أحداث الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014
مجزرة في الرقة
لندن، باريس، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
ارتكب النظام السوري مجزرة في شمال شرقي البلاد بعدما شنت مقاتلاته عشر غارات على مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل 63 مدنياً، بينهم أطفال وجرح عشرات آخرين. (
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع الى 36 بينهم 3 أطفال على الأقل، عدد الشهداء الذين قضوا في مجزرة ارتكبتها مقاتلات النظام الحربية إثر تنفيذها 10 غارات على مناطق في الرقة وسط أنباء عن وجود أشلاء لـ12 آخرين». وأضاف: «عدد الشهداء مرشح للازدياد بسبب إصابة العشرات بجروح خطرة ووجود المزيد من الأشلاء».
وقدر رئيس «الائتلاف» هادي البحرة عدد القتلى بـ «65 شهيداً»، قائلاً في بيان إنه «فيما تشن مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تحلق طائرات النظام إلى المناطق ذاتها لكنها تتجنب مراكز التنظيم وتستهدف مناطق وتجمعات مدنية»، محذراً من أن النظام «سيعمل على تكرارها مستغلاًّ الحضور الجوي لطائرات التحالف». وأشار إلى أن «نظام الأسد بات المستفيد الأول من ضربات التحالف، وأن الاستراتيجية الحالية في حاجة إلى تعديل».
ويسيطر «داعش» على مدينة الرقة. ويستهدف الطيران السوري منذ أسابيع مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق سورية وشمالها، إلا أن هذه الغارات غالباً ما توقع قتلى بين المدنيين.
في شمال البلاد، استمرت أمس المواجهات بين قوات النظام والميلشيات الموالية ومقاتلي المعارضة في محيط قرية حندرات وفق «المرصد»، الذي أشار إلى «فشل» قوات النظام في التقدم والسيطرة على مناطق العويجة والمناشر ومعامل حندرات في مدخل حلب الشمالي الشرقي، نافياً ما نشره «إعلام النظام عن سيطرة قواته على طريق دوار الجندول– حندرات». وقال إنها «انتصارات وهمية» في ريف حلب. كما دارت «اشتباكات عنيفة جداً» في جنوب بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية التي تعتبر «خزانا بشرياً» لميلشيات النظام.
في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن بلاده تضاعف المساعي لإنقاذ مدينة حلب وإنشاء «مناطق آمنة» محظورة على طيران النظام السوري وعلى «داعش». وقال لإذاعة «فرانس إنتر» قبل لقائه البحرة: «إننا نعمل مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لمحاولة إنقاذ حلب، ومن جهة أخرى لإقامة ما يعرف بـ «المناطق الآمنة» (..) ينبغي إقناع العديدين، الأميركيين بالطبع وغيرهم، لكنه موقف الديبلوماسية الفرنسية، وأكرر أن الهدف الآن هو إنقاذ حلب». وتابع: «نقول إنه ينبغي أن تكون هناك ضربات نطلق عليها اسم الضربات الملتبسة التي تسمح بدفع الأسد الى التراجع وإيجاد مناطق آمنة في شمال سورية يمكن المواطنين السوريين العيش فيها بسلام».
في نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى دعم اقتراح دي ميستورا بـ «تجميد» القتال، لافتاً إلى أن عدد المحتاجين إلى المساعدة في سورية يناهز 12.2 مليون شخص حيث نزح 7.6 مليون في داخل البلاد ولجأ نحو 3.2 مليون إلى الخارج. وأشار إلى تقارير من أن «غارات التحالف الدولي ضد «داعش» أوقعت نحو 865 قتيلاً بينهم 50 مدنياً».
وأبلغ المجلس أن «إجراءات الحكومة السورية الإدارية لا تزال تعرقل الوصول السريع إلى المساعدات، وهي تطلب خططاً مسبقة نصف شهرية عن قوافل الإغاثة».
“الدولة الاسلامية” يعدم اسماعيلياً في سورية
بيروت – أ ف ب
اعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) مساء الثلثاء إعدام احد أبناء الأقلية الاسماعيلية في سورية بتهمة “الردّة”.
وأضاف التنظيم المتطرف في بيان بثته مواقع الكترونية جهادية أن “شرطة التنظيم في ولاية حمص اقامت حد الردة بحق اسماعيلي مرتد”، مشيراً الى ان “عملية تنفيذ الحد تمت أمام جمع من المسلمين”. ونشر التنظيم صوراً للعملية تظهر احداها الضحية الذي لم يكشف عن اسمه وهو جاثياً، في حين يلوح الجلاد بالسيف فوق رأسه. واظهرت صورة اخرى جثة القتيل وفوقها ورقة كتب عليها “هذا جزاء كل مرتد”. ويبلغ عدد ابناء الطائفة الاسماعيلية حوالى 200 الف في سورية، يعيش معظمهم في السلمية الواقعة في ريف حماه. ويعتبر تنظيم “الدولة” المسلمين غير السنة كفاراً، عقابهم القتل وخصوصاً الشيعة والاسماعيليين والعلويين. كما يندد التنظيم المتطرف بالسنة الذين لا يؤيدون معتقداته ومنهجه الفكري.
95 قتيلاً في غارات النظام السوري على الرقة
بيروت – “الحياة”
أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم الاربعاء، ارتفاع عدد الذين قضوا بالغارات التي شنتها طائرات النظام السوري على مدينة الرقة الشمالية امس الثلثاء الى 95 شخصاً معظمهم من المدنيين. وكانت حصيلة سابقة للمرصد اشارت الى مقتل 63 شخصاً غالبيتهم من المدنيين في هذه الغارات التي استهدفت مناطق متفرقة في المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية”، بعضها بالقرب من مواقع لهذه المجموعة الجهادية المتطرفة.
كذلك أكد المرصد تعرض مناطق في بلدة سراقب بريف إدلب ومناطق في سهل الروج لقصف من قبل قوات النظام، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وأشار المرصد إلى استمرار الاشتباكات المتقطعة بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة بسيمة في وادي بردى، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين.
المعلم إلى موسكو اليوم للاطلاع على الأفكار الروسية باريس تسعى إلى إنشاء “مناطق آمنة” لإنقاذ حلب
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن الافكار الروسية لفتح حوار مع احزاب وشخصيات من المعارضة السورية او التأسيس لانعقاد مؤتمر “جنيف 3”. وعشية هذه الزيارة، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 63 مدنياً سقطوا قتلى في غارة جوية للطائرات الحربية السورية على مدينة الرقة التي تعتبر معقلاً لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده تضاعف المساعي لانقاذ مدينة حلب السورية وانشاء “مناطق آمنة” محظورة على طيران النظام السوري وعلى “داعش”.
وأكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والأفريقية حسين اميرعبد اللهيان، اهمية إجراء مشاورات بين إيران وتركيا في القضايا الاقليمية، وقال إن طهران وأنقرة ستنجحان في تسوية الازمة السورية سياسيا عاجلا أم آجلا.
وأوردت وكالة “فارس” الإيرانية للانباء أن عبد اللهيان تناول لدى استقباله مساعد وزير الخارجية التركي اميد يالتشين العلاقات الايرانية – التركية ووصف دور تركيا في التطورات الاقليمية بأنه مهم.
وعن رفض إيران الطلب الأميركي الانضمام الى الائتلاف الدولي للتصدي لـ”داعش” قال إن “أميركا ليست جدية في التصدي لداعش، وهي تعتمد أسلوبا مزدوجا ومتسما بالتناقض”. وأضاف: “إن تركيا وايران لا تتنافسان في القضايا الاقليمية وان طهران ترحب بتعزيز العلاقات التركية مع دول الجوار والدول المطلة على الخليج ومنها العراق”.
ولاحظ ان الأوضاع في العراق بدأت بالتحسن ، مؤكدا عزم ايران على مساعدة العراق والتعاون معه في مكافحة الارهاب.
وأبرز ضرورة الحل السياسي للازمة السورية وتجنب الحلول العسكرية. وقال ان ايران تدعو الى اعتماد الحوار الشامل في سوريا وترفض تسليح اطراف أجانب ما يسمى المعارضة المعتدلة.
أما يالتشين، فأشاد خلال اللقاء بمكانة ايران، وقال إن الخلافات الصغيرة لا يمكن أن تؤدي إلى تعكير العلاقات التاريخية بين البلدين.
“البنتاغون”
وفي واشنطن، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الأميرال جون كيربي أي علاقة بين إعلان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل استقالته الاثنين من منصبه واستراتيجية الولايات المتحدة لمحاربة “داعش”.
وأكد عدم وجود تغيير في الاستراتيجية الأميركية الرامية الى القضاء على “داعش” في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن الاستراتيجية، كما أكد هيغل سابقا، تحرز تقدما وأن القوات الأمنية العراقية والكردية في الشمال استعادت العديد من المناطق التي كان قد استولى عليها التنظيم المتطرف وتحقق نجاحات على الأرض.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لقوات الجيش العراقي من الجو إلى تقديم الدعم والمشورة للقوات العسكرية على الأرض. وأفاد أن استقالة هيغل جاءت نتيجة لسلسلة من المشاورات بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما واتفق خلالها الجانبان على أن الوقت حان لإحداث تغيير في “البنتاغون” وأن يتولى شخص آخر وزارة الدفاع خلال السنتين الاخيرتين من رئاسة اوباما.
وأكد أنه لا صحة لما يتردد عن أن الخلافات السياسية هي التي دفعت هيغل الى الاستقالة، مكررا أنه أجرى الكثير من المناقشات الصريحة بين هيغل والرئيس أوباما وأن من واجبه وزيراً للدفاع أن يقدم المشورة بصراحة للرئيس ولو كانت ثمة اختلافات في وجهات النظر.
ونفى وجود أي خلافات بين هيغل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، قائلا إنه يرتبط بعلاقات مهنية وثيقة معها، كما هو الحال مع باقي الأجهزة. وأشار الى أن هيغل سيواصل عمله وزيراً للدفاع الى حين تعيين وزير جديد.
المعلم من بيروت إلى سوتشي: أسئلة سورية وأفكار روسية
باريس وأنقرة تصوّبان على حلب.. والجيش يتقدم فيها
كشفت موسكو، أمس، عن وجهة المباحثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السوري وليد المعلم، في سوتشي اليوم، التي ستتطرق إلى إمكانية عقد اجتماع بين الحكومة والمعارضة السورية، فيما واصلت باريس وأنقرة التصويب على مدينة حلب التي كان الجيش السوري يتقدم فيها، محكماً السيطرة على منطقتي المناشر والمقلع والتلال المحيطة بمنطقة العويجة.
وتوجه المعلم فجر اليوم الى روسيا عبر مطار بيروت الدولي، على رأس وفد سوري يضم المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان، ونائبه فيصل المقداد. وكان المعلم وصل مساء أمس الى بيروت آتيا من دمشق، حيث اقام السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي مأدبة عشاء على شرفه والوفد المرافق في مقر السفارة السورية في اليرزة، بحضور رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، ووزير التربية الياس بو صعب، والنائب طلال ارسلان، ورئيس «الحزب السوري القومي» النائب اسعد حردان، والأمين العام للمجلس الاعلى اللبناني ــ السوري نصري خوري.
وبحسب المشاركين في اللقاء، فإن الوفد السوري لا يحمل الى الجانب الروسي أفكاراً محددة، بل أسئلة يمكن أن تشكل ركيزة للتشاور بين الجانبين، وبينها سؤال الجهة السورية المعارضة القادرة على «المونة» على الأرض، فضلا عن مدى ملاءمة المناخ الدولي للتجاوب مع أية مبادرة يمكن أن يطلقها الروس في هذه المرحلة؟
وعشية زيارة المعلم إلى سوتشي حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ايضاً، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف والمعلم سيبحثان آفاق تسوية النزاع في سوريا، مشيرة إلى أن المباحثات «ستتركز على تصاعد الخطر الإرهابي في سوريا، وضرورة العودة إلى أطر مجلس الأمن لمعالجته على أساس احترام مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وشدد البيان على «أهمية أفكار طرحها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن تحقيق مصالحات محلية، والتحرك قدما لتحقيق تسوية شاملة». وأعرب عن «استعداد روسيا لتوفير الأجواء لإجراء مباحثات في موسكو بين الحكومة والمعارضة السوريتين، بهدف الانتقال إلى حوار شامل وانجاز مهام التسوية».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش قوله، خلال ورشة عمل حول اللاجئين في شانلي اورفة جنوب البلاد، «في حال استمرار الأزمة في سوريا على ما هي عليه، فإننا مع الأسف سنشهد موجات لجوء جديدة باتت على الأبواب، وتغير الأوضاع في حلب سيخلق موجة نزوح ستطال تركيا بالدرجة الأولى ودول المنطقة».
وأضاف إن «المجتمع الدولي مع الأسف، فشل في منع الحرب، والحد من عواقبها، ومع الأسف فإن من لا يمتلكون خريطة طريق لكيفية إنهاء الحرب في سوريا لا يبدو أن لديهم منظور حول إيجاد طريقة لاستيعاب موجات النزوح التي ظهرت، مثلما لم يتمكنوا من إنهاء القتال في سوريا».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في مقابلة مع إذاعة «فرانس انتر»، «إننا نعمل مع دي ميستورا لمحاولة إنقاذ حلب، ومن جهة أخرى لإقامة ما يعرف بالمناطق الآمنة، وهي مناطق أمنية لا يمكن فيها لطائرات (الرئيس السوري) بشار الأسد ولعناصر داعش ملاحقة السوريين» فيها.
وأضاف فابيوس، الذي التقى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة في باريس، «إننا بصدد العمل على ذلك. ينبغي إقناع العديدين، الأميركيين بالطبع وغيرهم، لكنه موقف الديبلوماسية الفرنسية، واكرر أن الهدف الآن هو إنقاذ حلب».
وقال فابيوس، ردا على الانتقادات التي تأخذ على الضربات الجوية الغربية إنها لا تستهدف سوى «داعش»، «نقول إن لدينا خصمين، داعش بالتأكيد والقاعدة، والسيد بشار الأسد الذي يمكنني القول إنه يغتنم الوضع لتحريك قواته». وأضاف «نقول إنه ينبغي أن تكون هناك ضربات نطلق عليها اسم الضربات الملتبسة، والتي تسمح بدفع بشار الأسد إلى التراجع وإيجاد مناطق آمنة في شمال سوريا يمكن للمواطنين السوريين العيش فيها بسلام».
وتابع «سبق وقلت قبل بضعة أسابيع، في الصحافة الفرنسية والدولية، إنه يجب إنقاذ حلب، لأنني كنت أتحدث منذ ذلك الحين انه بعد كوباني (عين العرب) حيث تم وقف تقدم داعش، سيكون الهدف المقبل لداعش وبشار الأسد هو حلب. غير أن التخلي عن حلب سيعني الحكم على سوريا وجيرانها بسنوات، واكرر سنوات، من الفوضى مع ما يترتب عن ذلك من عواقب بشرية فظيعة».
ميدانيا، ذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة حققت أمس (الأول) تقدما جديدا على محور حلب الشمالي الشرقي، وسيطرت على عدة نقاط إستراتيجية متابعة تقدمها لإكمال الطوق على مواقع الإرهابيين، وقطع أهم طرق إمدادهم من الجانب التركي».
ونقلت عن مصدر عسكري أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي أحكمت سيطرتها على منطقتي المناشر والمقلع والتلال المحيطة بمنطقة العويجة في حلب، وكبّدت الإرهابيين خسائر فادحة في الأفراد والعتاد». وأضاف «أكملت وحدات الجيش سيطرتها على هذه المناطق بعد السيطرة على منطقة السكن الشبابي، وقطع طريق إمداد الإرهابيين بين الجندول والعويجة المحاذية لمستشفى الكندي، لتكمل بذلك طوقها على المناطق القريبة، وتفرض سيطرتها النارية على طرق إمداد التنظيمات الإرهابية عبر الأراضي التركية إلى الريف الشمالي».
وفي ريف درعا، ذكرت «سانا» إن القوات السورية أحرزت تقدما في بصرى الشام، وسيطرت على عدد من الكتل والأبنية في المدينة.
من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «63 شخصا قتلوا، وأصيب العشرات، في غارات جوية سورية على المنطقة الصناعية في الرقة» التي يتخذها «داعش» معقلا له.
(«السفير»، «كونا»، ا ف ب، رويترز)
مقتل العشرات في «مجزرة» للنظام السوري على الرقة
تزامنت مع غارات «التحالف» الدولي على تنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» ـ من عمر الهويدي: قالت مصادر متطابقة إن أكثر من 80 شخصا أغلبهم مدنيون قتلوا جراء غارات جوية للنظام السوري على مدينة الرقة، فيما كانت قوات التحالف الدولي، تشن بالتزامن غارات أخرى على تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة شمال شرق سوريا. وقال الطبيب يحيى المشرف لـ»القدس العربي» ظهر امس إن أكثر من 80 جثة وصلت إلى المشفى الوطني في المدينة ووصف ما حدث بأنه «مجزرة»، فيما أشارت المصادر مساء امس إلى مقتل نحو 117 شخصا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن طيران الجيش السوري شنّ غارات على مدينة الرقة التي يتخذها تنظيم «الدولة الإسلامية» معقلا له في شمالي سوريا، أسفرت عن مقتل العشرات.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «معظم الضحايا سقطوا عندما استهدفت غارتان متتاليتان المنطقة الصناعية في المدينة»، مضيفا «ان السكان هرعوا لإسعاف الضحايا بعد الغارة الأولى عندما شن النظام الغارة الثانية».
وقال ناشطون من المدينة إن الطيران الحربي للنظام شن غارات جوية على أحياء الرقة السكنية، استهدفت إحداها تجمعاً كبيراً للمدنيين في محيط المتحف الوطني وسط المدينة، وتجمعاً آخر في منطقة الصناعة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 150 مدنياً بين قتيل وجريح.
وقالت المصادر إن هناك عائلات أبيدت بالكامل بسبب شدة القصف وانهيار منازل فوق ساكنيها.
جاء ذلك فيما قالت تنسيقيات معارضة إن طيران التحالف الدولي شن 8 غارات جوية على الأقل على عدد من المواقع بمدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن عدد من التنسيقيات الإعلامية المعارضة، من بينها «الرقة تذبح بصمت» المتخصصة بنشر أخبار محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية، أن 8 غارات جوية على الأقل شنها طيران التحالف، ظهر امس، على عدد من المواقع في المدينة.
وعرضت التنسيقية عدداً من الصور التي تظهر أعمدة الدخان تتصاعد من عدد من المناطق في مدينة الرقة.
منظمة حقوقية توثّق مقتل أكثر من 15 ألف امرأة في سوريا
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن أكثر من 15 ألف امرأة سورية، قتلن جراء الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من 3 سنوات، وذلك في تقرير أصدرته، امس الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وحسب التقرير، فإن قوات النظام قتلت ما لا يقل عن 15372 امرأة، من بينهن 4194 طفلة، فيما قتلت من بينهم 641 امرأة برصاص قناصة، إضافة إلى نساء قتلن خنقا بالغازات السامة، حيث تتجاوز نسبة الضحايا من النساء إلى المجموع الكلي للضحايا المدنيين في سوريا، نسبة 6 ٪، وهي نسبة مرتفعة جداً، وتشير إلى تعمد القوات الحكومية استهداف المدنيين.
وأضاف التقرير أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف (داعش)، قتل ما لا يقل عن 81 امرأة، بينهن 5 نساء قتلن بطريقة الرجم حتى الموت، وذلك في كل من دير الزور، والرقة، وريف حماة الشرقي، فيما قتلت كافة الفصائل المسلحة الأخرى 255 امرأة.
خامنئي: الغرب فشل في إخضاع إيران: مستشار للخارجية الإيرانية يهاجم الأسد والمالكي
طهران – وكالات: تعليقا على المفاوضات حول برنامج إيران النووي قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، إن «الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الاستعمارية الأوروبية، اتحدوا من أجل إخضاع إيران، إلا أنهم لم ولن ينجحوا بذلك».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، تطرق خامنئي، في كلمة له خلال استقباله المشاركين في المؤتمر الدولي المناهض للتيارات التكفيرية، والحركات المتطرفة بالعاصمة طهران، إلى القضايا الراهنة.
ورأى خامنئي أن تنظيم داعش الإرهابي قدم خدمات لأهداف القوى العالمية، واصفا حركات الشعوب في البلدان العربية بأنها «صحوة إسلامية»، مبينا أن التكفيريين في المنطقة بدأوا بانحراف الصحوة الإسلامية عن مسارها.
وأكد خامنئي ضرورة الكفاح ضد التنظيمات المشابهة لداعش على الصعيد الفكري، معتبرا إنقاذ الشبان من أيدي داعش هو وظيفة العلماء.
وقال خامنئي إن مكافحة الولايات المتحدة الأمريكية لداعش هو «احتيال بشكل كامل»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تعمل على إبقاء فتنة داعش حية، وبحسب المعلومات التي وصلتنا، فإن الولايات المتحدة قدمت مساعدة لداعش من خلال إلقائها أسلحة، ودخائر على المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم في العراق، واستمر هذا لخمس مرات».
إلى ذلك، قال موقع وزارة النفط الإيرانية إن طهران لن ترجئ مؤتمرا طال انتظاره لطرح حقوق تطوير مكامن نفط على الشركات متعددة الجنسيات رغم استمرار العقوبات الغربية.
ونقلت الوكالة عن مهدي حسيني رئيس لجنة مراجعة عقود النفط قوله «سيعقد المؤتمر في موعده بين 23 و25 شباط/ فبراير 2015 في فندق ماريوت بلندن».
وقال «تمديد (مهلة التوصل إلى) الاتفاق لن يؤثر على المؤتمر ولا على إصدار نماذج جديدة للعقود في لندن»، في إشارة لقرار إيران والقوى العالمية تمديد المفاوضات الرامية للتوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي لمدة سبعة أشهر أخرى.
من جهته، اتهم مستشار وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي سبحاني، أمس الثلاثاء، نائب رئيس الجمهورية العراقي الحالي، نوري المالكي، باتباع سياسيات مذهبية خلال فترة رئاسته للحكومة، ما أدى إلى تشكيل حاضنة لتنظيم «داعش». جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لموقع «نامة نيوز» الإلكتروني الإيراني.
وأضاف سبحاني أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العراق، بالاضافة إلى السياسات المذهبية التي اتبعها المالكي أدت إلى تشكيل قاعدة شعبية لظهور داعش في المنطقة.
وأوضح سبحاني أن داعش استفادت من ضعف سلطة الدولة للظهور في العراق، مضيفاً أنه «لولا سياسة حكومة المالكي الإقصائية ضد المجموعات السنية في البلاد، لما وَجَدَ التنظيم حاضنة شعبية له بين أهل السُنّة»، مستذكراً سيطرة تنظيم داعش على مدينة كبيرة، كالموصل ومناطق واسعة في فترة قصيرة، وأرجع سبب ذلك للمظالم التي تعرض لها أهل السُنّة وتحولهم إلى دعم داعش، الذي وعدهم بـ»الانتقام».
ووجه سبحاني انتقادات لنظام الأسد قائلا: «إن الشعب السوري عبّر في البداية عن مطالبه المشروعة بالطرق السلمية، إلا أن نظام الأسد حاول كبت المظاهرات بالقوة المفرطة ما أدى إلى ظهور مجموعات مسلحة فيما بعد، مشيراً أن النظام السوري يُبرر ذلك بالقول «لو لم نقمع المظاهرات لكانت الأحداث أخذت مجرىً مختلفاً»، مؤكدا أنه لا يتفق مع هذا الرأي، قائلا إنه «»لو اتخذت الدولة السورية في بداية المظاهرات خطوات لتهدئتها، لما وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم».
كما تطرق سبحاني إلى العلاقات الإيرانية السعودية، قائلاً: «إن السياسات المختلفة التي يتبعها البلدان، تحولت إلى مواقف عدائية بين طهران والرياض»، مضيفاً أنه «في حال اتبع كلا الطرفين سياسات تصالحية، تجاه بعضهم البعض، فإن الباب مفتوح أمام تحسين العلاقات بين البلدين».
جدير بالذكر أن محمد علي سبحاني عمل سفيراً لبلاده في عمّان، ومن ثم في بيروت خلال فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي ما بين الأعوام (1997-2005)، ومع انتخاب الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني عام 2013 عُيّن مستشاراً لوزارة الخارجية.
هاغل كبش فداء لسياسة كارثية ورحيله سيؤدي لتوسيع الحرب على سوريا والعراق
صعود «داعش» غير مهمة وزير الدفاع وقاد إلى عزله… وسيعزز من دور البيت الأبيض ولن يغير فريق الأمن القومي
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي» لم تكن استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل معزولة عما يجري في العراق وسوريا، فرغم تأكيد البيت الأبيض أن الاستقالة تمت بعد مناقشة خلف الابواب حول مستقبل الأمن القومي الأمريكي وتحديات السياسة وجاءت بطريقة ودية إلا أن السياسة الخارجية للإدارة خاصة فيما يتعلق بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية- داعش والنظام السوري تعتبر عاملا في رحيله إو إجباره على الاستقالة، ولا تستبعد صحيفة «نيويورك تايمز» التي كانت أول من نشر خبر الاستقالة أن تكون المذكرة التي أرسلها هاغل قبل أسابيع لمستشارة الأمن القومي سوزان رايس قد لعبت دورا في خروجه من وزارة الدفاع.
ولكنها ترى في افتتاحيتها أن تشاك هاغل (68 عاما) الذي «تعرض لضغوط كي يستقيل لم يكن وزير دفاع قويا، فبعد أقل من عامين فقد ثقة الرئيس أوباما».
ولكن هاغل لم يكن في صميم مشكلة إدارة أوباما العسكرية كما تقول لأن الأمر يعود إلى طريقة إدارة الرئيس لملف السياسة الخارجية وسياسة الأمن القومي والتي ظلت طوال الوقت غير متناسقة وتتغير في وقت تكثر في التحديات الدولية خاصة في سوريا العراق وأفغانستان.
وهاغل الذي خدم في حرب فيتنام، وكان الجمهوري الوحيد في إدارة أوباما وهو «جزء من جيل بدأ يتلاشى من الجمهوريين وكانت شجاعته محلا للثناء خاصة عندما تحدى موقف حزبه الجمهوري من غزو العراق والعقوبات على إيران» وكان من المؤمل أن يقدم هاغل صوتا مختلفا للرئيس لكنه كما تقول لم يتعاف من رضوض جلسة تأكيد تعيينه كوزير للدفاع في شباط/ فبراير 2013 وفيها لم يكن قادرا على الدفاع عن آرائه أمام نواب شرسين.
وبعد المصادقة عليه وجد صعوبة في إيصال مواقف إدارة أوباما وعادة ما طغت على مواقفه تصريحات وزير الخارجية جون كيري ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي، حيث برز الأخير في جلسة الاستماع الاخيرة أمام الكونغرس وبدا صوته واضحا خاصة عندما اقترح زيادة أعداد الجنود الأمريكيين في العراق وإعادة تعريف مهمتهم من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
المهمة تغيرت
وبعيدا عن طريقة أداء هاغل إلا أن مشكلته تنبع من تغير طبيعة المهمة بعد تعيينه، فقد جاء به أوباما للإشراف على تخفيض القوات الأمريكية في أفغانستان وخفض ميزانيات الدفاع. ويحسب لهاغل أنه قام بتنفيذ سياسة أوباما الراغبة بتوسيع التعاون العسكري والدبلوماسي والاقتصادي الأمريكي مع آسيا وخصص وقتا طويلا من عمله لهذه الأولوية.
وما حدث أيضا هو تغير وجهة تركيز السياسة الامريكية فيما يتعلق بالعراق وسوريا وأفغانستان.
ومن هنا ترى الصحيفة أن أوباما ربما توصل لنتيجة هي أن هاغل لم يعد الشخص القادر على قيادة هذه الحروب، وهنا تشير للمذكرة التي أرسلها هاغل للبيت الأبيض منتقدا سياسة الإدارة حول سورية وفشلها بربط الغارات ضد داعش بالمعركة ضد نظام بشار الأسد.
لكن الخلاف حول السياسة هو جزء من مشكلة أكبر تتعلق بطريقة إدارة ملف الأمن القومي الذي يمسك به الرئيس ويعتمد فيه على حلقة صغيرة من المساعدين له بمن فيهم مستشارة الأمن القومي رايس، وهو ما أنتج مواقف وسياسات متناقضة ومتأخرة تتعلق بالأجندة الخارجية والإستراتيجيات العسكرية الواجب تنفيذها.
وليس غريبا أن يؤثر كل هذا على عمل هاغل، وبالتأكيد سيواجه خلفه المشكلة نفسها إن لم تعدل الإدارة طريقة عملها. فرغم تأكيد أوباما على انه رجل سلام ملتزم بإنهاء الحروب إلا أن طريقة تعامله مع العراق وسوريا اتسمت بالتخبط والتردد، وتقود لتورط جديد فعندما أعلن عن شن الغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية قال إن الغارات سترفق بقوات على الأرض من القوى المتحالفة مع أمريكا في العراق وسوريا وليس من الجنود الأمريكيين، ولكنه عاد وزاد أعداد الجنود إلى 3.000 جندي.
وفي سوريا لا يوجد هناك منظور لتدريب مقاتلي المعارضة السورية بسرعة. وفي الحالة السورية تؤكد إدارة أوباما أن الغرض من الغارات هو تنظيم الدولة إلا أن المسؤولين الأتراك يقولون إن أمريكا تعيد النظر في موقفها من نظام الأسد مما قد يفتح الباب أمام توسيع الحرب.
وبنفس السياق تراجع أوباما عن تعهداته في أفغانستان التي قال فيها إنه سيسحب منها القوات الأمريكية بنهاية العام الحالي، لكنه أمر بالإحتفاظ بـ 9.800 جندي لما بعد كانون أول/ ديسمبر 2014 وبصلاحية خوض معارك ضد حركة طالبان.
لكل هذا يحتاج أوباما لوزير دفاع قوي يمكنه التعامل مع هذه الفوضى والحروب ولكنه قد يواجه نفس مصير هاغل إن لم يغير أوباما من طريقة إدارته لملف الحرب ويتقدم باستراتيجية متماسكة.
لا تغير في الاستراتيجية
وكما لاحظ مارك لاندلر في نفس الصحيفة ففي الوقت الحالي لا يبدو الرئيس متعجلا للتغيير فبعد إعلان استقالة هاغل ذهب وحضر اجتماعا ضم كامل أعضاء مجلس الأمن القومي وتحدث عن أهميتهم لأجندته الطموحة في مجال السياسة الخارجية «فرحيل هاغل لم يؤد إلى تغييرات داخلية، بل قد تمثل انتصارا للطريقة المركزية التي يدير فيها البيت الأبيض السياسة الخارجية» كما يقول الكاتب.
وعلى ما يبدو ليس لدى الرئيس خطط لاستبدال رايس التي اختلفت مع هاغل حول سوريا، ولا تحديد دور دينيس ماكدنو، مسؤول طاقمه الذي يمارس دورا مؤثرا في السياسة الخارجية. ويرى الكاتب أن تماسك فريق أوباما وفي غياب وزير دفاع مستقل مثل روبرت غيتس فسيظل البيت الأبيض ممسكا بتلابيب السياسة الخارجية حتى نهاية فترة الرئيس أوباما.
واشار إلى أن التحديات التي تواجه فريق أوباما قد برزت من خلال تمديد المحادثات مع إيران حول ملفها النووي، فالتأجيل وإن كان مقبولا إلا ان أوباما قد يواجه صعوبة بعد سبعة أشهر في التوصل لاتفاق مع طهران، ورغم ذلك فما تم التوصل إليه في فيينا قوى من موقع وزير الخارجية جون كيري الذي سيلعب دورا مهما في تأمين اتفاق مع إيران.
ومع ذلك فسيواصل البيت الأبيض اعتماده في الدبلوماسية على فريقه: السيدة رايس، ونائبها بنجامين رودس وماكدنو.
وعين الرئيس في وقت سابق أنتوني جي بلينكين كنائب لوزير الخارجية حيث تجاوز ترشيح كيري لويندي شيرمان، بعد مديحه لها وقوله إنها المسؤول رقم 3 في الخارجية وقادت المحادثات يوما بيوم مع إيران وتستحق والحالة هذه الترفيع، لكن أوباما تجاوزه وعين بلينكين الذي كان نائبا لرايس.
انتقادات هاغل
ويرى نقاد الإدارة إن أي عملية تغيير في داخل الإدارة يجب أن تشمل رايس المعروفة بحدتها والتي أدت لتهميش عدد من المسؤولين لكن أوباما يتمسك بها وحساس عندما يتم الحديث عن موضوع الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي 2012 التي تعثرت في تبريره حيث كانت سفيرة في الأمم المتحدة.
وفي موضوع هاغل يقول الكاتب إن انتقاد وزير الدفاع للبيت الأبيض ولرايس حول التعامل مع الأسد كان عاملا في تعزيز الخلافات. فقد ناقش هاغل أن عدم وضوح الموقف الأمريكي من سوريا كان وراء فشل الولايات المتحدة بالحصول على دعم حلفاء مثل تركيا وفرنسا في الحملة ضد داعش.
وتوقع هاغل في مذكرته وضعا معقدا عندما تتعرض المعارضة المسلحة والمدربة أمريكيا لهجمات من النظام السوري.
ويقول مسؤولون إن هاغل لم يدع لاتخاذ موقف ضد سوريا وكانت متحفظا أكثر من كيري وسامانثا باور، سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة.
ويقولون إن مذكرة سوريا خرجت في الوقت الذي بدأ فيه هاغل يناقش مستقبله مع الرئيس. في محاولة للتقليل من أهمية المذكرة.
توسيع الحملة في سوريا
ويعلق يوجين روبنسون في «واشنطن بوست» «ليس غريبا قيام الرئيس أوباما بعزل شخص ما ولكنني أشعر بالقلق من أن يشكل رحيل وزير الدفاع تشاك هاغل توسيعا للحملة العسكرية في العراق وسوريا».
ويجادل روبنسون في صحة ما قاله الرئيس أوباما من أن هاغل «جاء إلي» لمناقشة استقالته «لكن عدد من التقارير الإخبارية التي استندت على تصريحات مسؤولين بارزين تقول إنه أجبر على الاستقالة».
ويرى إن قرار أوباما قد يكون تعبيرا عن نفاد صبر بطريقة هاغل في التعامل مع الأحداث لكن الرئيس يمكنه تحقيق الكثير فيما تبقى له من سنوات في البيت الأبيض إن اتخذ زمام المبادرة بدلا من الرد على الأحداث. ويشير روبنسون إلى أن هاغل كان منذ البداية الخيار الخطأ فقد تلعثم وتعثر أثناء جلسة تأكيد تعيينه.
ولعل العامل الذي دفع أوباما لاختياره هو موقفه من حرب جورج بوش في العراق التي قارنها هاغل بحرب فيتنام. وكتب عام 2006 «لن تنتصر الولايات المتحدة أو تهزم في العراق» ودعا للانسحاب منه.
وهنا يتساءل روبنسون عن موقف هاغل من حرب أوباما في العراق وسوريا وإن كان يعارضها؟ والجواب لا فقد اعتبر هاغل وقبل الغارات الأمريكية تنظيم الدولة الإسلامية «تهديدا خطيرا على كل مصلحة لنا»، لكن هاغل لم يتحرك مثل من سبقه من وزراء الدفاع للتصدي وتنفيذ استراتيجية، فقد ترك الأمر للجنرالات المحترفين مثل ديمبسي، فلم يفهم هاغل أن مهمته تغيرت مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية.
ورغم معرفة الجميع أن الغارات لن تعطي ثمارها وتحقق استراتيجية أوباما إلا أن بقية العناصر الأخرى في الإستراتيجية لم تتحقق: تعاون الحكومة الشيعية في بغداد مع العرب السنة وتدريبهم وكذا المعارضة المعتدلة في سوريا.
ومع أن روبنسون يتقبل فكرة عدم مناسبة هاغل للمهمة نظرا لحذره لكن يجب أن يكون لدى من يخلفه حذر مشابه، لأنه من الصعب تخيل نجاح استراتيجية أوباما الحالية بدون تورط أمريكي ليس في حرب العراق الطائفية بل وفي سوريا.
وفي الوقت الذي يقول فيه الجنرالات مثل ديمبسي إنه في حالة فشل الاستراتيجية الحالية فسيبحثون عن أخرى بديلة، لكن الجديدة تحتاج لجنود.
مفارقات
يحمل خروج هاغل نهاية غير سعيدة لجندي قاتل في فيتنام ولا يزال يحمل شظية منها في صدره حيث عزل أمام شاشات التلفاز وهو يقف إلى جانب أوباما ونائبه جوزيف بايدن الذي لم يكن سعيدا.
وكما لاحظت «ديلي بيست» فرحيله أدى لمفارقات فمن قادوا الحملة ضد تعيينه سارعوا للثناء عليه واستخدام المناسبة لانتقاد الإدارة. فرئيس لجنة القوات المسلحة باك ماكيون الذي وصف هاغل «بغير المؤهل» أثنى عليه يوم الاثنين وقال إنه «كان وزير دفاع ممتازا».
وكذا جون ماكين الذي واجه هاغل ووصف جلسة الاستماع بأنها كانت أسوأ جلسة استماع شاهدها سارع وكال المديح لرفيقه في فيتنام. ومن المفارقات الكبرى أن يأسف مسؤولون إسرائيليون لرحيله حيث نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسؤول قوله «من العار رحيله لأنه كان جيدا مع الإسرائيليين» هذا الكلام في رجل اضطر للاعتذار بسبب حديثه عن «اللوبي اليهودي».
وهناك مفارقة أخرى قد نفى الأسبوع الماضي قال هاغل الولايات المتحدة ومؤسستها العسكرية تواجه تحد أبعد من تهديد داعش ويشمل هذا التهديدات القادمة من روسيا وإيران.
وأخبر مقدم البرامج «بي بي أس» تشارلي روز يوم الأربعاء «لو كانت لدينا السياسات الناجحة خلال السنوات الماضية لما كنا في هذا الوضع». وبعد يومين قرر الرئيس أوباما وهاغل أن الوقت قد حان كي يتنحي ويترك منصبه في البنتاغون.
كبش فداء
وفي النهاية قد يكون هاغل «كبش فداء» وهو ما استخدمه عدد من المعلقين، ويرى ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية إنه من السهل العثور على السبب الذي دفع فيه هاغل للخارج: فالإدارة كانت بحاحة لـ»كبش فداء» لأسوأ سياسة خارجية كارثية منذ إدارة الرئيس جيمي كارتر، وذلك بسبب بصعود تنظيم الدولة الإسلامية، وزحف فلاديمير بوتين نحو أوكرانيا وتراجع قدرات الجيش الأمريكي بسبب خفض النفقات وهو ما دعا لإعادة ترتيب الأمن القومي، لكن عزل هاغل لن يحل المشكلة، فخروجه من وزارة الدفاع جاء لأنه ليس من الحلقة القريبة من الرئيس او من داخل البيت الأبيض مثل بن رودس ورايس وغيرهما. والسؤال هو هل سيكون أوباما قادرا على تقبل شخصية قوية في وزارة الدفاع مثل روبرت غيتس وليون بانيتا.
وعليه فالأسماء المرشحة هي ميشيل فلورني، المساعدة السابقة لوزير الدفاع والتي قد تكون أول امرأة تتولى وزارة الدفاع، وقد يتولى المنصب أشتون كارتر الذي كان رقم 2 في البنتاغون، وربما تولى السناتور جاك ريد المنصب.
أحد جنود الأسد: مثلث دير الزور ثقب النظام في قلب «داعش»… وأعداد مقاتلي النظام وهمية
أليمار لاذقاني
دير الزور ـ «القدس العربي» من : مثلث دير الزور، هو المساحة التي يسيطر عليها النظام السوري في قلب دولة الخلافة الإسلامية (داعش)، ويتألف من مطار دير الزور العسكري وجزء من المدينة، ويوجد فيه حوالي أربعة آلاف عسكري من جنود النظام فقط دون أي وجود للميليشيات الشيعية سواء كانت العراقية أواللبنانية أو السورية، على حد قول «ك.ن» وهو جندي ويعمل حاجب لدى أحد الضباط الذين يقاتلون في صفوف جيش النظام بدير الزور.
وأضاف «ك. ن» أن ضربات قوات التحالف في تلك المنطقة تطال قوّات داعش التي تهاجمنا، لكنّ ضرباتهم لا تؤذي هذا التنظيم كثيراً، وكأنّها تعاتبهم فقط.
يعود «ك. ن» من دير الزور إلى قريته في ريف اللاذقية بعد غياب استمرّ لعام ونصف، ولا يبدو من تعابير وجهه أنّه قادم من معركة طويلة، يقول في حديث لـ «القدس العربي»: «ما يقال بأن عدد جنود النظام في دير الزور ثمانية آلاف مقاتل هو غير صحيح وكلام على الورق فقط، إذ ان عدد المقاتلين الفعليين لا يتجاوز الأربعة آلاف، بالإضافة إلى وجود ألفي مصاب لا يستطيع النظام إخلاءهم وهناك حوالي الألفي حاجب لضباط الجيش».
وبين أن ما يقال عن وجود ثمانية آلاف جندي كلام مبالغ فيه، ولا يمكننا احتساب عدد الحجّاب الذين يعتبرون ظاهرة في جيش الأسد تم العمل على ترسيخها من خلال ترسيخ ثقافة الخنوع والتملق، فأنا أتذكر عندما كان عدد حجّاب مدير مدرسة المخابرات الحربية في ميسلون عام 2006 مئتي حاجب يدفع معظمهم مبلغاً شهريّاً للبقاء في بيوتهم، وهكذا تحت هذا المسمى كان ضباط الجيش السوري يغوصون في حلقة فساد تبدو لحد كبير قانونيّة، لا تخضع للمساءلة من قبل أحد.
وحول الميزات التي يحظى بها حجّاب الضباط، قال لـ «القدس العربي»، إنّهم وببساطة يدفعون ثلثي رواتبهم للبقاء ضمن حدود آمنة وليهربوا من القتال على الجبهات، فالجبهات هناك كثيرة وكلّها مشتعلة ضد «داعش»، وعلى طول حدود مثلث النظام هناك، حيث أن المنفذ الوحيد لقوّات النظام هو الجو وحصراً في الليالي المظلمة، مبينا أن هبوط أي طائرة في وضح النهار أو في ليلة مقمرة سيعرضها لقذائف مجاهدي داعش وللتفجير.
وأضاف أن هذة الطائرات هي المنفذ الوحيد والضيّق الذي يؤمن للقوات هناك الطعام والإسعاف، وحتّى نقل وجلب العسكر من الإجازات. يقول «ك. ن»، «أعلم جيّداً أنّ كل هذا القتال هو أشبه بمسرحيّة كبيرة، وأن النظام لا ينوي تحقيق انتصار كبير هناك فهو يفيد التحالف دون أن يكتسب شيئاً»، مبينا أن داعش تعلم أن التحالف يحمي هذا المثلث الذي بات مع أرواح من فيه على طاولات المفاوضات السريّة.
بدوره، يرى ناشط من الساحل السوري أنه يوجد في قلب دولة الخلافة ثمانية آلاف مقاتل لنظام الأسد، ولا تركز داعش كثيراً على هذا المثلث الذي يثقب دولتهم، كما هو حال النظام الذي يعرف قادته جيّداً مسار القتال هناك، ومدى فساد الضباط، كما يعرفون كيف يصلون هذا المثلث بحلب أو بحمص، ليبقى خط إمدادهم قويّاً وليقوضوا به دولة الخلافة.
ويبين أن هذا المثلث أشبه بالورقة الأخيرة لجميع اللاعبين، فقد يكون مطيّة لبقاء النظام بعد رحيل الأسد، ويبدو أنّهم سيرمون بها في حال تهدد أيٌّ منهم بخطر كبير، لكن يبقى هذا الوضع شبه الساكن هناك إلى حين التوصل إلى صفقة.
لا يعلم «ك. ن» أنّه ربما قد يكون أضحيةً للنظام مثل جنود مطار الطبقة، وقد يكون على علم، لكننا عندما سألناه عن نهاية هذه الحال غير المستقرة هناك، أجابنا بأنّه «عندما سيغادر هذه المرّة سيخبر أهله بأنّه قد لا يعود».
أسباب عديدة دفعت أوباما للإطاحة بوزير دفاعه
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: ما الذي سيتغير في واشنطن بعد ذهاب وزير الدفاع تشاك هاغل؟ هنالك العديد من المحللين يعتقدون بان إقالة أو إستقالة هاغل كانت ضرورية للسياسة الخارجية الأمريكية الكارثية ومن الواضح انه كان كبش فداء للحاجة إلى اصلاح درامي في الفريق الأمن القومي ولكن الخبراء يعتقدون في ذات الوقت بان خروج هاغل من الوزارة لن يحل المشاكل وقد كان التخلص منه سهلا لأن تاثيره كان قليلا للغاية على النقيض من نفوذ سوزان رايس وبن رودس أو فاليري جاريت ولم يكن جزءا من الدائرة الداخلية للبيت الأبيض بل كان يتصرف كجندي جيد يتلقى اوامر الرئيس دون سؤال ولو على مضض، ولاحظ الجميع أنه امضى وقته في العمل على تنفيذ رغبات اوباما المعلنة بشأن اعادة القوات الأمريكية من افغانستان وتقليم ميزانية وزارة الدفاع.
وعندما حاول هاغل التعبير عن أراء جريئة بشكل علني، قوبلت تصريحاته على الفور بامتعاض شديد من اوباما والبيت الأبيض خاصة حينما قال بان تنظيم « الدولة الإسلامية « يمثل خطرا وشيكا على الولايات المتحدة بعد ايام قليلة من تصريحات لاوباما حاول خلالها التقليل من شأن «داعش» ووصفهم كفريق رياضي سخيف مما اضطر بالادارة إلى القول لاحقا بان هذه التعليقات غير مفيدة في حين استشاط طاقم اوباما غضبا.
وجاء خروج وزير الدفاع تشاك هاغل من الادارة بعد أسابيع من المناقشات مع اوباما حول الدور الذي يمكن ان يلعبه في تشكيل السياسة الدفاعية خلال السنوات المتبقية من عهد اوباما ولكنهما توصلا إلى استنتاج بانه من الافضل ان يكون هنالك وزير آخر للدفاع من شأنه تجهيز القيادة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وحاول البيت الأبيض وصف قرار الرحيل بانه نتيجة لتحويل الاولويات في وزارة الدفاع ولكن هنالك دلائل تشير إلى توترات بين هاغل والبيت الأبيض ناهيك عن محاولة هاغل اقتحام الدائرة المحيطة باوباما دون جدوى كما ساهمت عثراته البلاغية المتكررة من اتخاذ موقف ضده.
واقر مساعدو اوباما بأن هاغل في نهاية المطاف وصل إلى قناعة بان طريقة الحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « في الوقت الراهن تتطلب تغييرا كبيرا عن المشروع الذي رسمه وكان يأمل في انجازه خلال فترة ولايته في وزارة الدفاع ، ووفقا لأقوال البيت الأبيض فقد تم جلب هاغل للوظيفة للقيام بمبادرات اصلاحية مثل جهود مكافحة الاعتداء الجنسي في صفوف الجيش وتقليم الميزانية واصلاح المؤسسة النووية ونظام الصحة العسكري والقضاء الحربي والمحور الاستراتيجي مع اسيا ولكن تهديد « داعش « تصدر سلم الأولويات ناهيك عن طريقة التعامل مع إيران اذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود بشكل نهائي ولم تعد تلك القضايا في قائمة الاهتمامات كما السابق.
ودفع هذا الاستنتاج اوباما وهاغل لعقد سلسلة من المناقشات حول مستقبل هاغل وانتهت الامور بتقديم الاستقالة مع محاولات يائسة من البيت الأبيض لنفي عدم وجود خلاف سياسي بين الرئيس ووزير الدفاع أو ان رحيله كان لانه كان الرجل « غير المناسب « في هذه المرحلة.
وبعيدا عن « الدراما « غير المسبوقة في البيت الأبيض التى ترسمها « الدائرة الداخلية « الضيقة المحيطة باوباما فقد ظهرت مؤشرات جادة على وجود خلافات سياسية بين هاغل واوباما حيث أرسل وزير الدفاع في تشرين/ اكتوبر الماضى مذكرة إلى مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تنتقد سياسة الادارة الأمريكية تجاه سوريا (وهي مذكرة تناولتها « القدس العربي» سابقا بالتفصيل) وهي تدعو بزيادة التركيز على ما يجب القيام به حيال الرئيس السوري بشار الاسد الذي يستفيد بدون قصد من الحملة الأمريكية على «داعش».
تناثرت قصص في الاسابيع الاخيرة تتحدث عن الاوقات الصعبة التى عاشها هاغل وهو يحاول اختراق حاشية أوباما، واقترح السناتور جون ماكين بان استقالة هاغل هي تعبير عن حالة الاحباط من المعاملة التى لقيها في البيت الأبيض ولكن الخبراء عادوا للتذكير بتصريحات روبرت غيتس وليون بانيتا وهيلاري كلينتون الذين انتقدوا طريقة تعامل الرئيس اوباما مع السياسة الدفاعية وقالوا بان مؤلفات هاغل القادمة بعد رحيله ستكشف المزيد عن انتقاداته للسياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية خاصة في سوريا والعراق.
وبغض النظر عن اسم الرجل الذي سيشغر منصب وزير الدفاع فان القرارات محسومة في البيت الأبيض بالنسبة للسياسة الخارجية والدفاعية وخاصة فيما يتعلق بتقليص حجم القوات المسلحة الأمريكية والانسحاب من العالم وقد ذهب الكثير من النقاد إلى القول بانه لو كانت الولايات المتحدة تتبنى النظام البرلماني لتم اجبار اوباما منذ فترة طويلة على التنحي ولكن النظام الامريكي هو نظام رئاسي ورغم كل هذه الانتقادات والتوقعات فانه من الضروري كما قال قادة الحزب الجمهوري ان يكون المرشح الجديد لوزارة الدفاع جزءا من تجديد استراتيجية اوباما لمحاربة الجماعات المتطرفة وله القدرة على التفكير الخلاق.
المحللون بدورهم لا يعلمون جيدا اذا كان يمكن اعتبار رحيل هاغل خطوة ايجابية إلى الامام خاصة بعد مخاوف البيت الأبيض بشأن قدرته على ادارة الحرب ضد الجماعات المتشددة الا اذا كانت تشير إلى اعادة التفكير الكامل بالسياسة الخارجية لاوباما ولكنهم يراهنون بان طريقة تفكير اوباما لم تتغير كثيرا وهنالك شكوك بانه يود رؤية وجه اكثر مصداقية في وزارة الدفاع.
«الاستعراف» بديل الـ «دي أن يه» لتحديد هوية مئات الجثث المشوهة في سوريا من جنسيات متعددة
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» من : قالت السلطات الصحية السورية أنها لجأت مؤخراً لاعتماد أسلوب جديد سمته «الاستعراف» للكشف عن هوية الجثث المجهولة التي لا يمكن التعرف عليها نتيجة التشوهات الكثيرة التي أصابتها، وأنها أحدثت قسماً جديداً في الطب الشرعي خاصاً لهذا الغرض.
وذكرت مصادر إعلامية سورية ان إدارة الأمن الجنائي في سورية تمتلك مخبراً واحداً فقط يمكنه القيام بفحوص الـ «دي أن يه» وأن هذا المختبر اليتيم غير قادر على إجراء مئات فحوص الـ «دي ان يه» لمئات الجثث غير معروفة الهوية في ظل استمرار الصراع والحرب الطاحنة التي تعيشها البلاد.
المصادر نقلت عن ياسر صافي رئيس الطب الشرعي في سوريا أن السلطات السورية لم تستطع طوال العام 2014 التعرف سوى على هوية 28 جثة بالاعتماد على فحوص الـ دي ان يه من أصل 450 جثة مشيراً إلى أنه تم إحداث برنامج خاص يحمل اسم «الاستعراف» ويعتمد على الموجودات المتوافرة في الجـــثة للتعرف عليها كالثياب أو الأسنان أو أشــياء أخرى مميزة يمكن التعرف عليها من خلالها، لكن أن هناك الكثير من الجثث لا تحمل ثبوتيات تدل عليها.
وكشف المسؤول الطبي السوري أنه تم التعرف خلال الشهرين الماضين على ما يقارب الـ 250 جثة من بلدة عدرا العمالية بريف دمشق من جنسيات مختلفة معظمها عربية بفضل برنامج الاستعراف الذي تم صنعه من قبل الطب الشرعي السوري وأن خبراء «الاستعراف» بصدد تطوير أدواتهم لاحقاً لاسيما وأن هناك عدداً كبيراً من الجثث تستقبلها المشافي بما في ذلك عدار العمالية حيث من المحتمل أن يصل عددها خلال الأيام المقبلة إلى 1000 جثة وفق قوله.
معارك الشمال السوري.. تفتح من جبهة نُبل والزهراء
حلب – محمد الخطيب
سيطرت كتائب المعارضة المسلحة، الإثنين، على المدخل الجنوبي لبلدة الزهراء ذات الغالبية الشيعية في ريف حلب الشمالي. وبدأت الكتائب هجومها، عند الساعة العاشرة من مساء السبت، من عدة محاور على البلدتين الجارتين “نبل والزهراء” بغية السيطرة عليهما.
وبدأ الهجوم بتمهيد مدفعي، ليتسلل مقاتلو “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” ويسيطروا على منطقة “المعامل” القريبة من بلدة الزهراء. الأمر الذي ردّ عليه النظام بقصف عنيف بالطيران الحربي، استهدف جميع القرى والبلدات المحيطة، بما فيها حيان وبيانون وماير وعندان وحريتان.
ولم تهدأ حدة المعارك خلال الأيام الثلاثة الماضية، وما إنّ يتوقف صوت الاشتباكات، حتى تعلو أصوات المدافع وقذائف “جهنم”. ومع حلول الإثنين، أعلنت جبهة النصرة، التي تقود المعركة، سيطرتها على مباني داخل جمعية الزهراء، الملاصقة للبلدة من الجهة الجنوبية.
وتعتبر بلدتا نُبل والزهراء، الواقعتين بين قرى وبلدات ذات أغلبية سُنية، كآخر نقاط متقدمة للنظام السوري في ريف حلب الشمالي. وتقول المعارضة إنّ البلدتين تحولتا إلى “معسكر” لتدريب المقاتلين ضدها، بقيادة “لواء القدس” و”حزب الله” اللبناني.
ولا تنسى المعارضة مقطعاً مصوراً، سُرب سابقاً، يظهر فيه محافظ حلب وإلى جانبه رئيس اللجنة الأمنية العميد محمد خضور، وهما يترأسان اجتماعاً مع أهالي البلدتين، ليتعهدوا فيه بتجهيز 1500 مقاتل من أبنائهم للقتال مع النظام، مقابل وعود بتحسين وضعهم المعاشي، وجعل نُبل “عاصمة” حلب.
حينها، كانت كتائب المعارضة تفرض حصاراً تاماً على البلدتين، وكان يجري نقل قوات النظام والذخيرة منهما وإليهما، عبر المروحيات. إلا أنه ومع توتر العلاقات بين قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية وقوات المعارضة المسلحة، وخاصة الإسلامية منها، طردت القوات الكردية قوات المعارضة من البلدات الكردية القريبة من نبل والزهراء. لتصبح البلدتان مفتوحتين على منطقة عفرين، الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية. ولعله من المفارقات أنّ كلاً من “شبيحة” نبل والزهراء، وأهالي مقاتلي الجيش الحر، يقطنون في منطقة عفرين.
ناشطون معارضون اتهموا القوات الكردية بمؤازرة قوات النظام خلال المعركة الأخيرة، من خلال تأمين العلاج للجرحى العسكريين وإمدادهم بالذخيرة. وقال مركز حلب الإعلامي إنّ “الطيران المروحي ألقى عشرات المظلات التي تحوي ذخائر ومواد غذائية على منطقة عفرين، بعد أن قامت وحدات الحماية بافتعال الحرائق على أطراف المدينة للدلالة على مواقعهم”. وأكد المركز “إرسال وحدات الحماية الكردية كميات كبيرة من الذخيرة لعناصر النظام المحاصرين منذ أكثر من عامين”.
إلى ذلك، تسعى قوات المعارضة خلال معركتها هذه، إلى كسر خطة النظام المتمثلة باطباق حصار مدينة حلب. حيث يستغل النظام حصار قوات المعارضة لبلدتي نبل والزهراء، لدفع الميليشيات الشيعية، إلى فتح طريق يصل بين مناطق سيطرته والبلدتين، وهو إذا ما تم يعني حتماً حصار المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة من حلب.
وبالفعل فإنّ قوات النظام وبالتعاون مع الميليشيات الحليفة لها، تمكنت من الوصول إلى منطقة “الملاح” في عمق ريف حلب الشمالي، قبل أنّ تتمكن قوات المعارضة من طردها وقتل 13 من الميليشيات المساندة للنظام.
غير أنّ قوات النظام لازالت تحكم سيطرتها على قرية “حندرات” الاستراتيجية، الواقعة على طريق إمداد المعارضة إلى مدينة حلب، ما يجبر المعارضة على سلوك طريق وحيد، طريق الكاستلو، للوصول إلى المدينة، ولا تبعد قوات النظام عنه بأكثر من كيلومترين.
وبالتوازي مع معركة نُبل والزهراء، شنت المعارضة هجمات على عدة جبهات مع النظام، فأعلنت حركة “حزم” الإثنين، استعادة السيطرة على المعامل القريبة من مخيم حندرات. وقالت الجبهة الإسلامية إن مقاتليها تمكنوا من “تدمير دبابة و ميكرو باص وقتل أكثر من 10 عناصر كانوا بداخلها”، وذلك بعد استهدافهم أثناء تبديل دورية الحرس في منطقة ميسلون.
وفي الأثناء، تصدت المعارضة لهجوم قوات النظام من محورين على منطقة البريج ومنطقة بابنس، القريبة من حندرات، وأعلنت عن تدمير عربة بي أم بي.
إلى ذلك، يسعى كلا الطرفين لتشتيت الآخر، عبر فتح عدة جبهات في نفس الوقت. المعارضة تضغط في الزهراء وحندرات، والنظام يحاول التقدم لإطباق الحصار على مدينة حلب. أما هدنة دي ميستورا فيبدو أنّ امكانيات تطبيقها على الأرض ضعيفة جداً، إنّ لم نقل أنها تبدو معدومة.
الإئتلاف يطلب ثلاث مناطق آمنة..والمعارضة تتقدم في حلب
أصدر الائتلاف الوطني السوري المعارض بياناً للتعليق على مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، وجاء فيه: “إن هدف أي تحرك أممي يجب أن يضمن حق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي وفق آليات ديمقراطية، والحفاظ على وحدة سورية ورفض أي تدخل أجنبي، وخاصة تدخل النظام الإيراني العسكري والأمني والسياسي”. واعتبر الائتلاف أنّ “أية عملية سياسية يجب أن تستند إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارات 2118، 2165، 2170 وما ورد في مبادئ جنيف-1، والفقرات الخاصة بإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
البيان تناول المقترحات التي تقدم بها المبعوث الدولي، معتبراً أنها “تتناول جانباً من الإجراءات التمهيدية التي يمكن أن تهيئ لاستئناف عملية سياسية تفضي إلى إقامة حكم انتقالي في سوريا”. لكنه أوضح أن خارطة الطريق لتلك الإجراءات يجب أن تشمل “إقامة مناطق آمنة، شمال خط العرض 35، وجنوب خط العرض 33، وفي إقليم القلمون، على أن يحظر فيها وجود النظام وميليشياته وأي امتداد له”. هذا بالإضافة إلى “فرض حظر للقصف الجوي بكافة أشكاله، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين السوريين من صواريخ الطغمة الأسدية وبراميلها المتفجرة. وإبعاد الميليشيات الإرهابية التي استجلبها النظام الأسدي عن الأراضي السورية، ومحاكمة عناصرها على الجرائم التي تم ارتكابها بحق السوريين”. بالإضافة إلى “ضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية اللازمة لكافة المناطق المحاصرة، وإلزام النظام بعدم استخدام المدنيين رهائن مقابل مكاسب سياسية، والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير السجون السرية، التي أقامها النظام لتصفية الأسرى لديه”.
وأكد البيان على أن الائتلاف هو “الطرف الوحيد المعني بمتابعة كافة الاتصالات والإجراءات مع الطرف الأممي، التي يجب أن لا تؤدي إلى تشتيت الصفوف، أو تعويم النظام ورأسه، وزيادة المخاوف من دفع سوريا نحو تفتيت وتقسيم يضر باستقرار المنطقة وأمنها”.
وأوضح الأمين العام للائتلاف نصر الحريري، أنها المرة الأولى التي تلتئم فيها الهيئة العامة للائتلاف منذ صدور اقتراح دي ميستورا. وأشار إلى أن دي ميستورا التقى الائتلاف قبل زيارته دمشق في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، وأن فريقاً من مكتبه يفترض أن يلتقي، الثلاثاء في جنيف، وفداً من الائتلاف “لعرض تفاصيل الاقتراح”.
من جهة أخرى، قالت القيادة المركزية الأميركية إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 24 غارة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، منذ الجمعة، حيث شنوا تسع ضربات في سوريا. وقال بيان نشر الإثنين، إن الضربات في سوريا قرب بلدة كوباني الحدودية والرقة، دمرت ثلاثة من المواقع القتالية التابعة للدولة الإسلامية، واستهدفت عدة مناطق يشن منها القتال، وأصابت أحد مقاره.
ميدانياً، أعلنت جبهة النصرة الإثنين، السيطرة على عدة مبان في المدخل الجنوبي لقرية الزهراء قرب حلب، في ظل قصف لطيران النظام بالبراميل المتفجرة على محيط بلدتي نبل والزهراء. في حين أكدت مصادر رسمية سيطرة قوات النظام على منطقتي المناشر والمقلع والتلال المحيطة بمنطقة العويجة في حلب.
من جهتها، أعلنت الجبهة الإسلامية في سوريا أنها تمكنت من قتل عشرة عناصر من قوات النظام في كمين استهدف دورية في حي ميسلون في حلب. وأفاد ضابط من لواء “أحرار سوريا” بأن مقاتلي المعارضة المسلحة تمكنوا من التسلل إلى نقطة قريبة من مقرات قوات النظام في حي ميسلون، وقاموا باستهداف حافلة للنظام. وأعلنت فصائل في المعارضة المسلحة في حلب أن مقاتليها تمكنوا من تدمير آليات ثقيلة تابعة لقوات النظام في منطقتي الشيخ نجار ومنطقة دوار البريج شرق حلب. كما سجل سيطرة قوات المعارضة المسلحة على منطقة المعامل المحيطة بمخيم حندرات في ريف حلب، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
كما تجددت الاشتباكات بين عناصر من مليشيا حزب الله اللبناني، مع قوات الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام، الثلاثاء، بعد اختطاف قائد الدفاع الوطني في مدينة يبرود بمنطقة القلمون السوري. وأفادت مصادر إعلامية، أن الجهة التي اختطفت قائد الدفاع في المدينة سعد زقزق، ما تزال مجهولة.
الحكومة ترى النور.. ورئيس الائتلاف السوري يلغي القرار
عمر العبد الله
هل تشكلت الحكومة المؤقتة؟ هو السؤال الدائر في أذهان من يتابعون جلسات اجتماع الهيئة العامة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول. اجتماع لا يبدو أنه سيختلف عن سابقيه من ناحية غلبة الخلافات على التوافق، خاصة مع اتهام كل من الفريقين الكبيرين لبعضهما، بمحاولة التعطيل والسيطرة على مؤسسات الائتلاف.
قاطع رئيس الائتلاف هادي البحرة، اجتماع الهيئة العامة هذه المرة، ولم يفتتحه أو يشارك في أي من جلساته كما درجت العادة، واكتفى بالحضور في أروقة الاجتماعات وغرف المفاوضات. لم يكن رئيس الائتلاف الوطني هو الوحيد الذي قاطع الجلسة، بل شاركه في ذلك أعضاء “الكتلة الديموقراطية” فلم يحضروا اجتماع التصويت على وزراء الحكومة المؤقتة.
البحرة لم يكتف بالمقاطعة، بل أصدر بياناً جاء فيه : “نظراً للطعون المقدمة بشكل أصولي من قبل بعض أعضاء الهيئة العامة، والتي تم إهمالها ولم يتم التعامل معها بأي جدية إدارية أو قانونية، والتي تتعلق بادعاء بطلان تمثيل أعضاء كتلة الأركان العامة العسكرية المنحلة، وإجراء انتخابات رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وما شابها من ادعاءات تزوير، الأمر الذي يستدعي التحقق من تلك المشروعية”. وأنهى رئيس الائتلاف بيانه باتخاذ ثلاثة قرارات هي: إحالة الطعون المتعلقة بنتائج انتخابات رئيس الحكومة المؤقتة إلى لجنة تحقيق مستقلة، من أصحاب الخبرة والاختصاص. وإلغاء كافة القرارات المتخذة من قبل البعض من أعضاء الائتلاف خارج نطاق الشرعية خلافاً للنظام الأساسي والجلسات المعتمدة في الائتلاف، وإلغاء كافة آثارها ونتائجها القانونية والإدارية المتخذة بين 21-24 تشرين الثاني/نوفمبر. والدعوة إلى اجتماع هيئة عامة طارئة بتاريخ 3 كانون أول/ديسمبر القادم.
الاجتماع شهد خلافات عميقة حول شرعية المجلس العسكري وممثلي هيئة الأركان العامة في الائتلاف، الأمر الذي تطعن به الكتلة الديموقراطية وحلفائها، وأدى في نهاية المطاف إلى عدم حضورهم الجلسة المقررة لمناقشة البيان الوزراي وتسمية الوزراء.
رئيس الكتلة الديموقراطية فايز سارة، كان ممن قدموا طعناً في شرعية المجلس العسكري، قال في حديثه لـ”المدن” إن خمسين في المئة من أعضاء الهيئة العامة قاطعوا الاجتماع، وهم أعضاء “الكتلة الديموقراطية” و”المجلس الوطني الكردي” و”التيار الوطني” وكتلة “الوفاق الوطني” وجزء من كتلة “القرار المستقل”. واعتبر سارة أن الجلسة ليست شرعية لعدم حضور رئيس الائتلاف ونوابه وأعضاء من الهيئة السياسية، إضافة إلى أن اللجنة القانونية في الائتلاف، لم تناقش الطعون القانونية والإدارية المقدمة.
من جانبه، رفض الفريق الثاني الادعاءات التي قدمتها الكتلة الديموقراطية، واعتبر أن “السبب الرئيسي لهذه الخلافات ليس تشكيل الحكومة أو شخص رئيسها، بل عدم قدرة رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا على ضمان فوزه في الانتخابات المقبلة لرئاسة الائتلاف” بحسب مصدر من كتلة التجمع الوطني.
وشدد المصدر على أن عدد الذين تغيبوا عن الجلسة، لم يتجاوز أربعة وثلاثين عضواً، بينهم رئيس الائتلاف، وأن اللجنة القانونية ناقشت غياب رئيس الائتلاف عن الجلسة، واعتبرت الجلسة قانونية بالكامل وأن قراراتها سليمة. من جانب آخر، قالت مصادر مطلعة إن رئيس الائتلاف والكتلة الديموقراطية، طالبوا بالحصول على ثلاث وزارات في الحكومة المؤقتة، بينها وزارة الخارجية لضمان الثلث المعطل داخل الحكومة.
الجلسة انتهت بإعلان التشكيلة الحكومية الجديدة من دون وزارة للخارجية، مع سقوط ما يقارب نصف وزرائها؛ إذ لم ينجح كل الوزراء الذين قدمهم طعمة بتجاوز حاجز 56 صوتا اللازم لحصولهم على الحقائب الوزارية، فسقط كل من غسان هيتو 53 صوتا، وقيس الشيخ للعدل 53 صوتا، وتغريد الحجلي للثقافة 48 صوتا، وإلياس وردة للطاقة والثروة المعدنية 52 صوتا، وابراهيم ميرو للاقتصاد والمالية 45 صوتا، بينما نجح كل من سليم إدريس وزيراً للدفاع، وعوض العلي وزيراً للداخلية، ومحمد ياسين نجار للاتصالات والتقانة والصناعة، ووليد الزعبي للبنية التحتية والزراعة، وحسين بكور للإدارة المحلية، وعماد برق للتربية، ومحمد وجيه جمعة للصحة.
وكان من المقرر أن يعقد رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة والأمين العام للائتلاف صباح اليوم مؤتمرا صحافيا لشرح ما حصل ورد الادعاءات بعدم شرعية الانتخابات، على أن يليه مؤتمر صحافي آخر لرئيس الائتلاف هادي البحرة، لكن كلا الطرفين قرر إلغاء مؤتمره تجنبا لزيادة الاحتقان داخل الائتلاف.
المعلم يحادث لافروف في سوتشي الأربعاء
يبدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الأربعاء، زيارة لروسيا محتمل أن يلتقي خلالها مع الرئيس فلاديمير بوتين، كما سيجري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
نصر المجالي: من المتوقع أن يصل وزير الخارجية السوري إلى مدينة سوتشي الواقعة على شاطئ البحر الأسود بعد ظهر اليوم، وكانت الخارجية الروسية أعلنت نهاية الشهر الماضي أنها تقوم بالتحضير لزيارة المعلم إلى موسكو.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة (سوريا سيغودنيا) في هذا الصدد إن لقاء لافروف ـ المعلم سيشهد مناقشة السبل الكفيلة بإيجاد التسوية السياسية الدبلوماسية المنشودة في سوريا، وكذلك مشكلة تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وغيرها من قضايا المنطقة الملحة.
وزار وزير الخارجية السوري موسكو آخر مرة في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في إطار التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 والذي لم يثمر حينها عن أي حلول للمسألة السورية.
ويشار الى أن صحيفة (الوطن) المقربة من نظام بشار الأسد كانت ذكرت في الأسبوع الماضي أن بوتين سيستقبل المعلم والوفد السوري المرافق الأربعاء القادم للتباحث في الأفكار الروسية المطروحة تجاه عقد مؤتمر سوري سوري في موسكو يضم عدداً من المعارضين ومسؤولين سوريين.
وقالت الصحيفة إن المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون وزير الخارجية لشؤون أوروبا أيمن سوسان سيرافقون المعلم.
وتعتبر روسيا من أكثر الدول الداعمة للنظام في سورية سياسيا واقتصاديا، في ظل مقاطعة الغرب والعرب له، على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
عشر غارات بالقرب من مراكز لتنظيم داعش
95 قتيلاً في غارات النظام السوري على الرقة
أ. ف. ب.
بيروت: ارتفع عدد قتلى الغارات التي شنتها طائرات النظام السوري على مدينة الرقة الشمالية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية امس الثلاثاء الى 95 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاربعاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “ارتفع الى ما لا يقل عن 95 شخصا بينهم 52 مدنيا عدد الذين قضوا امس” في غارات النظام التي استهدفت مواقع مختلفة في المدينة، مضيفا ان نحو 120 شخصا اخر اصيبوا بجروح.
وذكر ان “عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية قد يكونوا قتلوا في هذه الغارات”. وتابع عبد الرحمن ان بعض المواقع التي تم استهدافها في هذه الغارات والتي بلغ عددها نحو عشر غارات “تقع بالقرب من مراكز لتنظيم الدولة الاسلامية” الجهادي المتطرف “الذي يقيم مراكزه بين المدنيين”.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد اشارت الى مقتل 63 شخصا غالبيتهم من المدنيين. واظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون في الرقة جثثا في شارع قرب احد المواقع المستهدفة في حين هرعت سيارة اسعاف الى المكان.
والرقة هي مركز المحافظة الوحيدة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كلي في سوريا، بحيث اصبحت معقله الرئيسي. وظلت المدينة في منأى عن غارات النظام لعدة اشهر رغم شنه ضربات جوية ضد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا وشرقها منذ الصيف الماضي.
وكان المرصد اعلن في السادس من ايلول/سبتمبر الماضي ان ثماني غارات على الرقة اسفرت عن مقتل 53 شخصا معظمهم من المدنيين.
الخوف واحد على جانبي خط التماس في مدينة حلب السورية
أ. ف. ب.
حلب: على جانبي خط التماس في مدينة حلب المقسومة بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة، يعيش مواطنون يفرقهم بشكل عام الموقف السياسي، لكن يجمعهم خوف واحد، الخوف من القناصين المختبئين في بقايا الابنية المهدمة.
ويقول احمد ابو زيد في القسم الغربي من المدينة الواقع تحت سيطرة قوات النظام ان عليه ان يجتاز ستة شوارع مكشوفة لنيران القناصة حين يغادر او يعود الى منزله في حي سليمان الحلبي في وسط حلب.
كل يوم، قبل ان يغادر بيته، يقدم صلاة يقول فيها “اذا اطلقوا علي النار، فاجعل يا رب ان يستهدفوا راسي او قلبي لاموت على الفور. لا اريد ان اعيش محروما من احد اطرافي طيلة حياتي”.
وبدأت المعركة في ما كان يعرف بالعاصمة الاقتصادية لسوريا في صيف 2012 عندما انتشر مقاتلو المعارضة في اكثر من نصف المدينة. وارتسم خط تماس بين الجانبين، يذكِّر بخطوط التماس في بيروت خلال الحرب الاهلية (1975-1990).
ويروي احمد لصحافي في وكالة فرانس زار حلب (شمال) “يكون الوضع هادئا، ثم فجأة، تشتعل الجبهة. في احدى المرات، سقطت 42 قذيفة في الحي، بينها 16 على المبنى الذي اقطنه. ودمرت احداها مطبخنا”.
ويمتد خط التماس على مسافة عشرين كيلومترا تقريبا.
في القسم الشرقي، وفي حي الصاخور الواقع قبالة سليمان الحلبي، يتحدث خالد كنجو عن الخوف ذاته. “هنا القنص شغال، هناك اربعة او خمسة شوارع مرصودة يجب ان نمر بها لنشتري حاجياتنا”.
ويقول ابو وجدي من جهته “القناص من حي سليمان الحلبي ذبح الناس هنا”. ثم يضيف وهو يشير الى باص اخضر مصاب بطلقات نارية وقذائف ملقى على جنبه في طرف الشارع، “وضعنا الباص في وسط الطريق لكي لا يرى القناص الناس الذين يمرون من هنا”.
ويتابع “نحن الشعب ما ذنبنا لكي يضربنا (النظام) بالقناصات والطائرات؟”.
على مقربة منه، التقط مصور فيديو لوكالة فرانس برس مشاهد لقناص داخل غرفة مبنى طليت جدرانها بالاصفر، لكن تبدو فيها آثار القصف. وكان القناص يحاول تحكيم ادخال البندقية في ثغرة صغيرة في الحائط.
في حي الميدان المجاور لسليمان الحلبي في القسم الغربي، تم نصب شادر طويل في الشارع الرئيسي للهروب من عيني القناصة المنتشرين على بعد حوالى مئة متر في حي الشيخ خضر.
ويقول صاموئيل كريكوريان الذي يعمل في صناعة الوسادات، ويسكن في مكان ابعد من مكان نصب الشادر لجهة الغرب، انه يكون “مكشوفا تماما” عندما يسلك طريق العودة الى منزله.
ويضيف الرجل الخمسيني “أرفع الشادر وأمر تحته. هذا امر خطر جدا. رايت رجلا يقتل امام عيني. ولكن ما العمل؟”.
ويتابع “في الصباح، أنتظر لينزل اشخاص غيري الى الشارع لاتمكن من التسلل. هذه طريقتي لانتصر على الخوف”.
في الجانب الآخر، يشعر السكان بالرعب ايضا من البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام بشكل شبه يومي وعشوائي.
ويقول ابو محمد (43 عاما) الذي نزح مع عائلته من منطقة قريبة الى حي الشيخ خضر المقابل لحي الميدان، “الامور صعبة جدا بسبب الاكل والحاجيات وكيفية الحصول عليها… اصوات براميل وقذائف ومدفعية. عندما يبدأ القصف، يرتعب الاولاد، لا يعودون يخرجون الى الشارع ولا يلعبون ولا يتحركون”.
ويضيف “لا مكان لنا غير هنا. الى اين نذهب؟”.
على الرغم من الخوف يبدو الناس وكانهم اعتادوا الظروف الاستثنائية.
في حي سليمان الحلبي، يقول محمد (12 عاما) انه يمر يوميا في ذهابه وايابه مع رفاقه قرب تلال ترابية يتمركز الى جانبها جنود.
ويروي “عندما يقصف المسلحون، نهرب. لقد اصيب صديقي محمد حجو في يده برصاص قناص، ولم يعد الى المدرسة”.
في حي الشيخ خضر، خلال فترة من الهدوء، يمكن مشاهدة اطفال يلعبون، بعضهم على دراجات نارية، على مقربة من خط التماس.
باستثناء تلك العائلات التي تتمسك بالبقاء في منازلها في هذا الجانب او ذاك، جزء كبير من الابنية في هذه الاحياء مدمرة. بعض الطرق التي لم تسلك منذ فترة طويلة غزاها العشب، وانتشر في وسطها الركام.
ويقول احمد ابو زيد “قبل ان يتم طرد المسلحين من حي سليمان الحلبي على يد الجيش، كنا العائلة الوحيدة هنا، وكنا نقفل بوابة المبنى بسلسلة حديدية. ثم عاد بعض السكان، ووصل نازحون… لا يمكننا الذهاب الى اي مكان آخر”.
«داعش» يرصد 5000 دولار للمبلغين عن مخبري أعدائه في سوريا
لندن: رنيم حنوش
أعلن تنظيم داعش، عن منح مكافآت مالية نحو 5 آلاف دولار أميركي، في حال الإبلاغ عن الجواسيس التي تساعد حكومات التحالف الدولي، التي بدأت خلال الفترة الماضية في شن هجمات جوية على معاقل التنظيم في سوريا.
وقال التنظيم إنه يعمل على بناء شبكة «استخباراتية»، من أجل إضعاف ضربات التحالف الدولي، بعد أن بدأ التنظيم يفقد السيطرة في سوريا والعراق عبر استهدافه بالطائرات الجوية، من جهة، وقتال البيشمركة والجيش العراقي بريا من جهة أخرى.
ونفذت طائرات التحالف الدولي 24 غارة جوية على معاقل داعش في سوريا والعراق منذ الجمعة الماضي، استهدفت عين العرب والرقة في سوريا والموصل وأسد وبغداد والرمادي وتلعفر في العراق، فيما دمرت الغارات عددا من وحدات مقاتلي التنظيم وأصابت الكثير من مركباته ومبانيه.
وعلى صعيد القتال البري، استعاد مقاتلو البيشمركة الأكراد مباني وأحرزوا تقدما في مناطق عدة من مدينة عين العرب السورية اليوم. وفي العراق، تستمر جهود الجيش العراقي بمحاربة التنظيم إذ استطاعوا قتل 24 «داعشيا» على الأقل في بعقوبة اليوم و17 مسلحا بجلولاء والسعدية.
وقال التنظيم إنه واجب على أي مسلم المساعدة للقبض على الجواسيس الذين يساهمون بإضعاف وجود التنظيم. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي المنشورة التي توزع في حلب وتحتوي على إعلان «داعش» وختم «والي» المدينة. وضمنها يعلن «داعش» عن «رصد مكافأة مالية وقدرها 5000 دولار لمن يمسك عميلا أو يدلي بمعلومات تقود إليه».
يذكر أن التنظيم أعلن في بيان نشرته مواقع تعنى بأخبار الجماعات المتطرفة في وقت سابق من هذا الشهر عن سك عملة معدنية بالذهب والفضة والنحاس خاصة به لتستخدم في معاقله بسوريا والعراق. وذكر التنظيم أن سك العملة المعدنية الخاصة به يأتي بهدف الابتعاد عن «النظام المالي الطاغوتي الذي فرض على المسلمين وكان سببا لاستعبادهم»، بحسب نص البيان.
وقال خبراء في الحركات المتشددة، إن لدى هذا التنظيم 3 مصادر تمويل أساسية، وهي الضرائب التي يفرضها على السكان، وآبار النفط التي سيطر عليها وبيع إنتاجها الخام، إضافة إلى أموال الفدى الناتجة عن عمليات الخطف التي يقوم بها وتستهدف إجمالا مواطنين وصحافيين أجانب.
وبحسب صحيفة الدايلي ميل البريطانية، وصلت أرباح «داعش» النفطية اليومية، نحو مليون دولار أميركي، إثر بيع النفط في السوق السوداء، حيث يستخلص التنظيم النفط من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا ويبيعها للمهربين.
ومن جانبه، أوضح ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخزانة البريطانية المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية أن «التنظيم يحصل على الملايين من الدولارات من جرائم مختلفة منها السطو على البنوك»، بحسب الصحيفة ذاتها.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينفق فيها التنظيم على عناصره أو متطوعيه حيث أعلن التنظيم بداية الشهر الجاري ولأول مرة حاجته لمهندس بترول متخصص لإدارة إحدى المنشآت النفطية التي استولى عليها مؤخرا براتب 225 ألف دولار أميركي سنويا أي نحو 19 ألف دولار شهريا وهو راتب يضاهي الرواتب التي تدفعها الشركات النفطية.
وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية إن الوظيفة التي خصص لها «داعش» راتبا يبلغ 225 ألف دولار أميركي، ليست سوى واحدة من مجموعة وظائف يبحث التنظيم عمن يشغلها من الموظفين المؤهلين في المجال النفطي، وممن سبق لهم العمل بالمنشآت البترولية.
وعلى صعيد التجنيد الإلكتروني، يذكر مختصون تقنيون معنيون بشؤون الجماعات المتطرفة، أن فريق «داعش» للدعاية الإلكترونية كبير ومنظم وموزع على جميع وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى، مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، ولكل ولاية يسيطر عليها «داعش» حساب إلكتروني الخاص، مثل حساب «ولاية نينوى» الذي ينشر أخبارها، إضافة لحسابات أخرى لـ«داعش»، ويجري الاعتماد أيضا على حسابات خاصة أخرى يتابعها عشرات الآلاف، والجميع يتلقى راتبا لعملية التجنيد الإلكتروني.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، عن رصد عشرات الحالات من بيع للنساء الإيزيديات اللواتي اختطفهن تنظيم داعش في العراق، في إطار لرفع معنويات المقاتلين، بحيث يقوم عناصر التنظيم ببيع تلك المختطفات، بمبلغ مالي قدره ألف دولار أميركي للمرأة الواحدة.
وأوضح المرصد أن «داعش» وزع على عناصره في سوريا أكثر من 300 سيدة إيزيدية، حيث وثق المرصد 27 حالة على الأقل، من اللواتي جرى «بيعهن وتزويجهن» من عناصر التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي، وريفي الرقة والحسكة. ومن المرجح أن العدد قد ازداد في الفترة الأخيرة.
وفي تقرير نشرته واشنطن بوست الأميركية الشهر الماضي، أوضحت أن أسباب تهافت الأجنبيات لصفوف «داعش»، ناتجة عن عمل «داعش» على استقطاب والتودد لتلك الفتيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لإغوائهن بالمكافآت اللواتي سينلنها مقابل هجرتهن وانضمامهن للتنظيم.
وتتضمن غنيمة الحرب التي ستنالها الفتيات غنائم دنيوية مثل ثلاجات، ومواقد، وأفران، وأجهزة «ميكروويف»، وآلات الميلك شيك، ومكانس كهربائية، ومنازل دون إيجار تتوافر فيها خدمات الكهرباء والمياه.
مجزرة الرقة تحصد 130 قتيلا ولا تنديد دوليا
ارتفعت اليوم الأربعاء إلى 130 قتيل تقريبا حصيلة الغارات التي شنها الطيران الحربي السوري على مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، في وقت غابت فيه أي أصوات دولية تدين المجزرة.
وأفاد مصدر طبي من المشفى الوطني في المدينة -رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية- لمراسل الأناضول، أنه وصل للمشفى حتى الآن 130 جثة، مشيراً إلى وجود أكثر من 50 جريحاً يعالجون في المشفى، في ظل نقص الأجهزة والأدوية اللازمة لمعالجة هذا الكمّ الكبير.
كما تسبب القصف بتدمير أكثر من ثلاثين مبنى سكنياً، ونحو أربعين محلاً تجاريا، وانتشر الهلع في أوساط المواطنين بالمدينة، في يوم من أكثر الأيام دموية فيها.
وتتبادل طائرات النظام السوري، وطائرات التحالف قصف مدينة الرقة، حيث استهدف التحالف أول أمس مدرسة ابتدائية للصم والبكم مما أدى إلى تدميرها وتضرر العديد من الأبنية السكنية حولها.
وذكرت المصادر الطبية أن الغارات التي وقعت أمس استهدفت عددا من المواقع داخل الرقة الخاضعة منذ أشهر لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت أن هناك عائلات أبُيدت بالكامل. ويقطن في الرقة نحوُ نصف مليون شخص.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشر غارات استهدفت سوقا شعبية قرب المتحف والمنطقة الصناعية ومحيط مسجد “الحني” ومنطقة كراج البولمان.
وقال ناشطون إن صواريخ فراغية استخدمت في القصف. وأظهرت صور تلفزيونية آثار دماء الضحايا الذين كانوا إما في بيوتهم أو في مناطق مفتوحة مزدحمة بالناس.
وتعد هذه الغارات التي شنها الطيران السوري الأعنف من أسابيع, وكانت مناطق بالمدينة تعرضت مؤخرا لقصف من طيران التحالف الدولي الذي يقول إنه يستهدف مواقع لتنظيم الدولة.
وبينما غابت أي أصوات دولية منددة بالمجزرة، أدان الائتلاف الوطني السوري المعارض قصف الرقة, ووصف ما تعرضت له المدينة أمس بالمجزرة الوحشية.
وقال رئيس الائتلاف هادي البحرة في بيان نشر في صفحته الرسمية بموقع فيسبوك إن أصواتا بدأت تتعالى بأن نظام بشار الأسد هو المستفيد الأول من ضربات التحالف الدولي, وأنه يجب تعديل إستراتيجية التحالف.
ولم تشر وكالة الأنباء السورية إلى قصف مدينة الرقة, وتحدثت في الأثناء عن عمليات للجيش في مناطق مختلفة بسوريا.
البرلمان السوري يقر موازنة بـ7.7 مليارات دولار
خصصت الحكومة السورية أكثر من 60% من ميزانيتها العامة للدعم الاجتماعي فيما يعاني اقتصاد البلاد من وضع متدهور نتيجة الصراع الدامي المستمر منذ أكثر من 44 شهرا.
وأقر مجلس الشعب السوري أمس الثلاثاء قانون الموازنة العامة للدولة لعام 2015 بنحو 1554 مليار ليرة سورية (7.7 مليارات دولار).
وبلغت اعتمادات العمليات الجارية 1144 مليار ليرة بزيادة قدرها 134 مليار ليرة عن العام الماضي. وخصص نحو 63% من الميزانية للدعم الاجتماعي.
وأوضح وزير المالية السوري إسماعيل إسماعيل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية أن زيادة قيمة الدعم الاجتماعي لهذا العام مقارنة بالعام الماضي ناجمة عن زيادة سعر الصرف وارتفاع فاتورة المستوردات التموينية والنفطية.
وبحسب الوكالة فقد رصدت الموازنة مبلغ خمسين مليار ليرة سورية (250 مليون دولار) للإعمار وإعادة تأهيل المنشآت العامة والتعويض عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت الخاصة.
ويبلغ سعر صرف الدولار حاليا نحو مائتي ليرة سورية فيما كان يبلغ نحو 150 ليرة العام الماضي.
ودفع العنف الدامي -الذي شهدته البلاد بعد تحول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى نزاع مسلح- المستثمرين إلى المغادرة، مما أصاب الاقتصاد في الصميم.
وأسفر النزاع عن غرق نصف السكان في الفقر وعن تدمير قطاعي التربية والصحة، بحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في مايو/أيار.
كما تسبب النزاع في سوريا بمقتل أكثر من 195 ألف شخص منذ مارس/آذار 2011 ونزوح الملايين عن أماكن سكنهم إلى داخل البلاد وخارجها.
لاجئون سوريون يعتصمون بأثنا للسماح بعبورهم لأوروبا
شادي الأيوبي-أثينا
في دلالة على تفاقم أزمتهم واصل اللاجئون السوريون المعتصمون أمام البرلمان اليوناني إضرابهم عن الطعام الذي بدأوه الأحد الماضي، بهدف إيصال رسالة إلى الحكومة اليونانية مفادها أنهم مصممون على تحقيق مطلبهم بالسماح لهم بالعبور إلى أوروبا.
وبدا العديد من اللاجئين -الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء- وقد أعياهم الجوع والبرد القارص، حتى أن أربعة أشخاص قد أغمي عليهم أمس ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ووصلت إلى مكان الاعتصام جمعيات طبية للإشراف على الحالات التي تحتاج إلى متابعة صحية.
ويظهر مواطنون وسياسيون يونانيون تضامناً مع المعتصمين، حيث يساندون مطالبهم ويشاركونهم في الاعتصام، كما أن بعضهم يسهم ببعض الملابس والأغطية والأطعمة.
وانتقل المعتصمون إلى مرحلة جديدة من التصعيد، حيث كلفوا محامين يونانيين بتصعيد قضيتهم إلى المحاكم الأوروبية بهدف الحصول على حكم قضائي على مستوى الاتحاد الاوروبي.
وعن ردة الحكومة اليونانية على اعتصامهم، قال أحد المعتصمين ويدعى محمد إن الحكومة عرضت عليهم أن يصنفوا كلاجئيين في اليونان.
غير أن محمد بين للجزيرة نت أن المعتصمين متخوفون من عرض الحكومة بأنه قد يكون فخاً يهدف لفك الاعتصام، ثم تتنكر بعد ذلك لهم.
وأضاف أن المعتصمين لا يهدفون إلى أن يعتمدوا كلاجئين في اليونان على اعتبار أن هذا البلد يمر بأزمة اقتصادية وغير قادر على تأمين أدنى متطلبات اللجوء، وإنما يريدون أن تسمح لهم أثينا بالعبور إلى دول أوروبية أخرى، مشيرا إلى أن معظم المعتصمين لديهم أفراد من أسرهم في دول أوروبية أخرى.
وعد وتشكيك
من جهته قال الناطق باسم المعتصمين حازم الخاني إن عرض الحكومة للمعتصمين، عبارة عن وعد بمحاولة إيجاد سكن لبعض العائلات والعلاج الصحي بعد تقديم طلب اللجوء وتسجيلهم في مكتب العمل لإيجاد عمل لهم، وأبدى استغرابه من هذا العرض، فكيف للحكومة أن توفر فرص عمل في حين اليونان تعاني من بطالة يبلغ حجمها نحو مليون ونصف المليون؟
من جانبها قالت الحقوقية إيليكترا كوترا -التي رفعت دعوى قضائية باسم مجموعة من اللاجئين أمام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية- إن هناك إشكالية في نظام اللجوء الأوروبي، فنظرياً يعطى كل طالب لجوء في أي دولة أوروبية حقوقاً أساسية لعيش لائق، لكن عمليا هناك دول لا تعطي حقوقا للاجئين.
وأوضحت -في حديث للجزيرة نت- أن حصول اللاجئين على وضعية لاجئ في اليونان لا تعني شيئاً، حيث إنهم لا يحصلون على حقوق اللاجئين، وهو ما يدفعهم إلى طلب اللجوء في دول أخرى، وقالت إنها تتوقع رداً قريباً من المحكمة الأوروبية على طلبها.
اليونان تتهرب
أما رئيس منتدى المهاجرين معاوية أحمد فقد لفت إلى أن اليونان الموقعة على اتفاقيات حماية اللاجئين، تحاول قدر الإمكان عدم منح لجوء على أراضيها، فيما تقبل بالمهاجرين، وذلك لأن قوانين الهجرة تخضع لسيادتها الوطنية وهي تعتمد مبدأ أن وجود الأجنبي مؤقت في البلد، أما اللجوء فتحكمه قوانين دولية تلزم الدولة باحترامها.
وأوضح أحمد -في حديث للجزيرة نت- أن المهاجر في حال دخوله دون أوراق إلى أي بلد، يعتبر مهاجراً غير شرعي، أما اللاجئ فمن حقه الدخول إلى أي بلد ولو من دون أوراق رسمية.
وقال إن اليونان ترفض مبدأ اللجوء لأن اللاجئين يميلون بعد فترة إلى الإقامة بشكل دائم، وهو ما يعني خلق فئة اجتماعية جديدة، وهو ما ترفضه الدولة بشكل كبير لاعتبارات قومية، وأوضح أن اليونان تتجنب أخذ مساعدات عن اللاجئين المقيمين لديها كي لا تشجع حالات اللجوء، وقد خسرت الملايين بهذه الطريقة.
وأوضح مصدر في وزارة الداخلية اليونانية للجزيرة نت أن الفرق الوحيد بين اللجوء في اليونان واللجوء في دول أخرى مثل السويد، هو أن اليونان لا تمنح اللاجئين سكناً، وأكد على أن مسؤولين في الدولة اليونانية عرضوا على المعتصمين منحهم اللجوء في البلد، وتطبيق ذلك بمعدل عشرة أشخاص كل يوم.
وأكد المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أنه لا سبيل لمغادرة اللاجئين لليونان بالطريقة التي يطلبونها، وأنه ما من حل لقضيتهم إلا بتقديمهم طلبات للحصول على اللجوء السياسي في اليونان، معلقاً على تقديم محامين يونانيين قضايا أمام المحاكم الأوروبية وأن هذه القضايا تستغرق سنوات قد تصل إلى خمس للبت فيها.
خبيرة أممية: 45 مليون دولار فديات لتنظيم الدولة
أكدت خبيرة أممية أن تنظيم الدولة الإسلامية حصل على نحو 45 مليون دولار على شكل فديات مقابل إطلاق سراح مختطفين لديه خلال السنوات الماضية، في وقت اعتبرت عمليات الخطف مصدرا أساسيا لتمويل الجماعات “الإرهابية”.
وقالت يوتسنا ألجي -المتخصصة في العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على تنظيم القاعدة- إنه تم دفع نحو 120 مليون دولار على شكل فديات للجماعات “الإرهابية” خلال الفترة بين عامي 2004 و2012، وكان نصيب تنظيم الدولة منها ما بين 35 و45 مليون دولار.
وأضافت خلال اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، أن عمليات الخطف مقابل الحصول على فدية لا تزال تتزايد، وأن تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له جعلت من عمليات الخطف “تكتيكا جوهريا للحصول على الإيرادات”.
وأشارت إلى تسجيل في أكتوبر/تشرين الأول 2012 منسوب لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حرض فيه على اختطاف الغربيين في أنحاء العالم.
وذكرت أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تلقى نحو 20 مليون دولار على شكل فديات بين عامي 2011 و2013، في حين حصل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على 75 مليون دولار على مدى السنوات الأربع الماضية.
أما بالنسبة لجماعة بوكو حرام في نيجيريا وحركة الشباب المجاهدين في الصومال فقد جمعتا “ملايين الدولارات على مدى السنوات الماضية”، كما تلقت جماعة أبو سياف في الفلبين نحو 1.5 مليون دولار.
ووفقا للجنة الأممية فإن الغالبية العظمى من ضحايا عمليات الخطف من الرعايا المحليين في الأماكن التي توجد فيها تلك الجماعات، على الرغم من تركيز الإعلام الدولي على الرهائن الغربيين الذين يتم الحصول على مبالغ أكبر مقابل إطلاق سراحهم.
وقالت ألجي إن “الجماعات الإرهابية” تقوم بعمليات الخطف إما عن طريق عناصرها، وإما بطريقة غير مباشرة إذ إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعمل مع بعض رجال القبائل الذين يقدمون الرهائن مقابل الحصول على رسوم.
وفي الأسبوع الماضي، أمر الرئيس باراك أوباما بمراجعة آلية استجابة الولايات المتحدة في التعامل مع وجود رهائن أميركيين لدى الجماعات المسلحة، لكنها لن تشمل تغيير سياسة واشنطن منذ فترة طويلة القائمة على الامتناع عن دفع فدية.
سوريا..ارتفاع ضحايا مجزرة الرقة إلى 170 قتيلاً
العربية.نت
ارتفع عدد ضحايا مجزرة الرقة التي ارتكبها نظام الأسد إلى 170 قتيلاً معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلأى أكثر من مئة جريح، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون. وكان طيران الأسد استهدف المدينة الثلاثاء بعدد من الغارات أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
وذكر ناشطون في وقت سابق أن مقاتلات النظام شنت 10 غارات بالصواريخ الفراغية على وسط المدينة وأطرافها، ما أسفر عن مصرع العديد من المدنيين، وإصابة العشرات، بعضهم إصابته حرجة ما قد يرفع حصيلة الضحايا، وذلك وسط حالة من الذعر في المدينة، واكتظاظ المشافي بالقتلى والجرحى.
واستهدفت الغارات المستودع الأصفر شمال المدينة، والمنطقة الصناعية (حارة الصواحين) في الجهة الشمالية الشرقية، ومنطقة جامع الحني وسط المدينة المكتظ بالمدنيين، ما أدى إلى سقوط مأذنة الجامع، وحي اﻟﻤﺸلب، ومنطقة نزلة المتحف وسط المدينة، وغيرها. وقال ناشطون إن أكثر من 15 منزلاً دمر جراء الغارات القاتلة.
الإئتلاف يدين المجزرة
في المقابل، اتهم هادي البحرة رئيس الإئتلاف السوري طائرات النظام باستهداف المدنيين عمدا، وقال في تصريح صحافي : “فيما تشن طائرات التحالف غاراتها على مواقع تنظيم داعش، تحلق طائرات النظام إلى نفس المناطق لكنها تتجنب مراكز التنظيم وتستهدف مناطق وتجمعات مدنية”.
وأضاف البحرة: “أكد شهود عيان في المكان سقوط 65 شهيداً حتى اللحظة، لكن الساعات القادمة وحدها كفيلة بإظهار حجم الجريمة”.
وتابع: “ندين في الإئتلاف الوطني هذه الجريمة، ونحذر من أن النظام سيعمل على تكرارها مستغلاً الحضور الجوي لطائرات التحالف. كما لابد من الإشارة إلى أن أصواتا كثيرة بدأت تتعالى منادية بأن نظام الأسد بات المستفيد الأول من ضربات التحالف، وأن الاستراتيجية الحالية بحاجة إلى تعديل”.
لأول مرة.. داعش يرجم رجلين بتهمة الشذوذ
العربية.نت
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم “داعش” نفذ حد “الرجم حتى الموت” بحق فتى يبلغ نحو 20 عاماً بعد اعتقاله في وقت سابق، حيث اتهمه التنظيم بأنه عثر في هاتفه النقال على أشرطة مصورة تظهره وهو “يمارس الفعل المنافي للحشمة مع ذكور”.
وقام عناصر التنظيم بتنفيذ “حد الرجم” عند دوار البكرة في مدينة الميادين بريف دير الزور، وسط تجمهر عشرات المواطنين بينهم أطفال، إضافة لوجود عناصر التنظيم.
على صعيد متصل، نقل نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “داعش” نفذ حد الرجم كذلك بحق شاب في شارع التكايا بحي الحميدية في مدينة دير الزور، بتهمة “ممارسة الفعل المنافي للحشمة مع ذكور”.
يشار إلى أن عناصر “داعش” عمدوا إلى أخذ جثتي الفتى والشاب في مدينتي دير الزور والميادين معهم، دون دفنهما أو تسليمهما لذويهما.
يذكر أن داعش قام بتطبيق أول حد لـ”الرجم حتى الموت” في مناطق سيطرته بسوريا في الـ21 من شهر أكتوبر المنصرم، على رجل في مدينة البوكمال بريف دير الزور، حيث قالت المصادر للمرصد إن التنظيم ألقى القبض عليه “متلبسا” وهو يمارس “الزنا” مع امرأة، إلا أنها المرة الأولى التي يرجم فيها رجلين لتهمة “الفعل المنافي للحشمة مع ذكور”.
كما كانت كتائب إسلامية تابعة للمحكمة الشرعية في منطقة سراقب، بينها جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) قد نفذت أول عملية معلنة لتطبيق “حد الرجم” في الـ21 من شهر أكتوبر الفائت، بحق رجل بتهمة “الزنا”، في مقر لحركة إسلامية، في أطراف بلدة سراقب.
انتقادات إيرانية غير مسبوقة للأسد والمالكي: قمع المظاهرات والسياسات الطائفية ولّدت داعش
طهران، إيران (CNN) — وجه محمد علي سبحاني، مستشار وزارة الخارجية الإيرانية، أعنف انتقادات من نوعها تخرج من مسؤول إيراني حيال رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، ونظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وكلاهما حليف تقليدي لإيران، إذ حملهما مسؤولية الأحداث في بلديهما من خلال أخطائهما السياسية.
مواقف سبحاني جاءت في مقابلة عرضها موقع “نامة نيوز” الإيراني، اتهم فيها سبحاني نائب الرئيس العراقي الحالي، نوري المالكي، باتباع سياسيات مذهبية خلال فترة رئاسته للحكومة، ما أدى إلى ظهور بيئة مناسبة لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش.”
ونقل الموقع سبحاني قوله إن داعش استفاد من سياسات المالكي الإقصائية تجاه السنة الذين شعورا بالاضطهاد، وكذلك استفاد ومن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد للسيطرة بسرعة على العديد من المدن الكبرى والمناطق.
وتحدث سبحاني عن الأزمة السورية قائلا إنها بدأت باعتقال الشبان الذين خرجوا في الاحتجاجات، واستمرت هذه التصرفات حتى تحول الأمور إلى حرب بالواسطة مضيفا أن سوريا اليوم باتت مقسمة إلى مناطق مفككة تحكم الدولة منطقة منها، في حين يحكم الأكراد منطقة ثانية وداعش منطقة ثالثة وجبهة النصرة منطقة رابعة والجيش الحر منطقة خامسا مضيفا “لم يعد هناك سوريا.. سوريا مقسمة إلى أجزاء.”
ورأى سبحاني أن الحكومة السورية كانت قادرة على تجاوز الأزمة في بدايتها لو أنها خططت بشكل صحيح مضيفا: “لو أن الحكومة قامت بتهدئة الشعب والقيام بدورها لما كنا أمام الوضع المذهبي والسياسي القائم في سوريا.
ورأى المستشار الإيراني أن ظهور داعش يعود إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية في سوريا والعراق مضيفا: “الفشل في الاستجابة للمطالب الشعبية ومعالجة مشاكل الإحباط لدى الشباب والقضايا الدينية أدت لظهور داعش التي أرى أنها تمثل الجيل الثالث من حركة طالبان.
يشار إلى أن سبحاني سبق له أن تولى منصب سفير إيران في الأردن، ومن ثم في بيروت، خلال الفترة ما بين 1997 و2005، وذلك خلال ولاية الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، ومع انتخاب الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني عام 2013، عُيّن مستشاراً لوزارة الخارجية.
سوريا: 95 قتيلا ودمار واسع بغارات على الرقة.. والمعارضة تعتبر الأسد المستفيد الأول من التحالف الدولي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكدت المعارضة السورية مقتل ما لا يقل عن 95 شخصا وجرح 120 جراء ما وصفتها بـ”مجزرة” وقعت في المدينة بعد تعرضها للقصف الجوي عبر طائرات نظام الرئيس بشار الأسد، التي قامت بشن سلسلة غارات متلاحقة على المدينة التي تعتبر من معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، واعتبرت المعارضة أن النظام بات “المستفيد الأول” من ضربات التحالف الدولي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن عدد القتلى في الرقة ارتفع إلى ما لا يقل عن 95، سقطوا نتيجة لعشر غارات متلاحقة على مناطق في المدينة، مرجحا ارتفاع العدد بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
من جانبه، أصدر الائتلاف الوطني السوري المعارض بيانا ندد فيه بما وصفها بـ”المجزرة الوحشية التي ارتكبها طيران الأسد في الرقة” وحذر رئيسه، هادي البحرة، من أن يعمل النظام على تكرارها “مستغلاً الحضور الجوي لطائرات التحالف.”
وتابع البحرة بالقول: “الكثير من الأصوات بدأت تتعالى منادية بأن نظام الأسد بات المستفيد الأول من ضربات التحالف، وأن الاستراتيجية الحالية بحاجة إلى تعديل.”
وبحسب الائتلاف، فإن الهجمات الجوية تركزت على المناطق المدنية متجنبة أي ثكنة لتنظيم داعش، وتعرض متحف المدينة للقصف، إلى جانب “مسجد الحني” الذي سقطت مئذنته جراء القصف وأصابه دمار كبير، كما طال القصف البريد والمنطقة الصناعية ومنطقة كراج البولمان.
الجيش السوري يرضخ لشروط الكتائب المعارضة مقابل إعادة ضخ المياه للعاصمة
روما (25 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر في المعارضة إن الكتائب الثورية والأهالي في قرية عين الفيجة في ريف دمشق وافقت اليوم الثلاثاء على إعادة ضخ المياه إلى العاصمة السورية وريفها بعد أن وافقت قوات النظام على الانسحاب من المنطقة وتعهد السلطات بالإفراج عن معتقلين معارضين من المنطقة.
وأشارت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بأن “قوات النظام التي قصفت باستمرار ومنذ مطلع هذا الأسبوع عين الفيجة في وادي بردى، وهي المنطقة التي تُغذّي العاصمة بالمياه، في محاولتها للسيطرة عليها وطرد الكتائب الثورية منها، وافقت على الانسحاب ووقف القصف وشروط أخرى مقابل إعادة الكتائب الثورية ضخ المياه للعاصمة” وريفها.
وكانت قد انقطعت المياه عن دمشق وريفها لليوم الرابع على التوالي، ولم تُعلن الحكومة السورية عن سبب انقطاعها ووقف تزويد المدينة وريفها، فيما نقلت مواقع سورية مقربة من النظام عن مسؤولين حكوميين تأكيدهم أن المياه ستعود للعاصمة وريفها الأربعاء أو الخميس.
وأكّدت مصادر بالمعارضة أن “الكتائب الثورية أوقفت ضخ المياه نتيجة استهداف النظام للمدنيين في وادي بردى، وتدخلت لجان محلية لدى الكتائب الثورية ونقلت المطالب لقوات النظام التي رضخت تحت ضغط قطع المياه عن العاصمة لشروطهم، على أن تلبيها بأسرع وقت ومنها أيضاً إطلاق سراح معتقلين من أهالي المنطقة وعد النظام بإطلاق سراحهم قبل أشهر” ولم يتم ذلك..
وتأتي هذه الخطوة فيما يعاني أساساً أهالي دمشق وريفها من الانقطاعات الكبيرة للمياه عن العديد من المناطق لفترات تتجاوز في بعض مناطق الريف الأسابيع، ما يجعل حياة السكان غاية في الصعوبة
ناشطون: ارتفاع ضحايا قصف النظام السوري للرقة لأكثر من 92
روما (25 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر أهلية من داخل مدينة الرقة إن “عدد ضحايا القصف الجوي لقوات النظام على أسواق وأحياء المدينة ارتفع اليوم لأكثر من 92 قتيلاً، جميعهم من المدنيين”، على حد وصفها
وأفاد الناشط السياسي السوري رائد الحماد في اتصال هاتفي مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بأنه “ارتفع عدد ضحايا مجازر اليوم في الرقة لأكثر من 92 قتيلاً، والعدد مرشح للارتفاع بسبب العدد الكبير من الجرحى والحالات الخطيرة ونقص الدواء والحاجة الملحة لدماء ومواد طبية تفتقر إليها المدينة” شمالي سورية
وأضاف “جميع القتلى من المدنيين، كباراً وصغاراً ونساء، ولا يوجد أي عسكري أو مقاتل بينهم، كما لا يوجد أي مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية، وحتى أماكن القصف بعيدة عن مقرات ومراكز هذا التنظيم، وكان هدف النظام إسقاط أكبر عدد من القتلى لذلك استهدف أسواقاً هي الأكثر اكتظاظاً على مدار اليوم”، على حد وصفه
وكان السلاح الجوي لقوات النظام قد شنّ اليوم عشر غارات استهدفت الرقة
لا نتائج منتظرة من المسعى الروسي الجديد للحوار حول سوريا
من جابرييلا باسينزكا وسيلفيا وستول
موسكو/بيروت (رويترز) – لن تحقق على الأرجح الجهود الروسية الجديدة لاجراء محادثات سلام بشأن سوريا تقدما لان موسكو ترفض المعارضة والغرب يدعو إلى خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة بسرعة.
وتدعم موسكو الأسد منذ وقت طويل ويشمل هذا الدعم امداد سوريا بالسلاح لكن الرئيس السوري أصبح حليفا أكثر أهمية بالنسبة لروسيا منذ احتجاجات الربيع العربي التي أطاحت بزعماء في الشرق الأوسط كان لبعضهم علاقات وطيدة بروسيا.
ومع تراجع نفوذها في الشرق الأوسط وتأزم علاقتها بالغرب على نحو متزايد بسبب الصراع في أوكرانيا تحاول موسكو اعادة اطلاق المحادثات بشأن سوريا بعدما انهارت في جنيف في فبراير شباط.
وتقول روسيا إن صعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق جعل توحيد كل القوى في مواجهته أمرا ملحا لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إن موسكو لا تقدم أي حلول جديدة.
ووجهت موسكو الدعوة إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لزيارتها هذا الأسبوع بعدما زارها زعيم سابق للمعارضة السورية في وقت سابق هذا الشهر.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله يوم الإثنين “من المهم أن تعيد قوى المعارضة السورية البناءة اطلاق الحوار السياسي مع (ممثلين) رسميين عن دمشق في وجه التحديات الخطيرة التي يمثلها الارهاب الدولي.”
وتقول روسيا إن التعاون مع دمشق لا غنى عنه لقتال “الارهابيين” على الأرض. ورفضت الولايات المتحدة التعاون مع الأسد في حملة جوية تقودها ضد الدولة الإسلامية وجماعات أخرى بدأتها في سبتمبر أيلول.
وقال دبلوماسي غربي يتابع الشأن السوري إن موسكو لم تقدم أي شيء جديد من الناحية الجوهرية. وأضاف أن موسكو كانت قد اكتفت في الآونة الأخيرة بتكرار اقتراح بقاء الأسد في السلطة لمدة سنتين في ظل حكومة انتقالية قبل اجراء انتخابات رئاسية يمكنه الترشح لخوضها. وتصر المعارضة السورية وحلفاؤها الأمريكيون والعرب على تنحي الأسد.
وقال فيودور لوكيانوف وهو محلل للشؤون الخارجية تربطه صلات قوية بالسلطات الروسية “لا معنى للمطالبة بخروج الأسد لأن العدو الرئيسي للجميع الآن هو الدولة الإسلامية وزعزعة استقرار السلطة في سوريا لن تصب إلا في صالحه.”
ويقول بعض الدبلوماسيين الغربيين إن مبادرة موسكو قد تكون إشارة على قلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تقارير بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بمراجعة سياسة بلاده ازاء سوريا.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية الروسية للاعلان عن زيارة المعلم بأن وزير الخارجية السوري سيجري محادثات مع نظيره الروسي “على خلفية محاولات الولايات المتحدة احتكار الحق في اتخاذ القرارات بشأن أهداف وأساليب عمليات مكافحة الارهاب.”
وقال الدبلوماسي الغربي المتابع للشأن السوري “هناك شعور بالتوتر يسري بين سوريا وحلفائها.. يخشون أن يكون هناك شيء لا يمكنهم السيطرة عليه لذلك يريدون الأخذ بزمام المبادرة لكنهم لا يريدون التنازل عن شيء.”
وقال بعض الدبلوماسيين إن موسكو تريد اظهار أنها غير معزولة بسبب الصراع في أوكرانيا.
وقال دبلوماسي غربي في موسكو “يعرقل هذا الصراع كل التعاون الأمريكي الروسي أو المحادثات في كل المجالات الممكنة بما في ذلك سوريا.
* افاق قاتمة
عبرت موسكو من جديد عن استعدادها لاستضافة محادثات السلام بشأن سوريا لكنها لم توضح من سيمثل المعارضة فيها.
وعلى الرغم من تأييد الغرب للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة ومقره تركيا فإن روسيا ترى أن من الضروري مشاركة “طيف واسع من القوى الاجتماعية والسياسية للمجتمع السوري.”
وقال أنس العبدة وهو عضو بارز في الائتلاف إن موسكو لم توجه الدعوة للائتلاف للمشاركة في أي محادثات لكن بوجدانوف التقى بالفعل بأعضاء فيه بمدينة اسطنبول التركية قبل ستة أسابيع وناقش اعادة اطلاق العملية السياسية.
ومنذ محادثات جنيف قوض الاقتتال المتصاعد في صفوف المعارضة جهود مقاتلي المعارضة لهزيمة القوات الحكومية. وانتزع المتشددون السيطرة على أراضي المقاتلين الذين ترغب واشنطن في تدريبهم وتزويدهم بالعتاد لهزيمة الدولة الاسلامية.
وقال لوكيانوف “الأمور أكثر تعقيدا بكثير والمعارضة السورية المعتدلة التي كانت تقف جنبا إلى جنب مع الأصوليين في وجه الأسد أصبحت أكثر انقساما. البعض يفضل الأسد على ما يحدث بينما لا يزال هناك من يريد المضي في قتال النظام لكن آخرين فقدوا الأمل في أي تطورات ايجابية.”
وزار معاذ الخطيب الرئيس السابق لائتلاف المعارضة موسكو لاجراء محادثات في وقت سابق هذا الشهر.
ولم يعد الخطيب قائدا للمعارضة الرئيسية في المنفى لكن دبلوماسيين يعتقدون أنه قد يلعب دورا في حل سياسي بسوريا. وبعد الاجتماع قال الخطيب إن موسكو اقترحت استضافة مؤتمر لدفع المحادثات.
وأضاف أنه حضر الاجتماع مع ضابطين كبيرين سابقين في الجيش السوري انشقا في وقت سابق من الحرب إلى جانب دبلوماسي سوري سابق ومبعوث ائتلاف المعارضة في الدوحة.
وقال الخطيب لرويترز إن روسيا لم تقدم أي شيء لكنها “استمعت إلينا واستمعنا إليها”. ودعا الأسد مجددا إلى التنحي عن السلطة قائلا إن سوريا لا يمكنها الوقوف على قدميها مجددا في ظل وجوده.
وذكر مصدر سياسي لبناني مقرب من دمشق أن السوريين يقولون أيضا إن ما تريد موسكو تحقيقه من استئناف محادثات السلام غير واضح.
وقال المصدر “سيتوجه المعلم إلى روسيا لسماع ما يريد الروس قوله ثم ستكون لدينا فكرة أوضح عنه.. لا أحد مستعد للحديث عن رحيل الأسد وأسرته.” واضاف أن سوريا لا تشعر بضغوط لتقديم تنازلات.
ويزور المعلم روسيا يومي الأربعاء والخميس وقد يلتقي بالرئيس الروسي في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)