أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 28 تشرين الأول 2015

موسكو ترفض تقديم تعهدات بتغيير القيادة السورية

موسكو – رائد جبر؛ طهران – محمد صالح صدقيان؛ باريس، نيويورك، لندن – «الحياة»

أعلن الكرملين أمس إن موسكو لم تقدم «ضمانات» بأي تغيير في القيادة السورية وأن الرئيس بشار الأسد لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأبدت حكومة دمشق تشدداً في موقفها الخاص بأن أولوية «القضاء على الإرهاب» تسبق أي حل سياسي للأزمة، في موقف فُسّر بأنه يأتي للرد على تسريبات روسية بأن الأسد قد يكون مستعداً لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مسبقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الرئيس باراك أوباما أتصل بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وبحثا في العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة إضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي واشنطن توقع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية دعوة ايران للمشاركة في اجتماع فيينا الجمعة. وأشار الى أن الهدف النهائي للحوار هو التوصل لإطار للانتقال السياسي في سورية. (للمزيد)

وبالتزامن مع ذلك، شن تنظيم «داعش» هجوماً على بلدة السفيرة الإستراتيجية جنوب شرقي حلب، مهدداً شريان الإمداد الرئيسي لقوات النظام في المنطقة، في وقت أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية مقتل أحد جنودها «انتحاراً» في قاعدة حميميم في اللاذقية تشكيكاً واسعاً من عائلة الجندي القتيل ورفاقه الذين نُقل عنهم قولهم إنه سقط في عمليات ميدانية، ليكون بذلك أول قتيل «رسمي» في صفوف مئات الجنود المشاركين في الحملة في سورية.

وأصدرت الرئاسة السورية أمس بياناً قالت فيه إنها توضح تقارير عن أن الأسد أبلغ وفداً روسياً يوم الأحد باستعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وجاء في البيان الرئاسي إن «أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبنٍ من قبل الدولة»، لكنه أضاف أن الأسد أكد مراراً «أن القضاء على الإرهاب» يجب أن يأتي قبل أي مبادرات سياسية.

وصدر البيان في وقت نفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «تسريبات صحافية» عن تقديم ضمانات روسية بعدم ترشح الأسد لولاية جديدة في حال تم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. لكن بيسكوف أشار إلى «جهود جماعية» تبذل حالياً من أجل إيجاد مخرج سياسي في سورية. وفي موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «موسكو تعمل في شكل ناشط من أجل القضاء على الخطر الإرهابي بموازاة نشاطها على مسار دعم العمليات السياسية في الشرق الأوسط وخصوصاً التسوية السياسية في سورية»، موضحاً إن بلاده لم تتم دعوتها إلى اجتماع باريس المخصص للأزمة السورية. وأُعلن مساء أمس أن لافروف ناقش مع نظيره الإيراني جواد ظريف جهود الحل السياسي في سورية.

ومن المفترض أن يكون وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استضاف ليلة أمس عشاء عمل لـ «الشركاء الرئيسيين الملتزمين مع فرنسا تسوية الأزمة السورية (السعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا».

وجاء الاجتماع في موازاة مشاورات دولية وخصوصاً بين الروس والأميركيين لتنظيم اجتماع موسع حول الأزمة السورية إثر اجتماع رباعي عقد الجمعة الماضي في فيينا بمشاركة السعودية وتركيا وروسيا والولايات المتحدة.

وفي طهران، أوضح نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي أن الجيش السوري بدأ منذ شهور بإعادة ترتيب قواته بمساعدة إيرانية تمت «بناء علی طلب الحكومة السورية». وقال إن إيران رفعت من أعداد مستشاريها من حيث الكم والنوع، مضيفاً: «أن مستشارينا لا يستطيعون الجلوس في الغرف المغلقة وعليهم التواجد في ساحات القتال ما زاد في أعداد القتلی». وكانت إيران أعلنت الإثنين مقتل ثلاثة آخرين من مواطنيها في سورية.

ميدانياً، حقق تنظيم «داعش» تقدماً في محيط بلدة السفيرة التي تعد معقلاً عسكرياً بارزاً لقوات النظام في شمال سورية، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار الى إن «داعش» تمكن من خرق «خطوط دفاع قوات النظام عن بلدة السفيرة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكري سوري تأكيده «خسارة الجيش السوري بعض المناطق في محيط بلدة السفيرة إثر هجوم داعش على تل نعام ومحيطه في ريف حلب الجنوبي الشرقي». وأوضح ان «المسلحين استغلوا سوء أحوال الطقس وقلة عدد الطلعات الجوية ليتقدموا».

في نيويورك، حذرت الأمم المتحدة من أن ارتفاع حدة المعارك يهدد ٧٠٠ ألف شخص في غرب مدينة حلب. وقال وكيل الأمم المتحدة لعمليات الإغاثة الإنسانية ستيفن أوبراين أمام مجلس الأمن إن القصف الجوي والهجمات البرية الشهر الجاري أدت الى تهجير ٤٥ ألفاً من القسم الشمالي لمدينة حلب الى مناطق في جنوبها وغربها «بعد هجوم للقوات الحكومية» الأسبوع الماضي.

 

ديبلوماسي روسي: فيينا تستضيف محادثات بشأن سورية غداً

موسكو – أ ف ب

أعلن مصدر ديبلوماسي روسي في موسكو اليوم (الأربعاء) أن وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا سيعقدون اجتماعاً مساء غد في فيينا لبحث النزاع السوري.

وقال المصدر إنه بعد لقاء يعقد الخميس عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش، يمكن أن ينضم إلى الوزراء الأربعة بعد غد الجمعة نظراؤهم من ايران ومصر والعراق ولبنان «الذين دعتهم الولايات المتحدة، في حال لبت هذه الدول الدعوة».

وكان أول لقاء رباعي عقد الجمعة الماضي في قصر في فيينا لبحث آفاق تسوية النزاع في سورية.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري آنذاك أنه يأمل في عقد اجتماع دولي جديد لكن بشكل اوسع نطاقاً. وأبرز النقاط العالقة أمام تنظيم هذا اللقاء كانت مشاركة ايران، حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح كيري آنذاك أنه من غير الوارد في الأوضاع الراهنة أن تشارك ايران في هذا اللقاء الديبلوماسي.

لكن أعادت وزارة الخارجية الأميركية أمس، النظر في موقفها وأعلنت أن طهران يمكن أن تشارك في المحادثات.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي: «نتوقع أن تتم دعوة ايران الى المشاركة»، متحدثاً عن سيناريو يشكل منعطفاً ديبلوماسياً كبيراً بالنسبة للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 الف قتيل وتسبب بنزوح الملايين منذ 2011.

ولم يوضح المسؤولون الأميركيون الجهة التي سلمت الدعوة الى طهران ولا ما اذا كانوا يتوقعون ان تقبلها الجمهورية الاسلامية أو لا. وأكد وزير الخارجية الروسي الجمعة الماضي ضرورة توسيع نطاق الاجتماع ليشمل دولاً أخرى، مشيراً الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والأطراف الإقليمية مثل مصر وايران وقطر وكذلك الأردن والإمارات.

 

روسيا نفذت 71 طلعة جوية خلال 24 ساعة في سورية

موسكو – رويترز

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن «القوات الجوية الروسية نفذت 71 طلعة جوية فوق سورية خلال الساعات الـ 24 الماضية، ووجهت 118 ضربة ضد أهداف إرهابية». ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال ايغور كوناشينكوف قوله إن «الضربات جرت في محافظات إدلب وحمص وحماة وحلب واللاذقية ودمشق».

 

مسؤول أممي ينتقد خطابات الساسة المناهضة للمهاجرين

جنيف – رويترز

قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين أمس (الثلثاء)، إن الساسة الذين يستخدمون لغة مهينة في حديثهم عن اللاجئين والمهاجرين قد يكونون مسؤولين في نهاية المطاف عن التسبب في العنف والعنصرية والتعصب.

وأضاف: «تعلمنا من التاريخ أنك بمجرد أن تصنف الناس باستخدام أوصاف مثل أنهم يمثلون تهديداً، أو أن هؤلاء جحافل. وأننا نتعرض لغزو، وأن هناك أسراباً من الناس قادمون. فإنك تكون بدأت عملية تجريدهم من مشاعرهم الإنسانية».

وذكر الأمير زيد أمام حشد من الطلاب والديبلوماسيين في «المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية» في جنيف أن «الساسة يشعرون أنهم يمارسون حرية التعبير بطريقة تعبر عن احساس بالمسؤولية، لكن هذه اللغة ليست سليمة، حتى وإن كانت تستخدم في أخف صيغها».

وتابع: «سيلتقط شخص ما هذا المصطلح عند نقطة ما في المستقبل، في قرية في مكان ما، وسيجري اغتيال أسرة لأن شخصاً ما اعتقد أنه يحمل رخصة لاستخدام العنف ضد هذه الأسرة تحديداً، لأن السياسي وصفهم بذلك».

وأشار مفوض الأمم المتحدة إلى أن الساسة يجب أن يتمتعوا بحرية التعبير عن رغباتهم وإرادتهم، لكن يجب أن يفعلوا هذا مع اعطاء الاعتبار للتاريخ ومع بعض المسؤولية، فيما لم يذكر الحسين دولاً بالاسم، لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان تعرض للانتقاد أوائل العام الحالي بسبب وصفه مهاجرين بأنهم «سرب».

وحذر الحسين الاتحاد الأوروبي أنه يجب أن ينسى تماماً إنعاش الاقتصاد، في حال أصر على الفحص الشديد لكل شخص يعبر حدود كل دولة.

وذكر أن هناك دولاً عدة  تزعم أنها تحارب تهريب البشر، لكنها لا تعطي اهتماما يذكر للضحايا، وتجعل من المستحيل على المهاجرين دخول أسواق العمل بها، حتى إذا كانت تحتاج بشدة إلى العمالة.

وقال الحسين: «إذا سمح لكراهية الأجانب والغوغائية بوضع جدول أعمال ادارة الحكم، فإن ما سنراه هو المزيد من الموتى، والمزيد من وحشية المجتمع ككل، ومجتمعات يجري فصل كل منها عن الاخرى، وآفاق لعنف أكبر».

وأكد أن أناساً أجبروا على الرحيل من بلدانهم، مثلما حدث في سورية واريتريا وميانمار، بسبب الحرب والقمع والاضطهاد، لكن قادة بعض دول العالم الأكثر رخاء وتميزاً استقبلوهم بخطاب وربما أفعال مملوءة بالكراهية، أو تعرضوا للاحتجاز لفترات طويلة.

 

أوروبا تتخبط مع اللاجئين: تجدد التحذير من كارثة

) باريس، ستراســبورغ، بروكسيل، جنيف – أ ف ب، رويترز

التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في باريس أمس، لبحث أزمتي سورية والهجرة، فيما دعا قادة الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء لأن «ترقى إلى مستوى» أزمة المهاجرين التي «قد تتسبب بزلزال في المشهد السياسي الأوروبي»، وذلك خلال نقاش أمام البرلمان الأوروبي.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بعد أن عدّد قائمة بالتعهدات التي تأخرت دول الاتحاد في تطبيقها: «علينا بذل جهود أكبر لأننا قد لا نرقى إلى المستوى المطلوب».

وانتقد يونكر بطء تطبيق خطة توزيع استقبال اللاجئين في الاتحاد الأوروبي من مراكز التسجيل في إيطاليا واليونان. وقال أمام النواب الأوروبيين خلال جلسة في ستراسبورغ، إن «عملية إعادة التوزيع لا تعمل كما يُفترَض».

من جهة أخرى، رأى دونالد تاسك رئيس مجلس أوروبا الذي يضم رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد، أن أزمة الهجرة «قد تكون أكبر تحد واجهناه منذ عقود». وأضاف: «قد تُدمَر إنجازات مثل حرية التنقل بين الدول الأعضاء في فضاء شنغن» مع «التسبب بزلزال في المشهد السياسي الأوروبي». وحذر من أن الوضع على الأرض «سيتفاقم»، مشيراً الى «موجة جديدة من اللاجئين القادمين من حلب والمناطق التي تتعرض للقصف الروسي في سورية الذي تسبب بتهجير أكثر من 100 ألف شخص إضافي».

وعلى غرار يونكر، قال تاسك إن على الدول الأعضاء أن تؤمّن بسرعة موارد للوكالات الأوروبية، وأبرزها «فرونتكس» المكلَّفة حماية الحدود الخارجية للاتحاد.

وقال يونكر: «ما فعلناه الأحد كان يفترض أن يُطبَق فوراً» في إشارة إلى القمة المصغرة التي دعا إليها الأحد في بروكسل وخُصِصت للتدابير الواجب اتخاذها على طول «طريق البلقان» التي يسلكها عشرات آلاف المهاجرين يومياً. واعتبر أن ضرورة تنظيم اجتماعات طارئة للتشاور «تظهر أن الاتحاد الأوروبي ليس في حالة جيدة».

وتحدث رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، عن «خطر كارثة إنسانية» على طريق البلقان، موضحاً أن «الأجواء كانت متوترة» خلال اجتماع الأحد. وانتقد زعيم أبرز كتلة سياسية في البرلمان الأوروبي (يمين) مانفرد ويبر «دولاً أعضاء لا تحترم التزاماتها». وقال ويبر إنه مع تصاعد النزعة الشعبوية حالياً «علينا أن نظهر أننا على استعداد لتحمل المسؤولية التي تقع على عاتقنا».

ودعا نظيره الاشتراكي جاني بيتيلا إلى آلية توزيع «إلزامية ودائمة للاجئين بين دول الاتحاد» تتجاوز الآلية الطارئة التي تم تبنيها أخيراً لـ160 ألف لاجئ. وشدد بيتيلا على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين، إلا أنه استدرك قائلاً: «يجب ألا نوقع شيكاً على بياض» للحكومة التركية، بحيث يجب استمرار مطالبة أنقرة بإحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان».

إلى ذلك، قال يونكر إن المفوضية التي تشرف على ماليات حكومات منطقة اليورو ستسمح بمزيد من المرونة في الميزانية للدول التي تثبت أنها تكبدت تكاليف استثنائية في مواجهة أزمة الهجرة. وكانت حكومات عدة في منطقة اليورو طلبت مزيداً من المرونة في القواعد المالية للاتحاد الأوروبي (معاهدة الاستقرار والنمو) لمواجهة تكاليف إيواء وإدارة أكبر تدفق للمهاجرين تشهده القارة منذ الحرب الثانية.

في غضون ذلك، عبر حوالى 2000 مهاجر معظمهم سوريون فارون من الحرب، الحدود إلى سلوفينيا من كرواتيا أمس. ووصل المهاجرون إلى منطقة قرب الجانب الكرواتي من الحدود بالقطار. وعبروا إلى سلوفينيا سيراً على الأقدام وحاصرتهم الشرطة قبل اصطحابهم عبر الحقول والمزارع ونقلهم بالحافلات الى أقرب مركز تسجيل. وسيجري نقلهم بعد ذلك في اتجاه النمسا وألمانيا وهما الوجهتان المفضلتان للغالبية العظمى من المهاجرين.

وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أن أكثر من 700 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى أوروبا عبر المتوسط في عام 2015 في حين قضى أو فُقد أكثر من 3210 منهم.

وعبر أكثر من 705200 مهاجر ولاجئ البحر المتوسط هذا العام، وصل 562355 منهم الى اليونان و140 ألفاً إلى إيطاليا.

 

مدير الاستخبارات الفرنسية: الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى

واشنطن – أ ف ب

أعلن مدير الاستخبارات الفرنسية (دي جي إس أي) برنار باجوليه أمس (الثلثاء) في واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات أن “الشرق الاوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة”، مؤكداً أن دولاً مثل العراق وسورية لن تستعيد أبداً حدودها السابقة.

وقال باجوليه في المؤتمر الذي شارك فيه أيضاً مدير “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” (سي آي أي) جون برينان إن “الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى، وأشك بأن يعود مجدداً”.

وأضاف “نحن نرى أن سورية مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد، ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.

وأكد باجوليه أن “الأمر نفسه ينطبق على العراق”، مضيفاً “لا أعتقد أن هناك إمكان للعودة إلى الوضع السابق”.

وأعرب عن ثقته بأن “المنطقة ستستقر مجدداً في المستقبل، لكن وفق اية خطوط، في الوقت الراهن لست أعلم. ولكن في مطلق الأحوال ستكون مختلفة عن تلك التي أقيمت بعد الحرب العالمية الثانية”.

وأوضح باجوليه “الشرق الأوسط المقبل سيكون حتماً مختلفاً عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية”.

 

إيران تسلّمت دعوة إلى اجتماع فيينا عن سوريا أوباما اتصل بسلمان واجتماع باريس عشاء عمل

المصدر: (و ص ف، رويترز)

يتواصل زخم الجهود والاتصالات بغية تهيئة أرضية مناسبة لايجاد حل سياسي للازمة السورية وخصوصا بين الولايات المتحدة وروسيا. واثمرت الاتصالات الاميركية – الروسية رغبة اميركية في دعوة ايران الى اجتماع فيينا الدولي الجمعة المقبل والذي كان انعقد الاسبوع الماضي في حضور وزراء الخارجية للولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا. وتوجت الاتصالات بمحادثة هاتفية بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بينما تحول الاجتماع الذي كانت دعت اليه باريس امس للبحث في الازمة السورية الى عشاء عمل.

وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما والملك سلمان التزما زيادة الدعم “للمعارضة السورية المعتدلة” وأكدا الحاجة إلى التعاون في محاربة متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). وأضاف أن الزعيمين رحبا أيضا بالتزام الأطراف في الحرب اليمنية جولة ثانية من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة. و”تعهد الزعيمان أن يظلا على اتصال وثيق في ما يتعلق بهذه القضايا والمواضيع ذات الصلة وأكدا مجددا الشركة القوية والمستمرة بين الولايات المتحدة والسعودية”.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بأن الولايات المتحدة تأمل في ان تتم “دعوة” ايران للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الطرف في شأن الازمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا. وقال: “نأمل في ان تتم دعوة ايران للمشاركة”، مشيرا في الوقت عينه الى انه لا يعلم ما اذا كانت بلاده او بلد آخر سينقل الدعوة الى طهران وما اذا كانت الاخيرة ستقبلها. وتوقع مشاركة 12 مسؤولا في محادثات سوريا. وأعرب عن أمل مختلف البلدان في التوصل في النهاية إلى اتفاق على “إطار عمل متعدد الطرف لعملية انتقال سياسي ناجحة في سوريا تؤدي إلى حكومة لا يقودها (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى فيينا للمشاركة في هذه المحادثات مع نحو عشر دول اخرى.

وأفاد ديبلوماسي غربي أن قرار دعوة إيران نوقش اول الأمر مع السعودية.

وأبلغ مسؤول في المنطقة “رويترز” أن إيران تلقت فعلاً دعوة من الولايات المتحدة وروسيا وأن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان سيحضر المحادثات بينما لا تزال مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موضع بحث.

وعقدت محادثات مماثلة الجمعة الماضي في فيينا ضمت الولايات المتحدة وروسيا وتركيا .

وقال كيربي “ان المسؤولين الايرانيين يمكن ان يعتبروا توجيه دعوة الى ايران للمشاركة في المحادثات، دعوة فعلية متعددة الطرف”.

ومن المقرر ان تجري هذه المحادثات الجمعة الا ان عددا من الديبلوماسيين يتوقعون عقد لقاءات تمهيدية منذ مساء الخميس.

والى الاتصالات السياسية الاميركية ، اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الولايات المتحدة ستكثف الغارات الجوية على مواقع “داعش” ولا تستبعد القيام بـ”تحركات مباشرة على الارض”.

 

موسكو

وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث خلال اتصال هاتفي مع كيري في الأزمة السورية، بما في ذلك امكان اطلاق حوار سياسي لتسوية هذه الأزمة . وقالت إن الوزيرين بحثا في المشكلة السورية وسبل التوصل إلى حوار سياسي بين السوريين بمشاركة المجتمع الدولي، وتم التوافق على ضرورة اشراك جميع الدول الرئيسية في هذه الجهود.

ويذكر أن هذا رابع اتصال هاتفي بين كيري ولافروف في الايام الاربعة الاخيرة.

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وظريف ناقشا في مكالمة هاتفية سبل حل الأزمة السورية.

وعلى خط مواز، استدعى الجيش الروسي الملحقين العسكريين لدى سفارات غربية ولدى سفارتي تركيا والسعودية في موسكو ليطلب منهم “تقديم ادلة رسمية” على” الانباء التي تنشرها وسائل الاعلام الغربية عن قصف الطيران الروسي مدنيين في سوريا “أو تكذيبها”.

وصرح نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف: “دعونا اليوم الملحقين العسكريين الاميركي والبريطاني والفرنسي والالماني والايطالي والسعودي والتركي وممثل حلف شمال الاطلسي وطلبنا منهم تقديم ادلة رسمية على هذه التصريحات او تكذيبها”. واضاف في شريط فيديو نشر في صفحة الوزارة بموقع “فايسبوك”: “نتهم ليس فقط باستهداف المعارضة “المعتدلة” وانما كذلك مواقع آمنة مثل المستشفيات والمساجد والمدارس. وسائل الاعلام الغربية تحدثت عن ضحايا من المدنيين… هناك مسؤولون وسياسيون في عدد من الدول الاجنبية يدلون، ويا للأسف، بتصريحات مماثلة”، مشيرا خصوصا الى وزارات الدفاع الاميركية والبريطانية والفرنسية.

وفي حادث هو الاول من نوعه منذ وصول جنود روس الى سوريا ، اعلن الجيش الروسي انتحار احد جنوده المنتشرين في سوريا. ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية ان “الجندي المحترف الموجود في قاعدة حميميم الجوية بصفته تقنيا، انتحر”. وأضاف: “بحسب المعلومات الاولية التي تم الحصول عليها بعد تحليل الرسائل في هاتفه، فإن وفاته مرتبطة بمشاكل مع فتاة في حياته الخاصة”.

لكن أقارب الجندي فاديم كوستينكو قالوا انهم غير مقتنعين برواية الانتحار .

 

فرنسا

ويبدو ان فرنسا التي تعتبر من الدول الاكثر تشددا حيال نظام دمشق، تجد صعوبة في اسماع صوتها خلال الاتصالات الديبلوماسية الواسعة التي تجري حاليا توصلا الى حل للازمة السورية.

ولم تدع فرنسا الى اللقاء الذي نظمه الروس والاميركيون الجمعة في فيينا. وردت باريس بدعوة حلفائها الغربيين والعرب امس الى باريس لاجتماع تنسيقي لم يعرف المشاركون فيه الا في اللحظات الاخيرة. وفي نهاية المطاف استقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ضيوفه الى عشاء عمل فيما لن يتمثل عدد من الدول، منها الولايات المتحدة، بسوى نائب وزير.

وقال الديبلوماسي السابق والاختصاصي في شؤون الشرق الاوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية دوني بوشار، “يبدو ان القطار انطلق وتم تناسينا، ونحن الان نحاول اللحاق بالركب”. ورأى ان المبادرة العسكرية الديبلوماسية الروسية في سوريا “غيرت المعطيات”. وأن التدفق الكثيف للاجئين الى اوروبا يخلق ايضا وضعا طارئا يحرك الامور.

 

الرئاسة السورية لا تريد مبادرة سياسية “قبل القضاء على الإرهاب” واشنطن ستزيد غاراتها على “داعش” وإيران أعلنت إرسال قوات

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

رأت الرئاسة السورية أنه لا مبادرات سياسية أو أفكار يمكن تنفيذها في سوريا قبل القضاء على الإرهاب. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن القوات الأميركية ستكثف الضغوط على مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا والعراق وستدعم القوات المحلية بحملة جوية موسعة وعمل مباشر على الأرض من آن الى آخر. وعلى الارض واصل التنظيم الجهادي تقدمه قرب حلب، بينما اعلنت ايران انها ارسلت قوات جديدة من الحرس الثوري الى سوريا.

جاء في بيان أوردته الوكالة العربية السورية للانباء “سانا”: “وردنا خلال اليومين الماضيين العديد من الاستفسارات والتساؤلات حول ما صدر عن بعض أعضاء الوفد الروسي بعد لقائه الرئيس (بشار) الأسد من تصريحات أشارت إلى استعداد سيادته لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة… وعليه يهمنا توضيح ما يلي: في إطار المبادئ العامة للدولة السورية فإن أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبن من قبل الدولة”. وأضاف: “أما الأفكار والمبادرات التي يتم الحديث عنها في الفترة الأخيرة وما يمكن أن يتفق عليه السوريون مستقبلا، فقد أكد الرئيس الأسد أكثر من مرة وفي العديد من خطاباته ولقاءاته الإعلامية… أنه لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد”.

وأمس، اجتمع وفد فرنسي يرأسه البرلماني جان فريديريك بواسون الذي ينتمي الى حزب “الجمهوريين” المحافظ مع رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام.

وصرح بواسون عقب الاجتماع بأنه تبلغ ورفاقه أن الانتخابات ستجرى في السنة المقبلة. وقال: “ستكون هناك انتخابات في السنة المقبلة، وأكد هذا رئيس البرلمان. هذه الانتخابات ستسمح لكل الاحزاب السياسية بأن تقدم مرشحيها. الاحزاب السياسية ستفعل هذا. وستظهر غالبية في هذا البرلمان”. “حل الوضع السياسي في سوريا يجب ان يتضمن حوارا مع الرئيس الحالي بشار الاسد الذي انتخبه الشعب السوري. الامر ليس متروكا لدول أجنبية ان تقرر من الذي يجب ان يصير زعيم سوريا. الامر متروك للسوريين ان يقرروا هذا”.

ورفض الممثل البريطاني الخاص الى سوريا غاريث بيلي فكرة أن دمشق ستجري انتخابات نزيهة. وحين سئل خلال مناقشة في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي لماذا لا تترك الدول الأجنبية القرار للشعب السوري، أجاب: “لأن الأسد لن يترك الشعب السوري يختار. تم التلاعب بالانتخابات الأخيرة بصورة سخيفة”.

وأفادت وكالة أنباء الإمارات “وام” أن ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأنهما بحثا في الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى حلول سياسية “تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري”.

 

واشنطن

وفي موقف أميركي متقدم، كشف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي إن القوات الأميركية ستكثف الضغوط على مقاتلي “داعش” في سوريا والعراق وستدعم القوات المحلية بحملة جوية موسعة وعمل مباشر على الأرض من آن الى آخر.

وقال ان الحملة على المتشددين آخذة في التطور وقت يسعى الجيش الأميركي الى تعزيز ما يدور على الأرض. وأوضح ان القوات الأميركية تهدف الى تكثيف الضغوط على معقل “داعش” في مدينتي الرقة السورية والرمادي العراقية.

وتوقع أن تشتد الحملة الجوية التي يشنها الائتلاف من خلال زيادة أعداد الطائرات المشاركة والتعجيل في وتيرة العمليات. وأكد ان الولايات المتحدة لن تتردد أيضا في تعزيز القوات المحلية “بضربات من الجو أو العمل المباشر على الأرض”.

الى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دنفورد ان ميزان القوى في سوريا يميل لمصلحة الأسد. وأعرب عن اعتقاده ان هناك أقل من ألفين من القوات الإيرانية في سوريا تساعد القوات الموالية للرئيس للأسد وأن أكثر من ألف عسكري إيراني ينتشرون في العراق لدعم حكومة بغداد. وأشار الى ان عدد القوات الإيرانية في العراق لم يكن ثابتا طوال الوقت، قائلاً: “اعتقد ان هناك أكثر من ألف على الأرض في العراق وفي سوريا نعتقد ان عددهم أقل من ألفين على الأرجح”.

 

ايران

في غضون ذلك، أعلن نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن طهران أرسلت قوات جديدة من الحرس الثوري إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري، معربا عن اعتقاده أن هذه الخطوة ستؤدي “إلى مزيد من القتلى الإيرانيين”.

وقال ان القوات الإيرانية تحاول نقل متطوعين إلى سوريا لمساعدة الجيش النظامي في مواجهة المجموعات المسلحة، من غير تحديد أي من هذه المجموعات بالاسم.

 

تقدم “داعش”

وعلى رغم ارسال ايران قوات جديدة، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن “داعش” أحرز تقدما في محيط بلدة السفيرة التي تعد معقلا عسكريا بارزا لقوات النظام في شمال سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من التقدم في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد هجوم عنيف كسر خلاله خطوط دفاع قوات النظام عن بلدة السفيرة، اهم معاقلها العسكرية” في تلك المنطقة.

واضاف المرصد: “لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في شمال شرق بلدة السفيرة” حيث لقوات النظام الكثير من المستودعات العسكرية الضخمة.

واكد مصدر عسكري سوري “خسارة الجيش السوري بعض المناطق في محيط بلدة السفيرة إثر هجوم نفذه تنظيم داعش على تل نعام ومحيطه في ريف حلب الجنوبي الشرقي”. واوضح ان “المسلحين استغلوا سوء أحوال الطقس وقلة عدد الطلعات الجوية ليتقدموا”.

وفي بيان تناقلته مواقع جهادية، تحدث تنظيم الدولة الاسلامية من جهته عن “سقوط خطوط الدفاع الاولى للنظام النصيري والسيطرة على احياء في مدينة السفيرة الاستراتيجية”.

أما عبد الرحمن، فرأى ان هجوم التنظيم على السفيرة جعل “قوات النظام في موقع الدفاع بدل الهجوم”.

 

الأسد يتّهم فرنسا بـ”دعم الإرهاب

تستأنف موسكو تحرّكاتها الديبلوماسية لإيجاد حلّ للأزمة السورية. فبعد الاجتماع الرباعي في فيينا يوم الجمعة الماضي، يلتقي وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظرائه الاميركي جون كيري والتركي فريدون سينيرلي أوغلو والسعودي عادل الجبير مساء يوم الخميس لبحث النزاع السوري على أن ينضمّ إليهم الجمعة وزراء الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمصري سامح شكري والعراقي ابراهيم الجعفري واللبناني جبران باسيل الذين دعتهم واشنطن، إضافة إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وأطراف إقليمية أخرى مثل قطر والأردن والإمارات في حال لبوا الدعوة.

هذا ويواصل الرئيس السوري بشار الأسد لقاءاته السياسية مع الوفود البرلمانية الغربية، فاستقبل وفداً برلمانياً فرنسياً في دمشق حيث أكد أن الإرهاب السبب الرئيسي لمعاناة الشعب السوري، مشيراً إلى أن بعض الدول ومن ضمنها باريس “لا تزال تدعم الإرهاب”.

وضمّ الوفد الفرنسي ثلاثة نواب من اليمين الفرنسي هم: الرئيس والنائب الوحيد عن “الحزب المسيحي الديموقراطي” جان فريديريك بواسون، وهو تشكيل تابع لحزب الجمهوريين بزعامة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بالإضافة الى زميليه كزافييه بريتون وفيرونيك بيس اللذين يترأسان مجموعتي دراسات حول الفاتيكان ومسيحيي الشرق في “الجمعية الوطنية الفرنسية”.

وأضاف الأسد، أمام زواره، أنه من الضروري التعامل مع ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف على أنهما ظاهرة عالمية لا يُمكن أن تقف حدود في وجه انتشارهما، مشيراً إلى أهمية دور المؤسسات الفرنسية وفي مقدمتها البرلمان في تصحيح سياسات حكومة بلدهم الحالية لتعمل من أجل أمن واستقرار منطقتنا وهو ما يخدم في النهاية مصالح الشعب الفرنسي.

وأكد أعضاء الوفد الفرنسي أهمية تضافر جهود جميع الدول في مكافحة الإرهاب، معربين عن اعتقادهم بأهمية اعتماد سياسات جديدة إزاء الحرب في سوريا وخاصة أن السياسات الغربية لم تنجح حتى الآن في تحقيق شيء يُذكر لإنهاء هذه الحرب.

وشدّدوا على أنهم ومن خلال موقعهم كنواب في البرلمان الفرنسي سيبذلون كل جهد ممكن من أجل إحداث تغيير في هذه السياسات يسهم في التخفيف من معاناة الشعب السوري.

وكان الأسد أكد خلال لقائه بواسون، في الثاني عشر من تموز الماضي، أهمية دور السياسيين والبرلمانيين “العقلاء” في فرنسا وأوروبا عموماً في تصويب السياسات الغربية تجاه سوريا والمنطقة والتي أثبتت الوقائع أنها سياسات فاشلة ساهمت في توسّع الإرهاب وانتشاره.

وبالعودة على لقاء فيينا، وفي محادثة هي الثانية بينهما خلال يومين، بحث لافروف وظريف، في اتصال هاتفي يوم الاربعاء، الإعداد للمحادثات.

وأعلنت الخارجية الإيرانية عقبها أن ظريف سيُشارك في المحادثات، الأمر الذي اعتبره “الائتلاف الوطني للمعارضة السورية” بأنه “يُعرقل التوصّل لحل سياسي” للحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.

واعتبر نائب رئيس “الائتلاف” هشام مروة، في حديث لقناة “العربية” أن وجود إيران “سيُعقد مباحثات فيينا لأنها ستأتي بمشروع يُحافظ على الأسد”، مضيفاً أن “دخول الروس يُقوّض الحل السياسي ودخول إيران كان وما زال قادراً على تقويض الحل السياسي”.

كما أعلنت فرنسا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني مشاركتهما في المحادثات.

 

لكن وزير الخارجية الالماني فرانك- فالتر شتاينماير، توقع، الأربعاء، أنه من غير المرجح تحقيق اختراق خلال المباحثات الدولية الموسعة حول سوريا في فيينا، الجمعة، مع اعتبارها خطوة اولى نحو الحل السياسي للنزاع.

وقال الوزير في تصريح نشرته وزارته على “تويتر”: “لا اتوقع تحقيق اختراق كبير، لأن الوضع في منطقة النزاع لا يزال مشتعلا والاختلاف في المواقف كبير جدًا”، مضيفاً أن المباحثات يمكن أن “تقرب الطريق نحو حل سياسي”.

ورحب شتاينماير كذلك بجلوس وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية حول طاولة واحدة.

وقال: “إنطباعي أن الأمور تحركت نوعًا ما، هذا جيدًا ويعطي الأمل، لأنه للمرة الأولى في فيينا ستجلس كل الأطراف التي نحتاجها لتهدئة الوضع في سوريا حول الطاولة نفسها”.

تريد فرنسا وحلفاؤها الغربيون والعرب أن تبحث خلال المحادثات “جدولاً زمنيًا محددًا” لرحيل الرئيس الأسد، كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء.

ويسبق “المحادثات الموسعة”، مساء الخميس، اجتماع رباعي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه الاميركي والسعودي والتركي جون كيري وعادل الجبير وفريدون سينيرلي أوغلو.

من جهة ثانية، عارضت روسيا، الأربعاء، مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يرمي الى وقف عمليات القصف بالبراميل المتفجرة في سوريا، معتبرة أن ذلك من شأنه أن يسيء الى محادثات السلام الجارية.

وأعدت فرنسا وبريطانيا واسبانيا هذا النص الذي يهدف الى منع استخدام هذه الذخيرة البدائية الصنع وفرض عقوبات على الحكومة السورية المتهمة بالقاء البراميل المتفجرة على المدنيين.

ورد نائب سفير روسيا لدى الامم المتحدة بيتر ايليشيف بـ”لا” عندما سئل عما اذا كانت روسيا تؤيد النص. وقال “خصوصًا في هذا الوقت الدقيق للغاية”، ملمّحاً الى مساعي المجتمع الدولي لايجاد حل سلمي للنزاع الذي يمزق سوريا منذ أربع سنوات واسفر عن سقوط 250 الف قتيل اضافة الى ملايين النازحين واللاجئين.

وشدد أمام الصحافيين على القول “يجب ان لا نعرض المساعي المبذولة حالياً للخطر”.

ميدانياً، أفشل الجيش السوري هجوماً نفّذه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” على السفير في ريف حلب.

(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، رويترز)

 

صواريخ لتحييد الطوافات.. وتنسيق عمليات «أخوة الجهاد»!

تركيا والسعودية وقطر في مواجهة «عاصفة السوخوي»

محمد بلوط

تكتيكات تركية ـ سعودية ـ قطرية في مواجهة العملية الروسية في سوريا: التنسيق عن بعد بين تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» لتشكيل قوة هجومية لقطع طرق الإمداد للجيش السوري في حلب، وتسريب صواريخ صينية مضادة للطائرات إلى المجموعات المسلحة.

ولم تغادر الاستخبارات التركية أياً من الخيارات الممكنة لوقف تمدد العملية الروسية في سوريا، سواء عبر اعتماد خيار نقل صواريخ مضادة للطائرات إلى الشمال السوري، أو العمل على تنسيق العمليات الهجومية لـ «أخوة الجهاد» في «داعش» و «النصرة» ضد الجيش السوري، بحسب ما حذّرت منه وزارة الدفاع الروسية قبل أيام.

فعلى صعيد الصواريخ، وبرغم ما تقوله مصادر متقاطعة من أن الروس نقلوا في الأيام الأخيرة تحذيرات واضحة إلى أنقرة من مغبّة الإقدام على تزويد المجموعات «الجهادية» المسلحة في سوريا بصواريخ مضادة للطائرات، إلا أن المعلومات تتحدث عن ظهور صواريخ صينية مضادة للطائرات في الشمال السوري.

وكانت المجموعات المسلحة قد حصلت منذ العام 2013 على نماذج من صواريخ «أف أن 6» الموجهة بالليزر، والتي تطلق فوق الكتف، ويبلغ مداها 5.3 كيلومترات. وبإمكان هذه الصواريخ، التي تعد نسخة صينية لصواريخ «سام» الروسية، أن تدمر الطوافات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. وكان الإسناد الجوي الروسي لعمليات الجيش السوري البرية منذ انطلاق «عاصفة السوخوي»، قد لجأ إلى ضرب مواقع المسلحين من ارتفاعات تتراوح ما بين 25 و100 متر، من دون أن تتمكن أسلحتهم من اختراق دروع «الدبابة الروسية الطائرة».

ورغم أن هذه الصواريخ لا تهدد المقاتلات التي تحلق على ارتفاعات عالية، إلا أن تهديد عمل الطوافات وتحييدها يشكل تهديداً جدياً لجانب مهم من العمليات الروسية. وكانت النماذج الأولى التي ظهرت في دير الزور، منذ عامين، تعود إلى مخازن الجيش السوداني، الذي قالت معلومات آنذاك إن عناصر «فاسدة» قامت ببيعها إلى الاستخبارات القطرية، التي قامت بنقلها آنذاك إلى تركيا فسوريا.

وليس مؤكداً أن نماذج جديدة قد تكون حصلت عليها المجموعات المسلحة. ولكن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كان قد قام في شباط العام 2014 عندما كان وليا للعهد، بالتوقيع على صفقة أسلحة مع إسلام آباد، تشمل الحصول على هذا النوع من الصواريخ، التي تطورها باكستان مع الصين.

ورغم انه لم يسجل أي إصابة في عمليات الطوافات الروسية في ريف حماه الشمالي، الذي تسمح تضاريسه وتلاله، كما في سهل الغاب، بالوقوع في مدى الصواريخ القادرة على ضربها على ارتفاعات منخفضة، إلا أن تنسيق هجوم «داعش» و «النصرة» على طريق حلب ـ حماه، منذ ثلاثة أيام، يستدرج في منطقة سهلية مكشوفة تدخل الطوافات الروسية، واحتمال اختبار إيقاع إصابات فيها، وتعطيل نقطة التحول في المعارك لمصلحة الجيش السوري، والتي لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت، والتقدم في الميادين، لترسيخها.

وفضلا عن احتمال الصواريخ، بدأ الأتراك تنسيق هجوم معاكس في الشمال السوري، وتشتيت حشود الجيش السوري، اختارت له الاستخبارات التركية إدارة تنسيق عن بعد، بين «داعش» و «النصرة»، بسبب صعوبة توحيد «أخوة الجهاد»، على ما بينهما من خلافات تمنع أي تقارب بينهما حتى الآن. وخلال الأيام الثلاثة الماضية، استطاع «داعش» إيصال أكثر من 130 عربة، محمّلة بالمدافع والمقاتلين، عبر الطريق السريع من الرقة جنوبا إلى اثريا شمالا، من دون أن تعترض مسيرة أرتالها أي غارات، فضلاً عن منع عاصفة اليوم الأول من الهجوم أي تحليق للطائرات.

وتقدمت «النصرة» من تل مراغة باتجاه خناصر، من الغرب، لوضع الجيش السوري في كماشة، مع ارتال «النصرة» التي كانت تتقدم من الشرق على الطريق بين اثريا وخناصر. واستطاعت الموجات الأولى للهجوم من السيطرة على 17 نقطة وحاجزاً للجيش السوري، والاستيلاء على مقطع من 20 كيلومتراً من الطرق التي تمتد لمسافة 120 كيلومتراً باتجاه سلمية فحماه. ومن دون الإمداد التركي الذي تدفق نحو منطقة الاشتباكات، ما كان لـ «داعش» أو «النصرة»، التي صد الجيش هجومها، أن تتقدم، ولا أن يفتح «داعش» محوراً للتقدم نحو معامل الدفاع في السفيرة، ومحاولة اختراق خط الدفاع عنها في قرية العزيزية.

وخلال الساعات الماضية، بدا أن الأتراك و «داعش» قد نجحوا بإبطاء هجوم الجيش السوري في ريف حماه الشمالي. كما أدى الهجوم المعاكس إلى تمهّل الجيش في التقدم لفك الحصار عن مطار كويرس في ريف حلب الشرقي، بعد أن استطاع خلال الأيام الماضية، شق ثغرة طولية في خطوط «داعش» من السفيرة شرقاً، نحو المطار المحاصر، والصامد منذ ثلاثة أعوام، ليصل إلى تخوم المطار، على بعد كيلومترات قليلة. ولكن اختراق قرى الشيخ احمد وكويرس، للوصول إلى حامية من 1200 ضابط وجندي، ينتظر تثبيت مواقعه، وخطوط إسناده الجديدة، وحماية أجنحته من أي هجوم يقوم به «داعش». ولم تتأثر عمليات الجيش في ريف حلب الجنوبي، واستمرت على وتيرتها الأولى، لكن الأهم أن طريق الإمداد الرئيس للجيش السوري، ولأكثر من مليون ونصف مليون مدني في حلب، قد تم قطعه، وتحولت عملياته وأولوياته في حلب، إلى شنّ معارك لاسترداد النقاط المفقودة، وفتح الطريق.

والأرجح أن ما قاله رئيس الأركان المشتركة الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد عن «ميزان القوى الذي بات يميل لصالح الجيش السوري الآن» لا يعبر بالضرورة عن التطورات الميدانية الحالية، لكنه يخضع لاحتمالات التقدم التي باتت مفتوحة أمام الجيش السوري، على ضوء العملية الجارية تحت غطاء روسي، وتحقق الحسابات التي تسمح بها الإمكانيات التي حشدها التحالف الرباعي في سوريا، لتحويل مجرى الحرب بشكل نهائي لصالح الجيش السوري.

ويبدو الهجوم المعاكس على مقطع اثريا وخناصر، من طريق حلب ـ حماه الاستراتيجي، في سباق مع فيينا السوري الثاني، ومحاولات الروس الوصول إلى إجماع إقليمي ودولي في الحرب على الإرهاب كقاعدة لأي مسار سياسي في سوريا. ويبدو أن فيينا الثاني الذي ينعقد الجمعة المقبل سيشهد للمرة الأولى منذ بداية الحرب على سوريا قبل أربعة أعوام ونصف العام، جلوس الإيرانيين إلى طاولة واحدة مع السعوديين، والأميركيين، والأتراك، رسميا، للبحث في الملف السوري. والأرجح أن الأميركيين، ومن خلال الاتصالات الأخيرة التي أجراها الرئيس باراك أوباما بالملك سلمان قد حصلوا على ضمانات بألا يقاطع السعوديون اجتماع فيينا، أو يعترضوا على المشاركة الإيرانية. وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن أوباما والملك سلمان التزما بزيادة الدعم «للمعارضة السورية المعتدلة» وأكدا الحاجة إلى التعاون في محاربة متشددي «داعش».

وإذا ما حضر السعوديون اللقاء الجمعة المقبل إلى جانب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وبغضّ النظر عن المفاوضات ومضمونها، ستتحول المشاركة الإيرانية اختراقاً ديبلوماسيا كبيراً، يسجل للروس الذين تمهلوا في فيينا الأول، ريثما تنضج الاتصالات الأميركية مع الرياض.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبّر، أمس الأول، عن وجود رغبة أميركية، وإقليمية دولية، بإشراك طهران في المسار السياسي السوري، قبل أن تؤكد وزارة الخارجية الأميركية النبأ بعد اتصال أوباما بالملك سلمان. وأصبح واضحاً أن اجتماع فيينا المقبل، سيجمع للمرة الأولى، مجموعة الاتصال الدولية والإقليمية حول سوريا، التي يشترط أي بحث جدي بالحل السوري، تشكيلها، باعتبار أن أطرافها، يملكون مجتمعين مفاتيح الحل السوري.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أجرى مكالمة هاتفية، هي الرابعة خلال أيام، مع نظيره الأميركي جون كيري بحث خلالها الأزمة السورية، مضيفة أن الوزيرين اتفقا على ضرورة مشاركة كل البلدان الرئيسية بالمنطقة في الجهود الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية.

وكانت الرئاسة السورية أصدرت بياناً أكدت فيه أن المبادرات السياسية لن تفلح في سوريا قبل القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد.

إلى ذلك، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبو ظبي، تأييدهما لحل سياسي للنزاع، من دون التطرق إلى مصير الرئيس بشار الأسد.

جريدة السفير 2015©

 

البنتاغون يكشف عن إستراتيجية جديدة لمحاربة «داعش»:

قوات على الأرض.. وإقرار بتغيّر ميزان القوى لصالح الأسد

كشف وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ورئيس الأركان الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، بعد نحو شهر على انطلاق التدخل الجوي الروسي في سوريا، عن الإستراتيجية الأميركية الجديدة لمحاربة تنظيم «داعش» في كل من سوريا والعراق، والتي تتضمن تكثيف الغارات الجوية على الرقة والرمادي، فيما قد يتم إنزال جنود على الأرض، في حين أقر دانفورد أن ميزان القوى في سوريا يميل لصالح الرئيس بشار الأسد الآن.

وأعلن دانفورد، خلال جلسة استماع مشتركة مع كارتر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أنه سيصدر توصية بنشر قوات أميركية بجوار الجنود العراقيين لمحاربة تنظيم «داعش» إذا تبين أن الإجراء سيعزز فرص هزيمة المتشددين.

وقال دانفورد «إذا تبين أن له تأثيرا يتعلق بالعمليات والأمور الإستراتيجية، وأن بإمكاننا تعزيز (فرص) النجاح، فإن هذا سيكون إطار العمل الرئيسي الذي سأصدر بشأنه توصية لنشر قوات إضافية بجوار الوحدات العراقية».

وعرض أربعة أسباب توضح الفائدة من نشر قوات أميركية مع القوات العراقية، وهي زيادة الانسجام داخل الحملة العسكرية وضمان كفاءة العمليات اللوجستية، وتعزيز الوعي بالمعلومات المخابراتية وتحسين وسائل تسليم الأسلحة.

وقال دانفورد إن بلاده تعتقد أنه يوجد أقل من ألفين من القوات الإيرانية في سوريا تساعد القوات السورية، وأن أكثر من ألف عسكري إيراني ينتشرون في العراق لدعم الحكومة العراقية، مضيفاً أن عدد القوات الإيرانية في العراق لم يكن ثابتا طوال الوقت.

وأعلن كارتر، من جهته، أن القوات الأميركية ستكثف الضغوط على مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق، وستدعم «القوات المحلية» بحملة جوية موسعة، وعمل مباشر على الأرض من آن لآخر.

وأوضح أن الحملة ضد المتشددين آخذة في التطور، في الوقت الذي يسعى فيه الجيش الأميركي لتعزيز ما يدور على الأرض. وقال إن «القوات الأميركية تهدف لتكثيف الضغوط على معقل الدولة الإسلامية في مدينتي الرقة السورية والرمادي العراقية».

وتوقع أن تشتد الحملة الجوية التي يشنها التحالف من خلال زيادة أعداد الطائرات المشاركة وتسريع وتيرة العمليات وتكثيف الغارات، مشيراً إلى أن الغارات ستستهدف «القيادات الكبيرة في داعش ومنصات تكرير النفط، التي تعتبر المصدر الأساسي لتمويل داعش». وقال «الولايات المتحدة لن تتردد أيضاً في تعزيز القوات المحلية التي تقاتل الدولة الإسلامية بضربات من الجو أو العمل المباشر على الأرض». ولم يفصح كارتر عن طبيعة الظروف التي قد تجبر الجيش الأميركي على شن عمليات على الأرض، لكنه أضاف «لا يوجد أي هدف بعيد عن متناولنا».

وشدد كارتر على أن البنتاغون لا ينوي التعاون مع روسيا لدى إجراء عمليات عسكرية في سوريا، لكنه أكد أن واشنطن مستعدة «لإبقاء الباب مفتوحا» في ما يخص إمكانية التعاون بين البلدين من أجل إطلاق عملية انتقال سياسي في دمشق. وقال «الجيش الأميركي لن يسمح للعمليات الروسية في سوريا بالتأثير على وتيرة، أو نطاق الجهود الأميركية، ضد الدولة الإسلامية».

وشدد كارتر على انه من اجل إبقاء الضغط على معقل «داعش» في الرقة فان الولايات المتحدة ستدعم المسلحين السوريين «المعتدلين»، و «بعضهم على بعد حوالى 50 كيلومتراً عن الرقة اليوم». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تأمل بتجهيز «القوات العربية» التي تحارب «داعش» بشكل أفضل، وتقوية الأردن أيضا. وأعرب عن خيبة أمله من فشل برنامج «البنتاغون» تأليف قوات سورية «معتدلة»، موضحاً أن الإستراتيجية الجديدة تتضمن العمل مع قادة مجموعات مختارة تحارب «الدولة الإسلامية» وتدريبهم وتسليحهم من اجل مساعدة القوة الجوية الأميركية. وقال «إذا سارت الخطة كما نريد، فان الأعمال على الأرض ومن الجو ستؤدي إلى تقليص المساحة التي يسيطر داعش عليها، وفي النهاية حرمان هذه الحركة الشيطانية من أي ملاذ آمن في أرضها الموعودة».

كما تتضمن الإستراتيجية الجديدة مساعدة الحكومة العراقية في جهودها لمحاربة التنظيم، موضحاً انه كلما رأت الولايات المتحدة تقدماً يحرزه الجيش العراقي فإنها ستقدم المزيد من المعدات العسكرية والقوة النارية من اجل مساعدتهم، و«لكن، على الحكومة والقوات العراقية القيام بخطوات عسكرية معينة من اجل تثبيت التقدم».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الإستراتيجية الأميركية الجديدة ستنجح في «خلع» الأسد، قال كارتر ودانفورد إن الولايات المتحدة تساعد القوات «المعتدلة» في سوريا في محاربة «داعش» فقط وليس الذين يحاربون القوات السورية. وقال كارتر إن عملية الإطاحة بالأسد ذات شق سياسي، فيما قال دانفورد «اعتقد أن ميزان القوى في سوريا يميل لصالح الأسد الآن».

وعن إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، قال كــارتر «في الوقت الراهن ليست لدينا رؤية عملــياتية جاهزة حول منطقة حظر جوي يمكــننا أن نوصي (الإدارة الأميركية) بالاعتماد عليها».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مستشارين أمنيين في البيت الأبيض قولهم إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس خــطة لإرســال قوات برية صغيرة إلى الخــطوط الأمامية في المعركة ضد «داعش» في سوريا.

وأوضحت أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى حذروا من أن هذه الإستراتيجية قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والنظام السوري والروس والإيرانيين. وأشارت إلى أن القوة الأميركية، بدعم من غارات التحالف، قد تشارك في عمليات مع «المعتدلين العرب» والمقاتلين الأكراد لمهاجمة الرقة.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

وزير الخارجية السعودي يؤكد على ضرورة رحيل الأسد عسكريا أو سياسيا

الرياض- (دب ا) أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ثبات موقف بلاده ازاء الازمة السورية القائم على اساس “جنيف 1″ مشيرا إلى مواصلتها دعم المعارضة على الارض لتمكينها من تغيير الوضع على الارض.

 

وقال الجبير خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في الرياض الاربعاء، انه ينبغى التاكيد على ضرورة مغادرة بشار الأسد.

 

واوضح الجبير أن الحل فى سورية واضح وهو رحيل بشار اما عسكريا أو سياسيا.

 

واشار الجبير إلى أن دعوة إيران للمشاركة فى مباحثات فيينا يهدف إلى توحيد المواقف واختبار مدى جدية طهران، وقال ينبغى علينا اختبار نوايا روسيا وايران فيما يتعلق بسورية.

 

وقال انه “اذا فشل اجتماع فيينا فى الوصول الى اتفاق سوف نلجأ الى خيارات آخرى”.

 

ومن جانبه قال هاموند “اننا سوف نبحث فى فيينا كيفية التوصل الى حل للحرب الاهلية فى سورية”.

 

قرار وشيك بدمج قوات أمريكية مع الجيش العراقي وإرسال المزيد من الأسلحة لفصائل سورية مسلحة

«القدس العربي» تحصل على تفاصيل المخطط العسكري ضد «الدولة الإسلامية»

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة : يدرس كبار قادة وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة من الخيارات لدعم الحملة العسكرية ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « بما في ذلك دمج بعض القوات الأمريكية مع القوات العراقية. ووفقا لعدد من مسؤولي البنتاغون فإن توجه قادة العسكر لدراسة الخيارات في الأسابيع القليلة الماضية يأتى كجزء من حملة متصاعدة داخل إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لاستهداف الجماعة المتطرفة بقوة أكبر .

وسيعني قرار دمج القوات الأمريكية مع قوات الأمن العراقية القدرة على القيام بمزيد من الغارات وهي خطوة من شأنها جلب القوات الأمريكية الى الخط الأمامي للمعركة ، وحتى بدون القيام بدور قتالي مباشر فإن هذا الخيار سيعني وجود قوات برية أمريكية على أرض المعركة وهو شيء تعهد اوباما مرارا بعدم القيام به في الحملة العسكرية ضد تنظيم « الدولة الإسلامية «. كما اكد البيت الأبيض ان القوات الأمريكية لن يكون لها دور قتالي او أنها لن تشارك في قتال بري واسع النطاق .

ويتمحور الخيار الثاني الذي يدرسه قادة وزارة الدفاع الأمريكية بتضمين القوات الأمريكية مع القوات العراقية فقط من ساحة المعركة على مستوى لواء او كتيبة، علما أن التواصل الأمريكي العسكري مع العراقيين يأتي على مستوى الشعبة مما يعني تمركز الامريكان في المقرات القيادية .

واعترف مسؤولون في البنتاغون ان بعض الخيارات التي تتم دراستها الان تنطوي على مخاطر عالية للقوات الأمريكية في العراق وتتطلب جلب المزيد من الأفراد .

ووجد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد فرصة لمناقشة هذه الخيارات، أمس الثلاثاء، أثناء شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ، ولكن اهتمام أعضاء الكونغرس كان منصبا حول طريقة المضي قدما في سوريا بعد تعليق البيت الأبيض لبرنامج تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية المعتدلة .

وقد انتج البرنامج الفاشل 80 متدربا فقط بعد ستة أشهر مقارنة مع هدف يتجاوز تدريب 5 آلاف بحلول نهاية العام الجاري كما اعترف بعض المتمردين بأنهم سلموا معدات قدمتها لهم الولايات المتحدة الى جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة ، وتعقد الوضع في سوريا كما هو معروف ، أيضا ، بعد ان اطلقت روسيا حملة قصف جوي في البلاد لدعم الرئيس السوري بشار الأسد .

وثمة خيار آخر قيد الدراسة وفقا لما قاله أكثر من مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية وهو إرسال المزيد من الذخيرة والأسلحة الى ائتلاف جماعات متمردة تقاتل تنظيم الدولة ونظام الأسد في الوقت نفسه حيث اسقط الجيش الأمريكي مؤخرا 50 طنا من الذخيرة الى التحالف العربي السوري الذي يضم حوالى 10 جماعات متمردة .

وتشمل الخيارات الأخرى في المخطط العسكري الأمريكي الجديد للقضاء على تنظيم « الدولة الإسلامية « التركيز على استهداف انتاجية التنظيم وبيع النفط في السوق السوداء ، وقد ضربت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة مصافي النفط التي تسيطر عليها الجماعة ولكن وزارة الدفاع تبحث حاليا في استخدام انواع مختلفة من الأسلحة لاستهداف المرافق النفطية .

وكشف كارتر بنفسه عن بعض تفاصيل الخطة العسكرية الجديدة حيث قال إنه يتوقع من القوات الأمريكية إجراء المزيد من الغارات الجوية في الحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « في حين قال المتحدث باسم البنتاغون ، كابتن البحرية ، جيف ديفيس إن هناك دائما دراسة ونظرة لبذل المزيد من الجهد في الأمور التي تعمل بشكل جيد والقيام بجهود اقل بما لا يعمل بشكل جيد، مشيرا الى ان الشيء الوحيد الذي يستطيع الكشف عنه في هذه المرحلة حول الخيارات الجديدة المطروحة هو بالتاكيد تقديم المزيد من المشورة والمساعدات مع الشركاء، كما اكد ديفيس انه من الواضح ان هناك رغبة للقيام بكل يلزم لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية .

ومن المرجح ان تواجه المخططات العسكرية التي تسربت على شكل « خيارات مطروحة للنقاش» ردود فعل عنيفة من الليبراليين في « الكابتول هيل « ، ومن الأمثلة على ذلك ، ما قاله النائب جيم ماكغفرن الذي عارض حرب العراق في عام 2002 ان دمج القوات الأمريكية مع القوات أمر يبعث على القلق الشديد، مضيفا ان الولايات المتحدة اكدت مرارا بانه لن يكون لها دور قتالي في الحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « ولكن الأمور تشير الى عكس ذلك .

 

«تنظيم الدولة» يقتحم معقلا عسكريا للنظام السوري

الجيش الروسي يعلن انتحار أحد جنوده في اللاذقية

عواصم ـ وكالات: حقق «تنظيم الدولة»، أمس الثلاثاء، تقدما في محيط بلدة السفيرة التي تعد معقلا عسكريا بارزا لقوات النظام في شمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكن تنظيم الدولة من التقدم في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد هجوم عنيف كسر خلاله خطوط دفاع قوات النظام عن بلدة السفيرة، أهم معاقلها العسكرية» في تلك المنطقة. وفي بيان تناقلته مواقع جهادية، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية من جهته «سقوط خطوط الدفاع الأولى للنظام النصيري والسيطرة على أحياء في مدينة السفيرة الاستراتيجية».

أعلن الجيش الروسي الثلاثاء انتحار أحد جنوده المنتشرين في سوريا، في أول خسارة رسمية روسية على الأراضي السورية منذ بدء التدخل العسكري لموسكو نهاية أيلول/سبتمبر. ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله إن «الجندي المحترف الموجود في قاعدة حميميم (في اللاذقية) الجوية بصفته تقنيا، انتحر». وأضاف «بحسب المعلومات الأولية التي تم الحصول عليها بعد تحليل الرسائل في هاتفه، فإن وفاته مرتبطة بمشاكل مع فتاة في حياته الخاصة». وكان قريب لأحد الجنود أبلغ في وقت سابق فرانس برس بوفاة فاديم كوستنكو (19 عاما) المتحدر من منطقة كراسنودار في جنوب روسيا.

وأكد جندي كان خدم مع فاديم كوستنكو في روسيا وفاة الأخير، لكنه نفى مسبقا فرضية الانتحار.

 

مخاوف من موجات نزوح جماعي من مناطق القتال… والتدخل الروسي فرصة لأوباما

كارتر: الأسد عنيد ولم يتنازل عن السلاح الكيميائي إلا بضغط إيراني – روسي… والحل بيد خمس دول مجتمعة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: علق مدير «لجنة الإنقاذ الدولية» ديفيد ميليباند الذي شغل منصب وزير الخارجية البريطانية سابقا أن مدينة إسطنبول يعيش فيها سوريون أكثر من أي بلد أوروبي.

ونقلت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» عنه قوله إن نسبة 60% من اللاجئين اليوم يعيشون في المدن وأن «الصورة الأيقونية» للاجئين في مخيمات اللجوء قد تغيرت.

وقال إن عددا كبيرا من الذين شردتهم الحروب والفوضى لم يجدوا أماكن لهم في مخيمات اللجوء. وأضاف أن اللاجئين لا يريدون البقاء في المخيمات بسبب طول الحرب فهم يريدون العيش والبحث عن عمل حتى لو من خلال السوق السوداء.

وضرب ميليباند مثلا بمدينة إسطنبول التي يعيش فيها حوالي 366.000 لاجئ سوري أي أكثر من عدد الذين استقبلتهم أوروبا.

ويبلغ عدد اللاجئين اليوم في العالم حوالي 20 مليون منهم مليونين يعيشون في تركيا. ويشير إلى أن منظمته قابلت 800 لاجئ في تركيا معظهم جاء من سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان وأكدوا أنهم يأملون الوصول إلى أوروبا.

وقال ميليباند إن الغالبية العظمى منهم قالوا إنهم لا يريدون العودة إلى بلادهم وأنهم باعوا ممتلكاتهم وأنفقوا مدخراتهم على المهربين الذين أوصلوهم إلى تركيا.

وبحسب مقابلات المنظمة قالت نسبة 40% أنها لا تستطيع الحصول على مبلغ 3.500 دولار الذي يطلبه المهربون مقابل تهريبهم إلى أوروبا.

موجة تشريد

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن الغارات الروسية الجديدة على سوريا أدت لموجة نزوح جديدة.

وأشارت لقرية طير معلة، شمال مدينة حمص والتي انهار فيها اتفاق وقف إطلاق النار بسبب الغارات الجوية الروسية التي قتلت العشرات وأجبرت معظم السكان على الرحيل على عجل.

وقالت إن الهجوم على القرية هو جزء من تصاعد العنف داخل البلاد والذي أجبر عشرات الألوف منهم على الرحيل ودفع عمال الإغاثة للتحذير من أن سوريا تواجه أسوأ كارثة إنسانية. ويقول هؤلاء إن زيادة المواجهات العسكرية دفعت بالسكان للرحيل إلى دول الجوار والبحث عن مخرج منها إلى أوروبا حيث وصل أكثر من 9.000 مهاجر إلى اليونان الأسبوع الماضي.

وأدى تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي اتفق عليها قادة الدول الأوروبية الذين اتفقوا على فتح مراكز استقبال في اليونان على الطريق الذي يعرف بخط البلقان إلى أوروبا من أجل توفير الإقامة وفرز 100.000 لاجئ.

 

مواجهات جديدة

 

وتقول الصحيفة إن مناطق حمص وحماة وحلب شهدت مواجهات بين الحكومة السورية وقوات المعارضة وأدت إلى تفعيل جبهات كانت هادئة من قبل ووصلت الحرب لمناطق ظلت محصنة منها، وهو ما أدى إلى هروب آلاف العائلات حيث تحاول الحكومة وقوات المعارضة والجماعات الإسلامية السيطرة على المناطق.

وتعمل منظمات الإغاثة على نقل المواد والطعام للمدنيين خشية أن تؤدي الأعمال العدوانية المتبادلة لقطع الطرق. ومع دخول الشتاء أصبحت الحاجة ماسة للتحرك وإيصال المساعدات للمناطق المقطوعة أو المهددة بهجمات قبل أن تتفاقم الأزمة الإنسانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول قسم سوريا بمنظمة أطباء بلا حدود سيلفين غرولو قوله «نشاهد هذه الجبهات القتالية الكبيرة قد فتحت ومعها جاء قدر كبير من القصف» وأضاف «هناك مشردون كثر ونحن قلقون».

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في بيان لها أن حوالي 120.000 شردوا من مناطق إدلب وحمص وحلب. وتقول الصحيفة إن طير معلة ظلت في العامين الماضيين هادئة، مما جعلها ملجأ للاجئين من البلدات والقرى القريبة منها.

وتقول أم سليمان أنها قررت وعائلتها الرحيل من القرية بعد أن سقطت قذيفة قرب بيتها وقتلت أحد أقاربها.

وعثروا على سيارة نقلتهم من المنطقة ولكنهم تعرضوا لنار القناصة الذين كانوا يطلقون النار على الطريق.

واستأجرت العائلة كوخا في مزرعة حيث كانت تخشى من وصول قوات الحكومة.

وهذه هي المرة الثانية التي تجبر فيها العائلة على الرحيل من بيتها. وتقول إن كل ما تريده هو أن ينظر إليهم بعض الناس بعين الشفقة.

ولكنها في منطقة يصعب الوصول إليها وهناك 5 ملايين يعانون الظروف نفسها. وحتى من دون قتال فقد أصبحت حياة الناس في سوريا في وضع صعب حيث يحتاج ثلثا السكان لمساعدات عاجلة. ومن بين هؤلاء 8 ملايين مشرد داخلي لم يعد البقاء في سوريا ممكنا بالنسبة لهم. فقد ارتفعت أسعار المواد الرئيسية بنسبة 30% منذ بداية العام الحالي.

وينقل التقريرعن ري ماكغراث مدير تركيا وشمال سوريا في جمعية «ميرسي كوربس» إن الحياة أصبحت صعبة جدا للسكان الذين بقوا في محافظة حلب، بسبب القتال المستمر بين الحكومة والمعارضة وتقدم «تنظيم الدولة».

وأصبح الوصول إلى الأسواق متعذرا. واعتمد الناس على المعونات الغذائية من المنظمات الإغاثية للبقاء.

 

ضحايا

 

وترى الصحيفة أن تدخل الروس فاقم معاناة السكان في المناطق الخاضعة للمعارضة. وبدأت قوات النظام المدعومة من الروس حملة واسعة ضد قوات المعارضة، وهو ما أدى لموجة جديدة من المهاجرين. وزاد من مخاوف السكان ورعبهم القنابل القوية التي ترميها المقاتلات السورية عليهم.

ونقلت الصحيفة عن زيدون الزعبي مدير اتحادات الأطباء السوريين للعناية والإغاثة قوله «كانت حربا صعبة ولكنها أصبحت أسوأ». وأضاف أن المعارك كثيفة وأصبحت الغارات أكثر كثافة».

وقال إن شعورا باليأس في مناطق المعارضة «والغارات الجوية هي السبب الرئيسي». و»هناك بعض الأثر النفسي على السكان عندما عرفوا أن قوة عظمى تتدخل في الحرب».

ووثقت منظمات حقوق إنسان ومنظمات إغاثة عمليات قصف على المستشفيات والمؤسسات الطبية. وتعقد العملية الروسية من التسوية السياسية. فقد رأت الولايات المتحدة في الحملة العسكرية تدخلا صارخا ضد جماعات تدعمها واشنطن.

 

عناد الأسد

 

ورغم تقارب الموقف الروسي مع الأمريكي في الأيام القليلة الماضية إلا أن شقة الخلاف واسعة، خاصة فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا السياق كتب الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في صحيفة «نيويورك تايمز» مقترحا خطة تشارك فيها خمس دول لحل الأزمة السورية.

وكتب يقول «أعرف بشار الأسد منذ كان طالبا جامعيا في لندن. وقضيت ساعات طويلة وأنا أتفاوض معه منذ توليه منصب الرئيس. وكان هذا بناء على طلب من حكومة الولايات المتحدة في الفترة التي سحب فيها سفراؤنا من دمشق وأثناء الخلافات الدبلوماسية».

ويقول كارتر إن الرئيس السوري حافظ ونجله كانت لديهما سياسة تجنب التحدث مع الدبلوماسيين في السفارة الأمريكية، ولكنهما كانا يتحدثان معي. وفي أثناء اللقاءات «لاحظت أن بشار لم يمل أبدا إلى مساعديه طالبا النصيحة أو معلومة. وأهم ما يميزه هو العناد. فمن المستحيل عليه نفسيا أن يغير رأيه وبالتأكيد عندما يكون تحت الضغط».

ويشير إلى أن سوريا قبل انتفاضة آذار/مارس 2011 كانت مثالا للانسجام والتعايش بين الجماعات الإثنية والدينية المتعددة بمن فيهم العرب والكرد والإغريق والأرمن والأشوريين والمسيحيين واليهود والسنة والعلويين والشيعة.

ويقول إن عائلة الأسد حكمت البلد منذ عام 1970 وكانت تفخر بالانسجام بين الجماعات المتعددة.

ويرى أن الأسد تعامل مع المحتجين الذين طالبوا بإصلاحات طال انتظارها عن طريق استخدام القوة «غير الضرورية». ورأى النظام في التظاهرات أفعالا «غير شرعية» وتظاهرات ثورية تريد الإطاحة بنظامه «الشرعي».

ويعتقد الكاتب أن الجيش والطوائف الأخرى قررت دعمه لعدد من الأسباب المعقدة منها الخوف من سيطرة الراديكاليين السنة على البلاد مما جعل منظور الإطاحة به بعيدا.

 

محاولات لدفع التسوية

 

وبعد هذه المقدمة يقول كارتر إن مركزه منخرط في الشأن السوري منذ بداية عام 1980 «وقدمنا رؤانا حول الوضع هناك مع المسؤولين في واشنطن حيث حاولنا الاحتفاظ بفرصة التوصل لتسوية سياسية لنزاع ينمو بشكل مستمر.

ورغم إلحاحنا والاحتجاج السري إلا أن الموقف الأمريكي ظل في البداية يؤكد على رحيل الأسد كخطوة لحل الأزمة. ويعلق كارتر أن من عرفوا الرئيس السوري كانوا يعرفون أن هذا طلب لا جدوى منه.

وهو ما جعل التوصل لتسوية سلمية أمرا مستحيلا. ويعتقد الرئيس السابق أن جهود مبعوثي الأمم المتحدة السابقين كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي لم تؤد لنتائج بسبب عدم توافق المواقف الأمريكية والروسية حول مصير الأسد في أثناء المحادثات.

ويذكر كارتر في هذا السياق زيارة قام بها فريق الحكماء إلى موسكو في أيار/مايو 2015 وعقد الزوار نقاشا مفصلا مع السفير الأمريكي في موسكو والرئيس الروسي السابق ميخائيل غورباتشوف ورئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، بالإضافة لممثلين عن مراكز البحث بمن فيهم مركز كارنيغي في موسكو.

وأشار المتحدثون لمحددات الموقف الروسي من نظام الأسد والنابع من الشراكة التاريخية والطويلة بين البلدين إضافة لتهديد «تنظيم الدولة» على روسيا حيث تبلغ نسبة السكان المسلمين حوالي 14%.

والتقى كارتر في تلك الزيارة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسأله دعمه لنظام الأسد ولقائه مع فصائل سورية معارضة. واعترف الرئيس السوري بأن تقدما قليلا تم تحقيقه وأن الحل الأسلم للأزمة لا يكون إلا من خلال تعاون الولايات المتحدة مع روسيا وإيران والسعودية وتركيا، حيث تتوافق هذه الدول الخمس على خطة شاملة.

واعتقد الرئيس الروسي أن كل الفصائل السورية باستثناء «تنظيم الدولة» ستقبل بالخطة المقترحة. وبناء على موافقة منه نقل الموقف أو المقترح للمسؤولين في واشنطن.

ويشير كارتر إلى التدخل الروسي الحالي حيث يقول إن مركزه وخلال الأعوام الماضية عمل مع عدة فصائل سورية ـ مسلحة وسياسية وتعاون مع دبلوماسيين أوروبيين وعرب وجمع مواد ومعلومات عن مواقع المعارضة السورية وحجمها.

وكان الغرض من هذه المعلومات هو الكشف عن عجز أي قوة في سوريا عن الانتصار.

 

خطة تسوية

 

ويقول إن دعم النظام الروسي للأسد من خلال الغارات الجوية والقوات الأخرى التي زادت من القتال ووسعت من مستوى تسليح الطرفين وزاد من إمكانية تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين نحو أوروبا.

وفي السياق نفسه يقول كارتر إن التدخل وضح الخيار بين العملية السياسية والتي يمكن للنظام أن يلعب فيها دورا والحرب بحيث أصبح «تنظيم الدولة» تهديدا عالميا. وفي ضوء هذا كان بإمكان الدول الخمس أن تلعب دورا ولكن خلافاتها مستمرة.

ويشير إلى أن الخطة الإيرانية التي تقدمت بها طهران قبل عدة أشهر وشملت على أربعة نقاط وهي وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإصلاح دستوري وانتخابات.

ومن خلال العمل مع مجلس الأمن وبعض الإضافات والأليات لتطبيق هذه المقترحات. ويرى أن مشاركة روسيا وإيران ضرورية. فلم يتنازل الأسد خلال الأعوام الماضية إلا عن السلاح الكيميائي ولم يفعل هذا إلا بعد ضغط روسي وإيراني.

وفي السياق نفسه فلن ينهي الحرب من خلال قبوله تنازلات يفرضها عليه الغرب وقد يفعل بناء على طلب من حلفائه. ويعتقد كارتر أن دورا إيرانيا وروسيا يمكن أن ينهي حكم الأسد بطريقة منظمة، ويتم بعد ذلك تشكيل حكومة مقبولة وتتضافر الجهود فيما بعد لمواجهة «تنظيم الدولة».

ويرى كارتر أن التنازلات غير مطلوبة من المقاتلين في سوريا بل من الدول المتعجرفة التي لا تريد التعاون مع بعضها البعض. والسؤال ما العمل. وكيف يمكن لأمريكا الاستفادة من التدخل الروسي.

 

اتفاقيات هدنة

 

يرى ستيفن سايمون في «فورين أفيرز» أن الغارات الروسية تمثل فرصة لأمريكا كي توقف إطلاق النار.

ورغم ما تقوله واشنطن من أن الروس سيجدون أنفسهم عاجلا أم آجلا في «مستنقع» سوريا إلا أن موسكو نجحت في خلق حقيقتين على الأرض.

واحدة منها تخريب فكرة إنشاء مناطق آمنة ومنطقة حظر جوي، ولم يكن في نية الولايات المتحدة القيام بأي منهما. أما الحقيقة الثانية فهي أن الروس يقومون بضرب الجماعات التي يلقى بعضها دعما من الولايات المتحدة وكانت تضغط على نظام الأسد قرب دمشق.

وهذه مشكلة كبيرة وعقبة للتعاون الأمريكي مع الروس. ويعتقد الكاتب أن ثلاثة من اللاعبين في سوريا: روسيا وأمريكا والنظام السوري تتلاقى مصالحهما. لكن الضربة الروسية لجماعات المعارضة خلقت عقبة.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن الطائرات الروسية استهدفت هذه الجماعات لأنها كانت تشكل تهديدا مباشرا على النظام السوري وليس لأنها تتعاون مع الولايات المتحدة.

ويشير إلى أن استراتيجية روسيا في القصف ليست متناسقة فهي تتراوح من ضرب جماعات المعارضة السورية إلى «تنظيم الدولة» الذي بدأت تستهدفه قرب حلب.

والهدف من استراتيجية القصف هي التخفيف عن القوات السورية بشكل تسمح للنظام لإعادة ترتيب قواته وبناء تماسك داخلي يجعل من الحكومة قابلة للاستمرار.

 

هدنة ممكنة

 

ومن أجل وقف الهجمات الروسية ضد جماعات المعارضة على أمريكا إقناع الأخيرة بوقف الهجمات ضد النظام وهو أمر غير معقول حتى يوقف النظام وقف ضرباته عليهم.

ويرى الكاتب هنا أن النظام معروف بمكافيليته ولديه استعداد لأن يدخل في اتفاقيات هدنة كما فعل في اللاذقية وحمص وحماة ومناطق حلب.

ويحاول الموافقة على ترتيبات مشابهة في درعا التي انطلقت منها الثورة أول مرة قبل أربعة أعوام. ورغم أن كل اتفاقيات الهدنة لم تعمر طويلا بسبب فقر القيادة والسيطرة من كلا الجانبين.

وفي المناطق التي نجحت فيها اتفاقيات الهدنة أدت إلى وقف العنف وإنقاذ أرواح وخلقت مناخا لحل سياسي مع أنه لا حل سياسي في الأفق الآن.

وفي حالة تم التوصل لوقف إطلاق نار جزئي أو محلي وترافق هذا مع تكثيف الضربات على «تنظيم الدولة» فالوضع سيكون جيدا. ويعتقد أنه من الأفضل لو تم التوصل لاتفاقات وقف إطلاق نار في المناطق التي يتنازع عليها النظام مع قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.

وعلى الأخيرة أن تستخدم علاقتها مع بوتين ونفوذها على الجماعات الوكيلة لتحضير هذه لفكرة الهدنة. وحتى يتحقق هذا على واشنطن إقناع موسكو وقف هجماتها ضد الجماعات المعتدلة.

وبعد ذلك تقوم الولايات المتحدة بربط الدعم العسكري للمقاتلين بالمواقفة على وقف العمليات القتالية. ويرى الكاتب أن كل الأطراف لها مصلحة في الحفاظ على الهدنة من أجل وقف تقدم الجهاديين.

ولو نجحت الجهود فستكون أفضل من صحوات العراق التي استغلها الجنرال ديفيد بترايوس ولم تعمر طويلا بسبب موقف الحكومة الشيعية، وهو ما دفع الكثير من أفرادها للجوء إلى «القاعدة». وبخلاف العراق ففي سوريا تحمل الجماعات المعارضة كراهية لـ»تنظيم الدولة» وإن حصل تعاون تكتيكي بينهما في بعض الأحيان.

وبناء على هذه الظروف فقد يكون من المناسب أن يقوم الرئيس باراك أوباما باستكشاف فكرة طرح وقف إطلاق النار التي لن تحمي أرواح المدنيين فقط ولكنها ستفتح المجال أمام تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال «تنظيم الدولة» وفتح الطريق أمام تسوية سياسية في الوقت نفسه.

 

شقيقان يلتقيان على جبهة القتال في مدينة حلب بعد فراق دام ثلاثة أعوام

منار عبدالرزاق

حلب ـ «القدس العربي»: يروي الشاب السوري، محمد لـ»القدس العربي» قصة انشقاقه عن قوات النظام بعد اعتقاله من قبل الشرطة العسكرية في حي الفرقان بمدينة حلب، لأنه مطلوب للخدمة الاحتياطية في جيش النظام، وبعد يومين من الاعتقال، زُج محمد على جبهة القتال المشتعلة في ريف حلب الشمالي في شهر شباط/فبراير، من العام الحالي.

يقول: لقد قاموا باعتقالي من مكان عملي في جامعة حلب، حيث تم أخذي في البداية إلى زنزانة في الشرطة العسكرية، ومن ثم تم تسويقي إلى جبهة الراموسة، ليُزج بي بعدها في جبهة حندارات، وكان الوضع صعبا بشكل كبير، فهناك قنص متبادل من قبل الطرفين، وكان أخي على الطرف الآخر من الجبهة، يُقاتل إلى جانب قوات المعارضة.

ويُشير «محمد» إلى أنّ قوات النظام، زجت به في المعركة، بالرغم من عدم مرور أكثر من 15 يوم على سوقه للخدمة الاحتياطية، مبينا أن المسافة الّتي كانت تفصله عن شقيقه لا تتعدى 150 مترا، مؤكدا في الوقت ذاته على وجود مقاتلين من جنسيات أخرى يُقاتلون إلى جانب قوات النظام من بينها اللبنانية، ومن ثم تم نقله إلى جبهة باشكوي، حيث كان يقود العساكر هناك، عسكري محتفظ به منذ ثلاثة أعوام.

ويتحدث عن اللحظات الّتي قضاها في صفوف قوات النظام بأنها كانت مليئة بالخوف والقلق من مصير مجهول، حيث بدأ الترتيب للانشقاق بالتنسيق مع شقيقه على الطرف المقابل عبر «الواتس آب».

وبحسب «محمد» فإنه قرر الانشقاق منذ اعتقاله من قبل قوات النظام والزج به في الراموسة، ومن ثم حندارات وبعدها باشكوي، حيث تم التحضير لعملية الانشقاق والّتي استمرت لعشرة أيام، سبقتها محاولتان فاشلتان، حيث كانت تعترضها عدة صعوبات، من بينها طريق إلهاء قوات النظام، وتأمين الجهة الآمنة للانشقاق، وما كان يُعثرها في عدد من المرات هو طلقات القناص من طرفي الجبهة.

يقرر «محمد» الانشقاق بشكل فعلي عن قوات النظام، ويتخذ القرار بالخروج من ضفة النظام إلى الضفة الأخرى، يحزم أمره، ويمشي، يحادثه في نفس الوقت عنصر من قوات النظام، بالقول «إلى أين تذهب، الآن يراك الإرهابيون، تراجع»، يومئ برأسه ويتابع المسير.

ويصف تلك اللحظة بالخطرة جدا، لأنه يقف بين نارين، فهل يتم إطلاق النار من قبل شقيقه ومجموعته باتجاهه، فيموت برصاص الأخ المقاوم، أم تنجح العملية، ويعبر إلى الطرف الآخر، ليكمل حلمه في تعليم الأطفال، أفكار عديدة تدور في ذهنه، لكنه يمشي بثبات إلى الجهة المقابلة، غير آبه بمشاعر الخوف التي تعتريه.

يعبر من إحدى التلال القريبة باتجاه الطرف الآخر، على جبهة «باشكوي»، يظن عناصر النقطة التابعة لـ»جبهة النصرة»، أنه هجوم مباغت عليهم، يتم وضع السلاح في وضع الاستعداد، و»محمد» يصرخ قائلا «أنا اريد الانشقاق لا تطلقوا النار»، حينها يسمع شقيقه «أحمد» صوت أخيه، فيهرع مسرعا، لإنقاذه وإيضاح الأمر لعناصر «جبهة النصرة».

يقول»محمد» واصفا تلك اللحظة «لقد نسقت للانشقاق على النقطة التي يرابط فيها شقيقي، لكنني أخطأت النقطة المتفق عليها، حيث هرعت مسرعا، قبل أن تلتوي رجلي وأقع على الأرض في الطريق، لأصل بعد دقائق قليلة إلى الطرف المقابل، محاولا إقناع عناصر «النصرة»، بأنني انشققت عن النظام، حينها وصل أخي في الوقت المناسب، والتقينا من جديد بعد ثلاثة أعوام من الفراق، أنا في العمل في حلب المدينة، وهو يحمل السلاح إلى جانب الثوار، وبالتحديد مع «حركة أحرار الشام».

يتابع حياته، بعد الانشقاق عن قوات الأسد، في مدينة تركية حدودية، حيث يقوم بتعليم الأطفال، ومعالجهتم نفسيا، حيث يحمل إجازة في علم النفس من جامعة حلب، منوها بأن منتهى طموحه رسم الابتسامة على وجه طفل خرج لتوه من أتون الحرب الدائرة في البلاد، مؤكدا على أنه لولا الاعتقال من قبل قوات الأسد، لما التحق بصفوف تلك القوات التي يغلب عليها طابع الميليشيات.

 

الجبير: نختبر نوايا روسيا وإيران بشأن رحيل الأسد

الرياض – العربي الجديد

أشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اليوم الأربعاء، أن بلاده “تختبر نوايا روسيا وإيران خلال اجتماع فيينا حول سورية”، لافتاً إلى أن الرياض “لن تستمر في المفاوضات إن رأت بأن الطريق أمام الحل السياسي مسدود، وستلجأ لطرق أخرى”.

الجبير وخلال مؤتمر صحافي، في الرياض، مع نظيره البريطاني، فيلب هاموند، اعتبر أن “اختبار النوايا سيكون من خلال “وضع جدول زمني محدد للعملية الانتقالية وإذا رفضوا (إيران وروسيا) هذا، فمعناه أنهما غير جادين في إيجاد حل سياسي في سورية”.

وأكد الجانبان، البريطاني والسعودي، أن البلدين متفقان على قيام مرحلة انتقالية في سورية من دون بشار الأسد، مشددا على ان الأخير يجب أن يرحل عبر عملية انتقالية يترأسها مجلس انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة.

كما أوضح الجبير إلى أن “السعودية تريد أن يرحل الأسد من خلال حل سياسي، لا عسكري، لكن كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، معتبراً أن رحيل الأسد يجب أن يحصل لأنه “فاقد للشرعية، وتسبب بقتل أكثر من 350 ألف سوري، وتشريد أكثر من 12 مليون سوري لاجئ”.

وفي سؤال حول الموقف العُماني، والاجتماعات التي تمت بين وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، والرئيس السوري، أجاب الجبير: “كل دول التعاون الخليجي تتقاسم ذات الموقف من الأزمة السورية”، مشيراً إلى أنّه لم يلتق بالوزير العُماني لمعرفة نتائج المباحثات التي تعقدها مسقط، ولكن لا نشك في نوايا الأشقاء في عُمان. دول الخليج تتقاسم المصير ذاته”.

من ناحيته، أوضح هاموند أن “لا مكان للأسد في مستقبل سورية، لأن يده ملطخة بالدماء بما لا يسمح له بالبقاء في العملية الانتقالية”، مشدداً على أن بلاده “لن تتنازل عن هذا الموقف. الأسد يجب أن يرحل في وقت ما خلال العملية الانتقالية”.

كذلك، أكّد أن “الحوار مستمر من أجل ردم الفجوة بين كل الأطراف تجاه صياغة العملية الانتقالية في سورية”.

وفي الشأن اليمني، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن “الأوضاع في اليمن تتجه لانفراج”، مؤكداً أن “الحكومة الشرعية في اليمن استعادت أغلب الأراضي التي كان يسيطر عليها المتمردون، بالإضافة إلى أن الحكومة عادت للعمل من الأراضي اليمنية”.

وأضاف “المساعدات الإنسانية تصل إلى اليمن”، لافتاً إلى “منع التحالف العربي وصول شحنات أسلحة إلى المتمردين”.

أما هاموند فقد اعتبر أن الحل يقترب في اليمن، إذ “حققت العمليات العسكرية أهدافها وتدفع المتمردين لطاولة مفاوضات سياسية”، داعيا إلى “البدء بتحسين الأوضاع الإنسانية، وضمان إرسال مساعدات”.

 

إيران ومصر والعراق ولبنان تنضم لمشاورات فيينا السورية غداً

طهران – فرح الزمان شوقي ، وكالات

أعلن مصدر دبلوماسي روسي في موسكو، اليوم الأربعاء، أن “وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، سيعقدون اجتماعاً، مساء الخميس، في فيينا لبحث النزاع السوري”، فيما أعلنت إيران ومصر والعراق ولبنان، انضمامهم إلى المحادثات يوم الجمعة.

وقال المصدر: “سيعد لقاء رباعي بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، مساء غد (الخميس) عند الساعة 18,00 ت.غ.، في فيينا على مستوى وزراء الخارجية”.

وأضاف أن “وزراء الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأميركي، جون كيري، والسعودي، عادل الجبير، والتركي، فريدون سينيرلي أوغلو، يمكن أن ينضم إليهم، أيضاً، الجمعة نظراؤهم من إيران ومصر والعراق ولبنان، الذين دعتهم الولايات المتحدة، في حال لبت هذه الدول الدعوة”.

وكان أول لقاء رباعي عقد، الجمعة الماضي في فيينا، لبحث آفاق تسوية النزاع في سورية.

واستبعد وزير الخارجية الأميركي آنذاك مشاركة إيران، في اجتماع فيينا في ظل الأوضاع الراهنة، لكن وزارة الخارجية الأميركية أعادت النظر في موقفها، أمس الثلاثاء، مشيرة إلى إمكانية مشاركة طهران.

وأعلنت إيران، أن وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، سيشارك في محادثات فيينا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، مرضية أفخم، أن بلادها تسلّمت رسمياً دعوة حضور اجتماع فيينا يوم الجمعة المقبل.

كما أشارت إلى أن “وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، قد بحثا تطورات الوضع الإقليمي والأزمة السورية، خلال اتصالين هاتفيين بينهما يومي الأربعاء والثلاثاء”.

مصر بدورها، بحسب “الأناضول”، أعلنت مشاركتها الرسمية في مشاورات فيينا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيدإن، في بيان إن “وزير الخارجية سامح شكري سيتوجه من نيودلهي، حيث يشارك في القمة الهندية الأفريقية إلى فيينا، مساء يوم غد الخميس، للمشاركة في الاجتماع الوزاري حول سورية المقرر عقده في العاصمة النمساوية، يوم الجمعة المقبل بمشاركة دولية وإقليمية”.

وفي السياق ذاته، علم “العربي الجديد” أن “وزير خارجية لبنان جبران باسيل سيُشارك في مؤتمر فيينا يوم الجمعة المُقبل”، لكن مصادر وزارة الخارجية رفضت تأكيد أو نفي مُشاركة باسيل في الاجتماع التنسيقي الذي وجهت روسيا دعوات لإيران ومصر والعراق ولبنان للمشاركة فيه قبل يوم واحد من المؤتمر.

وسيركز باسيل في كلمته على عنواني “مكافحة الإرهاب” و”خطر النزوح السوري إلى لبنان”، وفق مصادر “العربي الجديد”.

كذلك، أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أن “وكيل وزارة الخارجية لشؤون العلاقات الثنائية نزار الخير الله، سيحضر المحادثات”.

 

سوريون يتملكون عقارات بتركيا بحثاً عن الإقامة الدائمة

اسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

تضاعفت إعلانات الشركات العقارية، التي تستهدف اللاجئين السوريين بعد سعيهم إلى إقامة دائمة في تركيا، هرباً من واقع استمرار الحرب في سورية، وعدم ظهور حلول في الأفق تفتح لهم أبواب الأمل للعودة إلى وطنهم.

وفي ظل تزايد مخاطر الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية وبدء حكومة أنقرة تشديد إجراءات الإقامة، لدرجة عدم السماح للاجئين بالتنقل بين المدن التركية، دون إذن مسبق من “الجهات المختصة”، اندفع السوريون لشراء العقارات، للحصول على الإقامة، خاصة بعد قرارات البرلمان التركي في سبتمبر/أيلول 2012، التي أجازت لهم الملكية ولكن بشروط.

ويقول المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، جيواد غوك، لـ”العربي الجديد”، إن الحكومة التركية بدأت تسهيل الإجراءات للسوريين منذ عام 2011 سواء لجهة العمل أو إقامة مشروعات اقتصادية أو حتى التملك.

ولكن لم يصدر قرار بشأن منح السوريين جنسية إذا تملكوا عقارا، رغم ما أشيع أخيراً حول هذا الموضوع، لكن ملكية العقار تمنح السوري إقامة سنوية تجدد تلقائياً كل سنة.

ويضيف غوك: حتى هذا اليوم لا يوجد أي قانون أو تصريح صريح من الحكومة التركية يمنع بموجبه المواطن السوري من التملك في تركيا، لكن يوجد توصية قديمة غير معلنة تحظر على السوريين التملك لأسباب سياسية.

وحول الحالات التي يمكن للسوريين خلالها التملك بتركيا يضيف غوك، هناك ثلاث حالات وهي، تأسيس شركة في تركيا، والتي يعتبرها القانون التركي بمثابة شخصية اعتبارية يحق لها تملك العقارات والإقامة، وتأسيس شركة مع شخص تركي، والتملك باسم شخص “أجنبي” تركي أو غيره.

ويتفق كثيرون أن اللاجئين ولا سيما السوريين الذين يزيدون على مليون لاجئ، قد ضاعفوا أسعار الإيجارات بتركيا عموماً، وفي المدن الحدودية وإسطنبول على وجه التحديد، فزاد إيجار البيت من 400 ليرة تركية (الدولار = 2.90 ليرة) عام 2012 إلى أكثر من 1000 ليرة حالياً، كمعدل عام في المدن المستهدفة من السوريين.

وما بدأ يتردد أخيراً عن منح مالكي العقارات إقامة سنوية وربما جنسية لاحقاً، دفع السوريين لشراء مزيد من العقارات التي ارتفعت أسعارها بنحو 40% خلال الأربع سنوات الماضية، حسب صاحب المكتب العقاري بمنطقة الفاتح بمدينة إسطنبول، خليل يلماظ.

ونشط بالتوازي نشاط إقامة الشركات والمكاتب العقارية، حيث أسس السوريون نحو 30% من مجمل الشركات المؤسسة بتركيا من قبل الأجانب خلال النصف الأول من العام الجاري، وفق إحصاءات رسمية تركية.

ويقول مسؤول بقسم المبيعات بشركة “هومز” التركية، مصطفى الغزاوي، إن القانون التركي، حتى الآن لا يجيز للسوريين التملك المباشر بأسمائهم الصريحة، ولكن يمكن للسوريين التملك بأسماء شركات يؤسسونها وتكون الملكية باسم الشركة، ومن خلالها يمكن منح السوريين إقامة سنوية تجدد بوجود المالك حتى بيع العقار.

ويضيف الغزاوي لـ”العربي الجديد”، أن تأسيس شركة في تركيا بهدف تملك شقق للبيع في تركيا لا يستغرق أكثر من يومين فقط، وتحصل على الرقم الضريبي والسجل التجاري ويمكنك بعدها فتح حساب مصرفي.

وحول تكاليف تأسيس شركة للحصول على سجل تجاري يمكّن السوريين من التملك تقول مسؤولة بقسم العلاقات العامة بشركة هومز فرع إسطنبول، حلا، تبلغ التكاليف بين 5 حتى 8 آلاف ليرة تركية، على حسب الشركة ونوعها وفترة التأسيس.

وأضافت حلا لـ”العربي الجديد”، أن بعض التسهيلات تقدم للسوريين لجهة التقسيط على فترات زمنية طويلة “حتى خمس سنوات” ولا تنقل الملكية ريثما ينتهي التقسيط، ويكون العقد بالتراضي بين المالك والمشتري السوري الذي ستسجل الملكية باسم سجله التجاري ويتراوح السعر بين 75 ألف دولار و100 ألف على حسب المنطقة والمساحة والمواصفات.

وأشارت موظفة العلاقات العامة بشركة “هومز” التركية: تبلغ تكلفة تأسيس شركة في تركيا أجرة المحامي والرسوم والترجمة، فضلاً عن ضرائب الثروة والبيئة والتي تحدد بحسب نشاط وفواتير الشركة.

 

وشكل السوريون أكثر من ثلث إجمالي الشركات التي أقامها المستثمرون الأجانب في النصف الأول من العام الحالي 2015. واحتل المستثمرون السوريون المرتبة الأولى في قائمة الشركاء الأجانب بنسبة وصلت إلى 25.2%، ويقدر حجم الاستثمارات الحقيقي للسوريين بنحو 4.3 مليارات دولار، حسب المستثمر السوري بقطاع الأغذية في إسطنبول نزار بيطار، لـ”العربي الجديد”.

وأشار بيطار إلى أن كل ما قيل حول منح السوريين مالكي العقارات والشركات جنسية تركية “هو شائعة حتى الآن، رغم أن جهات رسمية أكدت أن الموضوع قيد الدراسة الجدية”، منوهاً أنه ليس جميع الشركات التي أسسها السوريون تخولهم تملك العقارات، بل فقط الشركات المحدودة.

وأضاف المستثمر السوري أن شراء العقارات ليس استثماراً رابحاً بقدر ما هو استقرار، فما يربحه البيت قد يأكله التضخم، كما أن عائد منزل سعره 300 ألف ليرة تركية الشهري لا يزيد على 1000 ليرة شهرياً في حالة تأجيره.

وفي المقابل قال صاحب شركة عقارية ثائر شعبان، إن ارتفاع أسعار العقارات “هو أضمن استثمار بتركيا اليوم في واقع تهافت السوريين على الاستثمار بالمطاعم والتجارة”.

وأضاف شعبان لـ”العربي الجديد”، لقد ارتفعت نسبة شراء السوريين عقارات هذا العام بنسبة كبيرة، فبعد أن اتجه السوريون للاستثمارات الصغيرة، من مطاعم وورش نسيج وصناعات صغيرة، لجأوا إلى شراء العقارات، سواء بهدف التجارة، نظرا للارتفاعات الكبيرة بأسعار المنازل بعد عام 2011 أو لتأجيرها واستثمارها مستفيدين من التسهيلات التركية.

وكان اتحاد الغرف وبورصات السلع في تركيا قد أكدا خلال إحصاءات 2014، احتلال السوريين المركز الأول في الاستثمارات الأجنبية المساهمة في الشركات المؤسسة حديثاً.

وبحسب الاتحاد، فإن نحو 10%، أو ما يعادل 489 شركة من الشركات التي تم تأسيسها أخيراً، كانت إما بشكل مباشر من السوريين أو عبر شراكتهم مع الأتراك.

وحول أسعار العقارات أشار ثائر شعبان، إلى أنه لا يوجد سعر محدد، فالمدينة والموقع والمساحة تحدد السعر.

وكان المصرف المركزي التركي في يوليو/تموز الماضي، عن تسجيل ارتفاع كبير في أسعار العقارات في مختلف المدن التركية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2015، خاصة مدينة إسطنبول، التي سجلت فيها أقوى الارتفاعات.

وأوضح المصرف أن مؤشر أسعار العقارات في مختلف مدن البلاد ارتفع بنهاية شهر مايو/أيار الماضي بنسبة 19.98% قياسا بالفترة نفسها من العام الماضي.

 

20 جريحاً بينهم أطفال في قصف روسي بريف حمص

أنس الكردي

جدد الطيران الروسي، صباح اليوم الأربعاء، استهدافه ريف حمص الشمالي موقعاً نحو 20 جريحاً بينهم أطفال وكبار في السن، في وقت تستمر معاناة أكثر من خمسين ألف شخص نزحوا من المناطق التي تتعرض لقصف عنيف.

وأفاد الناشط الإعلامي، سامر الحمصي، لـ “العربي الجديد” أن الطيران الروسي قصف بصواريخ فراغية قرية هبوب الريح، مما أدى إلى جرح 20 مدنياً بينهم أطفال وكبار في السن”، مبيّناً أن ذلك “بالتزامن مع غارات جوية أخرى على قرى شرشوح والسعن الأسود، الأمر الذي أحدث دماراً كبيراً في المنطقة”.

وأردف الحمصي، إن “الطيرن الروسي استهدف بالخطأ مواقع تابعة لقوات النظام في حاجز غانم في قرية جبورين على أطراف بلدة الغنطو”.

وكان الطيران الحربي التابع للنظام استهدف، في منتصف الليل، مدينة الرستن بغارتين بالصواريخ الفراغية دون أنباء عن إصابات.

من جانبه، قال مراسل شبكة شام أحمد عرابي لـ “العربي الجديد” إن “قوات النظام تستمر في استهداف مدينة الحولة بقذائف الدبابات والمدفعية من حاجز قرمص ومؤسسة المياه، وسط تراجع ملحوظ في حدة الاشتباكات ما بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني على جبهات تيرمعلة وجوالك وسنيسل”.

في هذه الأثناء، لفت الحمصي إلى أن “أكثر من خمسين ألف مدني نزوحوا

من بلدات تيرمعلة، الغنطو، الدار الكبيرة، سنيسل، جوالك المحطة، المشروع الحلموز، هبوب الريح، العثمانية، الشعبانية، الجاسمية، باتجاه مناطق أخرى، هرباً من القصف المركز على هذه المناطق، وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”.

وتحدث الحمصي عن “معاناة كبيرة يعيشها النازحون مع غياب أماكن تأويهم ولجوء عدد كبير منهم الى الخيام مع استمرار المنخفض وهطول الأمطار على مناطق الريف الشمالي وفقد معظم المواد الأساسية وارتفاع أسعارها وعجز المنظمات الإنسانية والمجالس المحلية عن تقديم المساعدة لهؤلاء النازحين”.

وأشار إلى أن هذا الوضع “دفعهم لتكرار نداءات الاستغاثة لمساعدة المدنيين في الريف الشمالي الذي أصبح منكوباً”.

واليوم هو الرابع عشر على بدء الحملة العسكرية الروسية على ريف حمص الشمالي، في مسعى لمساعدة النظام السوري باستعادة المناطق المحررة بدءاً من الرستن وصولاً إلى ‏تلبيسة من أيدي قوات المعارضة.

وقال الائتلاف السوري المعارض، أمس، إنّ 1511 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، قتلوا منذ بدء الغارات الروسية على سورية، نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حتى السادس والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، فضلاً عن تدمير 12 مشفى ومركزاً طبياً، إضافة إلى مدارس ودور عبادة ومؤسسات خدمية ومناطق أثرية.

 

حصيلة قتلى إيران في سورية في تزايد

طهران – فرح الزمان شوقي

ذكر موقع مشرق الإيراني، اليوم الأربعاء، أن عنصراً جديداً من عناصر قوات التعبئة أو البسيج المتواجدين في سورية، وهو مهدي كائيني، قد لقي مصرعه خلال اشتباكات ضد قوات المعارضة السورية المسلحة، دون أن يذكر الموقع تفاصيل أو مكان مقتله.

 

وقال “مشرق” إن كائيني هو أحد المدافعين عن مرقد السيدة زينب الواقع جنوب العاصمة دمشق.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، ليل أمس الثلاثاء، أن الملازم ثاني مسلم نصر التابع للواء الجوي 33، والمحسوب على قوات الحرس الثوري الإيراني قد قتل في سورية هو الآخر خلال مواجهات مسلحة في محيط مدينة حلب، وأشارت فارس إلى أن نصر كان يتولى القيام بمهام عسكرية لمواجهة الإرهابيين والتكفيريين شمال سورية، على حد وصف الوكالة.

 

وذكرت “فارس” كذلك أن خان علي يوسفي، وهو من اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران قد قتل هو الآخر، خلال معارك في حلب السورية، ولم تذكر الوكالة رتبته العسكرية.

وبإحصاء أعداد من أعلنت عن مقتلهم المواقع الرسمية الإيرانية خلال الأيام الأخيرة، فإن اثني عشر قتيلاً، منهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني وقياديون في قوات التعبئة أو البسيج قد فقدوا حياتهم في سورية، خلال الأيام القليلة الماضية، إثر اشتباكات ضد مجموعات مسلحة، كما قتل معظمهم في حلب أو بالقرب منها.

 

وذكرت المواقع سابقاً أن القيادي في لواء “فاطميون” رضا خاوري قد قتل هو الآخر، ويضم هذا اللواء مقاتلين من الأفغان الشيعة المقيمين في إيران، كما نقلت، يوم الاثنين، نبأ مقتل مصطفى صدر زاده التابع لقوات البسيج، فضلاً عن الضابطين سجاد طاهر نيا وروح الله عمادي، والعنصر في البسيج بويا إيزدي، وهو الإيراني الأول من مدينة أصفهان.

 

وأعلنت المواقع، الثلاثاء، عن مقتل كل من حميد رضا دائي تقي وجبار عراقي، وقالت المواقع إنهما من المدافعين عن المراقد الدينية في سورية، وبعدها بساعات أعلنت عن مقتل عنصر في القوات الخاصة التابعة للحرس محمد ظهيري في حلب أيضاً.

 

حلب:”داعش” يتقدم في السفيرة..وروسيا ترد بغارات على المدنيين

خالد الخطيب

شن تنظيم “الدولة الإسلامية”، الثلاثاء، هجوماً معاكساً ضد قوات النظام والمليشيات الداعمة له، في ريف حلب الجنوبي الشرقي، بالقرب من مدينة السفيرة و”معامل الدفاع”. عمليات “الدولة الإسلامية” العسكرية على مدى اليومين الماضيين، كانت متزامنة على أكثر من محور: تل عرن والأحياء الشمالية من مدينة السفيرة والجبول ومطار كويرس العسكري.

 

وتمكن التنظيم من استعادة السيطرة على بلدة الجبول بعدما خسرها مؤخراً، وهي تقع إلى الشرق من مدينة السفيرة. كما استعاد التنظيم أجزاءاً واسعة من بلدة تل عرن، وسيطر على أحياء في القسم الشمالي من مدينة السفيرة، التي تعتبر المعقل البشري الأهم بالنسبة للنظام بالقرب من معامل الدفاع.

 

معارك اليومين الماضيين كانت الأعنف على الإطلاق بين قوات النظام والميليشيات المساندة له من جهة، وميليشيات التنظيم من جهة ثانية، وذلك منذ بدء زحف قوات النظام باتجاه مطار كويرس لفك حصاره مطلع تشرين أول/أوكتوبر.

 

ودخل تنظيم “الدولة الإسلامية” مدينة السفيرة من الجهة الشمالية، ملتفاً على قوات النظام بعد اختراق خطوطها الدفاعية في بلدة تل عرن شمالاً. وتخلل معارك الثلاثاء، تفجير التنظيم لأكثر من خمس سيارات مفخخة، يقودها انتحاريون، استهدفت الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام في السفيرة وتل عرن. وكانت تلك التفجيرات هي العامل الأبرز في تقدم التنظيم على حساب قوات النظام والميليشيات، التي بدت مذعورة على خلفية الالتفاف غير المتوقع من قبل التنظيم ومهاجمته للمواقع الخلفية لقوات النظام في قلب مدينة السفيرة.

وانسحب عناصر التنظيم، ظهر الأربعاء، من النقاط التي سيطروا عليها الثلاثاء، في حي الجنينات والعزيزية شمالي مدينة السفيرة، إلى قرية الصبيحة، بعد اشتباكات دامت طيلة ساعات الليل. وقصفت الطائرات الروسية، ليل الثلاثاء/الأربعاء، الحيين بأكثر من 30 غارة جوية. وتعرض الحيان إلى سقوط مئات القذائف المدفعية والصاروخية من مواقع قوات النظام في “معامل الدفاع”.

ولايزال التنظيم مسيطراً على معمل الكابلات والزيوت في محيط السفيرة، والمعارك مستمرة بين الطرفين، بالتزامن مع قدوم تعزيزات إضافية لقوات النظام والميليشيات إلى المنطقة.

نجاح التنظيم في نقل المعركة من عمق مناطق سيطرته إلى مدينة السفيرة، يعتبر علامة فارقة في الصراع في ريف حلب الجنوبي الشرقي؛ فالسفيرة تعتبر “النقطة صفر”، ومنها انطلقت قوات النظام، وأضحت على بعد كيلومترات قليلة من مطار كويرس، بعد سيطرتها على قرى وبلدات إلى الشرق من السفيرة. وإذا ما تمكن التنظيم من السيطرة الكاملة على السفيرة وضواحيها القريبة، يسهُل هزيمة قوات النظام وميليشياته المتوغلة في مناطق تل سبعين وبقيشة وجديدة ودكوانة وقصير الورد وناصرية وحويجينة وتل نعام، بسبب محاصرة التنظيم لها من أربع جهات.

 

عضو “مركز السفيرة الإخباري” شادي السفراني، أكد لـ”المدن”، أن أكثر من 100 عنصر تابعين لقوات النظام والميليشيات، قد قتلوا في السفيرة، على خلفية معارك الثلاثاء. وأشار السفراني إلى أن التنظيم يكثف من ضغطه داخل المدينة، محاولاً التمدد فيها أكثر، بغية السيطرة عليها بشكل كامل. وذلك في ظل تخبط قوات النظام وخلخلة صفوفها. وأضاف السفراني أن تنظيم “الدولة الإسلامية” خسر بدوره أعداداً كبيرة من مقاتليه، في الأحياء التي سيطر عليها حديثاً في المدينة، بعدما استهدفها الطيران الروسي بالغارات الجوية. وفي الوقت ذاته، نفذت المقاتلات الروسية أكثر من عشرين غارة على الخطوط الخلفية للتنظيم في قرى وبلدات تل أحمر وقطبيه والجبول وأم أركيلة والشيخ أحمد ومفلسة وريان.

 

وفي السياق، لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على مساحات واسعة من طريق إمداد قوات النظام والذي يغذي مناطق سيطرتها في حلب؛ من إثريا حتى خناصر. كما اقترب التنظيم من بلدة خناصر وأصبح على بعد كيلومترات قليلة منها، على الرغم من المحاولات المتكررة لقوات النظام والميليشيات المساندة لها، لتسيير أرتال مؤللة، لفتح الطريق واستعادته بمساندة جوية روسية. ونفذت المقاتلات الروسية، الثلاثاء، أكثر من خمسين غارة جوية على مواقع التنظيم، على طول الطريق المسيطر عليه.

 

قطع طريق الإمداد الاستراتيجي، أثر سلباً على قوات النظام في حلب، والتي تخوض حرباً بلا هوادة برعاية روسية-إيرانية، وبدعم ميليشيا “حزب الله” اللبناني، ضد معاقل المعارضة في ريف حلب الجنوبي. تلك القوات كادت أن تحقق غايتها لولا الصمود الذي أبدته المعارضة منذ منتصف تشرين أول/أوكتوبر، على الرغم من عدم التكافؤ في القدرات العسكرية واللوجستية لدى الطرفين.

 

وشهدت جبهات ريف حلب الجنوبي، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة، خلال الأيام الماضية، فتوراً نسبياً، بالمقارنة مع مستوى العمليات في أيام الهجوم الأولى، والتي سجلت فيها قوات النظام والميليشيات تقدماً واضحاً على طول جبهات القتال. ويعود ذلك إلى تمكن المعارضة من التصدي للقوات المهاجمة، على المحاور الرئيسية، التي تستهدف المواقع الحيوية الأبرز في ريف حلب الجنوبي؛ ومنها بلدات الحاضر والعيس والزربة، التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة. كما قامت المعارضة بفتح جبهات قتال أخرى ضد قوات النظام، في أحياء الشيخ سعيد وسيف الدولة في مدينة حلب، ما خفف الضغط عن جبهاتها في الريف الجنوبي. كما أن التطورات المتسارعة والهجوم العكسي الذي يشنه تنظيم “الدولة الإسلامية” على مدينة السفيرة، وقطعه لطريق امداد قوات النظام، كان له أثر بالغ في تحول الجهد العسكري لقوات النظام من الجنوب إلى الجنوب الشرقي، لدرء خطر التنظيم الذي اقترب من “معامل الدفاع”، وهي أهم قاعدة عمليات عسكرية للنظام وإيران وروسيا في الشمال السوري.

 

مدير المكتب الإعلامي في “لواء السلطان مراد” محمد نور، أكد لـ”المدن”، أن اشتباكات متقطعة شهدتها جبهات ريف حلب الجنوبي، على محاور: كفرعبيد وخان طومان، ولم تسفر عن أي تغيير في خريطة السيطرة التي بقيت على حالها منذ السبت، ما عدا مواقع استرجعتها المعارضة في محيط تلة المحروقات بالقرب من خان طومان والسابقية.

 

على صعيد آخر، كثفت المقاتلات الحربية الروسية من قصفها لمناطق سيطرة المعارضة المسلحة. وطال القصف على ريف حلب الشمالي، الثلاثاء، بلدة حيان التي استهدفتها المقاتلات الحربية بأكثر من عشرة صواريخ فراغية وأخرى عنقودية، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم مراسل شبكة “شهبا برس” جمعة الأحمد، وعنصران من “الدفاع المدني” في مركز حيان. وتسببت الغارات الروسية في تدمير جامع حيان الكبير، بالكامل، والعديد من الأبنية المحيطة.

 

وقتل 7 مدنيين، على الأقل، في منطقة آسيا في بلدة كفرحمرة، في القصف الروسي، فجر الأربعاء. وطالت الغارات الروسية مدينتي حريتان ودارة عزة، وبلدتي حيان وكفر جوم ومنطقة الملاح، ما تسبب في مقتل عشرة أشخاص، بينهم أطفال في حريتان.

 

أما في ريف حلب الجنوبي، فقد أغار الطيران الروسي على البلدات والقرى المحررة، ومنها تل حدية التي قتل فيها 12 مدنياً، على الأقل، بينهم أطفال ونساء. كما طال القصف كلاً من خلصه والزربة وخان طومان وريف المهندسين والحاضر وايكاردا، بالإضافة لاستهداف الطيران لسيارات نقل خاصة تعود لمدنيين هاربين من القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، والتي يطالها القصف المدفعي والصاروخي المركز من قبل قوات النظام، ما تسبب بمقتل عشرة أشخاص.

 

“برنامج الغذاء العالمي” يستأنف تقيم المساعدات للسوريين

رفض عدد من اللاجئيين السوريين والعراقيين، الإقامة في إحدى المناطق المخصصة لهم في موقع ليميدسفورسن، غرب السويد، بحجة أن المكان معزول جداً والطقس شديد البرودة في المنطقة، وأعرب جزء منهم عن رغبته في العودة إلى ألمانيا.

 

وكانت السلطات السويدية تأمل في ابقاء اللاجئين البالغ عددهم نحو ستين شخصاً، في هذا الموقع، إلى حين النظر في طلبات اللجوء الخاصة بهم. واعتبر المسؤول عن بعثة اللاجئين غونا غروفالدس، أنه “ليس هناك بديل، وهذا كل ما لدينا لتقديمه”، مشيراً إلى أن المفاوضات مستمرة مع خمسة عشر شخصاً من اللاجئين. وتعرضت مراكز إيواء اللاجئين في السويد إلى سلسلة من الحرائق معظمها، بحسب المحققين، مفتعل. وكان آخر حريق في مراكز الإيواء قد وقع ليلة الاثنين في مدينة مونكيدال في جنوب غرب السويد.

 

وكان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن عن استئنافه لبرنامج المساعدات التي يقدمها للاجئين السوريين في الأردن، بعد توقف دام لأكثر من شهر. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن نحو 600 ألف، فيما يبلغ عدد من هم غير مسجلين في المفوضية نحو 800 ألف لاجئ. ويحتاج برنامج الغذاء العالمي إلى 15 مليون دولار شهرياً للاستمرار بعمله. ويقول منسق عمليات الطوارئ للبرنامج في الأردن جوناثان كامبل، إن مسحاً أجراه البرنامج لعائلات اللاجئين السوريين أظهر أن “نصف اللاجئين السوريين يفكرون بمغادرة الأردن. 20 في المئة منهم إلى أوروبا”.

 

وفي إطار سعي دول الاتحاد الأوروبي إلى تحسين مستوى المعيشة للاجئين في دول الجوار بهدف الحد من موجة اللجوء إلى أوروبا، كان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، منذ حوالى شهر، عن تقديم مساعدات مالية لدول الجوار السوري. وحصل الأردن، مطلع الشهر الحالي، على منحة بقيمة 25 مليون يورو من هولندا، هدفها تخفيف عبء أزمة اللجوء السوري، ويأتي هذا المبلغ كجزء من منحة قيمتها 110 ملايين يورو تعهدت الحكومة الهولندية بتقديمها.

 

من جهة ثانية، اعتبر المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، أن السياسيين الذين يستخدمون لغة مهينة في الحديث عن اللاجئين والمهاجرين سيتسببون في العنف والعنصرية والتعصب. وقال في حديث أمام طلاب ودبلوماسيين في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف، الثلاثاء، “تعلمنا من التاريخ أنك بمجرد ان تصنف الناس باستخدام اوصاف مثل أنهم يمثلون تهديداً.. فإنك عندئذ تكون قد بدأت عملية تجريدهم من مشاعرهم الإنسانية”. واعتبر الحسين أن على السياسيين أن يتحلّوا بالمسؤولية عند ممارستهم لحرية التعبير عن آرائهم.

 

فيينا: الرباعية الدولية تجتمع الخميس.. وطهران تشارك باجتماع الجمعة

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، خلال استقباله رؤساء استخبارات بلدان رابطة الدول المستقلة بمقره في بلدة نوفو- أوغاريوفو، في ضواحي موسكو، على ضرورة تطوير وتنسيق العمل الاستخباراتي والأمني إلى أعلى مستوى. وأوضح أن جميع بلدان الرابطة تعول على زيادة فعالية عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارات، وضرورة تنسيق عملياتها في كافة المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب.

 

وأشار بوتين في رسالة وجهها إلى قادة أجهزة الأمن والاستخبارات للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقبلة، إلى أن الإرهابيين يستغلون الشرق الأوسط كقاعدة لتدريب مقاتلين جدد، قبيل إرسالهم إلى مناطق أخرى لزعزعة الاستقرار فيها. وجاء في الرسالة أيضاً “إن الأوضاع الجيوسياسية الآنية في العالم تملي علينا ضرورة البحث عن سبل فعالة جديدة للرد على التحديات والمخاطر المعاصرة، وإن تكثيف الإرهابيين لأنشطتهم، واندماج التنظيمات المتطرفة مع الجريمة المنظمة العابرة للقارات، بات اليوم ظاهرة خطيرة للغاية”.

 

من جهة ثانية، أعلن مدير هيئة الأمن الفدرالية ألكسندر بورتنيكوف، خلال الاجتماع أن استجابة روسيا لطلب القيادة السورية بتقديم المساعدة العسكرية كان هدفه “منع عودة المسلحين إلى أوطانهم”. وقال بورتنيكوف: “إن مسلحين عائدين من النقاط الساخنة في الشرق الأوسط ومنطقة أفغانستان وباكستان يهددون أمن بلدان رابطة الدول المستقلة”.

 

على صعيد آخر، تنتظر العاصمة النمساوية فيينا استئناف جولة المباحثات الرباعية يومي الخميس والجمعة، حيث من المقرر أن يعود وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول، لعقد اجتماعهم الرباعي الخاص حول سبل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. كما من المقرر أن تتم دعوة مجموعة من وزراء خارجية دول إضافية في اجتماع موسّع الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول، ستحضره إيران، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف سير التحضير لاجتماع فيينا. وقالت وزارة الخارجية: “إن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول اللقاء المزمع (عقده) الأسبوع الحالي في فيينا. والذي سيحضره ممثلون عن جميع الدول الفاعلة في المنطقة”. وأضافت: “المشاركون سيبحثون في فيينا سبل تنسيق الجهود بما يخدم مكافحة الإرهاب والعمل على إطلاق الحوار السياسي بين السوريين في أسرع وقت ممكن”.

 

في السياق، عبر الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، عن أمله في أن تفضي المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة إلى إيجاد فرصة للسلام في سوريا. وأشار عنان في حديثه يوم الثلاثاء 27 أكتوبر/ تشرين الأول أمام طلبة ودبلوماسيين كان منهم الأخضر الابراهيمي المبعوث الدولي السابق إلى الشرق الأوسط أن مفتاح حل وانهاء الحرب الاهلية التي تعصف بسوريا هو اقناع “الحكومات التي تمول الحرب والتي تقدم الأموال والاسلحة الى الاطراف المسؤولة” بالعمل معاً.

 

وقال عنان: “في هذا الوضع، دور روسيا والولايات المتحدة جوهري. إذا توصل الإثنان إلى طريقة للعمل بفعالية معاً والعمل مع الاخرين، فإننا سنجد حلاً”. وأضاف عنان، وهو الذي كان قد سبق أن تولى مهمة الوسيط الدولي إلى الشرق الأوسط عام 2012 ولم يكتب لمهمته النجاح: “ربما الأمر كان سابقاً لأوانه في 2012، لعله لم يكن ناضجاً. لكن اليوم نرى اتصالات لم تكن ممكنة في 2012 أو حتى قبل عام حيث يجري السعي إلى اجتماعات بين الروس والسعوديين والأميركان والأتراك لمحاولة إيجاد حل مشترك”.

 

واشنطن تحاور الأسد في دمشق

فادي الداهوك

انتهت محادثات فيينا، يوم الجمعة الماضي، من دون أن يصدر موقف، أو بيان، عن وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية وتركيا. يتكشّف من ذلك الأمر أن المحادثات لم تجرِ على ما يرام، وأن هناك من سعى إلى إفشالها، أو تأخير التوصل إلى تفاهمات، من أجل تحصيل “اتفاق” مرضٍ.

 

تبدو واشنطن في موقف المراقب للانخراط الروسي في العمليات العسكرية على الأرض السورية. في هذا القول شيء من الصحة إذا كانت المقارنة بين محدودية الدور الأميركي العسكري في سوريا، واقتصاره على تقديم أسلحة محدودة التأثير للمعارضة، وبين دعم روسي واسع للنظام بلغ مرحلة إشراك المقاتلات الروسية في الحرب. لكن في موازاة ذلك، تشتغل الولايات المتحدة على مسارات أخرى تحقق لها شرط الفوز على روسيا، بمساعدة لاعبين إقليميين، تشير معطيات كثيرة إلى أن إيران في مقدمتهم.

 

معظم ما تسرب مؤخراً من مبادرات طُرحت في فيينا، أو من قبل موسكو، يبدو غير منطقي، خصوصاً لناحية الحديث عن خريطة طريق تتضمن انتخابات مبكّرة، ودمج مقاتلي المعارضة مع الجيش السوري، وضرب الأطراف التي قد ترفض هذا الأمر من الفصائل المعارضة… في تلك الأحاديث استسهال كبير أمام أزمة مرّ عليها خمس سنوات، وقد تبدو خريطة الطريق المصرية التي طُرحت في العام 2013، خير ردّ على ذلك الاستسهال، علماً أن مصر لم تشهد حرباً، ولا تدخلات خارجية عسكرية على شاكلة التدخل الإيراني والروسي وحزب الله، ولم تعرف نفيراً للجهاديين من كل قارات العالم تقريباً.

 

تشكل إيران وروسيا حالياً، قوتا التأثير الأعظم على النظام السوري. لكن بين الدور الروسي والإيراني، تبدو طهران صاحبة الغلبة وتتفوق على روسيا بمراحل عديدة. وعلى من يرغب في حلّ الأزمة السورية أن يسأل عن صاحب النفوذ الأكبر، والمتنفّذ بشبكة علاقات مع كل الأطراف المتصارعة، قبل أن يستمع إلى ما في جعبة بوتين.

 

طيلة السنوات الماضية، تمكّنت إيران من السيطرة على معظم المفاصل الحساسة في الهيكلية التي تدار الدولة السورية بموجبها، فأصبحت تتحكم بالاقتصاد السوري، وسيطرت على الأجهزة الأمنية، ونظّمت ميليشيا “الدفاع الوطني” وطوّعتها لتصبح بمثابة قوة عسكرية رديفة للجيش النظامي، وأحياناً كثيرة تفوقه بامتيازات كبيرة، تؤهلها إلى لعب دور رادع لأي قوة أخرى قد تهدد النفوذ الإيراني في سوريا مستقبلاً؛ وهذا النهج يبدو استنساخاً لتجربة دعم الميليشيات الشيعية في العراق وتمكينها من الانخراط في العملية السياسية لاحقاً، مع الإقرار بأن النسخة السورية تضم نسبة من السنة، هي أعلى من تلك التي كانت في صفوف الميليشيات العراقية، وهذه نقطة إضافية لتعزيز نجاح التجربة في سوريا. ما تتفوق به طهران على روسيا أيضاً، هو أنها تملك خطوط اتصال مع المعارضة، ومع التنظيمات السلفية الجهادية، وتفاوضهم على مبادلة جثث مقاتليها بالمعتقلين، وعلى الهدن، وهندسة بعض المناطق في سوريا ديموغرافياً، في الوقت الذي يسخر فيه بوتين من المجتمع الدولي بسؤاله “أين هو هذا الجيش السوري الحر؟”.

 

خلال محادثات فيينا الأخيرة، طرحت روسيا دعوة دول إضافية للاشتراك في المحادثات، وبالطبع من ضمنها إيران. تلك الدعوة قد تكون نابعة من التقدير الروسي لحجم النفوذ الإيراني في سوريا، وعدم إمكان القفز من فوقه لإيجاد تسوية بذلت طهران أكلافاً باهظة من أجل أن تكون مرضية لها أيضاً. وكذلك، قد تكون الدعوة شكلية، لعلم روسيا أن السعودية لن تقبل بالجلوس مع طهران للتفاوض حول سوريا والحرب لا تزال قائمة بينهما في اليمن، وقد تتخذ تركيا موقفاً مماثلاً، فيما تنحّت واشنطن جانباً، وأعلنت بصيغة غير مباشرة أنها لن تعارض دعوة إيران إذا ما نال الأمر إجماع المتباحثين، خصوصاً أنها بوجود السعودية ليست مضطرة إلى اتخاذ موقف كهذا.

 

من ذلك، تسعى واشنطن باتجاه آخر، يبدو للوهلة الأولى وكأنه سيفضي إلى تحالف مع طهران، اللاعب الأقوى في الأرض السورية، مع إعطاء روسيا ما لا ضير في أن تأخذه من حصتها في حل الأزمة السورية. فما بين واشنطن وموسكو تاريخ حادّ من المواجهات، وما بين واشنطن وطهران اتفاق نووي!

 

تتضح مؤشرات هذا السيناريو مع زيارة وزير الخارجية العُمانية يوسف بن علوي إلى دمشق قبل أيام، ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد. تلك الزيارة لم تحفّز موسكو على إبداء موقف أو التعليق عليها. وفي تجاهل الإعلام الروسي، لهذا التطور بالغ الأهمية، ما يعزز الاعتقاد بأن هذه الخطوة أثارت استياءً في الكرملين.

 

خلال المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، استضافت سلطنة عُمان محادثات حاسمة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، أفضت إلى “اتفاق إطار” سبق الاتفاق النهائي في فيينا. وبالنظر إلى دائرة المحتاجين للقناة العُمانية في التواصل مع النظام السوري لطرح مبادرة ما، أو تبادل للأفكار، تنفردُ واشنطن بذلك؛ وتضع ما تحاول روسيا بحثه مع الدول المعنية في فيينا، أمام الأسد، على طاولته في دمشق، من دون تجاهل إيران.

 

تحالف ثلاثي يُفشل هجوم داعش جنوب حلب

الطيران الحربي لعب دورًا كبيرًا

جواد الصايغ

لم يستطع تنظيم داعش المحافظة على التقدم الذي أحرزه يوم أمس في مدينة السفيرة بمحافظة حلب، بعد قيام الطيران الروسي بشن غارات عنيفة على الأحياء التي دخلها مقاتلوه في المدينة.

 

نيويورك: تمكنت قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي، وبمشاركة من مجموعات عسكرية ايرانية من إسترجاع الأحياء التي كان تنظيم داعش قد دخلها في مدينة السفيرة بمحافظة حلب. وبعد معارك عنيفة إستمرت يومين، إضطر مقاتلو داعش إلى التراجع بعد فرض سيطرتهم المؤقتة على حيي الجنينات والعزيزة شمال مدينة السفيرة، التي تعتبر من أهم المدن الإستراتيجية بريف حلب الجنوبي.

 

دور الطيران الروسي بتراجع داعش

 

وقال حسين الخطاب مدير مركز السفيرة الإخباري، لموقع “إيلاف”، “حاول تنظيم الدولة الدخول إلى مدينة السفيرة والسيطرة عليها يوم أمس ولكنه إضطر للإنسحاب بسبب القصف الشديد الذي قام به الطيران الروسي والسوري واستهدف حي الجنينات شمال مدينة السفيرة”.

 

عملية انغماسية ساعدت التنظيم

 

وأضاف، “التنظيم كان قد دخل الى حي الجنينات وحي العزيزة بواسطة عملية انغماسية نفذها عدد من عناصره”، متابعا،” هجوم داعش انطلق من قرية الصبيحية باتجاه حي الجنينات، ومن الصالحية باتجاه حي العزيزية، وجدير بالذكر ان هاتين القريتين تقعان في الطرف الشمالي للمدينة”.

 

وأكد مدير مركز السفيرة، “مشاركة مجموعات ايرانية الى جانب قوات النظام في عملية استعادة الاحياء التي سيطر عليها داعش”.

 

تعزيزات إيرانية

 

وكان المركز قد أشار “إلى أنّ عددًا كبيرًا من المليشيات الإيرانية تم سحبها من الريف الجنوبي لحلب لتعزيز جبهة السفيرة، وتمركزت هذه القوات حول دوار سوق الهال لحماية رتل عسكري أرسل إلى مطار كويرس، كما تم ارسال مجموعات الى خناصر لاستعادة الطريق الإستراتيجي الذي يربط حلب بمحافظة حماة، وتستخدمه قوات النظام لإرسال التعزيزات إلى أماكن تواجدها في حلب”.

 

أهمية المدينة الاستراتيجية

 

وقال الناشط “أن مدينة السفيرة تعتبر من اهم النقاط الإستراتيجية لجميع المتقاتلين (النظام، الجيش الحر، وداعش)، ومن يسيطر عليها يمسك امور وزمام الحرب في حلب كونها تaحوي على معامل الدفاع”، مضيفا،” النظام في الوقت الحالي يدير جميع معاركه في حلب من مدينة السفيرة”.

 

«الغارديان»: دعوة إيران للمباحثات السورية تحول كبير في سياسة واشنطن وحلفائها

ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد

تمثل دعوة لإيران للمشاركة في محادثات بشأن مستقبل سوريا تحولا كبيرا للغاية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب، هو وتحول من شأنه أن يسعد قلب الرئيس السوري «بشار الأسد». كما أنه سوف ينظر إليه على أنه علامة أخرى أن الأمور تسير في طريقها في أعقاب التدخل العسكري الروسي.

 

وعلى افتراض بأن طهران سوف تقبل الدعوى، ومن الصعب علينا أن نجد سببا لعدم القبول بها، فإنه بذلك سوف يكن لها دور رسمي للمرة الأولى في حسم أعنف أزمات الربيع العربي المستمرة منذ 4 سنوات. ونظرا لكونها أقوى حلفاء «الأسد» الإقليميين، فمن المفترض أنها ستبدي تبدي تعاطفا واسع النطاق مع موقفه.

 

على عكس الدول التي تدعم الجماعات المتمردة المناهضة للأسد، فقد اتخذت إيران رؤية استراتيجية بلا تردد نحو الأزمة. وتستمر طهران في تقديم الدعم إلى دمشق بهدف رعاية مصالحها الخاصة. وقد قدمت طهران المليارات من الدولارات نقدا وفي صورة قروض فضلا عن تقديم المشورة والخبرة. ويمكن لإيران الآن أن تنضم إلى محادثات السلام السورية بعد أن أسقطت الولايات المتحدة معارضتها للأمر منذ فترة طويلة.

 

وقد كان دور إيران العسكري في سوريا غامضا لكنه حيوي. بداية من نشر الحرس الثوري كمستشارين والإشراف على الهجمات التي يقوم بها حزب الله اللبناني والمقاتلون الشيعة من مناطق بعيدة مثل العراق وأفغانستان وباكستان. وقد قامت إيران بتعزيز أدوارها خلال الأسابيع الأخيرة من خلال مشاركة قواتها في هجوم «الأسد» ضد حلب. كما أنها قد بدأت تعاني خسائر كبيرة بدأ الناس يشعرون بها في إيران.

 

موقف إيران الرسمي هو أنه يؤيد التوصل إلى حل سياسي للأزمة، ولكن على عكس روسيا فإنها لم تبد أبدا تأييدها لفكرة انتقال سياسي يستبعد «الأسد». هذه الفكرة الغامضة جاءت في صميم بيان جنيف في يونيو/ حزيران 2012، وهي أساس كل الجهود الدولية لإيجاد طريقة للخروج من المأزق.

 

«في أي عملية سياسية، فإن أي دور لبشار الأسد ربما يكون مهما». وفقا لنائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبد اللهيان» في مقابلة مع الجارديان خلال الأسبوع الماضي.

 

«نحن لا نعمل لإبقاء الأسد في السلطة إلى الأبد، لكننا ندرك جيدا دوره في مكافحة الإرهاب والوحدة الوطنية لهذا البلد. شعب سوريا سوف يتخذ القرار النهائي. وأيا كان ما سيتخذونه فإننا سوف نقره».

 

وتسبب توجيه الدعوة إلى طهران في استياء من كل من المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان التي تخشى من نفوذها المتزايد في العراق واليمن ولبنان والبحرين، وكذلك سوريا. الرياض منعت بقوة الجهود المبذولة لدعوة إيران إلى المحادثات السابقة التي رعتها الأمم المتحدة. حقيقة أن الملك «سلمان» قد سمح بهذا الأمر تعكس عزم الولايات المتحدة، والضعف واليأس السعوديين.

 

الرياض، وأيضا حلفاؤها في الخليج وإسرائيل يخشون دوما من أن اتفاق نووي تاريخي مع إيران سوف ينهي عقود من العقوبات والعزلة الدولية، كما أنه من شأنه أن يطلق العنان لإيران لتوسيع أنشطتها في أي مكان آخر.

 

جماعات المعارضة السورية، التي تدين بانتظام «الاحتلال الإيراني» لبلدهم، لن يكونوا أقل غضبا. ويرجع ذلك لأسباب أقلها أن المسلحين السنة سوف يفسرون الأمر في إطار الطائفية التي ساهمت في تعميق الأزمة المستعصية في البلاد. ما وراء الاحتجاجات اللفظية، ومع ذلك، هناك القليل الذي يمكن القيام به حيال الأأمر.

 

وقد ألمحت إيران أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة أنها تستحق وضعا في المباحثات أفضل مما تتمتع به حاليا. أنها تريد أن تقوم بدورها، وفقا لشروطها، في حل الأزمات المتعددة في المنطقة بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ويبدو أنها تعكس تقدما كبيرا.

المصدر | الغارديان

 

قبل يوم واحد من اجتماع موسع في فيينا..

الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا يجتمعون غدا لبحث الأزمة السورية

أوضح مصدر في وزارة الخارجية الروسية بأن العاصمة النمساوية فيينا ستشهد في اليومين المقبلين لقائين دوليين مخصصين لتسوية الأزمة في سوريا.

 

وقال المصدر اليوم الأربعاء إنه من المخطط غدا عقد لقاء وزاري رباعي يضم روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، فيما سيعقد الجمعة لقاء موسع يتم الآن تحديد قائمة المشاركين فيه.

 

وذكر سابقا أنه سيتم توجيه الدعوة للمشاركة في المحادثات إلى كل من إيران ومصر ولبنان.

 

هذا وسيعقد اجتماع وزاري يوم الجمعة القادم في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن الأزمة السورية ستشارك فيه روسيا إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا، كما من المتوقع مشاركة إيران أيضا.

 

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «جون كيربي»، مساء أمس الثلاثاء، أن بلاده تتوقع دعوة إيران لحضور الاجتماع، إلا أنه قال إن المسألة عائدة لإيران في قبول أو رفض الدعوة.

 

وأضاف المسؤول الأمريكي: «نتوقع أن يتم دعوة إيران لحضور هذا الاجتماع في فيينا باعتبارها جهة ذات علاقة وليست من الشركاء الرئيسيين»، رافضا الإفصاح عن الجهة التي ستقوم بتوجيه الدعوة.

 

ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» واشنطن اليوم الأربعاء متوجها إلى فيينا للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الأطراف بشأن الأزمة السورية ستعقد الجمعة في العاصمة النمساوية.

 

وعقدت محادثات مماثلة الجمعة الماضية في فيينا ضمت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.

 

واشنطن تسعى لإشراك إيران وأوباما يتصل بالملك سلمان

«فيينا 2»: خطوات متقدمة للحل السوري

شكلت المملكة العربية السعودية في الساعات الماضية محور اتصالات روسية – أميركية استعداداً لاجتماع فيينا بعد غد الجمعة، الذي توقعت مصادر ديبلوماسية عربية في موسكو أن يشهد خطوات متقدمة. فبعد 24 ساعة على محادثة بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تلقى خادم الحرمين مساء أمس اتصالاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث الزعيمان خلاله «العلاقات الثنائية بين البلدين وأوضاع المنطقة، بالإضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية« وفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، فيما أعلن البيت الأبيض التوافق على زيادة دعم المعارضة السورية المعتدلة، بعدما كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن طهران سوف تشارك في اجتماع فيينا المقبل.

 

المصادر الديبلوماسية العربية قالت لـ»المستقبل» إن التعاون الروسي ـ السعودي في أوجه، وقد توج بـ3 اتصالات بين الرئيس الروسي والملك السعودي خلال أقل من أسبوع. وأضافت المصادر أن الهدف من تكثيف التواصل هو رفع التهمة عن موسكو بأنها دخلت طرفاً مع الشيعة ضد السنة.

 

وتقول المصادر إن موسكو تريد حلاً سياسياً سريعاً للأزمة السورية، وهذا غير ممكن إلا بالتعاون مع الرياض، أما سعي روسيا وراء الحل السريع فسببه اكتشافها بعد شن الغارات الجوية أن لا وجود فعلياً لجيش الأسد على الأرض، وهو أمر دفع الروس أيضاً إلى التفكير جدياً بالتعاون مع المعارضة المسلحة.

 

وكشفت المصادر أن اجتماعات فيينا بعد غد الجمعة ستشهد خطوات كبيرة إلى الأمام في إطار تحديد القوى التي ستشارك في الحكومة الانتقالية من المعارضة ومن النظام، والتي ستشكل بناء على اتفاق «جنيف1».

 

وأكدت المصادر أن اجتماع فيينا الأخير حقق خطوات متقدمة جداً، لكن أطراف الاجتماع الأربعة اتفقوا على التكتم لضمان نجاح هذه الخطوات.

 

ويبقى السؤال: ما هو مصير الأسد، وهذا أمر خاضع لنقاش مستمر، وهناك وفد روسي سيزور دمشق الأسبوع المقبل لوضع الأسد في صورة مستجدات المفاوضات.

 

وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة ترغب أن تشارك إيران في المفاوضات المقبلة، إلا أن المملكة العربية السعودية ترفض ذلك، بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن من المتوقع توجيه دعوة لإيران للمشاركة في محادثات متعددة الأطراف يوم الجمعة لبحث الصراع في سوريا في حوار يهدف للتوصل إلى إطار عمل لانتقال سياسي بالبلاد.

 

وأبلغ مسؤول بالمنطقة «رويترز« أن إيران تلقت بالفعل دعوة من الولايات المتحدة وروسيا وأن حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني سيحضر المحادثات بينما لا تزال مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موضع بحث.

 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية في وقت سابق الثلاثاء أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الإيراني جواد ظريف ناقشا في مكالمة هاتفية سبل حل الأزمة السورية. وقالت الوزارة إن لافروف تحدث أيضاً إلى نظيره الأميركي جون كيري.

 

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في إفادة صحفية إن كيري سيسافر إلى فيينا لحضور المحادثات وسيتوجه منها إلى آسيا الوسطى لحضور اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف مع نظرائه في المنطقة.

 

وأوضح المتحدث أن من المتوقع مشاركة 12 مسؤولاً في محادثات سوريا.

 

وقال كيربي إن مختلف البلدان تأمل أن تصل في النهاية إلى اتفاق حول «إطار عمل متعدد الأطراف لعملية انتقال سياسي ناجحة في سوريا تقود إلى حكومة لا يقودها بشار الأسد«. وأضاف قائلاً «ستجرى محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف في فيينا الجمعة ولا نزال نعمل على (تحديد) المشاركين«.

 

لكن ديبلوماسياً غربياً قال إن قرار دعوة إيران نوقش في بادئ الأمر مع السعودية.

 

وقال البيت الأبيض أيضاً إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل السعودي التزما بزيادة الدعم «للمعارضة السورية المعتدلة» خلال اتصال هاتفي الثلاثاء لكن لم يتضح هل تطرق الزعيمان إلى اجتماع فيينا.

 

وأكد الزعيمان حسب البيت الأبيض، الحاجة إلى التعاون في محاربة متشددي تنظيم «داعش». وأضاف في بيان أن الزعيمين رحبا أيضاً بالتزام الأطراف في الحرب اليمنية بجولة ثانية من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة.

 

وقال «تعهد الزعيمان بأن يظلا على اتصال وثيق في ما يتعلق بهذه القضايا والموضوعات ذات الصلة وأكدا مجدداً الشراكة القوية والمستمرة بين الولايات المتحدة والسعودية«.

 

وبرغم معارضة واشنطن لدعم إيران و«حزب الله« للرئيس السوري إلا أنها تصر على مشاركة طهران في المحادثات المرتبطة بمستقبل سوريا.

 

وكان مسؤول عسكري أميركي كبير قال في وقت سابق الثلاثاء إن لإيران أقل قليلاً من ألفي عسكري في سوريا يدعمون الأسد. وقال كيربي «ستوجه دعوة لإيران للمشاركة. الآن سواء شاركوا أم لا فالقرار عند الزعماء الإيرانيين«.

 

واستباقاً لما سيجري في جنيف، سعى الأسد الى التذكير بوجوده، وقال مكتبه إن المبادرات السياسية لن تفلح في سوريا قبل القضاء على الإرهاب، في تمسك من جانب حاكم دمشق بموقفه من سبل إنهاء الحرب بعد أن دعاه حلفاؤه الروس الى إجراء انتخابات جديدة.

 

وقال البيان الصادر عن مكتب الأسد «إن أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبنٍ من قبل الدولة«. وأضاف البيان أن الأسد أكد مراراً «أن القضاء على الإرهاب» يجب أن يجيء قبل أي مبادرات.

 

وفي باريس اجتمع أمس ممثلون عن المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانبا بدعوة من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لمناقشة الشأن السوري.

(«المستقبل»، أ ف ب، رويترز، العربية)

 

طهران تقرّ بوجود قوات قتالية في سوريا

أقرت إيران بوجود قوات قتالية لها في سوريا واعترفت بأن وجود عدد كبير من مستشاريها في الميدان هو السبب في زيادة عدد القتلى، الذين سقط منهم المزيد في الساعات والأيام الأخيرة.

 

وأكد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، امس، وجود قوات إيرانية مقاتلة في سوريا لدعم بشار الأسد، وقال إن القوات الإيرانية موجودة على أرض المعركة في سوريا لتتمكن من تقديم استشاراتها العملية بدقة وهذا سبب ازدياد عدد القتلى من الحرس الثوري.

 

وقال سلامي في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإيراني، إن «الجيش السوري كان بحاجة الى مكمل كقوات التعبئة وقد أدخلنا هذا الامر في النظام الدفاعي السوري»، مبيناً أنه «لو لم تكن قواتنا تواجه الارهاب التكفيري في سوريا لكان عليها ربما ان تواجهه في مناطق أخرى«. وأوضح أن «الحرس ساعد الحكومة السورية على أربعة مستويات وقد رفع مساعداته في الأيام الأخيرة من ناحية الكم والكيف«.

 

وتعلن إيران يومياً عن سقوط قادة العسكريين من الحرس الثوري وقوات التعبئة «الباسيج» الذين يقتلون على يد المعارضة السورية في عدد مناطق النزاع السورية.

 

وفي هذا السياق، أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، امس، أن اثنين من عناصر الحرس الثوري قتلوا أمس خلال مواجهات مع المعارضة السورية في حلب.

 

وذكرت وكالة أنباء «مشرق نيوز» المقربة من الحرس أن جبار عراقي من محافظة الأهواز (جنوب إيران)، وبويا ايزدي، وحميد رضا دائي من محافظ أصفهان (وسط إيران) قتلوا أمس خلال مواجهات مع «الجماعات التكفيرية» في إشارة إلى المعارضة السورية.

 

كما أعلنت دائرة الإعلام والعلاقات العامة التابعة للحرس الثوري أمس، مقتل أحد قادتها يدعى السيد وحيد نومي في محافظة صلاح الدين شمال العراق.

 

كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أول من أمس، مقتل قائد في قوات التعبئة «الباسيج» التابعة للحرس الثوري في سوريا خلال معارك جرت مع المعارضة السورية يوم الاحد.

 

وأعلنت إيران الجمعة، مقتل مقاتلين ايرانيين اخرين في سوريا بينهما حارس خاص سابق للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.

 

وأعلنت وكالة «فارس« أمس مقتل سجاد طاهراني هو أحد قادة «فيلق القدس« ومستشار الجنرال قاسم سليماني الذي كان يستقل طائرة أسقطها الثوار في ريف حلب، وقتل معه الضابط الطيار روح الله عمادي باشكلائي.

 

ويؤكد سقوط هذا العدد الكبير من القتلى، ضلوع متعاظم لإيران في الحرب السورية، ويثير جدلا بين رواد الانترنت الايرانيين. ولم يتردد بعضهم في طرح تساؤلات حول هذه الاستراتيجية.

 

وقال المحلل السياسي الايراني القريب من السلطة امير محبيان ان «الروس يقصفون من الجو ولكن لا بد من هجمات برية». ولم يستبعد من هذا المنطلق ارسال قوات ايرانية برية: «لا خيار لدينا ونحن جاهزون لذلك»، واصفا هذا الامر بأنه «خيار استراتيجي» لشل القدرات القتالية لتنظيم «داعش» وتجنب حرب شاملة.

 

وكتب احد رواد الانترنت «علينا الا نخسر قادتنا بهذه السهولة» متحدثا عن «خطأ». ورد عليه اخر «صديقي، ليس للاسلام حدود، علينا ان نساعد المظلوم الذي يحتاج الى مساعدة اينما كان».

 

وابدى العديد من هؤلاء الرواد استعدادهم لـ«التطوع» لمقاتلة التنظيمات المسلحة «بمجرد اشارة» من المرشد الاعلى علي خامنئي.

 

لكن احدهم ويدعى حسن هادي طلب منهم التريث، فقد سبق له الذهاب الى سوريا «لفترة معينة» ولاحظ ان القتال هناك مسألة «معقدة» تتطلب قدرات محددة.

 

واعتبر انه ينبغي معرفة «ثقافة» البلاد، «اللغة العربية مع اللهجة السورية، فضلا عن معرفة جيدة بالمناطق واحياء مختلف المدن» اضافة الى «المبادئ الاساسية لحرب الشوارع في مدن سوريا الرهيبة».

(«المستقبل»، الهيئة السورية للإعلام، السورية نت، رويترز)

 

الجبير: سنبحث حلا لأزمة سوريا دون الأسد  

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم الأربعاء إن مجموعة من الدول التي تدعم المعارضة المسلحة في سوريا ستجتمع في فيينا يوم الجمعة، سعيا لإيجاد حل سياسي يتضمن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد السلطة.

 

وأضاف الجبير في مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية الرياض، “غدا سيكون هناك اجتماع في فيينا يشمل الدول الأربع: المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، لتنسيق الموقف، ومن ثم يليه اجتماع يوم الجمعة مع مجموعة موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية”.

 

وأوضح أن الاجتماع “سيشمل دولا أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول في ما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد”.

 

وأكد الجبير أن اجتماعات فيينا “تهدف إلى اختبار جدية إيران في إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا”، مضيفا أن “لدينا خيارات أخرى إذا أصرت إيران على موقفها إزاء سبل حل الأزمة السورية”.

 

وأشار إلى أن الدول المتحالفة ترى أهمية “حل سياسي على أساس جنيف 1، يؤهل لانتخابات لا يكون للأسد أي دور فيها”، مؤكدا أنه “لا مكان للأسد في مستقبل سوريا”، وأن “الشعب السوري سينتصر في نهاية الأمر”.

 

وقال إن السعودية “ملتزمة بالدعم للمعارضة السورية المعتدلة”، مضيفا أن الدول المتحالفة حول سوريا تسعى لتوحيد الصف والبحث عن مستقبل أفضل لها.

 

أما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، فقال في المؤتمر الصحفي نفسه إنهم يبحثون تقريب وجهات النظر بين روسيا وإيران من جهة وبين دول المنطقة إزاء مستقبل الأسد، دون أن يلح على ضرورة ذهاب الأسد قبل أي حل.

 

من جهة أخرى، قال الجبير إنه يرى مؤشرات على أن حرب اليمن في طريقها للانتهاء، وأكد أهمية إيجاد حل سياسي مساير لعمل إنساني هناك.

 

كما أكد هاموند في موضوع اليمن أن بريطانيا مستعدة لتقديم المساعدة بأي شكل لتعزيز النفاذ إلى الموانئ والمرافئ، مع ضمان عدم مرور شحنات السلاح إلى اليمن عبر العون الإنساني.

 

السعودية وسوريا.. هل من خيارات عسكرية؟  

هيا السهلي-الدمام

 

استبعد سياسيون وخبراء عسكريون سعوديون تدخل بلادهم عسكريا في سوريا على غرار “عاصفة الحزم” التي تقودها باليمن، مشيرين إلى أن الأمر قد يتوقف عند تحديد مناطق آمنة للمعارضة ودعمها بالسلاح النوعي.

 

وذهب الخبراء إلى أن المملكة لا تستطيع خوض حرب أخرى تستنزف قدراتها التي سخرتها في حربها على الحوثيين في اليمن.

 

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه “لا مستقبل للأسد في سوريا”، مضيفا أن هناك خيارين من أجل التسوية هناك، إما عملية سياسية تفضي لتشكيل مجلس انتقالي، وإما خيار عسكري ينتهي أيضا بإسقاط بشار الأسد.

 

ويرى رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر أنه “لا يوجد خيار عسكري مباشر للمملكة في التعامل مع الوضع السوري كما حدث بالتدخل عسكريا في اليمن لإنهاء الانقلاب الحوثي”.

 

ويرى بن صقر في حديثه للجزيرة نت، أن خيار عاصفة الحزم كان ممكننا لوجود حدود سعودية مشتركة مع اليمن تقارب 1500 كيلومتر، تسمح بعملية “التدخل المباشر”.

تسليح المعارضة

ويعتقد بن صقر أن الخيار العسكري السعودي في سوريا يكمن بعامل أساسي يتمثل في تجاوز الفيتو الدولي المفروض على زيادة السلاح النوعي للمعارضة السورية المسلحة، وخاصة الفصائل التي توصف بـ”المعتدلة”، وهو ما قد يساهم في تغيير موازين القوى العسكرية على أرض المعركة.

 

ويقول بن صقر إن نوعية السلاح المطلوبة لا تعد من الأسلحة المتقدمة تكنولوجيا، بل هي أسلحة يتكرر وجودها في الصراعات المسلحة، ولكن السياسة الغربية منعت وصولها إلى المعارضة.

 

ويبين بن صقر أن هذه الأسلحة تشمل الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات ذات الارتفاعات المنخفضة، وهي لا تهدد العمليات الجوية للتحالف الدولي، ولكنها تحدّ من حرية مروحيات النظام.

 

كما تشمل أيضا القذائف المضادة للدروع ومدفعية الهاون المتوسط ووسائل الاتصال ومناظير القتال الليلي وغيرها من المعدات التي سيؤدي استخدامها للحد من حركة قوات النظام السوري بشكل كبير.

 

وفي السياق يستبعد القائد السابق لكلية القيادة والأركان اللواء الدكتور ركن شامي الظاهري التدخل العسكري، ويرجع ذلك إلى أن “بشار الأسد في أيامه الأخيرة، وهو ما بدا في التدخل الروسي والإيراني بكثافة مؤخرا، كما أن كلفة الحرب البشرية والمادية عالية، خصوصا في ظل الحرب على الحوثيين في اليمن”.

 

ويقول الظاهري للجزيرة نت إنه “لا يجب اللجوء إلى الخيار العسكري إلا إذا استنفدت جميع الخيارات الأخرى”.

 

وأكد الظاهري أن الأولوية القصوى للمملكة هي التركيز على الحرب في اليمن وعدم خوض حربين، علما بأن “انتصار التحالف في اليمن سيحقق على المدى البعيد انتصاراً في سوريا والعراق ولبنان لأنه انتصار على إيران”.

 

ومع ذلك أشار الظاهري إلى أنه لا بد من دور عسكري ضد الأسد، لأن الحلول السياسية والدبلوماسية المطروحة حاليا في صالحه.

بدائل عسكرية

غير أن اللواء الدكتور سعد الشهراني يرى أن الخيارات العسكرية ربما كانت موجودة -مع احتمال نجاح ضعيف- قبل تورط روسيا وإيران وحزب الله وظهور تنظيم الدولة الإسلامية، أما في هذه المرحلة فيعتقد الشهراني أن الخيار العسكري لا يتجاوز كونه تهديدا يساند ويدعم الحل السياسي.

 

ويحصر الشهراني السيناريوهات العسكرية في أحد اثنين، أولهما إنشاء تحالف تركي غربي خليجي إضافة إلى الأردن لمساندة المعارضة السورية المسلحة لإسقاط النظام السوري.

 

ويقول الشهراني إن هذا السيناريو “يتطلب محاربة التنظيمات المصنفة إرهابية، ويبدو أن الجميع يدرك مخاطر هذا السيناريو خاصة بعد أن تدخلت روسيا بشكل مباشر في الأزمة السورية”.

 

ولا يعتقد الشهراني أن الغرب يرى هذا خيارا مقبولا ومفيدا في ظل التجربة الأميركية في العراق.

 

أما السيناريو الثاني فيتمثل -وفق الشهراني- في تحديد مناطق آمنة شمالي سوريا، وإنشاء جيش تحرير وطني سوري قوي بغطاء جوي كثيف من قوات تحالف عربية تركية غربية ليقوم بالزحف على معاقل النظام وإسقاطه.

 

هل زيارة الجبير لموسكو مقدمة للحل بسوريا؟  

أشرف رشيد-موسكو

زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعاصمة الروسية موسكو ومواصلة اللقاءات بين الجانبين جددتا الآمال بإمكانية إحراز تقدم في ملف الأزمة السورية التي ما زالت تراوح مكانها بسبب تضارب المصالح الإقليمية والدولية.

وقد بدا أن الظروف الحالية في المنطقة باتت أكثر نضجا للتوصل إلى تسوية للأزمة، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مباحثات الجبير الذي التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ستتناول سبل تسوية أزمة سوريا، ومبادرة موسكو بخصوص تشكيل ائتلاف دولي واسع لمكافحة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هناك, إلى جانب ملفات اليمن والعراق وليبيا.

 

وتأتي هذه الزيارة بعد نحو أسبوع من اجتماع ثلاثي جمع الوزيرين الروسي والسعودي بنظيرهما الأميركي جون كيري في الدوحة.

 

وقد سبق هذه اللقاءات اجتماع عقد في يونيو/حزيران الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة بطرسبرغ، واعتبر المراقبون أنه يشكل مقدمة لكسر الجمود وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

 

ويقول المحلل السياسي والمستشرق أراز أخوندوف إن اللقاء بين لافروف والجبير وثيق الصلة بلقاء الدوحة الأخير، وإن المحور الرئيسي لهذا الاجتماع هو الأزمة السورية.

 

ومما يعزز هذا الطرح اللقاء الذي عقده الوزير لافروف أثناء تواجده في الدوحة مع الرئيس السابق لتحالف قوى المعارضة السورية معاذ الخطيب، مما يعني أن ثمة حراكا يجري باتجاه استقطاب أطراف الأزمة، وفق أخوندوف.

 

مقررات جنيف

وأضاف أخوندوف أن الحراك الحالي يأتي في إطار دعم الجهود التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الرامية للتوصل إلى تسوية تقوم على أساس مقررات مؤتمر جنيف2 الذي عقد في يونيو/حزيران 2012 ويتضمن تشكيل حكومة سورية انتقالية تأخذ على عاتقها إدارة البلاد وصولا إلى تسوية نهائية ضمن برنامج زمني وأجندة محددة.

 

وتقتضي مقررات جنيف2 أن تضم هذه الحكومة أعضاء من السلطة والمعارضة يتم اختيارهم دون التطرق بشكل واضح إلى مصير الرئيس بشار الأسد.

 

لكن الاتفاق اصطدم آنذاك بتضارب المصالح الدولية، كما أنه لم يحظ بموافقة مختلف الأطياف السورية، فمن المعروف أن المعارضة تعارض الحوار مع نظام الأسد قبل تخليه عن السلطة، وهو شرط ترفضه موسكو وبكين.

 

ولفت أخوندوف إلى أن الثورات المشتعلة في المنطقة ودخول اليمن حلبة الصراع ووصول خطر التنظيمات الإرهابية للسعودية عززت الحاجة للتوصل لتسوية في سوريا.

 

واعتبر أن الدول المؤثرة في الساحة السورية باتت أكثر استعدادا للتوصل إلى قواسم مشتركة ووضع خطة للحل السياسي تتفق عليها مختلف أطراف الصراع.

 

وفي ما يتعلق بالمبادرة الروسية حول التصدي التنظيم الدولة لفت إلى أن ترك الأمور على حالها يزيد من نفوذ التنظيمات الإرهابية، “ومن هنا تبرز الحاجة للقضاء عليها بالتوازي مع إيجاد حل سياسي”.

 

أميركا وإيران

من جهته، يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط يوري زينين أن تحسن العلاقات بين موسكو والرياض يأتي كنتيجة طبيعية للتقارب الأميركي الإيراني بعد توقيع الاتفاق النووي.

 

وأشار إلى أن اشتعال منطقة الشرق الأوسط بالحروب ودخول اليمن على الخط وبالتالي ظهور تهديدات للأمن السعودي عزز حاجة الرياض لدور روسي إيجابي يمكن أن يؤثر على طهران التي تدعم الحوثيين.

 

وأضاف أن التقارب السعودي الروسي سيتواصل ويتزايد بناء على توجه سعودي جديد، وقد ظهر ذلك من خلال الكم الكبير من اتفاقات التعاون الاقتصادي والعسكري التي تم التوقيع عليها أثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان لموسكو مؤخرا، وتبادل دعوات الزيارة بين بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز.

 

لكنه عبر عن اعتقاده أن موسكو ستتمسك في مباحثاتها بثلاثة بنود أساسية، وهي أن الشعب السوري وحده هو المخول بتحديد مصير الأسد، واستبعاد “التنظيمات الإرهابية” من أي أدوار في أي توزيع لاحق للسلطة وعدم تحويل سوريا إلى قاعدة لتصدير الإرهاب، “ولا سيما في وجود أعداد كبيرة من المقاتلين الروس من جنوب القوقاز”.

 

ولفت إلى أن روسيا ستحاول إقناع السعودية بضرورة إشراك إيران في الحل بما يضمن وضع خطة طويلة الأمد وقابلة للتنفيذ.

 

مدير سي آي أي: موسكو تريد بالنهاية رحيل الأسد  

أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان عن ثقته برغبة روسيا في نهاية المطاف برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد لإيجاد حل للنزاع في سوريا، ولكنه أوضح أن السؤال “متى وكيف سيتمكنون من دفعه للخروج من المشهد؟”.

 

وفي كلمة برينان أثناء مؤتمر في جامعة جورج واشنطن بشأن الاستخبارات، أشار إلى أنه رغم تصريحات الروس فإنه يعتقد أنهم “لا يرون الأسد في مستقبل سوريا”.

 

كما أعرب برينان في المؤتمر الذي عقد في واشنطن الثلاثاء -واطلعت الجزيرة نت على نص مداولاته من الفيديو المنشور على موقع السي آي أي على شبكة الإنترنت- عن اعتقاده أن موسكو تدرك أنه “لا حل عسكريا في سوريا وأن هناك حاجة إلى نوع من عملية سياسية”.

 

واعتبر المسؤول الاستخباراتي الأميركي المفارقة في الموقف الروسي أن موسكو تعتقد أن عليها تقوية الأسد أولا قبل أن يصبح بالإمكان إزاحته.

 

وأشار إلى أن روسيا تريد أولا الحصول على مزيد من النفوذ والتأثير في سوريا قبل التوجه نحو “عملية سياسية تحمي مصالحها” في هذا البلد.

 

وتحتفظ موسكو بقاعدة عسكرية بحرية في مدينة طرطوس على الساحل السوري هي الوحيدة لها المطلة على البحر المتوسط.

 

وبخصوص الوضع الميداني في سوريا اعتبر برينان أن هدف موسكو كان أولا تخفيف الضغط عن قوات الأسد من فصائل المعارضة المسلحة خاصة في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط).

 

لكن الروس اكتشفوا أن تحقيق تقدم ضد قوات المعارضة السورية أصعب مما كانوا يتوقعون، بحسب برينان.

 

ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري واشنطن -اليوم الأربعاء- متوجها إلى فيينا للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الأطراف بشأن الأزمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا.

 

وعقدت محادثات مماثلة الجمعة الماضية في فيينا ضمت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.

 

وقد أعربت واشنطن أمس عن أملها أن تتم “دعوة” إيران للمشاركة في محادثات فيينا التي ستضم نحو عشر دول.

 

قسوة الشتاء بحلب.. رحلة الخوف ورائحة الموت  

نزار محمد-حلب

بخوف وقلق يراقب الأهالي سير المعارك في حلب وريفها، لكن أمرا آخر ينافس المعارك في تفكيرهم، ألا وهو فصل الشتاء الذي يحل ثقيلا على أهالي المدينة دون أن تتمكن كثير من العائلات من التجهيز لاستقباله.

وبحسب المركز السوري لحقوق الإنسان، فقد شهدت سوريا خلال الأعوام الماضية حالات عدة من الوفيات بسبب البرد في فصل الشتاء، من بينها عشرون حالة خلال العام الماضي.

 

وفي ظل الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، بات قطع الأشجار للحصول على الحطب هو الحل الأمثل لمعظم الأسر الفقيرة للتدفئة في الشتاء، في ظل ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة توفيره، بينما لجأت أسر أخرى لشراء الملابس المستعملة.

 

ويخشى أهالي ريف حلب من انقطاع الخطوط التجارية الواصلة إلى المدينة، سواء من نظام بشار الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قد يؤدي لارتفاع كبير في أسعار المواد الخدمية والاستهلاكية.

 

أوضاع صعبة

“أكثر ما قد ينعكس على الأهالي في فصل الشتاء سلبا هو أن تحاصر قوات النظام المدينة، أو أن يقطع تنظيم الدولة الإسلامية الطريق الواصل بين ريفي حلب الشرقي والشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة، والذي يستخدم لاستيراد المحروقات”، هذا ما أكده مدير المكتب الإعلامي في الدفاع الوطني خالد الخطيب.

وأكد الخطيب للجزيرة نت أن الأهالي يعتمدون بشكل رئيسي على السولار (المازوت) في التدفئة بسبب نفاد الحطب من الأسواق، بعد توقف معامل الأخشاب عن العمل وقطع الأشجار المستمر في الحدائق والبساتين.

 

وتعتمد بعض العائلات الحلبية على تخزين كميات الوقود والحطب في الصيف -لأنها تكون أرخص- ليتم استهلاكها في الشتاء، مثل أبو حسن حداد الذي لم يتوانَ عن ادخار كمية من الحطب استعداداً لاستقبال فصل الشتاء.

 

وقال أبو حسن للجزيرة نت “الحطب المتوفر لدي يكفيني شهرا واحدا فقط على أكثر تقدير، فقد كنت في السابق أجلب الحطب من ورش المفروشات والمعامل التي تعمل بالأخشاب، لكن الآن لا يوجد أي أحد يعمل بهذا المجال، لأن معظم أشجار الحدائق تم قطعها خلال السنوات الثلاث الماضية”.

 

وأكد أبو حسن أن الأهالي غير القادرين على شراء المازوت يبحثون عن أكياس النايلون والمواد البلاستيكية والأحذية القديمة في شوارع حلب، لاستخدامها وقودا للطهي والتدفئة.

 

أعباء مالية

من جانبه، أكد أبو محمد غزال ابن حي كرم الجبل في حلب، “أن تكاليف التدفئة في حلب وريفها تتجاوز الدخل الذي يجنيه معظم أبناء المدينة، لذلك يكتفي البعض بشراء الطعام والشراب فقط”.

 

وأضاف للجزيرة نت “ثمن اللتر الواحد من المازوت مئتا ليرة سورية، وليس لدي قدرة على تغطية مصاريف التدفئة، لذا ننتظر عودة التيار الكهربائي بفارغ الصبر كي نشغل المدفأة الكهربائية، وفي كثير من الأحيان نضطر لاستخدام الأغطية من أجل أن ننعم بعض الدفء”.

 

وتابع “في الشتاء الماضي بادرت منظمات بتوزيع كمية من الحطب على الأهالي، لكنها لم تكفِ أسبوعا واحدا، واليوم يقول لنا القائمون على المجالس المحلية إنه لا يتوفر لديهم الحطب إلى الآن”.

 

كابوس الفقراء

بدوره رأى الناشط في مركز حلب الإعلامي خليل نجار، أن فصل الشتاء يأتي ككابوس على الأهالي الفقراء الذين يعتمدون على تبرعات السلال الغذائية في معيشتهم، كون معظمهم عاطل عن العمل.

 

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن المجالس المحلية والمنظمات لا قدرة لديها على معالجة هذا الموضوع، ففي الشتاء الماضي توفي أكثر من خمسة أشخاص في حلب بسبب موجة البرد الشديد وسوء استخدام المدفئة، كما أن بعض الأهالي يضطر للطهو بواسطة حرق الأحذية القديمة، مما يسبب أمراضا، لكن يبقى من في منزله أفضل حالا ممن يقطن المخيمات.

 

وشدد على أن المبادرات التي يطلقها الناشطون أو الجمعيات الخيرية للتخفيف من معاناة المدنيين في فصل الشتاء، من خلال توزيع كميات من المازوت أو الملابس المستعملة، تظل عاجزة عن مواجهة الأزمة الكبيرة، مشيرا إلى أن المواد الموزعة لا تكفي في العادة الأسرة الواحدة لأكثر من أسبوع.

 

مغارات إدلب ملجأ السوريين من الغارات الروسية  

تحولت المغارات إلى ملجأ لكثير من العائلات السورية في العديد من مناطق ريف محافظة إدلب، في شمال غرب البلاد، وذلك جراء قصف الطائرات الروسية العنيف على مناطقهم.

 

وأصبح حفر المغارات في تلك المناطق أمراً شائعاً، باعتباره الشيء الوحيد الذي يوفر نوعاً من الأمان، في حين  يبقى النزوح الخيار الأخير لمن لا يقدر على ذلك.

 

وباتت العائلات تقضي معظم وقتها في تلك المغارات، ولا تخرج منها حتى تطمئن تماما أن الطيران غادر الأجواء، مستعينين بأجهزة اتصال لاسلكية ترتبط بمراصد قوات المعارضة السورية، التي تزودهم بمعلومات عن حركة الطيران على مدار الساعة.

 

ورصدت وكالة الأناضول إحدى المغارات بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، تعاني من ظروف صعبة للغاية: فلا كهرباء يصلها ولا ماء، فضلا عن الظروف الصحية السيئة، خاصة للأطفال.

 

وقال أحد ساكني المغارات، ويدعى أبو محمد الإدلبي، إنهم اتخذوا منها ملجأ لحماية الأطفال من القصف، مشيراً إلى أن الطيران الروسي يكاد لا يفارق أجواء المنطقة.

 

ووصف الإدلبي جو المغارة بالمزعج، حيث تضعف الرؤية مع غياب الإنارة، ويصعب نقل المستلزمات المنزلية، بسبب ضيق المكان، معتبراً أن روسيا تشن حرباً بكل معنى الكلمة على الشعب السوري.

 

وذكر أن السكان الذين لا يملكون أراضي لم يتمكنوا من حفر مغارات مما اضطرهم إلى التشرد بالطرقات والمخيمات، لافتاً إلى أن السوريين يعانون من هذا الوضع منذ أكثر من أربع سنوات.

 

يُشار إلى أن مناطق ريف إدلب الجنوبي تشهد قصفاً عنيفا مع بدء العمليات العسكرية للنظام السوري على ريف حماة الشمالي المحاذي له، ومحاولتها التقدم باتجاه إدلب بغطاء جوي روسي.

 

وقد دخلت الأزمة السورية منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وتزعم موسكو أن هذا التدخل يستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما تنفيه كل من واشنطن وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تؤكد أن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد فيها تنظيم الدولة وإنما تستهدف المدنيين وفصائل المعارضة المسلحة ومواقع للجيش السوري الحر.

 

“بوستر” بأسماء 20 ضابطا من الحرس الثوري قتلوا في سوريا

العربية.نت – صالح حميد

نشرت وكالات ومواقع في الحرس الثوري “بوستر” بأسماء وصور 20 ضابطا من الحرس الثوري قتلوا في سوريا خلال معارك شهر أكتوبر الجاري.

وجاء في البوستر الذي صممته وكالة “مشرق”، التابعة للحرس الثوري، أسماء كل من: فرشاد حسوني زاده وحميد مختاربند ونادرحميد ديلمي ومسلم خيزاب وهادي شجاع ومهدي علي دوست ومحمد استحكامي جهرمي ومجيد صانعي وكميل قرباني وحسن احمدي ومجتبی کرمي ورسول بورمراد وأمین کریمي ورضا دامرودي وعبدالله باقري ومیلاد مصطفوي ومصطفی صدرزاده وسجاد طاهرنیا ومحمد ظهیري وروح الله عمادي.

وأغلب الأسماء الواردة من المسؤولين والقادة لقوات الحرس للنظام الإيراني، كما أن هناك عددا آخر من القتلى في صفوف الحرس الإيراني ولم ترد أسماؤهم في القائمة المذكورة من أمثال رضا خاوري وبويا ايزدي ووحيد نومي.

وكانت وكالات كشفت خلال الأيام الماضية، أن عدد قتلى الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية المقاتلة تحت إمرة طهران، أكثر من 400 عنصر من الذين كانوا يقاتلون لحفظ نظام الأسد من السقوط منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011.

ومن القتلى أصحاب الرتب في الحرس الثوري، هناك ثمانية جنرالات، أبرزهم اللواء حسين همداني الذي كان يشغل منصب مساعد قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث قتل في محافظة حلب السورية في التاسع من الشهر الحالي. إضافة إلى أصحاب الرتب الرفيعة أيضاً كاسماعيل حيدري، وحسن شاطري وعبدالله اسكندري وجبار دريساوي ومحمد جمالي وحميد طبطبائي مهر.

 

“فيينا 2”.. بحث جدول زمني لرحيل الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بلاده وحلفاءها من الدول العربية والغربية تريد بحث جدول زمني محدد لرحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وذلك خلال الاجتماع المرتقب في فيينا الجمعة المقبل.

كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأربعاء، أن الدول التي تدعم المعارضة المسلحة للأسد ستجتمع في فيينا يوم الجمعة سعيا لإيجاد حل سياسي يتضمن مغادرته للسلطة.

 

وسينضم إلى الاجتماع، الرامي إلى بحث النزاع السوري، فرنسا وإيران ومصر والعراق ولبنان، بعد أن كانت قد غابت عن اللقاء الأول الذي عقد قبل أسبوع وضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية.

 

وانتهى الاجتماع الأول وسط تمسك كل من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية على ضرورة عدم لعب الأسد أي دور في سوريا المستقبل، وإصرار روسيا، التي تدعم الرئيس السوري، على أن الكلمة الفصل هي للسوريين.

 

كما طالبت روسيا خلال الاجتماع السابق بانضمام إيران، الحليف الأساسي للأسد، والتي لم تشارك مطلقا في أي محادثات دولية حول تسوية الحرب السورية المستمرة منذ 2011، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص.

 

والثلاثاء، عقد فابيوس في باريس اجتماعا مع مندوبين عن السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وتركيا، ليخرج عقب اللقاء بالتأكيد على موقف موحد بشأن مصير الأسد.

 

 

 

وقال الوزير الفرنسي في بيان “تشاورنا حول سبل التوصل إلى مرحلة سياسية انتقالية تضمن رحيل بشار الأسد وفقا لجدول زمني محدد”، وهو الأمر الذي لم يتفق عليه وزراء خارجية موسكو والرياض وواشنطن وأنقرة في “فيينا 1”.

 

يشار إلى أن “فيينا 2” سيسبقها مساء الخميس اجتماع رباعي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه الأميركي، جون كيري، والسعودي، عادل الجبير، والتركين فريدون سينيرلي أوغلو، حسب مصدر دبلوماسي روسي.

 

السعودية: يجب الوصول إلى حل للأزمة السورية يضمن رحيل الأسد.. وبريطانيا: سنبحث تقريب وجهات النظر بين إيران وروسيا ودول المنطقة

السعودية: يجب الوصول إلى حل للأزمة السورية يضمن رحيل الأسد.. وبريطانيا: سنبحث تقريب وجهات النظر بين إيران وروسيا ودول المنطقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأربعاء، على ضرورة التوصل إلى حل للأزمة السورية يتضمن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

 

وقال الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، في الرياض إنه “سيكون هناك اجتماع الخميس في فيينا يشمل الدول الأربع: المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، لتنسيق الموقف، ومن ثم يليه اجتماع الجمعة مع مجموعة موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية”.

 

وأضاف أن الاجتماع “سيشمل دولا أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد”. وتابع أن اجتماعات فيينا “تهدف إلى اختبار جدية إيران في إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا”.

 

وأكد الجبير أنه “لا مكان للأسد في مستقبل سوريا”، وأن “الشعب السوري سينتصر في نهاية الأمر”، مشددا على أن السعودية “ملتزمة بالدعم للمعارضة السورية المعتدلة لتمكينها من تغيير الوضع على الأرض”، معتبرا أن “الحل في سوريا واضح وهو رحيل بشار إما سياسيا أو عسكريا”.

 

من جانبه، قال هاموند إنهم يبحثون تقريب وجهات النظر بين روسيا وإيران من جهة وبين دول المنطقة إزاء مستقبل الأسد، قائلا إن “الخلاف هو على كيفية وموعد مغادرة بشار الأسد”. وأضاف: “سنبحث في فيينا كيفية التوصل إلى حل للحرب الأهلية في سوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى