بين تصريح الرئيس اوباما عن عملية رد وردع، وبين هجر خيار الهجوم مقابل خطوة نزع السلاح الكيميائي السوري، طرأ تحول دراماتيكي في موازين القوى بين العناصر المتقاتلة على مستقبل سورية. وعلى نحو ساخر جعلت الخطوة الرئيس الاسد شرعيا ـ بمثابة شريك للاسرة الدولية في تطبيق القرار لنزع السلاح الكيميائي السوري. وظاهرا شُطب سجل الجرائم التي ارتكبت على مدى سنتين ونصف السنة من قبل الاسد ونظامه، وقتل فيها عشرات الاف المواطنين السوريين الابرياء.

وبالمقابل، فقد التحالف الوطني السوري والجيش السوري الحر دفعة واحدة مكانتهما في صدارة القوى المعارضة. فموجة التأثير المركزي التي اعتلتها قيادة المعارضة، هي المساعدة الغربية، ولا سيما الامريكية، وكذا التحالف الاقليمي لتركيا، الاردن ودول الخليج، على أمل ان تأتي في نهاية المطاف مرحلة تدخل خارجي تقودها الولايات المتحدة وتؤدي الى سقوط حكم بشار الاسد.

بين تصريحات الرئيس اوباما عن الهجوم وتراجعه عن الخيار العسكري، انتظمت قوى المعارضة في جهد هجومي على العاصمة دمشق برعاية الهجوم الامريكي المتوقع. وبالتوازي مع شطب خيار الهجوم الامريكي، اعلنت محافل الجهاد المتطرفة، التي تعمل بشكل مستقل ولا تأتمر بإمرة منظمة المعارضة الثورية، التي مقرها خارج سورية. والى جانب ذلك بدأت تحظى تنظيمات اسلامية متطرفة بالنفوذ؛ ‘دولة الاسلام في العراق والشام’ او ‘التحالف الاسلامي’ الذي تشكل في 24 ايلول/سبتمبر 2013 ويضم 13 كتيبة كبيرة ومؤثرة من الثوار، بما فيها جبهة النصرة وثلاث كتائب من المقاتلين ممن انسحبوا من الجيش السوري الحر. ووجه الانشقاق في اوساط قوات المعارضة ضربة شديدة الى مبادرة انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، باعلان الجماعات الاسلامية، ان المعارضة لا يمكن أن يمثلها الا اولئك الذين ‘ضحوا بانفسهم في الكفاح’. والى جانب ذلك، وقعت جماعات الثوار الكبرى والمهمة على ‘بيان رقم 1′ اتخذوا فيه عمليا قرارين عمليين: 1. التحالف الوطني السوري الذي يستقر خارج سورية (وتموله الدول الغربية) برئاسة احمد جربا، ورئيس الحكومة الانتقالية احمد طعمة، ليس شرعيا ولا يمثل قوى المعارضة داخل سورية. 2. الاعلان عن تأييدهم لاقامة خلافة اسلامية، تستند الى مبادئ الشريعة، والرفض التام لاقامة دولة ذات طابع علماني، ليبرالي وديمقراطي. عمليا، تشكل هذه القرارات رفضا تاما لتفويض وتمثيل زعماء المعارضة في المنفى.

وبالتوازي، قررت قوات المعارضة الاسلامية في ضوء ضعف كتائب الجيش السوري الحر، وفي ضوء ابتعاد خيار التدخل الامريكي، تغيير استراتيجية العمل لديها، وبدلا من تركيز الجهود على احتلال مزيد من المناطق التي تحت سيطرة نظام الاسد، قررت تثبيت سيطرتها في المناطق التي لا يوجد فيها لنظام الاسد موطئ قدم فاعلا، وتشكل نحو 50 في المئة من الاراضي السورية. وعمليا نشأت جبهات عمل للمحافل الاسلامية المتطرفة، ‘التحالف الشمالي’ و’الجبهة الجنوبية’. وتؤدي كثرة القوات العاملة، ذات المصالح المتنافسة وغير المتطابقة، الى مواجهات بين الثوار والجيش السوري الحر، وكذا الى مواجهات تنشأ بين المنظمات الاسلامية. وتأتي المواجهات بسبب الولاء للزعماء المتنافسين والخلافات في طريقة العمل. مبدأ تفضيل اسقاط نظام الاسد، وفقط بعد ذلك اقامة دولة اسلامية مقابل التركيز على اقامة فورية لخلافة اسلامية في ظل تعزيز سيطرتها على الاراضي التي تسيطر عليها، من دون أي تطلع للحفاظ على وحدة سورية. ويفهم الاسد الفرصة الكامنة في انشقاق محافل المعارضة وخطا المنظمات الاسلامية المتطرفة. وبالتالي فانه يعزز الانشقاقات في قوات المعارضة، ويبرز سيادة الجهات الاسلامية المتطرفة. والمفارقة هي أنه يستغل قوات الجهاد ويشجعها على مقاتلة الجيش السوري الحر، في الاماكن التي لا يمكنه أن يقاتلهم فيها بنفسه. واضافة الى ذلك، يعمل الاسد على تعميق الوعي بان الجيش السوري الخاضع له وحده يمكنه أن يتصدى للقوات الجهادية ووقف سيطرتهم على سورية. يعارض الجمهور السوري بمعظمه بشكل مطلق سيطرة الجماعات الاسلامية المتطرفة، وهو قلق من ترسيخ مواقعها وتحولها من مجموعات مقاتلين الى حكام محليين ومسؤولين. ولكن لما كانت هذه الجماعات مسؤولة عن تقديم المساعدات الانسانية والغذاء، وبسبب الخوف على حياتهم، يحبذ معظم الجمهور الصمت وعدم الصراع ضدهم.

التغيير الدراماتيكي في صورة الوضع تؤثر ايضا على مزاج الجمهور في سورية، مثلما يجد تعبيره في الشبكات الاجتماعية. ففي اوساط عموم المتصفحين حل محل التوقعات بالنصر القريب يأس عميق، خيبة أمل، غضب وانتقاد شديد جدا للولايات المتحدة. ووصف الكثيرون في الشبكة الولايات المتحدة كمن ‘يتحدث بصوت عال ولكنه يحمل ورقة تين’، وتنطلق اقوال مثل ‘بوتين قيد اوباما’، ‘في الشرق الاوسط لا مكان للضعفاء’، ‘ضربة قاضية روسية’. وكتب مدونون آخرون يقولون: ‘الولايات المتحدة تتدخل، تنبش، تقرر قوانين، تبني اجهزة انفاذ، تأخذ على نفسها دور القاضي العالمي، تقرر الاحكام وفي لحظة الحقيقة لا تأخذ المسؤولية لتنفيذ هذه الاحكام’. وباختصار، في أوساط الناشطين في الشبكات تأكد فهمان: الاول، الولايات المتحدة لا تعتزم المساعدة في تصفية شبكات القاعدة في سورية، والثاني، الاسد حصل على بوليصة تأمين وهناك من يدعي بان الروس والامريكيين اتفقوا على أن يبقى حتى 2016.

المعاني

يطرح السؤال: هل الرئيس اوباما وفريق مستشاريه درسوا عموم الاثار المحتملة، جراء تأجيل خيار الهجوم والسير نحو التسوية السياسية، برعاية روسية، لنزع قدرات سورية الكيميائية العسكرية. عمليا، ادى الامر الى تغيير جوهري ودراماتيكي في شكل المواجهة في سورية ـ انهيار الاطار الموحد لعناصر المعارضة، تسريع عملية تفكك سورية الى مناطق تسيطر عليها قوات الامن، مجموعات القاعدة ومجموعات اسلامية متطرفة، واقامة مثابة أقاليم تخضع للشريعة الاسلامية على نحو 50 في المئة من الاراضي السورية. وبينما يعزو المقربون من اوباما نجاحا في سياسة الرئيس في تفكيك سورية ونزع قدراتها الكيميائية من خلال خطوات سياسية، فان اللاعبين في الشرق الاوسط يفسرون ذلك بضعف امريكي وعدم قدرة من جانبها على استخدام الخيار العسكري. ويعود التصور الى ان الولايات المتحدة تهجر حلفاءها عند الاختبار، وهذه المرة التحالف الوطني والجيش السوري الحر، وتخلف قلقا شديدا في اوساط حلفائها في المنطقة تركيا، الاردن، بل واسرائيل.

معظم العناصر التي نبشت في القدر السوري، بل شجعت صراع ‘الاشرار ضد الاشرار’، حصلت على ما خافت منه: غياب القدرة على اسقاط نظام الاسد وانهاء الحرب الاهلية، تعزز المحافل الاسلامية الجهادية والتفكك العملي لسورية.

وبالنسبة لنزع السلاح الكيميائي، فان نظام الاسد سيعمل على خلق تصور بانه يساعد في تطبيق الخطوة، لان هذه هي رافعته للشرعية أمام العالم. ومع ذلك هناك خطر من أن يحاول الاسد عمليا اخفاء بعض القدرات والابقاء على صورة ردعية للمستقبل. والى جانب ذلك، من المتوقع وجود مصاعب في عمل المراقبين والمفككين في ضوء غياب سيطرة مركزية ناجعة على المناطق والمحاور المؤدية لها. وبالتالي على اسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة ان تبلور خطة لسيناريو يفشل فيه المسعى لنزع السلاح الكيميائي في سورية، او وقوعه في ايدي عناصر اسلامية متطرفة وحزب الله.

على اسرائيل أن تستعد للتحديات والاثار الناشئة عن انقسام وتفكك سورية وترسخ جماعات اسلامية متطرفة على حدودها الشمالية. وستؤثر هذه الميول على غياب عنوان واضح ومسؤول، غياب عامل مركزي يحاول منع تهريب السلاح وترسخ شبكات الارهاب. وكنتيجة لذلك من المتوقع صعوبة في تثبيت قواعد لعب باعثة على الاستقرار، وتعاظم الاستفزازات على طول الحدود في هضبة الجولان، بل تحتمل ايضا ايام قتال واطلاق نار صاروخية نحو الجبهة الداخلية. اضافة الى ذلك، على اسرائيل والغرب ان تستعد لانتقال عدم الاستقرار والعنف الى جارات سورية، سواء كاحتجاج على الوضع الاجتماعي الذي نشأ في هذه الدول، التي اضطرت الى أن تستوعب في الزمن الاخير مئات الاف اللاجئين أم بسبب تسرب المواجهات الى الدول المجاورة.’

اودي ديكل واوريت بارلوف

نظرة عليا 22/10/2013

الجيش الحر: تدخل حزب الله في ‘القلمون’ السورية سيعني نهايته

دمشق ـ (الاناضول): استبعد ‘الجيش السوري الحر’، امس الثلاثاء، تدخل حزب الله اللبناني عسكرياً في منطقة القلمون بريف دمشق (جنوب سورية)، على غرار تدخله في مدينة القصير بريف حمص (وسط).

وفي اتصال هاتفي مع وكالة ‘الأناضول’، قال مصعب أبو قتادة، الناطق باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، إن منطقة القلمون ‘تختلف عن القصير، وذلك لكبر مساحتها التي تزيد أضعافاً عن القصير، وصعوبة تضاريسها الجبلية، وكذلك لوجود أعداد كبيرة من مقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلامية والتي تصل إلى نحو 30 ألفاً’.

وكانت وسائل إعلامية وتنسيقيات تابعة للمعارضة السورية، تحدثت خلال الأيام الماضية عن احتشاد الآلاف من مقاتلي حزب الله على الحدود اللبنانية السورية المحاذية للقلمون، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية مقرها لندن، إن عدد أولئك المقاتلين وصل إلى نحو 15 ألفاً.

والقلمون هي سلسلة جبلية تقع غرب سورية، وتسمى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشكل حدا فاصلاً بين لبنان وسورية، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها دير عطية ومعلولا والنبك وغيرها.

وأشار أبو قتادة إلى أن ‘الجيش الحر والكتائب الإسلامية المتحالفة معه تسيطر على معظم مناطق القلمون، التي تعتبر منطقة جبلية وعرة وليس بمقدور الحزب أو قوات النظام التوغل فيها على غرار ما حدث في القصير، خاصة أنها تضم عشرات المدن والبلدات’، متحدياً الحزب أو قوات النظام على القيام بها، قائلا إن دخول مقاتلي حزب الله إلى هناك يعني ‘نهايته’.

وسقطت مدينة القصير التي كانت تسيطر عليها المعارضة، بيد النظام السوري وحزب الله اللبناني مطلع يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت لثلاثة أسابيع، وكان ذلك التدخل العلني الأول لحزب الله إلى جانب النظام في الصراع الدائر في سورية منذ آذار/ مارس 2011.

من جهة أخرى قال عامر القلموني، الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في دمشق وريفها، وهي من أكبر التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة، إن كثيراً من العوائق التي تجعل تدخل حزب الله عسكرياً في القلمون أمراً مستحيلاً، منها وعورة المنطقة كونها جبلية وتمتد على مسافة تبلغ نحو 50 كم، وأيضاً البيئة الحاضنة الكبيرة للجيش الحر والتي أجبرت النظام على الانسحاب منها نهاية العام الماضي وهو بأوج قوته.

وبحسب القلموني، فإن ‘عدداً من ألوية الجيش الحر والكتائب الإسلامية تنتشر على طول الحدود بين القلمون والمناطق اللبنانية المجاورة لها، وهم يشكلون قوات حرس للحدود لمنع أي تسلل لعناصر من حزب الله وغيره’.

ولفت إلى أن ‘حزب الله وقوات النظام تتمنى أن تدخل القلمون اليوم قبل غد؛ لأن ذلك يحمي الطريق الدولي الرابط بين العاصمة دمشق ومحافظة حمص ومنطقة الساحل (غرب) التي ينحدر منها رأس النظام السوري ومعظم أركان حكمه’.

في سياق متصل، أكد مراسل وكالة ‘الأناضول’ في مناطق شرق لبنان أن قوات حزب الله قامت بالفعل خلال الفترة الماضية بزيادة أعداد قواتها في بلدتي الطفيلة وجوسيه المحاذيتين للقلمون، مقدراً أعداد تلك القوات بحدود ألفي مقاتل من حزب الله.

ولم يتبين للمراسل فيما إذا كانت تلك القوات في وضعية الاستعداد والتحضير لشن هجوم على منطقة القلمون، أم أنه تواجد احترازي تحسباً لأي هجمات من الجيش الحر.

ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي من قبل النظام السوري وحزب الله اللبناني، حول ما أورده الجيش الحر وذلك حتى الساعة (11.00) تغ.

خبراء كيميائيون يتحضرون في ريف بافاريا لمواجهة الاسوأ في سوريا

أ. ف. ب.

  أعد الجيش الألماني تدريبًا لمفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية من 17 بلدًا لمواجهة الاحتمال الأسوأ في سوريا، وتشمل التدريبات كيفية ادارة الاوضاع الخطرة والتعامل مع الانفجارات، وكذلك تبادل اطلاق النار، مرورًا بعمليات احتجاز الرهائن.

فيلدفليكن:  يدوي انفجار قوي في مستودع معزول لدى اقتراب ستة خبراء من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، فينبطحون ارضًا فوراً، ليخرج بعدها رجال مضرجون بدمائهم من المبنى الذي تلفه سحب الدخان.

هذا المشهد وإن بدا واقعيًا، فإنه جزء من سيناريو لتدريب أعده الجيش الالماني ويستمر اسبوعًا في منطقة نائية من مقاطعة بافاريا لمفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الحائزة مؤخرًا جائزة نوبل للسلام لعام 2013.

 ومن شأن هذا التدريب أن يحضّر المشاركين الـ24 المتحدرين من 17 بلدًا مختلفًا للأسوأ. ففي فيلدفليكن، البلدة الصغيرة في بافاريا الغارقة في ذلك اليوم في ضباب كثيف، يتعلم هؤلاء الاختصاصيون في التسلح والمترجمون المرافقون لهم كيفية ادارة الاوضاع الخطرة من الانفجارات الى تبادل اطلاق النار مرورًا بعمليات احتجاز الرهائن.

ويتم توزيع المشاركين في التدريب المزودين بقبعات وسترات عسكرية للتمويه، ضمن مجموعات عدة، كما يشاركون في التدريبات بجدية كبيرة. فبعد فترة وجيزة، سينطلق القسم الاكبر منهم للمشاركة في مهمة خطرة تتمثل بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.

 ويذكر فرانتس اونتال المسؤول عن التدريب بأن الخضوع لهذه الدورة التدريبية واجب على خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية. ويؤكد أن هذه المنظمة التي انشئت في العام 1997 في لاهاي، ومع أنها لا تقوم بأولى مهامها، “لكن الفرق في حالة سوريا أننا سنعمل في ظل نزاع”. وبالتالي، فإن الاسلحة الكيميائية ليست الخطر الوحيد الذي يتعرض له الخبراء: فللمرة الاولى يتعين عليهم تأمين سلامتهم في بلد يعيش حربًا.

من جهته، يقول الكولونيل رينهارد بارز مدير مركز تدريب الامم المتحدة الخاضع لادارة الجيش الالماني إن “الذين يتوجهون الى مناطق النزاع عليهم نسيان ما شاهدوه في هوليوود”، مشدداً على ضرورة وعي حقيقة الخطر الذي يواجهه المفتشون في مهمتهم.

وهذا الحذر مطلوب اكثر في سوريا “التي هي بلا شك احد اخطر الاماكن في العالم حاليًا”، بحسب الكولونيل.

 وصدر القرار بايكال مهمة اتلاف الترسانة الكيميائية السورية الى مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بموجب اتفاق اميركي – روسي بعدما هددت الولايات المتحدة نظام دمشق بغارات عقابية اثر استخدام اسلحة كيميائية في الهجوم الدامي المنسوب لقوات بشار الاسد في 21 اب/اغسطس.

وتضم فرق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة الحاضرة في المكان منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر حوالي 60 شخصًا إلا أن هذا العدد مرشح للازدياد.

 ويوضح العسكري أن المفتشين “سيضطرون هناك الى عبور اراضٍ تحتلها مجموعات متحاربة مختلفة (…) عليهم أن يضعوا في ذهنهم أنهم قد يتعرضون لتدابير عدائية مثل التعرض لاطلاق نار أو الوقوع ضحية تفجيرات قد تحصل في طريقهم. عليهم أن يعوا أنهم قد يتعرضون لاصابات”.

ويبدو أن التدريب لهذا اليوم كان موضع رضا من جانب المدربين. في هذا الاطار، يشير فرانتس اونتال من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى أن المفتشين قاموا خلال هذا اليوم بإسعاف الجرحى و”ادركوا سريعًا أن ما يحصل ليس حادثًا في مخزن اسلحة كيميائية ولا هجومًا معاديًا”، بل حادث منزلي.

 ويضيف “لقد تصرفوا تماماً كما كان يجب”. وهذا الاسبوع، سينضم هذا الاميركي الى زملائه في سوريا للقيام بسباق مع الزمن. فبحسب قرار الامم المتحدة الذي اعقب الاتفاق الاميركي – الروسي، فإن الترسانة الكيميائية السورية يجب اتلافها بالكامل بحلول 30 حزيران/يونيو.

ويذكر بأنه “في بلدان تعيش بسلام، يستغرق انجاز مهامنا اجمالاً سنوات”.

الرياض لمجلس الأمن: الأسد ينام قرير العين بسبب عجزكم

بشار دراغمه ايلاف

 تشعر المملكة العربية السعودية بغضب كبير ازاء مجلس الأمن لعجزه عن معالجة الأزمة السورية، وكذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واتهمت الرياض مجلس الأمن بعدم عقد مؤتمر متفق عليه لنزع أسلحة الشرق الأوسط الكيميائية بسبب معارضة إسرائيل لذلك.

نيويورك: انتقدت السعودية في كلمة أمام مجلس الأمن عجز المجلس عن معالجة الأزمة في سوريا وحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر “وقف الاستيطان والاحتلال”، مضيفة أن المجلس اختزل قضية الشعب السوري بجزئية السلاح الكيميائي بينما ينام الرئيس السوري، بشار الأسد “قرير العين.”

 وقال مندوب السعودية في الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، بكلمته خلال جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، إن نظام الرئيس بشار الأسد “مستمر في شن حملة إبادة على الشعب السوري استخدم فيها كل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وقتل بواسطتها قرابة مائة وعشرين ألف إنسان وهَجَّرَ ما يزيد على ربع سكان سوريا وبلغت به الجرأة إلى حد استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان العزل، بينما هو ينام الآن قرير العين، مطمئناً إلى أن هذا المجلس لن يتمكن من ردعه.. بسبب الاستخدام المتكرر لحق النقض.”

 واعتبر المعلمي أن قضية الشعب السوري “اختزلت في جزئية الأسلحة الكيميائية” مضيفًا: “آن الأوان لكي يضع المجلس حداً فاصلاً وسريعاً لمعاناة الشعب السوري وألا يسمح للنظام السوري أن يستغل قرارات المجلس المتعلقة بعقد المؤتمرات ونزع الأسلحة الكيميائية وسيلة للمماطلة والتأجيل والتسويف.”

ودعا المعلمي المجلس إلى اتخاذ التدابير اللازمة لفرض وقف شامل لإطلاق النار في جميع الأراضي السورية وحظر استخدام الطيران الحربي والصواريخ والأسلحة الثقيلة.

 وأكد أن تأخر المجلس في هذه المعالجة الحاسمة سوف يؤدي إلى تحول الحالة في سوريا إلى ملف يناقشه المجلس شهراً بعد شهر أو عاماً بعد عام في الوقت الذي تتساقط فيه أجساد السوريين قتلاً أو تجويعاً أو تهجيراً.

ورأى ضرورة معالجة الموقف في سوريا بشكل كامل وفوري دون قصر النظر على تداعيات جريمة الغوطة ونزع الأسلحة الكيميائية السورية، الأمر الذي أكد عليه بشكل واضح وصريح الاجتماع الوزاري الأخير لجامعة الدول العربية المُنْعَقِد في أيلول (سبتمبر) الماضي.

 وقال: إن الشعب السوري ولا العالم لن ينسى تجاهل المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية حلاً جذرياً فاعلاً”. مؤكدًا أن النظام السوري والقوى التي تآمرت معه على قتل الشعب السوري وتسميمه بالغازات الكيميائية ينبغي ألا يكون لهم مكان في تحديد مستقبله.

 مأساة الشعب الفلسطيني

وقال المعلمي إن المجلس “ومنذ أكثر من ستين عاماً وهو يواصل النظر في مأساة الشعب الفلسطيني في الوقت الذي مازالت فيه إسرائيل مستمرة في انتهاكها للقوانين الدولية وفي إنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني.”

وتابع المعلمي بالقول إن ما سمح لإسرائيل بـ”الاستمرار في سياساتها الاستيطانية واحتجاز آلاف الأسرى وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وتهجير المواطنين الفلسطينيين خاصة في القدس.. أن تلك الانتهاكات تتم تحت أنظار مجلس الأمن ودون أن يتحرك المجلس ليتحمل مسؤولياته ويضع حداً للاحتلال الإسرائيلي.”

 وأضاف المعلمي، الذي كانت بلاده قد رفضت قبل أيام قبول مقعد غير دائم بالمجلس: “أما آن لمجلسكم الموقر أن يتخلى عن التراخي في القيام بدور أكثر فعالية وإيجابية لحل القضية الفلسطينية؟ وأما آن لهذا المجلس الموقر أن يدرك أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يشكل اليوم كما شكل عبر العقود الماضية تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين؟”

 وأفاد السفير المعلمي أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عبروا في مناسبات عدة عن استنكارهم لتلك الممارسات الإسرائيلية، وكان من ذلك تعبيرهم عن الاستهجان الشديد الشهر الماضي عبر الإحاطة المقدمة لمجلس الأمن من المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري التي كشف فيها مقتل فلسطينيين في الأراضي الفلسطينية أحدهما موظف تابع لوكالة “الأونروا” بسبب العمليات التي قامت بها إسرائيل مؤخراً وعددها 282 عملية توغل في الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب شهادة الأمم المتحدة.

 وقال: إن إسرائيل قامت أيضًا وبشهادة الأمم المتحدة بتهجير 176 فلسطينياً منهم 78 طفلاً دون إدانة واضحة وصريحة من مجلس الأمن، الأمر الذي دعا إسرائيل إلى زيادة وتيرة عدوانها على المقدسات عبر انتهاكات شبه يومية من المستوطنين الإسـرائيليـين، وكـذلـك عبر القـرار الخطير للقائد العام للسلطة الإسرائيلية الشهر الماضي للسماح لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى ومحاولات بناء كنيس أمام المسجد المرواني بهدف تهويد المدينة والنيل من مقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

وزاد يقول” إن بلادي التي كانت الراعي الأول لمبادرة السلام العربية تطالبكم أن تلتزموا بمسؤوليتكم التاريخية والإنسانية والأخلاقية حتى لا يفقد العالم أمله في السلام وثقته في مؤسسات العمل الدولي المشترك”.

 نزع الأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط

وطالب المعلمي مجلس الأمن الدولي بضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، ومذكرًا إياه بأن المجلس “قد تراخى في تنفيذ الالتزام الدولي بعقد مؤتمر خاص لهذا الغرض قبل نهاية عام 2012م ، رغم اقتراب نهاية عام 2013م ودون أن تلوح في الأفق بارقة أمل بعقد المؤتمر، الأمر الذي يثير في أذهان شعوب منطقتنا المحبة للسلام ؛ التساؤل عن الجدوى من القرارات الدولية إذا لم يتمكن المجتمع الدولي ممثلاً في مؤسساته من تنفيذ أبسط تلك القرارات وهو الدعوة إلى عقد مؤتمر اتفق الجميع على انعقاده بسبب اعتراض دولة واحدة على ذلك وهي إسرائيل”.

 وقال في ختام الكلمة “إننا نناشدكم أن تبادروا إلى استعادة ثقة شعوب العالم في مؤسسات العمل الدولي المشترك وعلى رأسها مجلس الأمن، وأن تلتزموا بمسؤولية المجلس عن الأمن والسلم الدوليين، وذلك عن طريق اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب وبالفعالية المناسبة ثم عن طريق تنفيذ ما يتخذه المجلس من قرارات دون إبطاء أو تسويف.

قوة الأسد في دعم حلفائه وتخوف الغرب من المتطرفين

أ. ف. ب.

بيروت: يشعر الرئيس السوري بشار الاسد بأنه في موقع قوة بعد تراجع الضغط الغربي عليه للتنحي، متكئًا على دعم غير محدود من حلفاء النظام، وسط مخاوف غربية من تصاعد نفوذ الحركات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام السوري، بحسب ما يقول محللون.

وقبل اسابيع، لوحت واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية للنظام ردًا على اتهامه بالوقوف خلف هجوم كيميائي قرب دمشق في آب/اغسطس. ومنذ ذلك الحين، ادى اتفاق روسي اميركي على بدء نزع الترسانة الكيميائية السورية الى منح الاسد ثقة متزايدة، بحسب المحللين.

واعلن الاسد في حديث تلفزيوني الاثنين أنه لا يرى مانعًا من الترشح الى الانتخابات المقبلة، معتبرًا أن الظروف غير متوافرة لنجاح مؤتمر جنيف 2 للسلام الذي تبذل جهود دولية لعقده في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويقول الخبير في معهد بروكينغز الدوحة شادي حميد إن الاسد “يشعر بالثقة اكثر من أي وقت مضى. أي حديث سابق عن تغيير النظام من قبل المجتمع الدولي وضع جانبًا، والآن الاسد هو شريك هذا المجتمع” في نزع السلاح الكيميائي.

يضيف أن الرئيس السوري “يشعر بأنه سيتخطى هذه الازمة (…) حتى الولايات المتحدة تراجعت عن خطاب +ضرورة رحيل الاسد+. الموقف الرسمي ما زال نفسه لجهة أنه فقد شرعيته، الا أن حدته تراجعت”.

ويشكل رحيل النظام مطلبًا اساسيًا للاحتجاجات التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011، وتحولت نزاعاً داميًا أودى بأكثر من 115 ألف شخص.

وفي حين تشدد الدول الغربية الداعمة للمعارضة على تنحي الاسد كجزء من أي حل، يرفض حلفاؤه، لا سيما روسيا وايران، تنحيه قبل انتهاء ولايته الرئاسية منتصف العام 2014.

ويرى رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان أن النظام “يراهن” على معطيات عدة، منها أن “الميزان العام لا يزال يميل لمصلحته وإن لم يكن قادرًا على الحسم”، كما أن “الفريق المناصر للنظام السوري متماسك ويعرف ماذا يفعل”.

ويرى حميد أن النظام “ما زال يتمتع بالدعم الكامل من روسيا وايران. كما أن التركيبة العريضة له بقيت متماسكة (…) الامور بالتأكيد سارت لصالح الاسد في الشهرين الماضيين، منذ الهجوم الكيميائي في 21 آب/اغسطس”، والذي حملت المعارضة والدول الغربية النظام السوري مسؤوليته.

ولوحت واشنطن بشن ضربة عسكرية ردًا على الهجوم. الا أن الحديث عنها تراجع بعد توصل موسكو وواشنطن في 14 ايلول/سبتمبر الى اتفاق حول نزع الترسانة السورية بحلول منتصف العام 2014.

وتلى الاتفاق قرار لمجلس الامن الدولي، وبدء بعثة مشتركة من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة عملها في سوريا. وحظي التزام النظام بتطبيق الاتفاق بإشادة من المجتمع الدولي.

ويقول حميد: “عندما يشيد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالاسد لالتزامه في موضوع الاسلحة الكيميائية، فهذا تبدل حقيقي”. ويضيف أن الاتفاق “كان انتصارًا للاسد. ومنذ ذلك الحين، يشعر بنوع من رد الاعتبار”.

يضيف “لو حصلت الضربات العسكرية لكانت تهددت قدرة الاسد على الامساك بالسلطة (…) هذا جزء كبير من شعوره (بالثقة)، في حين اصيب مقاتلو المعارضة بالاحباط. كانوا يأملون في حصولها”.

ويشكو المقاتلون منذ اشهر طويلة من عدم التزام الغرب بوعود تزويدهم بأسلحة نوعية لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية.

وتتخوف الدول الغربية من وصول السلاح الى المجموعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة، والتي باتت تحظى بنفوذ متزايد على الارض. وتعمل هذه المجموعات، وابرزها “الدولة الاسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة”، على طرد أي خصم محتمل من مناطق نفوذها، وتشتبك في مناطق عدة مع مقاتلين معارضين ومسلحين أكراد.

ويقول حميد: “يشعر الاسد بأن تطورات مماثلة تساعده. بات في امكانه أن يقول للمجتمع الدولي +انظروا الى البديل من حكمي (…) أهذا ما تبحثون عنه؟+”.

ويرى أن المجتمع الدولي بات “اكثر قلقًا من تصاعد التطرف وسط الكتائب المقاتلة”، علمًا أن العديد منها اعلن مؤخرًا رفضه الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وفي خضم تحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2، قال الاسد لقناة “الميادين” الاثنين إن ظروف نجاح المؤتمر “غير متوافرة” حاليًا، سائلاً “من هي القوى المشاركة فيه؟ (…) هل هي قوى ممثِّلة للشعب السوري أم قوى ممثِلة للدول التي صنعتها؟”، في اشارة الى دعم دول غربية وعربية للمعارضة.

ويرى الخبير الهولندي في الشؤون السورية نيكولاوس فان دام أن هذا الموقف “ليس جديدًا، الا أن السؤال عما اذا كان من الواقعي أن يستثني الاسد (من المفاوضات) المكون الاساسي للمعارضة، والذي يتمتع بوجود عسكري وازن على الارض، يشكل مسألة أخرى”.

ويرى خشان أن تحديد الاسد للقوى التي يريد محاورتها هو “رفع للسقف للتفاوضي”، مبني على كون “القوة المتاحة له على الارض والوضع العام يسمحان له” بذلك.

كما أكد الاسد خلال مقابلته أنه لا يرى “أي مانع” على الصعيد الشخصي من الترشح للانتخابات بعد انتهاء ولايته، في موقف هو الاكثر وضوحًا من احتمال اقدامه على هذه الخطوة.

لكن فان دام يشكك في “رغبة الاسد بتقديم تنازلات جدية (…) يريد انتخابات رئاسية في العام 2014، لكن قد ينتهي به المطاف بقبول مرشح بديل، والافضل من داخل النظام”.

يضيف “اذا كان مستعدًا للرحيل، فلا يريد القيام بذلك سوى من خلال مسار دستوري كما تحدده القوانين والانظمة السورية”.

اجتماع «لندن 11» يتفق على دعم المعارضة السورية ضمن «جنيف 2».. والائتلاف لم يحسم مشاركته في المؤتمر

وزير الخارجية الأميركي: لم نر تغييرا من إيران إزاء دمشق

لندن: مينا العريبي

اتفقت الدول الـ11 التي تشكل مجموعة «لندن 11» الأساسية لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» أمس على ضرورة دعم الائتلاف السوري المعارض ضمن إطار آلية «جنيف 2»، وهو المؤتمر المرتقب عقده لبدء عملية سياسية للتفاوض بين النظام السوري والمعارضة لإنهاء الصراع الدامي في سوريا. وأصدرت المجموعة بيانا أمس أكد على أن الحل السياسي، من خلال التفاوض بين النظام السوري والمعارضة، هو السبيل الأمثل لإنهاء الصراع. وحضر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا ووفد من المعارضة الاجتماع في لندن أمس، حيث قدم الجربا مطالب من الائتلاف من أجل المشاركة في مؤتمر «جنيف 2».

ونجح مؤتمر لندن في إصدار بيان مشترك يؤكد اتحاد الدول الـ11 في التعامل مع الملف السوري من حيث دعم العملية السياسية، بالإضافة الى وضع ألية واضحة من خلال 18 بندا في البيان الختامي لدفع العملية السياسية لحل النزاع السوري، تشمل المطالبة بـ»اجراءات بناء ثقة» تشمل اطلاق معتقلين ورفع الحصار عن بعض المدن السورية وتأمين دخول الصحافيين الى سوراي.

ولكن الاجتماع لم يستطع النجاح في أخذ التزام من المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وأبلغ الجربا الحلفاء الغربيين والعرب أن الائتلاف لن يحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف إلا إذا كان هدفها واضحا وهو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من أنه بات من الواضح أن رحيل الأسد ليس شرطا لبدء المفاوضات.

وكرر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ موقف المجموعة الوزارية من أن «الحل الوحيد لوقف القتال من خلال حل سياسي»، مؤكدا أن المجموعة «اتفقت أن الأسد لن يكون له دور في حكومة انتقالية».

ولكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن «موضوع الأسد سيترك إلى المفاوضين من النظام والمعارضة في حال بدأت المفاوضات». وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» حول إصرار الأسد على المشاركة في الانتخابات السورية عام 2014، وإذا كان بإمكان الأسد البقاء في الرئاسة إذا نقل صلاحياته التنفيذية إلى حكومة انتقالية، قال كيري: «فيما يخص الأسد وبقاءه، هذا أمر على الأطراف التفاوض حوله، إنه ليس أمرا لنقرره نحن، الأمر الأساسي هو نقل السلطات التنفيذية كليا، وذلك يعني عدم اللعب وعدم جعل شخصا يتخذ القرارات من خلف الكواليس.. وأن يكون المشاركون في السلطة يعملون بطريقة شرعية لكل السوريين ولحمايتهم ولإرسال رسالة حول انتخابات عادلة وحرة وشفافة ومسؤولة، ويمكن للجميع أن يختار مستقبل سوريا، هذا هو المعيار الذي بموجبه على الأطراف اتخاذ القرار».

وفيما يخص الدور الإيراني في سوريا، رد كيري على سؤال آخر من «الشرق الأوسط» حول إذا كانت هناك بوادر إيجابية من إيران منذ اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك الشهر الماضي، قائلا: «لم نر تغييرا ملموسا من إيران.. وهذا أمر سيكون مرحبا به ومهم جدا لتظهر طهران حسن نيتها لحل القضايا الإقليمية». ولكنه أردف قائلا: إن «سوريا لم تكن ضمن نقاشاته مع ظريف، وإنها اقتصرت فقط على المفاوضات النووية».

وردا على سؤال من أحد الصحافيين حول العلاقات الأميركية مع السعودية، لفت كيري إلى لقائه مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في باريس أول من أمس ولقائه مجددا معه في لندن على هامش اجتماع سوريا، موضحا: «قضيت ساعات عدة لطيفة حقا وبناءة جدا جدا مع الأمير سعود الفيصل وناقشنا كل القضايا الإقليمية.. ونحن سنواصل المشاورات مع أصدقائنا السعوديين مثلما فعلنا في السابق». وأضاف: «تركنا اللقاء مع شعور قوي حول ما هو مهم بالنسبة لنا، وكيف سنواصل عملنا سويا لتحقيق أهدافنا المشتركة».

وكان اجتماع أمس، الذي شاركت فيه السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا بالإضافة إلى المملكة المتحدة التي ترأست الاجتماع، فرصة للدول المعنية بالملف السوري بتقديم رأي موحد للسوريين وللروس أيضا. وقال كيري: «لا أعلم أن هناك أي طرف، بما في ذلك روسيا ودول أخرى في المنطقة ليست جزءا من هذه المجموعة، تؤمن بأن هناك حلا عسكريا لهذا النزاع، من الواضح سيبقى الطرفان يقاتلان ويقاتلان ويقاتلان وفي النهاية أكبر الضحايا هم الشعب السوري الذي يعاني بشدة». وأضاف: «هذه الحرب لن تنته في ساحة المعركة.. بل ستنتهي من خلال حل تفاوضي». وتعمل مجموعة الدول الـ11 على ضمان مشاركة الائتلاف الوطني السوري بعد أن أكدت روسيا أنها ستضمن مشاركة الحكومة السورية. وقال كيري: «الروس قالوا إنه (أي الأسد) يقبل (جنيف 1)، وقال الروس إنهم سيضمنون مشاركة النظام وتفاوضه بحسن نية ونحن نقبل التصريحات الروسية ونتوقع أن يشاركوا بحسن نية».

ومن جانبه، أكد الجربا أن الائتلاف الوطني السوري لم يحسم موقفه من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، موضحا أن مؤتمر الهيئة العامة للائتلاف المرتقب عقده في إسطنبول بداية الشهر المقبل سيقرر المشاركة. وشدد الجربا أنه في حال شاركت المعارضة فستكون ممثلة في وفد واحد يشمل معارضين آخرين، ولكن بقيادة الائتلاف وهذا ما اتفق عليه أيضا وزراء الخارجية المجتمعين في لندن. وقال الجربا في كلمة أمام اجتماع أصدقاء سوريا في لندن، إن «المعارضة السورية تجازف بفقدان مصداقيتها إذا استسلمت للضغوط الدولية بالذهاب إلى جنيف دون تحقيق هدف الثورة الرئيس وهو الإطاحة بالأسد، الذي وصفه بالسفاح». وأضاف الجربا في الكلمة التي ألقاها مرة ثانية في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية البريطانية: «إذا صدقنا ما نسمعه من بعض الدول الكبرى ومشينا فإن الشعب لن يصدقنا.. لن يمشي معنا خطوة واحدة وسيصفنا (بأننا) خونة للثورة ولدماء الثوار». وأوضح الجربا في كلمته: «لا يمكن أن ينجح مؤتمر (جنيف 2)، لا يمكن أن نرضى أن نكون جزءا منه كي لا نكون لاعبين على مسرح الأسد الذي يريد أن يكسب الوقت لسفك مزيد من دماء شعبنا والعالم يقف بين متفرج ومشارك».

وقال وزير الخارجية البريطاني إنه «من الضروري توفير كل العناصر كي تشارك المعارضة السورية المدعومة من الغرب في المؤتمر».وقدم الجربا ووفد الائتلاف عددا من المطالب للوزراء المجتمعين في لندن، قائلا إنها «ستوفر الظروف» لإنجاح «جنيف 2»، من بينها المطالبة بفرض ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين في عدد من المدن والبلدات، منها الغوطة الشرقية ومعضمية الشام. وأوضح الجربا في المؤتمر الصحافي أن هذه المطالب ليست «شروطا» للمشاركة بل ضرورية لإنجاح أي اتفاق سياسي، وتشمل أيضا المطالبة بدعم المعارضة بأسلحة توقف القوات الجوية التابعة للنظام السوري، قائلا ان الوزراء كانوا «ايجابيين» تجاه هذه القضايا.

وعلى الرغم من أنه لم يحدد بعد موعد عقد مؤتمر «جنيف 2»، بينما يواصل المبعوث الأممي – العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي مشاوراته الإقليمية حول إنجاح المؤتمر، قال كيري، إنه «يعتقد أنه من الممكن أن يتم عقد المؤتمر هذا الشهر». وهناك ترقب بعقد المؤتمر يومي 23 و24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ولكن لم يعلن الموعد رسميا بعد، إذ هناك قضايا عدة لم تحسم بعد من بينها الوفود المشاركة في المؤتمر المزمع.

أبرز بنود البيان الختامي لـ«لندن 11»

لندن: «الشرق الأوسط»

نجحت الدول الإحدى عشرة الأساسية لدعم سوريا أمس في إصدار بيان يحدد موقف المجموعة في ثمانية عشر بندا. وفيما يلي أبرز ما جاء في البيان:

* مجموعة أصدقاء سوريا الأساسية «لندن 11» تعبر جماعيا عن الترحيب بقرار مجلس الأمن الصادر 27 سبتمبر (أيلول) لضرورة الانتقال السياسي في سوريا ودعم بيان جنيف الأول، وهدفها تأسيس آلية حكم انتقالية مؤقتة بناء على التراضي المتبادل تتمتع بالصلاحيات التنفيذية الكلية، بما فيها السلطة على الآليات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.

* الاتفاق على أنه بعد تأسيس آلية الحكم الانتقالي، لن يكون لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد والمقربين منه الملطخة أيديهم بالدماء دور في سوريا، ويجب أن تكون هناك محاسبة للانتهاكات في النزاع الحالي.

* نرحب بالتقدم الذي حصل للإعداد لـ«جنيف 2» ونتعهد بالدعم الكامل للمبعوث الخاص المشترك (الأخضر الإبراهيمي).

* ندعو الائتلاف الوطني للالتزام بعملية «جنيف 2».. ونقر بالتحديات الجسيمة أمام المعارضة وسنصعد من جهودنا المشتركة لدعم الائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر.

* نرحب باتفاق مجلس الأمن على ضمان تخلص النظام السوري من الأسلحة الكيماوية، وجميع الأدلة تشير إلى إدانة النظام بهجوم 21 أغسطس (آب) الماضي، مما يزيد من ضرورة التطبيق الكلي لقرار مجلس الأمن 2118.

* يجب ألا تكون المفاوضات حول آلية الحكومة الانتقالية من دون نهاية، ويجب ألا تحتمل أي أساليب للتعطيل.

نص البيان الختامي لاجتماع مجموعة أصدقاء سوريا (لندن 11). 22 أكتوبر تشرين أول 2013، لندن.

المشاركون وزراء خارجية السعودية وقطر ومصر والأردن والامارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية اضافة الى ممثلين عن الائتلاف السوري المعارض.

1 – ترحب مجموعة أصدقاء سوريا “لندن 11” بالاجماع بتوافق مجلس الأمن الدولي يوم 27 سبتمبر على الحاجة الملحة إلى الانتقال السياسي وتأييده لاعلان جنيف والذي كان موضوعه تشكيل هيئة حكومية انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تشمل الأمن والجيش والهياكل الاستخباراتية.

2 – نوافق على أنه عندما يتم تأسيس الهيئة الحكومية الانتقالية فإن بشار الأسد ومساعديه المقربين والملطخة أيديهم لن يكون لهم دور في سوريا ..

ولا بد أن تكون هناك مساءلة على الأعمال التي تم ارتكابها أثناء الصراع الحالي.

3 – ندين بشدة تصعيد النظام للهجمات العشوائية بما فيها الهجمات باستخدام غاز السارين وصواريخ سكود والهجمات الجوية والمدفعية وكذلك الوحشية على الأرض .. ويتحمل النظام المسؤولية عن الصراع الدموي ويواصل منع وصول المساعدات الانسانية العاجلة على الأرض .. وتقوض ممارسات النظام على الأرض امكانية الانتقال السياسي الحقيقي .. ويجب على النظام أن يلزم نفسه بالتنفيذ الكامل لاعلان جنيف ويبرهن على التزامه بأفعاله في جنيف 2.

4 – نرحب بالتقدم المنجز بخصوص التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 ونتعهد بتقديم الدعم الكامل للممثل الخاص المشترك .. ونؤكد على الحاجة إلى استعدادات مكثفة لمؤتمر جنيف 2 والذي يمكن رهنا بحدوث مزيد من التقدم أن ينعقد في شهر نوفمبر/ تشرين ثان .. وينبغي أن تتقدم العملية إلى الأمام كما هو مبين في الفقرات 10 وما بعدها من هذا النص.

5 – نحث الائتلاف الوطني على الالتزام بعملية جنيف 2 مع قبول كل الأطراف لاعلان مؤتمر جنيف الصادر في يونيو / حزيران 2012 .. ان اجتماع لندن 11 يعترف بالتحديات الكبيرة التي تواجه المعارضة .. وسوف نقوم بتكثيف جهودنا المشتركة لتوجيه الدعم إلى الائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر .. وسنواصل توفير الدعم المعزز لبناء قدرات المعارضة لإيصال الاحتياجات الأساسية على الأرض.

6 – إننا قلقون بشدة حيال الوضع الانساني المروع بما في ذلك الحصار الذي تضربه قوات النظام على معضمية الشام وحمص وحلب والحسكة حيث أن هناك الآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء عالقون ويعيشون في ظروف ميؤوس منها .. وإضافة إلى التكلفة البشرية المروعة فإن هذا الوضع يغذي الدعم للجماعات المتطرفة .. وإننا ندعو إلى التحرك الفوري لزيادة الدعم الانساني وإلى توفير إمكانية الوصول الكامل وغير المقيد للجهود ليشمل الجهود العابرة للحدود ولخطوط التماس إلى داخل سوريا وضمن سوريا .. وعلى وجه الخصوص ندعو النظام السوري إلى تقديم التعاون الكامل مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية من خلال منحها التراخيص وتأشيرات الدخول وأذون السفر لكي يتسنى لها تلبية الاحتياجات المتعاظمة لسكان سوريا في أنحاء البلاد.

7 – ندرك بأن الرعب الذي يثيره الصراع يقود المدنيين إلى البحث عن ملجأ في البلدان المجاورة وبأعداد متزايدة على الدوام وهو ما يخلق أزمة إقليمية متعاظمة .. ونتفق على مواصلة دعم هذه البلدان المجاورة التي تستضيف وبسخاء اللاجئين السوريين وندعو المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه لهذه البلدان.

8 – نتشاطر القلق المتزايد حيال انتشار التطرف والجماعات المتطرفة بما في ذلك تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – داعش” وجبهة النصرة .. وندعو مقاتلي وقوات إيران وحزب الله وكل المقاتلين الأجانب الآخرين والقوات الأجنبية الأخرى إلى الانسحاب من سوريا .. فهؤلاء يشكلون تهديدا للقوات المعتدلة ووحدة وسلامة أراضي سوريا والأمن الاقليمي والدولي.

9 – نرحب أيضا باتفاق مجلس الأمن الدولي على الحرص على التخلص من الأسلحة الكيمائية للنظام السوري .. وإن كل الدلائل على الهجوم الذي وقع يوم 21 أغسطس / آب تشير وبوضوح إلى مسؤولية النظام عنه وهوما يعزز الحاجة إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118.

أهداف جنيف 2 ..

10 – يجب أن يفضي مؤتمر جنيف2 الى انتقال سياسي يستند إلى التطبيق الكامل لإعلان جنيف الصادر في 30 يونيو حزيران 2012 وفي الوقت نفسه أن يحافظ على سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الدولة السورية.

11 – سوريا المستقبل يجب أن تكون ديمقراطية وتعددية وتحترم حقوق الانسان وحكم القانون .. وكل مواطن سيتمتع بالمساواة الكاملة أمام القانون بغض النظر عن معتقداته الدينية أو خلفيته الإثنية.

12 – ويجب على المؤتمر تحقيق الهدفين التاليين : أ – بالموافقة المتبادلة تأسيس هيئة حكومية انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة وتتمتع بالسيطرة على جميع المؤسسات الحكومية بما في ذلك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات .. وهذه الهيئة يجب ان تكون هي المصدر الوحيد للشرعية والالتزام القانوني في سوريا وإن أية انتخابات في سوريا يجب أن تجري ضمن إطار الانتقال السياسي ..ب – قيام كل الأطراف بتبني إعلان مبادىء وخطوات وإطار زمني للانتقال السياسي إلى الديمقراطية.

13 – مفاوضات تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية يجب ألا تكون غير محددة بزمن .. ولا ينبغي التسامح إزاء أية تكتيكات تهدف إلى التأجيل .. وينبغي أن يكون من الممكن وبوجود الالتزام والنوايا الحسنة من الجانبين إنشاء هيئة حكومية انتقالية على وجه السرعة في الشهور القادمة.

وسائل بجنيف2 : 14 – يجب أن يلتزم كل من النظام السوري والإئتلاف الوطني السوري علانية بانتقال سياسي استنادا إلى التطبيق الكامل لإعلان جنيف وذلك قبل المؤتمر.

15 – الدول المشاركة في مؤتمر جنيف يجب أن تكون قد التزمت وبشكل كامل بالانتقال السياسي المستند إلى التطبيق الكامل لبنود وشروط إعلان جنيف والرغبة في المساهمة في انجاح المؤتمر استناداَ إلى الأهداف المذكورة أعلاه .

16 – يجب أن تجري المفاوضات عبر وساطة الممثل الخاص المشترك ما بين وفد منفرد للنظام السوري ووفد منفرد للمعارضة والتي يجب أن يشكل الائتلاف الوطني السوري جوهرها ورائدها بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري.

17 – الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه من قبل الأطراف والتصديق عليه من قبل الدول المشاركة وتأييده بقرار لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة يجب أن يكون ساري المفعول وقابلا للتنفيذ .. والدول المشاركة في جنيف2 وخصوصا الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي يجب أن تشارك في مسؤولية ضمان التنفيذ الكامل للانتقال السياسي في سوريا ويشمل ذلك عواقب خطيرة في حال عدم الالتزام ..نحن مستعدون كمجموعة لتنفيذ جميع الخيارات الممكنة لتأكيد الالتزام.

إجراءات بناء الثقة ..

18 – يجب أن تؤدي عملية جنيف2 إلى فوائد ملموسة للشعب السوري: أ- على الفور وكما هو مبين في إعلان جنيف: 1 – الإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفا بدءا بالفئات الضعيفة منهم.

2 – إمكانية الوصول الانساني في كافة أنحاء البلاد بما في ذلك عبر وقف محلي لإطلاق النار (وكذلك للعمليات عبر خطوط التماس وعبر الحدود إلى داخل سوريا وضمن سوريا كما هو مبين لاحقا في بيان رئاسة مجلس الأمن الدولي في 2 أكتوبر / تشرين أول 2013.

3 – ينبغي على كافة الأطراف أن تخلق وعلى نحو عاجل ظروفا ملائمة لعودة اللاجئين ولتلبية احتياجات الأشخاص المهجرين داخليا والذين يتركزون في مناطق معينة ويسعون إلى اللجوء والحصول على الحماية.

4 – يجب على النظام السوري أن ينهي حصاره للمناطق المدنية وهجماته العشوائية على المدنيين وخصوصا من خلال القصف الجوي واستخدام الصواريخ البالستية والقنابل العنقودية وبراميل المتفجرات.

5 – يجب أن يتم منح الصحفيين حرية الحركة في كافة أنحاء البلاد ويجب حماية حرية التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.

6 – ويجب إعطاء تعليمات إلى السفارات السورية لتسليم وتجديد جوازات السفر للمواطنين السوريين من دون تمييز بينهم.

ب – في سياق المفاوضات يجب على كل الأطراف أن يضعوا نهاية لاستخدام الأسلحة الثقيلة ويجب تأمين انسحاب المقاتلين الأجانب من سوريا.

ت – واعتبارا من وقت تأسيس هيئة حكومية انتقالية يجب على كل الأطراف أن تتعاون مع الهيئة الحكومية الانتقالية في ضمان الوقف الدائم للعنف.

الأخضر الإبراهيمي يتباحث في الكويت ومسقط بشأن سوريا

الأخضر الإبراهيمي

الكويت «الشرق الأوسط»

أجرى الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، محادثات في مسقط مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، تناولت التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» حول الأزمة السورية.

ووصل الإبراهيمي إلى سلطنة عمان أمس، آتيا من الكويت حيث كان التقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الأحمد الصباح، على أن ينتقل اليوم إلى الأردن، وفق أوساطه.

وأكد وزير الخارجية العماني للإبراهيمي دعم بلاده لحل تفاوضي في سوريا، وقال للصحافيين: «إن السلطنة ستقدم كل جهد ممكن تشارك فيه في إطار الحل السلمي واستخدام الدبلوماسية المرنة لحل مشكلات سوريا». ودعا الإبراهيمي خلال زيارته بغداد أول من أمس، جميع الدول ذات النفوذ إلى المشاركة في «جنيف 2».

وستشمل جولته أيضا إيران وقطر وتركيا وسوريا، وكان بدأها الأحد في القاهرة، حيث التقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

فلسطينيو سوريا يدفعون ثمن الصراع العسكري

السفارة البريطانية في الأردن قدمت 25 مليون دولار لإغاثتهم

عمان: محمد الدعمه – بيروت: «الشرق الأوسط»

تعيش مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا أوضاعا إنسانية صعبة، بسبب الحصار الذي تفرضه طبيعة الصراع العسكري المحتدم في البلاد.

وبينما تحكم القوات النظامية حصارها على مخيم اليرموك، جنوب دمشق، بهدف التقدم نحو مواقع المعارضة، يفرض مقاتلو «الجيش السوري الحر» طوقا عسكريا حول مخيم النيرب في حلب للضغط على عناصر فلسطينية موالية تتحصن في داخله. ولا يقتصر الحصار العسكري على هذين المخيمين بل يشمل معظم المخيمات الفلسطينية الموجودة في مناطق النزاع، وهو ما ينعكس سلبا على الأوضاع الإنسانية للمدنيين في ظل قلة المساعدات الإغاثية التي تصل إليهم.

ودفع هذا الواقع السفارة البريطانية في العاصمة الأردنية عمان لتقديم مبلغ 25 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أجل مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في داخل سوريا، وأولئك الذين اضطروا إلى الفرار إلى الدول المجاورة بسبب القتال، إضافة إلى توفير مواد غذائية لما يزيد على 155 ألف شخص، ومبالغ نقدية لعدد مماثل يمكنهم من خلالها التزود بمواد أساسية بما فيها الملابس والأغذية وتسديد الفواتير.

ونقل بيان عن وزير شؤون التنمية الدولية آلان دنكان قوله إن «المملكة المتحدة ستقدم 15.5 مليون جنيه إسترليني (نحو 25 مليون دولار) إلى (الأونروا) لتبعث بدورها مساعدات حيوية إلى اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا». وحذر دنكان من أنه «يوما بعد يوم يتزايد وقوع الفلسطينيين في أتون هذا الصراع في سوريا، فالقصف والاشتباكات تدور من حولهم، بل وداخل مخيماتهم نفسها. وقد لحق دمار أو عطب بما لا يقل عن 44 ألفا من منازل اللاجئين». وأكد أن «المأساة المزدوجة التي يواجهها هؤلاء اللاجئون يجب ألا تتحول إلى مجرد ملاحظة هامشية مهملة في هذه الحرب»، مشيرا إلى أن هذا «الدعم سوف يسهم في إنقاذ حياة بعض من أكثر المعوزين».

وقد سبق للمملكة المتحدة أن قدمت 5 ملايين جنيه إسترليني إلى «الأونروا» لإرسال رزم غذائية وبطانيات وأدوات للعناية بالنظافة لمساعدة ما يفوق 100 ألف لاجئ فلسطيني داخل سوريا وفي الأقطار المجاورة. يشار إلى أن المملكة المتحدة خصصت حتى الآن 500 مليون جنيه إسترليني استجابة للأزمة الإنسانية في سوريا، وهو أكبر مبلغ على الإطلاق تقدمه المملكة المتحدة استجابة لأزمة واحدة. يوفر هذا المبلغ مساعدات تشمل المواد الغذائية والرعاية الطبية ومواد الإغاثة لما يفوق مليون شخص داخل سوريا وفي المنطقة.

ويشكو فلسطينيو سوريا من انعدام المساعدات التي من المفترض أن يحصلوا عليها من منظمة «الأونروا» المعنية بشؤونهم، إذ يؤكد الناشط الفلسطيني وسام سباعنة لـ«الشرق الأوسط» أن «(الأونروا) لم تحاول تقديم أي مساعدة للمخيمات المنكوبة في سوريا في حين كان يفترض بها أن تتحضر لهذه الكارثة عبر خطط بديلة تؤمن احتياجات المدنيين». ويوضح أن «الجهات الوحيدة العاملة في مجال الإغاثة داخل مخيمات سوريا هي منظمات مدنية فلسطينية مثل مؤسسة (جفرا) والهيئة الخيرية الفلسطينية»، محذرا من «تدهور الأوضاع الإنسانية أكثر داخل المخيمات، لا سيما مخيم اليرموك المحاصر من قبل القوات النظامية، حيث سجلت حالات وفاة أطفال أصيبوا بسوء التغذية».

وتمنع القوات النظامية منذ نحو ثلاثة أشهر إدخال الأدوية والمواد الغذائية إلى المخيم، حيث لا يزال 50 ألف لاجئ فلسطيني يقطنون فيه. ويهدف الحصار النظامي على اليرموك إلى الضغط على كتائب الجيش الحر المتمركزة فيه وإجبارها على الانسحاب منه. وبالقرب من مخيم اليرموك، يتعرض مخيما الحسينية والسبينة لقصف يومي من قبل القوات النظامية، بحسب ما يؤكد سباعنة، لافتا إلى أن «هذين المخيمين يخضعان للحصار أيضا كبقية المناطق الجنوبية في دمشق». في حين يبقى حال مخيم خان الشيح الذي يبعد نحو 27 كيلومترا إلى جنوب غربي دمشق أفضل نسبيا، رغم الحصار النظامي المفروض عليه.

وفي مقابل الأوضاع الإنسانية السيئة التي يتسبب فيها حصار القوات النظامية لبعض المخيمات الفلسطينية، فإن قوات المعارضة تفرض بدورها حصارا على مخيم النيرب في حلب للضغط على عناصر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» الموالين للنظام. ويقول سباعنة إن «كتائب الحر منعت دخول الأغذية والأدوية إلى المخيم، ولم يتحسن الوضع إلا بعد أن تمكنت القوات النظامية من فتح ممرات إنسانية».

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بنحو 500 ألف لاجئ، يعيشون في تسعة مخيمات معترف بها من قبل منظمة «الأونروا» وثلاثة غير معترف بها. ومنذ بداية الأزمة في البلاد، بدأت معاناة اللاجئين الفلسطينيين، فمنهم من اضطر للنزوح عدة مرات لأماكن أكثر أمنا من المخيمات، خصوصا في الأشهر الأخيرة من الأحداث ومنهم من لجأ إلى دول الجوار. ودفعت الأوضاع الأمنية في بعض المخيمات أو حولها عددا كبيرا من الفلسطينيين إلى مغادرة بيوتهم، ليبلغ إجمالي عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى خارجها حتى الآن نحو 15 في المائة من مجمل فلسطينيي سوريا، في حين بقي مثلهم تقريبا داخل المخيمات، ونزح الباقون إلى مناطق أخرى في سوريا ومعظمهم في العاصمة دمشق.

«الحر» يعلن سيطرته على مواقع في ريف حمص.. والنظام يقصف حلب وحماه

منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تؤكد تعاون دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن «الجيش السوري الحر» بدء معركة جديدة في ريف حمص الشرقي محكما سيطرته على كتيبة الهجانة في بلدة مهين، في حين أكدت منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، المكلفة الإشراف على تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بنزع الترسانة الكيماوية السورية سيغريد كاغ «تعاون دمشق بشكل كامل مع المفتشين».

وأثنت كاغ، التي وصلت قبل يومين إلى دمشق، على «تعاون الحكومة السورية بشكل كامل حتى الآن، في دعم عمل الفريق المتقدم والبعثة المشتركة»، معتبرة أن «الأطر الزمنية تشكّل تحديا بالنظر إلى أن الهدف هو التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا في النصف الأوّل من عام 2014».

وكانت منظمة حظر الأسلحة أعلنت الاثنين أن «عمليات التفتيش شملت 17 موقعا، وقام المفتشون في 14 موقعا بأنشطة مرتبطة بتدمير معدّات أساسية بهدف جعل المنشآت غير قابلة للاستخدام».

في غضون ذلك، أفاد الناطق الإعلامي لفوج المغاوير الأول في حمص التابع للجيش الحر حسين زيدان عن بدء معركة جديدة ضد القوات النظامية في ريف حمص الشرقي، أطلق عليها اسم «أبواب الله لا تغلق»، وأوضح زيدان في تصريحات نقلتها عنه صفحات معارضة أن «قوات المغاوير المعارضة تمكنت حتى الآن من تحقيق انتصارات كبيرة فأحكمت السيطرة على السيطرة على كل من بلدات صدد وحوارين ومهين، إضافة إلى تدمير حاجزي بئر الغاز وحاجز المشفى الوطني، والسيطرة على كتيبة الهجانة القريبة من بلدة مهين وعلى مفرزة الأمن العسكري». وأكد زيدان أن «الجيش الحر استطاع إسقاط طائرة حربية من طراز ميغ، وإعطاب دبابتين وعربة شيلكا وعدد من السيارات الأمنية وقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية واغتنام أسلحتهم». وردا على تقدم الجيش الحر في ريف حمص، قصفت القوات النظامية بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ قرى مهين وحوارين حيث سقط عدد من القتلى وجرح العشرات.

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش النظامي لاحقت مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى قرية صدد بريف حمص ودمرت لهم عتادا وأسلحة وذخيرة». ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول أن «عددا من الإرهابيين قتل أثناء العملية». في موازاة ذلك، تعرضت مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي إلى قصف عنيف من قبل الجيش النظامي بعدد كبير من الصواريخ، بحسب ما أفاد ناشطون. كما ألقت مروحيات عسكرية ثمانية براميل متفجرة عليها، ما أدى إلى وقوع دمار هائل في الأبنية السكنية. من جهة أخرى، أعلن الجيش الحر عن استهداف تجمعات القوات النظامية في منطقتي الواحة ومعامل الدفاع بهدف تخفيف الحصار عن السفيرة، فيما لا تزال الاشتباكات بين الطرفين مستمرة في المنطقة. وتسعى القوات النظامية إلى السيطرة على مدينة السفيرة بعد أن فرضت عليها حصارا كاملا منذ منتصف الشهر الحالي.

وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي النظامي غارة جوية على بلدة دير العصافير، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وحدوث دمار كبير في منازل المدنيين. وأفاد ناشطون بـ«استهداف المقاتلات الحربية النظامية لبلدة حتيتة التركمان بعدة غارات بالتزامن مع قصف صاروخي عليها، في ظل استمرار القوات النظامية بمحاولة اقتحام البلدة لليوم الثاني على التوالي». وتزامن ذلك مع قصف القوات النظامية لمحيط معمل تاميكو على أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بصواريخ (أرض – أرض) إثر تجدد الاشتباكات بينها وبين الجيش الحر تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي. وتحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المنطقة بعد أن باتت تحت سيطرة المعارضة الأسبوع الماضي. وفي ريف مدينة حماه الشرقي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية قرب قرية المفكر. وأفاد ناشطون بتجدد الاشتباكات في الريف الشمالي في محيط حاجزي المداجن والسمان العسكريين والمحاصرين، في حين شن الطيران الحربي غارة جوية على منطقة زور الحيصة في محاولة لفك الحصار.

لواء «عاصفة الشمال» ينفي وصول أي من المعتقلات السوريات إلى تركيا

بعد أيام من الإفراج عن المختطفين اللبنانيين في عملية التبادل

لندن – أنقرة: «الشرق الأوسط»

نفى لواء «عاصفة الشمال» الذي ورد اسمه ضمن صفقة تبادل المخطوفين اللبنانيين، وصول أي من المعتقلات السوريات أو المعتقلين المفترض الإفراج عنهم من قبل النظام السوري مقابل المختطفين اللبنانيين الذين تم تحريرهم يوم الجمعة الماضي. وطالب لواء «عاصفة الشمال» أحد التشكيلات المقاتلة ضد النظام في شمال البلاد الأطراف الضامنة للاتفاق بتنفيذ إطلاق المعتقلات. وقال متحدث باسم اللواء في بيان أمس: «أرسلنا موفدين عنا، وعن الحرائر، وعن العلماء السوريين؛ لاستقبال المعتقلات في الموعد المحدد في مطار أضنه، بحضور السفير القطري لدى تركيا، ولم يصلنا إلى هذه اللحظة أحد من المعتقلات أو المعتقلين». واستغرب اللواء «ما نشرته وسائل الإعلام من تسلم اللواء مبلغا ماديا مقابل الصفقة»، مؤكدا أن لواء «عاصفة الشمال» وضع قضية تحرير المعتقلات «فوق أي اعتبارات مادية»، ورفض جميع العروض «المادية والعسكرية» سابقا. وعرض البيان حيثيات الاتفاق بقوله «بعد مراوغة طويلة للنظام أبدى أخيرا قبوله بمقايضة النساء المعتقلات لديه بالمحتجزين اللبنانيين، ثم فوجئنا بالإعلان عن اختطاف الطيارين التركيين في بيروت، وتم ربط قضيتهما بالمحتجزين التسعة لدى عاصفة الشمال، وتبعه صمت إعلامي مطبق». وأضاف: «مع استمرار جهود الوساطة وافقت الأطراف بضمانة قطرية، وبحضور قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح بتاريخ 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي على إجراء عملية التبادل على مرحلتين: المرحلة الأولى: يجري إطلاق سراح 111 من المعتقلات لدى النظام، إضافة للطيارين التركيين مقابل 3 أسرى لبنانيين، وفي هذه الأثناء يجري التأكد من هوية المعتقلات. المرحلة الثانية: يجري فيها إطلاق سراح المحتجزين اللبنانيين الستة الباقين، مقابل (212) معتقل». وتابع البيان: «ولكن بسبب احتلال دولة العراق والشام لأكثر مقرات لواء عاصفة الشمال جرى تسريع عملية التبادل، وتسليم المحتجزين اللبنانيين دفعة واحدة للوسطاء، بضمانة تركية بتنفيذ مضمون الاتفاق الموقع؛ وذلك خوفا من التصرفات غير المسؤولة من بعض الأطراف، ومن ثم إفشال عملية تحرير المعتقلات». وهنأ لواء عاصفة الشمال الشعب التركي بوصول الطيارين إلى بلدهما وعائلتيهما سالمين، وطالب كل الأطراف بالسعي «للإفراج الفوري» عن المعتقلات، وفق بنود الاتفاق الموقع بين لواء عاصفة الشمال والوسيط القطري.

غارات عنيفة على السفيرة والمعارضة تنفي دخول قوات الأسد إليها

الثوار يسيطرون على سرية تابعة للنظام في القنيطرة

قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” إن الثوار سيطروا أمس على سرية رسم الدرب قرب بلدة الرفيد في القنيطرة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مما ادى لاستشهاد مقاتل من بلدة الرفيد وسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

وتعرض الحي الشرقي من بلدة بصرى الشام، في محافظة درعا، لقصف من قبل القوات النظامية مما ادى لسقوط جرحى في حين تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في الجهة الشرقية من مدينة نوى وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وتعرضت المنطقة الشمالية لبلدة المليحة لقصف من قبل القوات النظامية مما ادى لسقوط جرحى وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والثوار في محيط حاجز النور وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارتين جويتين على منطقة حاجز تاميكو الذي يسيطر عليه الثوار ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة، في حين دارت اشتباكات بين قوات النظام والثوار في محيط حاجز النسيم على اطراف مدينة جرمانا وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع سقوط قذيفتي هاون في منطقة الكورنيش بمدينة جرمانا مما ادى لاستشهاد رجل وانباء عن شهيدين اخرين وسقوط عدد من الجرحى.

وفي دمشق، تدور اشتباكات على اطراف العاصمة، لا سيما في احياء جوبر (شرق) وبرزة (شمال) والقابون (شمال شرق)، والتي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة الكاملة عليها.

وفي محيط العاصمة، قصف الطيران الحربي مناطق قريبة من حاجز اساسي سيطر عليه مقاتلو المعارضة نهاية الاسبوع الماضي في بلدة المليحة جنوب شرق دمشق، بحسب المرصد.

وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز “تاميكو”، ثم سيطروا الاحد على معمل تاميكو للادوية الذي كان عبارة عن موقع عسكري مهم، بحسب المرصد الذي اشار الى ان السيطرة على الحاجز قد تجعل من مدينة جرمانا، احد اماكن ثقل النظام، “مكشوفة” امام مقاتلي المعارضة.

اشار المرصد الى اصابة 21 شخصا آخرين بجروح في جرمانا، جراء سقوط عدد من قذائف الهاون.

وتعرضت جرمانا في مراحل سابقة لقصف بقذائف الهاون وتفجيرات بسيارات مفخخة. وادى سقوط قذائف على المدينة الى مقتل اكثر من 18 شخصا الاسبوع الماضي.

وفي محافظة حمص نفذ الطيران الحربي التابع للنظام عدة غارات جوية على اطراف بلدة مهين ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدة مهين كما وردت انباء عن انسحاب مقاتلي “جبهة النصرة” وعدة كتائب من الثوار عند منتصف ليل اول من امس من بلدة صدد التاريخية التي يقطنها مواطنون من اتباع الديانة المسيحية بعد يوم من الاشتباكات العنيفة التي دارت بين عناصر قسم شرطة البلدة من جهة ومقاتلي “جبهة النصرة” وعدة كتائب مقاتلة من جهة اخرى سقط خلالها خسائر بشرية في صفوف الطرفين وتوجه رتل من القوات النظامية مؤلف من عشرين الية باتجاه بلدة مهين بعد منتصف ليل امس كما نفذ الطيران الحربي التابع لنظام الاسد عدة غارات جوية اخرى على الجبال السورية المحاذية للحدود اللبنانية. وفي محافظة حلب، اكد نشطاء من مدينة السفيرة انه لا صحة للانباء التي تحدثت عن دخول قوات النظام الى المدينة التي تعرضت لغارات عنيفة وقصف بكافة انواع الاسلحة منذ 15 يوما واكدوا ان قوات النظام سيطرت على مبنى البيولوجيا الذي يبعد عن المدينة نحو 500 متر.

وقال رئيس “المرصد” رامي عبد الرحمن الى ان قوات “تضغط في محاولة لاستعادة السفيرة” التي تعد اساسية لوقوعها على خط امداد رئيسي الى حلب كبرى مدن الشمال السوري. كما تقع الى الغرب من السفيرة معامل الدفاع التي تسيطر عليها القوات النظامية، ويرجح انها احد مواقع الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد.

واشار المرصد الى ان الطيران الحربي اطلق نيران رشاشاته الثقيلة على محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب، والذي يحاصره المقاتلون منذ اشهر ويحاولون التقدم للسيطرة عليه.

وفي مدينة حلب نفسها، قصف الطيران الحربي حيي مساكن هنانو، وباب النيرب الذي تعرض في تموز الماضي لقصف جوي ادى الى مقتل 29 شخصا غالبيتهم من الاطفال، بحسب المرصد.

وفي ريف حلب الغربي تشهد مدينة الاتارب انتشارا لمقاتلين من الثوار في محيط البلدة لمنع دخول مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام الى البلدة وذلك بعد رفض نشطاء والكتائب المقاتلة يوم امس ضم عناصر من دولة الاسلام في العراق والشام الى المحكمة الشرعية وانذار الدولة الاسلامية لهم بانها سوف تضم العناصر الى المحكمة او تسيطر على البلدة

كما دارت اشتباكات ليل أمس بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام في المنطقة الفاصلة بين قرية معرين بريف إعزاز وقرية قسطل جندو بريف مدينة عفرين، وفي محيط قرية يازي باغ وسط أنباء عن مصرع ما لا يقل عن 5 مقاتلين من الدولة الإسلامية، بينما قصفت الدولة الإسلامية محيط قرية قسطل جندو بعدد من قذائف الهاون، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

كما دارت صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي دولة الاسلام في العراق والشام في محيط قرية ملوح القمر غربي مدينة تل ابيض في الرقة مما ادى لاعطاب عربة ناقلة جنود لمقاتلي دولة الاسلام في العراق والشام ومقتل عدد من مقاتليها وانباء عن خسائر بشرية في صفوف وحدات حماية الشعب.

منسقة بعثة نزع السلاح الكيميائي في سوريا: تؤكد أن نظام الأسد يتعاون بشكل كامل

                                            (أ ف ب)

أعلنت سيغريد كاغ، منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة المكلفة الاشراف على تطبيق قرار مجلس الامن القاضي بنزع الترسانة الكيميائية السورية، ان نظام بشار الأسد يتعاون “بشكل كامل” مع المفتشين.

وقالت كاغ التي وصلت الاثنين الماضي الى دمشق “حتى الساعة، تعاونت الحكومة السورية بشكل كامل في دعم عمل الفريق المتقدم والبعثة المشتركة بين منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة”، والتي تولت حتى الآن التحقيق في 17 موقعا لانتاج وتخزين الاسلحة الكيميائية.

وتقوم البعثة بمهمتها في إطار قرار مجلس الامن الدولي الرقم 2118، والذي ينص على تدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام 2014.

واعتبرت كاغ في بيان لها ان “الاطر الزمنية تشكل تحديا بالنظر الى ان الهدف هو التخلص من الاسلحة الكيميائية في سوريا في النصف الاول من 2014”.

وعينت كاغ الجمعة من جانب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، على ان يكون مقر عملها في قبرص حيث القاعدة الخلفية للبعثة التي يفترض ان تضم نحو مئة خبير من المنظمتين، وهي مكلفة تدمير الاسلحة الكيميائية السورية تنفيذا للقرار الصادر في نهاية ايلول الماضي.

وبدأ فريق اول من مفتشي المنظمتين عمله في سوريا منذ الاول من تشرين الاول الجاري. وكانت منظمة حظر الاسلحة اعلنت الاثنين ان “عمليات تفتيش شملت 17 موقعا. وقام المفتشون في 14 موقعا بأنشطة مرتبطة بتدمير معدات اساسية بهدف جعل المنشات غير قابلة للاستخدام”.

والمواقع التي شملها التفتيش هي من ضمن لائحة بعشرين موقعا قدمتها دمشق الى منظمة حظر الاسلحة.

وصدر القرار الدولي اثر اتفاق روسي اميركي في 14 ايلول الماضي على نزع الترسانة الكيميائية السورية. وتلا الاتفاق تلويح واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية ضد دمشق ردا على هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب العاصمة في 21 آب، اتهمت المعارضة السورية والدول الغربية نظام الرئيس بشار الاسد بالمسؤولية عنه.

الائتلاف يشترط رحيل الأسد واستبعاد إيران لجنيف2

                                            اشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية توفر “ظروف مناسبة” للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، بينها فتح ممرات إنسانية في المناطق المنكوبة وإطلاق النساء والأطفال المعتقلين بسجون النظام السوري، وضمان رحيل الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. ورفض الائتلاف بشكل قاطع مشاركة إيران في المؤتمر. وقد اتفقت مجموعة أصدقاء سوريا في ختام اجتماعها بلندن على استبعاد الأسد من سلطة انتقالية محتملة بمقتضى اتفاق ربما يتم التوصل إليه في المؤتمر.

وعرض أحمد الجربا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية دول أصدقاء سوريا بلندن جملة مطالب قال إنه يتعين تنفيذها حتى يحضر الائتلاف مؤتمر جنيف. وتتصدر تلك المطالب فتح ممرات إنسانية لأكثر من مليون مدني محاصرين بالغوطة الشرقية, ومحاصرين آخرين في حمص القديمة.

وأوضح أن الهيئة العامة للائتلاف ستجتمع في غضون الأيام العشرة المقبلة, وستعلن قرارها بشأن المشاركة في المؤتمر.

ورفض الجربا بشدة مشاركة إيران المحتملة بمؤتمر جنيف, متهما إياها بالمشاركة في قتل السوريين من خلال الحرس الثوري, بالإضافة لحزب الله اللبناني, ولواء أبي الفضل العباس (الشيعي).

كما انتقد المعارض السوري بشدة الدول الغربية التي قال إنها تريد من الائتلاف بيع دماء الشعب السوري, مشيرا إلى عدم تلبيتها مطالب المعارضة بفرض حظر طيران, وتراجعها عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بعد هجوم الغوطة الكيميائي في 21 أغسطس/آب الماضي.

ودعا إلى وضع جدول زمني للمفاوضات وألا تكون مفتوحة، كما طالب بتنفيذ أي اتفاق محتمل ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وكان المجلس الوطني السوري -وهو المكون الرئيس للائتلاف- أعلن مؤخرا مقاطعته مؤتمر جنيف لما يتعرض له المدنيون من حصار وهجمات يومية.

حل سياسي

من جهته, قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمؤتمر صحفي إثر انتهاء اجتماع بلندن لوزراء خارجية المجموعة التي تضم 11 دولة إنه يجب التفاوض لإيجاد بديل للأسد, ووضع ترتيبات الحكم, وشكل الحكومة الانتقالية المحتملة.

وأضاف أن الأسد خسر كل شرعية للحكم, وبالتالي لا مجال لاستمراره ضمن السلطة الانتقالية, قائلا إن الحكومة يجب أن تشكل “بتوافق” بين أطراف بالنظام الحالي والمعارضة.

وجاءت تصريحات كيري بعيد مؤتمر صحفي مماثل لنظيره البريطاني وليام هيغ أكد فيه بدوره أن مجموعة “أصدقاء سوريا” اتفقت على ألا يكون للأسد دور بسلطة انتقالية محتملة. وحث الأخير الائتلاف الوطني السوري على المشاركة بالمؤتمر المرتقب, وقال إن الأمر الأكثر أهمية هو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في جنيف.

وتابع هيغ أنه يتعين أن يكون هناك قبول من النظام والمعارضة للتسوية المحتملة التي قد يفضي إليها المؤتمر, لكنه أقر بالصعوبات التي تعترض طريق الحل السياسي للأزمة.

وكان أمين الجامعة العربية نبيل العربي قد أعلن أمس أن مؤتمر جنيف الثاني سيعقد يوم 23 من الشهر المقبل, لكن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي قال إنه لم يتم الاتفاق بعد على موعده.

وفي تصريحاته بلندن اليوم, قال وزير الخارجية الأميركي إن الهدف من مؤتمر جنيف الثاني تطبيق مقررات اتفاق جنيف الأول الذي عقد في يونيو/حزيران 2012. وانتهى ذلك المؤتمر باتفاق يقضي بتشكيل حكومة انتقالية, لكنه لم يحدد مصير الأسد. وقد ظل حبرا على ورق.

السلطة الانتقالية

وشدد كيري على أنه لا سبيل لإنهاء الصراع الحالي في سوريا إلا تسوية سياسية تؤدي إلى قيام سلطة انتقالية يقبل بها الجميع, ويكون من مهامها الرئيسية قيادة البلاد إلى انتخابات تعددية.

وقال أيضا إن كامل الصلاحيات التنفيذية التي يتمتع بها الأسد الآن يجب أن تنتقل إلى الحكومة الانتقالية, رافضا احتمال أن يتحكم الأسد بهذه الحكومة من وراء ستار.

وكان الأسد قال في مقابلة بثت أمس إنه يمكن أن يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2014.

وحث وزير الخارجية الأميركي الائتلاف المعارض على المشاركة بمؤتمر جنيف, وقال إن المعارضة لم تشترط تخلي الأسد قبل المؤتمر, مضيفا أن التسوية السياسية تمنع انهيار الدولة السورية, وتحول دون انتشار “التطرف”.

وكشف أن دول المجموعة التي تضم دولا غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا, وأخرى عربية, وتركيا, اتفقت على تقديم مزيد من المساعدات العسكرية للمعارضة, على أن يكون ذلك حصريا من خلال المجلس العسكري التابع للائتلاف الوطني.

وأوضح كيري أن المساعدات الإضافية ستقدمها الدول الراغبة بمساعدة المعارضة. وذكّر بإعلان الرئيس باراك أوباما مؤخرا عن مساعدات أميركية بأكثر من ثلاثمائة مليون دولار لتمويل الاحتياجات الإنسانية للسوريين.

وقال مراسل الجزيرة ناصر البدري إن عقد كل من كيري وهيغ والجربا مؤتمرات صحفية منفردة ربما ينبئ بتوتر وتباين للرؤى لبعض الدول الأعضاء بالمجموعة, مشيرا إلى الأسئلة التي وُجهت لكيري وهيغ بشأن الموقف السعودي المنتقد لسياسة واشنطن تجاه الأزمة السورية, والتقارب مع إيران.

ورد وزير خارجية أميركا على ذلك بأن السعودية كانت من الموقعين على البيان الختامي لمجموعة أصدقاء سوريا بلندن.

الإفراج عن دفعة من المعتقلات السوريات

                                            أفاد المركز الإعلامي السوري بأن السلطات السورية أفرجت عن الدفعة الأولى من المعتقلات السوريات ضمن صفقة الإفراج عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين في سوريا مقابل الإفراج عن طيارَيْن تركيين ومعتقلات سوريات في سجون النظام الحاكم في دمشق.

وذكر المركز الإعلامي السوري أن المفرج عنهن ثلاث عشرة امرأة، دون الإفصاح عن عدد المعتقلات الأخريات المقرر إطلاق سراحهن مستقبلا ضمن الصفقة نفسها.

وقبل يومين كان لواء عاصفة الشمال قد اشتكى من أن نظام بشار الأسد لم يفرج عن المعتقلات السوريات اللائي كان يفترض إطلاق سراحهن مقابل اللبنانيين التسعة الذين كان يحتجزهم اللواء في إعزاز بريف حلب, مطالبا الطرفين التركي والقطري بالالتزام بإتمام صفقة التبادل الضامنين لها.

وقال اللواء -في بيان نُشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الاثنين الماضي- إنه تم إرسال موفدين عن اللواء بحضور السفير القطري في تركيا إلى مطار أضنة، لكن لم يصل أي من المعتقلات أو المعتقلين إلى المطار.

وأكد البيان -الذي صدر بعد يومين من وصول اللبنانيين المفرج عنهم بوساطة قطرية إلى مطار بيروت الدولي- على ضرورة السعي من كل الأطراف للإفراج الفوري عن الأسيرات وفق بنود الاتفاق الموقع بين اللواء والوسيط القطري.

والإفراج عن اللبنانيين التسعة, والطياريْن التركييْن اللذين كانا محتجزين في لبنان كانت ضمن صفقة تضم أيضا الإفراج عن مائة سجينة سورية في سجون النظام.

عوامل ضغط

وفي البيان الذي نشره أوضح لواء عاصفة الشمال أنه وافق منتصف الشهر الجاري بحضور قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح على إجراء عملية التبادل على مرحلتين.

وأضاف أن المرحلة الأولى كان يفترض أن تشهد الإفراج عن 111 من المعتقلات السوريات في سجون النظام مقابل ثلاثة من اللبنانيين التسعة وعن الطيارين التركيين بصورة متزامنة, على أن يطلق في المرحلة الثانية 212 معتقلا سوريا مقابل اللبنانيين الستة الآخرين.

لكن البيان أوضح أن التنظيم اضطر لتسريع عملية التبادل وإطلاق اللبنانيين التسعة دفعة واحدة بسبب سيطرة ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام على مقاره في إعزاز, مشيرا إلى أنه حصل في مقابل ذلك على ضمانة من تركيا بتنفيذ الاتفاق.

ومنذ وصول اللبنانيين التسعة إلى مطار بيروت الدولي مساء السبت بطائرة قطرية خاصة, والإفراج بشكل متزامن عن الطيارين التركيين, ظل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون لواء عاصفة الشمال ويتهمونه بأنه حصل على ما يصل إلى 150 مليون دولار, وتخلى عن المعتقلات.

لكن اللواء نفى بشدة ما تناقلته وسائل إعلامية لبنانية عن استلامه مبلغا ماديا مقابل الصفقة, مؤكدا أنه رفض عروضا بمساعدات مادية ولوجستية, وأنه وضع الإفراج عن السجينات فوق كل اعتبار.

واللبنانيون المخطوفون المفرج عنهم، كان عددهم 11 قبل أن يطلق اثنان منهم بعد أشهر من الاختطاف، وقد خطفوا أثناء عودتهم من مزارات دينية في إيران، عبر تركيا وسوريا في مايو/أيار 2012. واتهمهم لواء عاصفة الشمال بأنهم موالون لـحزب الله اللبناني.

معضمية الشام.. موت بطيء تحت الحصار

سلافة جبور-دمشق

“نحن أموات سريرياً ولا يوجد لدينا أي مقومات للحياة، ومع ذلك لم نفقد الأمل في إيصال صوتنا إلى العالم”. هذه جملة مما قاله الناشط أبو رجب من معضمية الشام في حديثه للجزيرة نت.

وتكشف التفاصيل عن معاناة بالغة السوء هناك، حيث يواجه عشرة آلاف مدني الموت جوعاً بعدما نفدت منهم أغلب وسائل الحياة، فلا كهرباء ولا وقود، ولم يبق من مخزون الطعام سوى 5% فقط، وأغلب العائلات تعيش على وجبة طعام واحدة في النهار، تتألف من بعض الأعشاب والزيتون، وربما التين أو عرانيس الذرة لمن كان محظوظاً.

وكانت قد ضجت وسائل الإعلام الحكومية منتصف الشهر الحالي بسماح النظام لعدد من أهالي المعضمية بالخروج منها بعد حصار دام قرابة عشرة أشهر، وبدا ذلك أشبه بمكرمة من نظام لم يتوان عن قصف المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها السلاح الكيميائي.

توظيف دعائي

وحسب إعلام النظام نُقل “الأهالي المحررون من العصابات الإرهابية” إلى عدد من مراكز الإيواء في دمشق وريفها، وتم تأمين كل ما يلزمهم من طعام ولباس ودواء.

وبعيدا عن تلك الدعاية الرسمية، يروي أبو رجب حقيقة ما حدث قائلا “أخرجوا 2500 شخص من النساء والأطفال ممن هم دون الرابعة عشرة من العمر خلال يومين، وعند خروجهم في اليوم الأول ووصولهم إلى الحاجز، بدأ عناصر قوات النظام بتوزيع الخبز عليهم.. كانوا يقسمون الرغيف إلى أربعة أجزاء ويرمونها على قارعة الطريق، وبالطبع راح الأطفال الجياع يلتقطونها”.

أما اليوم الثاني “فبدا كيوم الحشر حيث تجمع الآلاف ممن يريدون الخروج، ولم يعد عناصر النظام قادرين على السيطرة على الوضع، حتى الحافلات التي أحضروها لم تكف الجميع، فتم انتقاء عدد من المتجمعين بشكل عشوائي وعاد البقية أدراجهم”.

ويضيف أبو رجب أن النظام اعتقل عدداً من الأطفال، إلا أن الصليب الأحمر واللجنة المسؤولة عن عملية الإخلاء تدخلت كي يتم الإفراج عنهم. وفي اليوم الثالث قصفت قوات النظام مكان تجمع المدنيين الذين حاولوا الخروج، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى.

ويعتبر أبو رجب أن النظام حصل على ما أراد، “فقد قام بتصوير عملية إنقاذ المدنيين من العصابات المسلحة، وزار مسؤولوه مراكز الإيواء وأجبروا بعض الناس على الهتاف لبشار الأسد، ثم انتهت اللعبة الهادفة إلى تخفيف الضغط الإعلامي الناجم عن الحملات الواسعة التي أُطلقت لإنقاذ سكان المعضمية من الجوع والحصار”.

أما أبو أحمد الذي ما زال يعيش داخل المعضمية مع عائلته المكونة من زوجة وثلاثة أولاد، فيقول “نعيش هنا حياة من دون حياة.. لا نفكر في المستقبل، وكل تفكيرنا هو كيف لنا أن نؤمّن وجبة طعام لأولادنا، وحياتنا اليوم تقتصر على البحث عن طعام منذ الصباح، ومن ثم تحضير وجبة النهار الوحيدة.. كل ما نستطيع تأمينه هو أوراق الفجل أو البقدونس أو السلق، ونقوم بتحضير سلطة أو ربما إعداد طبخة على الحطب، ونضطر أحياناً للاستعانة بالأكل المخصص للحيوانات كالفصّة أو البرسيم”.

وبالطبع فإن جميع أنواع المحروقات نفدت من المنطقة، ولم يبق للسكان سوى استعمال الحطب للطبخ والتدفئة. ويرى أبو أحمد أن المدينة مقبلة على كارثة جديدة بحلول فصل الشتاء ببرده القارس، دون أن تتوفر أي وسيلة للتدفئة.

حاول أبو أحمد إخراج عائلته مع الذين خرجوا، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الازدحام والفوضى، إلا أنه يؤكد أنه لم يندم على بقائهم، بل بالعكس “لن أفكر في إخراجهم بعدما رأيت ما حدث مع من ذهبوا.. أفضل أن نبقى هنا وإن متنا جوعاً”.

حضرت الأمراض وغابت الأدوية

وعن الوضع الطبي داخل المدينة يقول أبو رجب إنه أصبح “غاية في السوء بعد مجزرة السلاح الكيميائي يوم 21 أغسطس/آب الماضي، فنفد مخزوننا من أدوية الالتهاب وأكياس الدم والسيروم. واليوم، يموت أكثر من نصف المصابين جراء القصف بسبب نقص المواد الطبية”.

ويضيف أن مرض اليرقان -وهو مرض يصيب الكبد- أصبح منتشراً بشكل كبير في المدينة دون أن تكون لديهم الإمكانيات لمعالجته، “فنحن لا نملك مادة السكر وهي أساسية لعلاج هذا المرض”.

دفع هذا الوضع المأساوي من تبقى من سكان المعضمية إلى فقدان ثقتهم بالمجتمع الدولي والمعارضة الخارجية، إذ يعتبر أبو رجب كلاً من المجلس الوطني والائتلاف الوطني عبارة عن مجموعة “لا عمل لها سوى المتاجرة بدماء السوريين”.

وقال “لا يمثلنا إلا من هم على الأرض، ولم نصمد حتى اليوم إلا بسبب تعاضدنا ووقوفنا يداً واحدة بوجه النظام.. أقسمنا جميعاً -مدنيين ومسلحين- على أن نحيا معاً أو نموت معاً، فالجيش الحر هنا هم أهلنا وأبناؤنا، وإن كانت لهم أخطاؤهم ومشاكلهم فإنها لن تفرق بيننا”.

اجتماع تحضيري في نيويورك لمؤتمر “جنيف 2” حول سوريا

الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تشارك بحضور الإبراهيمي

دبي – قناة العربية

أعلنت الأمم المتحدة عن اجتماع تحضيري لمؤتمر “جنيف 2” سيُعقد مطلع الشهر المقبل في نيويورك بمشاركة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة للمبعوث الدولي العربي إلى سوريا لخضر الإبراهيمي، بحسب قناة “العربية”، الأربعاء.

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من اجتماع أصدقاء سوريا الذي كان أبرز عناوينه رفض المعارضة المشاركة، واتفاق الأصدقاء على أنه لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا.

وأجمع أصدقاء الشعب السوري في ختام اجتماعهم في لندن على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة في أي محادثات مستقبلية.

وأكد أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري، رفضه حضور مؤتمر “جنيف 2″، وذلك رغم تأكيدات وزيري خارجية بريطانيا والولايات المتحدة أن المؤتمر سيكون استكمالاً لخارطة الطريق التي خطّها مؤتمر “جنيف 1”.

ووضع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عاصي الجربا شروطاً للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 أبرزها رحيل الأسد والحصول على الدعم العسكري، إضافة إلى إطلاق سراح جميع النساء والأطفال من سجون النظام السوري.

وأعلن النظام السوري والجامعة العربية في تصريحين منفصلين أن مؤتمر جنيف 2 سينعقد في 24 نوفمبر.

ومن جانبه، لم يؤكد المبعوث الدولي والجامعة العربية حول سوريا لخضر الإبراهيمي الموعد المذكور، وأعرب عن أمله في عقد المؤتمر خلال نوفمبر.

أصدقاء سوريا يتفقون على إقصاء الأسد عن الحكومة المقبلة

هيغ: المجموعات المسلحة المعتدلة من المعارضة لا تزال تحتاج إلى دعمنا

لندن – فرانس برس، رويترز

أعلنت “مجموعة أصدقاء سوريا”، في البيان الختامي للاجتماع الذي عقد اليوم الثلاثاء في لندن، التوافق على أن “الأسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت أيديهم بالدماء لن يكون لهم أي دور في سوريا”.

وشددت المجموعة، إثر الاجتماع الذي ضم 11 دولة غربية وعربية وممثلي المعارضة السورية، على أنه “ينبغي المحاسبة على أفعال ارتكبت خلال هذا النزاع”.

وبدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن “أصدقاء سوريا” متوافقون على ضرورة ألا يضطلع بشار الأسد “بأي دور في الحكومة المقبلة”، مؤكداً أن هذا الأمر حظي بـ”موافقة شاملة”.

وقال هيغ، في مؤتمر صحافي، إن المجتمعين توافقوا على “عدد من الخطوات المهمة”، موضحاً “توافقنا على أن المعارضة السورية، وبينها مجموعات مسلحة معتدلة، لا تزال تحتاج إلى دعمنا”.

كما اعتبر أنه “لن يكون هناك حل سياسي وسلمي في سوريا من دون مشاركة المعارضة المعتدلة”، في إشارة إلى مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر “جنيف 2”.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن “الدول الـ11 التي اجتمعت اليوم في لندن توافقت على وجوب محاولة الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ومن دون حل تفاوضي فإن المجزرة ستستمر وربما ستزداد”.

وأضاف “عملنا نحن، الدول الـ11 التي تشكل النواة الصلبة، هو بذل ما في وسعنا لمساعدة المعارضة بحيث تتمكن من التفاوض بفاعلية”.

وتابع كيري قائلاً: “هذا الأمر مأساة وهو اليوم أحد أكبر المآسي في العالم. نعتقد أن طريق الحرب سيؤدي فقط إلى تفكك دولة سوريا”.

أما رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد عاضي الجربا فقال إنه “لا تفاوض إلا انطلاقا من قاعدة انتقال السلطة”، مشدداً على أن “لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف بنظام الأسد”.

وكشف الجربا أن قرار الائتلاف بشأن المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” سيعلن خلال 10 أيام، محذراً من أن “جنيف 2 لا يمكن أن ينجح دون تطبيق كامل لجنيف 1”.

واعتبر أنه “لا يمكن لإيران أن تشارك في جنيف 2 وهي تقتل أبناء الشعب السوري.. نظام الأسد كان سيسقط بأيدي السوريين لولا وجود إيران”، مشدداً على وجود أكثر من 60 ألف مقاتل تابعين لإيران في سوريا.

وأضاف الجربا: “الحرس الثوري ولواء أبو الفضل العباس يديرون العمليات العسكرية للنظام.. مرتزقة إيران يعيثون فسادا في طول سوريا وعرضها”.

إطلاق الدفعة الأولى من المعتقلات السوريات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفرجت السلطات السورية في وقت متأخر الليلة الماضية عن 14 امرأة معتقلات في سجونها، وردت أسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة، الذين أطلقوا الأسبوع الماضي بعد 17 شهرا من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة، بحسب ما ذكرت ناشطة حقوقية سورية.

وقالت الناشطة سيما نصار التي تتابع عن كثب ملف المعتقلين في السجون السورية: “تم منذ ساعات الإفراج عن 14 سيدة كدفعة” من لائحة تضم أسماء 128 امرأة وتشكل جزء من صفقة تم التوصل إليها نتيجة مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان.

وأوضحت نصار أن بين اللواتي أفرج عنهن “ميرفت الحموي، وهي مريضة بالسرطان، وهذا ثالث اعتقال لها”، مشيرة إلى أن زوجها قتل في المعارك.

وبموجب هذه الصفقة، أفرج الأسبوع الماضي عن تسعة لبنانيين شيعة احتجزهم “لواء عاصفة الشمال” الذي يقاتل النظام في شمال سوريا منذ مايو 2012، ونقل اللبنانيون إلى اسطنبول قبل العودة إلى لبنان.

في الوقت نفسه، أفرج عن طيارين تركيين كانا خطفا في أغسطس في بيروت، وأعلنت المجموعة التي خطفتهما أن العملية تهدف إلى دفع أنقرة إلى الضغط على المجموعة التي تحتجز اللبنانيين في منطقة حدودية مع تركيا.

وأكد المخطوفون المحررون أن الخاطفين كانوا على علاقة وثيقة مع الأتراك.

وقالت نصار “هذه دفعة أولى”، معربة عن أملها في أن يتم الإفراج عن الأخريات قريبا، مضيفة “الله أعلم إذا كان سيتم الإفراج عنهن جميعا”.

وأكدت أن كل المعتقلات اللواتي أفرج عنهن هن من الناشطات السلميات و “لا مبرر لاعتقالهن”.

الأزمة السورية : التحالف المعارض يرجئ للأسبوع المقبل قراره بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف 2

صرح رئيس التحالف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا بأن الائتلاف سيتخذ قرارا بشأن المشاركة في مؤتمر السلام المقترح “جنيف 2” خلال اجتماع يعقده الأسبوع المقبل، بينما قالت نائبة رئيس الائتلاف السوري سهير الأتاسي إن قادة المعارضة اتفقوا خلال مؤتمر لندن على الحاجة لتشكيل حكومة انتقالية في سورية. وقالت سهير الأتاسي إنه لن يكون هناك مكان لبشار الأسد في أي حكومة مستقبلية.

وذكر الجربا عددا من الإجراءات الضرورية لنجاح المحادثات المأمول عقدها الشهر المقبل منها جعل أي اتفاق بين الطرفين ملزما بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يخول باستخدام القوة.

على صعيد آخر، قالت مصادر في المعارضة السورية إن السلطات السورية اطلقت سراح ثلاث عشرة معتقلة كن في السجون السورية وذلك في إطار صفقة اُطلق بموجبها سراح اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين لدى فصيل سوري معارض في اعزاز شمال سورية.

وقال مراسل بي بي سي إنه لم يصدر تعليق رسمي عن السلطات السورية بشأن ذلك.

ويبذل وزراء خارجية غربيون وعرب جهودا لحث المعارضة السورية على المشاركة في المؤتمر.

ودعت مجموعة “أصدقاء سوريا” المعارضة السورية المعتدلة إلى “إلزام نفسها بشكل كامل”.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن محادثات “جنيف 2” تقدم للسوريين “أفضل أمل لتحسين أوضاعهم المعيشية”.

يبذل وزراء خارجية غربيون وعرب جهودا لحث المعارضة السورية على المشاركة في جنيف 2

ويهدد أحد الفصائل المهمة في تحالف المعارضة الرئيسي في سوريا بمقاطعة مؤتمر السلام المرتقب.

لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعرب عن أمله في أن يعقد المؤتمر كما هو مخطط له.

وقال كيري مخاطبا المعارضة السورية: “يمكن أن تحققوا على طاولة المفاوضات ما قد يستغرق وقتا طويلا ويتكلف الكثير من الأرواح للوصول إليه في ميدان القتال.”

حكومة انتقالية

ولا يرغب التحالف الوطني المعارض، حتى الآن، في إجراء أي محادثات مع ممثلي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر هيغ أن مجموعة “أصدقاء سوريا” تتصور أن حل الأزمة قد يتضمن تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كامل وتحظى بـ”رضى متبادل”.

وقال إن “أصدقاء سوريا” ترى أن مؤتمر “جنيف 2” يجب أن يتضمن تحولا سياسيا في سوريا بدون عن الأسد.

وأضاف الوزير البريطاني أن أي حكومة انتقالية لا يمكن التوافق عليها إلا بقبول التحالف الوطني السوري، ولذا لن يلعب الأسد أي دور فيها.

لكن كيري توقع مشاركة ممثلين عن الحكومة السورية في أي محادثات سلام.

وتعهد وزير الخارجية الأمريكي ونظيره البريطاني بدعم المعارضة المعتدلة في مواجهة النفوذ المتنامي للمتطرفين.

وتضم “أصدقاء سوريا” بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن وإيطاليا وقطر والسعودة وتركيا والإمارات والولايات المتحدة.

خطوات ضرورية

لكن الجربا أوضح في تصريحات صحفية عددا من الخطوات الضرورية لضمان نجاح محادثات جنيف ومنها:

– توفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها حاليا القوات الحكومية،

– إطلاق سراح النساء والأطفال الذين تقول المعارضة إنهم محتجزون لدى النظام حاليا،

– جعل أي اتفاق بين الطرفين ملزما بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يخول باستخدام القوة،

– رفض دور طهران التي اتهمها الجربا بإرسال عشرات الآلاف من المسلحين إلى سوريا،

– تقديم المزيد من الدعم للمعارضة المسلحة، ويتضمن ذلك توفير أسلحة مضادة للطائرات “لتحقيق توازن على الأرض”.

ولا يوجد دور لإيران حتى الآن في مؤتمر “جنيف 2″، لكن هيغ ذكر لـ”بي بي سي” في وقت سابق أنه يحاول استخدام العلاقات الدبلوماسية الإيجابية الجديدة مع طهران لحثها على لعب “دور بناء”.

BBC © 2013

مسؤول أمريكي: اجتماع لامريكا وروسيا والامم المتحدة حول سوريا الشهر القادم

روما (رويترز) – قال مسؤول أمريكي كبير يوم الاربعاء إن مبعوث الامم المتحدة للسلام في سوريا الاخضر الابراهيمي سيجتمع مع مسؤولين امريكيين وروس في سويسرا الشهر القادم لمحاولة تمهيد الطريق لعقد مؤتمر شامل للسلام عن سوريا في جنيف.

وقال المسؤول بوزارة الخارجية الامريكية الذي يرافق وزير الخارجية جون كيري في زيارة لروما للصحفيين إن الاجتماع الثلاثي سيعقد في جنيف في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني وإن من المتوقع أن يضم الوفد الامريكي وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان والسفير الامريكي في سوريا روبرت فورد.

وأضاف المسؤول “نتطلع الى مواصلة هذا الحوار الثلاثي ومراجعة التقدم نحو عقد مؤتمر جنيف بشأن سوريا.”

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي)

المعارضة السورية تقاوم دعوة الالتزام بحضور المحادثات

لندن (رويترز) – قاومت المعارضة السورية في الخارج دعوة دول غربية وعربية يوم الثلاثاء للالتزام بحضور محادثات السلام قائلة إنها لن تشارك إذا كانت هناك أي فرصة لتشبث الرئيس بشار الأسد بالسلطة.

وحثت 11 دولة مجتمعة في لندن الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في المحادثات المقترحة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة ما يزيد على 100 ألف شخص لكن الائتلاف وضع قائمة شروط وقال إنه سيقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيحضر.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لندن إنه لن تجرى أي مفاوضات دون ضمان أن يكون موضوع اجتماع جنيف 2 هو الفترة الانتقالية ورحيل الأسد.

وتابع أن المعارضة لن تجلس للتفاوض في ظل احتمال وجود الأسد لأن الشعب لن يقبل ذلك وسيعتبر ممثليها خونة باعوا شعبهم.

لكن الجربا لم يستبعد المشاركة صراحة وقال إن المعارضة ستجتمع قريبا ربما في اسطنبول في أول نوفمبر تشرين الثاني لإجراء تصويت على الحضور.

وقالت الولايات المتحدة وروسيا في مايو أيار انهما ستعقدان مؤتمر (جنيف 2) في محاولة لإنهاء الحرب لكن مسعاهما تعثر في عقبات ضخمة ولم يحدد موعد نهائي للمؤتمر.

وقال بيان صادر عن اجتماع يوم الاثنين إن مؤتمر جنيف 2 سيسعى لإقامة حكومة انتقالية مع تشكيلها لن يكون “للأسد ومساعديه المقربين الذين تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في سوريا”.

وفي أحدث مؤشر على أن الأسد يشعر أنه في وضع يمكن الدفاع عنه قال يوم الاثنين إنه لا يرى مانعا في ترشحه في الانتخابات العام القادم.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي يستضيف في لندن مصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة إن من الحيوي حضور المعارضة المدعومة من الغرب للمحادثات.

وقال في مؤتمر صحفي “نحن نحث الائتلاف الوطني السوري على الالتزام الكامل (بحضور المحادثات وأن يقود أي وفد يمثل المعارضة في جنيف ويشكل نواته الأساسية.”

ويرفض كثير من المقاتلين داخل سوريا وأغلبهم إسلاميون الاعتراف بائتلاف المعارضة في الخارج الذي يؤيده الغرب.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المحادثات هي السبيل الوحيد الممكن لإنهاء الحرب.

وقال “هذه الحرب لن تنتهي في ساحة القتال… وإنما ستنتهي من خلال تسوية تفاوضية… البديل الوحيد للتسوية التفاوضية هو استمرار أعمال القتل إن لم يكن زيادتها.”

لكن جهود توحيد الصفوف منيت بانتكاسة أخرى عندما تكشف أن رئيس المخابرات السعودية قال إن المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب الأهلية في سوريا ومبادراتها للتقارب مع إيران.

وذكر مصدر قريب من السياسة السعودية أن الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين بأن واشنطن لم تتحرك بفعالية في الأزمة السورية وفي قضايا أخرى تخص الشرق الأوسط. وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير.

وأضاف أنه لن يجرى مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال.

وزاد غضب السعودية بعد ان تخلت الولايات المتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على هجوم بالغاز السام في دمشق في اغسطس آب. وجاء تراجع الولايات المتحدة في اعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة اسلحتها الكيماوية.

وقال كيري “من الواضح أن السعوديين يشعرون بخيبة أمل” لعدم توجيه ضربة لسوريا.

وأضاف أن الرئيس باراك أوباما طلب منه أن يجري محادثات مع المسؤولين السعوديين وصفها بأنها “بناءة للغاية وأنا مقتنع بأننا متفقون ونحن نمضي قدما.”

وتشعر السعودية أيضا بالقلق ازاء الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران التي قد تدعى لحضور محادثات جنيف.

وقال كيري إن السعودية والولايات المتحدة تشتركان في القلق الشديد إزاء البرنامج النووي الإيراني مضيفا “أكدت مرة أخرى التزام الرئيس أوباما بألا يسمح بأن تمتلك إيران سلاحا نوويا.”

واجتمع كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس أمس الاثنين لبحث الموقف من إيران.

وقال كيري “أكدت من جديد موقفنا – في أي مفاوضات (مع إيران) – ستكون أعيننا مفتوحة وسنأخذ بالأفعال لا بالأقوال وعدم وجود اتفاق أفضل من اتفاق سيء.”

وقال هيج ان ايران يجب ان تؤيد حكومة انتقالية مقترحة في سوريا تضم شخصيات من حكومة الاسد والمعارضة كسبيل إلى الحوار السياسي وإجراء انتخابات حرة.

وأضاف “اذا أمكن لايران ان تبدأ من هذا الموقف مثلنا جميعا فسيمكن إشراكها بسهولة أكبر في المناقشات الدولية في هذا الصدد.”

وقال عدة مسؤولين من بينهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي انهم يتوقعون عقد مؤتمر (جنيف 2) يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني لكن الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة قالت انه لم يتحدد موعد رسمي حتى الآن.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

من أرشد محمد وبيتر جريفث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى